الثلاثاء، 11 يناير 2011

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°3885 du 11.01.2011  

archives : www.tunisnews.net

الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب

 


حــرية و إنـصاف:تواصل وتوسع حركة الاحتجاج

السبيل اولاين:أحداث ملتهبة في العاصمة وموقف مشرّف للجيش الوطني

السبيل اولاين: اشتباكت عنيفة بالعاصمة وحظر التجول في تالة

 مجموعات من لصوص التجمع بالتعاون مع التلفزة التونسية تشوه انتفاضة الفقراء

أحداث وراءها مجموعة إرهابية ملثمة 1

كلمة:نداء عاجل لإغاثة تالة و القصرين

مسعود الرمضاني:تهديد رئيس الفرقة المختصّة بالقيروان

كلمة:اختطاف الصحفي نزار بن حسن من منزله

السبيل اولاين:الإعتداء بالعنف الشديد على الناشط الحقوقي عبد اللطيف البعيلي

كلمة:تونس تعتدي بالعنف على فنانيها

كلمة:حملات اعتقال واسعة في سوسة وسيدي بوزيد

 الحزب الديمقراطي التقدمي:بــــــــــلاغ صحفي حول الاعتقالات بسيدي بوزيد

كلمة:اتحاد الشغل يقرر إضرابات عامة جهوية

الإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة:دعـــــو ة

اللجنة الجهوية لمساندة أهالي سيدي بوزيد:إضراب عام الخميس 13جانفي2011

اجتماع عام بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين: بيان

تحالف المواطنة والمساواة:ندوة صحفية

اللجنة الجهوية لمساندة ودعم الحراك الإجتماعي:بيان تأسيســـي

كلمة:مواقف سياسية من أحداث تونس

الصباح:تونس ترد على تصريح الناطق بإسم الخارجية الأمريكية

بيان حزب العمّال إلى الشعب التونسي وقواه الديمقراطيّة

رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي لـ »الخبر »انتفاضة سيدي بوزيد نزعت الماكياج عن وجه نظام بن علي القبيح

د.منصف المرزوقي:إنه المنعطف في معركة الاستقلال الثاني

الشيخ راشد الغنوشي:انتفاضة سيدي بوزيد إلى أين؟ 

عادل الزّيتوني :قراءة عاجلة في معركة شعبنا المتواصلة في وجه الطّغيان

الطيب البكوش:ما بعد سيدي بوزيد

د.خــالد الطراولي:سيدي بوزيد وأزمة المعارضة : سؤال الموت والحياة (الحلقة الثانية)

مالك الشراحيلي:واجب المعارضة

السيد عبد السلام :حداد في جلسات المسار الديمقراطي على شهداء احتجاجات تونس

تدخل المهدنس عبدالكريم الهاروني والأستاذ الهماهمي العياشي على قناة الجزيرة

برنامج ما وراء الخبر:استمرار الاحتجاجات في تونس والجزائر

نحن التونسيون المقيمون في ليبيا:دعوة

الجالية التونسية المقيمة بالدائرة القنصلية بطرابلس نستنكر وبشدة

الصحف السويسرية: « دوامة القمع الدموي » في تونس تؤشر إلى « منعرج حقيقي » ابوجعفرالعويني:الإرهاب الشّابع محمد الطاهر القنطاسي:تكلم دع الصمت للحجر ولا تنتحر

اريبيان بزنس:تفوق الإعلام الشعبي على الإنترنت في تغطية قمع مظاهرات الجزائر وتونس

محيط: »الفاينانشيال تايمز »: « انتفاضة تونس » تنتقل للعرب عبر الانترنت

الأهرام:وجهة نظر إسرائيلية في المظاهرات والاحتجاجات التونسية

النشرة الدورية للقائمة البريدية لموقع الشيخ عبد الرحمن خليف  العدد32 _ حصاد شهر المحرم 1432

هشام موفق:الإنترنت توثق احتجاجات الجزائر


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  نوفمبر 2010

https://www.tunisnews.net/30Decembre10a.htm


الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في  03 صفر 1432 الموافق ل 11 جانفي 2011 تواصل وتوسع حركة الاحتجاج


تتواصل الاحتجاجات في عديد المدن التونسية لتشمل مدنا جديدة ولتتخذ أشكالا متنوعة، فقد شهدت  أحياء التضامن والتحرير وابن خلدون بتونس العاصمة مواجهات عنيفة بين الشبان الغاضبين وقوات الشرطة امتدت إلى ساعة متأخرة من الليل، واستعملت هذا القوات القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي لتفريق المواطنين.

وفي تونس أيضا تم الاعتداء بالعنف نهار اليوم بشارع الحبيب بورقيبة وبالقرب من سفارة فرنسا على عدد من المحامين والحقوقيين، كما تمت محاصرة مقر الحزب الديمقراطي التقدمي ومقر نقابة الصحفيين التونسيين بأعداد كبيرة من أعوان البوليس السياسي. 

وشهدت معتمدية قصر قفصة ليلة الاثنين إلى الثلاثاء 11 جانفي 2011 مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات الشرطة التي استعملت الغازات المسيلة للدموع والاقتحامات والمداهمات حيث تم اعتقال عديد المواطنين وتقديمهم صباح  اليوم إلى المحاكمة دون تمكينهم من حقوق الدفاع.

وفي مدينة باجة قام النقابيون والحقوقيون بالجهة على الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم الثلاثاء 11 جانفي 2011 بتجمع داخل مقر الاتحاد الجهوي للشغل وتمت محاصرتهم داخل المقر من قبل قوات كبيرة من الشرطة، وقد نجح عدد من المواطنين في فك هذا الحصار ثم خرجوا في مسيرة للتعبير عن تنديدهم بقتل المواطنين بالرصاص الحي من قبل أعوان الشرطة في عدد من المدن التونسية إلا أنه تم قمع هذه المسيرة ولا يعلم إلى حد الآن عدد الضحايا أو حجم الأضرار الناتجة عن هذه المواجهات.

كما شهدت مدينة بنقردان صباح اليوم الثلاثاء مسيرة شعبية عارمة رفعت فيها عديد الشعارات المطالبة بالتشغيل والمنددة بالتدخل الهمجي لقوات الشرطة ضد المواطنين العزل والذي أدى إلى سقوط ضحايا بالعشرات بين قتيل وجريح، وقد قامت عناصر البوليس السياسي باعتقال الناشط النقابي والحقوقي السيد أحمد العماري واقتياده إلى جهة مجهولة. وشهدت مدينتا تاجروين والكاف يوم الاثنين 10 جانفي مواجهات عنيفة بين قوات الشرطة والمتظاهرين الذين خرجوا للاحتجاج عن المجزرة التي ارتكبتها قوات الشرطة في سيدي بوزيد ومنزل بوزيان وتالة والقصرين.

وقد قامت عناصر البوليس السياسي باعتقال عدد من المناضلين السياسيين ينتمون للحزب الديمقراطي التقدمي نذكر من بينهم نزار بلحسن ورشاد شوشان في الشابة والصحبي الخلفاوي وبلال الطرابلسي في تونس ولسعد البوعزيزي وعلي البوعزيزي في سيدي بوزيد.

وفي مدينة تالة ذكر شهود عيان تمركز عدد من عناصر الشرطة  »القناصة  »على أسطح عدد من المباني العالية كما تم تحذير المواطنين عبر مضخمات الصوت بعدم التنقل داخل المدينة إلا بشكل فردي. وحرية وإنصاف 1) تطالب السلطة بعدم التمادي في المراهنة على الأسلوب الأمني في التعامل مع الحركة الاحتجاجية الشعبية والسلمية التي عمت مختلف جهات البلاد وتحمل السلطة المسؤولية على ما يمكن أن ينجر عن هذا الخيار ممن أخطار على المواطن والوطن وتطالب بإطلاق سراح كل المعتقلين ورفع الحصار على ولايتي سيدي بوزيد والقصرين.

2) تستنكر بشدة الحالة المأساوية التي آلت إليها الأوضاع بمدينة تالة حيث بلغ الأمر حد حظر التجول بالنهار وإلزام المواطنين بالتنقل فرادى لقضاء شؤونهم مما اشاع مناخا من الرعب وتدعو إلى رفع هذا الحصر عن مدينة تالة فورا. 3) تحيي الجهد البطولي للإطار الطبي وشبه الطبي بالمستشفى الجهوي بالقصرين وتضحياته الجسام رغم محدودية الإمكانيات وغياب الإمدادات أمام الحجم الكبير للضحايا والجرحى.

4) تدين بشدة محاصرة مقر الحزب الديمقراطي التقدمي ومقر نقابة الصحفيين والاعتداء بالعنف على مجموعة من المحامين بشارع الحبيب بورقيبة أمام سفارة فرنسا وذلك للحيلولة دون انطلاق مسيرة سلمية من أمام تمثال العلامة ابن خلدون وتعتبر ذلك اعتداء على الحق في الاجتماع والتظاهر السلمي في تناقض صارخ مع الخطاب الرسمي.

5) تعبر عن بالغ اشغالها لتنامي ظاهرة خطيرة تتمثل في وقوع اعتداءات معزولة استهدفت واجهات بعض البنوك وحرق بعض السيارات الخاصة في عدد من مدن البلاد ليلة أمس 10 جانفي 2011 وذلك في غياب أية حركة احتجاجية أو تظاهر في الشارع رغم الاستنفار الأمني في هذه المناطق وتحذر من هذه المحاولات التي تهدد بالانحراف   بالحركة الاحتجاجية السلمية وإلصاق تهم الإجرام والإرهاب بها.

عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

شهيدا منزل بوزيان: 1) محمد العماري 2) الخذري تحيين قائمة شهداء مدينة القصرين يوم 10/01/2011: 1- بلقاسم غضباني   2- عبدالباسط قاسمي  3-  محمد خضراوي  4- وليد سعداوي  5- محمد نصري (12 سنة)  6- وليد قريري 7- أحمد جباري )شيخ 60 سنة)   8- حمزة منصوري  9– صالح القرميطي. اما الجرحى فتقدر اعدادهم بالعشرات تصحيح نسيم الجلالي الذي ورد اسمه في عداد الشهداء يوم 09/01/2011 لم يمت و مازال حيا يرزق ملاحظة قائمة أولية في القتلى وبعض الإصابات البليغة ليوم أمس الأحد 09/01/2011: أسماء شهداء مدينة الرقاب ولاية سيدي بوزيد أمس الأحد 09/01/2011: 1)    رؤوف الكدوسي 2)    منال بوعلاقي (امرأة متزوجة غير مشاركة في الأحداث قتلت بالرصاص) 3)    محمد بن علي جابَلّي 4)     تزار السليمي  5) بلال الخليفي أسماء شهداء القصرين وتالة أمس الأحد 09/01/2011: 1- صابر رطيبي  -2احمد بولعابي  -3نوري بولعابي 4- شنيتي غسان  -5محمد امين مباركي  -6صلاح فريضي -7 محمد اسودي  -8رؤوف بوزيدي  -9احمد رطيبي -10 عبد القادر بولعابي  -11عبد القادر غضباني  12- صالح بن محمد دشراوي  -13رابح نصري  -14 محمد عمري -15 نزار قريري  16  –  مروان بولعابي  17- ياسين الرطيبي 18 ناجي الشعباني في الإنعاش: 1- رمزي عسيلي  -2 نور الدين بولعابي  -3 كمال عيدودي -4 اشرف سويقي قسم العظام: 1- بلال دلهومي  2- ايوب عصيدي  3- نزار عبدلي  4- مقداد بولعابي  5- رمزي سائحي 6 نزار عبائد  7- مكرم ميساوي 8- قيس نصري


عاجل..أحداث ملتهبة في العاصمة وموقف مشرّف للجيش الوطني


السبيل أونلاين – تونس – عاجل

أكدت مصادر السبيل أونلاين أن الهيئة الإدارية الوطنية للإتحاد العام التونسي للشغل والمنعقدة اليوم الثلاثاء 11 جانفي 2011 ، قررت وبشكل إستثنائي القيام باضرابات جهوية و قطاعية عامة في كامل تراب البلاد التونسية إحتجاجا على إطلاق الرصاص الحي على المواطنين العزل بكل من سيدي بوزيد و القصرين .

من أجهة أخرى أبلغ شهود عيان ان جنودا من وحدات الجيش الوطني صوّبوا رشاشاتهم نحو العشرات من رجال الشرطة مهددين إياهم بالقتل إن لم يتراجعوا ، حينما ركض مجموعة من المواطنين نحو شاحنات للجيش للإحتماء بها هربا من مطاردات فرق مكافحة الشغب .

وفي حي التضامن بالعاصمة وقع حرق مركز الشرطة بحي 105 ومحاصرة المتظاهرين لمركز الحرس الوطني والأعوان بداخله ، وهناك حديث عن اصابات في صفوفهم و قوات البوليس تطوّق الحي والاحياء المجاورة ورائحة الغاز تعمّ المنطقة وسماع أصوات اطلاق نار . ولاحظ شاهد عيان مشاركة شبان من الأحياء المجاورة وخاصة أبناء حي العمران الأعلي ونزولهم إلى حي التضامن وحي الإنطلاقة .

وفي حي الانطلاقة وقع حرق حافلة شرطة ، وقوات البوليس تطلق الغاز المسيل للدموع .

(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 11 جانفي 2011 )

 


عاجل… اشتباكت عنيفة بالعاصمة وحظر التجول في تالة


السبيل أونلاين – تونس – عاجل

عاجل :منذ حوالي ساعة وتحديدا عند السّاعة السّابعة والرُّبع مساء بتوقيت تونس .. مُظاهرات واشتباكات مع البُوليس في حيّ 106 و105 أكبر أحياء حيّ التّضامُن – وهو بدوره أكبرُ الأحياء الشّعبيّة المُتاخمة لتُونس العاصمة – وأنباء عن ضحايا في صفُوف الشّباب المُحتجّ ، وحرق مركز حرس 18 جانفي و الان المواجهات في الانطلاق .

عاجل..حظر التجول في مدينة تالة التابعة لولاية القصرين والبوليس يجوب الشوارع بالعربات ويهدد من خلال مكبرات الصوت بإطلاق النار على أي تجمع للمواطنين يضم أكثر من شخصين ومصادر حقوقية ونقابية تأكد أن الأهالي قلقين من هذا الوضع ويحتاجون إلى مواد الحياة الأساسية وينتظرون الأسوء…وأكدت مصادر حقوقية أن عدد الشهداء في الأحداث الجارية لا يقل عن 35 شخصا وهو رقم غير نهائي ومرشّح للإرتفاع عدى الجرحى والمعتقلين …والمواطنون في سيدي بوزيد والقصرين وتالة يتحدثون أن قوات البوليس في حالة سكر واضع وتتصرف مع المواطنين كالعصابات ولا تتورع عن التهديد بالإعتداء على أعراضهم ودمرت بعض ممتلكاتهم وتهدد بقتلهم وبالخصوص في تالة التي سرى فيها رسميا حظر التجوّل .

(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 11 جانفي 2011 )


 مجموعات من لصوص التجمع بالتعاون مع التلفزة التونسية تشوه انتفاضة الفقراء


القصرين  -مصادر نقابية ومحلية –  قامت مجموعات من لصوص التجمع باقتحام بعض المحلات التجارية ليلا في محاولة لتشويه العملية الاحتجاجية وتجريمها.وقدكانت العصابات تجوب المدينة ليلا لتخريب بعض الممتلكات الخاصة بحضورشهود الزور من قناة تونس7 متخفيين داخل سيارات الاسعاف لتصوير ما يحدثوتسويقه للرأي العام على أنه عمل اجرامي قامت به عصابات الملثمين .

ويجدر بالذكر أن اطرافا تجمعية شرعت في نشر فيديوات مفبركة ومقتطعة من سياقهاوتعود لتواريخ قديمة على شبكة الفايسبوك (جزء من فيديو قديم لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ….فيديو لعمليات نهب لمخزن للخمور في القيروان حدثت منذ عامين اثر نشوب حريق به …إلخ

http://www.facebook.com/note.php?note_id=168298846548327&id=189381554411547#!/TunisNews

مراسلة خاصة


أحداث وراءها مجموعة إرهابية ملثمة 1


http://www.facebook.com/video/video.php?v=117767591629489 أحداث وراءها مجموعة إرهابية ملثمة 2 http://www.facebook.com/video/video.php?v=133478160048560 روبرتاج حصري في الرقاب TF1 http://www.facebook.com/video/video.php?v=133546780041698



نداء عاجل لإغاثة تالة و القصرين


حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 11. جانفي 2011 توجه عدد من الطواقم الطبية في مدينتى القصرين وتالة بنداء عاجل من اجل توفير المستلزمات الطبية و السماح للمواطنين بالتبرع بالدم ، وتوجه الأطباء بدعوة عاجلة لزملاءهم في مختلف المدن التونسية لتوفير الإطار البشري وتوفير كميات من الدواء ذاكرين ان غرفة العمليات الوجودة في مستشفى القصرين لا تلبي الحاجة (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 11 جانفي 2011)

 


تهديد رئيس الفرقة المختصّة بالقيروان


أنا المواطن مسعود الرمضاني ، ناشط حقوقي ونقابي بالقيروان، أود إعلام الرأي العام أن المدعو عبد الرحيم السلامي ، رئيس فرقة الشرطة المختصّة، قد وجه لي اتهاما خطيرا وتهديدا صريحا اليوم صباحا حين كنت صحبة بعض أهالي الموقوفين على خلفية مظاهرات الأمس أمام منطقة الشرطة حيث قال لي:

« أنت شعّلت البلاد أمس وتو تشوف أش يصيرلك  هالنهارات الجاية » وان كنت لا أخشى تهديداته، فإنني أريد أن يعلم الرأي العام بما يلي: – إن المسيرات التي وقعت هذه الأيام والتي ساهمت في تأطيرها صحبة زملائي النقابيين والنشطاء والأساتذة كانت سلمية و لم تحدث فيها أية تجاوزات سواء كان ذلك ضربا أو تكسيرا أو حرقا أو اعتداء على الأملاك  الخاصة أو العمومية، وذلك بشهادة حتى مسؤولين جهويين. – إن مثل هذه التهديدات لن تمنعني من مواصلة نضالي من اجل الحق في التعبير والتظاهر واحترام حقوق الإنسان. – إنني سأتقدم بشكوى، موثقة بالشهود،  إلى السيد وكيل الجمهورية بالقيروان ليكون القضاء على بيّنة في حالة  حصول مكروه  لشخصي او عائلتي من قبل الشخص المذكور. مسعود الرمضاني


اختطاف الصحفي نزار بن حسن من منزله


الثلاثاء, 11. جانفي 2011 تدعو أسرة راديو كلمة كافة الزملاء الصحفيين والإعلاميين والمنظمات الحقوقية وجمعيات المجتمع المدني والأحزاب السياسية واتحاد الشغل إلى التجند من أجل إطلاق سراح نزار بن حسن مراسل راديو كلمة بالشابة الذي اختطف اليوم الثلاثاء 11 جانفي على الساعة الواحدة من قبل مجموعة من الأمن الرئاسي من منزله على متن سيارة رباعية الدفع، ونطاب جميع الفعاليات للتجند من أجل ضمان سلامته. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 11 جانفي 2011)

 

 


الإعتداء بالعنف الشديد على الناشط الحقوقي عبد اللطيف البعيلي


السبيل أونلاين – تونس – عاجل

تعرض الناشط الحقوقي عبد اللطيف البعيلي اليوم الثلاثاء 11 جانفي 2011 وفي حدود الساعة منتصف النهار ، إلى إعتداء بالعنف الشديد من طرف البوليس السياسي مما خلف له كسرا في أنفه وزرقة على مستوى عينه اليسري ورضوض في ظهره من جراء ركلة قدم ، وذلك أمام المسرح بشارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة .

وحدث الإعتداء أثناء مسارعة البعيلي لنجدة مجموعة من الفنانات من بينهن جليلة بكار ورجاء بن عمار واللاتي كن يستصرخن الرجال بقولهن « فماش رجال في تونس » وقد تعرضت الفنانات اللاتي كنّ يعتزمن الإعتصام أمام بناية المسرح لمساندة التحركات الإحتجاجية في تونس إلى الضرب وقد شوهدت رجاء بن عمار ممزقة الثياب وعليها أثر التعنيف .

ونقل عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية لحقوق الإنسان عبد اللطيف البعيلي إلى المستشفى أين تلقى الإسعافات . وفي اتصال منذ قليل أعلم البعيلي أنه متابع من طرف سيارة للشرطة وأنه يحمّل البوليس كل ما يمكن أن يتعرض له .

 

(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 11 جانفي 2011 )


تونس تعتدي بالعنف على فنانيها


حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 11. جانفي 2011 علمنا للتو بأنه قدم تم تفريق « فلاش موب » كان مقررا عند منتصف نهار اليوم أمام المسرح البلدي دعت إليه مجموعة من الفنانين وشارك فيه اسماء معروفة مثل رجاء بن عمار، علياء السلامي، نصر الدين السهيلي، أحمد أمين بن سعد وآخرون. وقد دعا أصحاب هذه الفكرة الفنانين لارتداء ثياب سوداء والوقوف أمام المسرح البلدي على الساعة منتصف النهار حدادا على أرواح قتلى التحركات الاحتجاجية ورفضا للعنف. ولكن قوات الأمن بالزي المدني والرسمي المرابطة منذ الصباح بأعداد هائلة في شوارع العاصمة منعت الفنانين من الاقتراب من محيط المسرح البلدي واعتدت بالعنف على كل من رجاء بن عمار ونصر الدين السهيلي الذي نقل إلى المستشفى لإصابته بعدة رضوض وكدمات في حين نقلت رجاء بن عمار إلى فضاء التياترو لحمايتها من الاعتداءات المتكررة من البوليس الذي ظل يلاحق المجموعات قصد تفريقها بالعنف اللفظي والجسدي. والفلاش موب هو تجمع والتقاء في مكان معين لمدة وجيزة يتم الاتفاق عليه عبر الأنترنات وهو حركة رمزية للاحتجاج على القمع والحجب والعنف. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 11 جانفي 2011)


حملات اعتقال واسعة في سوسة وسيدي بوزيد


الثلاثاء, 11. جانفي 2011 شنت قوات الأمن حملة اعتقالات واسعة في مدينة سوسة على خلفية الاحتجاجات التي شهدها حي الرياض وقد علمنا أن عدد الاعتقالات مجهول فيما ثبت اعتقال الناشطة بلقيس رقية وأميرة نويرة وفوزي حميدات و الكاتب العام للنقابة الأساسية لنزل تاج مرحبا فتحي القابسي.كما علمنا أن حملة اعتقالات مشابهة تشهدها مدينة سيسدي بوزيد وتشمل خصوصا رجال التربية و التلاميذ. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 11 جانفي 2011)

 


بــــــــــلاغ صحفي حول الاعتقالات بسيدي بوزيد


تم صباح اليوم إيقاف الأخ محمود الغزلاني الكاتب العام  لجامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بسيدي بوزيد  وكانت قوات أمنية قد أقدمت مساء أمس 10 جانفي 2011 على اعتقال الأخوة   علي بوعزيزي وعبد الرزاق العياشي وإبراهيم الفتيني أعضاء الجامعة بالجهة  إلى جانب العديد من المناضلين النقابيين والحقوقيين

و تأتي هذه الاعتقالات لكوادر حزبية ونقابية في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلى خطوات إنقاذ جريئة  لمعالجة الأزمة المتفجرة التي تمر بها تونس

و الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يحمل الحكم مسؤولية تدهور الأوضاع بإصراره على اتباع سياسة القبضة الحديدية والحلول الأمنية التي أكدت الأحداث فشلها في الالتفاف على المطالب المتأكدة للإصلاح السياسي يطالب بإطلاق سراح مناضليه وكافة المعتقلين فورا ويؤكد أن هذا الاستهداف لن يثني الحزب عن القيام بدوره الوطني في هذا الظرف الدقيق.

مية الجريبي الأمينة العامة


اتحاد الشغل يقرر إضرابات عامة جهوية


حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 11. جانفي 2011 في تطور هام قرر الاتحاد العام التونسي للشغل عبر هيئته الإدارية المنعقدة يوم الثلاثاء 11 جانفي فتح الباب أمام كل الاتحادات الجهوية لإعلان الإضراب العام عبر كامل تراب الجمهورية احتجاجا على إطلاق الرصاص الحي على المواطنين العزل بكل من سيدي بوزيد والقصرين . وكان الاتحاد الجهوي بسيدي بوزيد أعلن في وقت سابق إضرابا جهويا عاما يوم 12 جانفي الجاري. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 11 جانفي 2011)


الإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة جندوبة في 11/01/2011 دعـــــو ة


الى كافة التشكيلات النقابية وعمال جهة جندوبة   تحية نقابية وبعد ؛ يتشرف المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة بدعوة أخوتكم لحضورالتجمع العمالي المقرر عقده يوم الخميس 13 جانفي 2011 بمقره على الساعة منتصف النهار ( 12:00 ) تضامنا مع التحركات الإحتجاجية لشعبنا و إحتجاجا  على ماآلت إليه الأمور من تصعيد أمني خطير  . ونظرا لما في هذا التجمع من أهمية بالغة   فالحضور أكيد جدا .                                                                     عن المكتب التنفيذي                                                                 الكاتب العام المساعد                                                                   الهادي بن رمضان 


بنزرت إضراب عام الخميس 13جانفي2011 


انعقدت الهيئة الإدارية الجهوية الطارئة يوم الثلاثاء 11 جانفي2011 بمقر الاتحاد الجهوي للشغل ببنزت برئاسة عضو المكتب التنفيذي الوطني رضا بوزريبة لتقرر إضرابا جهويا عاما يوم  الخميس 13جانفي2011 بساعتين من الثامنة صباحا إلى العاشرة صباحا.

صدر القرار بعد مداولات دامت قرابة سبع ساعات ،بعد صراع مع المطالبين باضراب لمدة يوم كامل حسم بالتصويت 6  مقابل .23

كما قررت الهيئة الإدارية الجهوية بالإجماع الخروج في مسيرة يوم الجمعة 14 جانفي صباحا. صدرت عن الهيئة الإدارية لائحة عبر فيها أعضاء الهيئة الإدارية عن مساندتهم للانتفاضة الشعبية في سيدي بوزيد والقصرين منددين بالجريمة المقترفة في حق أبناء الوطن العزل و طالبوا بتحقيق مستقل يحدد مسؤولية الجريمة النكراء أمرا و تنفيذا.

