الحوار نت :ملف حول تونس بمناسبة الذكرى 51 للإستقلال:20 مارس 1956 ــ 20 مارس 2007 ميدل إيست أونلاين:الرئيس التونسي: لا معنى للاستقلال إذا لم تكن البلاد سيدة قرارها رويترز:الرئيس التونسي يدعو للاهتمام بمشاغل الشباب لدرء التطرف وكالة تونس افريقيا للأنباء:النص الكامل لخطاب الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل: بلاغ إعلامي الهادي بريك: ألم يأن لفرسان الحرية وراء القضبان في تونس أن تترجل ؟ الحلقة الثالثــة معتز الواقف: رسالة إلى قاض بارك صابر التونسي:ســـواك 22 الموقف: الاحتجاجية الشبابية: دلالات وأبعاد الموقف: لماذا لاتسحب الدولة التونسية تحفظاتها على اتفاقية المرأة؟ الموقف: نصف قرن على الاستقلال تونس والنتيجة نصف إنسان الموقف: شبان يركبون الموت… من أجل الحياة الموقف: صحيفة « الموقف »: مناظرة التأهيل الجامعي مناظرة لتأهيل الكفاءات »العلمية؟ » أم لتكريس وتأهيل الصداقات والمحسوبيات »العلمية »؟ الصباح: رغم مرور 9 سنوات على صدوره: لماذا ظلّ قانون منع التدخين في الأماكن العموميــــة محــدود التطبيــق؟ الصباح:8 أعوام سجنا لكهل اعتدى على طفلة الصباح: أخبارالصباح مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات:سيمينار الذاكرة الوطنية:مع سي عبد العزيز بوراوي, أحد الرواد النقابيين الأوائل (الحلقة الثالثة) يحي ابو زكريا :القاعدة في المغرب العربي رضوان السيد :مستقبل الإسلام السياسي ومتغيرات السياسة الأميركية
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
20 مارس 1956 ــ 20 مارس 2007
الدكتور أحمد القديدي في حديث شامل صريح بمناسبة ذكرى 20 مارس 1956 بتونس ( خاص بالحوار نت ).
حاوره : الهادي بريك ـ ألمانيا ـ الحوار.نت المناسبة : كانت تعرف تونس قبل بورقيبة بجامع الزيتونة تلك المثابة العالمية التي تشد إليها رحال العلم والدعوة من كل فج عميق تنشر الهدي الإسلامي شرقا وغربا مربط فرسان الفتح الإسلامي نحو الضفاف الشمالية للمتوسط وموئلها. فلما جاء بورقيبة عرفت تونس به : يختلف الناس معه سواءا كانوا رفاق درب أيام الإحتلال الفرنسي من مثل بن يوسف أو كانوا زعماء طبق ذكرهم الآفاق من مثل عبد الناصر ولكن لا يختلف الناس حول شخصية بورقيبة المثيرة للجدل الذي لا ينضب مداده حيا وميتا. يصدق عليه كثيرا ما قاله الناس في أتاتورك : يحكم تركيا من قبره. البورقيبية مشروع ثقافي فعل فعله في أديم تونس وليس ذلك سوى لنزر قليل من الزعماء والحكام الذين تربعوا على عروش دول عربية أو إسلامية فيما عرف بدولة الحداثة أو دولة ما بعد الإستقلال. إذا ذكرت مناسبة 20 مارس من كل عام ( عيد الإستقلال) في تونس فإن الذهن ينصرف إلى بورقيبة عند من يواليه وعند من يخالفه سواءا بسواء. من هو ضيفنا ؟ ـ الدكتور أحمد القديدي من مواليد : ( 1946 ) بالقيروان بتونس. ـ متزوج وأب لــعدد من الأبناء. ـ أستاذ جامعي بكلية الإنسانيات والعلوم الإجتماعية بالدوحة ( قطر). ـ دكتور من جامعة السربون ( باريس ) سنة 1990 . عنوان البحث » الصحوة السياسية للإسلام وكيف حللها الإعلام الفرنسي من 1980 حتى 1990″. ـ شهادة الدراسات المعمقة من ذات الجامعة عام 1987. ـ شهادة الأستاذية من معهد الصحافة وعلوم الأخبار من تونس عام 1977. ـ تحمل مسؤوليات إعلامية عديدة في الجامعة العربية ومنظمة الألكسو ومنظمة اليونسكو. ـ كاتب صحفي باللغتين العربية والفرنسية في كثير من الجرائد والمجلات الدولية. ـ مؤلف لعدد من الكتب منها : نحو مشروع حضاري للإسلام 1996 و الإسلام وصراع الحضارات 1995 . ـ باحث في شؤون المغرب العربي وشمال إفريقيا. ـ مترجم لعدد من الكتب والأعمال من الروسية إلى العربية. ـ محاضر من فوق منابر دولية عديدة. ـ مستشار ومحلل سياسي بقناة الجزيرة القطرية. ـ تحمل مسؤوليات حزبية قيادية في عهد بورقيبة من مثل عضوية البرلمان ورئاسة تحرير جريدة العمل لسان الحزب الحاكم وعضوية اللجنة المركزية للحزب. ـ نال أوسمة وشهائد وجوائز محلية وعربية ودولية كثيرة. ** ماذا يعني الحوار مع الدكتور أحمد القديدي؟ كتب الدكتور أحمد في صحيفة الشرق في السادس من سبتمبر أيلول 2006 بمناسبة الذكرى الأربعين لأستشهاد سيد قطب : » منذ أربعين عاما بالضبط وفجر يوم 28 أغسطس 1966 تم تنفيذ حكم الإعدام في الشيخ الإمام المفكر سيد قطب صاحب في ظلال القرآن وفي الثالث من سبتمبر في نفس ذلك الأسبوع الرهيب كتبت مقالة في صحيفة العمل التونسية مازلت أحتفظ بها إلى اليوم لإعلان القطيعة مع الناصرية ورثاء ذلك العالم الجليل الشهيد وكنت في العشرين من عمري كأغلب أبناء جيلي نعيش على إحترام الزعيم الكبير جمال عبد الناصر ونتفاعل مع حماسه القومي ونرى فيه عودة الكبرياء للشعب العربي ونعترف له بالجرأة في تأميم القنال وتحدي الإمبريالية الفرنسية في الجزائر ومقارعة الهيمنة الأمريكية والبريطانية بل كنا نردد في الخفاء وفي غفلة من خصمه الزعيم التونسي بورقيبة نشيد الشاعر القومي سليمان العيسى : من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر لبيك عبد الناصر ونستمع خفية كذلك إلى إذاعة صوت العرب.. ». لعل الحوار التالي يقر عين القارئ بأن الدكتور القديدي أنسب من يتحدث اليوم ضمن المتاح والممكن عن ذكرى 20 مارس 1956 التي كان لها إلى يوم الناس هذا في تونس بأسرها ما بعدها بما لا يجحده إلا مكابر يستوي في ذلك من يعتبر ذلك اليوم محطة خيانية أليمة ضد المقاومة مع من يرى فيه عيد الأعياد لتونس المستقلة. نص الحوار: الحوار.نت : دكتور أحمد مرحبا بك ضيفا كريما على موقعنا الحوار.نت شاكرين لك قبولك إجراء حديث معنا آملين في سعة صدرك لبعض أسئلتنا التي تلامس شغاف حوار حضاري راق يظهر بأدبه على خلاف هنا أو هناك لابد منه لسير الحياة. الدكتور أحمد القديدي: السلام عليكم و رحمة الله و الاختلاف رحمة بل ناموس الحياة و الحضارة ، وشرط بقائها فتفضل بطرح الأسئلة و أنا شاكر لك و للحوار نت عنايتك بالاستماع الى أخيكم. الحوار.نت : ألفت يا دكتور أحمد كتابا في مذكراتك تحت عنوان » من السلطة إلى المنفى « . هل أنت الآن منفي ؟ ما أسباب نفيك ؟ وهل هو نفي إجباري أم إختياري؟ هل أنت بصدد دفع تكاليف الإنتماء البورقيبي المتقدم جدا قياديا بعد أحداث 7 نوفمبر 1987؟ هل من توضيحات شافية لقرائنا الأكارم؟ الدكتور أحمد القديدي: أنا لا أعتبر نفسي منفيا من المنظور القضائي لأنه لا مشكلة لي مع سلطات بلادي من هذه الناحية الاجرائية فقد عدت الى تونس عام 1999 بعد سنوات طويلة من المنفى الحقيقي، أنا و عدد من المسؤولين السابقين المنفيين بعد ما رفعت بعض المظالم عنا بفضل مبادرة من السيد رئيس الجمهورية ، حيث عاد بنفس هذا الاجراء كل من أحمد بن صالح و الطاهر بلخوجة و ادريس قيقة و غيرهم. و نحن جميعا غادرنا بلادنا قبل السابع من نوفمبر 1987 لأسباب تتعلق كلها تقريبا بالصراع المرير على خلافة بورقيبة، ثم طويت هذه الصفحة. أما اليوم فأنا أواصل حياتي في باريس مع أسرتي مثل أغلب المغاربيين الذين حكمت عليهم الظروف القاسية أن يولد عيالهم هنا و يكبرون و يدرسون، فاذا نحن مع مفعول الزمن الذي لا يرحم تنقطع الأواصر تدريجيا مع تونس على مستوى الحياة اليومية و مستقبل الاولاد، لكن الوطن يظل في القلب و في العقل مشروعا للحريات و الوفاق. الحوار.