الثلاثاء، 11 مارس 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2848 du 11.03.2008
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: الإضطهاد ..العابر للحدود..! عريضة مساندة للطلبة المعتقلين والملاحقين بسوسة لجنة دعم و مساندة و نصرة غزة و كل الأراضي الفلسطينية: ( صوتك أمانة و تعاطفك واجب ) عبدالله الزواري: تنديدا بالتواجد العسكري الأمريكي في المياه التونسية الجزيرة.نت: تونس تنفي اختطاف نمساوييْن على أراضيها وفيينا تتحرى الجزيرة.نت: أنباء عن وجود السائحين النمساويين المختطفين بالجزائر  ا ف ب: فيينا تحقق في ادعاء القاعدة خطف سائحين نمساويين آفاق : هل سيهدد تنظيم القاعدة « استقرار » تونس؟ النهار الجديد: سيناريو خطف السياح الأوربيين سنة 2003 يتكرر:  – خاطفو السياح النمساويين التحقوا بمنطقة الساحل السبيل أونلاين – التقرير الصحفي الأسبوعي التاسع إلياس قاسمي: قفصة مدينة النضال تستقبل أحمد نجيب الشابي – المحطة الثالثة من الحملة الانتخابية الرئاسية  هدى العبد لي: الجريمة والمقاربة الأمنية عبدالحميد العدّاسي: تونس الجميلة تكرم الجدّة نور الدين العويديدي: منانة « تكسر الدنيا » و »آفاق » تتبرأ من سلاطة لسانها النفطي حولة: رأي حر حول حرية المرأة بمناسبة العيد العالمي للمرأة سالم  الحداد: الهوية  في مواجهة الاستعمار قديما والعولمة حديثا الحبيب ستهم: غزة رمز العزة صحيفة « مواطنون »: تحذير قضائي دولي من التعذيب في تونس صحيفة « مواطنون »: نتائج اللقاء الأخير بين الجامعة العامة ووزارة التعليم العالي صحيفة « مواطنون »: وزارة التعليم العالي: إجراءات تمييزيّة ضدّ تونسيين صحيفة « مواطنون »: أصل الداء وباب البلاء برهان بسيس: «كلاسيكو» … «بلاستيكو»!! سامي براهم: ليطمئــن عقلـي (1 – 2)


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين ف رجا قريبا عاجلا- آمين  

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24- منير غيث

25- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 

قناة الحوار التونسي

الكلمة الحرة قوام الوطن الحر
تبث قناة الحوار التونسي في حصتها رقم132 المحاضرة التي القتها الدكتورة

رجاء بن سلامة

والنقاش الذي احتضنه منتدى التقدم لصحيفة الوحدة حول موضوع

الحجاب والعلمانية
   وذلك يومي الاربعاء 12 و الخميس 13 مارس 2008
انطلاقا من الساعة الثامنة مساء بتوقيت تونس

canal arcoiris tv

hotbird
freq.11541
polarisation vertical
symbol rate22000
موعدكم اليومي مع قناة الحوار الحوار التونسي
من الاثنين الى السبت على الساعة الثامنة مساء
ويوم الاحد على الساعة الواحدة بعد الزوال
ايمن الرزقي


 
“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 11 مارس 2008

الإضطهاد ..العابر للحدود..!

 

 
لا يزال السجين السياسي السابق فوزي البجاوي ( المقيم حاليا في إيطاليا )  محروما من حقه في تجديد جواز سفره و أصبح بالتالي محروما من العودة إلى وطنه و زيارة عائلته  بمدينة  منزل بورقيبة ،  علما بأن فوزي البجاوي  قد قضى عقوبة بالسجن لمدة 5 سنوات  خضع بعدها للمراقبة  الإدارية ثم تحصل ، بعد محاولات عديدة ، على جواز سفر وغادر البلاد التونسية إلى إيطاليا بصورة قانونية غير أن القنصلية التونسية بإيطاليا رفضت تجديد جوازه في جوان 2007 و كان جواب القنصل في المرات الخمس التي التقاه فيها  :  » الأمر ليس بيدي ..!  » و قد أكدت عائلته للجمعية أن والدته و ابنته قد اتصلتا مباشرة بوزارة الداخلية 4 مرات بعد توجيه عديد الرسائل مضمونة الوصول لرئاسة الجمهورية و إدارة الحدود و وزارة العدل ، و الجمعية إذ تطالب السلطات المعنية باحترام القانون الذي يفرض تمتع كل التونسيين على قدم المساواة بحقهم في استخراج و تجديد أوراق الهوية ووثائق السفر ، فهي تنبه إلى خطورة الإجراء المتخذ بحق فوزي البجاوي حيث يعني واقعيا حرمانه من العودة إلى بلاده ، ويخرق  بالتالي الفصل 11 من الدستور الذي ينص على أنه :  » يحجر تغريب المواطن عن تراب الوطن أو منعه من العودة إليه « . كما تجدد الجمعية دعوتها لإطلاق سراح جميع المساجين السياسيين و إنهاء نفي المئات من الملاحقين لأسباب سياسية و رفع المضايقات عن الآلاف من المسرحين . عن الجمعيـــــــــــة الرئيـــــس الأستاذة سعيدة العكرمي


 

عريضة مساندة للطلبة المعتقلين والملاحقين بسوسة

 
لأكثر من شهرين وأيام يتواصل سجن مجموعة من مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس: كريمة بوستة ، فوزي حميدات ، وائل نوار، محمد أمين بن علي ، أحمد شاكر بن ضي ، رشيد العثماني بالسجن المدني بالمسعدين، وإصدار بطاقات جلب في حق كل من: عبد الله الحاج علي ، مجدي حواس ، كريم حمادي ، جواهر بن مفتاح شنة ، عبد الواحد جابلي ، علي بن علي غابري ، زياد عبّاسي ، فريد سليماني ، مرواني الميغري.   ولقد وجهت إليهم من طرف قاضي التحقيق عدة تهم تمثلت في : » تعطيل حرية العمل وانتزاع ملك عقاري من يد الغير بالقوة والنهب الواقع من طرف جماعة بقوة علنية لمواد أكل طبق أحكام الفصول 255 و136 والفقرة الثانية 257 من المجلة الجزائية »  
في حين تعود الأسباب الحقيقية وراء هذه الاعتقالات والملاحقات إلى نضالا تهم النقابية المتمثلة في المطالبة بصرف المنح , تمكين طالبات السنة الثانية من المبيت , التسجيل الرابع، وقرار الطلبة بكلية الآداب بعد تأخر صرف المنح تناول الوجبات الغذائية بالمطعم الجامعي مجانا.  ومن ذلك فإننا كممثلي جمعيات ومنظمات وأحزاب سياسية ومناضلين بالمهجر : –  نحمل السلطة ما آلت إليه الأوضاع المادية و البيداغوجية في الجامعة و ندين ضربها لحق الطلاب في الدفاع عن مطالبهم المشروعة و محاصرتها للعمل النقابي الطلابي و تجريمها لممارسيه. –  نعبر عن مساندتنا الفعلية للنضالات الطلابية وعن حقهم في ممارسة أنشطتهم النقابية بكل حرية . –   نطالب السلطات التونسية بإطلاق سراح مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس المعتقلين فورا ، و الكف عن ملاحقة المطلوبين وإيقاف كل التتبّعات ضدهم جميعا. باريس في 11 مارس 2008 الرجاء من الراغبين في إمضاء هذه العريضة ومساندة طلبة سوسة إرسال اسمه وصفته إلى العنوان التالي : Hammami_l@yahoo.fr أو الاتصال بالرقم التالي :0626710091

 
قفصة في 09/03/2008 برقــــــــيّة مســـــــــاندة  
 
أيّها الأصدقاء الأعزّاء،   تواصلون اليوم تحرّكاتكم الشجاعة من أجل الحقّ في الشغل والكرامة منذ أكثر من شهرين، وإنّكم بذلك لا تشرّفون بلدتكم فقط بل تشرّفون كلّ بلادنا وشعبنا، ولأنّ قضيتكم قضيتنا وهمّكم هو همّنا، فإننا نهديكم إضراب جوع بيوم مساندة لنضالاتكم المدنيّة والمتحضّرة وتعبيرا عن وقوفنا المبدئي معكم من أجل حقوقكم المشروعة، وإنّنا واثقون أنّ إصراركم لن يضمن فقط مكتسبات هامة بل سيفتح آفاق أرحب للحركة الاجتماعية بتونس في الوقت الذي  تتركّز فيها يوما بعد يوم الخيارات الاقتصادية والاجتماعيّة المتوحشة بما تحمله من جشع وتفقير وتهميش.   نشدّ على أياديكم  ودامت نضالاتكم   الإمضاء:   – معزّ الزيدي                      – زكيّة عمروسية – عفاف بالناصر                   – غزالة محمّدي – فاهم بوكدّوس                    – الجمعي الزيدي – فتحي تيتاي                       – الهادي بنعاسي -عمّار عمروسية                  – حبيب التبّاسي


 
 

تونس في: 25 فيفري 2008

بيان اللجنة الوطنية لمساندة طلبة سوسة

08  مــارس 2008 اليوم العالمي للمرأة: يوم كريمـــة بوستــــة

تضـــــامنــا معها و مع طلبـــة سوســة الموقوفين

 

لأكثر من شهرين يتواصل سجن مجموعة من مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس: كريمة بوستة – فوزي حميدات – وائل نوار– محمد أمين بن علي – أحمد شاكر بن ضية  – رشيد العثماني بالسجن المدني بالمسعدين، كما صدرت بطاقات جلب في حق كل من: عبد الله الحاج علي – مجدي حواس – كريم حمادي – جواهر بن مفتاح شنة – عبد الواحد جابلي – علي بن علي غابري – زياد عبّاسي – فريد سليماني – مرواني الميغري.

لقد تطورت الأحداث بكلية الآداب بسوسة على خلفية مطالب الطلبة المتمثلة في: تمكين طالبات السنة الثانية من المبيت – التسجيل الرابع والمطالبة بصرف المنحة ، وقرار الطلبة بكلية الآداب بعد -تأخر صرف المنح – تناول الوجبات الغذائية بالمطعم الجامعي مجانا،و استغلت الإدارة والسلط ذلك الحدث لاستهداف نشطاء الإتحاد العام لطلبة تونس وأعضاء المجالس العلمية بالكلية  وتلفيق تهم خطيرة لهم تتمثل في « تعطيل حرية العمل وانتزاع ملك عقاري من يد الغير بالقوة والنهب الواقع من طرف جماعة بقوة علنية لمواد أكل » طبق أحكام الفصول 255 و136 والفقرة الثانية 257 من المجلة الجزائية.

و إذ تقدر اللجنة عاليا الإستجابة الواسعة للسادة المحامين الذين رافقوا الطلبة الموقوفين سواء لدى الشرطة العدلية أو لدى قاضي التحقيق أو بزيارتهم للسجناء أو بتقديم نياباتهم، فإنها تهيب بكل الأحزاب والمنظمات الديمقراطية والمستقلة وأصحاب الضمائر الحية لحشد المزيد من الدعم والمؤازرة لطلبة سوسة من أجل إطلاق سراح الموقوفين وإيقاف تتبع بقية المطلوبين حتى  يعودوا  إلى مقاعد الدراسة.

كما تدعو اللجنة إلى إضراب جوع يوم السبت 8 مارس 2008 تضامنا مع كريمة بوستة – ومع طلبة سوسة الموقفين والمطلوبين.

للمشاركة والمساندة يمكن الإتصال بـ:  

 

عن اللجنة

عبد الرحمان الهذيلي

 

 

 

قائمة المشاركين في اضراب الجوع التضامني مع الطلبة الموقوفين يوم 08 مارس 2008.

 

 

 

الاسم

الصفة

1-    رجاء الشامخ

2-    سالم خليفة

3-    مسعود الرمضاني

4-    فائزة البعزاوي

5-    سناء البعزاوي

6-    علي البعزاوي

7-    رضوان البعزاوي

8-    اماني عويشاوي

9-    ياسين عويشاوي

10-                      حافظ البعزاوي

11-                      فجرة محمد علي

12-                      بدرالدين شعباني

13-                      حاتم التليلي محمودي

14-                      سليم الراجدي

15-                      نجيب العكرمي

16-                      عثمان قراوي

17-                      محسن العامري

18-                      مراد العامري

19-                      حسن البعزاوي

20-                      حنان البعزاوي

21-                      امال البعزاوي

22-                      غزالة محمدي

23-                      عفاف بن ناصر

24-                      زكية عمروسية  

25-                      حسن بن عبد الله

26-                      فتحي تيتاي

27-                      الفاهم بوكدوس

28-                      عمار عمروسية

29-                      الهادي حمدة

30-                      وليد معط الله *

31-                      رحاب تومي *

32-                      فادية سعيدي *

33-                      اميرة رداوي*

34-                      جهاد بوساحة *

35-                      رشاد محمدي *

36-                      رشاد محمدي*

37-                      محمود سلطان *

38-                      حسام عمروسية*

39-                      محمد سليماني *

40-                      زائل قمودي *

41-                      بلال بكاري *

42-                      الفة ظاهري*

مناضلة نسوية – باريس

حقوقي – سوسة

ناشط حقوقي – القيروان

ممرضة – ناشطة نسوية

تلميذة – ناشطة حقوقية

تاجر – ناشط حقوقي

موظف – ناشط حقوقي

تلميذة – ناشطة حقوقية

تلميذ – ناشط حقوقي

فلاح – ناشط حقوقي

 

فلاحة – ناشطة حقوقية

طالب – نقابي

طالب-  نقابي

طالب – نقابي

طالب – نقابي

طالب – نقابي

طالب – نقابي

طالب – نقابي

عامل – ناشط حقوقي

طالبة – نقابية

تاجرة – حقوقية

موظفة – حقوقية

لجنة المعطلين عن العمل

لجنة المعطلين عن العمل

لجنة المعطلين عن العمل

موظف – ناشط حقوقي

مراسل قناة الحوار – ناشط حقوقي

سجين سياسي سابق – ناشط سياسي

معلم – ناشط حقوقي

طالب – نقابي

طالبة – نقابية

 

طالبة – نقابية

طالبة – نقابية

طالبة – نقابية  

طالب – نقابي

طالب – نقابي

طالب – نقابي 

طالب – نقابي

طالب – نقابي

طالب – نقابي

طالب – نقابي

طالب – نقابي

43-                      فريال قاسمة*

44-                      ناظم عبد اللي *

45-                      بسام جوادي *

46-                      عماد فاضل *

47-                      فاتن بن خليفة*

48-                      ناظم عبد اللي *

طالبة – نقابية

طالب – نقابي

طالب – نقابي

طالب – نقابي

طالبة – نقابية

طالب – نقابي 

 

* ينجز اضراب الجوع بالنسبة لهؤلاء الطلبة بكلية العلوم – قفصة 

 


لجنة دعم و مساندة و نصرة غزة و كل الأراضي الفلسطينية

( صوتك أمانة و تعاطفك واجب )

بعد الاعتداء الصهيوني الغاشم على قطاع غزة و ما انجر عنه من قتل للأطفال و النساء و الرضع و الشيوخ و تدمير للبنية التحتية و شن حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني الصامد من طرف الكيان الصهيوني الغاصب ، و قد فاقت بشاعة جرائم العدو جرائم النازيين في الحرب العالمية الثانية يتم ذلك كله في ظل صمت رسمي رهيب و تعتيم إعلامي كبير. في ظل هذا الاستهتار بأرواح الفلسطينيين و بمشاعر الأمة تتنزل مبادرتنا لتكوين لجنة لدعم و مساندة و نصرة الشعب الفلسطيني و ذلك: –       بالدعوة لمقاطعة البضائع الصهيونية و الأمريكية بكل الأشكال المتاحة. –       مراسلة كل هياكل المنتظم ألأممي و الأمين العام للأمم المتحدة و مجلس الأمن و الجمعية العامة و الاتحاد الأوربي و البرلمان الأوربي و محكمة العدل الدولية و محكمة جرائم الحرب و الجامعة العربية و منظمة المؤتمر الإسلامي و الاتحاد الإفريقي و دول جنوب شرق آسيا و رابطة دول جنوب أمريكا . –       العمل بكل طاقتنا لفضح هذه المجازر و التنديد بها إعلاميا من أجل كسر جدران التعتيم و استئصال حالة العزل التي تعيشها الأمة. –       طلب محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة و من يقف وراءهم. –       الإمضاء على عريضة المساندة و الدعم و النصرة. منسقا اللجنة: زهير مخلوف        21.288.299               zouhairmakhlouf@yahoo.fr           عمر القرايدي       21.371.518                graidi_amor@yahoo.fr
  الاسم و اللقب الصفة الهاتف أو البريد الالكتروني 1 الأستاذ محمد النوري رئيس حرية و إنصاف 22821225 2 زهير مخلوف ناشط حقوقي zouhairmakhlouf@yahoo.fr 3 عمر القرايدي ناشط حقوقي graidi_amor@yahoo.fr 4 حمزة حمزة ناشط حقوقي map5a3@yahoo.fr 5 فريد خدومة شاعر و روائي feridkhaddouma@yahoo.fr 6 الأستاذ طارق النوري محامي nourtar@yahoo.fr 7 قادري زروقي مؤسس موقع و منتدى الحوار نت info@alhiwar.net 8 السيد المبروك عضو بجامعة PDP نابل mabrouk.saied@gmail.com 9 فوزي قاره علي سجين سياسي سابق  10 سعيد الجازي عضو بجامعة PDP نابل  11 عبد الحميد العداسي لاجىء سياسي الدانمرك abouyimmk@yahoo.fr 12 خميس الماجري المشرف العام على موقع تونس المسلمة mejrikhemis@yahoo.fr 13 أنور مديمغ اقتصادي – سويسرا a.mdimagh@fluritreuhand.ch 14 الحبيب اللوز سجين سياسي سابق  15 حمادي الجبالي سجين سياسي سابق  16 زياد الدولاتلي سجين سياسي سابق  17 محمد براهمي سجين سياسي سابق  18 عدنان بوزاية تاجر adnenbouzaya@yahoo.fr 19 الحبيب لعماري لاجىء سياسي و ناشط حقوقي lamariha@googlemail.com 20 يوسف النوري ناشط حقوقي و سجين سياسي سابق  21 زبير الشهودي سجين سياسي سابق  22 شكري الشلواطي سجين سياسي سابق  23 مراد النوري صاحب مؤسسة  24 الأستاذة هادية ليلى النوري محامية  25 ابراهيم نوار سجين سياسي سابق  26 فريد خدومة شاعر و كاتب و سجين سياسي سابق  27 معز الجماعي ناشط حقوقي  28 الأستاذ مصطفى صادق المنيف محامي  29 عبد الله الزواري صحفي  30 أحمد زكريا الماقوري ناشط سياسي  31 منصف بلهيبة ناشط سياسي  32 عمر راشد سجين انترنت سابق  33 حسين راشد والد سجين سابق  34 عبد الغفار بن قيزة سجين أنترنت سابق  35 محمد بن قيزة والد سجين سابق  36 عمار بو ملاسة ناشط سياسي  37 محمد فرج الله سجين سياسي سابق  38 فاروق النجار ناشط حقوقي  39 محمد القلوي سجين سياسي سابق  40 حليم شعبان سجين سياسي سابق  41 حمادي شلابية سجين سياسي سابق  42 محمد الحمروني صحفي و ناشط حقوقي  43 عبد الكريم الهاروني الكاتب العام السابق UGTE  44 الطاهر الحرزي ناشط حقوقي  45 حسين بن عمر ناشط سياسي  46 حسين الجلاصي سجين سياسي سابق  47 حسونة النايلي سجين سياسي سابق  48 إكرام بن حميدة سجين سياسي سابق  49 ماجدة المدب ناشطة حقوقية  50 عماد منصور سجين سياسي سابق  51 جلال بدر ناشط سياسي   52 خالد بوجمعة ناشط حقوقي و سياسي  53 نجيب الكريفي سجين سياسي سابق  54 محمد لطفي الرزقي سجين سياسي سابق  55 عبد اللطيف الطرابلسي سجين سياسي سابق  56 منذر لوصيف سجين سياسي سابق  57 علي النفاتي سجين سياسي سابق  58 رفيق بن قارة سجين سياسي سابق  59 محمد ساسي سجين سياسي سابق  60 نهى البوكادي ناشطة حقوقية  61 محمد محجوب سجين سياسي سابق  62 محمد مخلوف سجين سياسي سابق  63 مروان المؤدب ناشط حقوقي  64 محرز بن همام ناشط سياسي  65 عبد الملك الحاجي ناشط حقوقي  66 محسن الشمنقي سجين سياسي سابق  67 محمد بن رمضان سجين سياسي سابق  68 محمد شعبان ناشط سياسي  69 المولدي الغول سجين سياسي سابق  70 منصف بن سليمان نقابي  71 مراد اليعقوبي ناشط سياسي ح د ت  72 معز بن منى ناشط سياسي ح د ت  73 زينب الشبلي ( أم خالد ) ناشطة حقوقية  74 جميلة عياد ( أم ماهر ) ناشطة حقوقية و أم شهيد و سجين  75 فاطمة عوجي  زوجة سجين سياسي سابق  76 فتحي الورغي سجين سياسي سابق  77 توفيق العسكري سجين سياسي سابق  78 الصادق العرفاوي سجين سياسي سابق  79 فتحي الماجري  سجين سياسي سابق  80 محمد المنصف الطريقي سجين سياسي سابق  81 نسيبة القرايدي تلميذة  82 تيسير القرايدي تلميذة  83 الأستاذة إيمان الطريقي محامية متمرنة  84 محمد المنصف الورغي مدرب و سجين سياسي سابق  85 محمد الطاهر القرايدي متقاعد  86 عبد القادر الجرادي سجين سياسي سابق 24.658.441 87 إدريس الشهودي ناشط سياسي 95.544.620 88 أحمد العويلي ناشط سياسي 24.261.937 89 بشير الغريسي ناشط سياسي 97.016.020 90 محمد بوعلام نقابي 95.628.946 91 جمال بركات  ناشط سياسي 98.263.783 92 محمد الصغير سجين سياسي سابق 97.604.640 93 فائزة الراهم  ناشطة سياسية 22.563.137 94 الحبيب ستهم ناشط سياسي  22.601.697 95 فيصل بسيس ناشط سياسي  96 منير الجلاصي ناشط سياسي  97 محمد رمضان ناشط سياسي  98 رحاب بو جمعة تلميذة  99 سامية العلوش ناشطة حقوقية  100 محمد علي بن عيسى ناشط حقوقي  101 محمد الهادي بن سعيد ناشط حقوقي  102 عبد الجبار المداحي ناشط سياسي و حقوقي  103 إلياس منصر ناشط سياسي  104 أشرف بن سليمان تلميذ  105 ياسين البجاوي ناشط سياسي  106 فتحي بن بشير ناشط سياسي  107 حبيب حمدي ناشط سياسي  108 هشام البجاوي ناشط سياسي  109 لمية الدريدي ناشطة سياسية  110 خالد بوحاجب ناشط سياسي  111 بشير المناعي ناشط سياسي  112 نور الحق بن الشيخ سجين رأي سابق  113 علي الصنهاجي ناشط سياسي  114 بشير الجميلي ناشط سياسي  115 معز الغرسلي ناشط سياسي  116 محمد زياد بن سعيد  طالب إسلامي Zaydoun2020@hotmail.com 117 نزار بن حسين ناشط سياسي  118 نجم الدين الصنهاجي  ناشط سياسي  119 شكري رجب سجين سياسي سابق  120 علي الوسلاتي ناشط حقوقي  121 حمادي الغربي سجين سياسي سابق  122 عثمان الجميلي ناشط حقوقي و سياسي  123 محمد الغربي سجين سياسي سابق  124 طارق السوسي ناشط حقوقي و سياسي  125 راشد ناصري ناشط سياسي  126 عبد الوهاب الكافي سجين سياسي سابق  127 محمود الدقي دكتور كيمياء سجين سياسي سابق  128 منجي بن صالح    129 سعاد القوسامي أستاذة و ناشطة حقوقية oumsamed@yahoo.fr 130 اسماعيل الكوت أستاذ فلسفة elkoutismail@yahoo.fr 131 عامر عياد إعلامي Elhakika86@gmail.com 132 عارف معالج  أستاذ تعليم عالي Aref_maalej@voila.fr 133 محمد هشام بوعتور صيدلي/ فرع الرابطة – توزر Bouattourmhichem@yahoo.fr 134 منية القارصي صيدلانية /فرع الرابطة – توزر  135 الأستاذ مصطف صادق المنيف محام  136 جمال رحماني طالب مرحلة ثالثة 21.564.390

 

 

توضيح
نشرت تونس نيوز بتاريخ  10-03-2008مقالا بعنوان « وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وزارة التسويف والعقاب الجماعي؟؟؟ » بامضاء مراد رقية ولقد كانت نشرت هذا المقال قبل ذلك بيومين ولكن بعنوان آخر وهو »جلسات تفاوض أم جلسات استماع  » وتحت إمضاء عبدا لسلام الككلي وهو الكاتب الحقيقي للنص مع العلم أن المقال نشر بإمضاء صاحبه في العدد الأخير لجريدة الموقف بتاريخ 07-03-2008. ويمكن التأكد من ذلك بالعودة إلى موقع الجريدة الالكتروني مع العلم أن كاتب المقال هو الكاتب العام لنقابة كلية الآداب بمنوبة وهو معروف لدى أغلب الجامعيين النقابيين باهتمامه بالشأن النقابي  ولئن كنا نجهل تماما كاتب المقال الذي لا نتوقع أبدا انه جامعي فإننا ندعو المشرفين على موقع تونس نيوز بكل احترام للجهد الذي يقومون به إلى مزيد التحري عندما تصلهم مقالات بمضمون واحد وأسماء مختلفة  .نرجو نشر هذا التوضيح وشكرا               
عيدالسلام الككلي

تجمع حوالي 25 ناشطا حقوقيا و مناضلا سياسيا فوق الجسر المتحرك لمدينة بنزرت للتنديد بتواجد بارجة أمريكية بميناء بنزرت رافعين شعارات : لا بوارج أمريكية في المياه التونسية بالروح بالدم نفديك يا غزة لا مصالح أمريكية على الأراضي التونسية Go home you are not welcome Where are the human rights in gaza ? US democracy= war, blood , terror و قد قام البوليس السياسي الذي تواجد بكثافة بالتقاط صور للمتجمعين فوق الجسر كما انطلق زورق مطاطي أمريكي من البارجة و مر تحت الجسر و قام بالتقاط صور للمتواجدين فوق الجسر و عاد أدراجه لقاعدته علما بأن البارجة قد تواجدت في المياه التونسية و بالتحديد في ميناء بنزرت منذ يوم الأحد 09/03/2008.  