وطالبوا أيضا بمحاربة الفساد و محاسبة  » المتنفذين » المفسدين الذين استولى على أموال الشعب و أبنائه ولا يزالون.     عن اللجنة الجهوية لمساندة أهالي سيدي بوزيد المنسق


اجتماع عام بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين: بيان تونس في 11 جانفي 2011 بـيــــــان


اجتمع الصحفيون التونسيون اليوم الثلاثاء 11 جانفي 2011 في مقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، في إطار يوم الإضراب العام الذي قرروه للتعبير عن استيائهم من منعهم من القيام بواجبهم المهني في تغطية الأحداث الجارية في عدد من المدن والقرى التونسية. والتضامن مع أهلهم المطالبين بحقهم في الكرامة والشغل والتنمية العادلة، فواجهتهم قوات الأمن بالرصاص الحيّ مما أسفر عن سقوط عديد الشهداء الذين لا تزال مواكبهم تطول يوما بعد يوم. ويعبّر الصحفيون المجتمعون بهذه المناسبة: أوّلا: عن مطلق مساندتهم لحق المواطن في المعلومة وحرية التعبير، والتزامهم كصحفيين بالقيام بواجبهم في الإعلام. ثانيا: تنديدهم بتواصل سياسة التعتيم الإعلامي والتغطيات المشوهة التي تبرر القمع الحاصل واستهداف المدنيين الأبرياء. ثالثا: تنديدهم بالاعتداءات التي طالت نخب البلاد من مسرحيين وفنانين وطلبة ونقابيين ومحامين وجامعيين وغيرهم من فعاليات المجتمع المدني الذين استعملت قوات الأمن ضدهم الهراوات بكل وحشية. رابعا: مطالبتهم بتشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في التجاوزات الحاصلة بمناسبة إطلاق النار على المتظاهرين العزل ويحمّلون وزير الداخلية المسؤولية القانونية الكاملة عن هذه التجاوزات. خامسا: قرارهم بإرسال وفد إعلامي إلى المناطق المقموعة جراء الاحتجاجات السلمية، على غرار القصرين والرقاب وتالة. ويطالبون مسؤولي وسائل الإعلام الوطني بفسح المجال أمامهم لنقل الأحداث الجارية بكل مصداقية وشفافية، وممارسة عملهم بكل موضوعية في إطار المسؤولية المنوطة بعهدتهم والمتمثلة في السعي لإظهار الحقيقة. سادسا: بقاءهم في حالة اعتصام دائم لحين وقف حمام الدم، وفسح المجال أمامهم للقيام بعملهم الصحفي ضمن ضوابطه المهنية. سابعا: تنديدهم بالحصار الأمني المضروب على مقر النقابة، ومنعهم من حقهم في التظاهر السلمي. عاشت نضالات الصحفيين التونسيين.. عاشت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين حرة مستقلة مناضلة..


ندوة صحفية


ينظم تحالف المواطنة والمساواة ندوة صحفية حول الأحداث الأخيرة وذلك يوم الإربعاء 12 جانفي 2011 بمقر حركة التجديد 7، شارع الحرية تونس على الساعة  الحادية عشر عن التحالف حاتم الشعبوني

 


  سوسة في 10/01/ 2011          اللجنة الجهوية لمساندة ودعم الحراك الإجتماعي         بيان تأسيســـي


نحن الممضين أسفله من نشطاء سياسيين وحقوقيين ونقابيين بسوسة   نعلن عن تبنينا المبدئي لمطالب الحركة الإحتجاجية  وتأسيس  » اللجنة الجهوية لمساندة ودعم الحراك الإجتماعي  »  التي تطالب بـــــ :   1) وقف إطلاق الرصاص فورا وتتبع المسؤولين عن ذلك أمرا وتنفيذا ، وفك الحصار عن أهالينا بسيدي بوزيد والقصرين والرقاب وبقية الجهات واعتبار عشرات الضحايا الذين سقطوا في المواجهات شهداء للحركة الإحتجاجية المشروعة .   2) إطلاق سراح جميع الموقوفين فورا وإيقاف التتبعات ضدهم والكف عن المحاكمات الصورية التي تقع على خلفية الإحتجاجات الشعبية في كافة الجهات .   3) إطلاق الحريات العامة والفردية : حرية التعبير والإعلام والتظاهر والتنظيم وسن قانون العفو التشريعي العام .   4) إقرارالعدالة الإجتماعية والتوزيع العادل للثروة والدفاع عن حق الشغل القار وكإجراء عاجل ومباشر إقرار منحة البطالة للعاطلين من أصحاب الشهادات وتمتيعهم بالعلاج والنقل المجاني والإعفاء من الأدآت .   5) الإعتراف باتحاد المعطلين عن العمل من أصحاب الشهادات والإستجابة لكل مطالبهم المشروعة .   اللجنة الجهوية لمساندة ودعم الحراك الإجتماعي               المنسق : سمير بن ريانة   الإمضاءات : سمير بن ريانة – جمال مسلم – عبد الرزاق العثمني – نجيب الشابي – رياض الحوار – منصف حفصة – محمد قلال- الناصر بن رمضان – خالد الدهماني – عبد الرحمان الهذيلي – يوسف لحمر – أحلام بن جفال – رفيقة البحوري – منيرة جمال الدين– صالح شعيب – أحمد بوجرة – ماهر بن علي – نزار عثماني – أحمد شاكر بن ضية …   ( اللجنة مفتوحة والقائمة غير نهائية )

 


مواقف سياسية من أحداث تونس


حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 11. جانفي 2011 دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون السلطات التونسية إلى ضبط النفس بعد الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن و محتجين أودت بحياة حوالي 50 قتيلا حسب مصادر نقابية. و حث الأمين العام للأمم المتحدة جميع الأطراف إلى حل خلافاتهم عن طريق الحوار مؤكدا على أهمية الاحترام الكامل لحرية التعبير. من جهة أخرى طالب الاتحاد الأوروبي بإطلاق سراح المتظاهرين المعتقلين في تونس على خلفية الأحداث الأخيرة.  وعبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي « كاترين اشتون » عن الأسى لأحداث العنف و قدمت تعازيها لأسر الضحايا. وقالت اشتون أن الاتحاد الأوروبي يدعو لإطلاق سراح الصحفيين و المدونين و المحامين وبقية المعتقلين على خلفية الاحتجاجات. من جانبها دعت فرنسا إلى الهدوء وعبرت على لسان الناطق باسم الخارجية عن الأسف لأحداث العنف معتبرة أن الحوار هو الوحيد الذي سيسمح للتونسيين بحل مشاكلهم كما علمنا انه تم استدعاء السفير التونسي للوزارة الأولى الفرنسية. و في برلين حذرت وزارة الخارجية الألمانية مواطنيها من السفر إلى تونس وقال مفوض الحكومة الألمانية لحقوق الإنسان أن برلين تتوقع من الحكومة ضمان الحقوق الإنسانية و المدنية وقال أن مهمة الحكومات هو حماية حق التعبير و التجمع. من جهته اعلن برلسكوني رئيس الحكومة الايطالية عن وقوف بلاده إلى جانب الرئيس بن على في حربه ضد التطرف. من جانبها أدانت الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان الموقف المتخاذل للحكومة الفرنسية تجاه المجزرة التي يتعرض لها الشعب التونسي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 11 جانفي 2011)


تونس ترد على تصريح الناطق بإسم الخارجية الأمريكية الحريات مضمونة بموجب القانون والدستور في تونس


تونس ـ وات ـ على اثر التصريح الذي ادلى به الناطق الرسمي باسم الخارجية الامريكية بخصوص الاحداث التي جدت مؤخرا ببعض المناطق في تونس تم أمس الاثنين استقبال سفير الولايات المتحدة الامريكية بتونس من قبل كاتبة الدولة للشؤون الخاريجة في غياب الوزير المتواجد في مهمة بالخارج لابلاغه الرد التونسي بخصوص هذا التصريح. وقد جاء في هذا الرد ما يلي: ـ تعبر السلطات التونسية عن استغرابها اثر التصريح الذي ادلى به الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الامريكية يوم 7 جانفي وذلك رغم التوضيحات التي قدمتها السلطات التونسية. ـ لقد تفاجانا بمحتوى هذا التصريح الذي يستند الى معلومات مستقاة من عناصر مناوئة بدون التثبت وبدون مراجعة السلطات الرسمية. ـ ونحن نتساءل حول رد فعل السلطات الامريكية ازاء مظاهرة يزعم انها سلمية يتم خلالها رمي زجاجات (مولوتوف) وتخريب وحرق منشآت. ـ ونؤكد مجددا في هذا الصدد ان كل الحريات بما في ذلك حرية التجمع مضمونة بموجب الدستور والقانون في تونس وانه لم يقع اطلاقا منع او عرقلة التجمعات ما دامت سلمية وغير عنيفة. ـ ان الاحداث التي سجلت اخيرا ببعض المناطق اخذت في بعض الاحيان منحى عنيفا استوجب رد فعل شرعي للمحافظة على النظام العام وضمان امن المواطنين وحماية الممتلكات العامة والخاصة. ـ بالتوازي مع ذلك تم بذل مجهودات استثنائية لمجابهة التحديات الكبرى التي تواجهها البلاد في مجال بعث مواطن الشغل وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ـ وكنا نتمنى ان تتعامل الولايات المتحدة الامريكية مع هذا التمشي بموضوعية وتفهم وان تعطى اشارات تبرز من خلالها ارادة اوضح لدعم التعاون مع تونس. ـ من جهة اخرى نعبر عن استغرابنا ازاء الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة حول تعطيل النفاذ للمواقع الاجتماعية على شبكة الانترنات بتونس. ـ نوضح في هذا الصدد ان تونس تسعى جاهدة لتطوير استعمال الانترنات وجعل تكنولوجيات الاتصال والمعلومات مقوما اساسيا من مقومات التنمية الشاملة بالبلاد. ـ ان النفاذ الى المواقع الاجتماعية حر ومفتوح للجميع بتونس وبامكانكم التاكد من ذلك غير ان كل البلدان لم تتردد ابدا في التدخل ضد الاستعمال غير الشرعي لهذه الشبكات خصوصا عندما يتعلق الامر بالتحريض على الكراهية والعنف والارهاب وتخريب المواقع الرسمية. ـ اما في ما يتلعق بمخربي الانترنات الذين تم ايقافهم على خلفية هجومهم على عديد المواقع التونسية فقد وقع اطلاق سراحهم جميعا باستثناء اثنين ثبتت ادانتهما وأحالهما وكيل الجمهورية على انظار العدالة بتهمة محاولة التخريب المتعمد لمواقع الكترونية رسمية تونسية. ـ مرة اخرى نتساءل كيف يمكن ان يكون رد فعل السلطات الامريكية تجاه ممارسات مماثلة. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 جانفي 2011)


بيان حزب العمّال إلى الشعب التونسي وقواه الديمقراطيّة


إنّ حزب العمّال يعتبر أن الخطاب الذي ألقاه بن علي عشيّة اليوم هو تكرار لخطابه السابق، فهو يجرّم الاحتجاجات الشعبيّة ويعتبرها كالعادة شغبا وتشويشا، ومؤامرة على تونس من صنع « متطرّفين » و »مأجورين » و »عصابات إرهاب » مزعومة. وهذا الأسلوب يهدف إلى قلب الحقائق والهروب من المسؤوليّة والبحث عن كبش فداء لتبرير أعمال القمع والقتل التي يتعرّض لها الشعب التونسي على يد قوات البوليس والتي أدّت إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى في مختلف أنحاء لبلاد وخاصّة في تالة والقصرين والرقاب وسيدي بوزيد ومنزل بوزي ان.

لقد عاد بن علي في خطابه إلى لغة التهديد والوعيد التي لم تجد نفعا في السّابق ولم يتّخذ إجراءات عاجلة بشأن وقف إطلاق النار على المتظاهرين وإرجاع قوات البوليس والجيش إلى ثكناتها وإطلاق سراح كافة المعتقلين وإطلاق الحريات واحترام حق الشعب في التعبير والتجمّع والتظاهر والتنظم بحريّة. وما من شكّ في أنّ إمعان بن علي في التهديد من شأنه أن يؤدّي إلى سقوط المزيد من الضحايا في صفوف الشعب وربّما إلى حمّام دم، نحن نحمّل مسؤوليته من الآن وبكلّ وضوح للسلطة.

كما أنّ بن علي أطلق وعودا جديدة حول التشغيل وهي وعود لا يعرف أحد من أين ستموّل وكيف ستنفّذ من طرف إدارة غارقة في الفساد والمحسوبيّة. وإذا كانت هنالك إمكانيات لتشغيل 300 ألف عاطل عن العمل في ظرف وجيز، فلماذا تركت السلطة الأمور تتطوّر إلى هذا الحدّ لتعلن عنها؟ ولماذا لم تعلن إجراءات عاجلة لفائدة المعطّلين عن العمل بتمتيعهم بمنحة بطالة تحفظ لهم كرامتهم؟

إنّ القضايا التي أثارتها الاحتجاجات الشعبيّة هي قضايا جدّيّة وعميقة، لا تتعلق بالبطالة فحسب بل كذلك بالاستغلال الفاحش وغلاء المعيشة والتفاوت الجهوي الصارخ والفساد والظلم والاستبداد. وقد بيّن نظام الحكم بسلوكه اليوم أنّه عاجز عن تقديم الحلول المناسبة لهذه القضايا.

إنّ نظام الحكم فشل اقتصاديّا واجتماعيّا وسياسيّا. وقد قالت الجماهير المحتجّة والمنتفضة كلمتها فيه وعبّرت عن رغبة عميقة في التغيير. إنّ هذه الجماهير تطالب برحيل بن علي الذي يستحوذ على الحكم منذ 23 سنة وبوضع حدّ للاستبداد وإطلاق الحريّات الفرديّة والعامّة وإقامة مؤسّسات ديمقراطيّة على كافة المستويات وقضاء عادل ومستقلّ ومحاسبة المتورّطين في الفساد وإرجاع أموال الشعب للشعب.

إنّ حزب العمال مع شعبنا بعمّاله وكادحيه وفلاحيه ونسائه وشبابه ومثقّفيه ومبدعيه، معهم جميعا في رغبتهم في التغيير. وهذا التغيير المنشود لا نراه إلا في رحيل بن علي عن السلطة وحلّ مؤسّسات الحكم الحاليّة الصّوريّة وتشكيل حكومة وطنيّة مؤقتة تنظّم وتشرف على انتخابات حرّة ونزيهة ينبع منها مجلس تأسيسي مهمّته سنّ دستور جديد للبلاد يضع أسس الجمهوريّة الديمقراطيّة الجديدة والحقيقيّة التي تكرّس سيادة الشعب وتضمن فعليّا الحريّة والديمقراطيّة واحترام حقوق الإنسان والمساواة والكرامة، وتنتهج سياسة اقتصاديّة واجتماعيّة جديدة وطن يّة وشعبيّة توفّر الشغل ومقوّمات العيش الكريم لكافّة أبناء الشعب وبناته وتقضي على دابر الفساد والمحسوبيّة والتمييز الجهوي. هذا هو الحلّ الذي يقترحه حزب العمّال والذي يراه مناسبا.

إنّ حزب العمال يتوجّه إلى كلّ الأحزاب والقوى السياسيّة والنقابيّة والحقوقيّة وإلى الشباب وإلى المثقفين والمبدعين من أجل تكتيل الصفوف حول بديل مشترك لنظام الاستبداد، استجابة لإرادة الشعب ورغبته، حتّى لا تذهب تضحياته ودماء شهدائه سدى. إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر ولا بدّ للظلم أن ينجلي ولا بدّ للقيد أن ينكسر حزب العمال الشيوعي التونسي 10 جانفي 2011


رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي لـ »الخبر » انتفاضة سيدي بوزيد نزعت الماكياج عن وجه نظام بن علي القبيح


11-01-2011 حوار: حميد. يس   قدم زعيم حركة النهضة التونسية السيد راشد الغنوشي في حوار مع  »الخبر » عبر الأنترنت، قراءته لأحداث سيدي بوزيد ولتداعياتها على نظام الرئيس بن علي. وخلص السيد الغنوشي إلى أن التغيير في تونس قادم وسيتهاوى نظام بن علي مثلما تهاوى نظام شاوسيسكو.

السلطة اتهمت  »أياد أجنبية » بالضلوع في تلك الأحداث. إلى أية جهة تتجه هذه التهمة؟

 

لا نعلم غير المعسكر الغربي حامي نظام الاستبداد في تونس، جهة ذات نفوذ عالمي قادرة على زعزعة الأوضاع في تونس لو شاءت فوجهت سياحها ومساعداتها إلى جهة أخرى، فهل لهذه مصلحة في زعزعة الأوضاع في تونس بل حتى مجرد إزعاج النظام، بله تغييره، بينما هو حلقة أساسية في منظومتها الدفاعية الإستراتيجية في الحرب على الإسلام تحت مسمى الحرب على الإرهاب، كما أنه معدود التلميذ النجيب للمؤسسات الرأسمالية كالبنك الدولي بعد أن فتح لها أبواب البلاد على مصراعيها. والدليل الواضح هو الصدمة التي أوقعتها انتفاضة سيدي بوزيد في الأوساط الغربية حتى أصابت صحافتها بالخرس بينما كانت بالأمس القريب تضخم تحركات المعارضة الخضراء في إيران وهي اليوم مشغولة بتنصيب عملائها في ساحل العاج. وإذن فليس غير التنصل من حقائق الأمور والهروب منها، ما يفسر هذا الزعم الواهي أن قوى أجنبية هي التي حركت هذه الملايين من وسط البلاد إلى جنوبها وشمالها. أما آن للسلطة أن تكسر القوقعة التي حشرت نفسها فيها فتفتح كوة ترى من خلالها الوقائع على حقيقته وبألوانه الطبيعية فتعترف به وتتعامل معه. هل شعرت حركة النهضة وأنتم شخصيا، بالاستهداف من وراء هذه التهمة؟

 حركة النهضة مستهدفة قبل الأحداث وخلالها، وذلك منذ برزت إلى ساحة السياسة. حركة النهضة مستهدفة بقدر حجم معارضتها لخيارات السلطة تلك، مثل غيرها، ولاسيما بعد تحوّلها في الثمانينيات وخاصة بعد انتخابات 89 التي فازت فيها كابوسا، بل أعظم كابوس يقضّ مضاجع السلطة، منذئذ لم تكف يدها عن النهضة ولم تفتر عن الاستخدام السياسي لما تسميه بـ »الخطر الأصولي » حتى بعد أن أكدت مرارا أنها قضت عليه القضاء المبرم. تتفنن في التلويح بالخطر الأصولي والإرهاب من أجل ترهيب نخبة  »الحداثة » في الداخل ضمانا لولائها ورصّها إلى جانبها لتستخدمها في حربها على المجتمع بذريعة التصدي للخطر المزعوم، كما تستخدم تحريك هذا البعبع لضمان تواصل المساعدات الغربية. والحقيقة أنه إذا كان هناك متطرف في بلد الاعتدال تونس فليس غير دولتها المستبدة الفاسدة.

 هناك من يرى بأن أحداث سيدي بوزيد كشفت فشل النظام في معالجة أزمة اجتماعية معقدة، وأظهرت أيضا عجز المعارضة بما فيها الإسلامية، عن تأطير الشارع التونسي وتبني انشغالاته؟

 للأسف ذلك صحيح في الجملة. أما عجز النظام فقد شهد عليه الشارع المنتفض الهادر غضبا، من بنقردان إلى بنزرت، يصرخ من أعماقه ضد الفساد والاستبداد والقائمين عليهما، مطالبا بالتغيير، بحقه في الحياة. فهل من شهادة أعظم على سفاهة وضلال المعجزة التونسية التنموية في مجتمع تتجاوز نسبة بطالة الخريجين فيه إلى 40% كما هو في سيدي بوزيد؟ أما عن عجز المعارضة عن تأطير هذا الغضب فهو صحيح، وأنى لها أن تفعل ذلك والسياسة محظورة أصلا؟ وإنه لمن التجوّز -كما يذكر صديقنا المنصف المرزوقي- الحديث عن  »معارضة » في نظام دكتاتوري.

الدكتاتورية تعمل على تدمير المجتمع وتفكيكه، وفي الوقت ذاته تعمل على إفساد الدولة وتحويلها من جهاز خدمة للصالح العام إلى جهاز قمعي رهيب. إنه لا أحد ناطقا باسم حزب من الأحزاب التونسية يزعم اليوم أنه يقود انتفاضة سيدي بوزيد المباركة، وإنما هو المجتمع يتحرك من أعماقه مدافعا عن حقه في البقاء. التاريخ اليوم يعيد نفسه إذ تضع الجماهير أمام المعارضة الجادة فرصة تاريخية أخرى لفرض مطالب التغيير. الإسلاميون وهم أكثـر من دفع الأثمان الباهظة من أجل التغيير حري بهم الانخراط مع غيرهم من القوى السياسية الجادة في هذه المسيرة المباركة بموالاة التضحيات من أجل فرض الإصلاح السياسي.

اتهم الحزب الحاكم كل من تحدث عن قمع المتظاهرين، بـ »التضليل الإعلامي ». هل تعتقدون أن صورة تونس كبلد  »مقبرة لحقوق الإنسان » ستزداد تكريسا لدى الرأي العام في الخارج، بعد الأحداث والطريقة التي تعامل بها النظام مع الغاضبين؟

 ألا يدعو للعجب أن تتخذ دولة، عدوا لها وخطرا يتربص بها ويهدد استقرارها، مجرد وسيلة إعلامية مثل قناة الجزيرة، محظورة من العمل في تونس، بينما هذه الدولة تملك العشرات من الوسائل الإعلامية بكل أنواعها؟ إنه منطق الدكتاتور أبدا، لكن وقد انتشر الحريق في البلد وزلزلت أرض الانتفاضة المباركة زلزالها، ولم تبق غير الجزيرة ناطقا باسم المهدي التونسي المنتظر  »التغيير » فقد شرع على استحياء الإعلام الستاليني يتلمس طريق الخروج الجزئي من غيبوبته متحدثا فقط عن أحداث عارضة لا تمس من صنم  »المعجزة التونسية التنموية » ولكن جهات خارجية وجماعات سياسية أصولية تكيد لتونس وتصطاد في الماء العكر ولا تريد لتونس خيرا!!

استطاعت تونس أن تسوّق عن نفسها صورة بلد يحقق الرفاهية لسكانه، هل ثورة العاطلين عن العمل ستهدَم هذه الصورة برأيكم؟

 بحّت حناجرنا طيلة عشرين سنة ونحن نصرخ في العالم أن لا تنخدعوا بالمكياج السياحي البراق الذي يزخرف وجه تونس بأصباغ الحداثة وحقوق الإنسان والازدهار الاقتصادي وحقوق المرأة ليستر الحقائق الصلبة والمرة، حقيقة دولة تحولت إلى شركة خاصة لابن علي وأسرته وشركائه، شركة حولت جهود التونسيين وكفاحهم ومدخراتهم خلال ربع قرن إلى ملكية خاصة بشراكة مع الرأسمالية الدولية، وهكذا صفيت شركات ناجحة كشركة الاتصالات والنقل والماء والغاز والكهرباء والبترول.. وفي سنوات محدودة ظهر منهم مليونيرات لم يكونوا يملكون شيئا.. كل ذلك وماكينة الإعلام الدولي تترنم بالمعجزة التنموية التونسية. لقد بحّت أصواتنا خلال عشرين سنة دون أن نحقق نجاحا يذكر في إقناع أحد بأن ما يتراءى أمامهم يتلألأ ليس ماء زلالا وإنما سراب خادع. لقد بحّت أصواتنا لنقنع الناس بزيف هذا  »النموذج »، نموذج يناقض نفسه بنفسه تنمية في ظل نظام بوليسي يقمع المواطن ولا يقف عند حد في إهانته وانتهاك كرامته ويفرض عليه الاغتراب ويكمم فاه قائلا له  »استهلك واصمت » ثم لا يجد ما يستهلكه غير إضرام النار في جسد لم يجد ما يغذيه. لقد حسمت انتفاضة سيدي بوزيد الجدل العقيم، وكأنها أطلقت كلمة السر فاستجاب لها ليس فحسب مئات الآلاف من العاطلين ومعظمهم أصحاب الشهادات، وإنما معهم النقابيون والمحامون والطلبة والتلاميذ. لا مجال للتبشير داخل تونس أو خارجها والافتتان بهذا النموذج وتسويغه. ذلك الافتتان الذي لم يسلم منه حتى حكام الجزائر المفترض فيها أن تكون بتراثها الثوري العظيم متبوعة لا تابعة، فسمعنا -آسفين- لمسؤولين في القمة يبشرون منذ سنوات بنجاح التجربة التونسية!

شهدت الجزائر ظروفا مشابهة في 1988، فسارع النظام السياسي آنذاك إلى اعتماد التعددية السياسية والإعلامية في خطوة تترجم استيعابه لـ »ثورة الشباب ». هل تعتقدون بأن النظام التونسي سيبادر إلى فتح المجالين السياسي والديمقراطي؟

 هذا سؤال مهم جدا لأنه يضع أصابعنا على موطن الخلل في بنياننا الفكري والسياسي المتمثل في أنه كثيرا ما كانت قدرتنا على هدم الباطل تفوق بكثير قدرتنا على إقامة الحق بديلا عنه. ذلك كان شأن انتفاضة تونس في 78 وفي 84 و87، وانتفاضة الجزائر في أكتوبر 88، وأمثالها في كثير من أوطاننا لم تحقق شيئا مذكورا في اتجاه المثال المراد، وسرعان ما عادت حليمة إلى عادتها القديمة، مجرد تغيير في بعض الأشكال والعناوين.

المعارضون التونسيون لسلطة الحزب الدستوري لم يفعلوا شيئا من أجل تحويل انتفاضات الشعب سنة  79و84 و87 إلى فرض إصلاحات سياسية حقيقية بسبب تشرذمهم وتنافسهم على الزعامة، ما يسر للنظام القديم-الجديد في 78 و84 أن ينفض عنه الغبار ويستعيد الزمام مكتفيا بإيهامهم بالإصلاح دون إصلاح حقيقي، فهل ستضيع الرابعة التي فجرها بوزيد الهلالي؟ وهو الأمر ذاته الذي وقعت فيه المعارضة الجزائرية بعد انتفاضة اكتوبر المجيدة، رغم ما التمع من  »ربيع ديمقراطي » إلا أنه تبين أن التغييرات كانت شكلية.

