الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année,N°3038 du 16.09.2008
 archives : www.tunisnews.net 


هند الهاروني-تونس:بلاغ
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الجمعيـة الدوليـة لمسانـدة المساجيـن السياسييـن:تأجيل النظر في قضية  » روث الأغنام  » .. !

حــرية و إنـصاف:عبد اللطيف بوحجيلة بين آلام المرض و المنع من السفر للعلاج

الحزب الديمقراطي التقدمي : بيان

ايلاف:تونس: التقدّمي يطالب بفتح تحقيق حول مقتل مُحتجّ

قدس برس: تونس : الحكم بالسجن على ناشطة اتهمت الشرطة بمحاولة اغتصابها أثناء التحقيق معها

ايلاف:تونس: إدانة حقوقية واسعة عقب سجن ناشطة سياسية

الحزب الديمقراطي التقدمي:جامعة نابل فيتو أمني يمنع سيارة السيد زهير مخلوف من القيام بعملية الفحص الفني

محمد أحمد : لا ‘مبيت جامعي’ للمحجبات في تونس

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي : بلاغ صحفي

محمد بوسنينة : قرار غير منصف بإعادة التوجيه الجامعي: بأي حق يتحكم مدير شؤون الطلبة في مصائر الناس ؟

محسن المزليني : العودة الجامعية على صفيح ساخن

مرسل الكسيبي : بين تونس وألمانيا: المدارس والتعليم…

مراد رقية: من 1922 إلى 2008 : المعركة من أجل حرية الإعلام في تونس متواصلة

المنجي السعيداني : تونس : القضاء يؤجل البت في قضية مكان دفن مسيحية اعتنقت الإسلام

رويترز : تونسي يقاضي السلطة لدفن زوجته المسلمة بمقبرة لغير المسلمين

آمال الهلالي : نصف مليون شاب عرضة للموت المبكر في تونس

ياللاكورة : النادي الإفريقي يعاقب لاعبيه بسبب الصيام!

قدس برس  : جدل في تونس بسبب صوت جرس ‘المترو’ المطابق لنواقيس الكنيسة

كمال بن يونس: العنف.. وموقع youtube

المنصف زيد : طيورك يا وطن
محمد معـالي : الأمية… و’شيوخ’ الإفتاء

وقفها عبدالحميد العدّاسي::وقفة مع كتاب القدس

توفيق المديني : جيوبوليتيك ارتفاع أسعار النفط

رشيد خشانة : برلوسكوني فتح باب التعويضات لكن الفرنسيين يتهربون من الاعتذار

جورج الراسي : ‘كوندي’ في وداع المغرب العربي

الجزيرة نت: جون ماكين والشرق الأوسط والولاية الثالثة للمحافظين الجدد


 (Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلو


بسم اللّه الرّحمان الرّحيم

بلاغ  من هند الهاروني-تونس

   

تونس في الثّلاثاء 16 سبتمبر 2008-16 رمضان 1429  هذه اللّيلة، طرق باب بيتنا عون أمن بزيّ مدني من إدارة أمن الدّولة  حوالي السّاعة العاشرة و عشر دقائق ليلا سائلا عن أخي عبد الكريم إن كان موجودا في البيت أم لا فذكّرناه بأنّ القانون يقتضي الاستظهار باستدعاء رسمي  و قد بقي عونان بزيّ مدني بدرّاجة ناريّة قرب بيتنا إلى حدود كتابتي لهذا البلاغ على السّاعة ال 11 ليلا .علما و أنّ أخي عبد الكريم ذهب إلى الجامع لأداء صلاة العشاء و التّراويح كعادته في شهر رمضان المعظّم


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في  16 رمضان 1429 الموافق ل 16/09/2008

أخبار الحريات في تونس

 

1) محاكمات سياسية على خلفية أحداث الحوض المنجمي مثل اليوم الثلاثاء 16/09/2008 أمام المحكمة الابتدائية بقفصة المنصبة للقضاء في المادة الجناحية بإحالة من قلم التحقيق 17 موقوفا و 4 اعتبروا بحالة فرار و ذلك لمقاضاتهم من أجل الأفعال المنسوبة إليهم على خلفية المشاركة في أحداث الحوض المنجمي. و قد اشتكى جميع الموقوفين من أفعال التعذيب المرتكبة ضدهم و ذكروا أنهم أمضوا على محاضر البحث تحت وطأة التعذيب ، و قد أغمي على أحد الموقوفين داخل قاعة الجلسة و هو أحد الناجحين مؤخرا في مناظرة شهادة الكفاءة المهنية للتعليم الثانوي CAPES و كان من المتوقع أن يبدأ عمله منذ اليوم الأول للعودة المدرسية و قد شهد شاهد بأن هذا الموقوف كان متواجدا بصفاقس طيلة أيام الأحداث. و تجدر الإشارة إلى أن المحاكم بقفصة تشهد هذه الأيام محاكمات سياسية متتالية على خلفية ما يسمى بأحداث الحوض المنجمي و هي معينة بالإضافة لقضية اليوم لجلسات أيام الأربعاء و الخميس و الجمعة المقبلة. و قد اختلت هيئة المحكمة للمفاوضة و إلى حد كتابة هذا البلاغ لم نتحصل على حكم المحكمة في هذه القضية. 2) مضايقة عائلة طالبة في الماجستير تتعرض عائلة الآنسة نجلاء بن عثمان أصيلة مدينة سليمان إلى المضايقة من قبل رئيس مركز شرطة طريق الشاطئ بسليمان فقد عمد هذا الأخير إلى مخاطبة والدها عبر الهاتف لاستجوابه عن أمور تخصها هي دون غيرها. علما بأن الآنسة نجلاء بن عثمان طالبة بكلية العلوم ببنزرت ( ماجستير جيولوجيا ) و هي مرتدية للحجاب. 3) شادي بوزويتة أمام المحكمة يمثل الشاب شادي بوزويتة غدا الأربعاء 17/09/2008 أمام محكمة ناحية نابل في القضية عدد 12304 من أجل الاعتداء على الأخلاق الحميدة و هضم جانب عون أمن علما بأنه تعرض إلى مضايقات من طرف أعوان البوليس السياسي التابعين لمنطقة الأمن بنابل عندما كان يسبح مع أفراد عائلته و أصدقائه بشاطئ نابل ، فقد وقف بالقرب منهم المدعو تميم التريكي العون بفرقة الإرشاد بنابل لإشعاره بحضوره و بأنه محل مراقبة من طرف أعوان البوليس السياسي ، و طال انتظار ذهاب تميم التريكي لكن دون جدوى و هو ما أدى للاحتجاج من طرف السيد شادي بوزويتة نظرا لحالة الارتباك التي أصابته هو و أفراد عائلته و أصدقائه جراء هذه المراقبة اللصيقة . و تجدر الإشارة إلى أنه سبق لأعوان البوليس السياسي أن اعتقلوا السيد بوزويتة و وقع إطلاق سراحه بقرار من حاكم التحقيق إلا أن البوليس السياسي لم يمتثل لقرار المحكمة و أمعن في التنكيل به و ألقى عليه القبض من جديد بلباس السباحة عندما كان في البحر و ألقي به في زنزانة أحد مراكز الشرطة بنابل. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس  الأستاذ محمد النوري

  « الحرية لسجين الرأي طارق السوسي » الجمعيـة الدوليـة لمسانـدة المساجيـن السياسييـن 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr    تونس في 16 سبتمبر 2008

كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « : تأجيل النظر في قضية  » روث الأغنام  » .. !

            

 
*  نظرت  الدائرة الجنائية 27  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  المنوبي بن حميدان  اليوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2008 في  القضية عدد 11895 التي يحال فيها كل من : سيف الدين الزغدودي ( من مواليد 17/05/1986 ) و النوري السويح ( من مواليد 11/08/1985 ) و رشدي السلطاني ( من مواليد 16/06/1984 ) و علي الخليفي ( من مواليد 20/09/1971 )   ، و المحالين من أجل تهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و توفير مواد و معدات و تجهيزات مماثلة لفائدة تنظيم إرهابي  .  و قد قررت  المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 19 سبتمبر 2008 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من  الأساتذة عبد الفتاح مورو و ضياء الدين مورو سمير بن عمر و حسن بدر  .  و تجدر الإشارة  الى أن الشبان المحالين في هذه القضية متهمون بمحاولة ارتكاب أعمال تخريبية داخل تراب الجمهورية و ذلك باستعمال روث الأغنام !!!!! . و كان الحكم الابتدائي قضى بسجن المتهمين مدة تتراوح  بين عام و أربعة أعوام    .   * كما نظرت اليوم  الدائرة الجنائية 11  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  فاروق الغربي  في القضية عدد 11938 التي يحال فيها كل من : صابر عمري ( من مواليد 17/07/1981 ) و محمد بن محمد ( من مواليد 28/04/1977 ) و سامي شعبان ( من مواليد 18/03/1981 ) و حسام ريحان ( من مواليد 16/01/1983 ) و قيس الخياري ( من مواليد 11/08/1982 ) و هشام البليدي ( من مواليد 10/12/1972 ) و مصطفى الميهوب ( من مواليد 03/01/1980 )  ، و المحالين من أجل تهم الانضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الدعوة الى ارتكاب جرائم إرهابية  و إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي  و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل ارهابي داخل تراب الجمهورية و استعمال اسم و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي  و اعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم إرهابي .  و قد قررت  المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 07 أكتوبر 2008 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من  الأساتذة أحمد الصديق و أنور القوصري و سمير بن عمر  و شاكر علوان  .  و تجدر الإشارة  الى أن الشبان المحالين في هذه القضية متهمون بتكوين خلية بجهة بنزرت لها علاقة بمجموعة سليمان و ذلك قصد ارتكاب أعمال تخريبية داخل تراب الجمهورية . و كان الحكم الابتدائي قضى بسجن المتهمين مدة تتراوح  بين عامين و خمسة أعوام    . عن الجمعية لجنة متابعة المحاكمات السياسية


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في  16 رمضان 1429 الموافق ل 16/09/2008

عبد اللطيف بوحجيلة بين آلام المرض و المنع من السفر للعلاج

 

بلغتنا رسالة من السجين السياسي السابق السيد عبد اللطيف بوحجيلة مؤرخة في 4/9/2008 ذكر فيها أنه غادر السجن منذ ما يقارب العشرة أشهر بعد ما قضى به مدة تزيد عن التسع سنوات مليئة بالاضطهاد المتواصل و أنه نتيجة للإهمال الصحي أصيب بأمراض خطيرة لا زال يعاني من آلامها و مخلفاتها و أنه تردد على المستشفيات و الأطباء إجراء التحاليل و الكشوف الضرورية حتى يتمكن من التداوي و أنه زار أطباء مختصين و قد كلفه ذلك أموالا طائلة و مع ذلك فإن الأدوية التي تناولها لم تمكنه من تسكين أوجاعه ناهيك عن شفائه فتقدم بطلب لمركز شرطة مقرين قصد الحصول على جواز سفر بغية المعالجة بالخارج. و قد أمدنا السيد عبد اللطيف بوحجيلة بوثائق صادرة عن بعض الأطباء تفيد إصابته بمرض القلب و هو ما يجعل سفره إلى الخارج متأكدا ليتمكن من المعالجة في أحسن الظروف. و حرية و إنصاف 1)تطالب السلطات المختصة بتمكين السيد عبد اللطيف بوحجيلة من جواز سفر. 2)تحمل السلطة مسؤولية تعكير حالته الصحية في صورة عدم السماح له بالسفر و تمكينه من التداوي. 3)تعتبر أن الحصول على جواز سفر هو حق لكل مواطن لا يمكن أن يكون محل ضغط أو مساومة و أن حرمان المساجين السياسيين السابقين من هذا الحق فيه تنكيل بهم لا مبرر له خاصة بعد قضاء فترة طويلة رهن الاعتقال. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس  الأستاذ محمد النوري

الحزب الديمقراطي التقدمي 10 نهج ايف نوهال – تونس تونس في 16/09/2008 بيان

  فجع أهالي الحوض المنجمي مرّة أخرى بوفاة الشاب عبد الخالق عمايدي الذي توفيّ بعد صراع مرير مع الموت دام أكثر من شهرين اثر إصابته برصاص قوات الأمن أثناء مواجهتها العنيفة لحركة الاحتجاج السلمية التي عمّت المنطقة احتجاجا على أوضاع البطالة و الفقر و الحرمان. و الشهيد عبد الخالق عمايدي هو ثالث أحداث الحوض المنجمي و تأتي وفاته في وقت تتصاعد فيه وتيرة المحاكمات و إصدار أحكام قاسية في حقّ رموز و شباب الحركة الاحتجاجية و توجيه تهم خطيرة ضدّ المناضل عدنان الحاجي و رفاقه طالت السيّد محي الدين شربيب أحد رموز المنظمات المدنية التونسية في المهجر. و الحزب الديمقراطي التقدمي إذ يقف وقفة إجلال و تعظيم لروح الشهيد عبد الخالق عمايدي و يتقدّم إلى عائلته و إلى كافة أهالي منطقة الحوض المنجمي بأحرّ التعازي فهو يجدّد مطالبته السلط بفتح تحقيق جدّي و مستقلّ عن ملابسات إطلاق الرصاص على المدنيّين العزّل و تتبع كل من تثبت مسؤوليته أمرا و تنفيذا. و يطالب الحزب الديمقراطي الحكومة بالتخلّي نهائيا عن المعالجة الأمنية لملفّ الحوض المنجمي و تداعياته و يدعوها لتحمّل مسؤولياتها في حماية السلم الأهلية و ذلك بالإفراج الفوري عن كلّ المعتقلين و الكفّ عن حملات الملاحقة التي تستهدف شباب المنطقة و يدعوها بالمقابل إلى فتح حوار وطني مع قادة الحركة الاحتجاجية و الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني حول قضايا البطالة و التفاوت الجهوي و التوزيع العادل لثمار التنمية.   عن المكتب السياسي   الهيئة التنفيذية


تونس: التقدّمي يطالب بفتح تحقيق حول مقتل مُحتجّ

     

إسماعيل دبارة من تونس:
 طالب عصام الشابي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض في تصريحات خصّ بها « إيلاف » اليوم الحكومة التونسية بـ »فتح تحقيق جدّي و مستقلّ عن ملابسات إطلاق الرصاص على المدنيّين العزّل و تتبع كل من تثبت مسؤوليته أمرا و تنفيذا ».   و قال الشابي :’لقد فجع أهالي الحوض المنجمي مرّة أخرى بوفاة الشاب عبد الخالق عمايدي الذي توفيّ بعد صراع مرير مع الموت دام أكثر من شهرين اثر إصابته برصاص قوات الأمن أثناء مواجهتها العنيفة لحركة الاحتجاج السلمية التي عمّت المنطقة احتجاجا على أوضاع البطالة و الفقر و الحرمان ، و تأتي وفاته في وقت تتصاعد فيه وتيرة المحاكمات و إصدار أحكام قاسية في حقّ رموز و شباب الحركة الاحتجاجية و توجيه تهم خطيرة ضدّ الناطق الرسمي و القيادي بالحركة الاحتجاجية عدنان حاجي ورفاقه ».   ويضيف القيادي في الحزب الديمقراطي التقدمي : » نحن في الحزب الديمقراطي وإذ نقف وقفة إجلال و تعظيم لروح الشهيد عبد الخالق عمايدي فإننا نجدّد مطالبتنا للحكومة بالتخلّي نهائيا عن المعالجة الأمنية لملفّ الحوض المنجمي و تداعياته وندعوها لتحمّل مسؤولياتها في حماية السلم الأهلية عبر الإفراج الفوري عن كلّ المعتقلين و الكفّ عن حملات الملاحقة التي تستهدف شباب المنطقة. »   كما دعا الشابي إلى فتح حوار وطني مع قادة الحركة الاحتجاجية و الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني حول قضايا البطالة و التفاوت الجهوي و التوزيع العادل لثمار التنمية. وكان عبد الخالق عمايدي البالغ من العمر 28 عاما توفيّ متأثّرا بإصابته بطلق ناريّ في التحرّكات التي شهدتها معتمدية الرديّف من محافظة قفصة 500 كلم جنوب العاصمة في يونيو الماضي. و حصلت الوفاة بالمستشفى الجامعي بصفاقس (300 كلم جنوب شرق العاصمة تونس)، ليرتفع بذلك عدد قتلى احتجاجات ما بات يعرف بأزمة الحوض المنجمي إلى ثلاثة بالإضافة إلى عشرات الجرحى و المئات من المعتقلين.   (المصدر: موقع ايلاف(بريطانيا) بتاريخ 16 سبتمبر 2008 )

تونس: الحكم بالسجن على ناشطة اتهمت الشرطة بمحاولة اغتصابها أثناء التحقيق معها

تونس- خدمة قدس برس أصدرت محكمة استئناف قفصة جنوب تونس أحكاما بالسجن من ثلاثة إلى أربعة أشهر و15 يوما بحق سبعة متهمين بحالة إيقاف بينهم نقابيون وناشطة حقوقية وسياسية. وذلك على خلفية مشاركتهم نهاية (تموز) يوليو الماضي في مطاهرة بمدينة الرديف (جنوب غرب تونس) للمطالبة بإطلاق سراح مساجين اعتقلوا إثر التحركات الشعبية التي عرفتها منطقة الحوض المنجمي بمحافظة قفصة منذ أربعة أشهر. وحكم على زكية الضيفاوي وهي عضوة برابطة حقوق الإنسان وناشطة بحزب التكتل من أجل العمل والحريات بأربعة أشهر و15 يوما سجنا نافذا فيما حكم على ثلاثة مدرسين ونقابيين بالسجن النافذ ثلاثة أشهر والإسعاف بتأجيل التنفيذ لبقيتهم. ووجهت للمتهمين تهم تعطيل حركة السير والإضرار عمدا بأملاك الغير والاعتداء على الأخلاق الحميدة وإحداث الهرج وجريمة العصيان. وكان محامو الدفاع قد طالبوا بإبطال محاضر الشرطة التي استندت إليها المحكمة معتمدين على تصريحات المتهمين بكونهم تعرضوا للتعذيب في محلات الشرطة عند إيقافهم فيما صرحت الناشطة زكية الضيفاوي أمام المحكمة أنّها تعرضت لتحرش جنسي وتهديد بالاغتصاب لإكراهها على توقع محضر الشرطة. واعتبر المجلس الوطني للحريات في بيان حصلت ‘قدس برس’ على نسخة منه الحكم الصادر اليوم جائرا يقصد منه تشديد الضغوط على الناشطين ومنعهم من ممارسة حقهم في التعبير والتظاهر السلمي، مضيفا أنّ تشديد الحكم على السيدة الضيفاوي يهدف إلى حرمانها من مواصلة حياتها المهنيّة كمدرسة تعليم ثانوي وتجويعها. من جهة أخرى، أطلق يوم الجمعة الماضي (12/9) سراح 16 شابا معتقلا من مساجين الحوض المنجمي بعد إنهاء عقوباتهم. وقدرت مصادر حقوقية أنّ يصل عدد المعتقلين 300 شخصا على خلفية المشاركة في احتجاجات المناطق المنجمية بقفصة. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 16 سبتمبر 2008)

تونس: إدانة حقوقية واسعة عقب سجن ناشطة سياسية

     