بسم الله الرحمان الرحيم 

تنديدا بالتواجد العسكري الأمريكي في المياه التونسية

 

تنديدا بالتواجد الأمريكي بالمياه التونسية تجمع العشرات من ناشطي المجتمع المدني و من المناضلين السياسيين  فوق الجسر المتحرك الذي يربط مدينة بنزرت بجرزونة، رافعين شعارات مختلفة تصب كلها في سياق الممانعة و المقاومة        و الرفض للتسهيلات الممنوحة للأمريكان في المياه و المواني التونسية…كان هذا اليوم الثلاثاء على الساعة الثانية عشرة زوالا..و قد حضر البوليس السياسي بكثافة …البارجة الأمريكية في المياة الإقليمية التونسية و تتوجه إلى مياء بنزرت الآن..   عبدالله الزواري الثلاثاء 11مارس 2008 الساعة الثانيةعشرة و عشرين دقيقة زوالا

بسم الله انتهاء التجمع التنديدي فوق جسر بنزرت

 

 
أثناء تجمع ناشطي المجتمع المدني ببنزرت فوق الجسر المتحرك الرابط بين مدينة الجلاء و جرزنة اليوم الثلاثاء زوالا      ( 11مارش2008) رفع المتجمعون شعارات عديدة بالعربية و الانكليزية، منها: –         لا بوارج أمريكية في المياه التونسية –         لا مصالح أمريكية على الأراضي التونسية –         بالروح بالدم نفديك يا فلسطين –         بالروح بالدم نفديك يا غزة كما كانت هناك شعارات مكتوبة منها:   Go home you are not welcome Where are the human rights in Gaza? Us democracy= war, blood, terror   و قد بادر البوليس السياسي التونسي إلى تصوير المتجمعين فوق الجسر، و فعل الأمريكان نفس الشيء من البارجة التي كانت راسية[1] على بعد قرابة مائتي متر في الميناء حينذاك، و لمزيد من الاستفزاز انطلق قارب مطاطي من الميناء في اتجاه الجسر المتحرك لأخذ بعض الصور ثم عاد أدراجه إلى قاعدته.. لم يتبين المنددون هوية القارب لكونه لا يحمل راية محددة، فقد يكون تونسيا كما يمكن أن يكون أمريكيا.. و لم يتخلف بعض المارة من استعمال هواتفهم الجوالة لأخذ بعض الصور لهذا الحدث الذي خرج عن المألوف… تعددت الجهات الملتقطة للصور كما تعددت الأهداف من ذلك، فإن كان المواطن البسيط المار من هناك اعتبر هذا التجمع خارجا عن المألوف و الروتين فأراد تخليد ذلك عن طريق هاتفه الجوال، فإن الأمريكان قد يعدون مثل هؤلاء المنددين « إرهابيين بالقوة » لذلك وجب الحذر و جمع ما يمكن من الصور عنهم..[2]   عبدالله الزواري جرجيس في 11مارس 2008 الواحدة زوالا [1] – لم تكن البارجة في المياه الإقليمية التونسية في اتجاه المينا كما ذكرت في البيان السابق بل كانت راسية في ميناء بنزرت فوجب التصحيح. [2] – تنشر لاحقا بعض الصور عن التجمع إن شاء الله

 


على هامش الحوار (*)

  فعلا، حقّقنا التعدّدية على الساحة السياسية… وهذا يعتبر في حدّ ذاته مفخرة للجمهورية التونسية. لا أحد ينكر هذه الحقيقة… لا في بلادنا ولا في البلدان الشقيقة والصديقة. وصرنا نقرأ بلاغات الأحزاب في الجرائد ونسمعها في التلفزة والإذاعة!… … إنما – قولوا لي – ماذا عارضت المعارضة إلى حد الساعة؟!!«   محمد قلبي   (*) حول التعددية في تونس… إلى أين؟   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 مارس 2008)  

 
 

تونس تنفي اختطاف نمساوييْن على أراضيها وفيينا تتحرى

     

نفت السلطات في تونس أن تكون عملية اختطاف سائحين نمساويين قبل أيام تبناها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد جرت داخل التراب التونسي. في الأثناء قالت وزارة الخارجية النمساوية إنها تحقق في تبني القاعدة لعملية الاختطاف، مشيرة إلى أن هذا الإعلان هو الوحيد الذي يذكر هذه الفرضية.   وقال بيان للحكومة التونسية « إلى حد الآن ليس هناك أي عناصر يمكن أن تثبت أن المواطنين النمساويين موجودان على التراب التونسي أو أنهما قد اختطفا داخل الحدود التونسية ».   وباشرت السلطات التونسية منذ بلغتها معلومات حول اختفاء النمساويين عمليات بحث وتمشيط مكثفة بالطائرات والسيارات العسكرية للمناطق الصحراوية التي زارها السائحان وهما فولفغانغ آبنر (51 عاما) وزوجته أندريا كلويبر (43 عاما).   وقال مصدر رسمي تونسي إن « آخر التحريات أظهرت أن السائحين توغلا بسيارتهما رباعية الدفع إلى اتجاه خارج الحدود التونسية » في إشارة إلى الجزائر التي يرابط بها تنظيم القاعدة. وتابع أنه « لا خوف على سلامة وأمن ملايين السياح الأوروبيين الذين يزورون تونس سنويا ».   وكانت الجزيرة بثت تسجيلا صوتيا لرجل عرف نفسه باسم صلاح أبو محمد وقال إنه متحدث باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي وذكر أن الجماعة هي التي اختطفت الرهينتين وأنها ستعلن قريبا شروطها للإفراج عنهما.   وقال أبو محمد إنهما ممرضة ومستشار ونطق نفس الاسمين لكن بلهجة عربية، فيما ألمح بيان للجماعة إلى أنهما قد يكونان محتجزين في الجزائر المجاورة.   تحذير   وحذرت الجماعة في بيان منفصل من أي تحرك عسكري من طرف الدولة الجزائرية لتحرير المختطفين لأن ذلك « سيعرض حياتهما للخطر ».   وصنفت خارجية النمسا كلوبير وآبنر في خانة المفقودين, وقالت إنها تتحقق من التقارير التي تحدثت عن خطفهما.   كما شكلت خلية أزمة مع وزارة الداخلية, وقالت إنها طلبت نسخة من التسجيل من قناة الجزيرة لتحليله. كما أكدت أنها لم تتلق أي اتصال ممن أعلنوا تبنيهم الاختطاف.   من جهة أخرى التقى السفير النمساوي في تونس مسؤولي الخارجية التونسية لبحث أمر السائحين اللذين أعلنت النمسا أنهما مختفيان منذ نهاية الشهر الماضي.   وخطف تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي -الذي حمل حتى فبراير/ شباط من العام الماضي تسمية الجماعة السلفية للدعوة والقتال- 32 سائحا أوروبيا في صحراء الجزائر عام 2003 نصفهم ألمان, حرروا جميعهم.   وتمتد الحدود بين تونس والجزائر لمسافة بنحو 1000 كيلومتر. وتحكم السلطات التونسية مراقبة هذه الحدود تحسبا لتسلل عناصر مسلحة متشددة إلى البلاد.   ولم تشهد تونس -التي تعرف مقصدا هادئا لنحو ستة ملايين سائح سنويا- عمليات خطف سياح سابقا, لكن 21 شخصا بينهم 14 ألمانيا وفرنسيان قضوا في 2002 في تفجير انتحاري استهدف معبد « الغريبة » الذي يزوره آلاف اليهود سنويا في جزيرة جربة.   كما شهدت تونس في أواخر العام 2006 اشتباكات بين الأمن وعشرات من المقاتلين المحسوبين على الجماعة السلفية الجزائرية قتل خلالها 14 شخصا.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 11 مارس 2008 نقلا عن وكالات الأنباء)  

أنباء عن وجود السائحين النمساويين المختطفين بالجزائر

   

 
ذكرت صحيفة النهار الجزائرية أن السائحين النمساويين اللذين قال تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إنه خطفهما في تونس الشهر الماضي موجودان في الجزائر.   وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر جزائرية إن السائحين فولفغانغ آبنر (51 عاما) وأندريا كلويبر (43 عاما) اللذين اختطفا يوم 22 فبراير/ شباط الماضي موجودان في منطقة تقع بين تبسة ووادي سوف شرقي البلاد.   ونسبت الصحيفة لنفس المصادر قولها إن المجموعة (الخاطفين والسائحين) اجتازت الحدود بين تبسة ووادي سوف، وإن البحث مستمر لتحديد مكانهم وتطويقهم بهدف التفاوض معهم. غير أنه لم يتسن التأكد من هذه المعلومات من مصدر رسمي.   وكانت الجزيرة بثت مقاطع من تسجيل صوتي لرجل عرف نفسه باسم صلاح أبو محمد وقال إنه متحدث باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وذكر أن القاعدة هي التي اختطفت الرهينتين وأنها ستعلن قريبا شروطها للإفراج عنهما.   وقال أبو محمد إن المختطفين هما ممرضة ومستشار، ونطق أسماءهما بلهجة عربية.   وألمح التتظيم في بيان إلى أنهما قد يكونان محتجزين في الجزائر، وحذر في بيان ثان من أي تحرك عسكري من طرف الدولة الجزائرية لتحرير المختطفين لأن ذلك « سيعرض حياتهما للخطر ».   تونس تنفي والنمسا تحقق   وكانت تونس نفت أن تكون عملية الاختطاف قد جرت داخل أراضيها حيث أكد بيان للحكومة أنه « إلى حد الآن ليس هناك أي عناصر يمكن أن تثبت أن المواطنين النمساويين موجودان على التراب التونسي أو أنهما قد اختطفا داخل الحدود التونسية ».   ورغم ذلك باشرت السلطات منذ بلغتها معلومات عن اختفاء النمساويين عمليات بحث وتمشيط مكثفة بالطائرات والسيارات العسكرية للمناطق الصحراوية التي زارها السائحان.   وقال مصدر رسمي تونسي إن « آخر التحريات أظهرت أن السائحين توغلا بسيارتهما رباعية الدفع اتجاه خارج الحدود التونسية » في إشارة إلى الجزائر.   من جهتها، بدأت النمسا تحرياتها وتحقيقاتها حول صحة اختطاف مواطنيها، في حين صنفتهما خارجيتها في خانة المفقودين وشكلت خلية أزمة مع وزارة الداخلية وطلبت نسخة من التسجيل من قناة الجزيرة لتحليله، وأكدت أنها لم تتلق أي اتصال ممن أعلنوا تبنيهم الاختطاف.   وتمتد الحدود بين تونس والجزائر لحوالي ألف كيلومتر، وتحكم السلطات التونسية مراقبة هذه الحدود تحسبا لتسلل عناصر مسلحة إلى البلاد.   يذكر أن تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي -الذي حمل حتى فبراير/ شباط من العام الماضي تسمية الجماعة السلفية للدعوة والقتال- كان قد خطف 32 سائحا أوروبيا في صحراء الجزائر عام 2003 نصفهم ألمان, حرروا جميعهم.   ولم تسجل في تونس التي تعتبر مقصدا لنحو ستة ملايين سائح سنويا، عمليات خطف سابقا, لكن 21 شخصا بينهم 14 ألمانيا وفرنسيان قضوا في العام 2002 في تفجير انتحاري استهدف معبدا يزوره آلاف اليهود سنويا في جزيرة جربة.   كما شهدت تونس في أواخر 2006 اشتباكات بين الأمن وعشرات من المقاتلين المحسوبين على الجماعة السلفية الجزائرية قتل فيها 14 شخصا.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 11 مارس 2008 نقلا عن وكالات الأنباء)  

فيينا تحقق في ادعاء القاعدة خطف سائحين نمساويين

 
فيينا (ا ف ب) – اعلنت وزارة الخارجية النمساوية انها تحقق في اعلان تنظيم القاعدة في المغرب العربي تبني خطف سائحين نمساويين اعتبرا مفقودين منذ شباط/فبراير الماضي في تونس.   وقال المتحدث باسم الخارجية النمسوية كارتي غارتنر « سنقوم بدرس شريط الفيديو والتبني لمعرفة نسبة مصداقيتهما ». واضاف المتحدث انه حتى الان فان هذا الشريط الذي بثته قناة الجزيرة هو الوحيد الذي يذكر فرضية خطف السائحين.   وكان المسؤول الاعلامي في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي صلاح ابو محمد اعلن في تسجيل بثته قناة الجزيرة الفضائية القطرية الاثنين مسؤولية التنظيم عن « اختطاف سائحين نمساويين في 22 شباط/فبراير. والرجل مستشار اسمه ولفغانغ ابنر والمرأة ممرضة اسمها اندريا كلويبر وهما في صحة جيدة ويعاملان معاملة حسنة ».   من جهتها شككت تونس بتعرض السائحين للخطف اثر اعلان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي تبنيه لعملية خطفهما مؤكدة انها اجرت عمليات بحث برية وجوية عنهما بلا جدوى.   وقال مصدر رسمي تونسي معبرا عن موقف الحكومة « حتى الساعة ليس هناك اي عنصر يسمح بتاكيد ان المواطنين النمساويين موجودان حاليا على الاراضي التونسية او انهما خطفا داخل الحدود التونسية ». واوضحت السلطات التونسية انها اجرت بلا جدوى « عمليات بحث مكثفة ومشطت المنطقة بوسائل برية وجوية منذ ابلاغها » باختفاء السائحين النمساويين.   واكد المصدر الرسمي ان « السائحين قد يكونان اجتازا الحدود التونسية بتوغلهما في عمق الصحراء » وذلك استنادا الى معلومات مستقاة من مكالمة هاتفية اجراها السائحان برجل الماني ينظم رحلات في الصحراء.   واعلنت وزارة الخارجية النمسوية في السادس من آذار/مارس اختفاء السائحين مشيرة الى احتمال ان يكونا في المنطقة الحدودية مع الجزائر.   من جهتها افادت صحيفة النهار الجزائرية الثلاثاء ان السائحين النمساويين موجودان في الجزائر في منطقة تمتد بين تبسة ووادي سوف. وذكرت الصحيفة نقلا عن مصادر جزائرية ان المجموعة اجتازت الحدود الجزائرية بين ولايتي تبسة ووادي سوف (شرق) مشيرة الى ان اعمال البحث مستمرة لتحديد مكانهم وتطويقهم بهدف فتح قنوات حوار وتفاوض معهم. ولم يتسن تاكيد هذه المعلومات من مصدر رسمي.   (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 11 مارس 2008)


 

هل سيهدد تنظيم القاعدة « استقرار » تونس؟

 

 
تونس- آفاق – خاص ما كانت تهدد به الجماعة السلفية للدعوة والقتال (تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي حاليا) يبدو وكأنها تحاول تحقيقه عبر فرض سيطرة « إرهابية وإعلامية » على المغرب العربي بشكل عام وعلى الجزائر بشكل خاص. فبعد العمليات المتعددة في قلب الجزائر، و إبطال مفعول ما أسمته السلطات الأمنية المغربية بقنبلة « بلعريج » الذي كاد « يحدث انقلابا حقيقيا في المغرب » بالنظر إلى مناصب المتهمين الذين وصلت درجتها ضباط ساميين في الشرطة والدرك و الجيش، كأول سابقة خطيرة في المغرب منذ عقدين، إلى تونس التي اعترفت  » علانية » عن تسلل عناصر من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي و اختطاف رعيتين أوروبيتين أحدهما يدعى  » وولفغانغ إيبنر  » والثانية امرأة اسمها  » أندريا كلويبر  » تعمل ممرضة. وقد نشر تنظيم القاعدة بيانه عن عملية الاختطاف « لإحراج » السلطات التونسية التي ظلت تشكك أكثر من مرة « في قدرة تنظيم القاعدة على الاقتراب من الأراضي التونسية وإثارة البلبلة فيها » لتبدو الضربة موجعة حسب صحيفة « فرانس سوار » الفرنسية. وتضيف الصحيفة أن عملية الاختطاف التي جاءت « عبر تسلل عناصر إرهابية من الجزائر نحو تونس » نجحت في اختطاف رعيتين، و إثارة الرعب لدي السياح الذين يعتقد أن عددهم بالآلاف يتواجدون على الأراضي التونسية في هذا الفصل من السنة، مما جعل السفارة البريطانية و الفرنسية و الكندية تطالب من رعاياها مغادرة تونس « لأسباب أمنية » مربوطة بعملية الاختطاف الأخيرة. التهديد المعلن من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بدأ منذ أشهر، بعد العملية التي ذهب ضحيتها سياح فرنسيين في موريتانيا مع بداية السنة الحالية، واغتيال طبيب فرنسي تابع لمنظمة أطباء بلا حدود في النيجر، وإصابة ممرضة سويسرية بطعنات في مالي، ومحاولة اختطاف عدد من الهيئة الصحية الفرنسية في النيجر، والتي اعترفت بها الصحف الفرنسية رسميا في فبراير الماضي.  وجميع هذه الحوادث أوحت بأن التنظيم الذي لم يعد يعمل « منفردا » بعد انضمام عناصر ليبية ومغربية وموريتانية وتونسية وبعد أن « تحالف استراتيجيا » مع قطاع الطرق في جنوب الصحراء وفي الساحل الإفريقي، يبدو عازما على التعرض للنظام التونسي الذي اتهمه بيان القاعدة « بالنظام المرتد ». وتعتبر عملية الاختطاف هذه هي الثانية في تاريخ ما يسمى بالجماعة السلفية للدعوة والقتال (تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي حاليا) بعد أن أعلنت مسؤوليتها عام 2003 عن اختطاف 32 سائحا أوروبيا أغلبهم ألمان بصحراء الجزائر، حيث احتجزهم قيادي الجماعة السلفية للدعوة والقتال آنذاك بقيادة « عماري صيفي » المدعو « عبد الرزاق البارا » لمدة تفوق ثلاثة أشهر انتهت بمفاوضات غامضة مع الحكومة الألمانية عبر وساطة « ترقية ». وقد أفضت حسب ما ذكرته الصحف الألمانية وقتها إلى دفع فدية قيمتها خمسة ملايين يورو استغلها « البارا » في شراء السلاح والعتاد العسكري من دول الساحل الإفريقي وإدخالها إلى الشمال حيث يتموقع الإرهابيون التابعون للجماعة السلفية للدعوة و القتال. أما العملية الحالية فيبدوا أنها « مقايضة » مفتوحة مع النظام الأوروبي والتونسي معا يعتقد أن التنظيم سيساوم فيها على عناصر « إسلامية في السجون التونسية »، كما جاءت أيضا لوضع تونس في وضع أمني صعب، بعد ان كشفت صحف كثيرة عن تسلل « كبير » لعناصر من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي إلى تونس، مما يعني أن هنالك نية في « تحميل النظام التونسي » جزء من خسائر المعركة التي تقودها الجزائر منذ التسعينات من القرن الماضي. ويعني ذلك أن « لاءات زين العابدين بن علي » على المحك والتنظيم الإرهابي يأخذ مواقع استراتيجية داخل الأراضي التونسي باعتراف تنظيم القاعدة في بياناته على ه على الانترنت.