وخلافا للتجربتين التونسية والجزائرية فإن الموريتانيين كانوا أرشد، إذ فرضوا على الجنرال ولد فال من أجل الاعتراف به أن يوقّع معهم عقدا يلتزم بمقتضاه تنظيم انتخابات ديمقراطية خلال سنتين يشترك فيها الجميع عداه هو ووزراؤه، وذلك الذي كان، فأمكن انتخاب لأول مرة حاكم مدني في انتخابات ديمقراطية تعددية، غير أن الأمور لم تمض بعيدا، بل تصرمت عليه وخانته الشجاعة لاتخاذ قرارات حاسمة قد تغضب الغرب عليه مثل طرد السفارة الصهيونية وما يقتضيه ذلك من بحث عن تحالفات جديدة، ما وفّر فرصة لمن يقدم على ذلك فكان انقلاب رئيس حرسه عليه الجنرال ولد عبد العزيز. وبمساعدة تدخلات إفريقية وأجنبية انتهى الأمر إلى وفاق وإلى حلول وسطى بين الحكم والمعارضة، على أساسها جرت انتخابات تعددية لم يقص منها طرف وصفت بالديمقراطية.

وإذا كانت الأوضاع العربية في جملتها قد أخرت دورة التغيير الديمقراطي فإن هذه الدورة قادمة لا محالة. فهل ستكون المعارضات جاهزة لاستقبال عطايا هذه الشعوب الأصيلة؟

 لقد فجرت انتفاضة بوزيد كوا من الغضب التونسي، بما لا سابقة له في تاريخ البلاد الحديث.. فما ترى ابن علي فاعلا؟ وكما تحطم الأنموذج التنموي وتهشم، خسر نظام القمع لأول مرة المعركة الإعلامية مع شعب ذكي متعلم يحسن استخدام أحدث وأدق التقنيات، كل ذلك يؤكد مدى هشاشة النظام الأمني مهما عتا إذا تحركت الشعوب حركة جماعية فتغرقه أمواجها وتصاب بالشلل، تلك هي قصة شاوسيسكو. ( المصدر: صحيفة « الشروق » ( يومية- الجزائر ) الصادرة يوم 11 جانفي2010) http://www.elkhabar.com/ar/index.php?news=241082


إنه المنعطف في معركة الاستقلال الثاني


منصف المرزوقي من منّا لم يشارك يوما في نقاش عاصف حول « جبن » الشعوب العربية وانبطاحها وخمولها واستقالتها؟ من منا لم يسمع يوما أو لم يمارس هو نفسه خطاب تحقير الآخر وجلد الذات؟ مثل هذا الخطاب كاد يكون اختصاصا عربيا. الغريب في الأمر أنه لو تجاسر غربي واحد أو إسرائيلي على التفوّه بعشر ما نتفوّه به بخصوص أمتنا لقامت الدنيا ولم تقعد ولانهالت عليه الاتهامات بالعنصرية وربما لنزل الناس للشارع لإحراق القنصليات. كان ولا يزال مثل هذا الخطاب واحدا من أخطر مظاهر الأزمة النفسية التي نمرّ بها أفرادا وشعوبا وكان الرأي ولا يزال أننا لن نستطيع أن نتقدم إن لم نرفضه بقوة جملة وتفصيلا. ومن ثمّ تردّدي في المشاركة في برنامج الاتجاه المعاكس الذي خصّصه فيصل القاسم السنة الماضية لموضوع خمول الشعوب العربية. أذكر سيل الشتائم التي كالها محاوري السيد محمد الخضري لشعوبنا المسكينة وأنه وصفها بأقذع الأوصاف نافيا حتى أن تكون شعوبا حية وجعلها ميتة وفي نفس الوقت تتمرغ في وحل العبودية التي يبدو أنها خلقت لها من الأزل. للأمانة لم أشعر باستنكار أو غضب أمام خطاب سمعته مليون مرة وإنما بنوع من الرثاء للرجل. كان واضحا أنه لم يكن ينطق بالبغض وإنما بحب معكوس أي أنه كان يصب جام غضبه على شعوب وأمة من شدة ألمه على أنها على غير الحالة التي يريدها لها. الشيء نفسه بالنسبة « للاستفزازات الإيجابية » التي حاصرني بها فيصل القاسم وأنا أدافع عن شرف شعوبنا. كنا ثلاثتنا، المهاجمين والمدافع، مجرّد أصوات ينطق بها اللاوعي الجماعي بحثا عن تقييم صحيح للوضع الذي نتخبط فيه أفرادا وشعوبا وأمة. والآن وبالفم الملآن يمكن القول بعد الأحداث الأخيرة في تونس والجزائر، والبقية آتية لا ريب فيها، إن التشخيص الصحيح هو الذي رفض دوما خطاب تحقير الآخر وجلد الذات وإن الذين انخرطوا فيه ارتكبوا في حق أنفسهم – وبعضهم عن حسن نية وبعضهم بتخطيط مجرم- خطيئة وخطأ لا يغتفران. لفهم الخطيئة يجب العودة لتركيب النظام السياسي العربي. هو من ناحية الشكل جملكية أو ملكية. هو من ناحية الوظيفة نظام احتلال داخلي لأنه استولى على دولة الاستقلال الأول التي بناها آباؤنا وأجدادنا في خمسينيات القرن الماضي لإنهاء تبعيتنا واستنزاف ثرواتنا لصالح الأجنبي. وعوض أن يواصل برنامجهم التحريري استعمل جيشنا وشرطتنا وقضاءنا لقمع الحريات ولحماية عصابات النهب والسلب أي أنه استبدل بالاستعمار الخارجي استعمارا داخليا. من ناحية الهيكلة هو مبني على الثلاثي المدنّس المعروف: – الاستفراد بالسلطة المطلقة من طرف شخص واستفراد عائلته أو قبيلته أو طائفته بكل مغانمها وعلى رأسها المال العام. -التضليل عبر تزييف الإنجازات الوهمية التي يطبل لها « الإعلام » الرسمي مع فبركة « مؤسسات » سياسية مثل البرلمان تغطي على النواة الصلبة التي تحكم فعلا وهي العصابات والمخابرات، أضف لكل « السيرك » « انتخابات » غير حرّة وغير نزيهة لإضفاء شرعية على ما لا شرعية له ولادعاء تمثيلية غير موجودة إلا بصنف أو آخر من العنف والتدليس. -القمع بشتى أصنافه وعلى رأسه التعذيب الذي يجب أن يبقى حاضرا بقوة لإرهاب الناس. مشكلة مثل هذا النظام غير السويّ الاستمرار وهذا لا يكون إلا بكسر أي مقاومة يمكن أن تشكل خطرا عليه وتبدأ في العقول والقلوب. كيف؟ هناك مهمة أجهزة التضليل التي تسمى تجاوزا أجهزة الإعلام وذلك لخلط الأفكار وتقديم الحق باطلا والباطل حقا. الأهمّ تحطيم الروح المعنوية لأن الخائف، اليائس، المحبط، الفاقد الثقة في نفسه وفي الآخرين هو آخر من يتمرّد. انظر الآن إلى تعدّد وخبث تقنيات كسر هذه الروح المعنوية. -تركيز كل الفضائل في شخص الطاغية واللامعقول في خطاب التمجيد للقائد الفذّ إنكم كلكم لا تساوون شيئا أمام شخص كادوا يقولون فيه -أستغفر الله- « لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد ». أمام هذا العملاق تتضح « قزمية » الجميع وحتى أقرب المقربين إليه. -وضع الجميع أمام خيارين أحلاهما مرّ ، إما أن تتمرّدوا ومصيركم أقبية المخابرات مع ما يعرف عنها من حسن الضيافة، وإما أن تتسوّلوا حقوقكم بإظهار كل علامات الولاء والخضوع والتمسكن. مثل هذا الخيار يخلق نوعين من البشر. الأول هو صنف الانتهازيين المستعدين لكل التنازلات لجمع الفتات الذي يرميه لهم الطاغية والثاني هو صنف المتمردين. يتمّ التعامل مع الانتهازيين بالتشجيع ليتكاثروا كما تتكاثر الجراثيم وينشروا المرض الخبيث مع ما يصحبه من تخلّ عن الكرامة والرجولة والأنفة والاستقلالية وهي القيم التي لا يستطيع نظام كهذا تحملها. أما المتمردون فيجب كسر شوكتهم لا بالقمع فحسب وإنما أيضا بإشهار الحرب النفسية ضدهم. هم إما خونة أو مجانين أو شرذمة ضالة أو في أحسن الأحوال معارضة مفككة وضعيفة وعاجزة وليس لها برنامج.. إلخ. -استعمال كل وسائل الترويع حتى يعيش الناس تحت تهديد الإيقاف والطرد من العمل أو الجامعة ليبقى الخوف من السلطة هو العامل الرئيسي في تعامل الناس مع السلطة. -بثّ البلبلة ومنع الثقة المتبادلة بزرع أكبر عدد ممكن من المخبرين حتى يشكّ الجار في جاره والأخ في أخيه وهكذا يمكن لدولة الاحتلال الداخلي مواصلة التعامل لا مع شعب وإنما مع غبار من الأطراف. -الضرب بقبضة من حديد على أي تحركات جماعية لبث الرعب والإحباط وتشجيع التسليم بأننا أمام نوع من القضاء والقدر لا إفلات منه إلا بالاستجارة بالعادل الذي في السماء لينقذنا من الظالم الذي على الأرض. نحن هنا أمام سياسة مخطّط لها بخبث شديد وتستعمل كل الوسائل الإجرامية لتحقيق الهدف الإستراتيجي وهو خلق مجموعة بشرية ينخر فيها اليأس والعجز والخوف ولا ترى وسيلة للبقاء غير الاستكانة والمذلة والانتهازية لتحقيق الحدّ الأدنى من شروط العيش ولو كان عيشا مهينا. خطيئة النخب التي تنخرط في خطاب تحقير الآخر وجلد الذات هي خدمتها غير الواعية لهذا المشروع الجهنمي وهي بهذا كالطبيب الرديء الذي يقف أمام مريض هاجمته الجراثيم واستشرى فيه اليأس ليزيد من همّه بتقريعه على الحالة التي هو عليها بدلا من الانكباب على التشخيص الموضوعي للمرض والبحث له عن علاج أوّله رفع الروح المعنوية التي بدونها لا نجاح لأي علاج. لفهم الخطأ يجب العودة للمعطيات التاريخية التي يجهلها أو يتجاهلها خطاب النحيب والسبّ: -إن زمن الطبيعة يقاس بملايين السنين والحضارات بالآلاف والدول بالمئات والأنظمة بالعشرات ولا يمكن أن نفرض زمن الأشخاص لا على الطبيعة ولا على الدول ولا على الأنظمة. ومن ثم على كل من يدخل في صراع مع نظام استبدادي أن يقبل أنه قد يأخذ منه العمر كله وإن لم يكن له ما يتطلبه الأمر من صبر ومثابرة فليبحث عن مجال آخر. -إن الأنظمة الاستبدادية تحفر قبرها بيديها وتموت بما تعيش به فترويعها للناس وإذلالهم والكذب المفضوح عليهم ينتهي بتمرد يبدأ بالأقلية ويتوسع إلى الأكثرية وبما أنه ليس لهذه الأنظمة من أسلحة أخرى غير مزيد من القمع والتزييف فإنها تواصل انتحارها من منطلق وداوني بالتي كانت هي الداء لكن الدواء هنا هو سم زعاف لا يقود إلا للموت. -إن الشعوب الواقعة تحت الاحتلال الداخلي أو الخارجي تفرز من داخلها – وبدفع ممن النظام الفاسد نفسه- أفرادا يمكن مقارنتهم بوحدات المغاوير التي تنطلق في حرب استنزاف ضدّ العدوّ وتفتح الطريق لبقية الجيش الصعب التحريك لكن القادر وحده على حسم المعركة. على فكرة، آن الأوان لردّ الاعتبار للمغاوير العرب الذين خرجوا للحرب ضد الاحتلال الداخلي وقاموا بواجبهم على أحسن وجه وحفظوا القيم والشرف وفتحوا الطريق الذي ستتدفق فيه الجماهير قريبا، والكف عن الانخراط الأبله في دعاية الاحتلال الداخلي عن ضعف المعارضات وتشتتها وكأنه بوسع معارضة أن تتنظم تحت دكتاتورية. متى سيفهم الناس أن المعارضة مفهوم لا معنى له إلا في نظام ديمقراطي أما تحت دكتاتورية فلا وجود إلا لمقاومة إما مسلحة وإما مدنية كالتي يدعو إليها منذ ربع قرن كاتب هذه السطور والتي أبلى فيها البلاء الحسن مئات الآلاف من الأبطال والبطلات المجهولين. -إن الشعوب كائنات حية بالغة الذكاء وحتى الدهاء والخبث. إن داهمها عدوّ من الخارج ومن الداخل فإن لها ما يكفي من الخبرة التاريخية لتقييم الوضع بمنتهى الدقة فتعمل ببطء وبثبات على تدمير من يحاول تدميرها، وإنها في آخر المطاف هي الأخرى تمهل ولا تهمل تنتظر اللحظة الملائمة لانقضاض النمر على فريسته. هذا بالضبط ما وقع في تونس في الأسابيع الثلاثة الأخيرة: خروج القمقم الجبار من حبسه وتفجّر البركان بما كان ينطوي عليه من حمم. ما يقع في تونس اليوم منعطف في معركة الاستقلال الثاني، لا لأنه سيعطي المثل للشعوب العربية الأخرى إذ هو نفسه أخذ المثل عن الشعب الفلسطيني البطل والشعب المصري العظيم، وإنما لأسباب أعمق أهمها: – تمرّد شعب من أكثر شعوب الأمة ميلا للمهادنة والاعتدال والوسطية مما يعني أن السيل بلغ الزبى، رسالة لكل الذين راهنوا ويراهنون على… على ماذا؟ جبن الشعوب واستكانتها وتشبعها بأخلاق العبيد… هاهاهاهاها!! -انهيار كل آليات التدمير النفسي التي استعملها أخبث نظام استبدادي عربي. إن أخطر الشعارات التي ترفع في تونس وفي مظاهرات الجالية خارج البلاد منذ ثلاثة أسابيع ليست « الشغل استحقاق يا عصابة السراق » ولا « تونس حرة وبن علي على برّة » وإنما « بن علي يا جبان شعب تونس لا يهان ». وهذا الشعار استعمل بكل الصيغ الممكنة حسب المكان: بن علي يا جبان، المحامي بوزيد، الطالب إلخ… لا يهان. – انهيار المشروع الغربي بحماية أنظمة مستبدة تمول بسخاء لإشاعة نوع من الرخاء يمكن من تخدير الشعوب بخصوص مطالبها الأخرى في الحرية والاستقلال والهوية. بسقوط الواجهة التونسية سقط كل أمل في توسيعها ولا شكّ أن هناك من يشغل دماغه في دوائر القرار لمحاولة تصور كيف يمكن تدارك تبعات الكارثة التونسية. إنها لحظة تاريخية يقول فيها الشعب للطاغية ولحماته كفى لن نرضى بالإهانة من اليوم، نريد حقوقنا وكلها غير قابلة للتصرف وأولها حقنا في الكرامة، بلا شروط. كل الدلائل تشير لقرب نهاية نظام سياسي ردّدت وسأردد أكثر من وقت مضى أنه إما أن تقضي عليه الأمة وإما أن يقضي عليها. فهذه العصابات التي سرقت أموالنا وأهانتنا وباعت الاستقلال الأول الذي دفع من أجله الآباء والأجداد ضريبة الدم، آيلة للزوال بأسرع مما نتصور وقد سقط حاجز الخوف والشك في الذات، اليوم في تونس ومصر والجزائر وغدا في كل مكان. نعم إنه أخطر منعطف في معركة الاستقلال الثاني وقد عادت الروح المعنوية لشعبنا ولأمتنا. لقد فتح باب الأمل مجددا ومن حقنا وواجبنا العودة لأحلامنا العظمى ومشاريعنا الكبرى حتى ولو كنا نعلم أن الطريق لا يزال صعبا وطويلا وملآن بالأخطار. نعم تجب العودة بروح معنوية عالية إلى مشاريع بناء دول ديمقراطية ومواطنية (وليس وطنية) تنتهي يوما باتحاد الشعوب العربية الحرة، فنعود نحن العرب فاعلين في التاريخ لا عالة عليه. لكن ما يجب أن نفهمه من الآن أنه لا تجدّد لنظامنا السياسي الذي هو بمثابة النظام العصبي للأمة إلا بثورة أخلاقية وبقدر ما بنيت أنظمة الاحتلال الداخلي على كل مفاسد الأخلاق فإن أنظمة الاستقلال الثاني إن لم تبن على كل مكارمها فإنها لن تكون إلا فاصلا بين استبداد واستبداد آخر بين ثورة وثورة أخرى. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 جانفي 2011)


انتفاضة سيدي بوزيد إلى أين؟  


راشد الغنوشي كثيرا ما كانت قدرة انتفاضات الشعوب على هدم الباطل تفوق بكثير قدرتها على إقامة الحق بديلا، مما يفضي بتضحياتها إلى البوار أو إلى ما يشبهه. فكيف ستكون مآلات انتفاضة سيدي بوزيد مقارنة بسابقاتها؟

1- لقد ثارت شعوبنا على الاستعمار فعبرت عن إبداعات عظيمة إذ هزمت جيوشا جرارة تفوقها عددا وعتادا اعتمادا على مخزوننا القيمي الإسلامي العظيم، لكن ما أن تطير نشوة النصر وتمضي إلى إقامة البديل المنشود، حتى تكتشف أن كسبها منه كان ضئيلا لدرجة قد تزهّدها فيما بذلت من تضحيات، إذ تعود نفس المظالم أو أشد ولو بطلاء جديد.

2- ذلك كان شأن انتفاضات تونس في 78 و84 و87 وانتفاضة الجزائر في أكتوبر 88، وأمثالها في أكثر من أوطاننا.. لم تحقق شيئا مذكورا في اتجاه المثال المراد وسرعان ما عادت حليمة إلى عادتها القديمة، مجرد تغيير في بعض الأشكال والعناوين.

أما جوهر الدولة القائمة باعتبارها شركة معلنة أو خفية مملوكة لفرد أو أسرة أو عصابة تملك الأرض وما عليها وتتصرف ليس بتفويض من أحد وإنما بحق الاغتصاب والقوة وبمشاركة مع القوى الأجنبية، تتصرف تصرفا مطلقا في مصائرنا. الدولة المشخصة في فرد أو أسرة أو عصابة لم يطلها تغيير من وراء كل الثورات والانتفاضات والانقلابات التي مرت بمنطقتنا خلال نصف قرن أو يزيد.  » عقد الصفقات سهل مع الحكومات المشخصة المعزولة عن شعوبها، بينما الحكومات المنتخبة عصيّة على التطويع وإملاء الشروط عليها وتخشى غضبة شعوبها التي سرعان ما تعبر عنها في أول مناسبة انتخابية  » لقد فعلت ولا شك موازين القوة المائلة لصالح الغرب فعلها في ترجيح هذا النمط للدولة المشخصة التابعة، لأن عقد الصفقات سهل مع هذا النوع من الحكومات المعزولة عن شعوبها، بينما الحكومات المنتخبة عصيّة على التطويع وإملاء الشروط عليها وتخشى غضبة شعوبها التي سرعان ما تعبر عنها في أول مناسبة انتخابية إذا لم يفد معها النقد البرلماني والإعلامي والمسيرات والإضرابات.

3- ذلك لا يبرر قصور معارضاتنا وتقصيرها في حسن توظيف إمكاناتها للضغط على أنظمتها والوقوف في وجهها صفا واحدا إما لحملها على الاستجابة لإرادة الشعب أو الإطاحة بها.

4- ومن ذلك فإن المعارضين التونسيين للسلطة المشخصة لم يفعلوا شيئا من أجل الاعتماد على انتفاضات الشعب سنة 79 و84 و87 لفرض إصلاحات سياسية حقيقية بسبب تشرذمهم وتنافسهم، فيفترسهم الذئب واحدا بعد الآخر، أو بسبب تهيّبهم من دفع أثمان التغيير، أو بسبب سوء تقديرهم للأوضاع فيجبنون في وقت يتقدم فيه الشعب، ويتقدمون زمن خموده، مما يسّر له نفض الغبار عنه ليستعيد الزمام، مكتفيا بتنفيسات حقوقية (تسريح مساجين) أو اعتراف بجمعيات وأحزاب، موهما بالإصلاح دون إصلاح حقيقي يطال تغيير بنية الدولة وهيكلها الدستوري السلطوي وتصفيتها من إرث الانفراد والاستبداد بتوزيع سلطاتها على أوسع نطاق. 5- ولم يختلف كثيرا نهج المعارضة التونسية في تعاملها مع الجنرال ابن علي 1987 إذ استولى على الحكم مستغلا حالة الاختناق التي بلغها البلد تحت حكم الدكتاتور العجوز المختل، فهرولت إليه المعارضة، تتنافس على الحظوة لديه، بعضها مدفوع بضغوط واقعة عليه وآخرون بأطماع يبتغونها أو بشرور يتوقونها، وهو ما يسّر له الوقت الذي يحتاجه لإحكام أزمّة السلطة في يده مكتفيا بإصلاحات شكلية لم تمس بمنظومة الاستبداد الدستورية والقانونية وبالخصوص ما يتعلق بالحقوق والحريات وبالأخص بسلطات الرئيس الشديدة التمركز في شخصه بل زادها تمكّنا وانفرادا بمصير البلد.

أجرى انتخابات فشل فيها حزبه وحقق فيها الإسلاميون فوزا باهرا فاق كل توقعاته وتوقعاتهم، بما أكد عمق الرغبة الشعبية في التغيير، فلم يكتف بالعبث بالنتائج مقصيا الجميع، بل مضى أبعد فقرر شطب الإسلاميين جملة، الخصم الرئيسي، فاستهدافهم بخطة استئصال وتجفيف لينابيع الإسلام وثقافته، مستعينا عليهم بطيف واسع من المعارضين اليساريين والعلمانيين مستخدما آلية التخويف منهم، وفشلوا هم لضحالة تجربتهم في تحجيم أنفسهم وبذل الطمأنة الكافية لخصومهم الذين استدرجهم بالترهيب والترغيب واعدا إياهم باقتسام المغنم بعد الخلاص من العدو المشترك « الغول الأصولي »! إلا أنهم ما إن أخذوا يطالبون بنصيبهم حتى استدار إليهم وأعمل فيهم آليات القمع، فما أدركوا إلا بعد حين حكمة « أكلت يوم أكل الثور الأبيض »، ليعود بعد رحلة شاقة قدر من الحوار والوئام وحتى التنسيق بين جماعات منهم مهمّة والإسلاميين.

وهكذا أضاعت المعارضة التونسية ثلاث فرص لفرض التغيير أو على الأقل فرض إصلاحات سياسية حقيقية تضع البلد على طريق الديمقراطية، فهل ستضيع الرابعة التي فجرها بوزيد الهلالي؟

6- وهو الأمر ذاته الذي وقعت فيه المعارضة الجزائرية بعد انتفاضة أكتوبر 1988 المجيدة، فرغم ما التمع في سمائها من « ربيع ديمقراطي » فإنه تبين أن التغييرات الحاصلة كانت شكلية، فظلت البنية الدستورية الرئاسية المغلّظة قائمة بل زادت استحكاما، وظلت المعارضات حتى الإسلامية منها متعارضة فضلا عن علاقاتها بالمعارضات العلمانية التي ظلت متنافية، يسودها الخوف والتربص، وهو ما برر للبعض أن يستصرخ الجيش خوفا من معارضة إسلامية فشلت في طمأنة الأطراف الأخرى بل أرهبتها بأنها ستغير الملابس والمآكل والمشارب، مستظهرة عليها بالكثرة غافلة عن مدى تمكّن القلة من مفاصل الدولة الأساسية وما تتمتع به من ظهير دولي عتيد.  » أضاعت المعارضة التونسية ثلاث فرص لفرض التغيير أو على الأقل فرض إصلاحات سياسية حقيقية تضع البلد على طريق الديمقراطية، فهل ستضيع الرابعة التي فجرها بوزيد الهلالي؟  » وزاد الطين بلة تحوّل المد الإسلامي الشعبي العارم الذي ظهر في المسيرات والإضرابات المليونية من الشارع إلى الجبال بعد اصطدامه بدبابات العسكر وهي تسحق صناديق الاقتراع، فكانت الكارثة وفرص الاختراق الأمني الرهيب والتهميش للإسلاميين باستدراج بعضهم إلى مستنقع العنف واستدراج الآخر إلى الانضواء تحت جناح العسكر إلا من رحم ربك. فهل ستفجّر مرة أخرى خيبات الأمل وتراكمات الغضب من أوضاع المهانة والحيف التي تتلظى بها قطاعات واسعة من الشباب والسكان انتفاضة أخرى، إرهاصاتها تلوح في الآفاق، هل سيكون لها في مناخات الفراغ السياسي من مصير مختلف؟

7- مقابل ذلك قدم النموذج الموريتاني للمعارضة قدرا من الحكمة غير قليل في تعامله مع المتغيرات الكبرى التي حصلت في مستوى السلطة، فعلى إثر الاختناقات التي تعرض لها البلد في ظل حكم ولد الطائع انقلب عليه مدير أمنه الجنرال ولد محمد فال.

وخلافا للتجربتين التونسية والجزائرية فإن الموريتانيين كانوا أرشد إذ فرضوا على الجنرال ولد محمد فال من أجل الاعتراف به أن يلتزم بتنظيم انتخابات ديمقراطية خلال سنتين يشترك فيها الجميع عداه هو ووزراؤه، وذلك الذي كان، فأمكن اختيار حاكم مدني في انتخابات ديمقراطية تعددية، غير أن الأمور لم تمض بعيدا بل تصرمت عليه وخانته الشجاعة لاتخاذ قرارات حاسمة قد تغضب الغرب عليه مثل طرد السفارة الصهيونية وما يقتضيه ذلك من بحث عن تحالفات جديدة، مما وفّر فرصة لمن يقدم على ذلك، فكان انقلاب رئيس حرسه عليه الجنرال ولد عبد العزيز.