إسماعيل دبارة من تونس:
 طُوي الاثنين في تونس ملفّ الناشطة السياسية و الحقوقية زكية الضيفاوي بصدور حكم يقضي بسجنها أربعة اشهر و 15 يوما. و أصدرت الدائرة الاستئنافية بمحافظة قفصة حكمها على الضيفاوي وهي عضو بالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و قياديّة بحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات المعارض (قانوني).   و مثلت الضيفاوي و كل من فوزي الماس ومعمر عمايدي و عبد العزيز احمدي وعبد السلام ذوادي وكمال بن عثمان ونزار شبيل الجمعة الماضي أمام المحكمة للطعن في الحكم الابتدائي الذي كان صدر ضدهم يوم 14 أغسطس الماضي. »   ووُجّهت تهم  » تعطيل حرية الجولان بالسبل العمومية والإضرار بملك الغير والعصيان الواضح من أكثر من عشرة أشخاص وهضم جانب موظف حال مباشرته لوظيفه والتعدي على الأخلاق الحميدة والآداب العامة ورمي مواد صلبة على عربات الغير وإحداث الهرج والتشويش بالطريق العام  » ، إلى الناشطة زكية الضيفاوي وزملائها الستّ، و أثارت قضيتهم الرأي العام الحقوقي في الداخل و الخارج.   كما حكمت ذات المحكمة بثلاثة أشهر سجنا بحقّ كل من عبد العزيز سلطان وكمال بن عثمان و نزار شبيل، في حين حُكم على فوزي الماس و عبد السلام ذوّادي ومحمد عمايدي بثلاثة أشهر مع تأجيل التنفيذ.   و تمّ توقيف المحكومين في الـ27 من يوليو الماضي بمدينة الرديف التي شهدت احتجاجات اجتماعية عنيفة منذ يناير الماضي . و تأتي المحاكمة حسب إفادات عدد من المحامين و الحقوقيين على خلفيّة مشاركتهم في مسيرة نظمها سكان مدينة الرديف للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين اثر الاضطرابات الاجتماعية الكبيرة التي شهدتها منطقة الحوض المنجمي جنوب البلاد.   وفور صدور الأحكام ، دانت سهام بن سدرين الناطقة الرسمية باسم « المجلس الوطني للحريات »(مقرّه تونس العاصمة) بشدّة « الحكم الجائر بحقّ ناشطة حقوقية و نقابيين » واعتبرت صدور الحكم المتزامن مع العودة المدرسية « تشديدا للضغوط عليهم و تحذيرا لكلّ الناشطين بالجهة من مغبّة ممارسة حقهم في التعبير و التظاهر السلمي ».   و اعتبرت بن سدرين تشديد الحكم على زكية الضيفاوي « قرار القصد منه حرمانها من مواصلة حياتها المهنية كمدرسة تعليم ثانوي و تجويعها ». و طالبت بإطلاق سراحها و بقية النقابيين المعتقلين واغلبهم من مدرسي التعليم الثانوي.   الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (تنتمي إليها الضيفاوي) عبّرت من جهتها في بيان أرسل إلى ‘إيلاف’ نسخة منه عن  » تعاطفها ومساندتها للمحكوم عليهم ومطالبتها بإطلاق سراحهم فورا والتحقيق في ما نسبوه من تعذيب بدني و معنوي لعدد من أعوان الأمن وإحالة من تثبت مشاركته في تلك الأفعال الإجرامية أمرا أو تنفيذا ».   كما طالبت بـ »حفظ الملف التحقيقي المشار إليه ونقض قرار ختم البحث من طرف دائرة الاتهام وإطلاق سراح كل الموقوفين والمحاكمين على خلفية أحداث الحوض المنجمي ».   من جهتها اعتبرت « اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات » بمحافظة القيروان (لجنة حقوقية) إن « الحكم الصادر في حق المناضلة زكية يقصد منه حرمانها من حقها في مواصلة عملها كأستاذة بالتعليم الثانوي ومحاصرتها في لقمة عيشها « ، معتبرة الحكم « انتهاكا جديدا لحرمة القضاء وتطويعه لتصفية الحساب مع القوى المناضلة في البلاد و طردا تعسفيا مقنعا للضيفاوي من وظيفتها فضلا عن أنه اعتداء على حريتها وحرية بقية المعتقلين ».   و تابع بيان اللجنة قائلا : إذا كانت السلطة تأمل من خلال إصرارها الغريب على نهجها الأمني وتورطها المتصاعد في الزج بالقضاء في متاهات تصفية حساباتها مع خصومها أن تبث حالة من الوهن والتراخي في صفوف المناضلين والمناضلات وسيادة حالة من الاستقالة الجماعية تمكنها من تمرير سياساتها اللاشعبية لاسيما في ظل مؤشرات الأزمات المتفاقمة في شتى المجالات ، فإن الواجب أن يكون رد كل القوى المناضلة في بلادنا المزيد من توحيد الجهود ومزيد الحضور في ساحات النضال والتضحية والتصدي المسؤول لهذا الإصرار الغبي على المضي بالبلاد في الطريق الخطأ المنذر بأوخم العواقب » .    (المصدر: موقع ايلاف(بريطانيا) بتاريخ 16 سبتمبر 2008 )

فيتو أمني يمنع سيارة السيد زهير مخلوف

من القيام بعملية الفحص الفني

 

أفادنا السيد زهير مخلوف عضو مؤسس وعضو المكتب التنفيذي لجمعية حرية وإنصاف وعضو جامعة أريانة للحزب الديمقراطي التقدمي أنه في يوم الثلاثاء 16 سبتمبر صباحا تقدم إلى مركز الفحص الفني للسيارات بنابل قصد إجراء الفحص لسيارته وما إن سلم أوراق السيارة للعون حتى تقدم منه مدير المركز نفسه معلما إياه بأن السيارة محل تفتيش وواجب الحجز عليها ولما طلب منه السيد مخلوف الإطلاع على محضر التفتيش وإذن الحجز تردد مدير المركز وتداخلت عنده الكلمات ثم أعلمه بأنه أي السيد زهير مخلوف مطالب بالحضور لدى مدير الإقليم الأمني ثم تراجع وقال أن مركز حي سيدي عمر هو الذي يطلبه وأمام مواجهته من طرف السيد مخلوف وتذكيره بأنه في إدارة ترجع بالنظر لوزارة النقل والمواصلات لا وزارة الداخلية وأنه يريد الحصول على شهادة في الفحص الفني للسيارة لا في بطاقة عدد3 لصاحب السيارة عندها أرجع السيد مدير المركز الفني أوراق السيارة لصاحبها وأعلمه بأن الأمر يتجاوزه ويمكنه التقدم بسيارته للفحص بعد الذهاب للشرطة أو الإقليم الإمني. ويعتبر السيد زهير مخلوف أن هذه العملية تتنزل في إطار سياسة المحاصرة والهرسلة والملاحقة التي يتعرض لها منذ مدة من المصالح الأمنية قصد ثنيه عن نشاطه السياسي والحقوقي بالذات. ومكتب الحقوق والحريات بجامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي: – يستغرب مثل هذا التصرف ويعبر عن استنكاره الشديد لاستعمال هيئة مدنية تابعة لوزارة النقل من طرف جهة أمنية للضغط على الناشطين الحقوقيين والسياسيين. – يؤكد على حق سيارة السيد زهير مخلوف في خوض عملية الإختبار الفني دون قيد أو شرط طبقا لقوانين الجولان المنصوص عليها في وزارة النقل. – يحذر من تبعات هيمنة الأمني علي كافة مجالات الحياة وينبه بأن المتضرر الأول في هذه الحالة هو القانون والمؤسسات في دولة شعارها علوية القانون وحرمة المؤسسات. نابل في 16 –09- 2008 الحزب الديمقراطي التقدمي         جامعة نابل مكتب الحقوق والحريات  


لا ‘مبيت جامعي’ للمحجبات في تونس

محمد أحمد تونس- بعد التحقيق معهن في المواصلات العامة.. وحرمانهن من الامتحانات الدراسية.. وتقديم من يدافع عنهن من أقاربهن إلى المحاكمات.. مُنِعَت محجبات تونس هذا العام من المبيت الجامعي بالحي الأوليمبي بالعاصمة التونسية، وهو ما اعتبره حقوقيون حلقة جديدة في ‘الحرب الشعواء’ التي تشنها السلطات عليهن منذ نحو 30 عاماً. فقد منعت ‘سيدة التليلي’ مديرة المبيت الرياضي بالحي الأوليمبي بالعاصمة تونس الخميس الماضي 11-9-2008 كل الطالبات المحجبات مهما كان شكل حجابهن، حتى حاملات القبعات و’ الفولارة التونسية’ (نوع من الأغطية يلف على الرقبة في الأساس) من الدخول للالتحاق بالمبيت الجامعي؛ مما يضطرهن للبحث عن سكن خاص، ويزيد من الأعباء المادية للعام الدراسي الجديد على كواهلهن. من جهتها استنكرت لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس ما قامت به ‘التليلي’، متسائلة في بيان إدانة وصل إسلام أون لاين.نت نسخة منه: ‘متى ستضع هذه الحرب الشعواء والاستهداف الممنهج للمحجبات التونسيات أوزارها؟!’.. وطالبت اللجنة علماء الأمة ودعاتها إلى تسجيل ‘مواقف مستنكرة لدى السلطات التونسية لوقف حملاتها على المحجبات’. وكان آخر ما قامت به السلطات التونسية بحق محجبات؛ توقيف شقيقتين في محطة باب سعدون الشمالية للنقل البري في 10 أغسطس الماضي، وإدخالهما بالقوة إلى مركز الشرطة التابع للمحطة، ومحاولة إجبارهما على التوقيع على تعهد بخلع الحجاب وعدم ارتدائه مستقبلا. وتأتي هذه الممارسات في إطار المرسوم رقم 108 لعام 1981 الذي أصدرته السلطات التونسية، ويحظر ارتداء الحجاب في المؤسسات التعليمية والإدارات والمؤسسات الرسمية باعتباره ‘زيا طائفيا يعبر عن انتماء سياسي معين’، بحسب المرسوم. ومنذ ذلك الحين تمنع السلطات ارتداء النساء والفتيات التونسيات أي غطاء للرأس بما في ذلك القبعة والفولار، وهو ما يلقى العديد من الانتقادات، من بينها ما قاله د.يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في إحدى خطبه عام 2006: ‘إن الحرب التي يشعلها النظام التونسي ليست ضد الحجاب فقط؛ وإنما ضد الله ورسوله’. ‘ابتزاز حكومي’ وفي السياق ذاته طالب الناشط الحقوقي زهير مخلوف عن منظمة ‘حرية وإنصاف’ للدفاع عن حقوق الإنسان أصحاب القرار في البلاد بـ’التخلي عن هذه الأساليب التي تعمل على إكراه الفتيات على نزع حجابهن بالقوة وبالضغوط أو باستخدام إدارة المؤسسات العمومية وخاصة التعليمية لابتزازهن من أجل تغيير قناعاتهن’. واعتبر مخلوف أن ‘سياسات النظام التونسي المعلنة عبر خطاباته، وكذلك ممارسته على أرض الواقع، كلها تعمل على محاربة المحجبات بلا هوادة من أجل إقصائهن وممارسة التمييز والاضطهاد بحقهن، وعلى الرغم من فشل هذه السياسة بالنظر إلى انتشار الحجاب بشكل واسع في البلاد، فإن قبضتها على المحجبات لم ترتخ يوما’. من جانبه دعا زياد الدولاتي القيادي بحركة النهضة الإسلامية التي تحظرها السلطات التونسية السلطات الرسمية في البلاد إلى ‘مراجعة هذه السياسة ومعاملة المرأة التونسية المحجبة كمواطنة لها كامل الحق في اختيار الحجاب ومزاولة حقها في التعليم والعمل، دون مضايقة أو تهميش’. كما دعا ‘كل الضمائر الحية في تونس، والهيئات والمنظمات المهتمة بحقوق الإنسان، في الداخل والخارج إلى الوقوف في وجه الحملات التي تستهدف المحجبات التونسيات’. وتشهد تونس –منذ نهاية الأجازة الصيفية- عودة قوية لكل أشكال التضييق ملاحقة المحجبات، وتتنوع المضايقات من الإيقاف لساعات طويلة بدعوى التحري في البيانات الشخصية إلى المطالبة بنزع الحجاب والتوقيع على التزام بهذا الشأن. ‘لم يراعوا رمضان’ وتعليقاً على استمرار حملات التضييق على محجبات تونس في شهر رمضان قال الدولاتي: ‘إن السلطة أو الحلقات الاستئصالية داخلها لا تراعي في المحجبات إلا ولا ذمة، ولا تقيم أي اعتبار لشهر رمضان’. وأضاف: ‘هؤلاء يشنون حربا شاملة على كل مظاهر التدين، ويعملون وفق أجندات تعلن الحرب على هوية هذه البلاد’. وشهد شهر يونيو الماضي حملة أمنية على المحجبات تزامنت مع موسم امتحانات نهاية العام الدراسي، ووصلت لدرجة إخراج بعض الطالبات المحجبات من قاعات الامتحان، بل ونالت بعض أقاربهن والمدافعين عنهن من جماعات حقوقية. وتكررت وقائع رفض مسئولين في الإدارات التعليمية تسليم الناجحات المحجبات أوراقا تمهد لحصولهن على شهادات النجاح والتخرج، كما حصل مع الطالبة آمال بنت رحومة في المدرسة العليا لمهندسي التجهيز الريفي في محافظة قبلي جنوب العاصمة تونس. وبدأت الحملة الرسمية على الحجاب في تونس عام 1981، مستندة إلى القانون رقم 108 الصادر في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، الذي يعتبر الحجاب ‘زيًّا طائفيًّا’، وليس فريضة دينية؛ ومن ثَمَّ يحظر ارتداؤه بالجامعات ومعاهد التعليم الثانوية، وهو ما يعارضه بشدة قطاع كبير من الشارع التونسي. واستمرت هذه الحملة على الحجاب برغم أن المحكمة الإدارية العليا قضت في ديسمبر 2006 بعدم دستورية القانون رقم 108 أو أي قانون مماثل، مؤكدة أن القوانين التي تمنع ارتداء الحجاب بتونس غير شرعية وغير قانونية؛ لمخالفتها الدستور. وبناء عليه، قضت نفس المحكمة أواخر العام الماضي ببطلان قانون مشابه، وهو القانون رقم 102 لسنة 1986، خلال دعوى قضائية رفعتها المدرسة سعيدة عدالة، ردا على قرار وزير التربية العام حينئذ بإيقافها عن العمل لمدة ثلاثة أشهر، وحرمانها من الراتب؛ نظرا لارتدائها الحجاب. واعتبرت المحكمة أن القانون 102، الذي يمنع ارتداء الحجاب بمختلف أشكاله في أماكن الدراسة ‘يتدخل في مجال الحريات الفردية، ومنها اللباس، الذي يعد تعبيرا عن الانتماء الحضاري والديني والفكري للشخص وميوله الشخصية’ (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 14 سبتمبر 2008)


حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي 80 شارع الهادي شاكر، تونس الهاتف: 71841840-71842045 الفاكس: 71842559 التاريخ:16/09/2008
E-mail:udu_udu1@yahoo.fr   Parti L’Union Démocratique Unioniste 80 Avenue Hédi Chaker –Tunis Tel : 71841840-71842045 Fax :71842559
بلاغ صحفي  
  تنظم جامعة الأساتذة الجامعيين للاتحاد الديمقراطي الوحدوي ندوة تحت عنوان « دور الإعلام في ترسيخ التعددية »، وذلك يوم الخميس 18 سبتمبر على الساعة التاسعة والنصف ليلا بالمقر المركزي للحزب الكائن بـ 80 شارع الهادي شاكر تونس.   وتتضمن الندوة محاضرتين الأولى للأستاذ الجامعي عبد الكريم الحيزاوي والثانية للسيد ناجي البغوري رئيس النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين ويتخللها نقاش يشارك فيه الإعلاميون والحضور.   المكلف بالإعلام عبد الكريم عمر

في تغيب الشفافية والوضوح بإدارة شؤون الطلبة بوزارة التعليم العالي …  قرار غير منصف بإعادة التوجيه الجامعي: بأي حق يتحكم مدير شؤون الطلبة في مصائر الناس ؟ لماذا كل هذه الهالة بشأن الدراسة بالمراحل التحضيرية لمدارس الهندسة؟

