السبت، 5 يونيو 2010

Home – Accueil

TUNISNEWS

 10ème année, N°3665 du 05.06.2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولضحايا قانون الإرهاب


المرصد التونسي:بعد قابس  وتونس  عنف ضد النقابيين في الشابة وجلمة

كلمة:في المهديّة قوات الأمن تحاصر مسيرة التضامن مع غزة

المرصد التونسي:مسيرة الاتحاد الجهوي للشغل بنابل وشعار  » اتحاد  مستقل  والسفينة هي الحل « 

الحبيب ستهم:مسيرة شعبية مساندة لغزة بدعوة من الاتحاد الجهوي للشغل بنابل

كلمة:منع السجين السياسي السابق « مظفر العبيدي » من السفر إلى فرنسا

بيان في الذكرى التاسعة والعشرون للإعلان عن حركة النهضة

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي في ذكرى 6 جوان 2008

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي: إطلاق سراح السيد  محمد الخلايفي

كلمة:خفر السّواحل الإيطالي يلقى القبض عل مجموعة من الشباب التونسي

كلمة:تأجيل الجلسة العامة لنقابة الصحفيين

كلمة:3 شبان من بوسالم يحاولون الانتحاربحرق أجسادهم

الوطن:صالح عطية:المجتمع المدني وعسر الفعل

الصباح:توفيق بكار:تونس تتابع عن كثب تطور الوضع في منطقة اليورو

 الأزهر عبعاب:الاستقواء بالأجنبي من حصار اشبيلية إلى سقوط بغداد….

علي شرطاني :إشكالية الرعية والمواطنة   7/8

عبد الرحمن الكريفى:التهم المتكررة

الوطن:محمد رضا سويسي:بين حصار النظام الرّسمي العربي واللهاث وراء الخبز اليومي:قضايا الأمّة والهبّات الشّعبيّة الحينيّة

القدس العربي:مصادر تركية: أردوغان يفكر في التوجّه شخصياً إلى غزة لكسر الحصار

منصف المرزوقي :أردوغان هذا الزعيم العربي المنتظر

الوطن:البحري العرفاوي:بين عقيدة الإحتلال وعقيدة التحريرهل المواجهة حتميّة؟

صلاح الجورشي :خسائر إسرائيلية بالجملة

الوطن:د.أحمد القديدي:العرب في نظام أوباما العالمي الجديد !

عبد الباري عطوان:غضب شعبي وموات رسمي

نحميا شترسلر: دولة تنتحر

د. صلاح عودة الله:أسطول الحرية وتحرير فلسطين!

الجزيرة.نت:البرادعي يدعم حق الإخوان السياسي

القدس العربي:سيف الإسلام القذافي: بلير صديق للعائلة وأصبح مستشاراً لوالدي


 Pour afficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

أفريل 2010

https://www.tunisnews.net/23Mai10a.htm


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية بعد قابس  وتونس  عنف ضد النقابيين في الشابة وجلمة

 


على خلفية  التحركات الاحتجاجية  التي شهدتها  مختلف  الاتحادات الجهوية والمحلية للشغل  تنديدا  بالجريمة الصهيونية  النكراء ضد قافلة  اسطول الحرية  تعرض  بعض النقابيين الى التعنيف  والدفع  من قبل  قوات الامن  وكنا اشرنا في تقرير  سابق الى العنف الذي طال  نقابيي جهة قابس  وتونس  وقد بلغنا ايضا ان هذا العنف شمل ايضا  نقابيي  جهة الشابة  وجلمة . – الشابة :  قامت  اعداد غفيرة  من  قوات الامن  بمحاصرة  الاتحاد المحلي للشغل  بالشابة  يوم الاربعاء 2 جوان 2010 ومنع النقابيون  من الخروج في مسيرة سلمية  وتم الاعتداء بالعنف  الشديد على البعض منهم  ولم يتسنى لنا  الحصول على اسماء  النقابيين المعتدى عليهم . – جلمة : حاصرت اعداد  غفيرة  من قوات  الامن  مقر الاتحاد المحلي  للشغل  بجلمة  يوم الخميس 04 جوان 2010 ومنع النقابيون من الخروج في مسيرة سلمية  وتم  الاعتداء  بالعنف على البعض منهم  منهم ثلاثة تحصلنا  على اسمائهم  هم :  رضا  عبد اللاوي  وعمار الهادفي  وعبد  اللطيف حامدي .  ان المرصد  التونسي للحقوق والحريات النقابية يجدد  تضامنه  مع كل النقابيين  المعتدى عليهم  كما يجدد رفضه  لهذا العنف غير المبرر  تجاه النقابيين  ويطلب من السلط ذات الاختصاص  فتح تحقيق سريع  في حيثيات  هذه الاعتداءات  ومحاسبة  المسؤولين عنها وفق ما يفرضه القانون  وذلك منعا لكل توتر او احتقان في صفوف النقابيين .
عن المرصد محمد العيادي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


في المهديّة قوات الأمن تحاصر مسيرة التضامن مع غزة


حرر من قبل نزار في الجمعة, 04. جوان 2010 تجمّع المئات من النّقابيّين في مقر الاتّحاد الجهوي للشّغل بالمهديّة عشيّة الخميس 3جوان وخرجوا في مسيرة جابت أغلب شوارع مدينة المهديّة تنديدا بالعدوان الاسرائيلي على أسطول الحريّة يوم الاثنين 31 ماي الفارط. ورفع المتظاهرون شعارات تندّد بالجرائم ضدّ الشّعب الفلسطيني وبمواقف الحكومات العربيّة. كما رفع المتظاهرون شعارات تطالب بحريّة التّعبير والتّظاهر ردّا على الوجود الكثيف لأعوان الأمن الّذين حاصروا النّقابيّين واستفزّوهم. وأكّد عبد الله العشّي -الكاتب العام للاتّحاد الجهوي بالمهديّة- أنّ حصار البوليس للمسيرة ومنع بعض المواطنين من الالتحاق بها يندرج ضمن محاولات فرض الخناق على المنظّمة الشّغيّلة وأكّد أنّ الاتّحاد سيتّخذ كلّ الاجراءات للتّنديد بمثل تلك الممارسات. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 04 جوان 2010)


مسيرة الاتحاد الجهوي للشغل بنابل وشعار  » اتحاد  مستقل  والسفينة هي الحل « 


نظم  الاتحاد الجهوي للشغل بنابل  يوم  الخميس 04 / 06 / 2010  مسيرة  سلمية تضامنا  مع قافلة اسطول الحرية  وتنديدا بالجريمة الصهيونية  البشعة  وقد انطلقت  المسيرة  في حدود الساعة الخامسة مساءا  من  امام دار الاتحاد الجهوي   وجابت اهم شوارع المدينة ورفعت  خلالها شعارات  متعددة    منددة بجرائم  الكيان الصهيوني  وصمت الحكام العرب    هذا ومن بين الشعارات  التي لاقت  استحسان الكثير  من النقابيين والعمال  شعار  » اتحاد مستقل  والسفينة هي الحل  »   وذلك   في شكل  رسالة الى القيادة النقابية لتجهيز سفينة  حرية تونسية تكسر الحصار  الجائر عن غزة  الصامدة  فهل  تستجيب  المركزية النقابية لهذا المطلب – الامنية؟  
نقابي – نابل — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux


مسيرة شعبية مساندة لغزة بدعوة من الاتحاد الجهوي للشغل بنابل


بدعوة من الاتحاد الجهوي للشغل بنابل انطلقت اليوم مسيرة شعبية تضامنا مع أسطول الحرية ومطالبة برفع الحصار عن غزة الجريحة وذلك على الساعة الخامسة مساء حيث جابت أهم شوارع المدينة ذهابا وإيابا ثم تفرقت أمام المقر الجهوي للاتحاد الشعارات التي رفعت كانت:
عملاء الامبريالية هزو يديكم على القضية فلسطين عربية لا حلول استسلامية يا صهيوني يا جبان أحرار العالم لا تهان غزة غزة رمز العزة… اتحاد مستقل والشغيلة هي الكل يا حكام عار عار بعتو غزة بالدولار اتحاد الشغالين ديما معاك فلسطين الحرية لا تتجزأ من الرديف حتى الغزة مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة شعب عربي واحد غضب عربي واحد فرح عربي واحد أمل عربي واحد صامدين صامدين في العراق وفلسطين هذا الميدان يا عربي والحر يبان ياعربي أرض حرية كرامة وطنية رفع الحصار واجب كسر الجدار واجب فتح المعابر واجب فتح الحدود واجب طرد السفير واجب غلق السفارة واجب يا شهيد لا تهتم الحرية تفدى بالدم يا شهيد شوف شوف الخيانة بالمكشوف شهداء شهداء أحنا ليكم أوفياء اتحاد مستقل والسفينة هي الحل لا مصالح صهيونية على الأراضي العربية لا مصالح أمريكية على الأراضي التونسية حكومات عربية خوذو العبرة من تركية
بقلم :الحبيب ستهم  


منع السجين السياسي السابق « مظفر العبيدي » من السفر إلى فرنسا


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 04. جوان 2010 أفادت مصادر حقوقية في تونس يوم 4 جوان أن عناصر الشرطة منعوا السجين السياسي السابق « مظفر العبيدي » من السفر إلى فرنسا . و أضافت ذات المصادر أن عدد من الجمعيات الحقوقية الفرنسية وجهت دعوة إلى أفراد عائلة « العبيدي » من أجل تقديم شهادات حية على ما تعرض له أهالي الحوض المنجمي خلال الأحداث التي شهدتها مدينة الرديف سنة 2008 .  مشيرة إلى أن والدة « مظفر » رفضت ركوب الطائرة و السفر إلى فرنسا تضامنا مع ابنها.  وفي تصريح « لكلمة » قال مضفرلعبيدي أن وثائق سفره كانت مستكملة علي أحسن وجه وأنه لم تقدم له أي تبريرات حول هذا المنع معربا عن تفاجئه مما وقع معه.  من جهة أخرى قالت اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي بداية الأسبوع الجاري أن عناصر البوليس السياسي في مدينة الرديف اعتقلوا المواطن « محمد الخلايفي » بعد أن وجهت له تهمة « الإساءة للدولة و رموزها ». (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 04 جوان 2010)


بسم الله الرحمن الرحيم بيان في الذكرى التاسعة والعشرون للإعلان عن حركة النهضة

 


تمر اليوم الذكرى التاسعة والعشرون للإعلان عن حركة النهضة (حركة الاتجاه الإسلامي سابقا) في السادس من جوان 1981. ورغم امتداد عمر حركتنا في الزمان إلى سنوات عديدة قبل هذا التاريخ إلا أن الذاكرة الجماعية لحركتنا وشعبنا أبت إلا التعامل مع هذا التاريخ باعتباره محطة هامة في حياة الحركة الإسلامية في تونس. ففي هذا اليوم عبرت حركتنا عن التزامها بالعمل العلني الجماهيري في كنف الشرعية والقانونية وهو الخط الذي حكم مسارها ومازال على مدى الثلاثين سنة التي تلت الإعلان. وهو ذات المسار الذي أحرج خصومها السياسيين والإيديولوجيين فتتالت حملات الاستئصال والتنكيل للحيلولة دون الحركة واحتلال مكانها الطبيعي باعتبارها حركة إصلاح ديني واجتماعي وسياسي في بلادنا العزيزة. ونحن بعد هذه السنين الطويلة من المحن المتتالية وما قدمته حركتنا من آلاف الضحايا بين شهداء ومسجونين ومهجرين نجدد التزامنا بهذا النهج السلمي الباحث عن الشرعية في التغيير والذي حفظ على مدى السنوات الماضية بلادنا من السقوط في حمأة التقاتل الداخلي الذي عصف ببلاد كثيرة ، تحدونا ثقة تامة أن ذاكرة شعبنا وتاريخ البلاد لن يغفلا ما قدمته هاته الكوكبة من الشباب المخلص لدينه ولوطنه. ورغم ما أصاب حركتنا جراء تمسكها بحقها في الوجود وفي العمل القانوني و ما تعرضت له من محاولات الإقصاء فإن حركتنا تجعل نصب عينيها النضال من أجل رفع الضيم عن شعبنا وما يعانيه من استبداد وفساد وحيف كما نعتبر رسالتنا الحضارية هي تحقيق أشواق شعبنا  في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية واحترام هويته العربية الإسلامية باعتبارها ثوابت وطنية يتجند الجميع للدفاع عنها. ولئن اتخذت حركتنا من الانتظام وسيلة أساسية لتحقيق هذه الأهداف إلا إنها وفي هذه الظروف التاريخية التي تمر بها أمتنا وبما توفر للأفراد من وسائل الاتصال الجماهيري نتيجة لثورة التكنولوجيا تؤكد لأبنائها أن مشروع الحركة في الإصلاح أكبر من التنظيمات ولا يتوقف عليها. وتذكرهم بضرورة  تمثل هذه المبادئ العليا في أنفسهم والعمل على نشرها في محيطهم عملا بما جاء في الأثر من أن المؤمن كالغيث حيثما حلّ نفع خاصة في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به بلادنا في ظل استبداد السلطة وانغلاقها وقمعها لمعارضيها. تمر هذه الذكرى اليوم وأمتنا تتوالى فيها إرهاصات النهوض والعودة إلى الإجماع على قضيتها الأولى والمركزية فلسطين فيسجل كل يوم التحاق قوى جديدة من أحرار العالم وعمالقة كبار مثل الجمهورية التركية ذات المكانة الخاصة في وجدان المسلمين وهو يعكس ما تشهده منطقتنا من تحولات في موازين القوى لصالح شعوب المنطقة والقوى الوطنية  فيها. أما في تونس ورغم ثقل وطأة الاستبداد وما يفرزه من الفساد الاقتصادي والرشوة والمحسوبية وتكميم الأفواه وتوظيف القضاء في الخلافات السياسية وغياب بلادنا عن المساهمة الفاعلة في قضايا الأمة فإنّ شعبنا يشهد حراكا إيجابيا منذ سنوات يتمثل خاصة في ارتفاع الأصوات المنددة بالظلم والانسداد وفي التحركات الاجتماعية والطلابية وفي تكتل عدد من الأطراف السياسية والمدنية وفي إصرار الشعب على التمسك بدينه،واستغلال الوسائل الاتصالية الحديثة لفضح منظومة الاستبداد وآلياتها بما يؤكد أصالة شعبنا وجدارته بحياة حرة كريمة ومشاركة حقيقية في تسيير شؤونه بعيدا عن أساليب الوصاية والإكراه . إن حركة النهضة وهي تحيي ذكرى ميلادها : – تحيي أبناءها الصامدين داخل البلاد وخارجها وفي مقدمتهم رئيسها الأسبق د. الصادق شورو سجين الحرية الأقدم في بلادنا. وتدعوهم إلى  مواصلة جهادهم الناصب لتحقيق مبادئهم التي ضحوا من أجلها واستشهد إخوانهم عليها كما تناشدهم التزام قيم الإسلام وآدابه في الحوار حيثما كانوا.  – تحتسب ما أصابها احتسابا لا يمنع العمل على استرداد حقوق الضحايا والمنكوبين وتحقيق مصالحة وطنية شاملة أساسها الإنصاف والالتزام بإرساء حياة سياسية واجتماعية تقوم على الحق والعدل والحرية . – تجدد تمسكها بمشروعها الإصلاحي ذي الأبعاد الثقافية والاجتماعية والسياسية والهادف إلى إصلاح سياسي جوهره الحرية وإصلاح ديني وثقافي جوهره احترام هويتنا وثقافتنا العربية والإسلامية  و إثراؤها وإصلاح اقتصادي اجتماعي يحقق التنمية العادلة و الاستقرار الحقيقي غير المغشوش . – تؤكد حاجة البلاد إلى تحرير الحياة السياسية والإعلامية وتجدد التزامها بالعمل مع كل الأطراف السياسية الجادة على تحقيق الانتقال الديمقراطي الذي يوفر المناخ الضروري لمناقشة كل القضايا التي تهم شعبنا وتخدم مصالحه. « إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب »   لندن في 05 جوان 2010 الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة  


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي  في ذكرى 6 جوان 2008

 


مرت سنتان على أحداث إطلاق النار على الشباب المتظاهر في مدينة الرديف ، إطلاق نار أسفر عن استشهاد شابين : الحفناوي بن رضا المغزاوي،  الذي توفي برصاصة في ظهره وعبد الحق العمايدي ، الذي توفي بعد أشهر من المعاناة  بالمستشفى. شابان التحقا بهشام بن جدو العلايمي، الذي توفي بالصعقة في المولد الكهربائي لشركة فسفاط قفصة بتبديت ، أين كان معتصما مع مجموعة من الشبان من اجل الحق في الشغل يوم 5 ماي 2008. إطلاق نار خلف زيادة على الضحيتين العشرات من الجرحى من ضمن شباب كان يطالب بالحق في الشغل والعيش الكريم  ويحتج على المداهمات والتجاوزات والإتلاف في الممتلكات التي وقعت في الليلة السابقة بمدينة الرديف, إطلاق نار تلته إيقافات ومحاكمات  لكل القيادات التي كان لها دور هام في الحركة الاحتجاجية والمحافظة على صبغتها السلمية ، اللجنة الوطنية تجدد مطالبتها، بمناسبة مرور سنتين على هذه الذكرى ،بفتح تحقيق جدي في ظروف وأسباب إطلاق النار وفي التجاوزات العديدة التي صاحبت اقتحام المنازل والمحلات ومحاسبة المسؤولين الفعليين عن تأزم  الأوضاع  في المنطقة وإفساد التفاوض . كما تطالب بطي ملف محاكمة المحاكمات  نهائيا بإصدار عفو عام على قيادات الحركة الاجتماعية المسرحين وإرجاعهم إلى سالف عملهم وإطلاق سراح المسجونين وإيقاف التتبع ضد الملاحقين و سن سياسة حوار مع القيادات النقابية ومع المواطنين لإيجاد  الحلول الجادة  لقضايا البطالة والفقر والتدهور البيئي بمنطقة الحوض ألمنجمي.
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي  


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 5 جوان 2010

إطلاق سراح السيد  محمد الخلايفي إعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام


أطلقت السلطات الأمنية بجهة قفصة سراح السيد  محمد الخلايفي ، أصيل الرديف‘ الذي أوقف منذ يومين بتهمة « الإساءة لرموز الدولة  » عبر الانترانت. اللجنة الوطنية تعبر عن ارتياحها لهذا الإفراج وتهنئ السيد الخلايفي وعائلته وتتمنى أن يفرج في القريب العاجل عن    حسن بن عبد الله، المحكوم بأربع سنوات وشهر  وبقية مساجين الحوض ألمنجمي ، و إن يسقط  التتبع ضد الصحفي   الفاهم بوكدوس ،الذي سيمثل أمام محكمة الاستئناف في 22 جوان  والناشط الحقوقي محي الدين شربيب، المحكوم غيابيا بسنتين من اجل مساندته للحركة ، وان يسنّ عفو  عام بحق قيادات الحركة الاجتماعية بالرديف،  الذين أطلق سراحهم في نوفمبر الماضي   كي يعودوا إلى سالف عملهم.
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي  


خفر السّواحل الإيطالي يلقى القبض عل مجموعة من الشباب التونسي


حرر من قبل نزار في الجمعة, 04. جوان 2010 قام أكثر من عشرين شابا من مدينة الشابة بالابحار خلسة إلى ايطاليا في اللّيلة الفاصلة بين الاربعاء 2 جوان والخميس 3 جوان الفارط. وقد استقلّ الشبّـان، الّذين لا تتجاوز أعمار أغلبهم الـثلاثة وعشرين سنة، مركبا سرقوه من الميناء البحري بالشابة وتوجّهوا إلى إيطاليا مغتنمين تحسّن واستقرار الأحوال الجويّة.  وعلمت عائلات المهاجرين أنّ خفر السّواحل الإيطالي ألقى القبض على الشّبان في المياه الاقليميّة الايطاليّة وتمّ توجيههم الى مراكز احتفاظ. وتجدر الاشارة أنّ سواحل الشّـابة والمدن المجاورة لها هي نقطة انطلاق عدد كبير من مراكب الهجرة السريّة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 04 جوان 2010)

تأجيل الجلسة العامة لنقابة الصحفيين


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 04. جوان 2010 كان من المقرر أن تنعقد الجلسة العامة لنقابة الصحافيين اليوم السبت 5 جوان إلا أنه تقرر تأجيلها إلى يوم 16 جوان من أجل تمكين ممثل الاتحاد الدولي للصحفيين من الحضور والإشراف على الجلسة العامة. و سيكون يونس مجاهد هو ممثل الفيج خلال هذه الجلسة التي سيطرح خلالها مسالة المؤتمر الاستثنائي الذي اتفق على عقده خلال مؤتمر الاتحاد الدولي للصحفيين الذي انعقد الأسبوع الماضي باسبانيا و من المنتظر حسب عدد من أطراف النقابة الشرعية للصحفيين أن ينعقد المؤتمر الاستثنائي في ديسمبر القادم. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 04 جوان 2010)

3 شبان من بوسالم يحاولون الانتحاربحرق أجسادهم


حرر من قبل المولدي الزوابي في الجمعة, 04. جوان 2010 قال شهود عيان بأن الشقيقين نزار وشاكر الصولي(23 و25 سنة) قاطنان بحي 7 نوفمبر بمدينة بوسالم ينتميان إلى عائلة فقيرة تتكون من 7 أفراد بها خريجي جامعة عاطلان عن العمل حاولا يوم الجمعة 4 جوان الجاري حرق جسديهما بواسطة البنزين بعد أن سكباه على أجسادهما وداهما مركز شرطة المدينة على الساعة الواحدة فجرا مصحوبان بسيف وقارورتي بنزين معلنين عزمهما على الانتحار ومعبرين في الوقت ذاته عن تردي ظروفهما الاجتماعية . وحسب نفس المصادر فإن أحدهما صعد إلى سطح المركز محاولا الالتفاف بالعلم فيما عجز الآخر عن الصعود بعد أن حضر أعوان الأمن الذين القوا القبض عليه. وقد ساهم حضور بعض الأقارب والأصدقاء في تخلي الشابين عن عزمهما على الإنتحار حرقا.  وأفادت نفس المصادر بأن الشابين اقتيدا على الفور إلى منطقة الأمن الوطني بجندوبة وأنهما لازالا محل احتفاظ. وفي سياق متصل علمت كلمة أن شابا آخر يقطن بنفس الحي حاول مساء يوم الخميس (قبل ساعات من حادثة الشابين) حرق جسده بعد أن سكب البنزين نفسه غير أن حضور امرأة يكن لها الاحترام سارعت إلى احتضانه قبل الشروع في اشعال النار وحالت دون تنفيذ تهديده.  جدير بالذكر بأن حي 7 نوفمبر والمعروف بحي « البردعة » هو أكبر الأحياء الشعبية في مدينة بوسالم يشهد منذ سنوات محاولات انتحار حرقا انتهي بعضها بالوفاة، كان آخرها انتحار الشاب محمد الحمدي (25 سنة) الذي أحرق نفسه صباح الإربعاء 19 ماي المنقضي وفارق الحياة بعد أربعة أيام. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 04 جوان 2010)


المجتمع المدني وعسر الفعل  


بقلم : صالح عطية
إذا ما تأمل المرء في وضع الجمعيات والمنظمات التونسية التي تنتمي لما يسمى بالمجتمع المدني ، سيلاحظ أن جميعها تقريبا يمرّ بفترة حرجة ودقيقة ..ويزداد هذا الحرج كلما اقترب موعد  الانتخابات فيها، بحيث يتعالى الضجيج وتكثر التجاذبات بين هذا وذاك، وتكال الاتهامات لهذا المعسكر ضد الشق الآخر وتنشط التحالفات التي سرعان ما تتلاشى بعد كل مؤتمر قبل أن يبوح الصندوق الانتخابي بفوز طرف ، كثيرا ما كان يجد نفسه عرضة لإنتقادات وعمليات تشكيك في سلامة فوزه، سواء كان هذا الطرف من الحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي) أو من المعارضة .. ينسحب الأمر في هذا السياق على المكونات الرئيسية للمجتمع المدني، ونعني هذا تحديدا رابطة حقوق الإنسان وعمادة المحامين وابنتها الشرعية جمعية المحامين الشبان وعدول التنفيذ ونقابة الأطباء وعمادة المهندسين وجمعية القضاة ..وغيرها. فجميع هذه المنظمات تعيش اليوم حالة من التوتر والتجاذبات بلغ حدّ التشكيك في شفافية الانتخابات وفي مصداقية الفائزين، ومدى استقلاليتهم وعلاقتهم بالحزب الحاكم أو تناقضاتهم معه…والتعليق الذي يتردد على ألسنة الناشطين في هذه الجمعيات أو الملاحظين هو ان هذه المنظمات « مهددة بالإنفجار الداخلي » في إشارة إلى الخلافات التي تشقها والتي بلغ في بعضها – على الأقل – حد التعفن الذي يهدد استمرارها.. فثمة كلام كثير عن فساد في التصرف ..وسوء تقدير لبعض التوازنات السياسية عند اتخاذ المواقف وتحبير البيانات وصراعات بين بعض الرموز والقيادات والكوادر وتباينات إلى حد التناقض بين بعض مكونات المنظمة الواحدة، فيما يتحدث البعض الآخر عن محاولات لشطب أسماء وتصفية آخرين بذرائع مختلفة ومسوّغات من الصعب على المرء تأكيدها أو نفيها.. والحقيقة أن الوضع الذي تمرّ به العديد من المنظمات التونسية ،وإن بدرجات متفاوتة ،يعكس ثلاثة أمور لافتة: – بداية تآكل هذه الجمعيات على خلفية علاقتها بالسياسة التي تعدّ الملف الأكثر تعقيدا في إدارته والتعامل معه ومعالجة الاشكاليات المحيطة به. – أن معظم هذه المنظمات تخلو من « الثقافة المؤسساتية » ما يجعل الخلافات والصراعات داخلها تتجاوز بعدها الإيجابي من حيث هي علامة صحة، إلى كونها مؤشرا على تردّي العلاقات فيما بين أعضائها بشكل لا يسمح بتقوية عودها ومن ثم تحويلها إلى مؤسسة قادرة على الحياة والإستمرار حتى وإن تسربت إليها الصراعات . – ان الإشتباكات السياسية والفكرية صلب عديد المنظمات تقوم على مبدإ « الغنيمة السياسية » وليس بغاية إثراء المنظمة وتطويرها وجعلها رقما في المجتمع المدني ..والنتيجة لكل ذلك وجود جمعياتنا أو معظمها في وضع أقل ما يقال عنه أنه غير منتج .. – ولا شك أن هذا الوضع تأثر بالمناخ العام السائد في البلاد حيث المجتمع المدني ضعيف ، والأحزاب هشة في أغلبها والقوانين قد لا تكون ملائمة لوضع أفضل وأنشط للمجتمع المدني ما يفسر – وفقا لهذه العوامل مجتمعة – إصرار عديد الأطراف السياسية والحزبية والنقابية على « شيطنة » هذه المنظمات وتقديمها كبعبع يهدد المشهد العام ويخيف لاعبيه والمستفيدين منه من أنصاف النشيطين هنا وهناك.. – لنمأسس المنظمات ..ونعقلن « سلوكها »..ولنجعل من المناخ العام عاملا مهيئا لأدائها الدور المنوط بعهدتها  » عندئذ فقط يكف البعض عن « شيطنتها » .   (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 140 بتاريخ 4 جوان 2010)


توفيق بكار تونس تتابع عن كثب تطور الوضع في منطقة اليورو


رغم تحسن آفاق النمو في بعض مناطق العالم، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية واسيا وكذلك بعض البلدان الأوروبية، فان الوضع لا يزال يتسم بعدم الوضوح جراء تأثيرات أزمة الديون السيادية وسياسات التقشف التي اعتمدتها بعض بلدان منطقة الأورو ولاسيما اليونان واسبانيا والبرتغال. هذا ما تم التأكيد عليه خلال المحادثات التي دارت أثناء استقبال السيد توفيق بكار محافظ البنك المركزي التونسي لوفد من صندوق النقد الدولي الذي يؤدي زيارته السنوية الى تونس في اطار المشاورات التي ينص عليها الفصل الرابع من القانون الاساسي للصندوق. وتتواصل زيارة الوفد الى تونس الى 15 جوان 2010 حيث ستكون له لقاءات مع ابرز الوزارات والمسوءولين عن القطاعات الاقتصادية والمالية. وتناولت المحادثة التطورات الاقتصادية والمالية الاخيرة المسجلة على الساحة الدولية، ولاسيما تطور الوضع فى منطقة اليورو. وبين السيد توفيق بكار، فى هذا الصدد، ان تونس تتابع عن كثب تطور الوضع فى منطقة اليورو، مذكرا بقرار رئيس الدولة القاضي باحداث لجنة لمتابعة الوضع الاقتصادي والمالي فى منطقة اليورو بدلية من شهر ماي الماضي بهدف التشخيص الاني للتداعيات المحتملة على الاقتصاد الوطني واقتراح الاجراءات الكفيلة بضمان سلامة الاقتصاد التونسي وتامين قدرته على تحقيق الاهداف المرسومة. وقدم أهم محاور الإصلاحات التي اتخذتها تونس والرامية إلى المحافظة على التوازنات العامة للاقتصاد وذلك على المديين المتوسط والطويل ومزيد التقليص من مستويات الدين العمومي والخارجي. واستعرض محافظ البنك المركزي التونسي النتائج التي حققها الاقتصاد الوطني سنة 2009 وخلال الأشهر الأولى من سنة 2010 مشيرا الى انه رغم مؤشرات الصمود التي أظهرها الى حد الآن الاقتصاد الوطني فان حالة الغموض التي لا تزال تهيمن على الوضع الدولي وخاصة منطقة الأورو ابرز شريك اقتصادي ومالي لتونس، تدعو البلاد إلى مزيد من اليقظة لبلوغ الأهداف في مجال النمو وخلق مواطن الشغل والمحافظة على التوازنات العامة للاقتصاد الوطني.
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 05 جوان 2010)
 


الاستقواء بالأجنبي من حصار اشبيلية إلى سقوط بغداد….

 


مشهدان من تاريخ امتنا، أولهما أيام ملوك الطوائف بالأندلس حيث تشتتت الدولة الإسلامية إلى دويلات متناحرة، استقوى بعضها على بعض بملك اسبانيا « ألفونس » الذي تحالف معه ملك أشبيلية المعتمد بن عبّاد، و لكن سرعان ما نكث « ألفونس » وعده وهدّد ابن العباد باحتلال مدائن اشبيلية إذا لم يدفع له الجزية. عندها  أدرك المعتمد بن عبّاد خطأه و قرّر الاستنجاد بدولة المرابطين بالمغرب و بأميرها يوسف بن تاشفين، رغم معارضة مساعديه و على رأسهم ابنه الرشيد الذي قال له  » يا أبت أتدخل علينا في أندلسنا من يسلبنا ملكنا و يبدّد شملنا » فردّ عليه المعتمد بمقولته الشهيرة  » أي بني، رعي الإبل عند ابن تاشفين والله خير لي من رعي الخنازير عند ألفونس ».   أما المشهد الثاني فهو قريب منّا عاصرناه جميعا، يوم سقطت بغداد، لقد كان يوم ذلّ و هوان على امتنا، إذ استباحها مغول القرن الواحد والعشرون و دخل معهم الطابور الخامس على ظهر الدبابة الأمريكية، فانهارت الدولة و كانت النتيجة ليس حلول الديمقراطية كما  كانوا يروّجون و إنما مأساة لا يزال العراق يعاني ويلاتها إلي اليوم.    هذان المشهدان برغم تباعدهما في المكان و الزمان، يلخصان حدود الاختلاف بين أبناء الأمة أو الوطن الواحد، ويضعان ميزان الولاء الّذي على أساسه تتخذ المواقف و ترسم حدود الاختلاف.   إن ما نشهده اليوم من سلوكيات لدى بعض المحسوبين على المعارضة في بلادنا ممن اعتادوا الارتزاق و التمسّح على أعتاب بعض المنظمات و الجمعيات الغربية المشبوهة و التي عوّدتنا بسياسة المكيالين خاصّة تجاه قضايا أمتنا المركزية،العراق و فلسطين، في محولة لإضعاف موقف الدولة التونسية خلال مفاوضات « الشريك المتقدم مع المجموعة الأوروبية » ، يشكل ضرر باقتصاديات بلادنا و رفاه شعبنا. وسيلتهم إثارة و تضخيم بعض القضايا المفتعلة بتوظيف ملف حقوق الإنسان من ناحية و استغلال حالة هستيريا الأسلامفوبيا التي تعيشها  المجتمعات الأوروبية من ناحية أخرى، مصورين للغرب أن ما تحقّق من إجراءات متعلقة بدعم هوية تونس و تحصينها ضدّ مظاهر التطرّف و الانحراف، هو  تراجع على مكتسبات الجمهورية و دعم لشقّ من الإسلاميين على حساب الدولة العلمانية!!! < 1 >   و الغريب أن بعض هؤلاء كانوا بالأمس القريب منتفعين بالمال العام باعتبار المناصب الرسمية التي شغلوها،  نجدهم اليوم يوظفون علاقاتهم الخارجية لا لخدمة تونس و أهلها في هذا الظرف الاقتصادي العصيب، و إنما لمصالحهم الفئوية الضيّقة ولو كانت على حساب مصالح تونس و وشعبها.   أمام هذه الحملات التي لا يقبلها تونسي غيور على وطنه مهما كان عمق الاختلافات السياسية التي يعيشها في بلاده، و حتى لا تتحوّل المعارضة إلى تخريب، كما ذكر الدكتور أحمد القديدي في مقاله بتاريخ 26 ماى 2010 ، لابدّ أن ندرك  إن مصلحة الوطن و أمنه لا يمكن أن تعلو عليها مصلحة فئوية أو فردية ، كما أن الدولة هي القاسم المشترك بين كل التونسيين و إن انهيارها خطر كبير لا يمكن الاستهانة به و الأمثلة على ذلك كثيرة، ما حدث في الجزائر خلال أوّل التسعينيات و ما يحدث اليوم في العراق و في أفغانستان و الصومال…   إن تحصين أمن  بلادنا في كل مجالاته ضرورة حيوية ترعاها الدولة بمؤسساتها القانونية و الدستورية، كما تذود عنه كافة مكونات المجتمع التونسي السياسية و المدنية في إطار ميثاق وطني يدفع إلى إرساء حوار صادق يؤدي إلى إجماع يحشد الجهود من أجل مسيرة البناء و التنمية التي تحصّن بلادنا سياسيا و اقتصاديا أمام التحديات الاقتصادية العالمية.    الأزهر عبعاب – باريس   http://www.citoyensdesdeuxrives.eu/better/index.php?option=com_content&view=article&id=595:le-mondefr–debat-avec-khemais-chammari&catid=118:les-points-de-vue&Itemid=123


إشكالية الرعية والمواطنة   7/8

 