ومرة أخرى تقف المعارضة، وهذه المرة تصدّرها الإسلاميون وتبعهم الآخرون، مطالبة بعودة الحكم الديمقراطي ورفض الاعتراف بالانقلاب ومقاطعته ورفض المشاركة في الانتخابات التي عينها الجنرال. وبمساعدة تدخلات أفريقية وأجنبية انتهى الأمر إلى وفاق، إلى حلول وسطى بين الحكم والمعارضة، على أساسها جرت انتخابات تعددية لم يقص منها طرف، وصفت بالديمقراطية.

8- لقد فجرت انتفاضة بوزيد كوامن الغضب التونسي، بما لا سابقة له في تاريخ البلاد الحديث، ولك أن تلمس ذلك من خلال ظواهر شتى منها خطابات نشرها موقع الفيس بوك -أحد أبطال هذه الملحمة– لعدد من الخطباء من أصناف عمرية ومستويات علمية ومناطق مختلفة تلتقي كلها في بروز روح جديدة قد تحررت من الخوف، من ذلك عجوز أمّية تقدمت وسط صفوف المحامين المتجمعين أمام قصر العدالة في العاصمة، مصرّة على أخذ الكلمة فشهّرت بالنظام ورموزه وشكت ما وقع عليها من مظالم، وخطاب المحامي محمد عبو(1) وخطاب الأستاذ المتلفع بالعلم التونسي على ظهر أسطوانة في مدينة فوسانة(2) وغيرها كثير. كما تدركه في إبداعات الفنانين التونسيين ومنهم منشدو أغاني الراب وغيرهم وقصائد الشعراء(3).. ومواجهات إلكترونية مع بوليس الدولة الإلكتروني وضروب شتى من الإبداعات تفتقت عنها عبقرية شعب تحرر من الخوف وقد غاص سكين الظلم في العظم.

ظواهر جديدة تحدث لأول مرة تؤكد أنك إزاء ثورة حطمت صنم الرعب والخوف الذي ولج ابن علي ميدان السياسة التونسية من بابه من ساعة توليه إدارة أمن الدولة فوزارة الداخلية فالوزارة الأولى فرئاسة الجمهورية.  » ما يحدث في تونس يؤكد أنك إزاء ثورة حطمت صنم الرعب والخوف الذي ولج ابن علي ميدان السياسة التونسية من بابه من ساعة توليه إدارة أمن الدولة فوزارة الداخلية فالوزارة الأولى فرئاسة الجمهورية  » لقد حطمت انتفاضة سيدي بوزيد أساس شرعية ابن علي: الرعب. الذين أدركوا أنهم ميتون غرقا أو حرقا أو مسغبة أو بالتقسيط في مجازر الداخلية أو بإضرابات عن الطعام اشتهرت بها تونس، أو في أروقة البطالة الأبدية، وشباب تلمذي وطلابي يرون أمامهم نفس المصير.. ونخبة نقابيون ومحامون فجر الظلم ضمائرهم فآووا وأطروا الغضب العارم.. اجتمعت كلمة الجميع على أن يحطموا صنم الخوف وقد غدا الموت قدرا. يقول طرفة بن العبد:

فإن كنت لا تسطيع دفع منيتي * فدعني أبادرها بما ملكت يدي

لقد قرروا مواجهة مصيرهم بحزم مواجهة إيجابية بدل الهروب الذي سد الطغيان بعض أبوابه مثل الهجرة السرية (الحرقان) أو تعاطي عمل بسيط مثلما أراد البوعزيزي تغمده الله بواسع رحمته، فعله، فافتكوا بضاعته وصادروا عربته وزادت شرطية في الإذلال فصفعته، وزاد الوالي فصفق الباب في وجهه. لم يعد هذا السبيل يسع أحرار البلاد فانفجروا ضد الخوف ومصادر إنتاجه. 9- فما ترى ابن علي فاعلا إزاء الكارثة التي حلت بنظامه فتحطم صنم الرعب مصدر الشرعية؟ التوقع الغالب إن لم يكن مؤكدا إزاء هذا التمرد العارم أنه لن يتنازل ويفرط بسهولة في مصدر شرعيته في صنمه الذي تحطم كما تحطم اللات والعزى يوم الفتح بمجرد الإشارة إليه، بل سيحاول استعادة ترميمه وإشادته من طريق تكثيف القمع، غير مدرك بعقله الأمني القصير أنه قد فات أوان استعادة هيبة الصنم وقد حطمته الانتفاضة في النفوس. ما فعله ويفعله نسور الظلام من زبانيته في بوزيان وتالة وبوزيد وعلى امتداد البلاد الثائرة من اقتحام البيوت بعد إطفاء الكهرباء عن المدينة ليعيثوا في الناس والحرمات والبيوت فسادا واستبدادا، محاولات لاستعادة الصنم المهشم، بعيدا عن أضواء الكاميرا التي تلاحقهم وتفضحهم.

10- ومع سقوط صنم الرعب وسقوط مشروع التوريث في الأسرة والتمديد، تحطم الأنموذج التنموي القائم على أسطورة التنمية في ظل نظام بوليسي مافيوي، خسر نظام القمع لأول مرة المعركة الإعلامية مع شعب ذكي متعلم يحسن استخدام أحدث وأدق التقنيات الإلكترونية، كل ذلك يؤكد مدى هشاشة النظام الأمني مهما عتا إذا تحركت الشعوب حركة جماعية فتغرقه أمواجها ويصاب بالشلل، تلك هي قصة شاوسيسكو، تلك قصة الجن « لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين » (سبأ 13).

لقد أدخلت انتفاضة بوزيد المباركة نظام ابن علي في حالة الموت السريري. متى سيدفن؟ من سيخلفه؟ هل سيكون من داخل نظامه؟ هل سيأتي بنفس الطريقة التي أتى بها هو بتدبير أصحاب المصالح الكبرى؟ أم ستكون المعارضة في مستوى الحدث فيتعالى زعماؤها عن حظوظهم الشخصية ومصالحهم الحزبية وخلافاتهم الأيديولوجية فيرتفعون إلى أفق اللحظة التاريخية، فيتداعون إلى التلاقي للاتفاق على إقامة بديل ديمقراطي حقيقي يصفّي تركة نظام الفرد والأسرة والجهة ويوزع السلطة على أوسع نطاق وفق دستور يختاره مجلس تأسيسي؟ وإذا نجحت المعارضة في جمع صفوفها حول مشروع وقيادة كما فعلت عشرات المعارضات في أوروبا الشرقية وغيرها، فإنها حتى وإن فشلت في صناعة البديل، فنزا على السلطة مرة أخرى ناز آخر بتدبير خارجي، فستكون على الأقل في موقف موريتاني قادر على استخدام الفيتو ضده لانتزاع حقوق الشعب من بين مخالبه وفرض الإصلاحات الديمقراطية التي نادى بها شعبنا منذ أكثر من قرن ونصف.

11- لقد انتصرت الجماهير في إثخان صنم الرعب وما بقي غير الصمود في ربع الساعة الأخير لاستكمال المهمة والإعداد للبديل.. وإنها لمكرمة كبيرة أن يعيش المرء بداية الربيع التونسي بعد شتاء قد طال. وإن شعبا صنع هذه الانتفاضة متغلبا على صنم الرعب مقدما لنخبته مرة أخرى فرصة لدخول التاريخ مجددا من بابه الواسع، حري، ليس بالاحترام  فحسب بل بأن يحبّ. ولم يجامله الشهيد حشاد إذ باح بها من أعماق قلبه: أحبك يا شعب.  » أعادت الانتفاضة المباركة ثقة الشعب في ملكاته وقدراته وتراثه التحرري الذي يمت لإسلامه العظيم، متفاعلا مع الحداثة كما ترجمتهما تجربته الإصلاحية الرائدة.. فهل تلتقط النخبة اللحظة التاريخية المتاحة؟  » لقد أعادت الانتفاضة المباركة ثقة الشعب في ملكاته وقدراته وتراثه التحرري الذي يمت لإسلامه العظيم، متفاعلا مع الحداثة كما ترجمتهما تجربته الإصلاحية الرائدة، فهل تلتقط النخبة اللحظة التاريخية المتاحة؟ ندعوها إلى ذلك. أم ستضيعها مرة أخرى؟ وفي كل الأحوال لا يختلف كل متابع لوقائع بل لملحمة هذه الانتفاضة في أن تونس اليوم غيرها الأمس. 12-وإذا كانت الأوضاع العربية في جملتها قد تخلفت عن دورة التغيير الديمقراطي التي طوّفت في العالم وظلت مراكبها راسية قريبا من شواطئ العرب دون أن تلجها لأسباب دولية وقصور محلي، فإن هذه الدورة قادمة لا محالة: داخل متهرئ يقوم على أرضية تعتمل في أحشائها وحتى في سطحها نذر براكين وزلازل. وأوضاع دولية متأزمة، مما يشغل الغرب بنفسه عن التدخل لإسعاف أتباعه إن ثارت في وجوهم براكين الشعوب وأمكن للمعارضات التوصل إلى وفاقات بديلة لحكم ديمقراطي. وثورة إعلامية نزعت العصمة عن الحكام وهتكت الستائر عليهم فغدت جرائمهم وضروب بطشهم بالشعوب يجري جزء منها تحت أضواء الكاميرا، وهو ما يجعل أوضاع العالم العربي برسم التغيير خلال السنوات القليلة القادمة.

شعوبنا المقهورة التي تراكم الغضب في صدورها بعضها قد انفجر والآخر في الطريق، وما يحدث في مصر والجزائر وتونس واليمن من نذر، شاهد. فهل ستكون المعارضات جاهزة لاستقبال عطايا هذه الشعوب الأصيلة؟ هل ستكون قادرة على جمع صفوفها حول برامج إصلاحية جادة وفق مقاييس ديمقراطية حقيقية تنقل شعوبنا من العالم القديم إلى العالم الحديث، من حكم الفرد والعائلة والعشيرة إلى حكم الشعب وكرامة الفرد، حكم المؤسسة، حكم القانون حيث تحترم كل الحريات والحقوق على أساس المساواة والمواطنة وتداول السلطة عبر انتخابات تعددية دورية نزيهة في ظل دستور ينشئه مجلس تأسيسي منتخب، يترجم أماني وتضحيات وآلام شعوبنا ودماء شهدائها وتحويل انتفاضاتها من مجرد غضب عارم على الباطل -وحتى لو نجح في هدمه يكون فقط قد وفّر الفرصة لنهّاز ليختطف الثمرة وقد نضجت- إلى عمل عقلاني حكيم يقيم نظما ديمقراطية حقيقية بما يحقق آمال الشعوب المجهضة في الوحدة والعدل والحرية ودعم حق الشعوب في التحرر المقصد الأسنى لرسالة الإسلام ومذاهب الإنسانية على حد سواء وفي طليعتها تحرير فلسطين. « ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم، وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون » الروم. ــــــــــــــ (1) http://www.facebook.com/#!/video/video.php?v=125388167526750&oid=112177705522655&commentsg

(2) www.facebook.com/#!/video/video.php?v=125388167526750&oid=112177705522655&comments (3) www.facebook.com/profile.php?id=100000538471732#!/video/video.php?v=119881431414381&oid=156207417760710&comments

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 جانفي 2011)


mardi 11 janvier 2011 قراءة عاجلة في معركة شعبنا المتواصلة في وجه الطّغيان


 

دخلت تونس منذ ما يناهز الشّهر مرحلة آستثنائيّّة فارقة في تاريخها السّياسي أبرزملامحها هذه الإنتفاضة الشّعبيّة العارمة والشّاملة في وجه الظّلم والإستبدادوالّتي قال من خلالهاالتّونسيّون الأحرار بمعزل عن أيّ وصاية حزبيّة أوسياسويّةكلمتهم وحكمهم في الإنتهازيّةالّتي سامتهم وأذاقتهم الويل والعذاب منذ نصف قرن تباعا تحت مسمّيات « البورقيبيّة » و »العهدالجديد ».ومثلما سبق أن نبّهنا بتاريخ 28 ديسمبر2010 ضمن مراسلة وجّهناها إلى الأمميّةاللّبراليّة ,سعى زين العابدين بن علي إلى محاولة إرهاب الشّعب بالتّعامل مع مطالبه السّلميّة المتعلّقة بالشّغل والحرّيّة والتّوزيع العادل لخيرات البلاد, تعامل بن علي مع أبناء تونس بأسلوب قمعي ودموي همجيّ معتقدا أنّ هكذا معالجة ستربك إرادة أحفاد يوغرطة والأزهر الشّرايطي ومحمّد علي الحامّي وحشّاد أو تفلّ في عزائمهم, وقد قرّروا التّخلّص من آخر مستعمر للبلاد ودحر الظّلم والطّغيان. وإنّ حركة الأحرار الدّيمقراطيّيين التّونسيّيين إذ تنحني كوادر ومناضلين إجلالا وإكبارا لشهداء معركة الكرامة الّتي آندلع لهيبها ولن يقف إلاّ بقصر الشّعب بقرطاج,والّتي بدأت منذ العام 2008 بالحوض المنجمي, فإنّهاتترحّم على أرواحهم الطّاهرة و تتقدّم إلى أهاليهم بأصدق عبارات التّعازي داعية الهيئات الحقوقيّة الوطنيّة وعلى رأسها المكتب الشّرعي للرّابطة التّونسيّة لحقوق الإنسان والمجلس الوطني للحرّيّات ومنظّّمة حرّيّّة وإنصاف للتّنسيق فيما بينهم حول صيغة قانونيّة لتتبّع الجنات أيّا كانت مسؤوليّاتهم وصفاتهم مباشرةأمام القضاء الدّولي لآنتفاء الشّروط القانونيّة والدّستوريّة لمقاضاتهم الآن في تونس {القضاء المستقل و شروط المحاكمة العادلةّ}ورفع هكذا دّعاوى أمام القضاء التّونسيّ. وإنّ حركة الأحرار الدّيمقراطيّيين التّونسيّيين تشجب بشدّة كلّ أشكال الإنحراف بتضحيات شعبنا عن مسارها الطّبيعي أومحاولات توضيفهاإشباعا لنرجسيّات ذاتيّة مرضيّة عبّرعنها أحد أعضاء المكتب السّياسي للحزب الدّيمقراطي التّقدّمي وتبنّاها هذا الأخير.فآلدّعوة لآستقالة وزير الدّاخليّة و التّخابرفي الآن ذاته مع المسؤول الأوّل على قتل أبناء تونس وتشريدهم وتعذيبهم بما يتضمّنه من تزكية له وتبرئة ليديه الملطّختين بدماء أهلنافي تونس[ لسيّما بالنّظر إلى صفاته الدّستوريّة كقائد أعلى للقوات المسلّحة ورئيسا للمجلس الأعلى للقضاء والمسؤول الأوّل بعد رئيس الحكومة عن جرائم السّلطة التّنفيذيّة في حقّ الشّعب والوطن] هوخيانة للشّهداء. فعندما يقتل الجيش الإسرائيلي سبعة مواطنين أتراك نشطاء سلام وهي حادثة مأساويّّةنستنكرها يطالب حزب السّيد نجيب الشّابّي بتتبّع رئيس السّلطة التّنفيذيّة الإسرائيلي كمجرم حرب وهو ما لم يطالب به حتّى رجب طيّب أردوغان أمّا لم يقتل زين العابدين بن علي 70 مواطنا تونسيّّا على الأقلّ تظاهروا سلميّا في ما كانوا يعتقدونه وطنهم رافعين مطالب شرعيّة, ينادي السّيّد نجيب الشّابّي بإقالة الحكومة ويدعو القاتل لتشكيل حكومة أخرى هي أشبه بتلك الّتي شكّلها محمّد الصّالح المزالي أيّام الإستعمار الفرنسي بمعيّةالمقيم العامّ فوازار, ليكون هو{ أي السّيد نجيب الشّابّي} أو من ينوبه فيها وزيرا…. إنّ تقديرنالتضحيات مناضلات ومناضليّ الحزب الدّيمقراطي التّقدّمي الصّادقين في دفاعهم عن حقّ شعبنافي الحرّيّة والكرامة والعدالة الإجتماعيّة ليلزمنا اليوم بالتّوجّه إليهم مباشرة مطالبينهم بإعادة النّظر في هذاالإنحراف الّمناقض لما عهدناهم عليه من آنحياز لمعارك الحرّيّة.إنّ مجرّد آعتبار المجرم ضدّ الإنسانيّة زين العابدين بن علي « رئيسا شرعيّا » لوطننا العزيز, تجوز مناشدتهلأيّ أمر كان أصبح في تقديرنا خيانةعظمى منذ سماحه بقتل ابناء تونس , …هذا الشّخص أدمى قلوب التّونسيّات والتّونسييين و يجب أن يحاكم أمام قضاء عادل على جميع الجرائم الّتي أذن بهافي حقّ شرفاء تونس. إنّ معركة الكرامة الّتي سبق لنا التّأكيد على حتميّتها في بياننا المؤرّّخ في 6 نوفمبر 2010 ستعصف لا محالة برموز الإنتهازيّة السّياسيّة والحقوقيّة في تونس أولائك الّذين ينسبون اليوم لأنفسهم صفة المفاوض بآسم شعب لم يفوّضهم أبدا للحديث بآسم أبناءه الأبرار الّذين قدّموا أرواحهم ثمنا لكرامة كلّ التّونسيّيين. لقدخرج الشّعب التّونسي إلى الشّارع ليعبّرعن رفضه لنظام حكم الجنرال زين العابدين بن علي الّذي تواصل منذيوم7 نوفمبر 1987 إلى اليوم معتمدا على الموروث الإستبدادي لسلفه نظام حكم بورقيبة ورجالاته الأوفياء لفكرة دولة القلّة المفضّلة على قاعدة آنتمائها الجهوي {السّاحل} أوالحزبي{الحزب الإشتراكي الدّستوري} أو العائلي مقابل الأغلبيّة المهمّشة والمدفوعة دفعا نحو الحلول القصوى كالهجرة السّريّة والإنحراف.كما وقع تدجين المجتمع المدني وإسكات صوت قواه الحيّة الحقيقيّة في ضلّ هذا الحكم المارق بما أنتج فراغا رهيباإلاّ من حزب حاكم {منذ نصف قرن}هو في حقيقة الأمر مؤسّسة مفسدين و هيكل هلامي يعمل ويأتمر بأوامر البوليس السّياسيّ. قبل الأحداث الأليمة للحادي عشر من سبتمبر كانت أجهزة الدّولة في تونس قد قطعت أشواطا كبيرة في إشاعة ثقافة التّطرّف و معادات السّاميّة على المستوى الشّعبي الدّاخلي { خصوصا من خلال الصّحافة الشّعبيّة والإعلام المرئي والمسموع} معتمدة بالنّسبة للواجهة الخارجيّة خطاباآخر يظهر حداثيّا تحرّريّايدين التّطرّف والإرهاب ويدعو للإيخاء بين الشّعوب.هذه السّياسة كانت غايتهاكسب ودّ مراكز القرار الدّولي من ناحية و « إيجاد » العدوّ الدّاخليّ والّذي يكون وجوده مبرّرا لا لتواصل نظام الحكم الإستبدادي فقط بل وكذلك لتظهرالدّولة المارقة قدراتها الرّهيبة في ممارسة العنف « المشروع » من ناحية أخرى. وهو ما سيمكّنهامن إدراك هدف أساسي ألا وهو إشاعة ثقافة « الخوف » …وهي الثّقافة الّتي ستحكم بالصّمت على أغلب فئات المجتمع طيلة عشرون سنة. ولقد تدعّم هذا الخيار الإستبدادي في تونس خصوصا بعد الأحداث الأليمة للحادي عشر من سبتمبر. لهذه الأسباب ولمّابدأ الغرب ينظر إلى الحالة التّونسيّة بعين الرّيبة خصوصا على ضوء تقارير المنظّمات الدّوليّة المعنيّة بالحوكمة وحقوق الإنسان ولكي يحافظ على الإعتقاد في وجود خطر داخليّ دائم يهدّد الإستقرار و »النّجاحات التّنمويّة » الّتي تكذّبها اليوم آنتفاضة الشّعب, أصدرنظام بن علي سنة2003 قانونا لا دستوريّا تحت عنوان « معاضدة الجهد الدّولي لمقاومة الإرهاب » سيشكّل أداة رهيبة لصنع آلاف المتّهمين بغير وجه حقّ بالإنتماء إلى الفكر السّلفي الجهادي. قانون العام 2003 جاء لمواصلة « صنع  » هذا الخطر الوهمي محلّيا. وهو ما أكّده السّيّد مارتن شاينن المقرّر العام للأمم المتّحدة لدى زيارته لتونس في العام 2010. واليوم بعد أن أصدر الشّعب التّونسي حكمه النّهائي على حفنة المارقين الّذين صادروا إنسانيّته وصاروا يحكّّمون فيه عدائيّتهم وجورهم من دون رادع أوضمير خرج الجنرال زين العابدين بن علي على شاشة التّلفاز ليسوّق وعودا كاذبةلن يتحقّق منها أيّ شئ مذيّلة بدعاية مفادها أنّ من بين المحتجّين أشخاص « ملثّمين متطرّفين »…وهي مقدّمة مدروسة الغاية منها تهيئة الرّأي العام الغربي لحملات تشويه لحقيقة الإحتجاجات بإكساءها لبوس التّطرّف والإرهاب…أي التّلويح بهذا الخطر الدّاخلي الأبديّ.هذه هي الورقة الأخيرة الّتي سيحاول نظام الحكم الفاسد في تونس لعبها بآقترافه لأعمال عنف, سينسبها إلى المتظاهرين,بعد أن تسهر على وضع سيناريوهاتها وتنفيذها أجهزة البوليس السّياسي.وسيعتمد بن علي في لحظاته الأخيرة على آلة التّعذيب الجهنّميّة لجعل الشّباب المسالم المعتقل حاليّا يمضي على محاضر إدانةو »آعترافات »أملاهاعليه جلاوزةالتّعذيب « تأكّد » وجود خطر داخليّ يتهدّد الإستقرار. واليوم لم يعد من الممكن دعم قضيّة شعبنا بجدّية وفاعليّة من دون إقامة هيكل جامع للمعارضة الدّيمقراطيّة الحقيقيّّة وهو ما طالبت به حركة الأحرار الدّيمقراطييّين التّونسيّيين {لمّا كانت الإطار التّنظيمي للقيادة الشّرعيّة للحزب الإجتماعي التّحرّري}منذ يوم 9 أفريل 2001 ضمن بيانها البرنامج « التّداول الآن » وهو البيان الّذي أكّدنا من خلاله بآسم اللبّراليّيين الحقيقيّيين في تونس {والّّذين لا ينتمون إلى ما يسمّى بمجموعة 18 أكتوبر} على الدّاء الأوّل الذي سيطيح بالدّولة البورقيبيّة ألا وهو عنصريّتها الجهويّة المؤسّسة لا على سوء توزيع مقصود لثروةالبلاد بين أبناء تونس فقط بل وكذلك لآحتكار مقصود للسّلطة السّياسيّة لفائدة جهات بعينها دون باقي جهات البلاد.هذا ما يدعونا للتّأكيد على أن يكون برنامج التّغيير المنشود مركّزا بشكل أوّلي وأساسي على طيّ صفحة هذا النّظام الفئوي الطّائفي بنصّ الدّستور. لا يسعنا أخيرا إلاّ تجديد عهد الوفاء لشهداءناو لجميع التّونسيّات والتّونسييّن الشّرفاء الأحرار. وإنّ الوفاء للوطن والشّهداء يقتضي منّا أوّلا وقبل كلّ شئ وحدة الصّفّ كرجل واحد لأجل هدف واحد هو إجلاء آخر مستعمر لتونس العزيزة و محاسبته إن آجلا أم عاجلا على ما آقترفه من جرائم.

باريس 11 جانفي 2011 عادل الزّيتوني رئيس حركة الأحرار الدّيمقراطييّين التونسييّينّ


ما بعد سيدي بوزيد


الطيب البكوش   إنّ الحركة الاحتجاجية التي انطلقت من سيدي بوزيد منذ ثلاثة أسابيع وعمّت بعض الجهات الأخرى في بلادنا تونس ومازالت تداعياتها إلى حدّ كتابة هذه الأسطر، تستوقف كلّ من يهتمّ بالشأن الوطني للتأمّل والتحليل والاعتبار.

وقد تضاربت حولها المواقف في الداخل والخارج، وإن كان ما يقرّب بينها هو الألم والأسف العميق للخسائر البشرية والمادية مهما كانت أشكالها وأسبابها وضحاياها.

وقد قيل الكثير عن الأسباب الاقتصادية والاجتماعية ولاسيما البطالة والتفاوت المشط بين جهات البلاد وفئاتها الاجتماعية من حيث توزيع ثمار النموّ وإشكالات التنمية المتوازنة المستدامة.

وإنّ التحليل الموضوعي لهذه الأحداث وللمطالب والشعارات المرفوعة يدعونا إلى عدم الفصل بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. فهي متكاملة متشابكة ولا يمكن أن نتجاهل العلاقة بين هذه الأحداث وما جرى في الحوض المنجمي منذ سنتين وما تلا ذلك في بن قردان مثلا.

وأرى من الواجب لفت الانتباه إلى أنّ معالجة قضية الحوض المنجمي لم تتصف بالحكمة اللازمة إذ الجراح لم تندمل والصفحة لم تُطو طيّا نهائيا حتى اليوم. فما بدأ بالحوار انتهى بالحلول القضائية والأمنية التي لا تتناسب مع طبيعة القضية وأسابها الموضوعية.