  محمد بوسنينة(*) صحافي تونسي   إذن وبفضل إدارة شؤون الطلبة بوزارة التعليم العالي واجتهادها الخاطئ حرم طالب جديد من الدراسة في ما كان يفترض أن يواصل فيه تحصيله الجامعي، وحرم بالتالي من الإلتحاق بالجامعة أصلا إلى أن يأتي ما يخالف ذلك.. ربما كان هناك آخرون في نفس الوضع، أو في وضع مشابه، وربما اضطر بعض ثالث للقبول بما قدم لهم لأسباب شتى. فالحالات عديدة ومختلفة في أوضاع الطلبة الجدد ممن كانوا فرحوا – مؤقتا – بالنجاح في مناظرة الباكالوريا قبل أن تبدأ معهم رحلة المعاناة الجديدة. الباكالوريا وإشكالية التوجيه القصة بدأت من ذلك النجاح، ومحصلات الأعداد والمجموع الذي يحتسب عند التوجيه الجامعي وما إلى ذلك. فقد شهدت هذه السنة لأول مرة دخول شعبة علوم الإعلامية إلى دليل التوجيه الجامعي. وهي شعبة مستحدثة وتندرج في أصل اختيارها ضمن توجه عام يهدف إلى توفير جيل جديد حاصل على المعلومات الأولية العامة في مجال المعلوماتية والتكنولوجيا، بما يؤهله لاحقا لاكتساب المعرفة التكنولوجية واستيعاب مقوماتها في المستوى الجامعي لتوظيفها في الحياة المهنية. ورغم ما مرت به تلك الشعبة في التعليم الثانوي من تغير، وما شاب برامجها من كثافة ومحتوى فاق في الحقيقة طاقتهم – إذ أن جزءا منها كان يدرس في مستوى التعليم العالي وجزء منها أخذ من إحدى الجامعات الفرنسية المتخصصة – إلا أن التلامذة بذلوا الجهد ونجحوا. ومنهم الحالة الراهنة والتي تعني نجل عبدكم الضعيف. وللإلتحاق بإحدى المؤسسات الجامعية لا بد من المرور بمرحلة التوجيه الجامعي. وهنا مربط الفرس. وبعيدا الآن عن مناقشة مقاييس ومعايير تحديد هذا التوجيه وعلى من ينطبق وكيف ينطبق، نبقى في الدورات وتوزيع الأوراق الملونه. إذ يبدو أن المجموع الذي على أساسه يتم التوجيه كان هو الأدنى بالنسبة لشعبة علوم الإعلامية في أحقية اختيار مسار من المسارات الجامعية. وإذا صح ذلك يكون طبعا أمرا متعارضا مع التوجه العام في اختيار الشعبة ذاتها. من جهة أخرى فإن إدارة الشؤون الجامعية اعتمدت الغموض ولم تعتمد الشفافية والوضوح في دليل التوجيه الجامعي الذي وزعته على التلامذة، إذ أنها لم تحدد المجموع الحاصل المطلوب لكل شعبة من شعب التعليم العالي واكتفت في سائر صفحاته بوضع FG=T. وهذا بالطبع يسمح لأي طالب جديد بطلب أي شعبة، ما دام لا يعرف المقاييس الحقيقية للتوجيه، ولا ما ينطبق حقا على وضعه وما لا ينطبق.   رحلة من أجل إعادة التوجيه وإذا كانت عمليات التوجيه تتم عبر الأنترنيت فإن التقنية التي تعتمدها وزارة التعليم العالي « لتسوية الوضعيات » تقضي بأن يعمّر الطالب الجديد استمارة الطلبات حسب الدورة التي هو مسجل بها، ليحصل على توجيه، أي توجيه، ثم يتقدم بطلب لإعادة التوجيه، لأنه إن لم يفعل يبقى مرتبطا بوزارة التربية، فإن حصل على أي من طلباته – بقطع النظر عن ملاءمتها لطلباته الحقيقية – فيصبح مرتبطا بوزارة التعليم العالي، وهو ما يخول له من جهة التقدم بطلب لإعادة التوجيه، و للوزارة من جهة أخرى بالنظر في مطلبه ومعالجته يدويا. وهذا ما حصل في موضوع الحال، إذ تم استعمال نفس هذه التقنية التي تعتمدها تقنية الوزارة، والتي استعملها المئات وربما الآلاف ممن طلبوا إعادة التوجيه. وبعد استنفاد شعب الإعلامية والتكنولوجيا التي يمكن طلب التوجه لها في جامعات تونس، كانت محاولة الحصول على توجيه في ما تبقى من خيارات حتى يمكن التقدم بطلب لإعادة التوجيه. فالمهم كان ضمان الحق في طلب إعادة التوجيه. ومثل الكثيرين من التونسيين، بذل الجهد في البحث عمن يتوسط في الأمر من المستوى العادي والمتواضع، لأنه لا غنى عن مثل ذلك المسعى. ولسوء الحظ جاء الجواب بإعادة التوجيه غريبا وغير منطقي، لكنه يفسر أشياء. جاء الجواب لا برفض الطلب، ولا بالتعيين في إحدى الخيارات التي تم تسجيلها كتابيا على الموقع الإلكتروني، ولكن جاء بالتعيين في أحد المعاهد التكنولوجية! وفي شعبة لم يتم طلبها لا في الأصل ولا في الإعادة… فيا للغرابة … وبدأت رحلة العذاب … عذاب بتلك الباحة الخلفية للوزارة حيث ولأيام وأسابيع توافدت حشود من الطلبة والأولياء، وربما الوسطاء، كل يطلب حقا في توجيه جديد مرتبط بالتكوين أو بالمنطقة الجغرافية أو بالوضع الإجتماعي أو الصحي أو غيره … شيوخ تدفع، وعجائز تشتكي، وأمهات وآباء وطالبات من أماكن قريبة وبعيدة، حتى أن بعضهم تمنى لو لم ينجح في الباكالوريا، أو يسمح له بإعادة اجتياز مناظرتها! … وحجّاب ومستكتبون يقررون في الممرات ويتحكمون في من يقابل فلانا ومن لا يقابل علاّنا … وحفيت الأرجل من التردد أياما على إدارة شؤون الطلبة، ووكلّ اللسان من الشرح للكتبة ورغم استقبال من الدرجة الثالثة أو الرابعة بعد ساعات من الوقوف في طوابير ممر الطابق الثاني بالوزارة، ،،، بفي الحل بعيدا  مقابل حجج لا تستقيم مع حق أو منطق. عند ذلك كان لابد من أن يحزم الأمر وملاقاة مدير عام شؤون الطلبة … فهذا مدير عام ولا بد أن تكون له صلاحية القرار، أو على الأقل القدرة على الإستماع والإقناع… ومن حق أي مواطن أن يطرح طلبه ويبحث عنذه عن حل… لكن… تسمع بالمعيدي خير من أن تراه… ففي اتصال بالهاتف مع مكتبه فقيل إنه قرر أن لا يتحدث مع أحد في مسالة إعادة التوجيه … لكن لم يبق للدراسة إلا يومان فلا بد من الإصرار والمثابرة… وفعلا تم السماح بالصعود إلى مكتبه بالطابق الثاني، فإذا باحته الصغيرة تعج بأصحاب الطلبات،،، واستقبل من استقبل من غير هؤلاء بالطبع، وأخيرا اطل على المنتظرين بتلك الساحة الصغرى الملحقة بمكتبه، وكأنه يمكن حل مشاكل الناس بالممرات!… وعرضت المشكلة بالممر أمام الناس، مثل ما عرض الآخرون مشاكلهم، بسرعة وإيجاز شديدين قد لا يزيد عن إعادة تقديم الطلب … فلم يحفل بالأمر وكأن الحديث لا يهمه. تساءل مستهزئا كيف يمكن لطالب جديد أن يتجرّا على طلب إعادة توجيهه إلى إحدى المدارس التحضيرية للهندسة، وهو يعرف أن الحاصل – يقصد « سكور » – أعلى بكثير من طلبه؟ إن مستوى « ابنك » ضعيف وانا اجتهدت ومنحته توجيها آخر قريب من مستواه؟ فأجيب: في هذه الحالة لماذا يتم التوجيه لمعهد تكنولوجي ولا يكون لإحدى المدارس العليا أو الكليات التي تنتسب لإحدى الجامعات في نفس الإختصاص؟ فأكد أن ذلك هو قراره واجتهاده وما علي الطالب المعني سوى قبول أو رفض الإلتحاق بمكان تعيينه … هكذا!… ما دامت القاعدة تقول أنه يبنى على الشيء مقتضاه، فللطالب الحق في الدفاع عن حقه  في الدراسة الجامعية بحسب نوعية تكوينه وفي مؤسسة علمية تتبع جامعة من الجامعات. ولأن المدير العام لشؤون الطلبة بجلال قدره رفض التفهم والحوار والنقاش في مسألة هي من صميم واجباته الإدارية ، فليكن النقاش معه علنيا، وليحكم الناس، وحتى السيد وزير التعليم العالي نفسه، لصاحب الحق. حقوق المواطنه أولى وأعلى يذهب السيد المدير العام إلى أنه اجتهد وقرر في شأن التوجيه الجامعي لهذا الطالب الجديد. والسؤال الذي يطرح نفسه: بأي حق يجتهد في موضوع حياتي خاص بطالب؟ من خول له ذلك وبمقتضى أي نص إداري أو مرجع قانوني؟ وإذا كان من حقك يا سيادة المدير العام ان تجتهد فلماذا كان ذلك في الإتجاه الأدنى وليس في الإتجاه الأعلى؟ ثم ما دمت تقرّ بمبدإ الإجتهاد الذاتي في عملية إعادة التوجيه، فإن ذلك يفتح الباب إذن للتصرف والقرار من طرفك أو من طرف إدارتك وفق مقاييس التدخل البشري غير الخاضع لنص القانون. وبالتالي فما دام التدخل حصل هنا بهذه الصورة المتعارضة مع الحاجة، فيمكن أن يحصل لحالة أو حالات أخرى بما يستجيب لطلبها أو رغبتها بوجه حق أو بدونه. أوليس في ذلك حيف في المعاملة لا يستقيم مع واجب المساواة في المعاملة الإدارية، فما بالك والأمر هنا متعلق بالمصير؟ إن الموضوع ليس موضوع مزاج، ولا عزّة بامتلاك صلاحية القرار، ولا بالتصرف في ملك شخصي، لكنه متصل بالمواطنة وبالحقوق وبالمصير، ومن وراء ذلك – في المنظور العام – مستقبل جيل. ثم إنك تشير إلى مسألة المستوى، فمن أين لك أن تقيّم من لاتعرف، ومن لا علاقة لك بظروفه وواقعه من الطلبة الجدد حتى وإن كانت أرقام وردتك من وزارة التربية؟ فهذه الشعبة جديدة، ومرت بمراحل متغيرة في التعليم الثانوي، وأدمجت بها محتويات مكثفة بعضها يدرّس بالسنوات الأولى والثانية من التعليم العالي، وبعضها مجتزء مما يدرس بإحدى الكليات الفرنسية العالية التخصص كما هو مرسم ببيبليوغرافيا أحد كتبها … ومع ذلك تمكن التلامذة من الدراسة والنجاح، وكانت لبعضهم معدلات عالية ،،، في ذات الوقت نجد أن دليل التوجيه لا يكافئ هذه الشعبة بما تستحق من حيث التوزيع العددي على شعب التعليم العالي.. ذلك أن طاقة استيعاب بعضها حدد لها طالب واحد أو إثنان أو ثلاثة، وأن بعض اختصاصات الإعلامية مقرر لها أن تستقبل أعدادا من هذه الشعبة أدنى من الشعب الأخرى أو قريبا منها، على عكس الأمر بالنسبة للشعب التقليدية مثل الرياضيات أو التقنية…! فأي منطق في ذلك؟ وأي منطق في تحديد أقل من عشرين طالبا أو أكثر قليلا كطاقة استيعاب لبعض الشعب الجامعية؟ … وعلى كل حال فإن مسألة المستوى هذه سبق وأن دحضت في سياق آخر لا داعي له الآن، وأن إبن أحد الأصدقاء تعرض لحالة شبيهة، فلجأ للإقتراض والدراسة بجامعة خاصة، وبعد تخرجه التقطته إحدى أهم الشركات الفرنسية ليشتغل بها نظرا لمستواه العالي، فدحض بذلك مثل هذه التقييمات المسبقة، والتي تعتمد على عزة التخفي وراء صلاحية امتلاك القرار! هل تطيق الإدارة هذه المراهنة؟ أما عن سخرية الإلتحاق بإحدى المراحل التحضيرية، فأرجئ مناقشة معايير تحديد المقاييس والتي لم تفصح عنها الإدارة كما لم تفصح عن غيرها، مكتفية بإشارة FG=T، لكنني أتقدم للسيد المدير العام بمقترحين، هما أقرب إلى التحدي منهما للإقتراح، لنرى إن كان هزؤه في سياقه أم لا. الأول أن تنشر إدارته، سواء مباشرة على الأنترنيت أو عن طريق مواقع المؤسسات الجامعية، قائمات في الطلبة الموجهين إليها مرفقة بمجموع الشعبة وبالمجموع المتحصل عليه من طرف كل منهم، لكن مع رابط إلكتروني لنتائج الباكالوريا لكل طالب جديد أيضا. أما الثاني، فهو أن تنشر نفس الإدارة معدلات انتهاء الدراسة بالسنتين التحضيريتين الأخيرتين – واللتين كان فيهما في موقعه – لجميع المعاهد التحضيرية، وخاصة بتونس، والتي سمح بمقتضاها للطلبة باجتياز مناظرة الدخول لمدارس الهندسة. لندرك عند ذلك بعض حقائق أسطورة هذه المعاهد وما أحاطتها به الوزارة من هالة. والإستجابة لهذين المقترحين تدخل في سياق الشفافية في المعاملة، ولا أعتقد أن هناك ضيرا في ذلك. من جهة أخرى، وبالإستناد دوما لدليل التوجيه الجامعي، فإن نفس الإدارة قد فصلت المعاهد التكنولوجية عن المؤسسات الجامعية. أي أن الفصل كما هو إداري فهو أساسا بيداغوجي. فمحتوى البرمجة والتكوين الجامعي يبقى مختلفا عنه في المؤسستين. وبالتالي فإن التكوين بالأولى يبقى على حالته موجها لنمط معين وبمستوى معين لا حاجة الآن لمناقشته، ولا يكفي فيه القول بأن نظام « أمد » حوّله آليا لنظام مواز أو مساو للتكوين بالجامعات، حيث يسدي التكوين أساتذة جامعيون في الغالب، وليس تكنولوجيين، وحيث الإجازة مرتبطة ببحث يؤدي إلى ما بعدها، إلا إذا كان السيد المدير العام لا يرغب في أن يطرح للنقاش موضوع الفارق بين الإجازة هنا والإجازة هناك في وجود الإختلاف في التكوين ونوعية المدرسين. لذلك من حق الطالب أن يصر على الدراسة بمؤسسة جامعية إن أراد وليس بمعهد تكنولوجي مفروض عليه. وإذا عدنا إلى المقارنة بين دليل التوجيه في الدورتين الأولى والثانية، نجد مجالا واسعا للتحليل والإتعاض. من ذلك أن طلبة هذه الشعبة هم الأكثر تجاوبا في الإستجابة للتوجيه بالجهات، حيث أن بعض الجامعات لم تكد تحصل على توجيه أحد في الدورة الأولى، بما في ذلك جامعات الوسط وصفاقس سوى من مترشحي شعبة علوم الإعلامية. وأعني بذلك أن مجالات التوجيه سويت بالنسبة لمترشحيها في الغالب منذ الدورة الأولى، ولم يتبق من حقوق للطالب الجديد سوى إعادة التوجيه، وهو ما تمت المطالبة به في قضية الحال وفق الإجراءات المعمول بها، لتكون نتيجتها غير المأمول منها. تبقى بعد ذلك نقطة تحتاج للإشارة وتتصل بأعداد الطلبة الذين يتم توجيههم حسب الأرقام المقدمة في الدليل، وما إذا كانت توازي عدد الناجحين في الباكالوريات، أم أنها أدنى من ذلك. هي عملية حسابية نرجئ إجراءها، ولكن الخشية هي أن لا يجسم ذلك المبدأ القائل بأن لكل حاصل على الباكالوريا مقعد في الجامعة التونسية، بمعناها الجامعة العمومية، اللهم إلا إذا كانت إدارة شؤون الطلبة تحتسب في ذلك الطوابير أمام السفارات من الراغبين في الهجرة الإضطرارية للدراسة بالخارج وما يتحمله أولياؤهم من أعباء كلفة مالية ثقيلة، أو أمام مكاتب خدمات التهجير الجامعي، أو التسجيل بالجامعات الخاصة. بعد هذا أعتقد أن ما يمكن أن تقدمه إدارة شؤون الطلبة من حجج سوف لا يكون مقنعا، وأنه يبقى من حق الطالب الجديد المعني أن يدرس حسب ميوله ومحتوى التكوين الذي تلقاه، وبمؤسسة جامعية لا بمعهد تكنولوجي. وإن تعسفت الإدارة في هذا الحق، فأرض الله واسعة والحقوق محتفظ بها.    
تونس 12 سبتمبر 2008 (*)صحافي تونسي

              

العودة الجامعية على صفيح ساخن

 

محسن المزليني غداة الاحتفال بخمسينية الجامعة التونسية عمدت وزارة التعليم العالي نهاية شهر جويلية الفارط إلى إحالة الأساتذة نور الدين الورتتاني الأستاذ الجامعي والنقابي والأستاذ رشيد الشملي الأستاذ الجامعي النقابي والناشط الحقوقي بجهة المنستير على مجلس التأديب بتهم اعتبرتها النقابة العامة للتعليم العالي واهية ومفتعلة. وسجلت النقابة الإخلالات القانونية التي رافقت هذه الإجراءات إذ أكّدت في بيان أمضاه كاتبها العام السيد سامي العوادي وصدر يوم 30 جويلية الماضي على حرمان الأستاذ الورتتاني من حقه في تأجيل موعد الجلسة وعدم تمكنه من دعوة محاميه لحضورها في حين مُنِعَ الأستاذ الشملي من حقه في دعوة شهود، كما لم يتمكن الكاتب العام للجامعة العامة من حضور الجلستين. واعتبرت النقابة أنّ هذه القرارات « الخطرة » تندرج في إطار جملة من الإجراءات التعسفية التي ما انفك وزير التعليم العالي يتخذها ضدّ المسؤولين والناشطين النقابيين. وتساءل الكثير من المراقبين عن سر هذا التصعيد الخطير ضد هيكل جامعي يُفترض أن يكون مخبرا ليس فقط للتخطيط للعملية التربوية والتعليمية فحسب، وإنما للعملية التنموية بكافة تفاصيلها باعتبار توافره على العقول المؤهلة للتخطيط والابتكار. كما يتساءل الكثير عن مغزى هذا النمط من التعامل مع نخبة المجتمع في وقت تمر البلاد بتحديات تنموية واجتماعية عديدة تحتاج إلى حكمة هذه العقول وخبرتها في إدراك سبل النجاة، كما تأتي أيضا في وقت حساس بالنسبة للعملية التعليمية  بعد أن أثبتت التقارير الدولية حاجة هذا النمط  إلى وقفة تأمل نظرا إلى بلوغه مرحلة العقم واللا جدوى…. أثبت ذلك تقرير الأمم المتحدة حول الشباب والتحديات الصادر أواخر 2007 وأيضا تقرير البنك الدولي الذي نُشر بداية فيفري من هذه السنة، وبما أنّ الواقع أكثر إخبارا من الكتب فإنّ تراكم العاطلين من أصحاب الشهائد العليا لهو الدليل الذي لا يقبل المزايدة عليه وأنّ دفن الرأس في الرمل والتغني بفتوحات علمية يعتبر أسوأ الخيارات في التعامل مع هذا الواقع الذي يزداد سوءا. وفي هذا السياق يعتبر الأستاذ عبد السلام الككلي الكاتب العام للنقابة الأساسية بكلية منوبة إنّ الوزارة عندما اختارت « أن تفتح ملفات التأديب في قلب العطلة الصيفية لتستفرد بضحاياها بعيدا عن الأنظار ولتتفادى أي رد فعل فوري من قبل الجامعة العامة أو من قبل النقابات الأساسية المعنية فكأنها بذلك تتصرف في جنح الظلام في مصائر المدرسين وتطلق يديها بكامل الحرية لتنقل هذا أو تقطع رزق الآخر مستخدمة في ذلك عامل الوقت من جهة وصعوبة اتخاذ قرار من الهياكل النقابية للتصدي لأي مقرر إداري سيصدر ضد الأستاذين المذكورين في بداية السنة الجامعية، كل ذلك في جو من التراجع الخطير للعمل النقابي في الجامعة وهو بلا شك نتيجة طبيعية  لسنوات عشر من الصراع لم تسفر في آخرها إلا على بعض النتائج التي هي دون المأمول بكثير مما خلق جوا من الشعور بالإحباط واليأس الذي تحس معالمه حتى داخل الهياكل الممثلة للقطاع »… أمّا مسألة التمديد للأساتذة الذين بلغوا سن التقاعد فقد باتت مجالا للتصفيات السياسية، ففيما تم التمديد لبعض الأساتذة آليا تم حرمان أساتذة مشهود لهم بالكفاءة أمثال الدكتور هشام جعيط و أبو يعرب المرزوقي عياض بن عاشور وعبد المجيد الشرفي وأحمد بوعزي وغيرهم كثر ممن سقطوا في مقياس الولاء السياسي، وخسرت بذلك الجامعة التونسية خيرة أبنائها المؤسسين… فإذا كان هذا هو المنهج المتبع في التعامل مع نخبة الأساتذة فكيف الحال في التعامل مع قضايا الطلبة الملحّة التي تتراكم كلّ سنة لتحطّ من قيمة هذا القطاع ومن القيمة الرمزية للعلم… كيف سيكون الحال مع مشكلة  السكن إذ صار الطالب غير آمن على نفسه بعد أن  بات يستعيد حالة الترحال بين البيوت المكتراة وأشباه المساكن وغيرها منذ السنة الثانية من دخوله الجامعة بعد أن يستوفي  حقه في المبيت منذ السنة الأولى،  حق غير قابل للتجديد ولو اضطر الطالب إلى ترك الجامعة. ثم ما هي الخيارات المتوفرة إذا كان أغلب الطلبة غير معنيين بالمنحة لأن ولي الطالب الذي يحصل على الأجر الأدنى المضمون بات في مقاييس الوزارة مؤهلا لأن يصرف على ابنه الكراء وشراء مستلزمات الدراسة وأيضا دفع معاليم الترسيم الذي يتدرج صعودا إلى أن يصل إلى 107 دنانير عند الترسيم للماجستير… ثم يُعاد الحديث بعد ذلك عن مجانية التعليم، في حين باتت حتى النتيجة التي يقع تسويقها بالرسائل الإلكترونية ذات 600 مليم مصدرا لدخل وفير لا يُعلم أين يصرف… فماذا لو وقع توجيهه لبناء مبيتات يطمئن فيها الطالب والطالبة على مصيره ويحول كل همه إلى الدراسة. وفي قائمة المشاكل الجامعية الكثير مما يستوجب تكاتف كل الأطراف لحل ألغازها، فالجامعة مقبلة هذه السنة على الدخول في نظام جديد هو نظام « إمد » (إجازة ، ماجستير ودكتوراه) الذي ستتقلص معه مدّة الدراسة إلى 3 سنوات للإجازة ثم سنتين للماجستير، وهذا النمط يثير الكثير من اللبس لدى قطاع هام من الطلبة رغم دخوله سنته الثانية قيد التطبيق في بعض الكليات… يتساءل الطلبة عن مصير من حصل على الإجازة هل يحق له الترشح  لمناظرات الكاباس، وهل سيعتبر أستاذا أم تقني سام، وكيف سيكون موقعه في سلم الوظيفة العمومية؟ أمّا السؤال الأهم فيتعلق بربط التعليم بسوق الشغل، فلماذا لا تتم دراسة جادّة يقوم بها أهل الاختصاص بعيدا عن الولاء والاعتبارات الضيقة للقيام بإصلاح حقيقي للنظام التعليمي انطلاقا من حاجاتنا التنموية وقدراتنا الذاتية… ولماذا تلتجئ هيئات الأمم المتحدة المعنية بالتنمية البشرية لخبرات أساتذة الجامعة التونسية في حين يُبعد أغلبهم عن المساهمة في التخطيط للعملية التعليمية في بلدهم لمجرّد شبهة « عدم الولاء السياسي » ؟ وفي ما تعلّق بهذا النظام تؤكّد اغلب المصادر انّ نظام الإجازات سواء العامّة او التطبيقية لم يخضع لاستشارة أهل الذكر، والنتيجة لمثل هذه الطريقة الفوقية أنّ بعض الشعب العلمية حُرمت من الإجازة التطبيقية التي هي من طبيعة الدراسة فيها مثل علم الاجتماع وعلم النفس فيما مُنحت لشعب أخرى يكون التطبيق فيها اقل أهمية علمية وعملية. لا شكّ أنّ العودة المدرسية والجامعية تطرح أسئلة عديدة هذه السنة، تم طرح بعضها في حين ستكشف الأيام عن بعضها الآخر. لكن الأكيد أنّ العملية التربوية تحتاج  إلى إعادة نظر ليس فقط في المضامين وإنما في كيفية تعامل سلطة الإشراف مع قطاع استراتيجي يهم الجميع. فرغم صيحات الفزع التي أطلقتها التقارير الدولية والنقابات والهيئات السياسية الوطنية وما كشفت عنه من أرقام مفزعة فإنّ سلطة الإشراف تجد في الحديث عن « الجامعة الافتراضية » والربط بالشبكة العنكبوتية وما إلى ذلك بدائل فعالة عوضا عن الإنكباب الحقيقي على مشاكل القطاع  … أفلا يكفي أن نعلم إضافة للأرقام الفلكية لعدد العاطلين من الخريجين والذي بلغ بعضهم العقد الأول في عالم البطالة، ألا يكفي أن يقتصر عدد الناجحين في السنة الأولى فرنسية هذه السنة في كلية 9 أفريل بتونس على 12 بالمائة  من بين 600 طالب، والتاريخ 21 بالمائة فيما اقتصر النجاح بالسنة الأولى فلسفة على 19 بالمائة فقط … ثم يكرر الكلام حول النجاحات الباهرة في الباكالوريا. صدر بالموقف عدد 464  