سيناريو خطف السياح الأوربيين سنة 2003 يتكرر: خاطفو السياح النمساويين التحقوا بمنطقة الساحل

 
سامي سي يوسف   أفادت مصادر متطابقة اليوم الثلاثاء أن المجموعة المسلحة التابعة لتنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » والتي قامت باختطاف السائحين النمساويين قد تمكنوا من الالتحاق بمنطقة الساحل بعد تسللهم بين الأراضي الجزائرية والليبية طيلة الأربعة أيام الماضية.   وأشارت معلومات حصلت عليها « النهار »، أمس، أن المجموعة المسلحة التي تنشط تحت لواء « يحي أبو عمار » أمير منطقة الجنوب في التنظيم المسلح قد عادت فعلا إلى قواعدها بمنطقة الساحل بأراضي جمهورية المالي.   وكانت قوات الجيش التي نشرت في عمليات بحث واسعة منذ أربعة أسابيع في إطار عمليات ضغط على معاقل الجماعات الإسلامية المسلحة بمرتفعات جبال أم الكماكم والماء الأبيض قد تلقت تعليمات بالمساهمة في البحث على السياح النمساويين في المناطق القريبة من الحدود مع تونس خاصة جنوب التبسة و ولاية الوادي بعد معلومات وردت من تونس تشير بانسحاب الخاطفين جنوبا.   وأضافت مراجع « النهار » أن المجموعة المسلحة التي تقف وراء عملية الاختطاف والتي يجهل عدد عناصرها لحد الساعة تتحرك حاليا في شمال مالي، قاعدتها الطبيعية التي تنشط فيها بمنطقة الساحل.   وقد أشارت في بيان اللجنة الإعلامية لتنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » إلى مخاوفها من التعرض إلى ضربات الجيش الجزائري بسبب تجربة سابقة كان تدخل فيها الجيش الجزائري بترخيص من السلطات المالية لعدة كيلومترات شمال حدود مالي لتتبع وضرب مجموعة مسلحة تنشط هناك.     ويعتقد لدى مراجع مؤكدة أن لجوء المجموعة المسلحة التي تقف وراء الاختطاف إلى الفرار إلى منطقة الساحل يعكس قناعتها بأن هذه المنطقة هي الأكثر سهولة لمباشرة مفاوضات مع السلطات النمساوية للحصول على مطالب سواء مادية أو سياسية كما تم مع السياح الأوربيين الذين تعرضوا للاختطاف سنة 2003 من طرف جماعة عبد الرزاق البارا والذي تم الإفراج مقابل فدية بمبلغ 6.5 مليون أورو.   (المصدر: موقع صحيفة « النهار الجديد » (يومية – الجزائر) بتاريخ 11 مارس 2008) الرابط: http://www.ennaharonline.com/national/5923.html


 

السبيل أونلاين – التقرير الصحفي الأسبوعي التاسع

 
السبيل أونلاين – التقرير الصحفي
صحيفة Mundo Portugues البرتغالية : قصة امرأة برتغالية حاولت استرجاع ابنها نشرت صحيفة Mundo Portugues البرتغالية القصة الكاملة للسيدة البرتغالية Teresa Chopin والدة المرحوم عمر شلندي المحاكم في  » قضايا إرهاب » في تونس في ما عرف بـ » قضية جرجيس » والذى قتل في الصومال اثر اجتياح القوات الأثيوبية لهذا البلد في بداية سنة 2007 . وقد نشر المقال بالصحيفة البرتغالية يوم 07 مارس 2008 وتصدر عناوين الصفحة الأولى , وكتبه الصحفي Andre Branco , وقامت بترجمته من البرتغالية إلى الفرنسية Luiza Toscane ونشرت الترجمة بنشرية تونس نيوز – القسم الفرنسي بتاريخ 08 مارس 2008 ,نورد في ما يلي أهم ما جاء فيه : تزوجت Teresa Chopin من محمد شلندي عندما كان عمرها 16عاما , وأنجبت منه 6 أطفال , 4 أولاد ذكور وبنتان . قضى عمر أغلب فترات حياته في تونس , أين فر أباه بأولاده الستة بعد طلاقه من أمهم البرتغالية . وفي تصريح لـ Mundo Portugues قالت Teresa بأنها تخطط لنشر كتاب عن قصتها مع زوجها وصولا إلى حادثة قتل إبنها في الصومال , لتسليط الضوء على ما يحدث في بعض البلدان كتونس حيث : يحمي النظام الزوج  » بحسب تعبيرها على حساب الزوجة . قصة المرأة البرتغالية بدات إثر وصولها إلى فرنسا سنة 1970 , هناك كبرت وتزوجت عند بلوغها سن 16 عاما , من تونسي يدعة محمد شلندي ذو 34 عاما . بعد سنة واحدة من زواجها رزقت بطفلتها الأولى ورزقت بطفلها السادس عند بلوغها 23 سنة من العمر . بدأت المشاكل عندما فتحت عيناها حسب تعبيرها , فزوجها لم يعد ذلك الشخص الذي تعرفه , لقد أصبح يعاقر الخمر وعنيفا ويرفض العمل , وأمام هذه الوضعية أخذت أولادها الستة سنة 1984 إلى البرتغال وقامت بتعميدهم بكنيسة Santa Marinta de Oleiros . ولحق بها زوجها طالبا منها الرجوع رفقة الأطفال فوافقت على مضض عند نهاية العطلة . عند رجوعها إلى فرنسا بدأت المشاكل من جديد . وبمجرد الحصول على محل سكن يأويها هي وأولادها قررت Teresa الهروب مع أطفالها في أول فرصة يغيب فيها الزوج . وخلال إجراءات الطلاق إشترط زوجها أن تكون الحضانة مشتركة بين الزوجين فكان له ذلك . وفي صيف 1986 أخذ الزوج أولاده إلى تونس في زيارة لأهله لكنه لم يعد ولم يترك أولاده يعودون إلى فرنسا . وفي صيف 1987 حاولات الزوجة بالإتفاق مع بعض المهربين بعد أن دفعت لهم مبلغا من المال , فكل شيء يمكن شراءه في تونس حسب تعبيرها , ولكن المهربين خدعوها وأبلغوا الزوج بخطة طليقته بتهريب الأطفال , فما كان منها إلا الرجوع لى فرنسا خالية الوفاض . وبعد محاولات عدة تمكنت في نوفمبر 1987 من الإلتقاء بأبناءها ومنذ ذلك التاريخ تكررت زياراتها إلى تونس . عند بلوغ الإبن الأكبر السن القانوني إصطدم مع أبيه وتمكن من الحصول على جواز سفره البرتغالي وإلتحق بأمه في فرنسا , وكذلك إلتحق به الإبن الثاني عند بلوغه سن 23 سنة , ثم أحمد سنة 2001 ثم رمز الدين بعد ذلك . في سنة 2003 كان دور عمر ولكن عندما كان يستعد للسفر أوقف من طرف أعوان الأمن التونسي , بمعية خمسة آخرين كلهم من مدينة جرجيس , وقد بلغ عمر 20 سنة . أما البنات المتبقيات فاطمة وغالية , فقد توفيت الأولى إثر حادث سير وأما الثانية فقد حصلت على جواز سفرها ووصلت إلى مطار ORLY ولم تحمل من غراضها سوى الملابس التى كانت عليها . وقد رجعت تيريزا إلى تونس لمتابعة محاكمة عمر الذى حوكم بـ 19 سنة سجنا . وفي جويلية 2004 قلص إلى 13 سنة , وتؤكد الأم أنه لم تكن هناك أدلة ضده . في شهر جانفي 2005 قامت الأم بزيارة لإبنها في السجن فوجدته مريضا , فقد انتشر  » الجرب  » في بدنه وأصابت الإلتهابات أذنيه فثارت ثائرتها فمكنوها من مقابلة مدير السجن الذى أمر بتمكينه من سرير وغطاء . وبعد ثلاث سنوات وقع اطلاق سراح عمر وكان عمره آن ذاك 23 عاما , فإلتحق بأمه في البرتغال ومن هناك إلتحق بفرنسا وسجل في إحدى جامعاتها وحصل على عمل ولكنه لم يستطع الإندماج . بالنسبة لها تعتقد أن السجن هو السبب , وعمر لم يقتنع أنه يمكنه أن يعيش بشكل طبيعي ولذلك قرر التوجه إلى العمل الإغاثي حيث يمكنه مساعدة الآخرين . سافر عمر يوم 01 نوفمبر 2006 دون أن يعلم أحدا , وبعد أسبوعين إتصل بأمه ليعلمها أنه سافر إلى الصومال ليساعد الفقراء . كان عمر يهاتف أمه بشكل دوري ومستمر إلى غاية نهاية 2006 وبعدها إنقطعت أخباره إلى أن وصلتها رسالة من طرف احدى منظمات حقوق الإنسان , وكان ذلك في شهر جويلية 2007 , تعلمها فيها أن ابنها قتل يوم 08 جانفي بعد أن هوجمت المجموعة الإغاثية التى كان يعمل معها من طرف القوات الأثيوبية .
 
محطة إذاعية ليست كغيرها من المحطات كتب نزار بهلول بتاريخ 5 مارس 2008 في موقع Businessnews تحت عنوان Zoom sur une radio pas comme les autres عن المحطة الإذاعية  » الزيتونة للقرآن الكريم » . يقول الكاتب:” أخذنا عينة من ثلاث سيارات تاكسي فوجدنا أن اثنين من سائقيها كانا يستمعان إلى محطة الزيتونة في حين لم يكن بالسيارة الثالثة جهاز راديو أصلا ». ويضيف : « بالإضافة لبثها للقرآن الكريم يقدم المنشطون بهذه المحطة فقرات تتعلق بالحياة العامة وكيفية التعامل وفق الشريعة الإسلامية …” , وخلافا لما يظن البعض ليست هناك املاءات تتعلق بما هو خير وشر وبما هو حلال وحرام , فقط هناك توجيهات عامة تتعامل مع ذكاء وفطنة المستمع  » حسب تعبير الكاتب . وحسب معهد الإحصاء Sigma تقترب نسبة المستمعين من 13 % في تونس الكبرى وأكثر من 19 % بجهة صفاقس وهي حسب الكاتب نسب مرتفعة نظرا لتخصص المحطة . ويعتبر الكاتب أن أحد أسباب نجاح هذه المحطة هو استعمالها للعامية التونسية كوسيلة للتواصل مع المستمع . وحسب الإعلامي خميس الخياطي فإن مسؤولية بعث هذه المحطو يعتبر من مشمولات الدولة وليس القطاع الخاص ويأمل أن تفكر الدولة في بعث قناة تلفزية دينية كما فعلت المغرب مثلا . علما بأن ميزانية المحطة تقدر بـ 700000 دينار تونسي وهي مملوكة لصهر الرئيس التونسي محمد صخر الماطري وديرها الأستاذ الجامعي ومدير الإذاعة التونسية الرسمية سابقا الأستاذ كمال عمران .
 
بطالة أصحاب الشهائد كتب الصحفي بدورية L’expression رضا كافي بتاريخ 07 مارس 2008 أن بطالة اصحاب الشهائد العليا ارتفعت من 2.3 % من مجموع الخرجين سنة 1984 إلى أكثر من 16 % اليوم في مقابل نسبة بطالة عامة تقدر ب 14 % . علما أن نسبة أصحاب الشهائد من مجموع العاطلين تقدر بـ 42.5 % , مقابل 37.8 في الجزائر و29.6 في المغرب , ولا يوجد إلا ثلاث بلدان عربية فقط لها وضعية أسوء من تونس في في هذا المجال وهي : الأردن بنسبة 43.6 % والبحرين بنسبة 59 % ومصر 80 % . ويضيف الكاتب أنه وخلافا لما عرفت به تونس بعد الإستقلال من توازن بين عدد الخريجين وكفاءاتهم فإننا نلحظ إنخفاضا في كفاءات الخريجين , ويرجع الكاتب ذلك إلى عدة أسباب أهمها : الإرتفاع المفاجىء في عدد الطلاب , وعدم كفاية الإطار التعليمي وإرتفاع نسبة الناجحين في الباكالوريا من 33.6 % سنة 1986 إلى 66.25 % سنة 2005 والتى لم يرافقها ارتفاع في المستوى العلمي , بل على العكس منذ ذلك انخفض المستوى وأصبح أرباب العمل يتذمرون بسبب عدم كفاءة المنخرطين الجدد في سوق الشغل . ويتساءل الكاتب عن الحل في وضعية العاطلين عموما ! … ويقترح الحل بدخول المستثمرين الخواص في شراكة مع الدولة للحد من هذه الظاهرة خاصة وأن هذه الأخيرة غير قادرة على تشغيل أكثر من 12000 سنويا , وتشجع هؤلاء المستثمرين على بعث مشاريع وذلك بالتخفيض من الضرائب وخاصة بالمناطق التى تشهد وضعية اجتماعية متأزمة كالحوض المنجمي بمنطقة قفصة .
البشير الختنوش يكشف بعضا من أسرار المحاكمات السياسية في عهد بورقيبة كتب خالد الحداد بتاريخ 3 مارس 2008 في جريدة الشروق التونسية عن الشهادة التاريخية التي قدمها الأستاذ البشير الخنتوش على منبر مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات والمتعلقة بسير قطاعي القضاة والمحامين خلال فترة حكم بورقيبة. تحدث الخنتوش عن رفضه سنة 1985 أن يقبل التنصيب على رأس عمادة المحامين خلفا للعميد منصور الشفي الذي تم اقصاؤه من مهامه كنتيجة للإضراب الذي تم سنة 1985 من جمعية القضاة. وأضاف المتحدث عن رفضه حشر اسمه في ملف سياسي آخر (وهو ملف الإسلاميين) وتعيينه عضوا في لجنة تحقيق غير أن تدخل وزير الداخلية وقتها (وهو الرئيس الحالي لتونس بن علي) ساعده على التنصل من هذه المهمة. وخلافا لما ذكره الطاهر بلخوجة ومحمد مزالي من أن طلاق وسيلة تم بمجرد بلاغ رئاسي أكد السيد الخنتوش أن الطلاق تم إثر قضية رفعها بورقيبة ضد وسيلة التي اتهمها باستعمال وضعيتها كزوجة للرئيس للإثراء , وأضاف المتحدث أنه كانت هناك قائمة في أقرباء وسيلة أثروْ بصفة غير شرعية كما أن هناك تسجيلات تنتقد فيها وسيلة زوجها الحبيب بورقيبة وتنال منه في عديد الحالات. وأشار المتحدث إلى أن بورقيبة لم تكن له أملاك ولا عقارات ولا أرصدة مالية. وعن القضايا السياسية قال الخنتوش أنها اتسمت بتعذيب تجاوز تعذيب المستعمر وكان يقع بطريقة تشمئز منها الأبدان. واعتبر الخنتوش أن المحاكمات القاسية والتي تمت في أروقة محكمة أمن الدولة هي من أكبر أخطاء النظام. وعن قضية أحمد بن صالح انتقد سير الترافع وقال:” هل يعقل أن تتم مثل تلك المحاكمة في ظرف 5 أيام فقط !! هذا مس من حسن سير القضاء ». وأهم ما قاله بن صالح في تلك المحاكمة :” كنت أتلقى التوجيهات العامة ولم أغالط الرئيس لكن ثقة الرئيس شيء محرق وها أنا قد احترقت ». وعلق الكاتب والإعلامي جعفر الأكحل معقبا على الأستاذ الخنتوش وذلك في مقال نشر في « تونس نيوز » تحت عنوان « رأي في الخنتوش بدون رتوش » مؤكدا ما قاله الطاهر بلخوجة من أن بورقيبة طلب من محمد مزالي الوزير الأول أن يقف لتجلس مكانه نجاة الخنتوش زوجة البشير الخنتوش وأن هذه السيدة كانت لها مكانة مرموقة ولها علاقات قوية مع عدة قوى داخل أجهزة الدولة والحزب وكانت بالتالي ذات نفوذ، ويعتبر بروز زوجها الصاروخي إحدى ثمار هذه المكانة إلى جانب عمله كمحام معروف. ويتهم الباحث جعفر الأكحل البشير الخنتوش بارتباطه بالمجموعة الفاسدة التي أضرت بالنظام وبالبلاد وكادت تعصف بالمكاسب الوطنية التي أنجزها بورقيبة على حد تعبيره.
متى تستفيق تلفزتنا وتواكب الأحداث تحت هذا العنوان كتب الصحفي سفيان رجب بتاريخ 4 مارس 2008 عن لا مبالاة التلفزة التونسية بما يحدث في غزة من جرائم . واعتبر سلوك التلفزة التونسية استثناءا باعتبارها كانت حسب تعبيره في جو آخر وفي مناخ غير المناخ , فقد كانت في « موزيكا وفرجة  » وكانت « الليلة ليلة » فكان الرقص والغناء والمزود , وكانت سهرة عوضت فيها أصوات المزود والموسيقى الصاخبة أصوات القصف الإسرائيلي. وأضاف: كانت برمجة سهرة السبت الماضي في تلفزتنا مخجلة وكأن الأمر لايعنينا وكأن من يتعرضون للمحرقة في الأراضي الفلسطينية لا يجمعنا بهم دين ولا قومية ولا تاريخ. وختم مقاله متسائلا: فمتى سيستفيق إعلامنا المرئي والمسموع ويخرج من الطابع المحلي الضيق ليطل على محيطه الخارجي وخاصة القريب منا جغرافيا وروحيا.. خاصة وأن تلفزاتنا الثلاث أصبحت فضائية ولا تهم المشاهد التونسي فحسب؟
 
مجموعة من النواب يتقدمون بمشروع قانون لإلغاء عقوبة الإعدام هذا ما ورد في جريدة الصباح الأسبوعي بتاريخ 3 مارس 2008 عن مقترح مشروع قانون أعده مجموعة من نواب المعارضة ويتعلق بعقوبة الإعدام وقع تقديمه إلى مكتب الضبط بمجلس النواب وقد علق كاتب المقال سفيان السهيلي عن هذه المبادرة بالخطوة التي لم تشهدها الممارسة التشريعية التونسية منذ بعث البرلمان التونسي لأن العادة جرت أن لا تعرض وتناقش ويصادق إلا على مشاريع القوانين التي يقترحها رئيس الجمهورية أو الحكومة أي المقترحات الصادرة عن السلطة التنفيذية. وللإشارة فإن مجموعة من النواب (المعارضين) هم الذين تقدموا بمشروع القانون.
نخبنا حين تتدابر: قراءة في كتاب محمد الطالبي كتب الدكتور حميدة النيفر تحت هذا العنوان مقالا في صحيفة الصباح بتاريخ 4 مارس 2008 قدم فيه قراءة لكتاب محمد الطالبي الجديد: ليطمئن قلبي .
يعتبر كاتب المقال أن هذا الكتاب عالج فيه محمد الطالبي مسألة الإيمان ومقتضياته المعاصرة فاختار الكاتب أن يكشف عن تجربته الفكرية والذاتية في ضوء تحديين اختارهما, أحدهما داخلي يمثله المثقفون المدلسون المتقنعون بقناع الإسلام والثاني خارجي هو « الغرب المسيحي » الذي ليس له غاية سوى القضاء على الإسلام. يعتبر كاتب المقال أن بعض ما ورد في كتاب الطالبي غير مقبول رغم أنه مفهوم. هو غير مقبول من الذين تابعوا دراسات الطالبي في التاريخ الوسيط. فما انتهى إليه الطالبي مثلا في بحثين أحدهما عن ضرب المرأة في الخطاب القرآني والثاني في مسألة « النشوء والارتقاء » في الفكر الإسلامي عامة ومقدمة بن خلدون خاصة نموذجان لجرأة في الاستنتاج. بعض فقرات الطالبي مفهومة لأن بعض ما ينشر في تونس وخارجها باسم المعاصرة بحاجة إلى نقاش هادئ وصريح. إنه النقاش الضروري في معنى المعاصرة وفي وسائطها وفي غائيتها. ويضيف النيفر أن المحرج في هذا الكتاب هو نَفَسُ الإدانة المبثوث في أكثر من مقطع والذي ينقد جهودا لنخب عربية وأروبية ومسيحية هي بحاجة إلى النقد لكن بغير هذه الصرامة المتعالية. ويعتبر أن ضيق المفكِّر ذرعا بهذا الزمان وأن يفقد الأمل من المكان ومن أناسه أمر يسيء إليه قبل غيره.
إنه إحباط لا يرسى حداثة مبدعة فضلا عن أنه لا يكسب مصداقية لخطاب الإيمان القائم على الحرية الواعية بحسب صاحب المقال .
 
المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 11 مارس 2008

 

قفصة مدينة النضال تستقبل أحمد نجيب الشابي

المحطة الثالثة من الحملة الانتخابية الرئاسية

 

في الحادية عشرة صباحا من يوم الأحد 9 مارس 2008 استقبلت مدينة قفصة مرشح الحزب الديمقراطي التقدمي « والنداء من أجل بديل ديمقراطي » للانتخابات الرئاسية 2009 الأستاذ « أحمد نجيب الشابي » فغص بهم مقر الجامعة إذ بلغ عددهم 130 شخصا وكان عدد الحضور يكون أكبر لو لم تضرب حواجز أمنية كثيفة حول الطرق المؤدية إلى المقر وقد اتصل بنا عدد كبير من أصدقاء الحزب في الجهة يؤكدون لنا منعهم من قبل البوليس لحضور الاجتماع العام… هذا وقد تم استقبال الأستاذ من قبل عدد كبير من الشباب أمام المقر بشارع أبو القاسم الشابي بالهتاف « حريات حريات لا رئاسة مدى الحياة « و » يا نجيب يا نجيب لنداءك نستجيب »

        وقد تولى الأخ « عبد الرزاق داعي » كاتب عام جامعة قفصة للحزب الديمقراطي التقدمي افتتاح الاجتماع ورحب بالضيوف وعلى رأسهم السيد خميس الشماري الوجه الديمقراطي والحقوقي المعروف وعضو هيئة النداء من أجل بديل ديمقراطي وتطرق إلى توصيف الوضع السياسي العام بالبلاد المتسم بالانغلاق والجمود وتقلص هامش الحريات واحتكار وسائل الإعلام والفضاءات العمومية ومحاصرة كل مجالات التعبير وأكد على ضرورة تحويل هذه المحطة النضالية « الترشح للرئاسة » إلى معركة من أجل تحريك مهمة الإصلاح السياسي وتجاوز السلبية.. وأعتبرها فرصة لشحذ عزائم الحركة الديمقراطية كما تطرق إلى الوضع الاجتماعي بالجهة وما حف به من هزات في الفترة الأخيرة والتي جاءت أحداث الحوض المنجمي كتعبيرة على فشل اختيارات الحكم الاقتصادية والاجتماعية ونبه إلى خطورة آفة البطالة وخاصة بطالة ذوي الاختصاص من حملة الشهادات الجامعية وأستعرض دور جامعة قفصة للحزب الديمقراطي التقدمي في احتضان هذه الحركة ومساندتها وتقديم مقترحات عملية للخروج من الأزمة إعدادا لحل ملف التشغيل والذي لا يتم إلا بمعالجة المناخ السياسي والمحاربة الصريحة والشاملة للفساد وفتح حوار وطني حقيقي وهذا يتطلب ترسيخ وتدعيم المشاركة الديمقراطية عبر إخراج الأغلبية الشعبية من السلبية وخوض الرهانات والاستحقاقات الانتخابية بروح إيجابية وترشيح الديمقراطي التقدمي للأستاذ « أحمد نجيب الشابي » بتنزل فقط في هذا الإطار.