نت : كيف تجمع بين حبك العميق لسيد قطب وبورقيبة أو بين حبك لشيخك الذي تثني عليه دوما المرحوم عبد الرحمان خليف وحبك لبورقيبة؟ لا أظن أن الشباب المعاصر ـ سيما الملتزم إسلاميا ـ يفهم ذلك حق فهمه. هل تتفضل بتوضيح لذلك؟ الدكتور أحمد القديدي: أنا ولدت في القيروان في نفس البيت الذي بناه جدودي القادمون من قبيلة قديد والتي ما تزال الى اليوم بين مكة و المدينة في الحجاز و جاء جدي الأول مع الفاتح موسى بن نصيرفي سنة 711م حسب ما كتبه المؤرخ المرحوم حسن حسني عبد الوهاب، و كان جدي الذي تلاه اسمه أحمد القديدي و كان وزيرا عند ابراهيم بن الأغلب الذي لقب بالسفاح و ثار عليه جدي هذا و قتله الحاكم الجائر شر قتلة كما ورد ذلك في صفحات 108 و ما بعدها في الجزء الأول من كتاب اتحاف أهل الزمان للعلامة المؤرخ المصلح ابن أبي الضياف، ثم جاء جدي الثالث وهو القائد العسكري سالم القديدي و مقامه يزار الى اليوم في القيروان وهو الذي توفاه الله شهيدا حين جهز جيشا قيروانيا للتصدي لملك فرنسا لويس التاسع في قرطاجة لأن هذا الملك الملقب بالقديس لويس كان قائد جيش الحملة الصليبية و كان سيمر الى بيت المقدس من تونس، واستشهد هذا الجد في معركة عام 1270م مع مجموعة شهداء هبوا لصد الصليبيين لأن الاسلام كان جنسيتهم و الجهاد كان واجبهم. و عندما ولدت و نشأت في ظلال هذا التاريخ على بعد أمتار من جامع عقبة كانت الصورتان اللتان فتحت عليهما عيني في غرفة المجلس في بيتنا هما صورة الملك الشهيد المنصف باشا باي وصورة الزعيم بورقيبة باللحية الكثة في منفاه بالمشرق العربي. لأن والدي رحمه الله كان كجل أبناء جيله وطنيا يحلم بالاستقلال و يساند الزعيم المجاهد من أجل ذلك الاستقلال و تربى جيلي على تلك القيم في مدرسة الفتح القرانية ثم في الفصول الأولى من التعليم الزيتوني, بل و كان الاستقلال في تقديرنا قطعا مع الانغيار والذوبان في الاستعمار اي في الواقع عشنا نحلم بالاستقلال كاستعادة الهوية الى جانب اقتحام الحداثة. ثم ان أحد أقاربي كان من المقاومين و اسمه رحمه الله عثمان سعيد، الذي أصبح بعد الاستقلال ضابطا في الحرس الوطني كان كثيرا ما يختبأ في بيتنا على السطوح و كنت ألأمس بندقيته الرشاشة باعجاب طفولي و كانت والدتي تخفيها خوفا من عصابة اليد الحمراء. هذا هو نموذج المقاوم الدستوري الذي عرفته الى جانب المعلمين الذين كانوا يدرسون لنا في المدرسة القرانية الفتح و كانوا من مؤسسي الحزب الدستوري بقصر هلال عام 1934 و منهم رحمهم الله محمد بودخان و الطاهر عطاء الله و الشاذلي عطاء الله و هم ممن عرفناهم مسلمون ملتزمون ودستوريون وطنيون. هذا هو المناخ الذي نشأنا فيه فلا فرق بين الدين و اللغة العربية و الهوية و الاستقلال. و بورقيبة نفسه كان بالنسبة لجيلي مثالا للمقاومة ويلقب بالمجاهد و حين كنا نزور جزيرة جالطة بعد الاستقلال و التي نفي فيها الزعيم كنا نقول كيف ظل هذا الرجل صامدا على هذه الصخرة في البحر لا يلين ولا يخضع، و كذلك كنا نقرأ في صحافة الاستعمار بأنه متهم بالارهاب الاسلامي، ففي عدد من مجلة باري ماتش في جانفي 1952 كتب مدير المجلة رايمون كارتييه حرفيا يقول : انظروا الى عينيه الزرقاوين انهما يخفيان ارهابيا اسلاميا. هذا هو بورقيبة الذي أحببناه. ثم حين تحقق الاستقلال كنا نرى في بورقيبة زعيما مسلما مثيرا للجدل الا أنه حقق كثيرا من مقاصد الشريعة و منها أنه سوى بين المواطنين بالغاء القبلية والعروشية و الاقطاع ثم أعطى الأولوية المطلقة للتربية و التعليم فنشأ في بلادنا رجال و نساء متعلمون و واعون و يمكن لهم تحمل المسؤوليات، و بورقيبة مثير للجدل الا أننا يمكن أن نفهم عدم انحيازه لقراءة نصية للاسلام لأن تاريخه يؤكد بأن الذين قاوموا معه الاستعمار هم من ذوي الثقافة الغربية و بورقيبة متأثر بالحركات الاصلاحية الفرنسية القاطعة مع الكنيسة و بحركة كمال أتاترك لكن وطنيته واسلامه كانا من هذا الصنف الخاص، ثم ان العبرة بنتائج عمله حيث نجد اليوم نخبا تونسية قادرة على التفكير و التغيير وهو ايجابي حتى و لو رفض البعض تراث بورقيبة فسنة الحياة هي التغيير و الحياة تتقدم بالقطيعة كما تتقدم بالوفاء. و عندما فتحنا عيوننا على الحياة السياسية لم تكن هناك لا أحزاب معارضة و لا منظمات لحقوق الانسان و حاولنا التغيير من داخل الحزب، بل و شكلنا تيارا تأصيليا نما و ترعرع في مجلة الفكر و أول المصادمات مع التيارات التغريبية القوية كانت لنا حين نشرت صحيفة لوموند مقالة للقس المستشرق جون لا فونتين عام 1970 ينفي فيها مبدأ الأصالة العربية الاسلامية عن تونس فتصدينا له بعريضة كنت أنا أحد محرريها ووقع عليها بشجاعة محمد مزالي و كان مقالا من وزارة التربية و وقع عليها بجرأة الشيخ محمد الحبيب بلخوجة و كان عميدا لكلية الشريعة و أصول الدين و رفض كثيرون اخرون خوفا او انحيازا ايديولوجيا لمن يعتقدون أن الحداثة هي الاندماج في فرنسا و استعمال لغتها و التشبه بعاداتها. و لوحقت شخصيا و حجز جواز سفري وحرمت من اتمام دراستي في الخارج الى سنة 1973 حين استرجعت جوازي. وظللت كما أنا دستوريا تأصيليا وفيا لما تربيت عليه من ربط الحزب الدستوري باستعادة هوية الأمة، بالطبع بالحوار و الاقناع و العمل طويل النفس. فكيف أجد تناقضا بين الحركة الوطنية و الحركة القومية و الحركة التأصيلية حين أقرأ كل عمل بشري كاجتهاد يخطأ و يصيب و أتمسك بضوروة الحوار و احترام الرأي المختلف و حتى المخالف. هذه مبادئي و لا أتحول عنها، اليوم و غدا، فأنا لي احترام عميق لنخبة من الدستوريين الذين خدموا و ما زال منهم الكثير يعملون في مختلف هياكل الدولة كما لدي احترام عميق لمن اختار سبيل المعارضة مهما كان انتماؤها بشرط نبذ العنف و عدم ارهاب الفكر المختلف. ان الوطنية ليست حكرا على هؤلاء أو أولئك بل هي حق الجميع في العمل من أجل الوطن، و هنا أجد مكاني مهما قدمت من تضحيات أي بين الذين يريدون التقدم بالبلاد لا يهمني ان كانوا دستوريين أو اسلاميين أو شيوعيين أو بعثيين فالديمقراطية الحق هي ادارة التنوع و التوفيق بين التعدد. و أحسب و الله أعلم بأن شيخي و أستاذي عبد الرحمن خليف، حين حل محلي في مجلس النواب نائبا عن الحزب الدستوري أيضا كان له نفس التصور و الاعتدال و الرغبة في الاصلاح من داخل المؤسسة لا من خارجها، رحمه الله. الحوار.نت : بورقيبة عند الصحفي التونسي المعروف لطفي الحجي في كتابه » بورقيبه والإسلام » مصلح إسلامي ومجتهد تندرج أخطاؤه ضمن الإجتهاد الإسلامي حتى فيما يخص عمله المعروف في قضية صوم رمضان التي عارضها المرحوم خليف ولكن بورقيبة عند صديقك وزميلك القرضاوي نموذج آخر مخالف تماما لذلك. أين هو موقع الدكتور القديدي بين ذاك وذلك سيما أنك خير من يعرف الرجل؟ الدكتور أحمد القديدي: لدي قناعة أكدها لي كل من عاشر بورقيبة عن قرب وخاصة سكرتيره و صديقه لمدة 40 سنة السيد محمود بلحسين وهي أن بورقيبة مسلم و مؤمن لكنه كما قلته لكم ينتمي الى جيله الذي تغذى من الفكر العلماني الغربي و رأى في بعض مظاهر التدين المغلوط تعطيلا للعقل، و أعتقد أن التاريخ سيكتب هذه المراحل بعد أن تهدأ العواصف العاطفية و الايديولوجية المتشنجة اليوم لأسباب أخرى. ثم ان لبورقيبة فضائل لا يمكن نكرانها موضوعيا مهما اختلف معه الناس فهو في حياته مثل للاستقامة و لم يملك حجرا و لا شجرا، وهو رجل مبادىء و رجل دولة، و رفض الخضوع للقوى المهيمنة مرات عديدة أولها حين قاوم المؤتمر الأفخارستي عام 1931 و قاوم التجنيس و رفض ذوبان الشعب في الأمة الفرنسية و حين فتح حدود تونس و مدنها للمقاومة الجزائرية البطلة و دفع الثمن ثم عندما أمم الأراضي الزراعية التونسية و أغلق في وجوهنا الجنرال ديجول أبواب التعاون ففضل بورقيبة منذ مايو 1964 الكرامة و الاستقلال على الانحناء للاستعمار، ثم عندما أطرد من مكتبه بيتر سيبستيان سفير أمريكا في أكتوبر 1985 مهددا بقطع علاقاتنا مع واشنطن لو استعملت الولايات المتحدة حق الفيتو بعد قصف مقر منظمة التحرير و هذا حكاه لي شخصيا بيتر سيبستيا نفسه و أكده لي شخصيا وزيرنا للخارجية الباجي قايد السبسي، و مواقف أخرى للزعيم عديدة جعلت محبتي له مبررة مع أني و رفاقي بمجلة الفكر اختلفنا معه حول الفرنكوفونية لكن بورقيبة مع ما يعرف عنه من محبة للغرب لم يمنعنا من الكتابة ضد الفرنكوفونية و لم يمنعنا من تعريب التعليم ولم يضطهدنا، و أنا أضع هذه الأعمال الصالحة في فقه المقاصد أي أن بورقيبة رغم الأخطاء اجتهد و أصاب عديد المرات في درأ المفاسد و جلب المصالح و بالطبع فليس معصوما من بعض الانحرافات أو الأخطاء شأن كل من يحكم. و الله أعلم. الحوار.نت : ماهو تقويم الدكتور القديدي للحركة الإسلامية التونسية ـ حركة النهضة تحديدا ـ بصفة إجمالية وبما يسمح به المقام وهل يؤيد حقها السياسي في تأشيرة عمل قانونية على أساس أنها حركة إسلامية سياسية؟ كيف تبرر ذلك ؟ الدكتور أحمد القديدي: أنا مواطن عربي مسلم و لكن تقييمي للحركات الاسلامية يتأثر بالتجارب على الواقع لا بالمبادىء و الشعارات، و قد اكتشفت من قراءتي للتاريخ قديمه و حديثه بأنه كلما دخل المقدس للواقع البشري الا و تحولت الصراعات السياسية و الدنيوية الى صراع بين الحق و الباطل و الى صراع بين الايمان و الكفر، بينما الشأن السياسي هو شأن بشري يجب أن يكون فيه الخلاف بين الصحيح و الخطأ و التنافس بين الصالح و الأصلح. و رأينا كيف ألبس عدد من حكام المسلمين طموحاتهم منذ الفتنة الكبرى الى اليوم لباس الاسلام و أبادوا مخالفيهم باسم الدين،عبر كل العصور وصولا الى الرئيس السوداني محدود المدارك جعفر النميري الذي أعدم معارضه محمود محمد طه متهما اياه بالهرطقة و قبله نظام الخميني في المرحلة الأولى من عمر الثورة الاسلامية والذي أعدم بدون وجه حق عباس هويدا رئيس الحكومة الأخيرة في نظام الشاه في مهزلة قضائية في 1979واغتال في باريس شابور بختيار في أغسطس 1991 و لم يكن الرجل مجرما بل حاول انقاذ ما يمكن انقاذه وقد عرفته عن كثب و فهمت أسرارا لا يعرفها الرأي العام في تلك المرحلة المجهولة من تاريخ ايران. و أعدم ذات النظام رجلا مثقفا عرفته شخصيا وهو وزير الخارجية صادق قطب زادة بتهم الخيانة و الكفر و فر من الاعدام الرئيس أبو الحسن بني صدر عام 1982 و التقيته في منفاه الباريسي عدة مرات، الى اخر هذه المهازل التي تحول الاختلاف البشري الضروري الى صراع مزيف بين الايمان و الكفر أي ان المنطق السياسي ينتفي ليترك المجال واسعا للتأويلات والتفسيرات و يلغى العقل وتوئد الحرية و يقضى على الديمقراطية ضحية هذا الانحراف. هذا من قراءة التاريخ و من تطبيق المقدس على البشري أي تطبيق المطلق على النسبي وتطبيق الثابت على المتحول. من هذا المنظور أعارض اقحام الدين، أي دين من الأديان في العلاقات الانسانية لكن مع انزال الدين كمنهج حياة و كدستور الدساتير كما يقول الشيخ الطاهر بن عاشور و الشيخ عبد الرحمن خليف لا باعتبار الدين مجرد دولة بلا قوانين و بلا حريات، بل برفعه الى مكانته الحقيقية كدين وحضارة ومنهج فكر وثقافة و تربية و تنظيم حكم الناس على عقد سياسي مكتوب كما طالب بذلك العلامة ابن خلدون منذ ستة قرون أي عقد مختوم بين الحاكم والمحكوم كما سماه وهو الدستور المدني بالمعنى المتعارف اليوم.. أما اذا فتحنا باب تقديس شريحة من الناس على أنها محتكرة للحقيقة المقدسة فنحن نفتح أبواب الانحراف لمغتالي نجيب محفوظ و ملاحقي المفكر نصر حامد أبو زيد و مطلقيه من زوجته، و نطلق أيدي الجهلاء و بسطاء المدارك في رقاب المثقفين وهي عملية اخصاء العقل المسلم برفع راية النص الحرفي بدون روية او اجتهاد. فباسم أية شريعة نمنع الحريات الفكرية بعد أن كان أبو العلاء المعري و الجاحظ و ابن المقفع و ابن رشد والفارابي و ابن خلدون و طه حسين و أبو القاسم الشابي يكتبون بحريات أكبر وأرقى و لم ترجمهم مجتمعاتهم المسلمة كما يرجم اليوم بعض المتخلفين نخبة من المفكرين قد لا أوافقهم شخصيا و قد أختلف مع طروحاتهم ولكني أناضل من أجل أن يتمتعوا بحرياتهم كاملة في التعبير و مخاطبة الرأي العام. فالتقدم مسار بشري لا يكون ممكنا الا بالاختلاف، و أنا ضد تقديس أي رأي بشري وأعارض على سبيل المثال وضع بعض القوانين البشرية أو الأنظمة السياسية في منزلة النص المقدس مثلما يقع اليوم في بعض أرجاء وطننا العربي و أمتنا الاسلامية، حين يقول بعض غلاة الاستبداد أنه لا يجوز النقاش حول السياسة فيعلنون موت السياسة وهو خطر محدق و يحيط بهم المنافقون الذين يخافونهم و لا يحترمونهم ، و يقصون عنهم الوطنيين الذين يحترمونهم حتى و لو خالفوهم. فالشأن السياسي لا يتقدم بدون العقد الديمقراطي الذي هو لا يقبل لا قمع المختلف و لا أيضا يقبل نشر الفتنة باسم ممارسة الحرية. هذا هو الخيط الرفيع الذي أدركته بعض الحركات ذات المراجع الاسلامية في تركيا وماليزيا و المملكة المغربية و الكويت والأردن و ربما لم تدركه حركات أخرى، تزامن ظهورها مع انحرافات لمتطرفين جهلة شرعوا في تخطيط انقلابات و الاعتداء على الناس بتشويه وجوههم و التهديد بقتل مخالفيهم، وأنا ذاتي كنت من بين قائمة الملاحقين من طرف عصابات ترفع شعارات الدين مطلع الثمانينات، وهذا ما جر الى الصدام بين بورقيبة و حركة الاتجاه الاسلامي التي كان خطؤها الأول هو اختزال العمل الدعوي و الواقع الاجتماعي التونسي المعقد في مجرد السعي الى ضرورة الاستيلاء على السلطة باستعمال الشارع و من ثم تم حشر جمع كبير من الشباب دون تمييز في زمرة التطرف بينما يوجد رجال و نساء من ذوي المراجع الاسلامية في بلادنا لا ينادون بالعنف و لا يدعون الى الانقلاب. و دفع المجتمع ثمنا لهذه الأخطاء و أملي أن يراجع الجميع مواقفهم على ضوء النتائج و على ضوء الواقعية و على حسب مصلحة الوطن العليا في ظل قوى أجنبية متربصة بنا و تنتظر تفاقم أخطائنا ليعود الاحتلال ويرجع الاستعمار كما وقع في العراق و أفغانستان وكما يتواصل في فلسطين، و يجب التخلي عن منطق خاطىء هو منطق فرعون و موسى الذي جاء به القران كمثال لا يتكرر لأنه يتعلق بنبي الله موسى عليه السلام و بطاغية من صنف خاص هو فرعون ، أما النخب التي تحكم بلادنا و سائر البلاد العربية، فهي في أغلبها وطنية و مجتهدة و ندعوها للحوار و الاستماع الى المجتمعات المدنية، و أنا شخصيا بطبيعة مساهمتي السابقة في جزء من السلطة و طبعي كمعتدل أدعو للتطوير لا للتثوير بل أعتبر التثوير فتنة أشد من القتل و أتعامل مع من يخالفني بالكلمة الطيبة و الحجة و تقديم مصلحة الناس على مصالح الأحزاب. الحوار.