بين تونس وألمانيا: المدارس والتعليم…

 مرسل الكسيبي العودة المدرسية في تونس هذا اليوم أثارت في شجونا ولاسيما بعد مخاطبتي الهاتفية لابنة شقيقي المتوفى على اثر حادث قطار قبيل ثلاث سنوات …- تغمده الله بواسع الرحمات- فتاة لم تتجاوز ربيعها الثالث عشر ولكن يتمها لم يمنعها من التفوق على زملاء صفوف الدراسة بمعدل يفوق السبعة عشر من عشرين … غياب الأب بعد حادث قطار تتحمل فيه شركة الخطوط الحديدية المسؤولية التقصيرية بسبب اهمال في الاشارات والحواجز الحافظة للسلامة لم يحل دون انصاف القضاء لبقية أفراد العائلة وتمتيعهم بجبر معنوي خفف من لوعة المأساة والمصيبة … ابنة شقيقي المتفوقة دراسيا لم تجد نفسها بفضل الله بعد وفاة أبيها على هامش المنظومة الدراسية بل انها وفي بلد يعرف أهله بالتعليم والذكاء وارتفاع نسب التمدرس واصلت مشوارها العلمي وأحيطت بمؤسسات تربوية هي محل اعتزاز التونسيين وفخرهم … أجد اليوم نفسي بعد 16 عشر سنة على تاريخ مغادرتي لمقاعد الدراسة بوطني تونس ممتنا لرجال ونساء وأساتذة أفاضل أسسوا لتونس الحديثة وأعلوا صرح العلم والمعارف فيها عبر مؤسسات خرجت على جيلي في أواخر الثمانينات الثاني في الترتيب العالمي في مناظرة الرياضيات لطلبة الباكلوريا …, بل انني أذكر أن هذه الحقبة عرفت على مستوى معهدي الثانوي العشرات من المتفوقين على مستوى عالمي حيث تولت الدولة رعايتهم وتأطيرهم ليصبحوا بذلك نخبة من أبرز المهندسين والأطباء وأساتذة الجامعة في دول فرنسا وأمريكا وكندا … الانصاف يحتم علينا الوقوف على خصال المدرسة التونسية ومؤسساتنا التربوية التي كثيرا ماحركتنا السياسة فيها للبحث عن أكبر التعلات وأبسطها لايقاف التمدرس والدراسة فيها , فتارة يوم الأرض ومرة يوم القدس ومرة بعض الأحداث القومية ومرات كثيرة طبق جامعي توفره الدولة بثمن رمزي لم يرق يومها لقياداتنا خارج أسوار الجامعة بدعوى تكثيف المبررات لخوض معركة الحريات… بعد أن زرت أقطارا عربية وأكلت من صحنها الجامعي سخرت من نفسي ومن قيادات سياسية كانت تصور لنا الأكلة الطلابية التونسية دون المستوى المرموق-الفارق ضخم جدا بين الأكلتين… كما دخلت المطاعم الجامعية في ألمانيا هذا البلد الصناعي الغني بموارده وطاقاته البشرية والمعرفية وقارنت بين الأكلتين في جامعات تونس وجامعات أكبر اقتصاد أوربي ورابع أقوى اقتصاد عبر العالم وتيقنت أن معارضتنا العربية مصابة باختلال جذري في التفكير … زرت الطبيب التونسي في عياداته الخاصة على مدار 22 سنة وغادرت تونس باتجاه ألمانيا وتفقدت امكانيات الطبيب الألماني وأيقنت أن طبيبنا المحلي يفوقه ذكاء ومعارف لولا الفارق في الامكانيات المتاحة… مازالت الذاكرة تجوب بي في ثنايا المستشفى الجامعي الهادي شاكر بمدينة صفاقس وذاك الصرح العلمي والصحي والتقني الذي تفخر به الجمهورية التونسية , واصدقوني القول اذا قلت لكم بأن مستوى مايتيحه من خدمات لايقل عن مستوى المستشفيات الألمانية لولا الفارق في مجانية العلاج حاليا أو دقة التنظيم الاداري … وقفت مع زملاء لي في مؤسسات تعليمية ألمانية واحتككت بطلاب من ألمانيا وروسيا وأوكرانيا وبولونيا والمجر ورومانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية وانجلترا والبيرو والعراق وايران والمغرب والجزائر وفلسطين واليمن …وكنت على مدار تجارب الاحتكاك العلمي في حالة انتشاء وثقة تامة في النفس وفيما تعلمته في صروح المدارس والمعاهد والجامعات التونسية … وقفت يوما ما أمام اعجاب أستاذة- ايطالية ألمانية -في علوم اللغة لتقول لي بصريح اللفظ بأن المستقبل سيكون لكم في منطقتكم العربية الاسلامية بعد حوالي خمسين سنة اذا كان هو هذا واقع التعليم والتمدرس لدى من تتقاسم معهم المرحلة العمرية … نقاط مضيئة لابد أن نقف عليها … انها لحظة اعتراف وانصاف رمضانية نشهد بها أمام خالقنا أولا ثم أمام شعبنا وأشقائنا في تونس , اذ لامجال لتصوير المشهد العام في تونس من زاوية سوداء عاتمة , بل لابد من تجنب الشنان والظلم في تقويم المنجزات أو حتى النقائص … الحالة التونسية تحتاج الى التطوير بلاشك في مجالات عدة غير أنها حالة تحتاج الى التقدير والاحترام والافتخار في قطاعات شتى من مثل التعليم والصحة والخدمات والمواصلات وشبكة الاتصالات …ومتى اتسعت قاطرة الاصلاح والحريات ستكون تونس أحلى وأزهى وأبهى … لابد أن نعترف بأن خطاب المعارضة فيه كثير من الظلم وبأن أخطاء السلطة لاتستدعي على رغم القيمة الكبرى لموضوعة حقوق الانسان والحريات كل هذه العتمة وكل هذا الكره … (المصدر: صحيفة ‘الوسط التونسية’ (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 15 سبتمبر 2008)

من 1922 إلى 2008: المعركة من أجل حرية الإعلام في تونس متواصلة

مراد رقية
نشرت لكم في التدوينة السابقة خبر تمكين صحيفتين من الصدور، الأولى للسيد رضا الملّولي عضو مجلس المستشارين عنوانها « رؤى ».. والثانية لحزب الخضر للتقدم وعنوانها « التونسي ». وطبيعي أن يفرح الواحد منّا لصدور أيّ عنوان جديد.. فكل صحيفة تصدر أيّا كان اتجاهها زهرة تتفتّـح في بستان بلادي، وتكريم للفكر ومخبر للتلاقح والتواصل والإضافة. لكن من حقنا كذلك أن نتساءل عن مصير عشرات مطالب إصدار الصحف التي ظلت حبيسة أدراج وزارة الداخلية في انتظار (غودو)، عفوا، أقصد في انتظار الحصول على الوصل الذي يمكّنها من الصدور؟؟ * فصل في قصة الوصل من الناحية القانونية النظرية البحتة، تعتبر تونس رائدة على مستوى العالم في مجال حرية إصدار الصحف!؟ نعم هي كذلك، ومن يساوره أدنى شك فعليه مراجعة مجلة الصحافة ليكتشف في فصلها الثالث عشر بأن إصدار صحيفة في بلادنا لا يتطلب أكثر من مجرد إعلام بسيط يتم تقديمه إلى وزارة الداخلية.. نعم هذا هو الإجراء المستوجب بكل بساطة.. وطبعا لإثبات وقوع الإعلام، تسلّم وزارة الداخلية للطالب وصلا في ذلك..ولا يمكن لصاحب المطبعة طبع الجريدة أو المجلة إلاّ بعد الاستظهار له بالوصل، وإلاّ كان مصيره السجن.. وهنا مربط الفرس.. فالمواطنون في عرف إدارتنا الموقّرة أصناف: أهل قرابة وحظوة ممّن تُـسبغ عليهم النّـعم، وآخرون ممنوعون من الصرف ممّن لا ظهير لهم ولا تسوى مواطنتهم في بلدهم أكثر من شيك دون (وليس بدون) رصيــد؟ وحتى لا نظلم ذوي قربانا، وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة، وما نحن بالظالمين، لا بدّ أن نعيد اللؤم لأهله والتسلط لأصحابه حتى يأخذ كل ذي حق حقّـه.. فتعالوا نتذاكر معا أصل الوصل المشؤوم وجذوره.. عندما اتسعت جذوة الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار في بلادنا، وساهمت الصحف العربية حينها بشكل كبير في إذكاء النضال الوطني، تفتقت قريحة السلط الاستعمارية على حيلة جهنمية لمواجهة مدّ الحركة الوطنية المطالبة بالتحرر: الوصل.. نعم، الوصل الذي سيمكّن السلط الاستعمارية من تكميم الأفواه دون الظهور بمظهر المتسلط المستبد.. ففي 16 نوفمبر 1921 وجّـه المقيم العام برقيته عدد 283 إلى وزارة الخارجية الفرنسية طالبا إلزام الباي بإصدار أمر عليّ يربط فيه إصدار الصحف الذي كان حرّا بالحصول على وصل.. وبالفعل صدر أمر عليّ بتاريخ 4 جانفي 1922 أصبح بمقتضاه إصدار الصحف مرتبطا بالحصول على وصل يسلّم في ظرف ثمانية أيام من تاريخ إيداع الإعلام بالنسبة للصحف الفرنسية والإيطالية، في حين لم يقع التنصيص على أيّ أجل لتسليم الوصل للصحف العربية مما جعل إصدارها معلّقا إلى أجل غير مسمى؟؟ هذا هو الوضع الذي ورثته حكوماتنا « الوطنية »، وتعاملت معه باقتدار.. ويبقى تصريح كاتب الدولة للإعلام السيد محمد المصمودي سنة 1975،الذي سنعود إليه لاحقا، علامة فارقة وشاهدا على مدى التزييف والاستهتار واحتقار المؤسسات الدسنورية للدولة وانتهاك حقوق المواطنين.. هذه مقدمة رأيتها ضرورية قبل أن أخوض معكم في التدوينة القادمة موضوع مجلة « الميثاق الجمهوري » التي سعيت لإصدارها منذ حوالي التسع سنوات، ولا تزال قضيتها منظورة منذ ذلك التاريخ أمام المحكمة الإدارية… دون فصل لغاية اليوم

تونس: القضاء يؤجل البت في قضية مكان دفن مسيحية اعتنقت الإسلام

تونس: المنجي السعيداني أجل القضاء التونسي أمس النظر في قضية منع دفن امرأة مسيحية اعتنقت الإسلام قبل خمسة عقود، في مقابر المسلمين. وأرجأت المحكمة الابتدائية بمدينة صفاقس (350 كلم جنوب العاصمة) النظر في القضية حتى 22 سبتمبر (ايلول) الحالي. وكان قسم الوفيات ببلدية صفاقس قد قرر منع دفن المرأة التي توفيت في 6 سبتمبر الحالي، في مقابر المسلمين بحجة أن لقبها ليس عربياً، رغم اعتناقها الإسلام منذ عام 1955. وفي تفاعل جديد لهذه القضية التي تطرح لأول مرة في تونس، قررت وزارة الداخلية ممثلة في بلدية صفاقس تكليف محام للمرافعة عنها ما يؤشر على تفاعلات جديدة ممكنة قد تطال القضية. وقال سهيل السليمي، محامي العائلة، انه سيقدم طلباً جديداً إلى المحكمة الابتدائية للانعقاد في أقرب وقت وتقديم موعد الجلسة المقررة إلى بداية الأسبوع المقبل لكي يتم الإسراع بنبش القبر الواقع في مقبرة الأجانب بمدينة صفاقس وإرجاع الجثة إلى مقابر المسلمين. وحول إمكانية امتناع القائمين على مقبرة الأجانب تسليم الجثة بعد أن تم دفنها في مقابرهم، قال سهيل السليمي إن ذلك غير وارد الآن، إذ لم يصدر أي رد فعل إيجابي أو سلبي عن ممثل الكنيسة في مدينة صفاقس. يذكر أن القرار الصادر عن قسم الوفيات بصفاقس والقاضي بمنع دفن المرأة في مقبرة للمسلمين ودفنها في مقابر الأجانب، أثار جدلاً دينياً وقانونياً واسعاً بين سكان المدينة حول مدى مطابقته للشريعة الإسلامية. وأصر أفراد عائلة المرأة المتوفاة على رفع قضية استعجالية إلى القضاء لإجبار البلدية على التراجع في قرارها والإذن بدفن المرأة في مقابر المسلمين على اعتبار أنها تخلت عن ديانتها المسيحية واعتنقت الإسلام منذ يوم 2 أغسطس (آب) 1955 بقرار من وزارة العدل التونسية. (المصدر: صحيفة ‘الشرق الأوسط’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 سبتمبر 2008)

تونسي يقاضي السلطة لدفن زوجته المسلمة بمقبرة لغير المسلمين

تونس (رويترز) – قال حقوقيون يوم الثلاثاء إن محكمة تونسية أجلت النظر في قضية مثيرة للجدل رفعها تونسي بعد اصرار سلطات مدينة صفاقس جنوبي تونس على دفن زوجته بمقبرة لغير المسلمين رغم انها مسلمة. وأرجأت المحكمة الابتدائية بصفاقس النظر في اول قضية من نوعها في تونس إلى 22 سبتمبر أيلول المقبل بعد دعوى عاجلة رفعها زوج المتوفية التي تدعى آسيا ضد السلطات المحلية بصفاقس. وكان قسم الوفيات ببلدية صفاقس قدد قرر منع دفن امرأة في مقبرة للمسلمين بحجة ان لقبها ليس عربيا رغم اعتناقها الاسلام منذ عام 1955. ودفنت المرأة التي توفيت في السادس من الشهر الحالي بالفعل بمقبرة لغير المسلمين ليتفجر بذلك جدل واسع في الاوساط الدينية والقانونية بتونس. واعتنقت آسيا المولودة لاب وأم مسيحيين الدين الاسلامي في عام 1955 على يد مفتي صفاقس لكنها حافظت على لقب عائلتها الاصلي وهو لقب غير عربي. وعبر محامو عائلة آسيا عن أملهم في ان يأمر القضاء التونسي بنبش القبر واعادة الجثة إلى مقابر المسلمين. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 16 سبتمبر 2008)