إنّ حوادث الانتحار تقع كل يوم في كلّ أنحاء العالم لأسباب عديدة، لكن انتحار الشاب محمد بوعزيزي في سيدي بوزيد حرقًا له دلالة قوية، قيمتها الرمزية تضفي عليها بعدا سياسيا يجتمع فيه اليأس ورفض الفقر والبطالة، يضاف إلى ذلك رفض الإهانة ودوس الكرامة فضلا عن غياب الأذن الصاغية والطرف الكفء المحاور القادر على الإقناع. فاجتماع هذه الأسباب هو الذي يمكن أن يولّد الانفجار. وما لم يفهمه البعض هو أنّها حالة تتّسم بقدرتها على العدوى. فقد سبقتها حالات مماثلة، في المنستير وغيرها، لم تستلخص منها الدروس الضرورية. واليوم تقتضي الحكمة وضع حدّ للإيقافات والمحاكمات وقمع المسيرات السلمية وإطلاق الرصاص الحي تهدئة للخواطر وتوفيرا للمناخ الملائم للحوار         

                                                                                                بعض الأطراف لا تتصوّر أنّ إهانة محام أو قاض أو مربّ أو صحافي أو طالب… قصد تخويف المواطن العادي، إنّما تسيء إلى سمعة الدولة وهيبتها أكثر ممّا يسيء إليها نقد بعض السياسات. هذا فضلا عن أنّ الإهانة التي تهدف إلى الإذلال والتخويف، تزرع بذور الأحقاد التي لا تنبت غير الأشواك، وتصدّع جسور التواصل والتحاور. فمن الحيوي في العلاقات الاجتماعية والسياسية المحافظة على الحدّ الأدنى من الاحترام المتبادل. ليس من الواقعية إنكار الجهود التي تبذُلها الحكومة التونسية من أجل النموّ ولكن لا يمكن غضّ الطرف عن مراكز قوى اقتصادية ومالية وأطراف تعتبر نفسها فوق القانون وتتصرف بشكل يحول دون بلوغ الأهداف التنموية. فمن الحيوي أن لا تخرج الثروات من البلاد وأن توظف لصالح جميع الجهات والفئات الشعبية.

إنّ إطلاق الطاقات الكامنة في المجتمع المدني دون قيود من شأنه تعزيز الجهود الحكومية والتفاعل معها إيجابيا دون الخوف من النقد والمساءلة والرأي المخالف.

قد يبدو من المفارقة أنّ الوضع التونسي إجمالا، ليس أسوأ من غيره في المنطقة العربية، بل قد يكون أفضل في مجالات عدّة، ومع ذلك فإنّ النقد الذي يستهدف نظام الحكم في تونس من الإعلام الخارجي ومن المنظمات الحقوقية الدولية يبدو أشدّ. وما ذلك إلاّ لوجود اقتناع بأنّ تونس قادرة على الأفضل في جميع المجالات لو انفتحت قنوات الحوار والتواصل على مختلف الآراء مهما تباعدت، دون أن تكبّلها رقابة مفرطة لا تخلو أحيانا من الغباء الفكري والسياسي. والأكيد أنّ هذه الرقابة تشوّه صورة تونس فضلا عن أنّ نتائجها عكسية تماما. ويمكن في الختام التأكيد على أنّ أهمّ الدروس التي يمكن استخلاصها من الأحداث الأليمة الأخيرة، تتلخص في أمرين أساسيين :

–        منح الحكومة ما يكفي من الصلاحيات والإمكانيات من أجل تحقيق تنمية أسرع وتوزيع أعدل. –        رفع القيود المجحفة عن الحريات العامّة ولاسيما حرية الفكر والتعبير والتنظّم لتمكين المجتمع المدني الحرّ من المساهمة الفاعلة في التنمية الشاملة، طبقا للمعايير التي تنصّ عليها المواثيق الدولية التي صادقت عليها تونس.

إنّ هيبة الدولة لا تنقص بالنقد بل تتعزز بالعدل ونظافة أيدي القائمين على مؤسّساتها ونزاهة قضائها ومصداقية إعلامها وحرصها على ضمان احترام كرامة المواطنين.

تونس في 07 جانفي 2011 الطيب البكوش الأمين العام الأسبق للاتحاد العام التونسي للشغل


سيدي بوزيد وأزمة المعارضة : سؤال الموت والحياة الحلقة الثانية


د.خــالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr

نواصل في هذه الحلقة الثانية مشوارنا الذي بدأناه عبر استفسارات وتساؤلات طرحناها كمنهجية بحث واستقراء واستشراف لوضع داخلي منتفض ومتفجر. كان لقاءنا الأول مع التيار الإسلامي وقد تساؤلنا عن مغزى غيبته الكبرى أو الصغرى في هذه الانتفاضة وتركنا القارئ والمتابع يحمل قسطا في التساؤل والإجابة، لأن ما يحدث في تونس لا يتطلب قراءة آحادية ولا رؤية استباقية متعثرة ولا ركوبا وتوظيفا غير واع ولا منضبط، ولكن تعددية آراء وتصورات والبحث عن الأصلح والأنفع والأفضل لهذه البلاد العزيزة وأهلها الطيبين.

« إن أحداث « سيدي بوزيد » تستوجب طرح بعض الأسئلة الهامة حتى نستطيع استثمار ما حدث محليا وعربيا من أجل الدفع الإيجابي نحو منازل الخير للجميع. ولن نختفي وراء المجاملة أو الخوف من رفع الغطاء حتى وإن كانت بعض الأسئلة محرجة أو مزعجة أو تتطلب الكثير من الجرأة. » [خالد الطراولي المقال السابق أين التيار الإسلامي]

إن تسارع الأحداث وارتفاع مستوى الانتفاضة كما وكيفا، حيث توسعت الجغرافيا ودخلت مناطق وأحياء ومدن وقرى، وتمدد الزمن فدخلت أسبوعها الرابع وتغير لونها فأصبحت الدماء ديباجتها وتساقط الشهداء عنوانها، كل هذا يعظم المسؤولية ويزيد للوعي والفقه مركزيته ويدفع المعارضة إلى الصفوف الأولى في قراءة الحدث ومواكبته

حول النضال العفوي

هل العفوية التي ميزت هذه الإنتفاضة والتي تبنتها السلطة والمعارضة هي حقيقة أم خيال؟ هل هذه العفوية المزعومة تأتي من عدم، أم أن هناك تراكمات لم تفقهها كل الأطراف بوعي أو بغير وعي، ووقع تهميشها من البعض نظرا لقصور في الوعي بمستجدات الواقع التونسي؟ ألا تعبر هذه العفوية إن صحت عن أزمة في المعارضة وأنها تغير كل الحسابات والمنهجيات والمعادلات؟ لأن السؤال الذي يقض مضاجع السلطة والمعارضة والذي يتطلب تمحيصا ودراسة، لماذا لم تر السلطة مجئ الأحداث وتطوراتها اللاحقة وهي تستند إلى آلة أمنية ومعلوماتية متفوقة؟ لماذا لم تر المعارضة هذا التراكم ولم تتنبأ بلحظة الصفر؟ أزمة المعارضة

هل أزمة سيدي بوزيد هي أزمة المعارضة، لماذا لم تصنع هذه المعارضة الحدث، هل المحيط الضاغط المستبد المانع لحرية الفعل هو المبرر لهذا الغياب؟ وإذا كان ردنا بالإيجاب، فما هو دور المعارضة وجدوى بقاءها في مشهد سياسي منغلق لا تصنع فيه الحدث وتمنع حتى من متابعته [وقع حجز نسختي صحيفتي الموقف والطريق الجديد أثناء الأحداث]؟ لماذا غاب دور المعارضة الاحتجاجية في تأطير الحدث و »توظيفه » من أجل صالح البلاد؟ هل هو عنف الإقصاء وضراوة عصا الجلاد، أم هو الخوف من الاتهام بالتوظيف السياسي وركوب الحدث كما تريد السلطة نعتها؟ وهل التوظيف تهمة في مثل هذه الأحداث الهامة التي زلزلت المواقع والأفراد؟ ماهي الإجابة الممكنة التي يجب على المعارضة السمو بها إلى مستوى الحدث؟ أليست وحدتها وتحالفها واستبعاد النرجسية والطموحات الشخصية على حساب المشروع هو الرد الأولي لإفرازات هذه الأحداث؟ أم أن سلامة منهجيتها للتغيير تبقى في تنوع طرحها وتعدد مشاربها والمحافظة على هذه الفسيفساء وعدم إلغاء الفواصل حتى في أشد الأزمات وأعنفها؟ وإن تحدثت عن الوحدة فقد يبقى في مستوى الشعارات واللقاءات الأخوية والاستثناءات النضالية التي تبني ولا تلغي وإن كان بخطى بطيئة أحيانا.

نعم قرأنا دعوات من المؤتمر من أجل الجمهورية لانعقاد مؤتمر جامع للمعارضة، قابله في حينه دعوة من الحزب التقدمي لتشكيل حكومة إنقاذ! تساؤل يطرح نفسه مجددا هل الدعوتين متناسقتين، أم أنهما متناقضتين، هل نخفف وطأة السؤال ونقول تلميحا هل يلتقي إطار الأولى مع إطار الثانية أم هو تواصل للعبة القط والفأر؟ لعلي لن آتي بجديد إذا أشرت أن الحالة الراهنة لم تعد تستوعب ولا تسمح بأي لعب على الحبال، وأن الوضوح مطلب أساسي ووطني حتى في غير هذه المراحل الحساسة من مسار الوطن فما بالك والدماء تسيل وزغاريد الأمهات ترافق الشهداء إلى مثواهم الأخير « في مقعد صدق عند مليك مقتدر » [القمر/الآية 55] اسمحوا لي وهو تجاوز لمنهجية هذه السلسلة ولا شك ولكن حالة البلاد تستوجب أكثر من التساؤل في خصوص المعارضة وأنا جزء منها، أن أذكر هنا بمبادرة قدمتها منذ سنتين تقريبا في أطروحة سياسية عامة شملت منهجية التغيير كلية بعنوان  المعارضة : أدعو إلى تجميد أحزابها والدعوة لمؤتمر إنقاذ [2009 مواقع تونسية]

وهذا جانب منها تذكيرا وعونا على تجاوز الموعقات :

نحو  » حركة من أجل تونس « 

إن الوحدة النضالية للمعارضة هي الطريق الوحيد لكي لا تكون ظاهرة صوتية، وحتى تستطيع أن تكون رقما أساسيا في معادلة التغيير والإصلاح، فتغريد بلبل واحد لا يكفي لاستدعاء الربيع! من أجل ذلك اسمحوا لي أن أتقدم إلى المعارضة الاحتجاجية التونسية [والباب يبقى مفتوحا لغيرها] بهذا المقترح الذي يحمل كثيرا من الجرأة ومن الراديكالية، ولكنه يبني على بياض وبوضوح، ولولا غرز الإبرة لما استقام الثوب :

1 / إني أدعو أولا إلى تجميد كل أحزاب هذه المعارضة وأعينها بالإسم: حركة النهضة التونسية، الحزب الديمقراطي التقدمي، حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، حزب التكتل، حزب العمال الشيوعي، واللقاء الإصلاحي الديمقراطي. وليتم هذا الإعلان عبر ندوة صحفية في مشهد إعلامي ضخم يهيأ له بدقة وعناية عبر حملة إعلانية كبيرة تسبقها، وتدعى لها كل وسائل الإعلام. لتحمل رسالة ذات عنوان واحد وهو أن المشهد السياسي المنغلق والمزيف لا يحتمل وجود أحزاب جادة، وإن وجدت فهي مقلّمة الأظافر معاقة التحرك مسلوبة الفعل، بل إن وجودها في حد ذاته يخدم الاستبداد عبر مقولة مغشوشة وخطاب أجوف: الديمقراطية موجودة وخير دليل عنها وأحسن تعبير لها وجود هذه الأحزاب ووجود صحفهم وانعقاد مؤتمراتهم!

2 / إن الدعوة بعد التجميد يجب أن يتبعها مباشرة عقد مؤتمر عام لهذه المعارضة يمثل مؤتمرا للإنقاذ وتفعيلا عينيا وواقعيا ومباشرا لوحدة المعارضة المنشودة، وتشكيلا مؤسساتيا لهذه الوحدة عبر إعلان اسم لها من مثل « حركة من أجل تونس » وتكوين جهاز تسييري [أو مكتب تنفيذي] يجمع ثلاثة أفراد عن كل حزب ولا بأس أن يلتحق به بعض المعارضين المستقلين الذين أثبتوا من خلال مواقفهم وكتاباتهم وحراكهم انتمائهم للصف المعارض، كما يجب أن يفتح الباب لمن يريد من المنتسبين سابقا أو لاحقا للحزب الحاكم والذين أثبت الواقع مدى وطنيتهم ورفضهم لمواقف النظام، ولعل الجناح البورقيبي مهما كانت اختلافاتنا المبدئية مع الرئيس السابق، فإن قبولهم في المؤتمر من شأنه أن يعطيه مصداقية أكثر وتنوعا وشمولية، وليكون بحق مؤتمر الإنقاذ. وقد جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم على دستور المدينة كل من يريد مواطنة كريمة للجميع، وهؤلاء إخواننا وإن جاروا علينا، وتجمعنا بهم أواصر الدين والوطن.

ولتكن مهمة هذا المكتب التنفيذي للمؤتمر التأسيسي للإنقاذ طرح برنامج عام واضح المعالم بسيط الفهم والاستيعاب شاملا لمطالب التونسيين من مــثل :

ـ إفراغ السجون من معتقلي الرأي. والسهر على استقلالية القضاء.

ـ إعلان الجمهورية الثانية بما تعنيه من دستور جديد وإجراء انتخابات حرة ونزيهة على كل المستويات.

ـ إعلان الديمقراطية في البلاد وما تحمله من حريات عامة وتعددية وحقوق المواطنة.

ـ تنزيل العدالة الاقتصادية والاجتماعية بما تعنيه من محاسبات ومراجعات وإعلان الحرب على المحسوبية والفساد.

ـ مراجعة منظومة القيم عبر برمجة جديدة لمؤسسات الإعلام والتربية والتعليم والثقافة والأسرة والطفولة.

ـ طرح علاقة مميزة مع الغرب أساسها حضاري ومبنية على ثقافة التعارف ولقاء المصالح المشتركة وعدالتها بعيدا عن العداء والاستعداء.

3 / بعد كسب هذه الوحدة وتشكيلها المؤسساتي وطرح برنامج جامع لها، يجب تفعيلها وتنزيلها وتجميع الناس حولها، عبر مبادرات ميدانية وإعلامية من مثل الندوات والاعتصامات والحضور على الفضائيات وعلى مواقع النات وغيرها من التظاهرات والمبادرات السلمية.

إن هذه « الحركة من أجل تونس » تتكون ولاشك من أيديولوجيات مختلفة ومرجعيات متعددة، ونحن لا ندعو إلى ذوبان هذه الفسيفساء ولا مسحها وتجميع كل الأطراف في حزب وحيد ودائم لنعيد تجارب وقفنا لها بالمرصاد، ولكنه طرح وقتي يعيش محطة التغيير حتى إذا وصلنا إلى نهايتها وسقط التوريث ووقع التمكين، رُفع التجميد ورجعت الأحزاب إلى إطارها القديم في سياق مشهد سياسي سليم وديمقراطي. » إن مثل هذه المبادرة أصبح اليوم ضرورة حياتية للمعارضة واستجابة نوعية نظنها في مستوى الحدث أو تقاربه، لأن الدماء الزكية التي تناثرت على أرض تونس الحبيبة حملت معها ضغطا ورفعا للسقوف ومسؤولية عظمى ومطلبا حاسما للتغيير والإصلاح. والمعارضة التونسية تعيش اليوم لحظة تاريخية مع الوطن، فإما استجابة للنداء أو ارتماء في المجهول أو الفناء، ولن تجد من يبكي عليها لوعة وحزنا واسترضاء!

جانفي يناير 2011 المصدر مراسلة من موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net  


واجب المعارضة


مالك الشراحيلي بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين نبينا محمد و على اله و صحبه اجمعين, تحية الى المناضلين و الصامدين في وجه الظلم و العدوان من ابناء شعبنا الكريم في تونس. ان ما يحصل اليوم من احتجاجات و انتفاضة شعبية ضد نظام بن علي ماهي الا تراكمات لسياسات الاقصاء و التشفي و التجويع التي اتبعها نظام بن علي, و نتاج لتسليم البلاد الى عصبة من الجوعى المسعورين الذين اتخذوا من ثروات البلاد و جهود العباد مغنم, ان ثورة الشعب اليوم ليست ثورة عبثية و لا هي بمشاعر غضب عابرة ولا هي بمكيدة من هنا او هناك ان هذه الثورة هي ثورة الشعب ليبرز فيها وجوده و يريد اسماع صوته لاذان بالفعل هي صمت و قلوب عميت, ان هذا الشعب التونسي لم نره من قبل بهذا الشكل , نعم ان هذا دليل على نفاذ الصبر و انسداد الابواب في وجهه. ان ما يقوم به الشعب اليوم عجزت عن القيام به قوى المعارضة و السياسيين اجل خروج الناس الى الشوارع بصدور عارية لتلقي رصاصات الموت من نظام طاغوتي فرعوني ظالم كسر حاجز الخوف و ترك النظام يتخبط في عالم الضياع. ولكن هذا الشعب الثائر كان ينتظر المدد من القوى السياسية لتتكلم بلسانه و تبرز عن طموحاته و متطلباته و تقف في صفه بل تقف في الصفوف الامامية رافعة لافتاته مؤيدة له و مأطرة و لكن و رغم مرور شهر على انطلاق هذه الثورة و الانتفاضة الا انه بقي وحيدا معزولا صوت بلا صورة, روح بلا جسد وكل ما استطاعت الاحزاب المعارضة (الغير ممثلة في البرلمان و الغير معترف بها) الا ان تطل علينا ببيانات الشجب و الاستنكار و التاييد للشعب الثائر من بعيد على صفحات الفايس بوك او من خلال قنوات تلفزية اجنبية هذا بالنسبة للموجودين في الداخل, اما المعارضة في الخارج فلم يكن لها اي وجود فعلي على المستوى المطلوب سوى فيديوهات تنشر هنا و هناك تطالب الشعب بالصبر و الثبات و المواصلة في الاستشهاد, وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على هشاشتها اي المعارضة بكل اصنافها سواء في الداخل او في الخارج, وغيابها الفعلي عن الساحة السياسية و خذلانها للشعب بتركه و حيدا امام الات القتل و التعذيب و التنكيل. و بعد شهر كامل و سقوط ما يقرب من الاربعين قتيلا يطل علينا الحزب الديمقراطي التقدمي ببيان او باقتراح حل للمشاكل التي يواجهها الشعب (و البيان يحمل توقيع السيدة مي الجريبي الامينة العامة للحزب) و تتلخص فيما يلي: 1_الوقف الفوري لإطلاق النار على المتظاهرين وسحب قوات مكافحة الشغب وقوات الجيش حالا من داخل المدن وإطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية الاحتجاجات الاجتماعية الجارية وفتح تحقيق حول ظروف إطلاق النار على المواطنين وتعقب المسؤولين عنه وفتح حوار مباشر مع ممثلي الشباب العاطل عن العمل قصد إيجاد الحلول العاجلة لهم 2_إقرار منوال للتنمية يرفع من معدلات النمو بما يضمن امتصاص البطالة وتحقيق التشغيل الكامل وتوجيه الاستثمار إلى قطاعات ذات قيمة مضافة عالية تستوعب المهارات والكفاءات التونسية وتنمي البحث العلمي والتقدم التكنولوجي 3_النهوض بالتنمية الجهوية بما يحقق التوازن والعدل بين الجهات بواسطة مجالس منتخبة في مستوى الولايات تأخذ بيدها قضايا التنمية الجهوية وترصد لها موارد خاصة من الضرائب المحلية ومن ميزانية الدولة 4_إقرار الشفافية في المعاملات ومقاومة الفساد والرشوة واستغلال النفوذ وإرساء آليات المراقبة الداخلية والخارجية للإدارة وتعزيز دور الإعلام واستقلال القضاء 5_مراجعة القوانين المنظمة للحياة العامة (قانون الصحافة والأحزاب والاجتماعات العامة والمجلة الانتخابية) والتحضير لانتخابات تشريعية سابقة لأوانها تحت إشراف هيئة مستقلة وبحضور مراقبين دوليين وتعديل الدستور بما يحدد عدد ولايات رئيس الجمهورية ويضمن حرية الترشح والتداول السلمي على الحكم في أفق سنة 2014 لقد فقدت الحكومة الحالية ثقة الشعب نهائيا وهي عاجزة عن تحقيق هذا البرنامج الإصلاحي الذي لن تجد تونس طريقها إلى الاستقرار ما لم يوضع موضع التنفيذ. لذلك بات من المتأكد تشكيل حكومة إنقاذ وطني تأخذ على عاتقها إنجاز هذا البرنامج وإعداد تونس للانتقال إلى الديمقراطية في أفق 2014

ان هذه المطالب التي عبر عنها لسان الحزب الديمقراطي التقدمي هي في الحقيقة لا ترتقي الى مستوى تطلعات الشعب و اماله بل هي في نظري طعنة في ظهر الجماهير المنتفضة لان مطالب التشغيل و الاصلاح في اليات النظام قد قام الرئيس بن علي بطرحها ووعد بتنفيذها في كلى خطابيه اثناء الاحداث, ثم ان الدعوة الى تشكيل حكومة انقاذ و طني في ظل نظام بن علي و القبول بالدستور الحالي للبلاد و تغيير فقط مادة عدد ولايات الرئيس ثم الابقاء على بن علي رئيسا للبلاد الى حين انتهاء ولايته سنة 2014 ماهي الا ضربة و صفعة موجعة في وجه الشعب الذي يطالب برحيل النظام بكامله برئيسه بوزرائه بدستوره بقوانينه بجلاديه, ثم ان المطالبة باطلاق سراح المعتقلين اثناء الاحتجاجات فقط و تناسي الالاف من سجناء الراي من اسلاميين و غيرهم المحكومين تحت قانون مكافحة الارهاب يضفي صغة شرعية لهذا القانون و يدل على ان الحزب ايضا ليس له اي تحفظ غلى هذا الموضوع. انا في الحقيقة لم اكن اتوقع ان تكون مداخلة الحزب بهذا الشكل الرديء حيث انهم انفسهم ادعوا ان الرئيس لم ينتخب عن طريق انتخابات حرة و نزيهة , بل ادعوا انفسهم انها ملفقة و مزورة ثم ياتون الان و يقرون به رئيسا للبلاد و يريدون الاحتفاظ به كرئيس للدولة و للحكومة الانتقالية التي و الاكيد سيكون لهم اعضاء فيها, هذا من ناحية و من ناحية اخرى يقبلون ان يواصلوا في حكم البلاد بالدستور الحالي الذي تلاعب به بن علي و زمرةه كما شاؤوا, ان هذه السقطة الكبيرة للديمقراطي التقدمي في نقيض ما كان يعد به و يطمح له ماهو الا دليل على ضعف تقديره للواقع و بعده عن قضايا الشارع و خطاه في قراءة الاحداث و حجمها و يدلايضا عن غياب المعارضة الفعالة القادرة على الاستجابة لقدرات الشعب و طموحاته. فماهو الحل: ان الشعب اليوم في حاجة الى اكثر من معارضة رادكلية تقيس الامور على حساب مصالحها و مكاسبها, ان الالاف في الشوارع و في السجون و المسجونين في عقولهم و المعتقلين في بيوتهم يستحقون اليوم اكثر من هذا بكثير حان اليوم ان نجني ثمرة اكثر من عقدين من الكفاح و الصبر و التضحيات. الواجب اليوم على كل السياسيين و خاصة الاسلاميين منهم العودة الى ارض الوطن (يكفي انهم عاشوا اكثر من عشرين سنة في الرخاء بعيدا عن عذاب بن علي فليدفعوا اليوم ضريبة الرخاء هذه قليلا من التعب و التضحية) في حراك جماعي مرتب, حان الوقت ان ياخذوا اماكنهم في صف الشعب و يمنحوه الثقة في نفسه و يقفون موقف القيادة و التاطير.ان الكوادر و الساسيين الموجودين في الخارج لهم القدرة على انشاء دولة تونس من جديد بما يطمح له الكل. اتحاد كل الاحزاب و الافراد المعارضة تحت راية واحدة و مصلحة واحدة الا وهي مصلحة الناس و الوطن و ترك التناحر و التخاصم لكسب ثقة الشعب و تجسيد طموحاته, اليوم كما اتحد الشارع بمختلف افكاره و توجهاته يجب على المعارضة الاقتداء بذلك. البعد عن الجهات الخارجية و رفض اي دعم سياسي او امني, وخوض المعركة في اطار وطني حر بعيد عن اي غطاء خارجي لسد باب الذرائع عن بن علي و عصابته الوعي بحقيقة ما يجري و فهم طبيعة المطالب الشعبية و رفع سقفها الاستمرار في التظاهر و التجمعات و اصالها الى كافة تراب الجمهورية من الشمال الى الجنوب و خاصة في مدن الساحل و العاصمة و ضواحيها لتوحيد كلمة الشعب و اشراكه بكل فئاته و جهاته في هذه الانتفاضة يجب على كل السياسيين ان وقفوا موقفا واحدا من نظام بن علي الا وهو اسقاطه و محاكمته هو و عائلته و رموز نظامه. يجب العمل من الان على انشاء دستور جديد للبلاد. ان نظام بن علي حرص على اغلاق الباب طيلة عشرين عاما امام الكل فلا يمكن اليوم التنازل من قبل المعارضة للحوار معه و فتح باب النجات له بدعوى الاصلاح او التغيير التدريجي او قلب النظام من داخله. ان نظام بن علي دخل الان الى غرفة الانعاش فيجب علينا ان نضمن انه لن يخرج منها الا لمزبلة التاريخ. و اخيرا يجب على الكل ان يعلم انه مسؤول عن دم الشهداء و سلامة المعتقلين و اهلهم و الكل فينا سيسأل عن ذلك ان عاجلا ام اجلا فيجب علينا ان نشرف دماء شهدائنا و ان نطبب جروح الجرحى و ذلك باسقاط هذا النظام و تحقيق النصر و الحرية لشعب طالما طاق لها و استحقها. مالك الشراحيلي 11_01_2011

 


تم خلاله استعراض تجربة أفريقيا وأمريكا اللاتينية حداد في جلسات المسار الديمقراطي على شهداء احتجاجات تونس محسن مرزوق: الوضع في تونس سياسي وليس ثورة جياع


كتب – السيد عبد السلام :     استهلت جلسات اليوم الثاني من ورشة المسار غير الحكومي لمجتمع الديمقراطيات أعمالها أمس، بالوقوف دقيقة صمتـًا على أرواح شهداء الاحتجاجات في تونس. وأعرب المشاركون في الورشة المنعقدة بفندق جراند حياة بالدوحة، عن استيائهم لما يدور ببعض البلدان العربية وما وصل اليه حال الديمقراطية في الوطن العربي على أيدي بعض الأنظمة العربية.

