الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

 

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

10ème année, N°3851 du 08.12.2010  

archives : www.tunisnews.net

الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


منظمات حقوقية تونسية:دعوة لتجمع احتجاجيّ ضد التعذيب في تونس أوقفوا التعذيب في تونس

الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين:كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب  » الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس:السّيد هاشمي بن طالب يسلّم نفسه للسلطات الأمنية  الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع القيروان:إعــــــــــــــــــــــــــــلام مراسلون بلا حدود تستنكر محاكمة صحفيّي راديو كلمة ينفرد السبيل أونلاين بنشر النص الكامل لوثائق « وكيليكس » دون التعليق عليها – التقرير الثاني كلمة:قفصة: اعتداء على عون أمن واستيلاء على سلاحه الصباح:أحدها يثير جدلا:بعد غد النظر في صحة الترشحات لمكتب جمعية القضاة الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة سوسة:دعوة كلمة:مؤتمر أمني عربي بتونس وخشية من مزيد التضييق على الانترنت المرصد التونسي:العامل والنقابي عبد الرزاق المشرقي المضرب عن الطعام في سجن الاتحاد الجهوي للشغل بنابل كلمة:تأسيس نقابة لمتفقّدي الشغل وسط تشكيك في شرعيّتها عاطف زايري:الجديد في قضيّة لطفي الهرماسي كاتب عام الأتحاد المحلي للشغل بفريانة الذي تعرّض للإعتداء من طرف كاتب عام جامعة الحزب الحاكم السبيل أونلاين:الدكتور منصف بن سالم رفض مساومة لإخراجه من السجن بداية التسعينات د. أحمد بوعزّي:الجودة في التعليم العالي بين التمنّي والواقع عماد الطرابلسي:راي في الرؤية (6) جذور الغلو رسالة الشيخ عبد الرحمان خليف:في الرد على المدعو زياد كريشان في الدولة الدينية

محمد كريشان:أمريكا وكأس العالم في قطر

الجزيرة.نت:ويكيليكس: المقرحي أطلق تحت التهديد الجزيرة.نت:سانج في مقال: الحقيقة دائما مُرة الجزيرة.نت:سليمان: الجنوب لم يشعر بفائدة الوحدة:مصر تجند عملاء للعمل بإيران الجزيرة.نت:أستراليا تتعهد بمساعدة أسانج

القدس العربي:ويكيليكس: الإمارات حرضت على حماس

القدس العربي:البرادعي يدعو إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المصرية في 2011


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  أكتوبر 2010 https://www.tunisnews.net/28Novembre10a.htm


دعوة لتجمع احتجاجيّ ضد التعذيب في تونس أوقفوا التعذيب في تونس


 ترتكب السلطة التونسية جريمة ممارسة التعذيب على المناضلين السياسيين والنشطاء الحقوقيين والإعلاميين والنقابيين، وهذا التعذيب المتواصل منذ عقود هو منهج السلطة  الثابت في التعامل مع المعارضين، لإسكات المناضلين وارهاب الناس،  وقد أدى  ذلك الى استشهاد عدد غير قليل من التونسيين. فخلال السنوات الاخيرة تعرض المئات من الشباب التونسي  الى تعذيب وحشي بحجة  مقاومة الإرهاب اعتمادا على قانون 10 ديسمبر 2003 سيء الذكر، كما تعرض الى ذلك أيضا مناضلو الحوض المنجمي، وكان آخر ما بلغنا تصريحات مفزعة لأحد ضحايا التعذيب في تونس الطالب علي بن عون.. الذي تعرض للتعذيب بتهمة « التفكير في احياء جمعية غير مرخص لها »، هي حركة النهضة.
كما يتعرض مناضلو المعارضة والمجتمع المدني والاعلاميين الى البلطجة والمحاكمات الملفقة في محاولة لاسكات وارهاب كل الأصوات المطالبة بالحريات والحقوق، فقد حوكم الصحفي الفاهم بوكدوس بسبب تغطية احداث الحوض المنجمي واودع السجن رغم وضعه الصحي الحرج، كما يتواصل اعتقال المناضل حسن بن عبد الله و عدد من سكان المظيلة واعتقل السيدان علي الحرابي وعلي بن فرحات السجينان السياسيان السابقان واحيلا الى محاكمة صورية بحالة ايقاف بتهمة التفكير في احياء جمعية غير مرخص لها، وتعرّض القاضي صالح بن عبدالله الى بلطجة وعنف من اعوان امن تحت اشراف رئيس مركز البوليس واعتقل واحيل الى المحاكمة الملفقة كذلك.
ان المناضلين التونسيين وكل احرار العالم يرفعون اصواتهم عاليا للتنديد بهذا العنف والتعذيب الذي ترتكبه السلطة التونسية ضد المواطنين العزل المطالبين بحقوقهم الاساسية.
و بمناسبة اليوم العالمي للإعلان عن حقوق الإنسان يعتزم جمع كبير من المدافعين عن حقوق الإنسان في تونس وأوروبا تنظيم:    وقفة احتجاجية
في ساحة حقوق الإنسان بباريس(1) Parvis des droits de l’Homme Place du Trocadéro – Paris – Métro Trocadéro  يوم الخميس 09 ديسمبر 2010 على الساعة16:00 h    
احتجاجا على ما يمارسه النظام التونسي من تعذيب واضطهاد مناف لكل القيم.   ان هذا التجمع الاحتجاجي يندرج ضمن سلسلة من التحركات للمطالبة بايقاف التعذيب وانتهاكات حقوق الانسان في تونس.   لا للتعذيب…   نعم لكرامة الإنسان .. من  أجل الحقوق والحريات في تونس   الجمعيات المنظمة: جمعية التضامن التونسي جمعية الزيتونة منظمة صوت حر لجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس اللجنة العربية لحقوق الإنسان الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس س أو أس تونس / لجنة مساندة البروفيسور المنصف بن سالم المجلس الوطني للحريات بتونس جمعية ضحايا التّعذيب بتونس فدرالية التونسيين من أجل مواطنة للضفتين  

(1)  كان من المفترض أن ينظم أمام مقر رئاسة البرلمان الأوروبي ببروكسيل


الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com 43 نهج الجزيرة تونس 
تونس في 08 ديسمبر 2010

كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « 


 
* مثل اليوم  الأربعاء 08 ديسمبر 2010 أمام الدائرة الجنائية 13  بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي  الطاهر اليفرني  في القضية عدد 16178  كل من : الهادي بن المنجي بن الهادي الحجري    ( من مواليد 09/07/1983 ) و محمد عاطف بن حسن بن بوجمعة السديري ( من مواليد 26/10/1986 ) و حاتم بن الناصر بن ابراهيم الهرمي ( من مواليد 11/03/1982 ) و عبيدي بن الحفناوي بن يوسف العبيدي ( من مواليد 10/02/1981 ) و صابر بن محمد الازهر بن حمودة الظاهري ( من مواليد 05/05/1978 ) و خليل بن موسى بن مبارك القاسمي ( من مواليد 01/04/1985 ) و مهدي بن عز الدين بن الصادق نصيري ( من مواليد 13/02/1984 ) – جميعهم   بحالة ايقاف – و ذلك لمقاضاتهم من أجل تهم عقد اجتماعات غير مرخص فيها   و الانضمام الى تنظيم و وفاق له علاقة بالجرائم الارهابية و الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية  و إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي . و قد وقع استنطاق الشبان المحالين الذين أنكروا  ما نسب إليهم ، ثم ترافعت عنهم  هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة عبد الفتاح مورو و مراد العبيدي و رابح الخرايفي و سمير بن عمر و سهام الحجري و سيدة الغريبي و شاكر علوان . و قد طالب الدفاع بنقض الحكم الابتدائي القاضي بادانة المتهمين و سجنهم مددا تتراوح بين عامين و 6 أعوام و القضاء من جديد بالبراءة لتجرد التهم و لعدم توفر أركانها القانونية ، و بعد ختم المرافعات صدرت الأحكام بعد ظهر اليوم و قد قضت المحكمة باقرار الحكم الابتدائي من حيث مبدأ الادانة مع تعديل نصه و ذلك بالنزول بالعقاب المحكوم به في الطور الابتدائي الى مدد تتراوح بين 3 أشهر و 3 سنوات  .
و تجدر الاشارة الى أن أغلب الشبان المحالين في هذه القضية يقطنون بجهات الشمال الغربي .
** كما مثل اليوم  الأربعاء 08 ديسمبر 2010 أمام الدائرة الجنائية 13  بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي  الطاهر اليفرني  في القضية عدد 16244  كل من :  عمر بن البشير بن حميدة رمضاني  ( من مواليد 04/03/1987 )  و أحمد بن حسونة بن الهادي شارني  ( من مواليد 18/02/1987 ) و بهاء الدين بن علي بن خميس العمدوني  ( من مواليد 07/12/1985 ) و  طارق بن عبد الله بن حمدة العباسي ( من مواليد 20/05/1985 ) و رمزي بن نور الدين بن عمار العيادي ( من مواليد 06/03/1986 )  و كريم بن أحمد بن صالح الكلاعي  ( من مواليد 29/06/1975 )  و لطفي بن خليفة بن محمد المي   ( من مواليد 21/09/1981 ) و  – بحالة ايقاف –   و محمد بن عز الدين بن حسن قنوني  ( من مواليد 02/11/1980 ) – بحالة سراح –   و ذلك من أجل  تهم  الانضمام إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه  و عقد اجتماعات غير مرخص فيها و عدم الإشعار . و قد قررت المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 05/01/2011 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة   عبد الفتاح مورو و عبد الرؤوف العيادي  و سمير بن عمر و حسن بدر و مراد العياري . و تجدر الاشارة الى أن الشبان المحالين في هذه القضية بمنطقة دوار هيشر ، و قد تراوحت الأحكام الصادرة في حقهم في الطور الابتدائي بين 5 و 7 سنوات سجنا . *** نظرت اليوم  الأربعاء 08 ديسمبر 2010 أمام الدائرة الجنائية 13  بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي  الطاهر اليفرني  في القضية عدد 16178  كل من :   ياسين بن كمال بن محمد الهذيلي التوزاني ( من مواليد 16/03/1985 ) و أحمد بن عبد الحميد بن أحمد الشطبوري ( من مواليد 24/02/1980 ) و عمر بن خالد بن محمد طريطر ( من مواليد 01/02/1990 ) – بحالة سراح –  و ذلك من أجل الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية  و إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي  و عقد اجتماعات غير مرخص فيها  . و قد قررت المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 12/01/2010 استجابة لطلب محاميهم الأستاذ سمير بن عمر  . مع الاشارة الى أن الشبان المحالين متهمون بالدخول الى بعض المواقع الاسلامية الجهادية و تحميل بعض مقاطع عن العمليات القتالية في العراق و أفغانستان و مشاهدتها . و قد تراوحت الأحكام الصادرة في حقهم في الطور الابتدائي  بين 5 و 7 سنوات سجنا .  **** مثل اليوم  الأربعاء 08 ديسمبر 2010 أمام الدائرة الجنائية 13  بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي  الطاهر اليفرني  في القضية عدد 16180  كل من : اسماعيل بن علي بن محمد العربي عمامي ( من مواليد 17/02/1983 ) و علي بن صالح بن علي السالمي (من مواليد 08/10/1978 ) و أيمن بن صالح بن علي السالمي ( من مواليد 16/08/1985 ) و صلاح بن محمد الأزهر بن محمد الهادي غويل ( من مواليد 01/05/1985 ) و نبيل بن ابراهيم بن صالح شكري ( من مواليد 26/06/1985 ) – جميعهم   بحالة ايقاف – و ذلك لمقاضاتهم من أجل تهمة الامتناع عن اشعار السلط ذات النظر فورا بما أمكن لهم الاطلاع عليه من أفعال و ما بلغهم من معلومات و ارشادات حول ارتكاب احدى الجرائم الارهابية و تضاف للشاب الأول تهمتي  الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية  و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل ارهابي. و قد وقع استنطاق الشبان المحالين الذين أنكروا  ما نسب إليهم ، ثم ترافعت عنهم  هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة كمال الحامدي و طارق جاب الله  . و قد طالب الدفاع بنقض الحكم الابتدائي القاضي بادانة المتهمين و سجنهم مددا تتراوح بين عام و 6 أعوام و القضاء من جديد بالبراءة لتجرد التهم و لعدم توفر أركانها القانونية ، و بعد ختم المرافعات صرفت القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم اثر الجلسة   .  عن لجنة متابعة المحاكمات السياسية         الكاتب العام الأستاذ سمير بن عمر  


الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس International Campaign for Human Rights in Tunisia icfhrt@yahoo.com Tel: (0044) 2084233070- 7903274826

السّيد هاشمي بن طالب يسلّم نفسه للسلطات الأمنية


 علمت الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس أن السجين السياسي السابق السيد هاشمي بن طالب قد سلّم نفسه للسلطات الأمنية بجهة قبلي بعد ان صدر في حقه حكم بالسجن سنة و 9 أشهر.   والحملة الدولية لحقوق الانسان بتونس اذ تجدد تأكيدها على ان هذه القضية سياسية تهدف لمزيد من التضييق على السجناء السياسيين السابقين، فإنها تعبّر عن أملها في تجاوز هذه القضية في مرحلة الإستئناف بإطلاق سراح جميع المعتقلين.     الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس علي بن عرفة لندن 8 ديسمبر 2010


 الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع القيروان 
8 ديسمبر 2010 إعــــــــــــــــــــــــــــلام  

دخل مجموعة من الطلبة النشطاء التابعين للاتحاد العام لطلبة تونس و عدد من مسانديهم في اعتصام مفتوح ظهر اليوم  بكلية الآداب بالقيروان وذلك اثر تعرّض الطالب محمد مروان الرابحي ، ناشط نقابي، للاعتداء من قبل مجموعة من الغرباء على الكلية  ،  بإيعاز من طلبة التجمع، حسب مصادر طلابية . ويطالب المعتصمون أن تتحمل إدارة الكلية مسؤوليتها في:
_ التصدي لظاهرة العنف المتواصل منذ شهر تقريبا و الموجه ضد الطلبة داخل الحرم الجامعي. _ عدم السماح للغرباء عن الكلية بانتهاك  الحرم الجامعي والاعتداء على الطلبة . _ السماح للاتحاد العام لطلبة تونس بمواصلة نشاطه داخل الكلية ، وذلك بعد أن رفضت الإدارة ذلك بحجة قرب موعد انتخابات مجالس الكلية، و »عدم السماح لأي طرف بالقيام بالحملة ».
إن فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان الذي  يتضامن مع كل الطلبة المعتدى عليهم  في المدة الأخيرة،يحمّل السلطات الجهوية (السياسية والأمنية والقضائية) مسؤولياتها في إيقاف تيار العنف ،و ينبه مرة أخرى  إلى خطورة غض الطرف عن تنامي  هذه الظاهرة  والى نتائجها الوخيمة على سير الدروس وعلى  الحوار والتواصل بين الطلبة ، أي كانت اتجاهاتهم ومشاربهم السياسية.
كما يؤكد على حق الاتحاد العام لطلبة تونس في النشاط النقابي داخل الكلية وخارجها ويدعو إدارة الكلية للسماح لهم بذلك وتوخي الحوار مع  الطلبة وممثليهم المنتخبين. عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني  


مراسلون بلا حدود تستنكر محاكمة صحفيّي راديو كلمة


حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 07. ديسمبر 2010 أصدرت مراسلون بلا حدود بيانا حول محاكمة الصحفي المولدي الزوابي الذي ينتظر أن تبتّ المحكمة الابتدائيّة بجندوبة في القضيّة المرفوعة ضدّه يوم الإربعاء 8 ديسمبر الجاري.

وقال البيان أن الزوابي يواجه خطر السجن لسنتين وأنه عرف بتحقيقاته الاجتماعية في مناطق الشمال الغربي الفقيرة.
وذكّر البيان بحيثيّات القضيّة منذ الاعتداء الذي تعرّض له الزوابي مطلع أفريل الماضي من قبل المدعو خليل المعروفي وحتّى حكم محكمة الناحية بجندوبة وانحيازها للمعتدي الأصلي والشاكي في القضيّة مرورا بانقلاب الأدوار حيث وجد الزوابي نفسه في موضع المتّهم بعد أن كان الضحيّة، وهو ما كنّا تعرّضنا له في نشرات وتقارير سابقة.
واعتبرت المنظّمة هذه القضيّة مفتعلة الهدف منها معاقبة الصحافيّ على جرأته.
كما أدانت من جهة أخرى الحكم الصادر في حقّ نزار بن حسن مراسل راديو كلمة بالشّابة يوم 24 نوفمبر الماضي والقاضي بسجنه شهرين مع تأجيل التنفيذ من أجل « الثلب والاعتداء على الأخلاق الحميدة » على خلفيّة تحرّك احتجاجي سلمي نظّمته جمعيّة النهوض بالطالب الشابي يوم 27 جوان الماضي للمطالبة بحقها في التمويل العمومي.
كما ذكّرت المنظّمة بأن الصحفيّ الفاهم بوكدّوس يقبع خلف القضبان منذ 15 جويلية الماضي ويقضي فترة عقوبة بالسجن لأربع سنوات من أجل تغطيته لانتفاضة أبناء الحوض المنجمي بقفصة سنة 2008.
جدير بالتذكير أن لجنة حماية الصحفيّين بنيويورك أصدرت بلاغا تعرّضنا له في نشرتنا السابقة يطالب الحكومة التونسية بإسقاط التّهم الموجّهة ضدّ المولدي الزوابي مراسل راديو كلمة بجندوبة والشمال الغربي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 07 ديسمبر 2010)


ينفرد السبيل أونلاين بنشر النص الكامل لوثائق « وكيليكس » دون التعليق عليها – التقرير الثاني