نصف مليون شاب عرضة للموت المبكر في تونس

آمال الهلالي من تونس مع دخول شهر رمضان يحاول جانب كبير من الشباب قطع عادة الإدمان على السجائر ومتعة تدخينها مستغلين خصوصية هذا الشهر وساعات الصيام الطويلة نهارًا، للتخلص نهائيًا أو تدريجيًا من هذه ‘البلوة’ (على حد تعبير بعضهم ) بعزيمة قد تكتمل وتكلل بالنجاح وقد تنهار لسلطان الكيف والنيكوتين في آخر لحظة. محمد علي 29 سنة  قرر أن يمتنع نهائيًا عن تدخين السجائر بعد رحلة إدمان على النيكوتين  فاقت الثماني سنوات مستغلاً شهر الصيام وساعاته الطويلة دون شرب أو مأكل ولما لا دون سجائر ويستغرب محدثو عن العزيمة التي تولدت لديه رغم تعوده على تدخين ثلاث علب من السجائر في يوم واحد غير أنه لايخفي في الوقت نفسه خوفه من أن تبوء جهوده بالفشل وتتواطأ مع حبه للتدخين لتعود حليمة مباشرة بعد رمضان إلى عادتها القديمة. حالة محمد علي يعيشها مئات من الشباب ممن يرون في هذا الشهر الفضيل فرصة حقيقية للإقلاع التدريجي عن التدخين فيما يرى شق آخر من الشباب أنه لا يمكن وبأي حال من الأحوال ترك السجائر والشيشة لا سيما في رمضان حيث تنتعش تجارة التدخين بشكل ملحوظ  في السهرات الرمضانية وداخل المقاهي. ويشير نوفل31 سنة أن رغبته في التدخين في رمضان لا تنقص بل تزيد شراهة فبينما ينتظر غيره موعد الإفطار لشرب قدح من الماء وأكل ما لذ وطاب  يسرع هو إلى إشعال سيجارته بكل نهم وشراهة وكأنه على موعد هام مع خليلة أوحبيبة.؟؟ من جانب آخر أكد العديد من المختصين في الأمراض الصدرية أن رمضان فرصة مناسبة للإقلاع  تمامًا أو تدريجيًا عن التدخين وقد تصل نسبة نجاحها إلى حدود 80 في المئة وذلك مع التقليل تدريجيًا في نسبة الاستهلاك العادي للسجائر نهارًا محذرين في الوقت نفسه من  خطورة تدخين السجائر مباشرة بعد صلاة المغرب مما يعرض غشاء المعدة الخاوية من الأكل إلى تقرحات والتهابات قد تتطور إلى أورام سرطانية. ويرى بعض المختصين أن مادة النيكوتين المسببة في عادة الإدمان الموجودة في خمس سجائر كافية لقتل إنسان إذا ما حقنت بجسمه دفعة واحدة. بروتوكول رمضاني من جهته يحذر الدكتور المنذر جعفر الأخصائي النفساني من خطورة  السهرات الرمضانية في وجهها السلبي والتي أضحت تروج لتدخين الأرجيلة والسجائر بشكل جماعي  بدلاً من اعتبارها فرصة لتوطيد العلاقات الاجتماعية ولم شمل الأصدقاء على طاولة واحدة.  والأخطر من ذلك (حسب رأيه)أن التدخين في شهر رمضان أضحى بين الشباب شكلا من أشكال التفاخر و’البروتوكول’ لاسيما عند الإناث فالسيجارة والشيشة والقهوة أضحت من المواد الأساسية التي يكثر عليها الطلب وتزين بها طاولات الحرفاء.كما يشير في ذات السياق أن الإقلاع عن التدخين بكل أنواعه لايرتبط بشهر رمضان بقدر ارتباطه بعزيمة واستعداد المدخن نفسه. وفي ذات السياق تشير أرقام  كشفها  بحث وطني أنجز منذ 3 سنوات أن 30 بالمائة من الشباب  يدخنون من بينهم  30.5 بالمائة داخل الوسط المدرسي و61 في المئة خارجه كما أن 37 في المئة من الفتيات يدخن داخل الوسط العائلي ويأتي شباب تونس الكبرى(محافطات:تونس أريانة وبن عروس) في المقدمة من بينهم 37 بالمائة من شبان المدارس . كما أظهر البحث أن عدد المدخنين من الشباب المتمدرسين بين ال12 و ال20 سنة قدرت ب655 ألفًا يتوزعون بين 555 ألفًا من الذكور و100 ألف من الإناث. من جانب آخر أكد بعض المختصين في مجال الصحة أن انتشار مرض الإدمان على التدخين  في صفوف الشبان في بلادنا أضحى واقعا غير مشكوك فيه  كما كشفت أرقام مفزعة أنجزها  الدكتور محمد لخضر الشابي  رئيس قسم الأمراض الصدرية سابقا  ومشرف على عيادة  مساعدة الإقلاع عن التدخين بالهلال الأحمر  في إطار بحث يتناول ‘الشباب التونسي والتدخين’ واستهله بحقيقة مؤسفة مفادها أن نصف مليون شاب تونسي المدخنين سيقتلهم التبغ ويحرمون  من حياتهم في سن مبكرة. من جهتها قامت وزارة الصحة العمومية بعث عيادات مختصة تشجع على الإقلاع عن التدخين بلغ عددها حاليا العشرون عيادة متكونة من أطباء مختصين في الأمراض الصدرية  وأطباء الخطوط الأمامية قصد الإحاطة بالمدخنين نفسيًا وصحيًا. كما تم في هذا الإطار تخصيص بوابة الكترونية ضمن موقع المرصد الوطني للشباب(هيكل حكومي يعنى بمشاغل الشباب) يبرز فيه مخاطر التدخين  ومضاعفاته وكيفية الإقلاع عنه كما يتضمن الموقع عناوين عيادات المساعدة على الإقلاع عن التدخين. من جانبه   نظم المجلس الأعلى لهيئة الصيادلة بتونس تظاهرة صحية بمناسبة حلول شهر رمضان تمثلت في حملة ضد التدخين تقودها كل الصيدليات الموزعة على كامل تراب الجمهورية  وتهدف إلى إقناع المدخنين لاسيما الشباب منهم إلى الإقلاع عن هذه العادة عن طريق آلية  الحوار بين الصيدلي والحريف المدخن وإقناعه بكل الطرق العلمية بمخاطر التدخين  كما تتم تهيئة المدخن نفسانيا لإقناعه بقطع هذه العادة عن طريق اعتماد ‘الباتش’وهي مادة على شكل دوائر  لاصقة توضع فوق ذراع المدخن وتحتوي على مادة النيكوتين المعوض للسجائر وتتراوح مدة العلاج من شهر إلى ثلاثة أشهر حسب عزيمة المدخن واستعداداته النفسية والجسدية للإقلاع. هذا ويشير تقرير منظمة الصحة العالمية أن التدخين يتسبب سنويًا في وفاة قرابة خمسة ملايين شخص سنويًا ومن المتوقع أن ترتفع النسبة لتصل إلى حدود الضعف سنة 2025 (المصدر: موقع ‘إيلاف’ (بريطانيا) بتاريخ 16 سبتمبر 2008)

النادي الإفريقي يعاقب لاعبيه بسبب الصيام!

تونس (ياللاكورة) – كان ضمن قائمة بدلاء النادي الإفريقي 6 لاعبين فقط هم الحارس صابر بن رجب وثنائي يشغلان الدور نفسه على الجهة اليسرى. وهما أنيس العمري وحمدي الورهاني وأيمن الرهيفي وبرهان غنام والكاميروني ألكسيس مقابل غياب حلمي حمام وخالد المليتي. وقد أصر هذان اللاعبان على الصيام يوم المباراة رغم أن المدرب عبد الحق بن شيخة أعلم اللاعبين أنه يفضل أن لا يشرك اللاعب غير الجاهز بدنيا ولكن أمام إصرارهما على التمسك بالصيام تم الاستغناء عنهما. غير أن ذلك لن يعرض اللاعبين للعقوبة بل من المنتظر أن يستأنفا التمارين مع المجموعة اليوم وقد تسلط عليهما عقوبة مالية فقط. (المصدر: موقع ‘يلاكوورة’ (مصر) بتاريخ 16 سبتمبر 2008) الرابط: http://www.yallakora.com/arabic/news/Details.aspx?id=58463&Catid=1&region

جدل في تونس بسبب صوت جرس ‘المترو’ المطابق لنواقيس الكنيسة

 تونس – خدمة قدس برس يثير صوت ‘مترو تونس’ الذي انطلق مؤخرا في العاصمة التونسية، جدلا متناميا بسبب صوته الذي يطابق صوت أجراس الكنائس، وأصبح التونسيين يطلقون تندرا على المترو الجديد، الذي يربط العاصمة بالضواحي الجنوبية، اسم ‘الكنيسة المتجوّلة’. ولا يخفي بعض التونسيين، شكوكهم من أن اختيار صوت جرس الكنيسة، جاء لربط الصوت بفرحة قدوم ‘المترو’ بعد انتظاره، ويرى آخرون، أن اختيار هذا الصوت يمثل ‘اختراقا غربيا حضاريا للثقافة التونسية’. ويشار إلى أنه لا يوجد مسيحيون من أصل تونسي، حيث أن معظم سكان ذلك البلد من المسلمين، مع وجود أقلية يهودية ممثلة في البرلمان. ويوجد في تونس بعض الكنائس الأثرية التي شيدت أثناء الاحتلال الفرنسي، إلا أنها مهجورة، باستثناء كاتدرائية ت ونس العاصمة، التي فيها مركز أسقفية تونس، الذي يشرف عليها رجال دين مسيحي من جنسيات أخرى، وبالأخص الفرنسيين. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 15 سبتمبر 2008)  

موعد الصّباح العنف.. وموقع youtube

 

يكتبه: كمال بن يونس    قرر مسؤولو موقع الواب الشهير  » يوتوب  »  youtubeـ التابع الى شركة  » قوقل »    google الامريكية العملاقة ـ حذف مشاهد الفيديو والصور التي صنفت على أنها تحث على العنف والكراهية وخاصة تلك التي تروج صورا  ومشاهد عن مهاجمة القوات الامريكية في العراق ..والتي نسبت الى تنظيم « القاعدة  » الدولي..   القرار صدر بعد ضغوطات مارسها  » لوبي سياسي » يتزعمه عضو مجلس الشيوخ الامريكي الشهير جوزيف ليبرمان.. المرشح سابقا للانتخابات الرئاسية باسم الديموقراطيين والذي يقف اليوم ضد باراك أوباما ويدعم المرشح الجمهوري ما كاين.. مع عدد من رموز اللوبي الصهيوني المتشدد..   لكن بعيدا عن اللعبة السياسية الداخلية الامريكية.. يبدو قرار مسؤولي موقع  » يوتوب  » سابقة مهمة جدا في تاريخ الشبكة العالمية للمعلومات  » الانترنيت « .. لانه فتح الباب علنا في الولايات المتحدة الامريكية والدول العريقة في الديمقراطية وفي العالم اجمع الى خطوات جديدة من أهمها السماح بالرقابة والمنع.. وتقييد الحريات الفردية.. عندما تعتقد جهات سياسية أن تلك الحرية قد تؤدي الى الحاق « ضرر سياسي أو اجتماعي خطير »..مثلما تضررت صورة القيادة السياسية الامريكية الحالية بمشاهد الفيديو التي توثق هجمات على القوات الامريكية من قبل  » تنظيمات ارهابية  » في العراق وخارجه..رغم الحصار الذي ضربته القنوات التلفزية الغربية الكبرى على تلك المشاهد والاخبار..   شبكة الانترنيت ـ على غرار الفضائيات التلفزية ـ عالم معقد.. ومثلما صدرت قوانين في الدول الغربية تبرر منع بعض المشاهد الجنسية والعنيفة (في القنوات العمومية) ستصدر مزيد من القوانين المماثلة في شبكة الانترنيت..   (المصدر: جريدة الصباح (يومية _ تونس)  بتاريخ 16 سبتمبر 2008 )

 طيورك يا وطن

  كل الطيور تروح وتغدو بلا وطن كل البحار تموج وتعطي بلا وطن   فمن تكون يا ذاك الوطن أنت الطفولة وأنت البراءة والعشق و أنت  صبايا أنت بيت القش وروعة السكن و أم أنت الغربة و الفكر و روح أمي والكفن   من تكون يا إنا يا وطن أنت  الزيتون و عشق السماء  وأنت المولد والمنتهى  أم انك الدمعة  وليل النوى  و سور يواري رحيق البراري و خير الورى   ماذا اسميك  يا إنا يا وطن   ترابا  يحضن وتنسى ا لمحن أم سرابا يغني ويسكن فينا الشجن    المنصف زيد باريس 2008


الأمية… و’شيوخ’ الإفتاء
 محمد معـالي‼‼‼(المصدر: مدونة الصحفي محمد معالي الألكترونية بتاريخ 13 سبتمبر 2008) الرابط: http://fr.blog.360.yahoo.com/blog-bawT19A8eqfODSt0dUg5c6DCYQU-?cq=1  

وقفة مع كتاب القدس

   