 

خميس الشماري : من أجل خارطة طريق للإصلاح السياسي بتونس

افتتح السيد « خميس الشماري » مداخلته بالتعبير عن عميق اعتزازه بالتواجد بين أهالي مدينة قفصة … التي عبر عنها بقوله مدينة النضال والصمود والمثابرة … وأعتذر عن عدم حضور عضو هيئة « النداء » الأستاذ العياشي الهمامي لارتباطه بالتزام خارج الوطن (تصوير لقاء في بيروت مع أحدى القنوات التلفزية)

وأكد على أن تمشي المبادرة بترشيح الأستاذ نجيب الشابي من الحزب الديمقراطي التقدمي والعناصر والشخصيات الديمقراطية المجتمعة في النداء يتلخص في مستويين مستوى أول يتعلق بخوض معركة فرض الحق في الترشح للرئاسة لمحورية ومركزية هذه المؤسسة في النظام السياسي التونسي فهي القاطرة التي تجر عربة كل إصلاح والمستوى الثاني معركة تقديم البدائل والمقترحات وقد عبر « الشماري » عن خطورة هذا المستوى وتوقف كل نجاح المبادرة على انجاحه فلا معارضة حقيقية دون بدائل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية… وأكد على ضرورة الاعتكاف والعمل الجدي والمثابر وإعداد الحلول والمقترحات لآفات وهموم التونسي كالبطالة والسكن ومستوى المعيشة والصحة والتربية والتلوث

ثم انتقل للتعليق على ما ورد ببعض صحف العار من اتهامات للأستاذ أحمد نجيب الشابي وأكد استنادا لمعرفته الخاصة وصداقته الطويلة التي جمعته بالأستاذ على المواقف القومية والوطنية المشرفة لهذه الشخصية التي أعطت كثيرا لقضايا الأمة ودفعت سنوات طويلة من السجن والمنفى والاضطهاد دفاعا عنها وهو وإن لايخشى من هذه الأقلام المأجورة والتي باتت معروفة لدى الجميع على التونسي فهو ينبه إلى ضرورة إلجام هذه الأفواه بالحجج والأدلة

ثم مر إلى الرد على جملة من الأسئلة وجهت « للنداء » من قبل عدد من الشخصيات الوطنية كموضوع توقيت الإعلان عن المرشح للرئاسة واعتباره متسرعا رادا عليه بأن التوقيت مناسب إذ أن الحزب الحاكم قد انطلقت حملته منذ عام ونصف كاملة لتكريس الرئاسة مدى الحياة رغم ما جاء من التزام في بيان            7 نوفمبر بالغائها وأمام هذا الوضع الذي يرمى من خلاله الحكم إلى إعادة إنتاج نفسه لابد من التحرك لقطع الطريق أمامه ولا يتأتي ذلك إلا بالعمل منذ الآن لفرض حق الترشح والإصداع بالبدائل والبرامج الإصلاحية وعرضها على الشعب التونسي

أما السؤال الثاني فهو : لماذا لا تتقدم المعارضة الديمقراطية بمرشح                 واحد ؟ فقد رد عليه السيد « الشماري » بأن الحزب الديمقراطي التقدمي أولا والـ »النداء » ثانيا … قاما بكل الاتصالات اللازمة من أجل بلوغ هذا الهدف … لكن حين تعذر الوصول كان لابد من الإعلان… ولا يمنع ترشيح الأستاذ « أحمد نجيب الشابي » ترشيح شخصيات أخرى بل سندافع عن الحق في الترشح للانتخابات الرئاسية للشخصيات الوطنية الراغبة لما في ذلك من إذكاء للمنافسة الديمقراطية ودفعا للحراك السياسي ثم إنه بالإمكان في مراحل متقدمة من الإعداد للانتخابات الاتفاق على مرشح واحد للحركة الديمقراطية سواء عبر التوافق أو عبر انتخابات أولية إذن الترشح لا يمكن أن يكون عائقا (ولا  يجب ) لوحدة الصف أو عائقا أمام العمل المشترك… إذ أن العائق الحقيقي هو القوانين الاستثنائية الجائرة التي يحدد فيها الحزب الحاكم خصومه ولا حل إلا بالعمل يدا بيد من أجل تحريك الأوضاع فغاية المعارضة اليوم ليس تبديل ستائر قصر قرطاج بقدر ما هو تحويل المعركة الرئاسية إلى معركة سياسية تحرج الحكم وتضطره إلى التنازل وتفرض عليه إصلاحات جدية

ثم مر السيد « الشماري » إلى عمل هيئة « النداء » من أجل بديل ديمقراطي والتي أمضى فيها 19 شخصية وطنية والتي تعكف على الإعداد لعريضة وطنية تؤكد على حق في الترشح للأستاذ نجيب ولغيره وعلى مبدأ المساواة الفعلية في الحقوق والفرص… وتكون العريضة الوطنية الخطوة الثانية بعد النداء تتلوها خطوة ثالثة هي ورقة الطريق التي ستكون تعبيرا عن شراكة فعلية… كما أكد على أن هيئة النداء ليست إلا لجنة متابعة وأن الهدف هو « لجنة وطنية لمساندة نجيب الشابي » سيتم العمل على إنجازها وضبط برامجها وخطط عملها « ورقة الطريق » لاحقا

كما أكد على أن عنوان حملة الأستاذ نجيب الشابي معا نحيي الأمل كلمة في غاية التعبير وهي تعكس حلم كل تونسي في وطن سيد حر ديمقراطي وللجميع  وختم كلامه ببيت أبو القاسم الشابي « إذا الشعب ويوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر »

 

أحمد نجيب الشابي : قفصة مدينة التمرد على الظلم والتوق إلى الحرية

بهذه العبارة المؤثرة افتتح الأستاذ أحمد نجيب الشابي كلمته مؤكدا على عميق سعادته بالوجوه الشابة وخاصة النسائية منها والتي اكتظت بهم قاعات المقر وشرفاته لأنها تبعث في نفسه الأمل

بتواصل الأجيال من ستينات القرن العشرين إلى العشرية الأولى من القرن الحادي والعشرين أجيال شابة تحمل مشعل نضال الحركة الديمقراطية من أجل وطن للجميع يكون فيه المواطن معززا مكرما… ثم مر إلى توصيف وضع الجهة وخصوصا مناطق الحوض المنجمي حيث قام بزيارة يوم السبت 08/03/2008 رفقة وفد من جامعة قفصة للحزب الديمقراطي التقدمي وبعض الشخصيات الجهوية إلى منطقة « برج العكارمة » من معتمدية المظيلة وتحدث على ما وقف عليه من معاناة الأهالي من بطالة وتهميش وغياب المرافق الأساسية وتدني الخدمات الاجتماعية وتفشي الأمراض وتلوث للبيئة وأكد على أنه لا يمكن القبول بمنطق التمييز يين « تونس الصالحة » و »تونس غير الصالحة » .. فتونس واحدة … ويجب أن تظفر جهاتها بنفس القدر من التنمية والعناية… فهلال الفقر الممتد من جندوبة إلى قابس لا يظفر إلا بما مقداره 10 % من صحبة الاستثمارات وقد أدى هذا الحيف في توزيع الثروة وعوائد التنمية أدى هزات اجتماعية … احتجاجات الحوض المنجمي التي واجهها الحكم بحلول ترقيعية لم تقنع المحتجين من نوع توفير العلف وزيادة أيام العمل بالحضائر وتشغيل أبناء أرامل عمال الشركة المتوفين في حوادث شغل.. حلول هي عبارة عن مسكنات لا تنفذ إلى أصل المشكل… فلا حل دون ضخ استثمارات في الجهة قادرة على خلق مواطن شغل حقيقية وقادرة على رفع مستوى العيش بها والعدالة في توزيع الخيرات… وتطرق إلى الوضع الصحي والبيئي بالجهة والذي أضحى يهدد سلامة المواطنين بها أمام غياب مستشفى جامعي يظم مختلف الاختصاصات الطبية وتردي الخدمات الصحية على نحو مقلق كما تطرق إلى رداءة البنى التحتية في الولاية… هذه الولاية التي دفعت على حد تعبيره ضريبة الدم من أجل الدفاع عن الوطن وتحقيق استقلاله تقع اليوم تحت براثن التهميش وقدم مقترحات جامعة قفصة للحزب الديمقراطي التقدمي للخروج من الأزمة الحالية كبعث « معمل الآجر » في المظيلة « ومعمل الاسمنت » و »مصنع الكابلاج » في أم العرائس « ومصنع الشارت »… وغيرها من الصناعات القائمة على الموارد الإنشائية التي تزخر بها الجهة وأكد على مسؤولية الدولة في اصلاح أوضاع سنوات طويلة من الفساد تتطلب إرادة قوية وصادقة وتحمل المسؤولية

كما اقتراح الأستاذ « أحمد نجيب الشابي » بعث مجالس تنمية جهوية منتخبة تقوم على رصد إمكانيات الاستثمار في الجهات وخصوصا الداخلية منها والسهر على إنجازها ودافع عن الخط الاجتماعي الذي يرفعه الحزب في مواجهة التهم الموجهة باطلا إليه بكونه حزبا ليبراليا قائلا نحن « ديمقراطيون اجتماعيون » وعلى الدولة أن تهيئ المناخ الملائم للاستثمار العام والخاص فالاستثمار هو الرافعة الحقيقية للتنمية… ولا خلاص بانتاج الخيرات فقط… بل أيضا بضمان عدالة توزيعها بين الفئات والجهات والأجيال

وختم كلمته بدوافع اختيار الحزب لخوض غمار معركة الرئاسة معللا بأن مسؤوليتنا الوطنية والأمانة المناطة بعهدتنا تقتضي منا تجاوز المقاطعة أو المشاركة المشروطة إلى المشاركة المطالبة بتغيير قانون اللجنة الظالمة وذلك عبر استعمال كل الوسائل القانونية الممكنة من أقراص مضغوطةوملصقات واجتماعات عامة ومواقع اللكترونية وعرائض اللتكرونية و… من أجل إصلاح سياسي حقيقي وأكد أن مبادرته بالترشح ليس طلبا للشهرة بقدر ما هو تعبير عن روح المسؤولية تجاه الوطن والشعب وأن رهاننا السياسي هو إحداث قوة سياسية تفتح الباب أمام الإصلاح وعزل وإضعاف الحكم… إحداث حالة من النهوض السياسي القائمة على إعادة الأمل لتحقيق الرقي والتطور لمجتمعنا

 

النقاش : مساندة واستعداد لخوض غمار معركة الإصلاح السياسي ونحو ديمقراطية حقيقية

بعد كلمة الأستاذ نجيب الشابي « فتح الباب للحوار والنقاش وطرح الأسئلة وإبداء الرأي وقد غاب على المشاركات المساهمة الشبابية الملفتة

ماهر حنين : أكد على أن المرحلة القادمة هي مرحلة العمل الدؤوب من أجل الوصول بمرشحنا وبرنامجه إلى أوسع قطاعات الرأي العام والشعب من شباب ونقابيين وقطاعات مهنية وأوضح صنع على أن ترشيح الأستاذ أحمد نجيب الشابي تكليف وليس تشريفا وما علينا إلا جعل مرشح المعارضة الديمقراطية مرشحا للشعب التونسي بأوسع فئاته.

وسام الصغير : شكر أبناء قفصة على حسن ضيافتهم وإعدادهم للاجتماع العام وتهيئة المقر ودعا الشباب الديمقراطي التقدمي للاضطلاع بمهامه في إنجاح الحملة الرئاسية وذلك بالتحام بالمواطن التونسي ومشاغله ومزيد الاهتمام بالشأن العام والابتعاد عن رفع الشعارات الفضفاضة

الحبيب ستهام : أكد على ضرورة أن تكون تونس لكل التونسيين ونقل بمرارة شعوره بأنه بعد أن اجتاز « النفيضة » باتجاه قفصة قادما من ولاية نابل لم ير مدينة تتوفر على شروط المدينة الحقيقية من مرافق وخدمات هذه هي « تونس غير الصالحة » عند الحكم ولابد من العمل على أن تكون حقا كل تونس لكل التونسيين

كمال العبيدي : أكد على أن يتضمن البرنامج الانتخابي الرئاسي للأستاذ أحمد نجيب الشابي والذي هو طور الإعداد الإشارة إلى وضع الآلاف من التونسيين الخلفيين خارج البلاد والمهاجرين قصرا على خلفية موافقهم السياسية المعارضة للحكم وطالب بفتح ملفات ويلات عشرية الجمر عشرية التسعينات الاليمة وما خلفته في نفوس التونسيين من مرارة ولم لا العودة إلى ملف استبداد الحكم منذ اليوسفيين وجماعة أفاق والإسلامين والوطنين الديمقراطيين

حمزة حمزة : أكد على أن التنمية هي أساس الحرية ولابد من تركيز الحملة الانتخابية على ما أسماه « الحزام المنسي » وقال أن فقصة تقع في قلب ومحور المعركة… معركة التنمية والحرية … وعبر عن مظاهر ما أسماه « الاستبداد الاستثنائي بهذا الحزام… المنطقة المتحررة والمتحركة ولإنجاح لأي حركة خارجة كما أكد على ضرورة خوض معركة رفع جدار الخوف والرهبة لدى المواطن كي يعبر عن سخطه وعدم رضاه عما يجري… وقال أن عددا كبيرا ممن يعرفهم قلوبهم ونفوسهم وآمالهم كلها معنا لكنهم لا يأتون لأنهم يخشون أن يعاقبوا في أرزاقهم

مالك الصغيري : تعرض إلى تزامن الاجتماع مع ثلاث مناسبات الأولى ذكرى أربعينية الحكيم جورج حبش والثانية ذكرى رحيل خليل  حاوي والثالثة اليوم العالمي للمرأة وأكد على ان ترشح الأستاذ للرئاسة تجاوز المربع الوطني إلى القومي… وهو يصب في حظ الممانعة والصمود وهاجم صحافة الأوامر التي أضحت خارج التاريخ وقال أن برنامج الحزب الديمقراطي التقدمي خضع في أولوياته إعادة تونس إلى بعدها المغاربي والقومي وأن جوهر الصراع القومي هو إنهاء وتصفية الاستبداد

أحمد علوي : عبر باسم مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي بقفصة عن المساندة المطلقة لترشح الأستاذ نجيب الشابي وندد بما جاء في الصحافة الصفراء والمأجورة من إدعاءات وتزييف

عطية عثموني : وزع بيانا أصدرته اللجنة الجهوية بسيدي بوزيد لمساندة « وحيد إبراهمي » جاء فيه ما يتعرض له السجين من مضايقات وانتهاك وصل حد منعه من الاستحمام وحجزه لمدة عشرة ايام في « سجن انفرادي » وطالب ببعث اللجنة الوطنية لمساندة « وحيد ابراهمي »

وختم الاجتماع بـ5 برقيات وجهها السيد خميس الشماري إلى الحضور

 1- الإلحاح على ضرورة العمل المشترك في هذه المحطة الهامة من تاريخ البلاد

2- دفع الحوار بين مكونات المعارضة أيا كان موقعها بعيدا عن كل إقصاء أو إبعاد أو محاكمات وملاحقات تهدد مستقبل البلاد وتدفع في إتجاه المزيد من أقوية التيارات الأصولية والسافية

3- العمل على إلغاء حكم الإعداد والمطالبة بسن قانون صريح في شأنه

4- العفو التشريعي العام هو مطلب حقوقي لكنه ايضا سياسي ولابد من طرح موضوع « عدم الإفلات من العقاب » ليس تشفيا وانتقاما بقدر ما هو إقامة لمنطق العدالة وقيمها وبناء مصالحة وطنية تقوم على أساس التعويض المادي والمعنوي لمن تعرضوا للانتهاك وإعادة الاعتبار إليهم وذلك على شاكلة ما حصل في الغرب فيما عرف بـ »هيئة الإنصاف والمصارحة في الغرب »

 5- أكد على أهمية دور المرأة وضرورة إنخراطها في معركة التحول الديمقراطي مشيدا بالدور الذي تلعبه السيدة « سامية عبو » في هيئة « النداء من أجل بديل ديمقراطي »

إلياس قاسمي


 

الجريمة والمقاربة الأمنية

 

 
تعد ظاهرة الجريمة ومنها عمليات السطو والسلب والنهب من أكثر الظواهر الاجتماعية السلبية التي تشد اهتمام المواطنين وتشغل الرأي العام التونسي لما تمثله من خطورة بالغة في حياتهم. فعمليات السطو والنهب أصبحت تتم بطرق استعراضية في وضح النهار على مرأى ومسمع المواطنين وقد أخذت في التفاقم الملحوظ خاصة خلال الأشهر والأسابيع الأخيرة وفي سائر جهات الجمهورية غير أن أبرز هذه العمليات المسجلة ما حدث في وسط العاصمة وأحوازها لعل أبرزها الأحداث الثلاثة التالية ّ: الحادثة الأولى: تمثلت في العملية الاستعراضية التي عرفها شارع الحبيب بورقيبة على مسافة غير بعيدة من وزارة الداخلية والتي استهدفت أحد الفروع البنكية المعروفة في وسط العاصمة حين تجرأ أحد المجرمين واقتحمه مع مطلع الساعة الثالثة بعد الظهر وروّع من فيه من الموظفين وفاز بودائعه وخزائنه وتبخر في لمح البصر وسط ذهول كبير من المارة الغادين والرائحين وهو نفس المشهد تقريبا الذي عرفه فرع بنكي آخر وسط مدينة المروج بأحواز العاصمة . العملية الثانية تمثلت في حادثة الاعتراض الضخمة التي عاشها المترو على الخط الرابط بين تونس وبن عروس حين داهم مجموعة من قطاع الطرق عربات الركاب مع نزول ظلام الليل وفعلوا بهم الأفاعيل ترويعا وإذلالا وسلبا ونهبا وفازوا بما لديهم من أموال وهواتف ومجوهرات ولاذوا بالفرار بعد صولة وجولة على مرّ ساعة من الزمن تقريبا وفي غياب كامل لأي حضور أمني الأمر الذي أثار سخط المتضررين وسكان مدينة الكبارية أين جدت هذه الحادثة . الحادثة الثالثة تمثلت وقائعها في تحويل عصابة لوجهة سيارة تاكسي في ساعة مبكرة من الليل بمدينة  المروج وإرغام سائقها على الاتجاه نحو مدينة نعسان وبالتحديد في مستوى قرية دوار الحوش أين وقع سلبه ثم ذبحه كالخروف بدم بارد وإلقاء جثته على قارعة الطريق والانصراف في سبيل الحال وكأن شيئا لم يكن . هذه العمليات الإجرامية الثلاثة وغيرها كثير مما شهدته العاصمة والأحواز بل شهدته أرجاء عديدة من جهات الجمهورية كانت لها نتائج خطيرة خصوصا على المستوى الاجتماعي بما خلفته من مآسي وآلام وعلى المستوى النفسي بما انتاب المواطنين من ترويع وهلع وما ترسخ لدى الكثير منهم من مشاعر الخوف وعدم الشعور بالأمن والاستقرار لاعتقادهم أن أذى الجريمة يمكن أن يطولهم في أي مكان وزمان وقد ساعد على انتشار هذه المشاعر ما تتناقله الإشاعات اليومية والصحف شبه الرسمية من روايات مثيرة في عالم الجريمة . الجريمة والمقاربة الأمنية: دأبت منذ عقود الدوائر المسؤولة والمصالح المختصة على تنظيم حملات أمنية تمشيطية أو تركيز دوريات أمنية غير قارة في مسرح الجريمة مباشرة إثر حدوثها وحالما تنتهي الحملات وتتوقف الدوريات تنشط العمليات الإجرامية من جديد في الأمكنة نفسها . هذه المقاربة الأمنية المعتمدة في معالجة ظاهرة الجريمة تبقى على أهميتها محدودة النتائج ذلك أنها لم تؤدّ إلى وضع حد للعمليات الإجرامية بل لم تساعد حتى على التخفيف منها وظلت الجريمة مشكلا عويصا يؤرق أهل القرار والمواطنين الأمر الذي يدعو إلى اعتماد مقاربة سياسية تقوم على الحوار والتوعية وتشريك مكونات المجتمع المدني والسياسي في صياغة الحلول والمعالجات وتنفيذ السياسات وإطلاق العنان للأحزاب والجمعيات لتلعب دورها كما ينبغي في تأطير المواطنين ونشر الوعي بينهم واستيعاب الشباب وامتصاص ما يتراكم في لديهم من احتقان . فهل تقبل السلطة على خطوات انفراجة من شأنها أن تساعد على الخروج من الحالة الراهنة الآخذة في التفاقم والتعقيد ؟ أم يظل الأمر على حاله والخطر في استفحاله ؟  هدى العبد لي


 

تونس الجميلة تكرم الجدّة

كتبه عبدالحميد العدّاسي

 1) عيد الجدّة:

كان ممّا استوقفني بداية هذا الشهر خبر احتفال تونس، ولأوّل مرّة في التاريخ، بعيد الجدّة يوم الأحد 2 مارس 2008، تحت شعار « وردة لكلّ جدّة »، وقد تزامنت هذه التظاهرة – دون قصد من المنظّمين – مع « تظاهرة » غزّة حيث أهدى الكيان الصهيوني اليهودي الخاشم إطلاقة لكلّ جدّة ولكلّ ولد أو حفيد يتبعها، ما جعل ردّ فعلي بالكتابة يتأخّر بعض الوقت، إذ ما كان يمكننا الحديث عن الشأن المحلّي قبل الاهتمام بالشأن الغزّاوي الفلسطيني النازف!…

 

من حيث المبدأ: أن نوقّر الأمّ والجدّة والأب والجدّ وغيرهم من آبائنا، فهذا أمر بالغ الأهميّة، وهو من الأمور ذات العلاقة الوثيقة بالإيمان وبالمستوى التعبّدي للمسلم (وأهل تونس مسلمون)، فقد قال الله جلّ وعلا: « وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه وبالوالدين إحسانا » وقال: « أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير »، وفي حديث متّفق عليه، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبيّ صلى الله عليه وسلّم: أيّ العمل أحبّ إلى الله عزّ وجلّ؟ قال: « الصلاة على وقتها » قلت: ثمّ أي؟ قال: « برّ الوالدين« . قلت: ثم أيّ؟ قال: « الجهاد في سبيل الله« . ومنه، فقد قال علماؤنا: جعل الله سبحانه وتعالى برّ الوالدين مقرونا بعبادته وتوحيده كما قرن شكرهما بشكره. وقال آخرون: والشكر والإحسان لهما هو برّهُما وحفظُهما وصيانتُهما وامتثال أمرهما والإذعان لهما وإزالة الرقّ عنهما وترك السلطنة عليهما، ومعاشرتهما بالمعروف والتواضع لهما، بل والمبالغة في التذلل لهما، والدعاء لهما بالرحمة والمغفرة بعد مماتهما وصلة أهل ودّهما، والنظر في مصالحهما دنيا ودينا وجلب المنفعة إليهما، وعدم النظر إليهما ببصر حادّ.

والنبيّ  صلى الله عليه وسلم قد عظّم حقّ الأمّ على الأب (والجدّة أمّ). فعن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله مَن أحقّ الناس بحسن صحابتي (وفي رواية: من أحقّ النّاس بحسن الصحبة)؟ قال: أمّك. قال: ثمّ مَن؟ قال: أمّك. قال: ثمّ من؟ قال: أمّك. قال: ثمّ مَن؟ قال: أبوك.