قدم الجلسة الافتتاحية السيد محسن مرزوق الأمين العام للمؤسسة العربية للديمقراطية، حيث تناول الأوضاع الديمقراطية في الوطن العربي وما آلت اليه الأحداث في كل من تونس والجزائر، خاصة تونس التي اعتبر فيها الثورة سياسية .. نافيا التسمية التي ألصقتها بها بعض الجهات وهي ثورة الجياع. وقال ان هذه الورشة تهدف إلى ايجاد ميثاق عربي ديمقراطي تتوافق عليه كافة مكونات المجتمع المدني ويكون مشروعا ملموسا وليس مجرد مطالبات وتصورات، مقدما ضيفيه بول غراهام المدير التنفيذي لمعهد من أجل الديمقراطية في افريقيا وخورخي سانين منظمة الدول الأمريكية.

 وأضاف مرزوق: اننا نهدف لمحاولة مقاربة لمشروع ديمقراطي عربي من خلال البحث عن تأطير يركز على تجارب العالم في مجال دعم الديمقراطية من خلال اعتماد مواثيق الديمقراطية حيث يتم استعراض الوضع العربي والاطلاع على تجارب افريقيا وأمريكا اللاتينية في مجال اعتماد مواثيق الديمقراطية وهي مواثيق صارت تقيد الممارسة السياسية للحكومات والمنظمات في هذه الدول وتشكل هاديا لها في مجال دعم الديمقراطية واتخاذ المواقف دون التحولات السياسية التي تحصل في بلدانهم.

 وتعرض مرزوق الى النهج الديمقراطي في الوطن لافتا الى أن نتائج الورشة الدولية ستسهم في جمع نخبة كبيرة من الخبرات العربية من مختلف التوجهات الفكرية والسياسية ستشارك في الميثاق الديمقراطي العربي بحيث يكون معبرا عن المطالب العربية الحالية. وشدد على أن الهدف الذي تسعى إليه المؤسسة العربية للديمقراطية من وراء تنظيم مثل هذه الفعاليات هو الوصول إلى ضمان وحماية حرية التعبير وإقامة مؤسسات مجتمع مدني قوية وفعالة وخلق حوار وطني.

 ووفقا لبنود المنظمة، فانها شددت على دور منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان في الدور المنوط بها من أجل ترسيخ مبادئ الديمقراطية انطلاقا من المبادئ الكونية الواردة في المواثيق الدولية لحقوق الانسان وفي مقدمتها المساواة والحرية والعدل والكرامة الانسانية، كذلك تفعيل البناء الديمقراطي وتحقيق التنمية المستدامة والسلام العالمي ومواجهة المخاطر التي تهدد الدول والمجتمعات العربية بمختلف مكوناتها وروافدها بما في ذلك الاقرار بحق مقاومة الهيمنة والاحتلال والتدخل الأجنبي، حيث تتأثر الجوانب الديمقراطية بالتعددية الفكرية والسياسية والدينية والمذهبية والثقافية واللغوية والقومية باعتبارها مصادر غنية وتنوعا لمجتمعنا في ظل وحدة التراب الوطني والتمسك بالهوية الوطنية الجامعة بالتوازي مع احترام الهويات الثقافية الخاصة اضافة الى التعلق والتوزيع العادل لثروات وتكافؤ الفرص ومعالجة أسباب الفقر وانتشار البطالة وحماية البئية والعدل الاجتماعي.

وفي ضوء ذلك يتم التركيز على حرية الرأي والتعبير والمعتقد ورفض كل محاولات تقييدها ونبذ جميع أشكال العنف والتعصب ومحاولات الاقصاء بتأكيد ايماننا بالحوار والحق في الاختلاف. وتطرقت الورشة الى موضوع الشراكة بين حكومات مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى ودول الشرق الأوسط الموسع وشمال افريقيا والمجتمع المدني.

 وركز مرزوق على صعوبة الذهاب إلى عدالة انتقالية خارج نظام ديمقراطي، لأنها تتطلب مساحات معينة من الحرية والديمقراطية .. مشيرا في المقابل إلى بعض التجارب التي لا تخضع لهذا المعيار أي التغيير بل إنها جاءت في ظل استمرارية النظام.

وأكد ضرورة وأهمية تقديم ضمانات كافية لممثلي الأنظمة القائمة تتعلق باستبعاد إمكانية الانتقام منهم وعدم متابعتهم على الانتهاكات المرتكبة لإقناعهم بالعدالة الانتقالية كآلية لتحقيق المصالحة وإنهاء النزاعات وتشجيعهم على الانفتاح الديمقراطي، معتبرا أن أهم أسباب تمسك الحكام والقادة بالسلطة هو الخوف من المحاسبة من قبل من يخلفهم في السلطة.

ورأى مرزوق أن الذهاب إلى مسار ديمقراطي يحتاج بالضرورة إلى جو من الثقة بين الشركاء السياسيين، كما يحتاج أيضا إلى إصلاح للقانون الدولي.

 وتحدث بول جراهام عن التجربة الديمقراطية التي تم استعراضها خلال الورشة ، موضحا أن التجربة الديمقراطية الافريقية كانت تجربة خالصة وبنكهة افريقية بعيدا عن الاملاءات، مع الأخذ في الاعتبار أن « منتدى المستقبل » يخدم كآلية لتبادل وجهات النظر حول القضايا التي تهم المنطقة، وضمان أن الجهود المبذولة تستجيب لتلك الأمور المثيرة للاهتمام.

كما أن « حوار مساعدة الديمقراطية – DAD« ، الذي يدور تحت رعاية المنتدى، يجمع بين الحكومات التي تتوافر لديها الإرادة السياسية، وأيضاً منظمات المجتمع المدني من مجموعة دول الثماني الكبرى، والإتحاد الأوروبي وغيرهم من الشركاء الديمقراطيين ودول من المنطقة وذلك في مناخ يتسم بالتعاون والشفافية من أجل تعزيز برامج الديمقراطية الموجودة حالياً أو دعم مبادرات جديدة.   وأضاف: إن المنظمات غير الحكومية تعتبر عنصراً أساسياً لتنمية ونجاح المجتمعات الديمقراطية ولتعزيز التفاهم المشترك والتسامح، مشيرا الى التزام مجموعة دول الثماني الكبرى ودول الشرق الأوسط الموسع وشمال أفريقيا بدعم هذا الدور.

 ونوه بمشروع « دعم ترسيخ المبادئ التوجيهية للمنظمات غير الحكومية والحكومات وشركاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا » خلال الاجتماع الوزاري التحضيري للملتقى الرابع لمنتدى المستقبل الذى انعقد في برلين 2007. يهدف المشروع لإيجاد وثيقة عمل تجمع المنظمات غير الحكومية والحكومات وكافة أفراد المجتمع المدني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حول إطار قانوني وسياسي ايجابي ينظم عمل المجتمع المدني وطبيعة العلاقة التي تربط الحكومات بمجتمعاتها المدنية. وقبلت الحكومات العربية جميعها هذه المبادئ نظريّا و لكن لم تتبنّها ولم تضع أسسها الفعلية أيّ دولة إلى حدّ الساعة.  وعلى ضوء هذا العزوف عن تبني هذه المبادئ يأتي عمل مركز الكواكبي من أجل بناء دينامكية وسط المجتمع المدني في عدد من دول المنطقة العربية بقصد تفعيل هذه المبادئ وحث صانعي القرار على وضع جدول زمني من أجل اعتمادها. ويهدف هذا المشروع بصفة خاصة إلى إعلام منظّمات المجتمع المدني وممثلي الحكومات وباقي الأطراف المعنية بالموضوع بوجود هذه المبادئ التوجيهية وخلق فضاء بنّاء للحوار والنقاش من أجل تبنّيها. كما يهدف لإطلاق حملة حشد ومناصرة واسعة النطاق في عدد من الدول العربية من أجل تنفيذ ما جاء في هذه الوثيقة من مبادئ وتوصيات.

(المصدر: جريدة الراية القطرية بتاريخ 11 جانفي 2011 ) 


تدخل المهدنس عبدالكريم الهاروني والأستاذ الهماهمي العياشي على قناة الجزيرة


الرابط http://www.aljazeera.net/Channel/KServices/SupportPages/ShowMedia/showMedia.aspx?fileURL=/mritems/streams/2011/1/11/1_1035056_1_13.mp3&ImgURL=/mritems/images/2011/1/11/1_1035055_1_34.jpg

 


استمرار الاحتجاجات في تونس والجزائر


مقدم الحلقة: محمد كريشان ضيوف الحلقة: – مهدي مبروك/ أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية – حسني عبيدي/ باحث في جامعة جنيف – محمد أمزيان/ باحث متخصص في الشؤون المغاربية تاريخ الحلقة: 9/1/2011 – أوجه الشبه والاختلاف بين الاحتجاجات الشعبية في البلدين – دور الأنظمة والمعارضات واحتمال التوظيف السياسي محمد كريشان مهدي مبروك حسني عبيدي محمد أمزيان محمد كريشان: تواصلت الاحتجاجات الشعبية في تونس والجزائر واتسعت نطاقا وضراوة في بعض المدن التونسية وبينما قالت المعارضة إن المواجهات مع قوات الأمن التونسية أوقعت نحو عشرين قتيلا في الساعات الأخيرة وجهت الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة نداء لأنصارها للمشاركة فيما سمتها الانتفاضة الشعبية في الجزائر. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه من زاويتين، ما هي أوجه الشبه والاختلاف في التحركات الشعبية المتواصلة في كل من تونس والجزائر؟ وإلى أين يمكن أن تقود موجة الاحتجاجات الشعبية هذه لا سيما مع احتمال توظيفها سياسيا؟… السلام عليكم. أربعة أسابيع ونار الغضب ما تزال متقدة في تونس، استجابت الحكومة لبعض مطالب المحتجين لكن هذا الغضب لم يخفت مع ذلك بل راح ينتشر في مدن جديدة ويقدم ضحايا جددا وغير بعيد عن تونس وجدت أصوات المحتجين صدى في الجزائر حيث يوحد الفقر والبطالة كثيرين في البلدين، وإذا كانت مطالب المحتجين بدأت تصل الأسماع فما الذي يمد هذا الحراك بالحياة، أهي محدودية الاستجابة أم أن عمق الأزمة لا يقف فقط عند مطالب اجتماعية أم أن قوى سياسية لا تريد لهذا الحراك أن ينقضي قبل أن تصيب منه وطرا؟

[تقرير مسجل]

ماجد عبد الهادي: حكاية الخبز هي هي إذاً لا تتغير وإن تغير شكله بتغير مكانه والزمان، يعجز الفقير عن العثور على قوت يومه ويبيت على الطوى أياما وشهورا وسنين ثم لا يجد مفرا من تلبية دعوة خلفها له المأثور التاريخي منذ أكثر من ألف سنة فيخرج على المتخمين شاهرا صوته وقبضته كسلاح بديل من سيف الأولين. هنا بلاد يقول بنوها إنهم شدوا الحجارة على بطونهم زمنا طويلا قبل أن يبلغ اليأس ببعضهم حد إشعال النار في جسده احتجاجا، امتد الحريق على غير توقع وأحرق من فوره خرافة استتباب الأمن تحت رايات الظلم الاجتماعي كما أحرق الفوراق بين الصورتين النمطيتين الشائعتين للجارتين المغاربيتين تونس والجزائر فما عادت الأولى أرضا تبسط خضرتها الخلابة رخيصة أمام السياح ولا واصلت الثانية احتكار صفة العنف الموروثة ربما من سيرة مليون ونصف المليون شهيد كانت قدمتهم على مذبح انعتاقها من الاستعمار الفرنسي، هكذا بات البلدان بين عشية وضحاها في الهم عربا وتشابهت ملامح المتظاهرين الغاضبين في حواضر سيدي بوزيد والقصرين وتالا التونسية مع ملامح أندادهم المنتفضين في مدن الجزائر وعنابة وقسنطينة الجزائرية، كيف لا والسبب لدى أولئك هو ذاته تقريبا لدى هؤلاء، الفقر والبطالة المستشريان حتى بين الأكاديميين وحملة الشهادات العليا وكلام كثير عن قمع الحريات في تونس يقابله كلام كثير أيضا عن فساد وفشل اقتصادي حرم غالبية المواطنين في الجزائر من التمتع بثروات بلادهم. نظاما الحكم التونسي والجزائري المتشابهان على الأقل في بلوغ رئيسيهما من العمر عتيا قدما ردين متماثلين كذلك على العنف الشعبي في بلديهما، رصاص وغاز مسيل للدموع واعتقالات تحت عنوان دفاع رجال الشرطة عن أنفسهم، لكن استمرار الحراك الشعبي الغاضب رغم القمع فرض كما يبدو نوعا من إعادة الحسابات وبينما ترددت أنباء عن تحرك وحدات من الجيش إلى بعض المدن التونسية أعلنت الحكومة الجزائرية خفض أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية كما تعهدت بمواصلة التدخل من أجل حماية القدرة الشرائية للمواطنين، وإذ بدا الموقفان أقل من كافيين حتى الآن لإعادة المتظاهرين إلى بيوتهم فإن افتقار الشارع لقوة معارضة تتولى قيادته نحو أهدافه ما زال يجعل من الصعب التنبؤ بما سيحدث غدا وإن ظهر في أوساط المراقبين من بدأ يتحدث عن شبهة توظيف التمرد الاجتماعي سياسيا من قبل جهات خارجية أو داخلية بعضها مشارك في السلطة، لكأن الخبز في الأصل شيء والسياسة شيء آخر! [نهاية التقرير المسجل]

أوجه الشبه والاختلاف بين الاحتجاجات الشعبية في البلدين

محمد كريشان: ومعنا في هذه الحلقة من باريس حسني عبيدي الباحث في جامعة جنيف، من بروكسل محمد أمزيان الباحث المتخصص في الشؤون المغاربية، ومن تونس العاصمة عبر الهاتف مهدي مبروك أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية، أهلا بضيوفنا الثلاثة. لو بدأنا من تونس مع سخونة ما يجري هناك، سيد مبروك ما تفسير هذا استمرار الاحتجاجات وهذا الصعود المتنامي في عدد الضحايا مع أن الدولة تبدو متفهمة ومستجيبة لبعض المطالب الاجتماعية؟

مهدي مبروك: ربما ما.. هذا التصعيد الخطير اليوم والبارحة هو أخي محمد أن السلطة التونسية لم تبادر إلى حد الآن بحلحلة الأزمة حلحلة سياسية بادرت بمجرد وعود للتشريع متناسية عمق الأزمة الاجتماعية وأساسا قضية الحوار قضية الانصراف إلى مشاغلهم في تونس الآن حالة من الفراغ، لا وزير يتجرأ إلى الذهاب مباشرة إلى المحتجين والحديث معهم، هناك ثقافة خوف يعني تعقد حتى ألسنة المسؤولين، هذا الذي.. هذا الصمت الرهيب وتشغيل الآلة الأمنية هي التي أدت إلى الانفجار وربما كرة اللهب الآن ستأتي على الأخضر واليابس في البلاد التونسية، ثقافة الخوف التي شلت حركة السلطة وتعويلها على تعبئة الموارد الأمنية القمعية هي التي أدت الآن إلى هذا الاحتجاج المتصاعد.

محمد كريشان: ما طبيعة الحلحلة السياسية المتوقعة؟

مهدي مبروك: فاوضت وتنازلت وغامرت أحيانا بالتخريب في تونس، لا شيء يبرهن على أن الدولة لها من الموارد ما به تهدئ الشارع إلا الآلة الأمنية. محمد كريشان: نعم، سألتك يعني باختصار ما طبيعة الحلحلة السياسية المتوقعة؟

مهدي مبروك: طبيعة الحلحلة السياسية المتوقعة هي تقديم حزمة متكاملة من الحلول أولها الحل الاجتماعي الاقتصادي المتمثل في تشغيل أصحاب الشهادة وفي تعميم هذا الحق على جميع طالبيه أولا ثم تجاوز الحل الاجتماعي الاقتصادي إلى الحل السياسي وهو الإنفاق والتواصل، حرية التعبير تحرير الفضاء العمومي إعادة فاعلية المجتمع المدني، المجتمع.. الاحتجاج الآن مجتمع منفلت لا أحد يؤطره إلا فعاليات محلية.. محمد كريشان (مقاطعا): يعني اسمح لي فقط هل مثل هذا التشخيص -سيد حسني عبيدي- يمكن أن ينطبق على الجزائر أيضا؟

حسني عبيدي: هناك عوامل مشتركة يعني قبل كل شيء صحيح أن الآلة الأمنية الجزائرية لم تتحرك بقوة أو بعنف مثلما تحركت في الجارة تونس لأن الجزائر لديها تجربة من أحداث أكتوبر 1988 والخوف الآن صحيح هو أن استمرار الأحداث في الجزائر على الوتيرة التونسية ربما يؤدي إلى جهاز الداخلية فقدان أعصابه واستعماله بالتالي الرصاص الحي وهذا أعتقد سيكون منعرجا خطرا جدا في الأمور في الجزائر لكن الوضع الاقتصادي والحرمان أعتقد هما عوامل مشتركة جدا في الحالة الجزائرية مثل الحالة التونسية بفارق وهو أن الجزائر فتحت يعني ربما بعض القنوات الحوار منذ فترة لكن تعمل بمبدأ قولوا ما شئتم ونفعل ما نشاء، لكن في تونس هناك ثورة هناك بركان لأن البلد كان على صفيح ساخن، في الجزائر هناك هزات متعددة لكن لم تصل إلى درجة الزلزال الذي وصلت إليه تونس.

محمد كريشان: إذا كان ضيفنا -سيد محمد مزيان في بروكسل- ضيفنا من تونس يتحدث عن حلحلة سياسية لا بد منها في تونس، في الجزائر كان هناك إجراءات واضحة للتراجع عن سلسلة من ارتفاع الأسعار ومع ذلك لم تهدأ الأمور هل هذا يشير إلى أن الأزمة أعمق مما يشار إليه؟

محمد أمزيان: أعتقد أن الأزمة في الجزائر وفي تونس هي أعمق من هذه الأحداث العابرة التي فجرت الأزمة فالزيادة في الخبز أو الزيادة في السكر أو الزيادة في المواد الغذائية الأساسية هي الشرارة التي فجرت هذا الاحتقان الاجتماعي الذي تراكم منذ سنوات وربما يعني عقود من اليأس وغياب الأفق السياسي في مثل هذه البلدان التي تسيطر عليها بعض العقليات التي لم ترد أن تواكب التطورات التي عرفها العالم يعني العالم تقريبا تغير في كل جهة منه باستثناء بعض الجهات التي تصر على الجمود فهذا ما أدى بطبيعة الحال إلى نوع من يعني نوع من الاحتقان الباطني الذي يظهر أو ظهر الآن في شكل انفجارات تفجرات بدأت من تونس بسبب يعني ظاهري بسيط ولكنه أعمق فلم يلبث أن تطورت الأحداث وتسارعت وتيرتها إلى أن عمت معظم المدن ومعظم الجهات التونسية ثم انتقلت للجزائر.. محمد كريشان (مقاطعا): لكن الآن أنتم كمراقب هل ترى عمق الأزمة السياسية أقوى في تونس منها في الجزائر أو العكس؟

محمد أمزيان: أعتقد أن طبيعة الأزمة في تونس يعني تختلف نوعا ما عن طبيعة الأزمة في الجزائر, طبيعة الأزمة في تونس إلى الأمس القريب لم نكن نعرف عنها إلا القليل باستثناء من يهتم بالشأن التونسي سواء من المهتمين الأكاديميين أو من بعض المراقبين أو من بعض رجال الإعلام الذين يتمكنون من تلقي بعض الأخبار التي تأتي من تونس يعني كان هناك ستار حديدي مضروب إلى حد الآن يعني هذا الستار الحديدي موجود في تونس باستثناء يعني ما يتسرب عن طريق الصحافة الاجتماعية الفيس بوك مثلا أو التويتر أو ما إلى ذلك من الإمكانيات التكنولوجية الحديثة التي لم تتمكن السلطات التونسية من إحكام السيطرة عليها، في الجزائر هناك نوع من التطورات السياسية التي عرفت أوجها بعد حظر يعني بعد انفجار الأوضاع عسكريا ومقتل الآلاف وعشرات الآلاف ربما في حرب قد نسميها أهلية استمرت أيضا لأكثر من عقد يعني هناك فوارق ولكن ما يجمع هذه القضايا العامة في تونس والجزائر هو غياب أو تغييب إرادة الشعب في تقرير مصيره يعني المصير السياسي أو المشاركة السياسية حتى يعني تغييب هذا الشعب وخاصة الفئات العمرية الشابة التي يعني نمت.. محمد كريشان (مقاطعا): وعلى ذكر الموضوع السياسي تحديدا -اسمح لي فقط سيد أمزيان أعود إلى مهدي مبروك في تونس- يعني الوضع في تونس استلزم من رئيس الدولة التدخل شخصيا والتوجه إلى الشعب، هذا لم يحدث في الجزائر -سيد مبروك- هل على مستوى المبادرة السياسية في القيادة القضية ما زال متحكم فيها لتغيير مجرى الأمور؟ يعني مثلا نتذكر في تونس في أحداث الخبز في يناير عام 1984 كانت هناك أحداث كبرى وعدد كبير من القتلى في خمس دقائق فقط الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة غير الأوضاع كلها، هل المبادرة السياسية ما زالت بيد السلطة في تونس؟

مهدي مبروك: أعتقد أنه من حيث المبدأ المبادرة السياسية ما زالت قائمة، بإمكان الرئيس أو بإمكان الوزير الأول ونعرف تماما ذبول وضمور صورة الوزير الأول مع النظام الحالي أعتقد بأن المبادرة السياسية ما زالت قائمة إلى حد الآن وأول المبادرات السياسية أعتقد تبدأ في إعلان تماما حرمة.. في مواجهة سياسية و.. المجتمع المدني، الاتحاد العام التونسي للشغل الآن يمد يده، أعتقد أنه لا أحد يشتهي النار تحترق، بإمكان المبادرة السياسية أن تعطي رسالة وتطمئن الناس على حياتهم ثم تبدأ فيما بعد معالجة قضية التشغيل القضية الأساسية..

محمد كريشان (مقاطعا): هل المبادرة السياسية هذه متاحة في الجزائر سيد حسني عبيدي؟

حسني عبيدي: الفرق -وأعود إلى سؤالك الهام حول قضية طبيعة الأزمة إن سمحت لي- يعني ربما في تونس أن هناك الآن شيء جديد مهم جدا حتى في العلوم السياسية وهو أنه سقطت نظرية في النهاية أن حقوق الإنسان هي فقط حق السكن وحق العمل يعني ما يسمى بالمعجزة الاقتصادية وتذكرون ما قاله الرئيس جاك شيراك بأن حقوق الإنسان محفوظة لأن المواطنين التوانسة لديهم الشغل ولديهم السكن، الآن بهذه المظاهرات يعني سقطت هذه المقولة. المبادرة السياسية وعكس ما وقع في ثورة الخبز في تونس والآن في الجزائر، الآن تعددت مراكز صنع القرار وهذا هو أنا أعتقد الأخطر من ذلك أي أن هناك صراعا في أجنحة السلطة داخل قصور الرئاسة وبالتالي يعني أصبح من الصعب جدا أن تكون المبادرة مركزية وأن تكون مبادرة واحدة تكفي أن تطفئ النار، هذه القضية يعني لا بد أن يكون هناك أصلا حوار أو اتفاق داخل النظام السياسي داخل السلطة المنقسمة على نفسها قبل أن يترجم ذلك على أرض الميدان.

محمد كريشان: أنت بهذا الشكل سيد حسني عبيدي تنقلنا إلى محورنا الثاني في هذه الحلقة بعد الفاصل موضوع التوظيف السياسي المحتمل أو الممكن وموضوع ما أشرت إليه من تعدد مراكز صنع القرار، سنناقش هذه الزوايا بعد فاصل قصير نرجو أن تبقوا معنا. [فاصل إعلاني]

دور الأنظمة والمعارضات واحتمال التوظيف السياسي

محمد كريشان: أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة التي نتناول فيها دلالات استمرار الاحتجاجات في كل من تونس والجزائر رغم الاستجابة لبعض مطالب المحتجين. سيد محمد أمزيان السيد حسني عبيدي أشار إلى تعدد مراكز صنع القرار في الجزائر وهناك حتى حد يتحدث عن صراع أجنحة وهناك من يعمل ضد أطراف أخرى وبالتالي فهذه الأحداث تم توظيفها من أطراف أخرى، هذا الحديث على الأقل لم تقع الإشارة إليه فيما يتعلق بالحالة التونسية، هل من تفسير لذلك؟

محمد أمزيان: نعم بالنسبة لتونس يعني صراح الأجنحة يكون أيضا داخل منظومة سياسية يعني مستحكمة يعني أو هي داخل جنرالات أساسا، في تونس هناك أيضا جنرال يحكم ويستحوذ على كل مقاليد السلطة. أعتقد بالنسبة لهذه الأحداث توظيفها سياسيا لم يحدث بعد توظيفها سياسيا من داخليا يعني لم تبرز هذه الأحداث شخصية سياسية أو يعني كارزمية يمكن أن تترجم هذه الاحتجاجات في شكل مطالب سياسية واضحة قد تكون يعني توازن القبضة السياسية الرسمية يعني هذه الأحداث ما تزال في بدايتها ما تزال عفوية غير منظمة تنظيما سياسيا يمكن أن تدل على أنها قد تفضي إلى تغيير ما ولو يعني داخل المنظومة السياسية الحاكمة سواء في تونس أو في الجزائر، تنازلت السلطات في الجزائر قليلا عندما أعلنت أنها لن تزيد في أثمنة السكر والزيت وما إلى ذلك، أيضا تراجعت بعض الشيء السلطة في تونس حينما غيرت بعض الوزراء واستبدلت وال بوال آخر ولكن الخطوط العامة للسياسة لم تتغير، ليست هناك بوادر تدل على أن هذه الأنظمة قد تنفتح نوعا ما على المطالب الشعبية قد تنفتح على مزيد من المشاركة السياسية، في مثل هذه الحالات تكون دائما الديمقراطية بمفهوم المشاركة السياسية الواسعة حرية الاختيار هي يعني الجواب الأمثل لضبط هذه الاحتقانات وضبط أيضا هذه التحركات العفوية في اتجاه عقلاني يمكن أن يفضي إلى نوع من الاستقرار على المدى البعيد..

