الثلاثاء، 11 مايو 2010

TUNISNEWS

 10ème année,N°3640du 11 .05 . 2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولضحايا قانون الإرهاب


السبيل أونلاين :عاجل..المناضل زهير مخلوف يجري عملية جراحية بعد الاعتداء الذي تعرّض له

  41 عاملا بجريدة « الصحافة »:إلى النقابة الوطنية للصحفيين التونسيّين:بيـــان توضيحـــي

السبيل أونلاين:فيديو:مداخلة لطفي حجي في ندوة اليوم العالمي لحرية الصحافة

علي شرطاني:عشر سنوات على ميلاد تونس نيوز

البديـل عاجل:تقرير آخر يكشف عداء النظام التونسي لحرية الصحافة والتعبير

ضمير بنعلية:رسالة من وراء القضبان

الطريق الجديد جريدة أسبوعية جامعة:دعـــــــوة

النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بنقردان: لائحــــــــــــــــــــــــــــــــــة

المرصد التونسي:عنف ضد الاطار التربوي في الكاف والشابة وجندوبة العنف ضد المعلم:الكاف مجددا

كلمة:انعدام المنافسة الانتخابية وتدني المشاركة في ولاية المنستير

كلمة:مسؤولو الحزب الحاكم يطرقون أبواب المواطنين للمشاركة في الانتخابات

الصباح:التجمع يفوز في كل الدوائر… و418 مقعدا للمعارضة والمستقلين

الشروق:بعد إلغاء الحصة الفارطة وتعويض معز بعبد المجيد:هل يتوقف برنامج «الحق معاك» ؟

سميرة الصدفي:تونس تُعدّ لتخصيص أكبر مصنع فولاذ

سميرة الصدفي:تونس تبحث عن أسواق جديدة لمنسوجاتها

آمال موسى:جيزيل خوري والصحافة التونسيّة

عبداللطيف الفراتي:الولاء لتونس.. ولتونس فقط

محمد الكيلاني :الإصلاح والحداثة في تونس (3)

العجمي الوريمي :وداعـاً أيّها الفيلسوف

عفيف البوني:للجماعة هوية عامة ولكل فرد منها هويات كثيرة متفرّدة

جابر القفصي:د. عابد الجابري:العقل الأخلاقي العربي. 2

فهمي هويدي :التبلد العربي مقدمة للانتحار الجماعي!

الحياة :مصر وسورية تقاطعان قمة رؤساء دول البحر المتوسط في حال مشاركة ليبرمان

محمد العروسي الهاني:الواجب يفرض على كل مواطن نزيه التحري في المعلومة وخوف الله قبل كل شيء

(Pourafficher lescaractèresarabes suivre la démarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

أفريل 2010

https://www.tunisnews.net/15Avril10a.htm


عاجل..المناضل زهير مخلوف يجري عملية جراحية بعد الاعتداء الذي تعرّض له


السبيل أونلاين – تونس – عاجل   أجرى صباح اليوم 11 ماي 2010 ، المناضل الحقوقي ومراسل السبيل أونلاين في تونس ، زهير مخلوف ، عملية جراحية على الانف بعد الكسر الذي اصابه جراء الإعتداء الذى تعرض له يوم السبت 24 أفريل 2010 .   وقد خرج من غرفة العملية وما يزال تحت تأثيرها .   يذكر أن أعوان البوليس السياسي يتقدمهم رئيس فرقة النخيلات ورئيس منطقة برج الوزير ، أعتدوا بالعنف الشديد على مخلوف ما سبب له كسر في أنفه ، بعد ان اقتحموا منزله وروعوا عائلته واعتقلوه تحت وابل من الضرب والسب والشتم ، ثم اقتادوه إلى مركز شرطة النخيلات بولاية أريانة ، ومنها الى مقر إدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية اين تعرض الى التعذيب والتهديد بهدف التوقف عن نشاطه الاعلامي والحقوقي وهوما رفضه بشدّة . ثم أطلق سراحه في مساء ذلك اليوم.   وقد عانى مخلوف خلال الأيام الماضية من الالام الذى اصيب بها في الانف ، ونشير الى أنه استخرج شهادة طبية في الضرر الذى اصابه .   .. يتبع   صورمن الاعتداء الذي تعرض له المناضل زهيرمخلوف   http://www.assabilonline.net/index.php?option=com_content&task=view&id=7093&Itemid=1    (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 11 ماي 2010 )  


وجّـه 41 عاملا بجريدة « الصحافة » من ضمنهم 21 صحفيّـة وصحفيّـا عريضة إلى رئيس الهيئة المنبثقة عن مؤتمر 15 أوت 2009 الانقلابي على النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، ردّا على التقرير الذي أصدرته في 3 ماي بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، هذا نصها: إلى النقابة الوطنية للصحفيين التونسيّين بيـــان توضيحـــي  

أتى في التقرير السنوي حول واقع الحريات الصحفية الذي أصدرته النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، أنّ « جريدة الصحافة تمثّل بشكلها الحالي عبئا لا يستهان به يهدّد التوازنات المالية للمؤسسة وذلك دون أن يقدم أي أدلة موضوعية. إننا نستغرب من هذا الحكم لعدّة أسباب، أوّلها أنه صادر من نقابة كان من المفروض أن تدافع عن الصحفيين والعاملين بالمؤسسة وعن حقّهم في العمل وفي استمراريته في ظروف ملائمة، وهي بهذا الموقف تبرز في وضعية الدافع والداعي إلى التخلّص من هذا « العبء » بأي شكل من الأشكال حتى لا يهدّد التوازنات المالية للمؤسسة، وهو ما يدفعنا للتساؤل عن الدور الحقيقي للنقابة إن كان الدفاع عن مصالح الصحفيين والعاملين بالمؤسسة وعن حقّهم في العمل ؟ أم التحريض والافتراء بهدف قطع مورد رزقهم ورزق أسرهم؟ فلتعلم النقابة أن العبء الحقيقي الذي تمثله جريدة الصحافة على التوازنات المالية للمؤسسة هو أنها مستمرّة في دفع أجور وامتيازات عدد هائل من الذين غادروها منذ عدّة سنوات والتحقوا بمؤسسات وهياكل أخرى، وعلى رأسهم امتيازات السيد رئيس النقابة الذي مازال يتقاضاها من التوازنات المالية لجريدة الصحافة. فهل تعلم النقابة أن جريدة الصحافة تضم ثلة هامة من خيرة الأقلام الصحفية ومنهم عدد هائل من المبدعين في شتى المجالات يعملون في ظروف مهنية صعبة نظرا لعدم توفّر آليات العمل ومنها بالخصوص التجهيزات المكتبية من مقاعد ومكاتب وحواسيب وخزائن لحفظ ملفاتهم وممارسة مهامهم في أفضل الظروف ؟؟ وهل تعلم النقابة أن صحفيي الصحافة يواجهون صعوبات كبيرة في التنقل نظرا لعدم تخصيص المؤسسة لسيارات خاصة بالصحفيين رغم أنها تزخر بالسيارات الإدارية ورغم أنها تقتني سنويا سيارات لإطارات الإدارة، في حين يظل الصحفيون يتنقلون إلى الآن في شاحنات توزيع الصحف بما أثقل كاهلها من غبار وأوساخ والتي قد تتوفر أحيانا وقد لا تتوفر فيضطرّ الصحفي للتنقل على حسابه الخاص وفي ظروف عسيرة؟؟؟ هل دافعت النقابة عن ضرورة توفير ظروف وآليات عمل تليق بالصحفيين وبالعاملين بالمؤسسة أم أن دورها أصبح الحديث عن التوازنات المالية للمؤسسة التي لا علاقة لها بهؤلاء باعتبارهم يؤدون واجباتهم المهنية على أفضل وجه، وباعتبار أن وضعية جريدة الصحافة ليست منفصلة عن وضعية المؤسسة بما تواجهه من اختلاسات وفساد مالي مازال ينخر بنيانها ؟؟ إننا نأسف أن يصدر هذا الموقف من نقابة مازالت تتعثّر لكسب ثقة الصحفيين وضمان التفافهم حولها. ونأسف أيضا أن تمثّل النقابة بوقا لترديد افتراءات تضرّ بمصالح الصحفيين وبقية العاملين بالمؤسسة. كما نستغرب ما جاء بخصوص كون مؤسسة « سنيب » من أفضل المؤسسات من حيث الوضع المادي لغالبية الصحفيين العاملين بها. فلتعلم النقابة أنّ هناك مؤسسات إعلامية عمومية تفوق مؤسستنا من حيث الامتيازات المادية للصحفيّينٍ كما أن صحفيّي مؤسسة سنيب ليسوا أفضل من غيرهم في هذا الجانب باعتبارهم لا يتقاضون أكثر ممّا تنصّ عليه القوانين المعمول بها في هذا المجال ، كما أن الغالبية من الصحفيين الذين تتحدّث عنهم النقابة يعيشون ظروفا مادية صعبة باعتبارهم مرتبطين بقروض شخصية وسكنية وقروض سيارات تجعلهم لن يتمتّعوا بمرتّباتهم كاملة إلا بعد الإحالة على التقاعد. كما أتى في نفس التقرير، أن النقابة قد تولّت « التدخل بصورة فورية لإرجاع زميلين أوقفا عن العمل في جريدة الصحافة بحجّة انتهاء عقد العمل » وإذ نستنكر هذا الافتراء، فإننا نفيد النقابة بأن التفاف كافة الزملاء حول الزميلين المعنيين باعتبارهما صاحبي حقّ نظرا لعدديهما المهنيين المتميّزين ولانضباطهما، ولعدم وجود أي موانع مهنية أو قانونية أو أخلاقية قد تحول دون انتدابهما هو ما أدى إلى تسوية وضعيتهما. ولتعلم النقابة أن اجتماع الزملاء في نفس اليوم بالرئيس المدير العام للمؤسسة ومناقشة وضعية الزميلين فوريا، هو ما جعل الزميلين يستمران في عملهما دون انقطاع أو عودة  » بتدخّل مزعوم من النقابة ». كما نتساءل عمّا فعلته النقابة لصالح الزملاء الذين تسمّـيهم في تقريرها  » بالصحفيين الشبان الناشطين منذ سنوات بصفة متعاون خارجي والذين يعيشون وضعيات مهنية هشّة » ؟؟ ونحن نراها تعرب عن ارتياحها لتوخي طريقة المناظرة لانتداب صحافيين وتؤكد على حسن إدارتها متغافلة عن أنه كان من الأولى تسوية وضعية هؤلاء قبل اللجوء إلى المناظرة التي كنّا سنسعد بها جميعا لو سوّيت وضعية هؤلاء قبل ذلك. فهل تساءلت النقابة عن مصير هؤلاء الخريجين من معهد الصحافة وعلوم الإخبار الذين تعتمدهم الجريدة يوميا ومنذ سنوات ؟؟ هل تعلم النقابة بوضعية هؤلاء الذين يعيشون ظروفا مهنية ومادية ونفسية صعبة بعيدا عن أسرهم على أمل الاستقرار والانتداب ؟؟؟ هل تعلم النقابة مستوى الألم الذي أصابهم وهم يتابعون انتداب شبان آخرين عن طريق المناظرة. وفي نفس الصفحة 17 من التقرير نوّهت النقابة بتشريكها في اجتماعات اللجنة الاجتماعية للمؤسسة، وإذ نستغرب من عبارة « اجتماعات » باعتبار أن هذه اللجنة قد عقدت اجتماعا واحدا إلى حدّ الآن، فإننا نتساءل عن المكسب الذي حققته لنا النقابة من خلال تشريكها في هذه اللجنة. أخيرا نرجو أن تستفيق النقابة من غفوتها وتنتبه إلى أن كسب الصحفيين لا يتم بالافتراء وباختلاق البطولات الوهمية بل بالدفاع عن مصالحهم وحقوقهم من خلال العمل الصادق. (المصدر: النسخة 60 من مدونة « صحفي تونسي » لزياد الهاني (محجوبة في تونس) بتاريخ 10 ماي 2010) الرابط:http://journaliste-tunisien-60.blogspot.com/2010/05/3_10.html


فيديو:مداخلة لطفي حجي في ندوة اليوم العالمي لحرية الصحافة


 

السبيل أونلاين – تونس + فيديو   لتحميل مداخلة لطفي حجي انقر على الرابط أدناه: http://assabilonline.net/videos/L.Hajji_Journée-mondiale-liberté-presse3mai.Hajji-Journée-mondiale-liberté-presse3mai   هذه مداخلة مراسل قناة الجزيرة في تونس لطفي حجي في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي احتفلت به أطياف المجتمع المدني في تونس يوم03 ماي الجاري بمقر « الحزب الديمقراطي التقدمي » ، وقد تمحورت حول الحجب وتدهور حال الصحافة والاعلام الالكتروني في تونس بشدّة في السنوات الأخيرة.   وجاءت مداخلة الحجي تحت عنوان : »الرقابة على الانترنت في تونس حرب شاملة ضد المجتمع المدني » ، واستهلها « بمثالين يعبران عن حالة الرقابة على الانترنت في بلادنا » .   المثال الأول حسب الحاجي هي شهادة المقرر الأممي لحقوق الانسان والحريات الاساسية في سياق مكافحة الارهاب الذي زار تونس خلال الفترة الماضية ، والذي أكد في ختام الزيارة : »لقد سمعت بالعديد من الحالات الخاصة بالشباب بل ورأيت العديد منهم ممن تمثلت (جريمتهم) الرئيسية في تنزيل أو مشاهدة بعض البرامج على الانترنت أو الاجتماع بغيرهم لمناقشة بعض المسائل الدينية » .   أما المثال الثاني فهو التحقيق الصحفي الذى أجرته صحيفة « الطريق الجديد » حول واقع محلات الانترنت في تونس والتي تقلص عددها الى النصف بسبب الرقابة التي تخضع لها . واستعرض الحاجي مختلف أوجه « المحاصرة الشاملة للإنترنت » التي تعتمدها السلطات التونسية .   يذكر أن تأخر نشر هذه المداخلة وتسجيلات فيديو أخرى يعود في جزء رئيسي منه الى تدني خدمات شبكة الانترنت في تونس والحجب المسلط أخيرا على عديد المستخدمين للشبكة.   من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف    (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 11 ماي 2010)  


الرجاء من الأخوة في تونس نيوز نشر هذه المساهمة وإن كانت متأخرة حال تلقيكم لها فإن الطريق إليكم لم تكن سالكة والمحاولة للوصول كانت متواصلة فلا تعطوا فرصة لقاطعي الطريق لتحقيق غاياتهم وأهدافهم في التواصل.   علي شرطاني