وقفها عبدالحميد العدّاسي:   كان يكفي نقلُ ما كُتِبَ على صفحة الغلاف الخلفي كي يتّضح للقارئ الكريم الغرض الذي من أجله كتب شيخنا الفاضل الإمام العلاّمة يوسف القرضاوي كتابه الرّسالة « القدس قضيّة كلّ مسلم »، ولكنّي آثرت السياحة بين دفّتيه وتلخيص ما قدرت على تلخيصه بتصرّف (في بعض الأحايين) طامعا في أجر النقل ناشدا حصول الفائدة للجميع!… فقد كُتب الكتاب – كما بيّن الشيخ في مقدّمته – في إطار رسائل ترشيد الصحوة ليتناول أهمّ قضيّة من قضايا العرب والمسلمين، قضيّة القدس التي أمست في مهبّ الرّيح، في مواجهة الخطر الصهيوني المتفرعن، العامل على ابتلاعها وتهويدها، دون أن يجد من أمّة الإسلام الممتدّة ومن العرب المتاخمين من يصدّه أو يردّه أو يردعه!…   وسعيا من الشيخ إلى تحريك سواكن المسلمين وتنبيه الغافلين وإيقاظ النائمين وتذكير النّاسين، فقد بدأ الحديث عن القدس من حيث مكانها في اعتقاد المسلمين، فذكّر بأنّها القبلة الأولى التّي ظلّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصحابته الكرام يتوجّهون إليها منذ فرضت الصلاة في حادثة الإسراء والمعراج وحتّى نزول الأمر من الله سبحانه وتعالى بالتوجّه إلى المسجد الحرام. وهي أرض الإسراء والمعراج، تلك الحادثة الجليلة التي كانت إعلانا عن انتقال القيادة الدّينية للعالم من بني إسرائيل إلى أمّة جديدة ورسول جديد وكتاب جديد. وهي ثالث المدن المعظّمة في الإسلام بعد مكّة المكرّمة التي شرّفها الله بالمسجد الحرام وبعد المدينة المنوّرة (طيبة) التي ضمّت قبر سيّد ولد آدم عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام. وهي أرض النبوّات والبركات، وسبحان القائل: « سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنّه هو السميع البصير ». وهي أرض الرّباط والجهاد، فقد روى أبو أمامة الباهلي عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: « لا تزال طائفة من أمّتي على الحقّ ظاهرين، لعدوّهم قاهرين، لا يضرّهم من جابههم، إلاّ ما أصابهم من لأواء، حتّى يأتي أمرُ الله وهم على ذلك »، قالوا: وأين هم يا رسول الله؟ قال: « ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس »…   القدس تهوّد جهارا: بعد هذه التذكرة يستعين الشيخ الفاضل بالأحداث التاريخية فينبّه بحرقة إلى أنّ القدس تهوّد جهارا! جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها بلندن سنة 1997 م حكى لنا فيها عن مرور قرن كامل، (أي قرن وأحد عشر عاما باعتبار يومنا هذا) على عقد المؤتمر الصهيوني الأوّل بمدينة بازل بسويسرا (الحدود الألمانيّة السويسرية) عام 1897 م برئاسة « هرتزل »، وبروز المؤسّسة الصهيونية العالميّة، كما أخبرنا بمرور ذكرى ثمانين عاما (97 عاما اليوم) على وعد بلفور الظالم المشؤوم بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين التي كانت تحت الاستعمار البريطاني (نوفمبر 1917)، وكذلك نصف قرن (61 عاما اليوم) على قرار تقسيم فلسطين سنة 1947 م الممهّد لقيام الكيان الصهيوني الغاشم سنة 1948 م، الذي لم يتردّد – أمام فشل وذهاب ريح العرب والمسلمين – من التهام القدس والضفّة الغربيّة وغزّة فيما يُعرف بحرب الأيّام الستّة سنة 1967 م، ما جعله يقوم بكلّ الأعمال التي يرغب في القيام بها لتهويد البقاع دون خوف من أحد ودون اعتبار لأحد بل دون اعتبار لإيّ شرعيّة إقليمية أو عالميّة… يقول الشيخ: « إنّ إسرائيل تستكبر وتبغي في الأرض بغير الحقّ، لأنّها لم تجد من يردّها ويوقفها عند حدّها »… فقد ساعد الوهن الذي تسرّب إلى النّفوس بسبب تخاذل الكثيرين من العرب إلى استسلام الفلسطينيين وقبول قادتهم بالسلام الأعرج الذي ساعد على بروزه بروزُ القطب الواحد المؤازِر دوما للجسم الصهيوني الدّخيل، ذاك السلام الذي أسقط من اهتماماته مشكلة القدس ومشكلة الاستيطان ومشكلة اللاّجئين ومشكلة الحدود ليجعلها كلّها آخر البنود في المفاوضات التي لا يُجلس حول طاولتها إلاّ بعد الرّضى الصهيوني الشره…   لا يستمرّ الشيخ كثيرا في التوصيف ولكنّه يسارع إلى زرع الأمل فينا، فيعرب عن ظنّه بأنّ الاستسلام لن يستمرّ طويلا، فيرى انتفاضة في الأفق شاملة تجبر السلطة على الانضمام إلى الشعب ليقف الجميع بها في صفّ واحد كالبنيان المرصوص، كما يعتبر العجز العربي الذي سبّبه بالخصوص شرخ (كامب ديفيد) ونمّته الأحداث المتسارعة وعلى رأسها حرب الخليج الثانية أمرا طارئا لا بدّ أن يزول. كما يؤكّد أنّ الوهن الإسلامي عارض وزائل ويبرهن على ذلك باستعراض مختلف الآفات والأمراض التي أصابت الجسم الإسلامي عبر التاريخ والتي ظنّ الأعداء أنّها قاتلة قاضية، غير أنّ المسلمين قد برِئوا منها جميعا حين هيّأ الله لهم رجالا (لم يكونوا من جنس العرب) كعمادالدين وابنه نورالدين محمود وصلاح الدّين وقطز والظاهر بيبرس فعاد الصليبيون يجرّون أذيال الخيبة بعد أن أسروا المسجد الأقصى في حين غفلة من حفّاظه دامت تسعين عاما، ودخل التتار الشرقيين في دين الله أفواجا. كما اضطرّ « المستعمرون » الجدد إلى ترك بلاد المسلمين وذلك بعد انتباه أهلها إلى أنفسهم والمبادرة بالدّفاع عن أرضهم وأعراضهم!…   حقيقة المعركة بيننا وبين إسرائيل: بعد هذا يتساءل الشيخ – استنكارا – عن سبب العداوة بيننا (نحن المسلمين) وبين الكيان الصهيوني: أهي عداوة لدولة ساميّة كما تسوّق الدعاية الصيونيّة! وإذن فكيف يعادي سامٍ ساميتَه، فنحن العرب ساميون، فإذا كانوا هم أبناء إسرائيل (يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام) فنحن أبناء إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وربّنا جلّ وعلا يعلّمنا في كتابه أنّ البشريّة كلّها أسرة واحدة: « يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ الله عليم خبير »، ورسولنا صلّى الله عليه وسلّم يذكّرنا باستمرار: « يا أيّها النّاس إنّ ربّكم واحد وإنّ أباكم واحد، كلّكم لآدم وآدم من تراب » (رواه أحمد)؟!. أم هي عداوة دينيّة، فنعاديهم لأنّهم يهود وإذن فكيف نجمع بين هذا الزّعم (المعاداة) وبين علمنا بأنّ اليهوديّة ديانة سماوية وبين إيماننا بأنّ كليم الله موسى عليه وعلى نبيّنا الصلاة والسلام رسولٌ قد اصطفاه الله برسالته وأنزل عليه التوراة فيها هدى ونور… ثمّ بعد مناقشة يبيّن من خلالها الشيخ كيف أنّ اليهود هم أقرب إلى ملّة إبراهيم من النّصارى ويشير فيها إلى سوء موقف اليهود من دعوة الإسلام ومن رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام، يخلص إلى الحديث عن السبب الحقيقي والوحيد لمعركتنا مع اليهود وهو المتمثّل في أنّهم اغتصبوا أرضنا، أرض الإسلام أرض فلسطين حيث شرّدوا أهلها الأصليين ليفرضوا وجودهم الدّخيل بالحديد والنّار والعنف والدّم والدّمار. على أنّ الشيخ لا يتردّد في إضفاء الطابع الدّيني على هذه المعركة، فهي (المعركة) – وإن كانت من أجل استرجاع الأرض المغتصبة – تندرج في إطار شرعي، إذ الإسلام يوجب على المسلمين الدّفاع عن أرض الإسلام ويعتبر ذلك من أقدس أنواع الجهاد، وإذا كانت أرض الإسلام هي أولى القبلتين وثالث المسجدين المقدّسين كان الجهاد في سبيل تحريرها أوجب وأعظم وأشرف. وإذا كان مغتصبوها يحاربوننا بدوافع دينية كان أوجب علينا أن نحاربهم بمثل ما يحاربوننا به، فمن حاربنا بالتوراة حاربناه بالقرآن ومن قال أعظّم السبت قلنا نعظّم الجمعة وإذا قالو الهيكل قلنا الأقصى! هذا ويُعدّ مَن قتل في ذلك شهيدا من أعظم الشهداء.!…     لا حقّ لليهود في القدس ولا في فلسطين:                              يتطرّق الشيخ بعد بيان سبب المعركة إلى مناقشة القول الشائع بحق اليهود، فيبيّن أنّه لا حقّ لليهود في القدس ولا في فلسطين، إذ لا سند لذلك من الدّين ولا من التاريخ، فالقدس عربيّة إسلاميّة وفلسطين كلّها عربيّة إسلاميّة وليس لليهود فيها أيّ حقّ… والمناقشة في الفصل طويلة ولكنّها مقنعة وقد تستدعي الجميع إلى اقتناء الكتاب للاطّلاع عليه، ففيها الحديث عن نسل إبراهيم عليه الصلاة والسلام وعن نقض المواثيق من بني إسرائيل وعن معتقدات الصهيونيّة حول الإشارات التي تسبق عودة المسيح (أهمّها قيام إسرائيل واحتلال القدس وإعادة بناء الهيكل) كما فيها الإشارة إلى المنطق القرآني القاضي بأنّ الأرض يرثها الصالحون. غير أنّي أذكر أنّ البطريرك صفرنيوس بطريرك القدس – كما جاء في الكتاب – شرط على أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب الفاتح رضي الله عنه وهو يسلّمه مفاتيح القدس ألاّ يسمح لليهود بدخول إيلياء أو الإقامة فيها. فعمر رضي الله عنه لم يتسلّم القدس من اليهود، بل لم يكن فيها يهوديّ واحد لمّا تسلّمها، فقد حرّمها الرّومان عليهم بعد أن أنهوا وجودهم منذ أكثر من أربعة قرون. وكان من الشروط التي أقرّها عمر لبطريرك القدس: ألاّ يساكنهم فيها يهود (قلت: حتّى جئنا نحن فنقضنا عهد عمر عياذا بالله تعالى)…   هل عرفنا عدوّنا؟! يَبرُزُ الشيخُ في هذا الفصل ذا شأن بفنون القتال، وهو يتحدّث عن ضرورةِ بل عن وجوب معرفة العدوّ، معرفة حقيقية محيطة مستوعبة، بحيث نعرف جذوره وأصوله ومقوّمات شخصيته وأخلاقه وصفاته الأساسية ومفاهيمه وقيمه وأحلامه وطموحاته ونمط تفكيره وطريقة تخطيطه وتنفيذه ووسائله وحدود تصرّفه (ما يجوز عنده وما لا يجوز) والجهات الدّاعمة له، كما يجب أن نعرف ما الذي يجمع شعبه وما الذي يفرّقه وما الذي يحرّكه وما الذي يسكنه. أي بعبارة أخرى، لا بدّ من جمع كلّ ما نستطيع من المعلومات المتعلّقة به جغرافيا وتاريخيا وماديّا واقتصاديّا وبشريّا وسياسيا وثقافيا وفكريّا وروحيّا حتّى نتمكّن من حسن الإعداد الذي أُمِرْنا به للدّفاع عن أرض الإسلام ضدّ عدّونا وعدوّ الله سبحانه وتعالى… وعلى مَن استكثر هذا العمل – ربّما – يشير الشيخ بتصفّح المصادر المساعدة على تلكم المعرفة، وفي مقدّمتها القرآن الكريم، فقد وَصَفَ العدوَّ (بني إسرائيل) بالقسوة والجبن في الوقت ذاته ووصفهم بالحسد والبغي ووصفهم بنكث العهود والغدر وبيّن تطاولهم على رسل الله بل على الله نفسه عزّ وجلّ، ونبّه إلى عدم خضوعهم إلاّ للقوّة كما توقّف عند استباحتهم لأموال وحُرمات مَن عداهم من بني آدم… وكذلك قدّمتهم كتبهم المقدّسة: سيّئة أخلاقهم صلبة رقابهم منعدم حياؤهم حتّى مع أنبيائهم وربّ أنبيائهم، فقد جاء في (سفر التثتية: 32، 33) قول التوراة فيهم: « جيل أعوج ملتو. الربّ تكافئون بهذا يا شعبا غبيّا غير حكيم؟ (…) انظر ماذا تكون آخرتهم؟ إنّهم جيل متقلّب. أولاد لا أمانة فيهم »، « إنّهم أمّة عديمة الرّأي ولا بصيرة فيهم ». وقد قال موسى عليه السلام بعد أن فاض به الكيل من سوء ما صنعوا معه: « لأنّي أنا عارف تمرّدكم ورقابكم الصلبة، هو ذا وأنا معكم اليوم قد صرتم تقاومون الربّ فكم بالحريّ بعد موتي! »… على أنّ التاريخ – كما قال الشيخ – وكتابات المعاصرين عنهم والواقع المعيش لليهود بل وحتّى كتاباتهم عن أنفسهم تظلّ مصادر مهمّة لجمع المعلومة التي بها نعرف هذا العدوّ… والمساحة التي خصّصها الشيخ لهذه المصادر كافية مجزية فجزاه الله كلّ خير. غير أنّ الشيخ يعود فيؤكّد أنّنا لم نحسن التعامل مع عدوّنا كما ينبغي لأنّنا لم نتوصّل إلى معرفة نقاط قوّته كي نتحاشاها أو نقاومها بمثلها أو بأشدّ منها كما أنّنا لم نتعرّف على نقاط ضعفه كي نهاجم وننفذ منها إلى مقاتله!…   هذا.. هو عدوّنا!…                بعد الحديث عن أقوم السبل للتعرّف على عدوّ الأمّة، لا يطيل الشيخ الانتظار لرصد ردود أفعالنا فيبادر، هو، بتقديم هذا العدوّ – مُعَرَّفًا – كما رآه بعين قلبه: فهو كيانٌ وليدُ الصهيونيّةِ البغيضةِ، وهو مصابٌ بآفاتٍ مستديمة أو عاهات أساسيّة ملازمة، بمعرفتها يُعرفُ وبجهلها أو إغفالها لا يُعرف وقد لخّصها الشيخ فيما يلي: 1 – العنصريّة: عنصريّة مقيتة غذّتها ونمّتها تعاليم التلمود الذي يقدّسه اليهود أكثر من تقديسهم للتوراة، فاليهوديّة ديانة شعب والتوراة كتاب شعب، بل الله سبحانه وتعالى ربّ شعب، هذا الشعب هو شعب إسرائيل، شعب الله المختار!… 2 – العنف والعدوانيّة: هذه العدوانيّة التي تتميّز بالقسوة والغلظة والعناد، حتّى سمّتهم التوراة « الشعب الصلب الرّقبة »، وهو ما عبّر عنه القرآن الكريم بقوله: « ثمّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِنْ بَعْدِ ذلكَ فهْيَ كالحِجَارَةِ أو أشدُّ قَسْوَةً… »، وقد جاءت الآية بعد الحديث عن عنادهم الشديد وتردّدهم الملفت لمّا أُمِروا بذبح بقرة، كما هو واضح في الآيات البيّنات (67 – 74) من سورة البقرة… 3 – التوسّعيّة: فبنو إسرائيل ذوو أحلام وأطماع توسّعيّة لامحدودة، فهم لا يشبعون من غصب ولا يسأمون من نهب. فالكيان الصهيوني لا يزال يحلم بإسرائيل الكبرى من الفرات إلى النّيل. بل هناك من يقول: ملكك يا إسرائيل من الفرات إلى النّيل، ومن الأرز إلى النّخيل، إشارة إلى لبنان (أرض الأرز) والمملكة العربيّة السعودية (أرض النّخيل).. غير أنّ لهذه الأحلام ما يبرّرها، فكلّ القوى الكبرى لعلّ من أبرزها بريطانيا وأميركا وما كان يعرف بالاتحاد السوفياتي يساعدون الكيان الصهيوني على تحقيق ما يريد في أرض (قصعة) غيّبت الدنيا أهلها عن الوجود الإيجابي: « … فقال قائل وَمِنْ قلّةٍ نحن يومئذ!؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعنّ الله من صدور عدوّكم المهابة منكم وليقذفنّ الله في قلوبكم الوهن! فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حبُّ الدنيا وكراهيةُ الموتِ »… 4 – اللاّأخلاقيّة: هي من المبادئ المعتمدة من طرف الكيان الصهيوني في تعامله مع الفلسطينيين خصوصا والعرب عموما. فـ »أخلاق » الكيان هي العنف والإرهاب والاستحلال، وتتجلّى في الاغتيالات التي طالت الكثير من فرسان الإسلام كالشيخ أحمد يس والدكتور الرنتيسي وغيرهما من الكوادر السياسية البارزة، أو في محاولات الاغتيال كالتّي كانت مع الأخ المجاهد خالد مشعل إبّان تواجده في عمّان بالأردن… واللاّأخلاقية عند اليهود ليست شيئا عرضا في سلوكهم، بل أصيلة عميقة الجذور، ضاربة في القدم حتّى عند أنبيائهم، فقد جاء في سفر يشوع عن سقوط أريحا على يد بني إسرائيل: « دمّروا المدينة، واقضوا بحدّ السيف على كلّ مَن فيها من رجال ونساء وأطفال وشيوخ… حتّى البقر والغنم والحمير » (وهو ما نراه اليوم شاخصا على شاشات التلفاز كلّ يوم)، وفي صفر صموئيل الثاني: « اغتصب أمنون أخته ثامار – وهما ابنا داود – ثمّ عاشر أبشالوم بن داود محظيات أبيه، وحارب أبشالوم أباه داود طمعا في الملك، وقتل الابن في القتال »، إلى غير ذلك من القاذورات التي تحكيها أسفارهم المقدّسة!… 5 – الشحّ وعبادة المال: فاليهود أصحاب أثرة شديدة وشحّ مطاع، يشقّ عليهم أن ينتفع منهم أحد غير أنفسهم. فإذا صار لهم ملك حرصوا على منع النّاس أدنى النّفع وأحقره، وقد أطلعتنا وسائل الإعلام – خاصّة إبّان الحرب الأخيرة مع حزب الله بلبنان – على الظروف القاسية التي يعيشها إخواننا في أرضهم داخل الخطّ الأخضر، وكيف أنّهم مُنعوا حتّى من الوسائل التي قد توفّر لهم بعض الحماية ضدّ الصواريخ المستقدَمَة!… على أنّ كلّ من عايش اليهود لا يفوته التأكّد من خُلق الشحّ البغيض لديهم واعتمادهم المفرط على المعاملات الربويّة المجحفة وتقديسهم الذهب والفضّة، حتّى أنّهم عبدوا قديما العجل الذهبي!…   أختصر وأختم:                   لعلّي أطيل كثيرا إذا توقّفت عند كلّ عنوان وعند كلّ باب، ما قد يذهب بانتباه القارئ الكريم، وعليه فسوف أقفز إلى الخاتمة دون أن أنسى الإشارة إلى أنّ الشيخ الجليل قد بيّن – فيما يشبه الحوصلة – أنّ الصهيونيّة هي أعلى مراحل (مراتب) الاستعمار: فهي استعمار استيطاني تهجيري إحلالي، وهي استعمار توسّعي، وهي استعمار عنصري، وهي استعمار ظالم بغيّ، وهي استعمار إرهابي قتل المصلّين في مسجد يافا، وصنع مجزرة دير ياسين، وقتل أطفال مدرسة « بحر البقر » في مصر، وقتل المصلّين في مسجد الخليل في ذات فجر من رمضان المبارك، وقتل مَن قتل في النّفق، وقتل مَن قتل في قانا بلبنان، وقتل مَن قتل في حمّام الشط بتونس، وكسّر عظام الأطفال في فلسطين وقتّلهم، ولا تزال يداه النجسة مغموسة في دماء الأبرار حتّى هذه الثواني… كما لفت إلى أنّ الصهيونيّة خطر على العالم كلّه، حذّ ر منه (الخطر) حتّى بعضُ الأمريكان الذين أدركوه ببصيرتهم النّافذة، ومنهم على وجه الخصوص الرّئيس الأسبق بنجامين فرانكلين، مبرزا في الوقت نفسه أنّ الكيان الصهيوني ما كان ليقوم ويستمرّ ويستعصي لولا الدعم الغربي وخاصّة الأمريكي الضخم والمستمرّ مستنكرا تصرّفات العرب المتخلّفة التي تعتبر أنّ أمريكا هي راعيّة السلام في الشرق الأوسط…   الخاتمة: ما كانت فلسطين وطنا بغير شعب حتّى تستقبل شعبا بغير وطن!.. هكذا علّق رافضا الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين رحمه الله تعالى… غير أنّ الواقع يؤكّد وجود هذا الجسم الدّخيل، كما يحدّث عن اندحار الجيوش العربيّة السبعة أمام عصاباته القاسية الجبانة بخيانات الخائنين وتآمر المتآمرين (والهزائم لا تكون عند المسلمين إلاّ نتيجة الخيانة)… لكنّ الأمّة لا تموت، وهي أمّة ولود وقد بدأ نسلها يتوق إلى طينة أجداده القدامى حملة ألويّة النصر هازمي الطواغيت والجبّارين خرّيجي حلقات الذكر في المساجد رافعي شعارات لا إله إلاّ الله والله أكبر مردّدي نشيد خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود. وقد بدأ الجيش يعود فعلا وقد بدأ اليهود يدركون أنّ الحجر والشجر سينضمّان لا محالة إلى عباد الله حسب ما أخبر به الصادق الأمين صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله عنه قال: « لا تقوم الساعة حتى  يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا زفر خلفي فتعال فاقتله، إلاّ الغرقد فإنّه من شجر اليهود »… هذا وإذ أشير إلى أنّ بعض ما في الخاتمة ليس من كلام الشيخ، فإنّي أختم ببعض توصياته الثمينة – بارك الله في عمره وفي علمه – إذ يؤكّد فضيلته على أنّنا نحن المسلمين لسنا هواة حرب ولكنّا نخوض الحرب مستميتين للدّفاع عن أنفسنا وكياننا ومقدّساتنا، والأقصى وفلسطين من أجلّ مقدّساتنا، فنحن دعاة سلام ولكنّنا إذا قاتلنا قاتلنا في سبيل الله، وهذا شأن أهل الإيمان أبدا: « الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت ». كما يؤكّد أنّ مقاومة المحتلّ الغاصب حقّ لا نزاع أو مراء فيه وأنّ السبيل الوحيد للشعب الفلسطيني هو المقاومة خاصّة أمام النتائج والمواقف التي أفرزها اللهث وراء سلام السراب أو سراب السلام… ويشدّد الشيخ على رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني حتّى ليحرّم السفر إلى ما يسمّى بإسرائيل ولو بدعوى الصلاة في المسجد الأقصى، ويختم فضيلته بأهمّ المهمّ فيدعو الجميع إلى العمل على نبذ الخلاف ورصّ الصفوف وتأليف القلوب إذ ما ذهب شيء بريح المسلمين وقوّتهم أكثر من النزاع المفضي حتما إلى الفشل!.                         وقبل المغادرة، أسأل الله أن يكون هذا العمل خالصا لوجه الله تعالى مساعدا على إحياء همّ القضيّة في النّفوس، كما أسأل الله في البدء والختام أن يبارك في شيخنا الجليل وأن ينظر إلى أهلنا في فلسطين بعين الرّحمة ويمدّهم بسند وعون من عنده، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه، وكلّ عام والمسلمون بخير وعلى خير!…   

جيوبوليتيك ارتفاع أسعار النفط
توفيق المديني منذ أن تجاوز سعر برميل النفط سقف المئة دولار في شهر ديسمبر الماضي ،استمر في تحليقه عاليا مسجلا الرقم القياسي تلو الآخر، و بات العالم يعيش على وقع أسعار النفط المتصاعدة ، حتى أنه بات من غيرالمستغرب أن يتجاوز سعر برميل النفط  سقف 200 دولار، و ربما يصل إلى نحو 250 دولار ، كما يتوقع ذلك معظم الخبراء في الغرب. لقد أسهمت القفزات الجنونية لأسعار النفط  في ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية على مستوى عالمي، وأدت أيضاً  إلى ارتفاع أسعار النقل الجوي والبحري والكهرباء والمعادن، وبالطبع أسعار السيارات والتدفئة، لكن إسقاطاتها المدمرة  أصابت  البلدان النامية  في عالم الجنوب، ذات الموارد المالية المحدودة، التي بالكاد تمكنها من تغطية حاجياتها الأساسية من الغذاء. ولا شك أن هذه القفزات الجنونية لأسعار النفط ،  التي تقلق في المقام الأول الدول الصناعية الغربية و الدول المستوردة للنفط ، و البلدان الناشئة التي ينهض اقتصادها بالصناعات الرخيصة ، يعزوها المحللون الغربيون إلى العوامل الجيوبوليتيكية: استمرارالتوترات حول البرنامج النووي الإيراني، و الشكوك القوية بشأن الاستقرار السياسي في العراق في ظل الجدل القائم حول التوقيع على المعاهدة بين الحكومة العراقية و إدارة الرئيس بوش،و الهجمات المتكررة للمتمردين في جنوب نيجيريا المستمرة منذ سنتين و التي تقود إلى  انخفاض استخراج كميات  أكبر من النفط  الخام ، و المصاعب التي تواجه فنزويلا بشأن ضخ المزيد من النفط. و يعزو الخبير الاقتصادي في مجال الطاقة وأستاذ في جامعة أوهايو نورثرن، .. أ .ف . الحاجي في مقاله المعنون : كيف يؤثر الدولار في أسعار النفط؟ و المنشور في صحيفة الخليج الإماراتية بتاريخ 29/6/2008، أحد أسباب ارتفاع أسعار النفط إلى ضعف قيمة الدولار،حين يقول: إذ إن انخفاض الدولار لمدة قصيرة لا يؤثر في العرض والطلب، ولكنه يؤثر في المضاربة والاستثمار في عمليات شراء النفط الآجلة . فمع انخفاض قيمة الدولار ينجذب المستثمرون نحو الاستثمار في السلع الخام  بما فيها النفط . والاستثمار في عمليات الشراء الآجلة يشكل وقاية ضد الدولار المتدهور وفي الوقت نفسه أداة اقتصادية قادرة على تحقيق أرباح ضخمة، وخصوصاً مع تضاؤل القدرة على إنتاج فوائض من النفط، والزيادة على الطلب، وانحدار أسعار الفائدة، وانهيار سوق العقارات، والأزمة المتمكنة من قطاع المصارف . و يعطي هذا التحليل مصداقية أكبر لمنظمة الدول المصدرة للبترول (الأوبك)  عندما تحمل الشركات و المساهمين الأميركيين والمضاربين المسؤولية عن ارتفاع الأسعار .فها هو جورج سوروس، الممول الذي يحتكم على مليارات عديدة من الدولارات، والذي يُعرف بأنه الرجل الذي كاد « يحطم بنك انجلترا »، في أوائل التسعينات،يقول : »إ ن المضاربين الماليين هم المسؤولون بالدرجة الأولى عن رفع أسعار النفط الخام .ويضيف: « المضاربة تؤثر في الأسعار بصورة متزايدة . ان للسعر شكل القطع المكافئ، الذي تمتاز به الفقاعات » . و كانت المملكة العربية السعودية قد بادرت  إلى عقد  مؤتمر جدة للنفط في 22 يونيو الماضي ، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، و بمشاركة نحو 38 دولة ، وعدد من المؤسسات الدولية المختصة بشؤون المال و الطاقة( « أوبك » ووكالة الطاقة الدولية، و متندى الطاقة العالمي) و نحو 30 شركة نفطية عالمية، و ذلك بغية وضع استراتيجية مشتركة لضبط ارتفاع أسعار النفط و ربما لخفضها. و في مؤتمر جدة، تواجهت وجهتي النظر المعروفتين : فهناك وجهة النظرالتقليدية للدول المنتجة للنفط التي تتهم  المضاربات في أسواق المال بالوقوف وراء هذا الارتفاع الجنوني لأسعار النفط،، إضافة إلى امتناع الدول المستهلكة عن تشييد مصاف للتكرير تلبي الحاجيات المتزايدة على المحروقات في بلدانها. و هناك  في الوقت عينه وجهة نظر الدول المستهلكة، التي تلقي باللوم تقليديا على دول منظمة « أوبك » لعدم مبادرتها لزيادة إنتاجها لتأمين امدادات أكثر إلى الأسواق. وقد أطلقت المملكة العربية السعودية مبادرة « الطاقة من أجل الفقراء » و هدفها تمكين الدول النامية من مواجهة تكاليف الطاقةالمتزايدة، و أعلنت عن تخصيص  مبلغ 500 مليون دولار لقروض ميسرة من طريق الصندوق السعودي للتنمية، لتمويل مشاريع تساعد الدول النامية في الحصول على الطاقة، و تمويل المشاريع التنموية التي تحتاحها.و ابدت المملكة العربية السعودية استعدادها لزيادة إنتاجها 200 ألف برميل يوميا بدءاً من شهر يوليو، علما أن إنتاجها اليوم يصل نحو 10 ملايين برميل يوميا، و لايقارب من إنتاجها سوى إنتاج روسيا الذي يوازي 4،5 مليون برميل يوميا . ومهما يكن من أمر هذه العوامل التي أسهمت  في ارتفاع أسعار النفط التي تقض مضاجع الناس في كل أصقاع الأرض،  فإن القضية التي نحن بصدد مناقشتها هي  أن العالم أصبح يعيش الآن على إيقاع الصدمة النفطية الثالثة. ويتساءل الخبراء هل إن الصدمة النفطية التي نعيشها الآن شبيهة  بالصدمتين النفطيتين اللتين عرفهما العالم في سنتي 1973 و 1979؟ في الواقع ليست هناك  أية مقارنة. ففي عقد السبعينيات  كان الأمر يتعلق بصدمة العرض.فارتفاع أسعار النفط  بنحو ثلاثة أضعاف  خلال بضعة أشهر بالطريقة التي شهدها العالم كانت مرتبطة بتداعيات حرب أكتوبر 1973.  . أما الصدمة النفطية الثانية ن فلها علاقة باندلاع الثورة الإسلامية في إيران ، و بداية الحرب العراقية- الإيرانية. الصدمة النفطية الحالية لها علاقة بارتفاع الأسعار بوتائر متسارعة التي يعود سببها الرئيس إلى الزيادة الكبيرة في الطلب.فبعد أن تجمد سعر برميل النفط ما بين 20 إلى 25 دولار طيلة الفترة الممتدة ما بين 1986 و 2003( مع انهيار سعر البرميل إلى مادون 10 دولار في عام 1998)، فإن سعر البرميل بدأ يرتفع تدريجيا. ومنذ سنة 2001 ارتفع سعر البرميل بنحو 400%، إذ وصل سعر البرميل إلى 60 دولار في أواسط سنة 2005 ، وتجاوز 75 دولار في صيف سنة 2006، و وسجل رقما قياسيا بتجاوزه سقف  100دولار مع بداية سنة 2008، ومنذاك الوقت و الرقم القياسي يتلو الآخر في سرعة جهنمية، جعلت بعض الخبراء يتوقعون أن يصل سعر برميل النفط  إلى 200 دولار ما بين ستة اشهر و ثمانية عشرة سهرا.  لقد تطلب الأمر سنوات عديدة حتى تضاعفت أسعار النفط  خمس مرات ، مدفوعة بالطلب القوي من جانب البلدان الناشئة التي تشهد ثورات صناعية متلاحقة ، و لاسيما الصين والهند، إضافة إلى تراجع الإنتاج  في المصادر التقليدية للنفط ،وانخفاض قيمة الدولار، والمضاربات ، و العوامل النفسية. ونبقى في إطارالمقارنة مع بداية السبعينيات ، التي سجلت نهاية التوسع و الازدهار في الرأسمالية الصاعدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، و التي يلقبها الخبراء  بنهاية عهد »الثلاثين سنة المجيدة »في البلدان الصناعية الغربيةالمتسمة بالاختلالات  في الاقتصاد العالمي.فكانت الصدمتان االنفطيتان  1973 و 1979 بمنزلة الزلزال العنيف الذي ضرب البلدان الرأسمالية المتقدمة ، التي بدات منذحينئذ البحث عن الطاقة البديلة عبر تطوير الطاقة النووية.أما اليوم فإن الصدمة النفطية تضرب الاقتصاديات الصاعدة للبلدا ن الناشئة، في الوقت الذي تبدو فيه اقتصاديات البلدان الغربية قوية. ومع ذلك،فإن للصدمة االنفطية  الثالثة إسقاطات مدمرة على  الاقتصاد الأميركي ، الذي أضعفته الأزمة  المالية منذ صيف 2007.ففي الحال الذي سيستقر فيه سعر برميل النفط ما بين 150 دولار و 200 دولار،فإن هذا الوضع سينجم عنه تأثيرات تضخمية كبيرة جدا، ولاسيما أنه سيسهم في بتر القدرة الشرائية للمستهلكين ، و الاستهلاك و النمو، حين نعلم أن الولايات المتحدة الأميركية تستهلك لوحدها ثلث  البنزين المنتج في العالم. و إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد استوعبت طفرة ارتفاع  أسعار النفط 400% منذ نهاية سنة 2001، فإن المستهلكين الأمريكيين الذين أفقرتهم أزمة الرهن العقاري ، لن يصمدوا كثيرا أمام ارتفاع  جديد في أسعار الطاقة.ففي دراسة نشرها بنك ناتيكسيس تشير أن النمو في الولايات المتحدة سيكون بنحو 1،5%  في ظل سعر برميل النفط بحدود 85 دولار، وسيكون النمو صفراً إذا بلغ سعر البرميل 150 دولار، و أن كل زيادة بنحو 10 دولار للبرميل  تترجم بحذف 0،2% من معدل النمو.و تتوقع وزارة الطاقة الأميركية انخفاضا في استهلاك البنزين بنحو 0،3% و هو حدث نادر في أمريكا حين نعلم أن حضارة هذا البلد تقوم على استهلاك « قالون البنزين ». في الشهر الماضي توقعت و كالة الطاقة الدولية في باريس أن يرتفع الطلب العالمي على النفط إلى 116 مليون برميل في اليوم بحلول 2030، علما أنه يبلغ  86 مليون برميل  هذه السنة.وفي الحقيقة فإن بلدان منظمة « أوبك » مصدومة من انخفاض سعر النفط إلى مادون 10 دولار عام 1998، وهذا الوضع لم يشجع  أعضائها للقيام باستثمارات  كبيرة من أجل التنقيب عن النفط.أما الشركات النفطية العالمية التي تحقق أرباحا خيالية ، فإنها منذ سنة 2000 أ صبحت تواجه عوائق أمام عملية التنقيب عن النفط لعل أبرزها  عودة القومية النفطية في كل من روسيا و فنزويلا و إيران. و في ظل الهوة المتناقصة بين العرض و الطلب فإن السلطة انتقلت إلى البلدان المنتجة للنفط.   (المصدر: مجلة المصارف الكويتية  العدد 58 سبتمبر 2008 )