نت : هل يخشى الدكتور القديدي على تونس من فتنة طائفية أو مذهبية بسبب ما تشهده البلاد من صحوة إسلامية لم تشهدها في تاريخها الغابر من حيث التنوع الفكري والتوسع الأفقي سيما في ظل ما شهدته ضاحية سليمان في أواخر ديسمبر المنصرم من أحداث عنف وما يتردد من بوادر عدوى مشرقية تصيب منطقة المغرب العربي وشمال إفريقيا؟ ج : أعتقد أن ما وقع من تسلل بعض الجماعات السلفية الى تونس متوقع بسبب عولمة الارهاب و أنا دعوت مرات الى تفعيل اتحاد المغرب العربي و المزيد من اشراك المجتمعات المدنية في الحوار الوطني حتى نكون في منأى عن الهزات التي عرفتها بلدان عديدة غيرنا و عدم الاكتفاء بالحل الأمني. الحوار.نت : هل للدكتور القديدي من رؤية سياسية تساهم في وضع حد للحريق الذي يلتهم تونس على إمتداد الحكم الجديد من جراء خنق الحريات الخاصة والعامة بحسب ما تؤكده كل المصادر الحقوقية الدولية والعربية ذات المصداقية سيما أن الدكتور القديدي عضو بارز في اللجنة الدولية للدفاع عن الدكتور الأستاذ المنصف بن سالم عالم الرياضيات والفيزياء الدولي المعروف؟ ملاحظة من المحاور : بقي هذا السؤال دون إجابة من لدن الدكتور أحمد القديدي. الحوار.نت : يلاحظ المتابع لكتابات الدكتور القديدي أن إهتمامه بالحالة التونسية ضئيل بالمقارنة مع سيولة قلمه حيال قضايا عربية وإسلامية ودولية أخرى. هل من تفسير لذلك؟ الدكتور أحمد القديدي: أنا تونسي و لكني عربي و مسلم و مواطن في هذا العالم ، و بحكم كتابتي في صحف خليجية و عربية و دولية و مشاركاتي في قنوات فضائية فان اهتمامي كان بالشأن العربي و الاسلامي و الدولي لا الاقتصار على الشأن التونسي. الحوار.نت : هل يؤيد الدكتور القديدي إعادة كتابة تاريخ الحركة الوطنية التونسية في زمن الكفاح التحريري ضد المحتل بما يبوئ المقاومة الزيتونية واليوسفية والقومية والإسلامية والشعبية العامة مكانها الحقيقي إلى جانب ما إحتكرته الكتابة التاريخية الرسمية لصالح بورقيبه؟ ملاحظة من المحاور : بقي هذا السؤال دون جواب من لدن الدكتور أحمد القديدي. الحوار.نت : لو طلب من الدكتور القديدي كتابة نقد موضوعي منصف للبورقيبية هل يقدم على تلك الخطوة وفي صورة الحال ما هي أبرز مناقب بورقيبة وما هي أبرز مثالبه؟ ملاحظة من المحاور : بقي هذا السؤال دون جواب من لدن الدكتور أحمد القديدي. معلوم أن الدكتور كتب إلي بمناسبة تذكيره بإرسال أجوبته قبل موعد ذكرى الإستقلال بأنه مضطر إلى دمج بعض الأسئلة بسبب ما بينها من مشتركات. الحوار.نت : يلاحظ المتابع لكتابات الدكتور القديدي بين مدير لتحرير لسان الحزب الحاكم في تونس أيام بورقيبة وبين اليوم بونا شاسعا حتى يعسر على هواة التصنيف الفكري قول كلمة فصل في رجل من مثل الدكتور القديدي هل هو إسلامي مستقل أم إسلامي ديمقراطي مستنير أم بورقيبي ناقد مراجع. إذا كان ذلك أو بعضا منه صحيحا فهل من تفسير؟ الدكتور أحمد القديدي: الحمد لله تعالى على أني أستعصي عن التصنيف، فأنا أحرص طول حياتي على أن أكون رجلا أمينا فقط و حسبي أن أكون أمينا لديني و لأمتي و لوطني و لمبادئي و لأصدقائي. فالأمانة هي وسيلتي و غايتي مهما دفعت ثمنها غاليا، و لو أردت تعريف هذه الصفة الانسانية لقلت بأنها محاولة التوفيق بين ما أعتقده و بين سلوكي، أي أني أسلك الطريق التي يمليها علي ضميري باجتهاد بشري قابل للصواب والخطأ، راجيا من الله تعالى أن يوفقني و يهديني سواء السبيل و يغفر لي ذنوبي ويعصمني من النفاق و يبوأني منزلة المؤمنين الأمناء، فأنا أحمده تعالى على المحنة و المنحة و على السراء و الضراء. الحوار.نت : هل في نية الدكتور القديدي العودة إلى عاصمة الأغالبة والإستقرار بها لعله يزور ضريح شيخه المرحوم خليف أو غيره ممن تربى على يديه أو تعلم منه يوما حكمة أم أن دون ذلك ما لا يباح به الآن؟ الدكتور أحمد القديدي: ان مدينة القيروان في القلب و الضمير و الذاكرة ما أ زال في مخيلتي أمشي في حواريها و أزقتها في ظلال عقبة بن نافع وابن شرف و ابن رشيق و الحصري والامام سحنون بن سعيد التنوخي و الامام عبد الله ابن أبي زيد و النساء الطاهرات من عائلة الفهري اللواتي أسسن جامعة القرويين في فاس الى جموع الأدباء الذين تتلمذت عليهم أمثال الشيخ الشاذلي عطاء الله و الشيخ الناصر صدام و الشيخ محمد مزهود و الأستاذ محمد الحليوي رحمهم الله تعالى و كذلك الكتاب المتميزون الذين عرفتهم من أبناء جيلي أمثال جعفر ماجد و منصف الوهايبي و محمد الغزي و أحمد الهرقام و عامر سحنون و جميلة الماجري و غير هؤلاء كثيرون ممن تعتز بهم تونس الثقافة و الفكر. الحوار.نت : شكرا جزيلا للدكتور أحمد القديدي على ما أولانا به من حوار صريح شامل وعلى كرم صدره الذي إتسع لكل أسئلتنا التي قد يكون بعضها غير مناسب أو ينقصه الأدب اللازم. ————————————————————-
تأشيرة دخول إلى تونس العتيقة ودعوة إلى السياحة في تونس الحديثة
تاريخ وحضارات وثقافات : ـ تونس : ذلك الرأس الصغير في أقصى نقطة في شمال إفريقيا يطل على حوض المتوسط. ـ مساحتها : 163610 كلم مربع. يعمرها 9,9 مليون نسمة بحسب إحصاء 2004. ـ تمتد شواطؤها الجميلة على طول : 1298 كلم. ـ الإسلام هو دين التونسيين والعربية لغتهم والمالكية مذهبهم إلا نزرا يسيرا جدا من أصحاب اللغة البربرية في جزيرة جربة وتطاوين ومطماطة ومن أصحاب المذهب الأباضي في جربة والأحناف في تونس العاصمة. ـ السكان الأصليون المعروفون لتونس هم : البربر. ـ 814 قبل الميلاد : أسس الفينيقيون قرطاج بقيادة الملكة ديدون ( عليسة) مما أفزع الرومان. ـ 146 ـ 246 : قاد حنبعل القائد القرطاجني ثلاثة حروب ضد روما يشق جبال الآلب بفيله. ـ 439 : تأسس أول مستعمرة رومانية على أنقاض قرطاج التي غزاها الوندال هي : إفريقية. ـ 533 : البيزنطيون يسترجعون قرطاج. ـ 647 ـ 698 : بداية المرحلة العربية الإسلامية وتأسيس القيروان من لدن عقبة إبن نافع عليه الرضوان ( أحد أصحاب النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام ) عام 670 وفتح قرطاج 698. ـ 800 ـ 909 : إندياح الإسلام بإنتصار الأغالبة وبناء الزيتونة. القيروان : العاصمة السياسية والفكرية للمغرب الإسلامي. ـ 909 ـ 1159 : الفاطميون يؤسسون المهدية 921 عاصمة للبلاد. ـ 1159 ـ 1230 : الموحدون يوحدون البلاد المغاربية والأندلسية إسلاميا. ـ 1236 : الحفصيون يستقلون عنهم ويؤسسون حكما جديدا حتى 1574. ـ 1574 : تونس ولاية عثمانية. ـ 1705 : تأسيس الحكم الحسيني الذي ظل ساريا شكليا حتى إعلان الجمهورية في 25 يوليو1957. ـ 1881 ـ 1956 : الإحتلال الفرنسي ( 12 ماي ). نشوء الحزب الحر الدستوري بزعامة المرحوم الثعالبي 1920 وإنقلاب بورقيبة عليه في 2 مارس 1934. ـ 20 مارس 1956 : إعلان الإستقلال التام.