عشر سنوات على ميلاد تونس نيوز


بعد وقت طويل من الإنقطاع لظروف صعبة وبعد عناء ومشقة مع أعمال القرصنة من أعداء الكلمة والمعرفة والعلم والثقافة قد حالت ومازالت دون التواصل مع أبناء هذا الشعب سواء بالداخل أو بالخارج. واستجابة ولو متأخرة لطلب الملاحظة والرأي والنصح لكل من كان يبذل الجهد طيلة عشر سنوات في السهر من أجل جعل النشرة اليومية (تونس نيوز ) منبرا إعلاميا حرا مفتوحا لكل الأحرار وحتى الأشرار ليقولوا فيه كلمتهم وليدلوا فيه برأيهم وليعبروا فيه عن مواقفهم بكل حرية.   أقول: كنتم الأحرار و كنتم منبر الحرية ، حيث الأمانة والرجولة ورحابة االصدر والإيمان بالله والقبول بالآخر وبالخلاف والإختلاف والمخالف والمختلف من منطلق مبدئي مازال يشكك فيه الكثير من الإنتهازيين والإقصائيين بالرغم من كل ما بذل ويبذل من جهد لتأكيد هذه الحقيقة التي كنا مؤمنين بها إيمانا قاطعا منذ أن رفعنا من على منابر الجامعة منذ سنة 1980 شعارا لم يرفعه غيرنا من أدعياء الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان حتى اليوم  » نريد الحرية بالجامعة كما نريدها بالبلاد  » في الوقت الذي كان فيه غيرنا بكل تجلياته معلنا كفره بالحرية وبالديمقراطية وبحقوق الإنسان وبالإسلام نفسه. وكما كنا قد حررنا منابر الجامعة وفتحناها في ذلك الوقت لمن يستحق ولمن لا يستحق لأهلها ولغير أهلها فليست اليومية « تونس نيوز »  إلا امتدادا لذلك الذي كان قد حصل من تحرير لم يطقه ولم يقبل به غيرنا. لقد كنتم دائما منبرا حرا عليه  « رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه « .  وكان الساحة الأرحب على الإطلاق لتدار فيه المعارك وليكون صوت من لا صوت له ومنبر من لا منبر له وصوت من يحتكر كل المنابر ولا صوت فيها إلا صوته ومنبر من يحتكر كل المنابر ولا حق لغيره فيها ولا في غيرها ولا يستثى فيه ولا يهمش أحد في وقت أغلقت فيه كل المنافذ وضاقت فيه الأنفاس وبلغت فيه القلوب الحناجر. في هذه الظروف وفي هذا الجو الخانق قيض الله لأحرار ولأبناء هذا الشعب رجالا أبوا إلا أن يضعوا هذا المنبر الثورة بين يدي كل طالب وبين يدي كل قامع وكل مقموع رغم أنف الإستبداد وأعوانه وخدامه في وقت عجز فيه الكل عن فك الحبل من حول رقابهم فكنتم أول من دك حصون الإستبداد من بعيد ودخلتم البلاد عنوة عليه وأدخلتم الفرحة على القلوب الحزينة والبسمة على الشفاه والأفواه الفاغرة.  أعدتم الأمل لليائسين وأسلتم مداد الأقلام الجافة فكنتم كالغيث النافع ، وكطوق النجاة للغرقى.  فبارك الله لكم الجهد وبارك الله مسعاكم  » ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ». وأنا والله أقل من أن يكون لي رأي في ما يمكن أن تطوروا إليه هذا المنبر العظيم الذي كان لكم فيه من الإبداع ما انتم عليه والذي لا شك أنكم بإمكانياتكم الضعيفة جدا وبقدراتكم التي أعلم كذلك أنها ضعيفة جدا والتي يجب أن تعلموا على وجه اليقين أن الله كان دائما معكم فيه وما كان ما انتهيتم إليه من نجاح ومن سبق ومن نفع ليكون لو لا توفيق الله لكم ومدكم بعون منه فكونوا على يقين من ذلك. إلا أن الذي يجب أن تعلموه أن الكثير ممن كانوا من أكثر المستفيدين من جهدكم ومن أنوار هذا المنبر سيظلون لا يحصون عنكم إلا سلبياتكم ولا يمكن أن يشكروا لكم جهدكم ولا تنتظروا ذلك منهم وسيظلون ممن يأكل كما يقول المثل التونسي الغلة ويسبون الملة. فقد كنتم رغم أنف الكل ورغم الصعوبات والعوائق مدرسة للديمقراطيين إن وجد ديمقراطيون حقا ولأدعياء الديمقراطية ومدرسة حقيقية وتعبيرة صادقة عن مبدإ الشورى الإسلامي وعن التسامح والوسطية والإعتدال الذي من أفضل ما يريد الله أن يعبد ويطاع به. فهنيئا لكم النجاح وهنيئا لكم الأجر والثواب من الله إن شاء. وهنيئا لكم أنكم كنتم أول من دك حصون الإستبداد وأن كانت صحيفتكم الأولى ولعلها الوحيدة التي كانت منبرا لكل التونسيين مدرسة للأمانة والحرية والصدق والتواضع ورحابة الصدر وأنتم جنود الخفاء الذين لا يعلمكم أحد إلا القليل النادر من عشرات إن لم يكن مئات الآلاف ممن قدمتم لهم هذه الخدمات الجليلة الرائعة حتى تعددت المنابر وأصبحت (تونس نيوز) أحدها وما كان لحر أن لا يبقى وفيا لهذا المنبر الذي يجب أن يبقى مهما كان بسيطا أو متواضعا الأقرب إلى القلوب والأفضل والأكثر احتراما له وللقائمين عليه واعتزازا به. فهنيئا لكم النجاح وبارك الله لكم الجهد وإلى عشرية أخرى نلتقي فيها جميعا في الوطن الحبيب ويتواصل فيه الجهد من الداخل التونسي بلا قيود ولا قرصنة ولا مقص رقيب من أجل الحرية والعدل والمساواة والأخوة ومن أجل الوطن والشعب والأمة والإنسان أين ما كان ومهما كان لونه أو عرقه أو معتقده أو ثقافته…   علي شرطاني       كاتب وناشط سياسي  


تقرير آخر يكشف عداء النظام التونسي لحرية الصحافة والتعبير

 


في ذكرى اليوم العالمي لحريّة الصحافة أصدر الإتحاد الدولي للصحافيين تقريرا « وهو الثالث في سلسلة تقارير كسر القيود الذي يعمل الإتحاد الدولي للصحافيين ونقابات الصحافيين في الشرق الأوسط والعالم العربي على نشره سنويّا » وهو يكشف مرّة أخرى عن « الانتهاكات الصارخة لحقوق الصحافيين في أرجاء الشرق الأوسط والعالم العربي، مع التركيز على آلية استعمال القوانين، أو استغلالها، والأنظمة التشريعيّة لتقييد الصحافيين، أو ترهيبهم، أو معاقبتهم على أداءهم عملهم ». لقد جاء هذا التقرير في 55 صفحة وأحتوى على مقدّمة، ونص المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وعلى مراجعة قانونية للبيئة الإعلامية من وضع منظمة المادة 19. كما احتوى جردا للانتهاكات في حق الصحافة في دول الإمارات العربية المتحدة والأردن وإيران والبحرين وتونس والجزائر والسودان والصومال والعراق وعمان وفلسطين والكويت وليبيا والمغرب وموريتانيا واليمن، مُغطّيا الفترة الفاصلة بين ماي 2009 وأفريل 2010. وفي ما يتعلّق بتونس فهذا فأهمّ ما جاء حولها: « عاشت الصحافة التّونسيّة في الفترة ما بين أيار/مايو 2009 وأيار/مايو 2010 واحدة من أسوأ سنواتها منذ استقلال البلاد إلى الآن.حيث كانت الصّحافة المستقلّة، والمعارضة والصّحافيين العاملين فيها هدفا لاعتداءات السّلطة خلال هذه الفترة.وارتفعت وتيرة الاعتداءات والانتهاكات خلال فترة الانتخابات الرئاسيّة التي جرت في تشرين الأول/أكتوبر والتي تم:ّن خلالها السيد زين العابدين بن علي من الظّفر بولاية رئاسيّة جديدة للمرة الخامسة على التّوالي. وقد كانت النّقابة الوطنيّة للصحافيين التّونسيين، عضو الإتّحاد الدّولي للصحافيين،الهدف الأوّل للسلطة السياسيّة والحزب الحاكم بعد أن أكّدت قيادة النقابة التزامها الحياد خلال الانتخابات وعدم انحيازها إلى أيّ مرشّح. وبدأت حملة استهداف النقابة إثر إصدار تقريرها السنوي حول الحريات الصحفيّة في تونس يوم 03آيار/مايو 2009 .وأدّت الضغوطات السياسيّة على النّقابة إلى إثارة خلافات داخليّة ممّا أدّى إلى انقسامها، حيث قامت مجموعة، عدد كبير من أعضاءها له توجّهات مساندة للحكومة، بتنظيم انتخابات نقابيّة مثيرة للجدل في 15 آب/أوغسط ، حيث لم يتمّ التّوافق عليها واعتبرت عمليّة تجزيئيّة من قبل المجتمع الصحفي في تونس وفي الخارج. تبع عمليّة الانتخابات هذه سلسلة من الإجراءات ضدّ أعضاء المكتب التنفيذي للنقابة، الذين تمّ انتخابهم شرعيّا في كانون الثاني/يناير 2008 ، حيث تمّ طردهم من داخل مقرّ النّقابة على أيدي رجال الشرطة في أيلول/ سبتمبر.بالإضافة إلى ذلك تعرّض هؤلاء الأعضاء إلى حملة تشويه في الصّحف الحكوميّة والمؤيّدة لها. كما حاول رجال شرطة يرتدون الزيّ المدني في كانون أوّل / ديسمبر 2009، منع ناجي البغوري، رئيس النقابة، من دخول مكان عمله في صحيفة الصحافة.ووصل الأمر حدّ الاعتداء الجسدي عليهم كما حصل عدّة مرّات مع زياد الهاني عضو المكتب التنفيذي المكلّف بالعلاقات الخارجيّة والمضايقات المهنيّة مثلما حدث مع نجيبة الحمروني مسؤولة ملفّ حرية الصحافة. ووجّه الإتحاد الدولي للصحافيين، منذ بداية الانقسام الداخلي للنقابة، نداءات إلى الصّحافيين التّونسيين يناشدهم فيها بالوحدة والعمل على تنظيم انتخابات جديدة وشفّافة.وتقدّم الإتحاد الدّولي للصحافيين بمبادرة لفتح باب الحوار داخل المجتمع الصّحفي التّونسي يهدف إلى التّوصّل لحلّ الأزمة قبل نهاية عام 2010 . في هذه الأثناء تمّ تصعيد المضايقات ضدّ الصّحف والصحافيين المستقلين بلغت ذروتها أثناء الانتخابات التشريعيّة والرئاسيّة التي جرت في تونس في شهر أكتوبر 2009 .ففي 22 أكتوبر 2009 تمّ اقتحام مقر »راديو 6 تونس »، وهو راديو إلكتروني مستقلّ، من قبل عناصر الأمن الذين صادروا المعدّات وقاموا بغلق المقر.وتوافق هذا الاقتحام مع ليلة إعداد الإذاعة لتسجيل برنامج حواري حول الانتخابات بين عدد من مرشّحي المعارضة.وجرى حجز وتعطيل العديد من الصّحف مثل الطريق الجديد والموقف ومواطنون وإعاقة وتوزيعها. وتمّ اعتقال الصّحفي توفيق بن بريك، في 25 أكتوبر، وحُكم عليه لا حقا بالحبس لستة أشهر بتهمة الاعتداء والخروج عن الأخلاق العامّة.وقد أجمع محاموه على أنّ التّهم الموجّهة كانت ملفّقة وأنّ الهدف هو معاقبة بن بريك على كتاباته النّاقدة للنظام. وبعد الانتخابات التي جرت بتاريخ 28 تشرين أوّل/أكتوبر ، تعرّض سليم بوخذير، وهو صحفي حرّ ومراسل موقع العربيّة نت في تونس، إلى الاختطاف على يد أربعة رجال يُعتقد أنّهم من جهاز الأمن.وقام المعتدون بإلقاء الصّحفي بالقرب من حديقة بعد ضربه وتجريده من ملابسه.وجاء حادث الاختطاف بعد وقت قصير من حوار أجراه بوخذير مع قناة الإذاعة البريطانيّة والذي أنتقد فيه فوز الرئيس زين العابدين بن علي في الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة. كما تمّ توقيف الفاهم بوكدّوس مراسل القناة الفضائيّة » الحوار التّونسي » وإصدار حكم عليه بالسّجن لمدّة أربعة سنوات بتهمة نشر أخبار من شأنها « الإساءة للنظام العام ».وكان الصّحفي بوكدّوس قد عمل في كانون الثاني/يناير عام 2008 بتغطية مظاهرات بسبب البطالة في الحوض المنجمي جنوب تونس.وقد حضر مراقبون من الإتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين الفارقة محاكمة فاهم بوكدّوس يوم 23 آذار/مارس 2010 في مدينة قفصة ولازالت إجراءات القضيّة سارية إلى اليوم. وقد تعرّض العديد من الصحافيين الآخرين لأشكال عديدة من التّرهيب من قبل الشّرطة بما في ذلك الاعتداء الجسدي والاعتقال ومصادرة الممتلكات الشّخصيّة والحرمان من الوصول إلى أماكن العمل أو لتغطية الأحداث، والتّهديدات والشّتائم الشّخصيّة والمحاكمة والسّجن بناء على اتهامات ملفّقة ». (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 10 ماي 2010)  


ضمير بنعلية : رسالة من وراء القضبان

 


كما تعلمون فاني أقبع في السجون المظلمة لهذا النظام على خلفية نشاطي النقابي صلب هياكل الاتحاد العام لطلبة تونس المنظمة الوحيدة الناطقة باسم عموم الطلبة التونسيين حيث لفقت لي ولرفاقي تهم حق عام من طرف البوليس من أجل تشويه صورتنا أمام الرأي العام الداخلي والخارجي لكن الأكذوبة لم تنطل على المناضلين الشرفاء وعلى كل مكونات المجتمع المدني من أحزاب ومنظمات مستقلة التي هبت لمساندتنا والدفاع عن مشروعية قضيتنا كما لا ننسى المساندة في الخارج من طرف لجنة الدفاع عن مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس بباريس. إن ما تعرضت له منظمتنا خلال هذه السنة من استهداف لخيرة لمناضليها والزج بهم في غياهب السجون انّما هو اعتداء على كل من اختار نهج الاستقلالية والنضالية وهذه الحملة التي طالت كل الأنفاس الحرة في البلاد- والطلبة هم جزء منهم- تهدف إلى حرمان عموم طلاب تونس من منظمة مستقلة تدافع عن مصالحهم وحرمان كذلك الحركة الديمقراطية والشعبية في البلاد من طليعة مثقفة تسندها في نضالاتها من أجل التحرر والانعتاق، حيث أن الحركة الطلابية جزء لا يتجزأ من الحركة الشعبية والحركة الطلابية هي التي تمدّ الأحزاب والمنظمات المستقلة بالكوادر النوعية والمناضلة من أجل القيام بدورها على أكمل وجه. إن ما تعرّض له الطلبة النقابيون من قمع وسجون وحرمان من الدراسة وطرد عن طريق مجالس تأديب سياسية وما تعرّضت له كذلك الحركة الديمقراطية من أحزاب ومنظمات مستقلة من حصار تستوجب من كل مكونات المجتمع المدني ومكونات الحركة الديمقراطية تجميع صفوفها وخوض نضال لا هوادة فيه من أجل الحرية والديمقراطية وتستوجب كذلك توحيد منظمتنا- الاتحاد العام لطلبة تونس- على أرضية شعاراتها المركزية ومن أجل ربطها بماضيها المجيد ماضي حركة فيفري 1972. في النهاية أشكر كل من ساندنا من أحزاب ومنظمات وأخص بالذكر أهالي مدينة جبنيانة وحركتها التلمذية المناضلة. وإلى الأمام  عاشت نضالات الطلاب  عاش الاتحاد العام لطلبة تونس حرا مناضلا مستقلا موحدا وديمقراطيا  
الإمضاء: ضمير بنعلية، السجن المدني بالمرناقية جناح 3/2 (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 10 ماي 2010)
                            


الطريق الجديد جريدة أسبوعية جامعة دعـــــــوة     


      تنظم القائمات المستقلة من أجل المواطنة ندوة صحفية يوم الأربعاء 12 ماي 2010 على الساعة الحادية عشرة صباحا بمقر جريدة الطريق الجديد 7، شارع الحرية الطابق الثاني تونس    عن القائمات المستقلة من أجل المواطنة الطاهر حميدة رئيس قائمة الشابة  


الإتحاد العام التونسي للشغل الإتحاد الجهوي للشغل بمدنين الإتحاد المحلي للشغل ببنقردان النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بنقردان في 11 / 05 / 2010 لائحــــــــــــــــــــــــــــــــــة  

نحن أساتذة التعليم الثانوي و التربية البدنية بمعهد بنقردان المجتمعون بقاعة الأساتذة اليوم الثلاثاء 11 ماي 2010 بإشراف نقابتنا الأساسية وبعد تداولنا في تفاصيل التّعدي الذي تعرضت له زميلتنا الأستاذة فاتن خليفة من داخل المؤسسة و من خارجها فإننا : نؤكد وقوفنا التام إلى جانب زميلتنا دفاعا عن حقها و كرامتها و من ورائه على هيبة الأستاذ و كرامته . و نعلن مطالبتنا: 1/ بإحالة التلميذة المذكورة في تقرير الزميلة على مجلس التربية للنظر في وضعيتها 2/ الجهات المسؤولة التي تحدثت الولية المتهجمة باسمها و قدمت نفسها على أنّها تمثلها بتوضيح موقفها ( الاعتذار أو التفصي ) 3/ بجبر الضرر المعنوي الذي لحق بالزميلة بالشكل الذي تراه مناسبا لردّ الاعتبار لها 4/ السلط المحلية بتحمل مسؤولياتها في توفير الأمن الشخصي لزميلتنا المعتدى عليها بعد التهديد الصريح بالعنف الذي تلقته من المدعوة عواطف بن خضر حرم ناجي والدة التلميذة هدير الشايبي. عاش الاتحاد العام التونسي للشغل حرّا مناضلا مستقلا عاشت نضالات و وحدة الأساتذة عن النقابة الأساسية للتعليم الثانوي ببنقردان محمد المنصوري — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  
 
 


عنف ضد الاطار التربوي في الكاف والشابة وجندوبة العنف ضد المعلم:الكاف مجددا


دخل معلمو مدرسة 2 مارس بالكاف الشرقية ،و بتأطير من النقابة الأساسية ،في اضراب بيوم كامل،احتجاجا على الاعتداءات المتكررة من طرف ولي أحد التلاميذ فقد عمد الولي المشار اليه ،الى الاعتداء اللفظي على معلمة في مارس 2010 و كرر أسلوبه الهمجي يوم 7 ماي،ما دعا المعلمين الى الدخول في وقفة احتجاجية لمدة ساعة الا أن السيد المذكور و بصحبة زوجته هذه المرة،حاول خلع باب المدرسة ،و شتمت زوجته المدير بأقضع الكلام و ارذله فتقرر الاضراب اليوم ،دفاعا عن سمعة المعلم و كرامته ،و تصديا لهذه الممارسات الفوضوية و اللأخلاقية و لئن نجح التحرك النضالي بنسبة مدوية من خلال مساهمة 21معلما من بين 22 معلما ممكنا،فان الزملاء المعلمين ،مستاؤون كل الاستياء من تغافل السلطات القضائية و الأمنية عن القيام بواجباتها،خاصة و أنها تلقت شكايات في الغرض و منذ سنة 2007،و ضد نفس الولي هذا و يعلن الزملاء الكرام في المدرسة المذكورة أنهم تلقوا بيانات مساندة من نقابات أساسية متعددة ،و هو ما قد يفسر بإمكانية تحويل الاحتجاج الى شكل جهوي أكثر وضوحا دامت نضالات المعلمين.  