صخر الماطري..بعض مسؤولي الحكومة التونسية لهم آراء جامدة يصعب تغييرها


السبيل أونلاين – تونس – تقرير خاص
كشفت الوثائق الأمريكية التي نشرها موقع « وكيليكس » حول تونس ، والمصنفة « سري للغاية ولا يجوز تحت أي ظرف من الظروف إطلاع أي طرف أجنبي عليها » ، فحوى اللقاءات التي جمعت صهر الرئيس التونسي ورجل الأعمال محمد صخر الماطري بالسفارة الأمريكية في تونس .
ومن بين اللقاءات المذكورة في الوثائق السرية الأمريكية ، اللقاء الذي تمّ بتاريخ 26 ماي 2009 ، ضمن دعوة من السفر الأمريكي بتونس روبير عوديك حضرها صخر الماطري ، وبعض التونسيين الذين لم يكشف عن هوياتهم ، وكان أغلب الحاضرين من الأمريكيين ، وقد أرسل التقرير إلى واشنطن بتاريخ 03 جوان 2009 على الساعة الرابعة و35 دقيقة.
وقضى الماطري حوالي ساعتين في الحديث مع العديد من الضيوف وخصوصا من الأمريكيين ، و « أثار سؤال مع من يجب أن يبقى على اتصال مع السفارة الأمريكية » ، وقال التقرير الذي كتبه السفير غوديك « لقد كان محترزا عند حديثه بحضور الضيوف التونسيين ، حيث تكلّم معهم لكن باقتضاب شديد ، قبل أن يتحول للحديث مع الأمريكيين لوحدهم … لقد كانت لغته الانجليزية جيدة وكان يظهر استمتاعه عند استعمالها ، وفي العموم قدّم نفسه على أنه شخص ليس من قيادات الدولة ، وبطريقة لا توحي أنه شخصية بارزة ، رغم أن حضوره كان لافتا لانتباه الضيوف ».
وأضاف : »في المرحلة الأخيرة برز اسم الماطري ، وأصبح نجمه في صعود مستمر ، وقد تصدرت صورته علاف مجلة « جون أفريك » في عددها الصادر يوم 25 ماي 2009 ، بعد شراءه لـ »دار الصباح » والتي تملك أهم صحيفتين في تونس هما « الصباح » و « ولوطون » ، وهو بذلك يؤسس إمبراطوريته الإعلامية والتي تضم أيضا راديو الزيتونة للقرآن … لقد جلس الماطري خلف الرئيس بن علي أثناء مقابلة نهائي كأس تونس لكرة القدم ، وكان حاضرا معهم وزير الدولة ومستشار الرئيس السيد بن ضياء ، الذي وجه خطابا يوم 26 أفريل بسوسة ، حول مخططات الحكومة والانتخابات الرئاسية القادمة ».
وأكدت الوثائق الأمريكية أن صخر الماطري ناقش أثناء تلك الدعوة ، مخططاته لصحيفي (الصباح و لوطون) ، وذكر أنه انتدب شركة فرنسية للإشراف على الصحيفتين ، كما انتدب السيد فيصل بعطوط الذي كان يشغل رئيس قسم وكالة الأنباء الفرنسية بالدوحة ، لتولى رئاسة تحرير جريدة الصباح ، ومن المنتظر أن يصل تونس يوم 15 جوان 2009 .
ويعلق السفير الأمريكي غوديك على ذلك بأن بعطوط « معروف من قبل الملحق الإعلامي للسفارة الأمريكية بتونس ، وأنه إذا تُرك يعمل باستقلالية فإن ذلك سيكون مؤشرا ايجابيا للصحيفتين » ، وأشار السفير أيضا إلى أن « قبول صخر الماطري دعوته ومكوثه تلك المدّة الطويلة ، يبرهن على مدى سعيه لتوسيع علاقاته وتواصله مع السفارة الأمريكية ، ومن المهم ذكر أنه دعا بدوره سعادة السفير وجيران السفير بضاحية سيدي بوسعيد إلى غداء أو عشاء من أجل التعرّف عليه أكثر ، وان السفير قبل ذلك » .
كما تحدث صخر الماطري كذلك عن « البرنامج الأمريكي الشرق أوسطي والمسمى -The AMIDEAST PROGRAM » و « قال أنه تحدث للرئيس بن علي حول أهمية تعليم اللغة الانجليزية » .
من الناحية الشخصية كشف الماطري « أنه يحب العدو والتمارين الرياضية ، وذكر أنه يريد أن يقلل من وزنه ، وقد شرب أثناء وجوده « كوكاكولا » دون سكر ، وقال كذلك أنه شرع في التمارين من أجل تقليل الوزن كما توقف عن تدخين الشيشة ، بل إنه خرج عن « البروتوكول » المعمول به ، حيث سأل إن كان مبنى الاستراحة الجديدة التي يملكها (في ضاحية سيدي بوسعيد) والمجاورة لاستراحة السفير ، قد حجبت عن السفير وجيرانه رؤية منظر البحر . وقد ناقش كذلك التزام زوجته نسرين باستعمال الأغذية الطبيعية (التي لا تستخدم فيها المواد الصناعية) سواء في الغذاء ، أو مواد الطلاء والزينة لاستراحتهم الجديدة « .
وأكدت الوثائق السرية الأمريكية أن صخر الماطري « زار كندا في شهر ماي ، عندما وضعت زوجته بنتا وحصلت بذلك طبقا للقانون الكندي على الجنسية الكندية ، واشترى فيلا بـ 70 ساحة البلفيدير ، بمنطقة وست مونت بكندا ، بقيمة مليونين ونصف دولار، من مالكتها السابقة السيدة لزلي اسموند » .
صعود صهر الرئيس التونسي
محمد صخر الماطري هو صهر الرئيس بن علي ، « ينظر له الكثير من الناس أنه خليفة محتمل للرئيس بن علي ، فقد أصبح عضوا للجنة المركزية « للحزب الدستوري الديمقراطي » في جويلية 2008 ، ولكن منذ انتخابه في تلك اللجنة لم يلعب أي دور سياسي ، وهو كذلك رئيس المنظمة المحلية للتجمع الدستوري بقرطاج ».
وأشار التقرير إلى أن « بعض المراقبين يشيعون أن عائلة بن علي طلبت منه (الماطري) أن يحرص على البقاء في الظل إلى ما بعد إعادة انتخاب الرئيس بن علي في 2009 ، وفي المقابل فقد واصل تركيزه على المسائل الاقتصادية وتوسيع إمبراطوريته في عالم الأعمال ، فقد افتتح تلفزيون ديني وبنك إسلامي جديد سمي كلاهما « الزيتونة » ، وهذا يضاف إلى راديو الزيتونة للقرآن الكريم » .
العلاقات الثنائية
وحسب التقارير المتبادلة بين السفارة الأمريكية في تونس وواشنطن ، فإن السفير (الأمريكي) قابل الماطري في 2 فيفري ، و « وجده متحمسا للتعليق بصراحة عن العلاقات الأمريكية التونسية ، ومسائل أخرى … ذكر الماطري أنه بالرغم من أن العلاقات الثنائية ممتازة جدا ، لكن في بعض الأوقات يحتاج التواصل بين الجانبين أن يكون أفضل ، واقترح تطوير قنوات التواصل الجديدة ، وذكر « أن بعض الرسميين في الحكومة التونسية لهم آراء جامدة ويصعب أن تتغير » ، وأنه « من المهم بالنسبة لكل من حزب التجمع والحكومة أن يأتوا بوجوه شابة لكل من الحزب والحكومة ، وذكر (في ذلك السياق) بالتحديد الأمين العام الجديد لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي السيد محمد الغرياني ، كما اعترف أن تونس تحتاج إلى تحسين آداءها في مجال حقوق الإنسان » .
وفي « المجالين الاقتصادي والتجاري عبر الماطري عن انشغاله حول الأزمة الاقتصادية » (التي تمرّ بها تونس) ، قائلا « أنه كان قد سافر إلى دبي من أجل التباحث حول المشاريع الاستثمارية للإمارات بتونس » ، ولا حظ السفير أن « سماء دبي سحب أخيرا ممثلها بتونس ، وكل مشاريعها العقارية تم تعليقها إلى أجل غير مسمى ».
كما « عبّر الماطري عن إعجابه بعمل السفارة الذي قامت بالتقديم والدعاية لبرنامج (الاختيارات للمنظومة الأمريكية ) ، و « قال أنه سيطلب من رئيس غرفة الصناعة والتجارة الدعاية للبرنامج وإظهار محاسنه ، وعبّر الماطري كذلك عن اهتمامه بفتح سلسلة مطعم « ماكدونالدز » ».
وقد لاحظ السفير (الأمريكي) »أن الشركات الأمريكية تحتاج إلى إجراءات قانونية قبل دخولها في الاستثمار » ، فأجاب الماطري « أن ذلك لن يكون مشكلا بالمرّة » ، و « اقترح أن تكون الخطوة الأولى بالشروع في افتتاح السلسلة في الميناء الخاص بتطوير السفن بحلق الوادي . و »قال الماطري أنه يعمل مع بنك بريطاني من أجل ضمان توفير التمويل لمشروعه في توسيع الميناء (الخاص) . كذلك حصل على الترخيص من البنك المركزي لافتتاح بنك الزيتونة الإسلامي انطلاقا من نهاية شهر جانفي 2009
شخصية الماطري وعائلته
وقال التقرير: »قدم الماطري نفسه على أنه يتمتع بالثقة في النفس وأنه لا يحب البروز ، وهذا يتناقض مع ما هو معروف عنه كشخص محب لحياة البهرجة وأنه رجل أعمال كبير وصارم و »جشع » ، ومن بين الأسباب في ترسيخ هذه السمعة امتلاكه لأنواع كثيرة من السيارات الفاخرة مثل « استين مرتان – Austin Martin » ، و « هامر-Hummer » ، من بين سيارات أخرى فاخرة ، كما أشيع أنه يمتلك نمرا ».
مضيفا « لقد كان صخر الماطري مرتاحا جدا عند حديثه للسفير حول المسائل السياسية وكذلك الشخصية . وأشار إلى أنه منتبه لصغر سنه النسبي بالنسبة لموقعه في حزب « التجمع الدستوري الديمقراطي » ، ونجاحه في عالم الأعمال ، وقال السفير الأمريكي أنه « لم يظهر لي أنه متحرّج من هذه الحقائق ». وحسب التقرير « بالنسبة للتونسيين فان صخر الماطري حصل على مصداقيته السياسية من تاريخ عائلته ، وكذلك من مصاهرته للرئيس بن علي . حيث أن جده الدكتور محمود الماطري كان ناشطا مشهورا في الحركة الوطنية في الثلاثيات من القرن الماضي ، كما أن عائلة الماطري معروفة جدا في عالم الأعمال. وكان أباه ضابطا عسكريا حُكم عليه بالسجن مدى الحياة من أجل محاولة الانقلاب على الرئيس بورقيبة سنة 1962 . وقد وقع العفو عنه لاحقا من الرئيس بورقيبة ، وهو الآن عضوا في مجلس المستشارين  » ، مشيرا إلى أن « صخر الماطري ووالده افتتحا حديثا مأوى لمرضى السرطان ». و »طلب الماطري من السفارة أن يعمل سويا من أجل الحفاظ على الطبيعة الأثرية وعلى السمات التاريخية والطبيعية للمقر الذي يقطنان فيه (سيدي بوسعيد) كي لا يتغير الطابع الأثري ، ذلك أن كل من سكن إقامة السفير واستراحة الماطري الجديدة متجاورتين » .
وأضاف التقرير المصنّف سريا « بالرغم من أن صخر الماطري يمسك بموقعين سياسيين في صلب اللجنة المركزية للحزب ، وكرئيس للتجمع الدستوري في قرطاج ، لم نلحظ أنه يسعى لتقديم نفسه طبعا لهذين الموقعين . وبناء على صغر سنه النسبي وجدته في اللعبة السياسية ، فإن البعض يقولون أنه وُضع في هاته المواقع لفسح المجال أماهه ، وتمكينه من فرصة بناء مصداقيته وسمعته في تلك المجالات ، والسهر على تكوين شبكة العلاقات ، أكثر من اهتمامه بالارتقاء بصورته أمام الناس . لكن آخرون يروجون أن عائلته طلبت منه أن لا يبرز كثيرا أمام الجمهور إلى ما بعد انتخابات 2009 الرئاسية ، وقد مُنح موقعا بارزا في المنصة مع الرئيس بن علي ، أثناء خطابه السنوي في السابع من نوفمبر احتفالا بسيطرته على الحكم من بورقيبة . ولم يُرى إلا مروان مبروك على المنصة كذلك من بين الأصهار الأربعة للرئيس بن علي ، وقد نظمت عائلة الماطري دعوة للرئيس معمر القذافي أثناء زيارته لتونس في أوت 2008 ، وقد علمنا أن الماطري سافر إلى ليبيا قبلها لملاقات القذافي مباشرة قبل مجيئه . وبالإضافة إلى الميناء الخاص في حلق الوادي فإن الماطري يملك شركة « برنساس الماطري هولدينق كونباني – The princess EL-Matri Holding company » ، وكذلك وكالات للسيارات والشاحنات لشركات « أودي » ، « فولسفاغن » « بورش » و « رينو » ، وكذلك شركتين لصناعة الأدوية وتوابعها ، وشركتين متخصصة في العقارات وهما « Les Hirondelles » ، وشركة « Le marchant immoblier ».
وقال السفر الأمريكي غوديك في تعليقه أن « صخر الماطري شخصية ليس في عجلة من أمرها لبناء مستقبله سواء داخل « التجمع الدستوري » أو مباشرة مع الناس ، من خلال إذاعته الإسلامية (إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم) وبنكه الإسلامي المرتقب (بنك الزيتونة والذي أفتتح في شهر ماي 2010) » ، مضيفا « لكن من المؤسف أن أعماله التجارية التصقت بها إشاعات حول الفساد ، وهو ما أثار سخرية الناس حول نواياه السياسية ، فعلى الأقل أن تحقيقه لتلك الممتلكات في عالم الأعمال لم يكن ممكنا لو لا علاقته الوطيدة بالرئيس بن علي والعائلة التونسية الأولى ». بالتعاون مع سيد فرجاني – لندن
(ملاحظة : حرص السبيل أونلاين على الإلزام بالنص الحرفي لما ورد في التقرير ، إلا ما اقتضاه سياق الصياغة العربية ، لتمكين النخبة والجمهور من نص كامل وحرفي ، ولتشريك الناس في جوهر قضايا تهم جوهر مستقبل البلاد) .

(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 08 ديسمبر 2010)  


قفصة: اعتداء على عون أمن واستيلاء على سلاحه


حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 07. ديسمبر 2010 علمت كلمة أن عون أمن بولاية قفصة تعرّض يوم الثلاثاء 7 ديسمبر الجاري لاعتداء من قبل مجهولين افتكّوا سلاحه.

وحسب المعطيات التي توفّرت بين أيدينا، فإنّ الاعتداء جدّ بحيّ النور على الطريق الرابط بين قفصة والقصرين وعلى مستوى أخر نقطة أمنيّة، حيث قام مجهولون يرجّح أنهم من المهرّبين بالاعتداء على عون أمن حوالي الساعة الرابعة مساء والاستيلاء على سلاح الخدمة الذي كان يحمله وولّوا فارّين.  وما تزال حيثيّات الحادثة غامضة إلى الآن .
جدير بالذكر أن حركة التهريب خاصّة لمادّة البنزين من الحدود الجزائرية تجري بنسق حثيث حيث يعمد المهرّبون إلى استعمال سيّارات سريعة وبدون علامات، كما أن حوادث كثيرة نجمت عنها.
وقد شهدت الجزائر مواجهات عديدة بين المهرّبين وبين قوّات حرس الحدود. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 07 ديسمبر 2010)


أحدها يثير جدلا بعد غد النظر في صحة الترشحات لمكتب جمعية القضاة


تزايد نسق الحركية التي تشهدها كواليس جمعية القضاة التونسيين مع اقتراب مؤتمرها الثالث عشر المقرر عقده يوم 19 ديسمبر الجاري بأحد نزل ضاحية قمرت. واستنادا إلى مصادر مقربة من الجمعية فقد بلغ عدد المرتشحين بعضوية المكتب التنفيذي 17 مترشحا علما بأن باب الترشحات أغلق يوم 27 نوفمبر الماضي.

وكما كان متوقعا فقد بدأت الحسابات الانتخابية تطفو على السطح من خلال ما تم تسجيله من انسحابات لبعض المترشحين مؤخرا حيث استقر الأمر على الاقتصار على مترشح وحيد عن المحكمة العقارية وهو القاضي المنصف البرهومي.
وسجل انسحاب آخر على مستوى المحكمة الابتدائية بتونس والابقاء على مترشحين اثنين.
وهما القاضيان كريم المهدي ولسعد الشماخي إلى جانب تسجيل انسحاب آخر على مستوى دائرة محكمة الاستئناف بتونس في شخص القاضي جلال الشريف لتفسح المجال أمام بقية المترشحين من هذه المحكمة وهم القضاة جلال الزواوي وآسيا العياري (العضو الحالي بالمكتب التنفيذي المتخلي) وعلي الهمامي ورياض الغربي (العضو الحالي بالمكتب التنفيذي المتخلي) والقاضي عدنان الهاني الرئيس الحالي للجمعية.
وجاءت هذه الانسحابات التي ألفها القضاة في مثل هذه المناسبات الانتخابية في إطار تظافر جهود المحاكم لإعطاء حظوظ أوفر لمرشحيها لانتخابات عضوية المكتب التنفيذي للجمعية.
غير ان المفاجأة التي لفتت الانتباه خلال الأيام القليلة الماضية وأثارت جدلا في صفوف القضاة تمثلت في ترشح القاضي عدنان لسود لعضوية مكتب الجمعية.
وأجمع العديد من القضاة على أن هذا الترشح يعد سابقة في تاريخ مؤتمرات الجمعية وأثار موجة في الاستغراب مردها ان القاضي عدنان لسود عضو في المجلس الأعلى للقضاء وهو سلطة مستقلة من صلاحياتها النظر في نقلة القضاة وترقياتهم وتأديبهم ووجود هذا القاضي في المكتب التنفيذي للجمعية ـ في حال فوزه ـ قد يثير اشكالا وحرجا باعتبار ان الجمعية وجدت لتكون الهيكل المدافع عن المصالح المادية والمعنوية للقضاة فكيف إذا عرضت على هذا القاضي ملفات تأديبية صلب المجلس الأعلى للقضاء في حق زملاء له؟
واستنادا إلى مصادر عليمة فإن الإعلان عن القائمة النهائية للمترشحين سيكون قبل عشرة أيام من تاريخ انعقاد المؤتمر وفقا لما يقتضيه القانون الأساسي للجمعية. وسيتولى المكتب التنفيذي المتخلي النظر في صحة هذه الترشحات وقبولها أو رفضها باعتباره الهيئة المكلفة بالإعداد المادي للمؤتمر.
عبد الوهاب  

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 08 ديسمبر 2010)


الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة سوسة سوسة في 8 ديسمبر 2010 دعوة  


تتشرّف جامعة سوسة للحزب الدّيمقراطي التقدّمي بدعوتكم لحضور مائدة مستديرة تحت عنوان : « صناديق التّضامن في تونس بين الواقع والأفاق »، ينشّطها عضوي المكتب السياسي للدّيمقراطي التقدّمي الأخ : محمّد الهادي حمدة،و الدكتور عبد المجيد مسلمي وذلك على الساعة الثالثة من مساء يوم السبت 11 ديسمبر بمقر الجامعة الكائن ب نهج الأخوات جوزفين تروكاديرو سوسة. الدعوة إلى الحضور مفتوحة للجميع جامعة سوسة المكلف بالإعلام سالم خليفة  


مؤتمر أمني عربي بتونس وخشية من مزيد التضييق على الانترنت


حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 07. ديسمبر 2010 ينعقد في تونس المؤتمر السنوي الرابع والثلاثون لقادة الشرطة والأمن العرب يومي 8 و9 ديسمبر الجاري، ومن المنتظر أن يتناول المؤتمر عددا من الموضوعات من بينها مشروع خطة وطنية للسياسة الجنائية والتصدي المشترك لما أطلق عليه « الإرهاب المعلوماتي » باستعمال شبكة الانترنت وسبل مكافحته، وأيضا المتاجرة في البشر.  وكانت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب – مقرّها بتونس – قد أعلنت أن المؤتمر سيدرس مشروع « خطّة وطنيّة استرشاديّة للسياسة الجنائية والتصدّي للجريمة والإرهاب المعلوماتي وجرائم المتاجرة بالبشر وتنفيذ الأحكام الجزائية والحفاظ على حقوق الإنسان ودعم الأنشطة التطوّعيّة المساندة لعمل الأجهزة الأمنيّة ودوره في في مكافحة الجريمة » حسب تعبيرها. ويشارك في المؤتمر ممثلون عن البوليس الدولي وجامعة نايف العربيّة للعلوم الأمنية إضافة إلى ممثلين عن أجهزة الأمن العربية.  كما ينتظر أن ترفع توصيات الدورة لمجلس وزراء الداخلية العرب الذي سينعقد قريبا بتونس للمصادقة عليها. ويرى عدد من المراقبين انه من المنتظر أن يكون في هذه التوصيات مزيد إحكام المراقبة على الشبكة العنكبوتية. يذكر أن تونس تصنف في التقارير الحقوقية الدولية من أكثر الدول عداء للانترنت. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 07 ديسمبر 2010)

العامل والنقابي عبد الرزاق المشرقي المضرب عن الطعام في سجن الاتحاد الجهوي للشغل بنابل


السيد عبد الرزاق المشرقي عامل. ولأنه وعى بوضعه وتعذّب بوعيه، فطالب بحقوقه، ولم يسكت عن المتآمرين عليه، بل فضحهم وفضح افتراءاتهم ضد العمل النقابي، فقال لهم : « ليس النقابي، من تحصل على انخراط في إحدى النقابات، بل النقابي من كان له ضمير نقابي حي، وعقل نقابي يزن الأشياء بموازينها القانونية، الإنسانية الوطنية، وبكل هذه المعايير كان العامل عبد الرزاق المشرقي سيد نفسه، وسيد قراراته، وسيد نفسه ولا يملك سواها فقد استعملها سلاحا للدفاع عن حقوقه فماذا كان موقف الاتحاد الجهوي للشغل من إضراب السيد عبد الرزاق المشرقي عن الطعام، الذي مارسه في مقر الاتحاد الجهوي للشغل بنابل؟
للأمانة، هناك من أعضاء الاتحاد الجهوي من دافعوا عن عبد الرزاق، سرا دون أن يجاهروا بذلك، لأن المخطط الكبير لمأساة عبد الرزاق ما هو إلا واحد من أعضاء الاتحاد الجهوي للشغل بنابل، له وجاهته وله ثراؤه وله حزبيته التي يتكئ عليها ويتستر بالاتحاد، ولهذا سكت عنه بقية أعضاء الاتحاد الجهوي، فكان عبد الرزاق ضحية قرارات إدارية جائرة، ومباركة من هذا العضو البارز في الاتحاد الجهوي، قد يكون المسمى كمال البلعي ومن لف لفه من أصحاب المصالح الذاتيّة.
وها هو السيد عبد الرزاق المشرقي، المضرب عن الطعام، شبه مسجون في مقر الاتحاد الجهوي للشغل بنابل، وقد أغلق عليه باب أحد مكاتب الاتحاد الجهوي، تحت حراسة مشددة تمنع أي اتصال به. فهل صار مقر الاتحاد الجهوي بنابل سجنا دون محاكمة؟
إننا نهيب بالسادة الوزراء (النقل والشؤون الاجتماعية والعدل) أن يتدخلوا لإنقاذ حياة السيد عبد الرزاق المشرقي، وتمكينه من حقوقه التي سلبت منه. كما نهيب بالأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل بأن يتدخل بما له من حس أنساني وضمير نقابي، وهو القادر وعلى حل قضية عبد الرزاق المشرقي.  
 
