الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
وللصحافيين توفيق بن بريك وزهير مخلوف
ولضحايا قانون الإرهاب
الصحفي التونسي المستقل سليم بوخذير: نداء عاجل إلى الرأي العام في تونس والعالم
حــرية و إنـصاف:أعوان البوليس السياسي يقتحمون منزل الصحفي سليم بوخذير في غيابه ويروعون زوجته وابنته
المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي:متى تنتهي المضايقات ضد الصحفيين في تونس؟ حملة (معآ لأطلاق حريه الصحفيين فى تونس).
حــرية و إنـصاف:البوليس السياسي يفرق اعتصاما لعائلة بن بريك أمام وزارة العدل بالقوة
السبيل أونلاين:الرابطة المسيحية من أجل إلغاء التعذيب:تونس..التعذيب المتكرر للمعتقل رمزي الرمضاني
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:4 سنوات سجنا بتهمة الإرهاب ..لتونسي انضم ..لحركة فتح ..!
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة نابل:زهير مخلوف سجين فوق العادة عنوانه التشفي..ثم التشفي.. ثم التشفي…
السبيل أونلاين:إعتقال الناشط وسام التستوري وإقتياده إلى جهة غير معلومة
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:احتجاز الأستاذ عبد الوهاب معطر 6 ساعات لمنعه من السفر..!
السبيل أونلاين:والدة حسن بن عبد الله تطلب مساعدتها في العثور على إبنها ووقف التتبع ضده
البديل عاجل:أخبـار
رابح العمدوني:كلمتا حقّ
السبيل أونلاين:أرقام تشير إلى طفرة الإتصالات في تونس بمعدّل حوالي هاتف في كل بيت
السبيل أونلاين:وكالات أسفار تونسية تتكبّد خسائر مالية باهضة بسبب إلغاء الحج والعمرة
نداء عاجل إلى الرأي العام في تونس والعالم
* تونس في 19 جانفي – يناير 2010
تواصل السلطات التونسية مسلسل تحرحاشتها بي ، ففي مساء 28 أكتوبر – تشرين الأول 2009 وإثر إستضافة قناة « بي .بي.سي » لي عبر الهاتف ، إختطفني عدد من أعوان البوليس السياسي بالزي المدني من أمام بيتي حين نزلت لتوّي من سيارة أجرة (« تاكسي ») وبالغوا في ضربي قبل إصعادي بالقوة في سيارة وإغماض عينيّ ومواصلة ضربي حيث تمّ نقلي إلى مكان قصيّ مظلم بحديقة « البلفدير » بالعاصمة وهناك إنتزع عدد كبير من الأعوان أدباشي إلا ملابسي الداخلية وجردوني تحت وابل وحشي من الركل و اللطم واللكم من كل وثائقي الشخصية بما في ذلك بطاقة هويتي وكذلك أموالي ، قبل تركي شبه عارٍ هناك ومصابا إصابات بليغة جدا إستوجبت خضوعي للعلاج والراحة مدة 14 يوما . و منذ التاسع والعشرين من أكتوبر – تشرين الأول 2009 ، تُباشر الأجهزة الأمنية رقابة دائمة على بيتي من خلال سيارتيْن على الأقل واحدة من نوع « سكسو » تحت رقم 77 تونس 934 والثانية من فئة « سي 15 » بيضاء اللون تحت رقم 94 تونس 7077 ، فيما لم يقع فتح تحقيق إلى الآن في الشكاية العاجلة التي تقدم محامييّ بها للقضاء بشأن الإعتداء الخطير عليّ بالخطف والضرب المبرح يوم 28 أكتوبر – تشرين الأول الماضي . وبلغ الأمر إلى حد محاصرة كل المنافذ المؤدية إلى بيتي بإعداد كبيرة من البوليس يوميْ 7 و8 نوفمبر – تشرين الثاني 2009 ومنع الزيارات عنّي . وفي مساء 31 ديسمبر – كانون الأول 2009 ، لم يكتفِ البوليس السياسي بالمراقبة بل ركض خلفي عدد من أصحاب العضلات المفتولة حين نزلت من سيارة أجرة أمام بيتي وحاولوا الإمساك بي لولا دخولي البيت ، كما لاحظت قطع المكالمات الواردة على هاتفي من الخارج منذ أسابيع. أمّا ما جرى اليوم الثلاثاء 19 جانفي – يناير 2010 ، فهو تكثيف عدد الأعوان المراقبين لي ولبيتي ، وقد تابعني أحدهم على متن دراجة نارية حين كنت في الطريق لمقابلة مع صديق ديبلوماسي وحين عودتي ، فيما إنتهز عونان غيابي عن البيت لإقتحام حديقة منزلي وترويع زوجتي بدعوى البحث عن إمرأة مجهولة . إنّني الصحفي المستقل سليم بوخذير :
– أعبّر عن بالغ إستنكاري لتواصل الحصار الذي تضربه السلطات على بيتي وتحركاتي ونيلها المتواصل من حرمتي كمواطن وكصحفي ، وأعتبره محاولة مواصلة بهدف معاقبتي على تمسكي بإستقلاليتي كصحفي ولاسيما كمراسل لمنظمة « مراسلون بلا حدود » . – أحمّل الحكومة مسؤولية أي أذى يلحقني أو يلحق عائلتي . – أوجه هذا النداء العاجل إلى المنظمات الحقوقية التونسية والدولية إلى خوض كل الوسائل السليمية الإعلامية والنضالية للتصدّي لهذا المساس الأرعن المتواصل من الحكومة بحقوقي وتهديدها لحياتي وأمني أنا وعائلتي . * الإمضاء : الصحفي التونسي المستقل سليم بوخذير
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 03 صفر 1431 الموافق ل 19 جانفي 2010
أعوان البوليس السياسي يقتحمون منزل الصحفي سليم بوخذير في غيابه ويروعون زوجته وابنته
اقتحمت مجموعة من أعوان البوليس السياسي ظهر هذا اليوم الثلاثاء 19 جانفي 2010 الباب الخارجي لمنزل الصحفي سليم بوخذير مندوب منظمة مراسلون بلا حدود بتونس، عندما كان موجودا بمكتب أحد المحامين صحبة أحد ممثلي السفارة الأمريكية بتونس. وقد دخل الأعوان إلى الحديقة المحيطة بالمنزل وطرقوا باب المنزل بقوة بطريقة أدت إلى ترويع زوجة الصحفي المذكور وابنته الصغرى التي لم يتجاوز عمرها 3 سنوات ونصف، دون تقديم أي سبب أو ترك أي استدعاء. علما بان منزل الصحفي سليم بوخذير يخضع لحصار متواصل منذ ما يقرب من الثلاثة أشهر تاريخ اختطافه واقتياده إلى مكان ناء بحديقة البلفدير بتونس العاصمة والاعتداء عليه بالعنف الشديد مما خلف له أضرارا بدنية جسيمة. وحرية وإنصاف: 1)تندد بهذا الاعتداء الذي استهدف عائلة سليم بوخذير وهذه الممارسات التي تطال الصحفيين وتطالب بوضع حد لها والنظر في الشكاوى المقدمة من طرفهم في الموضوع والتي بقيت دون متابعة. 2)تدعو السلطة إلى تحمل مسؤولياتها والالتزام بما صادقت عليه من معاهدات تنص على حماية الصحافيين والناشطين الحقوقيين. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
متى تنتهي المضايقات ضد الصحفيين في تونس؟ حملة (معآ لأطلاق حريه الصحفيين فى تونس) اوسلـــوا .
يتابع المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي بقلق بالغ حملة المضايقات والتحرشات التي تستهدف الصحفيين في تونس والتي وصلت إلى حد صدور احکام نافذة بالسجن والاعتقال ضدهم بالاضافة الى التشهير بهم وذلك بسبب کتاباتهم وأرائهم وفي هذا الصدد رصـد المركز عددة وقائع وانتهاکات ضـد الصحفيين وابرزها الحالات التالية /ـــ – الحالـة الأول :الصحفي زهير مخلوف هو مراسل الموقع الالكتروني السبيل اون لاين وقد اعتقل في 20 أكتوبر 2009 بعد نشره تقريرا مصورا حول المشاكل البيئية للحي الصناعي بمدينة نابل وحكم عليه بالسجن 3 اشهر نافذة مع غرامة قدرها 6 الف دينار تونسي ( أكثر من 4 الف دولار ) وذلك بتهمة الإضرار بالغير عن طريق شبكة الاتصالات العمومية وينهي زهير مخلوف مدة حبسه يوم 18 ـ يناير 2010 لكن إدارة السجن أعلمته بأنه لن يطلق سراحه في هذا التاريخ لان موعد جلسة الاستئناف الخاصة به لم تحدد بعد وهو ما يعني إمكانية بقائه في السجن بعد هذا التاريخ . – الحالة الثاني: الصحفي توفيق بن بريك ويعمل مراسلآ صحفيا لعدة جرائد ناطقة بالفرنسية وقد اعتقل بتاريخ 29 أكتوبر 2009بتهمة ارتكاب أعمال عنف ضد امرأة إضافة إلى الاعتداء على الأخلاق الحميدة وحكم عليه بالسجن 6 اشهر نافذة وقد شكك محاموه وكثير من النشطاء الحقوقيين في هذه التهم واعتبروا أن محاكمته مرتبطة بكتاباته وأرائه. – الحالة الثالث: الصحفي الفاهم بوكدوس ويعمل مراسلا صحفيا بالقناة التلفيزيونية الخاصة الحوار التونسي وقد أدين غيابيا في عـام 2008 بالسجن 6 سنوات على اثر قيامه بتغطية وقائع الحركة الاجتماعية – الاحتجاجية بجهة قفصة عام 2008. وفي شهر نوفمبر الماضي قدم اعتراضا على الحكم الغيابي الصادر ضده ويوم 13 ينايــر 2010 أصدرت المحكمة الابتدائية بقفصة حكمها بعد الاعتراض وحكمت على الصحفي الفاهم بوكدوس بالسجن النافذ مدة 4 سنوات. وفي هذا الاطـار يۆکد المرکز العربي الاوربي لحقوق الانسان والقانون الدولي ان حرية الراي والتعبير وحرية الاعلام حق من حقوق الانسان الاساسية وهي المعيار التي تقاس به جميع الحريات التي کفلتها المعاهدات والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الانسان ومنها الاعلان العالمي لحقوق الانسان والذي اکد في المادة 19 حق کل شخص في حرية الرآي والتعبير ويشمل هذا الحق حرية اقتناء الاراء دون اي تدخل واستقاء الانباء والافکار وتلقيها واذاعاتها بأي وسيلة کانت دون التقيد بالحدود ، وجاء العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ليۆکد مرة اخری فى نص مادته التاسة عشر على أهمية هذا الحق . وايمانآ منا بالدور المنوط الذى يقوم به المجتمع الدولى لدعم حريه الرأى والتعبير يعلن المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي عن اطلاق حمله دوليه تحت مسمى (معآ لاطلاق حرية الصحفيين فى تونس) ويأتى الهدف منها التضامن مع الصحفيين فى تونس واطلاق حرية الرأى والتعبير -والمطالبه بإطلاق سراح الصحفيين زهير مخلوف وتوفيق بن بريك والفاهم بكدوس ووقف كافة أشكال التتبعات القضائية ضدهم – ورفع كافة أشكال التضييقات على الصحفيين وأحترام حقهم في التعبير والكتابة بكل حرية – ويأمل المركز من السلطات التونيسية الاستجابة الى هذه المطالب احتراما لتعهداتها الدولية في مجال حقوق الإنسان وخاصة فيما يتعلق بحرية الرأىو التعبير. صــادر عن المرکز العربي الأوربي لحقوق الانسان والقانون الدولي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 03 صفر 1431 الموافق ل 19 جانفي 2010
البوليس السياسي يفرق اعتصاما لعائلة بن بريك أمام وزارة العدل بالقوة
حاول أفراد عائلة الصحفي توفيق بن بريك على الساعة العاشرة من صباح اليوم الثلاثاء 19 جانفي 2010 الوصول أمام مقر وزارة العدل وحقوق الإنسان الكائن بشارع باب بنات بتونس العاصمة للاعتصام أمامه للمطالبة بإطلاق سراح شقيقهم المعتقل حاليا بسجن سليانة. وقد تدخل أعوان البوليس السياسي لتفريق أفراد العائلة ومنعهم من الاعتصام واعتدوا عليهم بالعنف الشديد خاصة شقيقته، ومنعوا بعض الناشطين الحقوقيين من الالتحاق بمكان الاعتصام من بينهم السيد علي بن سالم والصحفي محمود الذوادي. علما بان الصحفي توفيق بن بريك المعتقل حاليا بسجن سليانة، بعيدا عن عائلته وعن المحامين الذين منعوا من زيارته، يشن إضرابا مفتوحا عن الطعام لليوم الرابع عشر على التوالي للمطالبة بإطلاق سراحه. وحرية وإنصاف: 1) تدين اعتداء البوليس السياسي على عائلة الصحفي توفيق بن بريك بالعنف الشديد وتطالب بفتح تحقيق في الموضوع وتقديم المعتدين إلى القضاء. 2) تدعو إلى إطلاق سراح الصحفي توفيق بن بريك وبقية سجناء الراي وفي مقدمتهم الدكتور الصادق شورو وزهير مخلوف ووقف التتبعات في حق عديد الناشطين الحقوقيين والإعلاميين مثل الصحفي الفاهم بوكدوس. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الرابطة المسيحية من أجل إلغاء التعذيب:تونس..التعذيب المتكرر للمعتقل رمزي الرمضاني
السبيل أونلاين – فرنسا – تونس أطلقت « الرابطة المسيحية من أجل إلغاء التعذيب » ، نداء عاجل تحت عنوان « التعذيب المتكرر لمعتقل » في تونس ، وعرضت على موقعها على الإنترنت النداء للتوقيع عليه . وقالت المنظمة الحقوقية أن المعتقل بسجن المرناقية رمزي الرمضاني تعرض للتعذيب مجددا من قبل أعوان الدخلية التونسية وذلك بتاريخ يومي 24 و25 ديسمبر 2009 .وصدر حكم ضد الرمضاني مدته 29 سنة تحت طائلة ما يسمي بـ »قانون مكافحة الإرهاب » . وأكدت الرابطة في النداء الذي إطلع عليه السبيل أونلاين باللغة الفرنسية أن الرمضاني نقل يوم 24 ديسمبر 2009 إلى وزارة الداخلية للتحقيق معه حول علاقته بأحد الموقوفين ، وتعرض للضرب بعصا فوق عينيه وأحرقت أطراف أصابعه ، كما تعرض للرش بالغاز المسيل للدموع وبقي خلال يومين رهن التعذيب . وفي الأسبوع التالي زاره شقيقه في السجن فوجده في حالة خطيرة ، فقد كانت أصابعه محترقة ، ويتحامل على نفسه للوقوف ، ومعنوياته متدهورة بشدة على إثر الإعتداءات التي تعرض لها . وقد أمر طبيب السجن الذي عاين حالته بضرورة إجراء عملية على عينيه وقد مكث في المستشفى بضعة أيام ثم أعيد إلى السجن من دون أن تجرى له العملية. وشددت الرابطة المناهضة للتعذيب أن رمزي الرمضاني تعرض خلال أقل من سنة إلى التعذيب ثلاث مرات، بالإضافة إلى المرّة الأخيرة ، فقد قام أعوان سجن المرناقية فى شهر أفريل 2009 بضربه بالعصي وركله بالأرجل وأحرق بالسجائر ونقع رأسه في في الماء حتى أنه فقد الوعي . وفي شهر أوت من العام الماضي وخلال شهر رمضان إعتدى عليه أعوان السجن أثناء آدائه للصلاة ، فقد تلقى من جديد الصفعات ثم نقل إلى وزارة الداخلية أين تعرض للصعق بالكهرباء . وقالت الرابطة أن السلطات التونسية ترفض محاسبة الجلادين رغم مطالبة المنظمات الحقوقية بذلك . (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 19 جانفي 2010 )
» الحرية للدكتور الصادق شورو » » الحرية لجميع المساجين السياسيين « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 19 جانفي 2010
4 سنوات سجنا بتهمة الإرهاب .. لتونسي انضم ..لحركة فتح ..!
أصدرت الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي التهامي الحافي مساء أمس الإثنين 18 جانفي 2010 حكمها في القضيتين عدد 19025 و 19026التين أحيل فيهما: المبروك شفرود ( من مواليد 1984) بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي خارج تراب الجمهورية و الدعوة إلى الإنضمام لتنظيم له علاقة بجرائم إرهابية و استعمال اسم وكلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بنشاطه و أعضائه و المساعدة على إيواء و إخفاء أعضاء تنظيم إرهابي و استعمال تراب الجمهورية للقيام بأعمال تحضيرية قصد ارتكاب جرائم إرهابية و إعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم لهم علاقة بالجرائم الإرهابية و التبرع بأموال مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص و تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية ، و قد قضت المحكمة بعدم سماع الدعوى في القضية الأولى (19025) ، في ما قضت في الثانية (19026) بالسجن عامين بتهمة الإنضمام لتنظيم له علاقة بجرائم إرهابية و عامين بتهمة تلقي تدريبات عسكرية بغاية القيام بأعمال إرهابية . وإذ تذكر الجمعية بأنها المرة الأولى التي توجه فيها تهمة الإرهاب لمواطن تونسي انظم لـحركة فتح لا تصنف » رسميا » بالإرهابية ، فإنها تعبر عن بالغ استنكارها لهذا التجريم الصحيح للمقاومة و تعتبره منعرجا خطيرا في التعامل القضائي مع قضايا ما يسمى » مكافحة الإرهاب » … عن الجمعية لجنة متابعة المحاكمات
لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني: liberte.equite@gmail.com تونس، في 03 صفر 1431 الموافق لـ 19 جانفي 2010
أخبار الحريات في تونس
1) بعد انقضاء مدة الحكم الابتدائي محكمة الاستئناف تنظر في قضية زهير مخلوف: تنظر محكمة الاستئناف بنابل غدا الأربعاء 20 جانفي 2010 في استئناف الحكم الابتدائي الصادر ضد الناشط الحقوقي والإعلامي زهير مخلوف العضو المؤسس لمنظمة حرية وإنصاف والقاضي بسجنه مدة ثلاثة أشهر نافذة، والمفارقة العجيبة أن المحكمة رفضت تعيين تاريخ لجلسة الاستئناف إلى أن انقضى الحكم الابتدائي المحكوم به ضده، وهو ما يؤكد الصبغة السياسية للمحاكمة كما يؤكد خضوع الملف للتعليمات التي تأخرت أكثر من اللازم إلى حد انقضاء الحكم الابتدائي. 2) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة نابل 4نهج جربة – محطة لحواش في 19-01-2010
زهير مخلوف سجين فوق العادة عنوانه التشفي..ثم التشفي.. ثم التشفي…
منذ بداية الأبحاث مع المناضل زهير مخلوف حول التقرير البيئي الذي كشف فيه الحالة المهترئة للحي الصناعي بنابل أدرك الجميع أن العملية ليست إلا تشفيا وتنكيلا بمناضل سياسي وحقوقي ضاقت بتحقيقاته الجهات المعنية بها. المحاكمة وما شابها من هضم لحق زهير في الدفاع عن نفسه ومنع للمحامين من الترافع بل وخروج القاضي ورفع الجلسة وهي بالكاد ابتدأت وانعقاد الجلسة بدون حضور أصدقاء زهير وقادة ومناضلين الحزب الديمقراطي التقدمي تحت حصار أمني مكثف كل ذلك دعم عندنا كحزب ولدى المنظمات الحقوقية فكرة التشفي والانتقام منع بعض المحامين من زيارته بتعلات واهية وغير مقنعة ولا قانونية من طرف إدارة سجن المرناقية جعل هذه الأخيرة تساهم في سياسة التشفي. منع زوجة زهير من المشاركة في المعارض والارتزاق بتأثير من الأمن على المنظمين لتلك المعارض وسع من دائرة التشفي لتشمل لا زهير فقط بل زوجته وأبناؤه. بنقل زهير من سجن المرناقية إلى سجن المسعدين تتسع أكثر دائرة التشفي لتطال العائلة الصغرى وكذلك الكبرى لزهير مخلوف. منع المناضلين الحقوقيين ولجان المساندة لزهير من زيارة عائلته والتخفيف من مصابها لا يمكن أن يندرج إلا تحت خانة التشفي. تعيين جلسة الاستئناف يوم 20-01-2010 أي بعد انقضاء المدة المحكوم بها على الأخ زهير مخلوف يعتبر اجراءا استثنائيا يحول دون إطلاق سراحه رغم نهاية المحكومية وهو ما أشعرته به رسميا إدارة السجن بالمسعدين بأنه لن يخلي سبيله رغم انقضاء محكوميته ، إنه الإمعان في سياسة الانتقام و التشفي . رفض إدارة السجون الراجعة بالنظر إلى وزارة العدل وحقوق الإنسان تمكين سجين الرأي زهير مخلوف ابن الحزب الديمقراطي التقدمي من إلقاء نظرة الوداع على شقيقته وحضور موكب تشييع جنازتها بتاريخ 18-01-2010 والذي يصادف انتهاء الحكم الابتدائي والقاضي بسجن زهير ثلاثة أشهر نافذة يمثل أكبر حلقات التشفي وانعدام الرحمة لأن العمر كله مع من نحب ونعز في كفة ولحظة الوداع الأخير قبل الموارات تحت التراب في كفة. كل هذا وغيره من التفاصيل جعل من ملف زهير مخلوف ملفا فوق العادة ومن حرمانه من الحرية سجينا فوق العادة والسبب لأنه مناضل ووطني فوق العادة وما أحوج البلاد إلى رجال يكون وعيهم ورشدهم وحبهم لوطنهم وأبنائه فوق العادة. إن جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي: – تقف بإجلال وخشوع أمام هذا المصاب الجلل وتترحم على روح الفقيدة شقيقة المناضل زهير مخلوف راجية من الله سبحانه أن يتقبلها بواسع رحمته ومغفرته. – تتقدم بأحر عبارات التعازي لوالدة الفقيدة وزوجها وكل أفراد عائلتها وخاصة السيد زهير مخلوف الذي لم يتسنى له توديع شقيقته الكبرى. ـ تؤكد بأن سياسة التشفي والانتقام والتصلب لن تفضي إلا لمزيد من الاحتقان وما له من انعكاسات سلبية على الحياة الوطنية. ـ تجدد مطالبتها بإخلاء سبيل الأخ زهير مخلوف وحفظ القضية في حقه لأن سجنه لا ينفي الحقائق التي جاءت في تقريره ولا يساهم في معالجتها بل يوفر غطاءا للمتسببين فيها وتشجيعا لهم على التمادي في التقاعس عن واجبهم. ـ تناشد كل الوطنيين في تونس والمدافعين عن حقوق الانسان أينما كانوا العمل على رفع هذه المظلمة وإنهاء مسلسل التشفي والانتقام من المناضل زهير مخلوف . جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي المسؤول عن الاعلام الحبيب ستهم
إعتقال الناشط وسام التستوري وإقتياده إلى جهة غير معلومة
السبيل أونلاين – تونس – عاجل أعتقل يوم السبت 16 جانفي 2010 ، الناشط الحقوقي وسام التستوري من قبل أعوان البوليس السياسي ، حين كان في مقهي إنترنت ، وأقتيد إلى جهة غير معلومة ، ولم نطلع على خلفية الإعتقال بعد . جدير بالذكر أن التستوري كان هدفا للمضايقات المستمرة من قبل البوليس في نابل . فقد تعرض إلى اعتداء وحشي بالعنف الشديد مساء يوم الأربعاء 13 ماي 2009 من قبل المدعو نبيل شهر »رمبو » التابع للفرقة العدلية بنابل بمعية 9 من أعوان الشرطة بالزي الرسمي الذين انهالوا عليه ضربا بالهراوات و الركل على رأسه أمام مرأى و مسمع المارة مما خلف له أضرارا عديدة وخطيرة ، وذلك حين كان بصدد تصوير جماهير رياضية تحتفل بإنتصار فريقها . ومنع من الإنتصاب في السوق للتجارة لتجويعه ودفعه للبطالة . كما تم إيقافه في منتصف شهر رمضان في العام 2008 لمدة خمسة أيام أربعة منها في منطقة نابل والباقي بوزارة الداخلية و تم إرغامه على إمضاء محضر بحث وحجز جهاز الحاسوب على خلفية تردده على الموقع الإجتماعي » الفايس بوك » وترويجه لبعض أقراص متعلقة بأحداث الحوض المنجمي . وتم تنبيه أصحاب محلات الإنترنت العمومية بعدم السماح له بالدخول مما اضطره الى اللجوء إلى بعض الأقارب و الأصدقاء لاستعمال حواسيبهم لبعض الوقت لمتابعة ما يجد من أحداث ، وعلى إثر ذلك لفقت له تهمة كيدية وحوكم بشهر سجن نافذ قضاه في سجن مرناق . ووقع مداهمة محل أحد جيرانه من طرف رئيس مركز دار شعبان الفهري ، حيث تم حجز حواسيبه واستدعائه وأصحابه إلى فرقة الإرشاد بنابل للتحقيق معهم حول كيفية استعماله للمواقع المحجوبة والضغط عليهم من أجل مقاطعته وعدم التواصل معه بأي شكل من الأشكال . كما داهم أعوان البوليس السياسي يوم 16 سبتمبر 2008 منزله وأيضا منزل شقيقه رضوان التستوري دون إذن قانوني وصادروا حاسوبه وهاتفه الجوال قبل إعتقاله . بالتعاون مع الناشط الحقوقي سيد المبروك – تونس
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 17 جانفي 2010 )
الحرية للدكتور الصادق شورو » » الحرية لجميع المساجين السياسيين » الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 19 جانفي 2010
احتجاز الأستاذ عبد الوهاب معطر 6 ساعات لمنعه من السفر..!