رضا كارم -نقابي *************** في معهد ابو القاسم الشابي بالشابة اعتداء لفظي على استاذة واضراب احتجاجي دخل اساتذة المعهد الثانوي ابو القاسم الشابي بالشابة في اضراب لمدة ساعة اليوم 11/5/ 2010 دفاعا عن كرامة الاستاذ و المؤسسة التربوية و احتجاجا علي الاعتداء من طرف ولية احدي التلميذات حيث عمدت هذه الولية س.ع الي اقتحام المعهد من باب التلاميذ و الالتحاق بالاستاذة م.م بقاعة الدرس ثم الاعتاداء عليها امام تلاميذها ببذيء الكلام و الشتم الشيء الذي يمثل اهانة لجميع الاساتذة و واعتداء خطير على كرامتهم . استاذ الشابة ********* في معهد ابو القاسم الشابي ايضا لكن بغارالدماء بجندوبة الناظر يعتدي بالعنف على استاذ تعرض مساء اليوم 11 /05 / 2010 استاذ بالمعهد الثانوي الشابي بغارالدماء الى تعنيف مادي شديد من طرف ناظر الدراسات بالمعهد وقد نقل الاستاذ المتضرر الى المستشفى لتلقي العلاج فيما دخل الاساتذة في اضراب مفتوح للمطالبة بايقاف الناظر واحالته على القضاء. استاذ جندوبة

— المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux


انعدام المنافسة الانتخابية وتدني المشاركة في ولاية المنستير


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 10. ماي 2010 تميزت الانتخابات البلدية يوم 9 ماي 2010 بولاية المنستير بانعدام التنافس في غياب قائمات منافسة للتجمع الحاكم بعد تعمد اسقاط القوائم المستقلة في كل من قصيبة المديوني و بوحجر و زرمدين و قد شهدت أغلب المكاتب التي زرناها عزوفا كبيرا عن التصويت حيث لم تبلغ نسبة المشاركة في مدينة المنستير حسب مصادر مستقلة حوالي 32% فيما أعلنت المصادر الرسمية أن نسبة التصويت قد بلغت حوالي 83.25% و في مدينة خنيس اشارت مصادرنا إلى أن نسبة التصويت كانت حوالي 27% و مدينة قصيبة المديوني حولي 32% و قصرهلال 38% فيما كانت الارقام الرسمية تشير كعادتها الى اكثر من ثمانين بالمائة.  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 10 ماي 2010)

مسؤولو الحزب الحاكم يطرقون أبواب المواطنين للمشاركة في الانتخابات


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 10. ماي 2010 قال شهود عيان بأن رؤساء من شعب الحزب الحاكم وعمد اصطحبوا مرشحين عن قائمة الحزب الحاكم للانتخابات البلدية وطرقوا أبواب عشرات المواطنين في عدد من أحياء ومدن ولاية جندوبة بعد ظهر يوم الاحد 09 ماي 2010 لاستفسارهم عن عدم توجههم لمكاتب الاقتراع والادلاء بأصواتهم. وذكر بعضهم بأن المسؤولين طلبوا من المواطنين ضرورة جلب بطاقات أفراد العائلة مجتمعة لاجراء عملية الانتخاب. جاء ذلك بعد أن تأكد للعيان بأن عددا كبيرا من المواطنين لم يتفاعلوا مع العملية الانتخابية بشكل إيجابي الأمر الذي اعتبره البعض مقاطعة غير معلنة. وفي سياق متصل أفادت أنباء واردة من مصادر معنية أن نصيب حركة الديمقراطيين الاشتراكيين في جندوبة مقعدين ومثلها للاتحاد الديمقراطي الوحدوي ومقعد واحد لحزب الوحدة الشعبية فيما انفردت قائمات الحزب الحاكم بجميع المقاعد في بقية بلديات ولاية جندوبة (بوسالم،وادي مليز،غار الدماء،بني مطير ،فرنانة،عين دراهم ،وطبرقة) ولم يختلف الأمر في بقية ولايات الشمال الغربي حيث مثلت نفس الاحزاب ببعض المقاعد في مراكز الولايات وغابت جميعها لفائدة الحزب الحاكم في بقية البلديات الخارجة عن مركز الولاية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 10 ماي 2010)

التجمع يفوز في كل الدوائر… و418 مقعدا للمعارضة والمستقلين


 تونس-الصباح أعلن السيد رفيق بلحاج قاسم وزير الداخلية في مؤتمر صحفي امس فوز «التجمع الدستوري الديمقراطي» بنسبة 75 في المائة من الأصوات في الانتخابات البلدية الرابعة عشرة في تاريخ البلاد، في حين عادت 25 في المائة المتبقية من الأصوات إلى أحزاب المعارضة الستة المشاركة والقائمات المستقلة. وقد فازت  قائمات التجمع الدستوري الديموقراطي بـ 90,67 من المقاعد التي جرت حولها المنافسة. وقد حصل خمسة من احزاب المعارضة وهي حركة الديموقراطيين الاشتراكيين 154 مقعدا) وحزب الوحدة الشعبية (119 مقعدا) والاتحاد الديموقراطي الوحدوي (66 مقعدا ) والحزب الاجتماعي التحرري (35 مقعدا) وحزب الخضر للتقدم (29 مقعدا) والمستقلون ( 15 مقعدا)   على 9,33% من المقاعد  اي 418 من اصل 4478 مقعدا.  وقال وزير الداخلية إن نسبة الاقتراع  بلغت 83,47 بالمائة مؤكدا على أن التنقيح الانتخابي المتعلق بتخفيض السن الانتخابية الى سن 18 سنة أتاح توسيع قاعدة الناخبين الذين تجاوز عددهم الـ 3 ملايين و104 الف ناخب اي بزيادة تقارب مليون ناخب مقارنة بانتخابات سنة 2005. وأضاف ان الانتخابات البلدية كانت محطة سياسية مهمة لترسيخ الديمقراطية المحلية في كنف الشفافية والحياد ومجسدة للبرنامج الانتخابي «2009  2014» للرئيس زين العابدين بن علي «معا من أجل رفع التحديات» وأضاف الوزير ان الانتخابات التي شاركت فيها ستة أحزاب سياسية وثماني قائمات مستقلة جرت بشهادة جميع الأطراف في ظروف عادية وان عمليات الاقتراع تمت في أجواء سليمة وشفافة في كل الدوائر الانتخابية وهو ما أكده الملاحظون العرب والأجانب وأعوان المرصد الوطني للانتخابات. وأكد أن الوزارة لم تتلق أية تشكيات بخصوص سير العمليات الانتخابية. وقدم الوزير لمحة بالأرقام عن الترشحات لهذه المحطة الانتخابية مشيرا الى ترشح 492 قائمة انتخابية تحصلت 406 منها على الوصولات النهائية فيما تم رفض 86 قائمة لعدم استيفائها الشروط القانونية المنصوص عليها في المجلة الانتخابية. وفاز التجمع الديمقراطي في كل الدوائر البلدية ولكن القانون لا يتيح له سوى الحصول على 75 بالمائة كحد أقصى من المقاعد لذلك سيكون الحزب الحاكم ممثلا في المجالس البلدية بـ  4060 مقعدا من جملة 4478 في 264 مجلسا بلديا. وقد أعطت نسبة الـ 25 بالمائة الممنوحة لأحزاب المعارضة والقائمات المستقلة 418 مستشارا بلديا في المجالس البلدية وهو ما يعني زيادة بـ 105 مقعدا جديدا مقارنة بانتخابات  2005 التي لم تكن فيها المعارضة والقائمة المستقلة الوحيدة المشاركة ممثلة الا بـ  313 مقعدا. وانقسمت هذه المقاعد على حركة الديمقراطيين الاشتراكيين التي حصلت على 154 مقعدا يليها حزب الوحدة الشعبية بـ 119 مقعدا. ثم الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بـ66 مقعدا فالحزب الاجتماعي التحرري بـ 35 مقعدا. في حين تحصل حزب الخضر للتقدم على 29 مقعدا بينما حصلت القائمات المستقلة على 15 مقعدا. وفي رده على استفسارات وتساؤلات الصحفيين أكد وزير الداخلية على أن الانتخابات البلدية تميزت- بشهادة الملاحظين الأجانب وأعضاء المرصد الوطني للانتخابات البلدية-  بالشفافية والمناخ الديمقراطي الذي رافق كامل مراحل الانتخابات مشيرا الى اشادة  الأطراف المشاركة والملاحظين الأجانب بما بلغه المجتمع التونسي من نضج فى مستوى الممارسة الديمقراطية السليمة، ومن تشبع بقواعد المنافسة الشريفة وبأصول التعامل الحضاري فى نطاق الالتزام الكامل بمقتضيات القانون وما وفرته السلط المعنية من مستلزمات لإحاطة هذه المحطة الانتخابية بأسباب النجاح، وما ميزها بالخصوص من إقبال للشباب من الجنسين للقيام بالواجب الانتخابي. وقال أن فوز التجمع الدستوري الديمقراطي في جميع الدوائر مرده عراقة الحزب التاريخية والسياسية كونه حزب الاستقلال والحزب الذي تولى بناء دولة الاستقلال وهو الحزب أيضا الذي فوضه الرئيس زين العبدين بن علي لقيادة «مسيرة التغيير» منذ تحول السابع من نوفمــبر 1987 وهو الحزب الذي يقود نهضة البلاد وتطورها ومناعتها. وأكد السيد رفيق بالحاج قاسم أن الانتخابات البلدية جسدت مرة أخرى خيار تعزيز الدميقراطية والتعددية في البلاد والذي اختاره الرئيس زين العابدين بن علي منهجا وخيارا لا حياد عنه وما وجود المعارضة والمستقلين في المجالس البلدية المقبلة إلا أحسن دليل على نجاح هذا الخيار.  سـفـيـان رجـب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 ماي 2010)


بعد إلغاء الحصة الفارطة وتعويض معز بعبد المجيد: هل يتوقف برنامج «الحق معاك» ؟

 


يبدو أن الحلقات الأخيرة من برنامج الحق معاك.. قد شهدت لخبطة لدرجة أنه تم حذف حصة يوم 1 أفريل وحصة 6 ماي وظهرت الحصة قبل الفارطة مبتورة في حين ألغيت حصة الخميس الفارط كاملة رأى فيها البعض أنها بسبب الجرأة التي تجاوزت حدود المعقول في حين رأى شق آخر ان البرنامج ليس إلا نقطة مضيئة في مجال ممارسة اعلام حرّ وجريء وناقد. وعلمت «الشروق» ان الحلقات الأخيرة للبرنامج قد شهدت عدة لخبطات إلى درجة بث بعضها بطريقة جاءت مبتورة على غرار الحصة قبل الفارطة التي لاحظ عدد هام من المتفرجين أن أمرا ما حدث بخصوص النقاش الذي حذفت منه أجزاء بأكملها. وكان من المزمع بث حصة يوم 1 أفريل التي تزامنت مع كذبة أفريل العالمية بطريقة جدّ مغايرة، حيث كان من المفروض أن يعايش المتفرج ولمدة 10 دقائق كاملة صورة أخرى للبرنامج الذي يقدمه عبد المجيد بن اسماعيل رئيس تحرير البرنامج عوضا عن معز بن غربية وسيشرح للمشاهدين كيف أن معز حطّمت عزائمه التدخلات والضغوطات وانسحب من البرنامج ليعوضه عبد المجيد ويتدخل المحامون الأربعة في جدال اثنان منهم ليساند معز ويحتج على ابتعاده والبقية تساند انضمام عبد المجيد إلى الحصة لكفاءته المهنية. وبمجرد المرور إلى الحالة الأولى التي ستبث في البرنامج يعود معز بن غربية لكرسي التقديم فالأمر برمته لم يكن سوى «كذبة أفريل» التي لم تقبلها التلفزة التونسية على ما يبدو وبترت الحصة بأكملها كما بترت عدة تدخلات من الحصة التي تليها جعلت من البرنامج يظهر للعموم مبتورا ومشوّها بصورة ما. الغاء الحصة الفارطة عدد من المواطنين انتظروا الخميس الفارط (6 ماي) وبفارغ الصبر بث حلقة الحق معاك إلا أنهم فوجئوا باختفاء البرنامج نهائيا خاصة وانه كان مقررا بث حصة مجموعة من المواطنين (عاملون عرضيون) بالمركز الثقافي بالحمامات الذين لم يقع تمكينهم من منحهم ومن الترسيم ومن الحصول على مستحقات الضمان الاجتماعي، واستمر انجاز هذا الريبورتاج وانتظار الحلول لفترة فاقت 3 أشهر حيث تمكن البرنامج في نهاية الأمر من الحصول على تدخل الوزير وحلّ مشكلة هؤلاء العملة العرضيين نهائيا بتدخل من السلط المعنية. وتوقع الكثيرون أن الحصة التي شملتهم سيقع بثها الخميس الفارط، لكن ألغيت الحصة نهائيا الأمر الذي أثار دهشة فريق البرنامج؟ الأحداث قد تشهد بعض التطورات خاصة وأن البرنامج في منتصف الطريق الآن ولا يعرف إن كان سيقع استمرار بثه أو سيقع الغاؤه من قبل المشرفين عليه. علما وأن هذا البرنامج ساهم في مساعدة عدد هام من المواطنين ممن حال ضيق اليد بهم إلى فض مشاكلهم خاصة تلك المتعلقة بتنفيذ أحكام قضائية ضد صناديق التعويض للدولة، أو الاشكاليات المتعلقة بالمؤسسات الحكومية. الحق معاك.. قد يتوقف برغبة من المشرفين عليه، والأيام القادمة كفيلة بكشف الحقيقة. (المصدر » « الشروق » (يومية – تونس) بتاريخ 10 ماي 2010)  