أحفاد حشاد – قليبية 07/12/2010 – المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


تأسيس نقابة لمتفقّدي الشغل وسط تشكيك في شرعيّتها


حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 07. ديسمبر 2010 انعقد يوم الأحد 5 ديسمبر الجاري بدار الاتحاد بتونس العاصمة المؤتمر التأسيسي لنقابة متفقدي الشغل وذلك بحضور النقابة العامة للشؤون الاجتماعية، وتحت إشراف الاتحاد الجهوي للشغل بتونس . وقد واكبت انعقاد المؤتمر حملة شككت في قانونيته وشرعيته خصوصا وأن متفقدي الشغل طرف محكم في العلاقات الشغلية. وعلمت كلمة أن السيد عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل استقبل اليوم المكتب الجديد للنقابة الذي يمثل حوالي خمسمائة منخرط وأكد أن انخراطهم في النقابة حق يكفله الدستور مؤكدا على احترام الاتحاد لخصوصية عملهم. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 07 ديسمبر 2010)

الجديد في قضيّة لطفي الهرماسي كاتب عام الأتحاد المحلي للشغل بفريانة

الذي تعرّض للإعتداء من طرف كاتب عام جامعة الحزب الحاكم


أستجابت السلط الى مطلب الإ خ لطفي الهرماسي الكاتب العام للأتحاد المحلي للشغل بفريانة وهو التتبع العدلي للمدعو فوزي الشعباني الكاتب العام لجامعة فريانة للحزب الحاكم . وتتمثل الوقائع كون هذا الأخير قد أعتدي بالقول غلى الأخ لطفي الهرماسي الذي يشغل خطّة معلم بإحدي مدارس فريانة أمام تلامذته  موجها له أبشع النعوت وقد تقرر اضراب القطاع يوم 11/10/2010 الآ أن السلطة تدخلت ووقع ألغاء الأضراب بعد أن وقع تحرير محضر جلسة مع جميع الأطراف وبالفعل تم استندعاء الأخ لطفي الهرماسي من طرف رئيس مركز الشرطة بفريانة ووقع سماعه كما وقع استدعاء الطرف  المعتدي ووقع استنطاقه وما تزال القضيّة لدى الباحث الأبتدائي.  كما أن الكاتب العام لجامعة الحزب الحاكم أمتثل أمام قاضي التحقيق الثاني بالمحكمة الأبتدائية بالقصرين من أجل الأعتداء بالعنف الشديد المسبوق بآضمار والضحيّة أستاذ وناشط نقابي وسياسي كما أمتثل أمام الباحث الأبتدائي من أجل القذف العلني لآمرأة محصنّة وكذلك من أجل بيع ما لا يملك أي بيع ملك الدولة بيت في منطقة تلابت على ملك البلدية حيث استغل منصبه كمساعد أوّل لرئيس البلدية وقام بالفعل المنشود.
والبقيّة في مناسبة قادمة عاطف زايري — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux

الدكتور منصف بن سالم رفض مساومة لإخراجه من السجن بداية التسعينات


السبيل أونلاين – تونس – خاص كشف عالم الرياضيات الدكتور منصف بن سالم للسبيل أونلاين ، أن طيار سابق في « الجيش الإسرائيلي » ، والذي عمل لاحقا زميلا له كأستاذ جامعي في جامعة « ديجون » الفرنسية ، عرض عليه التدخل لدى الرئيس التونسي بن علي للإفراج عنه بعد سجنه في بداية تسعينات القرن المنصرم ، لكنه رفض ذلك بشدّة .

وقال الدكتور بن سالم أن « موشي أفلاطو » كان طيارا في الجيش « الإسرائيلي » ، وقد تحطّمت الطائرة التي كان يقودها في صحراء سيناء ، أثناء حرب 1967 ، وأعيق جزئيا في ساقه ، وبعد ذلك أكمل الدراسة في فرنسا وحصل على الدكتوراه ، وعمل كأستاذ جامعي في جامعة « ديجون » ، كما عمل سفيرا « لإسرائيل » لدى الفاتيكان مدّة عامين ، ثمّ عاد للتدريس في جامعة « ديجون » مرّة أخرى .
وأكد البروفيسور بن سالم ، أنه التقي في جامعة « ديجون » مع « موشي أفلاطو » ، في مناسبات متكررة ، لأن هناك إشراف مشترك على طلبة تونسيين كانوا يعدون الدكتوراه في الجامعة ، و »حدثت بيننا مشادات حول العرب و »الإسرائليين » والقضية الفلسطينية » .
ويذكر الدكتور بن سالم أنه كان صحبة بعض زملائه في ضيافة أستاذ فرنسي زميل لهم ، وكان هذا الشخص حاضرا فقال « لا يصعب علينا احتلال كل الوطن العربي لأن زعماءهم عملاء لنا ولكن شعبنا صغير ولا نحتاج لذلك ، وقدّرنا أنه في حالة الاستيلاء على العالم العربي سيفصل بين الإسرائيلي والإسرائيلي 100 كيلومتر  » ، وذلك حسب زعم أفلاطو .
وأضاف الدكتور منصف بن سالم « عندما سمع بإيقافي في السجن ، اتصل بزوجتي على الهاتف وقال لها بالضبط ، إذا كان المنصف يطلب مني أن أحرره فسيتم ذلك في 24 ساعة » ،  » مستحضرا أني كنت أهاجمه وأهاجم « إسرائيل » .
وختم الدكتور بن سالم : »حين زارتني زوجتي في السجن أعلمتني ، فأمرتها إذا كرّر هذا الشخص الاتصال أن تسبه على الهاتف فهو يحسن اللغة العربية جيّدا، وهو ما تمّ بالفعل ، ففهم أنه على خطأ كبير كونه ساومني ، فأراد إصلاح خطئه فذهب إلي « إسرائيل » وجمع من علمائها ما يقارب 400 توقيع ، بمن فيهم توقيعات شخصيات معروفة وحائزة على جائزة نوبل ، وذلك في رسالة موجهة إلى الرئيس التونسي بن علي تطالب بإطلاق سراحي فورا ، وقد حصلت جريدة « الشروق التونسية » على نسخة من الرسالة (يبدو أنها حصلت عليها من الرئاسة) فكتب مديرها مقالا تحت عنوان « ما علاقة المنصف بن سالم بإسرائيل » ، ورغم أن العنوان فيه تشويه لشخصي ، فقد ورد في نصّ المقال سرد حقيقي لنص الرسالة التي أرسلت من قبل أصحابها ووصلت القصر الرئاسي بقرطاج » .
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 08 ديسمبر 2010)  


الجودة في التعليم العالي بين التمنّي والواقع


أعلن رئيس الدولة في خطابه بمناسبة الذكرى 23 لاعتلائه سدة الحكم بأن هذه الخماسية ستكون مرحلة الارتقاء بالجودة في مجال التربية والتعليم العالي والبحث العلمي. وأضاف: « أولينا اهتماما خاصا لاستكشاف الموهوبين وذوي الكفاءات الأكثر تميزا في جميع المجالات. ووضعنا خطة لرعايتهم والعناية بحاجياتهم النفسانية والاجتماعية، وحفزناهم إلى مزيد التفوق والتألق. »

لم يوضح المستوى الدراسي للموهوبين، هل هو للمتفوقين في مناظرة « السيزيام » أم في مناظرة « الختم » أم في « مناظرة » الباكالوريا. ولم يوضح الموهبة المتحدّث عنها، هل هي في الموسيقى أم في الرياضة أم في الفن التشكيلي لأن كل هذه المواهب مهدورة وغير معتنى بها في مخططات الحكومة خاصة في الأوساط الشعبية وفي المناطق المنسية. وإذا نظرنا إلى الإجراءات في هذا الميدان التي اتخذتها الحكومة في السنوات الأخيرة فسنفهم أن الموهبة المكتشفة هي المعدّل العام في هذه المناظرات والتي يحصل عليها التلاميذ بواسطة الدروس الخصوصية التي لا يقدر عليها إلا صاحب الدخل المرتفع.
الذين ينجحون في مناظرة « السيزيام » توجههم وزارة التربية إلى الإعداديات النموذجية التي تتواجد عادة في الأماكن التي يقطنها من هم قادرون على دفع أجرة الدروس الخصوصية مثل أحياء المنازه مثلا، ولا توجد أيّ منها في حي التضامن الذي يقطنه حوالي ربع مليون. ثم « تسمّنهم » الوزارة بواسطة الدروس الخصوصية الإجبارية التي بدونها يفقدون موهبتهم المكتسبة، وتدرّسهم العلوم والرياضيات باللغة الفرنسية مخالفة للقانون، فيتفوقون على بقية التونسيين في مناظرة الدخول إلى المعاهد النموذجية، وهي معاهد ذات أساتذة متميّزين توفّر دروسا خصوصية للتلاميذ تجعلهم يتفوقون على تلاميذ المعاهد العادية في مناظرة التوجيه بعد حصولهم على الباكالوريا ويؤمّون كليات الطب، هذا إن لم يحصلوا على منحة للدراسة في الخارج بعيدا عن الجامعات التونسية المرتبة في مؤخرة الجامعات العالمية.
الحكم الصالح يستوجب عدم التمييز ومدّ اليد للذين يحتاجون دروس تدارك من بين الذين هم غير قادرين على تمويل الساعات الإضافية الذين يؤمون معاهد المدن الداخلية ومعاهد الأحياء الشعبية. حكومتنا، مع الأسف، لا تهتمّ إلا بدروس التفوّق التي توفّرها لأبناء الموظفين الكبار وأبناء الأثرياء و »تحفّزهم إلى مزيد التفوق والتألق » على من هم غير قادرين على دفع مقابل مرتفع للدروس الخصوصية في الابتدائي والإعدادي. وبالمقابل لا تهتمّ بذوي المواهب الفنية والبدنية الذين يحتاجون لرعاية خاصة. وباستثناء معهدي الحي الأولمبي والعمران المتواجدين في الأحياء الراقية لا توجد إجراءات جدية.
أمّا « المتفوقون والمتألقون » في امتحان الباكالوريا فالحكومة تسلك نحوهم سياسة تؤدّي إلى التخلص منهم ليُفيدوا البلدان الأجنبية التي يستقرّون بها. وزارة التعليم العالي، التي من المفروض أن تدافع عن مستوى جامعاتنا وتطوّرها ليبلغ فيها كل طالب مستوى امتيازه ولتصل بها إلى مرتبة متقدّمة بين الجامعات العالمية، ومن المفروض أن تنتدب لها المتفوّقين من الخارج لإثرائها كما تفعل الدول المتقدّمة، تفعل عكس ذلك تماما، فهي توفّر منحا تونسية لحوالي 150 طالب ممتاز سنويا سواء مباشرة بعد الباكالوريا أو بعد سنتين من التحضير، لترسلهم إلى ألمانيا وفرنسا، ولا يبقى في الجامعات التونسية إلا الطلبة المتوسطون أو الذين فشلوا في محاولاتهم المتعددة للترسيم في مؤسسات التعليم العالي في فرنسا. النوابغ التونسيون ينجحون في الجامعات الأجنبية من بين الأوائل في اختصاصات يختارونها، لا تتدخّل فيها الدولة التونسية، وتجذبهم الأجور المرتفعة والظروف الطيبة التي توفّرها لهم الشركات الغربية الكبرى، ويستقرّون هناك ولا يتألمون من الغربة لأن أجورهم تمكّنهم من زيارة أهلهم عدّة مرّات في السنة، بينما تُحرم منهم الإدارة والصناعة والزراعة والتجارة والجامعات ومراكز البحث التونسية. وقد برز عديد التونسيين من بين هؤلاء النوابغ في الجامعات والمخابر الأوروبية والأمريكية بتسجيل اختراعات هامة تستعملها المؤسسات الصناعة، والعسكرية بالخصوص. ويجب الإشارة هنا إلى أن هؤلاء الذين نتحدّث عنهم هم مؤهلون أكثر من غيرهم إلى التوجيه إلى الدراسات المعمّقة في الجامعة، ولمواصلة دراستهم حتى يتمكّنوا من التأهّل إلى مهن البحث العلمي والتدريس في التعليم العالي لما لهم من قدرة ذهنية على الاستنباط وعلى توفير الإجابة الصحيحة والعلمية. لكن حكومتنا لم تسلك سياسة صحيحة تجاههم ففرّطت في أغلبهم ليرفعوا مستوى البحث العلمي والتعليم العالي في البلدان الصناعية. وكان ذلك مفهوما في الستينات والسبعينات حين كانت بلدان المغرب العربي تفتقد إلى الكتلة الحرجة للأساتذة الجامعيين للاهتمام بالطلبة النوابغ، وهي حالة ناتجة عن السياسة الاستعمارية للدول الأوروبية التي كانت مسيطرة، لكن بعد خمسة خمسين سنة من الاستقلال وبعد تكوين آلاف من الدكاترة فإن الأمر بات غير مفهوم. فتونس مازالت تفتقد إلى مؤسسات جامعية تؤمها النخبة تشتمل على مسارات للدراسة خاصة بالنوابغ لتكوين النخبة من باحثين وإداريين ومسيّرين، واستمرّت ترسل أحسن خريجي التعليم الثانوي إلى الخارج معلنة ضمنيا أن الجامعات الوطنية غير كفأة للتكفّل بتكوينهم. وأدّى ذلك إلى هجرة الأدمغة وحرمان البلاد من مواهبهم. وبالطبع لا نعتقد أن الدراسة في البلاد تجبر هؤلاء على الاستقرار بأوطانهم بل نعتقد أن ظروف العمل هي التي تقرّر مصيرهم، لكن بقاء جزء منهم في أرض الوطن وإمكانية وصولهم إلى مراكز القرار قادر على التأثير لتبديل ظروف العمل للباحثين والجامعيين وتوجيه الاقتصاد إلى وجهة تخلق الثروة والرفاه ليستفيد كل المجتمع.
من جهة أخرى وعد الرئيس في خطابه « ببعث 3 مجمعات بحث مختصة في 3 قطاعات هي: تكنولوجيا الاتصالات والطاقات المتجددة ومرض السرطان ». ولكننا لا نعرف من أين سينتدب الباحثين فيها لأنه لم يقل شيئا عن تكوين الباحثين الذين سيشتغلون في هذه المراكز، مع العلم كما قلنا أن أي مواطن لا يمكن أن يكون باحثا، لأن ذلك يتطلب قدرات ذهنية خاصة نجدها عند نوابغنا الذين ندفع لتهجيرهم أموالا طائلة تتعدّى 20 مليون دينار سنويا وهو مبلغ يفوق ما خُصّص في ميزانية الدولة لـ 2009 لنفقات خمسة جامعات (جندوبة وقابس وقفصة والقيروان وسوسة) مجتمعة بكل معاهدها. ودون مبالغة، لو كانت الحكومة تفكّر في مستقبل البلاد وفي حاضر ومستقبل أبنائها فإن هذا المبلغ قادر على بعث وتسيير معهد تكنولوجي عالي في تونس، يتّسع لدراسة وإقامة ثلاثة آلاف طالب وطالبة، تختارهم بواسطة المعدّلات من الناجحين في الباكالوريا بامتياز، وترسّم فيه من ترسلهم حاليا إلى فرنسا، وتجهّزه بأحدث الأجهزة التقنية، وتنتدب له مدرّسين ممتازين من كل أصقاع العالم بمن فيهم من هو حاصل على جائزة نوبل. أما إذا كان أغلب مسؤولي الحكومة يتدخّلون لدى وزير التعليم العالي للحصول على منح لأبنائهم للدراسة في الخارج بهدف الهروب بهم من الحالة المزرية التي عليها جامعاتنا سواء على مستوى الدراسة أو ظروف العمل فإننا نفهم سبب غياب سياسة « وطنية » للاعتناء بالطلبة الممتازين.   د. أحمد بوعزّي  


راي في الرؤية (6) جذور الغلو


عماد الطرابلسي لا جرم ان ابدا مقالي هذا بتوضيح احد اهم اسباب تاخري في مواصلة ما بدات من خوض غمار رايته اصلا لا غنى عنه لمن اراد الاصلاح و رآه غيري ترفا او غير مناسب توقيتا بل لفا و دورانا على راي البعض الآخر. 