محمد كريشان (مقاطعا): على ذكر الإشارة إلى موضوع التوظيف، كثيرون يتحدثون عن التوظيف ولو أنه في السياسة التوظيف جزء من قواعد اللعبة، لا أحد يعاير الآخر بأنه يوظف الحدث طالما الحدث قابل للتوظيف، هنا نسأل السيد حسني عبيدي، مثلا عباسي مدني زعيم الجبهة الإسلامية المحظورة توجه بنداء إلى الناس في الجزائر المواطنين -عفوا- راشد الغنوشي أيضا وجه نداء، هل تعتقد بأن هذه النداءات هي في النهاية نداءات صرخة في واد لأنه أصلا لم يعد لهذين التيارين سواء في الجزائر أو في تونس أي قدرة على تجنيد الناس أو التأثير فيهم؟

حسني عبيدي: صحيح أن الشباب الذي ثار والذي تظاهر في تونس والجزائر ليس لديهم قبل كل شيء عقدة الآباء، في الجزائر كما تعلمون أخ محمد يعني آباؤهم عانوا من الحرب الأهلية من سنوات العنف التي دمرت في الجزائر الأرواح وكذلك الممتلكات والآن هم خائفون ولذلك معدل العمر مهم جدا في الشباب الذين هم غاضبون اليوم في الجزائر بين 15 سنة و20 سنة، النقطة الثانية قضية الاستعمال السياسي هي أن النظام السياسي في الجزائر وتونس مسؤول إلى درجة كبيرة في عملية الاستعمال والتوظيف أو حتى قابلية الأحداث أن تستعمل داخليا وخارجيا، أتفق معك في أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ هي ربما قوة شعبية لكنها ليست حركة شعبية لم تعد ذلك الحزب السياسي القوي كذلك بالنسبة لحركة النهضة الأستاذ راشد الغنوشي يعني هناك فارق الزمن، هناك جيل الآن هذا الجيل الجديد الذي ثار ليس لديه أي علاقة بالجيل القديم وربما التلاقي في حتمية الإصلاح والتغيير لكنه لا يجد نفسه، القيادات الحالية الآن هي قيادات لا تعبر في النهاية عن آمال هؤلاء الشباب الذين يريدون عبور البحر المتوسط من أجل شواطئ أوروبا أو الانتحار وإضرام النار في أنفسهم من أجل الانفلات من هذا الوضع المأساوي، لكن نقطة مهمة وهي قضية أن النظام السياسي مسؤوليته في أنه أقصى كل أدوات الحوار أي أن الأحزاب السياسية عطلت النقابات كذلك عطلت الإعلام كذلك مكبل فماذا بقي كقناة للحوار السياسي؟ وما بقي قناة أصلا بين السلطة والمواطن؟ لم يبق إلا العنف والمواطن الجزائري والتونسي فهم في النهاية أن العنف أصبح للأسف مقدسا من قبل النظام السياسي أي أن هذا النظام الذي بني فقط على العنف وعلى ثوريات يفهم فقط العنف..

محمد كريشان (مقاطعا): وعلى ذكر هذا العنف سيد عبيدي، نعم على ذكر هذا العنف مثلا سجل نداء من أحمد نجيب الشابي زعيم الحزب الديمقراطي الوحدوي المعارض المعترف به دعوة إلى ضرورة وقف إطلاق النار ووضع حد لهذا التصرف مع المتظاهرين لكن الملفت -وهنا أعود إلى السيد مهدي مبروك- بيان من حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي التونسي وهو أيضا حزب مرخص ولكنه يوصف بأنه من أحزاب الموالاة أو الأحزاب القريبة من السلطة هكذا على الأقل يوصف هناك بيان يدعو إلى ضرورة وقف اللجوء إلى إطلاق الرصاص الحي ضد المواطنين ومحاسبة كل من أمر باستعمال السلاح ضد هذه المواجهات وهناك مطالبة للرئيس بن علي بإجراءات عاجلة من شأنها تنقية الأجواء، هل تعتقد بأن المعارضة القانونية في تونس ما زالت قادرة على التأثير في الأحداث عبر هذا النوع من النداءات؟

مهدي مبروك: نعم ما زالت، ما زالت، أعتقد أن دائما المعارضة القانونية ما زالت قادرة أولا على توجيه الرأي السياسي العام والتأثير على مركز القرار السياسي، نعلم تماما مثلا أن الحزب الديمقراطي الوحدوي بدأ يتباين منذ الأسبوع الثاني على أحداث سيدي بوزيد بدأ يتباين وحمل المسؤولية للحكومة في الإخفاق التنموي لجهة سيدي بوزيد والجهات الداخلية في حين ظلت الأحزاب القانونية الأخرى ولا أذكرها تقريبا متمسكة تماما بالرواية الرسمية وبتأويل الأحداث مثلما وضعت الحكومة الخطوط الكبرى لتأويل وقراءة الأحداث على أساس أنها أحداث معزولة وعلى أساس أنها توظيفات سياسية وعلى أساس أن هناك قنوات أجنبية نفخت في كرة اللهب إلى غير ذلك، أعتقد الآن والأحداث تتطور سيحدث بين قوسين فرز في الألوان السياسية داخل منظومة الأحزاب القانونية و.. موقف هذا الحزب يدل تماما على أن الطبقة السياسية برمتها وأمام الفاجعة وأمام تصاعد الأحداث الخطير ستعيد قراءة الأحداث بما يعيد توجيه الرأي العام وتوجيه يعني سلطة القرار..

محمد كريشان (مقاطعا): نعم وماذا عن اتحاد الشغل سيد مهدي مبروك لأنه كان مترددا في البداية أو حذرا أو مرتبكا، الآن يبدو أن الوضع الذي أفرزته الأحداث في تونس جعلته يتقدم خطوة إلى الأمام، هل هذا الوصف دقيق؟

مهدي مبروك: هذا الوصف دقيق فعلا تماما وربما هذا وهنا فرق بين ما يحدث في الجزائر وما يحدث في تونس ربما أن ما يحدث في تونس وما يحدث في الجزائر منفلتان تماما ولكن ربما.. منفلتان من قدرة الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والنسيج الجمعوي على التأثير الحادث ولكن في تونس أعتقد -وهنا الفرق الكبير- في تونس أعتقد الأحداث تمت في قرى وأرياف وهنا يعني هذه أضحوكة التوظيف، لو حدثت الأحداث في تونس العاصمة وصفاقس لقلنا إن الأحزاب القوية متمركزة في تلك المدن في حين أنها في الجزائر حدثت في المدن الكبرى، تعلم تماما أن حضور الاتحاد العام التونسي للشغل حضور قوي حتى في الجهات الداخلية والآن الفاعليات النقابية المحلية -وأركز على أنها فاعليات نقابية محلية-هي التي تؤطر قدر الإمكان الأحداث المندلعة في سيدي بوزيد أو القصرين والآن كما ذكرت لكم حتى المنظمات الوطنية وأهمها الاتحاد العام التونسي للشغل ونظرا للسياق الظرفي الخاص الذي يمر به الاتحاد العام التونسي للشغل في أفق تنقيح الفصل العاشر كبله ربما وجعله مترددا ومتذبذبا وصوته متلعثم، أعتقد الآن أن ما حدث الأمس واليوم سيدفع بالمركزية النقابية إلى التحذير أكثر وإلى أن تكون ربما محاورا كفؤا وينطق بصوت الفئات المحرومة..

محمد كريشان (مقاطعا): شكرا جزيلا لك، المعذرة سيد مهدي مبروك أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية، شكرا على هذه المشاركة، شكرا لضيفنا من باريس حسني عبيدي الباحث في جامعة جنيف وأيضا ضيفنا من بروكسل محمد مزيان الباحث المتخصص في الشؤون المغاربية. وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، إلى اللقاء.

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 جانفي 2011)


نحن التونسيون المقيمون في ليبيا


ندعو كامل الشعب التونسي الى اخذ هذه المبادرة بعين الاعتبار و تفعيلها بما فيه خير لوطننا فقد بدانا هنا في ايبيا بجمع التبرعات من الناس الذين يهمهم ما يجري في تونس و قد وجدنا كل التجاوب مع العديد من المواطنين هنا اذا ندعو كل المواطنين في الداخل و الخارج للقيام بحملة تبرعات من اجل دعم الانتفاضة التونسية في وجه الطاغية الزائل عبر جمع الاموال و التبرع بالدم و ان شاء الله ستصل الدفعة الاولى من التبرعات من ليبيا في ظرف وجيز كما ندعو السياسيين و الحقوقيين التونسيين الموجودين بالخارج بتجهيز ملفات ضد الرئيس بن علي و عصابته بتهمة جرائم الابادة و جرائم ضد الانسانية و تقديمها للمحاكم الاروبية و محكمة الجنايات الدولية و تشكيل محكمة دولية خاصة للغرض و ندعو اهالي الشهداء بتحضير ملفاتهم و الشهود و تزويد المحامين بها هذا و نوجه نداء اخر للمجتمع الدولي لطلب حماية دولية للشعب التونسي الاعزل لان الرئيس السابق بن على خرج من حالة الهذيان الفعلي الى حالة الجنون المطبق و لن يصدق انه انتهى وهو سيواصل التقتيل في ابنائنا و هيهات منا الذلة التونسيون المقيمون في ليبيا


الجالية التونسية المقيمة بالدائرة القنصلية بطرابلس نستنكر وبشدة


لم يتناهى إلى كريم علمنا بأن هناك (مقيمون) تونسيون خارج الدائرة القنصلية بطرابلس وأن وضع الجالية مأساويا إلى هذا الحد وأن موظفي القنصلية العامة يمتهنون الاتجار في البنزين والعملة والبضائع ..! يال العجب أن تصنع من نفسك (مقيمون) وتنشر هذه الأفكار الحاقدة وتختلق هذه التهم المغرضة التي وإن دلت تدل على استفحال مرض في نفسك نسأل الله أن يبرئك منه… وأما أن تتنكر لبلدك الذي علمك ورعاك بالمجان وطبّبك بغير مقابل فهذا وإن دل يدل على أنك مأجور من فئة الطابور الخامس التي لا هم لها غير الخوض في ما يؤخرنا ويربكنا وهذا لن يتحقق بمثل ما تروجون له من أباطيل وأكاذيب للنيل من سمعة وطننا الحبيب .

فنحن الجالية التونسية المقيمة بالدائرة القنصلية بطرابلس نستنكر وبشدة ما يروج له أصحاب النفوس المريضة من إشاعات ودعايات مغرضة للنيل من سمعة موظفي القنصلية العامة لتونس بطرابلس الذين نعدهم من النخبة والكفاءات بل هم أكثر من أكاديميين وأكبر من أن يتطرق لهم أمثالك بالذكر.

  فبعيدا عن المغالطات نقول لك ولأمثالك وبهدوء نحن نفخر بالنخبة في بلادنا ونثق في مناهجنا التي علمتك – الأبجدية – وعلمتك كيف تمسك القلم..! ألم تستحي يا هذا أن تخط به هذه السخافات … ألم تعلم بأن الله يرى..وصدق رسول الله حيث قال (لازال العبد يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا.. ولا يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاّبًا)

فنحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن أحد ، واعلم بأننا نقول لمن أصاب أصبت ولمن

أخطأ أخطأت..! وكلنا سفراء لبلادنا خارج حدود الوطن ولتبيان وجه الخضراء المشرق البهيج وتعلمنا لنكون مخلصين غير خائنين ! أما أن نتهم جزافا أبرياء لم نرى منهم إلا كل جميل ونكيل الشتائم بغير دليل فهذا مردود عليك جملة وتفصيلا.. فقنصلية تونس بطرابلس ليس هنا مجال لذكر ما قدمته وتقدمه لكل من علمت به من الجالية بأنه يحتاج لمساعدة ناهيك عن الإحاطة الكاملة بكل الحالات التي كانت تحتاج للنقل والعلاج وما زادنا ارتياحا وثقة بأن تونس تتسع  لكل أبنائها بأننا شهدنا عديد الحالات التي تم نقلها وكانت مطلوبة في قضايا كثيرة ومتنوعة ومع هذا تم الإفراج عنها ولم تستغرق مدة العبور إلى تونس أكثر من خمس دقائق! وتم ذلك بجهود القنصلية العامة وعلى متن سياراتها الخاصة ولم تثنها عن قيامها بواجباتها تجاه الجالية الصعوبات ولا أيام العطل..! كما أن قنصلية تونس ليس من

اختصاصها أن تقبض على المطلوبين أو (بائعي الحلويات في السياحية) كما ذكرت  وحسب اعتقادنا لو كان هذا المواطن الذي ذكرت  بأنه – مختلسا للبنوك

–  « لصا » لما كان بائعا للحلوى.. والحقيقة انه لم يسلم من أحقادكم حتى العامة من الناس..! فأي (مقيمون) أنت ولم يسلم من أكاذيبك وأحقادك حتى البسطاء الذين يسعون لكسب لقمة العيش بعيدا عن تهريب البنزين.. والبضائع.. والاتجار في السوق السوداء …

  فاعلم أيها (المقيمون) عفوا أيها المرجف أنك لم ولن تحرك بأباطيلك وأكاذيبك شعرة في مفرقنا فكفاك مغالطات وثب إلى رشدك هداك الله. عن الجالية التونسية المقيمة بالدائرة القنصلية بطرابلس/ ليبيا


الصحف السويسرية: « دوامة القمع الدموي » في تونس تؤشر إلى « منعرج حقيقي »


بقلم :  محمد شريف – جنيف- استحوذت الأحداث الجارية في تونس على حيز هام من اهتمام الصحف السويسرية الصادرة يوم الثلاثاء 11 يناير التي تطرقت جميعها رغم اختلاف لغاتها وميولاتها السياسية إلى تحليل الأسباب التي أدت إلى اندلاع أعمال العنف في بلد وصفته إحدى اليوميات بـ « جنة السياحة ».

في الأنحاء الغربية من سويسرا المتحدثة بالفرنسية، تطرقت صحيفة لا ليبرتي الصادرة في فريبورغ لهذه الأحداث تحت عنوان « من القلاقل الإجتماعية الى الإنتفاضة ». وكتب كريستوف عياد يقول « لقد تحولت الإضطرابات الاجتماعية  التي هزت تونس منذ 17 ديسمبر  2010 في غضون عطلة نهاية أسبوع إلى عملية قمع لشعب يطالب بالكرامة والحرية وليس فقط بمناصب الشغل كما حاول فهم ذلك الرئيس زين العابدين بن علي والذي تدخل مرة أخرى عبر التلفزيون أمس (الإثنين 10 يناير) للتنديد بـ « الصعاليك الملثمين » الذين ارتكبوا « أعمالا إرهابية لا تغتفر ». وبعد أن أشارت الصحيفة إلى صمت وسائل الإعلام الرسمية، أوردت أن « أهم الأخبار يتم تناقلها عبر وسائط الشبكات الإجتماعية والهاتف ومن الفم للأذن، وهكذا حصلنا على حصيلة نهاية أسبوع مأساوية أدت الى مقتل ما بين 20 و 50 شخصا حسب المصادر »، (14 حسب المصادر الرسمية).      وتحت عنوان جانبي « بن علي يصبح هدفا » أشارت الجريدة إلى أن « مُحرما (تابوها) آخر تم كسره في عطلة نهاية الأسبوع وهو أن المتظاهرين هاجموا بدون خوف شخصية الرئيس بتمزيق وحرق الصور المتواجدة في كل مكان للرئيس بن علي ». من جهته، اعتبر أندري لالمان اعتبر في مقال نشرته صحيفة « لا تريبون دي جنيف » تحت عنوان بالبنط الكبير أن « تونس في منعرج » وتحدث عن إعداد المعارضة التونسية لعقد مؤتمر وطني جامع من المنتظر أن يلتئم في مدينة جنيف يومي 22 و 23 يناير الجاري. وفي حوار مع أنور الغربي، العضو في لجنة مساندة المتظاهرين في تونس نقلت « لاتريبون دو جنيف » عنه بعض الشهادات من بينها قوله « بعض الدبلوماسيين التونسيين يتصلون بنا للتعبير عن تخوفهم على مستقبلهم »، أو نقله عن متظاهرين تم اعتقالهم من قبل قوات الأمن أن « بعض أعوان الشرطة كانوا يعتذرون عن كونهم مضطرين لتطبيق الأوامر ». ونقلت الصحيفة الصادرة في جنيف عن حسني عبيدي، مدير مركز بحوث العالم العربي والمتوسط التابع لجامعة جنيف قوله بأن « كل قتيل إضافي يعمل على إذكاء تطرف الحركة الاحتجاجية الإجتماعية ». وفي  معرض تحليله للعوامل التي أدت إلى « اندلاع أعمال احتجاج في بلد كنا نعتقد بأنه محكم الإقفال »، يقول عبيدي « إن انتحار محمد بوعزيزي في سيدي بوزيد كان بمثابة رمز قوي. هذا المتخرج الجامعي البالغ من العمر 26 سنة والذي لم يكن قادرا على إعالة أهله فتحول الى بائع متنقل للفواكه والخضر، تعرض لمصادرة الشرطة لبضاعته، لأنه لم يقدم الرشوة للموظفين الرسميين، وبحجة أنه غير حاصل على ترخيص لذلك. وقد تحول انتحاره بحرق نفسه الى صدمة هزت تونس وتحول إلى شعار هذا الغضب الإجتماعي ». وتحت عنوان جانبي نهاية « الأسطورة » تطرقت صحيفة « 24 ساعة » الصادرة في لوزان في حوار مع الخبير حسني عبيدي إلى ما أسمته « نهاية ما كان يسمى بالمعجزة الإقتصادية التونسية… لأن السنوات الأخيرة عرفت تفشي الرشوة والإضطرار للمرور عبر عائلة الرئيس أو عائلة زوجته وهذا ما وصفه دبلوماسيون أمريكيون وفقا لتسريبات ويكيليكس بـ « نظام مافيا ». وعود الرئيس.. وتحذيراته الصحف السويسرية الناطقة بالألمانية خصصت بدورها حيزا وافرا من صفحاتها لمتابعة وتحليل الأحداث الجارية في تونس. فقد كتب فيكتور كوخر في صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ الصادرة في زيورخ تحت عنوان « بن علي يحاول التهدئة »، أن الرئيس التونسي بتدخله عبر التلفزيون بعد سقوط 14 قتيل « إنما هو اعتراف من رئيس أحد الأنظمة الأكثر غطرسة في المنطقة بأنه أصبح يشعر بالجرح وأنه لجأ – من أجل إنقاذ نظامه – إلى تقديم التنازلات ».    ويرى كاتب المقال أن « الرئيس بن علي ومثلما فعل في خطاب 28 ديسمبر، وصف المتظاهرين بزمرة من المهمشين الذين ليس بإمكانهم تعتيم التقدم الواسع الذي أحرزته تونس »، وأشار إلى أنه واصل محذرا بأن « من يواصل المساس بسمعة البلاد عبر شهادات ملفقة وعبر القنوات الفضائية عليه أن يواجه متابعة قانونية ». ويذهب محرر نويه تسورخر تسايتونغ إلى أن البلاد « ستواصل تطبيق الإستراتيجية التي حددها لقطاع التعليم والتربية. وكون أن متخرجي الجامعات يتم تكوينهم بتوجيه خاطئ مما يحول دون حصولهم على مواطن شغل، فهذا ما لم يشر إليه الرئيس ». وتساءل كوخر، مراسل الصحيفة في جنيف عما إذا كانت وعود الرئيس (في إشارة الى عشرات الآلاف من مواطن الشغل التي وعد بتوفيرها خلال العامين القادمين) قادرة على تهدئة الأوضاع إلا أنه استدرك ليجيب مشككا في إمكانية حدوث ذلك.    صحيفة سانت غالن تاغبلات الصادرة في سانت غالن (شرق سويسرا) تطرقت بقلم رالف شولتسي  للموضوع تحت عنوان « في جنة السياحة الشباب يثور »، مًوردة بعض الشعارات التي رددها المتظاهرون مثل  » كفى اضطهادا » او « وزعوا خيرات البلاد في داخلها »، وهو ما « ردت عليه شرطة الرئيس بن علي الذي يحكم البلاد بقبضة من حديد، بالرصاص المطاطي وحتى الطلقات الحية مما أدى  حتى الآن الى مقتل ما بين 20 و50 متظاهرا حسب مصادر المعارضة ».  وفي مقال جانبي تحت عنوان « الدولة البوليسية »، اعتبرت الجريدة أن « الواجهة الجميلة لجنة السياحة أصيبت على حين غفلة وبسبب أعمال العنف بتصدعات عميقة »، لكنها أشارت إلى أن « الإتحاد الأوروبي الذي يمثل الشريك الإقتصادي والحليف السياسي الأهم (لتونس) يلتزم الصمت لحد الآن في مواجهة الرد العنيف على عمليات الإحتجاج ».  وتحت عنوان « تونس لم تعد قادرة على العودة الى الإستقرار »، تطرقت صحيفة بازلر تسايتونغ (تصدر في بازل شمال سويسرا) للموضوع في مقال بقلم راينر فاندلر استعرض فيه مجريات الأحداث في كل من القصرين وتالة والرقاب معتمدا في ذلك على ما أوردته بعض المواقع المعارضة وبعض المدونات على شبكة الإنترنت. محمد شريف – جنيف- swissinfo.ch (المصدر: موقع « سويس انفو » (سويسرا) بتاريخ 11 جانفي 2011)


 


رذّا على خطابك بالأمس,هاك الرّدّ العاجل,من أغلب أفراد الشعب عدى الانتهازيين. الإرهاب الشّابع


شبعت وشبعت وراك الهيئة  اولاد بن علي واولاد الطرابلسية الارهاب الانقلاب يوم السابع    خديعة عصابة سوء دستورية نهار سبت زيّ اليوم فيه نتابع   فرحة كبيرة الشعب ماله دية لا ظلم بعد اليوم كذبك نابع   من ڤلب ڤاسي الحقد عنده سجيّة أقسمت ع القرآن وانت كاذب   عمرك ولا صلّيت في الفجرية هذا كلامك حسب ماهو كاتب صحافي سعودي والصّحف مكّية الدّيـن لا اكراه لـكن حابب   يُصدُق كلامك لاش تخدع فـيّ امشي مع الكذاب حتّى الباب سرنا  مشينا وراءك ليّـة بليّـة حتّى سبرنا أغوارهم لكلاب   سياسة يسـار ووجوه ماسونية ويهاجموا في الدّين باب بِبّاب   التّيّـاب قالوا جموع ارهابية أمّاالصلاة والدّين صار إرهاب  تهمة وجريمة خيوطها غربية الإرهاب ها يا شين موش حجاب   وتعلّقه للشعب في العدلية الهروين واليختات والشّراب   هاذي الفضايح ما بقت مخفيّة أمّا السّرايق سطـو وانتهاب  الشّعب عانى يا كبيـر السّيئة الشّعب فايق واللّي عايل تاب   الإسـلام هـو الحلّ للقضيّة الإصلاح موش اليوم يا كذّاب   السّوّء فاتك روح ننّي شويّة يزّيـك يا مجرم سليل إرهاب   الشعب طالب محكمة  دولية انت و ليلى وحزبكم ع الباب   وأنسـابكم والعائلة جمليّـة الله أيهـزّكم في ليبيا سيّاب    ولاّ جهنّم في الوطى منفيّـة أمّا البقاء حلّوا عليه كتاب  الشّعب رافضكم مِايا  بالميـّـة ابوجعفرالعويني11/01/11


 

تكلم دع الصمت للحجر  ولا تنتحر


 

 

تكلم دع الصمت للحجر   ولا تنتحر   إرفع صوتك حتى تنفجر ولا تنتحــر   انقطع عن الأكل حتى يقول لك الطبيب لا تنتحـــر   اركض في الشوارع حتى يقال الشباب جنن ولا تنتحـــر   اكتب وانشد عن حبك للوطن ولا تنتحـــر   فالشجرة إن اقتلعت ينتهي عطائها فلا تنتحـــر   إن ها نت عليك دمعة أمـــك   فمن للوطن   فلا تنتحــــر   فشعبنا استعمر   ومنع كل خيرات الوطن   هل ارتحـــل   هل انتحــــر   فلا تنتحـــــر   وأقول للوطن   النجاة في تسريع ولادة الأمل   لا البحث عن قوارب الموت   للرحـيـــل بعيدا عن الوطــــن   محمد الطاهر القنطاسي 06.01.2011

 