عمد العشرات من أعوان البوليس السياسي ، على الساعة 11 من صباح اليوم الثلاثاء 19 جانفي 2010 إلى اقتحام منزل كان يتواجد به الأستاذ عبد الوهاب معطر بتونس و تحويل وجهته إلى مركز شرطة يجهل مكانه حيث تم حجز أوراقه الشخصية و جواز سفره كما تعرض لسوء المعاملة و لم يجد محتجزوه مبررا لـ « اختطافه » سوى التعلل بتشكي الجيران .. ! و لم يخل سبيل الأستاذ معطر إلا حوالي الساعة الخامسة مساء بعد أن تم تفويت موعد سفره على الساعة الثانية بعد الزوال ، علما بأنه كان يستعد للسفر للمغرب لتقديم مداخلة باسم الجمعية الدولية لمساندة المساجين السيين في مؤتمر تنظمة الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان حول » استقلال القضاء » . كما تم إعلام الأستاذ معطر مساء اليوم بإشهار بيع منزله قضائيا على خلفية القضية الجبائية المرفوعة ضده و بخطية إضافية قدرها عشرة آلاف و خمسمائة دينار . وإذ تجدد الجمعية تنديدها بحملة الإضطهاد القضائي و البوليسي المتواصلة ، بلا هوادة ، منذ سنوات ضد الأستاذ معطر على خلفية نشاطه الحقوقي و السياسي فإنها تعتبر الإعتداء على حريات المواطنين و استباحة حرمة المسكن جريمتين لا تقلان خطورة عن المنع من السفر دون موجب قانوني و دليلا إضافيا على ما أن البوليس السياسي في تونس ..فوق القانون ..و المؤسسات .. ! عن الجمعية الهيئة المديـرة
والدة حسن بن عبد الله تطلب مساعدتها في العثور على إبنها ووقف التتبع ضده
السبيل أونلاين – تونس – خاص ناشدت والدة حسن بن عبد الله الملاحق بحكم غيابي بـ 10 سنوات سجن ، بحالة فرار في قضية الحوض المنجمي والذى إختفي منذ العام 2008 ، الفاعلين الحقوقيين الكشف عن مصير إبنها ، والعمل على وقف التتبع ضده خاصة وأن كل سجناء الإحتجاجات الإجتماعية بالحوض المنجمي أطلق سراحهم في إطار العفو والسراح الشرطي . وصدر الحكم الغيابي ضد بنعبد الله بتاريخ 4 فيفري 2009 . وهو أصيل الرديف ومن مواليد 1975 ، و حصل على شهادة الأستاذية منذ 2004 وساهم في تأسيس اللجنة الجهويّة لأصحاب الشهائد المعطّلين عن العمل بقفصة ، ولعب دورا محوريّا في تأطير التحرّكات الاحتجاجية السلميّة بالرديف منذ 5 جانفي 2008، إلى جانب عدنان الحاجي وبشير العبيدي والطيب بن عثمان وعادل الجيار وعبيد خليفي وطارق حليمي. (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 19 جانفي 2010 )
أخبـار
محاكمة تحت الحصار مثل صحافي قناة الحوار التونسي الفاهم بوكدوس أمام محكمة الاستئناف بقفصة صباح الاثنين 18 جانفي الجاري لمواصلة المداولات في الاعتراض الإستئنافي الذي كان قدّمه محاموه بعد أن كانت المحكمة نفسها قد أيّدت الحكم الابتدائي في 4 فيفري 2009 والقاضي بالسجن 6 سنوات غيابيا، وكان محامو الصحافي المذكور قد طالبوا بتأجيل القضية نظرا لعدم وصول ملف الحكم الابتدائي الذي استأنفوه في اليوم نفسه ولذلك تمّ تأجيل جلسة الاستئناف ليوم 23 فيفري القادم، ويشار إلى أنّ أعداد كبيرة من مختلف فرق البوليس السياسي قد تمركزت منذ ساعات مبكّرة عند المداخل المؤدية للمحكمة مجبرة المواطنين على عدم المرور أو التوجّه نحو المحكمة، كما وقع منع عمّار عمروسية وفتحي تيتاي من حضور المحاكمة وتعرّضا للدفع والشتم والطرد بكل همجيّة، وكانت المحكمة الإبتدائية بقفصة قد حكمت حضوريّا على الصحافي بقناة الحوار التونسي الفاهم بوكدوس يوم 13 جانفي الجاري بـ 4 سنوات نافذة، خرج فيها القاضي القرقوري « بطلا بدون منازع »، حين خرق أبسط أبجديات التقاضي وسلطة القانون، ليصدر حكما ظالما دون عرض المتّهم على القيس أو حتّى وصول بطاقة السوابق، حارما المحامين من حق الترافع الذين طالبوا بالتأجيل حتى يتمّ استكمال الملف في جوانبه القانونية، مع العلم أنّ كل المؤشرات كانت توحي بتأجيل الجلسة ممّا يدفع للإعتقاد أنّ النهج الإنتقامي ما زال سائدا تجاه قضيّة الحوض المنجمي. زيارة مساندة أدّى مناضلو الحوض المنجمي عدنان الحاجي وعادل الجيار وعبيد خليفي زيارة مساندة إلى مدينة جبنيانة يومي 16 و17 جانفي الجاري، وكانت لهم لقاءات مع عائلات الطلبة المسجونين وثلّة من الناشطين والنقابيين، وقد عبّروا عن التزامهم بالوقوف إلى جانب هؤلاء الطلبة وعائلاتهم حتى يتمّ الإفراج عنهم سريعا. مناشدة وجّهت والدة المناضل حسن بنعبدالله نداء لكافة فعاليات المجتمع المدني والأحزاب والمنظمات لمساعدتها على الكشف عن مصير ابنها المحكوم غيابيا في قضيّة الحوض المنجمي بـ10 سنوات مع النفاذ العاجل، وقد عبّرت عن لوعتها لعدم رؤيته منذ عامين دون أن تعرف مكانه أو مصيره. نقلة أم ترقية تمّ نقل الجلاد محمد اليوسفي من المنطقة الأمنية بقفصة إلى المنطقة الأمنية بقصر هلال ولا نعلم إن كان ذلك في إطار ترقية أم في إطار نقلة إبعاد لما عرف عنه من همجيّة وعنف في منطقة الحوض المنجمي خاصة خلال التحركات الاحتجاجية الاجتماعية الأخيرة. بارعون شبان تفتتح تظاهرة « بارعون شبان » في دورتها السادسة الموسم الثقافي الجديد لمركز الموسيقى العربية والمتوسطية « النجمة الزهراء » بسيدي بوسعيد وذلك إنطلاقا من يوم الأربعاء 20 فيفري 2010 وتنتهي يوم 27 فيفري 2010. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 19 جانفي 2010)
كلمتا حقّ
بقلم: رابح العمدوني هذه نافذة صغيرة أردت من خلالها تسليط الضوء على أحداث قد تجري كل يوم وفي كل مكان من هذا الوطن فيكون لها شأن في حياتنا وتظلّ تؤثر فينا بشكل أو بآخر مهما كانت طبيعتها السلبية أو الايجابية وأجد من هذا المنطلق ومن المصداقية أن أقول للمحسن قد أحسنت و للمسيء يتولى أمرك من هو أرفع منك شأنا وحولا. * مركز الحرس الوطني بالعـــــلاء الـــــقيروان ׃ في ليلة رأس السنة الميلادية 2009/2010 في ريف يبعد عن معتمدية العلاء من ولاية الــــقيروان بزهاء 14 كلم يقيم السجين الٍسياسي السابق زيـــــــــاد الــــفــقراوي للعناية بمشروع فلاحي صغير . وفي عمق الظلام يتسلل بعض المنحرفين إلى قطعة أرضه وأفسدوا فيها الأخضر واليابس وبعد منتصف الليل توجه الشاب زيـــاد الـــفقراوي إلى مركز الحرس الوطني بالعـــلاء وتم إعلام رئيس المركز وعلى الفور لبي النداء وخرج ضمن مجموعة من الأعوان على متن 3 سيارات وعاين الأضرار وقام بجميع الإجراءات الضرورية وحمي أملاك الشاب زيــــاد الـــــفقراوي . هذه الحادثة قد تبدو في ظاهرها عملا روتينيا لكن في باطنها نظر وتحقيق لكنها محملة بالعديد من المعاني الايجابية لما أشاعته في نفس المتضرر من شعور بالأمن والطمأنينة وشجعت على الاستقرار والاستثمار و بددت الشعور بالغربة وهذا ما لمسته فعلا خلال لقائي بالشاب زيـــاد . * مركز الحرس الوطني بالمحمدية ׃ المحمدية تبعد عن العاصمة زهاء 14 كلم وهي منطقة شعبية شهدت في السنوات الأخيرة تطورا عمرانيا متصاعدا وتحسنت بنيتها التحتية على إثر تدخل الصندوق الوطني للتضامن 26.26 . في العموم هناك مجهود تقوم به الدولة لتحسين نوعية الحياة في الجهة ورغم ذلك لمست في نفوس الشباب حالة كبيرة من الاحتقان والسخط الناتجة علاوة عن الوضع المادي والاجتماعي المتردي عن سوء معاملتهم من طرف رئيس مركز المــــحمدية الجـــنوبية. إذ لكي لا يفرغ من حسم قضايا السرقة والحق العام التي يعج بها مكتبه يعمد إلى تلفيقها ضد شبان أبرياء تنتزع منهم الاعترافات بطرق لا داعي للخوض فيها وهي موكولة للقضاء ولا تسقط لا بالتقادم ولا بتغيير الصفة. والشباب ليسوا وحدهم في وضع سوء المعاملة فكثير من المواطنين يلقون من طرف رئيس المركز نفس السلوك من سب الجلالة إلى الكلام البذيء وهذا ما حصل ضد مجموعة من النسوة منهن المسنات. ان مثل هذه التصرفات من شأنها أن تؤجج الاحتقان وتشيع مناخا من التوتر الذي نلقى صداه في الملاعب الرياضية والساحات العمومية حيث يستشري العنف وتستنزف الطاقات المادية للأسر في التقاضي وتتضخم نسب الانحراف والعصيان الاجتماعي خاصة أنّ المحمدية على مرمى حجر من العاصمة تونس الأمر الذي يهدد أمنها واستقرها. رابـــــــــح الـــــــــــعمدونـــــــــي ناشط سياسي و حقوقي
أرقام تشير إلى طفرة الإتصالات في تونس بمعدّل حوالي هاتف في كل بيت
السبيل أونلاين – تونس – خاص تشير الأرقام المسجلة أن العائلات التونسية تخصص ما نسبته 3.7 % من ميزانياتها إلى قطاع الإتصالات وخاصة الإتصالات بإستخدام الهاتف المحمول ،إضافة إلى الهواتف القارة وشبكة الإنترنت . وحسب الصحافة التونسية فقد بلغ عدد أجهزة الهواتف في البلاد 10.3 مليون هاتف ، يستأثر الهاتف النقال بالجزء الأكبر من هذا الرقم ليصل إلى أكثر من 9 ملايين . ووفق المعهد الوطني للإحصاء ، فإن تقديرات عدد سكان تونس ، بلغ في غرة جويلية من العام الماضي 10432,5 ، أما معدل أسعار الإستهلاك العائلي فنسبته خلال العامين الماضيين 2008 – 2009 هي 3.7 . أما مستخمي شبكة الإنترنت فقد بلغ عددهم 3.2 مليون مستخدم . ولكن هذه الأرقام لا تحجب تعثر شبكة الإتصالات الهاتفية خاصة في المناسبات والأعياد الكبري ، كما يعانى مستخدمي شبكة الإنترنت من بطىء التدفق في أحيان كثيرة . كما يشكو مستخدم الشبكة من سوء خدمات الربط بالإنترنت ، ومشاكل فسخ العقود ، ودفع الفواتير التى تصله في بعض الأحيان دون الإستفادة من الخدمة جزئيا أو كليا ، كما يجبر على التعامل مع جهتين معا ، وهما الشركة الأم « تيليكوم » و الشركة التى تزوده بخط الإنترنت . (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 17 جانفي 2010)
وكالات أسفار تونسية تتكبّد خسائر مالية باهضة بسبب إلغاء الحج والعمرة
السبيل أونلاين – تونس – خاص خسرت وكالات أسفار تونسية تسيّر رحلات الحج والعمرة ما يناهز 4 مليون دينار تونسي نتيجة لإلغاء عمرة أشهر رجب وشعبان ورمضان الماضي ، وتعذرت السلطات التونسية بتشفي أنفلونزا الخنازير لإلغاء موسم الحج الماضي ورحلات العمرة في سابقة تاريخية . وتنشط 30 وكالة أسفار حصريا في مجال العمرة ، من ضمن 93 وكالة تتعامل مع تسيير رحلات الحج والعمرة ، وقد أعلنت أنها غير قادرة ماديا على تحمل خسائر إضافية في حال تم تعليق عمرة المولد النبوي الشريف . ولم يعلن في تونس بعد عن تسيير رحلات العمرة من جديد بعد تعليقها . (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 17 جانفي 2010 )
ممارسات نقابية مخزية لعضو نقابة من قطاع التعليم الثانوي – رسالة مفتوحة إلى نقابيي الثانوي بجهة تونس
مجموعة من نقابيي جهة المرسى منذ سنوات الآن ، أخذت مظاهر عمل نقابي منفّر للقواعد و للمناضلين و المناضلات النزهاء تنتشر لتعمّ أكثر من مؤسسة و ، حسب البعض ، أكثر من نقابة أساسية. و ما سنخطه فى هذا المقال الصحفي ليس سوى عينة من هذا السرطان الذى ما إنفكّ ينخر بصورة متصاعدة جسم النضال النقابي في قطاع التعليم الثانوي. و بالمناسبة ندعو النقابيين و النقابيات الحقيقيين إلى كشف النقاب عن هذا المكسوت عنه و مواجهته على نحو مبدئي يمكّن من النهوض بالنضال النقابي ليرتقى إلى خدمة الأساتذة إلى أبعد الحدود و المساهمة كما ينبغى فى دفع عجلة النقابة المناضلة لا النقابة المساهمة فى صفوف الإتحاد العام التونسي للشغل. و بما أنّ المسألة فى جوهرها مسألة نقابية و ليست شخصية بتاتا و بما أنّنا ننأى بأنفسنا عن التجريح فى الأشخاص فإننا سنتوخى عدم الإشارة إلى الأسماء و سنكتفى بإعتماد الصفة النقابية فى الحديث عن الأفكار و الممارسات. -Iملخّص المسألة : كغالبية مثيلاتها من الإعداديات تشكو إعدادية حي الرياض المرسى من مشاكل عدّة لخّص أهمّها الأساتذة و الإداريين و القيمين العاملين بها فى عريضة أمضوها معا أواخر السنة الدراسية الماضية و مدّوها لمكتب الضبط فى أواخر شهر جوان. و لم ترسل إلى الإدارة الجهوية ، حسب هذا المكتب ، إلاّ فى 9 سبتمبر تحت عدد 142 /2009 ! و المطالب الواردة فى العريضة التى لم يمضها عضو النقابة هي : 1- تعبيد الطريق المؤدية للمدرسة حتى لا تغرق السيارات و الأرجل فى الوحل كلّما أمطرت. 2- تنظيم الساحة الموجودة أمام المدرسة المستعملة سوقا أسبوعية ،مساء يوم الأحد أو يوم الإثنين صباحا قبل توافد العاملين بالمؤسسة و التلامذة عليها ليشاهدوا ما لا يرغبون فى مشاهدته و يتأذّوا بالروائح الكريهة. 3- توفير عدد كاف من القيمين لتأطير التلامذة على أساس قاعدة قيم ل 150 تلميذ كما حدّدتها الوزارة و قيّم أو قيمة للعناية بالمكتبة اللازمة لمساعدة التلامذة فى بحوثهم و فى المراجعة. 4- إنشاء مرافق رياضية لصيقة بالمدرسة حتى لا يضطرّ التلامذة للتنقّل بعيدا لحضور دروس الرياضة فى دار الشباب. 5- تجهيز قاعة الأساتذة بحاسوبين على الأقلّ و ربطهما بشبكة الأنترنت تيسيرا للعمل و تعميما للفوائد. 6- توفير الخرائط اللازمة لمادتي التاريخ و الجغرافيا إضافة إلى الكرة الأرضية. و قد تحقّق منها النزر القليل كإحضار حاسوبين لقاعة الأساتذة غير أنّه تبيّن لمن أراد إستعمالهما أنهما معطّبين !واخر جوان 2009 و لم تلبّى مطالب محورية كزيادة عدد القيّمين و تعبيد الطريق المؤدية للمدرسة… إلخ . و بحكم زيادة عدد التلامذة و الأقسام و بالرغم من جهود القيمين إستفحلت مظاهر عدم الإنضباط و نوعا من الفوضى و العنف فى الساحة و أمام الأقسام و حتى داخلها فى الوقت الذى لا يكون فيه الأساتذة بالقاعات، وقت الراحة أو الحركة. و تفاقمت مظاهر العنف اللفظي و المادي داخل المؤسسة و خارجها فى الثلاثي الأوّل لهذه السنة الدراسية حيث تعرّض عشرات التلامذة للعنف ممّا تسبّب للبعض فى كسر الأنف و جراح عميقة بالرأس أو كدمات ظاهرة للعيان بالوجه إضافة إلى إستشراء حالة نفسية من الخوف الملازم لعديد التلامذة لا سيما التلميذات. و مثلما طال العنف ( الحجارة و القوارير الزجاجية) مكتب القيم العام طال كذلك الأساتذة و منهم من روى فى تقرير سلّم إلى الإدارة عن طريق مكتب الضبط ما حدث معه فى الأيام الأولى من شهر ديسمبر2009 و عندئذ دارت نقاشات فى قاعة الأساتذة لأكثر من مرّة حول المشاكل القديمة و الجديدة أفضت إلى صياغة عريضة كحدّ أدنى جمعت غالبية إمضاءات الأساتذة فى أيام قليلة. و كان نصّها كالتالي : نحن أساتذة المدرسة الإعدادية حي الرياض المرسى ، إزاء تفاقم مظاهر العنف اللفظي و المادي ( حجارة و ضرب و جرح…) الذى يطال الأساتذة و التلاميذ و العملة داخل الإعدادية و خارجها ، و إزاء قلّة عدد القيمين أو إنعدامه عند المرض لتأطير التلاميذ و بالتالى تفشّى مظاهر عدم الإنضباط و الضوضاء قرب الأقسام ، و نظرا لأنّ الإدارة الجهوية لم تستجب لمطالبنا فى زيادة عدد القيمين المرفوعة فى عريضة سُلّمت لإدارة المؤسسة منذ أواخر جوان ، إثر زيارة المدير الجهوي، وبعثت للإدارة الجهوية بتاريخ 9 سبتمبر2009 تحت عدد142/2009 ، نؤكّد مجدّدا على : 1- مطالبتنا بالتدخّل العاجل لحماية العاملين و الدارسين بالمؤسسة من العنف و لردع المشاغبين. 2- مطالبتنا بثلاث قيمين إضافيين بإعتبار عدد التلاميذ الذى يفوق ال600 تلميذ و 20 قسما و بإعتبار المعيار المعمول به : قيم ل150 تلميذ. 3- تمسكنا ببقية المطالب التى لم تلبّى والواردة فى العريضة السابقة المذكورة أعلاه ( تعبيد الطريق المؤدية للمؤسسة و تنظيف مكان السوق أمام المدرسة و إنشاء مرافق رياضة لصيقة بالإعدادية و ربط المدرسة بالإنترنت و توفير الخرائط اللازمة لمادة التاريخ و الجغرافيا و إنشاء مكتبة أو قاعدة مراجعة). و عشية يوم الخميس 17 ديسمبر قبل بداية العطلة بساعتين ، حينما قدّمت العريضة لمكتب الضبط لترسل عبر التسلسل الإداري رفضت الإدارة بعثها و بالتنسيق مع عضو النقابة أقيمت فى الحال حملة ضغط و إفتراء لدفع الأساتذة لسحب إمضاءاتهم. و بالفعل سحب 7 من 25 إمضاءاتهم يومها. و يوم السبت 19 ديسمبر و مع أنّه يوم عطلة تواصلت الحملة المسعورة لتتخذ أبعادا جديدة فى غاية الخطورة حيث و لإرغام الأساتذة على سحب الإمضاءات جرى استعمال ذخيرة الإرهاب الفكري بإدعاء أنّ نصّ العريضة مزوّر و أنّ الممضين عليه قد يتعرّضون لمشاكل لا نهاية لها فعمّ الهلع بعض الأساتذة و سحبوا إمضاءاتهم من نسخة غير أصلية مشبوهة لم يعرفوا من أين جاء بها عضو النقابة حيث إسترجعت النسخة التى رفضت الإدارة إرسالها عن طريق التسلسل الإداري. -II ممارسات مخزية حقّا: لعلّ القارئ / القارئة استغرب أفعال عضو النقابة هذه و استنكرها . 1- فلسنوات لم نسمع و لم نرى عضو نقابة يبذل قصارى جهده لسحب إمضاءات من عريضة ذلك أن العكس هوالمفروض.. 2- عوض الدفاع عن الزملاء المتعرّضين للعنف اللفظي و المادي و تنظيم أشكال إحتجاج كتلك المنشورة بمدوّنة النقابة العامة للتعليم الثانوي ، قسم « إعتداءات و نضالات » ، ألفيناه ينكر الوقائع و ليس فقط ما تعرّض له الزملاء و العاملين و الدارسين بالمؤسسة من عنف بل يعمل وسعه لإسكات أصوات من يندّد بالعنف و يطالب الإدارة بحماية الأساتذة من المعتدين عليهم و على المؤسسة ككلّ. 3- و عوض تبنّى العريضة و مطالب غالبية الزملاء و الزميلات عمل على قبرها. 4- و عوض التضامن مع المعتدى عليهم ،هاجمهم بكلّ ما أوتي من قوّة على الكذب و الإتراء و توجيه التهم و التهديد. 5- و عوض تنمية الحسّ التضامني لدى الأساتذة و توحيدهم حول مصالحهم ، سعى جاهدا إلى بثّ التفرقة و تشتيت صفوفهم. 6- و لاحقا ، عوض الوقوف بحزم ضد اي إعتداء على الأسرة التربوية ، إعتبر ما حصل « إستثناءا » لا يعتدّ به. و بهذا أدان الضحية و إنحرف عن لوائح القطاع و مقرراته و بمقارنة بسيطة بين كلامه هذا و ما ورد مثلا فى عريضة الأساتذة بمرناق ( مدونة النقابة العامة ،الإنترنت) من « نعتبر أن التعدّى على الزميلة هو تعدّ على كامل الإطار التربوي بالمعهد » نستشفّ مدى مهادنة هذا العضو و معاداته للعمل النقابي المناضل و للقواعد الأستاذية . 7- و عوض البحث عن الحقيقة و نشرها و عن التعاملات السليمة ، اخترع الأكاذيب و التهم و ضلّل الأساتذة. 8- و عوض الإعتراف بالخطإ و الإعتذار ، تمادى فى غيّه و هدّد زميلا للمرّة الثانية على مرأى و مسمع من الأساتذة. -III ممثّل الإدارة لا ممثّل الأساتذة : لأنّ الإدارة لم تستسغ محتوى العريضة ، إمتشق عضو النقابة سيف الكذب و الإفتراء و التضليل و راح يقدّم لها الخدمات الجليلة. 1- كان بإمكانه أن يمضي العريضة إنسجاما مع مبادئ النضال النقابي و لكنّه فضّل العمل على قبرها خدمة للإدارة. 2- و كان بإمكانه أن يمضي مسجّلا تحفظاته إن كانت لديه تحفظات إلاّ أنه أخذ ياوّل تأويلا مغرضا مضمونها لقبرها. 3- و كان بإنمكانه إبداء معارضة للعريضة و عدم إمضاءها و الوقوف موقفا محايدا غير أنّه إختار مهاجمة الأساتذة . 4- و كان بإمكانه عقد إجتماع لنقاش المسألة و تبادل الآراء و الخروج إن أمكن بموقف أستاذي موحّد بيد أنّه لجأ إلى التآمر و الطعن فى الظهر. 5- و كان يجب أن ينتصر لحقّ الأساتذة و يقف ضد تجاوز الإدارة للقانون برفضها بعث العريضة عن طريق التسلسل الإداري و لكنه تنكّر لذلك الواجب و كال التهم لزملائه و زميلاته. 6- كان ينبغى أن يضع حدّا لتدخّل الإدارة فى عريضة الأساتذة غير أنّه أدار ظهره و حاول وضع حدّ لشكل بسيط من أشكال النضال الأستاذية. و هذا منه لا يستغرب إذا علمنا أنه منذ السنة الدراسية الفارطة لم يحرّك ساكنا لنصرة الأساتذة عندما ببساطة أعلنت الإدارة أنها أضاعت تقريرا لزميلة إعتدى عليها تلميذا بالعنف اللفظي المشهود و لم ينل أي عقاب أصلا و عندما ضربت الإدارة عرض الحائط بمقاييس الإسعاف و فرضت جعل الإسعاف قاعدة أستثني منه تلميذ أو إثنان فنجح أكثر من ثلث التلامذة بالإسعاف و منهم حتى من لا تنطبق عليه المقاييس بإعتبار تطاوله على زميل و نيله من مجلس التربية طردا ب15 يوما . -IV تراجعات: يوم الإثنين عقب العودة من العطلة وى محاولة أخرى لقبر العريضة و تشويه سمعة المبادرين بها و الممضين عليها تكلّم عضو النقابة بلا إنقطاع طوال عشر دقائق الراحة و لم يفسح المجال لأحد المعنيين بالأمر و المتضررين الأساسيين من الإتراء و الكذب و الهجوم المسعور بتقديم وجهة نظره و لمّا طالبه أحدهم بدقيقة واحدة قبل إلتحاق الزملاء و الزميلات بقاعات التدريس ، فى أسلوب إستفزازي لم يعهده الأساتذة أجاب » باش تضربنى! » فتعجّب لذلك الحضور و لمّا إنتفض البعض ضد تأويله المغرض و تهديده المبطّن و المفضوح للزملاء الذين امضوا على العريضة هاج و ماج و بلغ ذروة هيجانه عندما أظهر زميل العريضة الأصلية وهي تحمل 18 إمضاء بما كذّب مباشرة إدّعاءه قبل لحظات سحب الجميع لإمضاءاتهم فصدر عنه مجدّدا تهديد واضح لهذا الزميل. و سجّل الزملاء و الزميلات فضلا عن كذبه تراجعا فى أقواله حيث قبل العطلة و فى غياب المعنيين مباشرة بالأمر كان ينكر كليا و مطلقا حدوث عنف ضد أي أستاذ و حين وزّع تقرير رسمي عن طريق مكتب الضبط من أستاذ تعرّض للعنف المادي و المعنوي ، لجأ عضو النقابة إلى المراوغة و أسلوب أنّ الأمر إستثنائي و بالتالى لا يأبه له. و ببعض الشرح و إعتماد الوثائق و الوقائع الدامغة إنكسر الطوق و الحصار بصفة بينة و نطلق الزملاء و الزميلات يتساءلون و ينقدون و يلمسون الحقيقة تلو الحقيقة. و لم يأت يوم الخميس ، أي بعد ثلاث أيام لا غير، ، إلاّ و قد أنكرت زميلة و إستنكرت أن يقال إنها من مردّدى تهمة التزوير و كذلك فعل زميل فى قاعة الأساتذة يوم الجمعة لتلتحق به زميلة أخرى أقرّت بترويجها لتهمة سمعتها ثمّ إعتذرت على الملأ عن فعلتها. فإنحصر مصدر الكذب و الإتراء و التضليل فى الإدارة و عضو النقابة لا غير! -V ما قول النظام الداخلي و لجنة النظام في هذا ؟ لقد أساء هذا العضو إساءة كبرى للعمل النقابي المناضل فى القطاع و للإتحاد العام التونسي للشغل فهو قد إقترف جملة أخطاء فادحة إن طبّقت فى شأنها قوانين الإتحاد لنال عقابا شديدا و إذا حكم القضاء فى القضية ينال أيضا العقاب الذى يستحق لتهديد زميله فى مناسبتين و تشويه سمعته. 1- فى السنة الدراسية الفارطة ، لم ينجز الإضراب القطاعي و لم يحضر بالإعدادية أصلا لتأطيره و ذلك يوم الثلاثاء تضامنا مع غزّة ضد العدوان الصهيوني. 2- فى أكثر من مناسبة هدّد زملاء و مارس صنوف الضغوطات لإجبارهم على سحب إمضاءاتهم من عريضة. 3- وقف و يقف بجلاء ضد مطالب أغلبية الأساتذة. 4- لا يدافع عن زملاء تعرّضوا للعنف اللفظي و المادي . 5- يحجب عن الأساتذة أكثر من تسعين بالمائة من بيانات و بلاغات النقابة العامة الخاصّ بغزّة و التفاوض مع الوزارة و الحوض المنجمي إلخ و يروّج يوم العودة المدرسية هذه السنة بيانا غير ممضى من الكاتب العام للنقابة الأساسية ! -VI ما المطلوب من النقابيين النزهاء بالجهة؟ بالطبع من الواجب فضح هكذا ممارسات مخزية و التنديد بها و محاسبة المخطإ على أخطاءه دون تجريح الأشخاص كما من الواجب الوقوف إلى جانب زملاء إعدادية حي الرياض المرسى و مؤازرتهم و تبنّى مطالبهم الواردة فى العريضتين و العمل على تحقيقها. هذا من جهة و من جهة أخرى يجب محاسبة إدارة المؤسسة عن تجاوزاتها للقانون و تجاوزاتها فى حق الزملاء و الزميلات خاصة و أنها لم تحرّك ساكنا لمدّة إمتدّت إلى يوم ماقبل العطلة ( أي بعد 14 يوما تقريبا) لمجرّد إعلان مركز الشرطة عن الإعتداء بالعنف ضد زميل و تحميل المعتدين مسؤوليتهم إلخ و قادت حملة شعواء لتشويه سمعة زملاء. لقد سبق أن خذلت الهياكل النقابية أربع زملاء تعرضوا للنقلة التعسفية قبل سنوات ثلاث إذ إلى الآن لم تكتب النقابة الأساسية التقرير الذى طلبته النقابة العامة و لم تف هذه الأخيرة بوعدها طرح المسلة على أعلى المستويات كما لم تلتزم عمليا النقابة الجهوية بقرار مجلس إطارات بإمضاء عريضة جهوية بصدد هذه النقلة التعسفية و بطرح القضية فى أقرب فرصة مع الإدارة الجهوية . أسلوب التسويف أسلوب كثيرا ما يعتمد للسكوت عن قضايا الأساتذة و تأجيلها إلى أجل غير معلوم وهو الأسلوب الذى يبدو أن البعض يتوخاه الآن تجاه المسألة موضوع المقال. فالنقابة الأساسية و النقابة الجهوية بحوزتهما منذ 19 ديسمبر 2009 ملفا أضيفت إليه ورقتين ليتضمّن الآن 6 صفحات من عرائض و مراسلات و لم يلمس إلى يوم كتابة هذه الأسطر 18/01/2010 تفاعلآ جدّيا مع القضية المطروحة على خطورها بل و تناهى إلى سمع بعض الأساتذة – و نرجو أن يكون الخبر غير صحيح- أن من النقابيين من وضع نفسه مفتيا و إعتبر فى سعي تضليلي مفضوح للتستّر على المخطئ و ضرب لأبسط حقوق المدرسين و المدرسات أنه لا حقّ للأساتذة القاعديين فى صياغة عرائض و إمضاءها ! و من هنا ندعو النقابيين النزهاء أن يبذلوا جهدهم لتقف الهياكل النقابية إلى جانب القواعد و نضالاتها لا ضدّها ، فى خندق الإدارة. و ننبّه إلى حقيقة أن قطااعنا الذى يتحدّث كثيرا عن البيروقراطية و النضال ضدّها هو ذاته ينطوى على أفكار و ممارسات برجوازية بيروقراطية تزيد الهوّة بين القواعد و الهياكل الأساسية و بين هذه الأخيرة و الهياكل الجهوية و النقابة العامة و تخرّب نضالات القطاع و تحول دونه و تحقيق أهدافه. و بالتالى يترتب على من يتطلع إلى النهوض بالقطاع نضاليا أن يصارع هذه الأفكار و الممارسات البرجوازية البيروقراطية و يلحق بها الهزيمة حيثما و كلّما ظهرت. ولنتابع جميعا تطورات المسألة. و نختم المقال بنصّ مراسلة أحد الأساتذة القاعديين المتضرّرين يدعو فيه أعضاء الهيكلين النقابيين الأساسي و الجهوي لإتخاذ الإجراءات اللازمة : الموضوع : ممارسات مشينة و مخزية من عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالمرسى … تحية نقابية، لقد أذهلنى اليوم الأربعاء 23 ديسمبر 2009 أن يعلمنى أحد الزملاء المدرسين معنا فى المدرسة الإعدادية حي الرياض المرسى بما كان شاهدا عليه هو والكثير من الزملاء و الزميلات يوم السبت 19 ديسمبر 2009 فى المؤسسة و أذهلنى أكثر حتى أن يكون عضو النقابة المذكورأعلاه هو الذى كان ، فى مواصلة للدور المشبوه الذى لعبه خفية فى دفع سبع أساتذة لسحب إمضاءاتهم من العريضة عشية الخميس 17 ديسمبر2009 ، على رأس مجموعة يمسك لساعات طوال بالنسخة المسروقة ( من أين جاؤوا بها و الحال أننى إسترجعت النسختين اللتين قدمتهما إلى الإدارة ؟) من العريضة موضوع الحديث و يدعو الزملاء إلى سحب إمضاءاتهم بل و يلحّ على الذين رفضوا أو تجاهلوه و يحرجهم فى حضور الإدارة بإلحاحه أو تهديداته المبطنة و يضللهم بكذبه و إدعائه الذى لا أساس له بأنها مزوّرة. إستمرارا لتجاهل مطالب الأساتذة لسنتين يواصل الطعن فيها و يطعن فى الظهر من يرفعها و لم يحرّك ساكنا عندما تعرّضت للعنف اللفظي ( شتم و تهديد) و المادي( رمي شبابيك قسمي بالحجارة) و طالبت بنفسى من المديرة فى مراسلة رسمية سجلت فى مكتب الضبط فى بداية هذا الشهر بإتخاذ الإجراءات اللازمة . و عليه : أولا: أتحدى هذا العضو الذى يشوّه العمل النقابي كلّ التشويه و يتزلف للإدارة التزلف كلّه ، أتحداه أن يثبت هذا التزوير الذى لا يوجد إلاّ فى خياله و فى كلامه الكاذب، أمام الجميع وحتى أمام القضاء الذى قد ألجأ إليه لخطورة الأمرفى غضون الأيام القليلة القادمة . ثانيا : أطالب النقابة الأساسية و النقابة الجهوية بموقف واضح و جلي يدين هكذا ممارسات و ذلك فى أقرب الآجال قبل أن تخرج الأمور عن إطارها النقابي وينفذ صبرى و ألجأ إلى إستعمال حقّى فى التعبير والنقد الشفاهي و الكتابي العلني الواسع . ثالثا : للتذكير قد سبق و أن هدّدنى هذا العضو بالذات بإستعمال العنف ضدّى لأننى أعلمت الزملاء و الزميلات بوجود « مدوّنة / بلوغ » النقابة العامة أنكر هو وجوده فبينت له أمام الأساتذة، بالإعتماد على وثائق النقابة العامة ذاتها، أنه على خطإ . رابعا : للتذكير أيضا فإن هذا العضو لم يقم فى السنة الدراسية الماضية بتأطير التحركات بصدد غزة فما حضر أصلا يوم إضراب الربع ساعة و أنكر فى قاعة الأساتذة العشر دقائق التى كان ينبغى تخصيصها للحديث مع التلامذة فى الموضوع و قدّم معلومات خاطئة أصلا عن الإجتماعات و التجمعات . خامسا : و أخيرا أحيطكم علما أن الإعلام النقابي غائب تقريبا كليا فى مؤسستنا فبصدد غزّة لم تصلنا سوى وثيقة تجميع الأدوية و خلال السنتين الدراسيتين الماضية و الحالية لم تصلنا تقريبا من الوثائق النقابة العديدة سوى وثيقتين علقتا بسابورة الإعلام النقابي هما برقية إضراب بمعهدين بالمرسى و بيان إطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي كما وزّع علينا فى بداية السنة بيانا للنقابة الأساسية غير ممضى أصلا من الكاتب العام للنقابة الأساسية ! و كلّى ثقة فى أنّ المناضلين الحقيقيين سيقفون مع نضالات الأساتذة و مطالبهم و ليس مع الإدارة و من لفّ لفّها. إنتهى. مجموعة من نقابيي جهة المرسى المصدر : منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية » الرابط : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p
هل ينصف البرلمان الأروبي شعب تونس؟
ينظر البرلمان الأروبي يوم الثلاثاء 19 يناير الجاري 2010 في ملفات حقوقية منها الملف التونسي وقد سبق للبرلمان الأوربي ـ فضلا عن دوائر رسمية وغير رسمية غربية وأروبية أخرى كثيرة على إمتداد عقدي الجمر الحامية منذ إنتصاب دولة البوليس في تونس من مثل الخارجية الفرنسية في عهد الرئيس السابق جاك شيراك والخارجية الأمريكية ذاتها بمناسبة إنتخابات أواخر 2009 إلخ .. ـ أن أدان الأداء الحقوقي التونسي الرسمي مرات ومرات وذلك بالرغم من الشراكة التونسية الأروبية القوية بصفتها أول بلد عربي وإفريقي ينخرط في تلك الشراكة. كيف يختار البرلمان الأروبي أحد أوفى شركائه؟ نذكر جميعا مدى الهستيريا الحكومية التي إنحدرت إليها الدولة التونسية في بداية عقدي الجمر الحامية ( تحديدا عام 1991 ) وذلك عندما أصدرت الخارجية التونسية بيانا رسميا تصنف فيه أشهر منظمة حقوقية دولية وأكثرها مصداقية وأعرقها أيضا ( منظمة العفو الدولية1961) بأنها خلية من خلايا حركة النهضة التونسية … لعل ذلك يكون مثالا وافيا على الإنحدار السحيق الذي تردت فيه الحكومة التونسية ( التي يسميها الحقوقي الدولي البارز الدكتور هيثم مناع بأنها عصابة نهب وسلب لا تنطبق عليها مواصفات الدولة ).. وإنتهاجا لمسار التردي والتخبط ذاته ما فتئت الحكومة التونسية تنعي على كل هيئة غربية أو أروبية رسمية أو أهلية إنحيازها إلى الحركة الحقوقية التونسية وتغدق عليها من كرم النعوت التونسية ما تنأى عنه الألسنة التي تحترم نفسها وبذلك يكون تظلم التونسيين إلى البرلمان الأروبي مثلا تخابرا مع جهات خارجية تكن العداء لتونس وشعبها وحكومتها بل عدت الحكومة التونسية ذات يوم مجرد الفرار إلى أروبا طلبا للجوء السياسي وإتقاء للقمع والتعذيب والموت البطيء خيانة وطنية .. كما يعد ذلك وغيره مما يضيق عنه هذا المجال إستعانة بالأجنبي وتدخلا منه في الشؤون الداخلية التونسية .. عندما يتوقف البرلمان الأروبي عند ملف أقوى شركائه.. عندها لا يصدق الناس أن البرلمان الأوربي يحابي المعذبين والسجناء السياسيين والإعلاميين مكممي الأفواه والحقوقيين المحاصرين .. لا يصدق أحد فوق الأرض أن البرلمان الأروبي يحابي أولئك على حساب أقوى وأوفى شريك إقتصادي له سيما في دنيا العروبة والإسلام والقارة الإفريقية .. لا يقودك العقل الحصيف والنظر الأريب إلا إلى رأي واحد تطمئن إليه وهو أن البرلمان الأروبي إضطر إضطرارا كبيرا جدا ومحرجا جدا وهو يتناول الملف الحقوفي التونسي .. لا شك أن المأساة الحقوقية التونسية بلغت ذروة الذروة .. وهل هناك درك أسحق من الإبقاء على الدكتور الصادق شورو في السجن منذ عام 1991 بتهمة الإنتماء إلى جمعية غير مرخص فيها وهي حركة النهضة التي ترأسها ذات يوم .. بل هل هناك من درك أسحق من محاصرة السجناء السياسيين المسرحين بعد أزيد من عقد ونصف من الموت البطيء في السجون ولكن لم يمت منهم بسبب ذلك إلا حوالي عشرين .. محاصرتهم إجتماعيا وإقتصاديا تجويعا وبثا للروع والتخويف من حولهم .. ثم جاء الدور على شخصيات أخرى كثيرة كثير منها ينتمي إلى قطاع المثقفين المستقلين من مثل توفيق بن بريك بسبب مقالة له في أشهر الصحف الفرنسية ومن مثل زهير مخلوف أما عن وأد الأحرار في أوطانهم وأد الأموات فحدث ولا حرج ولك مثلان بارزان : المناضل السياسي والإعلامي عبد الله الزواري والدكتور المنصف بن سالم .. بل هل هناك من درك أسحق من تلفيق التهم الموجعة ضد معارضين بارزين من مثل سهام بن سدرين والأديبة التونسية الكبيرة أم زياد ( نزيهة رجبية ) .. تهم في الأعراض بمثل ما فعل بالسيد علي لعريض الناطق الرسمي بالنيابة لحركة النهضة عام 1991 بعد سجنه بأيام قليلة حيث سلطت عليه الدولة كلابها من خطباء الجمعة وبرنامج الإسلام والحياة.. لك أن تقول بإطمئان كبير جدا بأن الحكم الجديد في تونس قتل السياسة عمدا وقتل الحرية الإعلامية عمدا وقتل الحركة الحقوقية عمدا ولا أدل على ذلك من قتل الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الممنوعة من عقد مؤتمرها العادي منذ أزيد من عشر سنوات كاملات.بل قتلت الحكومة أعتى منظمة عمالية نقابية أي إتحاد الشغل .. قتلت الحياة الجمعياتية وفرضت الخوف على الجميع وحولت البلاد بحق ليس فيه أدنى ذرة من مبالغة إلى ثكنة عسكرية متأهبة في حالة طواري زودتها بحوالي 150 ألف شرطي رسمي أما الشرطة المدنية فلا حصر لها .. هل هناك من درك أسحق من أن المواطن التونسي إذا أراد أن يدخل محلا عموميا للإنترنت فإن عليه أن يودع بطاقة هويته بين أيدي صاحب المحل الذي يمده بدوره إلى وزارة الداخلية ضمن تقرير ينبه إلى المواقع الإلكترونية التي أبحر فيها ذلك المواطن.. ذلك هو الذي حصل مع ما عرفوا قبل سنوات بشباب جرجيس وكان جزاؤهم السجن لسنوات طويلات وهو الأمر ذاته الذي حصل مع عبد الله الزواري وقضى بسببه عاما سجنا.. أنى للبرلمان الأوربي أن يمنح شريكه الإقتصادي فرصة أخرى.. البرلمان الأوربي مجبرا إجبارا على تناول ملف شريكه الإقتصادي التونسي بعدما زكمت ريح الحالة الحقوقية المأسوية في تونس أنوف سكان المعمورة الأرضية .. سكت عنه سنوات طويلات وحذره بمثل ذلك مرات ومرات .. ولكن الشريك الإقتصادي تمادى في غيه وأصر على بناء مشروعه الحكومي على إعتبار الحكومة والرئاسة والقصر وعائلة الحكم محرمات قطعية يحميها بعصا البوليس الغليظة وأعطى في ذلك درسا لكل التونسيين مبكرا وذلك من خلال الدرس الذي لقنه لحركة النهضة ثم للعالمانيين الذين إنخرطوا في المعارضة الحقيقية الجادة بعد ذلك .. أي بعد أن أيقنوا أن وراء التخلص من حركة النهضة ليس هناك جنة موعودة ولكنه سجن يترقب كل لسان وكل قلم وكل حركة وكل إنتظام وكل تحزب .. سقطت كل الدعاوى التي راهن عليها الحكم في تونس فلا بد من إدانته. راهن الحكم في تونس على حركة النهضة أن ترد الفعل إنتقاميا في السنوات الأولى من عقدي الجمر الحامية فيلتقط الحالة الجزائرية ويبرر العنف غير المسبوق .. راهن على ذلك ففشل فشلا ذريعا .. ثم راهن على ظهور صحوة تدين تونسية تنتهج نهجا يبرر ضربها بشدة بمثل ما وقع في بعض أرجاء ليبيا والمغرب الأقصى والسعودية وغيرها .. راهن على ذلك ففشل.. راهن على إنحياز اليسار إليه في ضربه للحركة الإسلامية .. راهن ثم فشل .. راهن على تقبل العالم لأكذوبة وصفته الطبية المزورة : أكذوبة إكتشافه للبسلم الشافي لنشوء ونمو الحركات الإسلامية فإعتمد خطة تجفيف منابع التدين .. صدقه العالم سنوات معدودات ثم دارت الأيام عليه لولا أن أحداثا دولية مؤلمة عضدت من جانبه من مثل كارثة سبتمبر 2001 وأخواتها في لندن وغيرها .. راهن مرة أخرى على ذلك ففشل.. ورهانات سياسية أخرى كثيرة حاول توظفيها ففشل .. ولم يسعفه في كل ذلك سوى ترسانته الأمنية العتيدة بشريا وماليا وعدة كأنما هو في مواجهة إسرائيل المغتصبة.. ترسانة شيدت للخوف في كل مكان من البلاد مثابة.. كما أسعفته الحالة الدولية والعربية سيما بظهور سفاح العصر جورج بوش الإبن ودق طبول الحرب ضد الإسلام والمسلمين بدء بالحرب ضد البلقان ثم العراق وأفغانستان وفلسطين .. وحالة عربية شنت الحرب بصورة أو بأخرى ضد الصحوة الإسلامية والحركة الإسلامية وإنحازت إلى معسكر التطبيع مع العدو المغتصب .. لم يبق للحكم في تونس إلا دعوى واحدة مازال يعمل على تسويقها كذبا وزورا وهي أنه حقق بشراكته الأروبية الإقتصادية للتونسيين ما لم تحققه بلدان عربية وإسلامية أخرى .. حتى لو سلمنا بعشر معشار ذلك ـ ولن نسلم به حتى تتوقف حركة قوارب الموت أو تخف وطأتها علينا أو قبل أن يأمن التونسي ـ خاصة صاحب المشروع ـ على نفسه وماله من أيدي عائلات القصر ـ حتى لو سلمنا بعشر معشار ذلك فكيف يكون ذلك مبررا لقتل قيم الكرامة والحرية في التونسيين .. أنى يكون ذلك مسوغا كافيا لوأد الألسنة وقطع الأقلام وبث الرعب في كل مكان.. إنها المقاييس المقلوبة رأسا على عقب.. على البرلمان الأروبي أن ينقذ نفسه. أجل. عليه أن ينقذ القيم التي بنى عليها أجداده وأباؤه أروبا من أن تدوسها عصا البوليس التونسي. يدوس الحكم التونسي تلك القيم عندما تحابيه أروبا على حساب القيم التي إشتراط الإلتزام بها في مقابل الإنتماء إلى النادي الأروبي الإقتصادي .. فهل وفت أروبا بما وعدت أم قايضت قيمها ( وهي قيم ـ في الحقيقة ـ عالمية إنسانية لم تكن أروبا هي السباقة بها ولكن سبقت بها ) بشراكة إقتصادية مع تونس.. على البرلمان الأوربي أن ينقذ القيم التي بنيت عليها أروبا .. أما التأخر عن ذلك سيما بعد ما ظهر له جليا أن الوضع التونسي معافى من التطرف والإرهاب ( إلا التطرف الحكومي والإرهب الحكومي ).. أما التأخر عن ذلك فهو إدانة لأروبا ذاتها.. لقد صمت البرلمان الأروبي عقدين كاملين تقريبا ـ بالرغم من بعض اللفتات الحقوقية منه في مرات قليلة ـ على إنتهاك شريكه الإقتصادي للقيم الإنسانية العليا من مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة والخاصة .. صمت عن ذلك يوم كان الإسلاميون يسامون الخسف في السجون وتطحنهم عجلة الموت البطيء حتى قضى منهم من قضى .. فهل يصمت البرلمان الأروبي نفسه اليوم بعدما جاء الدور على مثقفين مستقلين وغير مستقلين تونسيين ليس لهم من جريرة سوى الكتابة بالقلم والتعبير باللسان أو الإنتماء إلى أحزاب مرخص فيها .. نأمل ألا يصمت كما صمت في السابق.. صمته في العقدين المنصرمين لم يكن مبررا فإن صمت هذه المرة كذلك فلا يعني ذلك سوى أن برلمان أوربا بدأ يحفر قبرها بأسنانه .. أروبا ليست في المحصلة سوى منظومة قيمة فإن أنقذها برلمانها بإعادة الإعتبار لتلك المنظومة فقد أنقذ نفسه وأنقذها وإن تجاهل ذلك في وجه شريك إقتصادي وفي مثل تونس ـ حتى والسجون تأكل الرجال والنساء منذ عقدين كاملين في تونس ـ إن تجاهل ذلك فلك أن تبكي أسفا على أروبا التي ثارت ذات يوم ضد صلف الكنيسة وكبر الأباطرة وهي اليوم تسند الصلف التونسي بالصمت المريب والكبر الحكومي التونسي بالتجاهل الأعجب.. آن لعالمانية أوربا أن تدافع عن قيمها .. إنما العالمانية قيم هي قيم الحرية والديمقراطية والحريات خاصة وعامة.. فإن رعت العالمانية ذاتها بذلك فقد أنقذت نفسها وإن إنخرطت في جحافل دبابات تدك كرامة الإنسان في السجن وخارج السجن .. فقد تودع منها ومن تودع منه فقد مات وليس الموت كفا عن الأكل والشرب والعربدة ولكن الموت موت القيم .. فهل ينصف البرلمان الأروبي شعب تونس .. هل ينقذ البرلمان الأروبي نفسه من صمت مخجل دام عقدين كاملين تقريبا.. هل ينقذ البرلمان الأوربي قيم العالمانية الأوربية أم يبيعها رخيصة بخسة في سوق النخاسة الحكومية التونسية مقابل دريهمت معدودات لشراكة تونسية إقتصادية.. غدا .. يأتيك الجواب.. (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 19 جانفي 2010)
التحول الديموقراطي هل هو ممكن دون عامل خارجي؟
هذه الورقة في الأصل تعقيب على الأوراق المقدمة في اللقاء السنوي الخامس عشر بجامعة أكسفورد بريطانيا، 27 أوت 2005 حول : » تعزيز المساعي الديموقراطيـة »