تونس تُعدّ لتخصيص أكبر مصنع فولاذ


سميرة الصدفي تستعد الحكومة التونسية لطرح عرض دولي لتخصيص أكبر مصنع للفولاذ خلال الأسابيع المقبلة. وأفاد مصدر قريب من وزارة الصناعة والتكنولوجيا بأن عملية التخصيص سترتدي صيغة رفع رأس مال الشركة التي تستأثر بسوق الحديد المحلية منذ الستينات، وإسناد الحصة الإضافية إلى «شريك استراتيجي» أجنبي. لكن السلطات التونسية ستشترط ألا تقل حصة الشريك عن 35 في المئة ولا تتجاوز 50 في المئة، كي لا تفقد سيطرتها على قطاع حيوي. ويُؤمن مصنع الفولاذ في مدينة منزل بورقيبة (شمال) 40 في المئة من حاجات البلد من الحديد المستخدم في قطاع الإنشاءات والإسكان، فيما تستورد البقية من الخارج. وأبدت 12 مجموعة دولية اهتمامها بالتخصيص بناء على الفرص المتاحة لمضاعفة الإنتاج أملاً بالاستثمار في تحديث المصنع، من أجل الاستجابة لحاجات السوق المحلية. وأوضح مصدر مطلع في حديث الى «الحياة» ان في مقدم المرشحين للفوز بصفقة التخصيص المجموعة الفرنسية – الهندية «أرسيلور ميتال»، التي تسعى الى وضع يدها على قطاع التعدين في المغرب العربي، بعدما اشترت مجمع «الحجار» القريب من عنابة في الجزائر، وأنشأت تحالفاً مع مجموعة «سوناسيد» المغربية. وأضاف أن المجموعتين الإيطاليتين «بلترام» و«سيسيلفرو»، إضافة إلى الفرنسية «فركوميتال»، أبدت اهتمامها بعملية التخصيص بعد الطلب الذي أطلقته الحكومة التونسية لاستدراج عروض أولية من المجموعات الدولية المعنية. وتكرس الخطوة حسم السلطات خيارها بعد تردد استمر سنوات، خصوصاً في ظل معارضة قوية من الاتحاد العام للعمال. وأكد المصدر أن الحكومة التونسية ستُطلق قريباً عرضاً دولياً يُعلن رسمياً عن فتح رأس مال «الفولاذ» أمام مساهمات المستثمرين الأجانب. وأكد أن نشاطها الإنتاجي متوازن، إلا أن خططها التسويقية خاسرة نظراً لقرار سياسي يقضي بجعل مستوى أسعار الحديد في السوق المحلية في متناول العموم. وينتج المصنع الذي يُشغل ألف عامل، 200 ألف طن من سبائك الفولاذ و250 ألف طن من القضبان الحديد المستخدمة في البناء وعشرة آلاف طن من الهياكل المعدنية. وتعتزم تونس تخصيص 8 منشآت عامة أخرى في السنة الحالية لكن في صيغ تختلف من منشأة إلى أخرى، إذ ستبيع الدولة حصصها في خمس مؤسسات عمومية هي: «الشركة الوطنية لتصنيع دواليب السيارات» التي أفلست بسبب انتشار الدواليب المستوردة في السوق الموازية، و«الشركة التونسية لتصنيع السكر» و«الشركة الوطنية للأسمدة الكيميائية» وفندقا «نادي سقانس» في محافظة المنستير و «سوسة بالاس» في محافظة سوسة. أما «الشركة التونسية للملاحة» المتخصصة في نقل المسافرين بين تونس وأوروبا و«الشركة الوطنية لتوزيع النفط»، فسيُفتح رأس مالهما لمساهمات العموم من خلال تسجيلهما في سوق الأوراق المالية بنسبة 25 في المئة للأولى و20 في المئة للثانية. لكن السلطات أخفقت في تخصيص «الشركة التونسية للتفتيش»، الذراع التفتيشية لمؤسسة النفط الوطنية، بسبب ضآلة العروض المقدمة من شركات خاصة. وكانت تونس خصصت 202 منشأة عمومية في السنوات الأخيرة بينها 6 مصانع اسمنت. (المصدر » « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 10 ماي 2010)  


تونس تبحث عن أسواق جديدة لمنسوجاتها


سميرة الصدفي اتجهت مصانع المنسوجات التونسية إلى الأسواق الأفريقية والاسكندنافية بحثاً عن زبائن جدد للتعويض عن تراجع الطلب في الأسواق التقليدية بجنوب أوروبا بسبب مضاعفات الأزمة الاقتصادية. وأظهرت إحصاءات رسمية أن فرنسا لا تزال تستأثر بالمرتبة الأولى بين زبائن تونس في هذا القطاع، إذ تستورد 36 في المئة من صادرات المنسوجات، فيما تحتل إيطاليا المرتبة الثانية بـ 32 في المئة، تليها ألمانيا بـ 10 في المئة، وبلجيكا بسبعة في المئة. ويتبوأ قطاع المنسوجات مكانة مهمة بين الصادرات التونسية، إذ يشكل 22 في المئة من الصادرات الصناعية وأكثر من 31 في المئة إذا لم يُحتسب النفط والغاز. غير أن الأزمة الاقتصادية التي ضربت أوروبا وتسببت بتراجع الاستهلاك، أضرت بالصادرات التونسية، كون الاتحاد الأوروبي يستأثر بـ 97.5 في المئة من صادرات المنسوجات التونسية. وأفادت إحصاءات وزعها أمس «المعهد الوطني للإحصاء» الحكومي، بأن صادرات المنسوجات تراجعت أكثر من أربعة في المئة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة. ويُقدر عدد مصانع المنسوجات في تونس بـ 2080 مصنعاً تُشكل الوحدات المُصدرة 80 في المئة منها. ورأى وزير الدولة التونسي للتجارة شكري مامغلي، أن مصانع المنسوجات استطاعت الصمود في الأسواق الأوروبية بعد إنهاء العمل بـ «اتفاقات الألياف المتعددة»، التي كانت تمنحها تسهيلات وحوافز خاصة. وأضاف أن تونس حافظت على مركزها بوصفها المزود الخامس للاتحاد الأوروبي بالمنسوجات، وأفاد بأن صادرات القطاع تدر أكثر من أربعة بلايين دولار سنوياً. لكن انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية عام 2005، وإلغاء القيود على صادراتها من المنسوجات إلى بلدان الاتحاد الأوروبي، شكلا صعوبات في وجه ترويج المنسوجات التونسية في تلك البلدان. وحازت الصين سريعاً على المرتبة الأولى بين مصدري المنسوجات إلى الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك حلت تونس في المرتبة الثانية بين مزودي فرنسا من الملبوسات، والمرتبة الخامسة بين مزودي الاتحاد الأوروبي العام الماضي. وتراجعـــت صادرات كل من مصر والمغرب من المنسوجات خلال الأشهر الأخيرة بسبب تناقص الطلبات من البلدان الأوروبية. واتخذ التونسيون إجراءات لدعم القطاع نظراً إلى أهميته الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى البحث عن أسواق جديدة في أوروبا الشرقية والشمالية وأفريقيا. ورصدت الحكومة بليوني دولار لمساعدة وحدات صناعية على المشاركة في معارض دولية متخصصة بالمنسوجات والملبوسات، لتعزيز قدرتها على ترويج منتجاتها في الخارج. وعلى رغم تراجع الصادرات، وإقفال مصانع في محافظة المنستير (وسط) التي تضم عدداً كبيراً من مصانع المنسوجات والملبوسات، اعتبر مامغلي أن القطاع «غير مهدد». (المصدر » « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 9 ماي 2010)


جيزيل خوري والصحافة التونسيّة


آمال موسى (*) يبدو أن إطلاق الأحكام على عواهنها بشكل واثق وحاسم، ليس خاصيّة تهم أصحاب الفكر الدوغمائي فقط ،بل هو ظاهرة قد تشمل الدوغمائي ونقيضه، ممّا يُؤكد أن التطرف في الرأي آفة يسقط في شباكها الأخطبوطية كل من تنتفي عنه النظرة النسبية للأشياء وتستبد به تلك النظرة الأحاديّة الإقصائية.  طبعا لكل شخص الحق في إبداء موقفه من القضايا والأفكار بالشكل الذي يرضي مبادئه وطريقة مقاربته للأمور ولكن أن يتحول هذا الحق إلى جبروت مُقنع ، يُوظفه صاحبه في إلحاق الحيف بغيره خصوصا إذا كان هذا الغير يعد بالمئات، فإن ذلك يصبح أبعد ما يكون عن الحرية ولا علاقة له بإبداء الرأي إذ الحرية في بلورة المواقف تقف وجوبا عندما  تنحرف إلى التجريح المجاني. مؤخرا شاءت المصادفة أن أشاهد برنامج «هن» الذي يعرض على قناة الحرة ليلا وقد كانت ضيفته الإعلامية جيزيل خوري مقدمة برنامج «استديو بيروت» على قناة العربية. حرصت على الاستماع إلى ما تقوله خصوصا أنها من الإعلاميات المثقفات، وكنت قد تابعت برنامجها «حوار العمر» وبرنامجها «بالعربي» وللموضوعية فهي إعلامية ذات بصمة مخصوصة ومحاورة جيدة . وفي نفس الوقت لا أفشي سرًا إذا قلت إنها في عملها الإعلامي تعيش حالة من الكر والفر في خصوص علاقتها بالموضوعية، إذ أن انتماءها إلى تيار 14 آذار وكونها أرملة الإعلامي سمير قصير الذي وقع  اغتياله ،إضافة إلى الجانب الطائفي،فإنها لم تستطع الحياد في العديد من الحوارات التي قدمتها. ومع ذلك فإن شبه الإجماع على أن الحياد في لبنان مسألة شبه مستحيلة بحكم الطائفية المستفحلة والمحاصصة السياسية على أساس الطائفة.. كل هذا يشفع لها قلة الحياد باعتبار أنها نتاج لبيئة  ذات خصوصية. الحوار الذي أجرته معها مقدمات البرنامج، شمل في جزء منه أوضاع الصحافة في العالم العربي وأتى على ذكر البلدان . فكانت إجاباتها التي قدمتها بثقة عالية فاقدة للموضوعية وللنسبية وللتريث قبل إطلاق الأحكام جزافا. لقد اعتبرت جيزيل خوري أن الصحافة السعودية تدهشها أحيانا حيث تتطرق بعض الصحف السعودية المحلية إلى مواضيع يصعب تناولها  في بلد عربي آخر. كما أثنت نسبيا على الصحافة المصرية وكذلك السورية. أما فيما يخص موقفها من الصحافة التونسية، فقد قالت إنها غير موجودة. هكذا ودون تفكير أو وقفة صغيرة أعدمت جيزيل خوري الصحافة التونسية من الوجود، متجاهلة مئات الصحافيين التونسيين وتاريخ الصحافة في تونس وروادها ورموزها. وفي الحقيقة  فإن مثل هذا الموقف لا يخلو من تقزيم وظلم للصحافيين التونسيين، إضافة إلى التجني على جهدهم  وتعبهم . وحتى وإن كنا في تونس نخبة سياسية وإعلاميين ومثقفين ومواطنين نطمح إلى إعلام أفضل، فإن ذلك لا يعني البتة أن الإعلام التونسي عديم الدور والقيمة والفعل. من جهة أخرى لنفرض أن لهذه الإعلامية رؤية صارمة راديكالية في مجال الإعلام والحريات، فإننا نتساءل لماذا غابت صرامتها لدى تقييم الصحافة في بلدان أخرى؟  لا شك في أن هناك حسابات تفرض  نفسها  آحيانا  على  الجميع  وفي أحايين أخرى على البعض فقط ،ولكن هل أن ما قامت به جيزيل خوري  من محو مطلق وكلي  للصحافة التونسية وبالتالي لمن يُمثلها، يُمكن تبريره سواء بمنطق الحسابات أو دونه؟ (*) شاعرة وباحثة (المصدر » « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 11 ماي 2010)

الولاء لتونس.. ولتونس فقط


عبداللطيف الفراتي (*) في هذا الزمن الذي اختلطت فيه الكثير من الأشياء، وغابت أحيانا المقاييس التي نقيس بها، وتوارت عن الأنظار، يجدر أن نتذكر من حين لآخر حقائق تبدو بديهية ولكنها ليست دائما كذلك. وفي خضم التشويش الحاصل في الأذهان يجدر أن نتوقف قليلا عند حقيقة، لا بد أن تكون سائدة عند الجميع، مهما افترقت بهم السبل، وتعددت، ومهما كانت المراجع الإيديولوجية التي ينتمي إليها الفرد منا. هذه الحقيقة، هي التي تجمع عقدنا جميعا، وتضعنا كلنا في نفس المسار، هي أنه لا ولاء إلا لتونس،، قبل وبعد كل شيء، تونس فقط، تونس وحدها، وبعد ذلك تأتي الإنتماءات. إن ما يجمعنا هو هذا الوطن وأرضه التي أنبتتنا فتربينا وترعرعنا على أديمها، ونحن مدينون لها، ولذلك فليس لنا إلا أن نكون قلبا وقالبا لها قبل أي شيء آخر، وعلى نقاء بلادنا الإثني والديني وحتى المذهبي، وهو نقاء لا نجد له مثيلا في أي دولة عربية أو مسلمة أو إفريقية، فالأغلب الساحق من أبناء هذه البلاد عرب عاربة أو مستعربة إلا القلة، والغالب الأعظم من المسلمين السنة المالكيين، على ذلك ورغم وجود أقليات بربرية حنفية أباظية أو حتى مؤخرا شيعية، ويهودية أو نصرانية محترمة كلها في تاريخها وعاداتها وعقائدها، فإننا كلنا من التونسيين المنتمين إلى هذا الوطن ندين له بالولاء الكامل دون غيره. وحتى نثبت بعد ذلك انتماءاتنا المغاربية،العروبية أو البربرية، المسلمة أو الإفريقية أو المتوسطية وحتى الكونية، فلا بد لنا من أن ننغرس في محيطنا المتنوع في تونسيتنا وأن نتجذر فيها.. عبر ولائنا لهذا الوطن، الضارب في تعاريج التاريخ، ومفاصله. ولعل القانون التوجيهي للتربية بعد الدستور هو أكبر مصدر لإبراز الولاء لتونس ففي فصوله الأولى حيث ينص على الأهداف الكبرى للنظام التربوي التونسي متمثلة في «الهوية الوطنية التونسية، والإنتماء الحضاري العربي الإسلامي «، في اتجاه تحقيق غايات محددة، نختار منها في ما يلي :» تمكين الناشئة منذ حداثة عهدها بالحياة مما يجب أن تتعلمه حتى يترسخ فيها الوعي بالهوية الوطنية التونسية، وينمو لديها الحس المدني والشعور بالإنتماء الحضاري وطنيا ومغاربيا وعربيا وإسلاميا، ويتدعم عندها التفتح على الحداثة والحضارة الإنسانية» وبعد هذا وقبله «تربية الناشئة على الوفاء لتونس والولاء لها». تلك هي المبادئ التي اعتمدت كمرتكزات للمستقبل، عن طريق تربية ومدرسة في خدمة التوجهات العامة للبلاد. وكثوابت قارة. ففي خطابه بمناسبة افتتاح الحملة الإنتخابية الرئاسية في 13 أكتوبر 2009 تعرض الرئيس زين العابدين بن علي لهذه النقطة، قائلا ما معناه «إن المسؤولية تقتضينا العطاء السخي والمثابرة، وقبل كل شيء الولاء لتونس، وتونس وحدها، تحقيقا للذات وتأصيلا للإنتماء لهذا الوطن..». وبذلك فإن الولاء لتونس هو اليوم وينبغي أن يكون مستقبلا، ثابتا من أهم الثوابت ليس في سياسة الحكومة فقط، بل وفي توجهات كل منا. ولا بد هنا من التوقف عند أمرين اثنين لترسيخ هذا الولاء اعتمادا على مقوماته: أولا ومن التاريخ بكل أحقابه البعيدة والقريبة، فإن علينا كتونسيين أن لا ننكر على أحد تونسيته وذلك ليس اليوم فقط بل عبر التاريخ كله، بنبذ كل ما يمكن أن يعتبر تخوينا أو تكفيرا، إننا نعترف بأن حنبعل وسان أوغستان وحتى الكاهنة وعقبة بن نافع والمعز لدين الله الفاطمي وبن خلدون والإمام سحنون وابن الجزار وصولا إلى خير ا لدين والبايات وبورقيبة مرورا بغيرهم هم نتاج هذه الأرض القادرة على الإستقطاب والإستيعاب، وتلك عبقريتها. ثانيا ومن التاريخ المعاصر والحديث، فإن الكفاح الذي خاضه التونسيون من أجل استقلال بلادهم واستصفائها من براثن الأجنبي، الذي أراد السيطرة عليها وامتصاصها حتى النخاع، واستبدال شخصيتها ولغتها ودينها،والتضحيات التي قدمها أبناء هذا الشعب سواء بالأرواح أو بالحياة حتى الفردية منها متمثلة في مقاساة السجون والمنافي، كلها صنعت هذه الخاصية التونسية التي نتمسك بها كثابت من ثوابتنا، والتي تستدعي منا أن لا يكون ولاؤنا لغير وطننا الذي نستظل بظله، ونعيش من خيره. إن تونس لكل التونسيين، هذه حقيقة قائمة، ولكن تونس أيضا بكل التونسيين الذين يحملونها في قلوبهم التي لا تنبض إلا لها. (*) رئيس التحرير الأسبق (المصدر » « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 9 ماي 2010)