من المعلوم اني كنت قد وقفت على الملاحظات القيمة لاحد القراء الكرام عندما نصحني بتحري النسخة الكاملة « للوثيقة التاريخية لحركة الاتجاه الاسلامي » حتى يبدو عملي متكاملا و حتى لا تصرف الجهود في تمحيص المنقوص , فتفاعلت مع رايه السديد ـ و ان كان في نفسي شيئ كما كان في نفس الشيخ ابن عثيمين شيئ من حديث الجساسة ـ و توجهت برسالة الى بعض الاخوة ممن يرجح دورهم البارز في صياغة الوثيقة ـ او قل لم شتات فقراتها ـ و كذلك الى موقع النهضة انفو الناطق باسم حركة النهضة و الناشر للوثيقة المنقوصة. الا ان انتظار زهاء الاربع اسابيع لم يات بجديد اذ لم يصلني اي رد من اي طرف.
واذا كان بعض القراء قد يعجبون من احجام حركة تريد اعادة الخلافة الاسلامية عن التفاعل مع المهتمين بشانها بل حتى عن رد التحية باحسن منها او مثلها ـ كما جاءت بذلك آية محكمة ـ في حين يظفر اي مواطن مهما كان جاهه او مركزه في اي بلد « من بلاد المشركين » يحترم نفسه قبل مواطنيه برد فوري اذا كاتب اي جهة مهما علت دون استثناء اعلى هرمها  لاي سبب ما ,دون ان تكون لهذه الجهة اي معرفة بتضاريس العقيدة الاسلامية كما لنا نحن « اصحاب اليمين »  , فاني و ان كنت استهجن هذا السلوك الذي اصبح ـ بل لم يزل ـ سمة القيادة الهرمة لهذه الحركة الفتية ـ كما عبرت عن ذلك في مقال :من اجاد الصمت حمل وزر النوايا ـ فاني لم انتظر غير التجاهل لاني و ان كنت احب التفاؤل و حسن الظن فاني اكره بنفس القدر الركض وراء الاوهام و اضغاث الاحلام. و لا ارى لمثل هذا السلوك من فضيلة سوى انه ذكرني بقول الشاعر المبدع في رائعته الحرباء :  » التقوى عندي تتلوى ـ ما بين البلوى و البلوى ـ حسب البخت ـ ان نزلت تلك على غيري خنقت صمتي ـ و اذا تلك دنت من ظهري ـ زرعت اعصارا في صوتي ….ـ الوسطية  عندي فِفْتي فِفْتي. »
لنعد الى موضوع الوثيقة و محتواها  مركزين  على الفقرات الكاملة دون المنقوصة بعد ان تاكدت ان لا احد  يملك النسخة الكاملة حتى ممن كان لوقت غير بعيد من مداحيها.
بعد ان كنت قد تعرضت في الحلقة الماضية الى بناء الرؤية منهجها في التكفير على امر غير مسلم من حيث تحققه في ذاته و من حيث صلوحه كمقدمة  على النتيجة فانني اواصل اليوم مع هاته الفقرة المتعلقة بالتكفير:
 » ـ1ـ وعليه، ـ2ـ فإننا لا نكفر مسلما ـ3ـ أقر بالشهادتين وتوابعها مما سبق ذكره،    ـ 4ـ وعمل بمقتضاها ـ 5ـ وأدى الفرائض برأي أو معصية،ـ6ـ إلا أن أقر بكلمة الكفرـ7ـ أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة،ـ8ـ أو كذب صريح القرآن ـ9ـ أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال ـ10ـ أو عمل لا يحتمل تأويلا غير الكفر. »  لِأتوقّف عند نقطتها الثانية.
لقد اختارت حركة الاتجاه الاسلامي كما من قبلها  البنا ـ رحمه الله ـ  في حديثها عن حد الايمان صيغة نفي اكفارها للمسلم الا اذا صدرت عنه بعض الاقوال او الافعال ـ لخصتها في ثمان نقاط او خمس في ادنى التقديرات ـ  مما يعني صراحة  ان  مبدا اكفار بعض المسلمين يمثل منهجا معلنا لها و انه لا مشكلة لديها نظريا  في  التصريح بتكفيربعض افراد المجتمع ممن توفرت فيه بعض الشروط ـ سنتعرض لها لاحقا ـ حتى و ان كانت سلكت فيه سبيل الاقتصاد و هو مالم تفعله بل توسعت فيه كما لم يجرؤ عليه من قبلها الا القليل.
ان هذا الاقرارالخطي الصريح في وثيقة بهذه الاهمية  الذي يعتبر فيه احدُ مكونات الساحة السياسية في تونس بعضَ افراد الشعب التونسي خارجين عن الاسلام ـ اي مرتدين ـ امر خطير كان بالامكان تجنبه علاوة على انه مجانب للصواب كما ان له اسبابه الموغلة في الغلو و نتائجه الكارثية التي من فصولها الماساة التي افرزتها نتائج مواجهة التسعينات بين حركة النهضة و نظام بن علي.
لا يمكن ان تعتبر الظروف السياسية التي كتبت فيها الرؤية الفكرية و ما رافقها من اتهام للحركة الاسلامية بالتشيع و الولاء لايران و تكفيرها لاهل السنة ـ المقصود هنا المصطلح المقابل للشيعة ـ مبررا كافيا لسولكها اوعر الطرق في الحديث عن حد الايمان عندها بنفيها للتكفيرعموما ثم استثناء من صدرت عنه افعال او اقوال كثيرا ما تصدر عن الناس في مجتمعنا خاصة اذا فتحنا الباب للتاويل  الذي ولع به ابناء الحركات الاسلامية امعانا في التمايز و المزايدة فتكون بذلك كمن كحل الارمد فاصابه بالعمى.
طبعا لا يمكن وصف هذا المنهج الا بمجانبة الصواب لانه قد اغفل  احد اهم ضوابط التكفير الذي لم يغفل عن ذكره اشد المغالين في التكفير من اتباع السلفية الوهابية الا وهو التفريق بين المقالة و القائل و بين الفعل و الفاعل وللإمام ابن الهُمام الحنفي راي نقله عنه الإمام ملاّ علي القاري في « شرح الفقه الأكبر » من كتابه « فتح القدير » ـ و هو شرح لكتاب « الهداية »  للمَرغِيناني  في  تكفير أهل الأهواء عندما قال: »اعلم أن الحكم في كفر من ذكرنا من أهل الأهواء مع ما ثبت عن أبي حنيفة رحمه الله والشافعي رحمه الله من عدم تكفير أهل القِبلة من المبتدعة كلهم: محملُه أنّ ذلك المُعتَقَد في نفسه كُفْر فالقائل بهِ قائل بما هو كفر وإن لم يكن يكفر. ».
و يحسن هنا ان اذكر ان هذا هو  رأي ابن تيمية كما صرح بذلك  في كتابي « المسائل المارِدِينية » و « منهاج السنّة ».و قد خصصت ابن تيمية بالذكر: ـــــ  لاعتباره من الموغلين في تضليل و تبديع الفرق المخالفة عموما ونعتهم باشد الاوصاف ـ رغم المحاولات العبثية للكثير من العلماء و الدعاة الترويج لعكس ذلك تماما مسايرة لعشاقه الكثر ممن غسلت عقولهم الدعايات الضخمة ومنها محاولات الدكتور محمد عمارة في « صيحة النذير »ـ  حتى و ان كانوا يمثلون السواد الاعظم كوصفه الاشاعرة ـ وهم جمهور الامة ـ على سبيل النقل التقريري بقوله « الاشعرية الاناث مخانيث المعتزلة و المعتزلة في الصفات هم مخانيث الجهمية  ووصف المعتزلة بانهم اقرب الى الصابئة الفلاسفة من الروم وصفهم جميعا ـ اي المعتزلة و الاشاعرة ـ بانهم ضلاّل مكذبون للرسل و انهم يلحدون في اسماء الله و آياته ( رغم نقل الذهبي عنه توبته عن ذلك) في مقابل التحرز عن تكفير المعين حيث يندر عنده تكفير الاسماء و ان كان قد رمى اعظم علماء الاسلام الفخر الرازي (و هو شافعي من ائمة الاشاعرة) صاحب التفسير الكبير بالدعوة الى عبادة الاصنام  بعد ان نسب اليه كتاب « السر المكتوم في السحر و مخاطبة النجوم » الذي الفه على حد زعمه لأم السلطان علاء الدين محمد . و يبدو ان ابن تيمية قد تلقف هذه الفرية من كتاب وفيات الاعيان و انباء ابناء الزمان لابن   خلكان عساها تعينه في ما فشل فيه من نقض اساس التقديس في كتابه التاسيس الملآن تجسيما و  سفسطة . ــــ و لاعتبار انه محيي الغلو الحنبلي في المخالفين  و لا اقول مؤسسه فقد سبقه في ذلك البربهاري و ابي يعلى و ابن بطة و ابن خزيمة وابو سعيد الدارمي و السجزي  و الدشتي و الهروي  بل قد ذكر عبد الله بن احمد بن حنبل في كتابه « السنة ـ و هو كتاب مليئ بالتشبيه و التجسيم ـ  عشرات المواضع في تكفير و تفسيق ابي حنيفة و اتباعه , بل الادهى من ذلك كثرة النقول عن احمد بن حنبل نفسه بتكفير كل من هب و دب و منها ما نقله ابو يعلى في طبقات الحنابلة عن تكفير الامام احمد و استحلال دم و مال من قال بخلق لفظ القرآن (و هذا غير خلق القرآن) و هو مذهب جمهور الامة الا الحنابلة بل هو مذهب البخاري, و لعل القارئ يعجب عندما يعلم ان الامام   احمد ـ طبعا حسب النقل عنه ـ   قال بتكفير  المتوقف في امر الخلق بل من شك في كفره . و لم يسلم من ذلك محمد بن شجاع الثلجي إمام الواقفة في زمن احمد و يطلق عليه الحنابلة كعادتهم في التبديع « ترس الجهمية »و قد يبطل العجب اذا عرفنا ان شيخه هو بشر المريسي و ما بينه و بين المجسمة من غلاة الحنابلة من عداء(راجع كتاب النقض للدارمي) .
 ــــــ لاعتباره اول من بسط نظرية  » التثليث في العقيدة » اي تقسيم التوحيد الى توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الاسماء و الصفات( و قد اتفق مخالفوه انه مؤسسها و يبدو انه اقتبسها من ابن بطة الحنبلي و طورها و ان كان اتباعه يصرون على ان الله هو من وضع هذا التقسيم في الآيات الثلاث من سورة الفاتحة!!) و الى هذه النظرية تعود جذور التكفير منذ القرن التاسع عشر و قد بنى عليها الشيخ محمد بن عبد الوهاب « مؤسس الحركات الاسلامية » نظريته في تكفير اهل الارض جميعا و استباحة دمائهم و خاصة اموالهم الا من تبعه  وهاجر اليه , حتى وصل به الامر الى تكفير نفسه  عندما قال في  » الدرر السنية « : « لقد طلبت العلم و اعتقدَ من عرفني ان لي معرفة و انا في ذلك الوقت لا اعرف معنى لا الاه الا الله و لا اعرف دين الاسلام  قبل هذا الخير الذي من الله به , و كذلك مشائخي ما منهم رجل عرف ذلك , فمن زعم من علماء العارض انه عرف معنى لا الاه الا الله او عرف معنى الاسلام قبل هذا الوقت او زعم من مشائخه ان احدا عرف ذلك فقد كذب و افترى و لبس على الناس و مدح نفسه بما ليس فيه ». و هذا المقطع هو اغرب ما قرات في حياتي في الغلوو قد استدل به بعض خصومه على ادعائه للنبوة و هذه من قبيل المبالغات غير الثابتة في حقه  علما و ان هذا « المجدد » و اتباعه قد تجاوزوا بن تيمية في التكفير باشواط لكنهم ينسبون اليه آراءهم الشاذة  حتى قال ابو بكر الجزائري في كتابه  » الى التصوف يا عباد الله فان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين » ( و هذا اغرب عنوان كتاب سمعته) بكفر الشيخ عبد القادر الجيلاني بل و كفر من يشك في كفره علما و ان ابن تيمية لا يذكره الا قائلا عنه « قدس الله سره ».
ـــــــ  و كذلك باعتباره ـ اي ابن تيمية ـ  مرجعا لاغلب قيادات الحركات الاسلامية و دعاتها و علمائها و منهم الاستاذ راشد الغنوشي و الشيخ يوسف القرضاوي بل لا ابالغ ان قلت اني لا اعلم حركة سياسية اسلامية سنية واحدة (باستثناء اتباع نزار الحلبي في لبنان) تعلن تباينها مع فكر ابن تيمية و محمد ابن  عبد الوهاب ـ رحمهما الله ـ و هما ما هما بل لا اعلم من العلماء  الاحياء المعروفين من يجرؤ على نقدهما  و لو على استحياء باستثناء من يملك نفسا صوفيا كالجفري و البوطي وفودة وغيرهم قليل. اما الاستاذ راشد الغنوشي فيعتبر من العاشقين لابن تيمية حتى اعتبره ابا لكل الحركات الاسلامية و له رايه في ذلك . و ان كنت لا اظنه يقول ما قال لو عكف على دراسة كتب شيخه و اهمها كتاب التاسيس في الرد على اساس التقديس (وله اسماء اخرى كنقض اساس التقديس و كذلك بيان تلبيس الجهمية في تاسيس بدعهم الكلامية و قد صنفه رحمه الله في الرد على الرازي منتصرا فيه لعقيدة التجسيم ناسبا اياها لسلف الامة و مبدعا لجمهورها الذين ينزهون الله على الحركة و الجلوس و الحد و مماسة المخلوقات و غيرها من الشناعات في حق رب العالمين) و ليس ظني هذا من باب الاستنقاص من الاستاذ الغنوشي فعِلمه لا يجحده الا معاند و لكن من باب حسن الظن به اذ لو كان يعلم بكل اقواله و ينسبنا  رغم ذلك اليه لكانت المصيبة اعظم  و الكارثة اشد وطئا.  اما موقفه من ابن عبد الوهاب و كيل المديح له في كل آن و حين ( و قد دلت  حتى آخر كتاباته ان صدره يلهج بذكره ) فهو مما لا يعلم اسراره الا الله و ساحاول في مقال قادم كشف بعض ملابسات هذا الولع باكثر الناس قتلا و تنكيلا بالمسلمين بحجة ردتهم و عبادتهم الاصنام (هكذا!! اهل مكة و المدينة كانوا قبل القرن التاسع عشر يعبدون الاصنام)  بل لا اعلم بعد يزيد بن معاوية  و الحجاج بن يوسف  و القرامطة من فعل باهل الحرمين ما فعله هذا المجدد العظيم.
   اذن كان اول اخطاء الرؤية في قولها « لانكفر مسلما …الا… » هو عدم تفريقها بين القول و القائل و بين الفعل و الفاعل فلو عبرت الرؤية عن موقفها من التكفير  باعتبار هذه الاقوال و الافعال من المكفرات ـ لا ان فاعلها يستحق التكفيرـ لما سهل على خصومها تصنيفها ضمن الحركات التكفيرية اذ سيصبح بامكانها الرد على من يتاول ذلك تكفيرا لبعض اطياف المجتمع بالقاعدة المشهورة القائلة بانه ليس كل من وقع في الكفر قد وقع الكفر عليه. اما و قد اختارت الصياغة انفة الذكر فانه لا يمكن بعدها اللجوء لمثل هذا التاويل.
 و قد اضطر  حديث  » اذا انا مت فحرقوني » الخائضين غمار التكفير ـ حتى  غلاتَهم ) للاعتراف بهذه القاعدة العظيمة التي عصمت دماء الكثير من الابرياء . فقد صح بالفاظ مختلفة ان النبي صلى الله عليه و سلم قال: »قال رجل لم يعمل حسنة قط لاهله : اذا مت فحرقوني  ثم اذروا نصفي في البر و نصفي في البحر فوالله ان قدر الله علي ليعذبني عذابا لا يعذبه احدا من العالمين, فلما مات الرجل فعلوا به ما امرهم فامر الله البر فجمع ما فيه و امر البحر فجمع ما فيه ثم قال : لم فعلت هذا؟ قال :من خشيتك يا رب و انت اعلم . فغفر الله تعالى له » و هذا الحديث يعتبر قاصمة لكل من كفر مؤمنا لقول او فعل ما , اذ قد تلقى الله برحمته من ترك جنس العمل او كاد و لم يعتقد في قدرة الله و ظن ان الله يعجزه جمعه ان هو حرق و طحن و ذري في الريح لمجرد انه خشيه دون ان تدفعه خشيته للانتهاء او لفعل حسنة واحدة.
و لا يترك هذه القاعدة الجليلة (ليس كل من وقع في الكفر قد وقع الكفر عليه)   الا صاحب هوى او مصلحة في تصفية خصومه  كما فعل بنو امية   ـ و امراء الملك العضوض ممن لجؤوا لعقيدة الجبرتارة و للارجاء اخرى لتيئيس الناس من الاصلاح او الثورة ـ  مع معارضيهم حتى اوهمونا  بكفر  الجعد بن درهم بحجة التعطيل  فذبحه خالد القسري متقربا به الى بني امية في عيد الاضحى (و لا غرابة ان نسمع من تكفيريي اليوم من يمدح الطاغية القسري و هو اشد بدعة من مذبوحه و ما قتَله الا خصومة و لا ادل على ذلك خروجه ـ اي الجعد ـ مع اليزيد بن المهلب في ثورته على بني امية و وواليهم الحجاج)  و من بعده بابتداع الجهم بن صفوان  لخروجه على بني امية مع الحارث بن سريج  وقد اسره سلم بن احوز الاموي و قتله بسبب خروجه متظاهرا بحجة البدعة و هي الحجج نفسها التي يرددها اليوم دعاة التكفير .
ولم يكن قتل غيلان الدمشقي و صاحبه صالح  و غيرهم الا من باب تصفية الخصوم السياسيين بعد ان ادخلوا في العقيدة حججا صارت بعدها مسلمات من قبيل « القدرية مجوس هذه الامة ».
 و ان الدارس المدقق للعقيدة و لراي الجهمية او المعتزلة في خلق القرآن و الصفات والقدر سيفاجا بانهم اقرب في كثير من الوجوه الى عقيدة تنزيه الله جل جلاله عن صفات النقص من اولئك الذين سيطروا اليوم على اهم  المؤسسات  و المراكز الاسلامية و فضائيات الدعوة بل اخترقوا حتى الازهر آخر حصون العقيدة المنزهة لله من خزعبلات المجسمة و ذلك بفضل اللوبي المالي الذي يعمل عبر كل الوسائل لابتزاز او احتواء الحركات الاسلامية و قياداتها ترهيبا  احيانا و ترغيبا اخرى بالمال علما انه هو نفس المال الذي يمول السجون السرية الامريكية بل و قنوات الدعارة العربية كما لا يكاد يخفى على احد . و الناظر الى حال الجامعات الاسلامية و خريجيها  و نوع خطاب المشائخ و الدعاة يعلم ما وصل اليه هذا اللوبي من بسط نفوذه حتى على الحركات الاسلامية المعتدلة  ممن اختار مجاراتهم إما من اجل جمع الصف او خوفا من سيوف الحملات الاعلامية المضادة و مواقع الانترنت المخصصة للتضليل والتكفير و تتبع العورات و لا يخفى على متابع حملات التشنيع المنظمة التي يتعرض لها بعض الدعاة ممن لم يعارضوا هذا اللوبي لكنهم رفضوا الانخراط في منهجهم من مثل الاستاذ عمرو خالد و حسن بن فرحان المالكي و الجفري بل لم يسلم حتى الجديع ورشيد رضا وسلمان العودة و القرضاوي من السنتهم و حملاتهم المغرضة رغم كيلهم المديح المتواصل لأعلام هذا التيار.ويمكن مراجعة  كتاب اسكات الكلب العاوي يوسف القرضاوي لـ »العلامة » مقبل الوادعي و آخربعنوان يحمل نفس الشتيمة  لعبد الله شكيب السلفي و غيره من الكتب الهابطة الناضحة اسفافا  و يكفي هنا ان اشير ان كبير مشائخهم عبد العزيز بن فيصل الراجحي قد الف كتابا في مسالة فرعية خلافية هي الاخذ باحاديث الآحاد في مجال العقيدة من عدمه سماه  » قدوم كتائب الجهاد لغزو اهل الزندقة و الالحاد القائلين بعدم الاخذ بحديث الآحاد في مسائل الاعتقاد » و اظن ان هذا العنوان يغني عن مواصلة الحديث حول هذه النقطة.
لا  بل ان مراجعة بعض كتب التاريخ المنصفة تثبت بما لا يدع مجالا للشك ان بعض الآراء العقائدية داخل الدائرة الاسلامية وقع المبالغة في التشنيع عليها بالاستعانة بعلماء لا يحسنون الا التضليل و التبديع فقط من اجل تصفية الخصوم السياسيين و ليس الجهم الا واحدا من هؤلاء و انصح القارئ هنا بمراجعة كتاب الفرق الاسلامية في العهد الاموي للدكتور حسين عطوان.
اذن كانت الخلافات العقائدية في اوائل القرون ذات جذور سياسية ثم كان التعامل معها  بخلفيات سياسية حسم فيه السيف و القوة المعركة . بل لا ابالغ اذا قلت ان المذاهب الفقهية اصلا كانت متاثرة بهذه الخلافات السياسية فانك ترى غلاة الحنابلة يكثرون النقل عن البصريين و ليس ذلك الا لتوافقهم في مخالفة الامام علي وذريته  و تفضيل خصومه عليه حتى و ان كانوا من الطلقاء . بل لا ابالغ ان قلت ان اغلب البطولات المرسومة في اذهاننا عن  علماء الدين  و فضائلهم و علمهم و جهادهم لا تعدو ان تكون نتيجة لفرض الغالب افكاره على المغلوب و الا ما السر في  حصرنا للصابرين على الايذاء في سبيل العقيدة  و الراي في الامام احمد و ما تعرض له من سجن اثناء محنة خلق القرآن و ابن تيمية الذي سجن مرات من اجل رايه ( علما و ان اغلب الدعاة يلبسون على الناسفي ذكر الاسباب المباشرة لسجن بن تيمية و ليس المجال مجال بسط هذا الموضوع) و لا نكاد نعلم شيئا عن الذين قتلوا بسبب قولهم بخلق القرآن بزعم انهم مبتدعة بل لا يعلم  الكثير منا ان الامام  النسائى  صاحب السنن  قد قتله اهل الشام لانه لما صنف كتاب الخصائص في فضائل علي ساله اهل الشام ان يصنف في فضائل معاوية فقال انه لا يعلم له فضيلة الا قوله صلى الله عليه و سلم  فيه « اللهم لا تشبع له بطنا  » فضربوه في الجامع على خصيتيه و داسوه ثم حمل الى الرملة (وقيل مكة) ثم مات. فكيف تكون محنة السجن اعظم من محنة القتل ضربا على الخصيتين لولا ان الامام النسائي مات مناهضا لمعاوية بينما محن الامام احمد  و ابن تيمية كانت من اجل آراء  يحتاجها التكفيريون  لتصفية خصومهم.
و بما ان  الاختلافات العقائدية كانت تاريخيا نتيجة للخلافات السياسية كان الاجدربحركة النهضة ترك الخوض في موضوع العقيدة اذ هي اصلا لفظ مستحدث لم يرد ذكره في زمن الوحي و لا في زمن الصحابة و لا التابعين بل هو من مخلفات صراع الفرق و قد ادخلوا فيها مما ليس منها حتى جعل البعض المسح على الخفين من محاورها فتحول الايمان الصافي السهل الذي كان يقبل بمجرد التلفظ بالشهادتين الى عقيدة واسطية و اخرى تدمرية وحموية و  اصفهانية (اشارة الى رسائل لابن تيمية في العقيدة علما و انه اوغل في تضليل مخالفيه في كتاب العقيدة الواسطية) و توسعت شروطها من الايمان بالله الواحد الى الايمان بان الله خارج العالم و انه متحيز في مكان يشار اليه و ان هذا المكان هو المكان العدمي و بان الله يتحرك اذا فعل و انه محدود من الجهات الست و انه يجلس على الكرسي و يجلس نبيه الى جانبه و انه مماس للعرش مماس لعباده و  انه محمول على العرش و ان له اطيط كاطيط الرحل الجديد  و ان له وزنا و انه يثقل اذا غضب   و انه ملآن مصمت لاجوف له و ان صفاته اما معنوية او صفات ذات  و ان افعاله اما متعدية ام لازمة وانها قديمة النوع حادثة الافراد ثم الويل و الثبور لمن لا يعتقد ان لله  صدرا و ذراعين من نور  خلق منهما الملائكة و ان له جنبا بل ربما جنبين(على راي ابن القيم) و يدين يمين و شمال و خنصرا و كفا و وجها و كرسيا هو موضع قدميه  و اضراسا و لهوات تبدو عند ضحكه وانه يستوي على ظهر بعوضة ان شاء و غيرها من الخزعبلات المستقاة من حديث الاوعال و حديث الادلاء و حديث الاطيط وغيرها و التي يصر البعض ـ بعد ان قرروا انهم اهل السنة دون غيرهم و انهم على منهج السلف الصالح ـ على انها من مستلزمات الايمان و ان منكرها اشد كفرا من فرعون الذي علم ان الاهه في السماء  و من ابي جهل موحد الربوبية.
هذه هي  العقيدة الصحيحة كما يصورها ابو الحركة الاسلامية ابن تيمية رحمه الله و مجدد التوحيد محمد ابن عبد الوهاب و من راى غير ذلك فهو مبتدع يستحق مصير اسلافه.
اذا كان هذا حال الخلاف العقدي و قد كان على حركة النهضة ترك الخوض في امور العقيدة فانه  من باب الاولى تركها الخوض في موضوع التكفير , اما اذا اصرت على تحديد موقفها مما تراه قاعدة مركزية ـ اي العقيدة ـ في التفكير يعود اليها تحديد المواقف  و الرؤى ازاء قضايا الوجود الانساني  ـ على حد تعبيرها ـ و قد ارادت من هذه الوثيقة ان تجعلها كيانا واضح الاسس محدد المعالم, فقد كان لها في الحديث عن حد الايمان مندوحة عن تكفير من صدر عنه اقوال او افعال تراها مستوجبة للكفر. و قد سلك هذا المنهج الكثير ممن خاض في هذه المغاصة و لم تكن له صفة سياسية و لا كان يدعو الى التعايش و لا الى الاحتكام الى صناديق الاقتراع.
كان حينها يمكن التوسع في الامر دون الخوف من الوقوع في التكفير اذ الايمان مفهوم واسع و من فقد الايمان المطلق لا يفقد ضرورة مطلق الايمان.
     (يتبع باذن الله)  