إعداد : عدنان الحسناوى التمهيد نلاحظ أن التعامل مع « العامل الخارجي » فيه ما هو مشروع , و فيه ما هو جريمة من وجهة نظر قانونية.و أن التجريم يتعلق بأعمال الجاسوسية و هي أعمال القصد منها تقديم معلومات أمنية سرية إلى دولة أجنبية بمقابل مالي. وماعدا الجاسوسية و التعامل من اجل القيام بأعمال إرهابية و القيام بالتحريض على الكراهية أو العنصرية أو التعصب على أساس الدين، فان التعامل مع الأجنبي مشروع. و نلاحظ أن بعض الحكومات تقوم بتجريم التعامل مع الأجنبي وذلك بقصد إضعاف المعارضة . إن القراءة التحليلية تكشف لنا أن الإشكاليات القائمة هي مرتبطة بالممارسة السياسية. العالم العربي و الإسلامي في مرحلة انتقالية و نتيجة لانهيار الأنظمة التي شكلت في ما مضى الكتلة الشيوعية. في هذه المرحلة و- إن كانت القوى الدولية تعمل من اجل الوصول إلى إلغاء استخدام العنف لتحقيق المكاسب السياسية , فإن الحرب تكون وسيلة لردع الحكومات التي تدفع بالمجموعات شبه العسكرية للقيام بالأعمال التخريبية و من هذه الحكومات المصنفة كدول داعمة للإرهاب العديد من الدول العربية و الإسلامية و كما هو معلوم فإنه و بعد هزيمة 1967 عمدت الدول » الثورية » إلى استخدام المجموعات الإرهابية للقيا م بحرب العصابات و قامت بالدعم اللوجستي و السياسي و الإعلامي لها و ذلك لضمان إدارة الصراع دون تورط مباشر للجيش في الحرب، مع العمل على امتلاك السلاح غير التقليدي- . و الغريب أننا نشاهد في تاريخ الحركات الوطنية كيف أن من لم يتعامل مع الأجنبي و يقاوم الاحتلال يجد نفسه في صفوف أعداء النظام الجديد الذي » حرر » البلاد و هم الذين قاموا بالتعامل و الحوار مع الإجنبي . و عليه فإن المحدد لما هو ايجابي و ما هو سلبي ليس الفعل في ذاته بل دوره و مدى تحققه في الواقع. و لأن التصنيف القيمي القائم على الأخلاق و القانون لا يكشف لنا غير جزء بسيط من المسألة. و لأنها تتعلق بالتاريخ فإنها تحتكم للمنطق الخاص بحركة التاريخ أي حركة ميزان القوى. ونلاحظ أن هناك حكومات قامت و تعمل بكل جد على التعامل مع العامل الخارجي في كل المجالات الأمنية و السياسية و الاقتصادية و التربوية، و تروج – حين تقو م المعارضة بالضغط عليها مع المنظمات الدولية للالتزام بما صادقت عليه و التزمت بالعمل على نفاذه في الدولة التي تقو م بإدارة شؤونها السياسية وفقا لنتائج صناديق الاقتراع – لمقولة استقلال القرار الوطني، وأن التدخل في الشؤون الداخلية هو الاستعمار الجد يد، و تلجأ لهذا لتبرير إنتهاكها لحقوق الإنسان و ذلك في نفس الوقت الذي تروج فيه لدى المجموعة الدولية أنها تسعى فقط لسحب البساط من تحت التيارات المتطرفة و الحركات الإرهابية. العامل الخارجي هو جزء من تفاعل الحضارات وآلية لدفع حركة التاريخ. و الفرضية الأساسية لهذا التعقيب هو أنه لم يسجل في التاريخ المكتوب منذ الهجرة. في هذا الجزء من العالم أي تحقق لأي مشروع دون تأثير خارجي و أنه لا تحقق في المستقبل للتحول الديمقراطي دون دور أساسي للقوى الدولية الحرة. وأطلب من خلال هذا الملتقى من الحكومات في العالم العربي و الإسلامي العمل على إرساء الشروط القانونية و المالية لضمان حرية الإعلام و الترويج للديمقراطية و حقوق الإنسان الكونية وذلك قصد تكريس ثقافة سياسية عقلانية و بهذا يتحول الرأي العام العاطفي والجاهل لأبسط الحقائق إلى سند للتحديث في هذا الجزء من العالم. المدخل التاريخي 1. في العهد القديم أ) الحركة المحمدية والتراث الديني (اليهوديّة والمسيحيّة)[1] *في الشريعة الإسلاميّة: جاء في كتب الأحاديث أنه حدّثنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أنّه قال جاءت اليهود إلى رسول الله فذكروا له أنّ رجلا منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله ما تجدون في التوراة في شأن الرجم فقالوا نفضحهم ويجلدون فقال عبد الله بن سلام كذبتم إن فيها آية الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم ثم قرأ ما قبلها وما بعدها فقال له عبد الله بن سلام أرفع يدك فرفع يده فإذا فيها آية الرجم فقالوا صدق يا محمد فيها آية الرجم فأمر بهما رسول الله فرجما فقال عبد الله بن عمر فرأيت الرجل يحنى على المرأة يقيها الحجارة، قال مالك يعنى يحنى يكبّ عليها حتى تقع الحجارة عليه[2]. لكل واحد قراءته لهذا الحديث، لكن ملاحظتي هي أنّ الرسول في هذه القضية طبّق ما جاء في التوراة، وبعده، وإن نسخت آية الرجم في القرآن إلاّ أنّ المسلمين قاموا بتطبيق هذا الحكم بعده. *في العبادات : أمّا في العبادات فالحجّ الركن الخامس من أركان الإسلام هو تكريم للنبي إبراهيم وهذا ما هو مشترك مع اليهوديّة والمسيحيّة *في تاريخ الإسلام كانت الهجرة ودور الأنصار في فتح مكّة هو الدليل عن دور العامل الخارجي في تحقّق الحركة المحمديّة في التاريخ. ب- تأثير الحضارات خاصة اليونانيّة والفارسيّة في الإنتاج الثقافي والعلمي للعصر الذهبي للحضارة الإسلامية. أتيح لعلماء العرب[3] الإطلاع تقريبا على التراث العلمي والفلسفي اليوناني وكانت حركة الترجمة الكبرى في القرنين الثاني والثالث الأثر في وصول الأعمال العظيمة التي أنتجتها الحضارة اليونانية[4]. وقد نجح علماء مدرسة مراغة إلى وضع النماذج الفلكية غير البطلمية التي كررها كوبيرنكس.[5]. ج-أوروبا تتعلم على علماء من المسلمين في القرون الوسطى إن العلم العربي أسهم بأكبر نصيب من الرأسمال الفكري الذي أدى إلى ظهور العلم الحديث في الغرب في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، وما بعدهما[6]. لكن السؤال المطروح اليوم لماذا عجز العرب عن إنجاب العلم الحديث والعقلانيّة ولماذا تراجع العلم بعد القرن الثالث عشر وإن تراجعت الحياة الفكريّة بعد العصر الذهبي. العوائق: فقد جاء في مقدمة ابن خلدون : « الفرس فكان شأن هذه العلوم العقلية عندهم عظيما ونطاقها متّسعا لما كانت عليه دولهم من الضخامة واتصال الملك (…) إلا أن المسلمين لمّا افتتحوا بلاد فارس وأصابوا من كبتهم وعلومهم ما لا يأخذه الحصر كتب سعد بن أبي وقّاص إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في شأنها و نقلها للمسلمين فكتب إليه عمر أن اطرحها في الماء فإن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منه وإن يكن ضلالا فقد كفاناها الله فطرحوها في الماء أو في النار و ذهبت علوم الفرس فيها عن أن تصل إلينا[7]. كان التزهّد في الدنيا والتقليد الساذج للرسول والاعتماد على الغنائم والانغلاق الناتج عن خيار الخلفاء، قد ولّد الظروف للصراع المدمّر داخل المسلمين أنفسهم لأن الرسول قد مات وعلى القيادة من بعده من البشر العمل على تحقيق الازدهار. في هذا الزمن أغفل المسلمون الذين تعاملوا بالذهب والفضّة وزنا ختم العملة بالنقوش كما هو الشأن عند العجم والفرس والحضارات السابقة فكان هذا الأمر السبب في ارتفاع ارتكاب جريمة الغشّ في الدنانير والدراهم[8]. كانت الفتنة الكبرى[9] لحظة ميلاد الملك والتحوّل من العقيدة إلى السياسة لكن الانغلاق ولّد نموذجين من نماذج الاغتراب الفكري والاستلاب الحضاري ووجد المسلمون أنفسهم إلى اليوم أمام ضرورة الاختيار : بين التقوقع في عقائد محنطة، وإمّا العمل على تجديد الاستبداد من أجل الحقّ في الحياة بالولاء للملك القائم على العصبيّة الدينيّة. ولأن الفقهاء والخلفاء / الملوك و بقوّة السيف قاموا باغتيال العقل، فكان موت الإنسان وفساد الدين والدنيا، و لهذا كانت الأناسة في أقصى تجلياتها مع الرازي لا تخرج عن اللاهوت. فالشريعة الإسلامية التي قام الشافعي بإرساء قواعدها وتنظيمها و التي تقر بالاجتهاد الذي هو بذل جهد بشري لسنّ مادة قانونيّة من أجل تنظيم وضع جديد خلقه الإنسان بالقياس و لقد كان تجميد الإجتهاد قد أدى إلى التخلّص من العقل باعتباره مصدرا من مصادر الشريعة[10]. وما قام به ناصر أهل السنّة وقامع المعتزلة الخليفة العباسي المتوكل والذي أمر الناس بتقليد أحد المذاهب السنية الأربعة[11] كما أمر المحدثين أن يحدثوا بأحاديث الصفات[12] يكشف أن السيف كان الوسيلة في تحقق الفكرة وتوسعها. ظلّ حملة العلم ومعظمهم من العجم كأقليّة من السكان أحرار لا يخشون الأثر السلبي للعلوم العقلية والفلسفية الأجنبيّة على الفقه والملك. لكن على مدى قرون قلّت نسبتهم فتراجعت الحضارة وتقلّص الإبداع العلمي و الفلسفي والثقافي. كانت مدافع نابليون[13] المنبه الذي أيقض هذا الرجل المريض من نومه ولأنه عجوز لم يبقى له غير الغرور، فلا بالتساؤل شخّص الداء[14] ولا بالتحرّك قام بتناول الدواء. تحالف مع ألمانيا فكانت نهايته لأنه اختار الموت والفناء. 2. العقيد Lawrence والثورة العربية رفضت بريطانيا مساعدة الشريف حسين ضد تركيا قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى لكن عندما دخلت تركيا الحرب مع ألمانيا عملت بريطانيا على التحالف مع العرب وذلك من أجل تفكيك الوحدة بين تركيا وألمانيا من خلال فتح جبهة بين تركيا والعرب وجبهة ثانية بين تركيا وروسيا لتخفيف الضغط على الجبهة الفرنسية. فكان تبادل الرسائل بين هنري ماكماهون والشريف حسين[20] وقام المندوب السامي لبريطانيا بمصر بتقديم المال والسلاح وقام على الميدان كل من فيصل و [21]Lawrence بنشر الراية للثورة التي أعلنت في مكة في 10 جوان 1916 وفي توسيع نطاقها وأسدت هذه الثورة أعظم خدمة للحلفاء. فقد قال الماريشال الألماني ليمان ساندرس L.Sandors في مذكراته لقد أدت الثورة خدمات عظيمة للجيش البريطاني. وقال مدير المخابرات التركية لولا وجود جيش عربي وقف موقف العداء من الترك في جزيرة العرب وفي ساحة طولها ألف كيلو لما تمّ للجيش البريطاني إحراز ما أحرز بمثل تلك السرعة العظيمة وبدون كبير عناء. وعلق ليدل هارت : « في الأسابيع الحرجة حين كان اللبنى يعد ضربته كان نصف القوات التركية تقريبا محصورا في جنوب دمشق على يد القوات العربية » 3. حركات التحرر الوطني وألمانيا النازية جاء في الأمر اليومي رقم 30 الصادر عن مقر هتلر في 25/05/1941 « تعتبر الحركة التحرريّة في الشرق الأوسط حليفنا الطبيعي في نضالنا ضد بريطانيا وفي هذا المجال تكتسب الثورة في العراق أهمية خاصة وستتجاوز الشرق الأوسط وستقطع المواصلات البريطانيّة وستحول السفن البريطانيّة عن مناطق الحرب الأخرى[15]. وتكفي الإشارة إلى: *أنّ السادات ذكر في مذكراته أنّه عمل بانسجام تام مع القيادة الألمانية في ليبيا[16]. *أنّ حركة مصر الفتاة كانت واقعة تحت تأثير النازيّة والفاشيّة وأن الدكتور مصطفى الوكيل نائب رئيس جمعية مصر الفتاة انضم إلى ثورة رشيد عالي الكيلاني وبعد فشل الثورة هرب مع الحاج أمين الحسيني مفتى فلسطين وفوزي القاوقجي إلى برلين[17] ومات في إحدى الغارات التي قام بها الحلفاء على برلين. وحين قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني توجّه عزيز المصري[18] بطائرة حربية مصريّة إلى العراق مع الضابطان حسين ذو الفقار صبري وعبد المنعم عبد الرؤوف[19] أحمد أعضاء اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار وعضو مجلس قيادة الثورة وأحد مؤسسي الجهاز السري لحركة الإخوان بمصر. ونلاحظ غياب البحوث والدراسات الجامعية والأكاديمية لهذا الموضوع الذي يكشف لنا الأسس التي تقوم عليها الإيديولوجيات العربية المعاصرة. 4. الدول الوطنية والأمم المتحدة:
عندما كانت قوات الثورة العربية تقاتل الترك والألمان إلى جانب الحلفاء صدر البيان الفرنسي البريطاني الذي جاء فيه « يتعهد الحلفاء بتحرير الشعوب المظلومة التي طالما رزحت تحت أعباء استعباد الترك تحريرا تاما نهائيا وتأسيس حكومات وإدارات وطنية تستمّد سلطتها من رغبة السكان الوطنيين أنفسهم ومحض اختيارهم[22]. واجتمع ممثلو الدول الكبرى: فرنسا وبريطانيا وايطاليا والولايات المتحدّة في مؤتمر فرساي[23] بعد سماع الوفدين العربي برئاسة الأمير فيصل والصهيوني برئاسة حاييم وايزمن لتقرير مصير البلدان العربية في جلسة سرية وكان موقف كلمنصو هو تطبيق اتفاق سايكس بيكو وقدّم لويد جورج وجهة النظر البريطانية في النقاش تدخل ولسون Wilson الذي أعلن أن أمريكا ترفض كل اتّفاق سرّي كما ترفض اتفاق سايكس بيكو[24] وأضاف أن الولايات المتحدة ليست مستعدة أن تعير أي اهتمام لمطلب بريطانيا وفرنسا في بلاد لا ترضى بحكمهما وفي 7 نوفمبر 1918 كان ولسون هو الذي دعى إلى تأكيد حسن نية الحلفاء وحرصهم على ضمان مبدأ حرية السكان في تقرير مصيرهم[25]. وقد قامت الجمعية العامة لعصبة الأمم في آخر اجتماع لها في 18 أفريل 1946 بإقرار إنهاء الانتداب بالنسبة لشعوب شرق الأردن والعراق وسوريا ولبنان والاعتراف باستقلالهما وجاء قرار الجمعيّة العامة للعصبة مذكرا بدور العصبة في معاونة العراق على الانتقال من وضعه كإقليم خاضع لانتداب إلى مرتبة الاستقلال الكامل ومرحبا بانتهاء الانتداب على سوريا ولبنان وشرق الأردن[26]. وبعد قيام الأمم المتحدّة ودعوة الولايات المتحدة التي شددت على تطبيق مبادئ روزفلت وميثاق الأطلسي في القضاء على التوسع الاستعماري وحقّ الشعوب في تقرير المصير أصدرت الأمم المتّحدة في عام 1960 قرار بتصفية الاستعمار وشكلت لجنة من 17 دولة لتنفيذ هذا القرار. أ-العراق : كان العراق أوّل بلد عربي يحصل على الاستقلال ويدخل في عصبة الأمم في 3 أكتوبر سنة 1932 بطلب من بريطانيا[27]. وكان أيضا أول بلد عربي عاش مع بكر صدقي أول انقلاب عسكري في 29/10/1936. ب-المملكة العربيّة السعوديّة : كانت شبه جزيرة العرب عند اندلاع الحرب العالميّة الأولى مجزأة إلى دويلات عديدة الحجاز وعاصمتها مكّة تخضع لحكم الشريف حسين من البيت الهاشمي أما نجد فكانت موزّعة بين إمارة شمّر وعاصمتها حايل تحت حكم آل الرشيد، وبين الوهابيين وعاصمتهم الرياض وكان تاريخ آل الرشيد حافلا بالمنازعات العائلية، وقد توفّق محمد بن عبد الله ابن الرشيد (1872-1897) بمساعدة الأتراك على القضاء على سلطة آل سعود وهم الأعرق في الرياض. وفي عام 1902 استطاع عبد العزيز آل سعود بعد عودته من منفاه عند الشيخ مبارك في الكويت أن يسترد الرياض[28]. وكان عبد العزيز قد وفق ببعث الروح الوهابية القديمة وتأسيس جماعة الإخوان وهم مقاتلون من بدوى الصحراء سنة 1910 إلى تحويل الصراع العائلي على السلطة إلى جهاد ديني[29]. وفي سنة 1913 استفاد من ضعف الخلافة العثمانية فاستولى بدعم من حكومة الهند البريطانية على مقاطعة الإحساء المحاذية لممتلكاته. وبعد أن رفض الشريف الحسين التوقيع على معاهدة صلح فرساي ورفض الموافقة على الانتدابات, مع ما كان له من توتر في علاقاته بفرنسا وإيطاليا أدرك آل سعود أن الوقت مناسب فكانت الحرب الوهابية الهاشمية[30] إثرها كان سقوط مكة في أوائل أكتوبر 1924 وتنازل الحسين عن الملك. ويذكر أن الأمير عبد الله طلب من المندوب السامي إرسال قوات حكومة شرق الأردن إلى الحجاز للإشراك في قتال الوهابيين وصدهم عن الأراضي المقدسة إلا أن المندوب رفض طلب الأمير وسعت بريطانيا إلى التفاوض بشأن الحدود مع العراق والأردن وكانت اتفاقية الحيرة بتاريخ 1 نوفمبر 1925 الخاصة بالحدود مع العراق ولاتفاقية حداء في 2 نوفمبر1925 الخاصة بالحدود مع الأردن و في 1932 أسس الملك عبد العزيز المملكة العربية السعودية . ج-مصر : مصر هي نقطة هامة في طريق المواصلات البرية والبحرية بين أوروبا وجنوب آسيا وكانت بريطانيا تعارض انفصال مصر على الخلافة العثمانية[31]. لكن عندما دخلت تركيا الحرب إلى جانب ألمانيا ضد الحلفاء أعلنت الحماية البريطانية على مصر وفصلت عن تركيا بإلغاء السيادة التركية وعزل الخديوي عباس حلمي الذي كان موجودا في تركيا والذي عين بفرمان سلطاني منذ عام 1892 وعينت مكانه حسين كامل (1919-1917)[32]. وبعد ثورة 1919 صدر تصريح 28 فيفري 1922 الذي ألغى الحماية واعترف باستقلال مصر دون السودان[33]. وبعد إصدار دستور عام 1923 وتشكيل أول وزارة دستورية هي وزارة سعد زغلول في عام 1924 بعد أن فاز حزب الوفد في الانتخابات[34]. كان الاتفاق المصري البريطاني في معاهدة 1936 ينص على أن إدارة الأمن هي مسؤولية تقع على عاتق الحكومة المصرية وحدها وأكد أن مصر مستقلة ذات سيادة و أصبح المندوب السامي البريطاني في مصر سفيرا وفي هذه المعاهدة ظلت السودان خاضعة لاتفاقية الحكم الثنائي وكما ظلت القوات البريطانية متواجدة بقناة السويس وفي 19 أكتوبر 1954 عقدت معاهدة بين مصر وبريطانيا نصت على جلاء القوات البريطانية[35]. د-تونس:
في الحرب العالمية الثانية أعطى الحبيب بورقيبة أوامره للحزب في رسالة بعث بها من السجن إلى الدكتور حبيب ثامر و مفادها أن تأييدنا للحلفاء يلزم أن يكون بلا قيد أو شرط [36]وقد توصل مع فرنسا إلى اتفاقيات الحكم الذاتي وفي 20 مارس 1956 وقع الاتفاق الفرنسي التونسي ونصت الاتفاقية على اعتراف فرنسا بالاستقلال التام وأيضا أنه في إطار احترام سيادة الدولتين يقوم تعاون في السياسة الخارجية و الدفاع.[37] لقد أقام الزعيم بورقيبة بناء الدولة على نظام جمهوري يقوم على رئاسة مدى الحياة[38] و أحادية حزبية أيديولوجيا تحديثية[39] و بعد فشل التجربة الاشتراكية عملت الحكومات المتعاقبة على صياغة مقاربة تنفيذية لمبادئ الاقتصاد الحر. و كان عملهم يهدف تحقيق النمو الاقتصادي دون إحداث إصلاح سياسي يضمن التداول على المناصب السياسية العامة والتشريك السياسي و كانت نتائج الضغوط الدولية من أجل القيا م بالإصلاحات السياسية هو قيام حكومة محمد المزالي التي لا تعترف قانونيا بحركة الاتجاه الإسلامي وفقا لمبادئ الأمم المتحد ة التي تكافح التعصب على أساس الدين بفتح المجال الإعلامي لكي تروج هذه الحركة لخطابها التعبوي تحت غطا ء الخصوصية[40] التونسية فكا ن ما كان. و بعد السابع من نوفمبر كانت مقاربة الرئيس بن على هي تحقيق النمو الاقتصادي[41] و كانت الإستراتيجية للتقدم في الإصلاح السياسي كما كتب .د.الصادق شعبان للوصول إلى التعددية تقو م على د عم المعارضة اليسارية و القومية « التونسية » ؟ بعد ترويضها ؟؟؟ [42] اليوم تونس قطعت شوطا هاما في مجال النمو الاقتصادي[43] ووصلت إلى صناعة أكثر منافسة وأكثر اندماجا في السوق الدولية[44] لكن هنا ك تعثر في الإصلاح السياسي وتكريس الحريات على الأقل بالمستوى المطلوب[45]. و أنه للوصول إلى الإصلاح السياسي يجب على الحكومة و الأحزاب، وبضمان من القوى الدولية التي كانت وراء نجا ح الإصلاح الاقتصادي[46] العمل على: 1) الترويج للديمقراطية وحقوق الإنسان الكونية و مكافحة الدعاية للكراهية 2) إرساء قواعد الحكم الر شيد و هو كما عر فته المؤسسات النقدية الدولية ممارسة السلطة بشكل يحترم حقوق وكرامة وحاجيا ت الجميع في الدولة و هد فه تعبئة أفضل القدرات والمزايا من أجل إدارة أكثر رشد ا و تر شيدا لشؤون المجتمع والحكم. 3) المساواة أمام القانون و تطبيق على الجميع بما في ذلك على شخص رئيس الجمهورية 4) المساءلة وطنيا و دوليا. 5) الشفافية في العملية الانتخابية . و أنه على المعارضة عد م الوقوع في الفخ الذي نصب لها من أعداء الديمقراطية الذين لم يبقى لهم غير الإعلام كوسيلة لتهميش و تعطيل الإصلاح السياسي. وعليها في هذا الصد د الضغط على الحكومة من أجل القيا م بتطبيق القانون ضد من يروج للكراهية في الصحف اليومية[47] التي لا تقو م بأي نقد لسياسة الحكومة. وأنه على المعارضة أن لا تعارض على أسا س أيديولوجي فتكون بذلك قد قدمت للحكومة التعلات التي تقو م بالترويج لها لتبرير بطء عملية الإصلاح السياسي لدى الأطراف الدولية .التي تتدخل وفقا لمبادئ الشراكة والتعاون التي صادقت عليها و أيضا وفقا للمبادئ التي جاءت بها الاتفاقيات الصادرة عن الأمم المتحد ة التي انضمت لها تونس والتي لها نفاذ القانون الوطني بمقتضى الدستور و على رئيس الجمهورية ضما ن ذلك. ه-الجزائر : كان الجنرال ديغول اقترح في جوان 1960 كحل وسيط بين جزائر مسلمة تقتضي القطيعة التامة مع فرنسا وجزائر فرنسية جزائر جزائرية أي حكم الجزائريين بالجزائريين معتمد على مساعدة فرنسا وبإتحاد وثيق معها في الاقتصاد والتعليم والدفاع والعلاقات الخارجية. وفي 8 جانفي 1961 قام باستفتاء ليحصل من الشعب الفرنسي على حق وضع نهاية للقضية الجزائرية وحصل على 75./. من نعم في فرنسا و 65./. من نعم في الجزائر فقام جنرالات في الجزائر بانقلاب ليلة 21 أفريل 1961. وبعد إخفاق ثورة الجنرالات قام بمفاوضات جديدة بين فرنسا وجبهة التحرير الوطني. في 18 ماي 1961 كان الرأي العام الفرنسي معاديا لمنظمة الجيش السري ومع منح الاستقلال للجزائر وفي الاستفتاء الشعبي يوم 8 أفريل 1962. قالت الأكثرية نعم بـ: 90./. لصالح استقلال الجزائر وكانت نهاية حرب الجزائر والاستعمار الفرنسي الذي دام 132 عاما. 5. اليسار العربي والاتحاد السوفياتي : منذ فشل السيد لوكهارت القنصل العام لبريطانيا بموسكو في القيام بالثورة المضادة في روسيا[48]. وبعد تعهد لينين بنشر الشيوعية في العالم[49] اعتمد الاتحاد السوفياتي على البوليس السياسي للتسلط على الشعب الروسي وعلى المخابرات والجيش الأحمر في التوسع. كما عمل على الترويج للايدولوجيا[50] الماركسية اللينينية والستالينية وعلى تكوين ودعم الأحزاب الشيوعية والحركات الثورية[51] الاتحاد السوفياتي يتحرك وفقا لمصالحه في التوسع. فقد كانت الغاية من أمر لينين إلى تروتسكي بنشر الوثائق السرية التي وجدها البلاشفة في أرشيف الحكومة القيصرية هو إثارة الكراهية ضد بريطانيا وفرنسا عند العرب[52]. وقام باضطهاد الشيوعيين المصريين[53] الذين التحقوا بجامعة ستالين لكادحي الشرق في أواخر العشرينات الذين طلبوا بتعريب الماركسية ودخلوا في صراع مع يهود سوفيات موالين للصهيونية عندما كان الاتحاد السوفياتي يتصور أن مشروع دولة إسرائيل الطريق للدخول إلى الشرق الأوسط ولهذا كانت الكتلة الشيوعية أول من اعترف بقرار التقسيم داخل الأمم المتحدة وجاء في كلمة ممثل الاتحاد السوفياتي أن اسرائيل هي دولة تقدمية في مجموعة من دول إقطاعية. في الستينيات وبعد ما حصل في بكين وبراغ عمل الاتحاد السوفياتي من أجل التواجد في الشرق الأوسط. وكان يعمل على لإقامة علاقات مع الحكومات أكثر من الأحزاب الشيوعية التي ليست لها تأثير. فخلق الأيديولوجيون السوفيات مفاهيم الطريق الرأسمالي[54] وكانت المساعدات الاقتصادية[55] ونفخ في رماد الصراع العربي الإسرائيلي[56] العناصر الأساسية التي قامت عليها النجاحات للدبلوماسية وعمليات KGB. وتكفي الإشارة إلى أن سامي شرف مدير مكتب استعلامات الرئيس عبد الناصر ورئيس مصالح المخابرات المصرية كان يعمل لصالح KGB والذي كشف هذا السر هو الدبلوماسي السوفياتي الذي وظفته KGB ويعمل لصالح CIA فلاديمبر نيقولا يفيتش ساخاروف[57]. وفي هذا الإطار طلب الاتحاد السوفياتي من الأحزاب الشيوعية في الدول الثورية حل نفسها والانخراط في الحزب الحاكم. »الصديق » ولهذا تخلى على الشيوعيين في مصر والعراق وسوريا الذين كان مصيرهم القتل والسجن في صراع داخلي على السلطة[58]. لكن وبعد موت عبد الناصر وقيام السادات بالثورة المضادة اعتبر KGB قادة الحزب السوداني القادة الأشد إخلاصا وتفانيا من أجل القضية الشيوعية في الشرق الأوسط وعمل على دعم وصول الشيوعيين إلى السلطة في السودان. وبعد محاولة الانقلاب التي قام بها ضباط في الجيش السوداني بدعم من الشيوعيين في 1971 التي قمعت بعنف وأعدم كل من السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني عبد المحجوب وأحمد الشيخ الحاصل على جائزة لينين وآخرين من النميري الذي تلقى الدعم والمساعدة من السادات والعقيد القذافي[59]. اكتفى الروس بدعم الحكومات الرسمية في العراق وسوريا وبدرجة أقل ليبيا والجزائر ثم إيران بعد الثورة الإسلامية. 