الإصلاح والحداثة في تونس (3)


محمد الكيلاني (*) إذا لم يتمكن رأس المال خلال القرن التاسع عشر من التراكم ومن إرساء نمط إنتاج خاص به، مستقل عن التشكيلة الإجتماعية القائمة، جراء الإستبداد البايوي والنظام الإقتصادي والإجتماعي الذي يمثله وجراء دخول البضاعة والرأسمال الأوروبي والإستعمار الفرنسي إلى تونس، فإن الرأسمال الإستعماري بعد أن استقر في تونس، أنشأ في سياق حركته شريحة من الأثرياء التونسيين، الجدد والقدامى، تابعة له. لكن دخول الإستعمار الفرنسي إلى تونس أوقف العمل بالسياسات البايوية، من بينها «المجبى» و»التتريك»، مما سمح لأصحاب الثروات من التونسيين بالبقاء في بلادهم والإستثمار فيها، سواء بالتعاون مع الرأسمال الإستعماري أو باستقلالية عنه. كما أن تعطل حركة رأس المال والبضاعة بين المركز والمستعمرات، في فترات الأزمات والحربين العالميتين، التي غطت الجزء الأكبر من النصف الأول من القرن العشرين، مكن العديد ممن يملكون رأس مال من التونسيين كي يتوجهوا إلى الإستثمار في قطاعات الإستهلاك الشعبي وتلبية حاجيات السوق الداخلية، ودفع في الوقت نفسه بعدد من الملاكين العقاريين إلى محاكاة المعمرين في أسلوب إنتاجهم، فأصبحوا يستثمرون على الطريقة الرأسمالية. وهكذا، شيئا فشيئا، نشأ رأس مال وطني وطبقة بورجوازية تونسية ارتبطت مصالحها بالسوق الداخلية. وتواصلا مع حركة الإصلاح في نشأتها الأولى، ظهرت حركة سياسية إصلاحية وطنية، ممثلة في الحزب الإشتراكي والحزب الإصلاحي والحزب الحر الدستوري ثم الحزب الحر الدستوري الجديد، تعبر عن المصالح العامة لهذه الطبقة الناشئة. وقد تبع هذا التطور الذي شهده الرأسمال المحلي تنام ملحوظ في عدد العمال في المدن وفي الجهات المنجمية، والعمال الفلاحيين في مناطق الزراعات الكبرى والكروم والزيتون والقوارص، مما حولهم إلى طبقة لها وزنها في الحياة الإقتصادية والإجتماعية بالبلاد. واستفاد العمال التونسيون من تجربة العمال الأوروبيين الذي استجلبهم الإستعمار إلى تونس، فكونوا نقاباتهم وقاموا بتحركاتهم الأولى دفاعا عن حقوقهم المادية والمعنوية منذ أواخر القرن التسع عشر وتشكلوا في أواسط العشرينات من القرن العشرين في حركة نقابية مستقلة عن النقابات الفرنسية كانت من العنفوان والقوة بشكل أجبر السلطة الإستعمارية على وضع قناع الديمقراطية وتنظيم محاكمة جائرة لأغلب قادتها. وأصبح للطبقة العاملة التونسية الناشئة ممثليها السياسيين بالقوة، الشبيبة الشيوعية والفرع الفيديرالي للأممية الشيوعية ثم الحزب الشيوعي التونسي. ونشير في هذا الصدد إلى أن إثنين من أبرز قادة الفرع الفيديرالي للأممية الشيوعية، من التونسيين، كانا ضمن تركيبة اللجنة التنفيذية لجامعة عموم العملة التونسيين وهما أحمد بن ميلاد ومختار العياري. وتعرض أغلب النشطاء الشيوعيين في «الجامعة» للمحاكمة والسجن والمنفى. وكانت النخب الوطنية آنذاك يتجاذبها تأثير القوى السياسية التي ظهرت، فقد كانت عموما تحمل أفكارا من جهة اليسار وأخرى من جهة مشائخ الإصلاح في جامع الزيتونة وثالثة من الفكر الليبيرالي ورابعة من تأثيرات الفكر القومي وأخيرا من التأثيرات الغربية. لذلك، بقدر ما كان واضحا البعد الوطني والإصلاحي في الحركة الفكرية والثقافية، كان واضحا فيها أيضا البعد الإجتماعي، سواء أكان ذاك المتعلق بالحركة العمالية ومطالبها بمواجهة الفقر والمجاعة والآفات وعموما بالظروف المعيشية للشعب أو بصورة خاصة ذاك الذي يخص حقوق المرأة وحريتها ومساواتها مع الرجل. والجدير بالذكر أن الأحزاب السياسية في تونس وقتذاك، الحزب الإشتراكي والحزب الإصلاحي والحزب الحر الدستوري القديم، تشكلت في كتلة ائتلافية ووقفت ضد جامعة عموم العملة التونسيين، مع العلم أن الدستوريين القدامى ساندوا نشأة الحركة النقابية محاولة للتأثير فيها وضمان زعامتهم عليها، لكن نظرا للإتهامات التي وجهتها السلطة الإستعمارية للحزب الدستوري لمساندته لحركة محمد علي التي تهدد الحضور الفرنسي في تونس وفي شمال إفريقيا، تبرؤوا من محمد علي واعتبروا الحركة النقابية التي يتزعمها «شغب وتضليل ومكابرة عجيبة»، على حسب تعبير محي الدين القليبي في مقال نشر له في جريدة «إفريقيا» الصادرة بتاريخ 2 فيفري 1925. لكن وبعد فشل التجربة الثانية لجامعة عموم العملة التونسيين، أصبح للحزب الشيوعي التونسي نقابته العمالية، فرع الـ سي. جي. تي في تونس، ثم الـUSTT التي تم حلها بعد الإستقلال لتندمج في إطار الإتحاد العام التونسي للشغل وكان له تنظيمه النسائي الخاص والشبابي أيضا. كما أصبح الحزب الحر الدستوري التونسي الجديد شريكا في بعث الإتحاد وممثلا في قيادته، وكان وراء بعث تنظيمات نقابية للفلاحين واخرى للتجار وثالثة للأعراف ورابعة للمرأة وخامسة للطلبة (الإتحاد العام لطلبة وتلاميذ تونس). وإذا أردنا حوصلة مسار نشأة المجتمع المدني، يمكن القول أن ولادته جدت بين صفوف النخب المثقفة، حول الدوريات التي بعثوها في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وفي إطار مدارس التعليم الحديث، أولها المدرسة الحربية والصادقية والخلدونية، وحول حركة الشباب التونسي وحول بعض مثقفين شيوعيين من أصل أوروبي. وفي طور ثان كانت الحركة العمالية، المهد الإجتماعي الذي أنشئت فيه النقابات وصناديق الإضراب، فكانت النواة الصلبة لظهور مجتمع مدني له بعد اجتماعي مختلف عن الذي ظهر على أساسه في أوروبا، حيث أن أغلب الجمعيات والمنظمات قد تلقت دربتها الأولى في إطار الإتحاد العام التونسي للشغل، بما في ذلك منظمة الأعراف. ومع تطور النضال السياسي الوطني، ظهرت الحاجة لدى الأحزاب السياسية لتكوين امتداداتها في مختلف طبقات المجتمع وفئاته، حتى يكون لها وزن في مجرى الأحداث بالبلاد. فأصبحت المنظمات والجمعيات تابعة بهذا القدر أو ذاك، لهذا الحزب أو ذاك، رغم حرص قادة الحركة النقابية على استقلاليتها على الأحزاب السياسية. غير أنها لم تر ضرورة لاستقلال المجتمع المدني عنها. ولما أصبحت الإستقلالية عائقا أمام هيمنة الحزب الحر الدستوري على «جامعة عموم العملة التونسيين الثانية»، أي نقابة القناوي، حسم الأمر بإزاحة القناوي باستعمال «القوة» وأنهى هذه التجربة. لم يغير الحزب الحر الدستوري الجديد رؤيته لعلاقته بالمجتمع المدني لما وصل إلى السلطة مع الإستقلال، بل حوله في مؤتمر بنزرت إلى مجتمع تابع له بحكم القوانين العضوية والداخلية. وبالمقابل فإن المعارضة بمختلف مكوناتها، اليسارية والديمقراطية، أصبحت تطالب بـ»استقلالية المجتمع المدني» عن الحزب الحاكم بينما تدافع عن تبعيته لها عن طريق تغيير قوانينه. مما يعني أنها تريد تعويض هيمنة بهيمنة وتأبيد تبعية المجتمع المدني للمجتمع السياسي. وبمثل هذا التصور يمكن اعتبار أحزاب المعارضة، بيمينها ويسارها ووسطها، إحدى مكونات تعطل الإنتقال الديمقراطي في بلادنا. وهي مواقف وسلوكيات توارثناها دون أن نضعها أمام المساءلة. وأصبحت تشكل، في الأوساط اليسارية بصورة خاصة، عقائد نظرية ثابتة لا يمكن المساس بها، والويل كل الويل لمن يحتج ضدها أو يروم تغييرها. (*) مفكر وسياسي تونسي (المصدر » « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 9 ماي 2010)  


وداعـاً أيّها الفيلسوف


العجمي الوريمي 2010-05-11 رحل عنّا منذ أسبوع (3 مايو) المفكّر المغربي محمد عابد الجابري، تاركا فراغا كبيرا في الساحة الفكريّة والفلسفيّة العربيّة. وقد ترك الجابري تلامذة ومريدين وخصوما ومنافسين، وكان على الأرجح لا يعبأ بالخصوم ولا يحرص شديد الحرص على توسيع دائرة الأشياع. وقد بلغ الجابري كظاهرةٍ فكريّةٍ مَرتبةَ النجوميّة، فملأ الدّنيا بكتاباته الغزيرة وشغل النّاس بمواقفه المتميّزة. فالشكّ الفلسفي عند الجابري مستند إلى يقينيّات، ووثوقه من سلامة تمشّيه جعل مواقفه تتّسم بالشّجاعة الفكريّة والسياسيّة، وقد كان ليُسر عبارته وسلاستها ووضوح رؤيته ومنهجه دور في انتشار فكره وإقبال القرّاء عليه، وتنطبق عليه القاعدة التي تعلّمناها في الحصّة الأولى من درس الفلسفة: ما نفهمه بوضوح نعبّر عنه بوضوح. لقد شهد المغرب الأقصى مع جيل الجابري والأجيال التي تتلمذت على يديه حركيّة فلسفليّة غير مسبوقة، بل لم يعرف المغرب طيلة تاريخه حركة شبيهة بها في اتّساعها واستمرارها. يقول الفيلسوف المغربي طه عبدالرحمن وهو من أبرز نقّاد مشروع الجابري: « قد لا نعدو الصّواب إن ادّعينا أنّ هناك يقظة فلسفيّة في هذا الجزء الأقصى من العالم الإسلامي العربي.. لم يتقدّم لها نظير في تاريخ المغرب الأقصى، فلم تذكر لنا المصادر أيّة أخبار عن نشاط فلسفي سابق في المغرب بلغ حجمه ما بلغته اليقظة الحاليّة ». ودون الدّخول في تفاصيل التيّارات التي تشكّلت منها هذه الحركة الفلسفيّة تجدر الملاحظة أنّ محمّد عابد الجابري كان أحد روّادها وأحد الفاعلين المؤثّرين فيها بلا منازع على امتداد أربعة عقود أو يزيد. تأثّر الجابري بأقدار بعلاّل الفاسي وتتلمذ على المهدي بن بركة الذي أدخله معترك السياسة وعالم الصّحافة والكتابة، انضوى في صفوف المعارضة وكان مؤسّسا ومنظّرا إيديولوجيّا، اعتُقل وسُجن لفترة أواسط الستّينيات؛ بسبب مواقفه ونشاطه السياسي، كما ساهم في تعريب مادّة الفلسفة وكتابة مقرّراتها، وجمع إلى الكتابة النّظريّة المقال الصحافي، ورأى في ذلك إثراء لتجربته، وهي خاصيّة عند كبار الفلاسفة في عصرنا أمثال سارتر وهابرماس، خالف منهج المستشرقين في دراسة التّراث الإسلامي الذي طبّق عليه مناهج حديثة بهواجس وحاجات إيديولوجيّة ومعرفيّة نهضويّة، كان يمكن أن يكون من أكبر مؤرّخي الفلسفة الغربيّة، لكنّه اختار أن يكون التّراث العربي الإسلامي حقلاً لحفريّاته، ومرآة لتجلية الحاضر وهو في هذا الباب مؤسّس مدرسة، ورائد في حراك فكريّ قام فيه بدور خطير يذكّرنا بدور جمال الدّين الأفغاني. فقد خرج من معطف الجابري أصوليّون وعلمانيّون محافظون وحداثيّون. أخذ من الغرب بضاعة مزجاة بعد أن كان المغاربة يردّون إلى المشارقة بضاعتهم مزخرفة، وإن كان الجابري لا يفصح دائما عن مراجعه؛ لأنّه -وهو يتخيّر- يُدمج ضمن رؤيته الخاصّة العناصر المستعارة، ويعيد صوغ المفاهيم أو يوسّع نطاقها حسب حاجاته. زامن الجابري مفكّرين كبارا حملة مشاريع حكمت الأيّام على بعضها بالبطلان أو بالزّيف أو بالمحدوديّة، وفي حواريّاته الضمنيّة معها أخذ منها عناصرها الحيّة وأعفى نفسه من غوامضها وقشورها وجنوحها، فقد كان مجدّدا تصدّى لأعقد المعضلات، وأعاد طرح الأسئلة بصيغ مختلفة، وبحث في التّراث وفي الفكر العربي المعاصر عن تجاوز للمضايق والمفارقات والمسلّمات الإيديولوجيّة. لقد وعى الجابري تداخل الأزمنة في وعينا المعاصر، وأيقن حجم الفجوة، وثقل التاريخ أفكارا وقيما وبنيات، أدرك بالفطرة والخبرة والمعرفة فاعليّة الدّين الاجتماعيّة والسياسيّة والحضاريّة وقد اعترف بالأهميّة التاريخيّة للصّحوة الدينيّة بعد إخفاق المشاريع النهضويّة السياسيّة والإيديولوجيّة ودعا إلى حمايتها من نظرتها لنفسها ونظرة خصومها لها. وقد اعترف الجابري بأنّه يصدر في منهج دراسته للتّراث عن رؤية يقول إنّها « تؤطّر المنهج، تحدّد له أفقه وأبعاده » وقد أجملها في ثلاثة عناصر هي: وحدة الفكر… وحدة الإشكاليّة، تاريخيّة الفكر: الحقل المعرفي والمضمون الإيديولوجي، والفلسفة الإسلاميّة قراءات لفلسفة أخرى. وقد توصّل الجابري في مشروعه لقراءة التّراث إلى بعض النتائج المهمّة -وإن لم يتوسّع بعد في بلورتها- مثل اكتشاف العلاقة الوثيقة بين مضمون فلسفة كلّ من ابن رشد وابن طفيل وابن باجة بما أطلق عليه الثّورة الثقافيّة والسياسيّة للمهدي بن تومرت مؤسّس الدولة الموحّديّة الذي كان حسب رأيه صاحب مذهب خاصّ في التّوحيد فيه جوانب أشعريّة وأخرى معتزليّة وجوانب من مذهب ابن حزم الظّاهري. يقول الجابري: « ثورة تجديديّة في الثقافة العربيّة ومنهجيّة التفكير العربي دشّنها ابن تومرت، وبلغ بها قمّتها فيلسوف قرطبة أبو الوليد بن رشد ». وهو بذلك يؤكّد أنّ « الظّاهرة الرشديّة لم تكن فريدة غريبة، بل كانت جزءا من ظاهرة عامّة…الثّورة على التّقليد في كافّة المجالات » الفقه والنّحو والكلام والفلسفة والأدب والبلاغة. وكأنّي بالحركة الإصلاحيّة التي عرفتها الجزيرة العربيّة في الزّمن الحديث وتردّدت أصداؤها في كامل المنطقة قبل أن تُحاصر قد نَحَتْ نفس المنحى، واعتمدت نفس المنهج رغم اختلاف السياق، ولعلّه لأمرٍ ما لم يتوسّع الجابري في هذه النّقطة في كتبه اللاّحقة رغم أهميّتها، الشيء الذي جعل مشروعه يتعرّض لسهام النّقد بعد حملته على ضرب من ضروب التّفلسف الإسلامي، وهو ما أطلق عليه « العقل العرفاني » و«العقل المستقيل » أو البنية العرفانيّة. يقول الدكتور كمال عبداللطيف ناقداً مشروع الجابري: « تمثّلت روح هذا المشروع في قراءة لم تمارس الحفر المعرفي الخالص في متون الفكر الإسلامي بقدر ما حاولت إنجاز قراءة توخّت رسم علاقة إيجابية مع التّراث ومن منظور نقدي. » فهي لم تكن قراءة بريئة حسب رأيه؛ بسبب هواجس الحاضر السياسيّة، فقضايا الرّاهن العربي ومشكلات النهوض أخذت حيّزا مهمّا في فكر الجابري وعمله، ولم يكن الجابري يخفي سعادته بحصيلة تجربته الفكريّة، فقد قال في أحد الحوارات: « أنا سعيد لكون كتبي في موضوع العقل العربي قد أثارت أصداء جيّدة ومناقشات وسجالات » ورغم أنّ بعض مواقف الجابري الجريئة أو المتسرّعة كان يمكن أن تجعله يلقى نفس المصير الذي لقيه نصر حامد أبوزيد فإنّه يُسجّل له عديد المواقف التي جلبت له الاحترام وحاز بها رضا الإسلاميين كموقفه من العلاقة بين الدّين والسّياسة، وهو موقف جلب له انتقادات بعض العقلانيين العرب مثل جورج طرابيشي. يقول الجابري: « موقفي من هذه القضيّة واضح من زمان، العلمانيّة لنا نحن العرب شعار لا مضمون؛ لأنّ مضمونها في الغرب ثلاثة أمور: العقلانيّة والديمقراطيّة وفصل الدولة عن الكنيسة… وليست لدينا كنيسة ولا دولة، أعني ولا كهنوت… ويسعنا أن نلغي من قاموسنا كلمة « علمانيّة » ونستعيض عنها بالديمقراطيّة والعقلانيّة. إنّه موقفي منذ السبعينيات ولا أزال متمسّكا به ». كما رفض الجابري رأي القائلين بوجود تعارض بين المجتمع المدني والأصوليّة « فالتّعارض بين المجتمع المدني والأصوليّة كلام بلا مضمون واقعي ». وكشأن المفكّرين الكبار يحصل أن يقع الجابري في التّناقض أو يستعمل تعابير وصيغ حمّالة أوجه، وقد عرفتُ الجابري عن قرب، ودرستُ عليه في كليّة الآداب بالرّباط كتابه « تكوين العقل العربي »، وقد كان الجزء الأكبر من مشروعه لا يزال مخطوطا أو قيد الإنجاز. أنا وجيلي تأثّرنا بالجابري كما تأثّرنا بغيره وقد كان لبعض كتبه مثل « الخطاب العربي المعاصر » مفعول السّحر، وأعتقد أنّ الكثيرين من طلبته يقولون في شأنه ما قاله دولوز عن سارتر: « كان معلّمي » أو ما قاله دريدا بعد وفاة لفيناس « وداعاً ». رحم الله الجابري. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 11 ماي 2010)