( 1 يونيو 59 : إعلان أول دستور). ـ 7 نوفمبر 1987 : إنقلاب بن علي على بورقيبه. مجتمع وإقتصاد : ـ نسبة النمو الديمغرافي : 1,08 بالمائة وهي أضعف نسبة إفريقيا وعربيا وإسلاميا بسبب تبني بورقيبة ومن بعده لسياسة صارمة في تحديد النسل أفضت بعد خمسة عقود إلى إغلاق مدارس إبتدائية ( أساسية ) لأول مرة وإلى إنقلاب الهرمي السكاني وبروز حاد لظاهرة شيخوخة المجتمع ( بعد أقل من عقد ونصف يكون كل عامل مسؤولا عن إعالة خمسة من المتقاعدين). ـ 64,9 بالمائة من السكان يقطنون الريف (POPULATION URBAINE). ـ يسكن العاصمة التونسية : 2247,8 من جملة 9,9 ملايين نسمة. ـ ظواهر حديثة في المجتمع التونسي : الأمهات العزباوات : ظاهرة إجتماعية تحظى بشبه إعتراف رسمي وتخصص لها البرامج والحلقات التلفزيونية للحوار حول حقوقها وحمايتها. ـ تونس أول بلد من حوض المتوسط تربطه علاقة شراكة وتعاون مع الأتحاد الأروبي لفرض مساحة للتبادل الحر وفق إتفاقيات منظمة التجارة العامة التي عوضت منظمة » القات « . ـ معدل التداين الخارجي : 50 بالمائة. ـ معدل العجز : 2,3 بالمائة من الناتج القومي الخام ( PNB). ـ معدل الإستثمار : 13,5 بالمائة سنويا. ـ نسبة التضخم : 2,7 بالمائة. ـ السياحة هي عماد القطاع الخدماتي الذي هو بدوره عماد الميزان الإقتصادي : أكثر من خمسة ملايين سائح يقصدون تونس سنويا. عدد النزل : 775 تضم 200 ألف سرير. ـ ترتبط تونس خارجيا بـ : 7 مطارات دولية و8 موانئ بحرية. ـ مرت البلاد بتجربة تعاضد إشتراكية في عقد الستينيات على يد الوزير أحمد بن صالح ثم بتجربة رأسمالية ليبرالية مقيدة موجهة من الدولة بقيادة المرحوم الهادي نويرة ثم بمحاولة من لدن مزالي لفتح البلاد أمام الإستمثار العربي والخليجي ومع سقوط الدب الروسي فتحت الأبواب أمام البنك الدولي لفرض شروطه المجحفة وآخر مظاهرها منظمة التجارة الحرة التي أسماها بعض الإقتصاديين المختصين : الإحتلال الإقتصادي المباشر. سياسة وحقوق وفكر وثقافة : ـ أول حزب معاصر هو : الحزب الحر الدستوري بزعامة المرحوم الثعالبي لمقاومة المحتل. ـ إنقلب عليه بورقيبة في مؤتمر قصر هلال في الثاني من مارس 1934 وسمي الحزب الإشتراكي الدستوري. ـ حصل خلاف بين بورقيبة وبن يوسف وإنقسم الحزب إلى : الأمانة العامة بزعامة صالح بن يوسف مطالبا بمواصلة الكفاح المسلح ضد فرنسا المحتلة وعدم الرضى بالإستقلال الداخلي عام 1955 والديوان السياسي بزعامة بورقيبة ثم آل الأمر إلى إغتيال بورقيبة بواسطة البشير زرق لعيون لبن يوسف في مدينة فرانكفورت الألمانية في أوت أغسطس من عام 1961. ـ نشأ الحزب الشيوعي التونسي في عام 1920 ثم حظره بورقيبه في بداية الإستقلال وأعاد له التأشيرة في بداية ثمانينيات القرن الميلادي المنصرم. ـ في مؤتمر الحزب لعام 1975 إختير بورقيبة رئيسا مدى الحياة لتونس مما مهد لخروج ثلة من الحزبيين المتقدمين القدامى وتأسيس ما يشبه الجبهة الليبرالية على رأسهم وزير الداخلية الأسبق أحمد المستيري الذي أسس حركة الإشتراكيين الديمقراطيين بعد ذلك ومنهم حسيب بن عمار الذي أسس جريدة الرأي وغير ذلك من مظاهر الخروج عن الحزب الواحد والزعيم الواحد. ـ تضم تونس أكبر وأعرق منظمة عمالية إفريقية وعربية وإسلامية وهي الإتحاد العام التونسي للشغل الذي أسسه محمد علي الحامي وفرحات حشاد والحبيب عاشور في 20 جانفي يناير كانون الثاني 1946 والذي صمد أمام أكبر إمتحان تمثل في إنشاء منظمة عمالية ضرار في عهد مزالي. ـ كما تضم تونس أكبر وأعرق منظمة حقوقية أفريقية وعربية وإسلامية وهي الرابطة التونسية لحقوق الإنسان التي تأسست في السابع من مايو آيار من عام 1977 في إثر خروج قياديين بارزين من الحزب الحاكم بعيد مؤتمر 1975 الذي أسند بورقيبه الحكم مدى الحياة. ـ ظهرت تنظيمات شيوعية كثيرة في تونس في عهد بورقيبة منها مجموعة آفاق والشعلة وما يطلق عليه إختصارا » م ود » وغير ذلك ثم إنتظم بعضها في الحزب الشيوعي التونسي بزعامة محمد حرمل وبعضها الآخر في حزب العمال الشيوعي التونسي بزعامة حمه الهمامي وظل بعضها إما سريا أو في الجامعة التونسية أو ضمن تيار عام غير متحزب ولقي بعض أولئك إضطهادا كبيرا من لدن بورقيبة شأنهم شأن اليوسفيين ( نسبة إلى صالح بن يوسف ) أو القوميين بمختلف أصنافهم أو النقابيين الذين إنتصبت لمقاضاتهم محكمة أمن الدولة بعيد أحداث ما سمي بالخميس الأسود في 26 جانفي 1978. ـ ظلت العلاقة مع ليبيا هي المثيرة دوما : وصلت حد توقيع وحدة إندماجية في جربة عام 1974 بقيادة وزير الخارجية الأسبق محمد المصمودي ثم تدهورت حتى وصلت حد التدخل العسكري لما سمي بمجموعة المرغني برعاية ليبية عام 1979 ثم إلى حد طرد العمالة التونسية من ليبيا في 1985 وهي بمئات الآلاف. ـ إشتهر بورقيبة عربيا بخلافه الشديد مع جمال عبد الناصر سيما في إثر خطاب بورقيبه في أريحا في 1965 الذي خرق فيه الإجماع العربي شعبيا ورسميا. ـ سمح بورقيبة لأول مرة بشبه تعددية سياسية في خطابه الشهير في أفريل نيسان 1981 فأعلنت الحركة الإسلامية عن نفسها لأول مرة وتوالت مطالب الإعتراف الحزبي ثم زج بالفصيل الإسلامي في السجن في العام ذاته وحصدت حركة الإشتراكيين الديمقراطيين أغلب أصوات الناخبين في أول إنتخابات تعددية في البلاد ثم آلت الأوضاع إلى تنحية بورقيبة. ـ دشن الجنرال بن علي عهده الجديد بتزييف واسع لإنتخابات الثاني من أفريل نيسان 1989 ثم بتبني خطة تجفيف منابع التدين الماسونية المعروفة ومنها التطبيق الصارم للمنشور اللادستوري 108 المناهض لحق المرأة في لباسها بصلف وعنف ثم شن حملة ضارية غير مسبوقة على كل الحريات الخاصة والعامة ضد كل العائلات الفكرية والسياسية وقضى ما يزيد عن خمسين سجينا نحبهم تحت التعذيب أو الإهمال والموت البطيء وعرفت تونس آنذاك بالأزمة الصامتة قبل أن تنداح الثورة الإعلامية ( فضائيات ثم أنترنت وهاتف نقال ) لتكشف الجريمة المتستر عليها. ————————————————————- تونس في عيون الشعـراء لك أن تقول بحق وعدل بأن أمير شعراء تونس وحامل لوائهم هو المرحوم أبي القاسم الشابي وأكتفي هنا بنقل بيتين من أشعاره الجميلة التي سفحتها قريحته مهراقة على قارعة الشوق إلى وطن سجنته آلامه فيه وآماله : سأعيش رغم الداء والأعداء ـ كالنسر فوق القمة الشماء وهو صاحب أشهر بيتين سارت بهما ركبان العرب شرقا وغربا : إذا الشعب يوما أراد الحياة ـ فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد للظلم أن ينجلـي ـ ولا بد للقيد أن ينكسر