6. القومية العربية والاتحاد السوفياتي أ) الناصرية الملك فاروق الذي منح لقب الباشا لعبد الرحمان عزام أول أمين عام لجامعة الدول العربية (1945-1952) الذي هو جد الإرهابي أيمن الظواهري[60]. ودفع بالجيش المصري إلى حرب على دولة لها الشرعية القانونية بموجب قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة[61]. لم يعد يحظى بالدعم من القوى الدولية خاصة بعدما أقدمت حكومة الوفد في إطار الرد على الضغوطات من أجل الانضمام لقيادة البحر الأبيض المتوسط بإعلان إلغاء معاهدة 1932 الأنجلو مصرية والتي تقضي بقبول مصر وجود القواعد البريطانية بمنطقة السويس والحكم المشترك للسودان[62] وتورط الجيش والشرطة بقيادة عزيز المصري في العصيان الجماهيري ضد المنشآت والجيش البريطاني في القنال وكان الإخوان والشيوعيين هما القوى السياسية المحركة للجماهير الغاضبة في الميدان[63]. عبد الناصر الذي حصر في عراق المنشية مع لواء الفلوجة التابع لجيش الإنقاذ تحت قيادة القواقجي في حرب 1948[64] اقتنع أن النصر يكون بإزاحة النظام الملكي لهذا كان عبد الناصر في ما بين عام 1951-1952 يشك في جدوى التصارع مع البريطانيين وركز إهتمامه على المسائل الداخلية والعمل على الإطاحة بالملك فاروق و لذلك اقتصر دور الضباط الأحرار على تدريب وتزويد المتطوعين بالسلاح والذخيرة[65] وكان عبد القادر عودة، هو: ظابط الإتصال بين الإخوان وعبد الناصر والضباط الأحرار[66]. وفوجئت الدوائر الحاكمة بتصاعد المد الجماهيري فقررت كبح جماح الجماهير، فأقيلت وزارة الوفد لكن الاستقرار لم يتحقق وأصبح النظام الملكي يحتضر[67]. كان اهتمام المخابرات الأمريكية بالضباط يعود إلى نجاحهم في إزاحة مرشح الملك من رئاسة نادي الضباط التي فاز بها اللواء محمد نجيب[68]. وقام الضباط بالاتصال بالأمريكيين على يد علي صبري قائد الأسراب بسلاح الطيران، وفي 19 جويلية ألمح الضباط إلى زملائهم الأمريكيين بعزمهم على الإطاحة بالملك فاروق وقد دهشوا لرد الفعل المشجع من جانب الأمريكيين وفي صباح يوم 23 جويلية أبلغ على صبري نائب الملحق العسكري بالسفارة الأمريكية نبأ الانقلاب وبلغه باسم الحكام الجدد تأكيد بضمان أرواح وممتلكات الأجانب بمصر[69]. وفي صيف 1954 بدأت المحادثات الانجليزية المصرية للاتفاق حول جلاء القوات البريطانية عن قواعدها في منطقة قناة السويس ووقع ناصر معاهدة جاء في فقرة الثالثة أنه في حالة وقوع هجوم مسلح من دولة من الخارج على أي بلد يكون طرفا في معاهدة الدفاع المشترك بين دول الجامعة العربية أو تركيا تقدم مصر لبريطانيا من التسهيلات ما قد يكون لازما لتهيئة القاعدة للحرب وإدارتها[70]. وبعد أن شن الإخوان والشيوعيون والوفد حلمة شرسة ضد المعاهدة وفي 26 أكتوبر وبينما كان عبد الناصر يخطب في الإسكندرية أطلق عليه محمود عبد اللطيف من الإخوان ثماني رصاصات أخطأت الهدف فقبض على الجاني وانتهز ناصر تلك الفرصة لمحاسبة الإخوان فحل الجماعة واعتقل قادتها الذين عذبوا وقدموا إلى محاكمات سياسية[71] وأيضا عمل على إزاحة أول رئيس للجمهورية المصرية محمد نجيب[72]. في 1955 صدم الغرب حين أعلن عبد الناصر نيته شراء كميات كبيرة من السلاح السوفياتي[73] بواسطة تشيكوسلوفاكيا. وفي عام 1956 أمم قناة السويس[74]. وعام 1958 وبعد زيارته للاتحاد السوفياتي لمدة 3 أسابيع رجع وصرح أن الاتحاد السوفياتي بلد صديق دون قصد سيء[75]. وتلقت مصر لوحدها من (1954/1971) 43./. من مجمل مساعدة الاتحاد السوفياتي للعالم الثالث[76]. وكان السوفيات يتصورون أن النصر سيكون لمصر في الحرب مع إسرائيل بمساندة سوريا والأردن بفضل التجهيزات الروسية والتدريب الذي أشرف عليه الخبراء السوفيات[77] ويكون أيضا نهاية النظامين المواليين للغرب في السعودية والأردن. وبالتالي تفوق الإتحاد السوفياتي في صراع النفوذ مع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ب-البعث : في شهر أوت 1970 كان صدام حسين على رأس وفد عراقي هام يزور الاتحاد السوفياتي وفتحت هذه الزيارة السبيل للقيام بمفاوضات عسكرية في ديسمبر 1971 ومع زيارة الماريشال غريشكو لبغداد وقع اتفاق حول المساعدة العسكرية للعراق وفي فيفري 1972 استقبل صدام حسين في موسكو مثل الأبطال وتحدث البيان الختامي للزيارة عن حلف استراتيجي[78]. كان برنامج تطوير القدرة القتالية للقوات المسلحة العراقية بالنسبة للعراقيين يهدف الاستعداد لمواجهة عدوين : الحركة الكردية وإن تعهدت موسكو بالعمل على التقارب الكردي العراقي والثاني إيران فالشاه بتحريك قواته في اتجاه الإمارات كشف هدفه ومطامعه في الخليج. أما بالنسبة للاتحاد السوفياتي فكان يهدف المحافظة على تواجده في المنطقة وفي بداية الثمانينات بدأ النفوذ السوفياتي في الشرق الأوسط في أدنى مستوى عرفه منذ عام 1955 ولم يحافظ إلا على مواقعه في سوريا وليبيا. فكان توقيع معاهدة الصداقة والتعاون مع سوريا 1980 وقيامه ببيع السلاح إلى ليبيا بقيمة 12 مليار دولار. فسوريا كانت تزداد سيطرة على لبنان وبقيت دولة المواجهة العربية الوحيدة لإسرائيل في حين أن ليبيا الموالية للاتحاد السوفياتي تهدد الجبهة الجنوبية لحلف شمال الأطلسي وتشكل تحديا لمصر السادات وساءت علاقات الاتحاد السوفياتي مع العراق عندما بقي الروس على الحياد بعد اندلاع الحرب بين العراق وإيران في سبتمبر 1980. العراق اعتمد على فرنسا بعد الاتحاد السوفياتي في التزود بالسلاح، وفي إطار سياسة الاحتواء المزدوج[79] قدمت له دول الخليج العربي الأموال، قدم له الغرب المساعدات العسكرية في حربه مع إيران. 7. المملكة العربية السعودية و الحركات الإسلامية اعتمد الملك عبد العزيز آل سعود على جيش يتكون من حاضرة أهل نجد ومقاتلي الإخوان وأصبح في هيكل وزارة للدفاع في 6 مارس 1946[80]. ويتكون من أفواج للمشاة والمدفعية وقد شارك بفرقة في حرب 1948 ودخل أعضاءها في مدارس الجيش المصري للتدريب على مختلف الاختصاصات العسكرية ومختلف أنواع الأسلحة[81] وأسس الدولة على عقيدة والفكر السلفي وقال « عقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح[82]. نعم اضطر النظام على خوض معارك منذ الثلاثينات مع المؤسسة الدينية لكن النظام ذاته يتغذى بهذه المؤسسة[83]. و اللقاء الرئيس روزفلت والملك عبد العزيز بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في فيفري 1945 لم يدفع بتطوير العلاقات بين البلدين والذي ظل بطيئا[84]. وبعد تغير الأوضاع على الحدود مع اليمن نتيجة للوجود المصري منذ سنة 1962 وقيام الجيش المصري اليمني بغارات جوية على بعض المناطق الحدودية بين السعودية واليمن تم الاتفاق مع بريطانيا وأمريكا على تكوين برنامج لتطوير القوات المسلحة السعودية[85]. وتطورت العلاقات بين السعودية وأمريكا وكانت تقوم في المجال الأمني والعسكري والسياسة الخارجية على مبدأ أن المملكة تعتمد على الغرب وعلى الولايات المتحدة بوجه خاص لحمايتها من السوفيات[86]. وفي هذا الإطار طرح الملك فيصل عقد مؤتمر إسلامي دولي للبحث في الطرق الكفيلة لمواجهة الراديكالية والعمانية في العالم العربي والإسلامي[87]. وقام الحلف الإسلامي ليتصدى للقومية العربية ووراءها الشيوعية وعملت المملكة على الإطاحة بنظام جمال عبد الناصر بدعم الحركات الإسلامية خاصة حركة الإخوان المسلمين في مصر[88] التي تأسست في الإسماعيلية عام 1928 على يد حسن البنا، وقامت بتمويل الانفصال السوري عن مصر[89] وكانت وراء الانقلاب المضاد الذي قام به السادات على السوفيات[90]. كما دعمت المجهود الحربي ضد الاتحاد السوفياتي في افغانستان وبعد انخراط دول الخليج العربي في هذا المجهود توسعت دائرة الفعل لتصل التغطية معظم دول العالم. وقد جاء في كتاب رسمي صادر عن وزارة الإعلام للمملكة العربية السعودية ما يلي : « وكذلك فرض الله على المسلمين الجهاد : « آذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير… » فالقتال إذا هو أحد قمم الجهاد ومراتبه العليا… والجهاد القتالي الذي شرع في الإسلام لتمكين المسلمين من توصيل الأمانة وإبلاغ دعوة الحق يتطلب أيضا وجوها أخرى من الجهاد المساند، والحرب بين المسلمين وأعدائهم يلزمها جهاد آخر… سياسي… … فالمجهود الحربي يلزمه إعداد وتجهيز يتكلف مبالغ طائلة لذلك تعتبر اقتصاديات الجهاد أعباء تتطلب دعما ومساندة متواصلة الأمر الذي يجعل الدول « المجاهدة » كالمملكة العربية السعودية تفرد جوانب كبيرة من ميزانياتها لدعم المجهود القتالي للمجاهدين المسلمين في كل مكان… والوجه الجهادي الثالث المساند للجهاد القتالي هو ما يمكن أن نسميه بالجهاد الإعلامي… »[91]. لقد كان قرار توظيف الدين في التعبئة النفسية والعقائدية في إطار الحرب بعد هزيمة 1967 والذي صدر عن المؤتمر الأول للاتحاد الاشتراكي العربي والذي انعقد تحت إشراف جمال عبد الناصر كان مثل فيروس « الإيدز » الذي حول المجهود السعودي للتصدي للشيوعية إلى أرضية خصبة لنمو هذا المزج بين العنصرية والتطرف الديني والكراهية الواقعة تحت تأثير النازية والشيوعية وهي شيوعية مقلوبة تسير إلى الوراء في رداء الدين وتتخذ من الإرهاب الوسيلة للتحدي في مستوى الرمز ودون القدرة على التأسيس والإنجاز في التاريخ. ونلاحظ أنه بعد موت عبد الناصر أصبح القذافي راعي هذا الخيار، ثم قامت سوريا و إيران وعلى أرض لبنان بالدعاية لهذه الإيديولوجيا المدمرة 8. التكوين التاريخي لإيديولوجية الكراهيّة إن الدراسة التحليلية للتكوين التاريخي لإيديولوجية الكراهية تبين أنه ليس أمام القوى الدولية الحرة وطلائع الديمقراطية من أبناء العالم العربي والإسلامي غير دعم المجهود الحربي للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب وأيضا العمل على الترويج للديمقراطية. إن تاريخ الإسلام السياسي يكشف أن السيف كان وراء تحقق هذه الدعوة وتوسعها وبقاءها، وإن أي عمل كان يهدف التغيير لم يكن قادرا إلا على التعبئة من خلال الخطاب الديني ولهذا كانت العصبية دينية عند العرب. اليوم، هزيمة الإرهاب هي الأساس الصلب لتحقق الديمقراطية ونجاح أمريكا والتحالف الدولي في إعادة أعمار أفغانستان والعراق هو شرط أساسي لرفع نسق التحولات الديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأنّه على قيادة الأحزاب السياسية والمجتمع المدني القيام بدور طلائعي في مساندة التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بالدعم أو بالضغط على الحكومات من أجل تنفيذ التزاماتها من أجل القضاء عليه. وبذلك يتسنى لها تكريس التداول على المناصب السياسية العامة وعليكم أن تبصروا أن المستفيد من تحرير العراق هو الشعب العراقي والمعارضة العراقية التي قام نظام المستبد صدام عبر حزب البعث والمخابرات في حقهم بأبشع الانتهاكات وهدر الأموال الطّائلة من أجل شراء السلاح وتمويل الحروب، إن من لا يريد العراق الجديد هم بعض من دول الجوار وبقايا النظام القديم وقوى الإرهاب الدولي. وعليكم أن تدركوا أن سر النجاح في السياسة هو القدرة على تحقيق الانجازات لا الرضوخ لعواطف الرأي العام الجاهل لأبسط المعلومات والواقع تحت تأثير الدعاية التالي تهدف خدمة المستبدين الذين بالزج بأبناء الشعب في السجون أو تدميرهم ودفع بهم إلى الموت يضمنون البقاء , قيادات المعارضة في المنطقة أنه ليس عليكم تغيير العالم أو إخراج الاستعمار الذي وقع تصفيته بل عليكم التعامل العقلاني مع الواقع والعمل على الوصول بالطرق الدستورية إلى السلطة. وعندما نتناول مسألة الدين علينا أن نفرق بين المواقف المتطرفة للماركسية والستالينية وأيضا للإسلام السياسي الجهادي الإرهابي وبين موقف الديمقراطية الذي يقر بحرية المعتقد كحق من حقوق الإنسان ويلزم الحكومات على ضمان ممارسة الشعائر الدينية ما لم تمس بالنظام العام[92]. إن الديمقراطية لا عدو لها على أساس الدين بما في ذلك المسلم بل العدو هو من يتخذ من الإرهاب الوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية ويعمل على فرض أفكاره على الناس بقتل الأبرياء ويصرح بعدائه ويقوم بأعمال القصد منها التخريب أي كان انتماءه الديني أو العرقي. فالليبرالية قامت على حركة الإصلاح الديني[93] وأمريكا تأسست على دافع روحي قوي وأقامت علاقات طيبة مع مملكة العربية السعودية وإسرائيل والفاتكان والأقليات الأثنية : البوذية و الزرادشتية… وكانت تنطلق من فكرة مفادها أن الاختلافات الأثنية والعرقية لا يمكن أن تفرق بين أمريكا وشعوب العالم حين تكون القيم والأهداف هي نفسها وأنه على أساس قواعد متينة من الاحترام المتبادل والتعاون يمكن تحقيق السلام في العالم وعلى هذا الأساس تحركت القوات المسلحة الأمريكية للدفاع عن المسلمين في البوسنة والهرسك وكانت بريطانيا وأوروبا الأرض التي يلجأ إليها كل من وقع اضطهاده على أساس الدين وتعهدت بريطانيا منذ الحرب العالمية الأولى على احترام الإسلام[94]. أ)الناصرية وما بعد عبد الناصر : الناصرية ليست الاشتراكية السوفياتية وتقترب أكثر من الاشتراكية النازية وإن كانت تلتقي مع الستالنية في الممارسة السياسية فهي تختلف معها. فمفهوم عبد الناصر يدور حول اللغة والتاريخ والضمير المشترك، و مفهوم ستالين يدور حول وحدة الأرض واللغة والعوامل الاقتصادية المشتركة[95]. عبد الناصر الذي حصر مع لواء الفلوجة في عراق المنشية في صحراء النقب في حرب 1948 والتي شارك فيها الإخوان الذين خسروا المعركة لكن تعلموا أن أفضل ما يناسب تدريبهم وتسليحهم هو حرب العصابات بالتنسيق مع الجيش المصري. لم يكن يجهل قوة الإخوان أو التقارب في الفكر والأهداف بين الضباط الأحرار وبينهم وإن كان هناك اتصالات وتنسيق في إدارة المقاومة السرية في القنال ضد المنشآت والجيش البريطاني. فإنه ولكي يصبح الضباط الأحرار القوة الحاكمة الوحيدة بالبلاد رفض الاندماج والولاء المزدوج وتعامل على أساس هذا المبدأ مع عبد المنعم عبد الرؤوف ومع خالد محي الدين. وبعد وصول الضباط للسلطة وقيام عبد الناصر بحل الأحزاب والإخوان وإزاحة الرئيس محمد نجيب، وإقامة ديكتاتورية عسكرية تعتمد على حزب واحد شبه عسكري هو الاتحاد الاشتراكي و قام عبد الناصر الذي برر رفضه لنظام تعدد الأحزاب بأنه النظام الذي سيدخل البلاد في أتون الحرب الباردة[96] بتحويل مصر لدبابة سوفياتية في الشرق الأوسط. ففي أوائل الخمسينات كانت الفكرة الرئيسية عنده حول النظام العالمي والتي ترتكز على مفهومه صراعي للعملية السياسية هي أن الصراع الرئيسي في هذا النظام هو الصراع بين العرب من ناحية والاستعمار والشيوعية والصهيونية من ناحية أخرى لكن الصراع المركزي يدور بين العرب والاستعمار الغربي والصهيونية[97]. وبعد هزيمة 1967 انعقد في ما بين 14-18 سبتمبر 1968 المؤتمر القومي العام الأول للاتحاد الاشتراكي العربي في جلسات المناقشات طرح الأعضاء فكرة توظيف الدين في التعبئة العسكرية[98]. عبد الناصر الذي صرح بأن القومية هي الدين الجديد وانتقد الخطاب السياسي للملك فاروق الذي يقوم على إثارة العواطف الدينية، وزج بـ6 آلاف من الإخوان في السجون بدون تهمة[99] تردد أول الأمر ثم أمر بالعمل في هذا الاتجاه. ونلاحظ أنه بعد 1967 تغيرت أساليب العمل في إدارة الصراع وأصبحت تقوم على مقاربة ترتكز على : 1-عدم توريط الجيش بشكل مباشر في الصراع في نفس الوقت دعم الحركات والجماعات المسلحة للقيام بالحروب غير المنظمة وحرب العصابات[100]. 2-العمل من أجل امتلاك الردع النووي والأسلحة الكيميائية والبيولوجية[101]. العمل على التقارب بين الإسلام والاشتراكية[102]. و في 1969 وبعد الانقلاب العسكري في ليبيا والذي جاء بالملازم الأول القذافي إلى السلطة. و بصدور القانون المدني في نوفمبر 1973 الذي أكد الشريعة الإسلامية في كافة جوانب التشريع الليبي[103] وبتصاريح العقيد في خطبه و في الكتاب الأخضر من أن الإسلام هو محور ثورة ليبيا الجديدة وتورط المخابرات الليبية في أعمال إرهابية. دليل على أن العقيد القذافي بعد موت عبد الناصر أصبح راعي هذا التقارب بين الاشتراكية والإسلام. كما أن صدور قانون الجبهة الداخلية والسلام الاجتماعي في مصر السادات والذي جاء فيه « لن يتولى في مصر منصب سياسي أو إعلامي أو أي منصب يمس أو يقوى التأثير في الجماهير أي إنسان لا يؤمن بشريعة الله »[104]. يكشف الازدواجية في العمل السياسي للسادات ويبين أنه عندما قام بإقصاء المواليين للاتحاد السوفياتي لا يهدف بالتقارب مع أمريكا العمل على تكريس الديمقراطية بل إرجاع سينا عن طريق ما سماه كيسنجر بالحرب المحدودة في كتابه ضرورة الاختيار The Necessity of Choice.[105] ونلاحظ أنه وبعد معاهدة كامب ديفيد واغتيال السادات من طرف خالد إسلامبولي في أكتوبر 1981. تولى حسني مبارك الرئاسة وكان ينتقد سياسة السادات مع الجماعات الإسلامية وكان يصور نفسه على أنه غير راغب في قيادة مصر لكن نداء الواجب هو الذي فرض عليه ذلك وبعد إعلان قانون الطوارئ ومحاكمة حركة الجهاد الإسلامي الإرهابية قامت الحكومة إلى جانب مكافحة الإرهاب بقمع المعارضة السياسية و لم تعمل على الأقل بما هو مطلوب من أجل تكريس الديمقراطية وحقوق الإنسان العالمية. إن الازدواجية في العمل السياسي للرئيس مبارك الذي عمل على احترام معاهدة كامب ديفيد وانضم إلى القوات الدولية لتحرير الكويت لإرضاء الأطراف الدولية والإقليمية في نفس الوقت دعم عرفات لكن سقوط صدام حسين دفع به إلى التراجع أقول هذه الازدواجية هي آلية للابتزاز وعمل القصد منه الوضع الشعب المصري والعالم أمام ضرورة الاختيار بين قبول بقاء مبارك في السلطة أو الفوضى ووصول المتطرفين إلى السلطة. إن مبارك الذي قدم الوعود ويعمل على إرضاء أمريكا وإسرائيل في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والقضية الفلسطينية والذي في حالة توسع ميدان الحرب في العراق ليشمل دول من الجوار يكون له دور هام في الترتيبات الأمنية الإقليمية بما يعزز سلطته وطنيا لن يصلح شيء في الأوضاع الداخلية لأنه يدرك أن الإصلاح يعني أن لا دور له في المستقبل وأن الديمقراطية تعنى ببساطة خروجه من الحكم. وتظل التربية القائمة على التعليم المزدوج[106] مع الثقافة والإعلام الوسيلة في تضليل القوى الجديدة عن طريق النجاح أي الدرب الديمقراطي- باسم حرية الرأي والتعبير- وبالتالي إجهاض أي مبادرة منذ ولادتها من أجل التحول الديمقراطي في نفس الوقت استغلال مكافحة الإرهاب لقمع المعارضة السياسية وتخويف المواطن و إقامة مراقبة ذاتية تدفعه للعزوف عن ممارسة حقوقه المشروعة. وأنه على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التعاون مع الرئيس »الصديق » من أجل توفير المناخ لتربية القوى الجديدة على الديمقراطية وبعدها سوف تقوم مصر بالدور الطلائعي في إرساء الديمقراطية والسلام. ب-الثورة الايرانية: إن الحوار داخل الولايات المتحدة حول دور الاتحاد السوفياتي في إيران يكشف الحاجة إلى إعادة بناء طريقة جديدة لتعامل أمريكا مع أصدقاءها في ما بعد الحرب الباردة. الرأي الذي ذهب إلى أنه لا دليل على تورط الاتحاد السوفياتي[107] جاهل أو يتجاهل أن اهتمام الروس بإيران لا يعود فقط إلى إرادة في التوسع والنفوذ بل ينبع بالتحديد من خوفهم من التأثير على الوضع الاقتصادي والسياسي داخل روسيا نفسها، فالجغرافيا ومعطيات التعداد السكاني واضحة بما فيه الكفاية. والقول بأن الحركات اليمينية المتطرفة لا تلتقي مع الاتحاد السوفياتي ايديولوجيا وبالتالي لا دليل على تورط الاتحاد السوفياتي، وجهة نظر لا تدرك جوهر الإستراتيجية الروسية، فمنذ أن اتخذ لينين ورفاقه قرارهم بالعمل مع الحكومتين القوميتين في تركيا وإيران عام 1921 لم يتغير أسلوب العمل الذي يقوم على التعامل ودعم الأنظمة التي تحقق المكاسب في التوسع وصراع النفوذ مع الغرب حتى على حساب الشيوعيين المحليين. والرأي الذي عبر عنه هيلمز[108] ومفاده أن لـKGB دور وعلينا تفعيل دور CIA يتجاهل أن الخطأ يمكن في الدور الذي قامت به CIA وبالتالي ليس المطلوب تفعيل بل مراجعة شاملة لأداء الدبلوماسية مع الحلفاء والأصدقاء في ما بعد الحرب الباردة. وقد أشار تيرنر في مذكراته التي تحمل عبارة للعرض على مدير المخابرات المركزية فقط إلى الحاجة لجمع المعلومات السرية عن الحلفاء والأصدقاء فشاه إيران كان صديقا عظيما للولايات المتحدة ولوكالة المخابرات المركزية فالأمر يكاد أن يكون أسهل في حالة البلدان غير الصديقة فالوكالة تعرف ما ينبغي توقعه فيها لهذا في أوت 1978 قال تقرير CIA إن إيران ليست في حالة ثورة ولا حتى في حالة ما قبل الثورة. وفي 22 نوفمبر 1978 جاء في تقرير آخر أن الشاه ليس مشلولا بعدم القدرة على الحسم واتخاذ القرار بالرغم أن الوكالة كانت تجهل أن الشاه مصاب بالسرطان. المعطيات التاريخية : · النشاط السوفياتي في إيران يعود إلى ما بعد الثورة البلشفية سنة 1917 منذ قرار لينين بالعمل مع الحكومة القومية في إيران عام 1921[109]. · في 15 أوت 1953 هرب الشاه على إثر ثورة مصدق ومطالبته بتأميم شركات النفط وأقرت محكمة العدل الدولية قرار التأميم حيث رافع الدكتور محمد مصدق رئيس الوزراء الإيراني شخصيا عن القضية وقال أن اتفاق 1933 مع شركة النفط البريطانية ليس اتفاقا دوليا بل عقد بين حكومة وشركة أجنبية[110]. كانت إيران مصدق خطرة وتهدد الاستقرار وكان ريشارد هيلمز المدير السابق لـCIA والسفير الأمريكي في طهران يصرح بأنه ليس هناك أي بديل للشاه في حينه لذلك ينبغي على الولايات المتحدة أن تفعل ما في وسعها لإنقاذه بعد الثورة المضادة وعودة الشاه للحكم قامت الحكومة الإيرانية بإنشاء 3 أحزاب وتمويلها حتى 1975 ثم حلها وأعطى الشاه تعليماته بإنشاء تنظيم سياسي واحد عليه أن يتقبل النظام كما هو والدستور كما هو والثورة البيضاء كما هي وهكذا أقام الشاه نظاما ديكتاتوري فاسد لا يتقبل أي شكل من أشكال النقد ويقوم على الحزب الواحد و »السافاك » والحرس الإمبراطوري[111]. في هذه السياسة الداخلية لايران كانت الأوضاع الإقليمية تكشف وجود ائتلاف يضم الاتحاد السوفياتي والكتلة الشيوعية واليمن الجنوبي وسوريا وكوبا والمنظمات الفلسطينية وليبيا يعمل على زعزعة الاستقرار في الدول الصديقة للولايات المتحدة وكانت الدول المستهدفة هي : إسرائيل وإيران ومصر وعمان واليمن الشمالي والسعودية ودول الخليج والأردن. في هذه الأوضاع حول الخميني التشيع الاشتراكي إلى إيديولوجيا لتحريك الشارع الإيراني ضد الشاه وضد القوة الدولية التي كانت وراء رجوعه إلى السلطة. *بعد فشل الخميني في تصدير الثورة عبر القوات المسلحة الإيرانية وحرس الثورة وتجرعه للسم كما قال بقبوله وقف الحرب مع العراق كانت العلاقة بين إيران وسوريا هي الأساس لتحويل لبنان في خدمة أغراض السياسة الخارجية الإيرانية السورية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال دعم الحركات شبه العسكرية الإرهابية ورعاية المؤتمر القومي الإسلامي الوسيلة لاختراق عقول الناشئة. اليوم إن وصول إيران لامتلاك السلاح النووي يعنى تدحرج العالم العربي والإسلامي بكامله في الفوضى والحروب المدمّرة. لبنان الأداة للسياسة الخارجية للتحالف الإيراني السوري. سوريا التي وقعت معاهدة الصداقة والتعاون مع موسكو في عام 1980 والتي بذلك توصلت الى تسوية مع الروس غطت على خلاف السابق حول التدخل السوري في لبنان عام 1976 وبمقتضى هذه التسوية أصبحت سوريا دولة المواجهة الرافضة لخيار السلام مع إسرائيل الحليف السوفياتي بعد أن تحدى السادات الضغط ووقّع كامب ديفيد. وبعد اتفاق الطائف أصبح الوجود السوري في لبنان ذو شرعية إقليمية وفي ظّل هذا التواجد للقوات والمخابرات السورية كان هناك دعم لوجستي ومالي وسياسي وإعلامي للحركات الإرهابية ولحزب الله والمنظّمات الفلسطينّية. و في ظل هذا التواجد شهد لبنان الحوار من أجل التقارب الإسلامي القومي. وكان الشرط الأساسي والذي صرّح به الدكتور آية حسن وهو من رموز الثورة الإيرانية في حديثه عن شروط التقارب القومي الإسلامي و قال: » لقد أراد عبد الناصر النهج القومي مدخلا لمدرسة فكرية أشمل وهذا ما ذكره في كتابه فلسفة الثورة حيث أشار إلى أنه عندما حج ودار حول الكعبة شعر بضرورة توحيد العالم الإسلامي وأنهّ لابد من الوصول إلى المرحلة عبد الناصر اعتبر المسيرة القومّية مرحلة نحو الوحدة الإسلامية ولم يقف يوما على جانب الخط المعادي للإسلام ولو تمكّن حينذاك من طرح الايديولوجيا ونهج الإسلاميين لحقق بالتأكيد نجاحا أكبر… وبإيجاز نقول أنه إذا كانت القومية هدفا في ذاته فنحن نعارضها، أما إذا كانت مرحلة نحو الإسلامية ومن ثم الأممية فليس بيننا وبينها تعارض »[112]. وكان هذا التقارب يتطوّر تدريجيا. وبعد الحوار بين القومية العربية والإسلام في عام 1988. والحوار القومي الديني سنة 1989 كان المؤتمر القومي الإسلامي الأول في 1994[113] وهو الأداة لتوظيف الثقافة والتربية والإعلام لخدمة الحرب والشر وصرح بهذا الدكتور الطاهر لبيب الذي قال : « إن الثقافة هي آخر معاقل المقاومة العربية و هي لذلك تحّول الحرب الخاطفة بالمعنى العسكري إلى حرب طويلة المدى بالمعنى الثقافي »[114]. اختراق مناعة المملكة العربية السعودية. لقد كان هذا العمل من أجل الزواج بين الإسلام والاشتراكية هو الآلية التي حوّلت جهد المملكة العربية السعودية في التصدي للشيوعية إلى أرضية خصبة لنمو إيديولوجيا الكراهية والأساس الصلب لدفع تنمية الموارد البشرية للإرهاب. العالم الخارجي و نمو أيديولوجيّة الكراهية بعد نهاية الحرب الباردة. أ- كوبا: فيدال كاسترو الذي وصل للسلطة بعد نزاع مسلّح[115] ضد باتيستا[116] الذي أقام نظاما ديكتاتوريا فاسدا ونالت واشنطن غضب الشعب الكوبي لأنّها اتهمت بحمايته وبعد التسوية التي كانت تقوم على تعهد الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا مقابل سحب الصواريخ السوفياتّية[117] حول كوبا قاعدة لترويج الكراهية في أمريكا اللاتينية والعالم والدعاية للاستخدام كالعنف وحرب العصابات كوسائل في العمل السياسي[118]. ب-اليسار في أوروبا : أوروبا التي خرجت من الحرب العالمية الثانية ممزقة كانت ميدان للصراع في الحرب الباردة. لقد قامت أمريكا في سبيل بناء النظام الأمني لحماية الغرب بالعمل على إنعاش الاقتصاد الأوروبي عن طريق إنشاء إدارة الأمم المتحدة للإنعاش والتعمير لكن الجهود لم تحقق النتائج المطلوبة فأخذ جورج مارشال[119] المبادرة من جديد وكان يعتقد أن القوة العسكرية تتطلّب الاستقرار السياسي وأن الاثنين يتطلبان اقتصادا منتجا، فأعلن في جامعة هارفارد أن الولايات المتحدة ترحب بمبادرة الدول الأوروبيّة إلى وضع برنامج للتعاون الاقتصادي في ما بينها. وتعتمد فيه على المساعدة الأمريكية وأنشأت لجنة التعاون الاقتصادي الأوروبي التي أصبحت النواة لمنظمّة التعاون الاقتصادي الأوروبي. في 4 /11/1950 اجتمع 15 وزيرا ووقعوا في روما La Convention Européenne des Droits de l’Homme و التي هي ضمان دولي لحماية حقوق الإنسان بأوروبا[120]. بينما اعتمد الاتحاد السوفياتي على الدعاية وعلى KGB و جيش الأحمر لإخضاع شعوب الكتلة الشيوعيّة في أوروبا الشّرقيّة فوجد البعض من اليسار أنفسهم لا يقدرون إلاّ على القيام بالتجسّس لصالح KGB و الدعاية و دعم الحركات الإرهابية في الشرق الأوسط وآسيا ويعمل على الضغط على الحكومات من خلال المنظمات الدولية غير الحكومية. ونلاحظ أن أقصى النجاحات كانت لليسار في فرنسا ذلك لأنّ الجنرال ديغول الذي عاد إلى فرنسا منتصرا على الدبابة الأمريكية كان يعمل على تحقيق الهدف الأساسي لفرنسا أي أن تلعب دور أساسي في الدبلوماسية العالميّة رغم وسائلها المحدودة وتلك هي معضلة السياسة الخارجيّة الفرنسيّة. وبعد رسالة بعث بها إلى الرئيس ايزنهاور طلب فيها أن يحلّ محل الإدارة الأمريكية لمنظمة معاهدة حلف شمال الأطلسيOTAN إدارة ثلاثية مؤلفة من أمريكا وفرنسا وبريطانيا وبعد الرفض الأمريكي لهذا الطلب وبعد انفجار أول قنبلة ذرية فرنسية في ريغان في صحراء الجزائر في 13 فيفري 1960 بالرغم من الضغوط السريّة لأمريكا والمعارضة الصريحة للأمم المتحدة[121] قام الجنرال برحلتين إلى الإتحاد السوفياتي وكان يرى أن التقارب ممكن مع الشرق وفي رحلة الأولى أعلن عن إنشاء لجنة مختلطة فرنسية سوفياتيّة من أجل التعاون الاقتصادي والعلمي وفي الثانية صرح أن مسؤولية الحرب في الفيتنام تعود كلها إلى التدخل الأمريكي وفي 1967 وقف إلى جانب العرب أي إلى جانب الإتحاد السوفياتي وقام بدعم الأقلية الناطقة بالفرنسية في كيبيك بكندا[122] .قام BALLADUR العضد الأيمن للوزير الأول Pompidou بدور أساسي في اتفاق Grenelle الذي كان من الأسباب التي فجرت ثورة ماي 1968 وفي 28 أفريل 1969 قالت الأغلبية لا للجنرال ديغول والذي استقال من منصبه[123]. لقد كانت الثقافة السياسية والنظام الديمقراطي في فرنسا وأوروبا هي صمام الأمان ولهذا كله نجد أن الحكومات في نفس الوقت الذي تعارض فيه سياسة واشنطن تعمل مع البيت الأبيض بانسجام تام في مجال منع انتشار السلاح النووي ومكافحة الإرهاب[124]. الأهداف العامة للديمقراطية : أ )في المعرفة والتشريع : * الوصول إلى العقلانيّة التي هي النتيجة لأي عمل فكري يهدف إدراك الواقع أي تكن مركزيته. * عقلنة التشريع إن الأساس الصلب للتحول الديمقراطي والقضية الأساسية للديمقراطيّة هي إحداث قطيعة مع التراث الفقهي و اجتهاد القدامى من الناس الذين رفضوا الإقرار بأن الإنسان هو الذي يشرّع وفرضوا ذلك بالسيف. وبالتالي القيام بالثورة القانونية من أجل الالتحام إلى حد الانصهار في قيم حقوق الإنسان الكونيّة. ويكون الطريق إلى ذلك بإصلاح الدولة الوطنيّة لتكون دولة القانون والمؤسّسات أي الدولة التي تحتكر التشريع وتعمل على نفاذ القانون والتي هي في ذاتها تحت القانون الصادر عنها، فدولة حقوق الإنسان التي يكون القانون المعمول به فيها هو ذاته الصادر في العهود والاتفاقيات الدولية الهادفة صيانة وحماية حقوق الإنسان الكونيّة. وأيضا قيام المجتمع المدني بالتغيير الثقافي. ب) في الأمن : * تجريم استخدام العنف والتخريب والإرهاب كوسائل لتحقيق المكاسب السياسيّة * تجريم القيام بالانقلابات العسكرية كوسيلة للتغيير السياسي. * تجريم الإرهاب ضدّ الأجنبي بما في ذلك المقاومة المسلّحة لوجود قوات دولية على ارض الوطن بموجب قرار من الأمم المتحدة أو بدونه شرط أن يكون هذا التّدخل الدّولي يهدف إرساء الحكم الرشيد. * تجريم العمل على كسب الأسلحة النووية أو الكيميائية أو البيولوجية. ج) في الاقتصاد : * أن يكون المحدّد في الانتقال من وضعية اجتماعية إلى أخرى هو العمل لا المولد * المساواة أمام القانون، والاحتكام لقانون السوق * إن القيمة التي تقوم عليها ثقافة الاقتصاد الديمقراطي الحرّ هي أن لا نقول للناس أنهم إخوان فهذا كذب، ولا ندفعهم على الصراع الطبقي بل نبيّن لهم أن لدى كل واحد منهم طاقة خلاقة وأنه بالتعاون مع الإنسان أي لا كان و دون تمييز يحقّق كلاهما مصلحته في إطار القانون. د) في السياسة : * لأي كان الحقّ في تقلّد المناصب السياسيّة العامّة * صندوق الاقتراع والعمل السلمي هو الطريق الوحيد للسلطة * حكومة قوانين لا حكومة أشخاص. *تغيير القوانين لا يكون إلاّ من أجل تكريس الحريات التي جاءت في إعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنيّة والسياسيّة والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعيّة و الثقافيّة والعهود والاتفاقيات الدولية الهادفة حماية وصيانة هذه الحقوق. IV. الفرصة التاريخية لدعم التحول الديمقراطي ليس علينا الاستمرار و القيا م بنفس الأخطاء ،وحده التفكير العقلاني والواقعي يرشد نا الى العمل من أجل النجاح في المستقبل، ان ثقافتنا قا ئمة على قيم التعصب و الانغلاق في مجتمع أبوى و أنظمة ا ستبدادية، وأنه ليس علينا تغيير العالم لحل مشا كلنا و تلبية حاجياتنا الضرورية للحياة .بل علينا التعاون و الحوار مع الانسان أي كان، ودون تمييز من أجل تحقيق المصلحة للجميع . جاء في نشرية « أوروبا » .والصادرة عن البعثة الأوروبية بتونس . أنه بعد عشر سنوات منذ اعلان برشلونة كان ينتظر أن يؤدي التحديث الاقتصادي للبلدان الشركاء في ا لمتوسط الى انفتاح سياسي ،غير أن هذا الامر لم يتحقق على الأقل بالمستوى المطلوب . و ذلك لأن الفكرة الأساسية التي تقوم عليها نظرية الديمقراطية الاقتصادية، والتي تعود الى جورج مارشال الذي يذهب الى أن الامن يتطلب استقرار سياسي وكلاهما يتطلب اقتصاد منتج وفي نمو .نجحت في أوروبا الغربية وكانت السد أمام الزحف الأحمرحتى في أوروبا الشرقية حين انهار الاتحاد السوفياتي تحركت رياح الديمقراطية بقوة لتدمر ما بقى من الشيوعية لكنها لا يمكن أن تؤدي الى نفس النتائج في العالم العربي والاسلامي وذلك لأن الثقافة السياسية في هذا الجزء من العالم قائمة على قيم متعصبة على أ ساس الدين الى جانب غياب الارادة السياسية من الحكومات والاحزاب الحاكمة في بناء الديمقراطية فكرا و ممارسة وثقافة . لدى المجموعة الأوروبية اليوم قناعة مفادها أن ضمان الحريات ومكافحة الفساد المالي والاداري و تكريس الحكم الرشيد هي الشروط لاستمرار النمو الاقتصادي وأيضا آلية للوقاية من عدوى الارهاب ، وهذه الشروط تتطلب الترويج للديمقراطية وحقوق الانسان الكونية ودعم دور المجتمع المدنى . و بعد الاجراءات لاعادة تنشيط الدبلوماسية العامة . جاءت رسالة الرئيس بوش بتاريخ 20/07/2005 والداعية لترويج الديمقراطية والتي كانت المرجع في القرارات التي أعلنت عنها الدكتورة رايس وزيرة الخارجية الأمريكية[125] والهادفة إعادة هيكلة الوزارة لتحقيق أهداف ا لرسالة التي تضاهى الاعلان عن مبادىء ولسون في تقرير المصير. أن تقام على أرض تونس البلد العربي والاسلامي المرحلة الثانية من القمة العالمية لمجتمع المعلومات هو تاكيد دولى للعمل على الحد من الفجوة وضمان من الامم المتحدة لحقوق الأفراد في هذا الجزء من العالم في المعرفة وحرية الرأى و التعبير، وكذلك الوقاية من الكراهية والتعصب الديني أو العرقي والجهل . 1. من أجل السلام الاتحاد السوفياتي السابق بترسانته النووية ماذا حقق؟هل تغيير الوضع في الكشمير بعد امتلاك باكستان للقنبلة النووية ؟ لماذا علينا الصراع مع اسرائيل ؟ لماذا علينا الاحتراق بالنار من أجل الوفاء لقرار صدر عن الملك فاروق والجامعة العربية وعبد الناصر ؟ الحرب في ذاتها ليست هدفا وأنا لا أفهم العداء لليهودي بسبب أنه ولد يهودي وهل نقبل بالعداء لنا فقط لأننا مسلمون ؟ المشكلة هي الصهيونية ؟ لماذا نطالب نحن بالهوية العربية الاسلامية ؟ في نظري أنه حان الوقت الى اعادة التفكير بواقعية وعقلانية في الموضوع . 2. تاريخ العداء لليهود أ/السلفية إن من قاموا باغتيال العقل وقمع المسلمين وأجبرهم على إتباع أحد المذاهب وقاموا بالحروب والقتل للشيعة ولم يقبلوا الرأي المخالف حتى من المسلمين لن يقدموا لنا غير الكراهية للآخر. الخميني عندما استولى على السلطة في إيران قام بإحياء فكرة سيادة الإمام وعصمته، » روح الله » دخل الحرب مع العراق ومات الآلاف من الشباب الإيراني ثم خرج من الحرب بلا شيء هذا الرجل هل علينا اليوم أن نصدق كلامه ،هل هذا معقول ؟ و نحن نستغرب حين نعلم أن القرآن هو ما يجب التقيد بأحكامه وموقف الإسلاميين من إسرائيل المخالف للنص القرآني الذي جاء فيه « واذ قال موسى لقومه،يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم، اذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وءاتيكم ما لم يوت أحدا من العالمين يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين قالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فان يخرجوا منها فانا داخلون قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فانكم غالبون وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنون قالوا يا موسى انا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون قال رب اني لا أملك الا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين قال فإنها محرمة عليكم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين » .[126] وبالتالي نلاحظ أن الثقافة السياسية هي وراء التأويل المتطرف. ب/الاتحاد السوفياتي قام ألكسندر الثالث باضطهاد اليهود وذلك لأن الماركسية انتشرت بين اليهود و تفيد تقارير الأمن الفرنسي [127] أن الوكالة الخارجية لأوخرانا البوليس السياسي القيصري قامت بعمليات تخريبية وذلك قصد توريط المعارضة في عهد ادارة راتشكوفسكي ويذهب معظم المؤرخين في الغرب الى أنه هو مؤلف الكتاب الشهير « بروتوكولات حكماء صهيون » الذي كان من أهم النصوص في الدعاية النازية والفاشية ضد اليهود في الحرب العالمية الثانية . أما بالنسبة لموقف الاتحاد السوفياتي من دولة إسرائيل تكفى الإشارة الى دعم السوفيات لمشروع التقسيم. لكن بعد أن توطدت العلاقة بين اسرائيل والغرب وخاصة الولايات المتحدة ,قام الاتحاد السوفياتي سنة 1950 بتغير جذري في سياسته تجاه اسرائيل وبدأ مسلسل الكشف عن الجرائم الصهيونية العالمية وقامت B G M في تشيكوسلوفاكيا بأكبر عملية لكشف المؤامرة الصهيونية العالمية . ووصلت حملة التطهير الىأقصى حد سنة 1952.[128] 3. نحو نقلة نوعية في خطابنا السياسي لتعزيز المساعي للديمقراطية اليوم وإذا كنا نؤمن بالقيم التي جاءت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان علينا أن لا نفرق في نظري بين اسرائيل وسوريا مثلا الا على أساس ما تقومان به في مجال ضمان الحر
ابن علي يتعهد بمواصلة تعزيز الديمقراطية في تونسآخر
جدد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي تعهده بمواصلة تعزيز المسار الديمقراطي والتعددي في تونس، ودعا مختلف مكونات الشعب التونسي إلى المساهمة في تقدم البلاد .وقال ابن علي، في كلمة اختتم بها امس أعمال الدورة العادية الثانية للجنة المركزية لحزب “التجمع الدستوري الديمقراطي” الحاكم الذي يرأسه، إن الخيار الديمقراطي في تونس “يُشكل ركنا أساسيا من أركان المشروع الإصلاحي المتواصل” . وأكد أنه سيواصل “تكريس هذا الخيار بمزيد ترسيخ الديمقراطية والتعددية وضمان حقوق الإنسان تعزيزا لما قطعناه من أشواط في هذا المجال .
(المصدر: وكالية يونايتد برس إنترناشيونال (يو بي أي) بتاريخ 19 جانفي 2010)
الرئيس التونسي يعين وزير خارجيته السابق مستشارا سياسيا
تونس ـ د ب أ: عين الرئيس التونسي زين العابدين بن على وزير خارجيته السابق عبد الوهاب عبد الله (70 عاما) الذي عزله من هذا المنصب في 14 كانون الثاني/يناير الجاري ‘وزيرا مستشارا لدى رئيس الجمهورية مكلفا بالشؤون السياسية’. أعلنت ذلك وكالة الأنباء التونسية أمس الاثنين. وعين بن علي وزير الدفاع السابق كمال مرجان (62 عاما)، الذي يقول مهتمون بالشأن التونسي إن لديه علاقات جدية بالإدارة الأمريكية، وزيرا للخارجية خلفا لعبد الله الذي شغل هذا المنصب منذ عام 2005. واعتبر مراقبون أن عزل عبد الله جاء إثر التأزم غير المسبوق عام 2009 في العلاقات الدبلوماسية بين تونس وفرنسا (شريكها الاقتصادي الأول) بسبب ملفي حرية التعبير والصحافة وحقوق الإنسان وانتقاد الإدارة الأمريكية لسير الانتخابات الرئاسية التونسية التي جرت في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي وفاز فيها بن علي (73 عاما) بغالبية الأصوات. وشغل عبد الله الذي يوصف بأنه ‘من أقرب المقربين’ من بن علي منصب الناطق الرسمي باسم الرئيس التونسي من 1990 إلى 2003 ثم تولى منذ 2005 حقيبة الخارجية. وقد تم اعتباره طوال هذه المدة ‘مهندس’ المشهد الإعلامي في تونس التي تواجه سلطاتها منذ أكثر من عقدين انتقادات كبيرة في مجال حرية الصحافة والتعبير. والتقط معارضون تعيين عبد الوهاب عبد الله ‘وزيرا مستشارا لدى رئيس الجمهورية مكلفا بالشؤون السياسية’ بشكل سلبي. واعتبر رشيد خشانة رئيس تحرير جريدة ‘الموقف’ الناطقة باسم الحزب الديمقراطي التقدمي (معارضة مشروعة) في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن تعيين عبد الله في المنصب الجديد ‘يعكس رغبة الحكومة في المواصلة على نفس نهج الانغلاق في المجالين السياسي والإعلامي’، مؤكدا ‘الدور السلبي الذي لعبه عبد الوهاب عبد الله في المجالين طوال السنوات المنقضية’. من جانبه قال سفيان الشورابي الصحافي بجريدة ‘الطريق الجديد’ الناطقة باسم ‘حركة التجديد’ (معارضة مشروعة) ‘إن في هذا التعيين تأكيد على عدم رغبة السلطات في إحداث تغييرات جوهرية في سياسة الحكومة في المجالين السياسي والإعلامي’. يذكر أن الرئيس التونسي تعهد في برنامجه الانتخابي بالنهوض بأوضاع الصحافة والإعلام في بلاده. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 جانفي 2010)
تخصيص مصنع السكر الحكومي الوحيد في تونس
عجز الميزان التجاري التونسي 5 بلايين دولار عام 2009
سميرة الصدفي-صحف-الوسط التونسية:
أُفادت مصادر في تونس أمس، بأن الحكومة قررت تخصيص الشركة التونسية للسكر، التي تملك مصنع السكر الوحيد فيها، بعدما درست في المرحلة الأولى فرضية زيادة رأس مالها البالغ حالياً نحو 3 ملايين دولار. إلا أن الحكومة بتّت خيارها بإقرار تخصيص الشركة وإدراجها ضمن ثماني مؤسسات عامة أخرى معروضة للتخصيص هذه السنة. وعلمت «الحياة» أن 68 في المئة فقط من رأس مال الشركة ستُباع من القطاع الخاص. وكان تقرير أعده اتحاد النقابات في محافظة باجة مقر المصنع، كشف عن وجود أزمة مالية واقتصادية «تعصف بالشركة التي تشغل حالياً 600 عامل. وتقدر طاقة إنتاج المصنع بـ 160 ألف طن من السكر الأبيض سنوياً، تمثل 50 في المئة من الاستهلاك الإجمالي للبلد. لكن الخسارة المالية تجاوزت 10 ملايين دينار (8 ملايين دولار) العام الماضي، إضافة إلى 20 مليوناً من الخسائر المتراكمة. وعزا خبراء أزمة المصنع إلى ارتفاع سعر السكر الخام وكلفة تكريره الباهظة، فضلاً عن ارتفاع كلفة النقل البحري. ولم تستطع الحكومة إقرار منحة لدعم كميات السكر المروجة في السوق، أو رفع الأسعار الداخلية لتواكب الأسعار العالمية. وتعتزم تونس تخصيص 8 منشآت عامة أخرى خلال هذه السنة، لكن في صيغ تختلف من منشأة إلى أخرى، إذ ستبيع الدولة حصصها في خمس مؤسسات، هي «الشركة الوطنية لتصنيع دواليب السيارات» التي أفلست بسبب انتشار الدواليب المستوردة في السوق الموازية، و «الشركة التونسية لتصنيع السكر» و «الشركة الوطنية للأسمدة الكيميائية» وفندقا «نادي سقانس» في محافظة المنستير و «سوسة بالاس» في محافظة سوسة. كما ستُخصص جزئياً «الشركة التونسية للصناعات الحديد»، وهي من الشركات الرئيسة في البلد (أنشئت مطلع الستينات كنواة للصناعة الوطنية) بإدخال «شريك استراتيجي» طرفاً في رأس مالها بناء على طلب عروض دولي. أما «الشركة التونسية للملاحة» المتخصصة في نقل المسافرين بين تونس وأوروبا، و «الشركة الوطنية لتوزيع النفط» فسيُفتح رأس مالهما لمساهمات العموم من خلال تسجيلهما في سوق الأوراق المالية بنسبة 25 في المئة للأولى و20 في المئة للثانية.