للجماعة هوية عامة ولكل فرد منها هويات كثيرة متفرّدة

عفيف البوني (*) في عام 1981 اصدرت بباريس أول تأليف لي بعنوان : الهوية العربية في الفكر التونسي الحديث، و قد جسدت في العنوان مصطلحا لم يكن متداولا في العربية أعني مصطلح و مفهوم الهوية و ذلك لأتجنب استعمال مصطلح و مفهوم القومية (تونسية أو عربية ) و الذي طغى عليه السّجال الايديولوجي و التضمين السطحي السلبي و السياسي أنذاك.   كان هشام جعيط منذ 1974 قد لجأ في أول كتبه إلى مصطلح و مفهوم الشخصية وكذلك فعل السيد ياسين في مصر منذ 1977، و قد كان آخرون قد هربوا من قبل مثلي من استعمال  لفظة القومية واستبدلوها بمصطلح الذاتية…و بقي استعمال مصطلحي الشخصية و الذاتية محدودي التداول، ثم منذ 1983 أكد نديم البيطار و آخرون استعمال و اشاعة مصطلح و مفهوم الهوية، و أنا سعيد بإلغاء أو زوال الإسراف في استعمال مصطلح القومية الممجوج و اقترن بالفكر النهضوي و التنظير الايديولوجي له . كان اختياري مدروسا في استعمال  مصطلح و مفهوم الهوية عندما تجنبت «القومية»  وأنا في ذلك قد تأثّرت بمنهجية و علم أستاذي جاك بيرك في الكوليج دي فرانس، و الذي كان يردد في كتاباته عن العرب و في محاضراته مصطلح و مفهوم « الأصالة « و هي تعني عنده بالنسبة لنا ما يعنيه عندنا اليوم الهوية، مضافا إليها الجمع بين ما تعنيه العراقة  و ما يستوجبه التحيين و كلاهما يفيد  استحداث الحداثة، وكان بارك يعيب على المفكرين العرب الفهم السطحي لما يفهمه هو و دعا له مما أسماه بالأصالة. منذ 1983 و إلى الآن  صدر كمّ هائل من الكتابات عن الهوية و الكثير من الكتب برؤى مختلفة و متباينة، و الدراسات الأكاديمية التونسية و العربية بما في ذلك التي نشرت بالفرنسية و استعملت مصطلح الهوية و عالجت اشكالياتها في واقعنا، كلها لم تبن على ما سبقها، و لم تنقد ما يجب نقده لذلك لم تضف إلا القليل من التحليل و ليس النتائج، و ظلت تجترّ ما يسمى «بالثوابت» من الانتماءات، تقدم أو تأخر هذا العنصر أو ذاك و بقي مفهوم الهوية زئبقيّا و إشكالية إيديولوجية تخفي المأزق الحضاري لسكان منطقتنا منذ غزوة نابوليون لمصر و إلى اليوم. من المسلم به أن لكل جماعة بشرية هوية عامة مشتركة، و ما يجب التفكير فيه اليوم و التسليم به، هو أولا: أن ذلك لا يمنع من أن يكون لكل فرد (من أية جماعة مشتركة في هوية واحدة) هويات كثيرة ورث بعضها ثقافيا، و اختار بعضها الاخر بوعي، و فرضت عليه ظروف المكان والزمان بعضها الاخر من دون استشارته. الهوية المحنطة أو الموروثة و تلك المفروضة هي إلى زوال، ما كان يجمع هوية جماعة في الماضي لا يصلح أبدا أن يستمر في جمعها على الدّوام، كل الخرائط، كل مساحات الدول، كل الايديولوجيات، كل الأديان، كل الحضارات، كل الثقافات، كل القيم تغيرت و تداخلت، زالت، تقلصت أو تعدلت… كذلك كان شأن الهويات الكبرى أو العامة… الهوية التونسية و التي يعتز بها التونسيون لاشتراكهم فيها، هي بحسب الرؤى و المعتقدات و المواقف و المصالح الفردية لكل تونسي:هي هوية وطنية، أو عربية،أو إسلامية، أو عربية إسلامية …أو ربما متوسطية ( و حتى افريقية بالمعنى الجغرافي.) الكلام عن هذه الهوية اليوم و طرح إشكاليتها يفترض أن يقع تحيينه كما في كل شأن آخر . التحيين الدائم من علامات الحيوية و الحياة فإن غاب التحيين كان الجمود ، النظر إلى هويتنا الجماعية بمنطق أحاديتها و فرادتها اليوم هو نظر سطحي سلفي أو رومنطيقي بمنطق الشعراء…استمرار القول بوجود هوية مشتركة بين كل الأجيال في بلد واحد أو بين سكان عدة أمصار، بين أفراد كل دولة، كل طائفة أو مذهب أو ديانة أو حزب أو جهة، هو قول حالم قول لا عاقل… لا وجود لفرد: تونسي، عربي، أو مسلم، يتماثل بالتمام و الكمال مع غيره من التونسيين ومن العرب و من المسلمين، في الماضي أو في الحاضر في الأفكار في المواقف، في الرؤى، في المواقع و في المصالح…أنا هنا أشخّص الاختلاف الذي يثري التسامح و التعايش، و هو بعكس التجانس الذي يلغي أحيانا حيوية أية هوية مشتركة. نحن في تونس لنا هوية عامة توحدنا و نتغاير بها مع غيرنا، و لكن كل تونسي، كما شأن كل عربي و كل مسلم، و كل إنسان ( في كل زمان) له هويات فردية مختلفة     و كثيرة، كل الأفراد مختلفون في كل شيء تقريبا و لذلك الإدارة و السياسة تفرّق بين أصحاب الهوية العامة الواحدة و المشتركة أي بين أفراد الشعب بأن تفرد كل فرد ببطاقة هوية مدنية شخصية و أخرى عن حالته الانسانية و أخرى عن ملفه العدلي…لا وجود لفرد يتماثل مع آخر في كل عناصر هويته الخصوصية و المعرفة العلمية اليوم صحّحت أخطاء أسلافنا في مفهومهم «للشّرف، للحسب و النسب و صلة الرحم و الدّم»… المفهوم البيولوجي لهوية الفرد من نوعنا منذ أن تأنسن الانسان و تجاوز الحالة الطبيعية الحيوانية التي كانت، إلى الحالة الانسانية التي صارت، تفيد أن لكل فرد هوية شخصية لا يشترك فيها غيره معه…و هذه أمثلة: كاتب هذه المساهمة، لا يوجد غيره من يكتب مثلها كما كتبها و قد يوافقه قليلون أو كثيرون على ما طرحه فيها. هو عربي وافريقي و متوسطي و مسلم و لكنه يختلف عن كل من وقع ذكرهم و يشترك معهم فقط في الانتماء للنوع، و الاشتراك في  بعض المواصفات دون أخرى هو حال كل فرد آخر، بالمفهوم النّسبي.أما هويات الفرد  فكثيرة ، بعضها هويات متناسقة، و بعضها مستقلة أو متباينة الواحدة عن الاخرى، تتشابه الانتماءات للأفراد و لا تتماثل في ما هو عام و لمرحلة من الزمن و في فضاء محدّد…من دون إطلاق.مثلا هويتي اللغوية: العربية لغتي الأم أتقنها و أؤلف و أنشر بها و مع ذلك اللغة و الثقافة العربية لا تشكل إلا قدرا محدودا من مرجعية أفكاري و رؤاي و تكاد مفاهيم اللغات الحيّة (خاصة الفرنسية) والثقافة الحديثة تشكل معظم زادي المعرفي و تعقّلي.. و ذلك ما اختلف فيه بقدر أو باخر مع غيري. هويتي كجسد أنا لا أتشابه مع غيري في حدود علمي و لا أتماثل مع أي كان. هويتي البيولوجية يصنّف البيولجيون دمي من بين أصناف دماء كل البشر O,AB,B,A ولا ينفرد أفراد أية عائلة أو قبيلة أو طائفة أو مجتمع أو شعب أو أمة بصنف أو عدة أصناف من الدم دون غيرها. التحليل الجيني للبصمة الوراثية ADN لنوعنا و كما أكده العلم اليوم، يبيّن تفرّد كل انسان، في كل تاريخ نوعنا، ببصمة وراثية خاصة لا يشترك فيها معه آخر باستثناء التوأم الناشئ من البويضة المنشطرة أثناء التلقيح. هويتي كمسلم هوية موروثة من قبلي ومن قبل غيري، و الاسلام، الدين، الحضارة والتاريخ هو في فهمي و في ممارستي مختلف بين كل مسلم و اخر من الأسلاف و من المعاصرين. عندي الاسلام الحدث و النّص المقدس شي و ما ذكره التاريخ وحفل به التراث و أشاعه التأويل شيء آخر، فالاسلام عندي، ليس ما وقع تصنيفه للسنة و الجماعة أو للشيعة بكل فرقهم أو للخوارج، أو ما ضخمته الرّوايات أو اختزلته الفتاوي أو اقتصرت عليه أحكام شريعة محمد.. أنا مسلم حرّ.. و ايماني مسألة لا أسمح أنا (كما لا يسمح الاسلام) أن تكون محلّ نظر أو تقييم أي كان، فالايمان الديني لا يهم إلا الفرد و خالقه…و كذلك أختلف كمسلم مع قليل أو كثير من المسلمين، أقول هذا و أنا أعيش في عام 2010 بعد ميلاد المسيح أو في الألف الثامن من عمر الحضارة أو في القرن الثالث أو الرابع من عمر الحداثة و الثورة المعرفية. هويتي كتونسي تتحدد بما يمكن أن أحصل عليه من حقوق و ما أقوم به من واجبات مرجعيتها المواطنة كما تحددت في الدستور و القوانين، مع ما بيني و غيري من تفاوت في الحظوظ و الأدوار و القدرات. هويتي المهنية أمارسها بحياد أي بعدم خلط ما هو علمي و مهني بما هو شخصي او ذاتي.. هويتي كإنسان حداثي تجعلني متسامحا نابذا للتعصب منحازا بالكامل للمعرفة العلمية و للفصل بين الدّين و الشأن العام و عدم الخلط بينهما.. أؤمن بالمرجعية البشرية للقيم الفاضلة الحق، العدل، المساواة، الأمن، السلم…أؤمن بحقوق الانسان بالمعايير الكونية اليوم.. أتذوق كل الفنون الجميلة و اداب الشعوب.. أرفض منطق تحريم ما لا يضرّ أو منع ما ينفع أو تكفير أي تفكير حر فالردّ على ذلك يكون مشروعا إما بمقارعة الفكرة بفكرة لتبيان الصّواب، أو باللجوء إلى القانون و القضاء بالمعايير الدّولية الراهنة. (*) باحث تونسي في تاريخ الأفكار (المصدر » « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 11 ماي 2010)


العقل الأخلاقي العربي. 2 تأليف  المرحوم: د. عابد الجابري تلخيص وتقديم: جابر القفصي

 