  بقلم علي شرطاني – تونس    ولا أرى أن الحديث عن التمييز هو الحديث الصحيح، لكني أرى الأمر يتعلق بالتميز الذي يجب أن يكون. فالمساواة وعدم التمييز بين المواطنين والرعايا في الدولة لا يكون إلا بوضع الخصائص الدينية والعرقية والجنسية والأثنية والقومية والفئوية والطبقية وغيرها جانبا في ما يتعلق بإدارة الشأن العام، ولكن يمكن أن يكون ذلك في إطار إدارة الشأن العام نفسه، وذلك بإسناد الوظائف والمهن والمواقع لكل مواطن في الدولة الإسلامية بحسب تميزه الديني والعرقي والإثني والجنسي والطبقي والجهوي والفئوي، ووفق الكفاءة في ما هو ميسر لكل مواطن انسجاما مع معتقده ولونه وعرقه ولغته… » حتى سمى النبي صلى الله عليه وسلم عددا كبيرا من أهل الذمة في وظائف حكومته ». فذكر العلامة الباكستاني محمد حميد الله في كتابه  » نبي الإسلام  » أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى سفيرا له في الحبشة هو عمرو بن أمية الضميري – وهو غير مسلم كما سمى في وظائف تعود إلى الدولة عددا من المشركين لتعليم القراءة والكتابة كما كلف بعض المشركين بمهام استعلامية (الجوسسة ) وسمى عمر بن الخطاب في ديوانه عددا من الكتبة الذميين واتسع نفوذ هؤلاء في الدولة الإسلامية حتى كان منهم الوزراء وغيرهم.. حتى أن بعض المستشرقين المؤرخين تعجبوا من هذه الظاهرة فقال آدم متز  » من الأمور التي نعجب بها كثرة عدد العمال والمتصرفين غير المسلمين في الدولة الإسلامية « .(1) ولتأكيد شمول معنى مصطلح الرعية الذي يختزل المساواة التامة والكاملة في الحقوق والواجبات، ويظهر ويؤكد على أن الكل راع والكل مسؤول عن الرعية تثبيتا لمسؤولية الكل في المجتمع على الكل، مع الإبقاء لكل على التميز والخصوصية الدينية والعرقية وعلى أساس اللون واللسان والطبقة والجهة وغيرها، دون تفوق جهة عن جهة، أو طرف عن طرف، أو فئة عن فئة، أو مجموعة عن مجموعة، أو فرد عن فرد كبيرا كان أو صغيرا، ذكرا كان أو أنثى أي رجلا كان أو امرأة، مسلم كان أو يهوديا أو مسيحيا أو زردشتيا أو هندوسيا أو بوذيا أو مجوسيا…إلى آخر ذلك من المعتقدات والأديان، والألوان والأعراق والأجناس والألسن…فقد كان كل هؤلاء مكونا من مكونات النسيج الإجتماعي في الدولة الإسلامية، وما ضاقت بهم ولا ضاقوا بها ذرعا، واستمر بقاءهم يتمتعون فيها بكل حقوقهم، ويقومون بكل واجباتهم على نفس قدم المساواة حتى سقطت تدريجيا سنة 1925 . هذه حقيقة تاريخية معلومة بصرف النظر عما يثيره بعض المناهضين للنظام الإسلامي وللدولة الإسلامية من مسائل تبدو لهم من خلال فهمهم غير البريء لها أنها تمثل تمييزا ينتقص من المستوى المطلوب من المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات لكل الرعايا أو المواطنين الذي يجب أن يكون موجودا، من مثل مسألة أهل الذمة في الدولة الإسلامية، ومسألة النظرة الدونية التي يحملها الإسلام لليهود والنصارى وأصحاب الديانات والعقائد الأخرى المخالفة للإسلام، ومسائل أخرى لا شيء فيها مما يقولون من تمييز، ونظرة دونية ومعاملة خاصة منتقصة من الحقوق والواجبات سواء بسواء. ففهمهم لكل ذلك على ذلك النحو وتعمدهم البقاء والإبقاء عليه هو انتصار منهم للعلمانية ومناهضة للإسلام. وبقدر ما كانت حركة الإصلاح والبناء العربية الإسلامية مؤكدة على المعاني والمفاهيم الصحيحة للمصطلحات العربية الإسلامية القديمة مثار الجدل القائم في ساحات التناظر الفكري والصراع السياسي والتنازع الإجتماعي، وتوضيح أوجه الإتفاق والإختلاف بينها وبين ما يمكن أن تكون مرادفات لما في الثقافة الغربية الصليبية اليهودية اٌستعمارية الصهيونية، بقدر ما كانت حركة الفساد والهدم العلمانية اللائكية الحليف الإستراتيجي للإستعمار والصهيونية حريصة على التمكين للمفاهيم والمعاني القديمة لتلك المصطلحات لتبرير رفضها لها وعدم قبولها بها، وغير مهتمة بما يقوم به أبناء الأمة في حركة التحرير العربية الإسلامية من تصحيح وتوضيح واجتهاد وإبداع في هذا الإتجاه، تمكينا لمفاهيم ومعاني المصطلحات في الثقافة الغربية التي أصبحوا مؤمنين بها ورافضين لغيرها، وعاملين بكل جهد وبكل الوسائل على فرضها على الشعوب… ولذلك ومن موقع الفهم لمعنى الراعي والرعية، ولما في ذلك من تساو بين كل الناس، ولما في ذلك من   تقديم للمسؤولية على الحقوق والواجبات باعتبار أن شعب الدولة الإسلامية في النظام الإسلامي هو شعب مسؤول وشعب مسؤوليات قبل أن يكون أفراده أصحاب حقوق وواجبات. ولذلك جاء قول الخليفة   الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم الصديق أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه لما تولى الخلافة : » أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت فلا طاعة لي عليكم « .                                        وقول الفاروق عمر رضي الله عنه في حشود من المبايعين : » ما تقولون إذا ملت برأسي هكذا ؟؟  » فيجيبه أحد الصحابة وقد استل سيفه وشق به الهواء  » إذا نقول بالسيف هكذا  » !! وهذا حفيده الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يقول لما ولاه المسلمون أمرهم:  » لست إلا كأحدكم غير أني أثقلكم حملا « . هكذا تكون العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وبين الراعي والرعية، وبين النظام السياسي والمواطنين في النظام الإسلامي. فليس الراعي بخير من الرعية ولكنه أثقلهم حملا. والراعي يستثير الرعية لينظر ماذا يكون موقفها من الميل برأسه يمنة ويسرة ويحيد عن الطريق ويضل عنها، فإذا بواحد منها يجيبه مباشرة في نفس الوقت وفي نفس المكان، لا ليلومه أو ينهاه أو حتى ينصحه، ولكن ليقول لرأسه بالسيف هكذا يمنة إن مال يمنة ويسرة إن مال يسرة. فإذا كان هذا منطق الرعية مع الراعي في الثقافة الإسلامية وإذا كانت العلاقة هكذا، فإنه يترتب عن مثل هذا المنطق وهذه العلاقة في معنى المواطنة في الثقافة الغربية الصليبية الإستعمارية إلقاء القبض على هذا المواطن مباشرة لما يعتبر أنه قد أصبح يمثله من تهديد للإستقرار والأمن على رمز السيادة والوحدة، والضامن لاستمرار صيغة التعاقد الإجتماعي التي تكون قد أصبح ينظر إليها على أنها قد أصبحت مهددة لما في ذلك التهديد من خطورة على الجميع وهكذا…   – وبالمثال يتضح الحال : – [يصعد عمر بن الخطاب المنبر يوما فيقول:  » يا معشر المسلمين ماذا تقولون لو ملت برأسي إلى الدنيا هكذا »..؟؟ فيشق الصفوف رجل ويقول وهو يلوح بذراعه كأنها حسام ممشوق:- » إذا نقول بالسيف هكذا ».. فيسأله عمر : إياي تعني بقولك..؟؟ فيجيب الرجل: نعم إياك أعني بقولي. ! فتضيء الفرحة وجه عمر . ويقول:  » رحمك الله …والحمد لله الذي جعل فيكم من يقوم عوجي »… هذا موقف أحد الرعية في ممارسة حقه في التعبير عن رأي الراعي الذي كان يشير إلى إمكانية الإنحراف عن الجادة والذهاب إلى ما لا يجوز له مما يلحق ضررا بالرعية. فنحن أمام رعية كان راعيها قد بدأ الحديث في اجتماع له مع فريق من مستشاريه من الأنصار المشهود لهم بالحنكة والكفاءة ونضج التجربة قائلا:  » إني دعوتكم لتشاركوني أمانة ما حملت من أمركم.فإني واحد كأحدكم وأنتم اليوم تقرون بالحق . خالفني من خالفني ووافقني من وافقني. ولست أريد أن تتبعوا هواي فمعكم من الله كتاب ينطق بالحق. فوالله لئن كنت نطقت بأمر أريده فما أريد به إلا الحق »… وهو الذي دخل عليه حذيفة ذات يوم فوجده مهموم النفس باكي العين فيسأله : ماذا يا أمير المؤمنين ؟؟ فيجيب عمر: » إني أخاف أن أخطىء فلا يردني أحد منكم تعظيما لي « . يقول حذيفة فقلت له:  » والله لو رأيناك خرجت عن الحق لرددناك إليه « . فيفرح عمر ويستبشر ويقول: » الحمد لله الذي جعل لي أصحابا يقومونني إذا اعوججت « . فأي معنى للمواطنة والمواطن في هذا المعنى للراعي وللرعية في هذه الممارسة التاريخية السابقة لكل هذه المفاهيم الحديثة في الثقافة الغربية المعاصرة. فإذا كانت المواطنة تعني التمتع بالحقوق بالنسبة للمواطن وبالقيام بالواجبات بالنسبة للقيادة في الثقافة العلمانية الغربية فنحن أمام معنى للرعية كما للفرد فيها من حقوق فإن عليه فيها واجبات. فنحن أمام قيادة حريصة على حقوق الناس أكثر من حرص الناس أنفسهم على حقوقهم. ونحن أمام مواطنون رعايا على نفس القدر من الحرص على حقوقهم منهم على قيام القيادة الراعي على ذلك. يصعد عمر بن الخطاب المنبر ذات يوم  » ليحدث المسلمين في أمر جليل، فيبدأ خطبته بعد حمد الله بقوله:  » اسمعوا يرحمكم الله « …ولكن أحد المسلمين ينهض قائما فيقول:  » والله لا نسمع …والله لا نسمع…؟ فيسأله عمر في لهفة : ولم يا سلمان…؟ فيجيب سلمان:  » ميزت نفسك علينا في الدنيا أعطيت كلا منا بردة واحدة وأخذت أنت بردتين… » فيجيل الخليفة بصره في صفوف الناس ثم يقول: » أين عبد الله بن عمر …؟ فينهض ابنه عبد الله : ها أنذا يا أمير المؤمنين … فيسأله عمر على الملأ : من صاحب البردة الثانية..؟؟ فيجيب عبد الله أنا يا أمير المؤمنين … ويخاطب عمر سلمان والناس معه فيقول:  » إنني كما تعلمون رجل طوال ولقد جاءت بردتي قصيرة فأعطاني عبد الله بردته فأطلت بها بردتي .. فيقول سلمان وفي عينه دموع الغبطة والثقة :  » الحمد لله ..والآن قل نسمع ونطيع يا أمير المؤمنين] . – [  » يخطب الناس يوما فيقول:  » لا تزيدوا مهور النساء على أربعين أوقية فمن زاد ألقيت الزيادة في بيت المال ».. فتنهض من صفوف النساء سيدة تقول: » ما ذاك لك.. ». فيسألها : ولم..؟ فتجيبه : لأن الله تعالى يقول: » …وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا »… فيهلل وجه عمر ويبتسم ويقول عبارته المأثورة  » أصابت امرأة وأخطأ عمر ». و »بعد أن عزل خالد بن الوليد جمع الناس في المدينة وقال لهم : » إني أعتذر إليكم من عزل خالد فإني أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين فأعطى ذوي البأس ودوي الشرف ودوي اللسان » فنهض أبو عمرو بن حفص بن المغيرة وقال:  » والله ما أعذرت يا عمر ولقد نزعت فتى ولاه رسول الله وأغمدت سيفا سله رسول الله ووضعت أمرا رفعه رسول الله وقطعت رحما وحسدت بني العم.. » أجل وما زاد عمر على أن ابتسم ابتسامة صافية وقال مخاطبا أبا عمرو » إنك قريب قرابة حديث السن تغضب في ابن عمك » ].. وهذا مشهد آخر من مشاهد العلاقة بين الحاكم والمحكوم وبين الرعية والراعي الذي يتجلى فيه الفرق بين معنى الرعية والمواطنة الذي اتخذ فيه المعاصرون من العلمانيين خاصة في أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين المواطنة بديلا عن الرعية التي كانوا يعطونها معنى مبتذلا متخلفا غير ذي دلالة لا يرتقي إلى معنى المواطنة في الثقافة الغربية. – [ » كان(عمر بن الخطاب رضي الله عنه) يجتاز الطريق يوما ومعه الجارود العبدي فإذا امرأة تناديه وتقول:  » رويدك يا عمر حتى أكلمك كلمات قليلة.. ويلتفت عمر وراءه ثم يقف حتى تبلغه السيدة فتقول له وهو مصغ مبتسم : » يا عمر عهدي بك وأنت تسمى عميرا تصارع الفتيان في سوق عكاظ فلن تذهب الأيام حتى سميت عمر …ثم لم تذهب الأيام حتى سميت « أمير المؤمنين « .. فاتق الله في الرعية واعلم أن من خاف الموت خشي الفوت « .. فقال لها:  » الجارود العبدي اجترأت على أمير المؤمنين..فجذبه عمر من يده وهو يقول:  » دعها فإنك لا تعرفها هذه خولة بنت حكيم التي سمع الله قولها من فوق سبع سماواته وهي تجادل الرسول في زوجها وتشتكي إلى الله فعمر والله أحرى أن يسمع كلامها.. »] فإذا كانت تلك علاقة الراعي عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك الزمان مع هذه الرعية خولة بنت حكيم، فكيف هي علاقة أي مواطن في أكثر الدول التي يتمتع فيه الإنسان المعاصر بمواطنته بالحاكم مهما كان هذا الحاكم ديمقراطيا ؟ فإذا كانت علاقة الراعي بالرعية في ذلك الوقت على ذلك النحو، فإن ذلك ما يمكن أن يكون على نحو أفضل في العلاقة بين المواطن والحاكم في هذا الزمن، لأن هذه الظروف أفضل في الحقيقة في العالم اليوم من تلك الظروف أو يمكن أن تكون أفضل. فإذا كانت العلاقة في ثقافة الراعي والرعية العربية الإسلامية علاقة مباشرة، فإن علاقة المواطن بالحاكم في الثقافة الغربية المعاصرة علاقة غير مباشرة، وهي التي يمكن أن تكون في الحقيقة أكثر قربا وأن تكون مباشرة أكثر، خاصة مع التقدم التقني والعلمي في مجالات الإتصال والمواصلات وغيرها… [ في موسم الحج وعلى ملأ من الأعداد الهائلة من حجاج المسلمين القادمين من كل بلد جمع عماله وولاته جميعا ووقف خطيبا:  » أيها الناس إني والله لا أبعث عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم ولكن أبعثهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنة نبيكم فمن فعل به سوى ذلك فليرفعه إلي. فو الذي نفسي بيده لأمكننه من القصاص..] [يسأل وفدا زاره من أهل حمص عن واليهم عبد الله بن قرط فيقولون: » خير أمير يا أمير المؤمنين لولا أنه قد بنى لنفسه دارا رافهة.. ويهمهم عمر : دارا رافهة ..؟ يتشامخ بها على الناس ؟ بخ بخ لابن قرط.. ثم يوفد إليه رسولا ويقول له: ابدأ بالدار فأحرق بابها ..ثم إئت به إلي.. ويسافر الرسول إلى حمص ويعود بواليها فيمتنع عمر عن لقائه ثلاثة أيام ثم في اليوم الرابع يستقبله ويختار للقائه مكان « الحرة  » حيث تعيش إبل الصدقة وأغنامها.. ولا يكاد الرجل يقبل حتى يأمره عمر أن يخلع حلته ويلبس مكانها لباس الرعاة ويقول له : » هذا خير مما كان يلبس أبوك … » ثم يناوله عصا ويقول له:  » وهذه خير من العصا التي كان أبوك يهش بها على غنمه » ثم يشير بيده إلى الإبل ويقول له:  » اتبعها وارعها يا عبد الله  » ثم بعد حين يستدعيه ويقول له معاتبا: » ها أرسلتك لتشيد وتبني..؟ارجع إلى عملك ولا تعد لما فعلت أبدا..] – [وفي الوقت الذي تجمع الفرس وحلفاؤهم في نهاوند..وسعد بن أبي وقاس يتهيأ لمنازلة جيوشهم اللجبة تصل المدينة شكوى ضد سعد فيستدعيه عمر فورا غير منتظر قليلا ريثما تنتهي المعركة الموشكة على البدء والإندلاع..ذلك لأن عمر يرى أنه إذا كانت الشكوى صحيحة وصادقة فلن يبقي على سعد حتى لو خسر المسلمون المعركة كلها..لأن النصر كما يقول عمر إنما يبطىء عن كل قائد أو جيش يجترح السيئات.. وهكذا وفي هذا الظرف الدقيق الحرج يرسل عمر محمد بن مسلمة إلى هناك ليفحص الشكوى فإن وجدها حقا عاد بسعد إلى المدينة .. ويذهب محمد بن مسلمة ويأخذ بيد سعد الفاتح الأعظم والوالي المهيب ويطوف به على الناس يسألهم الرأي فيه..فقوم يقولون عنه خيرا..وآخرون يحصون له بعض مآخذهم..وأخيرا يصطحبه ابن مسلمة إلى المدينة. – [ وإنا لنعرف نبأه مع حاكم مصر وفاتحها عمرو بن العاص حين وفد عليه من مصر فتى مكروب يقول: » يا أمير المؤمنين هذا مقام العائذ بك… ويستوضحه النبأ فيعلم منه أن محمد بن عمرو بن العاص قد أوجعه ضربا لأنه سابقه فسبقه فعلا ظهره بالسوط وهو يقول: » خذها أنا ابن الأكرمين.. وأرسل أمير المؤمنين يدعو عمرو بن العاص وانبه محمدا يقول أنس بن مالك: »..فوالله إنا لجلوس عند عمر وإذا عمرو بن العاص يقبل في إزار زرداء فجعل عمر يتلفت باحثا عن ابنه محمد فإذا هو خلف أبيه. فقال أين المصري؟ قال: ها أنا ذا يا أمير المؤمنين .. قال عمر : » خذ الدرة واضرب بها ابن الأكرمين .. فضربه حتى أثخنه ونحن نشتهي أن يضربه فلم ينزع حتى أحببنا أن ينزع من كثرة ما ضربه وعمر يقول: » اضرب ابن الأكرمين . ثم قال عمر:  » أجلها على صلعة عمرو فوالله ما ضربك إلا بفضل سلطانه » . قال الرجل : » يا أمير المؤمنين قد استوفيت واشتفيت وضربت من ضربني.. قال عمر:  » أما والله لو ضربته ما حلنا بينك وبينه حتى تكون أنت الذي تدعه.. ثم التفت إلى عمرو وقال :  » يا عمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟ والتفت إلى المصري وقال له:  » انصرف راشدا فإن رابك ريب فاكتب إلي.. » ]   ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) حقوق المواطنة – وضعية غير المسلم في المجتمع الإسلامي : الشيخ الأستاذ : راشد الغنوشي.  