الرئيس التونسي: لا معنى للاستقلال إذا لم تكن البلاد سيدة قرارها
الرئيس التونسي يدعو للاهتمام بمشاغل الشباب لدرء التطرف
الرئيس التونسي يدعو للاهتمام بمشاغل الشباب لدرء التطرف
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 20 مارس 2007)
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 20 مارس 2007)
النص الكامل لخطاب الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب
الرئيس التونسي: لا معنى للاستقلال إذا لم تكن البلاد سيدة قرارها
الرئيس التونسي يدعو للاهتمام بمشاغل الشباب لدرء التطرف
النص الكامل لخطاب الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب
تونس في 20 مارس 2007
إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل
التنسيقية الوطنية
المكلف بالإعلام
الحسن رحيمي
ألم يأن لفرسان الحرية وراء القضبان في تونس أن تترجل ؟ الحلقة الثالثـــــــــــة
رسالة إلى قاض بارك
أخبار من سوسة و المنستير
الاحتجاجية الشبابية: دلالات وأبعاد
لماذا لاتسحب الدولة التونسية تحفظاتها على اتفاقية المرأة؟
نصف قرن على الاستقلال تونس والنتيجة نصف إنسان
آيفكس – أنباء من الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير
شبان يركبون الموت… من أجل الحياة
رغم مرور 9 سنوات على صدوره: لماذا ظلّ قانون منع التدخين في الأماكن العموميــــة محــدود التطبيــق؟
8 أعوام سجنا لكهل اعتدى على طفلة
تونس في 16 مارس 2007 سيمينار الذاكرة الوطنية:
مع سي عبد العزيز بوراوي, أحد الرواد النقابيين الأوائل (الحلقة الثالثة)
القاعدة في المغرب العربي
والجماعة السلفية للدعوة والقتال التي عاودت نشاطها الامني بقوة في المدة الاخيرة علي الساحة المغاربية مرة بالاعتداء علي ثكنة عسكرية في موريتانيا ومرة اخري بالدخول في مواجهات مع عناصر الامن التونسي، وتارة اخري بالاعتداء علي مواطنين امريكيين موظفين لدي شركة امريكية عاملة بالجزائر، واخيرا عبر تنفيذ ما اسمته غزوة مباركة تفجير ست سيارات مفخخة استهدفت فيها بتوقيت متزامن مراكز عدة للشرطة والدرك الوطني في منطقة القبائل. وقال شهود عيان ان القنابل والسيارات المفخخة انفجرت في وقت واحد تقريبا لتذكر بهجمات درغانة في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي بالقرب من العاصمة الجزائرية، واوقعت التفجيرات الاخيرة ثلاثة قتلي ونحو عشرين جريحا، فهذه الجماعة السلفية للدعوة والقتال تعتبر واحدة من اهم وابرز التظيمات العسكرية المعارضة في الجزائر، والتي كان علي راسها الجيش الاسلامي للانقاذ الذراع العسكرية للجبهة الاسلامية للانقاذ هذا الجيش الذي كان يتزعمه مدني مزراق وحل نفسه ونزلت عناصره من الجبال بموجب قوانين الوئام المدني، وقد اعترف مؤسسو هذا الجيش انهم انخرطوا في لعبة المصالحة الوطنية وتركوا السلاح جانبا بل ودعوا الي نبذ العنف والي الابد، رغم انهم شرعنوا لجؤءهم الي العنف المسلح بعد الغاء السلطة الجزائرية للمسار الانتخابي الذي فازت به الجبهة الاسلامية للانقاذ سنة 1991..
وكان نفس القيمين علي الجيش الاسلامي للانقاذ يقولون انهم لم يشرعوا حربهم ضد المجتمع بل كانوا يقاومون الجيش الجزائري والقوي الامنية فقط، والتظيم الثاني الذي عرفه المشهد الامني الجزائري هو تنظيم الجماعة الاسلامية المسلحة التي كانت تخوض حربا ضد الدولة والامة علي حد سواء ووقعت فيها اختراقات بالغة وانشقاقات بالجملة ادت الي تضعضعها وتراجعها وهو الامر الذي مكن الجماعة السلفية للدعوة والقتال ان تبرز كتنظيم عسكري وحيد في الجزائر، وقد اعلن هذا التنظيم عن استهدافه فقط للقوات النظامية الرسمية، وعندما ارتبط عضويا بتنظيم القاعدة بموافقة زعيمها اسامة بن لادن، باتت لهذا التنظيم الذي صار يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي اجندات اقليمية ودولية، فاجندته المحلية تكمن في اسلمة الدولة واقامة نظام اسلامي يوحد بلاد المغرب العربي تماما كما كانت بلاد المغرب العربي في عهد دولة الموحدين، واجندته الدولية محاربة الارادات الدولية التي توحدت لمحاربة الاسلام وعلي راسها امريكا وفرنسا..
ولمعرفة خفايا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي او الجماعة السلفية للدعوة والقتال وتوجهاته واجندته وايديولوجيته لا بد ان نعيد قراءة تصريحات احد زعماء ومؤسسي التنظيم ابو ابراهيم مصطفي او نبيل صحراوي كما هو اسمه الصريح الذي قضي في مواجهات مع السلطة الجزائرية.
من هو ابو ابراهيم مصطفي؟ الاسم الحقــيقي: نبيل صحراوي. المستوي الدراسي: مهندس دولة في الطاقة الحرارية. الخبرة الجـهاديـة كما كان يقول: 11 سنة ونصف السنة. ولد ابو ابراهيم مصطفي في 25 ايلول (سبتمبر) 1966م بمدينة باتنة وهي ولاية من ولايات الشرق الجزائري، وظهرت عليه منذ ريعان شبابه ميولات اسلامية ايام الدراسة الثانوية، فبدا التزامه الاسلامي بمسجد جعفر بن ابي طالب بمدينة باتنة. ثم شارك ابو ابراهيم في انشطة اسلامية متعددة منها: مساهمته في جمعية العلم والبر وهي جمعية محلية وظيفتها الدعوة الي الله وبذل اعمال الخير للناس، وكان ايضا عضوا في اللجنة الدينية للمسجد ومع ظهور جبهة الانقاذ الاسلامية نهاية الثمانينات شارك ايضا في بعض انشطتها. وعند مطلع سنة 1992م التحق بالعمل المسلح بعد الغاء المسار الانتخابي مباشرة وحينها كان ابو ابراهيم من السابقين لاعداد الخلايا المسلحة.
تولي بعدها امارة بعض السرايا في اطار ما كان يعرف بجماعة المجاهدين بمنطقة الاوراس ثم عين اميرا علي ولاية باتنة عقب عملية سجن لامبيز الشهيرة والتي تم خلالها تهريب حوالي الف من المساجين شهر ايار (مايو) 1994م وهي العملية التي توحدت فيها جميع الفصائل المعارضة للسلطة عسكريا بولاية باتنة وبعدها اعلن ابو ابراهيم انضمامه مع ولايته الي الجماعة الاسلامية المسلحة تحت امارة ابي عبد الله احمد بعد لقاء الوحدة المعروف والذي توحدت فيه الفصائل العسكرية المعارضة للسلطة الجزائرية.
عين بعدها اميرا للمنطقة الخامسة من طرف جمال زيتوني امير الجماعة الاسلامية المسلحة الذي قضي في مواجهات امنية مع الجيش الجزائري منتصف سنة 1995م وبقي عليها الي غاية الوحدة الثانية في اطار الجماعة السلفية للدعوة والقتال وعزل بعدها من امارة المنطقة وكُلف بالعلاقات الخارجية لها. وفي هذا العام من شهر جمادي الثانية 1424 هـ وبعد اجتماع مجلس الاعيان للجماعة السلفية للدعوة والقتال تم تعيين ابي ابراهيم رئيسا لمجلس الاعيان ثم بعدها بشهر تمت مبايعته اميرا جديدا للجماعة السلفية للدعوة والقتال. وعن الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي اصبحت تعرف باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي قال نبيل صحراوي: الجماعة السلفية للدعوة والقتال جماعة سلفية العقيدة والمنهج تسعي لاقامة شرع الله وتقاتل الحاكم المرتد عن الاسلام في الجزائر. وهي امتداد للجماعة الاسلامية المسلحة وعلي منهجها قبل الزيغ والانحراف.