رسالة الشيخ عبد الرحمان في الرد على المدعو زياد كريشان في الدولة الدينية


بقلم الشيخ عبد الرحمن خليف عضو المجلس الإسلامي الأعلى بتونس .   نشرت صحيفة المستقبل لسان حركة الديمقراطيين الاشتراكيين مقالا للسيد زياد كريشان في عددها 211 بتاريخ يوم الجمعة 5 فيفري 1988 تحت عنوان : في الدولة الدينية .   و هذه بعض الملاحظات على مقاله المذكور :   ميلاد الدولة الإسلامية :     يرى حضرة السيد زياد كريشان  أن لا وجود للدولة الإسلامية في حياة الرسول صلى الله عليه و سلم ، و هذا نص رأيه حرفيا ( و حتى هجرة الرسول إلى يثرب بعد قضاءه 13 سنة بمكة لم تتوج ببناء الدولة الإسلامية – كما يروّج لذلك دعاة السلفية الأصولية- إذ التنظيمات الجديدة التي أحدثتها النواة الأولى من المهاجرين و الأنصار  و المضمّنة أساسا في الصحيفة التي أعدت في بداية الفترة المدنية لتنظيم العلاقات ( السياسية) هناك لم تنشئ إطلاقا دولة ، بل كانت امتدادا – و إن بشيء من التعقيد- للتنظيمات القبلية السائدة آن ذاك ، حتى أن الرسول كان لا يسمح للمعتنقين الجدد أو القدامى للدين الإسلامي بالعيش خارج الأطر القبلية ) .
  و اكتفى السيد كريشان بدليل اقتنَعَ به لنفي بناء الدولة الإسلامية في حياة الرسول صلى الله عليه و سلم ، و هذا الدليل هو عبارة وردت في كتاب أدب الدين و الدنيا للماوردي و نصُّها ( و حتى الأعاجم كان الرسول يضمهم إلى القبائل العربية ليصبحوا موالي ) .
  من هنا نرى السيد كريشان يؤكد أن الوضع – برمته بعد الهجرة إلى المدينة المنورة – ما كان إلا امتدادا للتنظيمات القبلية السائدة آنذاك . و يستضيء للدلالة على صحة رأيه بضمّ الرسول صلى الله عليه و سلم مَن أسلموا مِن الأعاجم إلى القبائل العربية .     هذا هو رأي السيد كريشان و دلائله .     و إني ألفت انتباه السيد كريشان إلى أن قضية الموالي لها جهتان :    – الجهة الأولى : هي أن ضمّ الأعاجم للعرب في الانتساب قصد به أساسا ضبط الأوضاع المدنية ، ليتميز بها الأفراد ، و يتعارفوا بينهم ، و ما هي إلا عملية تقتضيها حياة أيّ مجتمع منظّم ، حتى تضبط المسؤوليات و يصبح لكل فرد نسبة معينة ، على حدّ ما يعرف في تونس باللقب العائلي .    –  الجهة الثانية : هي أن الأعاجم قبل الإسلام ما كان العرب ينظرون إليهم إلا نظرة احتقار ، و لغة العرب و مفاخرهم يدلان على ذلك .      أما افتخار العرب في الجاهلية و تعاليهم على من سواهم فهو السِمة البارزة في حياتهم ، بل كانت كل قبيلة تفتخر على أختها ، و من الإغراق في هذا الهوس قول عمرو بن كلثوم :       ملأنا البرّ حتى ضاق عنّا °°°° و نحن البحر نملؤه سفينا حتى قال :    إذا بلغ الوليد لنا فطاما °°°° تخرّ له الجبابرُ ساجدينا   و أمّا لغة العرب فمن مفرداتها عبارة ( عَجَم ) و هي تستعمل عندهم للدلالة على كل البشر الذين ليسوا عربا .    فلم يكن ضمّ مسلمي الأعاجم للعرب تكريسا للتنظيم القبلي و لكنه تكريم للأعاجم، و إيقاظ للمعاني الإنسانية في نفوس العرب .      و ينبغي أن تعلم – يا سيد كريشان-  أن الإسلام قوّض النظام القبلي الجاهلي فحوّله من غرور طائش إلى اعتدال ثاقب رصين .   و قوانين شريعة الإسلام التي برزت في فجر الدولة الرسولية أشهر من الشمس ، و لعلك في حاجة إلى معرفة نماذج منها لتدرك أن دولة  الرسول صلى الله عليه و سلم لم تكن امتدادا للنظام القبلي ، و لكنها نظام مغاير ذو خصائص متميزة سواء أكانت سياسية أم اجتماعية أم عسكرية أم ثقافية .   لقد كرّم الإسلام العبيد الأعاجم منهم و العرب فلم يلحقهم بالسادة فقط ، بل جعلهم في مستوى أرفع منهم في كثير من الأحيان :     1 – لما فتح الله على رسوله مكة، أمر صلى الله عليه و سلم بلالا الحبشي أن يصعد على ظَهر الكعبة الشريفة و يؤذن للظُهر ، فقال الحارث بن هشام : أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذنا ؟ و قال الحكم بن أبي العاص : إن هذا لحدث عظيم ، عبد يصيح على الكعبة .   2 –  لما عيَّر أبو ذر بلالاً رضي الله عنه بأمه قائلاً له : يا ابن السوداء ..قال له صلى الله عليه وسلم غاضباً منتصراً للحق :  » يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ  » ( البخاري 29 مسلم 3139) و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  »  إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ ،مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ » ( أحمد عن أبي هريرة  8381 )     3 – روى ابن فتحون في ذيل الاستيعاب أنه صلى الله عليه و سلم عيّن باذان الفيروزي واليا على اليمن ، وهو أعجمي .   4 – و روى ابن حجر في الإصابة أن فاطمة بنت قيس القرشية خطبها اثنان من أشراف العرب فاستشارت فيهما رسول الله صلى الله عليه و سلم فاختار لها غيرهما و أشار عليها أن تتزوج أسامة بن زيد وهو مولى .   5 – و روى البخاري أن أبا حذيفة زوّج الوليد بن عقبة هندا بنت أخيه ، و الوليد مولى ، و هند من المهاجرات ، و في رواية لغير البخاري أن بعض الناس قد أنكر على أبي حذيفة صنيعه  و قال : أنكحْت ابنة أخيك ( مولى )؟ فقال : ما أعلم إلا أن الوليد خير منها .   6 – روى في الإصابة أن سالما مولى أبي حذيفة كان يؤم المهاجرين الأولين في مسجد قباء و فيهم أبو بكر و عمر .( جاء في البخاري – 6640 – عن نَافِع أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ قال كان سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ وَأَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو سَلَمَةَ وَزَيْدٌ وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ )       هذه نماذج محدودة من التحوّلات تترجم عن أنها لم تكن امتدادا للنظم القبلية بحال .      و إني أسأل السيد كريشان : أكان أهل الجاهلية يقدّرون مراتب البشر بمدى استقامتهم و نقاوة سلوكهم ، أم بحماقات الاغترار بالدماء و الثراء؟ هل كرّس الإسلام المحسوبية لتولّي مهام الأمة ، أو قال نبي الإسلام:  (  من استعمل رجلا من عصابة ، و فيهم من هو أرضى لله منه ، فقد خان الله و رسوله و المؤمنين ) ( رواه الحاكم في المستدرك من رواية ابن عباس: 7023 ) هل أبقى على العصبية و مناداة أصحابها بقولهم : يا لَبَني فلان ؟ أو قال صلى الله عليه و سلم ( دعوها فإنها منتنة) ( البخاري 4525 و مسلم 4682 ) هل أبقى مواخير الزنا التي كانت ترفع عليها الرايات في الجاهلية ؟هل أبقى الخمر مباحة للناس؟ هل أبقى على أكل الجيف من ميتة و منخنقة … الخ ؟ هل أبقى على أكل أموال الناس بالباطل من مقامرة أو ربا أو رشوة ؟ هل أبقى ألوان الخداع التي كانت تحدث في المعاملات الجاهلية ؟    وفرارا من طول قائمة التحولات التي ظهرت في الدولة الرسولية لك أن تقرأ ما سجل الفقهاء في البيوع و ملحقاتها فإنك ستعدّ العشرات و العشرات من أنواع خداع المعاملات التي أبطلها الإسلام ، و ما استمد الفقهاء أحكامها المنبثة في كتبهم إلا من الكتاب و السنة ، فإذا اطلعْت عليها بَهَرَتك قيَمُها الحضارية الخالدة .   ذاك عصر و هذا عصر :      و يتساءل السيد كريشان عما إذا كان من الممكن إطلاق أحكام طبّقت في مجتمع معين على كل المجتمعات البشرية .   إن من يسمع هذا الكلام يظن أنه صواب إذا لم يكن له إلمام بطبيعة الشريعة الإسلامية .     تعال يا سيد كريشان  أفهمك أن الشريعة الإسلامية وضعت قواعد الحكم و التشريع ، و تركت وسائل تطبيقها تتفاعل مع الحياة ، و إني أوضح لك هذه الحقيقة ببعض الأمثلة :     1 – مبدأ الشورى في الحكم : هذا المبدأ من قواعد الحكم الإسلامي ، فالله أمر عباده بذلك ، فكان على ولي أمر المسلمين أن لا يترك الشورى و إلا كان عاصيا لله .هذه قاعدة ثابتة على مدى الحياة . أما كيف تكون الشورى فهذا أمر متروك لظروف الأمة زمانا و مكانا ، فقد يتوجه بالاستشارة إلى ذوي الرأي الثاقب  أو إلى ذوي الاختصاص أو إليهما معا ، و قد يتألف من أهل الشورى مجلس واحد أو أكثر من مجلس ، و قد ينتخب هذا أو ذاك لسنتين أو أكثر أو أقل . و قد تتعدّل دوائر انتخابهما من حين إلى آخر .   و هكذا تثبت القاعدة في الحكم و تتطور وسائل التطبيق ،   أفرأيت يا سيد كريشان كيف أن الحكم الذي طبق في مجتمع يسوغ تطبيقه في مجتمعات أخرى مهما يختلف الزمان و المكان .     2 – مثال آخر : قاعدة العدل ، هي من القواعد الثابتة في الإسلام ،لكن وسائل الوصول إلى تحقيق العدل متروكة للتفاعل مع الزمان ، ففي القضاء مثلا قد تتطور الوسائل لإثبات شخصيات المتهمين بتحليل بصماتهم و مراجعة الكمبيوتر للتعرف على ماضيهم في ميدان الإجرام إلى آخر ما يمكن أن يحقق العدل في القضاء ، إن كل تلك الوسائل يقبلها الإسلام و لا يتنافى معها .   و الإسلام – يا سيد كريشان – دعا إلى تحقيق العدل بصورة تجاوزت آفاق كل الحضارات ، بل إن جميعها تتهاوى دون الوصول إلى قمة العدل في الإسلام .   أنبئني – يا سيد كريشان – في أي قانون لأي أمة متحضرة يؤمر القاضي بأن يكون عادلا في نظرات عينيه للخصوم ؟ و إلا فاستمع إلى ما قاله في هذا الشأن مؤسس الدولة الإسلامية قال صلى الله عليه و سلم ( من ابتلى بالقضاء بين المسلمين فليعدل بينهم في لحظه و إشارته و مقعده و مجلسه ) ( رواه الدارقطني و البيهقي – 3284 –  و الطبراني- 622 – عن أم سلمة )   و فوق ما تقدم فإن نظرة الإسلام العظيم إلى العدل أوسع مدًى من مجال القضاء بين المتنازعين ، استمع يا سيد كريشان إلى مؤسس التنظيم الخاص بالعلاقات الأسرية حين يقول صلى الله عليه و سلم ( إن الله يحب أن تعدلوا بين أبناءكم حتى في القُبَل ) ( أخرجه السيوطي في الجامع الصغير- 2651 –  عن النعمان بن بشير)     3 – إن الإسلام حرم أكل أموال الناس بالباطل ، إذ يقول الله { (28) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ } ( النساء ) هذه قاعدة ثابتة ثبوت الحياة ، و إذا تطورت وسائل أكل المال بغير حق في أي مجتمع فذلك مندرج تحت هذه الحقيقة الثابتة ، فقد يحدث ذلك بالاستحواذ على المال بصك بدون رصيد ، و قد يحدث بإبرام صفقة بوثائق مزورة ، و قد يحدث بارتداء لباس خاص بأعوان مؤسسة لها الحق في استخلاص بعض الأموال من حرفائها فيتقمص فرد ما شخصية أحد الأعوان التابعين للمؤسسة و يرتدي لباسه ، فيخادع بذلك من يدفعون له المال ، و قد يحدث بأي لون من ألوان المخادعة أو المقامرة ، و ما أكثرها من ألوان .     4 – السخرية من الناس حرمها الإسلام فقد قال الله تعالى { (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ } ( الحجرات) وهذه أيضا قاعدة ثابتة فإذا تطورت وسائل السخرية فهي مندرجة تحت هذه الحقيقة ، سواء أكانت السخرية بمحاكاة بعض الحركات لشخص بعينه يقوم بها ممثل على خشبة المسرح أو كانت صورة كاريكاتورية يقصد بها الازدراء بشخص معين أو بأي طريقة تنال من كرامة الإنسان .      أرأيت يا سيد كريشان كيف إن تعاليم الإسلام كانت في وضع محكم بحيث تتجاوز حدود الزمان و المكان . حقا إن القرآن ما أنزله إلا { الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } ( الفرقان -6 )    و عليك – إذا شئت – أن تستعرض تعاليم الإسلام فإنك ستجدها في صورة قواعد عامة ، بحيث يندرج تحتها ما لا يكاد يحصى من الجزئيات ، و قلما تُتناول الجزئيات، و كل ذلك لحكمة عزيزة ، وانظر أسباب ذلك في كتاب ( الإسلام عقيدة و شريعة ) للشيخ شلتوت (1 ).    ثم لعلك يا سيد كريشان تعرف طريقة صياغة الدساتير أنها تضع القواعد العامة فقط ، و اقرأ القرآن إذا شئت بطرح الخلفيات المستقاة من مكسيم رودنسون و أضرابه فإنك ستجد القرآن أعظم كتاب تسعد به البشرية .    و مع كل ما تقدم فإن طريقة التشريع الإسلامي في وضع القواعد العامة هي الطريقة العلمية الصحيحة ، و هي التي أكدت سلامتها أحدث النظريات ، و إليك ما قيل في هذه القضية من طريق غير إسلامي ، لأنني رأيتك تكبر آراء المفكرين غير الإسلاميين و غير السلفيين بالخصوص :    يقول كريسي موريسون  : ( إن الحقائق ثابتة لا تتغير ، و إنما الذي يتغير هو الصورة فقط ، ذلك أن نزعة الطعام لم تتطور ، و إنما الذي تطور هو صورة الطعام ، و إن نزعة اتخاذ المساكن لم تتطور ، و إنما الذي تطور هو صور البيوت ، و إن نزعة اللباس لم تتطور و إنما الذي تطور هو صور اللباس ، و إن نزعة القتال و الصراع فطرة بشرية و إنما الذي تغير هو صورة القتال )   و قال ( إن التطور إنما هو في الصور و الهيئات لا في الحقائق ، لأن الحقائق ثابتة لا تتغير و إن القول بأنه [ لا شيء ثابت على الإطلاق ] نظرية زائفة ) ( من كتاب سقوط العلمانية لأنور الجندي ) (2 ).   فهذه النظرية تؤكد أن لا حقيقة للتطور المطلق ، وهي التي نتمسك بها تمسكا مستمدا من الدين الإسلامي و مدعوما بالعقل الإنساني السليم .   و هكذا شأن القرآن و السنة في تنظيم حياة الأمة في ميدان الأسرة و العلاقات الاجتماعية ، و علاقات الأمة بغيرها من الأمم سلما و حربا ؛ و أعتقد أن السيد كريشان لم يطلع عليها طيلة حياته كما يتبين من مقاله .   فإن استعصى عليه إدراك ما في القرآن العظيم فعليه أن يقرأ أطروحة الدكتوراه للعالم المسلم محمد حميد الله فقد وضعها بالفرنسية بعنوان :  Documents sur la diplomatie musulmane – Paris;G.P.Maisonneuve, 1935 .    و درس فيها وثائق العهد النبوي و عهد الخلفاء الراشدين .(3)     و إن تعذر ذلك على السيد كريشان فليرجع إلى كتاب ( نشأة الدولة الإسلامية على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم  ) تأليف عون الشريف قاسم ( مطبعة نهضة مصر سنة 1981 )و إن شاء فليضمم إلى ما تقدم كتاب ( تخريج الدلالات ) تأليف علي الخزاعي بتحقيق الدكتور إحسان عباس (4 )….     معنى الحكم الوارد في القرآن :     إن السيد كريشان فسّر [ الحُكمَ ] الوارد في القرآن تفسيرا لا وجود له إلا في ذهن حضرته ، فلا هو مستمد من اللغة و لا من العرف ، و لا من استعمال أهل النقل و لا أهل العقل . فجاء تفسيره مناقضا للنصوص الصريحة و للأحداث المستفيض أمرها في التاريخ . إذ يرى السيد كريشان أن كلمة حُكْم في عصر الرسول صلى الله عليه و سلم لا تعني الدولة و- من باب أولى – منهاجا خاصا في تسييرها ، بل تعني كلمة حكم قاعدة أخلاقية دينية اشتقاقا من حكمة ( هكذا !) على الأفراد و المجتمع احترامها .       اسمع – يا سيد كريشان – ما يقول الله في هذه القضية { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ } ( النساء- 58) أفهذا مجرد حكمة كما ترى ؟ أو هو قاعدة لسياسة الحكم بين الناس ؟    و اسمع ما يقول سبحانه لنبينا { وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ } ( المائدة – 49 ) و اسمع ما قال له أيضا { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ } ( النساء -65 ) فأي شيء هو الشجار الذي يحمل أصحابه على تحكيمه ؟ أفترى أن مراد القرآن أن يسمعوا منه حكمة و كفى؟   إن أقضية الرسول صلى الله عليه و سلم في هذا الشأن أشهر من أن يجهلها صاحب الزاد الزهيد من الثقافة الإسلامية.   لا أدري ما إذا كان السيد كريشان محيط – حقيقةً – بأبعاد ما يقول ، لكن ما يحملني على الجزم بأنه غير ملمّ برأيه هو استحالة الجمع بين ملاحظاته في هذه القضية فهو من جهة يرى أن لا وجود لمفهوم كلمة [ حكم ] في عهد الرسول إلا معنى الحكمة ، و من جهة أخرى يعترف بالمعنى الحقيقي للحكم عندما تساءل عما إذا كان من الممكن إطلاق أحكام طبقت في مجتمع معين على كل المجتمعات البشرية !    و إني لست أعجب من اقتناع السيد كريشان بما قال ، لأنه قد استقى معلوماته عن الإسلام ممن أحاطوا بالإسلام علما أمثال ( مكسيم رودنسون ) كما جاء في مقاله بجريدة المستقبل لكنني أعجب من مجازفات السيد كريشان حيث اندفع في موضوع خطير كهذا بدون تأمل و لا تثبت حتى كاشفنا بأغرب العجائب ، و إن ما طرحه في ذلك المقال يذكّر حتما بقول الشاعر : [ هذا كلام له خبيء °°° معناه ليس لنا عقول ]     تعدد الشرائع :      و يتساءل السيد كريشان عن تعدّد الشرائع و يقول إن علماء الإسلام عللوا ذلك بأمرين : 1 – اختلاف مستويات المجتمعات ، مما يستدعي نسخ الأحكام و يرد قائلا: أفلا ينطبق هذا على التطورات التي حدثت بين القرن السابع و القرن العشرين .  2 – دعوى التحريف للشرائع السابقة ،  ثم يقول: ( و اعتراضنا على هذا كالتالي : الكل يعلم أن الله قد تعهد بحفظ كتابه من التحريف و التشويه { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) } ، ثم قال : (  أفلم يكن بإمكان الله تعالى حفظ أول رسالة أنزلها للبشر من التلف و التحريف ؟ إذا كان الأمر مجرد تحريف قصد تصحيحه ، ثم ألم تحْوِ رسالة عيسى أحكاما ناسخة لشريعة موسى عليه السلام { وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) } ( آل عمران )    ثم يعود إلى الحديث عن تناسخ الشرائع المبني على تطور المجتمعات ، و يكرر اعتراضه ذاهبا إلى أن التطور الحاصل بين القرن السابع و القرن العشرين ينبغي أن يكون مدعاة لتغيير الأحكام الإسلامية .      اسمع يا سيد كريشان :     1 – الرسالات السابقة جاءت كل واحدة منها إلى فئة معيّنة من الناس ، فقد قال موسى { إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84) } (يونس ) و قال عيسى { يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ } ( الصف-6  ) و كل من أرسل قبلهما ما أرسل إلا إلى قومه خاصة ففي القرآن { إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ } ( نوح -1 ) ، { وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ } ( العنكبوت –  16 ) و هكذا قال كل من هود و صالح و شعيب … الخ .      أما رسالة نبيي و نبيك يا سيد كريشان فهي عامة و ليست قومية ، فقد قال سبحانه : { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } ( الأعراف- 158) و لما كانت رسالته عامّة لزم أن تكون أحكامها تتناسب مع مختلف القوميات بما في ذلك التخفيف بطرح الثقل الذي كان مفروضا من الله على بعض الأمم السابقة كما قال الله { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ } ( الأعراف – 157 ) .      ثم لعلك لاحظت يا سيد كريشان  ما سبق من قول موسى لقومه { فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84) } (يونس )، و من قول موسى و غيره من الأنبياء يتبين أن الإسلام – في معناه العام – هو دين جميع الرسل دون استثناء فإبراهيم دعا لنفسه و لابنه قائلا{ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ }  ( البقرة- 128 ) و يوسف قال { تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) } ( يوسف ) و قال سبحانه في قرى قوم لوط { فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36) } ( الذاريات ) و الإسلام كان جميع الأنبياء يحرصون على توريثه لأبنائهم فقد قال يعقوب لبنيه { فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) } ( البقرة ) .      