برلوسكوني فتح باب التعويضات لكن الفرنسيين يتهربون من الاعتذار
تونس – رشيد خشانة الأرجح، أن فرنسا ستبقى من آخر الإمبراطوريات الاستعمارية السابقة، التي تُـصر على الامتناع عن الاعتذار للشعوب التي احتلّـتها في القرنين التاسع عشر والعشرين. فلا زال منطِـق المسؤولين الفرنسيين، بل وقطاعات واسعة من النّـخب أيضا، مُمعنا في رفض النّـظر إلى المِـرآة لتعديل الوقفة، أسْـوة بالدول الكثيرة في العالم التي طلبت من شعوب مستعمراتها السابقة الصّـفح عن الجرائم المُرتكبة في حقها. ومنح الاعتذار الرسمي الذي قدّمته إيطاليا إلى ليبيا في الثلاثين من أغسطس الماضي، على لسان رئيس حكومتها سيلفيو برلوسكوني، مُبرّرا للنخب في البلدان المجاورة، التي عانت من ويلات الاحتلال الفرنسي، لكي تُطالب باريس بتقديم اعتذار مماثل. غير أن الحكومات المغاربية لم ترُد الفعل حتى الآن على هذا التطور الهام بين روما ومستعمرتها السابقة، رغم مُـضي أسبوعين على الخطوة الإيطالية التي أردفها برلوسكوني بالتوقيع على اتفاقٍ مع الليبيين يقضي بدفع تعويضات تُـساعد على مدّ طريق سريعة تربِـط شرق ليبيا بغربها، وإن كانت الإعتمادات المخصّـصة لهذا المشروع الضّـخم تافهة، وربما كان طبيعيا أن تتردّد الأصداء الأولى للاتفاق الإيطالي – الليبي بين فجاج الجبال الجزائرية التي كانت مسرحا لمجازِر شنيعة، خصوصا خلال حِـقبة حرب التحرير التي امتدّت من 1954 إلى 1962. وسرعان ما طالبت الأحزاب الجزائرية الرئيسية باريس بالإقتداء بجيرانها الإيطاليين والاعتذار عن 132 عاما من الاستعمار وتقديم تعويضات للجزائر، وكان من ضمنها حزب ‘التجمع الوطني الديمقراطي’، الذي يقوده رئيس الحكومة أحمد أويحيى، إذ قال الناطق الرسمي باسم الحزب ميلود شرفي ‘إن ما فعلته فرنسا في الجزائر، لا يمكن تجاوزه أو نسيانه مهما طال الزمن’. وتكلم سعيد بوحجة، مسؤول الإعلام في حزب ‘جبهة التحرير الوطني’ الذي يقوده رئيس الحكومة السابق عبد العزيز بلخادم، في الاتجاه نفسه، مُعتبرا أن ‘خطوة الاعتذار (الإيطالية) إيجابية وينبغي أن تكون بمثابة ضغط على الدول الأوروبية الأخرى للاعتذار عمّـا ارتكبته جيوشها في الجزائر’، لكن هذه الأصوات اقتصرت على مسؤولي الصفّـين الثاني والثالث في الأحزاب، ولم يُسجل أي موقف علني من المسؤولين الرسميين في المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا، تعليقا على المبادرة الإيطالية. ولعل هذا ما شجّـع الفرنسيين على التلكّـؤ في تقديم الاعتذار، إذ سارع الناطق باسم الخارجية الفرنسية إيريك شوفاليي في محاولة لاحتواء الأصوات المُطالبة بالاعتذار، إلى التقليل من أهمية الخطوة الليبية مُعتبِـرا أنها ‘تتعلق بجانب محدّد من العلاقات الليبية – الإيطالية، ذات الطابع الخصوصي’، وعلى هذا الأساس، تقصت باريس من تركتها الاستعمارية مُستندة إلى ذريعة ‘الخصوصيات’. وهناك موقف فرنسي أكثر اعتدالا عبّـر عنه السفير الفرنسي في تونس سيرج ديغالي، الذي اعتبر في لقاء مع الصحفيين مساء الأربعاء 10 سبتمبر، أن الفرنسيين قاموا بما عليهم (من واجب الاعتذار) في الخطاب ‘التاريخي’ للرئيس الفرنسي جاك شيراك في مدينة سطيف الجزائرية لدى زيارته لها سنة 2002، حيث اعترف بالأخطاء التي ارتُكِـبت أيام الاحتلال. وتتبَـوّأ سطيف مكانة خاصة في سِـجل جرائم الاستعمار، لأن الطائرات والرشاشات الفرنسية حصدت آلاف الأرواح من أبناء المدينة يوم 5 أغسطس 1945، بمجرّد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، لمجرّد أنهم خرجوا في مسيرة سلمية للمطالبة بتنفيذ الوعود التي قطعها الحلفاء (وفرنسا منهم) للشعوب التي عارضت النازية بمنحها تقرير المصير بعد نهاية الحرب. وأبصرت مُـدن ومناطق جزائرية أخرى، قبل سطيف وبعدها، مجازر أقل حجما، لكنها ليست أقل فظاعة. مجازر وغارات وعلى رغم أن التاريخ سجّـل اقتراف جرائم استعمارية في كل من المغرب وتونس، فإن الشخصيات التي طالبت بالاعتذار ما زال صوتها خفيضا في البلدين. ومن أشهر الأعمال الوحشية التي اقترفها المستعمرون في المغرب، قمع المظاهرات الحاشدة التي اندلعت في الدار البيضاء سنة 1952 احتجاجا على اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد، وأسفر القمع عن مقتل ألف مغربي، أما في تونس، فاعتدت عناصر الجيش الفرنسي على أهالي قرية تازركة التونسية في مطلع الخمسينات، حيث بُقرت بطون الحاملات وقُتل أطفال لردع الحركة الوطنية، ونفذ الطيران الحربي الفرنسي غارة على قرية ساقية سيدي يوسف القريبة من الحدود الجزائرية سنة 1958، انتقاما من مؤازرة التونسيين لجيش التحرير الجزائري الذي أقام مركز قيادته العامة في جوار مدينة غار الدماء، لكن قليلا ما طلب المغاربة أو التونسيون اعتذارا من الفرنسيين على تلك الأعمال، لذلك، شكّـل إقدام إيطاليا على طلب الصفح من ليبيا، حافِـزا على ظهور أصوات في وسائل الإعلام المغربية والتونسية حثّـت فرنسا على النسج على منوال جارتها. وفي هذا السياق، قالت صحيفة ‘الشروق’ التونسية، إن المطلوب من باريس هو ‘كلمة اعتذار فقط تفتح صفحة جديدة في سجِـل العلاقات المغاربية الفرنسية، لأن الحديث عن الشراكة ومستقبل العلاقات لا يستقيم من دون طيّ صفحات الماضي القاتمة، والعمل على تنصيعها والنظر بعين الحِـكمة والتبصّـر إلى مصالح البلدان المعنية’. واعتبرت الصحيفة في تعليقها على الاعتذار الإيطالي أن فرنسا ‘ستغنم كثيرا، إن هي نسجت على منوال إيطاليا وتخلّـت عن غرورها الزائد وتجاهلها غير المبرّر لما ارتكبته قواتها من جرائم، خاصة في أرض الجزائر’. الغرور هو إذن السر الذي يكمُـن وراء إصرار فرنسا على رفض الاعتذار، طِـبقا لتحاليل بعض الإعلام المغاربي. ومن الحالات بالغة الدلالة في هذا المجال، استمرار التكتّـم على ملف اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد، على رغم مرور 56 عاما على العملية. وقال نجله السفير نور الدين حشاد، إنه طرق جميع الأبواب في فرنسا لجمع الوثائق المتصلة بالاغتيال، ولم يستجِـب له أحد، ما جعل تحديد المسؤولين عن الجريمة بشكل دقيق، أمرا بالغ الصعوبة. لكن أكاديميين يعتقدون أن فرنسا ليست الوحيدة في هذا الموقف، فإسبانيا أيضا تمتنِـع عن طلب الصفح من المغاربة الذين احتلّـت النصف الشمالي من بلدهم، بالإضافة إلى مناطق أخرى على الساحل الجنوبي، وعن الحقبة الاستعمارية الحديثة عموما المرتبطة باحتلالها للصحراء الغربية، وقبلها سبتة ومليلية، وكذلك عن حملة الطّـرد الواسعة من الأندلس في مطلع القرن السابع عشر. وفي هذا السياق، أفاد الأكاديمي التونسي الدكتور عبد الجليل التميمي أنه طلب من إسبانيا في رسالة وجّـهها إلى الملك خوان كارلوس سنة 1992 في ذكرى مرور 500 عام على سقوط غرناطة، الاعتذار عن طرد أعداد كبيرة من المسلمين واليهود. فوجّـه له موراتينوس (وزير الخارجية الحالي) دعوة للمشاركة في ندوة أقِـيمت في غرناطة عن الموضوع، وكان من بين الحضور الأمين العام للجامعة العربية آنذاك عصمت عبد المجيد والشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش. وأوضح التميمي أن الملك ألقى خطابا في الندوة لم يُجب على جوهر السؤال، بل برّر الامتناع عن الاعتذار بسلطة الدولة وهيبتها، فاضطرّ للكتابة إليه مجدّدا بعد الندوة. وقال التميمي ‘تلقّـيت ردا من موراتينوس، لكنه كان بائسا’، وأفاد سويس أنفو أنه يعتزم كتابة رسالة جديدة إلى أرفع المراجِـع في إسبانيا بمناسبة مرور أربعة قرون على حملة الطرد الجماعية لحثها على الاعتذار. فُـرص مهدورة ومن الواضح أن الحكومات المغاربية تتحاشى إثارة الموضوع، مخافة تعكير مزاج شركائِـها الأوروبيين، على رغم الفرصة الفريدة التي منحتها إياهم خطوة الاعتذار الإيطالية. وعزا السياسي والمحامي المغربي خالد السفياني هذا الإعراض عن استثمار الفرصة، إلى أن ‘الحكومات المغاربية لا تبحث عن الفرص، فحتى ليبيا أعطيت لها الفرصة ولم تسعَ إليها’، مثلما قال، وأضاف معلِّـقا لسويس أنفو على التعاطي الرسمي المغاربي مع المتغيرات، ‘لديهم آلاف الفُـرص، وأفضل مثال هو القضية الفلسطينية. فلو رغبت الأنظمة وسعت لتوحيد الصفوف والعمل المشترك، لاستفادَت من فرصة الوضع الحالي المُتّـسم بتهلهل الإدارة الأمريكية في فترة الارتخاء الراهنة، لكنهم ما زالوا يعبُدون الإدارة الحالية التي لم يعُـد لها أي تأثير، حتى لو فاز الجمهوريون في الانتخابات’. وتابع السفياني ‘هناك ترهّـل في إسرائيل، من علاماته البارزة هبوط شعبية رئيس الحكومة إلى 3%، لكن لا أحد يفكِّـر في الضغط عليه أو إحراجه، بل سيستقبلونه بكل حفاوة. ألم تَـر أن إسرائيل سمحت لسفن النشطاء بالوصول إلى ميناء غزة، بينما تمنعهم مصر من ذلك’؟ لكن بعيدا عن موقف الحكومات، لوحظ أن مؤسسات المجتمع الأهلي كانت تمُـر بما يُشبه الإغفاءة، عندما أقدمت إيطاليا على خطوة الاعتذار، ولم يلتقط الرسالة أحد من النّـخب المغاربية تقريبا. فهل معنى ذلك الصّـمت أنها غير قادرة على التأثير وأن الشعوب مستكينة؟ ردّ السفياني، الذي هو أيضا الأمين العام للمؤتمر القومي العربي، على السؤال بلهجة قاطعة قائلا ‘من الأكيد أن الجماهير قوية… لا أؤمن بأن الشعوب مسكينة لأنها مستضعفة، فهي ككل الشعوب في التاريخ تأمل أن تُحقِّـق التغيير، لكن لابد من أن يكون هناك استعداد للتضحية لدى النُّـخب، ومعظم هذه النخب مُـنهار. ففي بعض الدول العربية نجِـد أن النخب التي كانت تحظى بالشعبية، صارت هي مُرتكزات الأنظمة، بل هي الأنظمة’. واستدرك قائلا ‘هذا لا يعني أن التغيير مستحيل، فهو حتمي، لكنه مؤجّـل، ويخطئ الحاكم الذي يعتقد أنه سيستطيع المُـضي في قمع الشعب ونهب ثرواته. الحاكم العاقل هو الذي يسعى لكسب محبّـة شعبه ويأخذ الحِـماية منه، وليس من الإدارة الأمريكية، وأفضل مثال على ذلك، الشاه السابق الذي فرّ من إيران، فرفضت الولايات المتحدة استقباله أو حتى منحه حق اللجوء السياسي’. (المصدر: موقع سويس انفو (سويسرا) بتاريخ 15 سبتمبر 2008)  