كما أنّه من البرّ النفقة عليهما. بل النفقة عليهما واجب متأكّد لقول النبي  صلى الله عليه وسلم مبيّنا: « ابدأ بمن تعول: أمَّك وأبَاك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك » (*)

 

من حيث الشكل: لن نبرّ أمّهاتنا وآباءنا بالاحتفال بهم في يوم يتيم في السنة ولن ننفعهم بوردة قد لا يجد الكثير منهم رائحة لها ولا لونا. وإنّما برّ الوالدين يكون بكلّ ما سلف في الفقرة أعلاه، ويكون مسترسلا بعدد ثواني العمر وبعدد طرفات العين فيه…

 

من حيث الواقع: قال المنظّمون مفتخرين: « وتضمّن الاحتفال الذي أعدته وزارة الشؤون الاجتماعية بعيد الجدة المقام تحت شعار « وردة لكل جدة » برامج تنشيطية للجدات داخل اسرهم وبمراكز رعاية المسنين (يا للعار) وتنظيم منابر حوار بمراكز الطفولة حول علاقة الجدة بأحفادها« … الجملة المسطّرة مليئة بالعقوق (عقوق الوالدين، عقوق الأمّ والجدّة)، والعقوق من الكبائر التي قد اقترنت بالشرك كما كان البرّ من قبل قد اقترن بالعبادة والتوحيد، فقد جاء في البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: « جاء أعرابي إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما الكبائر؟! قال الإشراك بالله، قال ثم ماذا؟! قال: ثم عقوق الوالدين،  قال: ثم ماذا؟! قال: اليمين الغموس، قلت: وما اليمين الغموس؟! قال: الذي يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب« . قال أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله فى فتاويه: « العقوق المحرّم كل فعل يتأذى به الوالد أو نحوه تأذيا ليس بالهين، مع كونه ليس من الأفعال الواجبة » والسّؤال هنا: هل هناك عمل أشدّ أذى وإيذاء لوالديك أيّها التونسي المحتفل بعيد جدّتك الذي فُرض عليك، أكبر من تفكيرك في إبعاد أمّك أو أبيك خارج البيت الذي نشّؤوك فيه أو البيت الذي أنجزته بجهدك (وأنت ومالك لأبيك) ناهيك عن التنفيذ الفعلي المتمثّل في رمي الأمّ أو الأب في ما يسمّى بمراكز رعاية المسنّين لتكبّلهما برقّ أمرتَ بإزالته؟! إنّه العقوق الذي لا يمكن معه الاحتفال!.. إنّها الكبيرة المفضية إلى جهنّم عياذا بالله تعالى والتي لا يمكن معها الفرحة أو المجاهرة!… إنّها المعاول التي امتشقها التغيير وسلفه لهدم أسس المجتمع التونسي المحافظ!… ثمّ كيف تحتفل الجدّة أو الأمّ وهي ترى ضلال أولادها وابتعادهم عن المعين الصافي الذي به تكون الوقاية من كلّ الأمراض، وهي ترى أولادها وأحفادها يسجنون ويعذّبون ويقتّلون، وهي تموت حيّة دون أن تجد من يكفكف دمعتها أو يروي نفسها برؤية ولدها الغائب المشرّد!… ثمّ أنتم أيّها المنظّرون للاحتفالات المُذهبة للاهتمام بشؤون البلاد، ألم تسمعوا نداء جدّة جاوزت التسعين من العمر (فاطمة التليلي أرملة الزعيم النقابي المرحوم أحمد التليلي) وقد ناشدتكم بالصوت وبإضراب الجوع لإطلاق سراح ابنها الذي لم يقصّر يوما في خدمتكم وخدمة مصالحكم الذاتية الخاصّة؟! أما كان ينبغي أن تبدلوها بـ »الوردة » بسمة بإطلاق سراح ابنها الذي أحسب أنّه لا يفوقكم إجراما في حقّ البلاد؟!… ثمّ، كيف تجرؤون على مخاطبة البراعم بمراكز الطفولة عن الجدّة والعلاقة بها وهم لا يفقهون استغراقها اليومي في البكاء المانع للكلام، ولا يتفهّمون غياب الوالد عن البيت ولا كثرة تردّد الأمّ على مراكز ومحلاّت تبغّض إليهم الحياة بكثرة المتاعب التي تنتجها في الحياة؟!…وبعد هذا كلّه هلاّ احترمتم فعلا – بعيدا عن النّفاق والتزوير – هذه الجدّة في شبابها، وذلك بعدم منعها من الدراسة والعمل والاستشفاء وغيرها من الأنشطة لمجرّد اقتراف الاحتشام والالتزام بالسمت الإسلامي ثمّ بعدم دفعها بأنواركم إلى جعلها أمّا عزباء كما تخمّرون؟!… بالله عليكم قليلا من الحياء، فإنّ الحياء شعبة من الإيمان!…

 

2 ) قانون ذو علاقة بالموضوع:

قانون عدد 88 لسنة 2005 مؤرخ في 27 سبتمبر 2005 يتعلق بالمنافع المخوّلة لرؤساء الجمهورية بعد انتهاء مهامهم (ولعلّهم يكونون أجدادا وجدّات)

الفصل الأوّل: يتمتع رئيس الجمهورية بعد انتهاء مهامه بـ: 1- جراية عمرية تعادل المنحة المخوّلة لرئيس الجمهورية المباشر. 2- إمتيازات عينية أهمّها: محل سكنى مؤثث والأعوان المكلّفين بخدماته ومصاريف صيانته والمصاريف المتعلقة بالهاتف والتدفئة واستهلاك الماء والغاز والكهرباء. وسائل النقل والأعوان المكلّفين بالسياقة. العناية الصحيّة اللاّزمة بالنسبة إليه والى قرينه والى أبنائه حتى بلوغهم سن الخامسة والعشرين.

 

الفصل الرّابع: في حالة وفاة رئيس الجمهوريّة يتمتع قرينه الباقي على قيد الحياة بجراية عمرية تساوي 80 % من المنحة المخولة لرئيس الجمهورية المباشر تضاف إليها 10 % عن كل ابن قاصر، كل ذلك في حدود المنحة المخوّلة لرئيس الجمهورية المباشر.

 

الفصل الخامس: في حالة وفاة رئيس الجمهورية وقرينه، يتمتع أبناؤهما بجراية عمرية تساوي 50 % من المنحة المخوّلة لرئيس الجمهورية المباشر وذلك إلى حدّ بلوغ كل واحد منهم سن الخامسة والعشرين.

إذا كان عدد هؤلاء الأبناء والبنات ثلاثة أو أكثر تسند لهم جراية جملية تساوي المنحة المخولة لرئيس الجمهورية المباشر يتم توزيعها عليهم بالتساوي. إلى جانب الامتيازات العينية والعناية الصحية والضمانات الأمنية المذكورة أعلاه.

 

إذن كانت تلك وردة للجدّة في عيدها السنوي، وهذه وردة للرّئيس وحرمه بعد انتهاء المهمّة (إذا كانت لها نهاية). وهي وردة تزهّد حقيقة في الاستمرار على كرسي الرّئاسة. فالمنح هي نفسها أو أقلّ بقليل والامتيازات هي نفسها أو أقلّ بقليل، وقد تصوّرت: لو « مرضنا » فعلا بالدّيمقراطيّة فتعدّد عندنا الرّؤساء (طويلو العمر) فكان لدينا رئيس فترة الستينات مثلا ورئيس السبعينات والثمانينات والتسعينات والألفين والألفين وعشرة وهكذا، وقد طبّقنا هذا القانون فتعدّدت القصور في البلاد وكثرت المنح والضمانات الأمنية والصحيّة، كيف يكون حال التونسيين (من غير الرؤساء) وهم يرون اليوم ما فعلت فيهم العناية برئيس واحد أوحد وآله؟!… إنّه قانون ظالم متخلف عار على التونسيين، يترجم الشعور بالذنب لكثرة اقتراف الظلم أثناء فترة الحكم، ويعبّر عن الخوف من المستقبل الواقع خارج حراسة كلاب الداخليّة ويكشف عن عدم إيمان بالله سبحانه وتعالى وعدم تسليم بأنّه هو الذي أوقف الأرزاق قبل وصول أصحابها إلى هذا العالم، كما يتحدّث عن رغبة في الدنيا جامحة وعن جشع وشره بغيضين وعن تواكل أحدثه غياب التوكّل… إنّه قانون غير قابل للتطبيق البتّة، وسوف لن يرى النور بإذن الله، وسوف يرى الرّئيس أو زوجته أو أولاده كيف أنّ الظلم يخرّب العمران ولا يقيمه ولا يتعهّده، ولن يكون هؤلاء القوم الطغاة الفاسدون أكرم من عائلة البايات ولا حتّى من بورقيبة ولا أكثر نفعا لتونس من النّقابي المرحوم أحمد التليلي الذي لم تُكرم من أجله زوجتُه المسنّة الجدّة فاطمة التليلي حتّى نوقف البلاد على خدمتهم وخدمة نسلهم!…        

ــــــــــــــــــــــ

(*): أغلب ما في هذه الفقرة مقتطف من موضوع سابق لي، بعنوان « برّ الوالدين » بتاريخ 4 / 5 / 2007


 

بالسواك الحار-7

 

منانة « تكسر الدنيا » و »آفاق » تتبرأ من سلاطة لسانها

 

نور الدين العويديدي

استفحل الخلاف بين منانة وجحا، وعجز مراسل « آفاق تونسية » عن إصلاح ذات البين.. حاول أكثر من مرة جمع الزوج وزوجته لكنه فشل.. اعتصم كل واحد منهما بناحية من الكوخ ورفض الحديث مع الآخر.. حاول المراسل إنقاذ الوضع لكنه أخفق، فقرر أن تكون الحلقة خالصة للحاجة منانة، بعد أن أغلق جحا فمه بمنديل أحمر، وقرر أن لا يتكلم في أي شيء، وخاصة في السياسة.. أما منانة فحاولت في البداية أن تفعل مثل زوجها، لكن حصة النميمة التي غابت عنها الليلة الماضية مع صديقاتها جعلت الصمت ثقيلا على قلبها فقررت الحديث..

 

*************                     *************

 

– آفاق تونسية: خالتي منانة.. يا خي سمعت اللي مفتي الجمهورية التونسية أعلن يوم السبت 08 مارس 2008 هو تمام الثلاثين من شهر صفر 1429هـ، وأن يوم الأحد 09 مارس 2008 هو الفاتح من شهر ربيع الأول 1429هـ.

– منانة: الله يبشرك بالخير يا وليدي.. طمنتني يا وليدي اللي المفتي مازال حي.. أنا حسبته مات من هاك العام.. منين طلعنا ها المفتي ياخي طلع م القبر. يرقد عام ويجينا باش يقولنا وقتاش دخل ها الشهر ووقتاش خرج لاخر.. ياخي هو مفتي للتوانسة، يحل لهم مشاكلهم ويعرفهم بدينهم، وإلا هو مفتي متاع الهلال، يتبع فيه وقتاش يطلع ووقتاش يغيب.. ما تقوليش وين كان المفتي كي منعوا البناويت من لبسان الحجاب؟ آشبيه ما حلش فمو، وإلا ساعتها كان يرصد في الهلال.. يشوف في السماء وموش عارف آش يجري في الأرض.

– آفاق: والله مش عارف يا أمي منانة آش كان يعمل.. لكن الراجل معذور، بالك الراجل مسكرين له فمو.. بالك قالوا له ما تتحدث كان في الهلال والعيد ورمضان.

– منانة: هكّا بالحق يولي مفتي متاع الهلال موش متاع التوانسة.. المفتي يلزمو يفتي موش يفتوا له.. وإذا ما خلوشي يتكلم يكون راجل ويروح لدارو ويتلهي بمرتو وولادو.. ويريّح ويرتاح.

 

*************                *************

 

– آفاق: قول لي أمني منانة آخي سمعت اللي وزير العدل بشير التكاري مشى زار قطر، هاهم قالوا اللي بش يصلح العلاقات بين بلادنا وبلادهم؟

– منانة: إيه سمعت وليدي.. إن شاء الله من فمك لربي.. أما أنا حايرة علاش سكروا السفارة وعلاش توا جايين يرجعوها.. يا خي آش صار بين التسكير والحلان.. هذه عملة متاع أولاد صغار، مرة يحلوا ومرة يسكروا.. ولينا لعبة في يديهم.

– آفاق: أمي منانة بردي دمك شوية.. هم راهم سكروا السفارة على خاطر قناة الجزيرة مقلقتهم.

– منانة: وعلاش تقلق فيهم.. إذا يحبوا ما تقلقهومش الززيرة يكونوا باهين معانا.. يخرجوا الناس م الحبوسات، ويبطلوا السرقة والخطفة واللهفة، وما يضربوش المحامين، ولا يتعدوا على الصحافيين.. ما شوفتش هاك الصحافي سليم بوخذير آش عاملين له، وما شوفتيش ها المسكين عبد الله الزواري رادمينا وهو حي.. وكان يبطلوا ها الفعايل اللي كي وجوهم توا تولي الززيرة تبوس لهم رجليهم.. وعندي ليهم حل ثاني.. إذا يحبوا التوانسة يبطلوا يشوفوا الززيرة، الحل أنو يحسنوا التلفزة متاعهم.. خليها تقول الحقيقة، وتقول آش ساير وآش جاري، توا التوانسة الكل يبطلوا يشوفوا الززيرة، وما يشوفوا كان السبعة الحية.

– آفاق: تي هاكي شكايبية أمي منانة..

– منانة: آه يا وليدي كنت نلعب مع عمك جحا في الشكبة وكنت ديما غالباتو

 

*************                      *************

 

حين سمع جحا كلام منانة غضب وأخذ عكازه، وكاد يسيل الدم، لولا أن تدخل المراسل المسكين، وتطوع بإشعال الكانون وتعمير البراد.. وحين فاحت رائحة الشاي عاد جحا لهدوئه وغرق في لعبته اليومية الجميلة.. طبخ الشاي وشربه.. أما المراسل فعاد لخالتي منانة ليكمل معها الحلقة.

 

*************                    *************

 

– آفاق تونسية: أمي منانة يا خي سمعت اللي في المرسى تلاميذ المدارس يطالبوا في الرئيس باش يترشح للانتخابات الجاية في 2009.. قالوا اللي هم يجبهوا بيه ويقرقوا، وموش عارفين الرئيس ياخذ بخاطرهم وإلا لا..

– منانة: أنا والله يا وليدي هاني عشت وشوفت وما شوفتش كيما الحزب متاعنا.. والله حيرني وذهّب لي شيرتي.. مرة يقول ما تدخلوش السياسة في الجوامع والمدارس، ومرة نلقوه هو اللي مخرب الدين ومكمل بالسياسة.. فسد الجوامع وزاد كمل المدارس.. ما عرفناش نتبعوا كلامه وإلا نشوفوا فعايله.. أما الرييس أنت جد عليك أنه مش يخلي بلاصتو لواحد آخر يجي من بعدو وهو حي.. أرشق لي عود في عيني كاني حية، وبول على قبري كاني ميتة إذا عملها.. أنا نكون مش منانة إذا طمعتوا تشوفوا رييس واحد آخر والزين حي.

 

*************                     *************

 

– آفاق: أمي منانة فكي علينا ما ها السيرة، راهي خطيرة برشة، وأنا خايف.. أنت مرا عزوز ما يديروا لك شيء أما أنا يمكن يطردوني من « آفاق تونسية » ونقعد بطال.. خلينا نبدلوا ها السحن ونشوفوا غيره.. قولي لي يا خي سمعت اللي الدول العربية تنتج 146 مليون دبوسة شراب في العام..

– منانة: إيه وليدي سمعت، والله حكاوا لي الحكاية.. وقالك اللي فيه 50 ألف واحد ولد حرام يخدموا في ها الخدمة.. ضاقت عليهم الدنيا ما لقاوا كان ها الخدمة.. العنب ولى الكيلو متاعه بهاك الحسبة، وهمّ يعصروا فيه باش يعملوا بيه الدويخة.. ما قدروش يحلوا مشاكلهم وهمّ فايقين يحبوا يدوخوا بالك يحلوها.. الله يعطيهم سخطة تسخطهم اليوم قبل غدوا..

 

*************                    *************

 

وكالعادة لمزت منانة من ناحية زوجها جحا قائلة..

– جحا وقت اللي كان صغير حتى هو كان يسكر، وكان داير الشطيح والبطيح.. كي عرّسنا حلفت عليه.. قلت له والله ما نخليك تدخل الدار إذا شميت فيك ريحة الشراب.. ومرتين وإلا ثلاثة بيته لبرة، ومن هاك الوقت بطل الشراب، وبدله بالزطلة.. حبيت نح ليه الزطلة ولكن غلبني.. ولى النهار الكل والعكاز معاه، وين نجي نكلمو يبدا يتهدد علي باش يضربني.. أما الحمدولله يا ربي أنا حالفة ما نذوق المخذرات في عمري.

– آفاق: أمي منانة هاو جحا قال اللي هو غشك وشربك معاه الشاي اللي عامل فيه الزطلة..

– منانة: لا يا وليدي.. راهو يكذب عليك.. منانة حالفة المخذرات ما تطب فمها.

 

*************                     *************

 

– آفاق: أمي منانة يا خي سمعت اللي قالوا بأنه العزاب كثروا في تونس وفي العالم، وأنه المتزوجين مش يولوا أقلية، وأنه الناس اللي عمارهم بين 34 و44 عام 50 في المية منهم مش ولوا عزاب.. يعني الباهي فيهم يعرس كي يولي موش قادر يحك ظهره بيده.

– منانة: ما تتقلقش وليدي.. الله يقطع نسلهم.. الفاسد نرتاحوا منه، والباهي يعرس ويرد بالو على مريتو ووليداتو، والخايب الله لا يرده.. آش قال آش قال.. قال لك علاش نشري في بقرة والحليب بلاش.. وينها الحضارة متاعهم وحرية المرا.. ياخي يحسابونا بقر.. أولاد الحرام كثروا، والخايب ولى أكثر م الباهي.. الله يقطعهم.. يعطيهم طوفان كيما طوفان نوح يريحنا منهم ومن فعايلهم الفاسدة.

– آفاق: أمي منانة علاش منرفزة روحك.. بالك المشكلة الشباب بطالة وما عندهومش وين يسكنوا.. هذاك علاش ما يعرسوش.

– منانة: في هذه عندك الحق.. مش قالوا اللي بلادنا جنة فوق الأرض، واللي عندنا مُعْززة اقتصادية.. أنا غُدوَ نشمي للرييس ونقوله أنا ما ننتخبك عام 2090 كان ما تخدّم الذراري وتلقالهم بيوت باش يعرسوا فيها.. خلي الهيجة تنقص شوية م البلاد.. الذر والبنات ضبعوا.. أشبيهم يا غلبة.

– آفاق: والله على يديك نحجوا يا أمي منانة.

– منانة: ما تقوليش اللي أنت مازلت عازب.. ووه يا غلبة تحكي معاي توا عندك شهر وأنت عازب.. والله لو كان يعلم عم جحا يكسر لك راسك بالعكاز..

 

*************                     *************

 

عند هذا الحد رن الهاتف في مقر « آفاق تونسية ».. كان المراسل على الخط الثاني.. كان يبكي ويرجو مدير النشر أن يوقف الحلقة.. أقسم بأغلظ الأيمان أن كل ما في الأمر كان مجرد حلم، وأنه لم يلتق لا جحا ولا منانة منذ مدة، وأنه مريض طريح الفراش، وأن الحلقة كلها مجرد هلوسة من هلوسات الحمى.. قال إن ما ورد في الحلم يمكن أن يتسبب في القذف به في غياهب السجون لمدة طويلة لا يعلم أحد متى تنتهي.. قال إن منانة قد أكثرت في الحلم من النقد، وأنها لم توفر الوزير ولا الغفير، وأنه بريء من كل ما قالت.. وأنه ضد التشخيص، وضد المس بالمقدسات العليا..

مدير التحرير حاول تدارك الأمر.. سعى بكل جهده لوقف الحلقة.. كان يخشى هو نفسه أن تغلق الصحيفة، ويخسر وظيفته.. لكن الفاس وقعت في الراس.. والحلقة وصلت إلى جمهور القراء، الذين تلقفوها بلهفة ممزوجة بالحيرة.. وكان السؤال الأبرز على وجوه الجميع: كيف تجرأت منانة وقالت للأقرع يا أقرع.

 


رأي حر حول حرية المرأة بمناسبة العيد العالمي للمرأة

 
إن الحرية هي غاية الإنسان في مجتمعه وبيئته. وان الحرية لا تتجزأ فهي مطلب وغاية كل كائن اجتماعي. وبما أنها كذلك فهي مطلب المرأة والرجل في آن واحد . فغاية المجتمع أن يتحرر من كل أنواع الجمود والتحجر وكل العراقيل المكبلة لفعله الحر  المبدع في الواقع .وإذا كانت المرأة العربية تعاني إلى جانب الرجل من الاستبداد السياسي والاستغلال الاجتماعي فهي تعاني أكثر منه بسبب ثقافة التسلط الأبوي في مجتمعنا العربي والتي تحمل معها إرثا ماضويا  رجعيا  كانت ضحيته ولا تزال هي المرأة . فالمرأة عندنا لازالت تعاني  من النظرة الدونية لها كما  أنها لا زالت ضحية الرؤية الجنسية السائدة واعتبارها كائنا جنسيا بحتا. إن العمل على رفض الأمر الواقع الذي تعيشه المرأة يعتبر شرطا ضروريا لحريتها أولا ولتحررالمجتمع العربي من نظرة سلفية موغلة في القدم ثانيا. إننا لانقول ذلك تحت تأثير التطور الحاصل في القاعدة المادية الاقتصادية أو تحت تأثير الثورة التكنولوجية في عالم الاتصال وانتقال المعلومة  والانفجار المعرفي الهائل وإنما نقول ذلك إيمانا منا بالحرية كقيمة إنسانية واجتماعية وان كل كائن فاقد لحريته فهو فاقد لإنسانيته.  وانطلاقا من ذلك يجب علينا في المجتمع العربي خصوصا رفض كل قيود وتقاليد لا تتماشى مع حرية المرأة كانسان أي ككائن جدلي. وهذا يجرنا طبعا إلى الحديث عن أي تقاليد و موروث  نقصد. هل كل ما يتصل بالموروث في السلوك والوعي الجمعي هو مدعاة للرفض من قبلنا ؟ فنقول انه بالتأكيد لا  بل المقصود من ذلك هو القطع مع بعض ما اتصلنا به من العادات المتخلفة من سوء معاملة للمرأة مثل تلك النظرة التي تجعل منها كائنا للإنجاب والخصوبة فحسب. أو مثل ما تعلق فينا من الأجداد من أن الكلمة الفصل ترجع بالنظر دائما للرجل . أو لو كانت خاطئة وفي غير محلها ؟ و باختصار شديد فإننا نتمسك بكل ما يدعم حرية المرأة في التعامل معها ككائن بشري على قدم المساواة مع الرجل في تراثنا النير ونطوره.  فلا يمكن أن نقبل  بأي حال من الأحوال تلك النظرة التي تحرم المرأة من المشاركة الفعالة في الحياة العلمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية  والسياسية. وبالتالي يجب أن تكون ممثلة في كل المؤسسات والهياكل المنتخبة سواء منها المهنية أو النقابية أو الاجتماعية أو السياسية مثلها مثل الرجل على قدم المساواة لا يفوقها في أي من القدرات أو المكتسبات .هذه رؤيتنا للمرأة من ناحية نظرية واجتماعية.  ونأتي الآن للمرأة المعاصرة في هذه المرحلة التي انتصرت فيه العولمة الرأسمالية المعتمدة على الاقتصاد العالمي النيوليبيرالي على حساب الاشتراكية فأصبحت قيم الفردانية والأنانية والجشع هي المسيطرة في مجتمعنا الراهن حيث العامل رجلا كان أو امرأة ينظر إليه كشيء تابع لدورة الإنتاج الرأسمالي.وإما عن المرأة في نظام العولمة الكونية فحدث ولا حرج فهي إن شئت سلعة رخيصة تباع وتشترى في السوق الرأسمالية عبر عرض وسائل الدعاية والإشهار في سلطة الإعلام التي يملكها أصحاب رأس المال المعولم وان شئت فهي أداة من أدوات الإنتاج للطبقة البورجوازية و عملائها من السماسرة والطفيليين من البورجوازية الكومبرادورية العميلة. إن أول أهداف النظام الرأسمالي كان ولا يزال سلعنة كمية العمل من اجل الربح والمزبد من الربح. وإذا كانت الثورة البورجوازية ساهمت إلى حد ما في تحرر المرأة ففي جزء منها جعلتها  أداة طيعة للاستغلال البشع  والمنافسة والربح وهوا لشيء الذي أدى إلى احتجاجها وثورتها على هذا  الظلم من اجل تحسين ظروف العمل وتحقيق المساواة في المواجهات والمصادمات الدموية التي حصلت  مع البوليس سنة1857.  وما سبب  تعاظم معانات المرأة في مجتمعاتنا الحاضرة إلا نتيجة لسيطرة النظام الرأسمالي على اقتصاديات الشعوب المستضعفة.إن النضال ضد الاستغلال  والتعسف هو في حد ذاته نضال من اجل تحررا لمجتمع وبالتالي حرية المرآة والرجل في آن واحد وهو الذي سيؤدي حتما إلى المساواة بينهما , كما إن النضال ضد الاستبداد السياسي والقمع كجزء من منظومة الاستغلال هو دفاع عن الحرية في مفهومها الاشمل.ونضيف بالى ذلك أمرا آخر كشرط من شروط تحررها هو وعيها ومقدرتها على الحركة والتغيير الاجتماعي الذي يقطع مع كل أنواع القهر والظلم حتى تكتسب الثقة التامة في النفس مع أخيها الرجل من اجل معركة المصير الواحد والهدف الواحد . النفطي حولة: 12  مارس 2008

 

 