وقد نشأت الجماعة السلفية للدعوة والقتال نهاية سنة 1419هـ وصدر اول بيان لها عنوانه الجماعة رحمة يوم 8 محرم 1420هـ اعلن فيه ان الجماعة السلفية للدعوة والقتال امتداد لما قام عليه الجهاد اولا، والاتفاق علي تغيير اسم الجماعة الاسلامية المسلحة الي الجماعة السلفية للدعوة والقتال لكون الاسم الاول صار شعارا لدعاة الهجرة والتكفير واليه تنسب الكثير من الاعمال التي يتبناها هذا المنهج، وكذا الاتفاق علي تنصيب الاخ ابي مصعب عبد المجيد ـ رحمه الله ـ اميرا علي الجماعة، والبراءة من المجازر التي ارتكبت ضد الشعب، ومن الهدنة مع الطاغوت، وختم البيان بدعوة المجاهدين الي الائتلاف ونبذ الفرقة والاختلاف. وحضر نشأة الجماعة وهي الوحدة التي وقعت بعد الفرقة التي اصابت الجماعة الاسلامية المسلحة بعد مقتل ابي عبد الرحمن جمال زيتوني ـ رحمه الله ـ واستيلاء عنتر زوابري علي امارة الجماعة واحداثه فسادا عظيما بانحرافه عن منهج الجماعة وهو المنهج السلفي، قلت: حضر هذه الوحدة اعيان الجماعة الاسلامية المسلحة من المناطق التالية: الثانية والخامسة والسادسة والتاسعة وغاب عن هذا الجمع اعيان الغرب والمنطقتين الرابعة والثالثة، وكذا المنطقتين الاولي والسابعة شرقا لتعذر ذلك حينها.
وبعد مدة وفق الله وبارك في مساعي الاخوة وتم التحاق بعض الكتائب من المنطقة الاولي بالجماعة، بعدها التحقت المنطقة الرابعة وبعدها جزء من المنطقة السابعة وكتيبة الفرقان بغيليزان، ونحن في سعي متواصل لاكمال هذا المشروع، مشروع لم الشمل وتوحيد الصف من جديد والحمد لله. واستفادة من تجربتنا في الجماعة الاسلامية المسلحة وضع الاخوة ميثاقا وهو برنامج علمي وعملي لسير عمل الجماعة وحفاظا علي منهجها من الزيغ ونظامها من الخلل، وتم ضبط الكثير من الامور في هذا السياق، وتقرر تعيين مجلس الاعيان (اهل الحل والعقد) والذي من صلاحياته الفصل في الامور المصيرية مثل: تعيين الامارة وعزلها وفتح الجبهات القتالية وغيرها. وهذا المجلس لم يتم تعيين رئيسه الا في اللقاء الاخير هذا العام، فعينت عليه في البداية ثم بعد تعييني علي امارة الجماعة تم تعيين الاخ ابي مصعب عبد الودود رئيسا للمجلس. والجماعة والحمد لله واصلت جهادها منذ نشأتها وهي لحد الساعة تقاتل هذا النظام المرتد، ثابتة علي منهجها ومبادئها وتنظيمها. وعن المجازر التي اقترفت في حق المدنيين قال صحراوي بان الجماعة السلفية للدعوة والقتال تعتقد ان الشعب الجزائري مسلم حرام الدم والمال فهو منها وهي منه ومن اعتدي عليه بالقتل وسلب امواله فقد ارتكب ما نهي الله عنه، والمجازر التي ترتكب في حق الشعب البريء الاعزل هي جرائم بشعة لا يقبلها مسلم يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله والمرتكب لها صنفان من الناس لا غير: الاول: هم الخوارج التكفيريون جماعة زوابري وهؤلاء لم يعد لهم وجود يذكر علي الساحة الثاني: وهو النظام الحاكم، وهو من وراء جل المجازر والدافع له في ارتكابها اسباب منها:
ترهيب الشعب المسلم لمنعه من مساندة المجاهدين ونصرتهم ومعلوم عند العام والخاص ما حدث من مجازر شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من سنة 1994 حين قتلت كتائب الموت الآلاف من الشعب الاعزل بحجة تعامله مع المجاهدين وغيرها من الاحداث والمداهمات للقري والمداشر التي تعرف بمناصرتها للمجاهدين. تشويه المجاهدين ووصفهم بالارهاب والقتل وتكفير الشعب واستحلال انفسهم واموالهم بغير حق وذلك بنسبة هذه الافعال اليهم. وتأليب الشعب علي المجاهدين ودفعه الي حمل السلاح قصد الدفاع عن نفسه، والحقيقة هي تحويله الي شعب محارب للمجاهدين من حيث لا يشعر وهذه النقطة معلومة، فهي هدف كبير يريد النظام المرتد الوصول اليه وهو فصل المجاهدين عن الشعب وتحويل الجهاد والدعوة الي قيام دولة الاسلام بالجزائر من قضية امة الي قضية طائفة وافراد والجماعة السلفية للدعوة والقتال تتبرأ من هذه المجازر، كما جاء في ميثاقنا: والمجاهدون السلفيون جزء من الشعب المسلم واخوان لهم في الدين. والمعتدون علي الشعب شيوخه ونسائه واولاده هم الطواغيت، المخابرات السرية، وذلك لتشويه صورة المجاهدين والتشكيك في الجهاد، وشاركهم في هذا الفساد اولئك الضالون من جماعة التكفير والهجرة الذين يضاهون الخوارج المارقين، ونحن المجاهدين نبرأ الي الله تعالي من هذا الفساد.
وعن صحة خسارة الجماعة وتمكن القوات النظامية من الجماعة السلفية للدعوة والقتال قال صحراوي ان الله اشتري من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون (يقتلون ويقتلون، وهذه طبيعة الحروب، لا بد من قتل في الصفين ونحن والحمد لله موعودون في القرآن بأحد امرين: اما النصر والظفر والغلبة علي العدو واما الشهادة والجنة، وهم مبشرون في القرآن بانهم في النار خالدون فيها وبئس المصير، قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار والعاقبة لنا، قال تعالي ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين، انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون ..
والمتتبع لاخبار الجهاد يعلم يقينا ان ما يقولونه كذب وزور، فالجهاد ماض في هذه الارض المباركة والمجاهدون في عز وظهور مستمر والحمد لله، والشعب الجزائري المسلم يلتف حول اخوانه المجاهدين يوما بعد يوم وقد عرف حقيقة هذا النظام الكافر المرتد المجرم وهو يدفع بخيرة ابنائه الي جبهات القتال للجهاد في سبيل الله. وعن مسعي المصالحة الوطنية ووجود قنوات بين السلطة الجزائرية وهذه الجماعة قال صحراوي في هذا السياق: ان هؤلاء الحكام في بلاد المسلمين اليوم هم شرذمة من الكفار المرتدين عن الاسلام مجرمين، شر الخلق علي وجه الارض، جرائمهم صارت اوضح من نار علي علم، وتضرب بهم الامثال في الغدر والمكر والخداع والبطش، كم من عهد اعطوه لشعوبهم ثم ملؤوا منهم المقابر والسجون، بدلوا الشريعة وحكموا المسلمين بقوانين اوروبا وامريكا، سفكوا الدماء وانتهكوا الحرمات، واكلوا اموال المسلمين بالباطل، همهم بطونهم ومعبودهم الغرب، لا عهد لهم ولا ذمة ومن اراد درسا في الحوار مع المرتدين فليراجع درس الاخوان المسلمين في مصر، ودرس الجبهة الاسلامية للانقاذ في الجزائر، ثم درس المهادنين كجيش الانقاذ وغيره.
ان الجماعة السلفية للدعوة والقتال تقاتل هذا النظام الحاكم في الجزائر علي اساس الكفر والردة عن الاسلام كما جاء في ميثاق الجماعة في مقاصدها قتال النظام الجزائري المرتد الممتنع عن الشرائع. وقتال المرتدين مقدم علي قتال غيرهم من الكفار الاصليين وعقوبتهم اشد من عقوبتهم في الدنيا والآخرة قال شيخ الاسلام ابن تيمية: وقد استقرت السنة بان عقوبة المرتد اعظم من عقوبة الكافر الاصلي من وجوه متعددة منها ان المرتد يقتل بكل حال ولا يضرب عليه جزية ولا تعقد له ذمة بخلاف الكافر الاصلي ، (مجموع الفتاوي) 28/534. اذن فهؤلاء الحكام لا تعقد لهم ذمة ولا امان ولا عهد ولا صلح ولا هدنة، ولا يقبل منهم الا التوبة او السيف، فلا هدنة ولا صلح ولا حوار مع المرتدين، وهذا هو المقرر في الميثاق. والجماعة لم يسبق لها منذ نشأتها ان اتصلت بأي فرد من هذا النظام الحاكم قصد التفاوض او التحاور او التصالح ولن يحصل هذا لانه مخالف لمبادئها المؤصلة وفقا للكتاب والسنة. وعن ولاء الجماعة السلفية للدعوة والقتال لتنظيم القاعدة بقيادة اسامة بن لادن قال صحراوي في ذلك الوقت اي قبل الاعلان الرسمي عن تغيير عنوان الجماعة السلفية للدعوة والقتال لتصبح تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي: الشيخ اسامة بن لادن ـ حفظه الله ـ من المجاهدين الصادقين ـ نحسبه كذلك ـ ومن رجال هذا الدين الذين جعل الله لهم القبول عند الامة، وهو معروف بمواقفه في نصرة الدين ونصرة المسلمين في كل مكان، خصوصا المجاهدين منهم، وما قدمه للافغان من اعانة ونصرة لا يعلمه الا الله وكذلك الاخوة العرب الذين دخلوا افغانستان خلال او بعد الحرب مع الروس، ومما سمعناه عنه: انه ما وجد سبيلا لاعانة اي مسلم في العالم الا ولم يتأخر عنه، جزاه الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء.