(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 جانفي 2010)
البنزرتى يقاطع الصحافة التونسية وخناقة باللكمات بين اللاعبين
كتب حاتم رضا ألقت نتيجة التعادل السلبى التى انتهت بها مباراة تونس أمام الجابون فى الجولة الثانية للمجموعة الرابعة لبطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا بأنجولا أول أمس الأحد، بظلالها على معسكر نسور قرطاج، وذكرت تقارير صحفية تونسية اليوم الثلاثاء، أن لاعبيّن بالمنتخب التونسى تبادلا اللكمات فى غرفة خلع الملابس عقب مباراة الجابون، وهو ما اضطر فوزى البنزرتى مدرب المنتخب التونسى إلى التدخل لفض الاشتباك بينهما. كما اشتبك كريم حقى قائد المنتخب التونسى كلاميا مع شكرى الواعر حارس مرمى منتخب تونس السابق خلال مداخلة هاتفية بإحدى الفضائيات التونسية، بعدما تبادلا كلاهما الاتهامات والإهانات على الهواء مباشرة، خاصة بعد أن قال الواعر لحقى: « أنا أستاذك ويجب أن تتعلم من تجاربنا السابقة ». يأتى هذا فى الوقت الذى شنت فيه الصحافة التونسية هجوما شرسا على الفريق، مؤكدة أنه لن يكون قادرا على استكمال المشوار فى البطولة بعد المستوى الهزيل الذى ظهر عليه فى مباراتى زامبيا والجابون، وهو ما دفع البنزرتى لإعلان مقاطعته للصحافة قبل المباراة المصيرية القادمة أمام الكاميرون والمقرر لها بعد غد الخميس والتى لا بديل فيها عن الفوز للتأهل لربع النهائى.
(المصدر:موقع اليوم السابع الكروي (نادي الاهلي-مصر)بتاريخ 19 جانفي 2010 )
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين
تونس في 15/01/2010 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلامي
الرسالة رقم 721
على موقع الانترنت
أسرار شهر جانفي 1952 الذاكرة الوطنية تروي أحداث شهر جانفي 1952
لكل شعب في الدنيا تاريخ و أحداث و بطولات و انتصارات و محن و كر و فر و سجلات و معارك من اجل استرجاع السيادة و الحرية والكرامة. وإن تونس لها سجلات و بطولات و صولات و انتصارات. و إن شهر جانفي 1952 خير شاهد على المحن و الشدائد و المعارك والأحداث و المواقف البطولية.. و قادة و زعماء وأبطال ناضلوا من اجل استرجاع كرامة شعبهم و تحرير وطنهم و إعادة الكرامة و السيادة للشعب التونسي.. بقيادة حكيمة.. و هبها الله الحكمة و الثبات.. و الصبر والصمود.. و الإيمان.. و طول النفس و بعد النظر.. و عقيدة الإيمان بقضية الوطن.. و الوقوف ضد الاحتلال الفرنسي بكل قوة و عزيمة و ثبات و صبر و شجاعة و جرأة.. و عدم الخوف من بطش الاستعمار الفرنسي و سجونه ومحتشداته و سلاحه و ظلمه و تعذيبه و محاكماته. و كان القائد الزعيم الحبيب بورقيبة دوما صامدا لا يخاف الوعيد و التهديد و السجون والمحن.. و ناله ما ناله من السجون و المنافي و الإبعاد.. لكن لم يرضخ و لم يستسلم للعدو و المحتل.. بل واصل نضاله و تضحياته و تجلده حتى النصر.. بفضل ما وهبه الله من قوة العزيمة و الإيمان و الصمود و الثبات على المبدأ.. و كان معه و حوله رجال عاهدوا الله على التضحية والنضال.. و قدموا أنفسهم للموت و الشهادة و السجون والمحتشدات و المنافي اقتداء بزعيمهم المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة. و إن المحن التي خاضها الزعيم صحبة رفاقه لا تحصى و لا تعد.. من يوم 3 سبتمبر 1934 أول اعتقال له فجر 3 سبتمبر 1934 من منزله بالمنستير وهو في سن 31 سنة.. وكان صحبته الزعيم الطاهر صفر.. و تم نقلهما إلى قبلي في الجنوب التونسي التراب العسكري.. و يوم 3 أكتوبر 1934 تمت نقلتهما إلى برج البوف مع الزعماء محمود الماطري و البحري قيقة و محمد بورقيبة.. و كانت هذه المحنة الأولى في تاريخ الحزب الحر الدستوري الجديد الذي تأسس يوم 2 مارس 1934 بقصر هلال. و اعتبارا لأهمية أحداث شهر جانفي 1952 .. و ترسيخا للذاكرة الوطنية.. و دعما لإبراز المحطات السياسية التي جرت في مثل هذا التاريخ والشهر لسنة 1952 .. نوردها بأمانة.. حتى تبقى راسخة في الأذهان و العقول و القلوب.. و يطلع عليها الشباب التونسي الذي و لد بعد سنة 1988 .. و الذي لا يعرف تاريخ الحركة الوطنية التحريرية بتفصيلها.. و محطاتها.. و أيامه..ا و ما حصل في مثل هذا الشهر من أحداث وطنية و معارك و مواقف و محن و اعتقالات و كر و فر و هذه بعض الأحداث كما حصلت. نحو التصادم مع الاستعمار الفرنسي 2 جانفي 1952 رجع الزعيم المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله من فرنسا و أدلى بتصريحات أعلن فيها سحب التونسيين ثقتهم من الحكومة الفرنسية, و أبلغت الحكومة التونسية ممثل فرنسا ردها الرسمي على مذكرة 15 ديسمبر 1951 المشهورة. 10 جانفي 1952 خطب الزعيم الحبيب بورقيبة في اجتماع عام بجامع الحلفاوين منبها الشعب إلى خطورة الموقف و ما يقتضيه من يقظة و حزم و محذرا فرنسا من مغبة موقفها. 11 جانفي 1952 وصل المقيم الجديد دي هو تكلوك إلى تونس على متن باخرة حربية ترهيبا للشعب التونسي و قابل الباي مقابلة جافة في جو قاتم، وسافر وزيرالعدل ووزيرالشؤون الاجتماعية في الحكومة التونسية صحبة السيد الباهي الادغم إلى باريس لتقديم شكوى تونس إلى مجلس الأمن. 13 جانفي 1952 خطب الزعيم الحبيب بورقيبة في مدينة بنزرت القاعدة العسكرية الفرنسية و لم يخشى الاستعمار الفرنسي. و قد حلل الزعيم مراحل القضية التونسية منذرا باندلاع معركة ضارية و شاملة من اجل تحقيق الاستقلال و الحرية. و قال إن هذه المعركة الحاسمة هي معركة الربع الساعة الأخير. و في نفس اليوم قدمت الشكوى التونسية لمجلس الأمن و أصدرت الحكومة بلاغا رسميا في الموضوع وطلب المقيم الفرنسي من الباي إقالة وزارة شنيق. 15 جانفي 1952 اعتقلت السلطات الفرنسية في باجة مجموعة من أعضاء الشعبة الدستورية النسائية للعاصمة.. من بينهن السيدتين وسيلة بن عمار و شاذلية بوزقرو ابنة أخت الزعيم بورقيبة أثناء قيامهن بمظاهرة بباجة.. بعد حضور تأسيس الشعبة الدستورية النسائية بباجة. واثر الاعتقال انتظمت مظاهرات احتجاجية ألقت السلط الفرنسية القبض إثنائها على عدد من الوطنيين ووصلت إلى العاصمة الوفود الدستورية من مختلف الجهات لحضور المؤتمر المعين ليوم 18 جانفي 1952 و توالت الاجتماعات و الاتصالات بهم في نادي الحزب الحر الدستوري بتونس . 16 جانفي 1952 حجزت السلطة الفرنسية اجتماع مؤتمر الحزب و أحالت مجموعة من المعتقلين بعد التحقيق معهم إلى بنزرت لمحاكمتهم أمام المحكمة الزجرية الفرنسية. و ما إن علم أهالي بنزرت بوصول المعتقلين حتى شنوا إضرابا عاما تواصل كامل اليوم. وانتظمت مظاهرة شعبية و احتجاجية بماطر. ويوم 17 جانفي 1952 خرجت في بنزرت مظاهرة شعبية لتسليم احتجاج إلى العامل على الاعتقال فاعترضتها الشرطة الفرنسية و الجندرمة بالطلقات النارية العنيفة مما نتج عنه جرح 30 مواطنا من أهالي بنزرت. بداية النهاية 18 جانفي 1952 مع الفجر القي القبض للمرة الثالثة على الزعيم المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة و ابعد إلى طبرقة و معه الزعيم المنجي سليم. و لكن نواب الشعب الدستورية كانوا قد تلقوا التعليمات اللازمة من طرف رئيس الحزب نفسه و رغم التحجير و التصعيد و الوعيد والتهديد فقد انعقد المؤتمر سريا برئاسة الزعيم الشهيد المرحوم الهادي شاكر رحمه الله و أصدر المؤتمر لائحة هامة هذه أهم نقاطها . يدعو المؤتمر الديوان السياسي للحزب للقيام بكل عمل من شانه أن يؤدي إلى مراجعة العلاقات مع فرنسا . يؤكد المؤتمر انه لا يمكن التعاون الودي و المثمر بين البلدين في الميادين الثقافية و الاقتصادية إلا بإنهاء الحماية الفرنسية و الاعتراف باستقلال البلاد و إبرام معاهدة ود و تحالف على قدم المساواة. يجدد المؤتمر ثقته في الديوان السياسي لمواصلة الكفاح التحريري و هو الهدف الذي يرمي إليه الحزب منذ تأسيسه في 2 مارس 1934. يرفع المؤتمر اشد احتجاجاته ضد الاعتداءات التعسفية التي سلطت ضد رئيس الحزب المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله و مدير الحزب الزعيم المنجي سليم رحمه الله و عدد كبير من أركان و مناضلي الحزب. الثورة المباركة تحركت المظاهرات الصاخبة و المصادمات الدامية بين الشعب التونسي و السلطة الاستعمارية. و تابعت سلطة الاحتلال الاعتقالات بالجملة .. و ملئت السجون و المنافي و المحتشدات بالوطنيين.. و نادى الشعب بحمل السلاح. و فعلا اندلعت الثورة العارمة الشاملة التي هيئها الزعيم بورقيبة قبل اعتقاله يوم 18 جانفي 1952 . و قد شارك في الثورة المباركة الرجل و المرأة و الشبان. و لأول مرة يشارك فيها الموظف و الفلاح والتاجر والعامل.. و كلا بما استطاع من مساعدة و دعم للثورة. و تكونت اللجان السرية داخل البلاد و تحقق رد الفعل و مقابلة القوة بمثلها. و كانت القنابل تتفجر في المؤسسات الحكومية في رابع النهار.. في تازركة كان الرعب و الهلع في قلوب الفرنسيين.. و كذلك في طبلبة.. و حمام الغزاز.. و قليبية.. والوردانيين.. و بني خلاد.. و سوسة.. و القيروان.. و غيرها. و كانت سلطات الاحتلال قامت بضربات قوية بالرصاص.. و اشتد القمع في تازركة.. وطبلبة.. وحمام الغزاز.. و قرى الساحل.. و القيروان… و ازدادت الثورة اشتعالا و ضراوة.. و تكونت من غلاة الفرنسيين عصابة اليد الحمراء التي كانت تقتل واغتال المناضلين و الزعماء.. من ذلك الزعيم الشهيد فرحات حشاد و الزعيم الهادي شاكر رحمهما الله و غيرهم.. و توالت المظاهرات الدامية بالعاصمة و غيرها.. و أظهرت المرأة التونسية بطولة نادرة. 21 جانفي 1952 القي القبض على الزعيم الهادي شاكر رحمه الله 22جانفي1952 جرت حوادث دامية في سوسة قتل فيها الكولونال ديران و ثمانية من الوطنيين.. و جرت حوادث بالقيروان أسفرت على 14 قتيلا .. و كانت المظاهرات مستمرة بالعاصمة و الإيقافات و التفتيشات تعد بالمئات كل يوم. 29 جانفي 1952 وقعت حادثة تازركة التي أتى فيها الفيف الأجنبي فضائع منكرة مثلما تفعل إسرائيل اليوم بالشعب الفلسطيني. هذه أحداث جانفي 1952 .. ذكرتها بإيجاز و سرعة.. عسى أن تكون عبرة نستخلصها و نتذكرها و نتعمق في درسها و نسجلها بكل اعتزاز.. و نحتفل بذكرى أحداث شهر جانفي.. و لن نلغي ذكرى عيد الثورة المباركة يوم 18 جانفي 1952 .. عيد البطولات و الانتصارات.. و عيد ثورة الشعب على الاستعمار.. و كذلك اعتقال الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة رحمه الله .. و لن ننسى هذه الذكرى الخالدة.. و ستبقى راسخة في قلوبنا و عقولنا.. و كما قلت لكل شعب عيد ثورة يعتز به و يفتخر به.. و نحن في تونس نحتفل بعيد الثورة التحريرية التونسية المباركة.. و لن ننسى هذه الذكرى. و يوم 18 جانفي 1952 هو اليوم الخالد و التاريخي.. و اليوم الذي سيبقى خالدا راسخا مهما كانت أفكار البعض و النوايا.. و مهما تجاهلت وسائل الإعلام المرئية و المسموعة و الإعلام الرسمي و الإعلام المكتوب أسرار هذا المغزى.. و العيد العظيم.. و اليوم التاريخي المشرف.. و الثورة المباركة.. ومغامرات الزعيم الخالد بورقيبة.. و الحمد لله.. بفضل كفاح و صمود و تجلد و صبر القائد في الربع الساعة الأخير.. تحقق النصر المبين لتونس.. وأحرزت على استقلالها و سيادتها و حريتها.. و تحقق حلم المناضلين و الشهداء في برلمان تونسي منتخب و حكومة وطنية و نظام جمهوري .. ونجح الحزب في أداء رسالته.. و حقق أهدافه المرسومة.. و حقق الاستقلال و الحرية.. و أعاد الكرامة للشعب و السيادة له.. بهندسة حكيمة.. و مهارة نادرة.. و شجاعة قوية.. و مخططات مبنية على حسابات بأقل التكاليف و التضحيات. وليست العبرة بكثرة الخسائر و بسقوط نصف مليون شهيد لتسجيل البطولات الخالدة.. و لكن العبرة بحكمة القيادة التي تجنب البلاد و العباد كثرة الخسائر في الأرواح و العتاد و الأموال.. و تسعى لأخف الضرر.. و اقل التضحيات و التكاليف.. و تعرف كيف تجنح إلى السلم متى توفرت إرادة الطرف المقابل للتفاوض السلمي الند للند.. و لو على مراحل ثابتة و حسابات مضبوطة.. و هذه حكمة الزعيم الرمز الذي قرأ لكل مرحلة حسابها.. و نجح في ذلك باقتدار و حنكة.. يشهد بها العالم و الأصدقاء والأشقاء و حتى الخصوم و الأعداء.. شهدوا للزعيم بالعبقرية و الذكاء و الدهاء السياسي.. وهذه ميزة الزعيم الخالد رحمه الله. ملاحطة هامة كما كنت أرجو لو كان مجلس كبار المناضلين أخر الاجتماع الذي التئم يوم 15/01/2010 إلى يوم 18 جانفي عيد الثورة والمناضلين.. وإصدار البرقية التي سمعناها ويضيف فيها الجمل التالية: « اجتمعنا اليوم لنحيي ذكرى عيد الثورة التونسية المباركة التي نفتخر ونعتز بها ونعمل على ترسيخها في الأذهان ونستخلص منها العبر ونشحذ بها عزائم شبابنا حتى يتربى على روح البذل والسخاء والعطاء والنضال من أجل الوطن والمحافظة على الاستقلال » هذا ما كنا نتمناه على الأقل من مجلس المناضلين الذين أولى بهم أن يتذكروا 18 جانفي وأسراره .. أين شجاعة 18 جانفي… قال الله تعالى إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني مناضل كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلامي 22.022.354
قراءة في فكر الزميل والصديق الدكتور محمد الفاضل اللافي
د. عمر مرزوقي أستاذ وباحث في الفلسفة الإسلامية باريس 4 أعرف الصديق الدكتور محمد الفاضل عن قرب منذ فترة بعيدة ولكن ما كنت أظن أنه يكتب في مجال غير مجاله فهو رجل أصولي متخصص في قضايا العقيدة والأديان إلا أنني اكتشف شخصيته منذ زمن قريب ونحن نتحاور في مؤسسة رسمية فرنسي حول بعض المشاغل المتعلقة بقضايا الجماعات الأصولية وقد رأيت فيه الشخصية الجامعة المعتدلة فمازحته أنك مالك بن نبي التونسي فقال أفتخر ولكن أحبذ أن أكون بن عاشور جديد فوالدي سماني على أستاذه الشيخ محمد الفاضل بن عاشور لقد توقفت عند كلام السيد برنار قودار زميلنا بالتدريس ومسؤول بوزارة الداخلية عندما توجه بالكلام للأخ اللافي قائلا له: لم يخطئ سركوزي عندما أوصى دليل بوبكر بأن تقوم أنت شخصيا على ملف المرشدين بالسجون. فقد انتبهنا إلى آراء منطقية عند حديثنا عن الظاهرة السلفية وما تتعرض له السجون الفرنسية من مشاكل جراء تفشي هذه الظاهرة بين المساجين والغريب أنني لم أعلم بكتاب صديقنا اللافي إلا أخيرا عند دعوتنا من جهة علمية لتقديم الكتاب ومناقشته فقدمني مشكورا للتعريف به برغم اعتذاري أنني أستاذ فلسفة ولا أحسن السياسة فأشار إلي بأن الفلسفة قاعدة التفكير ونحن هنا في لحظة تفكير غزالي بامتياز. أعلم جيدا أن ما كتبه الدكتور محمد الفاضل اللافي لن يعجب الكثير من العلمانيين واليساريين والإسلاميين لأنه ينقد الأفكار العميقة ويرد على الجميع بوجهة نظر مغايرة تماما للمألوف، فيعرض بعض التجارب السياسية في البلاد العربية وينقدها بقوة كما يحاكم الاشتراكيين التونسيين من خلال تجربة التعاضد ويهاجم برنار كوشنار وزير الخارجية الفرنسي لتدخله في الشأن التونسي كما يدافع بقوة عن مواقفه الفكرية في ما يتعلق بالقرضاوي وغيره من العلماء بل يتهم العلمانيين التونسيين بالتواطؤ مع الغرب وفرنسا بخاصة في عدم ردها على برنار كوشنار بالتأكيد الكتاب ثري في محتواه وليس من السهولة قراءته فقد أحاط الكاتب نفسه بسياج من الحماية المرجعية بقائمة طويلة من المصادر والمراجع يندر مثلها خاصة إحصائه لبيانات السابع من نوفمبر ودراستها من الواضح أن الدكتور وشقيقه محمد مختار قد بذلا جهدا كبيرا في المراجعة والتحليل فهما يقدمان قراءة علمية جديدة بعيدا عن الكتابة السياسية التمجيدية التي ألفناها في كتاب السياسة كما أن الكتاب بعيد عن السباب والاتهام مما جعلنا نستمتع بقراءة تلك الفصول الطويلة والتي كتبت بخط رقيق مما جعلنا نتأمل كل حرف وكلمة ونربطها بسابقتها إننا في الجزائر وتونس متقاربين في وجهات النظر التحليلية وقراءتنا للأحداث السياسية ولكنني أرى أن ما كتبه الزميل اللافي سيكون له تأثير مباشر على مستقبل التفكير السياسي عند المعارضة في بلدينا من أجل نقلة حقيقية على مستوى الخطاب والممارسة إن كنا نريد فعلا تجديد خطابنا في عصر العولمة التي درس آثارها الكاتب بدقة وقدم من خلالها رؤية الرئيس التونسي بن علي لمقاومة الإرهاب وموقفه من التدين والهوية فهو يعتبره رجل متدين مستقيم يحب الفقراء والأيتام وكبار السن من خلال أمثلة من الحياة اليومية هذا الكتاب سيشد القارئ وسيجد فيه مادة دسمة ولكن العقل العربي يعيش أزمة التركيز ومأساة المفكرين مثل زميلنا أنهم ينظرون إلى الأشياء بعين تخالف العامة ومن همهم تهييج الناس وليس التفكير المنهجي الدقيق لعل الأيام القادمة تكشف عن صدق ما ذهب إليه المفكر محمد الفاضل اللافي وشقيقه محمد مختار. ولكن عليهما مواصلة الطريق ونحت الأفكار ونرجو أن تستفيد الدولة التونسية وحتى الأحزاب التونسية وغيرها من هذه الأفكار وحقيقة لقد رأيت بعضا مما كتب حول الكتاب يدعم ما ذهبت إليه وهذه بادرة طيبة خاصة ما كتبه اليوم الأستاذ بلحسن إدريس الذي يبدو وأنه مطلع على فكر الدكتور اللافي من خلال كتبه ومطارحاته وقد أحسن صنيعا في عرضه لمختلف فصول الكتاب الكثيرة وما احتوته من معلومات وأفكار جديدة.