[ وفاء لروح المفكر الكبير المرحوم عابد الجابري  ولمقاربته العلمية الطريفة والمعمقة، نواصل تقديم ملخصات موجزة ومبسطة  لبعض كتبه التي تمثل مشروعا نهضويا مكتمل الأركانن حتى نساهم في نشر هذا الفكر النقدي والعقلاني عند القارئ العربي والتونسي وهو افضل أحد سلاح لمقاومة التفاهة والتسطيح وقلة الوعي والبوس الثقافي.  وفي هذه الحلقة الثانية نتناول العقل الأخلاقي الصوفي والعقل الأخلاقي العربي .. جابر القفصي]     6\ العقل الأخلاقي في الموروث الصوفي: أخلاق الفناء وفناء الأخلاق   الفناء هي فكرة لا مرجعية لها في الموروث الاسلامي الخالص ولا في الموروث العربي الخالص، واذا كان الجانب العلمي من التصوف هو العرفان [ المعرفة بواسطة القلب : نور سرمدي يبعثه الله في قلب المؤمن]، فان الجانب العملي فيه هو الزهد أي الاعراض عن الدنيا. نحن اذن امام مفارقة: كيف يظهر تيار فكري واخلاقي له مواقف سلبية من الحياة في حضارة تعيش ريعان شبابها وتجني ثمار فتوحاتها وتتحول الى حضارة عالمية، خاصة وان الدين الذي قامت عليه هذه الحضارة  يبشر بقيم ايجابية نحو الحياة والمستقبل، وهو ما قامت عله اساسا الفتوحات؟ مثلما تبنت الدولة الاموية الأخلاق الكسروية لتحارب  به الحركات المعارضة الثائرة عليها، تبنت بعض الحركات الخارجة عن الدولة نفس سلاح المعارضة في ايران والمتمثل في اخلاق الفناء بعد ان البستها لباسا اسلاميا، واول من تزعم حركة التصوف هو حبيب العجمي الفارسي الذي تسمّى ب »القطب الغوث » وتصدق بماله كله والتزم العبادة، فلم  ير الا صائما او ذاكرا او مصليا، وصار من اكثر الناس بكاء، واصبح مستجاب الدعوة وصاحب كرامات، حتى لقّب ب »غوث البصرة ». فكان يرى بها يوم التروية[في الحج] ويرى بعرفات عشية عرفات. ان ما يهمنا في هذه الشخصية هي انها تجسد نموذجا فارسيا معروفا  هو نموذج الشخصية التي تترك الترف والمال والامارة والجاه وتصطنع الزهد والتصوف طلبا لمنزلة اكبر وحياة اوسع. ومن هذه النماذج التي ذاع صيتها، ابراهيم ابن الادهم [ت.161 هـ] الذي تحول من الجاه والامارة الى الزهد والتصوف. وكان يقول:  » ان الزهاد هم ملوك الآخرة، وان ملوك الدنيا هم اعزة في الدنيا، أذلة يوم القيامة، وانه لو علم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه من سعادة وسرور لقاتلونا عليه ». اذن هناك جري وراء الزعامة  المعنوية تحرّك ملوك الآخرة وهم لا زالوا في الدنيا، وذلك بإيهام الأتباع بامتلاك مفاتيح الآخرة والكرامات والخوارق. وهكذا تنتهي اخلاق الفناء عمليا لا نظريا الى الولاية التي هي ملك روحي وبالتالي مادي، لأن من يملك الأرواح يملك الأبدان. فالقطبية ليست شيئا آخر سوى الخلافة العظمى عن الحق مطلقا [ وهو معنى نجده عند الفرس] في جميع الموجود جملة وتفصيلا. ولعل المحن التي تعرض لها اهل الكوفة  من الحجاج بسبب مناصرتهم لعلي جعلتهم ينتقلون من المقاومة الايجابية الى المقاومة السلبية [زهد، بكاء، خوف] فأخذوا يملأون وقتهم بالعبادة وقراءة القرآن والذكر، فولد هذا الخوف الاجتماعي روحا انفرادية بعد ان فشلت الحركات الاجتماعية المقاومة في تغيير الاوضاعهلاهل . وهكذا اندمج الزهد في التشيع والتشيع في الزهد، ثم انفصل الزهد حين اشتد القمع وحل اليأس، فاعتزلوا السياسة وانقلب زهدهم تصوفا يتغذى من الموروث الفارسي الهرمسي. وكان اول من لقب بالصوفي في الكوفة هو جابر ابن حيان وكان من كوادر الشيعة. اما في البصرة حيث كان اكثر السكان من الجاليات الاجنبية، وحيث تفاقمت الليبرالية الاباحية  فكان الزهد رد فعل ضد اللاتدين. وقد أشار ابو الحسن البصري [ت. 110 هـ]الى تفشي الشذوذ الجنسي في احدى خطبه فقال:  » اعلم ان البصرة هي مهبط ابليس ومغرس الفتن » ولكن الرجل كان من مؤسسي تيار آخر للزهد يعتمد الموروث الاسلامي الخالص بعيدا عن الموروث الفارسي. يقول الهجويري « ليس التصوف  رسوما وعلامات ولكنه أخلاق »، ومن هنا استبدل لفظ علم الباطن والعبادة الباطنية بلفظ  » الأدب » الذي هو اجتماع خصال الخير. فالأدب عند المتصوفة هو اقوي شأنا وأعظم منزلة من العبادة. ومن لا أدب له لا شريعة له ولا إيمان ولا توحيد. وهناك ثلاثة أنواع من الأدب: أدب أهل الدنيا [الفصاحة والبلاغة]، وأدب أهل الدين [رياضة النفوس وتأديب الجوارح]، وأدب الخاصة [طهارة القلوب ومراعاة الإسرار]. ويقوم التصوف على قطع العلاقات مع المجتمع بوصفه مجالا للتنافس على الملذات، اما الأدب فهو سلوك  واعي ومنظم إزاء طرف آخر هو الشيخ والأصحاب، وهم رفاق الطريق الى الله. وللصحبة أربعة آداب وهي 1- مع الله 2- مع النفس 3- مع النظراء 4- مع الشيخ.  وصحبة من فوقك = خدمة، ومن دونك= رحمة، ومن هم نظرائك= ايثار. والمبدأ في ذلك هو « لا تصحب مع الله الا بالموافقة، ولا مع الخلق إلا بالمناصحة، ولا مع النفس الا بالمخالفة، ولا مع الشيطان الا بالعداوة ». المعم ان التصوف بدأ كموقف فردي وتحول سريعا الى ظاهرة اجتماعية تتطلب ارتباط بشيخ واحد والالتزام بسلوك واحد،  فشرط الصحبة هو ان تضع كل إنسان في درجته مثل الاحترام مع الشيوخ، والانبساط مع الأقران،  والشفقة مع الصغار. ولقد احتل التصوف في القرن الخامس هجري مكانة مرموقة ووزع الناس إلى فرق كل واحدة تدعي أنها الناجية. ويؤكد القشيري ضرورة الشيخ للمريد  وخضوع هذا الأخير له والتماس رضاه وطاعته بشكل مطلق طاعة ظاهرة بالجوارح وباطنة بالقلب، ويذهب الى درجة اعتبار أنّ حقوق الشيوخ [الأستاذين] لا توبة عنها وحقوق الله فيها التوبة.  وسلطة الشيخ لها مفعول حتمي [وكأن غضبه اشد من غضب الله]، ومن لم يكن له شيخ [أستاذ أو إمام] فإمامه الشيطان. اذن إن علاقة الشيخ بالمريد يكن تلخيصها في الفناء، فناء المريد في الشيخ حتى يحل الشيخ في المريد، حلول الله في الشيخ. إذن نحن أمام هيمنة واضحة للقيم الكسروية  في علاقة الشيخ بالمريد وكأنّ ملوك الآخرة هم ايضا ملوك الدنيا قبل الأخرى. ولقد وصل بهم الأمر إلى أن انتقلوا من الحرية التي بلغوها بفضل زهدهم [اخلاق الفناء] إلى فناء الأخلاق  وإسقاط التكاليف الشرعية.  والارتماء في بحبوحة الحرية،  حيث ينطلق المريد من الشعور الهائج بالذنب ليصل الى استثنائه من الذنب وحقه في المعصية والمتعة بدون حساب. وينتهي الخوف من العذاب إلى الاستثناء من العذاب، والخوف من الله إلى محبته  ومعصيته، والإقرار بالعبودية إلى التخلص من العبودية.   7\ الموروث العربي الخالص: أخلاق المروءة   لا شك أن ما يميز الثقافة العربية في العصر الجاهلي هي أنها كانت ثقافة أمية في الأساس وهذا لا يعني غياب الكتابة وأنما غياب الكتاب, ولقد كان  الشعراء والخطباء والناطقون بالأمثال والحكمة مؤلفين وناشرين للقيم, ويروى انه لما وقف أكثم ابن صيفي وكان أول المتكلمين أمام  كسرى  تعجب كسرى من قوله وقال له « ما أحكمك وأوثق كلامك » لأنه تكلم ببلاغة ونطق بجوهر الحكمة وهذا يدل على أن أدب اللسان جزء لا يتجزأ من أدب النفس وانه بالتالي قيمة ضرورية في نظام القيم آنذاك. ويمكن تلخيص القيمة المركزية في الموروث العربي الخالص ب » قيمة المروءة » وهي تذكر ضمن أخلاق طبقة الخاصة، وهو مفهوم اشتد رواجه في العصر الأموي [السلوك الارستقراطي]. وتجمع المروءة في الذهن العربي كل الخصال المحمودة وتمنع كل الصفات المذمومة، والكرم على رأس هذه الخصال، وعرفت العرب بالكرم لأن الإنسان لن يحمل معه شيئا إلى قبره، ولكن القيمة الثانية بعد المروءة وقبل الكرم هي قيمة  » الفتوة » وهي تحمل صفات جسمية [كمال الجسم والقوة] وأخرى معنوية [الكرم، الوفاء/ الحلم، حماية الضعيف، التواضع والميل الى الزعامة]. وصاحب الفتوة لا يحتاج إلى الحسب والنسب ومن هنا كنت فتوة الفقراء الصّعـلكة وفتوة الأغنياء الكرم. ولكن الصعاليك كانوا كرماء ونبلاء على الأقل مع الفقراء والمساكين. وحتى في الإسلام لم تندثر الفتوة وكان خالد ابن الوليد يلقب بفتى الفتيان، وكان الفتوة البغدادية يتناقشون فلسفيا واخلاقيا، فالفتى لا يزنى ولا يكذب ولا يهتك ستر امرأة. وحتى المتصوفة يقولون بقيمة الفتوة. وهي تعني عندهم الشجاعة والكرم والإيثار وحماية الضعيف ونكران الذات. فمن يخالف نفسه فهو فتى على الحقيقة » و « الشجاعة هي قمع النفس وهدم اللذات ». وكانت الفتوة هي القيمة المركزية عند الشباب والمروءة هي القيمة المركزية عند الكهول والشيوخ، ولكنهما تشتركان في جميع الخصال الحميدة. نلاحظ غياب لفظ المروءة في القرآن الكريم وحضور مكثف للفظ « التقوى »  والعكس صحيح في الجاهلية حيث الغياب التام للفظ التقوى والحضور الكبير للفظ المروءة، ومن هنا تبدو المروءة أهم من التقوى لأنها تتعلق بالأخلاق عامة، والتقوى أخص من المروءة لأنها تتعلق بالدين، وقد جاء رجل الى الرسول [ص] فقال يا رسول الله ألست أفضل قومي؟ فقال له « ان كان لك عقل فلك فضل، وان كان لك خلق فلك مروءة، وان كان لك مال فلك حسب، وان كان لك تقوى فلك دين ». وان كنا لا نستطيع عزل الأخلاق عن الدين، فانه يمكن التمييز بين أخلاق العقل وأخلاق الدين [أدب الدنيا وأدب الدين] وهو عنوان لكتاب أبي الحسن الماوردي ويتحدث فيه  في الفصل الخامس عن المروءة كقيمة مركزية في ادب النفس، حيث يقول « العقل يأمرك بالأنفع، والمروءة تأمرك بالأجمل » ويلخصها بعلاء الهمة وشرف النفس. إن المروءة إذن قيمة أخلاقية  مرموقة عند العرب، أي أنها سلوك اجتماعي محمود يقوم على مراعاة التقيّد بما يستحسنه الناس وتجنب ما يستقبحونه. وهذا يعني طبعا إن سلطة الجماعة هي المقيدة في شأن المروءة وليس سلطة العقل وان كان بعض مقوماتها يرجع إلى سلطة العقل كالعفة والنزاهة  وصيانة النفس. وعليه فالمروءة هي باختصار ملتقى مكارم الأخلاق ومن هنا كان شيخ القبيلة الجامع لصفات المروءة  كي يتحول إلى سيد القوم جميعا. فالمروءة هي الطريق المؤدية الى السؤدد الذي هو أسمى قيمة  اجتماعية في العربي الجاهلي, وهذه بالضبط هي نقطة ضعف المروءة حيث انها تتطلب  خصال ومعاناة كبيرة لا من اجل ذاتها، بل من اجل الرفعة والسؤدد والسيادة. إنها إذن مصدر السلطة المعنوية التي تنوب عن سلطة الدولة في مجتمع بلا دولة.  
[يتبع] جابر القفصي             في الحلقة الثالثة والأخيرة سنتناول: 8/ العقل في  الموروث الاسلامي و9/ العقل في اخلاق العمل الصالح  

التبلد العربي مقدمة للانتحار الجماعي!