الهوية  في مواجهة الاستعمار قديما والعولمة حديثا

 
   سالم  الحداد
 
سبق لي أن ألفت كتابا بعنوان  » صراع الهوية بين الأنا والآخر » قبل أن تبرز أخطار العولمة على الدولة والإنسان والهوية،  وقد استشعرت هذه الأخطار من المشاريع الاستعمارية التغريبية التي عرفتها الساحة العربية وبالتحديد في المغرب العربي والتي تمثلت في الظهير البربري الذي ظهر في المغرب الأقصى ومن قوانين التجنيس التي بدأ تطبيقها في الجزائر منذ بداية القرن التاسع عشر ومن المؤتمر الأفخارستي الكاثوليكي الذي انعقد بتونس إحياء لمجد قرطاج المسيحي.
وقد أتت هذه المشاريع لترسخ ما فرضتها فرنسا الاستعمارية بقوة الحديد والنار. وها هي أمم العالم ـ وفي مقدمتها الأمة العربية ـ  تتعرض لغزو شمولي تشنه الإمبريالية الجديدة تحت عنوان العولمة وهو غزو أشد خطورة من المشاريع التقليدية. وأخطر ما فيه أنه يقدم تحت غطاء براق يستلب العقول ويستهوي القلوب.فقد أتت العولمة متدثرة بالديمقراطية ومتشحة بحقوق الإنسان ومبشرة بحياة الرفاه والسعادة.ومن أجل هذه الشعارات شرعت لنفسها أن تهدم وأن تهدم وأن تعيد صياغة العالم بما يتلاءم مع خياراتها ومصالحها.
 غير أن الإنسانية ـ  وفي طليعتها المستضعفون ـ لم ينطل عليها سحر الجبابرة والطواغيت، فتنادت إلى تضميد جراحها ولملمة شتاتها ورصّ صفوفها منادية بعولمة مضادة تنهض على العدالة لمواجهة الاستغلال والحرية في مواجهة الاستبداد والتنوع والتعددية في مواجهة النمطية والأحادية.
 وقد كانت الهوية سلاحا من أهم الأسلحة التي شهرتها الشعوب في مواجهة العولمة دفاعا عن ذاتها وصيانة كيان شعوبها. فكيف كانت العلاقة بين العولمة والهوية هل تحاذب أم تنافر؟ ذاك ما أحاول الإجابة عنه في هذه المقاربة.
أولا ـ  الهوية دلالة ومقومات وإشكالات
1 ـ  الدلالة: لابد من التمييز بين الهَوية( بفتح الهاء) والهُوية (بضم الهاء) فالأولى من هوى يهوي وتعني السقوط، وهي البئر العميقة، وهي كلمة معجمية تناولتها المعاجم القديمة، أما الثانية  فليست مشتقة من فعل، بل تعود إلى الجذر « هو » وهي مصطلح حديث نسبيا وقد أخذ دلالات عدة، أكثرها دلالة هو ما نسميه في تونس  » بطاقة التعريف » التي تعرف بأهم سمات الشخصية من حيث الاسم والولادة والمهنة والجنسية وعلى المستوى اللغوي كما يحددها الجرجاني فتعني « الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق  اشتمال النواة على الشجرة  في الغيب المطلق  » وهو تعريف أقرب إلى المعاني الصوفية.أما « في الأدبيات المعاصرة : مطابقة الشيء لنفسه أو لمثله، وهي حقيقة الشيء أو الشخص المطلقة المشتملة على صفاته الجوهرية التي تميزه عن غيره وتسمى أيضا وحدة الذات « واستنادا إلى هذا التعريف فإن هوية أمة تعني السمات الجوهرية أو القواسم المشتركة التي تتمايز بها عن غيرها من الأمم.
والهوية ظاهرة بشرية تتعلق بالإنسان لأنها مرتبطة بوعيه بطبيعة العلاقة التي تجمعه بالأخر. وهي تتجاوز مستوى الحس لتتوغل في أعماق النفس البشرية فتتحول إلى مكون أساسي من مكونات الشخصية وإلى حافز من الحوافز المحركة لها، وهي حصيلة تراكم تاريخي من الانتصارات والانكسارات تخوضها الجماعة في صراعها مع التحديات الخارجية لتأكيد ذاتها واستمرار وجودها.
 وعادة ما تكون ضامرة في حالة كمون لا نكاد نشعر بها في الظروف العادية الخالية من التوترات غير أنها تستيقظ وتتوثب عندما يستفزها الآخر فتخرج من طور الوجود بالقوة إلى طور الوجود بالفعل. فالأنا الفردية أو الجماعية ترفض التماهي في الآخر. وفي الظروف الصعبة تستحضر مخزونها وتستشرف مستقبلها، لذا نرى الفعاليات السياسية تحفر في ذاكرة شعوبها عندما تشعر بخطر الذوبان فتعيد إليها الوعي بالذات، فتتحرك الأحاسيس التي مالت إلى الاسترخاء فيسترجع الإنسان فردا أو جماعة مقومات كيانه المتمايز التي غالبا ما تكون مصدر اعتزاز للجماعة فتسعى لحمايتها محافظة على استمرارية وجودها.
2 ـ مقومات الهوية
تتجسد مقومات الهوية في عنصرين على الأقل : هما اللغة والثقافة، فاللغة هي مخزون ثقافي ومعرفي لأية مجموعة بشرية، وهي أداة تواصل بين أفرادها،وكما كانت العربية لغة الموروث الحضاري للأمة العربية عبر مسيرتها يجب أن تكون اللغة التي بها تلج عالم الحداثة، فأهم الإبداعات  في العالم تمت باللغات الوطنية لغة الاستبطان المعرفي والتمثل الحضاري .
أما الثقافة فهي جملة ما اكتسبته المجموعة عبر تاريخها الطويل من عادات وقيم وما ترسب في نفوس أفرادها من أحاسيس، وتشمل الفنون والفلسفة والآداب، وأهم مكون للثقافة هو الدين لما له من سلطة على الفكر والشعور.وقد لعب الإسلام بالنسبة للأمة العربية دورا سياسيا وحضاريا بل إن إنه كان سبب وجودها وتحررها ووحدتها. فببزوغ شمس الإسلام خرجت الأمة العربية الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل من مجتمع القبيلة إلى مجتمع الدولة التي أخذت على عاتقها تحرير الأمصار العربية وتوحيدها، وكانت الرسالة المحمدية منطلقا لتأسيس حضارة جديدة كيفت رؤية الأجيال وسلوكها. وانطلاقا من هذا الرصيد الحضاري بكل أبعاده فإن الإسلام بالنسبة للعربي وإن كان غير مسلم ـ مسيحيا أو ملحدا ـ ظاهرة ملازمة لوجوده ولشخصيته وليست قيمة إضافية كما هو الحال بالنسبة للفرس والترك والأفغان، لذا لا سبيل للفصل بين الإسلام والعروبة.
إن العرب قبل الإسلام كانوا موجودين لكن وجوده بالقوة وجود المعدن الخام في الطبيعة غير وظيفي وبالرسالة الإسلامية خرج العرب من طور التهميش والضياع والعقم إلى طور الخلق والعطاء، لكن علينا أن نمايز بين إسلام الانطلاقة إسلام التحرر والوحدة والبناء  وإسلام التكلس إسلام الحدود والسدود.
ولم تكن العروبة نزعة عرقية قوامه صفاء الدم بل إنها تنهض أساسا على وحدة اللسان وما اختزنته اللغة من ثقافة، فهي في جاهليتها وإسلامها إنسانية متسامحة، ففي الجاهلية اتخذت من حاتم الطائي رمزا للكرم ومن السموءل اليهودي رمزا للوفاء ومن عنترة الحبشي رمزا للشجاعة، إن هؤلاء ينتمون إلى العروبة وحملوا نصيبا كبيرا من دمها وتمثلوا نصيبا أكبر من ثقافتها وترجموا عن قيمها وفكرها. وفي الإسلام اعتبر الرسول سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي عربا مسلمين لأنهم نطقوا باللسان العربي ودافعوا عن الإسلام . وفي العصر الحديث لا يضير القومية العربية أن يتواجد بين صفوفها من ليس عربيا ويريد أن يحتفظ بلغته وثقافته ويقاسم المجتمع العربي إحساسه بالمواطنة. بل لا يضيرها أيضا أن تحضن أقطارا عربية متعددة يحمل كل منها خصوصية تشكلت قديما وحديثا عبر الظروف التي مرت بها، فالفضاء الجغرافي على تماثله لا يخلو من تنوع بين مناطق السهول ومناطق الجبال ومناطق الصحراء ولابد من أن  يكون لكل منها فعاليته في متساكنيها.كما أن الاحتكاكات التي عرفتها مع أجوارها أيام الحرب والسلم بما في ذلك الموجات الاستعمارية تركت بصماتها في البنى الفكرية ، وزادت الأنظمة القطرية ـ التي ورثت التركة الاستعمارية وتحاول أن تحافظ على عروشها ومواقعها ـ   ترسيخ الخصوصية. ومع ذلك تبقى الهوية العربية بعمقها التاريخي والحضاري والنفسي هي السمة المميزة والفاعلة في أبناء الأمة العربية انتماء ومصيرا.
ومما تجدر ملاحظته، فإن التأكيد على البعد العربي والبعد الإسلامي ليس نفيا لبعض الخصوصيات  القطرية فهي موجودة أحببنا أو كرهنا، لكن علينا أن نعي أننا في عصر لا مجال فيه للتقزّم والتشرذم، وعلينا أن نبني هويتنا المشتركة على الوحدة في التعدد والتنوع حتى نثري مخزونها، فالعمالقة الأوروبيون أدركوا أنهم أقزام أمام الآخر الأمريكي فتبادروا إلى تناسي حروبهم الطويلة المدمرة وقومياتهم المتناحرة ولغاتهم المتباعدة ليوحدوا إمكانياتهم في عالم ليس فيه مجال إلا للأقوياء، فبدؤوا يقيمون صرحهم لبنة لبنة من الاقتصاد إلى المال إلى القوانين الاجتماعية وأخيرا إلى الوحدة السياسية.
ومن خلال هذه الرؤية المستقبلية فإن الهوية العربية الإسلامية لم تعد انتماء ماضويا إلى العروبة والإسلام بل هي تأسيس مستقبلي للمصير العربي المشترك، وبالتالي فهي عامل أساسي في التحول مما هو كائن إلى ما يجب أن يكون، من الموجود إلى المنشود.
ولا يمكن أن نعتبر العناصر الحسية كالأعراق أو الألوان من القواسم المشتركة المميزة للهوية، فاللون الأصفر ليس هوية لاي بلد من بلدان آسيا وكذلك اللون الأسود فهو يمايز السود  عن البيض في أمريكا لكنه ليس هوية جامعة لكل السود في العالم.كما أن اللغة وحدها أو الدين وحده لا يؤسسان لهوية، فلابد من التراكم الثقافي الذي تبنيه اللغة حتى يخلق أرضية نفسية وفكرية مشتركة.
 
3 ـ إشكالات الهوية
طرح التمسك بالهوية عدة إشكالات كانت محل جدل حول ماهيتها ومقوماتها ووظيفتها. ويمكن اختزال ذلك في تساؤلين: هل الهوية ثابتة أو متحولة ؟ثم هل هي عامل دفع إلى الأمام أم شد إلى الوراء ؟ فما الثابت والمتحول في الهوية ؟ هل هي قيد في الزمان يكبل الأجيال؟ هل هي عنصر جامد تتعطل دونه الحركة ؟ هل هي قطب يراوح مكانه وتدور الأمـة في مساره الدائري ؟ أم أنها حركة وتغيّر في الزمان في اتجاه التطور حيث تسير حركة التاريخ ؟
يمكن تقسيم الموجودات في الكون إلى نوعين:
أ ـ الموجودات الطبيعية الثابتة وهي التي قامت بُنيتها على التوازن والتي حرص الإنسان على حمايتها وتوظيفها لخدمته والاستفادة منها دون أن يخل بهذا التوازن، وها نحن نشاهد العديد من الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات التي بدأت تضرب الكرة الأرضية بعنف وتهدد الوجود الإنساني خاصة إذا صدقت تنبؤات العلماء بذوبان  الثلوج القطبية التي ستغمر العديد من المناطق الآهلة. كل ذلك سيكون نتيجة اختلال عناصر الطبيعة بعد أن تعاظمت درجة التلوث التي سببها ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الفحم المتصاعد في الجو نتيجة عملية الاحتراق. فالطبيعة حينئذ قامت على ثبات التوازن.لكن الموجودات المتعلقة بفعل الإنسان متحولة بل متطورة بتطوره ، فكيف يتجلى ذلك؟
ب ـ الموجودات المتحولة وهي التي صنعها الإنسان بما في ذلك المعارف من علوم وفلسفة وقيم ونظم سياسية ومنظمات وتنظيمات ومؤسسات ،حتى يحفظ وجوده، ويطور حياته، وكلها موجودات متحولة ومتطورة. والهوية توهم بالثبات، ولكنها قي الحقيقة متحولة ومتطورة في اتجاه تحرير الإنسان من كل أشكال الاستعباد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث أنه محكوم عليه بأن يسير في اتجاه التاريخ. وتقوم حركة الهوية على التناقض بين ما هو كائن وما يجب أن يكون، بين الموجود والمنشود. وكل تناقض لابد أن يولد صراعا وكل صراع لابد أن يفرز تحولا غالبا ما يكون   في صالح الإنسان.
غير أن التحول في البنية الفوقية ندركه ولا نكاد نشعر به، شأن حركة الظل التي يخالها الناظر بالبصر ثابتة ولا يدرك حركتها إلا من آثارها بعد حين من الزمن. وليس معنى ذلك أن دور الإنسان معدوم وأن جهده عبثي، وأنه محكوم بحركة لاإرادية كلا، إن الإنسان مريد وفاعل لكن إرادته وفعله يتحركان ضمن الظروف المكانية والزمنية والعلاقات التي يعيشها المجتمع. ومن هنا فإن الهوية ليس عملا اختياريا بل محكومة بالتفاعلات الداخلية والتأثيرات الخارجية.
فالتفاعلات الداخلية محكومة بالتناقضات بين ما هو موجود وما هو منشود بين الواقع والطموح، سواء على مستوى الحس أو على مستوى المعنى. وهذه ليست معزولة عن العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ويحتد الصراع بين قوى الشد إلى الوراء وقوى الدفع إلى الأمام، وهو صراع طبيعي وموضوعي لا عتب فيه على أي طرف وهو مظهر صحي يعبر عن حيوية المجتمع. وهذا الصراع هو الذي يمكن أن يثمر وتترسخ نتائجه داخل المجتمع ويُحدث التحولات الضرورية لتقدم المجتمع.
 أما التأثيرات الخارجية التي تكون نتيجة للانبهار بالغالب أو هيمنة اللآخر، فغالبا ما تكون فاشلة، تحدث صدمة  تكون نتيجتها الانكماش أو التفجر، لكنها تلفت الانتباه إلى عمق المفارقة بين الأنا والآخر، ويحضرني في هذا المجال مثال تاريخي هو الصدام الذي وقع على أرض مصر بين جيش نابوليون المجهز بأحدث الأسلحة المدمرة في مقدمتها المدافع، وجيش المماليك الذي خرج لملاقاته، وقد امتشق جنوده السيوف المذهبة ويمطون خيولهم الأصيلة. وحتى يزرع في قلوبهم الرعب وجّه مدفعيته إلى أبي الهول فأطار أنفه. هذا الحدث حسم الصراع العسكري ولكنه أيقظ النخبة المصرية إلى عمق الهوة الحضارية التي تفصل بين الشرق والغرب، وهو ما حاول أن يتداركه محمد على الذي أرسل البعثات العلمية والعسكرية إلى فرنسا لاستيعاب أسباب النهضة وأدواتها.

 أما الهوية المثمرة فهي الهوية المنفتحة على الآخر والتي تتفاعل مع ما يجري حولها قطريا وقوميا وعالميا دون أن تفقد خصائصها الجوهرية. فهي لا ترتبط بالماضي إلا بقدر ارتباطها بالحاضر والمستقبل، فلا يهمها كيف كنا إلا بقدر ما يساعدنا ذلك على معرفة كيف يجب أن نكون، فهي في حركة جدلية بين الماضي والحاضر بين واقع الإنسان وطموحه. وبذلك تتحول الهوية إلى أمل وطموح للأمة.

وهذا ما نستشفه من رؤية المهاتما غاندي الذي قال: “أرغب في أن تهب رياح جميع الثقافات على نوافذ بيتي، لكني أرفض أن تقتلعني أي منها من جذورى!”.
قد يرفض البعض الانتماء لهوية مجتمعه لقناعة إيديولوجية أو لاستلاب ثقافي، غير أن الآخر لا ينظر إليه ولا يتعامل معه إلا من خلال هوية مجتمعه، وهذا ما يؤكده المثل السائر  » عين الغريب أصدق ». وبذلك يصير معزولا داخليا ومهمشا خارجيا.
 فالهوية متغيرة تعكس فكر المنتمين إليها ووعيهم في كل مرحلة من مراحل تطورهم، ومن هنا يمكن أن نستنتج أن الهوية سيرورة وصيرورة، فهي سيرورة تسير حيث يسير الإنسان وهي صيرورة تصير كما يصير
 


غزة رمز العزة

كل الصحف تكتب عن غزة المحاصرة، تندد، تدين، تستهجن، تشجب، تستنكر سياسة المكيالين التي تتبعها كل الدول الغربية والمنتظم الأممي أيضا تتباكى على الوحدة العربية المفقودة وتندب واقع منظمة المِؤتمر الإسلامي تقترح حلولا لمناصرة القضية الفلسطينية لمناصرة شعبا هو في حقيقة الأمر حر رغم الاحتلال شعب شامخ رغم الدمار شعب نبضه حي دائم متجدد، كيف يمكن لمريض يحتضر أن ينقذ الطبيب الذي يعالجه، كيف يمكن لعاجز أن يحمل شخصا كله نشاط وحيوية، كيف لمن عمي بصره وبصيرته أن يكون دليلا لمن وعى المرحلة وأمسك بكل رموز حلولها، نحن الذين نحتاج المساعدة نحن الذين نحتاج من يشفق علينا لما لا تكتب هذه الصحف على واقع الشعوب العربية والهوة التي تفصلها عن الساسة العرب الذين كبلوا يديه وأغلقوا فمه وغسلوا له عقله قيدوه بالقوانين والمناشير والأوامر العليا وبينوا له جيدا مصيره إن هو تمرد وحاد عن الخط الذي رسموه له فالمنصب والمركز قبل المواطن وهم وحدهم يقدرون أين وكيف تكون مصلحة الوطن خاصة وقد فوضهم شعبهم لذلك عبر انتخابات حرة وشفافة وديمقراطية لا تشوبها شائبة يشهد لها القاصي والداني، العدو والصديق بنزاهتها فلماذا نلومهم اليوم على الهرولة والتسابق نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني ونعيب عليهم صمتهم الرسمي وتنديدهم المحتشم فهم يعرفون أكثر منا اللوبيات الصهيونية ويقدرون ثقلها وقوة تأثيرها في لعبة الصناديق التي ملأت الفضائيات العربية عفوا أقصد صناديق المال الدولية بل صناديق المقايضة والابتزاز صناديق الشروط القاهرة صناديق الصورة الجديدة للاستعمار والتحكم في مصير الشعوب، ليس مهما أن يجوع الشعب الفلسطيني والعربي برمته، حتى وإن قتل منه الكثير ما الضير في ذلك فالموت حق على البشر كافة وإن اختلفت الطريقة والوسيلة فنحن نقتل ونمثل بالفئران والأرانب والضفادع يوميا بحجة التجارب العلمية وهكذا يجب أن يكون مصير كل من يريد الوقوف أمام الدول الكبرى التي لا تريد لنا إلا الخير فهي تأخذ خيراتنا وثرواتنا التي عجزنا على استثمارها وتستخدمها لصالح البشرية جمعاء وأولهم نحن وتستهوي أدمغتنا وتستحوذ عليهم ترهيبا وترغيبا وتصطاد من الكتاب والمثقفين من باع همته بالدولار وبهرجة الحياة الفانية وتجعل منه رأس حربة توجهها ضد بني ملته. ولكن تبقى الأمة صامدة تقاوم وتمانع صابرة ومرابطة مؤمنة بعدالة قضيتها ومتأكدة من حتمية زوال الباطل والظلم ولو بعد حين. إن الأمة التي أنجبت الملك قطز والقائد الظاهر بيبرس اللذان حطما أسطورة التتار والماغول، والأمة التي أنجبت نور الدين زنكي والقائد صلاح الدين الأيوبي وعمر المختار وخيرالدين التونسي وغيرهم كثير لن تخذل أبناءها وبحول الله ما ضاع حق ما دام له طالب، أسفي كل الأسف على الساسة والقادة العرب بما سيذكرهم التاريخ؟ ما هي انجازاتهم؟ أين بصماتهم؟ بأي حبر سيكتب تاريخ حكمهم؟ هل سيذكر هذا التاريخ كيف زايدوا بالقضية وكيف خذلوا شعوبهم وفرطوا في مقدرات الأمة؟ أم سيبرهنوا للعالم بأن الضمير العربي لا ولن يموت حتى وإن استشرى فيه الوهن؟ الأمل في التدارك قائم وممكن وسبيل تحققه ليس صعبا ولا يتطلب منهم حشد الجيوش ولا تكديس الذخيرة ولا امتلاك أحدث أنواع الأسلحة فقط شيء من الحرية فقط تخفيف  القيود على حرية التعبير وحرية التنظم والتظاهر والاحتجاج فقط تسريح الكلمة الحرة والصادقة، المطلوب رفع الوصاية على وعي الشعوب العربية لعلهم يتركون للمتسامحين من الأجيال القادمة ما يتشفعون به لهم عند كتبة التاريخ. أما غزة فهي المنقذة لا المستغيثة وهي الحرة وليست الأسيرة فهي الأمل وليست اليأس والقنوط هي العزة والكرامة وآخر نضالها النصر إن شاء الله فلا تنزعجوا لقتلاها فهم شهداء وهي تحيا بشهدائها وترتوي بدمائهم الطاهرة الزكية لك الله يا غزة لك الله كل فلسطين. الحبيب ستهم


تحذير قضائي دولي من التعذيب في تونس

 