تفوق الإعلام الشعبي على الإنترنت في تغطية قمع مظاهرات الجزائر وتونس


بقلم اريبيان بزنس   في يوم الثلاثاء, 11 يناير 2011  تحت عنوان « أصبح عندي الآن إنترنت » كتبت ليال حداد  في صحيفة الأخبار اللبنانية عن « انتفاضة الشارع المغاربي… راب وتدوين و«ثورة» »، حول ما يجري في الجزائر وتونس. وتقول: تزامناً مع موجات الاحتجاج المندلعة في تونس والجزائر، دخلت الشبكة العنكبوتية على الخطّ وتحوّلت إعلاماً بديلاً ينقل الأحداث والتطورات بالصور الحية، بعيداً عن الرقابة التي تفرضها السلطة على الصحف والشاشات  «إن مرّت الأيّام ولم تروني فهذه صفحتي… تذكروني، وإن غبت ولم تجدوني أكون وقتها في حاجة إلى الدعاء…» هذه العبارة التي تستقبلك عند دخول صفحة «تونس» على «فايسبوك»، قد تكون الأكثر تعبيراً عن طريقة تعاطي السلطة مع ما يجري في بلد الطاهر الحداد. منذ انطلاق الانتفاضة الأخيرة من منطقة سيدي بوزيد، تحوّل الموقع الاجتماعي الأشهر في العالم إلى قبلة الشباب التونسي: نشروا الصور، والأشرطة والمقابلات، وكشفوا عن دموية السلطة في التعاطي مع احتجاجاتهم ، كما صوّروا بطريقة مباشرة عملية قتل الشرطة للمتظاهرين في منطقتَي تالة والقصرين. وفي غضون أيام قليلة فقط، تمكّنت هذه المجموعة من استقطاب أكثر من 300 ألف عضو، من داخل تونس وخارجها، وهو ما يشير إلى الدور البارز الذي يؤديه الإنترنت في مواكبة كل التطوّرات. وإن كانت الشبكة العنكبوتية عاجزة عن نقل نبض الشارع الحقيقي في معظم الأوقات، فإنّ المجموعات التونسية التي انتشرت أخيراً تمكّنت حتماً من تصوير حجم المأساة في هذا البلد العربي. هكذا تحوّل كل عضو على «فايسبوك» إلى مراسل صحافي، ينقل الأحداث من الولاية والمدينة التي يسكن فيها، على شكل أخبار عاجلة مرفقة بالصور. كذلك فتح الموقع مواضيع نقاش محرّمة في الإعلام التونسي، مثل ضرورة تنحّي الرئيس زين العابدين بن علي عن الرئاسة، وأهمية إحداث «انقلاب أسود» على السلطة «والفاسدين والمفسدين المتغلغلين فيها، وعلى رأسهم عائلة طرابلسي (عائلة زوجة الرئيس ليلى)». كذلك انتقد عدد كبير من الأعضاء غياب «قسم من المعارضين والحقوقيين التونسيين الذين يصرخون ويتَحَدَّون أيام السلم، لكن عندما تندلع المواجهات يفضلون الصمت خوفاً على رقابهم». وتحسّباً لكل عمليات الحجب (البديهية)، قام المشرفون على «الغروبات» بإنشاء مواقع بديلة تمكِّن المتصفحين من الدخول إليها إذا عجزوا عن ذلك من خلال «فايسبوك»، كما هي الحال مع مجموعة tunisie التي تضمّ أكثر من 500 ألف عضو. ولا شكّ في أنّ النجم التونسي في الأيام الأخيرة كان «الجنرال»، أو مغني الراب حمادة بن عمر، الذي اعتقلته السلطات التونسية، ثمّ أفرجت عنه يوم أمس، مع عدد من المدوّنين. هكذا انطلقت على الشبكة حملات التضامن مع «الجنرال»، ما أثار الإعلام الغربي، الذي أضاء على الموضوع، «وهو ربما ما جعل السلطات تفرج عنه» يقول شخص يسمّي نفسه «حرية تونس»، لكنّ الاهتمام الغربي بالحريات في تونس لم يعجب كثيرين. هكذا انتقد البعض سكوت الحكومات الغربية، وخصوصاً فرنسا، عن كل الانتهاكات التي كان الشعب التونسي يتعرّض لها «لكن عندما رأوا دماءنا تسيل في الشوارع، قرروا التحرّك لتبرئة ضميرهم». ومن تونس إلى الجزائر، استمرّ «فايسبوك» بأداء دور الإعلام البديل الحقيقي. هنا أيضاً شاهدنا صوراً من الاحتجاجات، وأخباراً عاجلة، وأشرطة فيديو تصوّر تشييع الشهداء الذين سقطوا. وبدا تعاطي الجزائريين مع الانتفاضة التي انطلقت في شوارعهم أكثر عنفاً مما حصل في المجموعات التونسية. دعا قسم من الأعضاء في مجموعة «الجزائر» إلى تحطيم كل الممتلكات العامة، وحرقها «نحن من دفع ثمن هذه المباني، ونحن من يدمّرها» يقول «ثائر غاضب» كما يسمي نفسه. أما اللافت، فكان دخول بعض الأعضاء المصريين على المجموعات الجزائرية للتأكيد على «التضامن مع الإخوة في الجزائر ضدّ القمع والغلاء والتهميش الذي يتعرّضون له»، لكن ذلك لم يمنع أحد الأعضاء الذي يسمّي نفسه «الفرعون» من الشماتة بالجزائريين «كل اللي بيحصل عندكو نتيجة ارتهانكم للغرب، ربّنا يعرف شغلو… الجزائر مش بلد عربي، خلي فرنسا تنفعكو»! وكما هي الحال دوماً، فإن الحراك الاجتماعي لا يقتصر على «فايسبوك» بل يتجاوزه ليطاول أيضاً «يوتيوب» و«تويتر». وإن كان الموقع الأخير قد بات اختصاصه نقل الأخبار العاجلة والمباشرة من مختلف المناطق، فإن «يوتيوب» بدأ بأداء دور جديد، وهو رصد وسائل الإعلام وتغطياتها للأحداث المندلعة في تونس والجزائر. هكذا يمكن متابعة كل التغطية الإعلامية للانتفاضتَين، وخصوصاً تلك التي بثتها قنوات «العربية»، و«الجزيرة»، و«بي بي سي العربية». ويبدو واضحاً تعاطف التونسيين والجزائريين مع «الجزيرة». وقد انتقد بعضهم على «يوتيوب» تغطية «العربية» لخبر التحركات في الجزائر بعد خبر تناول لقاء رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في نيويورك.   وإلى جانب رصد وسائل الإعلام، بالإمكان متابعة كل التصريحات الرسمية والمعارِضة… وأغاني الراب التي انتشرت بكثرة على الموقع الشهير منذ أحداث سيدي بوزيد، مما أعاد إلى الأذهان ازدهار هذا الفن في الجزائر إبان «الصراع الكُروي» مع مصر. وتنقل مواقع إنترنت عديدة صور القمع الوحشي مثل الرابط: http://www.crowdvoice.org/protests-in-tunisia وحجب يوتيوب العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر صورا فظيعة لجراح المتظاهرين وضحايا قتل الشرطة مثل ذلك على الرابط: http://www.youtube.com/watch?v=ySJlgQUJWzk لكن بعض المواقع لم تجحب اللقطات التي نحذر من فظاعتها: http://www.liveleak.com/item?a=view&token=2d8_1294720161 المصدر: اريبيان بزنس بتاريخ 11 جانفي 2001


« الفاينانشيال تايمز »: « انتفاضة تونس » تنتقل للعرب عبر الانترنت


تونس: كشفت صحيفة « الفاينانشيال تايمز » البريطانية الثلاثاء أن الاضطرابات التي شهدتها تونس بسبب ضعف المستوى المعيشي وتفشي البطالة انتقلت إلى العالم العربي وزاد تأثيرها عن طريق الانترنت وخاصة المدونات.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى تجربة المدون السعودي حسن المصطفى والذي قال في مدونته إنه قضى ليال طويلة بلا نوم منذ بدء الانتفاضة التونسية ، بالإضافة إلى ناشطين آخرين في السعودية ومصر ولبنان والأردن لنقل ومتابعة ما يحدث في تونس ونقلها للقراء على شبكة الانترنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل « فيس بوك » و »تويتر ».

وأضافت الصحيفة أن هؤلاء الناشطين قدموا النصائح للشباب التونسي عن كيفية تجنب الرقابة التي فرضتها الحكومة على بريدهم الالكتروني والقرصنة على صفحاتهم الخاصة على موقع » فيس بوك ».

ونقلت الصحيفة عن مسعود أحمد المدير الإقليمي في صندوق النقد الدولي قوله إن الاضطرابات هي « دعوة للاستيقاظ وتعكس الضغوط الكامنة على مجتمعات تنمو فيها القوى العاملة بسرعة كبيرة في ظل اقتصادات بطيئة النمو تعجز عن استيعابهم ».

ولفتت الصحيفة إلى أن الاضطرابات وجدت لها صدى في شتى أنحاء دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث يشعر الشباب بالاحباط من تحقيق أي تقدم سواء على المستوى الاجتماعي أوالاقتصادي في ظل ارتفاع البطالة وإحكام قبضة الأنظمة الاستبدادية على البلاد.

هلع عربي

وكانت صحيفة « هآرتس » العبرية تحدثت في عددها الصادر أمس الاثنين ان هناك حالة من الهلع تنتاب أنظمة الحكم في العالم العربي من تطور الأوضاع في تونس وما تشهده من احتجاجات غير مسبوقة ، قالت الحكومة انها اسفرت عن مقتل 14 شخصا ، لكن المعارضة ومنظمات حقوق الانسان قالت انها اسفرت عن 20 قتيلا. 

وطرحت الصحيفة تساؤلا هل ستمتد المظاهرات ويتسع نطاقها  لتصل الى دول عربية أخرى  بعد أن اعلنت الجزائر عن وقوع أحداث مشابهة  .

  وذكرت « هآرتس » أن تونس التي يعيش بها حوالي 10 مليون شخص لم تكن معروفة من قبل بأخبار مفزعة من هذا النوع ، إلا أن ارتفاع معدلات الفقر والبطالة هو السبب الرئيس للمظاهرات والاحتجاجات ، الا انها ليست السبب الوحيد .

وتحدثت الصحيفة عن اليد الحديدية للنظام ضد أي مظهر من مظاهر الانتقاد للسلطة والرقابة الشديدة على استخدام الانترنت  وحملات الاعتقالات الموسعة ضد معارضي النظام والفساد المستشري لأبناء عائلة الرئيس زين العابدين بن علي.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن ما حدث في تونس انتقل وبشكل متطابق الى الجزائر والتي قتل فيها نهاية الأسبوع ثلاثة افراد  في الوقت الذي تعاني فيه الأخيرة من ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب  وعجز ايرادات النفط عن تحسين مستوى الخدمات لدى المواطن الجزائري سواء العمل او الصحة وغيرها من خدمات  ، وهو الأمر الذي يسبب تخوفات لدول عربية اخرى من بينها مصر والأردن  والتي تخشيان من امتداد موجات الاحتجاج التونسية والجزائرية الى اراضيهما .

وقالت « هآرتس » أن تخوفات مصر والأردن تأتي بسبب ما شهدته الدولتان في الماضي من احتجاجات ومظاهرات على خلفية اقتصادية ، وهو ما يجعل كل من القاهرة وعمان مرشحتين وبقوة كي تكونا نسخة مكررة مما يحدث بدول المغرب العربي .   وأضافت أن النظام الحاكم بمصر يستخدم  » فتحة تهوية  » كمحاولة لتجنب تفاقم الاحتجاجات عبر اعطاء نوع من حرية العمل للمتظاهرين بشكل اوسع من نظيره التونسي ، أما الأردن فتتجنب القيام باجراءات اقتصادية من شأنها اثارة عواصف ضد النظام هناك.  غلق المدارس وآخر تطورات الاضطرابات التي شهدتها تونس على خلفية تفشي البطالة منذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول ، ما أعلنته الحكومة أمس من غلق المدارس والجامعات « حتى إشعار آخر » في كافة أنحاء البلاد، فيما اتهم الرئيس التونسي اطراف خارجية بالوقوف وراء اعمال العنف.

وأعلنت وزارتا التربية والتعليم العالي في بيان مشترك: « إثر الاضطرابات التي جدت في بعض المؤسسات فقد تقرر تعليق الدروس حتى اشعار آخر بداية من يوم الثلاثاء ». وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قد صرح في وقت سابق بالقول: « إننا نقول لكل من يعمد إلى النيل من مصالح البلاد أو يغرر بشبابنا وبأبنائنا وبناتنا في المدارس والمعاهد ويدفع بهم إلى الشغب والفوضى، نقول بكل وضوح: إن القانون سيكون هو الفيصل ».

وفي المقابل وعد الرئيس في خطاب تلفزيوني بث يوم الاثنين بتوفير 300 الف فرصة عمل جديدة قبل 2012 ، قائلا « مضاعفة طاقة التشغيل وإحداث موارد الرزق وتنويع ميادينها ودعمها في كل الاختصاصات خلال سنتي 2011 و2012، وبذلك ترتفع طاقة التشغيل الإجمالية خلال هذه الفترة الى 300 ألف موطن شغل جديد ».   وقال بن علي « اتوجه اليوم إليكم على أثر ما شهدته بعض المدن والقرى بعدد من الجهات الداخلية من أحداث شغب وتشويش وإضرار بالأملاك العمومية والخاصة قامت بها عصابات ملثمة أقدمت على الاعتداء ليلا على مؤسسات عمومية وحتى على مواطنين في منازلهم في عمل إرهابي لا يمكن السكوت عنه ».

واعتبر الرئيس التونسي أن وراء أعمال الشغب هذه « مناوئون مأجورون، ضمائرهم على كف أطراف التطرف والإرهاب التي تسيرها من الخارج أطراف لا تكن الخير لبلد حريص على العمل والمثابرة ». وتزامنت التصريحات السابقة مع مقتل 8 أشخاص في احتجاجات جديدة الإثنين على تردي الأوضاع المعيشية ، حيث شهد حي النور بمدينة القصرين وسط غرب البلاد ومدينة الرقاب في ولاية سيدي بوزيد وسط تونس تشييع جنازات لعدد من قتلى أحداث الأيام الماضية ما لبثت أن تحولت لأعمال عنف أطلقت فيها الشرطة الرصاص في الهواء دون وقوع خسائر، حسبما أفاد شهود عيان. كما شهدت جامعة المنار في العاصمة تونس تجمعا لمئات الطلبة للاحتجاج على الأحداث وطوقت الشرطة التونسية المظاهرة ومنعتها من الانتقال إلى خارج أسوار الجامعة. وأفاد شهود أن تعزيزات من الجيش أرسلت إلى مدن القصرين وسيليانا والرقب ومكناسي لدعم قوات الشرطة المتواجدة هناك. وطبقا لتقديرات مصادر نقابية تونسية ومنظمة العفو الدولية، فقد بلغ عدد قتلى الاحتجاجات بتونس 25 شخصا، في وقت أشارت تقديرات وزارة الداخلية إلى مقتل 14 شخصا في مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين بمدن الرقاب والقصرين وتالة منذ السبت. 

(المصدر: شبكة الاعلام العربية (محيط) بتاريخ 11 جانفي 2011) 


وجهة نظر إسرائيلية في المظاهرات والاحتجاجات التونسية


معتز أحمد

أعطت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم اهتماما خاصا لأحداث الاحتجاجات التونسية، وحاولت الربط بينها وبعض المشاكل الاقتصادية فى عدد من الدول العربية. وتطرقت أيضا للوضع الراهن فى مسيرة التسوية. وأشارت الصحافة إلى تراجع قبضة حماس الأمنية فى قطاع غزة.

إلى الموضوع الأول الذي تحدثت عنه صحيفة هاآرتس والتي ألقت الضوء على الاضرابات الداخلية في تونس، زاعمة أن التقديرات الأمنية تشير إلى أن هذه الاضطرابات مرشحة للتصاعد والانتقال إلى دول عربية أخرى في ظل الأزمات التي تتعرض لها هذه الدول والشباب العاطل عن العمل الذي بات يستشري في كل دولة بالشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة: إن الأزمة الحقيقية ليست في البطالة لأنها موجودة في جميع دول العالم، ولكن المشكلة أن الطلبة الثائرين يزعمون وجود الكثير من أشكال الفساد سواء في تونس أو مختلف الدول العربية. الأمر الذي سيجعل الكثير من الأنظمة السياسية في المنطقة مهددة وبقوة بسبب التوقعات بتدهور الأوضاع الاقتصادية مع انتشار الفساد.

وقالت الصحيفة: إن نجاح تونس في بناء نظام سياسي علماني مؤيد للغرب لم يساهم في مبادرة الدول الغربية بمساعدتها من أجل عبور هذه الأزمة، وكانت المساعدة الحقيقية التي جاءت لها من ليبيا عندما أصدر الزعيم الليبي، معمر القذافي، قرارا بفتح الحدود الليبية أمام المواطنين التونسيين من أجل العمل والحصول على الغذاء الذي يحتاجونه.

وزعمت الصحيفة بأن هناك تقاعسا غربيا مقصودا عن مساعدة تونس، وهو التقاعس الذي يأتي في الأساس لشعور الدول الغربية بأن النظام السياسي التونسي بات على المحك، وهناك توقعات وضعتها كبرى الأجهزة الأمنية بالبلاد بداية من الموساد أو المخابرات العسكرية تشير جميعها إلى أن الاستقرار سيغيب خلال الفترة القادمة عن تونس، ومن غير المستبعد أن تتطور الأمور لتصل إلى تغيير نظام الحكم بأي وقت.

أضافت الصحيفة، أن المخابرات الإسرائيلية ترى أن المشكلة الحقيقية التي تواجه تونس هي أن الكثير من الجهات الأمنية بها ضالعة أو على الأقل متقاعسة عن التصدي لهذه المواجهات، التي من المتوقع أن تتصاعد خلال الأيام القادمة خاصة مع تواصل سقوط الضحايا، الأمر الذي يزيد من حساسية هذه المشكلة والأهم من هذا وذاك خطورتها على منظومة الأمن الداخلي في الكثير من الدول العربية التي يتابع سكانها أخبار هذه المواجهات المشتعلة.

ونبقى مع المواجهات التونسية ولكن مع التليفزيون الإسرائيلي الذي أشار في تقرير له إلى أن الكثير من اليهود التونسيين أعربوا عن غضبهم الشديد مما يحدث في البلاد، مطالبين بضرورة مد يد المساعدة للمواطنين الغاضبين ومساعدتهم بأي طريقة، خاصة وأن كل التقارير الواردة من تونس لا تبشر بأي خير.

وسخر التقرير التليفزيوني من التقارير الصحيفة العربية التي تحدثت عن وجود أسلحة إسرائيلية الصنع بحوزة الأمن التونسي، زاعمة أن هذه الأخبار عارية تماما من الصحة ، ورجح التقرير إمكانية قيام الطلبة والشباب التونسي بكتابة حروف عبرية على بعض الرصاص الذي استخدمته قوات الشرطة من أجل التشهير بها، زاعما أن التونسيين وإن كانوا يستخدمون بالفعل أسلحة إسرائيلية كان من الأولى بهم التخلص من الحروف العبرية المكتوبة عليها، وهو ما يعد من القواعد المبدئية الأمنية، إلا أن بروز الحروف العبرية على هذه الأسلحة والرصاص بالتأكيد يثير الكثير من الشبهات.

الغريب أن التقرير تطرق إلى الدول العربية التي تواجه بدورها الكثير من المشاكل الاقتصادية ومنها مصر، إلا أنه أشار صراحة بأن أجواء حرية التعبير التي تتمتع بها القاهرة تختلف تماما عن الأوضاع في أي دولة عربية أخرى، وهو ما يساهم إلى حد كبير في تهدئة الأوضاع في مصر بالتحديد خاصة وأن من يريد أن يعبر عن أزمة وفي إطار القانون فإن السلطات تسمح له بهذا ولا يوجد أي ضرر، على خلاف الأوضاع في تونس والتي تعاملت منذ البداية بعنف وشراسة مع المتظاهرين ، وهو ما أدى إلى تفجر هذه الأزمة.

(المصدر: جريدة الأهرام المصرية بتاريخ  11 جانفي 2001 )


النشرة الدورية للقائمة البريدية لموقع الشيخ عبد الرحمن خليف  العدد32 _ حصاد شهر المحرم 1432


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته كلمة الموقع : الهُدى …لا الهوى ! خطب الجمعة : خطبة الجمعة 22 ربيع الثاني _ 3 جانفي 1986: لماذا السنة الميلادية ؟:1 http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=27&k=299 خطبة الجمعة 7 شوال 1420-14 جانفي 2000 ( صوت و صورة ) : بماذا سندخل إلى عام ألفين ؟:2 http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=27 خطبة الجمعة 14 شوال 1420_21جانفي 2000 ( صوت و صورة ): من أرصدتنا لعام 2000 :3 http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=27&k=296 محاضرات : محاضرة : المجتمع و الإيمان ( 1990 ؟ )  http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=15&l=49 الدروس : سلسلة تفسير سورة البقرة : 1 – الحلقة  الرابعة و الخمسون : تفسير الآية 40 : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=1&d=569 2 – الحلقة الخامسة و الخمسون : تفسير الآية 41: http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=1&d=570 مقالات: الهُدى … لا الهوى !: http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=6&l=6 مقاطع متميزة : 1 – يعيش المسلم لنفسه و لغيره في ثلاثة مواطن : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=566 2 – الحرب على الإسلام و سذاجة المسلمين : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=565 3 – التونسي للتونسي رحمة ؟ بل المسلم للمسلم رحمة : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=564 4 – مفاهيم خاطئة : ما فائدة أسس بدون بناء ؟: http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=567 5 – اغترارنا بمرور السنوات و خطأنا في إقامة الحفلات : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=568 6 – الخائفون هم الذين مدحهم الله : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=571 7 – اللؤم اليهودي و عبادة الأضرحة : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=572 8 – لا تصح الصلاة خلف من يأكل من هذا اللحم : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=573 9 – أمثلة لقاعدة سد الذرائع في الشريعة : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=574 10 – ذهبت لذاتها و الإثم حلّ : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=575 11 – مثال عملي في تربية الأبناء: http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=577 12 – من أسباب عزوف الشباب و كثرة العوانس : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=576 13 – مسؤول تونسي يقول : الكاهنة بطلة قاومت الزحف الإسلامي : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=579 14 – لأن التلميذ بكى ، المُدرّسة تطالب بحذف القرآن من البرامج: http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=578 15 – الزيتونة و تحرير تونس و الشعارات إسلامية : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=580 كتب علمية : 1 – كتاب  » لله … ثم للتاريخ: كشف الأسرار و تبرئة الأئمة الأطهار  » للشهيد حسين موسوي : http://www.cheikhelif.net/site/livres_scientifiques/lillah_littarikh.pdf 2 – كتاب  » كراس الرسم القرآني – جزء عمّ  » : http://www.cheikhelif.net/site/livres_scientifiques/3thMaNi.pdf و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


الإنترنت توثق احتجاجات الجزائر


هشام موفق-الجزائر في الوقت الذي كان الشباب الغاضب في حي باب الواد بالعاصمة الجزائرية ينتفض ضد غلاء المعيشة وارتفاع أسعار بعض المواد الاستهلاكية الضرورية، كان زملاء لهم يوثقون تلك المواجهات بأجهزتهم النقالة عبر الفيديو والصور الثابتة. ولم تلبث الظاهرة أن انتشرت بين المحتجين في مختلف ولايات الجزائر، وبمجرد أن يبحث الشخص بحثا بسيطا على الإنترنت في مواقع الفيديو كيوتيوب وديلي موشن وشبكات التواصل الاجتماعي كفيسبوك وتويتر يمكنه الاطلاع على الأحداث التي شهدتها بعض المدن الجزائرية مؤخرا بما فيها صور الصدامات بين المحتجين وقوات الأمن.  وفي باب الواد –وهو حي شعبي- تجاوز عدد مشاهدي صور الفيديو الخاصة بتلك الأحداث على موقع يوتيوب 200 ألف، وهو عدد كبير نسبة إلى مستخدمي الشبكة العنكبوتية بالجزائر وإلى حجم تدفق الإنترنت الضعيف مقارنة بدول أخرى. وأظهرت صور الفيديو شبابا في أعمار لا تتجاوز الـ24 عاما، بعضهم ملثم يقذف عناصر الأمن بالحجارة في وقت ردت فيه الشرطة بقذائف المدمعة، في حين عمد آخرون إلى تركيب صور للأحداث أخذت من مواقع مختلفة وأُدرجت معها موسيقى وشعارات مثل « رغم ما فعلوا بك أحبك يا بلدي ». ثورة الإنترنت وكشفت تقارير أن عدد مستخدمي الإنترنت بالجزائر لا يتعدى 1.5 مليون مستخدم إلى مليونين في أحسن التقديرات، وهم ليسوا مشتركين بصورة نظامية، في وقت يستعين أغلب المشتركين الأفراد بحجم تدفق بين 512 كيلوبايت في الثانية و1 ميغابايت في الثانية، إلا أن سرعة التحميل قد لا تتعدى الـ30 كيلوبايت في الثانية. وخلال الأحداث التي عاشتها الجزائر، عرف موقع التواصل الاجتماعي الشهير فيسبوك انتشار مجموعات خاصة عمد المشرفون عليها إلى الاستعانة بأدوات مثل الرسائل الخاصة أو خاصية الدردشة الآنية لبث أفكارهم أو طرح قضايا للنقاش.  وانتشرت مجموعات مثل « لا لسرقة مستقبل الأجيال » التي حجبتها جهات مجهولة، ومجموعة « شغب بالجزائر » التي تحولت إلى ما يشبه صحيفة حيث يمكن قراءة أخبار الاحتجاجات وآخر تطورات الأحداث لكن دون إمكانية التثبت من مصداقيتها. وعرفت التعليقات الكثيرة تنوعا في طرح الأفكار وتحليلها بين مؤيد للاحتجاجات ورافض لها، ودعا البعض إلى « الثورة على النظام الفاسد »، في حين استنكر آخرون انتشار عمليات السطو والنهب التي شملت مؤسسات عمومية وخاصة، واستعان هؤلاء بصور بثها التلفزيون الرسمي. تلفزيون الشعب وقال الكاتب الصحفي بجريدة الوطن (خاصة ناطقة بالفرنسية) عبد الرحمن سمار إن موقع يوتيوب قد تحول إلى « تلفزيون الشعب الرسمي ». وأضاف في مقال « عند انتشار الثورة إلى الويب » إنه « من أجل التظاهر بالجزائر يمكنك الاستعانة بأربعة أشياء: إطارات السيارات (لحرقها) والحجارة والمقذوفات الحارقة والإنترنت ». ويعتقد الكاتب أن شبكة الإنترنت الاجتماعية قد أصبحت « المنقذ الحقيقي » للشباب خلال فترة الاضطرابات، ويرى أن هذه الأحداث « هي بداية نهاية الصحافة التقليدية لأن الإنترنت سمحت للشباب بأن يتحولوا إلى مصدر للمعلومة وللتفاعل معها أيضا ». لكن الأستاذ بجامعة الجزائر العيد زغلامي يتحفظ على هذا الرأي، ويعتقد أنه لا يمكن اعتماد المدونين ومشتركي الإنترنت مصدرا رئيسيا للمعلومة، ولم يوافق على استعمال مصطلح « لجوء » الشباب للإنترنت « بقدر ما هو ولوج واستخدام عادي لوسيلة من الوسائل العصرية ».  وعما إذا كان التلفزيون الرسمي قد ساهم في « التنوير » رغم امتناعه عن بث أي خبر عن الأحداث ليومين كاملين، قال المتحدث إن « المشكل ليس في التلفزيون أو الإذاعة أو وكالة الأنباء الرسمية، لكن المشكل في دفتر الأعباء الذي يكبل المسؤولين بضوابط قانونية ». ودعا إلى إعادة النظر في هذه القوانين « وعدم تسيير هذه المؤسسات بعقلية بداية التسعينيات من القرن الماضي ». إلا أن زغلامي اعترف بمساهمة الإنترنت في انتشار رقعة الاحتجاجات لكنه أكد أنها « نسبية ».   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 جانفي 2011)

 

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.