فهمي هويدي ليست مشكلة غزة، لكنها مشكلة التبلد الذي ران على العالم العربي، بحيث صار يتذرع بالانقسام لينفض يده من القضية الفلسطينية وهي تصفى، ناسيا أنها إذا ضاعت ضعنا جميعا. (1) لماذا لا تسمح إسرائيل لسكان غزة باستيراد البقدونس؟ كان ذلك عنوانا لمقالة كتبتها صحفية محترمة هي أميرة هاس في صحيفة « هآرتس » يوم الجمعة الماضي 7/5. وعبرت فيما كتبته عن الدهشة والسخرية من قرار غريب أصدرته الحكومة الإسرائيلية بمنع إدخال البقدونس مع بعض المنتجات الأخرى إلى غزة (شملت القائمة الكزبرة والمربى والحلاوة والكمون واللحم الطازج والفاكهة المجففة. وسلعا أخرى مثل ألعاب الأطفال والدفاتر والصحف وشفرات الحلاقة).. وفي نفس العدد كتب جدعون ليفي منتقدا يهوديا شهيرا حائزا جائزة نوبل هو إيلى فيزيل، ومستغربا منه دعوته إلى استمرار احتلال الضفة الغربية، ومتمنيا عليه أن يطالب الرئيس أوباما بالتشدد مع الدولة العبرية، لا بالتراخي معها كما هي الحال الآن. لم أجد في صحفنا المصرية صدى للقرار الإسرائيلي الأخير بتوسيع نطاق الحصار لكي يشمل البقدونس والكزبرة والمربى… إلخ، لكن وجدت أن صحيفة « الأهرام » أبرزت على صفحتها الأولى يوم الاثنين 3/5 خبرا تحت عنوان يقول: حماس تبتكر ضرائب على زيارة المرضى والذهاب للبحر في غزة. وتحت العنوان تقرير تحدث عن قائمة الضرائب والرسوم التي فرضتها حكومة حماس على سكان القطاع ووصفت بأنها « إتاوات » و »غريبة ». وختم بالإشارة إلى أن « هذه الإجراءات (جاءت) نتيجة للسيطرة على شبكات الأنفاق من الجانب المصري، ومواجهة المهربين الذين كانوا يستخدمون الأنفاق في تهريب الأموال والبضائع من مصر إلى قطاع غزة ». المقابلة بين الموقفين تكشف عن مفارقة محزنة ومخجلة، فما نشرته « هآرتس » يفضح الحصار ويدين الاحتلال، أما ما نشرته « الأهرام » فلا ذكر فيه للحصار والاحتلال، لكنه يعبر عن الشماتة بحكومة حماس التي اضطرت في العام الثالث للحصار إلى أن تفرض على الناس ضرائب جديدة لتسير عجلة الحياة في القطاع، وفي الوقت ذاته اعتبر التقرير أن هذه الضائقة بمثابة « إنجاز » تحقق جراء الجهد المصري لإغلاق الأنفاق (لم يشر إلى دور السور الفولاذي الذي أقيم باتفاق أميركي إسرائيلي). يضاعف من الحزن والخجل أننا جميعا وقفنا متفرجين، في حين أن إحدى المنظمات الحقوقية الإسرائيلية هي التي تحركت، فتوجهت بطلب إلى المحكمة العليا احتجت فيه على قرار حظر إدخال السلع السابقة الذكر، وطلبت الاطلاع على المعايير التي يتم على أساسها اتخاذ قرارات من ذلك القبيل، لكن السلطات تذرعت في ردها بالأسباب الأمنية التي لم تشأ أن تفصح عنها (الحياة 8/5)، لكن صحيفة هآرتس نشرت تحقيقا صحفيا تحدث عن دراسة أجريت لتحديد الحد الأدنى المطلوب لكل فرد في القطاع، شملت قوائم بكمية الوحدات الحرارية والغرامات التي يصرح بها لكل مواطن وفقا للسن والجنس، وأغلب الظن أن هذه الدراسة تم الاعتماد عليها في تحديد كميات الأغذية التي يسمح بدخولها، بحيث يبقى الجميع عند حدود الكفاف، ولا يسمح لهم بأي نمو طبيعي. (2) الغريب أن كل ما تفعله إسرائيل في الفتك بالفلسطينيين وتصفية ملف القضية لم يعد يحرك شيئا في الدول العربية الرئيسية، فالحصار صار مقبولا ومؤيدا. في هذا الصدد لا أحد ينسى تلك الواقعة المشينة التي ذكرها أمير أورن المعلق العسكري لصحيفة هآرتس في تقرير أرسله من بروكسل ونشرته الطبعة العبرية للجريدة في 2/12/2008، وذكر فيها أن وزير خارجية لوكسمبرغ طلب من وزيرة الخارجية الإسرائيلية (وقتذاك) تسيبي ليفني بعد كلمة ألقتها أمام وزراء خارجية حلف الناتو رفع حصار غزة، وفتح المعابر الحدودية لأن الأوضاع الإنسانية في القطاع بالغة الصعوبة، فما كان من السيدة ليفني إلا أن طلبت من وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن يشرح للوزراء لماذا ينبغي أن يستمر معبر رفح مغلقا، وكانت المفاجأة أن الرجل أيد موقفها، وقال إن المعبر يجب أن يغلق « لدواع قانونية »، مشيرا إلى أن ذلك ما تفرضه اتفاقية المعابر الموقعة في عام 2005 بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والاتحاد الأوروبي. المخجل (لاحظ أننا غارقون في الخجل طوال الوقت) أن مراسل الصحيفة أمير أورن ذكر أنه بينما قال أبو الغيط هذا الكلام، فإن ممثل الخضر في الاتحاد الأوروبي دانى كوين بنديت (يهودي) هو الذي ندد في الاجتماع بسياسة القمع الإسرائيلية ضد الأطفال الفلسطينيين. أيضا لم يعد الاحتلال محلا للاستنكار ولا الحصار بطبيعة الحال. وعلى الملأ جرت عملية إقامة الجدار الفولاذي من حول غزة لإحكام الحصار، ولم يعد أحد يخجل من قيام الملحق العسكري الأميركي بتفقد عملية البناء، ولا من توجيه اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية الذي تمثله منظمة إيباك التحية لمصر على قيامها بتلك الخطوة « الشجاعة ». أما تهويد القدس والاستيلاء على بيوت العرب وهدم عشرات المنازل في حي الشيخ جراح واقتحام المسجد الأقصى، واستمرار الحفر الذي يهدد أساساته، هذه كلها أصبحت أخبارا عادية يقرؤها الناس بهدوء ولا مبالاة في صحف الصباح، مثلها في ذلك مثل أخبار التمدد الاستيطاني السرطاني وتهويد الضفة الغربية وإقامة السور العازل وسرقة الآثار الإسلامية وعمليات التصفية والاعتقال التي تتم بصفة دورية، وتضيف أعدادا جديدة إلى العشرة آلاف معتقل فلسطيني الموزعين على السجون الإسرائيلية. هذه الممارسات التي تتواصل بصفة يومية، وتؤدي إلى تآكل القضية الفلسطينية وطمس معالمها، لم يكن لها أي صدى من جانب الأنظمة العربية، هذا إن استثنينا البيانات البلاغية والتصريحات الصحفية الخجولة التي تطلق بين الحين والآخر من باب ستر العورة وذر الرماد في العيون. وبشكل عام، بوسعنا أن نقول إن الممارسات الإسرائيلية برغم ما اتسمت به من وحشية وفظاعة، لم تؤثر بالسلب على العلاقات القائمة بين إسرائيل والدول العربية، سواء كانت العلاقات رسمية ومعلنة أم سرية وغير معلنة، ومن المدهش أن تلك العلاقات بدأت تنمو وتتوسع، إذ فضلا عن التمدد الإسرائيلي في شمال أفريقيا والعراق، فقد اكتشفت أن ثمة زحفا إسرائيليا حثيثا على دول منطقة الخليج -فالأخبار متواترة عن وجود العشرات من الجنرالات الإسرائيليين السابقين، وضباط الموساد يقومون بالتدريب الأمني وإدارة بعض الشركات في عدة دول خليجية (هآرتس 18/9/2009) كما أنني سمعت ذات مرة من دبلوماسي أميركي تعبيره عن الأسف لقتل محمود المبحوح القيادي بحركة حماس في دبي، لا لشيء سوى أن العملية أثرت سلبا على « العلاقات الوثيقة » التي تربط بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية. وقد استوضحته حين فوجئت بكلامه، فأعاد الرجل العبارة على مسامعي، وبدا مستغربا لأنني لم أكن أعلم بذلك!- في الوقت ذاته فإن تلك الممارسات لم تحل دون أن يقوم بنيامين نتنياهو رئيس وزراء العدو بزيارة إلى مصر يلتقي خلالها مع الرئيس مبارك، ويقضى معه 90 دقيقة، وبعد العودة يصرح بنيامين إليعيزر وزير التجارة الذي رافقه لراديو إسرائيل بقوله إن الاجتماع كان « رائعا » وتصل به الوقاحة إلى حد وصف الرئيس المصري بأنه « كنز إسرائيل الإستراتيجي » وهو الوصف الذي تمنيت أن تحتج عليه مصر، لكن ذلك لم يحدث. (3) حين وضعت السلطات المصرية العديد من العقبات أمام قافلة « شريان الحياة » التي حملت المساعدات إلى قطاع غزة في آخر أيام شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، كان لتلك الأخبار وقع الصدمة على الأتراك، الذين كانوا مشاركين في الحملة بممثلين عن البرلمان والحكومة وفي زيارة أخيرة لتركيا وجدت أنهم يعدون لحملة إغاثة أخرى خلال الصيف تضم ثماني سفن وحدثني بعضهم عن دهشته وحيرته إزاء تفسير ما جرى في المرة الماضية، قائلين إنهم سيتجنبون المرور بالموانئ المصرية في المرة المقبلة حتى لا يتكرر ما حدث من قبل. وقالوا في هذا الصدد إن أعدادا غفيرة من الأتراك حين سمعوا بالعراقيل التي وضعتها السلطات المصرية أمام حملة شريان الحياة، خصوصا حين ذاعت بينهم أخبار عن تعرض الشرطة المصرية للمشاركين فيها، أحاطوا بالقنصلية المصرية في إسطنبول وهددوا باقتحامها إذا ما تعرضت عناصر الحملة للاعتداء. مثل هذا الغضب المختلط والدهشة شائع في أوساط الناشطين في العالم الإسلامي، ولدي رسائل عديدة معبرة عن تلك المشاعر أتلقاها عبر البريد الإلكتروني من إندونيسيين وماليزيين وباكستانيين خصوصا ممن يدرسون في أوروبا. ومما يحير هؤلاء أيضا أن جهود الإغاثة ودعوات المقاطعة الأكاديمية والفنية أو مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية نشطة وظاهرة في الدول الغربية، في حين أنها تتراجع وتخفت بمضي الوقت في العالم العربي. الملاحظة المهمة الجديرة بالرصد في هذا السياق أن العالم العربي في السنوات الأخيرة يزداد ابتعادا عن القضية الفلسطينية واقترابا من إسرائيل، في حين أن الرأي العام الغربي والأوروبي بوجه أخص يزداد وعيا بحقائق القضية وابتعادا عن إسرائيل وقد ظهر ذلك بشكل واضح عقب العدوان الإسرائيلي على غزة الذي فضحه وأدانه تقرير القاضي غولدستون على الصعيد الدولي، في حين تستر عليه في حينه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وساعد إسرائيل على الإفلات من الإدانة بسببه، كما لم تأخذه الحكومات العربية مأخذ الجد. لم يقف الأمر عند حد تراجع أولوية القضية وتقدم مسيرة التطبيع باسم ذرائع مختلفة، وإنما بدا أن تفكيك القضية والتفريط في ثوابتها أصبح أمرا ميسورا ومقبولا فثمة شبه توافق الآن على إمكانية التنازل عن الأرض بدعوى تبادل الأراضي، بحيث تبقى المستوطنات كما هي وتستأثر إسرائيل بالأرض الزراعية ومصادر المياه، وتعطي السلطة الفلسطينية مساحات مقابلة لها في صحراء النقب. وثمة تركيز واهتمام بالسلطة والدولة أكثر من الاهتمام بالأرض التي هي جوهر النزاع وثمة إقرار بالتنازل عن حق العودة والحديث الآن جار حول المقابل والبديل. وثمة شبه إجماع بين الدول العربية ورجال السلطة في رام الله على إدانة المقاومة واتهامها (تلك مشكلة غزة الحقيقية) الأمر الذي أفرز وضعا غاية في الغرابة بمقتضاه تم التنسيق الأمني بين السلطة وبين إسرائيل لملاحقة المقاومة وإجهاض عملياتها. (4) الأعجب والأخطر مما سبق هو ذلك التغيير الذي تلوح بوادره في الأفق العربي، وبمقتضاه تختفي صورة العدو الإسرائيلي، لكي تصبح إيران هي العدو الجديد. صحيح أن إسرائيل ما برحت تروج لذلك الادعاء (وهو أمر طبيعي) لكن الغريب في الأمر أن بعض الأطراف العربية صدقته وصارت تروج له بدورها. آية ذلك أنني قرأت في صحيفة « الشرق الأوسط » (عدد 13 أبريل/ نيسان الماضي) أن تجمعا عالميا شهدته العاصمة السعودية الرياض جدد التحذير من خطر برنامج التسلح الإيراني الذي تحيط أخطاره بالمنطقة بأسرها، وأخرجت التحذيرات تلك من خلال بحوث متخصصين في الطاقة النووية عددا من أوجه الأخطار النووية في ظل الأوضاع الراهنة التي تدور في المنطقة وأيد لقاؤهم وجود خطر واضح في البرنامج النووي الإيراني، الذي (يؤثر سلبا) على منطقة الخليج وتوازن القوى في المنطقة، وفقا لآراء المتخصصين وقد لاحظت أن هذه الندوة نظمها أحد مراكز البحوث السعودية بالتعاون مع مركز ستيمسون الأميركي. ومن المصادفات أنني دعيت لمناقشة الموضوع في إحدى المحطات التليفزيونية المصرية، ولكنني اعتذرت وقلت لمعد البرنامج الذي اتصل بي إنني لا أمانع في المشاركة في حالة ما إذا بدأنا بالحديث عن السلاح النووي الإسرائيلي لسبب جوهري هو أن ما يخص إيران هو احتمال يشيعه الأميركيون والإسرائيليون، أما السلاح النووي الإسرائيلي فهو حقيقة مسكوت عليها. حيث يطل المرء على الساحة العربية من علٍ، يجد أن العالم العربي يساق ذاهلا ومستسلما في طريق رسمه الأميركيون ليس فقط لتصفية القضية الفلسطينية وتمكين إسرائيل من تحقيق ابتلاع فلسطين ومحوها من الخريطة وإنما أيضا لينفتح الطريق بعد ذلك لإخضاع العالم العربي بأسره. وهي الجائزة الكبرى التي ينتظرها الطرفان على أحر من الجمر. إننا نساق إلى الانتحار بخطى حثيثة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 ماي  2010)

مصر وسورية تقاطعان قمة رؤساء دول البحر المتوسط في حال مشاركة ليبرمان

 


دار الحياة – اسعد تلحمي أفادت وسائل إعلام عبرية اليوم أن مصر وسورية أبلغتا كلا من أسبانيا وفرنسا أنهما ستقاطعان قمة رؤساء دول البحر المتوسط المزمع عقدها في برشلونة الشهر المقبل في حال شارك فيها وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان ضمن الوفد الإسرائيلي برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو. ويشارك في القمة قادة دول الاتحاد الاوروبي الـ 27 ووزراء خارجيتها. كما وجهت الدعوة لكل من تركيا وسورية ولبنان ومصر والمغرب وتونس والجزائر والأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية. وذكرت صحيفة « هآرتس » أن التهديد بالمقاطعة العربية للمؤتمر نقل إلى فرنسا بصفتها رئيسة « الاتحاد من أجل البحر المتوسط » الذي أقامه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل عامين لدعم مشاريع اقتصادية وعلمية وثقافية في الدول المشاطئة للبحر الأبيض المتوسط، وإلى أسبانيا التي تستضيف المؤتمر بصفتها الرئيس الدوري للاتحاد الاوروبي. وأضافت الصحيفة أن نتانياهو أكد رسمياً مشاركته في القمة لكنه يعتزم ضم ليبرمان إلى الوفد الإسرائيلي وهو ما يثير معارضة قوية من جانب الدول العربية التي تقاطع ليبرمان على مواقفه المتطرفة منها. وكانت فرنسا ألغت العام الماضي مؤتمراً لوزراء خارجية دول البحر المتوسط الذي كان مفروضاً عقده في اسطنبول وذلك بعد فشل الجهود الفرنسية لإقناع مصر بسحب معارضتها لمشاركة ليبرمان. وأكدت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى رسمياً أن الدول العربية، وعلى رأسها مصر وسورية، تهدد بعدم المشاركة « وهي تريد أن تتفادى الجلوس في غرفة واحدة مع ليبرمان أو أن يضطر أحد وزرائها لمصافحته أمام كاميرات الإعلام. وقدرت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيبلية أن يتم إلغاء القمة الوشيكة أو عقدها بمستوى تمثيلي منخفض بمشاركة سفراء معتبرة أن الإلغاء سيشكل صفعة للمبادرين (فرنسا) وللاتحاد الاوروبي كله. وأضافت أن الوزارة أبلغت ديبلوماسياً اسبانيا مسؤولاً عن ترتيب القمة زار إسرائيل أخيراً أن الأخيرة ترفض تلقي إملاءات من دول عربية بشأن مشاركة ليبرمان أو غيره من الشخصيات الإسرائيلية ضمن الوفد الإسرائيلي. وتوقعت المصادر أن يتناول وزير الخارجية الأسبانية ميغيل موراتينوس في زيارته إلى إسرائيل اليوم هذا الموضوع، وأنه سيتناوله أيضاً خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد بعد غد في دمشق ويحاول إقناعه بالمشاركة. وأشارت « هآرتس » إلى أن سحب التهديد السوري بعدم المشاركة سيمهد لمشاركتها وسائر الدول العربية في القمة. (المصدر » « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 12 ماي 2010)
 

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة والسلام على أفضل المرسلين
تونس في 30/4/2010 بقلم محمد العروسي الهاني الرسالة رقم 796على الأنترنات
 مناضل كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي كلمة حق

الواجب يفرض على كل مواطن نزيه التحري في المعلومة وخوف الله قبل كل شيء

إن الكاتب النزيه والإعلامي الناجح والمواطن العاقل وكل من يخاف يوم الوعيد.. يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم صدق الله العظيم.. يتحرى في نشر المعلومة ويدقق فيها قبل كتابتها.. خاصة التي تمس من كرامة وشرف أي مواطن.. سواء كان يتحمل مسؤولية أو وظيفة سامية أو مستثمر أم فلاح أو تاجر وكل أصناف المهن الشريفة.   وقبل أن نرجم بالغيب أي إنسان كيف أصبح مستثمر كبير أو صاحب أموال وشركات.. وقد يكون مسؤولا وفي مركز هام ذات سيادة أو مسؤولا جهويا ونكتب ضده ونرميه بأشياء ربما لا يتصف بها وهو بري من كل التهم أو استغلال النفوذ .. كما جاء في منبر كلمة.. “صعود نجل والي بسرعة”… و قع نشر هذا الخبر يوم 13/04/2010.   لا بد من التحري والدقة حتى نعرف بصدق وضع هذه العائلة منذ نشأتها منذ 30 سنة مضت.. فأم السيدة المصفار حرم السيد الوالي من عائلة ثرية رحمها الله وهي تحصلت على ورثة والدها رحمه الله مع شقيقتها.. والانطلاق كان على أسس متينة.. لذا واجب التحري وعدم اتهام الشرفاء وأصحاب الوفاء والأنفة.. و إن نجلها ابن السيد الوالي انطلق على أسس ثابتة.   صحيح أن الإنسان يسعى لمزيد الكسب بالحلال واستثمار ماله وتوسيع مشاريعه ولكن مصدر المال حلال.. وعلى الكاتب في منبر الكلمة ان يتأكد من المعلومة.   وصدق من قال: المسؤول دائما هو المستهدف للتهم و الإساءة.. وأكد لي صديق قديم  لو كان هذا الأمر يتعلق بغير ابن الوالي ما  اهتم به احد ؟؟؟؟؟؟؟   أما إبن الوالي فهو مستهدف لللأساءة والتضخيم واختلاق لاستغلال نفوذ والده وبدون تعليق؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أما في خصوص “كلمة” ليوم 27/04/2010 حول تذمر شخصيات من تصرفات الوالي وعدم استشارتهم حول القائمة البلدية.. فقلت منذ البداية أن الذي كتب يوم 13/04/2010 قصد الإساءة والتشويه.. وتزامنت كلمته في موسم الانتخابات التمهيدية للبلديات فإن الغاية واضحة؟؟؟؟؟؟؟   ولكن اعلم علم اليقين ان السيد والي المنستير المحترم يتمتع بسمعة ممتازة وعلاقته طيبة للغاية مع كل أبناء الولاية وكل المناضلين الكبار.. يحترمهم احتراما لا مثيل له.. وأبواب الولاية مفتوحة لهم وخاصة الإخوان الذين وردت أسمائهم ضمن العريضة.. وهناك تناقض واضح بين الواقع المعاش وبين ما برز في موقع “كلمة” يوم 27/04/2010     ملاحظة هامة   قال لي المناضل المرحوم محمد حفصة.. الوالي السابق وعضو مجلس المستشارين للمناضلين الكبار رحمه الله.. قال لي يوم 06/04/2007 إن ولاية المنستير أحبها الله ووهب لها والي مناضل يحترم المناضلين و المقاومين و يستشيرهم في كل الأمور المتعلقة بالحياة السياسية.. و هو من خيرة الولاة التي و قع اختيارهم و تعيينهم على راس ولاية المنستير   هذه كلمة حق في شان السيد خليفة الجبنياني والي المنستير حاليا   والله على ما نقول شهيد         قال الله تعالى « يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا » صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني 22 022 354

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.