هكذا تبين قول الله سبحانه { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ  } ( آل عمران -19) إذ أن كل الرسالات متفقة في عقيدة التوحيد ، و في تعظيم شأن الله و في الالتزام باتباع هداه ، و لكنها تتفاوت في بعض الأحكام طبقا لما يعلم الله من شؤون خلقه . فكانت كل رسالة سابقة على رسالة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم قد أدت مهمة معينة لطائفة محدودة من البشر في زمن كانت فيه الشعوب متباعدة المَواطن ، لا يتصل بعضها ببعض إلا في نطاق محدود جدا بالنظر إلى ما حدث بعد ظهور الرسالة المحمدية .    أما رسالة محمد صلى الله عليه و سلم فكانت أوسع مدى ، و لهذا كانت أحكامها – غالبا – ما جاءت في صورة قواعد يندرج تحتها ما لا يحصى من الجزئيات المستحدثة في جميع أطوار الزمان كما تبيّن ذلك في فقرة [ ذاك عصر و هذا عصر ] المتقدمة .      و أما حفظ الله للقرآن العظيم بالذات فلأن الله – طبقا لما يعلم ممّا سَيَطرأ على حياة عباده – قد وفّر له من أسباب الصيانة ما لم يوفّر لغيره . و بعض ذلك يتبين في ما يلي :     1 – أنه أنزله عذبا سائغا ميسّر الحفظ ، و ليس للكتب الأخرى مزية الحفظ لا في القديم و لا في الحديث . و يكفي أن تعلم يا سيد كريشان أن الأتراك اليوم – و القرآن لم يكن بلسانهم – في كل عام يتخرج آلاف من شبابهم يحفظونه حفظا جيدا للغاية ، و لهم الآن عشرات الآلاف من المدارس المخصصة لتحفيظ القرآن ، و هكذا الأمر في باكستان و في أفغانستان و السينيغال … الخ .     2 – إن العصر الذي ختمت فيه الرسالات قد تفتقت فيه القرائح و تحركت الدوافع لنسخ القرآن ، في شرق بلاد المسلمين و غربها حتى لم يخْل بيْت من مختلف الأحجام للمصحف الشريف ، إلى أن ظهرت الطباعة فانتشر نصه السليم المحفوظ في كافة قارات الدنيا ، و جلّت عظمة الله الذي يعلم كل شيء قبل أن يكون .   3 – إني لا أبالغ إذا أفدتك يا سيد كريشان أن كل كلمة من القرآن إذا تميزت عن أخواتها في الرسم أو النطق قد وقع ضبطها في مؤلفات خاصة مع التعريف بالداعي لذلك ، و هذا تجده في ما لا يحصى من المؤلفات الخاصة بهذه الناحية ، و إنني أعني ما أقول حين أشرت إلى ما لا يحصى من المؤلفات الخاصة برسم القرآن و بعلم أدائه تلاوة و قراءاته ،  لعلك قد سمعت بما كان يسمّى عندنا قبل الاستقلال بشهادة العالمية في القراءات .   لا أذهب بك إلى مصر و لا إلى المغرب الأقصى ، و إنما عليك أن تراجع القوائم الطويلة للمؤلفات المتعلقة بهذه العلوم في المكتبة الوطنية بتونس ، فإنك بعد اطلاعك على أسماء الكتب فقط ، تعلم أن هذا الكتاب كتابٌ لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه و لقد أنجز الله وعده لما قال { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) } ( الحِجْر ) يا سيد كريشان !      أفَترى أيّ كتاب آخر قد حُفظ ببعض ما حُفظ به القرآن ؟ إنك تستطيع ان ترى ما طرأ على التوراة و الإنجيل من تحاريف عجيبة ، و أنصحك أن تطلع على كتاب [ إظهار الحق ] تأليف الشيخ رحمة الله الهندي , فقد ناظر فيه قسّا إنجليزيا بحضور نائب الملك البريطاني أيام احتلال الهند و وقع تسجيل كل ما دار بينهما من المحاضر في كتاب [ إظهار الحق ] ، لو اطلعت عليه لرأيت ما في التوراة و الأناجيل الأربعة من ركام عجيب من التحريف و التزييف (5 ).      و فوق كل ما تقدم فإن أهل الكتاب ليس لديهم سند متصل بما لديهم الآن من التوراة و الإنجيل أو ما يسمونه بالعهد القديم و العهد الجديد . ثم لا يخفى أنهما بمنزلة مجموعتين من الروايات و السير ، أفيُعْقل أنهما من عند الله ، و هما يصفان الخالق جل شأنه بأحطّ الأوصاف ؟ واقرأ إذا شئت آخر الإصحاح الثاني و الثلاثين من سفر التكوين من التوراة ، فإنك تجد هذا الإصحاح يذكر أن الله تصارع مع يعقوب ليلة كاملة و لم يقدر عليه ؟ و لكنه عند الفجر قال ليعقوب أطلقني فقد طلع الفجر ، فقال يعقوب لا أطلقك حتى تباركني ، فباركه …؟    سبحان الله ! مغلوب و يعطي البركة لمن غلبه ، و غالب قوي يحتاج إلى بركة مغلوب ضعيف …؟    أما العهد الجديد فهو أعجب لأنه يثبت الولد لله و يؤكد أن ولده صلب … الخ    أرأيت – يا سيد كريشان – إلى أي حد بلغ التحريف بما أنزل الله قبل القرآن من كتاب ، أما القرآن فقد حفظ بحق كما وعد بذلك الذي { عِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ  } ( الأنعام – 59).   و بهذه اللفتات الوجيزة قد تبينت الحقيقة بصورة لا ينكرها إلا من يتكلف إنكار الواقع المحسوس .     عظمة الدولة الإسلامية :     يقول السيد كريشان : ( ولاعتبارات تاريخية ليس هذا المجال لشرحها و تفصيلها كان الانتصار للإسلام ، فتوسعت رقعته الجغرافية )   لا – يا سيد كريشان-  التاريخ إن أردت به الأحداث فإنك لم تتعرض لها ، لا إجمالا و لا تفصيلا ، و إن أردت به الزمان ، فالزمان عَرَضٌ ظرفي يصاحب الوقائع و لا يتدخل فيها ، فليست الأيام التي يقع فيها امتحان الطالب هي السبب في إخفاقه أو نجاحه ، و إنما السبب هو مدى استعداده للنجاح بمختلف المؤهلات .   أما توسع رقعة الإسلام و إشراق حضارته فقد كان نتيجة لنبل تعاليمه ، و صِدق المسلمين يومئذ مع الله ، فلما نصروا دين الله في أنفسهم نصرهم الله على كل من ناصبهم العداء. و ساعد على ذلك كون تعاليمه لا تمنع أي تطور لا يتنافى مع ما فيه من الثوابت المقررة فيه .إن هذه الميزة العظيمة للإسلام هي التي جعلت الشعوب على اختلاف ألسنتها و ألوانها تستظل بلوائه على الصورة التي أجبرت السيد كريشان على أن يقول حرفيا ( فتوسعت رقعته الجغرافية في سنوات قليلة بصفة مهولة فانتقلت من مجرد قرية في الصحراء العربية – المدينة – إلى إمبراطورية مترامية الأطراف ) !     و السيد كريشان يعترف في مقاله بوجود الدولة الإسلامية إذ يقول حرفيا( فالتطور التاريخي هو الذي فرض ميلاد الدولة الإسلامية ) !    لعله لم يدر كيف نفى وجود ما يسمى بالدولة الإسلامية ثم لم يستطع إلا أن يثبته ، و يبدو من ملاحقة أفكاره أنه لا يرتاح – في مجمل تصوره الشخصي – إلا إذا لم يكن الفضل في ظهور الدولة الإسلامية لمن رسم حدودها ، و وضع أسسها ، و متّن قواعدها ، فهو بهذا التصور الغريب كمن يقول لشخص أنت موجود حقا ، و لكنك لست ابن أبيك ، فيسأله لماذا ؟ فيجيبه لأنه لما فارق الحياة تركك صغيرا فكبرت بعده .   و أما قوله ( الدولة الإسلامية كمؤسسة تاريخية لا علاقة لها بأوامر و تعليمات السماء ) فأقول لسيادته أن السماء ليس لها أوامر و لا تعليمات ، و إنما هي كالأرض كل منهما خلق من خلق الله الذي { لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88) } (القصص ) و ما الحكم إلا لله القائل {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ  } ( يوسف – 40 )   قــتــل و قــتــل :     رأى السيد كريشان أن العلاقة بين الإسلام والشرك لن تكون سوى الحرب و القتال .  و هذه أكبر من أخواتها !    اسمع – يا سيد كريشان – ما قال ربنا سبحانه لنبينا صلى الله عليه و سلم { وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ (6)} ( التوبة)    أفيكون إبلاغ المشرك لمأمنه تحريضا على قتله ؟ إن كل آيات الجهاد الواردة في كتاب الله تتنافى مع دعواك – يا سيد كريشان – ألم يقل الله {  وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) } ( البقرة) تأمّل في هذه الحقائق الثلاث ، إن القتال المشروع خاص بمن يقاتلون المسلمين ، وأنه مقدّر بقدر ما يدفع الضرر ، فلا يجاوزه إلى حد الاعتداء ، فيكون المعتدون مبغوضين من الله و القتال الواقع في هذا النطاق واجب يثاب عليه المسلم لأنه سبيل موصل إلى رضوان الله ، و يعاقب على تركه ، لأن التخاذل في دفع الاعتداء جبانة و استخذاء .   و أزيدك من الآيات البينات قول الله تعالى {  فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ } ( البقرة- 194  ) لاحظ المثلية في قوله { بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ } !   و أزيدك قوله تعالى { وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً } ( التوبة – 36 ) إن السطحيين المتطفلين لا يستوعبون من هذه الآية معنى { كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ } وهي الفقرة التي لها وزنها العظيم في تشريع القتال الإسلامي .    و مع ما تقدم فإن تجهيز الأمة بأعتى ما يمكن من السلاح أمر واجب ، بغية احترام أعداء المسلمين للمسلمين ، إذ يقول سبحانه { تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } ( الأنفال 60 ) بعد قوله { (59) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ } .    فإذا عاد الأعداء إلى الحق ، و مالوا إلى مسالمتنا بشواهد واضحة فقد أوجب الله مسالمتهم ، فقال  { وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ } ( الأنفال -61 ) .   إن تعاليم الإسلام الخاصة بالجهاد و بمعاملة الأسرى هي من أنبل ما عرفت البشرية ، فراجعها في مصادرها ، لا في ما يكتبه بعض المستشرقين إما بدافع الحقد و إما بعدم الإلمام الكافي بقضايا الإسلام .     الاسـتـرقـاق :     إن بقاء الاسترقاق في بعض الأوساط الإسلامية إلى الزمن الذي أجبرهم فيه الاستعمار على تركه ، ليس الذنب فيه لتعاليم الإسلام ، و إنما الذنب لبعض المنتسبين إلى الإسلام ، لأنه فتح الكثير الكثير من أبواب تحرير العبيد . بل لقد أوجب الكثير من تلك الأبواب ، و الشأن في هذه القضية كشأن من ينتسبون إلى الإسلام اليوم وهم يعاقرون الخمر ،  و يتعاطون الكثير من المناكر التي تتنافى مع الإسلام ، أفيعدّ هذا من فساد تعاليم الإسلام ؟    ثم يعود السيد كريشان إلى الدعوة ( لإعادة النظر في موروثاتها التي أضفت عليها قرون الجهل قداسة ، فقد يثبت الحوار العلمي الموضوعي النزيه أنها كانت وهمية )   أما أن تعاليم الإسلام قد أضفت عليها قرون الجهل قداسة فهذه لوثة يريد السيد كريشان أن يلحقها بتلك التعاليم العظيمة ، وهي تعاليم قدسها خالق الكون حين قال { إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } ( الإسراء- 9) و قال { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) } ( آل عمران) .    و أما أن الحوار العلمي هو الطريق لإثبات الحق ، فهذا هو مبتغى كل عاقل ، و لقد كاشفت سيادته في هذا التعقيب على ما كتب بما يدفع جميع الأوهام التي تتنافى مع العلم و الموضوعية و النزاهة .     الــمـقـدس و الــمــدني:     هذا عنوان وضعه في كلمته و أتبعه بقوله ( إن الخطر الأساسي المتخفي وراء الدعوة السلفية الأصولية و علاوة على تبشيرها بنمط مجتمع كلياني تمامي تنتفي منه الحياة ، و تقام فيه محاكم التفتيش في كل مدينة و في كل حي و كل بيت بله و كل غرفة . إن الخطر الأساسي هو نفي هذه الحركة للتاريخ و للعقل أي للإنسان ، و تقديم الحياة كلحظات يتنازعها المقدس و المدني )      ما هذا الخلط يا سيد كريشان ؟       إن الإسلام أشرف و أرحم من أن يوصف بالسعي إلى تنظيم مجتمع تقام فيه محاكم التفتيش , ما هذا القلب للحقائق يا سيد كريشان ؟ إن الإسلام هو الذي سحقته محاكم التفتيش ! ألم تحرق محاكم التفتيش بالأندلس آلاف المسلمين بالنار حرقا و هم أحياء ؟ ألم تسجن بقايا المسلمين في كهوف تحت الأرض ، مسلسلين قياما ، وهم مشدودون إلى جدران الكهوف ؟ حتى اكتشفت أخيرا مصالح البحث عن الآثار هياكلهم العظمية مسلسلة ، بعضها وجدوه قائما ، و بعضها تناثرت أجزاؤه أسفل السلاسل (6 ) .      اسمع – يا سيد كريشان – تعاليم الإسلام التي أوجبت الرفق و الرحمة ، لقد روى أبو عبد الله الحاكم في المستدرك ( 7574) عن عبد الله بن عمرو أنه صلى الله عليه و سلم قال (ما من إنسان يقتل عصفورا فما فوقها بغير حقها إلا سأله الله عز و جل عنها يوم القيامة قيل : يا رسول الله و ما حقها ؟ قال : حقها أن يذبحها فيأكلها و لا يقطع رأسها فيرمي به  ) ، و الحيوانات منها المؤذي و منها الوديع ، و لقد أمر الإسلام بأن يرفق بجميعها ، حتى عند قتل المؤذي ، اسمع قول الرسول في هذه الجزئية (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ ) ( رواه مسلم في صحيحه عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ- 3615  ) ؛ أما دماء البشر فهي أشد صيانة في تعاليم الإسلام ، لقد قال صلى الله عليه و سلم (لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمْ اللَّهُ فِي النَّارِ ) ( رواه الترمذي 1318 – عن أبى سعيد وأبى هريرة معا) هذا حكم قتل المؤمن ، أما النفس الإنسانية بصفة عامة فقد قال فيها القرآن { وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ } ( الأنعام – 151) .    ما أسعد مجتمعنا – يا سيد كريشان – إذا رأيته تسوده هذه الرحمة الإسلامية ، فإنك لا بد أن تهتف مرحى لهذه الحداثة التي ينادي بها السلفيون ، و إنك عندئذ تدرك أنها عودة إلى التعاليم التي جاء بها من أرسله الله رحمة للعالمين .     فأين تعاليم الإسلام الرحيمة من محاكم التفتيش التي تحاول سيادتك أن تلحق عارها بدعوة الإسلاميين إلى التمسك بها في الإسلام من قيم خالدة مهما تطور بالإنسانية الزمانُ .و لا أدري يا سيد كريشان ما إذا كان هذا منك بحثا رصينا أو نفثة حاقدة أو خلفية مدفوعة ، ليتني أعرف السبب حتى يزول مني العجب !     متطلبات الحداثة :     يلخص السيد كريشان بآخر مقاله ،  في ثلاث عشرة نقطة :    1 – أن ببلدنا صراعا  2 – أنه بين العقلانيين و كل أصحاب الكهنوت ( هكذا ! )  3 – أن الملتزمين بالإسلام المقرر في الكتاب و السنة هم الموصوفون في رأيه الخاص بأنهم ( أصحاب الكهنوت )  4 – أن كل من لم يلتزم بما في الكتاب و السنة هو عقلاني .  5 – أن العقلانية تعني أساسا أن يستعيد المجتمع مقاليد الفعل ( كذا ) و أن لا تستمد السلطة منه إلا من خلال مؤسساته .  6 – أن لا يشرع الغائب للشاهد .  7 – أن لا يشرع الله للإنسان ….؟  8 – أن يتخلص الإنسان من هيمنة السماء ( كذا ) أو أن يعيد بناء علاقاته معها على أساس الندّ و المساواة …؟  9 – أن العقلانية تعني إعادة الاعتبار للحياة في مجتمع سيطرت فيه الخرافة .  10 – أن العقلانية تتنافى مع رب مطلق النفوذ ، لا رادّ لكلماته و لا معدّل لحكمه .  11 – أن العقلانية أولا و أخيرا تعني تحرر الدولة والمجتمع من قيود الإيديولوجيات الدينية الغيبية .  12 – و المضحك – آخر الأمر – أن يقول ( إن هذا لا يعني إطلاقا معاداة الدين كقيم روحية)  .  13 – ثم يختم كلمته بأنه : لا بد من تجديد هذا الدين و لا بد له من ثورة ثقافية تعيد له تاريخه ، و لا بد لنا نحن جميعا – يقصد السادة العلمانيين – من أن نعيد علاقاتنا معه .      و تعقيبا على الفقرات السابقة أقول لسيادته :    1 و 2 و 3 : حقيقة إن الصراعات في تونس تتمثل بين فريقين : فريق متحلل من الصدق في عرض القضايا ، فيصف علماء الإسلام بأنهم أصحاب كهنوت ، و بأنهم دعاة إلى محاكم التفتيش ، كأن محاكم التفتيش قد أقامها الإسلام ، و فريق ثان تأكد من مسيرة التاريخ – في تونس و غيرها – أن المسلمين ما ضعف شأنهم ، و ما  تهاوَوْا في مسيرة الحضارة إلا بالتحول تدريجيا عن الكثير من تعاليم الإسلام .  4 – و أما كون من لم يلتزم بتعاليم الإسلام شخص عقلاني فهذا أمر يبعث على التأسف لما أصاب بعض العقول التي علم أصحابها عن الإسلام شيئا ، وغابت عنهم أشياء و أشياء .  إن كل عاقل يدرك أن الحكم عن الشيء فرع من تصوره ، و أسأل الذين يعنيهم السيد كريشان ممن لم يلتزموا بتعاليم الإسلام ، إني أسألهم : هل أحاطوا بالإسلام علما ؟ أو أنهم استقوا معلوماتهم عن الإسلام من أمثال مكسيم رودنسون !  5 – إن من تعاليم الإسلام أن السلطة تكون مقاليدها بيد المجتمع الذي يستشار و لا يكره ،  ويلتزم بطاعة من يتولى الأمر في نطاق العدالة التامة .   كما أن من تعاليمه أن المجتمع موكول إليه مراقبة التطبيق لروح العدالة التامة .  6 و 7 : و أما كون الله غائبا فهذا جحود لنتائج العقل ، فقد فتح القرآن للعقل آفاق التدبّر و التفكر بعرضه لعجائب ما أبدع الحكيم العليم في هذا الكون ، و قيامه ببقائه  { إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ } ( فاطر – 41) ألم يقل الله سبحانه { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) } ( ق ) ، إنه حاضر غير غائب ، يا سيد كريشان !  8- أما هيمنة السماء فلا وجود لها إلا في بعض الأوهام وما السماء إلا خلق من خلق الله ، و أما هيمنة الخالق فإن التصدي لمنافستها على أساس المساواة فإن هذه الدعوى تكفي أن تكون إعلانا واضحا عن مستوى عقلية العَلمانيين .  9 – إن العلمانية ما هي إلا نزعة أوربية ظهرت لمقاومة الأوهام و الخرافات ، لكن المجتمع الذي تتمثل فيه تعاليم الإسلام بحق هو مجتمع بعيد عن الخرافات ، و إذا كانت إحدى طبقاته تتأثر بالخرافات فما ذلك إلا من جهلها بالإسلام .  10 – إننا نحن الملتزمين بتعاليم الإسلام نعتز بأن نعلن إيماننا برب مطلق النفوذ ، لأننا أدركنا هيمنته على الوجود ، كما علمنا أن ما اعتُبر من مفاخر الاكتشافات في القرن العشرين من أن السماء تتمدّد باتساع متواصل ، هذا المكتشف الرائع الحديث قد أخبرنا به في آية كريمة حين قال { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) } ( الذاريات ) و أن كل ما في الكون إذا نظرنا إليه يُعرّفنا بالرب العظيم ، حتى قال من نظر إلى العوالم بعقل غير مريض و لا مُصاب :    هذي العوالمُ لفظ أنت معناه °°° كلٌ يقول إذا اسْتنطقته : اللهُ !  11 – لقد تبين أن العقلانية بذلك التصور غير مستقيمة بحال ، ما دام لهذا الكون خالق عظيم .  12 – وهذه النقطة تعني الاعتراف بحق الله من جانب و إنكاره من جانب !  13 – اسمع – يا سيد كريشان – أن  » لا بُدّاتك « الثلاث عجيبة :   أما الأولى فإن تعاليم الإسلام لها ثوابت ورد بها النص عن الله و رسوله ، و لها أيضا مستجدات تطبيقية تتفاعل مع الزمان كما عرّفتك .   و أما لابد الثانية فهي تقليد للسلف الكريم السيد ماوتسي تونغ حين قام بالثورة الثقافية الخالدة ..!  و أما لابد الثالثة فقد تبين أن علاقتك بالإسلام قد كنت أعدتها منذ حين  فلا حاجة إلى هذه اللابد !     أسأل الله لي الهداية و التوفيق ، و لك إذا شئت .                عبد الرحمن خليف              عضو المجلس الإسلامي الأعلى بتونس .       ( 1 ) لتحميل الكتاب : http://www.cheikhelif.net/site/livres_scientifiques/chaltout.pdf    (2 ) لتحميل الكتاب :http://www.cheikhelif.net/site/livres_scientifiques/sqwt-alalmaneh.pdf   ( 3 )مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة للدكتور محمد حميد الله . دار الإرشاد . بيروت 1969 . مجموع الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة ؛ جمع وتحقيق الدكتور محمد حميد الله الحيدر آبادى – طبعة القاهرة 1956م   (4 ) لتحميل الكتاب :http://www.cheikhelif.net/site/livres_scientifiques/takhrij-dalalet.pdf   (5) لتحميل الكتاب :http://www.cheikhelif.net/site/livres_scientifiques/ezhar.pdf   (6 ) لمزيد الإفادة راجع كتاب  » مذابح و جرائم محاكم التفتيش في الأندلس » :http://www.cheikhelif.net/site/livres_scientifiques/mahakm_taftich.pdf