التهم المتكررة

بقلم عبد الرحمن الكريفى     إن الصعود التاريخي لحزب العدالة والتنمية التركي ليس وليد اللحظة التاريخية الغزاوية ولم يكن من بوابة الصراع الشرق أوسطى الفلسطيني بل بدا قبله بكثير، بدا منذ أن شق قادة حزب العدالة والتنمية  طريقهم بكل ثبات وسط أمواج البحر الاربكانى الرفاهى المتلاطم ووسط الحملة الاخوانية العالمية عموما ضد المنشقين الجدد والمارقين المتهورين الذين قالوا وبكل جرأة للأب الروحي ورمز المجددين نجم الدين اربكان ،قف هنا! أو بالأحرى هنا المفترق!هذا الخيار الجريء لأصحابه وخصوصا لرئيس الحزب رجب طيب ادروغان ورفيق دربه عبد الله غول لم يمر بسلام أو من دون ثمن بل صاحبه حملة تشهير داخلية قوية من الإسلاميين أنفسهم وتطورت إلى حملة تشكيك وتخوين ويكفى أن نتذكر من باب الذكر لا الحصر ما ردده الدكتور المختص في نقد الحركة الإسلامية المعاصرة عبد الله النفيسى عند صعود الحزب إلى سدة الحكم ولم يكن الوحيد في هذا النقد بل يمكن اعتباره ملخصا لنقد التيار الإسلامي العالمي لهذا المولود الجديد، يقول الدكتور عبد الله النفيسى بداية سنة 2003 في شأن الحزب ما يلي (لقد استمعت إلى الكثير من المقابلات الإذاعية من قيادات الحزب وأحسست بخيبة أمل لان هذه القيادات كانت حريصة فى كل مقابلاتها على استرضاء كل رموز العلمانية التركية المتشددة ابتداء من العسكر إلى النخب اليسارية ومرورا بالاتحاد الأوروبي وقيادته وحتى إسرائيل عبر قيادات الحزب على حرصهم على العلاقات معها وفي النهاية – أي في نهاية المقابلات- صرت أتساءل بيني وبين نفسي:لماذا تتحدث قيادات هذا الحزب – الذي يوصف بالإسلامي – بهذه الطريقة؟ وأين برنامجه الإسلامي؟ وأين موقع الإسلام من خريطة الطريق لهذا الحزب؟ ….. قد يكون لدى حزب «العدالة والتنمية» التركي الإسلامي أسباب لا نعرفها تدفعه إلى هذه الميوعة الفكرية وهذه السيولة السياسية مقارنة بمواقف «حزب الرفاه» التركي الإسلامي بقيادة المهندس نجم الدين أربكان – التي برغم كل الشوائب – كانت معبرة إلى حد ما عن الأشواق الإسلامية في تركيا، نحن في حاجة إلى متخصص في الشؤون التركية وخاصة شؤون الحركة الإسلامية التركية لكي يوضح لنا الصورة ويفسر لنا الغاز حزب «العدالة والتنمية» وليس هناك أفضل من الأستاذ مصطفى الطحان ذلك الممعن في الشأن  » العصمنلي » عسى أن يتحفنا بمقالة ضافية أو محاضرة قيمة حول ما يدور في تركيا هذه الأيام.) ويقول مصطفى محمد الطحان الذى تبنى الخبير الدكتور النفيسى تشريحه للحالة التركية:   في دراسة صادرة له سنة 2003: حزب العدالة والتنمية في تركيا   رؤية من الداخل: ( أما الحزب الجديد، حزب العدالة والتنمية، فقبل أن نعطي رأينا في هويته، وهل هو استمرار للحركة الإسلامية التركية بإستراتيجية جديدة.. أم هو تورغوت أوزال جديد؟  قبل ذلك نحب أن نذكر بعض الحقائق: أن زعماء الحزب الجديد قدموا تنازلات كبيرة لمؤسسات مشبوهة داخلية وخارجية عملت باستمرار على إغراق تركيا في أزمتها الاقتصادية والسياسية.مثل توسياد (مجموعة رجال الأعمال النافذة في تركيا) والتي تقدمت بمذكرة إلى العسكر نبهت فيها من خطر الإسلام السياسي.. وكانت المذكرة بكل بنودها هي جدول أعمال مجلس الأمن القومي الذي أطاح بحكومة اربكان.  ومثل العناصر العلمانية التي انسلخت من أحزابها لتنضم إلى الحزب الجديد.. ولتنفذ سياسة المؤسسات المشبوهة مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذي لم يخف ترحيبه لدعم التجربة الجديدة.ولقد اضطرت قيادات الحزب الجديد إلى تليين مواقفها للوفاء بتعهداتها المسبقة لهذه المؤسسات·إن مستوى التدين العام لدى الشعب التركي قد انخفض بوضوح.. فالخطاب الاربكاني كان يركز على البعد الديني وأهميته في تعريف الهوية التركية.. أما في الحزب الجديد.. فيصرح قادته: (نحن لسنا حزباً دينياً، نحن حزب أوروبي محافظ).. ويؤكد رئيس الحزب: (إن القرآن كتاب ديني، والديمقراطية شكل للحكومة، ومن الخطأ أن نضع الاثنين ضمن تقسيم واحد).. وانتقد رئيس الحزب: (استغلال الدين وتوظيفه في السياسة. ) ومن هذا المنطلق فإنه لا يعطي لقضية مثل الحجاب الأولوية، ولا يريد أن يكون سبباً في صدام مع المؤسسة العسكرية).وعندما كتب الأمريكان إستراتيجيتهم الجديدة، أثنوا على حزب العدالة والتنمية وقالوا: إنهم فصلوا الدين عن السياسة. ) هذا اقل ما يمكن ذكره مما قيل ويقال إلى اليوم في حق احد هؤلاء القادة الجدد للشعب التركي، القادة الحدث الذين اظهروا باعا كبير على مدى أكثر من سبع سنوات خلت في ملاعبة أشرس المحاور السياسية والاقتصادية داخليا ودوليا.    أما على المستوى العربي فالحدث الأبرز والتحول النوعي على الساحة السياسية العربية،وصانع الحدث بامتياز في العشريتين الفارطتين هي مؤسسة الجزيرة الإعلامية هذه المؤسسة التي قيل فيها الكثير يمكن تلخيصه في ما يلي: سياسيون وإعلاميون أردنيون ينتقدون ما وصفوه بـ الأجندات المشبوهة لقناة « الجزيرة » أكد إعلاميون وسياسيون أن قناة الجزيرة تعمل بأجندات مشبوهة تجعلها تبتعد عن العمل المهني الإعلامي …..وقال إعلاميون أن من بديهيات الأمور وقواعد العمل الإعلامي الشريف والنظيف وجود منطلقات وأبعاد مهنية وأخلاقية وثقافية وفكرية وإنسانية له ليمارس عمله، ويصل لكل الناس بأبهى صورة, إلا هذه القناة بعيدة عنها كل البعد ، وتسعى في برامجها لبث الفرقة وإثارة النعرات الطائفية والإقليمية والاثنية بين أمة العرب والتحريض المرفوض الذي يخفي خلفه أجندات هدفها تقويض الشعور القومي العربي وإيصال المواطن العربي إلى الإحباط والتشاؤمية واليأس…….وقال سياسيون انه لا يمكن اعتبار ما تبثه هذه المحطة بحق العديد من الدول والشخصيات سوى شكل من أشكال التواطؤ مع أجندات غير بريئة لتلطيخ الصورة الناصعة البياض لوطننا العربي العزيز، وتشويه كل ما هو جميل فيه، وتدمير كل منجز حضاري وإنساني تحقق بالعرق والجهد والمثابرة. الوطن الأردنية بتاريخ 24.03.2010   إنها قناة الجزيرة التي من دونها يمكن أن نجزم أن كل ما يحصل الآن من هجمة على الأمة الإسلامية وكل ما يحاك لفلسطين والمنطقة كان يمكن أن يمر من دون حس أو همس، أنها القناة التي وضعت على مائدة المتابع العربي كل مفكرين الأمة وعلمائها كاسرة لحصار الإعلام القُطري الممل والدكتاتورية السياسية المقيتة،أنها الرئة التي أصبح المواطن العربي يتنفس من خلالها ويراقب مجازر أفغانستان والعراق وفلسطين،وعهر الغرب الديمقراطي وزيف الحضارة الغربية المنافقة.     هكذا هي تهم الخيانة والعمل لتحقيق الأجندات المشبوهة ومصالح العدو وراء كل عمل أو محاولة جريئة كانت أو محتشمة في حقل التخلف والجهل والتأخر العربي و الإسلامي.    وفى نفس سياق التهور وقتل طاقات الأمة وقصر النظر الاستراتيجي وعدم استغلال موارد الصمود وتطويرها إلى مرتكزات العزة والنضال من اجل استرجاع الحق المسلوب والرقى بالأمة إلى ما كانت عليه سابقا، في نفس السياق نذكر انه منذ أن قامت دولة الاحتلال الصهيوني فانه لم يكن على جدول الخيانة والعمالة  العربية وكذلك الاعتراف بالعدو والقبول به كأمر واقع أكثر من عرب 48 هؤلاء الذين باعوا الأرض والوطن واعترفوا بالكيان الصهيوني والدولة اللقيطة حتى وصل الأمر إلى حالة من التقزز والاتهام والقطيعة. و لنا أن نتصور واقع القدس الشريف ووضع المقدسات الإسلامية والمسيحية من دون الحركة الإسلامية والعربية ومن دون القائد الرمز الشيخ رائد صلاح   داخل الكيان الصهيوني اليوم.   وددت سرد هذه الأمثلة الثلاث حتى يتذكر كل واحد منا كيف يتفاعل العقل العربي و الاسلامى مع التاريخ والأحداث بل ومع مجريات الحدث السياسي اليومي ولن أتحدث عن الإستراتجية السياسية أو الاستشراف المستقبلي فهو كالحديث عن الفرضية الغير قابلة للتحقق في واقعنا العربي اليوم. إلى متى يمكن أن نسير في هذا المسار الأحادي المانع للاجتهاد والتطور ونرتكز على المرتكزات الواهية و التعلات الباطلة في لجم حراك كل من يخالف الخط أو المسار المرسوم مسبقا.   إن حكام قطر الموصفون بالعمالة والجهل والتهور و البذخ   والتفريط في قضايا الأمة  كغيرهم من حكام العرب، وقادة تركيا المتهمون بالعلمنة والتسول أمام مزابل الاتحاد الأوروبي، الحماة الجدد لميراث اتاترك الوائدون للمشروع الاربكانى  <<أشواق تركيا الإسلامية>> ، وعرب 48 الخونة والمطبعين الذين كانوا على صدور قصائد السب والشتم والتكفير القومي والديني لأدباء وعامة الثوار العرب،إنهم جميعا  ليسوا في حاجة اليوم لمديحنا وتزكيتنا، ليسوا في حاجة لرسائل التملق والثناء. بل نحن الذين في حاجة إلى الفهم والوعي والتطور،     إن جموع الساسة والمصلحين مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالقطع مع  ممارسات الجهل الاستراتيجي وعمى الاستشراف المستقبلي والوعي بان هذه الأمة بحاجة لكل أبنائها ومقدراتها ، فكم من الطاقات أهدرت وكم من الوطنيين يعيشون في الظل هم أفضل وأرقى كثير من المتصدرين الفاشلين وكم من الفرص فرط فيها بتعلة المبدئية والتشبث بالثوابت، علينا جميعا أن نعى أن من حق الجميع البحث عن حلول ومخارج لما تتردى فيه الأمة من تخلف وجهل وفقر. وان كل من توفرت له فرص التغيير والتحدي حتى وان كان مغايرا لمنهجنا أو معارض له،وجب له علينا أن تفتح له فرص المحاولة والدعم ما دام ملتزما بهموم الأمة ومشاغلها ، وان نكف  عن التخوين والتشكيك ضد كل من يخالف فما بالك من كان معنا في صف واحد وبلاء مشترك.  أن التعاقد على رفع الجهل والتخلف ونشر الوعي والتعليم ودعم التنمية هي من أساسيات العمل السياسي والاجتماعي لكل الأحزاب والفصائل والدول و السلط  والإيديولوجيات المختلفة، أهداف مشتركة تعلنها  الأحزاب و الحركات والدول والحكومات العربية والإسلامية  ولكن الإنتاج  هو المشكل الحقيقي! لئن إنتاجنا لا يتعدى في الحقيقة مجال التقييم العقيم والانتقاد الفردي والتثبيط، ببساطة انه الجهل والقصور والغرق في التخلف.   ميونخ في 05.06.2010

 


بين حصار النظام الرّسمي العربي واللهاث وراء الخبز اليومي: قضايا الأمّة والهبّات الشّعبيّة الحينيّة

 


بقلم: محمد رضا سويسي.      اقترف العدوّ الصهيوني من أيّام جريمته النّكراء المنسجمة مع طبيعته العدوانيّة المعادية للقيم الإنسانية في أبسط مظاهرها بمهاجمة أسطول الحرّية المتكوّن من سفن خالية من كلّ الأسلحة إلاّ سلاح الإيمان بعدالة قضيّة شعبنا العربي في فلسطين الذي يتعرّض إلى عمليّة تصفية حقيقيّة عبر حصاره في غزّة وحرمانه من كلّ مقوّمات الحياة.   كانت السفن تحمل غذاء ودواء ومواد بناء لمساعدة المحاصرين في غزّة على توفير الأدنى الذي يمكّنهم من الاستمرار في ظلّ الحصار القائم بقرار صهيونيّ أمريكيّ رسميّ عربيّ وهي سفن ساهم في تجهيزها وتأثيثها أكثر من شعب من خلال طلائعه المناضلة والمستعدّة للتّضحية دفاعا كل من منطلقاته فمنهم العربيّ الذي أخذته الحميّة على أمّته ومنهم المنتمي إلى شعب مسلم يعتبر الاسلام رابطة أخوّة بين المسلمين توجب التّضامن والاشتراك في النّضال ومنهم المؤمن بحقوق الإنسان والشعوب في نسختها الوضعيّة التي ضحّت من أجل بلورتها وفرضها أمم وشعوب.    وبين هؤلاء جميعا برز الأتراك بقوّة موقفهم وكثافتهم العدديّة وكذلك حدّة الاستهداف الذي واجههم به الصّهاينة وهو ما انعكس على حجم الضحايا والشهداء الأتراك في العدوان الصهيوني على الأسطول.  وتأتي كثافة المساهمة التّركية انسجاما مع جملة من التّحوّلات الإستراتيجية في المواقف التّركيّة من العرب مع صعود القيادة الحاليّة حيث وضعت هذه القيادة حدّا لتلك الحساسيّة القائمة تجاه كل ما هو عربي فأقامت قناة فضائيّة عربيّة ومؤتمرا علميّا لإحياء اللغة العربيّة في تركيا تحت إشراف أكاديميّة اسطنبول كما بدأت المواقف الرّسميّة التركيّة تبتعد تدريجيّا وتأخذ مسافة عن الكيان الصهيوني الذي سبق لحكومات تركيّة سابقة أن تعاملت معه كحليف استراتيجي في المنطقة وأبرمت معه الاتفاقات والمعاهدات.   والواضح من خلال التحوّلات المسجّلة في الموقف التركي أنّها تجاوزت أن تكون مجرّد وسيلة لاحتواء المنطقة العربية كسوق استهلاكيّة ومصدر للطاقة والمواد الأوّليّة وإنّما قد أخذت أبعادا أخرى أكثر عمقا وأهمّية هي في جوهرها خادمة للمصالح التركيّة هذا مما لا شكّ فيه خاصّة في ظلّ التنافس التركي –السنّي- الإيراني –الشيعي- من أجل كسب مواقع في الوطن العربي لتجعل منها جبهات متقدّمة سياسيّا واقتصاديّا وثقافيا، لكنّه في نفس الوقت يصبّ في مصلحة القضايا العربيّة خاصّة في ظلّ الانهيار الرّسمي العربي الذي جعل من النّظام المصري يهنّئ العصابات الصهيونيّة بذكرى النّكبة ويشرّع العدوان على غزّة ويقيم الجدار الفولاذي لإحكام الحصار على أهالي غزّة كما جعل من هذا النظام الرسمي جثّة هامدة لا تقوى حتّى على اتخاذ موقف شكلي بالتهديد بفك الحصار الفضيحة من الجانب العربي وذلك خوفا من أولياء النعمة والضامنين للكراسي من أمريكان وصهاينة باستثناء البعض ممن اختاروا خيار الممانعة على غرار سوريا أو ممن نجحوا في البقاء على مسافة من الهيمنة الأمريكيّة المطلقة فكان بإمكانهم اتخاذ بعض المواقف المندّدة وسمحوا للشارع بالتّحرّك في حدود معيّنة للتعبير عن استنكاره للجريمة والتضامن مع إخوته في غزّة.   وفي هذا الإطار يأتي الحديث عن واقع العرب في تعاملهم مع قضاياهم حيث اختارت الأنظمة العربيّة الوقوف في صفّ أعداء الأمّة بعد أن استبدلت الأمن القومي العربي بأمن كراسيها فشاركت في العدوان بتزكيته وربّما تمويله وقمعت شعوبها ومنعتهم من تجسيد التحامها مع إخوتها في غزّة – وحتى في العراق – بعد أن استنسخت قانون الإرهاب الأمريكي في نسخ محلّة وسلّطته على رقاب أبنائها بينما وقعت الجماهير بين مطرقة الأنظمة وسندان الآلة الإعلامية الغربيّة المحكومة باللوبي الصّهيوني فدخلت في غيبوبة تداخل فيها السلام بالاستسلام وزادها عجزا وإعاقة لهاثها اليومي وراء رغيف الخبز في ظلّ الليبراليّة المتوحّشة التي تحكّمت في العالم مع حقبة العولمة.    إنّ هذا الوضع من السلبيّة الذي دخلت فيه الجماهير العربيّة هو الذي جعل تحرّكاتها من أجل قضاياها تحرّكات مناسباتيّة لا تحدث إلاّ مع الأحداث الكبرى التي تشكّل صدمة حقيقيّة للضمائر وهي للأسف تحرّكات لاحقة لمبادرات تصدر عن شعوب أخرى حيّة ومالكة لإرادتها فتغيب في غالب الأحيان عن العرب روح المبادرة حتّى في نصرة قضاياهم، كما أنّ هذه التحرّكات تكون محدودة العدد بسبب ما يرافقها من ضعف إرادة وما تتعرّض له من حصار أمني ينجح في غالب الأحيان في إجهاضها.   إنّ الدرس التركي فيما حصل عميق جدّا حيث تلتحم إرادة الشعب بإرادة قياداته بما يعكس فوائد الديمقراطيّة التي تجعل من السلطة السياسيّة أداة لتنفيذ إرادة شعبها لا سيفا مسلّطا عليها  كما أن في خلق مثل هذا التوافق حماية للنظام نفسه في مواجهة أعداء الدّاخل والخارج، هذا فضلا عمّا ينتج عن هذا الوضع من الانسجام بين القيادة والقاعدة من استمراريّة وثبات في المواقف فلا تكون التحرّكات هبّات كنار التّبن تلتهب للحظات ثمّ تخمد كأنّ شيئا لم يكن وإنّما تكون في إطار خطّ متواصل من التّركيم والإضافة مع الخضوع لتصوّر استراتيجي متناسق الخطوات والمراحل.    إنّ العرب وقواهم التقدمية والوحدويّة الحاملة للهمّ القومي أحزاب ومنظّمات وهيئات في كل الأقطار العربيّة مدعوّة اليوم إلى القطع مع هذه التحرّكات الحينيّة والانتقال بعملها إلى مرحلة جديدة قائمة على التخطيط الاستراتيجي والتواصل والانسجام بين الإستراتيجي والمرحلي دون الابتعاد على الثوابت والمبادئ مع وضوح الأهداف. كما أنّها مدعوّة أيضا إلى البحث في أفضل الوسائل لفرض إرادتها على الأنظمة الرسميّة العربيّة وإلزامها بالحد الأدنى من حماية المصالح القوميّة للأمّة وبإطلاق إرادة الجماهير في الدفاع عن أمّتها وكرامتها كشرط لشرعيّة بقائها واستمرارها بعد أن فقدت هذه الشرعيّة كل مقوّماتها تقريبا. فلم يبق لهذه الأنظمة من وسائل بقاء إلاّ قمع الجماهير والاحتماء بالأعداء. مرّة أخرى… أيّها الحكّام العرب، استفيدوا من الدّرس التركي. (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 140 بتاريخ 4 جوان 2010)
 