لطفي الحيدوري رفضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان المنتصبة في سترازبورغ يوم 28 فيفري المنقضي ترحيل التونسي نسيم السعدي المقيم في إيطاليا إلى بلاده خشية على حياته. وقالت المحكمة أنّ السلطات الإيطالية إن أقدمت على ذلك فإنها تنتهك المادة 3 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان المناهضة للتعذيب وجميع ضروب المعاملة القاسية. وكان السيد نسيم السعدي (33 سنة) قد سجن في إيطاليا لأربع سنوات وستة أشهر بتهمة الانضمام إلى تنظيم إرهابي وتدليس وثائق وحيازة مسروقات. وقد أطلق سراحه في أوت 2006 وقررت الداخلية الإيطالية ترحيله إلى تونس بمقتضى قانون « التدابير العاجلة في محاربة الإرهاب الدولي » ووضع في مركز للترحيل في ميلانو، غير أنّه تقدم بمطلب لجوء سياسي رفض في سبتمبر 2006 فرفع شكوى إلى المحكمة الأوروبية التي أمرت بالإبقاء عليه في إيطاليا حتى إصدار قرارها. وفي نوفمبر الموالي أطلق سراحه وبقي إلى حد صدور الحكم الأخير مهددا بالترحيل في كل وقت. وقد استند السيد السعدي في شكواه إلى المحكمة الأوروبية إلى خوفه على حياته وعلى سلامة زوجته الإيطالية وابنه في صورة عودته إلى تونس، خاصّة وقد أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة في تونس في ماي 2005 حكما غيابيا في حقه بعشرين سنة سجنا من أجل « الانتماء خارج البلاد إلى تنظيم إرهابي ». وجاء في حيثيات الحكم الصادر عن المحكمة الأوروبية أنّ السفارة الإيطالية بتونس كانت في ماي 2007 قد طلبت من الحكومة التونسية مدّها بنسخة من الحكم الصادر ضدّ السعدي وضمانات دبلوماسية بأن لا يتعرض في صورة ترحيله لأي معاملة مخالفة للمادة الثالثة من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان وبأن يتمتع بمحاكمة عادلة. وجاء ردّ الخارجية التونسية عامّا غير متقيد بأي التزام تجاه حالة نسيم السعدي إذ ورد فيه « أنّ تونس تقبل ترحيل مواطنيها المسجونين في الخارج وذلك بعد أن يتم التثبت من هوياتهم… وبأنّ المساجين يتمتعون بحقوقهم وأنّ تونس تحترم المعاهدات والمواثيق الدولية ». إنّ ما يمكن أن نتوقف عنده بالدرجة الأولى في هذا الحكم هو دحضه للتدابير الأمنية التي تتخذ ذريعة لحقوق الأشخاص حيث يورد نص الحكم ما يلي « إنّ إمكانية أن يمثّل هذا الشخص تهديدا على المجتمع لا يمكن في جميع الأحوال أن تقلل من خطورة ما قد يتعرض له من أذى في صورة ترحيله مهما كانت القرائن على أنّ هذا الشخص يمثل تهديدا للأمن القومي حيث تعتبر المحكمة أنّ ذلك لا يتلاءم مع مقتضيات المادة 3 من الاتفاقية الأوروبية ». فالمحكمة تشير أيضا إلى سجلّ تونس في مجال حقوق الإنسان واستندت إلى وقائع معتمدة فيها على تقارير لمنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش الأمريكية والتقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية عن حالات تعذيب تعرض لها أشخاص اعتقلوا بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب وكانوا عرضة للتعليق والضرب والتهديد بالاغتصاب والصعق الكهربائي وتغطيس الرأس في الماء والحرق بالسجائر. وأضافت المحكمة قولها إنّ السلطات التونسية لم تقم بالتحقيق في ادعاءات التعذيب وترفض النظر في الشكاوى. هذا الحكم القضائي هو الثالث من نوعه دوليا بخصوص تونس منذ خمسة أشهر بعد قرار القاضي الفدرالي الأمريكي في أكتوبر 2007 بمنع ترحيل المواطن التونسي لطفي بن علي المعتقل في غوانتنامو لنفس الأسباب المذكورة وخاصة بعد تعرض السيد عبد الله الحاجي المرحل من غوانتنامو في جوان 2007 إلى جملة من الانتهاكات لسلامته ولحقوقه. كما صدر في 8 نوفمبر الماضي قرار عن لجنة الأمم المتحدة الخاصة بمكافحة التعذيب يدعو السلطات التونسية المختصّة إلى القيام فورا بالتحقيق في شكوى المناضل علي بن سالم في تعرضه للتعذيب في مركز شرطة المنار سنة 2000 وامتناع القضاء التونسي عن النظر فيها طيلة سبع سنوات. وكان السيد علي بن سالم (73 سنة) قد لجأ إلى الهيئات الدولية بعد استنفاده كل إجراءات التقاضي في تونس دون جدوى.  هذا وينتظر أن يتم فحص سجلّ تونس في مجال حقوق الإنسان يوم 8 أفريل القادم أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وسيتم ذلك في نطاق عملية دورية تخضع لها الدول الأعضاء في المجلس. وسيتم في ذلك التاريخ إعلان التقرير النهائي عن تونس. وقد أثبتت التجربة أن يتم التعامل رسميا مع كل انتقاد لسجل حقوق الإنسان في تونس بتعنّت والاتهام بالانحياز والتدخل في الشؤون الداخلية والتمترس بالسيادة… ولكن الحالات التي أوردناها مختلفة عن كثير مما صدر من حيث طابعها القانوني والقضائي بعيدا عن التوظيف السياسي والدبلوماسي. وهي كذلك تنسيب لأرقام منتدى دافوس وصندوق النقد الدولي وشهادات استحسان أخرى… والسؤال الموجع في هذه القضية هو ألهذا الحد صارت بعض أجهزتنا مخيفة وسيرتها كابوسا حتى يفرّ المواطن من بلده أو يطلب الحماية بعيدا فزعا منها ؟
 (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 52 بتاريخ 5 مارس 2008 )  

وزارة التعليم العالي: إجراءات تمييزيّة ضدّ تونسيين

 
في بداية السنة الجامعية الحالية تفطنت الإدارة العامة للشؤون الطالبية التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنلوجيا أن لديها قرارات صدرت منذ عام 1996 وعام 2002 ظلت نائمة في إدراج الوزارة، فقررت إحياءها في شكل التزام يمضيه الطلبة أو أولياؤهم كشرط لتمكينهم من شهادة في عدم الحصول على منحة حتى يتمكّنوا من تحويل اموال للخارج للدراسة. لم يسبق للوزارة ان طالبت في السابق بمثل هذه الالتزامات رغم صدورها منذ سنوات ممّا اثار الريبة والتساؤل لدى عديد الأولياء. فبعضهم أمضى الالتزام مخيّرا التمتع بإمكانية تحويل الأموال لأبنائهم الدراسين في الخارج منتظرين ما ستحمله السنوات القادمة، والبعض الآخر رفض إمضاء الالتزام مخيّرا إيجاد حلول أخرى لإيصال الأموال لأبنائهم على رهن مستقبل شهائدهم بمثل هذا الالتزام. وقد عملت  » مواطنون  » ان بعض الأولياء ممن وجدوا أنفسهم في هذه الحالة يفكرون في إيجاد طرق للتعبير عن احتجاجهم على هذا الإجراء في شكل عريضة وطنية والتقدّم لدى المحاكم لإلغاء هذا الالتزام اللاقانوني. لماذا أحيت الإدارة العامة للشؤون الطالبيّة في عهد الوزير الحالي العمل بمناشير أصدرها وزراء سابقون ولم يطبقوها في وقتها؟ المسألة تحتمل تفسيرات وتأويلات متعدّدة ستكشف الأيام عن خفاياها. ولكن ما يهمّ أولياء آلاف الطلبة ضحيّة هذا الإجراء هو إلغاؤه وعدم العمل به حاضرا ومستقبلا. والإجراء الوزاري في ظاهره ذو طابع عام يخص جميع الطلبة التونسيين الدارسين في الخارج ولكنه في جزئه الثاني يخص  » خريجي الاختصاصات الطبيّة والصيدلية من بلدان أوروبا الشرقية  وآسيا الوسطى  » باستثناء يثير الغرابة والاشمئزاز في حرمانهم من حقهم في المطالبة بالشغل  » نظرا لارتفاع مستوى التغطية الصحيّة على الصعيد الوطني بالأطباء والصيادلة. ومثل هذا التمشي يجعل المئات بل ربما الآلاف من الطلبة الدارسين بالخارج والذين كلفوا عائلاتهم والمجموعة الوطنية أموالا باهظة، ضحايا أجراء لا يستند إلى أي مبرّر قانوني أو بيداغوجي. ونص الالتزام الذي وزعته الوزارة يخلق في جزئه الثاني نوعا من التمييز بين التونسيين أستنادا إلى مصدر الشهائد الدراسية التي يحملونها. فلماذا خصت الوزارة بهذا الاستثناء الاختصاصات الطبيّة والصيدلية من بلدان أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى ؟ وكيف ستعامل الوزارة زملاءهم المتخرجين من جامعات أخرى و في نفس الاختصاصات؟ ألا يعكس هذا الاستثناء نوعا من عقد الدونيّة لدى مفبركي هذا الالتزام تجاه شهائد الدول الغربية؟ إنّ مثل هذه القرارات تخلق ولأول مرّة تمييزا بين التونسيين وربما تؤسس في حالة قبولها لتعميم الاستثناءات وهذا ما جعل عديد الأولياء الذين اتصلوا بـ » مواطنون  » يطالبون الوزارة بإلغاء هذا الإجراء فورا .   نص الالتزام أتعهد بأن لا أطالب بمعادلة الشهادة التي أسعى للحصول عليها إلا بعد ان يستوفي ملفي كافة الشروط المنصوص عليها بقرار وزير التعليم العالي المؤرخ في 15 أوت 1996، والمتعلق بضبط المعايير التي تسند على أساسها معادلة الشهادات والعناوين، كما وقع تنقيحه وإتمامه بالقرار المؤرخ في 28 مارس 2002، وخصوصا الشروط المتعلقة بالتكوين التكميلي المشفوع بتقييم. كما صرح أنه وقع إعلامي بصعوبة تشغيل خريجي الاختصاصات الطبية والصيدلية من بلدان أوروبا الشرقية وأسيا الوسطى نظرا لارتفاع مستوى التغطية الصحية على الصعيد الوطني بالأطباء والصيادلة.
  (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 52 بتاريخ 5 مارس 2008 )  

نتائج اللقاء الأخير بين الجامعة العامة ووزارة التعليم العالي

 
 التقى مؤخرا ممثلون عن الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي بوفد من وزارة التعليم العالي لمواصلة تناول بقية النقاط الواردة في جدول أعمال الجلسة الفارطة والمتعلقة باستكمال شرح وتوضيح وتعليل بقية المطالب المادية التي تقدمت بها الجامعة العامة والمتمثلة في إحداث منحة تكاليف بيداغوجية والترفيع في منحة الإنتاج والمنحة الكيلومترية ومراجعة طرق احتساب الساعات الإضافية وسعرها. وحسب ما أوردته الجامعة العامة، فإن الوفد الوزاري أبدى تفهما لمطالبها إلا أنه  » لم يعرب لا عن رفض لها أو موافقة عليها  » ووعد بأنه  » سيحيلها مع إرفاقها بمذكرة إلى السلطات العليا لإبداء الرأي ». وفي ذات السياق، تمسكت النقابة بحقها في التعرف على ردود الوزارة في أقرب الآجال وقبل انطلاق المفاوضات الاجتماعية كما طالبت بإبرام اتفاق مبدئي حول المطالب المادية. هذا وقد تم الاتفاق على استئناف اللقاءات في الأسبوع القادم ومواصلة النظر في ملفات أخرى. إلى ذلك، تم في هذا اللقاء إثارة بعض القضايا الأخرى المتفرقة والمتمثلة في مطلب الجامعة العامة لوزارة التعليم العالي بسحب المنشور الذي ينص على  » التماس  » الأستاذ لترخيص مسبق من الوزارة قبل قيامه بساعات إضافية و النظر في وضعية الأساتذة في كلية العلوم بقفصة الذين يشتكون من ظروف عمل أصبحت لا تحتمل ومن نقص في التجهيزات ومن تدخل رئيس الجامعة في تسيير الأقسام زيادة على مشاكل النقلة والسكن، هذا إضافة إلى وضعية الأساتذة المساعدين التكنولوجيين حملة شهادة التخصص والمهددين بالإيقاف عن العمل والبطالة بعد أكثر من سنوات عمل. على صعيد آخر، دعت الجامعة العامة مجلسها القطاعي للانعقاد يوم 8 مارس 2008 لتقييم سير المفاوضات واتخاذ التدابير الكفيلة بإبرام اتفاق حول مطالبهم قبل انطلاق المفاوضات الاجتماعية.  بدر السلام  (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 52 بتاريخ 5 مارس 2008 )

ورقة التوت: أصل الداء وباب البلاء

 

إذا اعتبرنا أن الديمقراطيّة هي أقلّ الأنظمة سوءا، يكون من المنطقي أن نسأل عن الأسباب التي تدفع هذا الطرف أو ذاك لتوسّل هذا الأسلوب والقبول به، حين فضل العلماء والمتابعون للشأن السياسي بين القبول بالآليات التي تتأسّس من خلالها الديمقراطيّة وبين المرجعيات والدوافع التي تقود إلى هذا التبنّي وتؤسّس لهذه الخيارات. أيضًا، ميّز هؤلاء العلماء بين المحطّات الانتخابيّة من جهة وما يقابلها ويفصل بينها من واقع معيش، تبرز من خلال آليات الفعل وردّ الفعل ضمنه كلّ المؤّشرات والعلامات الدّالة على مدى التشبّع بالنفس الديمقراطي ومدى الإيمان به، ليس من خلال الرضوخ للقوانين والخضوع للتشريعات، بل أيضًا عبر جملة من الأعراف والقوانين غير المكتوبة، التي استطاعت في الديمقراطيات الراسخة أن تتحوّل وتصير شبيهة بالقوانين، بل أرقى مسألة… من الأكيد ومن المنطقي أن نميّز بين الديمقراطيات الراسخة في الفعل والثابتة في الزمن من ناحية وبين من يحاولون التماهي ويسعون إلى تأكيد الصفة ونفي التهمة، لكنّ الأكيد والذي لا يقبل الجدل يكمن في مسؤوليّة النخب في التأسيس والترسيخ، ومدى القدرة على مزاوجة الحقّ الطبيعي أو هو الغريزي في الفوز وواجب التأسيس لمنظومة تتجاوز الراهن وتتعدّى اللحظة… الأكيد والذي لا يقبل الجدل هو عجز منظومة التقديس والتدنيس عن إيفاء المعادلة حقّها، وليس لعاقل ـ يفهم التاريخ ويقرأ الحاضر ويعد للمستقبل ـ أن يتقوقع ضمن معادلة الظاهر وصناعة الصورة وتشريع تزييفها ربّما، سعيا لنصر لحظة حين ضاقت الرؤية وانحدر الأفق… كما لا يجوز السقوط في منطق التقديس والتدنيس لا يجوز كذلك التنميط والنظر إلى المشهد من خلال صور جاهزة، حين تختلف مسؤوليّة من يملك المال والسلطة والسلاح عمّن لا يملك سوى الأمل والنيّة والتطلّع… المأساة لا تكمن في ذلك السقوط الخطير في مستنقع ‘الغاية تبرّر الوسائل »، بل أيضًا في السعي لضرب التراكم الحاصل على قلّته من أجل مكاسب آنيّة وعاجلة…. ما العمل، قالها كثيرون، حين جاء منطق الفرد مغايرًا لجدليّة الجماعة، وحين تتلبّس الغايات الشخصيّة بالخطابات الرنّانة والشعارات العابرة؟ البعض يرى بالمداواة بما هو داء إلى حين السيطرة ومن ثمّة التأسيس ضمن جدليّة الإقصاء… آخرون يرون في الانزواء حلاّ والجلوس فوق الربوة إلى حين مرور العاصفة… بين هذين النقيضين أين يكمن الحلّ؟؟؟ لا تعني المسألة رفض المنطق الديمقراطي أو قبوله، بل في الخروج بالفكر إلى الممارسة اليوميّة والنظر إلى الديمقراطيّة على أنّها أكثر وأعمق من حديث مناسبة وقول لحظة، لتكون ذلك الخطاب الموجه إلى البقال وبائع الخضر وعملة الحضائر، لا تلك اللغة الأدبيّة المنمقة بفقه اللغة وجماليّة الكلام… حين ننظر حولنا، ونلاحظ ما يجري، تصدمنا مدى التناقضات بين الخطاب والممارسة، مدى التضارب بين الادّعاء بالفعل والفعل بالدعاية، بين من يناقض ذاته جهرًا، دون أن يعلم ربّما أو دون أن يعلم أنّنا نرى ونسمع ونتكلّم ونفكّر… ما أسوأ من غياب الديمقراطيّة يكمن في وجود ديمقراطيّة تناقض ماهيّة الديمقراطيّة وأصولها، وتجعلنا في كلّ لحظة نسعى للبحث عن مرتكزات هذه الديمقراطيّة ونحن لا نرى أصلا أو فصلا أو ماهيّة أو سندا…. تلك هي المعجزة، ديمقراطيّة النفي والاستئصال والوصاية والخصي والاجتثاث…. أيّ ديمقراطيّة هذه؟؟؟   نصر الدين بن حديد
 
 (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 52 بتاريخ 5 مارس 2008 )


«كلاسيكو» … «بلاستيكو»!!

 
بقلـم: برهان بسيس   انتهى لقاء الكرة بين الترجي والنجم بانتصار مستحق لهذا الاخير.   لا أعرف كيف تسرب فجأة الى قاموس التعاليق الإعلامية الرياضية مصطلح هجين اسمه «كلاسيكو» واظب المعلّقون في هذا اللقاء على استعماله بنبرات سمجة ورطنة، مضحكة أحيانا كحال الهجانة حين تصيب الألسنة والمنطوق.   «الكلاسيكو» هذا تحول كما العادة الى حجارة وألواح و«بلاستيكو» يتطاير فوق الرؤوس بما فيها رأس المعلّق الذي لم ينقطع عن تعداد محاسن «الكلاسيكو» وخصاله الرياضية ورهاناته الإستراتيجيّة.   تبادل «البلاستيكو» بين شيعة الفريقين شمل مدارج النبلاء والارستقراطيين بما يشير الى أن ملاك الروح الرياضيّة المطرود تقليديّا من مدارج الشعب الكادح فشل في التعايش حتى في الأوساط المخمليّة لمجتمع الكراسي والمنصّات الشرفيّة حيث يجلس السادة من كبار المتبرّعين ووجهاء الأنصار وأشراف القبائل.. سادة الحلبة الرومانيّة.   أزمة الهويّة بمثل ما يبرز واضحا من خلال هذا المناخ «البلاستيكي» المستقرّ تحوّلت الى أزمة شاملة لا يمكن اختزالها في البعد الطبقي التقليدي لجيوش المحرومين الجرّارة التي تحجّ كل أحد الى الملاعب لتصعيد حرمانها والتنفيس عن غبنها، لقد شملت هذه الأزمة في معاني الرهانات الفرديّة والجماعيّة لمجتمع مثل مجتمعنا فئات لم يمنعها الترف المادّي من التورّط في الهويّة الحربيّة المركّبة برهانات النادي والجهة والدور وصراعات الإعتراف بالمكانة، تلك الرهانات التي تتكثّف صدفة أو تخطيطا في حقل وحيد: كرة القدم.   في لحظة يتراجع فيها الثقافي الجمالي والسياسي الجدالي والإعلامي المتنوّع ذي المصداقيّة لابد ان تكون كل الضغوط مسلّطة على حقل وحيد لم يعد قادرا وحده على احتواء كل قنوات ومسارب التنفيس.   زمن الرياضة يعيش اليوم في بلادنا أقصى درجات سطوته الإعلاميّة بتخطيط المؤمنين بمقولة «ما يطلبه الجمهور» ولكن المبرمجين أيضا من وراء هذه المقولة لحيل سدّ الثقوب والسيطرة على الأرواح وترويض النفوس «بمارخوانا» الكرة ضدّ أشباح التمرّدات الخطيرة، فليكن لا فرق بين ما قاله ماركس عن الدين وما ينطبق استعارة على الكرة. أفيون الشعوب، زفرة المخلوق المضطهد، روح عالم بلا روح.. لكن قوانين المجتمع والطبيعة تؤكّد بشكل مزعج أن ضغطا مبالغا فيه على قارورة واحدة سيؤدّي حتما الى فرقعة ما.   الحل ان نقترح على الناس قوارير متعدّدة، لا نملأ الفراغ برائحة واحدة. اشغلوهم بالثقافة، بصراعات الشعراء، بتنافس رجال السياسة المسالمين (دعنا من الخطرين فتلك قصّة أخرى)، بقصص الفنانين المتبعثرة بين الجدّ والهزل، بشيء من غزّة وأحزان الشرق فالناس يتلبّسونها مهما اجتهد البعض في جعلها «لاحدثا» خوفا من فتنة الإلتزام.   حين تصرّ آلة الدعاية ان تكون حياة الناس كرة ونقاشهم الوحيد كرة، وحريّة تعبيرهم كرة. وجرأة تلفزيوناتهم كرة وطموحات شبابهم كرة، وأوقات فراغهم كرة، وهويّة انتمائهم كرة، ومشاعر نصرهم كرة، وآهات حزنهم كرة، وطريق ثروتهم المقامرة على الكرة، ووجاهة نبلائهم كرة، وفسطاط أصدقائهم من أعدائهم كرة، وتراث آبائهم وأجدادهم كرة، وشرفهم وكرامتهم كرة، وميلادهم (أصغر محب) ومماتهم (أكبر محب) كرة، واستشهادهم (بالروح بالدم نفديك..) وحروبهم وسلامهم كرة.. حين يكون الأمر كذلك لا غرابة أن يصبح الكلاسيكو هو البلاستيكو..   والعاقبة أفزع!!   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 مارس 2008)  


ليطمئن عقلـي (1 من 2)