‘كوندي’ في وداع المغرب العربي
جورج الراسي لم يكن ينقص ‘كوندي’ خلال جولتها المغاربية الأخيرة في 8 و9 أيلول الجاري أن تحظى ‘بعريس’، قبل ان تدركها العنوسة النسائية، وقد تجاوزت سنها القانونية بالمعايير الشرقية، والعنوسة السياسية، والادارة الأميركية الحالية تحزم حقائبها استعداداً للرحيل. فالدلال الذي قوبلت به في محطاتها الاربع (ليبيا وتونس والجزائر والمغرب)، وليالي رمضان الملاح التي قضتها مع مضيفيها، تأكل فيها ما لم تعتد على أكله من قبل، ولا تنام خلالها إلا مع إنبلاج الفجر، ربما كانت من المؤشرات لما سيكون عليه مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وأقطار المغرب العربي. المحطة الطرابلسية كانت بدون شك الأكثر أهمية وإثارة حتى قيل إنها كانت الهدف الأساسي من الجولة برمتها، وأن بقية الدول حشرت فيها حشراً لمجرد التمويه. فهي الاولى التي يقوم بها وزير خارجية أميركي الى ليبيا منذ 55 عاماً! زيارة مثقلة بالرموز والاشارات والمؤشرات. العقيد القذافي لم يدخل كوندوليزا رايس الى خيمته الخاصة التي يخصصها للشخصيات الذين تربطه بهم علاقات حميمة، لكنه أدخلها الى جناحه الخاص ليتناول معها الافطار في المطبخ العائلي! ولم يخفِ العقيد أبداً في أسوأ المراحل التي مرت بها العلاقات بين البلدين، اعجابه ‘بكوندي’ التي يطلق عليها اسم الدلع الثاني ‘ليزا’، ويصفها ‘بحبيبتي السمراء الافريقية’، وهو فخور بها لأنها ‘امرأة افريقية وصلت الى منصب محترم’، وهي ‘توجه الأوامر للحكام العرب، وتؤشر باصبعها لوزراء الخارجية العرب فيجيئونها زرافات ووحداناً!’. صحيح ان مجلس الشيوخ الأميركي رفض تعيين سفير أميركي في العاصمة الليبية قبل إغلاق ملف التعويضات بشكل نهائي (2.8 مليارا دولار الى ضحايا طائرة بانام التي سقطت فوق لوكربي الاسكتلندية، وأسفرت عن سقوط 270 قتيلاً في 21 كانون الاول 1988، اضافة الى التعويضات عن ضحايا مقهى ‘لا بيل’ في برلين، وعن سقوط طائرة يو.تي.اي. الفرنسية فوق صحراء تينيري في النيجر في 19 تموز 1989 مما اوقع 170 قتيلاً). لكن الطرفين الليبي والأميركي توصلا الى صيغة لا تخلو من العبقرية لحل هذه المعضلة. فقد طالبت طرابلس بدورها بحق التعويض عن الضحايا الذين وقعوا، والاضرار التي لحقت، نتيجة غارات الطيران الحربي الأميركي على طرابلس وبنغازي في 4 نيسان 1986، أيام حكم رونالد ريغان، اذ قتل نحو اربعين شخصاً بينهم ابنه بالتبني للعقيد القذافي. ففي 14 آب المنصرم وقع دافيد والش مساعد رايس المكلف بشؤون الشرق الاوسط، مع نظيره مسؤول الشؤون الأميركية في أمانة الاتصال الخارجي والتعاون الدولي أحمد الفيتوري في طرابلس، اتفاقاً نهائياً يغلق هذا الملف، مقابل مليار دولار اضافية موزعة على النحو التالي (500 مليون دولار للوكربي، 300 مليون للاَّبِل، و200 مليون لطائرة دي ـ سي 10). وتم اعتماد صندوق تموله الشركات العاملة بين البلدين توضع فيه المبالغ المخصصة للتعويضات الخاصة بكلا الطرفين). ولن يعود مقبولاً من أي شخص من الآن فصاعداً العودة الى تقديم أي شكوى، أو رفع أي دعوى، تتعلق بهذا الموضوع، هذا الاتفاق بالذات هو الذي فتح طريق طرابلس أمام ‘كوندي’. تبقى الأمور الأهم، النفطية والسياسية. فخزينة الدولة الليبية يدخلها نحو سبعين مليار دولار سنوياً، وتضخ حقول النفط مليوناً ونصف مليون برميل يومياً. فهي تشكل سوقاً ضخماً للشركات النفطية الأميركية (مجموعة ‘الواحة’ أساساً التي انسحبت من البلاد عام 1983 بعد قطع العلاقات الديبلوماسية عام 1981). وتملك ليبيا أكبر احتياطي نفطي في افريقيا. ولا ترغب واشنطن في ترك الساحة مفتوحة أمام ايطاليا وفرنسا وأوروبا بوجه عام. وهنالك اليوم آلاف الطلبة الليبيين في الجامعات الأميركية. وتم رفع اسم ليبيا عن لائحة الدول الراعية للارهاب عام 2006. وقدمت طرابلس معلومات قيّمة الى الولايات المتحدة حول شبكات الارهاب في العالم، وساعدت على مراقبة تدفق عناصر تنظيم القاعدة من دول شمال افريقيا الى العراق عبر سوريا. وهي بلد مؤثر في افريقيا من خلال منظومة ‘سين صاد’ على وجه الخصوص، التي تضم في عضويتها 28 دولة تتقاطع مع معظم مشكلات القارة (السودان ـ تشاد ـ وليبيا أخيراً، وليس آخراً، عضو في مجلس الامن الدولي حتى نهاية 2009 برضى الولايات المتحدة. فكيف لا تغادر ‘ليزا’ الجماهيرية وهي محملة بالهدايا: آلة العود، ومجوهرات عدة من بينها خاتم وقلادة تفتح لتكشف عن صورة العقيد، وبالطبع ‘الكتاب الاخضر’ بتوقيع كاتبه. اما المحطة الجزائرية فقد كانت امنية بامتياز. هناك مركز اميركي لمحاربة الارهاب جنوب الصحراء، ويستفيد ضباط جزائريون من دورات تدريبية في الولايات المتحدة، اضافة الى زيارات وفود امنية على اعلى المستويات من الجانبين لتوثيق العلاقات، علاوة على افتتاح مكتب التحقيقات الفدرالي فرعاً له في العاصمة الجزائرية. وعلى الصعيد الاقتصادي بلغت المبادلات التجارية بين البلدين 20 مليار دولار سنوياً، نال منها قطاع النفط نصيب الاسد. وهناك ملف بالغ الحساسية يمكن للجزائر ان تلعب فيه دوراً مهماً هو موضوع الملف النووي الايراني. فقد تبادل الرئيس بوتفليقة والرئيس احمدي نجاد الزيارات خلال الاشهر الماضية، ويذكر الجميع ان الجزائر كانت وسيطاً لاطلاق سراح اسرى السفارة الاميركية بعد قيام الثورة في طهران. لقاء بوتفليقة ـ رايس دام اكثر من ساعة ونصف الساعة وخرقت الوزيرة عاداتها البروتوكولية بتمديد الزيارة ساعات عدة لحضور مأدبة افطار.. بما يكفي للدلالة على حميمية العلاقات. اما مع تونس فليس هناك ما يعكر صفو علاقات ودية وعادية، وليس صحيحاً ان رايس نبست ببنت شفة حول حقوق الانسان او الديموقراطية. فمن المعروف ان القيادة التونسية غير معتادة على تلقي النصائح او حتى الاستماع اليها. المحطة المغربية، حيث لم تلتقِ الملك محمد السادس، توجتها بسحور مع رئيس الوزراء عباس الفاسي، وظهرت نتائجها بعد يومين بتعيين المسؤول الاميركي السابق كريستوفر روس موفداً دولياً جديداً في نزاع الصحراء الغربية، خلفاً للموفد الهولندي فالسوم وهو يتقن العربية، وعمل في السابق سفيراً في الجزائر وسوريا.. مما يعني ان واشنطن امسكت بورقة العلاقات الجزائرية ـ المغربية. (المصدر: صحيفة ‘المستقبل’ (يومية – لبنان) الصادرة يوم 16 سبتمبر 2008)

جون ماكين والشرق الأوسط والولاية الثالثة للمحافظين الجدد

 

عرض منقول عن الجزيرة نت معلومات الكتاب: علاء بيومي، جون ماكين والشرق الأوسط والولاية الثالثة للمحافظين الجدد، مركز الجزيرة للدراسات، أغسطس 2008، الدوحة، قطر نص العرض جون ماكين المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية في العام 2008، نادى بحرب العراق وإعادة بناء الشرق الأوسط وبالتخلي عن عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية القائمة على أساس من اتفاقات أوسلو، قبل الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش الابن، والسبب في ذلك هو التقارب بين ماكين والمحافظين الجدد منذ منتصف التسعينيات وحتى الآن وكان المحافظون الجدد قد ساندوا ماكين عندما كان مرشحا للرئاسة في الانتخابات الجمهورية التمهيدية عام 2000 في مواجهة بوش الذي لم يرض عنه عدد كبير من المحافظين الجدد بسبب خلفيته السياسة المتواضعة وضعف درايته بالسياسة الخارجية وخطابه الذي مال إلى الواقعية والحذر ماكين الثائر على بوش لذا التف المحافظون الجدد حول ماكين وروجوا لحملته وهللوا بانتصاراته الأولية وحزنوا لهزيمته أمام بوش، وطالبوا الأخير بضمه إلى إدارته في منصب مرموق كوزارة الخارجية أو الدفاع، ولكن بوش رفض أن يضم ماكين منافسه اللدود وفضل عزله لذا ثار ماكين على بوش وعلى الجمهوريين وعلى قيادات اليمين المسيحي التي تحالفت مع كارل روف مستشار بوش السياسي ومهندس حملاته الانتخابية ضد ماكين في الانتخابات التمهيدية مستخدمة أرخص الوسائل في تشويه سمعته، حتى أن بعضهم شكك في سجل ماكين خلال حرب فيتنام التي وقع فيها أسيرا لأكثر من خمس سنوات وخلال الفترة بين عامي 2000 و2004 وضع ماكين يده في أيدي كبار الديمقراطيين والليبراليين بمجلس الشيوخ الأميركي مثل إدوارد كيندي وراسل فاينغولد وجون إدواردز وجوزيف ليبرمان (صديقه القديم)، لترويج سياسات داخلية تتعلق بقضايا كالبيئة والرعاية الصحية والتبرعات السياسية مثلت تحديا كبيرا لقيادات الجمهوري بالكونغرس وبالبيت الأبيض، حيث اعتبر بعض الجمهوريين ماكين خائنا بكل المقاييس ولا يستحق أن يكون جمهوريا وهو اعتقاد ما زال قائما في بعض أوساط الجمهوريين، حتى أن بعضهم أعلن أنه يفضل التصويت لمرشح ديمقراطي مثل السيناتور هيلاري كلينتون على التصويت لجون ماكين وقد استمر الخلاف بين ماكين والجمهوريين مشتعلا حتى انتخابات عام 2004 الرئاسية بسبب مواقف ماكين الخارجة عن الإجماع الجمهوري على الساحة الداخلية، رغم التقارب أو ربما التطابق بين مواقف ماكين وبوش على ساحة السياسة الخارجية، حيث سبق ماكين بوش إلى الدعوة لحرب العراق وإعادة بناء الشرق الأوسط والتخلي عن عملية السلام بصورتها القائمة ومع ذلك لم يغفر الجمهوريون لماكين معارضته لهم ولبوش الذي رفعه اليمين المسيحي إلى السماء خاصة بعد هجمات 11سبمتبر/ أيلول 2001، كما أن الإعلام الليبرالي احتفل بماكين كثيرا في تلك السنوات (2000-2004) بسبب معارضته لسياسات بوش الداخلية ونقده أسلوب إدارته لحرب العراق وفي عام 2004 حدث ما لم يكن متوقعا، إذ سعى المرشح الديمقراطي للرئاسة في ذلك الحين جون كيري، إلى إقناع ماكين بالانضمام إلى حملته كنائب للرئيس وحدث ما لم يتوقعه كيري أو يتمناه حيث رفض ماكين العرض وارتمى في أحضان بوش وكارل روف اللذين استغلا مساندته لهما كل استغلال وفتح ماكين صفحة جديدة في علاقته بالجمهوريين انتهت بترشيحهم له في الانتخابات الرئاسية عام 2008 بعدما رفضوه عام 2000 وحاربوه منذ ذلك الحين وحتى العام 2004، ولم يرضوا عنه بشكل كامل حتى الآن إذ ما زالوا يشعرون بأن سجله ليبرالي أكثر من اللازم على ساحة السياسة الداخلية وأنه رجل متمرد ثائر يصعب التنبؤ بسياسته ازدواجية جون ماكين في هذا السياق يؤكد هذا الكتاب أهمية تناول الخلفية الشخصية والسياسية لجون ماكين ومسيرته السياسية بالشرح والتحليل كمدخل لفهم سياساته الخارجية المتوقعة تجاه الشرق الأوسط ويشير مؤلفه إلى أن مواقف ماكين تعتريها ازدواجية واضحة بين مواقفه السياسية الداخلية التي تميل إلى الانفتاح والليبرالية والاستعداد للتعاون مع الأخر ومع الديمقراطيين، وبين مواقفه على الساحة الخارجية والتي تميل إلى اللتشدد والصقورية بشكل يفوق بوش نفسه فماكين سبق بوش في صقوريته ومطالبته بالعديد من السياسات الخارجية المتشددة التي طبقها بوش بعد الهجمات على نيويورك وواشنطن قبل أن يطالب بها بوش نفسه، لذا رأى بعض المراقبين أن بوش فاز على ماكين ليطبق سياسات الأخير ويقول المؤلف إن فهم هذا التناقض يتطلب الوعي بشخصية ماكين ومسيرته السياسية، وهما موضوع الجزء الأول من الكتاب والذي يتناول مسيرة ماكين السياسية منذ عام 1983 وهو العام الذي شهد انضمامه إلى عضوية الكونغرس الأميركي عن ولاية أريزونا كما يتناول التحديات التي واجهها في مسيرته السياسية وعلاقته السلبية مع قيادات الجمهوريين بالكونغرس لأسباب مختلفة أما تفسير هذا التناقض فيكمن في إيمان ماكين بما يسمى سياسات « العظمة الأميركية » التي تؤمن ببناء أميركا عظيمة ليبرالية في الداخل يخشاها أعداؤها في الخارج لذا يرحب ماكين بتبني سياسات داخلية ليبرالية ترحب بالمهاجرين وبحقوق الأقليات وبمصالح الطبقات الفقيرة والمتوسطة إلى حد ما، وتتعالى عن الحروب الثقافية الداخلية الضيقة وعن الصراع التقليدي بين اليسار واليمين الأميركيين في الوقت نفسه يريد ماكين الحفاظ على الأحادية الأميركية والسيادة على العالم، كما يطمح إلى إعادة بناء العالم على شاكلة ترضي أميركا وتضمن إطالة عصر القطبية الأحادية، وذلك من خلال إطلاق مشاريع دولية عملاقة مثل « تحالف الديمقراطيات » الذي يدعو ماكين إلى تشكيله ليضم الدول الديمقراطية ويكون بديلا عن الأمم المتحدة في القضايا الكبرى المستعصية عليها مثل قضية إيران، وكي يوحد جهود الدول الحليفة لأميركا في مواجهة الدول الكبرى المواجهة لها كروسيا والصين والدول التي قد تتحالف معها الشرق الأوسط أما مواقف ماكين تجاه الشرق الأوسط فيتناولها الكتاب بالتفصيل في جزئه الثاني، حيث يؤكد المؤلف في بدايته أن الفصل مخصص للرصد المتمهل لمواقف ماكين منذ عام 1983 وحتى الآن تجاه عدد من أهم قضايا الشرق الأوسط الحالية، دون التسرع في إصدار الأحكام على تلك المواقف أو محاولة وضع تفسيرات شاملة لها فهدف الجزء الثاني هو الرصد والتوثيق والتنقيب في مواقف ماكين وجذورها أما الحكم على تلك المواقف فمتروك إلى الجزء الثالث والأخير الذي يسعى إلى وضع تصور عام عن رؤية ماكين للسياسة الخارجية الأميركية بشكل عام ولدور أميركا في العالم، وعن الدوائر السياسية المحيطة بماكين والمؤثرة على مواقفه تجاه السياسة الخارجية والشرق الأوسط وفيما يتعلق بتشدد ماكين تجاه قضايا الشرق الأوسط فهو يبرز على عدة مستويات، يأتي على رأسها ما يلي أولا: وقوف ماكين موقفا متشددا من العراق مطالبا بتغيير نظام الرئيس العراقي صدام حسين منذ عام 1998 كما برز ماكين كأحد أهم الداعين إلى حرب العراق والمساندين له خارج الإدارة الأميركية بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، واستمر دعمه للحرب بعد الغزو وبعد ارتكاب الإدارة الأميركية العديد من الأخطاء هناك، وهي أخطاء انتقدها ماكين نفسه من باب الحرص على المشروع الأميركي بالعراق ثانيا: موقف ماكين تجاه إسرائيل غاية في التشدد، فهو لا يكاد يمتلك الإرادة أو الرغبة في الدفع بعجلة عملية السلام بالمنطقة، ويفضل -على النقيض- سياسة فصل الفلسطينيين عن الإسرائيليين حتى يغير الفلسطينيون أنفسهم بل إن ماكين طالب بعد أحداث سبتمبر/أيلول بأن تعمل أميركا على تغيير العالم العربي كله كي يقبل بإسرائيل، وذلك حين طالب بالدفع بعجلة سياسة نشر الديمقراطية على أمل تغيير النظم العربية الدكتاتورية وإحلالها بنظم تؤمن بالحداثة والتقدم والديمقراطية والحرية وتساند أميركا وتقبل بإسرائيل وتقبل على الاعتراف بها وتحقيق السلام معها ثالثا: يعد ماكين وفريق المستشارين المحيطين به من أشد الداعين إلى تبني سياسة المواجهة مع إيران وسوريا خارج الإدارة الأميركية، حتى أن البعض يرى أن ماكين امتداد وربما جزء من حملة الإدارة الأميركية ضد إيران رابعا: سياسة نشر الديمقراطية التي تبناها ماكين أخذت منحنى جديدا بعد أحداث سبتمبر/أيلول ارتبط كثيرا بتصور شامل أراد فيه ماكين إعادة بناء الشرق الأوسط على شاكلة ترضي أميركا وإسرائيل، لا انطلاقا من رغبة حقيقية في إعطاء شعوب المنطقة فرصة حقيقية لممارسة الديمقراطية واختيار من يمثلونها والسياسات التي يريدونها خامسا: فيما يتعلق بالموقف من الإسلام والمسلمين فيردد ماكين العلماني مقولات يمينية متشددة ومنغلقة تصور الصراع بين أميركا والجماعات المتشددة التي ترفع شعارات إسلامية كصراع قيمي أيدولوجي طويل المدى يشن فيه الإرهابيون حربا لتدمير الحضارة والقيم الأميركية بسبب كراهيتهم العقائدية لتلك القيم، وبذلك يهمل ماكين –كما ذكرنا– الأبعاد المختلفة للصراع ودور السياسات الأميركية الخاطئة فيه كما يتناول الجزء نفسه تطور مواقف ماكين السياسية تجاه مصر والسعودية وسوريا والتي يخصها ماكين بقدر كبير من الاهتمام في خطابه السياسي الولاية الثالثة للمحافظين الجدد الجزء الثالث والأخير من الكتاب يبدأ بتعريف للمحافظين الجدد وأجيالهم المختلفة وبعض أهم رموزهم ومسيرتهم السياسية والتحديات التي واجهوها بعد تعثر المشروع الأميركي في العراق وتواجدهم في أوساط الجمهوريين خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2008 وبعد ذلك يرصد الكتاب علاقة ماكين بالمحافظين الجدد والتي تعود إلى منتصف التسعينيات، ويوضح أن ماكين ليس واحدا من المحافظين الجدد من حيث النشأة، ولكنه تبنى مواقفهم بوضوح منذ منتصف التسعينيات وقد برز في قيادة التيار الصقوري وسط الحزب الجمهوري الأميركي، لذا ساند المحافظون الجدد ماكين في انتخابات عام 2000 وفضلوه على بوش كما تواجدوا بكثرة في الدوائر المحيطة به وبين بعضهم أهم مستشاريه السياسيين، حيث أكد بعضهم على العلاقة المباشرة التي تربط ماكين ببعض أهم رموز المحافظين الجدد ويضع الكتاب في صفحاته الأخيرة تصورا عاما لرؤية ماكين للسياسة الخارجية الأميركية بصفة عامة، مؤكدا على التشابه الكبير والتداخل بين رؤيته ورؤى المحافظين الجدد ويتنبأ الكتاب بأن فوزه بالانتخابات إعلان لولاية ثالثة للمحافظين الجدد، مع احتمال أن يضطر ماكين للمهادنة في مواقفه السياسية بسبب التحديات التي تواجهها السياسة الأميركية حاليا في الشرق الأوسط، ولكن الكتاب يرى أن مثل هذه المهادنة تكتيكية مؤقتة تزول بزوال أسبابها
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 16 سبتمبر 2008)

 

 

Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة