الأربعاء، 17 سبتمبر 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année,N°3039 du 17.09.2008
 archives : www.tunisnews.net 


أربع جمعيات حقوقية تونيسة :الحرية لسجين الراي طارق السوسي

حــرية و إنـصاف: لا لترحيل السيدة مريم الورغي

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان :بيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

عبدالله الـزواري:السيد على الرواحي يخرج إلى الفسحة

إيلاف:تأجيل محاكمة تونسيين على خلفيّة أحداث سليمان 

لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس :مدير معهد سكرة الثانوي بتونس يمنع إسلام شلادية من الترسيم بسبب حجابها

قدس برس: لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس:اعتبرت اشتراط نزع الحجاب للتسجيل في الدراسة ابتزاز

هند الهاروني من تونس : نداء عاجل(2)

الاتحاد العام التونسي للشغل الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي:بيان حول رهانات المرحلة

زياد الهاني : قطاع الصحافة المكتوبة: الأعراف يقاطعون المفاوضات الاجتماعية

‘اسلام أون لاين’ :نص بيان القرضاوي حول موقفه من الشيعة

مدونة big trap boys!يــا « الـشبـاب ».. جــاك جــواب

هيئة تحرير تونس نيوز: تصحيح واعتذار

زياد الهاني:من 1922 إلى2008 : المعركة من أجل حرية الإعلام في تونس متواصلة

زياد الهاني:المفاوضات الاجتماعية في قطاع الصحافة المكتوبة: طريق مسدود؟

السبيل اولاين:كلمة المواقع التونسية في يوم القدس العالمي السادس على الإنترنت

عبدالحميد العدّاسي:المسلمون والأقصى

محمد عبو :علاقة الزعيم بورقيبة بالقضاء و القضاة

خالد شوكات:بورقيبة والقرآن

كمال بن يونس:الفرق بين المدارس الأجنبية والتونسية؟

عبد اللطيف الفراتي:عندما تصبح الصحة نشاطا سياحيا

عبدالسلام المسدّي:شاعـر ليس كالشعراء

محمد العروسي الهاني : ما جدوى نشر الرسائل المفتوحة إذا لم تجد العناية والاهتمام والمتابعة والدعم  

د. أحمد القديدي:ملف الصحراء المغاربية مع تعيين روس

رشيد خشانة  : الاعتذار عن الظلم الاستعماري.. عُقدة العلاقات المغاربية-الأوروبية (1)


 

 (Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 
 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلو


الحرية لسجين الراي طارق السوسي

تونس في 17سبتمبر 2008  

تم يوم 27 أوت 2008 اعتقال الناشط الحقوقي السجين السياسي السابق و العضو المؤسس للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين السيد طارق السوسي باقتحام منزله حوالي الساعة الثانية بعد الزوال من طرف مجموعة من الأعوان.وهو موقوف بالسجن المدني ببنزرت منذ يوم 27 أوت08 20 حيث يخضع لمعاملة مهينة تستهدف عجزه البدني تعد من باب التنكيل بمعاق حيث أصبح يضطر داخل السجن للزحف أرضا بعد حرمانه من استعمال عكّازيه. وقد تمت احالة المناضل الحقوقي السيد طارق السوسي  بحالة إيقاف على قاضي التحقيق ببنزرت يوم 3 سبتمبر الجاري واتضح أنه فتح تحقيق في شأنه في القضية عدد 24579   بتهمة  « ترويج عن سوء نية لأخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام   »  طبق الفصلين 42 و 49 من مجلة الصحافة على خلفية تدخله في النشرة المغاربية لقناة الجزيرة يوم 26 أوت 2008 حول اختطاف البوليس السياسي لسبعة شبان واعتقالات حصلت خارج نطاق القانون بمدينة بنزرت. وقد صرح لقاضي التحقيق أن الأخبار التي أدلى بها لمحطة الجزيرة كلها صحيحة، ولم يستجب القاضي لحد الآن لطلب إطلاق سراحه بعد استنطاقه ومرافعة محاميه؛ رغم ثبوت صحة الأخبار التي اكد صدقيتها  13 ناشطا حقوقيا من ولاية بنزرت في بيان اصدروه الى الراي العام بتاريخ 30/08/2008 وتعضد الخبر الذي نشره طارق السوسي وورد في بيان الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  بتاريخ 26/08/2008شهادات موثقة من عائلات الضحايا كما أكّد الخبر بيان منظمة حرية وانصاف الصادر يوم 23/08/2008 و بيان فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الصادر في 28/08/208  نعتبر أن السيد طارق السوسي سجين رأي يجب إطلاق سراحه فورا وحفظ التهم الموجه ضده وفتح تحقيق بخصوص المعاملة السيئة التي يتعرض لها وجبر أضراره.  وانه يعاقب من أجل القيام بواجبه كمدافع عن حقوق الإنسان واستخدام حقه في حرية التعبير. وعوض محاسبة مرتكبي الانتهاكات يعاقب من كشفها كما نذكر السلطات التونسية بالتزاماتها الدولية وخاصة الفصول 6 و9 من إعلان الأمم المتحدة الخاص بالمدافعين عن حقوق الإنسان الذي يضمن « حق النشر والاتصال وتبادل المعلومات والأفكار والمعارف حول كل ما يتعلق بحقوق الإنسان والحريات الأساسية.. نعتبر ان السيد طارق السوسي يظطهد  من أجل التشهير بممارسات تمت خارج نطاق القانون وتكررت بشكل لافت وغير مقبول في السنوات الأخيرة ولم تنقطع الجمعيات والمنظمات الحقوقية التونسية والدولية  عن  التنديد بها، ونطالب بوضع حد لها وتتبع المسؤولين عنها ومعاقبتهم  نطالب بالوقف الفوري لكل اشكال  الامتهان والاذلال والاعتداءات والمحاصرة للمقرات والتدمير للمراسلات والمواقع والعناوين الالكترونية  وافتعال المحاكمات  وتلفيق التهم الكيدية  التي تعرض   ويتعرض لها النشطاء  الحقوقيون والمناظلون السياسيون فى تونس                                           الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان منظمة حرية وانصاف المجلس الوطني للحريات

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني : liberte.equite@gmail.com تونس في 17 رمضان  1429 الموافق ل 17/09/2008

 لا لترحيل السيدة مريم الورغي

السيدة مريم الورغي ابنة السجين السياسي السابق السيد محمد المنصف الورغي مقيمة بالسويد و متزوجة من تونسي و هي حامل في شهرها الثامن كانت تقدمت للسطات السويدية بطلب في اللجوء السياسي في شهر سبتمبر 2005 نتيجة ما كانت تعانيه و تتعرض له من الضغوط و المضايقات الشديدة في تونس خصوصا إبان سجن والدها طيلة التسعينات و بعد خروجه من السجن إذ أصبحت العائلة بكاملها محل تتبع و مضايقة ، فقد كانت السيدة مريم الورغي هدفا للتتبعات و المضايقات بسبب ارتدائها للحجاب بلغت حد إخراجها من قاعات الامتحان ما بين سنة 2003 و 2005.  و بعد حوالي الثلاث سنوات من تقديم طلب اللجوء السياسي والمعاناة و الانتظار تخللها رفض فاستئناف فرفض فاستئناف قررت المحكمة العليا بالسويد القضاء بمغادرة السيدة مريم محمد المنصف(الورغي) السويد في أجل أقصاه 23 09 2008 و أن عليها التوجه إلى السفارة التونسية بالعاصمة ستوكهولم للحصول على جواز سفر تونسي أو أي وثيقة تكفل لها السفر إلى تونس. و تخشى السيدة مريم الورغي في حال تسليمها إلى تونس أن تتعرض للمحاكمة و السجن و المضايقة و الهرسلة لعائلتها و هي تطلب من المنظمات و الجمعيات الحقوقية التدخل لفائدتها من أجل منحها اللجوء السياسي بالسويد. و حرية و إنصاف: 1)    تؤكد أن ترحيل السيدة مريم الورغي و إرجاعها إلى تونس فيه خطر عليها ، إذ أن السلطات التونسية ستقوم بملاحقتها و التضييق على عائلتها مثلما هو الحال بالنسبة لآلاف قدماء المساجين السياسيين الذين حرموا من ممارسة حياتهم الطبيعية كباقي المواطنين. 2)    تطالب السلطات السويدية بوقف إجراءات الترحيل الصادرة ضد السيدة مريم الورغي لأنها تعرضها للخطر في حال تسليمها للسلطات التونسية كما تطالبها بمنحها اللجوء السياسي.  
عن المكتب التنفيذي للمنظمة           الرئيس    الأستاذ محمد النوري


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني : liberte.equite@gmail.com تونس في  17 رمضان 1429 الموافق ل 17/09/2008

أخبار الحريات في تونس

1)    أحكام بالسجن بين شهرين و ثمانية أشهر في قضية من قضايا الحوض المنجمي أصدرت الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بقفصة في ساعة متأخرة من يوم الثلاثاء 16/09/2008 حكمها في قضية بعض الشباب المحالين على أنظارها من أجل ما يعرف بأحداث الحوض المنجمي و ذلك بالسجن مدة ثلاثة أشهر بالنسبة لأربعة موقوفين و بشهرين بالنسبة للثلاثة عشر الآخرين و بثمانية أشهر بالنسبة للذين اعتبرتهم المحكمة في حالة فرار. 2)    مضايقات أمنية للناشط الحقوقي عبد الكريم الهاروني فوجئت عائلة الكاتب العام لمنظمة حرية و إنصاف السيد عبد الكريم الهاروني بأعوان أمن مرتدين للزي المدني يطرقون باب منزلها لغرض الاستفسار عن مكان وجوده و قد رابطت سيارة تابعة للبوليس السياسي أمام منزل العائلة طيلة الفترة الصباحية من هذا اليوم الأربعاء 17/09/2008. 3)    منع والدة سجين الرأي الشاب زياد الفقراوي من الزيارة: منعت إدارة سجن المرناقية والدة سجين الرأي الشاب زياد الفقراوي من زيارة ابنها للمرة الثانية على التوالي في شهر رمضان المعظم ، و قد حضرت والدته بمقر المنظمة في حالة نفسية و جسدية متدهورة و هي تحمل بيدها القفة التي تحتوي على ما أعدته لابنها من لذيذ الطعام حتى يفطر كما يفطر باقي المسلمين إلا أن الإدارة منعتها من الزيارة بتعلة وجود ابنها الشاب في السجن المضيق بسبب رفضه الإقامة ، و قد عبرت والدته عن أسفها لتخلي المنظمات و الجمعيات الحقوقية في الداخل و الخارج عن قضية ابنها رغم اقتناع الكل ببراءته. 4)    وحيد ابراهم يتعرض للمضايقات داخل السجن يتعرض سجين الرأي الشاب وحيد ابراهم أحد شباب الحزب الديمقراطي التقدمي و المعتقل تحت طائلة قانون 10/12/2003 غير الدستوري إلى مضايقات عديدة و هرسلة مستمرة بسجن المرناقية حيث تتفنن إدارة السجن المذكور في التنكيل به من خلال نقله من غرفة إلى غرفة و منعه من التواصل مع بقية المساجين في أي غرفة حل بها. 5)    منع سيارة الناشط الحقوقي زهير مخلوف من اجتياز الفحص الفني و الاعتداء عليه لفظيا و تهديده عبر الهاتف: منع مدير مركز الفحص الفني بنابل قيام أعوان مركزه بفحص سيارة السيد زهير مخلوف معللا هذا المنع بضرورة حضور صاحب السيارة بإقليم الأمن بنابل ، و في منتصف الليل اتصل مجهول بالسيد زهير مخلوف في مناسبتين عن طريق الهاتف و أمطره بوابل من السب و الشتم و الكلام البذيء و هدده مجددا و بشدة بأن يستعد للموت. 6)    مداهمة منزل ناشط حقوقي: داهم أعوان البوليس السياسي يوم الثلاثاء 16/09/2008 على الساعة الحادية عشر صباحا منزل الشاب وسام التستوري كما داهموا أيضا منزل شقيقه السيد رضوان التستوري دون الاستظهار بإذن من وكالة الجمهورية ، و قد صادروا الحاسوب الشخصي للشاب وسام و هاتفه الجوال قبل أن يقتادوه إلى جهة مجهولة. و قد علمت حرية و إنصاف أنه ربما يكون لهذا الاعتقال صلة باعتقال ثلاثة شبان آخرين اتهموا بنسخ أقراص ليزرية تحتوي على تسجيلات لأحداث الحوض المنجمي. عن المكتب التنفيذي للمنظمة           الرئيس   الأستاذ محمد النوري

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان القيروان 16 سبتمبر 2008 بيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــان
أصدرت محكمة الاستئناف بقفصة أمس ، الاثنين 15 سبتمبر 2008 حكمها على السيدة زكية الضيفاوي، أستاذة،  بأربعة أشهر و 15 يوما سجنا،  وعلى السادة فوزي للماس،تقني ،ومعمر عمايدي ، معلم تطبيق ، وعبد السلام الدوادي، أستاذ ،بثلاثة أشهر سجنا، وعلى السادة عبد العزيز أحمدي،أستاذ ،كمال بن عثمان ، أستاذ ،ونزار شبيل ،عامل، بثلاثة أشهر سجنا مع تأجيل التنفيذ في بقية المدة السجنية. وقد مثلت السيدة الضيفاوي ومن معها  بحالة إيقاف منذ  القي عليهم القبض اثر المظاهرة السلمية التي انتظمت بمدينة الرديف يوم 27 جويلية 2008 من اجل إطلاق سراح موقوفي الحركة الاحتجاجية بالحوض ألمنجمي ، وتولى الدفاع عنهم خلال المحاكمة عدد كبير من المحامين أثاروا خلال مرافعاتهم الاخلالات العديدة التي صاحبت مراحل البحث ومنها ما أشار له المتهمون من تعذيب جسدي ومعنوي و من تحرش جنسي من قبل مسؤول امني بجهة قفصة وذ لك بغية انتزاع اعترافات منهم. فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان : ·يعبر عن مساندته للسيدة زكية الضيفاوي وكل المتهمين. ·يطالب بإطلاق سراحهم وحفظ كل القضايا في شأنهم. ·يدعو لفتح تحقيق جدي في ما أشاروا إليه من اتهامات خطيرة تخص التعذيب الجسدي والمعنوي والتحرش الجنسي ومتابعة كل من تثبت إدانته في ذلك . كما ندعو كل هيئات المجتمع المدني لمزيد تفعيل تضامنهم من اجل إطلاق سراح السيدة الضيفاوي وكل الموقوفين.     عن هيئة فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان                  مسعود الرمضاني


بسم الله الرحمان الرحيم السيد على الرواحي يخرج إلى الفسحة

  أطلقت « مصلحة أمن الدولة » سراح السيد على الرواحي  السجين السياسي ا السابق الذي قضى أسبوعا كاملا لديهم.. و كان هذا مساء اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2008.. و السيد على الرواحي كان يقيم مع عائلته في فرنسا (ليون) غير أنه بحكم شغله وقع إيقافه بالهند الذي بادر بتسليمه إلى البلاد التونسية التي غادرها مع عائلته منذ بداية الستينات من القرن الماضي و كان وقتها يافعا لم يبلغ الحلم بعد.. و لم تشهد البلاد التونسية أي نشاط للسيد الرواحي.. و مع ذلك وقعت محاكمته و قضى قرابة تسع سنوات في السجون التونسية لاقى فيها من أشكال الاضطهاد و التنكيل الكثير خصوصا و أنه كان محروما من الزيارة طيلة المدة التي قضاها في غياهب السجون… السيد على الرواحي أطلق سراحه مساء هذا اليوم غير أنهم لم يطلقوا سراح بقية أمتعته (على قلتها)..إذ أنهم رأوا الاحتفاظ بهاتفه الجوال.. هل من سر في ذلك؟؟؟ و نحن في انتظار تفصيلات أخرى عن هذا الإيقاف…   جرجيس في: 17 سبتمبر 2008       عبدالله الـزواري

 

تأجيل محاكمة تونسيين على خلفيّة أحداث سليمان

 

إسماعيل دبارة من تونس: قرّرت  الدائرة الجنائية 27  بمحكمة الاستئناف بتونس العاصمة برئاسة القاضي المنوبي بن حميدان تأجيل النظر القضية عدد 11895 إلى  يوم 19 أيلول الجاري استجابة لطلب هيئة الدفاع. ويحال في القضية كل من: سيف الدين الزغدودي و النوري السويح ورشدي السلطاني وعلي الخليفي، بتهم « الانضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و توفير مواد و معدات و تجهيزات مماثلة لفائدة تنظيم إرهابي » بالإضافة إلى « محاولة ارتكاب أعمال تخريبية داخل تراب الجمهورية « . وكان الحكم الابتدائي قضى بسجن هؤلاء الشباب مدة تتراوح  بين عام و أربعة أعوام. وفي القضية عدد 11938 المعروضة أمام الدائرة الجنائية 11 بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي فاروق الغربي مثل كلّ من صابر عمري و محمد بن محمد و سامي شعبان و حسام ريحان و قيس الخياري وهشام البليدي ومصطفى الميهوب بتهم تتعلق بـ » الانضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية  و إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي واستعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي واستعمال اسم و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي وإعداد محل لاجتماع أعضاءه « .و قد قررت  المحكمة تأجيل النظر في القضية إلى غاية  يوم 07 تشرين الأول المقبل استجابة لطلب هيئة الدفاع . وأشار بيان صادر عن الجمعية الدولية لساندة المساجين السياسيين (مقرّها تونس العاصمة ) إن الشباب المتّهم في القضايا المذكورة  » متهمون بتكوين خلية بجهة بنزرت لها علاقة بمجموعة سليمان و ذلك قصد ارتكاب أعمال تخريبية داخل تراب الجمهورية « .و كان الحكم الابتدائي قضى بسجن المتهمين في القضيّة عدد 11938مدة تتراوح  بين عامين و خمسة أعوام. ومعلوم أن ضاحية تونس الجنوبية شهدت في الأيام الفاصلة بين سنتي 2006 و 2007 اشتباكات دامية بين عناصر الأمن ومجموعة إرهابية فيما بات يعرف بـ »أحداث سليمان » التي خلّفت قتيلين من سلك الأمن و 23 قتيلا في صفوف المسلّحين. وتلت تلك الهجمات موجة من الاعتقالات و المحاكمات بموجب قانون 10 ديسمبر 2003 المثير للجدل في تونس و المتعلّق بمساندة المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب و غسيل الأموال، وحكم على جميع المتهمين في قضية سليمان و من ذلك حكم باعدام الشاب صابر الراقوبي 22 سنة إلا أن الحكم لم ينفّذ إلى اليوم. و تقدّر جهات حقوقية مستقلّة عدد الموقوفين في تونس بموجب هذا القانون و عقب أحداث سليمان أواخر العام 2006 بأكثر من ألف معتقل، في حين تتكتّم الجهات الرسمية عن الأعداد الحقيقة للمعتقلين بموجب قانون 10 ديسمبر.   (المصدر: موقع إيلاف ( بريطانيا ) بتاريخ 17 سبتمبر  2008)


بسم الله الرحمان الرحيم لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تونس في17.09.2008

مدير معهد سكرة الثانوي بتونس يمنع إسلام شلادية من الترسيم بسبب حجابها

أقدم مدير معهد سكرة الثانوي بتونس العاصمة يوم الثلاثاء 16/09/2008 ، على منع التلميذة اسلام شلادية سنة أولي ثانوي من الترسيم ، ولدى تدخل والدها السيد حمادي بن مختار شلادية لدي المدير المذكور ، قابله الأخير بغلظة وأمعن في تجاهله والاستهزاء به ، وهو ما أثر بشكل عميق علي نفسية الفتاة التى حظرت الموقف وهي الآن تعيش صدمة نفسية جراء المعاملة الدونية التى لقيها والدها أمام أنظارها , و لم يكتفي مدير المعهد الثانوي بسكرة بذلك ، بل قام بإستدعاء عناصر مركز (مخفر) شرطة منطقة سكرة لممارسة مزيد من الضغوط على الولي . ولكن السيد حمادي بن مختار شلادية أصر علي حق ابنته في الترسيم مستشهدا بمختلف التشريعات كما أكد لهم ان لباس ابنته ليس طائفيا كما يدعون ، وبحلول المساء قبلوا على مضض ترسيم الفتاة إسلام شلادية دون ان تنزع حجابها ، غير أن رئس مركز شرطة سكرة قام بحجز بطاقة التعريف الوطنية (الهوية) ، كما كالوا له التهم والشتائم ، وقالوا له : أنت من جماعة بن لادن !!! وأنت إرهابي !!! ووو … !؟ ولجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تعبرعن سخطها العارم لما تمارسه الإدارات التعليمية التونسية من إبتزاز مشين بحق الفتيات المحجبات ، وتدعو وزارة التربية والتعليم التونسية إلى تنقية أجواء الدراسة ، والسهر على السير العادي لإجراءات الترسيم الدراسي في مختلف المستويات التعليمية وكذلك التسجيل في المبيتات الجامعية ، وإحترام وعي التلاميذ والطلبة ، وهو ما يحتاجه قطاع التعليم في البلاد , وتطالب الدولة التونسية وقف حملة إستهداف المحجبات وتحملها كل الآثار المترتبة على سياساتها التى تكرس يوما بعد يوم مظاهر التمييز والقهر والإستقواء على المرأة التونسية المحجبة بسلطة الدولة الغاشمة . تعبر اللجنة عن كامل مساندتها للسيد حمادي بن مختار شلادية ولي التلميذة اسلام شلادية ولكريمته ، وتؤكد له أن موقفه لا تشوبه شائبة ، وأن من منع إبنته من الترسيم بسبب حجابها لا يملك إلا حجة القوة التى يلوح بها لهضم حق إبنته الدستوري في الترسيم . تؤكد اللجنة أن الظلم هو خراب للعمران البشري ، وتدعو أصحاب القرار في تونس إلى النظر بحكمة إلى نتائج سياسة البطش التى تعتمدها ضد المرأة التونسية المحجبة ، والتخلى عنها لصالح سياسات رشيدة لا تستعدى المحجبات الاتي أصبحن خارج التحجيم . تطالب المنظمات والهيئات والشخصيات الحقوقية والسياسية المحلية والإقليمية والدولية إلى مراجعة الحكومة التونسية في سياستها التى تستهدف المحجبات ، كما تدعو علماء الأمة ودعاتها إلى الوقوف إلى جانب المرأة التونسية المحجبة ، وننبههم إلى أنه من يتخلى عن دوره اليوم أمام هذه المحنة الحالكة التى يتجرعنها المحجبات التونسيات فقد قامت عليه الحجة فليبحث كيف يدفعها .  
 عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس البريد : protecthijeb@yahoo.fr


 

اعتبرت اشتراط نزع الحجاب للتسجيل في الدراسة ابتزاز لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس: مدير معهد ثانوي يمنع تلميذة من الترسيم بسبب حجابها

  تونس ـ خدمة قدس برس   انتقدت لجنة الدفاع عن المحجبات في تونس إقدام مدير معهد ثانوي على رفض تسجيل تلميذة بسبب ارتدائها للحجاب، واعتبرت ذلك أمرا مخالفا لحق الفتاة الدستوري في الترسيم من أجل مواصلة تعليمها. وكشف بيان للجنة الدفاع عن المحجبات في تونس أرسلت نسخة منه لـ « قدس برس » اليوم الأربعاء (17/9) النقاب عن أن مدير معهد سكرة الثانوي بتونس العاصمة أقدم أمس الثلاثاء (16/9) على منع التلميذة إسلام شلادية سنة أولى ثانوي من الترسيم، لكن تدخل والدها حمادي بن مختار شلادية وإصراره على حق في الترسيم قد أفضى في النهاية إلى قبول التلميذة إسلام من دون أن تنزع حجابها. وأعربت اللجنة في بيانها عن سخطها العارم لما تمارسه الإدارات التعليمية التونسية وصفته بأنه « ابتزاز مشين بحق الفتيات المحجبات »، ودعا البيان وزارة التربية والتعليم التونسية إلى تنقية أجواء الدراسة، والسهر على السير العادي لإجراءات الترسيم الدراسي في مختلف المستويات التعليمية وكذلك التسجيل في المبيتات الجامعية، واحترام وعي التلاميذ والطلبة، وهو ما يحتاجه قطاع التعليم في البلاد، وطالبت الحكومة بوقف حملة استهداف المحجبات وحملتها مسؤولية كل الآثار المترتبة على سياساتها التى تكرس يوما بعد يوم مظاهر التمييز والقهر والإستقواء على المرأة التونسية المحجبة بسلطة الدولة الغاشمة، على حد تعبير البيان. وتأتي حادثة منع التلميذة إسلام شلادية من التسجيل بسبب حجابها في إطار حملة واسعة تطلقها مؤسسات التعليم في كل عام لمنع الفتيات المحجبات من متابعة دراستهن إذا أصررن على ارتداء الحجاب. كما تأتي هذه الحملة بعد معلومات تحدثت عن أن الحكومة التونسية بدأت تغض الطرف عن مرتديات الحجاب الذي بات محل إقبال آلاف الفتيات في الشارع التونسي، وبشكل لافت للانتباه في السنوات الأخيرة، أرجعها البعض إلى كثرة توافد السياح العرب على تونس من جهة، وإلى الاكتساح الواسع للقنوات الفضائية الإسلامية التي تحتل المراتب الأولى في نسبة المشاهدة لدى المواطن التونسي. يذكر أن الحكومة التونسية لازالت تمنع ارتداء الحجاب وفق المنشور 108 الذي أصدرته عام 1981 على هامش محاكمات كانت تقيمها يومها ضد عدد من قيادات حركة « الاتجاه الإسلامي » النهضة حاليا، وتصفه بأنه « زي طائفي ».  
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 17 سبتمبر 2008)  

 
بسم اللّه الرّحمان الرّحيم نداء عاجل هند الهاروني من تونس  

تونس في الإربعاء 17 سبتمبر 2008-17 رمضان 1429 اقتربت السّاعة الرّابعة مساء و أعوان الأمن بالزّيّ المدني لا يزالوا متواجدين  أمام منزلنا ….  


الاتحاد العام التونسي للشغل الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي  تونس في 15 سبتمبر 2008

بيان حول رهانات المرحلة

    شكّلت معركة القانون التوجيهي للتعليم العالي متبوعا بأمره التطبيقي والمطالب المادية الخصوصية لمدرّسي القطاع أهمّ ركيزتين للحركة المطلبية لنقابتنا طوال السنة الجامعية المنقضية. وواصل الجامعيون خلالها تحرّكاتهم الاحتجاجية ضدّ تعنّت سلطة الإشراف في الاستجابة للمطالب وضدّ طريقتها في إدارة التفاوض، فكان إضراب يومي 19 و20 نوفمبر 2007 المحطّة النضالية الأبرز أردفتها تحرّكات أخرى جهوية ومحلّية إلى جانب الحملات الإعلامية والأيام الدراسية والشكوى لدى منظمة العمل الدولية… وقد قادت كلّ تلك الأنشطة والتّحرّكات الطرف الوزاري إلى مراجعة موقفه مراجعة معتبرة وإن كانت نسبية بخصوص المطالب  المادية وبخصوص علاقته بنقابتنا. 1-المطالب المادية الخصوصية : بخصوص هذه المطالب، نجحت الجامعة العامّة في حمل سلطة الإشراف على تغيير مواقفها منها بصفة جدية وذلك من الإنكار إلى الإنصات ثمّ الإقرار. كما نجحت في أن تجعل قيادة الإتحاد تتبنى هذه المطالب وتضعها في مقدمة المطالب الخصوصية لهذه الجولة من المفاوضات الجماعية ثمّ تمكنت خلال هذه الصائفة من إقناع الطرف الحكومي بوجاهة هذه المطالب وبضرورة إدراجها ضمن المطالب الخصوصية التي تهم أساسا أربع قطاعات والتي سيقع التفاوض في شأنها خلال هذه الجولة التفاوضية التي تشارك الجامعة العامّة في مختلف مراحلها (اللجنة الفنية ثمّ اللجنة العليا) وذلك رغم رفض سلطة الإشراف إمضاء محضر إتفاق معنا بحجة وجود أزمة تمثيل نقابي. وما يهمّنا أكثر من الإقرار المبدئي بحقّنا في الزيادة الخصوصية، هو مقدارها الذي يجب أن يكون معتبرا ومجزيا للمجهود الإضافي الذي يُطلب من الجامعي في أداء مهامه. وتحقيق ذلك لا يتوقف على التفاوض بكفاءة وإقتدار فحسب، بل يتطلب إلتفاف الجامعين بمختلف مشاربهم حول هياكلهم النقابية في النضال الميداني متى لزم الأمر. 2-البرنامج الدراسي : كما تميّزت السنة المنقضية بمواصلة البرنامج الدّراسي للجامعة العامة وذلك في إطار العمل التقييمي لمسيرة ومردود الجامعة التونسية عبر الخمسين سنة التي مرّت على نشأتها. تمّ ذلك انطلاقا من الندوة التي نُظّمت حول الحريات الأكاديمية وأسفرت عن توصية إنشاء مرصد لتلك الحريات نعمل على تجسيمه والإعلان عن بدء نشاطه بمناسبة إحياء 5 أكتوبر اليوم العالمي للمربي. وسيتواصل البرنامج الدّراسي بمناسبة خمسينية الجامعة التونسية بأشكال متعددة خلال هذه السنة، إلى جانب العمل الدراسي الذي علينا القيام به استعدادا ومواكبة لصدور القوانين الأساسية الخاصة بمختلف أسلاك التعليم العالي. كما نزمع الشروع في تقييم أوّلي ومرحلي لمنظومة « أمد » التي تدخل خلال هذه السنة في نهاية تطبيق مرحلتها الأولى بالنسبة لعدد من المؤسسات الجامعية. 3-المستجدات : كما شهدت نهاية السنة الجامعية المنقضية وفترة العطلة الصيفية مستجدّات عديدة علينا أن نقف عند أهمّها واستخلاص المواقف المستوجبة بخصوصها: ·ففي موضوع الشكوى التي تقدّمنا بها إلى منظمة العمل الدولية لحلّ مسألة تمثيلية نقابتنا للقطاع والحقّ النقابي والحقّ في التفاوض صدر تقرير أوّلي في جوان 2008 عن لجنة الحرية النقابية بالمنظّمة الدولية تطالب فيه الحكومة التونسية بالتفاوض مع الجامعة العامة وبإبرام اتفاق بين الطرفين حول جملة المطالب العالقة وبإدراج المطالب المادية الخصوصية في المفاوضات الجماعية الجارية. كما طالبت اللجنة الحكومة بمدّها ببعض التوضيحات حول بعض المسائل الغامضة وغير الموثقة والحجج الواردة في ردّها على شكوى الجامعة العامّة، وطالبتها بالعمل على غلق الملف القضائي في أسرع وقت وإنهاء كلّ أشكال الميز والعقاب الانتقائي ضدّ الجامعيين بسبب انتمائهم الفكري ونشاطهم النقابي. ·على صعيد آخر عملت وزارة الإشراف على استصدار الأمر التطبيقي المتعلّق بتنظيم الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والبحث (أمر عدد 2716 لسنة 2008 مؤرخ في 1 أوت 2008) وذلك بدون استكمال مراحل التفاوض المتّفق عليها بشأنه مع الجامعة العامة، فجاء دون طموحات الجامعيين ولم يستجب لرؤية ومقترحات النقابة إلاّ في جزء يسير منه. كما استصدرت الوزارة أوامر تتعلق بالتعليم العالي الخاص وبإحداث الوكالة الوطنية للنهوض بالبحث والتجديد وبالإنتحال العلمي (Plagiat) وبشروط الترشح للجان الإنتداب. هذا إلى جانب ما صدر عن الوزارة من نصوص تخصّ الساعات الإضافية وتعميم الترفيع في ساعات العمل للملحقين وإجراءات إسناد صفة أستاذ متميز… وكانت الجامعة العامة قد أجرت إتصالات مع سلطة الإشراف في هذه المواضيع وأصدرت بيانات ومواقف في شأنها في الإبّان. ·من ناحية أخرى استغلّت وزارة الإشراف فترة العطلة الصيفية لإحالة عدد من الزملاء النقابيين على مجالس التأديب على أساس تُهَمٍ كيدية ومضخمة وتدخّلت الجامعة العامة إلى جانب المكتب التنفيذي قصد إيقاف الإجراء ومازالت تتابع هذا الملف. ·كما واصلت الوزارة تطبيق توجّهها الإنتقائي في التمديد في سنّ التقاعد للجامعيين على أسس غير علمية وغير موضوعية، وهو موضوع بصدد المتابعة بالتنسيق مع المكتب التنفيذي للإتحاد. لئن تمكّنت الجامعة العامة من تحقيق عدد من المكاسب النوعية خلال السنة المنقضية والسنة التي سبقتها فذلك بفضل الدرجة المتقدّمة من النضج والنضالية التي أعرب عنها الجامعيون والفعل التراكمي لتحرّكاتهم المشروعة والمدروسة. وإعتقادنا أننا قادرون خلال المرحلة القادمة وهذه السنة الجامعية بالذّات على تحقيق المزيد من المكاسب كمّا ونوعا إن نحن واصلنا على نفس النهج الصحيح الذي التزمنا به إلى حدّ الآن : ثبات على المبدإ، مطالب مستحقّة، يقظة متواصلة وأشكال نضالية متنوّعة ومتناسبة وذلك من أجل : – زيادات مجزية في الأجر – قوانين أساسية تضمن ظروفا ملائمة للتدريس والتأطير والبحث. – علاقة أرقى مع سلطة الإشراف أساسها الإعتراف الصريح بالحقّ النقابي.    الكاتب العام سامي العوادي

قطاع الصحافة المكتوبة: الأعراف يقاطعون المفاوضات الاجتماعية

 

زياد الهاني
قاطع مفاوضو جمعية مديري الصحف اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2008 الجلسة العشرين من المفاوضات الإجتماعية في قطاع الصحافة المكتوبة. ووجد الوفد العمالي بقيادة الزميل نبيل جمور وحده إلى جانب ممثلي وزارة الشؤون الإجتماعية على طاولة المفاوضات.. ويعكس هذا التصرف الطبيعة التسلطية لتعاطي أصحاب « رخص » المؤسسات الإعلامية مع مستخدمي القطاع من صحفيين وإداريين وتقنيين وعملة. وما كان يدور خلف الجدران السميكة للصحف والمجلات، أصبح يمارس بشكل سافر، مستفز ومتحدي.. وكان ممثلا الأعراف وهما السيد عمر الطويل (دار الأنوار) والسيدة سميرة الماجري (كاهية مدير الشؤون الإدارية بدار لابريس)، قد تقدما لممثلي العمال خلال الجولة التفاوضية السابقة بعرض ضعيف اعتبراه نهائيا وغير قابل للنقاش.. وهددا بمقاطعة المفاوضات في صورة رفضه.. وقد اتفق الطرفان خلال الجولات التفاوضية السابقة على زيادة قيمتها 19د تتوزع كالتالي  
4 دينارات في منحة التكلفة الخاصة 5 دينارات في منحة الحضور 10 دينارات في منحة النقل  
و يتمسك فيه الطرف النقابي بزيادة دون احتساب المنح، تتوزع كالتالي :  
40 د لأعوان التنفيذ 50 د لأعوان التسيير 60 د للإطارات لكن ممثّلي أصحاب العمل يصرّون على أن لا تتجاوز الزيادة في الأجور : 17 د لأعوان التنفيذ 20 د لأعوان التسيير 30 د للإطارات مع إضافة المنح المشار إليها سابقا. وبذلك يكون الفارق بين مقترحات الطرفين كالتالي :  
23 د لأعوان التنفيذ 30 د لأعوان التسيير 30 د للإطارات كما يرفض ممثّلو أصحاب العمل بشكل قاطع مناقشة الزيادة في منحة الصحافة و منحة الموازنة، ويرفضون أخذ التضخم المصرح به رسميّــا من قبل الحكومة بعين الإعتبار، داعين ممثلي العمال لحل مشكلة التضخم مباشرة مع الحكومة.. ورغم تمسك ممثلي العمال بالتفاوض للتوصل إلى حلول تحفظ حقوق العمال وكذلك مصالح الأعراف، إلاّ أن ممثلي الأعراف طرحوا عرضهم الذي اعتبروه غير قابل للتفاوض وطالبوا الطرف المقابل بالرضوخ لعرضهم أو اعتبار المفاوضات منتهية.. مصادر نقابية أكدت أن مسؤولي تفقدية الشغل رفضوا سلوك وفد الأعراف واعتبروا غيابهم تقصيرا غير مقبول. كما تعهدوا بتحرير محضر تقصير ورفعه للّــجنة العليا للمفاوضات إذا لم يحضر الأعراف جلسة التفاوض الخميس (غدا)؟ وطبيعي أن يظهر الأعراف كل هذه الغطرسة وهم الذين تعوّدوا التصرف دون حسيب ولا رقيب. فكل المطالبات السابقة بتطبيق الفصول 406 و407 و408 من مجلة الشغل ذهبت أدراج الرياح.. ولم نر تفقدية الشغل ترسل يوما أعوانها لرصد المخالفات وانتهاك القانون داخل المؤسسات الإعلامية، وتسليط الغرامات القانونية المستوجبة على المخالفين. بل على العكس من ذلك نرى كيف يُـغدق مال الإشهار الوفير عليهم. وإذا ما استقر رأي الأعراف على المقاطعة، فمن واجبنا كعاملين في القطاع إظهار التفافنا الكامل حول وفدنا المفاوض ودعمنا له. ونلاحظ هنا أننا متمسكون بحقوقنا ولا نستجدي أحدا.. وهذه مناسبة لدعوة مفاوضينا لتقديم كشف للجهات الحكومية بالتجاوزات الحاصلة في المؤسسات الإعلامية، وفتح ملفات الفساد داخل هده المؤسسات، والمطالبة بتطبيق الفصل 35 و تسليط العقوبات المنصوص عليها في الفصلين 234 و235 من مجلة الشغل على المخالفين؟؟ إذا كان التسلط والغطرسة سلاحهم، فليكن القانون سلاحنا

 

نص بيان القرضاوي حول موقفه من الشيعة

إسلام عبد العزيز في ما يلي نص بيان العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حول موقفه من الشيعة والذي يتضمن ردا على انتقادات وجهتها له وكالة أنباء ‘مهر’ الإيرانية شبه الرسمية، وتعليقات للشيخين فضل الله والتسخيري.
بسم الله الرحمن الرحيم بيان للناس حول موقفي من الشيعة وما قالته وكالة أنباء مهر الإيرانية والرد على الشيخين فضل الله والتسخير بقلم – يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
شنَّت وكالة أنباء (مهر) الإيرانية شبه الرسمية في 13 من رمضان 1429هـ الموافق 13 سبتمبر 2008م، هجوما عنيفا على شخصي، تجاوزت فيه كلَّ حدٍّ، وأسفَّت إسفافا بالغا لا يليق بها، بسبب ما نشرته صحيفة (المصري اليوم) من حوار معي تطرَّق إلى الشيعة ومذهبهم، قلتُ فيه: أنا لا أكفرهم، كما فعل بعض الغلاة، وأرى أنهم مسلمون، ولكنهم مبتدعون. كما حذَّرت من أمرين خطيرين يقع فيهما كثير من الشيعة، أولهما: سبُّ الصحابة، والآخر: غزو المجتمع السني بنشر المذهب الشيعي فيه. ولا سيما أن لديهم ثروة ضخمة يرصدون منها الملايين بل البلايين، وكوادر مدرَّبة على نشر المذهب، وليس لدى السنة أيَّ حصانة ثقافية ضدَّ هذا الغزو. فنحن علماء السنة لم نسلِّحهم بأيِّ ثقافة واقية، لأننا نهرب عادة من الكلام في هذه القضايا، مع وعينا بها، خوفا من إثارة الفتنة، وسعيا إلى وحدة الأمة. هذا الكلام أثار الوكالة، فجنَّ جنونها، وخرجت عن رشدها، وطفقت تقذفني بحجارتها عن يمين وشمال. وقد علَّق على موقفي العلامة آية الله محمد حسين فضل الله، فقال كلاما غريبا دهشتُ له، واستغربتُ أن يصدر من مثله. كما علَّق آية الله محمد علي تسخيري، نائبي في رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وقال كلاما أعجب من كلام فضل الله. موقفي من الشيعة ومذهبهم: وأودُّ هنا قبل أن أردَّ على ما قاله هؤلاء جميعا، أن أبيِّن موقفي من قضية الشيعة الإمامية ومذهبهم ومواقفهم، متحرِّيا الحق، ومبتغيا وجه الله، مؤمنا بأن الله أخذ الميثاق على العلماء ليبيِّنن للناس الحقَّ ولا يكتمونه. وقد بينته من قبل في كتابي (مبادئ في الحوار والتقريب بين المذاهب والفرق الإسلامية)، وأصله بحث قدمته لمؤتمر التقريب الذي عُقد في (مملكة البحرين). وما أقوله اليوم تأكيد له. أولا: أنا أؤمن أولا بوحدة الأمة الإسلامية بكلِّ فِرَقها وطوائفها ومذاهبها، فهي تؤمن بكتاب واحد، وبرسول واحد، وتتَّجه إلى قِبلة واحدة. وما بين فِرَقها من خلاف لا يُخرِج فرقة منها عن كونها جزءا من الأمة، والحديث الذي يُعتمد عليه في تقسيم الفرق يجعل الجميع من الأمة، ‘ستفترق أمتي …’. إلا مَن انشقَّ من هذه الفرق عن الإسلام تماما، وبصورة قطعية. ثانيا: هناك فرقة واحدة من الفرق الثلاث والسبعين التي جاء بها الحديث هي وحدها (الناجية)، وكلُّ الفرق هالكة أو ضالة، وكلُّ فرقة تعتقد في نفسها أنها هي الناجية، والباقي على ضلال. ونحن أهل السنة نوقن بأننا وحدنا الفرقة الناجية، وكلُّ الفرق الأخرى وقعت في البدع والضلالات، وعلى هذا الأساس قلتُ عن الشيعة: إنهم مبتدعون لا كفار، وهذا مُجمَع عليه بين أهل السنة، ولو لم أقل هذا لكنتُ متناقضا، لأن الحقَّ لا يتعدَّد، والحمد لله، فحوالي تسعة أعشار الأمة الإسلامية من أهل السنة، ومن حقهم أن يقولوا عنا ما يعتقدون فينا. ثالثا: إن موقفي هذا هو موقف كلِّ عالم سنيٍّ معتدل بالنسبة إلى الشيعة الإمامية الاثنا عشرية، أما غير المعتدلين فهم يصرِّحون بتكفيرهم؛ لموقفهم من القرآن، ومن السنة، ومن الصحابة، ومن تقديس الأئمة، والقول بعصمتهم، وأنهم يعلمون من الغيب ما لا يعلمه الأنبياء. وقد رددت على الذين كفروهم، في كتابي (مبادئ في الحوار والتقريب). ولكني أخالفهم في أصل مذهبهم وأرى أنه غير صحيح، وهو: أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى لعلي بالخلافة من بعده، وأن الصحابة كتموا هذا، وخانوا رسولهم، وجحدوا عليا حقَّه، وأنهم تآمروا جميعا على ذلك. والعجب أن عليًّا لم يعلن ذلك على الملأ ويقاتل عن حقِّه. بل بايع أبا بكر وعمر وعثمان، وكان لهم معينا ومشيرا. فكيف لم يواجههم بالحقيقة؟ وكيف لم يجاهر بحقه؟ وكيف تنازل ابنه الحسن عن خلافته المنصوص عليها لمعاوية؟ وكيف يمدحه النبي صلى الله عليه وسلم بفعله ذلك، وأن الله أصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين؟ وللشيعة بدع عملية مثل: تجديد مأساة الحسين كل عام بلطم الوجوه، وضرب الصدور إلى حدِّ سفك الدم، وقد مضى على المصيبة أكثر من ثلاثة عشر قرنا؟ ولماذا لم يعمل ذلك في قتل والده، وهو أفضل منه؟ ومن ذلك الشركيات عند المزارات والمقابر التي دُفن فيها آل البيت، والاستعانة بهم ودعاؤهم من دون الله. وهو ما قد يوجد لدى بعض أهل السنة، ولكن علماءهم ينكرون عليهم ويشددون النكير. من أجل ذلك نصفهم بالابتداع، ولا نحكم عليهم بالكفر البواح، أو الكفر الأكبر، المُخرِج من الملَّة. وأنا من الذين يقاومون موجة التكفير من قديم، وقد نشرتُ رسالتي (ظاهرة الغلو في التكفير)، مشدِّدا النكير على هذا الغلو، ونؤكِّد أن كلَّ مَن نطق بالشهادتين والتزم بمقتضاهما: دخل في الإسلام بيقين، ولا يخرج منه إلا بيقين. أي بما يقطع بأنه كفر لا شك فيه. رابعا: أن الاختلاف في فروع الدين، ومسائل العمل، وأحكام العبادات والمعاملات، لا حرج فيه، وأصول الدين هنا تسع الجميع، وما بيننا وبين الشيعة من الخلاف هنا ليس أكبر مما بين المذاهب السنية بعضها وبعض. ولهذا نقلوا عن شيخنا الشيخ شلتوت شيخ الأزهر رحمه الله: أنه أفتى بجواز التعبُّد بالمذهب الجعفري؛ لأن التعبُّد يتعلَّق بالفروع والأحكام العملية، وما يخالفوننا فيه في الصلاة والصيام وغيرهما يمكن تحمُّله والتسامح فيه. خامسا: أن ما قلتُه لصحيفة (المصري اليوم) هو ما قلتُه بكلِّ صراحة وأكَّدتُه بكلِّ قوَّة، في كلِّ مؤتمرات التقريب التي حضرتُها: في الرباط، وفي البحرين، وفي دمشق، وفي الدوحة، وسمعه مني علماء الشيعة، وعلقوا عليه، وصارحتُ به آيات الله حينما زرتُ إيران منذ نحو عشر سنوات: أن هناك خطوطا حمراء يجب أن ترعى ولا تتجاوز، منها: سب الصحابة، ومنها: نشر المذهب في البلاد السنية الخالصة. وقد وافقني علماء الشيعة جميعا على ذلك. سادسا: إنني رغم تحفُّظي على موقف الشيعة من اختراق المجتمعات السنية، وقفتُ مع إيران بقوَّة في حقِّها في امتلاك الطاقة النووية السلمية، وأنكرتُ بشدَّة التهديدات الأمريكية لها، وقلتُ: إننا سنقف ضد أمريكا إذا اعتدت على إيران، وإن إيران جزء من دار الإسلام، لا يجوز التفريط فيها، وشريعتنا توجب علينا أن ندافع عنها إذا دخلها أو هدَّدها أجنبي. وقد نوَّهَتْ بموقفي كلُّ أجهزة الإعلام الإيرانية، واتصل بي عدد من المسؤولين شاكرين ومقدِّرين. وأنا لم أقف هذا الموقف مجاملة، ولكني قلتُ ما يجب أن يقوله المسلم في نصرة أخيه المسلم. الرد على وكالة أنباء (مهر) الإيرانية: 1. زعمت وكالة الأنباء: أني أردِّد ما يقوله حاخامات اليهود، وأني أتحدَّث نيابة عنهم، وقالت: إن كلامي يصبُّ في مصلحة الصهاينة والحاخامات! وجهلت الوكالة التائهة ما أعلنه اليهود أنفسهم أن أخطر الناس عليهم في قضية فلسطين هم علماء الدين، وأن أخطر علماء الدين هو القرضاوي! وطالما حرَّضوا عليَّ، وعلى اغتيالي، وما زال اللوبي الصهيوني في كلِّ مكان يقف ضدِّي، ويؤلِّب علي الحكومات المختلفة، لتمنعني من دخول أرضها، فلا غرو أن مُنعت من أمريكا وبريطانيا وعدد من البلاد الأوربية؛ لأني عدو إسرائيل، ومفتي العمليات الاستشهادية. إنني أحارب اليهود والصهاينة منذ الخامسة عشر من عمري، أي من حوالي سبعين سنة، قبل أن يُولد هؤلاء الذين يهاجمونني. ولقد انتسبت منذ شبابي المبكِّر إلى جماعة يعتبرها الصهاينة العدو الأول لهم، هي جماعة الإخوان المسلمين التي قدَّمت الشهداء، ولا زالت من أجل فلسطين. أما الماسونية فكتاباتي ضدَّها في غاية الوضوح، ولا سيما فتواي عن (الماسونية) في كتابي (فتاوى معاصرة). 2. وزعمت الوكالة: أن المذهب الشيعي يلقى تجاوبا لدى الشباب العربي الذي بهره انتصار حزب الله على اليهود في لبنان، وكذلك الشعوب المسلمة الواقعة تحت الظلم والاضطهاد، واعتبرت الوكالة ذلك معجزة من معجزات آل البيت؛ لأن الشعوب وجدت ضالَّتها في هذا المذهب حيث قدَّم الشيعة نموذجا رائعا للحكم الإسلامي، لم يكن متوافرا بعد حكم النبي صلى الله عليه وسلم، وحكم الإمام علي رضي الله عنه. وهذا الكلام مردود عليه، فالفرد الإيراني كغيره في بلادنا الإسلامية، لم يطعم من جوع، ولم يأمن من خوف. ولا سيما أهل السنة الذين لا يزالوان يعانون التضييق عليهم. وكلام الوكالة فيه طعن في عهد أبي بكر وعمر، وقد قدَّما نموذجا رائعا للحكم العادل والشورى، بخلاف حكم علي الذي شُغل بالحروب الداخلية، ولم يتمكَّن من تحقيق منهجه في العدالة والتنمية، كما كان يحب. 3. المهم أن الوكالة اعترفت بتنامي المد الشيعي الذي اعتبرته (معجزة) لآل البيت! وهو ردٌّ على الشيخ فضل الله والتسخيري وغيرهما الذين ينكرون ذلك. 4. زعمت الوكالة أني لم أتحدَّث عن بطولات أبناء الشيعة في جنوب لبنان (2006م). وهو زعم كاذب أو جاهل، فقد ناصرت حزب الله، ودافعت عنه، ورددت على فتوى العالم السعودي الكبير الشيخ بن جبرين، في حلقة كاملة من حلقات برنامجي (الشريعة والحياة) في قناة الجزيرة، وقد نُقلت الحلقة من القاهرة حيث كنتُ في الإجازة. 5. تحدَّثت الوكالة بشماتة عن هزائم العرب، ولا سيما هزيمة 1967م، وعن حكام العرب، وجنرالات العرب، وكأني مسؤول عنهم! وقد قاومتُ استبداد الحكام وطغيانهم، ودخلتُ من أجل ذلك السجون والمعتقلات، وحوكمتُ أمام المحاكم العسكرية، وحُرمتُ من الوظائف الحكومية، وأنا أول دفعتي. ونسيت الوكالة أن مصر دخلت أربع حروب من أجل فلسطين، وأنها في إحداها قد حقَّقت نصرا معروفا على دولة الصهاينة، برغم ما كان يسندها من المدد الأمريكي. وذلك في حرب العاشر من رمضان سنة 1393هـ (6 أكتوبر 1973م)، وكذلك بطولات الإخوة في فلسطين في حماس والجهاد وكتائب الأقصى وغيرهم. 6. أسوأ ما انحدرت إليه الوكالة: زعمها أني أتحدَّث بلغة تتَّسم بالنفاق والدجل، وهو إسفاف يليق بمَن صدر عنه، وقد قال شاعرنا العربي: وحسبكمو هذا التفاوت بينناوكل إناء بالذي فيه ينضح! والذين عرفوني بالمعاشرة أو بقراءة تاريخي، عرفوني منذ مقتبل شبابي شاهرا سيف الحقِّ في وجه كلِّ باطل، وأني لم أنافق ملكا ولا رئيسا ولا أميرا، وأني أقول الحقَّ ولا أخاف في الله لومة لائم. ولو كنتُ أبيع في سوق النفاق، لنافقتُ إيران التي تقدر أن تُعطي الملايين، والتي تشتري ولاء الكثيرين بمالها، ولكني لا أُشترى بكنوز الأرض، فقد اشتراني الله سبحانه وبعتُ له. وقد اقترحوا علي منذ سنوات أن يعطوني جائزة لبعض علماء السنة، فاعتذرت إليهم. وقالت الوكالة الكاذبة المزيِّفة: كان الأحرى بالشيخ القرضاوي أن يتحدَّث عن خطر المدِّ الصهيوني، الذي أوشك أن يقترب من بيت القرضاوي نفسه، حيث إن أبناءه الذين يقطنون في أحياء لندن، انصهروا تماما بالثقافة الأنجلوسكسونية، وابتعدوا عن الثقافة الإسلامية! ولا أدري كيف يجترئ هؤلاء الناس على الكذب الصُراح، فليس أحد من أولادي يسكن في لندن، بل يعملون بالتدريس في جامعة قطر، أو في سفارة قطر بالقاهرة، ومن بناتي ثلاث حصلن على الدكتوراه من إنجلترا، وكلهن في قطر منذ سنين. وهن متمسكات بثقافتهن الإسلامية، وهُويَّتهن الإسلامية، إلا إذا كانت الوكالة تعتبر تخصُّصاتهن العلمية خروجا عن الدين، وعن الثقافة الإسلامية. أما خطر المد الصهيوني فلستُ في حاجه إلى أن أتعلَّمه من السيد حسن زاده – خبير الشؤون الدولية بالوكالة – فمنذ الخامسة عشرة من عمري، وأنا أقاوم هذا الخطر بشعري ونثري، وخطبي وكتبي، ولي كتابان في ذلك هما: (درس النكبة الثانية)، و(القدس قضية كل مسلم). غير فتاوى ومحاضرات وخطب شتَّى. ولو فتح الراديو يوم الجمعة في الأيام التي أخطب فيها، واستمع إلى فضائية قطر، لعرف حقيقة موقفي من المدِّ الصهيوني. فلستُ ممن يزايد عليه في هذا المجال. موقف الشيخ فضل الله: 1. عقَّب آية الله الشيخ محمد حسين فضل الله على حديثي في صحيفة (المصري اليوم) تعقيبا استغربتُ أن يصدر من مثله، وأنا اعتبره من العلماء المعتدلين في الشيعة، وليس بيني وبينه إلا المودة، فقد كان أول ما قاله: إنني لم أسمع عن الشيخ القرضاوي أيَّ موقف ضدَّ التبشير (المسيحي) الذي يراد منه إخراج المسلمين عن دينهم … وهذا عجيب حقًّا، فموقفي ضد (التنصير) الذي يسمُّونه التبشير واضح للخاص والعام، في كتبي وخطبي ومحاضراتي ومواقفي، وقد طفتُ كثيرا من البلاد الإسلامية بعد مؤتمر كلورادو 1978م، الذي اجتمع لتنصير العالم الإسلامي، ورصد لذلك ألف مليون دولار، وانتهيتُ إلى السعي لإنشاء الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت. الذي كان الهدف الأول منها: المقاومة العملية للموجة التنصيرية المسعورة الطامعة في تنصير الأمة الإسلامية. وكلُّ الناس يعرفون أني واقف بالمرصاد لكلِّ مَن يتطاول على مقدسات الإسلام: الرسول والقرآن والسنة الشريفة. وقد كان موقفي في أزمة الرسوم المسيئة معروفا على مستوى العالم، وموقفي في الردِّ على البابا، بأكثر من وجه، ومنه كتابي (البابا والإسلام). 2. ويقول الشيخ فضل الله أيضا: لم نسمع من القرضاوي أيَّ حديث عن اختراق العلمانيين أو الملحدين للواقع الإسلامي. وأنا أقول: يا عجبا! لقد وقفتُ للعلمانيين والملحدين في كتبي ومحاضراتي وخطبي وهي منشورة ومشهورة، مثل:  الإسلام والعلمانية وجها لوجه.  التطرف العلماني في مواجهة الإسلام.  بيِّنات الحل الإسلامي وشبهات العلمانيين والمتغربين.  الدين والسياسة.  من فقه الدولة في الإسلام. وغيرها من الكتب التي شرَّقت وغرَّبت، وتُرجمت إلى عدد من اللغات. وقد شاركتُ في مناظرات مع العلمانيين، أظهر الله فيها حجَّة الإسلاميين، وتهافت خصومهم. وظهرت في أشرطة سمعها الكثيرون في أنحاء العالم. 3. أنكر الشيخ فضل الله اعتباري الشيعة (مبتدعة). ونسي الشيخ أني قلت هذا في مواجهة مَن يقول: إنهم كفَّار. ونحن أهل السنة نقول عن سائر الفرق الإسلامية: إنهم مبتدعون، ولكن بدعة غير مكفِّرة. وهذا مقتضى أن الفرقة الناجية فرقة واحدة، وسائر الفرق وقعت في البدع والضلالات بنِسَب متفاوتة. والشيعة عندهم بدع نظرية وبدع عملية. من البدع النظرية: القول بالوصية لعلي، وعصمة الأئمة والمبالغة في تعظيمهم، وإضفاء القداسة عليهم، وأن السنة عندهم ليست سنة محمد، بل سنَّته وسنة المعصومين من بعده. ومن البدع العملية: تجديد مأساة الحسين كلَّ عام، وما يحدث عند مزارات آل البيت من شركيات، وزيادة الشهادة الثالثة في الأذان وغيرها. وما ذكره عن تحريف الشيعة للقرآن، فأنا ممَّن يؤمنون بأن الأكثرية الساحقة من الشيعة لا يعرفون قرآنا غير قرآننا، وأن هذا المصحف الذي يطبع في إيران هو نفسه الذي يطبع في المدينة، وفي القاهرة، وأنه هو الذي يفسِّره علماؤهم، ويحتجُّ به فقهاؤهم، ويستدلُّ به متكلموهم، ويحفظه صبيانهم. وهذا ما ذكرتُه في أكثر من كتاب من كتبي. كل ما قلتُه: إن بعضا من الشيعة ترى أن هذا القرآن ناقص، وأن المهدي حين يخرج سيأتي بالقرآن الكامل، وأن هناك مَن ألَّف كتابا في ذلك مثل كتاب (فصل الخطاب) وأن أكثرية الشيعة تنكر ذلك، ولكنها لا تكفره كما نفعل نحن أهل السنة، وهذا هو الفرق بيننا وبينهم. 4. سأل الشيخ فضل الله في حواره: ما رأيي فيما يصدره بعض السنة الآن من كتب تكفِّر الشيعة، وتعتبرهم مشركين ومرتدين؟ وأنا أجيبه: إني أرفض ذلك، ولا أرضى أن أكفِّر أحدا من أهل القبلة إلا بأمر قطعي يخرجه من دائرة الإسلام. أما كلُّ ما يحتمل التأويل، فالأصل إبقاء المسلم على إسلامه، وإحسان الظنِّ به، وتفسير أيِّ شك لصالحه. 5. أنكر الشيخ ما ذكرتُه من الغزو الشيعي للمجتمعات السنية، وذكر أنه أرسل إليَّ مع بعض الأصدقاء أن أعطيه إحصائية عما يحدث في البلاد التي تتعرَّض للاختراق الشيعي كمصر والجزائر وسورية، وغير ذلك. وأنا أقول: إن أحدا لم يبلغني بذلك. على أن هذا الطلب ليس جديًّا، فهذه الأمور تتمُّ في الخفاء، ولا يُعلن عنها، ولاسيما في المجتمعات السنية الخالصة، مثل مصر والسودان وتونس والجزائر وغيرها. وما الضرورة إلى هذه الإحصائيات، وأمامنا م نالشواهد ما يكفي؟! وأعتقد أنه قد كفاني الرد على الشيخ ما أعلنته وكالة أنباء (مهر) الإيرانية من انتشار المذهب الشيعي في البلاد العربية والإسلامية، واعتبارها ذلك من معجزات آل البيت. مع الشيخ تسخيري: أما صديقنا الشيخ تسخيري، فقد كان تعليقه أعجب! وهو يعرفني جيدا، منذ نحو ربع قرن أو يزيد. وقد اخترتُه نائبا لي في الاتحاد العالمي، ونلتقي باستمرار في مجلس الأمناء، والمكتب التنفيذي، غير اللقاءات في المؤتمرات والمجمع الفقهي. 1. فقد اعتبر الشيخ تصريحاتي مثيرة للفتنة، وأنها ناجمة عن ضغوط الجماعات التكفيرية والمتطرِّفة التي تقدِّم معلومات مفتراه، فأقع تحت تأثيرها! ونسي الشيخ تسخيري: أني لم أكن في يوم ما مثيرا للفتنة، بل داعيا للوحدة والألفة، كما أني وقفتُ ضد هذه الجماعات المتطرفة، وحذَّرت من خطرها، وألَّفتُ الكتب، وألقيتُ الخطب والمحاضرات، وكتبتُ المقالات في الدعوة إلى الوسطية والاعتدال. بل أصبحت بين الدعاة والمفكرين والفقهاء رمزا للوسطية. وكتبي في ترشيد الصحوة الإسلامية معروفة ومنشورة ومترجمة إلى اللغات الإسلامية والعالمية. 2. ويقول التسخيري: إن القرضاوي يشبِّه التبليغ الشيعي بالتبشير، في حين أن الكلمة تستخدم فقط في التبليغ المسيحي. وأقول: إنني استخدمت نفس التعبير الذي استخدمه الإمام محمد مهدي شمس الدين رحمه الله، وقد كنتُ استخدم عبارة (نشر المذهب). أما التبشير المسيحي فأنا أسمِّيه باسمه الحقيقي، وهو التنصير. على أنه لا مشاحَّة في الاصطلاح. وكأن الشيخ يؤيِّد التبليغ الشيعي في البلاد السنية، ولكن لا يسمِّيه تبشيرا. وأنا أرفضه بأيِّ اسم كان؛ لأن العبرة بالمسميات والمضامين، لا بالأسماء والعناوين. 3. وأكد تسخيري أن القرضاوي من خلال هذه الممارسات لا يعمل من أجل انسجام الأمة الإسلامية ومصالحها، وأن هذا يتنافى مع أهداف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي بذل فيه جهودا واسعة لتأسيسه، للقضاء على التعصُّب والتفرقة، والقيام بالدعوة إلى الاعتدال، حسبما جاء في الميثاق الإسلامي للاتحاد. والشيخ التسخيري لا يغيب عنه: أني عشتُ حياتي كلَّها أدعو إلى توحيد الأمة الإسلامية، فإن لم يمكن توحيدها فعلى الأقل تأكيد التضامن فيما بينها، وأني أيَّدت دعوة التقريب، وشهدت مؤتمراتها، وقدَّمت إليها بحوثا مهمَّة. ولكن هذا لا يعني أن أرى الخطر أمام عيني وأغضُّ الطرف عنه، مجاملة لهذا وإرضاء لذلك، فوالله ما أبيع ديني بملك المشرق والمغرب. وأنا في كلِّ المؤتمرات التقريبية التي شاركتُ فيها حذَّرت بقوة ووضوح من محاولة تصدير المذهب في البلاد الخالصة للمذهب الآخر. ويذكر التسخيري أني عندما زرتُ إيران، قلتُ لهم : ماذا ستكسبون من محاولة نشر المذهب في البلاد السنية؟ مائة أو مائتين، أو ألفا أو ألفين، أو أكثر أو أقل. لكنكم بعد ذلك حين يكتشف الشعب الأمر، سيعاديكم عن بكرة أبيه، ويقف ضدكم. وهذا ما لا نحب أن يحدث. وهنا قال الشيخ تسخيري: صدقتَ . وأيَّد كلامي بما حدث لمكتبهم في الخرطوم. قال: وقد كانت صلتنا بالقيادة السودانية بعد ثورة الإنقاذ جيدة، وسمحت لنا بفتح مكاتب هناك. ولكن مدير المكتب رأى أن يوزِّع كتابا عنوانه (ثم اهتديتُ) يهاجم المذهب السني، ويدعو إلى المذهب الشيعي، فما كان من حكومة السودان إلا أن أغلقت هذه المكاتب وردَّت موظفيها إلى طهران. 4. وعلَّق التسخيري على قولي للصحيفة المصرية: إن الشيعة مسلمون، ولكنهم مبتدعون. فقال: إن القرضاوي اتهم مرة أخرى الشيعة بتحريف القرآن، في حين أن هذا خطأ فاحش … وهو يعلم أن علماء الشيعة في مختلف العصور أكَّدوا على عدم تحريف القرآن. وأنا أعترف أن صحيفة (المصري اليوم) لم تنقل كلامي هنا حرفيًّا، بل تصرَّفت فيه، فلم يكن قولها دقيقا ومستوعبا، كما جاء في جوابي الأصلي. ومع هذا، فإن الصحيفة لم تنقل عني: أن الشيعة جميعا يؤمنون بتحريف القرآن، ولكنها قالت: كثير منهم يقول: إن القرآن الموجود كلام الله، ولكن ينقصه بعض الأشياء، مثل سورة الولاية اهـ. ومن هؤلاء العالم الشيعي المعروف، أحد كبار علماء النجف، وهو الحاج ميرزا حسين محمد تقي النوري الطبرسي، الذي ألَّف – وهو في النجف – كتابه المعروف (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب). وقيمة الكتاب في جمعه لمئات النصوص من مصادر الشيعية وكتبهم المعتمدة، ومن أقوال علمائهم ومجتهديهم في مختلف الأزمنة، وهي تقرِّر أن القرآن قد زِيد فيه ونقص منه. وقد أحدث كتابه ضجَّة عند ظهوره في إيران، وردَّ عليه الكثيرون، وردَّ عليهم هو بكتاب آخر، يدفع فيه الشبهات التي أُثيرت حول كتابه. وقد سجَّلت رأيي كتابة عن موقف الشيعة من القرآن في بحثي الذي قدَّمته لمؤتمر التقريب في مملكة البحرين، ونشرتُه في رسالة سمَّيتها (مبادئ في الحوار والتقريب بين المذاهب والفرق الإسلامية)، جعلتُها من رسائل ترشيد الصحوة، التي تنشرها مكتبة وهبة في مصر، ومؤسسة الرسالة في لبنان. وفيها رددتُ على الذين يتَّهمون الشيعة بالقول بتحريف القرآن، وبهذا يحقُّ أن نحكم بكفرهم. فكتبتُ في الردِّ على هؤلاء: (فقد بيَّنا أن الشيعة جميعا يؤمنون بأن ما بين دفتي المصحف كلام الله المحفوظ المعجز الملزم للأمة، ولهذا يحفظون هذا القرآن، ويتعبَّدون بتلاوته، ويحتجُّون به في مسائل العقيدة، وفروع الأحكام، وهذا مُجمع عليه عندهم. ولم نجد مصحفا يخالف مصحفنا، والمصحف الذي يطبع في إيران هو نفسه الذي يطبع في مصر والسعودية وأما دعوى أن هناك أجزاء ناقصة من القرآن، فليسوا متَّفقين عليها، بل يُنكرها محقِّقوهم. على أن هذه الزيادات المزعومة، لا يترتَّب عليها أمر عملي). وقد نقلتُ من أقوال الشيعة المعتدلين – التي نقلها عنهم بعض علماء السنة – ما يؤكِّد حفظ القرآن من كل زيادة أو نقصان، ومن هذا ما نقله الشيخ رحمة الله الكيرانوي الهندي في كتابه الشهير (إظهار الحق): ‌أ- (قال الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه، الذي هو من أعظم علماء الإمامية الاثنا عشرية في رسالته الاعتقادية: (اعتقادنا في القرآن: أن القرآن الذي أنزل الله على نبيه هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس، ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة، وعندنا الضحى وألم نشرح سورة واحدة، ولإيلاف وألم تر كيف سورة واحدة، ومن نسب إلينا أنا نقول: إنه أكثر من ذلك فهو كاذب) انتهى. ‌ب- وفي تفسير (مجمع البيان) الذي هو تفسير معتبر عند الشيعة: (ذكر السيد الأجل المرتضى، علم الهدى ذو المجد، أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي: أن القرآن كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مجموعا مؤلَّفا على ما هو الآن، واستدلَّ على ذلك بأن القرآن كان يدرس ويحفظ جميعه في ذلك الزمان حتى إن جماعة من الصحابة، كعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم عدة ختمات، وكلُّ ذلك بأدنى تأمُّل يدلُّ على أنه كان مجموعا مرتَّبا غير منشور ولا مبثوث، وذكر أن مَن خالف من الإمامية والحشوية لا يعتدُّ بخلافهم، فإن الخلاف مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخبارا ضعيفة ظنُّوا صحَّتها، لا يُرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحَّته) انتهى. ‌ج- وقال السيد المرتضى أيضا: (إن العلم بصحَّة القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار، والوقائع العظام المشهورة، وأشعار العرب المسطورة، فإن العناية اشتدَّت، والدواعي توفَّرت على نقله، وبلغت حدًّا لم تبلغ إليه فيما ذكرناه؛ لأن القرآن معجزة النبوة، ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وعنايته الغاية، حتى عرفوا كلَّ شيء فيه، من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته، فكيف يجوز أن يكون مغيَّرًا أو منقوصا مع العناية الصادقة والضبط الشديد؟) انتهى. ‌د- وقال القاضي نور الله الشوستري، الذي هو من علمائهم المشهورين، في كتابه المسمَّى بمصائب النواصب: (ما نُسب إليه الشيعة الإمامية بوقوع التغير في القرآن ليس مما قال به جمهور الإمامية، إنما قال به شرذمة قليلة منهم لا اعتداد بهم فيما بينهم) انتهى. ‌ه- وقال الملا صادق في شرح الكليني: (يظهر القرآن بهذا الترتيب – المعروف الآن – عند ظهور الإمام الثاني عشر ويشهر به) انتهى. فظهر أن المذهب المحقَّق عند علماء الفرقة الإمامية الاثنا عشرية: أن القرآن الذي أنزله الله على نبيه هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس، ليس بأكثر من ذلك، وأنه كان مجموعا مؤلَّفا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحفظه ونقله ألوف من الصحابة. وجماعة من الصحابة، كعبد الله بن مسعود وأُبي ابن كعب وغيرهما، ختموا القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم عدة ختمات، ويظهر القرآن ويشهر بهذا الترتيب عند ظهور الإمام الثاني عشر رضي الله عنه، والشرذمة القليلة التي قالت بوقوع التغير، فقولهم مردود، ولا اعتداد بهم فيما بينهم، وبعض الأخبار الضعيفة التي رُويت في مذهبهم لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحَّته، وهو حقٌّ، لأن خبر الواحد إذا اقتضى علما، ولم يوجد في الأدلَّة القاطعة ما يدلُّ عليه وجب ردُّه، وعلى ما صرح ابن المطهر الحلي في كتابه المسمى بـ(مبادئ الوصول إلى علم الأصول)، وقد قال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]، في (تفسير الصراط المستقيم) الذي هو تفسير معتبر عند علماء الشيعة: (أي: إنا لحافظون له من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان) انتهى. هذا ما ذكرته في كتابي (مبادئ في الحوار والتقريب) وهو يبين حقيقة موقفي من القرآن عند الشيعة، وهو معلوم عند علمائهم. فلا يجوز تصيد كلمة من هنا أو هناك، لاتخاذها ذريعة للهجوم علي. أما ما قلته من محاولات الغزو الشيعي للمجتمعات السنية، فأنا مصر عليه، ولا بد من التصدي له، وإلا خنا الأمانة، وفرطنا في حق الأمة علينا. وتحذيري من هذا الغزو، هو تبصير للأمة بالمخاطر التي تتهدَّدها نتيجة لهذا التهوُّر، وهو حماية لها من الفتنة التي يُخشى أن يتطاير شررها، وتندلع نارها، فتأكل الأخضر واليابس. والعاقل مَن يتفادى الشرَّ قبل وقوعه. والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.   الفقير إليه تعالى يوسف القرضاوي’ (المصدر: موقع ‘اسلام أون لاين'(الدوحة – القاهرة) بتاريخ 17 سبتمبر 2008)

!يــا « الـشبـاب ».. جــاك جــواب

 

كيما تعرفوا يا جماعة سبق وأن حكينا وتناقشنا بصفة مطوّلة على حكاية حوار الشباب ، حيث كنت عبّرتلكم على بعض الشكوك إلّي كانت تخامرني حول مصداقيّة الحكاية هاذي، أو بالأحرى حول الحواجز والعوائق إلّي لازمها تترفع قبل ما يكون ممكن تصوّر حوار يصلح في ربوع جربوعستان، سواء كان المشاركون فيه من شبابها أو من شيّابها. على كلّ حال يمكن كنت أنا غالط وأسأت الظن بالحوار هذا، خاصّة وأنّه حاليّا في مراحله الأخيرة وبدى يعطي في « ثمارو »، بحيث الجموع بدات في صياغة ميثاق الله وأعلم آش باش يعملو بيه من بعد. ولكن الأفضل من هذا الكلّ هو أنّ الحوار ما إكتفاش بهذا البعد الوطني وظهر أنّه عندو أهداف وطموحات توسّعيّة وعالميّة. كيفاش؟ ياخي ما في بالكمش إلّي الشباب الجربوعستاني المتحاور توجّه برسالة مفتوحة لشباب العالم؟ إيه نعم يا سيدي، الجماعة بعد ما تحاوروا تحاوروا قالّك ما يكفيش هكّة نتحاوروا ما بين بعضنا وما نسمّعوش الناس، آش باش يقولوا علينا؟ تحبّهم يستخايلونا نكمبنوا وإلاّ نحفرولهم وإلاّ ناوينلهم على الشرّ؟ بالطبيعة كان من الواجب باش نبعثوا بجويّب مسوقر لشباب العالم باش ما يحسّش بالحقرة ويقولولنا « آشبيكم تتحاوروا ومطفّين الرجال؟ » وترصّي في حلّ وأربط ورسائل إعتذار.. هذاكة علاش وخيّانكم شباب جربوعستان المتحاور شافوا من الصالح أنّهم يتوجّهوا بالرسالة التالية لشباب العالم في اليوم العالمي للشباب، ونخلّيكم تقراوها الساعة:
رسالة شباب جربوعستان لشباب العالم:  
بالطبيعة كلّ واحد منكم ينجّم يقرى الرسالة هاذي على حسب فكره وقناعاته ويستخلص منها النتائج إلّي تحلو له، أنا واحد من الناس ما لقيت ما نعلّق أمام رسالة من النوع هذا من كثر ما أفحمتني بما جاء فيها من عميق الأفكار وسديد العبر، وبالتالي سامحوني على خاطر ما إنّجمش نفيدكم برأي في المسألة، ولكن من جهة أخرى إنجّم نفيدكم بخبر يمكن ما سمعتوش بيه، وهو أنّ شباب العالم لمّا تلقّى الرسالة متاع شباب تونس ما سكتش، وبعث بإجابة في أقرب الآجال تلقّيت منها النسخة التالية وهاني باش نعمل « سكوب » وننشرها لأوّل مرّة على المدوّنة متاعي، وفيما يلي نصّ الرسالة كما ورد:  
رسالة شباب العالم إلى شباب جربوعستان:  
 » أهلا شباب جربوعستان، نحنا شباب العالم، وصلتنا هاك الرسالة متاعكم متاع 12 أوت، عاد قلنا نجاوبوكم على خاطر بصراحة تحيّرنا عليكم وظهرلنا من الواجب باش نطمانو عليكم ونستفسروكم على بعض التفاصيل. ما نخبّيوش عليكم رانا تقريبا ما فهمناش آش قاعدين تحكيو، وخاصّة آش حاجتكم بالضبط. ياخي شاربين ولاّ متكيّفين كيف بعثتولنا الجواب هذا؟ يا شباب جربوعستان، نحنا راهو نجيو ساعات لبلادكم وعندنا فكرة تقريبا آش عندكم وآش ما عندكمش، يعني زايد باش تشكروا رواحكم وتنفخولنا في إنجازاتكم في كلّ مرّة تبعثولنا فيها جواب. توّة نحنا آش يهمّنا كي تجي تشوف؟ كانكم لاباس ربّي يزيدكم وكانكم محتاجين وأموركم تاعبة قولولنا أتو نشوفو كان فمّا إمكانيّة باش نعاونوكم حتى بدعيوة خير. الغريب في الأمر يا شباب جربوعستان هو أنّنا كيف نجيو نزورو بلادكم المزيانة ونحكيو معاكم بصفة مباشرة ما تظهرش عليكم علامات متاع تخلّف ذهني أو أمراض عصبيّة أو غيرها من العاهات إلّي تنجّم تخلّي الإنسان يحكي في حكايات كيما إلّي بعثتوهالنا في الرسالة متاعكم. زعمة مثبّتين إنتوما كتبتوها؟ على كلّ حال إنشاء الله لاباس. بالنسبة لحكاية الحوار إلّي عملوهولكم وفرحانين بيه نقولولكم إنشاء الله مبروك سعيد، وكلّ حوار وإنتوما بخير، أما راهو حبّينا يكون في علمكم أنّ الحوار هذا عندنا نحنا موجود في ساير الأيّام ومن غير ما يدعو ليه أو ينظّمو حدّ، الناس الكلّ تقريبا تتحاور وتعطي رأيها كلّ يوم وفي كلّ شيء، شباب مع شيّاب، والناس الكلّ تشارك في العمل الوطني وتعطي أفكارها وتختار المسؤولين على هياكل الدولة وتحاسبهم وكان ما عجبوناش نجيبو غيرهم.. هذا الكلّو ما ظهرلناش إنجاز كبير باش نقعدو نبعثولكم عليه في الجوابات المسوقرة ونعلمو فيكم. على كلّ حال تحاوروا على راحتكم وسايسو رواحكم. يا شباب جربوعستان، بجاه ربّي توّة نحنا شباب في بعضنا، منّو هكّة كيف باش تبعثوا جواب ولاّ حتى « كارت بوسطال »، حاولوا باش ما تحكيوش معانا بلغة الجرايد والصحافة بودورو، يعني هاك اللغة الخشبيّة متاع « المستقبل بين أيدي الشباب » والأهداف متاع الأمم المتحدة والتنمية المستديمة وهات من هاك اللاوي، راهي لوغة ما عادش تجيب، تي هو بان كي مون ما عادش يجبد عليها أهداف الأمم المتّحدة، قعدتو كان إنتوما قلبكم حارقكم عليها؟ توّة هكّة في عوض تعملولنا برنامج صحيح وشويّة قعدات على شويّة سهريّات جايين تضيّقولنا فيها بالتغييرات المناخيّة؟ توّة إنتوما باش توقّفوها التغييرات المناخيّة وإلاّ باش تنقّصوا منها؟ تي ماهو معروفة الحكايات هاذي كان الصحاح لقاولها حلّ أتوّة يعلموكم. يهديكم يا وخيّاننا الشباب، منّو هكّة كيف عندكم حكاية تابعة لسياستكم الداخليّة ما عادش تقلّقونا (بثلاث نقاط فوق القاف) بالجوابات، توّة كيف تجي البراينيّة تجبدلكم على أمور السياسة في بلادكم تقولوا ما نحبّوش التدخّل في شؤوننا الداخليّة وما ناخذوش دروس من حتى حدّ، وتوّة ولّيتو تبعثولنا في الجوابات قال شنوّة مستبشرين ببقاء وشرف قيادة المسار الوطني.. ثبّتولنا رواحكم يعيّشكم. الأمور هاذي تهمّنا ولاّ ما تهمّناش؟ على كلّ حال نحنا راهو الحكايات هاذي لقينالها طرق أخرى في تنظيمها وأمورنا ماشية عال العال، وكيف قلنالكم أعملو كيفنا قلتولنا آش يهمّكم فينا.. تطلعوش تحبّونا نحنا نعملو كيفكم؟؟ هيّا يا شباب يرحم والديكم، رانا وخيّان وماهوش باهي نحكي مع بعضنا باللوغة المضروبة والحكايات الحولة، كان عندكم برنامج متاع قعدة حلوّة بعد رمضان أبعثولنا حتّى « آس أم آس » وتوّة نجيوكم في الحال، نضحكو ونلعبو ويا ناس ما كان باس، أما كان باش تكمّلوا في المذهب هذا راهو منّو هكّا جواباتكم هاذي الموجّهة لشباب العالم باش نوصّيو البوسطاجي يعدّيها مباشرة لدار العجّز متاع العالم، لعلّها تلقى آشكون يقراها غادي. والسلام.     شباب العالم حاسيلو..الله لا يفضح مومن المصدر : مدونة big trap boys ( إلكترونية- تونس)


 

 تصحيح واعتذار

نشرنا في أعداد سابقة مقالتين نشرهما السيد زياد الهاني في مدونته لكنها نُسبت خطأ إلى مراد رقية. ونحن نعيد نشر المقالتين المنقولتين عن المدونة الألكترونية للسيد الهاني مع الإعتذار له وللسادة القراء عن هذا الخطإ غير المقصود.

هيئة تحرير ‘تونس نيوز’ 


 

من 1922 إلى 2008: المعركة من أجل حرية الإعلام في تونس متواصلة

بقلم: زياد الهاني نشرت لكم في التدوينة السابقة خبر تمكين صحيفتين من الصدور، الأولى للسيد رضا الملّولي عضو مجلس المستشارين عنوانها ‘رؤى’.. والثانية لحزب الخضر للتقدم وعنوانها ‘التونسي’. وطبيعي أن يفرح الواحد منّا لصدور أيّ عنوان جديد.. فكل صحيفة تصدر أيّا كان اتجاهها زهرة تتفتّـح في بستان بلادي، وتكريم للفكر ومخبر للتلاقح والتواصل والإضافة. لكن من حقنا كذلك أن نتساءل عن مصير عشرات مطالب إصدار الصحف التي ظلت حبيسة أدراج وزارة الداخلية في انتظار (غودو)، عفوا، أقصد في انتظار الحصول على الوصل الذي يمكّنها من الصدور؟؟ * فصل في قصة الوصل من الناحية القانونية النظرية البحتة، تعتبر تونس رائدة على مستوى العالم في مجال حرية إصدار الصحف!؟ نعم هي كذلك، ومن يساوره أدنى شك فعليه مراجعة مجلة الصحافة ليكتشف في فصلها الثالث عشر بأن إصدار صحيفة في بلادنا لا يتطلب أكثر من مجرد إعلام بسيط يتم تقديمه إلى وزارة الداخلية.. نعم هذا هو الإجراء المستوجب بكل بساطة.. وطبعا لإثبات وقوع الإعلام، تسلّم وزارة الداخلية للطالب وصلا في ذلك..ولا يمكن لصاحب المطبعة طبع الجريدة أو المجلة إلاّ بعد الاستظهار له بالوصل، وإلاّ كان مصيره السجن.. وهنا مربط الفرس.. فالمواطنون في عرف إدارتنا الموقّرة أصناف: أهل قرابة وحظوة ممّن تُـسبغ عليهم النّـعم، وآخرون ممنوعون من الصرف ممّن لا ظهير لهم ولا تسوى مواطنتهم في بلدهم أكثر من شيك دون (وليس بدون) رصيــد؟ وحتى لا نظلم ذوي قربانا، وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة، وما نحن بالظالمين، لا بدّ أن نعيد اللؤم لأهله والتسلط لأصحابه حتى يأخذ كل ذي حق حقّـه.. فتعالوا نتذاكر معا أصل الوصل المشؤوم وجذوره.. عندما اتسعت جذوة الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار في بلادنا، وساهمت الصحف العربية حينها بشكل كبير في إذكاء النضال الوطني، تفتقت قريحة السلط الاستعمارية على حيلة جهنمية لمواجهة مدّ الحركة الوطنية المطالبة بالتحرر: الوصل.. نعم، الوصل الذي سيمكّن السلط الاستعمارية من تكميم الأفواه دون الظهور بمظهر المتسلط المستبد.. ففي 16 نوفمبر 1921 وجّـه المقيم العام برقيته عدد 283 إلى وزارة الخارجية الفرنسية طالبا إلزام الباي بإصدار أمر عليّ يربط فيه إصدار الصحف الذي كان حرّا بالحصول على وصل.. وبالفعل صدر أمر عليّ بتاريخ 4 جانفي 1922 أصبح بمقتضاه إصدار الصحف مرتبطا بالحصول على وصل يسلّم في ظرف ثمانية أيام من تاريخ إيداع الإعلام بالنسبة للصحف الفرنسية والإيطالية، في حين لم يقع التنصيص على أيّ أجل لتسليم الوصل للصحف العربية مما جعل إصدارها معلّقا إلى أجل غير مسمى؟؟ هذا هو الوضع الذي ورثته حكوماتنا ‘الوطنية’، وتعاملت معه باقتدار.. ويبقى تصريح كاتب الدولة للإعلام السيد محمد المصمودي سنة 1975،الذي سنعود إليه لاحقا، علامة فارقة وشاهدا على مدى التزييف والاستهتار واحتقار المؤسسات الدسنورية للدولة وانتهاك حقوق المواطنين.. هذه مقدمة رأيتها ضرورية قبل أن أخوض معكم في التدوينة القادمة موضوع مجلة ‘الميثاق الجمهوري’ التي سعيت لإصدارها منذ حوالي التسع سنوات، ولا تزال قضيتها منظورة منذ ذلك التاريخ أمام المحكمة الإدارية… دون فصل لغاية اليوم. (المصدر: مدونة ‘صحافي تونسي’ لزياد الهاني بتاريخ 16 سبتمبر 2008) الرابط: http://journaliste-tunisien.blogspot.com/2008/09/1922-2008.html  

المفاوضات الاجتماعية في قطاع الصحافة المكتوبة: طريق مسدود؟

بقلم: زياد الهاني نقلت مصادر نقابية مشاركة في المفاوضات الاجتماعية الخاصة بقطاع الصحافة المكتوبة عن السيد عمر الطويل رئيس الوفد التفاوضي لأصحاب المؤسسات الصحفية إعلانه قطع التفاوض في هذا القطاع، وإحالة المسائل الخلافية إلى اللّجنة العليا. لكن الوفد العمالي رفض هذا الموقف مؤكدا تمسّكه بالعمليّة التفاوضية وحضوره للجلسات التفاوضية كلّ ثلاثاء وخميس حتى وإن تغيّب عنها أصحاب العمل. المفاوضات التي دارت جلستها التاسعة عشر اليوم الخميس 11 سبتمبر 2008 في مقر تفقدية الشغل بتونس، تعثّرت بسبب رفض وفد أصحاب العمل التباحث خاصة في منحتي الصحافة والموازنة اللتين يتمسك بهما الطرف العمالي. نفس المصادر النقابية أشارت إلى وجود إصرار غريب لدى وفد الأعراف على عدم تمكين الصحفيين من أيّة زيادة خارج العرض العام الهزيل الذي سبق تقديمه!؟؟ الوفد العمالي لم يفته التذكير بنسبة التضخم التي فاقت 6 في المئة، ودعا إلى أخذها بعين الاعتبار عند مناقشة عروض الزيادات. أحد المفاوضين نقل عن السيد عمر الطويل ردّه بأن موضوع التضخم لا يعنيهم كأعراف، وعلى الطرف العمالي مناقشته مع الحكومة إذا أراد!!؟ (المصدر: مدونة ‘صحافي تونسي’ لزياد الهاني بتاريخ 11 سبتمبر 2008) الرابط: http://journaliste-tunisien.blogspot.com/2008/09/blog-post_8130.html

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة المواقع التونسية في يوم القدس العالمي السادس على الإنترنت نحو وضع قضية القدس في إطاراستراتيجية حضارية شاملة السبيل أونلاين – حماسنا – يوم القدس العالمي على الأنترنت

1 – القدس هي مسرى الرّسول صلى الله عليه وسلم ووصل بالنبوات السابقة ووراثتها قال تعالى: « سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنّه هو السميع البصير » (سورة الإسراء الآية1). بتمجيد نفسه وتعظيم شأنه لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه، ثمّ بالحديث عن عبده الذي كان معه في إسرائه بعنايته وتوفيقه، والذي اجتباه سبحانه لإمامة رسله وأنبيائه المُجمّعين في بيت المقدس بإيلياء صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين، افتتح الله سبحانه وتعالى سورة الإسراء، ثمّ بيّن سبحانه أولى أغراض حدث الإسراء بقوله: « لنريه من آياتنا »، منبّها النّاس إلى أنّه هو السميع البصير كي يقتصدوا في أقوالهم فلا يذهبوا إلى التكذيب بهذه الآيات العظام كما فعل كبار كفّار قريش ، فكل مجزيّ بما عمل وبما اجترح… كان الله سبحان وتعالى قادرا على أن يعرج برسوله الكريم صلّى الله عليه وسلّم إلى السماء رأسا من مكّة، غير أنّ هذا العروج قد سبق حادثة المعراج لتدرك أيّها المسلم متانة العلاقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، فتحبّ وتدافع وتهفو إلى الثاني حبّك ودفاعك وهفوّك إلى الأول، إذ هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، والطريق الذي سلكه نبيّك الخاتم إلى السماء حيث فرضت عليه وعلى أمّته الصلاة (عماد الدّين)… وإذا كان في القبلة استحضار لعظمة الله وتأسيس لوحدة المسلمين، فإنّ في استقبال بيت المقدس الذي سبق استقبال المسجد الحرام، زيادة معنى الوصل بالنبوات السابقة ووراثتها. 2 – لماذا وقع عزل بني أسرائيل عن ريادة البشرية؟ وبماذا تأهلت أمة الإسلام الناشئة؟ يرى الإمام ابن عاشور رحمه الله أنّ في الإسراء إكمالَ الفضائل للرّسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه بأن أحلّه الله بالمكان المقدّس الذي تداولته الرّسل من قبل ليتقدّمهم إماما قائدا، على أنّ هذا الإحلال قد جاء بعد أن هُجر المسجد الأقصى وخُرّب بسبب تسلّط الأعداء على بني إسرائيل الذين فسدوا يومئذ وأفسدوا فهانوا وفشلوا، إيماءا منه سبحانه وتعالى إلى أنّ أمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم هي التي ستجدّد مجد الأقصى، وتحفظ حرمته؛ أي أنّ اليهود – كما قال صاحب الرّحيق المختوم – سيُعزلون عن منصب قيادة الإنسانية لِمَا ارتكبوا من الجرائم… * وهذا معنى جليل حَريّ بنا وبكلّ منتمٍ إلى أمّة محمّد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام أن نتدبره بعين الرهبة استجلاءا للسبب الذي به وقع العزل وبه وقع التكليف. إنّ الذلّة التاريخيّة التي لاحقت اليهود لم تمنع الموصوفين بها من الانتصار على حَمَلة لقب الإسلام الدين الخاتم، ذلك أنّ الإسلام لا يتشرّف أبدا بمن يتّخذه شعارا أجوفَ يتوشّح به!… – إنّ وجود المسجد الأقصى من جديد تحت طائلة مفسدي اليهود، إنّما هو دلالة على فساد المسلمين وإفسادهم في الأرض، حتّى لكأنّ بني إسرائيل قد باتوا أصلح منهم وأفضل، بل فيه إشارة إلى أنّنا نحن المسلمين لم ننصر الله سبحانه، إذ لو كان منّا النصر له لكان منه النصر لنا، قال تعالى: « يا أيّها الذين آمنوا إن تنصروا اللهَ ينصركم ويثبّت أقدامكم والذين كفروا فتعسا لهم وأضلّ أعمالهم « … فنصر الله هو نصر دينه بإقامته، ونصر رسوله صلّى الله عليه وسلّم باتّباع سنّته. لقد قصّرنا وقعدنا وتقاعسنا عن القيام بذلك، حتّى صار منّا من يمنع الحجاب بالمناشير والمراسيم، وحتّى صار منّا من يركل المصحف ويرمي به في المراحيض، وحتّى صار منّا من يسجن بلا قانون ثمّ يقتل لحماية القانون، وحتّى صار منّا عبدة الشياطين ودعاةٌ شياطين، وحتّى صار منّا من يوجّه بندقيّته إلى صدر أخيه فيقتله ثمّ يغتصب أهله ويملكهم باليمين!… – إنّ الحال الذي تردينا إليه أصبح حائلا دون تحرير الأقصى وتجديد مجده وحفظ حرمته، إلاّ أن نعود عودة صادقة إلى ربنا ومولانا. إنه لا بدّ لنا من عودة صحيحة إلى تعاليم ديننا تبدأ بإزالة الأصنام التي عادت تملأ علينا الأرجاء، فلا مجال لخوف من غير الله سبحانه وتعالى، ولا مكان للمجاملات القاتلة للدّين التي تقضي على فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الجذور، ولا..، ولا.. – ولا يعتذرنّ أحد بأنّ هذا الأمر ليس وقته ولا ظرفه، وأنه ليس أولوية المرحلة بالنظر لشدة هجمة الأعداء علينا. وهذه اعتذارات أصبح يعتذر بها حتى بعض الإسلاميين، وهي اعتذارات من أكثر ما يعبر على مدى التردي الذي بلغناه، ومن أكثر ما يؤزّ المسلمين أزّا أن يزدادوا بعدا عن ربّهم مصدر قوتهم ووحدتهم وعزهم. – قد كان ظرف الإسراء ظرف شدة وانغلاق وإطباق على دعوة الإسلام وقتها إلاّ من الله سبحانه، فلما كان العوْدُ إليه ذلك العودَ الشهير- الذي عبر عليه دعاؤه صلّى الله عليه وسلّم العظيم (عقب فشل دعوة أهل الطائف)- كان نصر الله لعبده بالإسراء والمعراج. لقد كان ذلك منحة كبيرة ودعما قويّا من الله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم المستضعف، الفاقد للسند بعد موت الزوجة المثبّتة والعمّ الحاضن. لقد أسرى به سبحانه إلى المسجد الأقصى، ثمّ عرج به إلى السماء، ليلقى الترحاب والتأييد، والإقرار بالنّبوّة من كلّ الأنبياء الذين قابلهم في السماوات السبع، وليدنو من ربّه العليّ العظيم الحنّان المنّان. لقد كان في هذا الحدث تأييدا ربّانيا قرّب إلى العقول معنى قوله تعالى « إنّ مع العسر يسرا إنّ مع العسر يسرا » . ولم يتم فيه من تكليف غير ما يوثق صلة المسلمين بربّهم ويضاعف عوْدَهم إليه (الصلوات الخمس). وبكل ذلك امتلأ صلّى الله عليه وسلّم قوة ويقينا وثقة وآفاقا، سما بها عن كل الواقع الذي كان يعيشه، فأسرع مباشرة بعد الحادثة ليحدث بها قريشا والناس جميعا، أي ليحدثهم – بمنطق الماديين والدنياويين والتسطيحيين – باللامعقول والجنون. 3 – القدس من صميم الدين: وهكذا نرى بما تقدم مدى ارتباط القدس برموز دينية نابعة من صميم الدين: المسجد الأقصى، والإسراء والمعراج، وقبلة الصلاة الأولى. ومن الآيات المهمة التي أصلت هذه الرموز قوله تعالى:(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) (الإسراء: 1).. فهذه الآية تشير إلى أرض فلسطين وإلى المسجد الأقصى باعتبارها هدفا لرحلة الإسراء ومنطلقا لرحلة العروج إلى السماء.. – وتربط الآية أيضا بين المسجدين: المسجد الحرام والمسجد الأقصى . بل أكثر من ذلك ، فإنّ الآية تربط بين المساجد الثلاثة: فتسمية الأقصى هي تسمية قرآنية مستحدثة، وكان فيما قبل يدعى مسجد بيت المقدس، وهي تسمية لها دلالة على مواقع المساجد الثلاثة. يقول في ذلك الشيخ الطاهر ابن عاشور: {في هذا الوصف – بالأقصى – بصيغة التفضيل… ، معجزةٌ خفية من معجزات القرآن، إيماءا إلى أنه سيكون بين المسجدين مسجد عظيم هو مسجد طيبة الذي هو قَصِيٌ عن المسجد الحرام، فيكون مسجد بيت المقدس أقصى منه حينئذٍ. فتكون الآية مشيرة إلى جميع المساجد الثلاثة المفضلة في الإسلام على جميع المساجد الإسلامية، والتي بيّنها قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: « لا تُشدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي » (متفق عليه)} (التحرير والتنوير ج 15/ص 15).. – وتؤكد الآية مباركة الأرض حول المسجد وهي فلسطين وأرض الشام عموما، وهي التي يعنيها قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآَتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ)(المائدة: 20/21).. جاء في تفسير القرطبي: (« المقدسة » معناه المطهرة. قال مجاهد: المباركة، والبركة التطهير من القحط والجوع ونحوه. قال قتادة: هي الشام. ومجاهد: الطور وما حوله. وابن عباس والسدي وابن زيد: هي أريحاء. قال الزجاج: دمشق وفلسطين وبعض الأردن. وقول قتادة يجمع هذا كله) (تفسير القرطبي ج 6 / ص125).. ومعنى البركة: (نماء الخير والفضل في الدنيا والآخرة بوفرة الثواب للمصلين فيه وبإجابة دعاء الداعين فيه (التحرير والتنوير ج 15 / ص 19). (وبارك الشيء إذا جعل له بركة وهي زيادة في الخير، أي جُعلت البركة فيه بجعل الله تعالى، إذ قَدّرَ أن يكون داخلُهُ مُثاباً ومحصّلا على خيْر يبلغه على مبلغ نيته، وقدّر لمجاوريه وسكّان بلده أن يكونوا ببركة زيادةِ الثَّوابِ ورفاهية الحال، وأمر بجعل داخله آمناً، وقدّر ذلك بين النَّاس فكان ذلك كلّه بركة) (التحريروالتنوير ج 4 / ص 16). -وأسباب بركة المسجد الأقصى كثيرة كما أشارت إليه كلمة « حوله ». منها أنّ واضعه إبراهيم عليه السلام، ومنها ما لحقه من البركة بمن صلى به من الأنبياء من داود وسليمان ومن بعدهما من أنبياء بني إسرائيل، ثم بحلول الرسول عيسى عليه السلام وإعلانه الدعوة إلى الله فيه وفيما حوله، ومنها بركة من دُفن حوله من الأنبياء، فقد ثبت أنّ قبريْ داود وسليمان حول المسجد الأقصى. وأعظم تلك البركات حلول النبي صلى الله عليه وسلم فيه ذلك الحلول الخارق للعادة، وصلاته فيه بالأنبياء كلهم.) (التحرير والتنوير ج 15 / ص 20). ومن فضائل المسجد الأقصى أنه كان القبلة الأولى للمسلمين في صلاتهم قبل تحويلها باتجاه المسجد الحرام بمكة؛ فقد أخرج البخاري ومسلم عن البراء ابن عازب رضي الله عنه قوله: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا حتى نزلت { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ }(البقرة: 144).. – ومن فضائله أن الصلاة فيه تساوي أضعافا مضاعفة للصلاة في غيره، فقد جاء في الحديث الذي رواه الطبراني عن أبي الدرداء والبيهقي عن جابر بسند حسن قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: (صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وصلاة في مسجدي ألف صلاة، وصلاة في بيت المقدس خمسمائة صلاة).. ومن فضائله أنه أول مسجد بني بعد المسجد الحرام ففي الحديث النبوي: (أول مسجد وضع في الأرض المسجد الحرام ثم المسجد الأقصى وبينهما أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصل فإنّ الفضل فيه) (رواه البيهقي والنسائي).. – ومن فضائل تلك الأرض المباركة – بيت المقدس وما حولها من أرض فلسطين والشام – أنها ستكون أرض المحشر يوم القيامة لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (الشام أرض المحشر والمنشر)، (وعن ميمونة بنت سعد مولاة النبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: (يا نبي الله افتنا في بيت المقدس؟ فقال: أرض المحشر والمنشر).. 4 – القدس راسخة في قلوب المسلمين: بكل ما تقدم، من الطبيعي جدا أن تحتل قضية القدس- وقضية فلسطين عموما – موقعا لها راسخا في قلوب المسلمين. والصراع الدائر حوله، وما يحصل فيه من مآسي، من الطبيعي جدا أن تضاعف المشاعر تجاهه، وترسخ مكانته وترفعها في القلوب. ومن مظاهر تلك المكانة تعاطف المسلمين المتواصل مع الفلسطينيين في كلّ المحن والنكبات التي مروا بها. ومن مظاهرها أيضا صور المسجد الأقصى التي تجاور صور المسجد الحرام في كثير من بيوت المسلمين حول العالم. ولقد أدهشنا مشهد رأيناه ورآه العالم إبان بداية انتفاضة الأقصى سنة 2000 عبر قنوات الأخبار: صور لمظاهرة آلاف من نساء اندونيسيا وشاباتها تضامنا مع الانتفاضة، وخاصة منها صورة لفتاة محجبة في عمر الزهور- وقد ركزت عليها الكاميرا – وهي ترفع يديها بالدعاء لفلسطين وتبكي بكاءا حارا!!. إنه لمشهد عجيب: فتاة في أقاصي الدنيا بعيدة آلاف الكيلومترات عن القدس!!.. وربما لا تعرف الكثير من المعطيات عن القدس وعن فلسطين.. وقد لا تعرف موقعها على الخريطة أصلا.. لكنها مع ذلك تحضر وتشارك في المناصرة.. ولا تكتفي بذلك بل وتبكي بالدموع!! سبحان الله من أين أتى هذا الشعور؟؟ ومن أين جاءت هذه العاطفة الجياشة، رغم بعد المسافات.. ورغم اختلاف اللغات والقوميات.. ورغم طول العهد على النكبات..؟؟ 5 – تعلق التونسيين بالقدس: والتونسيون كشأن بقية المسلمين متعلقون بالقدس وبفلسطين عموما، بل يمكننا أن ندّعي أنّ لهم تعلق خاص بتلك الأراضي. ومما يدل على ذلك مشاركتهم في حرب 48 على أرض فلسطين، حيث شارك عشرات التوانسة متطوعين في تلك الحرب باعتبارها جهادا في سبيل الله. ولم يثنهم عن ذلك كون بلادهم أيضا محتلة، إذ يرون أنّ المعركة واحدة، وأنّ الشأن الخاص للبلد لا يمثل عائقا للمساهمة في الشأن العام للأمة، وأنّ الأرض المباركة والمقدسة في القرآن تمثل أولوية للمسلم رغم ظروفه المحلية، كما لم يثنهم بعد المسافات عن الوصول لساحة المعركة للقيام بواجب النصرة. ومن دلائل تعلق التونسيين بالقدس وحضورهم المبكر في هذه القضية حتى قبل حرب 48: المساهمة الجليلة للشيخ عبد العزيز الثعالبي أحد أكبر رموز الحركة الوطنية والإصلاحية التونسية. فالشيخ الثعالبي بعد أن ضيّق عليه الاستعمار في تونس لم يجد وجهة خارج البلاد إلاّ إلى القدس حيث أقام لسنوات. وفي أثنائها توثقت علاقته مع مفتي القدس الشيخ أمين الحسيني فصار مستشارا له، وعملا سويا لعقد المؤتمر الإسلامي للقدس أواخر سنة 1931، حيث تنادى قادة العالم الإسلامي للاجتماع في القدس لتدارس أوضاع قضية فلسطين في تلك الأوقات المبكرة من اندلاعها. وقد اختير الشيخ عبد العزيز الثعالبي عضوا في اللجنة الدائمة للمؤتمر الإسلامي للقدس. – ولا يزال هذا الحضور لقضية القدس وفلسطين عند التوانسة – بفضل الله – قائما إلى الآن لم تمسه أو تؤثر عليه كل محاولات التطبيع أو التمييع. ولا أدل على ذلك من وجود عدد من الشهداء التونسيين الذي استعيدت جثامينهم ضمن (في) صفقة تبادل الأسرى الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل… كانوا ثمانية (شهداء) قدموا أنفسهم دفاعا عن فلسطين خلال السنوات العشرين الأخيرة. – ورغم ما يشق التونسيين من صراعات واختلافات في الهوية والدين والسياسة، فإنّ قضيّة القدس وفلسطين هي من القضايا القليلة التي بقيت تجمعهم . إنه قد لا تجد في تونس قضية محل إجماع بين التونسيين بمختلف مشاربهم وأفكارهم مثل إجماعهم والتقائهم على قضية فلسطين. 6 – القلب مع القدس.. فأين العقل؟؟ على أنّ تعلق عموم المسلمين بالقدس وقضية فلسطين تشوبه – مع الأسف – شائبة الارتباط العاطفي البحت بعيدا عن المعرفة الدقيقة بمجريات الأمور، وبعيدا عن التفاعل العملي اليومي والمدروس والمخطط. وقد تابعنا قبل سنوات حملة تعريفية قامت بها إحدى المؤسسات الفلسطينية لتعريف الناس بأنّ القبة المعروفة في المسجد الأقصى بلونها الذهبي المتميز ليست في الحقيقة قبة المسجد الأقصى بل هي قبة مسجد الصخرة، وأنّ المسجد الأقصى تحديدا له قبة خضراء اللون مختلفة تماما عن قبة الصخرة، وأن الحرم القدسي الشريف يضم داخله أربعة عشر مسجدا من بينها المسجد الأقصى ومسجد الصخرة والمصلى المرواني وغيرها. ولم يكن الدافع وراء هذه الحملة الترف المعرفي بل الخشية أن تمتد يد التخريب اليهودي للمسجد الأقصى مع عدم المساس بقبة الصخرة فتمر الأمور على الجميع ظنا منهم أنّ المسجد لم يلمس باعتبار أنّ المسجد الأقصى لازال قائما لأنّ القبة الذهبية المعروفة لم تلمس بسوء!!!. – ومن مظاهر تلك العلاقة العاطفية بقضية فلسطين أن شكل تفاعل المسلمين معها يأخذ طابع الهبّة القوية الحماسية في شكل مسيرات ومظاهرات حاشدة لكنها سرعان ما تنطفئ وتذوي بلا مردود عملي يؤثر على مجريات الأمور. والملاحظ أيضا أنّ تلك الهبّات لا تقع إلاّ كرد فعل وليس كمبادرات، وهي لا تقع إلاّ تفاعلا مع أحداث كبيرة ولا علاقة لها بمجريات الأحداث اليومية التي تؤثر بالتراكم، وهي أيضا تقع على فترات متباعدة، وتكاد تفاجئ الجميع بمعنى أنها غير متوقعة في كثير من الأحيان. ورغم أهمية كل تلك الهبّات وضخامتها العددية وتوسعها الجغرافي في طول العالم الإسلامي وعرضه، ورغم ضرورتها لتأكيد الحضور المساند لقضايا الشعب الفلسطيني في وقتها، إلاّ أن ذلك لا يعدو كونه حماس قد لا يتجاوز مردوده وقت وجوده. 7 – نحو ترشيد دورنا تجاه القدس: كيد الأعداء حقيقة، ولكن معها حقيقة أهم منها تتمثل في كون أنّ ما نعيشه الآن هو من عند أنفسنا وبسبب ما نحن عليه، فما كان ليقدر علينا أحد لو لم نُقدرْه ونمكنه من أنفسنا… ومع هاتين الحقيقتين هناك حقيقة ثالثة أهم منهما وهي أنّ هذا الواقع إذا أردنا تغييره فمدخله وأساسه هو تغيير ما بأنفسنا، وبغير هذا التغيير لا جدوى – إلا قليلا – من كافة الجهود والمحاولات التي نقوم بها، الأمر الذي يعني أن لا جدوى من مجاهدات مكائد العدو – إلاّ قليلا – إذا لم يصحبه توجه إلى تغيير الذات. هذه حقائق ثلاثة هامة وخطيرة، كيد العدو هي أقلها وأهونها، فأين نحن منها؟ إن الجواب عن هذا السؤال يمكن أن نراه بوضوح في السلوك السائد تجاه هذه القضية كما رأينا في الفقرة السابقة، وفي الخطاب الإسلامي السائد المعبر عنه. يقدم هذا الخطاب هذه الحقائق في الغالب منكوسة الترتيب، بل قد يصل إلى إسقاط الحقيقتين الأهم ليكون الطغيان لحقيقة كيد الأعداء. إنه سلوك وخطاب فاقدين لأي إستراتيجية، فقدانا قد أدى إلى شيوع الفوضى، وتفشي الانفعالية والارتجالية، واعتماد سياسة (التثوير والتهييج) بدلاً من (البناء والتشييد) . وبدلاً من أن تقوم المؤتمرات والتظاهرات والمنابر بدورها الصحيح فقد تحولت في أكثر جهودها إلى أدوات للانفعالات، ومواقع ومناسبات لردود الأفعال. – الخطاب الإسلامي في حاجة إلى أن يخرج من « شرنقة » دغدغة مشاعر الناس على حساب الحقائق، وعلى حساب ترسيخ المبادئ والقيم في النفوس… إنّ معالجة القضايا لا يكون بالصوت العالي والكلمات الرنانة التي يسمع لها صدى ولا يرى لها أثرًا. ويوم أن عالج المسلمون قضية القدس بالخطب الرنانة من قبيل إلقاء إسرائيل ومن ورائها أمريكا إلى البحر، ضاعت كل القدس وضاعت معها فلسطين.. ففراغ المحتوى والآفاق والنهج والأسلوب لا يجبره شيء آخر مهما كان. – إنّ قضية القدس لا تحتاج إذن إلى من يلهب المشاعر، ويلهب الظهور بسياط التخاذل والقعود، أكثر من حاجتها إلى إستراتيجية حضارية توضع في إطارها، وإلى عملية توعية وترشيد وتوجيه، وإلى من يربي ويعلم ويأخذ بأيدي الناس من متاهات العصيان إلى صراط الواحد المنان. – إنّ المطلوب تحويل ذلك الرصيد العاطفي العميق الذي رأيناه عند المسلمين تجاه قضية القدس إلى أرصدة معرفية وعملية خادمة لها بشكل واعٍ، وترشيد كل ذلك والتحركات الظرفية واليومية، للأفراد والجماعات، إلى أن تصبح مندرجة في توجهات إسترتيجية حضارية. إذا وعى المسلمون مثل هذا الوعي، وصلحوا مثل هذا الصلاح، ورشدوا مثل هذا الرشد، فستعود القدس ويظهر صلاح الدين يقودنا من جديد، بإذن الله تعالى. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8)} (سورة محمد) السبيـــــــــــل أونلايـــــــن info@assabilonline.net (المصدر : السبيل أونلاين (وحماسنا) ، بتاريخ 17 رمضان 1429 هجري الموافق لـ17 سبتمبر 2008 ، بمناسبة يوم القدس العالمي السادس على الأنترنت)  


المسلمون والأقصى
  عبدالحميد العدّاسي   بسم الله الرحمن الرحيم: « سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنّه هو السميع البصير »… بتمجيد نفسه وتعظيم شأنه لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه، ثمّ بالحديث عن عبده الذي كان معه في إسرائه بعنايته وتوفيقه، والذي اجتباه سبحانه لإمامة رسله وأنبيائه المجتمعين في بيت المقدس بإيلياء صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين، افتتح الله سبحانه وتعالى سورة الإسراء أو سورة بني إسرائيل المسمّاة أيضا سورة سبحان، وهي سورة مكية روى الإمام البخاري بخصوصها عن آدم عن شعبة عن أبي إسحاق عن عبدالرحمن بن يزيد عن ابن مسعود رضي الله عنه أنّه قال في بني إسرائيل والكهف ومريم: « إنهنّ من العِتاق الأُوَّل وهنّ مِن تلادي » (أي من مفاخري). ثمّ بيّن سبحانه وتعالى أولى أغراض الإسراء بقوله: « لنريه من آياتنا »، منبّها النّاس إلى أنّه هو السميع البصير كي يقتصدوا في أقوالهم فلا يذهبوا إلى التكذيب بهذه الآيات العظام كما فعل كبار كفّار قريش فإنّ كلاّ مجزيّ بما عمل وبما اجترح…   يرى الإمام ابن عاشور رحمه الله في الإسراء إكمالَ الفضائل للرّسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه بأن أحلّه الله بالمكان المقدّس الذي تداولته الرّسل من قبل ليتقدّمهم إماما قائدا، على أنّ هذا الإحلال قد جاء بعد أن هُجر المسجد الأقصى وخُرّب بسبب تسلّط الأعداء على بني إسرائيل الذين فسدوا يومئذ وأفسدوا فهانوا وفشلوا، إيماء منه سبحانه وتعالى إلى أنّ أمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم هي التي ستجدّد مجد الأقصى، وتحفظ حرمته. أي أنّ اليهود – كما قال صاحب الرّحيق المختوم – سيُعزلون عن منصب قيادة الإنسانية لِمَا ارتكبوا من الجرائم… وحَريّ بي وبالقارئ الكريم وبكلّ منتمٍ إلى أمّة محمّد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام أن نفقه كلام الشيخ وصاحبه فننظر بعين الرهبة إلى السبب الذي به وقع العزل وبه وقع التكليف، ونستخلص بعض العبر من حادثة الإسراء، ومنها:   – كان الله سبحان وتعالى قادرا – كما قال الكثير من مشايخنا – على أن يعرج برسوله الكريم صلّى الله عليه وسلّم إلى السماء رأسا من مكّة، غير أنّ حادثة الإسراء قد سبقت المعراج لتدرك أيّها المسلم متانة العلاقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، فتحبّه كما تحبّه وتدافع عنه كما تدافع عنه وتهفو إليه نفسك كما تهفو إليه نفسك، فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين والطريق الذي سلكه نبيّك الخاتم إلى السماء حيث فرضت عليه وعلى أمّته الصلاة (عماد الدّين)… وإذا كان في القبلة استحضار لعظمة الله وتأسيس لوحدة المسلمين وتكميل لمعنى الخشوع في الصلاة، فإنّ في استقبال بيت المقدس الذي قد سبق استقبال المسجد الحرام،  ما يؤكّد واجب المسلمين تجاه المسجد الأقصى والأرض المباركة حوله!…            – إنّ وجود المسجد الأقصى من جديد تحت طائلة الصهاينة أو اليهود إنّما هو دلالة على فساد المسلمين وإفسادهم في الأرض، حتّى لكأنّ بني إسرائيل قد باتوا أصلح منهم وأفضل، بل فيه إشارة إلى أنّنا (المسلمين)  لم ننصر الله سبحانه، إذ لو كان منّا النصر لكانت منه الاستجابة، فقد صدق تعالى – وهو ينادينا ويحرّضنا ويحمّلنا مسؤولياتنا ويعدنا الثبات ويكرّه إلينا سلوك الكافرين –: « يا أيّها الذين آمنوا إن تنصروا اللهَ ينصركم ويثبّت أقدامكم والذين كفروا فتعسا لهم وأضلّ أعمالهم ذلك بأنّهم كرهوا ما أنزلَ اللهُ فأحبط أعمالَهم »… فنصر الله هو نصر دينه بإقامته ونصر رسوله صلّى الله عليه وسلّم باتّباع سنّته. وهو ما يمكنني القول من خلاله بأنّنا قد قصّرنا كثيرا فيه، إن لم أقل أنّنا قد قعدنا وتقاعسنا عن القيام به، حتّى صار منّا من يمنع الحجاب بالمناشير (جمع منشور وليس منشار)، حتّى صار منّا من يركل المصحف ويرمي به في المراحيض، حتّى صار منّا من يسجن بلا قانون ثمّ يقتل لحماية القانون، حتّى صار منّا عبدة الشياطين ودعاةٌ شياطين يناضلون من أجل إبطال المُحْكمِ من القرآن الكريم وتنسئة كلّ سنن النّبيّ الأمين، حتّى صار منّا من يوجّه بندقيّته إلى صدر أخيه فيقتله ثمّ يغتصب أهله ويملكهم باليمين!…   – إنّ انتسابنا إلى الإسلام مع اقتناعنا واكتفائنا بقِيَمِنا الحالية التي قلّصت الفوارق فيما بيننا وبين غيرنا من المجموعات البشريّة الأخرى من غير المسلمين لن يجعلنا قادرين على تجديد مجد الأقصى وحفظ حرمته، أو افتكاكه من أيدي الصهاينة الذين اغتصبوه! وإذن فلا بدّ من عودة صادقة إلى تعاليم ديننا تبدأ بإزالة الأصنام التي عادت تملأ علينا الأرجاء، فلا مجال لخوف من غير الله سبحانه وتعالى وإنّما هو احترام متبادل بين الحاكم والمحكوم وبين النّاس فيما بينهم خدمة لتُوطيد العلاقات الإنسانيّة الطبيعية. ولا مكان للمجاملات القاتلة للدّين بل هو شكر للمحسن ومؤاخذة للمسيء وربّما ضرب على يديه حتّى يرعوي عن غيّه وفساده. ولا فضاء للمذاهب الفاسدة المفسدة الخارجة عن السمت والأعراف المكثّرة للسبل المفرِّقة وإنّما هو اتّباع للسلف الصالح وعلى رأسه محمّد بن عبدالله صلّى الله عليه وسلّم، إذ لن يصلح آخر هذه الأمّة إلاّ بما صلح به أوّلها. ولا حوار مع مغتصب للأرض معتد على الحرمات وإنّما هي مقاومة ودفع حتّى لا تفسد الأرض، وصدق الله العظيم إذ يقول: « … ولولا دفاع الله النّاس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكنّ الله ذو فضل على العالمين »… يقول ابن عاشور رحمه الله: « … نعلم من هذا أنّ الله خالق الأكوان لا يحبّ فسادها… ثمّ إنّ الله تعالى كما أودع في الأفراد قوّة بها بقاء الأنواع، أودع في الأفراد أيضا قوى بها بقاء تلك الأفراد بقدر الطاقة، وهي قوى تطلّب البقاء وكراهيّة الهلاك »، لأفهم وقد تتّفق معي في الفهم – أيّها المسلم – أنّ البقاء لا يكون إلاّ للأقوى في هذه الحياة المبنيّة أصلا على التدافع!.. فمتى رغبنا نحن المسلمون عن الدّفع أو الدفاع قدَرَ الآخر على دفعنا فدُحْرِجْنا دون رحمة إلى الحضيض، فنندثر دون أن نقدر على الاستمرار أو على تحقيق « كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس ». فنُحرَم بذلك (بفعل غيابنا عن ميادين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبفعل ابتعادنا عن الأسباب التي تقوّي فينا الإيمان بالله) من أن نكون أداة الله في الدفاع عن آخرين وقعوا تحت سطوة الفاسدين!… ولقد توقّفتُ كثيرا مع شهادة أحد شيوخنا المبعدين من أرضهم من فلسطين المغتصبة، فيما توثّقه صفحات « حقّ يأبى النسيان » المبثوث عبر فواصل قناة الجزيرة، حيث يقول بكلمات مثخنة بجراح الأسى: « ما يؤلمني هو أنّ أذلّ عباد الله قد تمكّنوا من إخراجنا من أرضنا!… »، فرأيتُ أنّ تلك الذلّة التاريخيّة « الدينيّة » لم تمنع الموصوفين بها من الانتصار على حَمَلة لقب الإسلام الدين الخاتم، ذلك أنّ الإسلام لا يتشرّف أبدا بمن يتّخذه شعارا أجوفَ يتوشّح به!…   – إنّ المسجد الأقصى من أوكد وأهمّ الأولويات الإسلاميّة، فقد كان الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في ضيق وحرج وابتلاء كبير جرّه عليه صلف قريش الكافرة يومئذ وإصرارها على إيذائه، لمّا أسرى به الله سبحانه وتعالى قبل الهجرة وقبل تكوين الدولة الفتيّة، لتكون هذه الإيماءة بالمسؤوليّة على الأقصى المبارك مبكّرة. ومنه أفهم أو أتوقّف عند معنًى كثيرا ما احتمى به المسلمون المتأخّرون، وهو المتمثّل في أنّ وضعيّة المسلمين اليوم (ما هم عليه من الضعف) لا تمكّنهم من الدّفاع عن الأقصى أو عن غيره من الثغرات التي تسرّب منها أعداؤهم لأقول بأنّ هذه لغة يحسنها القاعدون والمسوّفون وصدق ربّي « ولو أرادوا الخروج لأعدّوا له عدّة… ». ولو اقتنع الكلُّ بها (تلكم اللغة) لما فكّر غازٍ لديار المسلمين في الرّحيل عنها أبدا… نعم لقد كانت منحة كبيرة ودعما قويّا من الله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم المستضعف الفاقد للسند بعد موت الزوج المثبّتة والعمّ الحاضن لمّا أسرى به إلى المسجد الأقصى ثمّ عرج به إلى السماء ليلقى الترحاب والتأييد والإقرار بالنّبوّة من كلّ الأنبياء الذين قابلهم في السماوات السبع وليدنو من ربّه العليّ العظيم الحنّان المنّان. لقد كان في الإسراء تأييدٌ ربّانيٌ قرّب إلى العقول فهم « فإنّ مع العسر يسرا إنّ مع العسر يسرا »، غير أنّ حادثة الإسراء لم تخلو أيضا من التكليف، فقد فرضت فيها أهمّ فرائض الإسلام (الصلاة) وقد وقع فيها كذلك تلك الإيماءة السالفة الذكر وهي المتعلّقة بمسؤولية المسلمين في حفظ المسجد الأقصى، ما يجعل الجميع مطالَبين ببذل ما في الوسع لتأمين هذا الحفظ… ولعلّ المتجوّل في الأفق يلحظ وجود الكثير من اللجان والمواقع والإذاعات والمقرّات « المدافعة » عن الأقصى، ما قد يجعل هذا الكلام نافلة لا رغبة فيها، غير أنّ العمل كان ومازال وسيظل يشترط أمرين للقبول هما الإخلاص والصحّة، فإنّه لا يُقبل من العمل إلاّ ما كان خالصا صوابا. وعليه فمراجعة النّفس في هذين البابين ضرورة متأكّدة، إذ لعلّ تقصيرا أو شبهة أذهبت ريح كلّ هذه اليافطات فتأخّر بذلك نصر الله الموعود والمشروط!…   وكلمة أخيرة أريد بها نعي نفسي أن لم أكن قادرا على المشاركة الفعّالة والنّشيطة في الدّفع عن المسجد الأقصى المبارك وعن فلسطين، ومن خلالها أقذّر (بالذال المشدّدة) للمسلمين القادرين أعمالهم وقد انصرفوا بأموالهم إلى إشباع ملذّاتهم وحيوانيتهم حتّى أمسوا خدما للشياطين وقد انزووا في قصورهم على كراسيهم أذلّة مطبّعين مع الصهاينة وقد أفتوا بجهلهم فهلكوا وأهلكوا حتّى قعد النّاس عن الجهاد في سبيل الله رغم نداءات القرآن الكريم المتكرّرة: « يا أيّها النّبيّ جاهد الكفّار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنّم وبئس المصير »، « يا أيّها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثّاقلتم إلى الأرض… »، « وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم… » علّهم ينتبهوا إلى أنفسهم فيهبّوا من غفلتهم في صعيد واحد ملبّين بصوت واحد: « لبّيك أقصاه!.. لبّيك أقصاه!… لبّيك أقصاه! » فيقوّوا بذلك عزائم الفرسان المرابطين ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس!…  


علاقة الزعيم بورقيبة بالقضاء و القضاة

 محمد عبو يظن النّاس أنّّ الزعيم بورقيبة كانت علاقته بالقضاء متينة ووطيدة بالميدان القضائي بحكم أنه محام و رجل قانون . والحقيقة أنه لم يباشر مهنة المحاماة والترافع إلا في مناسبات قليلة جدا. ترافع مرة أمام محكمة الدريبة الابتدائية بتونس الدائرة الجناحية في جلسة يرأسها القاضي الأمين بن عبد الله، و لم يقل كلمة واحدة تتعلق بموضوع القضية التي كان يترافع فيها، و أطنب لمدة ساعة في الحديث عن القضاء واستقلاله وحماية القضاة من تداخل أصحاب النفوذ، و كان يعرّض بالباي وبحكومة الحماية ورجالها، ولم يقاطعه الرئيس الأمين بن عبد الله، بل أظهر ارتياحه وإعجابه، و تدخل ممثل النيابة العمومية السيد عمر الستاري و طالب الدفاع بالرجوع إلى موضوع القضية. وأنهى بورقيبة  كلمته قائلا : أما المرافعة في موضوع القضية فسوف يقوم بها زميلي النائب الثاني معي. وكانت وحشة بين بورقيبة  والستاري دامت طويلا و انتهت بصلح و سلام. و عمر الستاري كان من الوطنيين الأحرار، لكنه أراد أن يجنب ساحات القضاء مشاكل السياسة، وهو عضو بودادية القضاء التي تطالب بحقوق منها استقلال القضاء. و كان بورقيبة معجبا جدا بثلّة من القضاة، يكيل لهم المديح في عدّة مناسبات منهم الشيخ القلعي ومحمد العبيدي ومحمد المالقي ومحمد بن عمار والكاظم بن عاشور. و كان يثني على مواقف القضاة و تمسّكهم باستقلالهم وإخلاصهم في الدفاع عن حقوق  أبناء وطنهم  و مساعدتهم للحزب الدستوري حتى جاء الاستقلال و حتى باشر أمور الدولة بنفسه ، فتغيّر سلوكه و تغيّرت نظرته و تبدل اتجاهه ، و أصبح يعتقد أن كل المؤسسات هي خلايا وشعب تعمل تحت إمرته تخضع لأوامره ونواهيه المطلقة لأنه القائد الذي يحقق مصالح العباد، ولا يمكن لأيّة مؤسسة أن تخرج عن نفوذه والاستقلال عنه. وعن ذلك يقول أحد المقربين منه الوزير معه الطاهر ابن الخوجة: كان بورقيبة يعتقد انه وحده القادر على تحقيق النتائج، و أنه يمكنه أن يفعل ما يشاء، و كان الحزب قبل الاستقلال هو المهيمن، أما بعده فالدولة هي المهيمنة وأصبح الحزب مجرد جهاز تنفيذ والدولة هي بورقيبة –’مجلة حقائق’…2003، و هو يقول لصديقه الحكيم سليمان انتم كلكم دجاج ‘مجلة حقائق’. و هذه النرجسيّة لازمت بورقيبة طيلة حياته و لم يستطع التخلص منها . و كان أوّل اصطدام له مع القضاء يوم دعا القضاة في فواتح حكمه لحفل أقامه بقصره وأعدّ لهم الطعام و الشراب، ثم باشرهم بما كان يريده و أشعرهم بأنه الآمر الناهي في كلّ شيء ولا يمكن التمسّك بأيّ قانون إزاء الأوامر الصادرة منه مباشرة أو من نوابه الولاة الذين يمثلونه في الجهات. وخرج القضاة غاضبين مضربين عن الأكل والشراب، ولم ينطق أحد منهم بكلمة إذ صدمتهم المفاجأة، و شعروا بأن الرياح تهبّ ضدهم و أن استقلال القضاء في خطر. (المصدر: ‘ من وحي الذاكرة’ للقاضي محمود شمام) (المصدر: موقع مجلة ‘كلمة’ (اليكترونية محجوبة بتونس) بتاريخ 17 سبتمبر 2008) الرابط: http://www.kalimatunisie.com/ar/4/111/270/?tpl=50


بورقيبة والقرآن  
خالد شوكات   اعتاد البورقيبيون في تونس خلال السنوات الأخيرة، على الاجتماع في مقبرة « آل بورقيبة » في قلب مدينة المنستير مرتين في السنة على الأقل، يوم ذكرى ميلاده في الثالث من أغسطس/آب، ويوم ذكرى وفاته في السادس من أبريل/نيسان، وذلك لقراءة الفاتحة على روح الزعيم الرئيس الذي صنع رحمه الله « أمة من غبار »، وبث في التونسيين روح الأصالة والحداثة معا، فعادوا بعده شعبا طموحا ودولة واعدة ومشروعا عظيما للمستقبل. وقد اخترت في هذا الشهر، شهر رمضان المبارك، الذي هو شهر القرآن، أن أتحدث عن علاقة الرئيس بورقيبة بكتاب الله، حيث كان لقاء البورقيبيين الأخير في ذكرى ولادته الأخير قبل أسابيع، مناسبة لحديث مستفيض بينهم عن هذا الموضوع، ومواضيع أخرى ذات صلة، ترسخ في مجملها بين أتباعه صورة بورقيبة « المجدد » المؤمن بضرورة الاجتهاد والتأويل المعاصر وتسخير الإسلام في خدمة معارك التنمية والتحديث. أخبرني الأستاذ محمد بن نصر الوالي السابق (المحافظ) على زمن الرئيس بورقيبة، قصة تستحق أن تروى، مفادها أنه سأل في أحد لقاءاته الزعيم عن كيفية التعامل مع القرآن، فكان أن أجابه بما جاء في القرءان نفسه، موصيا إياه باتباع الآية الكريمة « هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله, وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به, كلٌٌّ من عند ربنا وما يذّكّر إلا أولو الألباب » (آية 7 من سورة آل عمران). لقد كان الزعيم بورقيبة مدركا لحقيقة المشكلة التي واجهها المسلمون منذ وقت مبكر جدا في تاريخهم، لعله يعود إلى سقيفة بني ساعدة، في كيفية التعامل مع النص المقدس، وقد انقسموا في صراعهم حول هذه المسألة إلى عشرات الفرق والطوائف، ولا يزالون، غير أن المهم ذكره هنا، هو أن هناك خطان بارزان يمكن بتسطيرهما تلخيص الصراع، أحدهما خط عقلاني تطور مع المعتزلة وما يزال يفرز تجليات مختلفة إلى اليوم، وإليه بالمقدور نسبة المجاهد الأكبر، وخط نصي حرفي ظاهري ما فتئ يفرز دعاة للانغلاق والتطرف والعنف حتى الساعة، وإليه تنتسب هذه الجماعات المستهينة بالدم والعرض والإنسان. والفرق الذي وجدته وأنا أقلب صفحات من السيرة البورقيبية، بين الزعيم التونسي الخالد وكثير من دعاة الحداثة في العالم العربي، أنه كان واعيا بحقيقة مكانة الدين في المجتمعات العربية والإسلامية، وأنه لم يكن مستعدا لترك الدين لمن يتطلع إلى تسخيره في مشاريع رجعية مضادة لروح العصر ومصالح المجتمع، و ما تزال الرؤية البورقيبية هي الأصح، حيث ثبت باستمرار أن معاداة الدين والتخلي عن وظيفة تأويله، لن يخدم إلا مصالح الجماعات المتطرفة والمنغلقة. لقد تعرضت السيرة البورقيبية على امتداد عقود، خاصة فيما يتعلق بصلة الزعيم بالإسلام، إلى حملات تشويه وتضليل متعاقبة، سواء من أطراف داخلية أو خارجية، وهو ما حرم ربما ملايين العرب والمسلمين، ومن بينهم أجيال التونسيين الجديدة، من الاستفادة من مدرسة إصلاحية عظيمة، لعلها فتحت آفاقا رحبة أمام الفكر والفقه الإسلاميين، أكثر بكثير ممن يزعمون نصرة الدين وهم من يشتري بآيات الله ثمنا قليلا. ومن الأمور التي يجب أن تذكر في هذا السياق، أن الزعيم بورقيبة كان واحدا من أبرز الملمين بعلوم القرآن والسيرة النبوية والفقه من أبناء جيله، وكان يحفظ الكثير من آيات الله، بل لعله كان حافظا لجلها، غير أنه كان مطلعا بشكل عميق أيضا على العلوم الإنسانية الغربية، متسلحا في تعامله مع الثقافتين بروحه النقدية والعقلانية الفذة، ومؤمنا بأن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها التقطها. وأذكر في هذا المجال قصة أخرى تؤكد هذا المنحى، أخبرني بها الدكتور أحمد القديدي الذي تولى مسؤوليات رسمية بارزة أيام حكم الرئيس الخالد، مفادها أنه كان يوما في حضرة بورقيبة إلى جانب عدد كبير من المسؤولين، ولم يكن ساعتها معروفا لديه، وعند تطرق الرئيس إلى أحد المواضيع وأراد الاستشهاد بآية قرآنية، نسي جزءا منها، فتدخل الدكتور القديدي على غير وارد مذكرا بما نقص. وقد انقضت أسابيع بعد الحادثة، فلما شغر منصب رئاسة تحرير صحيفة العمل، الناطقة بإسم الحزب الحاكم، قال المجاهد الأكبر لرئيس وزرائه الأستاذ محمد مزالي، إن أفضل من قد يشغل هذا الموقع، هو ذلك الذي ذكرني بما نقص من الآية، فإبحث لي عنه، وقد كان الدكتور القديدي فعلا واحد من أفضل رؤساء تحرير هذه الصحيفة التي اشتق الزعيم إسمها من القرآن الكريم. وإن قارئ سيرة الزعيم الرئيس بورقيبة، سيعثر لا محالة على حقيقة كبرى وخيط واضح مستديم انطلق منذ اللحظة الأولى التي قرر فيها خوض غمار العمل السياسي أواخر العشرينيات، متطلعا إلى بث روح الحياة والاستقلال في شعب استكان إلى المستعمر، إلى أن التحق بالرفيق الأعلى، وفحوى هذه الحقيقة رحمه الله وأسكنه فراديس جنانه، أنه كان متدبرا للقرآن مستشهدا على الدوام بآياته، أليس هو من اتخذ لنفسه ورفاقه وحزبه وبلده شعارا دائما، الآية القرآنية « وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.. » (الآية 105/سورة التوبة). لقد استهل بورقيبة الحياة السياسية بمقال دافع فيه عن الحجاب باعتباره حينها مقوما من مقومات الهوية التونسية، التي كانت مهددة بمشاريع المستعمر الفرنسي البغيضة، وما فتئ بعد ذلك يستشهد بالآيات المحكمات من القرآن كلما واجه المشروع التحرري خطب من الخطوب، ومن ذلك ختمه رسالته المشهورة إلى الباي (الملك) في بداية الخمسينيات من القرن العشرين، والتي حظه فيها على الوقوف إلى جانب الحركة الوطنية والصمود في وجه الاستعمار وعدم اليأس من نصر الله، بالآية الكريمة  » أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب » (الآية 214 / سورة البقرة). و قد تسلح المجاهد الأكبر بالآيات المحكمات كذلك، حين انتقلت البلاد كما وصف هو من الجهاد الأصغر (معركة التحرر من الاستعمار) إلى الجهاد الأكبر (معركة التنمية والتقدم في ظل دولة الاستقلال)، حيث كانت الآيات القرآنية سلاحه الأساسي في مواجهة أصوات الرجعية والتخلف، وسنده مجموعة من علماء الإسلام المستنيرين الأفذاذ من قبيل « العاشورين » محمد الطاهر ومحمد الفاضل رحمهما الله. ومن معارك الزعيم الأولى، معركة تحرير المرأة، وقد كان عنوانها الرئيسي تشريع منع تعدد الزوجات، إذ بادر إلى الاستشهاد بالآية الكريمة  » ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم » (الآية 129/سورة النساء)، وهي آية يقول بعض الفقهاء أنها نسخت غيرها فيما يتعلق بباب النكاح وأحكامه، وقد سن المجاهد الأكبر بهذا التشريع سنة حميدة سبق إليها، شكلت مطمح التقدميين في سائر أنحاء العالم العربي والإسلامي إلى هذا الوقت، وله بلا شك أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم الدين، لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا. لقد حاول الشكلانيون في تونس وخارجها النيل من صورة الزعيم المجدد، مركزين على أحداث ظاهرية في سيرته تخالف العادات البائسة لا جوهر الدين، ومكرسين طريقة سطحية في التعامل مع النص الإسلامي، ومروجين لنمط من التفكير الفاسد شائع لم ينقطع، و موروث غير ممحص ولا مقدس، أنتجه بشر كسائر البشر، لعلهم اضطلعوا بمسؤولية في زمانهم، تماما مثلما أراد المجاهد الأكبر أن يكون المعاصرون مسؤولين في زمانهم. وثمة أمران يخصان كاتب هذه الأسطر في نظرته لشأن البورقيبية الفريد، جدير بي أن أذكرهما كخاتمة لمقالي هذا، أولهما أنني وقفت على عبقرية التأويل البورقيبي للإسلام وعلى سبق الزعيم بورقيبة إلى كثير من الخلاصات والنتائج التي أدركها اللاحقون من المفكرين المجددين من العرب والمسلمين، وثانيهما أنني أدركت أيضا مدى استفادة الزعيم بورقيبة من سيرة من أنزل الله على جوفه القرآن الرسول محمد (ص)، سواء في مرحلة الدعوة والثورة أو مرحلة البناء والدولة، استفادة المتبصر النافذ إلى أعماق ومقاصد الرسالة القرآنية، ومن أعلاها شأنا الوثوق من نصر الله متى كان العمل لصالح خلقه مخلصا.   (المصدر: موقع إيلاف ( بريطانيا ) بتاريخ 16 سبتمبر  2008)  


موعد الصّباح الفرق بين المدارس الأجنبية والتونسية؟

يكتبه: كمال بن يونس   سالت نفسي وعددا من أصدقائي مرارا عن الفرق بين المدارس التونسية والاجنبية.. بين المدارس العمومية والخاصة.. التي بدأ بعض التونسيين والتونسيات يحرصون على ترسيم ابنائهم فيها.. لماذا  يتجنب بعض الاولياء ترسيم ابنائهم في مدرسة عمومية مجانية (قريبة من مساكنهم غالبا) ويحملون أنفسهم الاعباء المالية والمعنوية.. ومشقة التنقل اليومي.. ليضمنوا ترسيم ابنائهم وبناتهم في مدارس أجنبية أو خاصة؟   هل هي عقدة تقدير »الاجنبي » أم أن هؤلاء الاولياء « مجانين  » ومرضى نفسانيون حتى يتجنبوا  » التعليم بوبلاش » ويختاروا مؤسسة خاصة أو أجنبية؟   بصراحة لم أجد جوابا يشفي غليلي.. ويقنعني.. خاصة أننا في بلد ينفق منذ أكثر من نصف قرن ما بين ربع وثلت ميزانية الدولة لقطاع التعليم والتربية والتكوين..   لماذا يحصل مثل هذا  » السلوك  » الغريب؟   .. حيرني السؤال فقررت أن أفهم..   وياليتني ما فعلت..   بعد الإلحاح فهمت أن الثغرات والنقائص التي تفسر بدء  » نزيف  » التلاميذ ميسوري الحالي نحو القطاع الخاص والمدارس الأجنبية بسيطة جدا.. ويمكن تدارك أغلبها إذا توفرت الإرادة..   أولى تلك الثغرات الغياب الفعلي لحصص الحوار بين نسبة كبيرة من المديرات والمديرين مع الأولياء.. وعدم تنظيم مواعيد واليات دائمة للحوار (وحقيقية) بين الاسرة التربوية والاولياء والتلاميذ في كثير من المعاهد الثانوية والمدارس العمومية.. بخلاف ما هو عليه الامر بالنسبة للمدارس الخاصة والاجنبية؟؟   لماذا لا يؤمر السادة المديرون والمديرات والاطار البيداغوجي والاساتذة والمعلمون بتنظيم جلسات حوار مع الاولياء قبل افتتاح السنة الدراسية وخلالها وفي موفى كل ثلاثية لتقييم جدول الاوقات واداء المعلمين والاساتذة ومستوى التلاميذ حالة بحالة؟؟   ألا يمكن تدارك النقائص مسبقا عبر نظرة وقائية من خلال الحوار المباشر بين المربين والاولياء والاداريين وممثلي التلاميذ على غرار ما يجري في المدارس الاجنبية والخاصة بتونس وخارجها؟؟   تساؤلات أسوقها الى وزارة التربية ومنظمة التربية والاسرة.. حتى لا تتراجع  » الخدمات  » في المؤسسات التربوية العمومية (مقارنة بالقطاعين الخاص والاجنبي) على غرار ما حصل بالنسبة لبعض المؤسسات الصحية والطبية العمومية..    مع التحية والتقدير لآلاف الإداريين والمربين المخلصين.. والمجتهدين..   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 17 سبتمبر2008)


عندما تصبح الصحة نشاطا سياحيا

عبد اللطيف الفراتي (*) فرضت الخدمات الصحية في تونس نفسها كمصدر للحصول على العملات الأجنبية، عبر واقع تصديري دشنه منذ سنوات الليبيون، ولكنه أخذ في التعاظم حتى ألفت النظر، واتخذ أخيرا مقوما سياسيا اقتصاديا من مجموع الصادرات غير السلعية وما يسمى بالاقتصاد غير المنظور. فقد بلغ عدد الذين يؤمون تونس للعلاج من خارج الحدود أكثر من مائة ألف في العام المنقضي، وهو عدد بصدد الزيادة، وذلك من بين حوالي 5 ملايين سائح يؤمون البلاد سنويا، وبالطبع فإن العدد لا يبدو كبيرا بالقياس إلى مجموع الوافدين، غير أن إنفاق سائح العلاج يتجاوز عادة 5 إلى 10 مرات إنفاق السائح العادي، وتعج العيادات الخاصة والمصحات بأعداد كبيرة من الليبيين والجزائريين ولكن من جنسيات أخرى أوروبية أيضا، الذين يفضلون علاج أنفسهم في تونس، المتمتعة بشبكة كثيفة من المستشفيات العمومية والخاصة، المعتمدة على كفاءات ذات درجة عالية من التأهيل سواء من أطباء أو ممرضين أو فنيين في الاختصاصات الطبية الأكثر فأكثر تعقيدا بحكم التقدم التكنولوجي من جهة واقتحامه المجال الطبي من جهة أخرى. وفي تونس أربع كليات طبية لعدد من السكان لا يزيد على 10 ملايين، وكذلك كلية للصيدلة وأخرى لطب الأسنان، عدا عدد وافر من مدارس الصحة المؤسسة لتخريج الكوادر شبه الطبية من ممرضين وممرضات وفنيين سامين في الاختصاصات الأكثر تكنولوجية. ويؤم تونس سنويا عشرات ألوف المرضى خاصة من ليبيا، وتتولى الجهات الليبية الرسمية تمويل هذا الدفق للثقة العالية في المستوى الصحي العالي، حيث تم الحرص منذ عقود على تمكين الأطباء من مستوى تعليمي لا يقل عن ذلك المسجل في أوروبا أو الولايات المتحدة، و يتم سنويا إرسال العشرات من الأطباء لاستكمال اختصاصاتهم في الكليات والمستشفيات خاصة الفرنسية، والإطلاع على آخر تقنيات التطبيب والعمليات الجراحية، من ذلك أن عمليات القلب المفتوح، وزرع الأعضاء، والحمل عبر الأنابيب وغيرها من الاختصاصات الدقيقة باتت تمارس بالعشرات كل يوم، وتستقطب لا فقط مرضى تونسيين ولكن مرضى من الدول المجاورة، وكذلك ولو بأعداد غير كبيرة من أوروبا ممن يفضلون علاج أنفسهم في تونس لتدني الأسعار بالقياس إلى الغلاء المسجل في البلدان الأوروبية، ولتولي صناديق التأمينات الاجتماعية تغطية تلك المعالجات باعتبار أنها تكلف أقل بكثير مما هو في بلادها، وهو ما يخفف التكاليف عليها، ويقلل من حجم العجز في موازناتها. وفي ظل هذا الوضع، الذي فرض نفسه فقد اتجهت سياسة الدولة في تونس نحو اعتبار قطاع الصحة ممثلا ضمن الأنشطة الإقتصادية قد يكون مهما في المستقبل، وأحد القطاعات التي يمكن الاعتماد عليها لتنشيط الصادرات، وبالتالي استقطاب العملات الأجنبية، التي تساعد الدولة على ضمان تحقيق وفرة في العملات الصعبة، لمواجهة متطلبات عملية التنمية وكلفتها العالية من توريد التجهيزات. وفي هذا الإطار فإن الهدف يقوم اليوم على أساس جعل تونس قطبا للتصدير الطبي بالكامل في أفق 2016، والإعداد لذلك وفق خطة مدروسة، تم تحديد ملامحها، وسيجري المباشرة بتنفيذها على ثلاثة أصعدة: 1) صعيد تأهيل القطاع ووضعه في مستوى المقاييس والمؤشرات الدولية، عبر تقديم التشجيعات والحوافز 2) استكشاف مجالات جديدة قابلة للتصدير مثل العلاج الطبيعي بالمياه المعدنية ومياه البحر وهناك احتمال كبير لاستثمارات مهمة من قبل دولة الإمارات في هذا المجال في تونس 3) الاعتماد على القطاع الخاص، والتوجه نحو أنشطة النقاهة الطويلة الأمد وإقامة المسنين التي باتت غير مرغوبة في أوروبا وتعتبر مجزية حقا. وإذا تجاوزنا الناحية الخبرية فإن الالتفات إلى هذا الضرب من النشاط، واعتماده في مشاريع التنمية، يعد ولا شك سابقة في بلد مثل غيره من البلدان العربية، يتميز بتقاليد طبية تعود إلى مئات السنين أيام كان العالم العربي هو الرائد عالميا في قطاع التطبيب والصحة وقدم للحضارة الإنسانية أسماء من العلماء ما زال ذكرها واردا حتى اليوم، في وقت كانت فيه الدول الأوروبية، تعتمد السحر والشعوذة بعيدا عن العلم في هذه المجالات. وتقوم اليوم تقاليد وأنشطة إما طبية أو ملتصقة بالطب في العالم العربي جديرة بالاهتمام، فقد نشطت صناعة الصيدلة، بصورة كبيرة في بلد مثل الأردن الذي بات من البلدان المهمة المصدرة للأدوية، وما زال السعي في بلدان عربية أخرى للوصول إلى تحقيق حد أدنى من الكفاية الذاتية في مجال الأدوية، غير أن المطلوب هو الارتفاع بمستويات الصحة إلى المقاييس الدولية، وهو أمر ليس بالعسير، ومن هذه الناحية فإن تونس تبدو سباقة، بالاهتمام بهذا القطاع لا فقط من جانبه الإنساني ولكن وأيضا من جانبه الاقتصادي كنشاط قابل للتطوير ومن شأنه إما إزاء نقص ملاحظ في البلدان المجاورة، أو بسبب تدني الكلفة وتوفر الكفاءات العالية إزاء بلدان متقدمة في أوروبا تبحث عن مخرج من العجز المزمن في صناديقها للتأمينات الاجتماعية، نتيجة الكلفة العالية جدا للعلاج فيها، وتستجيب مثل هذه السياسات لحاجيات فعلية، خصوصا بالنسبة للبلدان القريبة منها، حيث لا ترتفع كلفة العلاج فيها ولا كلفة التنقل إليها، كما إنها تتمتع بمدخل لغوي إليها ييسر المعاملات. وإذا كانت كل مجالات النشاط الاقتصادي لا تجد اليوم الرواج إلا في ظل الجودة العالية، فإن النشاط الصحي هو أكثر من غيره يحتاج إلى مثل تلك الجودة أو أكثر في المعاملة وحسن الاستقبال وارتفاع مستوى المتدخلين، ومضاهاة ما هو متوافر ومتاح في البلدان الأكثر تقدما. فهل هو مجال جديد لنشاط اقتصادي، له مستقبل في ظل تقاسم في الأنشطة بين عالم متقدم إلى حد التخمة، وبلدان أخرى تبحث عن موقع قدم، في مجالات تتقنها وتستطيع بتكاليف غير باهظة أن تسيطر عليها.؟ (*) كاتب من تونس (المصدر: صحيفة ‘الشرق’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2008)

شاعـر ليس كالشعراء

عبدالسلام المسدّي (*) مضى أربعون يوما -تقريبا- على غياب محمود درويش. كدأبه دوما يفاجئ الجميع، يرحل بلا استئذان، يهاجر بغير سابق إشعار، ربما كان يلزمنا حدس خاص كي نستشعر قرب رحيله مثلما استشعره هو حين كان يخط آخر قصيدة له معنونا إياها «لاعب النرد» وهامسا فيها: ومن حسن حظي أني أنام وحيدا فأصغي إلى جسدي من أنا لأخيّب ظن العدم؟ من أنا؟ من أنا؟ كان علينا أن نتأول هذا السؤال بكل آهاته التي تشي بجوابه، فلحظة الوجع الأولى تدفع بالناقد إلى الغيم فيلوذ بالمناجاة كأنه ينخرط في شعرية الحزن فيسأل: من سيعزي الشعرَ في يتمه؟ ثم يلفت إلى الراحل مرددا ومناديا: لماذا تركت الحصان وحيدا؟ فجواد الشعر مَن يركبه؟ وفارس القضية من يحمله؟ فأنت القضية والقضية أنت. ثم يستدرك بنفسه على نفسه: كنت فريدَ زمانك، وكنت تعرف ألا أحد يقوم مقامك، فجرّتَ قوالب الشعر حتى أَنَّ واشتكى، صهرت معادن اللفظ على أتون الأرض فانسكب الكلام نيرانا وزلازل، أيها الجليل ابن الجليل: آثرت الرحيل فلا تعتذر عما فعلت. وتقفز إلى الذاكرة كلمات له كتبها ولم يقرأها، فهو الذي حرر خطاب ياسر عرفات ليلقيه على منبر الأمم المتحدة في مطلع عام 1974، وختمه بتلك العبارة الشعرية المدوّية: لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي، لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي. كان محمود درويش رجلَ المهمات الشعرية الصعبة، اختار ذلك حتى لا يكون رجل المهمات الأخرى التي لا تقل عن الأولى صعوبة ولكنها ليست شعرية، فهو كائن أدمن شعرا حتى الرميم. ربما يَصدق عليه القول بأنه قناص ماهر يحذق فن استثمار الفرص الضائعة على الآخرين، وليس شيء من ذلك بشائن إياه لأنه قادر على تحويل الحجارة التائهة إلى معدن ثمين بفضل كيمياء الشعر. تألق شعره داخل القضية ثم تألقت ذاته حين تمرد على الناطقين باسم القضية وبعدها عاد الشعر معه متألقا في حُلى جديدة عند إعلان الفراق المراسمي. ليس أجدرَ بهذا الاحتفاء الجنائزي من استذكار الموت كما استشرفه «لاعب النرد» لاسيما والموت كان قد زاره ثم أمهلته الأقدار عقدا من السنين، وحين أفاق -عام 1998- من عملية القلب المفتوح التي أجريت له في باريس أدرك أنه أطلّ على الموت، ولكنه عاش التجربة بوعي عنيد، لأنه لم يرقب الموت كما كان له في بيروت، ولم يشهد حصاد سيف الموت كما سبق له أن شاهد ألف مرة، وإنما عاش تجربة المشارفة على حافة الموت ممتلئا بتجربة الألم، وبون شاسع بين حقيقة الموت في لحظة الاقتراب ولو تكررت وحقيقة آلام الجسد حين يتوجّع فتتعذب النفس، وحين يتلوّى فيُعتصر الوعيُ بقصور الذات اعتصارا. ما عرفه محمود درويش، وعاشه، واستفرغه حتى أفرغه، ربما يجعله من هؤلاء الذين إذا شاهدوا الموت المفاجئ والحاسم والذي يبرمه القضاء في برهة خاطفة آثروه وحسدوا صاحبه عليه لأنهم شفقاء بذوات الآدميّين وكل كائن حيّ جريح. جليّ واضح أن ما حل بالشاعر في شهر مارس 1998 لم يكن على قائمة التوقعات فأدار بصيرة الوعي على مدى مئة وثمانين درجة، وليس لأحد أن يندهش من غياب التوقع ولا أن يعاتب أو يلوم، وليس له أن يستنقص الشأنَ أو يَكيل بأصْراف الصِّغَر، فالشاعر شاعر ولو كان مثقفا بثقافة الكبار، والشاعر شاعر لأنه ليس فيلسوفا ولا حكيما، والشاعر شاعر لأنه يرثي الكون ومن عليه ولا يرثي نفسه. ستأتي جدارية محمود درويش عام 2000 وعلى صفحتها الأولى بخطه الحرفي أنها كتبت عام 99، وستأتي بالكثافة التأملية العالية في تجوال ذي بهاء موجع بين صوت أبي العلاء وهمس النّفّري وبعض ابتهالات ابن عربي، إلا أبا العتاهية فما كان له من رسم على واجهة الجدار، ولم يكن قيس بن الملوّح العامري أحسن منه حظّا في تعقب خطى الشعر الجديد. لم يكد يستنثر بعض شهيق الأزمة وما تلاها حتى أحس بالحاجة إلى الإفضاء بعد استمساك طويل فأرخى العنان إلى الحديث ليحاور «أنثى الماء» يتكلم ويبوح حتى لان كما سيلين بعد أن روض نفسه على طراوة القناة منذ زمن البدايات، وكان في حواره بوح لم تقله «الجدارية» رغم علو منزلتها بلا منازع وسيهمس في حواره وبين السطور أنه أحس بالشفاء يطرق بابه عندما سمع الماء، ففهم القراء أنه آمن برمز الحياة. (الصباح، تونس، 30 يناير 1998). تحدث محمود درويش حديث الحكماء المتعظين وحديث المكاشفين ببطء إدراك الحقائق فقال: «أشعر بعبثيّة الأشياء وبتفاهة الحياة، أشعر بثقل العجز الملقى على عاتق الإنسان، مُرّةٌ جدّا التجربةُ التي مررت بها، أفقدَتْني العلاقةَ مع المعنى، وتلاشت أمامي أهميّة الأشياء ووضعتني وجها لوجه أمام ضعف الإنسان وكيف نتساوى في المرض من حيث الهزيمة، أحسست أنه لا شيء يستحق ما كنت أمنحه إياه». ثم ينكشف عمق الاعتراف في بوح من السيرة الذاتية المنتظر الذي طال انتظار الناس إياه وما يجيء: «فكريا كنت أعرف العجز ولكن حين عشت الصراع مع الموت وجدت نفسي موضوعا لذلك الصراع، عشت الموت قبل سبع عشرة سنة في فينّا ولكن التجربة كانت مريحة، شاهدت الموت أبيض، غيمة مرت بسلام، أما هذه التجربة فكانت صراعات حقيقية لم أتحمل فيها قساوة الألم، لم أتحمل رؤية جسدي مهانا حتى إني فكرت في الانتحار وأنا على سرير المرض فقط من أجل إيقاف الصراع». ثم يفيض في تصوير مأساته حين أفاق ولم يستطع الكلام، وهو ما رددته جداريته حين كان يدوّن حواره مع الممرضة التي صوّرت له هذيانه عند أوان الغيبوبة: نسيتُ ذراعَيَّ، ساقَيَّ، والركبتين … نسيت وظيفة قلبي … نسيت التنفس من رئتيَّ نسيت الكلام أخاف على لغتي فاتركوا كل شيء على حاله وأعيدوا الحياة إلى لغتي … أريد الرجوع فقط إلى لغتي في أقاصي الهديل كانت الهزة عنيفة قوضت أركان الموثوقات التي عاش عليها محمود درويش فلم يتردد في القول وأُنثى الماء تحاوره: «كل ما كتبتُه سخيف ولو أمنح فرصة بداية حياتي من جديد لن أختار الشعر وسأعمل عملا يدويا». ولم يقل لنا ما هو. (*) أكاديمي ووزير سابق من تونس (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 17 سبتمبر 2008)

 تونس في17/09/2008                    
                                                 بسم الله الرحمان الرحيم                                                                      والصلاة والسلام على أفضل المرسلين                   الرسالة رقم 469                 
 بقلم محمد العروسي الهاني                       على موقع الحرية مناضل كاتب في الشأن                          الوطني والعربي والإسلامي                     

ما جدوى نشر الرسائل المفتوحة               إذا لم تجد العناية والاهتمام والمتابعة والدعم

  أعود من جديد للحديث عن موضوع الرسائل المفتوحة عبر موقع تونس نيوز منذ 30/12/2005. فقد تم نشر حوالي 25 رسالة مفتوحة للتاريخ إلى سيادة رئيس الجمهورية. خلال حوالي 33 شهر من ديسمبر 2005 إلى يوم 12/9/2008 وكلها رسائل معبرة وهامة ومفيدة شملت كل المشاغل وأحتوت على أعظم العناصر المؤثرة والمتعلقة بالحياة السياسية، والحزبية، والاجتماعية، والاقتصادية، والتربوية، والأخلاقية، والدينية، والديمقراطية، والإعلام، وحرية الرأي، والإصلاحات المقترحة ومواضيع شتى بحرية وصراحة ووضوح وبأسلوب حضاري نظيف وأخلاق عالية وروح وطنية سامية ووفاء وتقدير وبعد نشر هذه الدفعة الهامة من الرسائل التاريخية فكرت في نشر جلها في كتاب الوفاء الذي طبع يوم 23/7/2008 واهديت منه النسخة الأولى لسيادة الرئيس. وذهبت إلى قصر الجمهورية حرصا مني على تسليم الكتاب بصفة شخصية ووجدت ولمست عناية واهتمام من طرف المكلفين بإيصال الرسائل إلى أعلى هرم السلطة ورمز البلاد سيادة الرئيس. وأزداد حرصي بعد أن وجدت ولمست الاهتمام وفي 3 مناسبات اتصلت مباشرة بالقصر وسلمت رسائل أخرى منها ما يتعلق بخواطر حول مؤتمر التحدي ومقترحات هامة حول هياكل التجمع والديمقراطية الحزبية وتطوير المجلس الوطني المقاومين وكبار المناضلين ودور هذا المجلس واقتراحات أخرى هامة تشتمل على 22 مقترح. هذا في ما يخص الرسائل المتعلقة والمخصصة لسيادة رئيس الدولة. أما في خصوص الرسائل التي تهم المسؤولين والسادة الوزراء فقد نشرت حوالي 20 رسالة مفتوحة منذ نوفمبر 2006 إلى يوم 15/09/2008 منها رسالتين إلى سيادة الوزير الأول الأستاذ محمد الغنوشي ورسالتين إلى السيد فؤاد المنبع رئيس مجلس النواب وثلاث رسائل إلى السيد وزير الشؤون الاجتماعية ورسالتين إلى وزير التربية والتكوين السابق ورسالتين إلى السيد وزير الفلاحة السابق ورسالتين إلى السيد وزير المالية ورسالتين إلى السيد وزير التشغيل السابق ورسالة إلى السيد وزير الاتصال أعني الإعلام ورسالتين إلى السيد وزير الشؤون الدينية وكل الرسائل المفتوحة وجهت منها نسخ عبر مواقع الانترنات المخصصة للسادة الوزراء للتأكد من الاطلاع عليها. وكذلك رسالتين إلى الأخ الأمين العام للتجمع السابق حول مواضيع تهم كل الحياة الحزبية وتطوير هياكل التجمع وكل الرسائل تابعها الرأي العام عبر موقع تونس نيوز العالمي وبعض المواطنين في المهجر أعجبا بها وبمضمونها ومحتواها وبعضهم مشكورا علق عليها إيجابا وهذا دليلا قاطعا على قيمة وجوهر ومضمون الرسائل… وبعضهم في تونس أطلع عليها وقرأها بتأني وتركيز وبعضهم أعجب بالأسلوب والشجاعة والجرأة وصدق الأمانة ووفاء الرسالة ونبل التفكير وعمق الآراء والمقترحات وبعضهم قال كثر الله من أمثال هذا الكاتب الشجاع وبعضهم قال من أهل الوفاء والمسؤولية يا ليت هذه الرسائل يطلع عليها سيادة الرئيس شخصيا. وللأمانة ولله مناضل معروف قال لي يا ليت تصل هذه الرسائل إلى مكتب الرئيس وأحدهم مسؤول على جهاز سياسي وحزب سياسي قال أتمنى من القلب أن يهدي الله المحيطين بسيادة الرئيس حتى يطلع بنفسه على محتوى هذه الرسائل الشجاعة وقد قال لي هذا المسؤول يا ليت المحيطين مبلغون الرسائل بأمانة… وهذه أكبر رصيد وأعظم شهادة وأصدق تفكير لأن الجميع يريد الخير لتونس والجميع يريد خدمة الشعب والجميع يريد إبلاغ صوتهم إلى سيادة الرئيس وجلهم يقدرون دور الرئيس ومتابعته للملفات. وبعضهم يقول الرئيس ليس شمس تزرق على العالم. وفي المقابل قلت ما جدوى كل الرسائل التي ذكرتها إذا لم يأتي بالفائدة وتعود بالنفع على المجتمع والشعب؟؟؟ ومن الرسائل الهامة الرسالة المفتوحة إلى سيادة الرئيس يوم 29/08/2008 حول تسليط عقوبة إعدام العيش والخبزة      لمواطن شاب وأسرته في رمضان لم تجد الشربة ورسالة مماثلة إلى السيد الوزير الأول في نفس الغرض مؤرخة في 15/09/2008 حول الموضوع فهل من متابعة وهل من فائدة وهل القلوب الرحيمة وهل وصلتها رسائلي وسوف يذكرها التاريخ بأحرف ذهبية والتاريخ لا يرحم ودائما أقول أكتب للتاريخ.   قال تعالى : » واصبر وما صبرك إلا بالله »  صدق الله العظيم            محمد العروسي الهاني   مناضل له رأس مال كبير في حزب التحرير         الهاتف : 354 022 22

ملف الصحراء المغاربية مع تعيين روس

د. أحمد القديدي (*)     مع تعيين الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس وسيطا أمميا جديدا بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو يوم الأربعاء الماضي للتقدم بأزمة الصحراء المغاربية نحو الحل، يعتقد عدد كبير من المراقبين بأن أملا طفيفا بدأ يلوح في آخر النفق بعد عقود من الاختلاف والتهديد المتبادل وحتى المواجهة المسلحة. فالاتحاد المغاربي الذي أعلن عن تأسيسه عام 1989 ظل حبرا على ورق وحلما مجهضا رغم أنه الاتحاد المهيأ أكثر من سواه للبقاء بالنظر الى الوحدة الحضارية والتاريخية والمستقبلية والطبيعية والبشرية والاقتصادية لشعوبه، بالإضافة الى كفاح مشترك ومرير ضد الاستعمار الغاشم وتكامل نموذجي في كل المجالات الاجتماعية والصناعية. وهو ما يجعل حسرتنا على التفويت في الوحدة المغاربية تتحول الى يأس ثم الى قنوط ! هل يمكن اليوم مع تغيير الوسيط الأممي بضغط أمريكي مكثف توقع انفراج في هذا الملف المتشعب الذي انطلق منذ انسحاب الاستعمار الأسباني من الإقليم عام 1974 وانضمام الصحراء الغربية الى السيادة المغربية ثم بروز حركة انفصالية تنادي باستقلال كامل لما يعرف بجمهورية البوليساريو كدولة جديدة في الإقليم المغاربي تمتد على الساقية الحمراء ووادي الذهب. ومنذ ذلك التاريخ توسع الاختلاف ليشمل الجمهورية الجزائرية بالنظر الى أن رئيسها الأسبق الهواري بومدين ساند هذا الانفصال وقامت الدبلوماسية الجزائرية بدور نشط وحثيث لجمع الاعترافات بالفصيل الصحراوي من لدن عدة دول افريقية وآسيوية ثانوية الحضور والتأثير. وأصبح الاختلاف يتشكل في القانون الدولي تحت مسمى حق تقرير المصير، وهو حق أقره ميثاق منظمة الأمم المتحدة لكنه في هذه الحالة يثير الجدل ويستدعي فقها جديدا لتعريفه أو فرضه على واقع صعب من التناقضات والحقائق والطموحات الدفينة أو المعلنة لكل الشركاء. وظلت الحكومات المتعاقبة في الجزائر بعد وفاة المغفور له بومدين مستمرة في نفس النهج وعلى مدى العقود الثلاثة تفاقمت معضلة اللاجئين من أبناء الصحراء في مخيمات نصبت لهم في التراب الجزائري وظل الوضع غير متحرك ما عدا بعض المناوشات المسلحة المحدودة تردفها عمليات دبلوماسية وإعلامية لم تفلح في تغيير المشهد المتأزم ولا في اقتراح نوع من الوفاق يضمن حتى مجرد الاتفاق على معاني مصطلحات متداولة في الأزمة مثل حق تقرير المصير والاستفتاء والحكم الذاتي والاستقلال! إن الأسباب التي تجعلنا هذه المرة أقل تشاؤما هي التالية: 1) بعد أيام قليلة من زيارة السيدة رايس للمنطقة وتركيزها على ضرورة حل المعضلة، تم تعيين السيد روس من قبل الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون. 2) السيد روس يتحمل اليوم منصبا شديد الحساسية في وزارة الخارجية الأمريكية لأنه هو المنسق العام لما يسمى الحرب ضد الإرهاب وهو أقرب المساعدين للوزيرة. 3) انه بلا شك أحد أفضل الخبراء في الشؤون العربية في الإدارة الأمريكية لأنه كان سفيرا لبلاده في دمشق ثم في الجزائر وقام بلعب دور أساسي في المفاوضات بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل منذ الثمانينات والتي أدت الى أوسلو. 4) هو مطلع على الملفات العربية وعلى الحضارة العربية من خلال اللغة والتاريخ، وبالتالي المؤهل الطبيعي للقيام بدور الوسيط الأممي في الأزمة المغاربية . 5) يأتي السيد روس بعد أن جرب السيد جامس باكر حظه على مدى ست سنوات و فشل وعوضه الدبلوماسي الهولندي السيد بيتر فان ولسوم الذي ارتكب هفوة إعلامية بالإدلاء بتصريح منحاز لا يتلاءم مع مهمته الدقيقة. ويبدو أن جبهة البوليساريو تطالب بوسيط أمريكي مقرب من أجهزة القرار الرسمي للبيت الأبيض وتؤيدها الجزائر في هذه الرغبة. مهما تكن التوقعات والنوايا فان الأطراف المعنية بقضية الصحراء (ولا نقول الطرفين) مدعوة الى قبول بعض التنازلات في إطار القانون الدولي وفي كنف صيانة الأمن الإقليمي المغاربي من كل ما من شأنه إثارة نعرات قديمة وتصفية حسابات عرقية وتعريض الإقليم الى هزات قد لا ندرك اليوم تداعياتها، مما سيهدد منطقة البحر الأبيض المتوسط بهبوب عواصف عنيفة في محيط قومي و دولي محفوف بالمخاطر. فالاتحاد الأوروبي يدرك بأن المغرب العربي لا تفصله عنه سوى مسافة 14 كيلومترا في مضيق جبل طارق بن زياد بالإضافة الى تشابك مصالحه الحيوية مع المغاربيين بسبب وجود جالية مغاربية كثيفة العدد وبعيدة التأثير في دول الاتحاد. ثم ان الإدارة الأمريكية تجد في الأزمة طريقا سالكة للقيام بأدوار جديدة بعد أن اتضح لها على ما يبدو أن باريس لا تؤديها كما يجب في إقليم أصبح يستدعي الطموحات الأوروبية والأمريكية و الروسية و الصينية.. والإيرانية بأشكال مختلفة وغايات متنوعة. (*) كاتب وسياسي من تونس (المصدر: صحيفة ‘الشرق’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 17 سبتمبر 2008)  


الاعتذار عن الظلم الاستعماري.. عُقدة العلاقات المغاربية-الأوروبية (1)
  رشيد خشانة    رغم التقدم الذي حققته العلاقات الاقتصادية بين بلدان المغرب العربي وأوروبا، مازالت هناك عقبة معنوية وثقافية تحول دون إقامة تعاون متكافئ بين الجانبين، هي عقدة التاريخ، فالأوروبيون يرفضون في الغالب الاعتراف بالجرائم الاستعمارية التي حصدت ملايين الشهداء، ودمرت قرى وأحياء بكاملها، وقضت على معالم حضارية وتراثية يستحيل التعويض عنها. احتلت فرنسا الجزائر بين 1830 و1962، كما احتلت المغرب بين 1912 و1956، وتونس بين 1881 و1956، واحتلت إيطاليا ليبيا بين 1911 و1943 تاريخ انهيار نظام الدكتاتور بنيتو موسوليني أواخر الحرب العالمية الثانية (لتحل محلها بريطانيا)، فيما احتلت إسبانيا كامل الشمال المغربي ومنطقة سيدي إيفني في الجنوب والصحراء الغربية، إضافة لمدينة سبتة التي تخضع لسيطرة إسبانيا منذ عام 1580، فيما احتُلت مليلية المجاورة لها منذ عام 1496، وفي الوقت الذي اعترفت فيه إيطاليا بماضيها الاستعماري ووعدت بإعطاء تعويضات لليبيين الذين احتلت بلدهم وأبعدت أسرهم إلى الجزر الإيطالية، مازال ذلك الإرث يشكل عُقدة العلاقات الجزائرية – الفرنسية، ومازالت قضية مدينتي سبتة ومليلية تُسمم العلاقات بين الجارتين الرباط ومدريد. وتُحيل هذه التجاذبات إلى الحقبة التي عاش فيها المغرب العربي في ظل الاحتلال العسكري الأوروبي خلال القرنين الماضيين، والتي تستعيدها الذاكرة كلما حل مسؤول من الدول الاستعمارية السابقة في بلد مغاربي. هكذا كان الشأن مع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك خلال زياراته للجزائر، وكذلك خلال الزيارتين اللتين قام بهما خلفه ساركوزي، ولوحظ الأمر نفسه مع المسؤولين الإيطاليين الذين زاروا ليبيا طيلة الفترات السابقة، أما الزيارة التي قام بها ملك إسبانيا، خوان كارلوس، إلى المدينتين المحتلتين في شمال المغرب فصبت الزيت على المشاعر الملتهبة لدى المغاربة الذين لم يفهموا كيف جلا المُستعمر الأوروبي عن جميع المناطق في القارة الإفريقية عدا مدينتيهم السليبتين والجزر التابعة لهما. وكان الملك ألفونسو، جد خوان كارلوس، آخر عاهل إسباني زار سبتة ومليلية عام 1927، وفي يناير 2006 زارهما رئيس الوزراء الإسباني الحالي خوسيه لويس ثاباتيرو، في أول زيارة على هذا المستوى منذ عام 1980. إلا أن خوان كارلوس كان يُنظر إليه في الرباط على أنه فوق تلك الصراعات، وأنه كان يميل دائماً إلى ترجيح كفة الصداقة التقليدية مع الجار المغربي، خصوصا أنه دفع في اتجاه التسوية السلمية مع المغرب لدى توليه مقاليد الحكم في بلاده بعد رحيل الجنرال فرانكو في السبعينيات، وأبرمت بلاده في الأسابيع الأولى لاعتلائه العرش «اتفاق مدريد» الذي سُجّل وثيقة رسمية في الأمم المتحدة لإنهاء نزاع الصحراء الذي كان قائماً وقتذاك بين المغرب وإسبانيا.   سكين في الجرح صحيح أن بعض المحللين اعتبروا تلك الزيارة المفاجئة للملك وقرينته ردا على الفرقعة الإعلامية التي أحدثها ساركوزي في وقت سابق من العام الجاري بزيارته «التاريخية» لطنجة التي تقع في قلب المنطقة الخاضعة سابقا للاحتلال الإسباني، ولعل ما زاد من حنق الإسبان إعلان الرئيس الفرنسي عن مراحل مشروع «الاتحاد المتوسطي» من طنجة نفسها، وكأنه جاء ليكرس سبقا فرنسيا على جارتيه المتوسطيتين إسبانيا وإيطاليا، وصحيح أيضا أن بعض الأحزاب الإسبانية يستخدم التشدد في ملف سبتة ومليلية ورقة في السباق الانتخابي، خاصة أن زيارة العاهل الاسباني أتت قبل بضعة أشهر من الانتخابات البرلمانية، لكن بعيدا عن تلك الاعتبارات الظرفية، حركت الزيارة الملكية لسبتة ومليلية السكين في جروح المغاربة، فاستدعوا سفيرهم من مدريد، وهبت جموعهم تتظاهر ضد الزيارة التي أدانها الملك محمد السادس نفسه. وعبر مجلس الوزراء المغربي، في بيان صدر عقب اجتماع طارئ خصصه للموضوع، عن إدانته القوية واستنكاره الشديد للزيارة «غير المسبوقة» معتبراً إياها «خطوة غير مجدية تسيء إلى المشاعر الوطنية» للمغاربة. وينطلق المغاربة في تعاطيهم مع هذا الملف من الحقائق التاريخية وبدهيات الامتداد الجغرافي، مُعتبرين أن الحكومة الإسبانية أخلّت «بمنطوق وروح معاهدة الصداقة وحسن الجوار» المبرمة بين البلدين في مطلع تسعينات القرن الماضي، غير أن الواضح أن الحكومة المغربية لا تستطيع، ولا ترغب في استخدام القوة لاستعادة المدينتين والجزر التابعة لهما، وتُشدد على أن «أفضل أسلوب لتسوية هذا النزاع الترابي هو التزام فضائل حوار نزيه وصريح ومنفتح على المستقبل» مثلما قال بيان العاهل المغربي. ومن هذه الزاوية، ينبغي فهم الموقف المغربي الذي يرى أن المخرج الوحيد للمحافظة على علاقات جيدة بين المغرب وإسبانيا وحماية السلام في حوض المتوسط، يتمثل في فتح مفاوضات تؤدي إلى «تحديد إجراءات عودة سبتة ومليلية إلى الوطن الأم». وكانت الرباط قد طرحت قبل سنوات اقتراحاً بتشكيل فريق عمل مغربي- إسباني «يبحث في مستقبل المدينتين المحتلتين من منطلق معاودة السيادة المغربية عليهما مع الحفاظ على المصالح الاقتصادية والتجارية لإسبانيا». غير أن الاقتراح لم يلق سبيلا إلى ترجمته في الواقع، كما أن الرباط كانت قد احتجت رسمياً على إدراج المدينتين في مجال «تشينغن» الأوروبي، وأكدت لإسبانيا وبلدان الاتحاد الأوروبي أن المدينتين واقعتان في شمال القارة الإفريقية، ويفصلهما البحر المتوسط عن أوروبا، فضلاً عن وثائق ووقائع تاريخية تؤكد مغربيتهما. إلا أن أبرز مواجهة بين البلدين كادت تتطور إلى تصعيد عسكري حدثت عام 2003 بسبب الخلافات بين الرباط ومدريد على جزيرة «ليلى» غير المأهولة، فحين نشر المغرب قوات أمنية في الجزيرة في إطار «الحرب على الهجرة غير الشرعية»، ردت إسبانيا، خلال عهد الحزب الشعبي بزعامة رئيس الوزراء السابق خوسيه ماريا اثنار، باجتياح الجزيرة عسكرياً، ما حدا بالإدارة الأميركية إلى التوسط لإعادة الأمور إلى وضعها السابق. غير أن الأزمة بين البلدين الجارين استمرت في التفاعل الذي كان بلغ ذورته لدى سحب الرباط سفيرها من مدريد، إلى حين فوز الحزب الاشتراكي بزعامة رئيس الوزراء الحالي ثاباتيرو في انتخابات ربيع 2004. وعرفت علاقات البلدين في عهده تطوراً سياسياً وانفتاحاً متزايداً، توّج بمعاودة إبرام اتفاق الصيد الساحلي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، علما أن أسطول الصيد الإسباني هو المستفيد الأول من الاتفاق، نظرا إلى أعداد البواخر الإسبانية التي تصيد في السواحل المغربية.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 17 سبتمبر  2008)  

 

 

Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.