حيرةُ مسلمة ومسلمة مُحيّرة
العجمي الوريمي أستعير هذا العنوان أو بالأحرى شطره الأول من كتاب السيدة ألفة يوسف، لا للتعليق على مقاربتها، فقد قيل وكُتب في ذلك الكثير، وقد كانت لي في ذلك مساهمة متواضعة بعنوان « دفاعا عن ألفة يوسف دفاعا عن خصومها ». وإنما المقصود من العنوان بعض الكاتبات والباحثات اللواتي انشغلن بقضايا المرأة العربية والمسلمة المعاصرة، وبالتحديد مسألة الهُوية وما يمُت إليها بصلة مثل: لباس المرأة والتزامها الديني والسياسي.. فقد كانت باحثة جامعية تونسية تُسر لبعض طلبتها أواخر الثمانينات بأن جامعية مغاربية ذائعة الصيت تُعد أبحاثها في النسويات لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، والأرجح أن الطلبة لم يكونوا يُصدقون مثل هذه الطعون، إذ لم تمنعهم من الإقبال بشغف على كتابات الباحثة السوسيولوجية المغاربية لعُمقها وطرافتها ولقدرتها على التجوال بين المدونتين الإسلامية والغربية بكل سلاسة وكفاءة، وقد يكون في غمز الجامعية التونسية غيرة ما، لنقل إنها معهودة بين المغاربة، وقد تكون زالت مع الأيام، فالباحثة التونسية على ما يتردد تُعد الآن بحثا سوسيولوجيا حول ظاهرة الحجاب في المنطقة المغاربية لفائدة مؤسسة بحثية دولية، يُخشى أن تُكيف معطياته ونتائجه، وأن يُستغل لتفجير أزمة سياسية ومُجتمعية يعلم الله كُلفتها. ولأن كل بحث يبدأ بالسؤال أو ينطلق من فرضيات فأهم الأسئلة التي على الباحثة أن تجد لها أجوبة هي: لماذا أخفق نمطٌ مُجتمعي ينسب نفسه إلى الحداثة؟ ولماذا تفشل نُخبة تحديثية في التواصل مع مُجتمعها وفي فك شفرة انتظاراته؟ وما الثقافة السياسية الجامعة التي تتحقق بها وفي ظلها مُواطنة كاملة مع احترام حرية الأفراد وتنوع مكونات المجتمع؟ إني أدرك أن الباحثة الجامعية المحترمة تملك جوابا على الأقل عن السؤال الأول. إن المرأة العربية والمسلمة تقف في الخط الأمامي للتصدي للاستبداد ومقاومة الاحتلال، وهي قد تجاوزت مرحلة الوصاية عليها، ومن حقها دفاعا عن الحرية والهوية والأرض أن تحشد لذلك كل عناصر القُوة ووسائل الدفاع من عقيدة ومعرفة وثقافة والتزام، والثقافة السياسية المُشار إليها أعلاه ينبغي أن تكون مُشتقة من ثقافة المقاومة، ففيها كلمة السر للبقاء والاستمرار والحضور زمن العولمة أي زمن المراجعات بامتياز. أما الشطر الثاني من العنوان (مسلمة مُحيرة) فهو أيضا ينم عن حيرة، حيرة أمة ونُخبة وطبقة حاكمة ونقصد بها المجتمعات الأوروبية التي تواكب انتشار الإسلام في نسيجها، يُلون حياتها ويستدعيها لمناقشة الأسئلة الراهنة ومنها سؤال الهوية وموقع الدين في المجتمع وإشكالية الاندماج والصهر ومُعادلة الوحدة والتنوع والكوني والجمعي.. ومن أبرز عناوين النقاش الدائر موضوع النقاب، ومكانة المرأة المسلمة بين الصورة النمطية والمخاوف الوهمية من ناحية والتطلعات المشروعة للمجموعة الإسلامية المُقيمة في الغرب بكل أجيالها، بما في ذلك النابتة المولودة والمُنشأة في أوروبا أو ذات الأصول الأوروبية من ناحية أخرى. وبمعنى ما، فإن المسلمة الملتزمة، وبالأخص ذات النقاب من وجهة نظر مركزية غربية، امرأة مُحيرة. هل يمكن لنفس الظاهرة أن تكون صحية ومرضية في نفس الوقت؟ هل كان الرئيس الفرنسي ساركوزي سيدعو إلى حوار وطني حول الهوية الوطنية الفرنسية لو لم يكن يرى في مسألة النقاب -الذي لم يتحول في فرنسا إلى ظاهرة- مشكلا ما؟ هل كان سيطرحه بتلك الدرجة من التصميم، وعلى ذلك المستوى من الاتساع الأفقي والتأطير المؤسسي لو كان هناك إجماع بين أهل العلم من المسلمين حول فرْضية النقاب؟ هل كانت الدول الإسلامية ستبقى مكتوفة الأيدي أو متفهمة للموقف الرسمي الفرنسي أو مكتفية بنقده على طرف اللسان بعضها يستطيبه وبعضها لا يجد منه حرجا في الجِنان؟ وبالمقابل هل بلغ موضوع النقاب مستوى من الخطورة على النمط المجتمعي الفرنسي وعلى الميثاق الجمهوري لا يمكن معها غض الطرف عنه أو تجاهله، أم أن موضوع النقاب هو الامتحان والاختبار لمنظومة ادعت العصمة وكشف النقابُ النقابَ عنها وعن حُدودها، وأجاز التفكير في جدواها في زمن صار فيه كل شيء قابلا للنقاش؟ وإذا كان العهد الجمهوري يقتضي إخراج موضوعة الدين عن الطرح في الفضاء العمومي أفلا يتناقض ذلك مع فتح نقاش واسع حول النقاب وحول الرموز الدينية؟ ألا يؤدي طرح قضية النقاب في فرنسا مثل استفتاء بناء المآذن في سويسرا، ومسألة بناء المساجد في شمال إيطاليا.. إلى إحياء أصوليات مسيحية مناضلة غير متسامحة ومُعادية للديانات الأخرى، مُزدرية للثقافات المغايرة، تتخذ من السجال حول الإسلام، مُختزلا في الحجاب والنقاب أو معكوسا إلى إرهاب، وحول مكانة الدين في المجتمع وعلاقته بالدولة وبالشأن العام، أي مستقبل اللائكية و « السيكولاريزم »، ذريعة لتُطل برأسها كأصوليات منغلقة ترفض التنوع والتعايش وحرية الاختيار وتضرب عرض الحائط بالرابطة السياسية رابطة المواطنة حتى تصل إلى دفع الدولة إلى الخروج عن حيادها تُجاه الأديان، لتكون أداة دينٍ ما أو مذهب يُكفر المخالف ويُكرس ثقافة « الجيتو » أو يُعيد أشكال إكراه الآخرين على ترك ديانتهم كما حصل للمسلمين واليهود بعد سقوط الأندلس؟ ألا يكون تمكين المسلمين في فرنسا وأوروبا وأميركا من أداء شعائر دينهم بكل حرية أحسن الأجوبة العملية على سؤال الهوية لا لمجموعة ثقافية ودينية معينة بل لجميعها وأنجع الوسائل لقطع الطريق أمام مأسسة التمييز السلبي؟ هل نسي أصدقاؤنا الأوروبيون والفرنسيون منهم بالذات أن مواطنيهم يأتون إلى بلادنا العربية بلا تأشيرات عبور وأن نساءهم إشباعا لفضولهن يدخلن باحات مساجدنا ويطللن من الصحن على قاعة الصلاة ويمتعن أنظارهن برؤية الأعمدة والمحراب والمنبر والزخرفة.. دون أن يُشترط عليهن عند الدخول من باب الجامع لباس مُعين أو غطاء للرأس وأنهن مرحب بهن في أسواقنا وساحاتنا وشوارعنا وأزقة مدننا العتيقة يختلطن بنسائنا وبناتنا ويُعطين المثال الحي لحضارتهن وثقافتهن، كما أنهن في شواطئنا يتمتعن بدفء الشمس لا يُنغص متعتهن مُنغص..؟ هل يعتقد أصدقاؤنا في الضفة الأخرى أننا لا يمكن أن نستغني عن ملاليمهم والحال أن السائح الجزائري والليبي والخليجي ينفق بسخاء أضعاف ما ينفقون وأحيانا بامتيازات أقل وخدمات دون ما يُبذل لأجلهم جودة وهم يتكلمون لغتنا ويحملون عقيدتنا وثقافتنا ولا يمنون علينا؟ إن الضفة الأخرى صارت مستحيلة على شبابنا وضفتنا مُستباحة وليتهم يقتنعون بأن لا بديل عن التعارف والتثاقف. هل نسي أصدقاؤنا أن بعض أقطارنا ظلت ترزح تحت استعمارهم قرنا ونصف قرن وأنهم قدموا إلينا بعلومهم وتقنياتهم وثقافاتهم وأننا لم نبغضهم لأنهم نصارى، وإنما لأنهم باسم الحضارة احتلوا أرضنا واستغلوا ثرواتنا ونظروا إلينا باستخفاف واستعلاء وحجبوا عنا أسرار علومهم، ومنعوا عنا الإمساك بأسباب تقدمهم، بل حالوا دوننا ودون دراسة تاريخنا وتراثنا حيالهم دوننا ودون التقدم، ونحن الذين لم نتوقف عن الانبهار بمنجزات حضارتهم والحيرة في معرفة علة تأخرنا وأسباب تقدمهم، حتى بلغت منا الحيرة حد الشك في ثوابتنا وفي أهليتنا للنهوض من جديد بالاعتماد على أنفسنا، لولا صحوة أصابتنا بعد أن وقفنا على الوجه القبيح للحضارة المتفوقة الغازية، عندما استحالت إلى ظاهرة استعمارية وحشية أبدع كل من مالك بن نبي وفرانس فانون في وصفها وتحليلها، وهي حضارة لم تعضنا فقط بنابها بل ارتدت على نفسها وهي في ذروة صُعودها بتفجير حربين عالميتين كادتا تأتيان على الأخضر واليابس، وكادتا تأتيان على الحياة في كوكبنا، وكادتا تُبيدا مجموعات دينية وشعوبا بكاملها في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية؟ إن الكثير من الرهانات الداخلية في الدول « المتقدمة » أو « الصاعدة » أو « المتأخرة » قائمة على إبراز خطر افتراضي رغم أهمية النقاشات التي تجري على تلك الخلفية، لأن مكر الساسة وأصحاب النفوذ قد يصده ويُبيره مكر التاريخ ومكر ما وراء ذلك. كما أن الكثير من الرهانات الدولية في بداية هذه الألفية الساخنة بأحداثها الصاخبة وتناقضاتها الصارخة هي الأخرى تُمرر عبر تضخيم خطرٍ ما يجعل التدخل العسكري والأمني حاجة وضرورة. إن تضخيم خطر النقاب في فرنسا لا يختلف عن تضخيم خطر بناء المآذن في سويسرا وتضخيم خطر القاعدة في اليمن، وما بين حقيقة الظاهرة والصورة المسقطة عليها يكمن خطرٌ ما لنقُلْ هو الخطر الحقيقي في ظل الفشل التنموي ومُصادرة الحريات، هو مصلحة القابض على المجهر لا يرى الأشياء بعين العالم النزيه الباحث عن الحقيقة وعن الحل، بل بعين الشرِه الجشِع والأناني الذي يتصفح مطلع كل يوم خارطة العالم وخارطة المجتمع يُريد أن يمسك بكل خيوط المستقبل ومصائر البشرية، لا يأبه لضحايا حروب يُشعلها ولا لقدسية حياة هو مُستأمنٌ عليها. (المصدر: جريدة العرب( يومية – قطر) بتاريخ 19 جانفي 2009 )
حماس والمصالحة الفلسطينية
بقلم :توفيق المديني منذ أن سيطرت حركة «حماس» على السلطة في قطاع غزة في يونيو 2007، وهي تعاني من عزلة غير مسبوقة. فنجاح «حماس» في السيطرة على واقع غزة، خلق واقعاً جديداً. واقع سلطتين فلسطينيتين: «حماسستان» في غزة، و«فتح لاند» في الضفة الغربية. وهكذا تحولت غزة ما بعد الانسحاب الصهيوني، والتي كان يمكن لها أن تصبح نموذجاً رائعاً للاستقلال الفلسطيني، إلى حالة من الفوضى والدمار والاقتتال. لقد زاد الانقسام الفلسطيني بين حركتي «حماس» و«فتح» في إدخال القضية الفلسطينية ما يمكن تسميته بالنفق المظلم، ولا سيما في ما يتعلق بتداعياته السلبية بالضرورة على مسارها. ففي ظل غياب المرجعية الوطنية التي يمكن الاحتكام إليها عندما تبرز أزمة من نوع وحجم ما تواجهه الساحة الفلسطينية، أي المأزق الذي دخل فيه النظام السياسي الفلسطيني، حيث «حماس» تعتبر جزءاً منه، أصبحت القضية الفلسطينية تواجه خطر التصفية، بوصفه نتيجة منطقية لما يسمي بعملية التسوية التي وصلت إلي طريق مسدود. منذ أن برزت الحركة الإسلامية الجهادية في المشهد السياسي الفلسطيني في عقد الثمانينيات من القرن الماضي، ظل المسار الفلسطيني خاضعاً لمشروعين، أحدهما يؤمن بالتسوية طريقاً لحل القضية الفلسطينية، وبالتالي بناء الدولة الفلسطينية المستقلة. والآخر يؤمن بخيار المقاومة على ما يكتنف هذا الخيار من غياب تأصيل فكري وثقافي وسياسي للمشروع الوطني الفلسطيني، وظل هذا الوضع حتى إجراء انتخابات 26 يناير 2006. تجربة حركة «حماس» في السلطة طيلة السنوات الماضية، وما تخللها من اقتتال داخلي وانقسام فلسطيني حاد، أثبتت إخفاق حركة «حماس» في الجمع بين السلطة والمقاومة. وفي تنفيذبر نامج لإصلاح النظام السياسي الفلسطيني، وفي مواجهة الفساد المتفشي، وفي تحسين عملية التسوية الخاضعة بدورها للشروط الأميركية الإسرائيلية. في الوقت الحاضر، تواجه حركة «حماس» مصاعب حقيقية على أربع جبهات مختلفة: الجبهة الأولى تتعلق باستراتيجية «حماس» وتحالفاتها الإقليمية. فحركة «حماس» متحالفة مع إيران، بوصفها الداعمة الرئيسية والتقليدية للحركة على الصعيدين المالي والعسكري، لكن إيران تعيش أزمة بنيوية كبيرة على الصعيد الداخلي، وأزمة في علاقتها مع محيطها العربي. هذا ما عبر عنه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، عندما التقى رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل، في الرياض مؤخرا: «طلبت من مشعل أن يوضح لنا أين تقف حركة حماس من القضية الفلسطينية، بمعنى هل تعتبرها قضية عربية، أم هي قضية تتبع طرفاً آخر؟»، في إشارة إلى إيران. الجبهة الثانية تتعلق بتعثر المفاوضات مع إسرائيل، من أجل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت المعتقل منذ يونيو 2006. الجبهة الثالثة تتعلق باستمرار رفض «حماس» التوقيع على الورقة المصرية بشأن المصالحة الوطنية الفلسطينية، لا سيما وأن إسرائيل هي المستفيد الرئيس من الانقسام الفلسطيني. وجاء قرار الحكومة المصرية ببناء الجدار الفولاذي تحت الأرض، للقضاء على الأنفاق المحفورة على الحدود بين مصر وقطاع غزة، ليشكل ضربة قوية لـ«اقتصاد الأنفاق»، وليزيد من تـأزيم العلاقة بين «حماس» ومصر. الجبهة الرابعة هي جبهة المفاوضات الفلسطينية ــ الإسرائيلية. حيث باتت الدول العربية الأساسية الماسكة بالملف الفلسطيني، تعتبر أن المصالحة ليست شرطا لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وأن منظمة التحرير ورئيسها محمود عباس، هي الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين في هذه المفاوضات. تواجه حركة «حماس» تحديات كبيرة: تنامي الإفقار والبطالة بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة، وتراجع نجم «حماس» كحركة مقاومة ضد إسرائيل بسبب الهدنة العسكرية الطويلة معها، وإخفاقها في إدارة السلطة كحكومة، في ضوء مسؤوليتها عن إدارة الشؤون الحياتية والمعيشية لنحو 1،4 مليون فلسطيني. ولجوء «حماس» إلى طريق الحسم العسكري والخيار الأمني التسلطي، في التعامل مع الخصوم السياسيين، الذي من شأنه تعميق الخلاف والانقسام، وهو أمر غير مقبول ومرفوض مجتمعياً وخارجياً. على الفلسطينيين أن يدركوا أن الحل الحقيقي يأتي من خلال وحدتهم ووحدة وطنهم، والعمل على بناء استراتيجية وطنية مقاومة، والعودة إلى الثوابت الوطنية. كاتب تونسي (المصدر: صحيفة البيان(يومية-إماراتية) ،آراء وأفكار، بتاريخ 19 جانفي 2010)
تفاصيل الخطة المصرية (ب) لإخضاع حماس في قطاع غزة بعد فشل سياسة « الاحتواء »
جمال سلطان- باحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية:
لا مزيد من الاتفاقات الخاصة. هذه هي الرسالة التي تبعث بها القاهرة إلى حماس وإلى الأطراف الأخرى ذات الصلة بإقامة جدار محصَّن على امتداد حدود مصر مع قطاع غزة. تشكل الخطوة المصرية نهاية حقبة في سياسة مصر تجاه غزّة وحماس. فعندما كانت إسرائيل تتهيّأ للجلاء عن غزة في سنة 2005، طالبت مصرُ بأن تشمل عمليةُ إعادة الانتشار المنطقةَ الحدودية أو « شريط فيلادلفي » الذي يفصل مصر عن غزة. وكانت تلك المرّة الأولى التي كان فيها لمصر اتصال أرضي مباشر بأرض فلسطينية دون حاجز إسرائيلي منذ سنة 1967. وسعت مصر لتوفير أوسع نطاق ممكن لقدرتها على المناورة في إدارة علاقاتها مع قطاع غزة الضيّق. وساعدت الاتفاقاتُ الموقَّعة في سنة 2005 على تعزيز دور مصر في السياسات الفلسطينية. على أن التطورات التي حدثت في السنين التالية حوّلت قطاع غزة إلى عبء بدلاً من تحويله إلى رصيد. ففي أعقاب فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في سنة لل2006، واستيلاء الإسلاميين على القطاع في السنة التالية، أصبحت حماسُ جارة مصر. وبرغم أن حدود مصر مع غزة ضمنت للقاهرة سيطرة فاعلة على المنظمة الإسلامية المتطرفة، مُنحت حماس في المقابل فرصة للضغط على مصر. شهدت السنتان الأخيرتان مناورات معقدة بين مصر وحكومة حماس في غزة. وفيما سعت مصر لاستيعاب حماس لكي يتسنى لها إعادة الوحدة الفلسطينية، سعت حماس لإحكام قبضتها على السلطة في غزة وتعزيز موقعها في السياسات الفلسطينية. واستخدمت مصرُ تكتيكات التعاون والاحتواء، فيما كانت حماس تكسب الوقت على أمل انتهاز الفرص حالما تسنح. وصلت الإستراتيجية المصرية إلى حائط مسدود عندما تحدّت حماس الجهود التي بذلتها القاهرة للتوصل إلى مصالحة بين الفصائل الفلسطينية المتنافسة. وبعد أن استنفدت حماسُ القدرة على الموازنة بين التزاماتها تجاه حليفتيها الراديكاليتين في طهران ودمشق من جهة، وبين الحاجة إلى تلافي إغضاب جارتها الكبرى من جهة أخرى، اختارت مصرُ عدم مواصلة تكرار الخطوات نفسها في علاقتها بحماس المرّة تلو الأخرى. وبالتالي يكون تردد حماس العاملَ الذي دفع مصر إلى تعديل مسارها. فالسياسة التي انتهجتها حماس بدت كما لو أن الحركة تستخفّ بمصر، وأدركت القاهرة أن الوقت قد حان لإرسال رسالة قوية إلى حماس. كانت مصر عازمة في السنة الفائتة على وضع نهاية لشبكة الأنفاق التي تديرها حماس، وسعت لمعالجة القضايا العالقة في غزة لكي ترقى بعلاقاتها مع الحركة إلى المستوى التالي. وبناء على ذلك، توسطت مصر بين إسرائيل وحماس من أجل تمديد وقف إطلاق النار وتبادل السجناء. كانت هاتان الخطوتان، إلى جانب محادثات المصالحة الفلسطينية، مصمَّمة للمساعدة على استقرار الوضع في غزة لكي يتسنى لمصر تحسين أمنها الحدودي بكلفة سياسية متدنية. وسعت مصر للتوصل إلى اتفاق في مسارات وساطاتها الثلاث في المباحثات، بحيث يتسنى إعادة الوضع إلى طبيعته في غزة إلى أن يحين وقت التوصل إلى سلام نهائي بين الفلسطينيين وإسرائيل. على أن المفاوضات التي استغرقت شهوراً طويلة لم تؤدّ إلى التوصل إلى أية نتائج إيجابية. وبرغم أن جميع الأطراف يتحملون المسؤولية عن هذا الفشل، كانت حماس الأكثر تردداً في إبداء المرونة اللازمة. تعيّن على مصر أن تختار بين الدفع بخطتها لتأمين حدودها مع غزة أو إرجائها إلى أن يستقرّ الوضع في غزة. لكنّ تأجيل الخطط الأمنية الحدودية كان سيخدم حماس ويسمح لفصيل فلسطيني بأن يكون له رأي في الخطط الأمنية المصرية. فجاء القرار المصري بالمضي في بناء الحجز الأمني الحدودي بصرف النظر عن الوضع في غزة. وبالتالي، دفع فشلُ مباحثات المصالحة الوطنية في غزة مصرَ إلى البدء بتنفيذ الخطة باء في تعاملها مع حماس. تتضمن السياسة الجديدة قليلاً من الاستيعاب وكثيراً من الضغط. كان التسامح الجزئي مع حفر الأنفاق ناحية مكمّلة لسياسة الاستيعاب. وإغلاق هذه الأنفاق أداة مهمة في إرغام حماس على التعامل بجدّية مع الواقع الصعب. كما أن السياسة المصرية القاسية تجاه قافلة فيفا فلستينا (تحيا فلسطين) تشكل جزءاً من السياسة الجديدة أيضاً. فلن يتم السماح بمرور مزيد من هذه القوافل بعد الآن، وينبغي لكافة المساعدات أن تمرّ من خلال القنوات المصرية الرسمية. هذه هي السياسة المصرية الجديدة حيال قوافل المساعدات الإنسانية التي تحركها دوافع سياسية. إن السياسة الجديدة وسيلة لحمل حماس على استيعاب الوقائع الصعبة التي تفرضها السلطة والجغرافيا. جاء ردّ الحركة على هذه الوقائع على شكل مزيج من التردد وإيماءات التعاون. وحالة التوتر الشديد التي لم تستمرّ طويلاً على حدود غزة كانت محاولة من جانب حماس لردع مصر عن تنفيذ خطتها الأمنية الحدودية. كما أن الإيماءات الإيجابية المتكررة من جانب قادة حماس والمتحدثين باسمها حيال إمكانية التوقيع على اتفاق مصالحة مع منافستها فتح في القاهرة، كانت محاولة أيضاً لإقناع مصر بالعدول عن تنفيذ خططها الأمنية التصعيدية. لكن لا يبدو أن هذه التكتيكات حققت المراد منها، ويبدو أنه يتعيّن على حماس التوصل إلى بدائل سياسية جديدة. يُفترض أن تدفع الضوابطُ الصارمة الجديدة على حدود مصر مع غزة حركةَ حماس إلى تعديل موقفها، وإيلاء اهتمام أكبر لحدود القطاع مع إسرائيل. وليس مصادفة أن التوتر يتصاعد على الحدود بين غزة وإسرائيل فيما تُحكم مصرُ الخناق على حماس. فالمراد من التصعيد مع إسرائيل تهيئة ظروفٍ لا تساعد على إكمال الخطة التي وضعتها مصر لتعزيز رقابتها الحدودية. يمكن أن يؤدي حشر حماس في الزاوية إلى دفع الحركة الإسلامية المتطرّفة إلى تبنّي مواقف معتدلة أو إلى الدخول في مغامرات جديدة. وستكون هناك حاجة ماسة إلى وجود خطة جيم في حال آثرت حماسُ الخيار الثاني.
مركز (Bitter lemons International)
(المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية – الأردن) الصادرة يوم 18 جانفي 2010)
الثلاثاء 19 كانون ثاني (يناير) 2009
استطلاع للرأي يؤكد أن غالبية الدنماركيين يرفضون إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول
كوبنهاغن ـ خدمة قدس برس كشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة دنماركية حول سؤال إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من عدمها، النقاب عن أن 84 % من الدنماركيين يرفضون إعادة نشر تلك الرسوم. ورحّب رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي عبد الحميد الحمدي في تصريحات خاصة لـ »قدس برس » بهذه النتيجة واعتبرها دليل وعي دنماركي عام بسماحة الإسلام واعتداله وفشلا لكل الجهود الرامية للدقع باتجاه الصدام بين الأديان والحضارات والثقافات، وقال « لا شك أن هذه النتيجة التي أذاعتها اليوم الثلاثاء (19/1) صحيفة « يولان بوستن » التي كانت قد نشرت الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، والتي أكدت أن 84.2 % من الدنماركيين يرفضون إعادة نشر تلك الرسوم يعكس وعيا إيجابيا من الدنماركيين بحقيقة الإسلام باعتباره دين تسامح وحوار وتعايش مع باقي مكونات البلاد الدينية والعرقية والفكرية. وهي نتيجة تؤكد فشل محاولات إشاعة الصدام بين الأديان والثقافات والحضارات ». وحسب الحمدي فإن هذه النتيجة تفترض من المسلمين أن يردوا عليها بالمثل، وذلك بالتخلي عن إثارة قضية الرسوم من جديد في المحاكم الدولية، على اعتبار أن الشعب الدنماركي نفسه هو من رفضها، وأن الصحيفة نفسها هي التي قامت بالاستطلاع ونشرت نتائجه، كما قال. من جهته اعتبر مسؤول موقع « اخبار الدنمارك » أبو عريف محمد نضال في تصريحات خاصة لـ »قدس برس » أن نتائج الاستطلاع تشير إلى أن الدنمارك تسعى إلى إغلاق هذا الملف بطريقتها الخاصة، وقال: « من الواضح جدا أن قضية الرسومات عشية الذكرى الرابعة لانفجار الأزمة أصبحت تثقل كاهل المسلمين في الدنمارك بل والدنمارك بشكل كامل، ومن الواضح أيضا أن هناك جهات تسعى إلى فتح صفحة جديدة، والغالبية الرافضة لإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، تعني اعتذارا عما سبق لأنها سببت لها الكثير من المشاكل، ويبدو أن الدنمارك حكومة وشعبا وإعلاما يتوجهون لإغلاق هذا الملف بطريقة تتناسب مع أفكارهم وآرائهم ». وأضاف « هذه الرغبة لم تأت بعدما حدث مطلع هذا العام من رفض وسائل الإعلام الدنماركية إعادة نشر الرسوم ردا على محاولة اغتيال صاحب الرسوم، وإنما هي نتيجة لجدل عارم جرى في الدنمارك عن القيم والمعايير الدنماركية التي دارت في عهد رئيس الوزراء الدنماركي السابق الذي أصبح اليوم أمينا عاما للحلف الأطلسي.
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 19 جانفي 2010)