               

مصادر تركية: أردوغان يفكر في التوجّه شخصياً إلى غزة لكسر الحصار

 


بيروت- كشفت مصادر تركية مطلعة أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يفكر في التوجه بنفسه إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي، فيما طلبت منه الإدارة الأمريكية التريّث في مسألة إرسال سفن حربية تركية لمواكبة أسطول جديد يتم الإعداد لإرساله إلى القطاع. وكشفت المصادر لصحيفة (المستقبل) اللبنانية أنه في إطار المواجهة المفتوحة بين تركيا وإسرائيل عقب هجوم إسرائيل على (أسطول الحرية) الذي كان متوجهاً إلى غزة الإثنين الماضي وعاصفة الاحتجاج والإدانة التي أثارتها في العالم، أن أردوغان يفكر في التوجه بنفسه إلى غزة لكسر الحصار وأنه طرح هذه الفكرة على الدوائر الرسمية القريبة منه. وأضافت المصادر إن أردوغان كاشف الإدارة الأمريكية بأنه ينوي الطلب من سلاح البحرية التركية مواكبة أسطول جديد لسفن الإغاثة يجرى الإعداد له للتوجه إلى غزة، لكن المسؤولين الأمريكيين طلبوا منه التريث لدرس الموضوع. وتتعرض الحكومة التركية لضغوط كبيرة مصدرها أوساط سياسية وشعبية لإلغاء الاتفاقات العسكرية المعقودة مع الدولة العبرية، لكن المؤسسة العسكرية التركية تعارض هذا الأمر تماماً. وكان أردوغان قال الجمعة في مهرجان شعبي في مدينة كونيا وسط الأناضول، إن مصير القدس مرتبط بمصير اسطنبول وأن مصير غزة مرتبط بمصير أنقرة، متعهداً عدم تخلي تركيا عن الفلسطينيين وحقوقهم، حتى ولو تخلى العالم عنهم. وفي واشنطن حذر السفير التركي نامق طن الجمعة أيضاً إسرائيل من أن بلاده ستقطع العلاقات الدبلوماسية معها ما لم تبادر إلى الاعتذار علانية عن الهجوم على (أسطول الحرية) الذي استشهد فيه تسعة ناشطين أتراك وتقبل بإجراء تحقيق دولي حول العملية وإنهاء الحصار على غزة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 05 جوان  2010)


أردوغان هذا الزعيم العربي المنتظر


منصف المرزوقي رحم الله شهداء قافلة الحرية ورزق ذويهم جميل الصبر والسلوان وشفى الجرحى وفكّ عقال من لا يزالون أسرى. ما يحزّ في النفس أن يسيل الدم مرة أخرى جرّاء نوبة جديدة من البارانويا والغباء نتيجة الإيمان بأن الآخر لا يفهم إلا القوة وذلك رغم المرات التي لا تحصى المكذبة لهذه المقولة السخيفة الخطرة. لكن ما يخفف من الألم أن التضحيات الجسام لأبطال قافلة الحرية، ومنها الدماء الزكية التي أريقت عبثا وإجراما، لم تذهب سدى وهي تحقق إنجازات لم يكن يتوقعها أحد. لنعدّد أهمها: ثمة في البداية عودة الأمل للمحاصرين الذين كاد العالم ينساهم في خضم مآسيه المتجددة إلى ما لا نهاية. من لا يعرف أن اليدين الموضوعتين حول عنق غزة هما يد إسرائيل ويد النظام المصري وأن عملية الخنق كانت بتنسيق بين اليدين؟ ها قد تراخت يد النظام المباركي بعد شعوره بأن هناك خطر قطعها من طرف الشعب المصري الذي بدأت كل العلامات تنذر بأن صبره قد نفذ. وثمة انهيار الأسطورة الإسرائيلية التي تعهدها الصهاينة منذ قرن بمنتهى العناية والحرفية حول الشعب المسالم الصغير المحاصر. ها هو العالم يفيق أخيرا للحقيقة ليعلم من الضحايا ومن المعتدون. من لا يقدر أيضا قيمة التحول في موقف عدد متزايد من اليهود نتيجة هذه الفضيحة؟ وتعبر أحسن تعبير عن نظرتهم الجديدة لإسرائيل الكاتبة الفرنسية استر بن باسا التي كتبت مؤخرا أنه لم يعد بوسع اليهود التغطية على جرائم إسرائيل. إن شماعة المحرقة انتهت، إن سياسة الحكومة الإسرائيلية تشكل أكبر خطر على اليهود بتسببها في عودة « اللاسامية ». ثمة أيضا وجود غربيين ويهود وحتى نائبة إسرائيلية في الكنيست على متن القافلة. إن الأمر أوضح علامة على أن الصراع ليس كما يريده المجانين والأغبياء حرب أعراق وديانات وحضارات وإنما هو صراع سياسي بين بشر وقف شق منهم في صف غطرسة القوة وشق آخر في صف مطلب مزيد من الإنسانية لعالم على باب قوسين أو أدنى من العودة إلى الهمجية. أخيرا لا آخرا ثمة إنجاز يعتبره كاتب هذه السطور أكبر غنم من العملية هو دق مسمار جديد في نعش الاستبداد العربي الذي سنطوف به يوما مهللين مزغردات في شوارع كبرى مدننا وقد تخلصنا ولو لبعض الوقت من أسوأ من فينا، من أسوأ ما فينا. نعم، ليعذرني القراء إن عدت مرة أخرى للتأكيد على أن نظام القائد الأوحد والمخابرات العديدة والفساد المتغلغل والتزييف المضحك والتبعية المشينة والقطيعة مع النخب والخوف من الشعب… هو العدوّ الأخطر –حتى وإن لم يكن الوحيد- للشعوب العربية لأنه يمنعها من التقدم والكرامة، والعدو الأول للأمة لأنه يمنعها من التوحد والعزة. هذا النظام هو الذي خرج من هذه الحادثة مهزوما ذليلا مطأطئ الرأس. عشية هزيمته في واترلو تعزى لنابليون جملة شهيرة: « ضاع كل شيء ما عدا الشرف »، أما زعماؤنا فيمكنهم القول من الآن ضاع كل شيء وعلى رأسه الشرف… ربما لأنهم خلطوا بين الشرف والتشريفات. ها قد ظهرت مرة أخرى « قزميته » بجانب « عملاقية » النظام التركي ممثلا في شخص أردوغان. كلنا نعلم مدى ما يحظى به الرجل من شعبية خارقة منذ الجريمة الكبرى ضد غزة سنة 2008. منذ تلك الفترة وهو في موقع متميز من القلوب والعقول العربية وكنت كتبت مقالة بعد مواقفه النبيلة بعنوان « بالله يا إخوتنا الأتراك أعيرونا أردوغان » ها هو يعود مجددا للساحة ليصبح الرمز لكل ما هو مفقود ومبحوث عنه في نظامنا السياسي العربي. أي زعيم عربي يستطيع من منبر برلمان حقيقي وممثل للشعب لا للزمرة والعصابة والقبيلة والحبايب أن يضرب بقبضته على الطاولة ليقول بلغ السيل الزبى ويجب على الكل أن يعرفوا أنه إذا كان العرب أحسن الأصدقاء فإنهم يمكن أن يكونوا أصعب الخصوم؟ من يملك الجرأة على أخذ القرار الوطني المستقل؟ من له قدرة الغضب على وضع لم يعد مقبولا إنسانيا؟ طبعا لا أحد وكل ما قدر عليه مستعبدونا بيانات باهتة واجتماعات روتينية واستعداد أمني غير مسبوق إذا تطورت الأمور في الاتجاه الذي يشكل الهاجس الأكبر. لا يمكن أن نفهم الشعبية الخارقة لأردوغان إن لم ننظر لما تعبر عنه هذه الشعبية من رغبات لم تعد مكبوتة وما تحتوي عليه من أوامر صامتة لن تصمت طويلا ومن ثمة ضرورة تفكيك الظاهرة لننظر إلى أعمق من الشخص و أبعد من اللحظة. بداهة ثمة إجماع على الرجل من طرف الجزأين المكونين للعقل السياسي الجماعي. هو يرضي في « الطفلانيين » حاجتهم للأب القوي الصارم، القادر على الغضب عندما يمس شرفه. هو يعطي صورة الأب العادل المحب المحترم لأبنائه والذي لا يفعل شيئا إلا لمصلحتهم لا لمصلحته الشخصية أو لمصلحة العصابات التي تسند حكمه. وهو يرضي أيضا حاجة « الناضجين » الذين لا يكرهون شيئا قدر كرههم للأبوية حتى ولو كانت عادلة والمؤمنين بأنه لا مخلّص إلا نظام مبني على القيم والقوانين والمؤسسات لا على طبائع الأشخاص المتغيرة وأهوائهم المتقلبة. هذا الجزء من العقل السياسي الجماعي منبسط من أردوغان لأنه يعلم أحسن العلم أنه لا يحكم بأجهزة القمع وإنما ضدها، وأنه ليس بحاجة للتدليس والتزييف والكذب لأنه لا يستند على عصابات وإنما على شعب يستمدّ منه شرعيته عبر انتخابات حرة ونزيهة ويعود إليه دوريا كلما تعاظمت حوله الأخطار، إنه لا يتلقى تعليماته من أي طرف وليس واليا ووكيلا معينا ومدعوما من الدول الكبرى وإنما هو حر في قراره. قد تكون هذه التوليفة بين الشخصية القوية والنظام الديمقراطي القوي بقيمه وقوانينه ومؤسساته هي سرّ الإجماع العربي حول أردوغان. فبالنسبة للعقل السياسي العربي هذا النموذج هو الذي يجب أن يتحقق. والجمع بين الاثنين هو الحالة المثالية للنظام السياسي في كل زمان ومكان. لنتذكر أننا كنا في القمة عندما اجتمعت الشورى والشخصية للفاروق، إن بريطانيا عرفت أوج عظمتها وهي تقاوم النازية وتنتصر عليها وعلى رأس أقدم ديمقراطية عجوز اسمه تشرشل وكذلك فرنسا التي عرفت أوج مجدها في القرن الماضي والجمهورية في عهدة رجل اسمه ديغول. بالمقارنة يتضح أن عمق انحطاطنا هو نتيجة توليفات كل واحدة منها أفسد من الأخرى: – توليفة الشخصية القوية، النظام الاستبدادي في عهد عبد الناصر وبورقيبة وبومدين, أدت إلى استشراس الأجهزة وموت المؤسسات ومن ثم ظهور الفساد وبقية الأمراض التي نخرت في أجهزة الدولة وفي المجتمع. – توليفة الشخصية الضعيفة، النظام الاستبدادي: التي نعيش في ظلها وهي نتيجة الأولى فالاستبداد يلغي كل الشخصيات القوية حول المستبد الذي تترعرع حوله مثل الطفيليات كل الشخصيات التافهة والمتملقة وهذه هي التي ترث المستبد صاحب الشخصية القوية، فإذا بها تتخبط في جبة أكبر من حجمها وإذا بها تفاقم كل سلبيات النظام الاستبدادي دون أي من « منافعه ». – توليفة الشخصية الضعيفة، النظام الديمقراطي. إنها التي شاهدناها عقب الانتخابات الموريتانية في 2007 وراح ضحيتها رجل طيب لم يكن قادرا على لجم الذئب الاستبدادي الذي كان يتربص به. كل هذه التوليفات التي مررنا بها والتي تشكل تجاربنا المريرة هي التي نشاهد فشلها المخزي عبر أنظمة أهدرت طاقاتنا وشرفنا وكلفتنا مئات الآلاف من المعتقلين وملايين المهجرين وكم من آلام لا أحد قادر على تتبعها وإحصائها. فجأة يبرز في الظلام الحالك رجل ليس منا ومع هذا نحس باقترابه الشديد منا ومن قضايانا ليعطينا وصفة لنظام سياسي يعيد للشعب سيادته وللمواطن كرامته وللدولة شرعيتها وللوطن استقلاله، وصفة لم يعد فيها الشخص القوي بديلا للمؤسسة وإنما هو خادم لها يستمد قوته من قوتها والهدف رفعة الوطن لا التكديس والتوريث. سنة 2009 رفع الشباب التونسي شعار « شافيز مرشحنا » بمناسبة قرب « الانتخابات الرئاسية » وكان شافيز يومها أيضا بطلا قوميا عربيا بعد وقوفه مع قضية أهلنا في غزة. لا شكّ أن أردوغان هو اليوم أفضل مرشح « للانتخابات » المصرية سنة 2011 و »للانتخابات » التونسية سنة 2014 ولأي « انتخابات » تقام هنا وهناك لنوبة جديدة من التزييف الذي أصبح أي حلقة أخرى من الكوميديا الحزينة المفروضة علينا من مهرجين مخرفين. الثابت أن وراء الشعبية الخارقة التي يحظى بها الزعيم التركي أوامر واضحة لكل من يريد في المستقبل شرف الزعامة والقيادة والأمر كالآتي: إن أردت العار لاسمك والانحطاط لشعبك وكرهنا واحتقارنا فعليك بسكة حسني معمّر بن علي وأشباههم، أما إن أردت المجد لشخصك والرفعة لشعبك ناهيك عن دعمنا ومحبتنا فاتّبع طريق رجب طيب أردوغان. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 05 جوان  2010)


بين عقيدة الإحتلال وعقيدة التحرير هل المواجهة حتميّة؟

 