أمريكا وكأس العالم في قطر


محمد كريشان 2010-12-07 في أقل من أسبوع يتدخل مسؤولان أمريكيان لمحاولة إصلاح التصـريح المتسرع وغير الموفق للرئيس أوباما الذي علق على اختيار قطر لاستضافة كأس العالم 2022 بالقول إنه قرار ‘خطأ’. في البداية، هنأت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الدوحة بالقول إن استضافتها كأس العالم ‘إثبات إضافي أن قطر والمنطقة في طليعة عالم الأعمال الهامة’. وبعدها هنأ السفير الأمريكي في قطر جوزيف ليبارون أمير قطر وحرمه ورئيس وزرائه ونجله رئيس لجنة تنظيم المونديال مشيدا بـ ‘ثقة العالم لمنح دولة قطر استضافة مثل هذا الحدث العالمي المهم’ معربا في تصريح نشرته الصحف القطرية أمس عن ‘تطلعه إلى كأس عالم ناجحة عام 2022’ مع عبارات إشادة أخرى كثيرة. هذه المسارعة في التهنئة من المسؤولين الأمريكيين تعكس رغبة واضحة في تعديل التصويبة المتعجلة والمنفعلة التي سددها الرئيس الأمريكي والتي نظر إليها كثيرون باستغراب لأنها من ناحية لا تدل على حصافة سياسية، ولا على شعور بواجب المجاملة تجاه بلد يفترض أنه حليف وثيق لواشنطن من ناحية أخرى. لم يكن واردا انتظار اعتذار من البيت الأبيض على ما صدر من أوباما لكن ما قالته وزيرة الخارجية وسفيرها بالدوحة أقرب ما يكون لذلك. وما زاد في إذكاء الإحراج الذي سببه كلام الرئيس الأمريكي اكتفاء قطر بتصريح تلفزيوني لولي عهدها قال فيه باسما إن ما صدر عن أوباما عبارة عن ‘زلة لسان (قيلت) في حالة غضب’ قبل أن يضيف ‘الله يسامحه!!’. في خضم الفرحة العارمة التي عمت قطر وشعبها والمقيمين فيها، مختلطة بفرحة العرب جميعا، لم يكن هناك من مجال ليفسد كل ذلك كلام لأوباما لم يوثق بالصوت والصورة من حسن حظه. الآن لا شيء يمنع من التوقف عند أبرز ملامح الرعونة التي وصمت هذا الكلام على مستويات ثلاثة على الأقل: ـ الافتقار لأبسط قواعد اللباقة والروح الرياضية. ما كان لأحد أن يلوم أوباما لو أنه أعرب عن أسفه الشديد وحزنه لاستبعاد بلاده من استضافة كأس العالم لكن أن يتجاوز ذلك إلى ما قاله فأمر لم يكن له أي لزوم بالمرة. ـ الاستهتار بقيم التنافس والاقتراع السري للتصويت الذي شهدته اجتماعات الفيفا في زوريخ من زعيم بلاد تقدم نفسها راعية للتنافس الديمقراطي والاختيار المؤسسي للقرارات. ـ روح الاستعلاء والغرور التي يبطنها كلام الرئيس الأمريكي وكأنه كان يود القول إن شعوب هذه المنطقة من العالم ليست جديرة بتنظيم الفعالية الرياضية الأشهر في العالم وليست أهلا لها أصلا. أما الأنكى من كل ما سبق أن هذا الكلام يخرج من زعيم بلد أراد أن يقدم نفسه ويسوقها على أنه مختلف عن أسلافه وأنه يريد فتحة صفحة جديدة مع العالم الإسلامي والعربي ويطوي صفحة العداء والريبة المتبادلة، لكنه الطبع الذي يغلب التطبع!! (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 07 ديسمبر  2010)


ويكيليكس: المقرحي أطلق تحت التهديد


أفادت برقية أرسلتها السفارة الأميركية في لندن ونشرها موقع ويكيليكس بأن الزعيم الليبي معمر القذافي هدد بعض الساسة البريطانيين لدفعهم إلى الإفراج المبكر عن مواطنه المدان في قضية طائرة لوكربي عبد الباسط المقرحي.
ونقلت صحيفة غارديان البريطانية عن برقية أرسلها القائم بالأعمال الأميركي في لندن ريتشارد ليبارون في أكتوبر/ تشرين الأول 2008 قوله إن الليبيين أبلغوا حكومة صاحبة الجلالة بأن « آثارا هائلة » ستترتب على العلاقات بين المملكة المتحدة وليبيا إذا لم يتم إطلاق المقرحي.
وكانت الحكومة البريطانية قد أطلقت المقرحي المحكوم بالسجن مدى الحياة في أغسطس/ آب 2009 بدعوى أنه مصاب بسرطان في البروستات، وأنه سيموت خلال ثلاثة أشهر على الأكثر.
وتقول معلومات السفير الأميركي في طرابلس جين كريتز أيضا إن المملكة المتحدة تلقت في يناير/ كانون الثاني 2009 أي قبل ستة أشهر من إطلاق المقرحي تهديدات، وإن البريطانيين كانوا مجبرين على اتخاذ خطوات لحماية أنفسهم.  
تدهور ومظاهرات وتضمنت التهديدات الليبية لمسؤولي السفارة البريطانية بطرابلس -وفق المعلومات الأميركية – التلويح بأن موت المقرحي بالسجن سيكون له أثر سيئ وغير قابل للعلاج بسرعة، وسيكون هناك كذلك وقف فوري لكافة الأنشطة التجارية البريطانية في ليبيا، وتدهور في العلاقات السياسية بين الطرفين، وستنظم مظاهرات أمام المنشآت البريطانية.
وتقول برقية السفير كريتز إن الليبيين ألمحوا إلى أن سلامة الدبلوماسيين البريطانيين في ليبيا ستكون في خطر، وإن السفير البريطاني في طرابلس فنسنت فين أبدى ارتياحه عندما جرى إطلاق المقرحي.
ونقلت معلومات السفارة الأميركية بطرابلس عن فين قوله « رفض طلب الإفراج عن المقرحي يمكن أن يكون له أثر كارثي على المصالح البريطانية في ليبيا وأنهم (الليبيين) كانوا سيقطعون أرجلنا ».
ويقول السفير كريتز في معرض وصفه للنظام الليبي إنه « يبقى بلطجيا في مسعاه للوصول إلى أهدافه » وهو يحذر الولايات المتحدة نفسها بالحفاظ على الهدوء من احتمال أن تواجه ذات العواقب إذا عارضت إطلاق المقرحي علنا.
وتتناول البرقية كذلك الشكوك الأميركية التي حامت حول حكومتي أسكتلندا وبريطانيا جراء الاشتباه بالحصول على صفقات استثمارية إثر الموافقة على إطلاق المقرحي، وخلافات الحكومتين حول المسؤول عن قرار الإفراج.
ويلمح السفير الأميركي بلندن لويس سوسمان بإحدى برقياته إلى عدم رضاه عما حصل قائلا « من الواضح أن الحكومة الأسكتلندية أحصت العوائد التي ستحصل عليها مقابل إطلاق المقرحي وتحاول تقديم نفسها في ثوب الضحية ».
دور قطري
وكان بعض المسؤولين الأميركيين قد عبروا عن شكوكهم بما اعتبروه دورا لقطر في دفع الأسكتلنديين إلى القبول بإطلاق المقرحي مقابل الحصول على قروض.
وقد أبدى السفير الأميركي بالدوحة في أكتوبر/ تشرين الأول 2009 تحفظاته على الدور الذي يعتقد أن الوزير خالد العطية قام به مع الأسكتلنديين. وأشارت المعلومات الأميركية إلى أن العطية قال إن مساهمة الدوحة تمت بطلب من الجامعة العربية للعمل على إطلاق المقرحي لأسباب إنسانية، وإن المقرحي نفسه أرسل برقية إلى أمير قطر يناشده فيها التدخل لأسباب إنسانية.   المصدر:غارديان (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 08 ديسمبر  2010)

سانج في مقال: الحقيقة دائما مُرة


دافع مؤسس ورئيس تحرير موقع ويكيليكس الأسترالي جوليان أسانج عن نشره للوثائق المسربة، واعتبر أن الحقيقة دائما مُرة لكنها ضرورية من أجل كشف الواقع منتقدا في الوقت ذاته الحكومات التي غردت في سرب الولايات المتحدة من أجل حماية مصالحها حتى ولو على حساب شعوبها. وجاء ذلك في مقال نشرته اليوم الأربعاء جريدة ذي أستراليان تحت عنوان « لا تطلقوا النار على الرسول لكشفه حقائق مزعجة » بدأه أسانج بمقولة نسبها لقطب الإعلام الأسترالي روبرت مردوخ « في السباق بين السرية والحقيقة، تبقى الأخيرة هي الرابحة حتما ». وأرجع أسانج أصول هذه المقولة إلى والد روبرت نفسه الذي كشف أوائل القرن الماضي كيف تسبب القادة العسكريون البريطانيون بمقتل الآلاف من الجنود الأستراليين في معركة غاليبولي آخر معارك الحرب العالمية الأولى ضد تركيا العثمانية، وكيف انبرت بريطانيا إلى إسكات مردوخ الأب الذي رفض بدوره التراجع عن قول الحقيقة. الإعلام والمجتمع وينطلق أسانج من هذه المقدمة ليقول إن موقع ويكيليكس قام ونشأ على هذه المبادئ وأولها قول الحقيقة باستخدام التكنولوجيا، مشيرا إلى أن « ويكيليكس أسس نمطا جديدا في عالم الصحافة وهو الصحافة العلمية التي تتيح لك قراءة خبر جديد قبل أن تحيلك إلى موقع الإنترنت لتطلع على الوثيقة الأصلية التي يستند إليها الخبر ثم تترك للقارئ الخيار في الحكم ». ويرى رئيس التحرير أن المجتمعات الديمقراطية تحتاج إلى إعلام قوي مثل ويكيليكس الذي يضع الحكومات تحت مرقاب الصدق والنزاهة، مستشهدا على ذلك بقوله إن الموقع كشف حقائق قاسية حول الحرب في العراق وأفغانستان وأخبارا أخرى عن فساد الشركات. لكن أسانج رفض تصنيفه تحت لواء « مناهضي الحرب » وأوضح في مقالته أنه لا يرى ضيرا في أن تضطر بعض الدول في بعض الأحيان لخوض الحرب شرط أن تكون « حربا عادلة، لأنه لا يوجد خطأ أكبر من كذب الحكومات على شعوبها حول الحرب والطلب من مواطنيها أن يضعوا حياتهم وضرائبهم في خدمة تلك الأكاذيب ». ثمن الحقيقة وعن البرقيات الدبلوماسية الأميركية، يقول أسانج إن موقع ويكيليكس لم يكن الناشر الوحيد لهذه المعلومات بل مؤسسات إعلامية أخرى مثل غارديان البريطانية ونيويورك تايمز الأميركية ودير شبيغل الألمانية، ومع ذلك تحمل الموقع النصيب الأكبر من الاتهامات الأميركية والتحريض الشخصي الذي وصل -وفق أسانج- إلى حد قيام مسؤولين رسميين للمطالبة بقتله وخطف ابنه الوحيد البالغ من العمر عشرين عاما. واستهل رئيس تحرير موقع ويكيليكس هذه الفقرة بتصريح للمرشحة الرئاسية السابقة سارة بالين التي طالبت بملاحقة أسانج كما يلاحق أسامة بن لادن، لافتا إلى أن مجلس الشيوخ الأميركي تقدم بمشروع قانون يصفه شخصيا « بأنه خطر عالمي عابر للحدود يجب التخلص منه ». واعتبر أسانج أن هذه التحركات تستهدف الحلقة الأضعف لأن المؤسسات الإعلامية الأخرى التي نشرت الوثائق تمتلك من الحجم والعراقة التاريخية والنفوذ ما يجعلها عصية على هذه التهديدات خلافا لحال موقع ويكيليكس الصغير حجما وعمرا. الضجة المفتعلة ويستغرب أسانج هذه الضجة من قبل الولايات المتحدة رغم أن وزير دفاعها روبرت غيتس أقر في رسالة وجهها إلى الكونغرس بأن ما سرب من وثائق حول أفغانستان لم يتضمن معلومات حساسة، كما أكدت وزارة الدفاع (بنتاغون) أن الوثائق لم تهدد حياة أي شخص على الإطلاق. كما يخلص في مقالته إلى التأكيد على أن ما نشره وينشره ويكيليكس من وثائق وأسرار أهم بكثير مما يحاول المسؤولون تحجيمه أو التقليل من شأنه، معددا على سبيل المثال بعض الأسرار التي تم كشفها ومنها: -الولايات المتحدة طلبت من دبلوماسييها سرقة معلومات شخصية عن مسؤولين بالأمم المتحدة وأعضاء بجماعة ناشطة في مجال حقوق الإنسان بما في ذلك معلومات عن التركيبة الوراثية لهؤلاء الأشخاص، بصمات الأصابع، أرقام بطاقات الاعتماد المصرفية، كلمات السر الخاصة بحواسيبهم أو المواقع الإلكترونية التي يتصفحونها على الشبكة العنكبوتية. -السويد عضو سري في حلف شمال الأطلسي، وتخفي تعاونها مع الاستخبارات الأميركية عن البرلمان. -التلاعب بالتحقيق البريطاني حول العراق من أجل حماية المصالح الأميركية. -هناك العديد من كبار المسؤولين بدول الشرق الأوسط مثل الأردن والبحرين يطالبون بإيقاف البرنامج النووي الإيراني بأي وسيلة. -ضغوط أميركية على دول أخرى لقبول معتقلين في غوانتانامو ومنها جزيرة كريباتي الصغيرة -الواقعة بالمحيط الهادي والقريبة من أستراليا- والتي تلقت ملايين الدولارات من واشنطن لقبول عدد من المفرج عنهم على أراضيها. ويختتم أسانج مقالته بالقول « إن العاصفة الهوجاء التي تدور حول ويكيليكس اليوم تؤكد الحاجة للدفاع عن حق الإعلام في كشف الحقيقة ».  
المصدر:مواقع إلكترونية+أسوشيتد برس (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 08 ديسمبر  2010)