 
بقلم: الأستاذ سامي براهم (*)   ليس من باب المزايدة على الدّكتور محمّد الطّالبي أن أعنون مقالي في التّعليق على كتابه « ليطمئنّ قلبي » بعنوان « ليطمئنّ عقلي » فلا يخفى على كلينا أنّ فلسفة المعرفة في الثّقافة العربيّة الإسلامية تأسّست على أن لا تعارض بين حقائق العقول وحقائق النّقول فالحقّ لا يضادّ الحقّ ولذلك ألّف المسلمون في درء التّعارض بين العقل والنّقل موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول وما بين الحكمة والشّريعة من اتّصال وتحدّثوا عن موقع القلب في عمليّة التعقّل لترجمة المعرفة العقليّة إلى فيض من الدّفق الشّعوري الدّافع للعمل والمعاملة والسّلوك المفضي إلى النّجاة في الدّنيا الآخرة.   غير أنّ القلب المتقلّب إذا لم يُكبح بلجام من عقل عاقل انزاح عن العدل والإحسان إلى التشهّي وإرضاء نوازع الذّات. ويحضرني في هذا السّياق ذلك الموقف اللافت الذي وقفه علي بن أبي طالب في إحدى المعارك إذ بصق عليه خصمه في المعركة فأعرض عنه وهو على منازلته قادر فسُئل عن ذلك فقال خشيت أن أقتله انتصارا لنفسي، ففي موقف مثل هذا قد تختلط فيه الغرائز ونوازع الذّات وأهواؤها وقناعات العقل والانتماءات فضّل عليّ بن أبي طالب الإعراض عن ردّ الفعل خشية أن تخالطه شبهة هوى من نفس منجرحة تبحث عن إشفاء الغليل والانتصار للذّات عوض الانتصار للمبدأ فلا يكون خالصا لله .   لا إكراه في النّقد   لقد حضرتني الكثير من الأسئلة وأنا أقرأ كتاب الأستاذ الدّكتور محمّد الطّالبي « ليطمئنّ قلبي » تتمحور حول منهج النّقد العلمي للأفكار وذلك ما درسناه طيلة سنوات في قسم الحضارة التاّبع لشعبة اللغة والآداب والحضارة العربيّة بكليّات الآداب بالجامعة التّونسيّة وهو قطعا مخالف لما ورد في كتاب الأستاذ الطّالبي بل مناقض لما درّسه هو نفسه لطلبته وما أشاعه في كتبه ومقالاته ومساهماته في النّدوات من روح التعقّل والضّبط وأخلاق النّقد. لقد جاء هذا الكتاب حسب ما أعلن كاتبه بقصد إرضاء الضّمير والشّهادة بالحقّ على ما عدّه خطّة لتدمير الإسلام من داخله من طرف زمرة وسمهم بالصّفات التّالية: « المتقنّعين بقناع الإسلام، الكافرين به، المنافقين، المداهنين، الكائدين، المتستّرين، الكذّابين، البُهتانيّين، المندسّين، الدسّاسين، الغشّاشين، المخادعين، الماكرين، الوقحين، المخاتلين، المزوّرين، المموّهين، الملبسين، المضلّلين، الغاوين، المغوين، الهمزة، اللمزة، المنسلخين عن الإسلام »! والعبارات وردت جميعها في ثنايا الفصول الأولى من الكتاب في صيغة الفعل أو الاسم مفردا أو جمعا فحقّ على هؤلاء حسب الأستاذ الطّالبي مدلول الآية :   « وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) الأعراف 7.   وقد ورد في تفسير الرّازي « يقال لكلّ من فارق شيئاً بالكلية انسلخ منه. وسواء قولك انسلخ وعرى وتباعد، وهذا يقع على كل كافر لم يؤمن بالأدلة، وأقام على الكفر… وأيضاً فقد ثبت بالأخبار أن هذه الآية إنما نزلت في إنسان كان عالماً بدين الله تعالى، ثم خرج منه إلى الكفر والضلال.   وهذه الآية كما جاء في تفسير الرّازي « من أشد الآيات على أصحاب العلم، وذلك لأنه تعالى بعد أن خص هذا الرجل بآياته وبيّناته، وعلّمه الاسم الأعظم، وخصّه بالدّعوات المستجابة، لمّا اتّبع الهوى انسلخ من الدين وصار في درجة الكلب .. « !   أيّ مورد يريد الأستاذ الطّالبي يا ترى أن يوردنا في فترة عصيبة من هذا الزّمن العربيّ الرديء الذي تتصارع فيه الطّوائف والملل والنّحل والأحزاب والايديولوجيّات تتنازع وتتقاتل على الشّرعيّة لإثبات الذّات عبر نفي الآخر؟   لقد نحت الأستاذ الطّالبي مصطلحا جديدا خاصّا بهذه الطّائفة من النّاس أطلق عليه الانسلاخسلاميين وكأنّ معجم الإقصاء والتّبديع والتّفسيق والتّكفير الذي تعجّ به كتب الجدل الدّيني والمذهبي والكلامي والسّياسي لا يفي بالغرض فنحتاج إلى تضخيمه بمصطلح أشدّ تعبيرا عن المفاصلة والمباينة بين أفراد المجتمع الواحد.   والطّريف أنّه علّل هذا الاختيار برفضه لمصطلح « مرتدّ » لأنّه يرفض أصلا حكم الردّة غير القرآني ويؤمن بحريّة المعتقد ويعتبر أنّ الانسلاخ من الإسلام حقّ من حقوق الإنسان بل هو يحترم المنسلخ عن الإسلام ويدافع عن حقّه في الانسلاخ عنه إذ ليس الإيمان بالإكراه ولا يجب أن نُرغم المنسلخ على التستّر والتّظاهر بالإيمان خوفا من حكم الردّة، لأنّ انسلاخه ممارسة لحريّته التي وهبها الله وهي حريّة التّعبير عن هذا الاختيار الانسلاخسلامي وحسب الأستاذ الطّالبي يجب أن تكون كاملة ومطلقة حتّى لا تبقى ذريعة للتّقنّع!   ولكنّ الأستاذ الطّالبي يرى أنّ النّفاق ليس حقّا من حقوق الإنسان لذلك آلى على نفسه كشف أباطيل هؤلاء المنسلخين المنافقين وخطّتهم المسيهوديّة المبيّتة لتدمير الاسلام من الدّاخل. وهو على قناعة راسخة أنّه  » ليس طبعا الحقّ لأيّ إنسان أن يُدْخِلَ في الإسلام أو يُخْرِجَ منه من يشاء ليس له الحقّ في الحكم بإسلام هذا وتكفير ذاك، فالله بمفرده له الحقّ في أن يقول من المسلم. وحيث أنّ هذا الحقّ حقّ الله فنحن قد أوردنا قوله وقوله القول الفصل لا معقّب عليه »! وهو على قناعة راسخة أنّه لم يكفّر أحدا بل لا يتعدّى الأمر تطبيق أمر الله وإنفاذ إرادته في من لا يتوافق قولهم وسلوكهم مع المستفاد من قوله. وينسى الأستاذ الطّالبي في غمرة حماسه في الدّفاع عن قول الله أنّه يعرض ما فهمه هو من ذلك القول الذي لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن يكون مطابقا بشكل كليّ مطلق للمقصود الإلاهي الذي يبقى تحصيله عمليّة اجتهاديّة متواصلة. يذكّرني هذا التمشّي الحجاجي الذي يبدو في ظاهره منطقيّا بما وقع في إحدى النّدوات التي حضرتها حيث كان المحاضر يدافع عن حريّة المعتقد والضّمير والحقّ في وضع كلّ الثّوابت والمسلّمات موضع النّقد والتّساؤل والشكّ وإن أدّى ذلك إلى نقضها فقال له أحد الحاضرين بكلّ تلقائيّة وثقة أنت تطالب بالحقّ في الكفر فلا تصادر حقّنا في التّكفير! وكأنّه يصدر عن نفس المنطق الحجاجي للدّكتور الطّالبي الذي يعتقد أنّ الشاكّ أو المشكّك في الثّوابت ليس له أن يتمسّك بالانتماء إلى رابطة العقيدة الإسلاميّة بل هو أمام خيارين لا ثالث لهما: فإمّا أن يعلن كفره وخروجه عن الإسلام صراحة فتندرج أفكاره ضمن حريّة المعتقد وعدم الإكراه في الدّين واحترام المخالف، أو يصرّ على البقاء تحت راية الإسلام وتسويق آرائه تحت مسمّى الاجتهاد والتّجديد فتصدق فيه صفة المنافق والانسلاخسلامي واستحقّ من الأستاذ الطّالبي وكلّ مسلم غيور على الإسلام التّشهير والفضح والكشف عن النّوايا السيّئة وذلك بالنّسبة إليه فرض عين على كلّ مسلم قادر يستطيعه. ولا يكتفي الدّكتور الطّالب بذلك بل يصرّح في سابقة خطيرة أنّ  » من رفض الشّهادة صراحة وعلانية باللسان بدعوى الاحتشام … أو بدعوى أنّ الأمر بينه وبين ربّه لا يهمّ غيره وليس لغيره أن يسأله هل هو مسلم أم لا وأنّ ذلك من باب التجسّس والتدخّل في شؤون الغير والوقاحة فليس بمسلم  » ممّا يستدعي حقّ كلّ فرد من المجتمع أو هيئة أو سلطة في التّفتّيش عن عقائد النّاس ومطالبتهم بالنّطق العلني الصّريح للشّهادتين ليتأكّد إسلامه وتنتفي عنه شبهة الكفر… عجبا للأستاذ الطّالبي كيف يتبنّى حريّة المعتقد باعتبارها مسؤوليّة فرديّة بين العبد وخالقه ثمّ سرعان ما يتراجع عنها كالتي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثا.   بهذا المنطق المتهافت يريد الأستاذ الطّالبي أن يؤسّس معرفة علميّة نقديّة عن المختلف ويؤسّس لإسلام الحداثة والحريّة والمسؤوليّة والتّنوير والعالميّة ؟   ليس ما أوردناه من تحفّظ على منهج الأستاذ الطّالبي في مقاربة أدبيّات ما اصطلح على تسميته بالإسلاميّات التّطبيقيّة أو الإسلامولوجيا دفاعا عن هذه الأدبيّات أو تبنّ لأطروحاتها بالكليّة إذ نشترك معه في ملاحظة ما تنطوي عليه من ثغرات ومواطن ضعف وتهافت رغم ما أضافته من أبعاد جديدة لدراسة الظّاهرة الدّينيّة ولا سيما التّاريخ الإسلامي وعلومه ومعارفه وذلك بتوظيف مفهوم التّاريخيّة في ضوء جدليّة الفكر والواقع، ولكنّا نتمسّك إلى أقصى الحدود بمنهج النّقد الموضوعي القائم على آليّات تحليل الخطاب وتفكيك بناه الدّاخليّة وتمثّل مسلكه الحجاجيّ دون الخروج عن ضوابط الأخلاق العلميّة.   (*) باحث في الجامعة التونسية   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 9 مارس 2008)  

 

ليطمئــن عقلـي (2 من 2)

 
بقلم الأستاذ: سامي براهم (*)   تنشر «الصباح» اليوم الجزء الثاني والأخير من مقال الأستاذ سامي براهم بعنوان ليطمئن عقلي.   × الدّاعيــــة والعالــــم   نحن نقدّر غيرة الأستاذ الطّالبي على الدّين ورغبته الملحّة في الدّفاع عن قيمه ومضامينه وحقائقه التي بدا له أنّ الانسلاخسلاميين أرادوا التّشويش عليها وتشويه صفائها، ومن باب إحسان النيّة في صدق طويّته لن نسلّط على مقاربته نفس المنهج الذي توخّاه مع خصومه من خلال البحث عن مقاصدهم الثّاوية في ضمائرهم والكشف عمّا في نفوسهم من أمراض أخلاقيّة ونوازع شرّيرة وعلاقات مشبوهة كانت دافعا وراء ما حوته كتبهم من أفكار، ولكنّنا مع كلّ ذلك نعتقد أنّ ترجمة شعور الغيرة على أيّ معتقد خاصّة إذا كان دينيّا على مستوى الخطاب تختلف باختلاف الموقع والوظيفة والوعي، فخطاب الدّاعية مثلا يهدف إلى التّرغيب عبر دفع المؤمنين إلى الأوامر والطّاعات، والتّرهيب عبر تحذير المؤمنين من النّواهي والمعاصي، ويمكن له في هذا السّياق أن يحذّر المؤمنين ممّا يعدّه خطرا على معتقدهم من كتابات أو أفكار وايديولوجيّات وفلسفات. ويختلف هذا الخطاب الدّعوي باختلاف وعي الدّعاة ومعرفتهم الدّينيّة، أمّا الدّعاة العامّة المقتصرين على الثّقافة النّقليّة التي غالبا ما تكون مذهبيّة شفويّة فينزعون عادة إلى خطاب طهرانيّ حدّيّ قائم على المفاصلة المانويّة والمباينة التّقويّة بين الخير والشرّ والايمان والكفر والطّاعة والمعصية فيكون خطابهم مشحونا بالأحكام الوثوقيّة المطلقة عل العباد والتّهديد والوعيد والفتاوى المسقطة والجنوح إلى الحكم الأقصى في مواجهة المخالف بنسبه إلى الكفر أو النّفاق أو الردّة أو البدعة والفسق في أهون الأحوال. أمّا الدّاعية المتشبّع بقيم التّنوير والتحرّر من الجمود على المنقولات فينزع إلى التّذكير عبر تحريك ملكة التّفكير وتجنّب الأحكام الحديّة خاصّة تلك المتعلّقة بما في ضمائر النّاس.   وقد أورد أبو حامد الغزالي في فيصل التّفرقة بين الإسلام والزّندقة ما نصّه:    فإذا رأيت الفقيه الذي بضاعته مجرّد الفقه يخوض في التّكفير والتّضليل فاعرض عنه ولا تشغل به قلبك ولسانك فإنّ التحدّي بالعلوم غريزة في الطّبع لا يصبر عنه الجهّال ولأجله كثر الخلاف بين النّاس … فالتوقّف في التّكفير أولى والمبادرة إلى التّكفير إنّما يغلب على طباع من يغلب عليهم الجهل ».   هذا حال الدّعاة أمّا العلماء الباحثون المشتغلون بالمعرفة ونقد الأفكار فمجال اهتمامهم مختلف بشكل كليّ فلا تعنيهم نوايا أصحاب الأفكار التي يتناولونها بالنّقد والتّحليل ولا ينبشون في ضمائرهم إنّما قصارى ما يطلب منهم العلم تحليل الأفكار بكلّ تجرّد وبيان ما تنطوي عليه من صواب أو خطا من تماسك أو تهافت.  نعم يمكن لعالم النّفس أو المحلّل النفّساني أن يُخضع نصوصا ما إلى منهج التّحليل النّفسي ولكن ذلك بغاية الفهم والتّفسير لا الاتّهام والتّشهير وتبقى المقاربة النّفسيّة مجرّد مدخل جزئيّ قاصر عن الإحاطة بظاهرة التّفكير وإنتاج المعرفة، ويبقى للفلسفات والنّظريّات والمقاربات النّقديّة الكبرى – إذا ما تجنّبنا التّفسير التّآمري – أصالتها الذّاتيّة النّابعة من منطقها الدّاخلي القائم على ترتيب الأفكار والحجاج والخطاب بعيدة عن أن تكون انعكاسا آليّا لنوازع الذّات والمصالح .   وحتّى لا يكون كلامنا من باب المزايدة والتّسفيه لمقاربة الأستاذ الطّالبي الذّي نكنّ له الكثير من الاحترام والمودّة وندين له بالكثير من المقاربات التّجديديّة التّنويريّة في صلب التّفكير الإسلامي المعاصر نريد أن نحيله على محاولة جادّة في مناقشة نفس الأدبيّات التي تعهّدها بالردّ ونقصد بذلك ندوة الدورة السّادسة عشر لمجمع الفقه العالمي التي عقدت بدبي في دولة الإمارات العربيّة المتّحـدة بتـاريخ 9 – 14 / 4 / 2005 تحت عنوان: القراءات الجديدة للقرآن وللنّصوص الدّينيّة وذلك تحت إشراف الأمين العامّ لمجمع الفقه الإسلامي فضيلة الدّكتور محمّد الحبيب بلخوجة وقد شارك فيها عدة تونسيين بينهم الأستاذ محمّد الهادي أبو الأجفان، بمداخلة عنوانها  » القراءة الجديدة لنصوص الوحي ومناقشة مقولاتها »، بالإضافة إلى ثلّة من الباحثين والعلماء من مختلف أقطار العالم الإسلامي. والملاحظ أنّ جميع هذه البحوث والمداخلات لم تنزع إلى تكفير أصحاب هذه القراءات أو وسمهم بصفة المنسلخين عن الإسلام الخالعين لربقته من أعناقهم بل اجتهدت بكلّ عناية في تفكيك آليّات هذا الخطاب ونقده وكشف ما انطوى عليه من ثغرات. وحسبنا دليلا على ذلك ما أورده الدّكتور أبو الأجفان سليل الجامعة الزّيتونيّة في مشروع اللائحة الذي اقترحه في ختام النّدوة، فرغم تنصيصه على ما في هذه القراءات من أخطار على الثّقافة الإسلاميّة فقد أورد من جملة توصياتها ضرورة توسيع الحوار مع أصحابها واتّخاذ وسائل مناسبة مثل عقد النّدوات والمناقشات لإرشاد ذوي القراءات الجديدة إلى التعمّق في دراسة علوم الشّريعة وتكثيف الرّدود العلميّة الجادّة وتشجيع المختصّين على قراءة كتبهم وأخيرا تكوين خليّة عمل تابعة لمجمع الفقه تؤسّس مكتبة لمؤلّفات هذه القراءات والرّدود عليها… تمهيدا لكتابة الرّدود والبحوث الجادّة.   * الانتماء إلى الملّة أو المواطنة   لعلّ أخطر ما في مقاربة الأستاذ الطّالبي حسب تقديرنا هو نكوصها عن قيمة المواطنة التي نشط خطاب النّهضة العربيّة منذ الطّهطاوي في ترسيخها في الفكر العربي واجتهد المفكّرون الإسلاميّون المعاصرون في تأصيلها باعتبارها رابطة بديلة عن الانتماء الملّي. بينما يصرّح الأستاذ الطّالبي أنّ « كلّ من يرفض أن يوجّه وجهه نحو القبلة ليس من أمّتنا وليس له أن يملي علينا كيف نضطلع بالحداثة وكيف نمارسها وكيف نتعامل معها » فالأمّة حسب فهمه هي أمّة المؤمنين المشهود لهم بصدق الإيمان والمقيمين للفرائض، هؤلاء وحدهم لهم الحقّ في الاضطلاع بدور النّهوض والتّحديث. وفي مقابل ذلك فإنّ  » الذي لا يصلّي وينكر الصّلاة ولا نشاهده في صفوفنا على الصّراط المستقيم ليس منّا ولسنا منه وفرض عين على كلّ مسلم أن يؤكّد ذلك بوضوح… وكلّ من لا يسلك الصّراط المستقيم على النّحو الذي أمر به الله فقد انسلخ عن الإسلام بمحض إرادته  » وانسلخ تبعا لذلك عن انتمائه إلى الأمّة، وبذلك يعود بنا الأستاذ الطّالبي إلى جدل حسبناه ولّى وانتهى – على الأقلّ في السّاحة الثّقافيّة والسّياسيّة التّونسيّة – حيث المواطنة فيه بدعة غربيّة لأنّها تساوي بين المؤمنين والملحدين والمختلفين دينيّا ومذهبيّا وسياسيّا وفكريّا في الحقوق والواجبات دون تمييز أو تفاضل أو محسوبيّة، شركاء جميعهم في البحث عن سبل نهضة الوطن ورسم السّياسات الكفيلة بنقله إلى الأمم المتقدّمة. لقد أصبحت المواطنة اليوم ولنعلنها بكلّ وضوح فرض عين سياسي وثقافي وديني بما تضمنه من حريّة المعتقد وحقّ الاختلاف والغيريّة والعيش سويّا ودخول جميع المتباينين في عقد ولاء اجتماعي سياسي لا يمنح فيه الانتماء الدّيني أو المذهبي أو الثّقافي أو السّياسي أو الجهوي أو العرقي… أيّ شكل من أشكال الامتياز أو التّفاضل في هيئة الانتظام الاجتماعي والقوانين المنظّمة له والوظائف الاجتماعيّة والسّياسيّة فذلك لا يتمّ بمقتضى ما يختاره أفراد المجتمع من عقائد وأفكار إذ الكلّ متساوون بحسب امتثالهم لما اتّفقت المجموعة على أنّه مصلحة عامّة. ويبقى للحراك الثّقافي والاجتماعي والسّياسي وما يحدثه من تدافع متكافئ وتنافس سلميّ نظيف دور إحداث التّراكم المعرفي وفرز الأطروحات المتماسكة وترشيحها عبر الإرادة الشّعبيّة للقيام بأدوار متقدّمة على غيرها من الأطروحات. ولكن أهمّ ما يوفّره هذا الحراك في ظلّ قيمة المواطنة هو التّواصل بين الفرقاء وما يؤدّي إليه من تجاوز التّباغض والتّدابر وسوء الفهم والاحتراب الدّاخلي، ثمّ تبادل الخبرات وما يؤدّي إليه ذلك من توسيع دائرة النّظر والاختيار والتّثاقف والنّقد الذّاتي والمراجعات. لا قيمة للثّقافة حسب تقديرنا إذا كانت سببا في تسميم الحياة الثّقافيّة والاجتماعيّة ولم تساهم في تحقيق السّلم والتكافل والتّواصل بين أفراد المجتمع وإن كانوا مختلفين.   × سياسة المكيالين ولاهوت قتل الحوار    » أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى » (سورة النجم الآية 21 ـ 22)   لم تقتصر مقاربة الأستاذ الطّالبي – القائمة على المفاصلة والمباينة – على الدّاخل الثّقافي فحسب بل تجاوزته إلى أصحاب الدّيانات الأخرى السّماويّة على وجه الخصوص في ردّ على المستشرقين وعلى البابا بونوا 16. والعجب من الأستاذ أنّه يحلّ لنفسه ما يحرّمه على الآخرين إذ أعاد صياغة كلّ الأفكار التي دحضها عن الإسلام لينسبها إلى الدّيانة المخالفة ورموزها. فكلّ ما نفاه عن نبيّ الإسلام من تهم كالها له المستشرقون نسبه إلى عيسى الذي جاء – حسب ما فهمه الأستاذ الطّالبي من آيات الإنجيل – ليضرم النّار في الأرض ويعمل فيها السّيف ويكره النّاس على الدّخول في الملكوت. أمّا بولس الرّسول فقد نال الحظّ الأوفر من المقاربة التّحليليّة النّفسيّة التي خصّصها لفهم ظاهرة الوحي النبوّة. والعجيب أنّه بذل قصارى جهده المعرفي في دحض هذه المقاربة النّفسيّة عندما تعلّقت بنبيّ الإسلام وما نسب إليه من صفات الهلوسة والتّخمير وفي مقابل ذلك بذل نفس قصارى الجهد لإلصاقها ببولس، فهو شخصيّة فصاميّة أصيب بضربة شمس قويّة أفقدته بصره فانهارت قواه الرّوحيّة والجسديّة ثمّ انخرط في حالة من الهلوسة، وجعلته بنيته النّفسيّة الفصاميّة يشعر بصدق المشاعر الدّينيّة غير العقلانيّة التي انتابته. ثمّ يكيل لبولس كلّ الصّفات البغيضة من قبح المظهر وقصر القامة وتقوّس السّاقين والعقد النّفسيّة والغمش الهستيري والجنون الدّينيّ والصّرع والمسّ من الجان والوسواس والكبرياء والغرور والعُجب وحبّ الظّهور والوقاحة.   ثمّ يفسّر الأستاذ بكلّ ثقة ما يعدّه المسيحيّون وحيا ضربا من الهلوسة التّخاطريّة فقد سمع بولس صوت ضميره الباطنيّ ويتساءل بكلّ عقلانيّة  » من منّا لم يسمع قطّ في حياته صوتا من دون أن يرى شخصا؟… وليس من النّادر أن يسبق النّوم سماع أصوات ورؤية وصور… كلّ شيء بدأ بضربة شمس ومنها انطلق »   بهذه المضامين يؤثّث الأستاذ الطّالبي عنوان فصله لاهوت الحوار ونستغرب كيف يكون هذا اللاهوت مفضيا للحوار وقد انتهج خطاب السبّ والقذف لشخصيّة يقدّسها الطّرف المعنيّ بالمحاورة ونستغرب أكثر بأيّ منطق يسوّغ لنفسه إلصاق نفس التّهم التي ينفيها عن نبيّ الإسلام بشخصيّة دينيّة اعتباريّة في مقام بولس الرّسول عند المسيحيين؟؟؟ هو منطق لا يقوم حسب تقديرنا على العدل والانصاف المنهجي فضلا عن أنّه لا يؤسّس أخلاقا للحوار بين الأديان. لقد تراجع الأستاذ الطّالبي عن كلّ المضامين التّنويريّة التي أثّث بها ندوات الحوار بين الأديان ونشر بعضها في مجلّة لأفهم COMPRENDRE    أو إيسلاموكريستيانا التي كنّا نتلقّفها بكلّ شغف لنتطلّع إلى خطاب إسلاميّ جديد يؤمن بالمغايرة والتّعايش بين الأديان في كنف الاحترام المتبادل وتعميق التّجربة الرّوحيّة بالانفتاح في ما بينها.   ما الذي يفسّر كلّ هذه المفارقات في كتاب الأستاذ الطّالبي؟ هل هو الغضب من كتابات من أسماهم بالانسلاخسلاميين وتصريحات البابا بونوا 16 المثيرة للجدل عن الإسلام؟   لقد تساءل الأستاذ الطّالبي بكلّ حرقة الغيور على الدّين في سياق تعليقه على أحد آراء من عدّهم من الانسلاخسلاميين  » كيف لا نعتبر قوله وقاحة في حقّنا ؟ كيف لا يثيرنا ولا يغضبنا قوله ؟ فهل كان ما دوّنه أستاذنا في كتابه « ليطمئنّ قلبي » استجابة لسورة الغضب التي انتابته فاختلّت موازين المنهج النقدي العلمي الذي طالما حرص هو وبقيّة الأساتذة الذين تتلمذوا عليه أن يدرّبونا عليه ؟ أليس مدلول الآية  » يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ  » الأعراف (8) حاسما في الدّعوة إلى ضرورة انتهاج العدل مع الخصم وعدم مقابلة شنآنه بالمثل ؟ أليس إنتاج المعرفة ضربا من الشّهادة التي تستدعي من المفكّر أن يكون شاهدا بالقسط مخضعا كلّ هواجسه الفكريّة وخطراته المعرفيّة إلى ميزان العدل القائم على الضّبط والرّبط المنهجيّين والتنزّه عن الحميّة والنّزعة الانتصاريّة والدّفاعيّة وتنسيب الحقائق وموافقة صريح المعقول لصحيح المنقول؟    لقد انتهج الأستاذ الطّالبي مسلكا خاصّا ليُطَمْئِنَ قلبه قائم على الخلط بين المعتقد الدّيني والعلم، بين الإيمان الدّينيّ ومنهج النّقد الموضوعي، أمّا ما نفهمه من سياق تجربة النبيّ إبراهيم من الشكّ إلى اليقين – وقد نسب له القرآن قوله  » بَلَى ولَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي  » فهو: لا يَطْمَئِنُّ قلبي حتّى يطمئنَّ عَقلِي.   (*) باحث في الجامعة التّونسيّة   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 مارس 2008)

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.