اما عن العلاقة التي تربطنا بالقاعدة وباقي الجماعات الجهادية في العالم فمبناها علي امرين: اولا: ان عمل الجماعة السلفية للدعوة والقتال في ميدان الدعوة والجهاد هو عمل تكاملي مع باقي الجماعات، لان من مقاصد الجماعة كما ذكرنا في الميثاق في المقصد السادس الجماعة السلفية للدعوة والقتال وسيلة مرحلية تهدف في النهاية الي اقامة جماعة المسلمين (الخلافة الراشدة) وتعتبره هدفا مقدسا يجب ان يحرص عليه كل المسلمين وان يسعي الكل في تحقيقه كل حسب طاقته. ثانيا: من مقاصدنا كذلك تربية المسلمين علي ان الولاء للاسلام والسنة يجب ان يسبق الولاء للاطر الاخري مهما كان دورها او حجمها، فالمسلم اخو المسلم وان تباعدت ديارهم، لكل حق النصرة، وهذا مقرر كذلك في الميثاق في المقصد التاسع. وكما هو معروف ان من صفات اهل السنة والجماعة الولاء والبراء، نوالي من والي الله ورسوله والمؤمنين ولو كان ابعد بعيد، ونعادي من عادي الله ورسوله ولو كان اقرب قريب، قال تعالي: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض (التوبة 71)، وقال تعالي: انما المؤمنون اخوة ، وقال صلي الله عليه وسلم: المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره (رواه مسلم في صحيحه برقم 2564)، وقال صلي الله عليه وسلم: انصر اخاك ظالما او مظلوما (رواه البخاري في صحيحه برقم 2312).
ولدي سؤاله عن امريكا التي صنفت الجماعة السلفية للدعوة والقتال كجماعة ارهابية قال صحراوي: نحن صنفنا انفسنا قبل ان تصنفنا امريكا، فالعالم قسمان: قسم الايمان والحق وقسم الكفر والباطل ولا ثالث لهما، من اراد الاسلام والحكم بما انزل الله صنف في القائمة التي تعادي الكفر وترفضه قال تعالي: ولن ترضي عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم وقال تعالي: ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فالمعالم اليوم اصبحت واضحة جدا لا تحتاج الي دليل، من قال لا اله الا الله محمد رسول الله فهو في القائمة وسيأتي دوره سواء كان مسلحا او غير مسلح قال تعالي: وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد يعني وما كان ذنب هؤلاء الذين قتلوا وحرقوا الا انهم آمنوا بالله وكذلك الحال اليوم. ان العالم اليوم يقف عند مفترق الطريق، اما ان تمضي الامة في طريقها نحو العزة والتمكين لدين الله وهنا لا بد من تضحية والنتيجة معروفة ومضمونة قال تعالي: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض . وقال صلي الله عليه وسلم: ليبلغن هذا الامر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر الا ادخله الله هذا الدين بعز عزيز او بذل ذليل، واما ان تركن الامة للكفرة يذلونها ويحكمون فيها قوانين الكفر والهوان في الدنيا وعند الله تعالي تكون من الهالكين ، قال تعالي: ولا تركنوا الي الذين ظلموا فتمسكم النار . ونحن والحمد لله فرحون بغضب وسخط اعداء الله علينا وهذا يزيدنا ايمانا وثباتا ويقينا بصحة الطريق وضمان النصر. وعن التعاون العسكري بين امريكا والجزائر قال صحراوي: التعاون الامني بين الجزائر وامريكا قديم ومر بمراحل متعددة من الدعم المالي الي تبادل المعلومات الاستخبارية وانشاء مكاتب للمخابرات الامريكية بالجزائر، الي الدعم بالاسلحة والذخائر والمعدات الحربية كمناظير الرؤية الليلية بعيدة المدي واجهزة التجسس الي المشاركة الفعلية في العمليات العسكرية، امريكا لا تعرف قانونا ولا تحترم شيئا، فهي تتماشي ومصالحها واهدافها المتمثلة اساسا في: محاربة كل جماعة مسلمة تسعي لاقامة دولة اسلامية. محاولة السيطرة علي النقاط الاستراتيجية الهامة في العالم (كالعراق والمغرب العربي والقرن الافريقي وجزيرة العرب وغيرها…). حماية مصالحها الاقتصادية كآبار البترول التي تملكها بجنوب الجزائر والتي اصبحت محل اهتمام متزايد من طرفهم. دعم اليهود في سعيهم لتحقيق هدفهم الكبير دولة اسرائيل الكبري .
وعن نظرة تنظيمه لبقية الحركات الاسلامية قال: الجماعة السلفية للدعوة والقتال كغيرها من الجماعات الاسلامية المجاهدة في العالم تتعامل مع غيرها من الجماعات والافراد حسبما يقتضيه الشرع، وهذه المسالة مبينة في ميثاق الجماعة كما يلي: اننا نعتبر تنظيمنا وسيلة مرحلية تهدف في النهاية الي اقامة جماعة المسلمين (الخلافة الراشدة) وهذا الهدف يجب ان يحرص علي تحقيقه كل مسلم. ان الولاء للاسلام والسنة يجب ان يسبق الولاء للاطر الاخري مهما كان دورها وحجمها. نسعي لجمع المسلمين علي كلمة سواء والمحافظة علي قوتهم ونبذ الفرقة والاختلاف. ان المقصود من الاجتماع هو تنسيق الجهود لاقامة عمل جماعي يهدف الي اقامة شرع الله، لا مجرد الجمع فقط. وهذا التعامل مع غيرنا من الجماعات والافراد يجب ان لا يخرج عن مبادئ واهداف الجماعة والتي من اهمها: ان من مقاصد الجماعة قتال النظام الجزائري المرتد عن الشرع. احياء فريضة الجهاد في نفوس الامة المسلمة لان الجهاد فرض عليها في جميع احوالها.
ان جهاد المرتدين لا يتوقف حتي تكون كلمة الله هي العليا قال تعالي: وقاتلوهم حتي لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ، (الانفال)، ولا نطالب بكراسي في البرلمان او اعادة حزب لانه لا حزبية في الاسلام، ولكن نعمل لاعلاء كلمة الله وتحكيم الشريعة علي منهج السلف الصالح. ان الجماعة ترفض وجود اصل من اصول الفرق المنحرفة ـ اعتقادي او علمي او عملي ـ في منهجها (كما ترفض وجود فروع مقننة ثابتة لمثل هذا الاصل عمليا) لان ذلك يؤدي الي تهديم بنيانها وابعادها عن الحق عاجلا او آجلا. من مقاصدها محاربة الافكار والتصورات الجاهلية كالعلمانية والماسونية والديمقراطية والشيوعية وغيرها، وكل فكر او تصور يخالف منهج السلف. وعن قضية فلسطين والعراق قال صحراوي: موقفنا من هذه القضايا الاسلامية واضح وقد بيناه في بيان النصرة الاخير ونحن نوالي اخواننا في هذه البلدان وننصرهم بكل ما نملك ولو وجدنا سبيلا لفدائهم بانفسنا لفعلنا، فالقدس وافغانستان والشيشان والعراق جرح يدمي في قلوبنا ولولا انشغالنا بالجهاد ومنابذة المرتدين في بلادنا ما قعدنا ساعة عن الالتحاق باخواننا ونصرتهم والقتال معهم وليطمئنوا فالهم واحد والغاية واحدة والحمد لله. وقد ازعج الارادات الدولية وتحديدا فرنسا وامريكا هذه العودة القوية للقاعدة المغاربية ولاذت كل عاصمة باستراتيجيتها للحفاظ علي مصالحها الكبيرة في المغرب العربي، فأهم مستثمر في قطاع الطاقة الجزائري هو فرنسا وامريكا، ففرنسا وبعد تهديدات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي قررت متابعة الامر عن كثب عبر تشكيل لجنة امنية والتنسيق في ذلك مع الاجهزة الامنية الجزائرية، اما امريكا فقد قررت ان تقيم قاعدة عسكرية في الصحراء الجزائرية لمواجهة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. (*) كاتب جزائري مقيم في السويد (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 مارس 2007)