سليمان: الجنوب لم يشعر بفائدة الوحدة مصر تجند عملاء للعمل بإيران


كشفت برقية سربها موقع ويكيليس أن مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان عبر في أبريل/نيسان 2009 عن اهتمام بلاده بمكافحة ما أسماه التطرف في كل من غزة والسودان وإيران وقال إن بلاده بدأت بتجنيد عملاء للعمل بإيران. وغطت البرقية المرسلة من السفيرة مارغريت سكوبي وقائع اجتماع عقد في القاهرة بين سليمان وقائد أركان الجيوش الأميركية الأدميرال مايك مولن في 21 أبريل/نيسان 2009. في المحور الأول للبرقية قال سليمان إن مصر يجب أن تتصدى لمحاولات إيران تهريب أسلحة إلى غزة عبر أراضيها. وعن موضوع المصالحة الفلسطينية وإعادة سلطة محمود عباس إلى القطاع قال المسؤول المصري –حسب البرقية- إن « غزة لن تعرف الهدوء ما دامت في يد المتطرفين ». وبشأن إيران شدد سليمان على أن القاهرة نجحت في الحيلولة دون وصول الدعم المالي الإيراني لحركة المقاومة الإسلامية حماس. وأعرب عن أمله في نجاح الولايات المتحدة في تشجيع إيران على كبح طموحاتها النووية ووقف التدخل في الشؤون الإقليمية لكنه حذر أيضا من أن على طهران « دفع ثمن أفعالها ». وأبدى سليمان كذلك قلقه على استقرار السودان. وقال إن بلاده تركز جهودها على إقناع الرئيسين السوادني والتشادي على حجب الدعم عن الجماعات المعارضة للطرف الآخر ودعم المفاوضات بين أطراف النزاع بدارفور بهدف التوصل إلى سلام شامل. وشدد على أن مصر لا تريد سودانا مقسما. إيران وغزة في المحور الثاني للبرقية قال سليمان إن التطرف يمثل العمود الفقري للتهديدات الأمنية الإقليمية وإن التطرف في غزة يمثل تهديدا للأمن القومي المصري. وقال أيضا إن مصر يجب أن تتصدى لمحاولات إيران تهريب أسلحة إلى غزة وإلى وقف تهريب الأسلحة عبر الأراضي المصرية. وواصل المسؤول المصري معبرا عن قلقه بسبب انعدام الاستقرار في السودان والصومال أيضا. واعتبر أن تجربة مصر في مكافحة التطرف في مطلع تسعينيات القرن الماضي هي درس مفيد في مجال مكافحة الجماعات المتطرفة وتقليل استعدادها للعمل والحصول على أموال، إضافة إلى تثقيف الناس بشأن أخطار التطرف. ونبه سليمان إلى أن من تبقى هم الإخوان المسلمون وأن الحكومة المصرية تواصل جهدها لتصعيب عملهم. في المحور الثالث لبرقية السفيرة سكوبي نقل عن سليمان قوله « لا نريد أحداثا مشابهة لما حصل بغزة لإشعال الغضب الشعبي ». وقال إن صراع غزة وضع أنظمة الاعتدال العربي في الزاوية. وذكر أن بلاده تركز حاليا على التوصل إلى اتفاق ثابت لإطلاق النار بين حماس وإسرائيل. وعن موضوع المصالحة الفلسطينية قال إن هدفها النهائي هو السماح بعودة السلطة الفلسطينية (في رام الله) إلى القطاع وأن « غزة لن تعرف الهدوء ما دامت في أيدي المتشددين ». وقال سليمان إن المشكلة أن السلطة الفلسطينية ليس بإمكانها العودة إلى غزة بدون موافقة حماس، وإن السلطة يجب أن تعود قبل الانتخابات المقررة في يناير/كانون الثاني 2010 لأن الغزيين يخشون التصويت للمعتدلين. وواصل سليمان في محور البرقية الرابع التأكيد على أن الاستقرار في غزة يعتمد على إعطاء الناس فرصة لممارسة حياتهم الطبيعية، وأنه يجب إقناع إسرائيل بفتح المعابر أمام الأنشطة التجارية الشرعية. وقال إن النظام المعمول به حاليا والقائم على أن تبلغ مصر إسرائيل بوصول المساعدات الإنسانية وتنتظر الأخيرة ليومين قبل الرد بالقبول أو الرفض هو أمر لا يتناسب واحتياجات الناس.  
حوار الفصائل في المحور الخامس للبرقية تحدث سليمان عن المصالحة الفلسطينية قائلا إنه يتوقع عودة الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة في 26 أبريل لبحث المقترحات المصرية القائلة بتشكيل لجنة عليا تضم كافة الفصائل مهمتها التحضير لانتخابات يناير 2010. وستكون اللجنة مسؤولة عن التحضير للانتخابات والإشراف على إعادة الإعمار وإصلاح الأجهزة الأمنية وإصدار التراخيص للشركات المؤهلة لتنفيذ المشاريع, لكن السلطة الفلسطينية هي الجهة التي تحدد المستفيدين من الأموال من بين الشركات الخاصة والحكومية. كما أن الحكومات العربية يمكن لها المشاركة في إصلاح الأجهزة الأمنية وتقديم المساعدة الأمنية خارج مصر. وعبر سليمان عن شكه في قبول حماس باللجنة العليا لكنه قال إنها مهمة. وتطرق سليمان في محور البرقية السادس إلى إيران قائلا إنها تنشط بشكل ملحوظ على الأراضي المصرية. وأشار إلى أن حجم الدعم الإيراني لحماس يصل إلى 25 مليون دولار شهريا لكنه قال إن بلاده نجحت في منع وصول هذه الأموال عبر أراضي مصر.  
تجنيد البدو وقال أيضا إن مصر نجحت في اعتقال خلية كبيرة تابعة لحزب الله هي الأولى في مساعي هذا الحزب للعمل عبر أراضي مصر. وقال إن إيران حاولت تجنيد عدد من بلدة سيناء لتسهيل عملية تهريب الأسلحة إلى غزة. لذا فقد نجحت مصر في منع حماس من إعادة التسلح. ولاحظ سليمان أن العمل على الجدار الفولاذي بين غزة ومصر لمنع التهريب سيكتمل خلال ستة أشهر لكنه حذر من أن الناس سيعملون على إيجاد بدائل للأنفاق لإتمام عمليات تهريب الأسلحة والمحاصيل والناس والأموال. وعبر الأدميرال مولن عن تقديره لجهود مصر في مكافحة التهريب معربا عن أمله أن تستجيب مصر لأي طلب آخر يتعلق بتأمين الحدود في أي وقت. في المحور السابع نقل عن سليمان قوله إن مواجهة بدأت بين مصر وحزب الله وإيران و »نحن لن نسمح لإيران بالعمل في مصر ». عملاء لمصر وقال أوصلنا رسالة واضحة إلى إيران مفادها إذا تدخلت في مصر فسنتدخل، مضيفا أن المخابرات المصرية بدأت بالفعل بتجنيد عملاء لها في العراق وسوريا. وأعرب سليمان عن أمله ألا تحذو أميركا حذو الأوروبيين في التفاوض مع إيران وحذرها من أن تقصر تركيزها على قضية واحدة كموضوع البرنامج النووي. وقال إن على إيران دفع ثمن أفعالها والحيلولة دون تدخلها في الشؤون الإقليمية. وقال مخاطبا مولن « إذا أردتم أن تتعاون مصر معكم في موضوع إيران فنحن مستعدون ». وأضاف « سنحمل على أكتفنا جزءا من هذا العبء ». المحور الثامن للبرقية تناول وضع السودان. وطلب سليمان أن تكون الولايات المتحدة صبورة مع الحكومة السودانية وتعطي مصر الوقت لمساعدة حكومة الخرطوم في التغلب على مشاكلها. وأعرب عن تقديره لقرار تعيين المبعوث الخاص (سكوت) غريشن وللبيان الأميركي الأخير بشأن السودان. وقال سليمان إن بلاده ستركز على ثلاثة مجالات لتحقيق الاستقرار بالسودان (1) ترميم العلاقات بين الرئيس التشادي إدريس ديبي ونظيره السوداني عمر البشير ووقف دعم أحدهما لخصوم الطرف الآخر.(2) دعم المفاوضات بين الفصائل المختلفة بدارفور(3) تطبيق اتفاق السلام الشامل (في الجنوب).  نجسير الهوة وأعرب سليمان عن تقديره لوساطة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بين تشاد والسودان. وقال إن جنوب السودان « لا يشعر بأي فائدة من الوحدة » وإن مصر تحاول أن تجسر الهوية النفسية بين الشمال والجنوب من خلال المساعدات الإنسانية. وإن مصر لا تريد سودانا مقسما. الأدميرال مولن أجاب بالقول إن الدور القيادي المصري في السوادان حاسم وهو يتطلع لتعاون مكثف بين مصر والمبعوث غريشن. في المحور التاسع ركز مولن على الصومال حيث قال إن القرصنة جريمة دولية تحتاج إلى معالجة دولية أيضا. وقال إن واشنطن لا تريد أن تتحول الصومال إلى ملاذ آمن آخر لتنظيم القاعدة بعد باكستان. وأشار المحور العاشر الأخير في البرقية إلى أنه لم يتبق وقت للأدميرال مولن للمزيد من الشرح قبل المغادرة.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 08 ديسمبر  2010)

أستراليا تتعهد بمساعدة أسانج

تعهدت أستراليا بتقديم مساعدة قنصلية لمؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج المعتقل في بريطانيا، وتراجعت عن وصفها لنشر برقيات دبلوماسية أميركية سرية بأنه جريمة. وقال وزير الخارجية كيفن رود اليوم « لقد قدمت كافة المساعدات القنصلية المناسبة إلى أسانج باعتباره مواطنا أستراليا في حوزة الشرطة في لندن على خلفية مزاعم سويدية عن عملية اغتصاب ». ورفض رود تكرار وصف رئيسة الوزراء جوليا جيلارد لنشر البرقيات السرية بأنه جريمة، أو « شيء غير مسؤول على نحو كبير مثل هذا الفعل وإنه أيضا شيء غير مشروع ». واتهم أسانج جيلارد بالمحاباة  للولايات المتحدة بطرحها فكرة أن حكومتها قد تلغي جواز سفره. وكان القنصل العام لأستراليا في لندن قد تحدث بالفعل مع أسانج أمس الثلاثاء. وفي مقال رأي نشر اليوم بإحدى الصحف الأسترالية دافع جوليان عن موقعه، وقال « إن هناك  حاجة عظيمة إلى مثل هذا الموقع » نافيا أن يكون ما ينشر فيه يعرض حياة أحد للخطر. وتحت عنوان « لا تطلقوا النار على ناقل الرسالة لأنه كشف حقائق غير مريحة » قال أسانج « إن موقع ويكيليكس له تاريخ نشر مدته أربع سنوات وخلال هذه الفترة لم نلحق الضرر بأي شخص » مضيفا « إن المجتمعات الديمقراطية تحتاج إلى إعلام قوي، وويكيليكس جزء من هذا الإعلام ». ونشر المقال بعد رفض محكمة بريطانية طلبا بالإفراج عن أسانج مقابل كفالة حيث قضت المحكمة بإبقائه رهن الاحتجاز، وحددت يوم 14 ديسمبر/ كانون الأول الجاري موعدا لعقد جلسة للنظر في مسألة تسليمه بشكل كامل على خلفية اتهامه في قضية اعتداء جنسي بالسويد. وكان عدد من أنصار أسانج قد عرضوا دفع كفالة قدرها نحو 180 ألف دولار للإفراج عنه، غير أن المحكمة رفضت قبول هذا العرض وقررت استمرار احتجازه حتى الـ14 من الشهر الجاري. ورحبت واشنطن باعتقال مؤسس موقع ويكيليكس، وقال وزير الدفاع روبرت غيتس للصحفيين خلال زيارة مفاجئة لأفغانستان « لم يخبروني بعد بالاعتقال، ولكن هذا الأمر يبدو خبرا جيدا ». وبدوره رحب وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني بنبأ اعتقال مؤسس ويكيليكس، وقال إنه جاء في وقته.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 08 ديسمبر  2010)

ويكيليكس: الإمارات حرضت على حماس


أظهرت وثائق نشرها موقع ويكيليكس قلقا إماراتيا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتخوف مسؤولين إماراتيين من أن تصل المساعدات الموجهة إلى قطاع غزة ليد حماس. ففي برقية صنفت على أنها سرية وأرخت بعام 2006 قالت السفارة الأميركية في أبو ظبي إن المسؤولين الإماراتيين يعتبرون أن حماس منظمة إرهابية، وإنهم لن يمولوها حتى تنبذ العنف. وتضيف برقية أخرى أن ولي عهد إمارة أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد قال إن انتصار حماس في الانتخابات يجب أن يكون درسا للغرب. وأضاف في حديثه لديفد وولش مساعد وزيرة الخارجية الأميركية وقتها أن حماس تستفيد من المساعدات الحكومية والشعبية التي تصل غزة من السعودية والكويت وقطر. وتضيف برقية أخرى أن حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد نصح وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس بأنه بالضغط على حماس فإنها ستفهم احترام إرداة المجتمع الدولي. كما أوردت البرقية تساؤلا لمسؤول إماراتي عن موقف أميركا من الدول التي ستدعم حكومة بقيادة حماس، دون أن تورد الإجابة. من جهة أخرى تناولت وثيقة للخارجية الأميركية لقاء حضره وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد والسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة وأرخت في 7 أبريل/نيسان 2009. وحسب الوثيقة فإن جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك شكر حكومة الإمارات على دعمها المادي القوي للسلطة الفلسطينية. وجاء فيها أن فيلتمان سأل وزير الخارجية الإماراتي عن ما إن كان عنده معلومات حديثة عن مجريات المصالحة بين حماس وحركة التحرير الفلسطيني (فتح) ورد عبد الله بن زايد بابتسامة تدل على أن الأمور لا تسير بشكل جيد. يذكر أن حماس تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 ويتعرض القطاع لحصار بري وبحري خانق من قبل إسرائيل وتضييق على المعبر البري الوحيد مع مصر. وقد أوردت برقيات أخرى نشرها موقع ويكيليكس –مؤرخة بعام 2009- قول مدير المخابرات المصرية عمر سليمان إن الضغط على حماس خصوصا من مصر سينجح بتفكيك قدرة حماس على تمويل نفسها وسيجعلها أكثر مرونة.    (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 08 ديسمبر  2010)
 

البرادعي يدعو إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المصرية في 2011

2010-12-08  
القاهرة- دعا المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمعارض المصري محمد البرادعي، في شريط فيديو بث الأربعاء، إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية في 2011، ووصف الانتخابات النيابية الأخيرة بأنها (مهزلة). وقال البرادعي في شريط الفيديو الذي بث على صفحته في الفيس بوك إن المعارضة لا بد أن تكون صفا واحدا… ولا بد أن تعلن صراحة انها ستقاطع أي انتخابات رئاسية ما لم يعدل الدستور. وخاطب البرادعي مؤيديه عموما « أرجو منكم أن ترسلوا رسالة صريحة للنظام (تقولون فيها) اننا لن نشارك في هذه المهزلة خلال العام القادم في الانتخابات الرئاسية ». واضاف إن على النظام والمعارضة أن يدركا أن من حقنا أن ننزل في مظاهرات سلمية للمطالبة بالتغيير.. اذا اضطررنا سنلجأ إلى العصيان المدني السلمي. وأوضح البرادعي « أرجو أن يفهم النظام انه اذا لم يسمح لنا بهذا فلن يترك للشعب المصري مفر… أرجو الا يحدث هذا والا سيكون هناك عنف سنراه في مصر وهذا أمر لا يتمناه أي مصري ». وحذر البرادعي من أن « للقمع حدودا »، ووصف الانتخابات النيابية التي أجريت من 28 تشرين الثاني/ نوفمبر إلى الخامس من كانون الاول/ ديسمبر بأنها (مهزلة). ولم ينجح البرادعي في مسعاه لتوحيد صفوف المعارضة لمقاطعة الانتخابات. الا أن الاخوان المسلمين، أبرز احزاب المعارضة في مصر، وحزب الوفد الليبرالي، أول حزب علماني معارض، قد انسحبا من المشاركة في الدورة الثانية من الانتخابات بعدما نددا بأعمال العنف والتزوير التي سادت الدورة الاولى. ولم يعلن الرئيس حسني مبارك (82 عاما) الذي يتولى السلطة منذ 29 عاما، إن كان سيترشح إلى الانتخابات الرئاسية العام المقبل، حتى لو أن المحيطين به يؤكدون انه يطمح لولاية جديدة. وغالبا ما يطرح اسم نجله جمال القريب من أوساط رجال الأعمال لخلافته، لكن الاختيار قد يقع أيضا على شخصية عسكرية. وكان قد وصف المدير العام السابق لوكالة الطاقة الذرية الدولية البرلمان الآتي في مصر بأنه لا يمثل الشعب تمثيلاً حقيقياً، وأنه انتخب في ظل ديمقراطية مزيفة. وقال في رسالة نصية له على موقعي التواصل العالمي تويتر وفيسبوك نشرها الأربعاء إن البرلمان جاء في غياب ضمانات وفي ظل ديمقراطية مزيفة، وأنه لا يمثل الشعب تمثيلاً حقيقياً وأنه خاضع لسلطة تنفيذية مطلقة الصلاحيات. وكان البرادعي عاد إلى مصر الأحد الماضي ويقول أنصاره انه ينوي القيام بحملة في العديد من المدن المصرية استمرارا بالمطالبة بالاصلاحات السياسية والدستورية. وأوضحت نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة عن اكتساح هائل للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم للمقاعد البرلمانية وسط اتهامات من قوى المعارضة بأن العملية الانتخابية شابها عمليات تزوير واسعة النطاق لصالح مرشحي الحزب. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 08 ديسمبر  2010)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.