بقلم : البحري العرفاوي   الإتهام الذي وجهته أخيرا الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني إلى سوريا بتزويد حزب الله اللبناني بصواريخ متطورة هل هو بحث عن ذريعة لشن حرب صهيونية جديدة في المنطقة ـ وقد توعد أحدُ الصهاينة سوريا بإعادتها إلى العصر الحجري ـ ( وهي نفس الجملة التي هدد بها بوش العراق قبل غزوها)؟ ثم اختراقات الطائرات الحربية الصهيونية وبشكل استفزازي للأجواء اللبنانية وأخيرا المناورات العسكرية « الإسرائيلية ».. هل هي مُقدمات حرب ؟… لقاءُ « قمة المقاومين » بدمشق هل كان لقاء العهد على الصمود والتحرير؟. كل تلك الأسئلة وغيرها تبدو مشروعة وقد تكون الإجابات الميدانية في الأيام القريبة القادمة غير مطابقة للتخمينات ، وقد تكون تلك الحوادث والتصريحات مجرد تحرش الخائف بكيانات غامضة يريد استفزازها واستكشافها… ولعل مصادر قوة المقاومة هي غموض قدراتها وسرية تشكلها وتحركها وسرعة مفاجآتها في مواقيتها التي تجيد تقديرها.   الكيان الصهيوني  » قلق كأن الريح تحته » كما يقول المتنبي، إنهُ قبالة عدوّ غامض وعنيد ويواجه ديْنا ثقيلا لا يدري متى ولا أين ولا بأي « عُمْلة » سيدفعه: ديْنٌ بغلاء دماء الشهداء من المقاومين ومن الأطفال والنساء والشيوخ وغلاء قداسة التراب. يعرف الصهاينة أنهم سيسددون الدين ولا يعرفون حجمه ولا ألمه… ذاك مصدر التوتر الدائم. وفي الجانب الآخر يرى الكيان الصهيوني خصما طارئا على المنطقة ذا طبيعة مختلفة عن طبائع خصوم خبرهم سابقا في المنطقة يتوعدون وينددون ويرفعون شكاويهم إلى منتظمات دولية يحترمونها ولكنها لا تحترم الضعفاء… خصمٌ لا يكف عن امتلاك القوة وعن التهديدات الجدية ضد كيان اعترف به المنتظم الأممي واعترف به جل العرب جارا لا يُمانعون في العيش معه بسلام وتعاون في ظل عولمة أو شرق أوسط جديد يرسم ملامحهُ الغالبون. إن مقدمات الحرب لا تكمن في التهديدات الموجهة إلى سوريا ولا في اختراق الطيران الحربي الصهيوني للأجواء اللبنانية  ولا حتى في الهجوم العسكري الغادر على « أسطول الحرية » المتجه إلى غزة  فجر اليوم الإثنين 30 ماي ـ تلك تحرشات الخائف ـ وقديما قالت العرب: « إذا خفت أمرا فقعْ فيه ». إنما المقدمات الحقيقية التي تجعلنا نستنتج حتمية الحرب هي طبيعة العقيدة عند الطرفين.  » جبهة المقاومة » تستند إلى عقيدة جهادية تؤمن بالشهادة وبالتحرير الكامل لفلسطين التاريخية ولن تقبل بأي شكل من أشكال « القسمة » مع عدوّ مغتصب غير شرعي … وحتى حركة حماس إذ عبرت عن قبولها بإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 فإنها رفضت الإعتراف مقابل ذلك ب » دولة إسرائيلية  » … ناهيك عن سوريا وحزب الله . وفي الجبهة الأخرى فإن العقيدة التوراتية التي يستند إليها الصهاينة لا تعترف بحق لغيرهم على أرض فلسطين وقد جاء في تعريف الصهيونية في مؤتمرها الأول على لسان مؤسسها تيودور هرتزل سنة 1897 يوم 19 أوت في مدينة بال بسويسرا:  » إن الصهيونية هي حركة الشعب اليهودي في طريقه إلى فلسطين وإن عودة اليهود إلى فلسطين يجب أن تسبقها عودتهم إلى اليهودية » وقد سمعنا الإسرائيليين أخيرا يطلبون من الفلسطينين لا فقط الإعتراف بهم كدولة وإنما ك  » دولة يهودية » وهو ما اعترفت لهم به الإدارة الأمريكية الوسيط في عملية السلام!. فالأمرُ لا يتعلق بطبائع متشددة لدى رموز المقاومة ولا في تطرف ناتنياهو أو غيره من القادة الصهاينة إنما الأمرُ متعلقٌ بعقيدة احتلالية يعتقد أصحابها كونهم « شعب الله المختار » أو شعب بلا أرض على أرض بلا شعب من جهة، وعقيدة تحررية  من الجهة الأخرى يعتقد أصحابها بأنهم أصحاب الأرض ويؤمنون بأن الأرض والعرض والدين والمال والنفس هي من موجبات الجهاد عند التعرض إلى أي اعتداء ومن قضى دونهم فهو شهيد. إن كل محاولات التفاوض من أجل « السلام » وكل محاولات التجريع الناعم للتطبيع عبر القنوات الثقافية أو الرياضية أو التجارية أو السياسية أو كلها مجتمعة ليست إلا إكراهات على طبيعة « الصراع » … صراعٌ لا ينطلق من الجغرافيا ولا من المصارف البنكية ولا من الثكنات ومخازن السلاح أو المفاعلات النووية ـ الحقيقية والمزعومة ـ وإنما ينطلق تحديدا من تصورات ومعتقدات مترسخة في الذوات منذ قرون لن يكون ممكنا اجتثاثها بمؤتمرات أثبتت كم هي عاجزة عن تحقيق حتى تسويات مائلة!. السلامُ والأمانُ والرفاهُ أمنيات متأصلة في رغبات الحياة ولكنها تظل أضعف من معتقدات تلهمُ أصحابها اندفاعا قتاليا من أجل ترابٍ ومقدساتٍ يرونها رمزا وجوديا يسمعون نداءاتها في ركض دمائهم… ربما استمر التناوش والتحرش والتفاوض والتهدئة المتوترة لشهور أو بعض سنين قادمة فيما يشبه نومة الموعود بالغدر! ولكن التناقض العقدي يؤكد حتمية الحرب الكبرى .. هي كبرى لأنهُ لا أحد من الجبهتين يتمناها بسبب ما سيكون فيها من جهد تدميري ومن مقتضيات صمود . لا يتمنونها ولكن منطق « الأشياء » يدفعُ إليها حثيثا .. والذي يبدو أكثرَ استعجالا لخوضها هو الكيان الصهيوني ليس لأنهُ يمتلك ضمانات كسبها ـ وهو الذي عجز عن تحقيق أهدافه في حربين سابقتين مع حزب الله ومع المقاومة الفلسطينية ـ بل لأنهُ لن يقدر على تحمل « القلق » طويلا من ناحية ،ومن ناحية أخرى لأنهُ يُدرك جيدا أن عامل الزمن هو لصالح أعدائه من عدة أوجه: ـ أن « جبهة المقاومة » التي اتضحت ملامحُها لا تكف عن امتلاك القوة وعن نسج علاقات مبدئية مع محيطها الإقليمي والدولي خصوصا مع ازدياد خصوم أمريكا وسيلحظ العالم حجم الإستنكار الجماهيري للإعتداء العسكري الصهيوني على أسطول الحرية المتجه إلى المحاصرين في غزة .                                        ـ أن الحليف الأكبر للعدوّ الصهيوني كلفته الحربان على العراق وأفغانستان أثمان ثقيلة أصبحت تثقل حركته وتعيق تدخلاته المعهودة لتغليب الغاصب دائما ميدانيا وفي المحافل الدولية. ـ أن التفوق الديمغرافي في العالمين العربي والإسلامي يهدد بتعويم الكيان الصهيوني في أمواج بشرية شبابية لا يخفى تأثرها بما يبث يوميا على الفضائيات من جرائم ومشاهد مؤلمة . القول بحتمية الحرب قد لا يكون مُشتهىً … ولكن قانون التاريخ لا يستجيبُ لشهوة أحدٍ…. إنما يستجيب لمُقدمات الأحداث أكانت سعيدة أو مؤلمة… وليس مهما أن نتمنى أو لا نتمنى إنما المهم أن نعرف ماذا نفعلُ .  
(المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 140 بتاريخ 4 جوان 2010)


خسائر إسرائيلية بالجملة


صلاح الجورشي 2010-06-05 خلال مرحلة مقاومة الاستعمار الفرنسي، كان علال البلهوان أحد زعماء الحركة الوطنية التونسية عندما يُسأل من قِبَل أعضاء الحزب الدستوري عما يجب فعله خلال أوقات السكون والخمول السياسي، كان يجيب « نحن وغلطة الفرنسيين ». ويقصد بذلك أن قيادة الحزب كانت تتصيد أخطاء الإدارة الاستعمارية لاستغلالها في القيام برد فعل مضاد قد يساعد في تحريك القضية الوطنية داخليا وخارجيا، ويدفعها إلى الأمام. هذه الظاهرة تتكرر حالياً مع الفلسطينيين؛ فالحكومة الإسرائيلية السابقة، والحكومة الحالية، تورطتا في سلسلة من الأخطاء النوعية خلال فترة قياسية. كان أول هذه الأخطاء الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في صائفة 2006. وبقطع النظر عن التقييمات المختلفة لنتائج تلك الحرب، إلا أنها من المؤكد قد وضعت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أمام مأزق غير مسبوق، حين فشلت في تحقيق كل الأهداف التي وضعتها القيادة السياسية، وفي مقدمتها العجز عن القضاء على البنية التحتية للمقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله. بعد ذلك، تورطت حكومة نتنياهو في حرب جديدة ضد حركة حماس، مستعملة في ذلك بعض الأسلحة المحرمة دوليا. ونظرا لأن الحرب كانت تنقل مباشرة عبر الفضائيات، فقد وسع ذلك من قاعدة الرأي العام الدولي المضاد لإسرائيل، بفضل الحركات الاجتماعية المناهضة للحرب. وقد توجت تلك الحالة التصاعدية بتقرير غولدستون الأول من نوعه الذي شكل شهادة إدانة قوية ضد القادة السياسيين والعسكريين في إسرائيل. لم يستخلص نتنياهو وحلفاؤه دروس غزة، فأقدموا على عملية انتحارية ساذجة، عندما أذنوا بمهاجمة أسطول الحرية؛ حيث قُتل 19 ناشطا مدنيا، وأصيب العشرات من جنسيات ومعتقدات واتجاهات مختلفة، اجتمعوا على دعم قضية إنسانية. وبذلك وضعت إسرائيل نفسها في تعارض كامل وحاد مع جزء واسع من سكان العالم. هكذا اتضح أن المشروع السياسي الإسرائيلي يمر بأزمة هيكلية، نتيجة تضخم الإحساس بالغرور لدى قادتهم، واعتقادهم أنهم قادرون الآن على إنهاء القضية الفلسطينية إلى الأبد بالطريقة التي يرونها. لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن. ثلاث نتائج نوعية على الأقل ترتبت عن هذه العملية الأخيرة: أولاً: يعتبر انخراط الحركات الاجتماعية المناهضة للحرب، ذات المنطلقات الإنسانية والحقوقية في عمليات التضامن مع سكان غزة مؤشرا جديدا وفي غاية من الأهمية؛ فهذه الحركات الشبابية في جزء واسع من مكوناتها تشكل ثقلا سياسيا كبيرا، وهي الوجه الآخر للغرب الذي غاب أو كاد من استراتيجية الصراع ضد الدولة العبرية. وبقدر الضرر الفادح الذي يمكن أن يلحق بالقضية الفلسطينية عندما يقع اختزالها في صراع عقائدي إسلامي يهودي، تتأكد شرعية هذه القضية كلما اكتست طابعا إنسانيا، واتسعت رقعة أنصارها لتشمل الجميع، بمن في ذلك اليهود المناهضون للصهيونية. إن ذلك من شأنه أن يحدث انعطافة تاريخية في الصراع المرير، ليس فقط ضد الطغمة المتطرفة التي تحكم في تل أبيب، وإنما أيضا لما يمكن أن تلعبه هذه الحركات الاجتماعية ذات المنطلقات الإنسانية في مجال الضغط على الحكومات الغربية التي تعودت أن تساند إسرائيل من دون تحفظ. ثانيا: دخول تركيا في معادلة الصراع العربي- الإسرائيلي من شأنه أن يعيد تشكيل المشهد الاستراتيجي في كامل المنطقة، وهو من هذه الزاوية لا يقل أهمية عن التحول الجذري الذي حدث في السياسة الخارجية الإيرانية إثر نجاح الثورة الإسلامية عام 1979. لقد حققت الحركة الصهيونية نجاحا كبيرا عندما تمكنت في المرحلة السابقة من تحييد تركيا في مرحلة أولى، ثم تحويلها إلى حليف في مرحلة ثانية. أما اليوم، وبعد الاختراق الدبلوماسي غير المسبوق الذي حققه أردوغان خلال حرب غزة وما بعدها، فقد جاءت حادثة قتل النشطاء الأتراك لتضع تركيا في قلب الصراع، وهو ما قصدته حكومة حزب العدالة والتنمية عندما أكدت أن العلاقات الإسرائيلية- التركية « لن تعود إلى ما كانت عليه ». وإذا ربطنا ذلك بتصاعد حالة التوتر بين طهران وتل أبيب، يلاحَظ أن المحيط الحيوي الذي حصَّنت به إسرائيل نفسها طيلة المرحة الماضية، قد بدأ يتغير لغير صالحها، خاصة بعد انسحاب الكويت من المبادرة العربية للسلام. وإذا لم تدرك القيادات الإسرائيلية دلالات وتداعيات الموقف التركي، فإن ذلك يعني أنها قد أصيبت بالعمى الاستراتيجي. ثالثا: بداية انهيار الحصار على غزة، ووجود إسرائيل في موقع الدفاع غير المقنع عن سياساتها. وهي نهائيا بين خيارين أحلاهما مر؛ فهي إما أن تستمر في تعنتها ومعاندتها للإبقاء على غلق جميع النوافذ على مدينة غزة وسكانها، وفي هذه الحالة ستجد نفسها تواجه تحديين رئيسيين، أولهما النظام المصري الذي لم يعد مستعدا لمجاراة الغباء الإسرائيلي، وهو ما جعله يفتح معبر رفح، مدعوما في ذلك بتهديد عربي رسمي بكسر الحصار. أما التحدي الثاني فيتمثل في عزم النشطاء المدنيين من مختلف دول العالم على مواصلة تحديهم، وشروعهم عمليا في تجهيز الأسطول الثاني للتوجه إلى غزة. وهذا من الناحية الرمزية سيزيد من إرباك القيادة الإسرائيلية أمام العالم، ما سيضعها أمام خيارين: غض الطرف عن هذه البواخر، ما يعني كسر الحصار ولو جزئيا، وهو ما سيشجع آخرين على تعزيز الهجوم الإنساني، أو استعمال القوة ضدهم. ولعل ذلك هو الذي يدفع حاليا نتنياهو إلى التفكير في تخفيف الحصار جزئيا وتدريجيا على غزة حسبما ذكرته مصادر إعلامية إسرائيلية. دون تضخيم المعطيات ورفع سقف التوقعات، فالمؤكد أن ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية، يشكل منعطفا تاريخيا في غاية من الأهمية. فهل ستحسن القوى الفاعلة داخل الساحة الفلسطينية، وفي مقدمتها حماس والسلطة التعامل معها بذكاء وبُعد نظر، أم أن العفوية والحسابات الضيقة ستفوت هذه الفرصة النادرة؟ *كاتب وصحافي من تونس    (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 05 جوان 2010)


العرب في نظام أوباما العالمي الجديد !


بقلم:  د.أحمد القديدي* نستطيع أن نؤكد بأن يوم الأحد 23 ماي 2010 كان يوما فاصلا – أو مفصليا – في تاريخ العلاقات الدولية و مسيرة الأمة الأمريكية و مصير العالم بأسره. وهذا ستثبته أحداث المستقبل لأن الإنسان العادي لا يمكنه قراءة التحولات الكبرى في حياة الأمم وهو يرزح تحت وطأة الواقع الصعب في عيشه و رزقه و شغله. ذلك اليوم ( 23 ماي ) تميز بخطاب ألقاه الرئيس الأمريكي البركة بن الحسين أوباما في كلية ( وست بوينت ) العسكرية بمناسبة تخريج دفعة من ضباط الصف من الشباب الأمريكي و زبدة الخطاب كما نقلته وسائل الإعلام هي: لا يمكن للولايات المتحدة وحدها حمل أثقال القرن الحادي و العشرين على كتفيها. يجب أن نحقق شراكة عالمية بيننا جميعا لإنجاز نظام عالمي جديد للقرن الراهن. علينا أن نتفق نحن الغرب و الدول النافذة مثل الصين و روسيا على تحديد أهداف النظام العالمي الجديد و تحديد أعداء هذا النظام. هذه هي خلاصة الخطاب الرئاسي التي تعلن صراحة عن الإتجاه لإقرار نظام عالمي جديد يعوض النظام العالمي « الجديد » هو الأخر و الذي أنشأه ثم قتله الرئيس السابق جورج دبليو بوش. نحن إذن إزاء مشروع أمريكي متكامل و عالمي بالضرورة لتغيير كثير من الخرائط و تطويعها لواقع جديد تجسد مع ميلاد القرن الحادي و العشرين و كرّسته عوامل الصراع المرير و الطويل في الشرق الأوسط بين »إسرائيل » و العرب ثم تفاقم الأحداث الجسام التي عصفت بالأمن الدولي مثل الحادي عشر من سبتمبر 2001 و إتساع فضاء العنف و العنف المضاد و إختلاط الإرهاب الرسمي بالإرهاب التنظيمي و الفردي.  السؤال الذي يهمنا طرحه هو: هل نحن العرب ندرك موقعنا في رقعة الشطرنج الكونية التي تهيأ لنا و للأمم الأخرى؟هل نعرف ولو بشكل تقريبي ماذا يخبأ لنا هذا النظام الجديد؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال علينا أن نحلل خطاب الرئيس الأمريكي في (وست بوينت) فهو يقول بأن الأولوية هي عزل الحركات الإسلامية المتطرفة بسن سياسة لإستئصال هذا الإنحراف لا تتناقض مع دولة القانون و المؤسسات. نسجل هنا بأن إستراتيجية الرئيس أوباما إزاء العرب تختلف في جوهرها عن إستراتيجية بوش لأنها تأخذ بعين الإعتبار البعد الأخلاقي و الحقوقي لخوض حرب ضد الإرهاب أي يضع هذه الحرب ضمن إطار علاقات أعدل و أفضل مع العالم الإسلامي – و العربي تحديدا —كما أعلنه في خطاب جامعة القاهرة الشهير.. و سبق أن وعد أوباما بغلق محتشد غوانتانامو.  و أضاف الرئيس الأمريكي بأن الولايات المتحدة لا يجب أن تسلك سياسة إنفرادية تعزلها عن حلفائها و عن القانون الدولي و عن  بقية العالم. وهي نقطة أخرى يسجلها أوباما لتأكيد إختلافه مع سياسات بوش التي لم تقرأ أي حساب لا للأمم المتحدة و لا للدول الحليفة. و أكد أوباما بأن الإسلام حضارة ثرية و تعتبر جزءا من الإنسانية قائلا: علينا ألا نعطي الفرصة لتنظيم ا لقاعدة لكي يفصل بين الإسلام و العالم و لا بين مسلمي أمريكا و بقية المواطنين الأمريكان. و قال الرئيس بأن المتطرفين من المسلمين قلة نادرة و وضعوا أنفسهم في الجانب الخطإ من التاريخ. و ألحّ أوباما على أن العولمة فرضت علينا التفكير في علاقات دولية جديدة و على أسس أعدل و أقوى. و هذه العلاقات يجب أن تعتمد على تشابك المصالح و تفاعل السياسات. فالولايات المتحدة لم تعد القوة الوحيدة بل إن قوتها مستمدة من علاقاتها مع الأمم الأخرى. و بالتوازي مع خطاب أوباما فإن الوزيرة هيلاري كلنتن تزور الصين لمحاولة إقناع بيكين بالإلتحاق ببرنامج العقوبات المتشددة ضد طهران و بضرورة التخفيض من قيمة( اليووان) العملة الصينية. وتهدف واشنطن إلى تشكيل تكتل قوي ضد البرنامج النووي الإيراني بعد التفهم المحدود الذي عبرت عنه موسكو في هذا الإتجاه. أول ملاحظة على النظام العالمي الجديد هي أننا نحن العرب نقع في قلب الحدث فقد سجل المراقبون إلغاء مصطلح الحرب على الإرهاب في خطاب الرئيس الأمريكي، بل لعل نشر الصواريخ ( باتريوت) الأمريكية على الحدود البولندية الروسية فيه رسالة للعالم العربي والإسلامي مفادها أن للغرب عدوا آخر إفتراضيا هو العدو التقليدي الروسي. و ثاني ملاحظة هي أن العقيدة الإستراتيجية الأمريكية الجديدة لا تتخلى عن ثوابت الإلتزام بحماية أمن « سرائيل » لكنها في نفس الوقت لا تنظر بعين الرضى لمواصلة الإستيطان و تهرب حكومة « إسرائيل » من تعهداتها. وهو تحول لافت في القراءة الأوبامية  للصراع الإسرائيلي الفلسطيني و لعلها قراءة إستفادت من رأي الجنرال بيتراوس الذي أقر أمام لجنة الكنغرس بأن قتلى الجيش الأمريكي في العراق و أفغانستان يموتون لأن « إسرائيل » تواصل ممارسة العنف و القوة ضد الشعب الفلسطيني. علينا نحن العرب ألا نغمض عيوننا في هذا المفصل الأساسي من التحولات الكبرى في سياسات الولايات المتحدة لا للحديث عنها بل لإعداد أنفسنا لهذه التحولات و إغتنام ما يمكن إغتنامه لخدمة حقوقنا و مصالحنا. *رئيس الأكاديمية الأوروبية للعلاقات الدولية بباريس (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 140 بتاريخ 4 جوان 2010)  


غضب شعبي وموات رسمي


عبد الباري عطوان 6/5/2010 يشكل ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل وبشكل متسارع طوال السنوات الخمس الماضية الدور التخريبي الاكبر للسياسات الامريكية في العالمين العربي والاسلامي، ومع ذلك لا يتردد جوزف بايدن نائب الرئيس الامريكي عن الدفاع عن عملية القرصنة الاسرائيلية ضد سفن الاغاثة المتوجهة الى قطاع غزة لكسر الحصار، ويعتبر مجزرة جنودها نوعاً من وسائل الدفاع عن النفس، ويعارض في الوقت نفسه اي تحقيق دولي محايد ومستقل في هذه الجريمة. الادارة الامريكية تخوض حربين فاشلتين في العراق وافغانستان حماية لاسرائيل، وتستعد لحرب ثالثة ضد ايران (لاحظوا ان الدول الثلاث مسلمة)، وكانت على وشك استصدار قرار دولي بفرض عقوبات على الاخيرة بعد جهود مضنية وتنازلات ضخمة للصين وروسيا لضمان عدم معارضتهما للقرار المذكور، لتفاجأ هذه الادارة بفرق الكوماندوز الاسرائيلية تقتحم سفينة تركية وتقتل تسعة من النشطاء على ظهرها. ومع ذلك يتصدر نائب الرئيس بايدن للدفاع عن هذا العمل وهو الذي تعرض لصفعة قوية من هذه الحكومة التي يدافع عنها، والدولة التي يدعي صداقتها، عندما استقبلته في تل ابيب بالاعلان عن بناء 1600 وحدة سكنية في القدس المحتلة. اسرائيل التي ابتزت العالم الغربي طوال الستين عاماً الماضية، عندما قدمت نفسها على انها ديفيد الصغير المسالم الضعيف الذي يواجه غولايث (جلعاد) العربي الضخم المتجبر، اصبحت الآن في نظر العالم بأسره هي ‘البلطجي’ الذي يفرض الحصارات لتجويع الابرياء العزل، ويخطف السفن في عرض البحر، ويعتدي بالرصاص الحي على ناشطي المنظمات الانسانية، وفوق هذا وذاك يعض اليد التي اطعمته وزودته بكل اسباب القوة والبقاء في نكران جاحد للجميل غير مسبوق في التاريخ. الارهاب الاعلامي والسياسي الاسرائيلي الذي جرى استخدامه طوال السنوات الماضية، وابرز اسلحته الاتهام بمعاداة السامية، واحتكار المعاناة، ومنع استخدام تعبير ‘الهولوكوست’ للمقارنة مع اي محارق أخرى، هذا الارهاب لم يعد يعطي مفعوله، ليس من كثرة ما استخدم لاتفه الأسباب فحسب، وانما ايضاً، من اقدام اسرائيل على مجازر بشعة، وبدم بارد متعمد، ضد شعب اعزل محاصر انطلاقاً من غرور القوة. ‘ ‘ ‘ هذا العالم الغربي الذي يكفّر عن عقدة ذنبه تجاه المحرقة، وعدم تحركه لانقاذ ضحاياها، باصدار نصف ادانات للمجازر والجرائم الاسرائيلية، ويكرر دائماً مساندته لها تحت ذريعة حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، والحفاظ على امنها، مطالب اليوم بالتكفير عن ذنبه تجاه جريمته في حق الفلسطينيين في اقتلاعهم من جذورهم، وحرمانهم من وطنهم، بل والتستر على ما يتعرضون له من حصارات ومجازر على يد الاسرائيليين. انتهى الزمن الذي كانت اسرائيل تهاجم وتجد عرباً او مسلمين يرفعون الرايات البيضاء استسلاماً، ويتزاحم الغربيون على شاشات التلفزة للاشادة بانتصارها السريع الحاسم، واصابتها الدقيقة لاهدافها، والاستخدام البارع للتكنولوجيا الحديثة. وحدة الكوماندوز الاسرائيلية لم ترتكب اي خطأ اثناء هجومها على السفينة التركية، فقد فعلت ما كانت تفعله الوحدة نفسها او الوحدات الاخرى المماثلة، مع سفن او طائرات او قرى عربية اخرى، الجديد هو وجود اناس شجعان على ظهر هذه السفينة وربما سفن المستقبل، قرروا التمرد على الجبن، والتصدي للاسرائيليين المهاجمين حتى بالكراسي دفاعاً عن الكرامة وعزة النفس. ما لا يدركه الاسرائيليون والمسؤولون الغربيون ان ثورة جديدة تطل برأسها في العالم الاسلامي بقوة حالياً ضد حالة الاذلال والاهانات التي يتعرض لها العرب والمسلمون حالياً، ومؤشرات هذه الثورة نراها في كل مكان، في العراق .. في افغانستان .. في قطاع غزة المحاصر .. في جنوب لبنان.. وعلى ظهر السفينة مرمرة. اسرائيل لم تعد تفرض اجندتها على المنطقة، وتتخذ مبادرة الاجرام والحرب، وتأمر الغرب ان يتبناها، ولا يجب السماح لها بالاستمرار في ذلك. لأن حروبها هذه، الصغيرة منها والكبيرة، باتت تؤثر على العالم بأسره، وتصل تداعياتها الخطيرة الى مختلف العواصم الغربية، ارهاباً واضطرابات امنية وعدم استقرار. العرب، وانا هنا اتحدث عن رجل الشارع وليس الانظمة، لم يعودوا جبناء اغبياء اذلاء، والمسلمون او الغالبية الساحقة منهم، لم يعودوا يساقون مثل النعاج امام الغزاة، فها هو اكثر الشعوب الاسلامية جهلاً وتخلفاً في افغانستان يدمي انف حلف الناتو، ويستنزف الولايات المتحدة مالياً وبشرياً. فقمة الجهل يمكن ان تهزم قمة التكنولوجيا اذا اقترن الاول بالكرامة والرجولة، واقترن الثاني بالغرور والظلم والاستكبار. الرئيس التركي عبدالله غل قال ان اسرائيل ستدفع الثمن غالياً من جراء جريمتها في حق نشطاء سفن الحرية، وهو محق في هذا لان تركيا تقول وتفعل، فعندما اعطت حكومة نتنياهو اقل من عشر ساعات للاعتذار عن اهانة سفيرها وتحقيره، حصلت على ما أرادت، واضطرت هذه الدولة الفاجرة الى تقديم هذا الاعتذار للمرة الاولى في تاريخها. رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي قدم مثلاً لنظرائه العرب في الشجاعة والصلابة، وتصرف كرجل دولة حقيقي عندما طالب اسرائيل بالافراج عن جميع ناشطي سفن الحرية فوراً، فتجاوبت حكومة نتنياهو المتغطرسة المتعالية فوراً ولم تبق على محتجز واحد متراجعة عن قرارها السابق بالتحقيق مع البعض ومحاكمتهم. اردوغان يطالب نتنياهو مرة اخرى بالاعتذار، مثلما يطالب بتحقيق دولي مستقل في هذه المجزرة، وتقديم المتورطين فيها الى العدالة كمجرمي حرب، ودفع تعويضات كاملة للضحايا، ومن المؤكد انه سيحصل على كل ما يريد لأنه يقف على ارضية اخلاقية قوية، وقاعدة جماهيرية عريضة، وبنية اقتصادية مشرفة، ولا يتلقى فلساً واحداً من المساعدات الامريكية. ‘ ‘ ‘ عندما يشيع شهداء المجزرة البحرية، وجميعهم من الاتراك، الى مقابر الشهداء ملفوفين بالعلمين الفلسطيني والتركي، فهذا انقلاب كبير في تاريخ المنطقة والعالم. فمن كان يصدق ان تركيا التي كانت بالامس القريب وسيطاً بين العرب والاسرائيليين، وتجري مناورات عسكرية سنوية مشتركة مع الاخيرين، تجعل من قضية رفع الحصار عن قطاع غزة العمود الفقري في استراتيجيتها القومية، وتقدم الشهداء من اجل هذا الهدف الانساني المشروع، وتعرب عن استعدادها لارسال بوارج حربية لمرافقة سفن الاغاثة القادمة. علمونا دائماً مقولة ‘ان العبرة في النتائج’ وهي صحيحة، اذا طبقناها على ما جرى ويجري في قطاع غزة وبسبب حصاره، نجد ان اسرائيل والغرب من خلفها هم الخاسر الاكبر. فالحصار الاسرائيلي الذي استمر اربع سنوات في ظل صمت العالم الحر وتواطئه، لم يقلب حكومة حماس، ولم يدفع الجوع اهالي غزة للثورة عليها، او الاستسلام للمطالب الاسرائيلية والعربية للأسف، والجندي جلعاد شليط ما زال في الاسر، وتهريب الاسلحة الذي فرض الحصار لمنعه يتدفق عبر الانفاق، وفوق هذا وذاك اصبحت صورة اسرائيل وحلفائها من محور الاعتدال العربي في الحضيض. جميع هذه الانجازات تتحقق بفعل الصمود والتضحية، وليس بفعل المفاوضات العبثية، والعناق الباسم للمبعوث الامريكي جورج ميتشل، او جهود مبعوث السلام الاوروبي توني بلير. فالرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يحظى بدعم الغرب، مثله مثل حامد كرزاي في افغانستان، بات يعيش اسوأ حالات ضعفه، ويعيش في الهامش تماماً، وسط مؤشرات عن ضغوط غربية امريكية للتخلي عنه، والتفاوض مع حركة ‘حماس’ كشريك اساسي في اي عملية سلام مقبلة، تماماً مثلما تتعالى الاصوات بالتفاوض مع حركة ‘طالبان’ الافغانية. العالم يتغير بسرعة وفي غير صالح اسرائيل وامريكا وحلفائهما في المنطقة العربية، والمهم الآن كيفية استثمار هذه الانجازات الكبيرة، والعزلة الاسرائيلية المتنامية بطريقة فاعلة، واول خطوة في هذا الصدد هو ابقاء الحصار على اسرائيل، وابقاء الزخم الحالي على اشده، لان هناك رهانا اسرائيليا امريكيا على الزمن لانهائه ونسيان ما حدث، وامتصاص تداعياته مثلما حدث في مرات سابقة. وما الهبات الشعبية التي يشارك فيها عشرات الالاف في مختلف انحاء العالمين العربي والاسلامي الى جانب عواصم غربية اخرى الا دليل على حدوث بوادر التغيير الذي نتطلع اليه ونطالب به منذ سنوات. لم نذكر النظام الرسمي العربي بالخير، لسبب بسيط لانه خارج التاريخ، لا قيمة له ولا دور، في الاحداث الجارية، نظام تعفن مثل مبادرته السلمية، ونحن هنا نتحدث عن احياء لا اموات، والبيان الختامي لوزراء الخارجية العرب وما تضمنه من هوان وتذلل هو الدليل الابرز على ما نقول. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 05 جوان  2010)


 دولة تنتحر

6/5/2010
  نحميا شترسلر اذا كان احد ما يشعر بان وضعنا الدولي آخذ في التردي وأحد آخر يعتقد باننا نتصرف مثل دولة انتحارية ـ فليفكرا مرة اخرى. رئيس الوزراء يقول ان كل انتقاد نتعرض له على السيطرة الوحشية على ‘مرمرة’ ليس سوى ‘ازدواجية اخلاقية دولية’. ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان يقول بان الاتراك هم المذنبون في كل القصة بارسالهم السفينة. كما أن سانشو بانشو نتنياهو، يوفال شتاينتس، يقول، انه في المدى القصير وان كنا سنتلقى بعض الانتقاد الا أنه على المدى البعيد سيفهم العالم موقفنا بل ويبرره. غير أنه قبل سبعين سنة سبق أن قال الاقتصادي الشهير جون كينز، انه لا ينبغي الحرص الكثير على المدى البعيد، وذلك لاننا ‘في المدى البعيد سنكون كلنا امواتا’. شتاينتس لا يتأثر بالحقائق، ولا حتى من تجميد كل مشاريع البنى التحتية والطاقة مع تركيا ووضع التصدير المدني والامني الى هناك تحت علامة استفهام. كما أنه لا يقلقه المقاطعات التي تفرضها علينا منظمات في اوروبا، ولا من حقيقة أن دويتشه بنك باع استثماراته في ‘البيت’ للالكترونيات ـ عقب ضغط فلسطيني. وحتى قطع العلاقات الدبلوماسية مع نيكاراغوا لا يقلقه، ولا حقيقة أن طواقم الجو في الـ ‘عال’ طلب اليهم أن يلبسوا بزات الشركة في خارج البلاد. وبعد قليل لن يتمكن أي اسرائيلي من السفر الى الخارج، ولكن هذا ايضا على ما يرام بالنسبة له. غير أن كل هذا يتقزم امام الدرك الاسفل غير المسبوق الذي تدهورت اليه مكانة اسرائيل في العالم، لدرجة نزع الشرعية عن الدولة. وهذا خطر استراتيجي على وجود اسرائيل، ذلك أن الدولة متعلقة بالرأي العام الغربي، الذي يقرر في نهاية المطاف افعال السلطة. واذا كان الرأي العام الغربي ملـّنا ويَرانا محتلا وحشيا وخطيرا على امن العالم ـ فان الطريق الى السقوط قصير. وحتى الاصدقاء الطيبون من يوم أمس يرون فينا عبئا اليوم. ليس فقط رجب طيب اردوغان، رئيس وزراء تركيا، الذي وصف العملية بانها ‘ارهاب دولة’، بل وايضا ممثلو البرازيل، والنمسا والمكسيك، الذين طالبوا اسرائيل برفع الحصار عن غزة. ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي شجب ‘الهجوم عديم التوازن’. كما أن هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الامريكية لم توفر في اقوالها الانتقادية، وكذا ايضا باراك اوباما الذي أوصى بإجراء ‘تحقيق دولي مصداق وشفاف’؛ إذ هو ايضا لا يثق بنتنياهو. اول أمس ظهر نتنياهو في التلفزيون في خطاب هاذٍ أمام الامة. كان هذا خطاب دفاع شخصي على مستوى منخفض للغاية. نتنياهو تحدث عن واجبنا في منع ادخال سلاح وصواريخ الى غزة، وكأن هذا ما يدور عليه الجدال. السؤال هو حول الطريق، حول انعدام التخطيط، حول خفة الرأي، حول نقص المعلومات الاستخبارية، حول الادارة السيئة، بحيث لم يؤخذ بالحسبان الثمن الذي ستدفعه اسرائيل لقاء السيطرة الوحشية التي تؤدي الى قتلى، وحول المخاطرة الحقيقية التي القي اليها بجنود الكوماندو، دون معرفة الكمين الذي ينتظرهم. عن الفشل الذريع هذا نتنياهو لم ينبس بكلمة. بطريقته المعهودة واصل اخافة شعب اسرائيل من ‘ميناء ايراني يقوم في قطاع غزة’. ولكنْ واضح اليوم، أنه اذا كان هناك أحد ما يدفع الى الامام اقامة هذا الميناء، فهو نتنياهو نفسه. قصوراته هي التي تؤدي الآن الى لجنة غولدستون الثانية، التي ستحقق بالحدث وتتوصل الى استنتاجات خطيرة، من شأنها ان تنتهي هذه المرة بالمطالبة برفع الحصار عن غزة، بما في ذلك الحصار العسكري. نتنياهو، الذي قال ان من ناحيته ‘الامن يقف فوق كل شيء’، هو الذي يلحق أكبر الضرر بأمن اسرائيل. في غضون سنة وربع سنة نجح في أن يجعل دولة كانت حليفا استراتيجيا لاسرائيل عدوا مريرا. بكلتا يديه القى نتنياهو بتركيا الى اذرع ايران وسورية، دون امكانية اصلاح الوضع. نتنياهو يعرض امننا للخطر ايضا لانه يؤدي الى شرخ عميق مع الاقلية العربية والى حل ‘دولة واحدة للشعبين’، والذي هو نهاية الحلم الصهيوني. لشدة المفاجأة، نجح نتنياهو في أن يمس حتى بالموضوع الاقرب الى قلبه ـ التهديد النووي الايراني، إذ ان العزلة الدولية التي أدخل فيها اسرائيل ونفور اوباما منه لا يسمحان لاسرائيل بتحقيق اجماع عالمي لفرض عقوبات على ايران. البحث في الامم المتحدة في هذا الموضوع تأجل مرة اخرى هذا الاسبوع. كما تلقت اسرائيل مؤخرا ضربة مفاجئة من 189 دولة (بما فيها الولايات المتحدة) دعت الى رقابة دولية على منشآتها النووية ـ الامر الذي لم يحصل ابدا في الاربعين سنة الاخيرة. هذا الدرك الاسفل الخطير لمكانة اسرائيل الدولية يدل على بداية العد التنازلي لحكم نتنياهو. إذ هكذا كان ايضا في جولته السابقة (1996 ـ 1999). عملية الغرق في حينه بدأت مع نجاحه في تحطيم اتفاقات اوسلو والعودة الى النار والبنادق. ينبغي الامل بأنه هذه المرة لن يطيل المدة لثلاث سنوات. الخطر أكبر مما ينبغي. هآرتس 4/6/2010  


أسطول الحرية وتحرير فلسطين!

 


تعصف بالقضية الفلسطينية حالة من التشرذم والانقسام لم نشهد لها مثيلا منذ انتصاب الكيان الصهيوني..عوامل عديدة لعبت دورا في الوصول الى هذه الحالة, وحتى أضع النقاط على الحروف وللانصاف أقول بأن العوامل الفلسطينية كان لها الأثر الكبير في ذلك واخرها الاقتتال الفلسطيني الداخلي وما نتج عنه من انفصال ما تبقى من الوطن المحتل الى قسمين منفصلين سياسيا وجغرافيا.الحصار المفروض على قطاع غزة دخل عامه الرابع على مراى ومسمع السلطة في رام الله والعالمين العربي والاسلامي, فالدول العربية والاسلامية لا تملك غير الاستنكار والشجب والمطالبات التي لا تغني ولا تسمن من جوع, ولا ننكر هنا بعض المساعدات التي قدمتها بعض الدول العربية كالأردن مثلا وخاصة بعد الاجتياح الصهيوني الوحشي الأخير لقطاع غزة, الا أن التحرك الغربي لكسر هذا الحصار ممثلا بأحراره وببعض جماعاته الانسانية والديمقراطية كان أكثر بروزا..انهم أصبحوا عربا ومسلمين أكثر من العرب والمسلمين أنفسهم, فهكذا هم الأحرار لا تفرقهم الحدود الجغرافية والأصول الدينية والعرقية..وهذا ما لا نفهمه اطلاقا عندما نتكلم عن الأمة العربية التي تمتلك كل مقومات الوحدة ولكن هذه الأمة والوحدة عبارة عن خطين متوازيين لا يلتقيان مهما امتدا. عندما حاول الغزاويون كسر الحصار المفروض عليهم, قام الكيان الصهيوني الغادر بارتكاب مجزرة وحشية بحقهم استمرت ثلاثة أسابيع خلفت المئات من الشهداء والالاف من الجرحى والمعوقين ناهيك عن تدمير البنية التحتية, وللأسف شاركت مصر » الرسمية » الصهاينة بجريمتهم هذه باغلاقها المعابر في وجه الفارين من الة البطش الصهيونية والجرحى والمرضى وهددت بكسر عظام كل من يحاول اقتحام المعابر, وبعد ذلك قامت ببناء الجدار الفولاذي حفاظا على أمنها القومي, وهو الحفاظ غير المباشر على الأمن القومي الصهيوني. إن الدولة العبرية طغت وتجبرت ووصلت الى حد لا يمكن السكوت عليه، فهي تعتبر نفسها « شعب الله المختار » في الأرض الذي يحق له أن يمارس كافة أنواع  الاضطهاد والذل لغيره من الشعوب ولا أحد يجرؤ على محاسبته..ان الكيان الصهيوني لا يعتبرنا نحن بالأخص أي الشعوب العربية والاسلامية جميعا أمة نستحق الحياة ولهذا فهو يمارس جميع أنواع القتل والتشريد والابادة ولا يبالي بأي اعتراض أو استذكار, ولم لا وهو يرانا نقتتل فيما بيننا وقرارات قممنا حبر على ورق, ونهرول وراءه من أجل التطبيع معه, وكل ما نملك عمله هو ترديد » نستنكر, نشجب ونطالب ». الوضع المأساوي لأهلنا في غزة هاشم جعل أحراراً من شعوب العالم ينتمون الى أربعين دولة يتحركون من اجله، فقاموا بتنظيم أسطولهم البحري السلمي لإيصال المساعدات الانسانية الى غزة المنكوبة. مشهد القرصنة الصهيونية كان جليا وواضحا حينما غزت سفنها الحربية أسطول الحرية البحري وفي المياه الدولية, مدعية بأن هذا الأسطول يحمل »ارهابيين » مسلحين أتوا ليساعوا حماس, وأن من كانوا على متن هذا الأسطول هم الذين بادروا باستعمال السلاح ضد جنود الصهاينة الغزاة..انهم يستخدمون بجدارة مقولة غوبلز وزير الدعاية الألماني في عهد هتلر: »اكذب ثم اكذب ثم اكذب فلا بد من أن يصدق الناس في النهاية », وبهذا وكعادتهم حولوا أنفسهم من جلادين الى ضحايا, ولا أستغرب بأن يقوموا بمطالبة الأربعين دولة بتعويضات عما لحق بهم. ردود الفعل الرسمية العربية والاسلامية وكالعادة لم تكن كما يجب أن تكون, وبصراحة مؤلمة وحارقة لم نتوقع أن تكون عكس ما كانت عليه, ولا نطالب القادة والزعماء العرب بشن حرب على الكيان الصهيوني لأنهم ضعفاء تبعيون ولا يملكون اتخاذ القرارات, فاللوبي الصهيو-أمريكي يحركهم كما يحرك لاعب الشطرنج المحترف حجارته. لا أحد ينكر بأن هذه القرصنة الوحشية الصهيونية كان لها تداعيات فيها نوع من الايجابية على المستويات الفلسطينية والاقليمية والدولية, فالفصائل الفلسطينية جميعها بما فيها حركتا فتح وحماس اتفقت على أنه حان الوقت لاعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية فهي السلاح الأقوى في مواجهة قتلة الأبرياء والأطفال والنساء..قتلة أصحاب الضمير وعاشقي الحرية والتحرر والمدافعين عن حقوق الانسان. مصر »مكره أخاك لا بطل » قامت بفتح معبر رفح الحدودي مع غزة, والكويت تطالب بسحب ما يسمى بالمبادرة العربية للسلام, وعمرو موسى يؤكد بأن الوقت حان ليفهم العرب أن الكيان الصهيوني لا يفهم لغة المفاوضات والسلام بل لغة القوة, وبعض الدول العربية تطالب بعقد قمة عربية طارئة, والأردن يعلن عن استعداده لمعالجة جميع جرحى أسطول الحرية. انها نقطة تحول ولكننا كنا نأمل أن نشاهد مواقف عربية واسلامية أكثر صلابة كما أسلفت, فالموقف التركي الشعبي والرسمي كان مشرفا, فها هو رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا يصرح بأن هذا الهجوم الوحشي على أسطول الحرية هو »نقطة سوداء في تاريخ الانسانية, فشن هجوم مسلح على سفن مساعدات وقتل مدنيين ومعاملة مدنيين كما لو أنهم ارهابيون ليس الا تدهوراًً للانسانية وتهوراً دنيئاً، فحتى الحروب لها قواعد ولا يمكن لأحد ان يهاجم أطفالاً ونساء ومسنين ومدنيين ورجال دين وعمال اغاثة، وحتى المستبدون واللصوص والقراصنة يتمتعون بشيء من الحساسية ويلتزمون ببعض المبادئ الانسانية ».وطالب أردوغان المجتمع الدولي ببدء تحقيق في الهجوم بدلاً من انتظار عمل حكومة »لم تخجل من جرائمها ». وقال ان »تركيا ليست دولة جديدة التأسيس، ولا يفترض بأحد ان يختبر صبر تركيا، فصداقتها قيمة لكن عداءها عنيف ». نعم, لقد ارتكب الصهاينة جريمة حرب تضاف الى جرائمهم التي لا تعد ولا تحصى, ومن هنا يجب على المحاكم الدولية محاكمة القادة الصهاينة السياسيين والعسكريين الذين اخترقوا واعتدوا على المياه الدولية، وبذلك اعتدوا على القوانين والشرائع الدولية لأنهم يستحقون المحاكمة والعقاب..انها فرصة ثمينة يتوجب على الأمتين العربية والاسلامية والمجتمع الدولي الحر استغلالها وعدم خسارتها. هذا الموقف البطولي لرجب طيب أردوغان »ابن الأناضول » ليس بجديد عليه, فالجميع يذكر موقفه بعيد المجزرة الصهيونية على غزة وعندما انسحب من قمة »دافوس » السويسرية مخاطبا رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريس: »انكم قتلة أطفال ولا يمكن الجلوس بجانبكم »..ومن هنا يتوجب علينا أن نرسل شكرنا وتحياتنا الى الشعب التركي العظيم وقواه المناضلة النابضة, والشكر الخاص الى ابن الأناضول ورفيقه عبدالله غول, فتركيا هي التي تبنت قوافل أسطول الحرية وسخرت موانئها كنقطة انطلاق لها, انها خطوة مليئة بالجرأة تفتقر اليها الغالبية العظمى من الدول العربية وخاصة الكبيرة منها. وبالعودة الى ما افتتحت به مقالي هذا أقول بأن خلافاتنا الداخلية لعبت دورا مركزيا في الوصول الى ما وصلنا اليه, فالعدو استغل بذكاءه وثعلبته وضعنا المتشرذم وقام بصب الكاز على النار ولايزال, ومن هنا نطالب وبشكل فوري وقف المفاوضات معه وبكل صورها واعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية وبدون شروط مسبقة, فوحدتنا هي السلاح الوحيد والأوحد في مواجهته وهي التي ستنهي حالة الحصار المفروض على غزة, وهي التي ستجعله يفكر مليون مرة قبل أن يقوم بأية خطوة قد تمس بنا. والى أبناء غزة المحاصرين أقول بأن صمودكم وصبركم ومقاومتكم لأبشع وأظلم حصار عرفه التاريخ المعاصر، ودعم أبطال الحرية لكم سوف لن يكسر هذا الحصار فقط, بل سيحقق عودتكم الى حيفا ويافا وعكا والقدس وكافة بقاع فلسطين, فالعد التنازلي للصهاينة قد بدأ, والتاريخ علمنا بأن قوى الظلم والاحتلال وان عظمت وطالت فهي الى الزوال, وما بعد الليل الا بزوغ الفجر. تحية الى كل المناضلين الأحرار الذين ركبوا البحر وخاطروا بأرواحهم من أجل فك الحصار..المجد والخلود لشهداء الحرية الأبطال..وتحية الى كل الشرفاء العرب الذين انتفضوا دفاعا عن غزة ومن وقف معها..الخزي والعار للعرب المتصهينين الذين أيدوا ودعموا القرصنة الصهيونية, هؤلاء ستقذفهم جرافات التاريخ الى مزابله, وبئس المصير.
د. صلاح عودة الله-القدس المحتلة  


البرادعي يدعم حق الإخوان السياسي


محمود جمعة-القاهرة   بعد تأكيده على أن الجمعية الوطنية من أجل التغيير -التي يتزعمها- تتفق مع جماعة الإخوان المسلمين في الدعوة لإلغاء حالة الطوارئ وإنهاء القوانين المقيدة للحريات جدد محمد البرادعي -المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة بمصر- دعمه حق الإخوان المسلمين بإنشاء حزب سياسي أو المشاركة السياسية في إطار دولة مدنية. وأوضح البرادعى -أثناء مؤتمر صحفي عقب لقائه رئيس الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين محمد سعد الكتاتني بمقر الكتلة البرلمانية للجماعة- أنه مستعد للقاء المرشد العام للجماعة أو لقاء أي شخص في مصر يريد الإصلاح أو المشاركة في التغيير، واصفا هذا اللقاء بالمرتقب. بدوره قال الكتاتني إن لقاءه مع البرادعي كان مثمرا وبناء، حيث تمت مناقشة رؤية الجانبين للإصلاح السياسي في مصر خاصة المطالب السبعة للإصلاح التي وردت في بيان الجمعية الوطنية للتغير. طرح موضوعي وأوضح الكتاتني للجزيرة نت أن الجانبين اتفقا على أهمية أن يكون السعي نحو الإصلاح بعيدا عن « الشخصنة » وأن يتم من خلال إطار يجمع كل المصريين وهو الجمعية الوطنية للتغيير. ونبه إلى أن البرادعي أكد أثناء اللقاء أنه لا ينوي الترشح في الانتخابات الرئاسية إلا إذا تحقق شرطان أولهما تنفيذ الإصلاحات، وثانيهما وجود تأييد شعبي قوي لترشحه من مختلف التيارات. وأشار الكتاتني إلى أن الجمعية الوطنية للتغيير سوف تعقد اجتماعا في وقت لاحق للتفاهم على الآليات الواجب اتخاذها لضمان تنسيق عملية المطالبة بالإصلاح، موضحا أن جماعة الإخوان المسلمين هي عضو مؤسس في الجمعية الوطنية للتغيير. ونفى الكتاتني أن يكون لقاؤه مع البرادعي نواة لتحالف بين جماعة الإخوان المسلمين والجمعية الوطنية للتغيير، مؤكدا أن ثمة توافقا بينهما على العمل من أجل التغيير والإصلاح السياسي، وأضاف « لا نعول كثيرا على وجود شخص بعينه، فالمطالب الإصلاحية هي مطلب كل المصريين » وأن وجود البرادعي أو عدم وجوده في مصر « لن يؤثر على مشروع الإصلاح السياسي ». وأكد الكتاتني أن الجماعة تسعى إلى تنفيذ مشروع الإصلاح السياسي باعتباره مشروعا لمصر وليس مشروعا للبرادعي « ومن ثم فإن الجميع مطالب بأن يسهم في جهود الإصلاح ». حوار محض وشدد الجانبان على أن اللقاء لا يحوي أي رسالة للنظام ولا يأتي كرد فعل لانتخابات الشورى التي وصفها البرادعي بأنها دليل على فساد النظام. وأعلن البرادعي أن الكتاتني عبر له أثناء اللقاء عن اتجاه الجماعة نحو الدولة المدنية وإنشاء حزب سياسي مدني. من جانبه قال المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين عصام العريان إن حملة جمع التوقيعات التي تعتزم الجماعة تنظيمها على بيان « معاً سنغير »، الذي أصدره البرادعي لا تعني وجود تحالف بين الجماعة والبرادعي، منبها إلى أن إطلاق الحملة ليس تأييداً لشخص البرادعي ولا يمثل تحالفاً معه، لكن هدفه سعي الجماعة للإصلاح والتغيير. واستبعد العريان أن يكون إعلان الجماعة عن موافقتها على جمع التوقيعات في هذه الفترة، بمثابة ورقة ضغط على النظام بشأن انتخابات مجلس الشعب المقبلة، بعد فشل الجماعة في الحصول على مقاعد في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى.  
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 05 جوان  2010)

سيف الإسلام القذافي: بلير صديق للعائلة وأصبح مستشاراً لوالدي


6/5/2010 لندن- أكد سيف الإسلام ابن الزعيم الليبي معمر القذافي إن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير أصبح مستشاراً لوالده، مشدداً على انه صديق شخصي للعائلة وانه زار ليبيا مراراً منذ خروجه من منصبه. وقال القذافي الإبن في مقابلة مع صحيفة (ديلي ميل) البريطانية إن بلير قام بدور استشاري لصندوق حكومي ليبي يدير الثروة النفطية الليبية التي تقدر بأكثر من 94 مليار دولار. وأضاف إن بلير أقام علاقة ممتازة مع والدي، وبالنسبة إلينا هو صديق شخصي للعائلة، وأنا التقيته للمرة الأولى قبل أربع سنوات في مقر رئاسة الوزراء البريطانية ومنذ ذلك الحين التقيته مراراً في ليبيا حيث يقيم في منزل والدي، فقد أتى إلى ليبيا مرات عديدة. وتابع إن بلير مستشار المؤسسة الليبية للاستثمار، وقام بدور استشاري. ودافع القذافي الابن، من مقر إقامته في فندق كونوت بمايفير، عن حق بلير في استغلال عقوده مع ليبيا قائلاً إن كثيراً من الناس انزعجوا منه بسبب العراق ومن الأسهل كثيراً التعامل مع المؤسسة الليبية للاستثمار، فمن حق توني بلير جني المال فهذا أمر جيد بالنسبة إلى رجل أعمال والمؤسسة الليبية جاهزة للحديث مع أي شخص يرغب بإقامة أعمال مع ليبيا. وشدد على أن بين ليبيا وبريطانيا علاقة خاصة. ويشار إلى أن بلير أصر الجمعة على أن لا صلة تربطه بأية طريقة من الطرق بالمؤسسة الليبية للاستثمار، مشيراً إلى انه يقدم النصائح لعدة شركات تسعى للحصول على عائدات من احتياطي النفط الليبي. ويذكر أن كلام القذافي سيدخل بلير، وهو حالياً مبعوث السلام في الشرق الأوسط، في موجة جديدة من الجدل بشأن نزاع المصالح بين دوره الرسمي والخاص. واتهمت عائلات ضحايا لوكربي الـ270 بلير الجمعة بأنه تقاسم الطعام مع أشخاص (أيديهم ملوثة بالدماء). وفيما يصر بلير على أن لا صلة له بإعادة مفجر لوكربي عيد الباسط علي المقرحي إلى بلاده في آب/ أغسطس الماضي بعدما قال الأطباء انه لم يعد لديه سوى ثلاثة أشهر ليعيشها بسبب إصابته بالسرطان، قال القذافي الابن (37 سنة) إن مسألة إطلاق الرجل كانت دائماً على طاولة النقاش بشأن العقود التجارية لتوفير النفط والغاز لبريطانيا. ومن جهته قال رئيس رابطة عائلات ضحايا تفجير لوكربي فرانك دوغان للصحيفة إن هذا صحيح وأظن أن هذه كانت مكافأة توني بلير من الحكومة الليبية لقاء ما قام به. وأضاف دوغان: من المهم للسلام في العالم أن تعود ليبيا إلى المجتمع الدولي لكن هذا لا يعني انه لا بد من تكريم أشخاص أيديهم ملوثة بالدماء. ويشار إلى انه بعد شهر واحد من تنحيه عن منصبه، زار بلير القذافي في طرابلس الغرب وفي الوقت نفسه وقعت شركة (بريتيش بتروليوم) على صفقة بقيمة 900 مليون دولار مع شركة النفط الوطنية الليبية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 05 جوان  2010)
 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

17 août 2005

Accueil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1914 du 17.08.2005  archives : www.tunisnews.net الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بيـان الجمعية الدولية

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.