الثلاثاء، 1 يوليو 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année,N°2961 du 01.07.2008
 archives : www.tunisnews.net   

Vérité-Actionوالجمعية دولية لمساندة المساجين السياسيين:حملة  إنقاذ حياة « مساجين العشريتين  » : من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..! ( اليوم السابع)

 

حــرية و إنـصاف: الاعتداء على الأستاذ القوصري و تهديد الأستاذ ديلو
حــرية و إنـصاف: أخبـــــــــــــــــــــــــــار الحريات بتونس
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين : عادل العوني و محمد عماراليوم التاسع عشر من إضراب الجوع ، احتجاجا على التجويع ..!

« المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتّقدم »:بـيـــــــــــــــــــــــــــان

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع الرابطة المنستير: بيان احتجاجي و تضامني

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية :التقرير النصف الشهري الثاني (جوان 2008)

اللجنة النقابية الجهوية ببن عروس: بيـــــــــــــــــــــــــان( توضيح وتصحيح ) نشرة القائمة البريدية لموقع الشيخ عبد الرحمن خليف رحمه الله
الجزيرة.نت:نقابة الصحفيين التونسيين تنتقد تأسيس نقابة حكومية موازية  
الصباح:ماذا في اجتماع الهيئة الإدارية لنقابة أطباء الممارسة الحرّة؟
المرصد الديمقراطي : نشرة دورية يُصدرها مركز دراسات الإسلام والديمقراطية بواشنطن الصباح: محاكمة خلية  بتهمة الإرهاب لها علاقة بمجموعة سليمان
الصباح في تقرير للبنك الأوروبي للاستثمار: تحويلات المهاجرين العرب في أوروبا تصل إلى 14 مليار دولار سنويا
الصباح:المعهد الوطني للإحصاء يكشف: لأول مرة عدد الإنــاث في تونــس يفــوق عدد الذكـور محمد قلبــــــــــــــــــــــــــــــــــــتي: ترتيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
الطاهر العبيدي : خفايا وأسرار تسليم الجزائر »عمر قرايدي« إلى تونس
محمد شمام يدعو إلى محاكمة للأحداث وفق المنهج القرآني  دكتور نادر فرجاني: يقدم كتاب   » حتى يكون للأمة مكان في هذا الزمان  » للدكتور منصف المرزوقي  عبدالحميد العدّاسي : العودة حديث دوري صيفي مقلق الحبيب ستهم :أطفالنا في عهدة محلات  « البلاي ستايشن »: محتوى ضحل وغياب تام للدورالتربوي مراد رقية:عشيش لصوص الديمقراطية بين جنبات كليات الجامعة التونسية
فهمي هويدي:أوراق الحصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار المقـدس


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6-منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8-عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1-الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 
لقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية دولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج لجزيرة تونس e-mail:aispptunisie@yahoo.f Vérité-Action Case postale 1569  CH – 1701  Fribourg, Suisse    Tél: ++41 79 703 26 11   Fax: ++41 21 625 77 20   Email. info@verite-action.org    تونس / فريبورغ في 01 جويلية 2008                                

حملة  إنقاذ حياة « مساجين العشريتين  » :    من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..!                ( اليوم السابع)

                                                 

 
 يقضي جناء سياسيون تونسيون عقوبات قاسية بالسجن منذ ما يقارب العشرين سنة على خلفية شطتهم السياسية و قناعاتهم الفكرية ، و قد أجمعت كل المنظمات الحقوقية الوطنية و ادولية المستقلة على أنهم لم يتمتعوا بمحاكمات عادلة و أن الملفات التي اعتمدت إدانتهم شابها التزوير و انبنت على اعترافات منتزعة تحت وطأة التعذيب الشديد ،كما أصدرت هيئة الدفاع عنهم  تقريرا مفصلا يعدد الخروقات المرتكبة و يؤكدالطابع السياسي للأحكام و بطلان الإدعاء الرسمي لتورط بعض المتهمين في التخطيط لعنف أو التورط في ارتكابه .   و قد ترسخت القناعة لدى كل من تابع المحاكمات أن القضاء ، كما الإعلام و بعض أحزابالموالاة ، قد وظفت لإقصاء خصم سياسي من الساحة و إضفاء لباس قضائي على التصفيةالأمنية ،و رغم أن أغلبية المحاكمين في بداية عشرية التسعينات السوداء قد غادروا السجون ،بعد أن قضى أكثرهم ما يجاوز العشرية في ظروف مأساوية ، فإن انحسار الأضواء عنالعشرات الباقين لا يجب أن يحجب معاناتهم ، و عائلاتهم ، منذ ما يقارب العشرينسنة  حيث تعرضوا منذ إيقافهم ، فضلا عن التعذيب ، إلى سياسات تستهدف تدميربنيتهم الجسدية و المعنوية من خلال تعريضهم لصنوف الإهانات و التجويع  و التعتيم و التشفي ( بعقوبات العزل الإنفرادي المطولو الإبعاد عن العائلات و بالحرمان منوسائل التثقيف و العزل التام عن مستجدات الأحداث بالعالم الخارجي و الحرمان منالحق في العلاج  ) و تقطيع أواصر الروابط العائلية بالضغط على الزوجات لطلبالطلاق و حرمان الأقارب من العمل .. و هو ما درجت تسميته !بـ  » سياسة القتلالبطيء  » ..   لم يعد مقبولا تواصل  الصمت على معاناة متواصلة منذ بداية العشرية الأخيرة من.القرن !الماضي ..إن في وسع كل من يسلم بعدالة قضية ضحايا  » الموت البطيء  »  أنيساهم بكلمة أو رسالة أو مقال أو مكاتبة أو عريضة في  الحملة التي تطلقها (ابتداء من اليوم و حتى إطلاق آخر سجناء  » مساجين العشريتين  » ..)الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين AISPP،  و جمعية      Verité-action    ( سويسرا )و بالتزامن مع إطلاقحملة وطنية و دولية من المكاتبات و الإتصالات  و التحركبملفات المصابين بأمراض خطيرة و ضحايا الأحكام المكررة تشرع الجمعيتان في التعريفتباعا بالمساجين السياسيين الذين قضوا زهرة أعمارهم ..من أجل أفكارهم ..و هم على التوالي :   منذر البجاوي و رضا البوكادي و نور الدين العرباوي و محمد نجيب اللواتي و الصادق شورو و حسين الغضبان و عبد الكريم البعلوش و إبراهيم الدريدي و عبد النبي بن رابح و الهادي الغالي و منير الحناشي و بشير اللواتي و هشام بنور و وحيد السرايري و الشاذلي النقاش و عبد الباسط الصليعي و الصادق العكاري و منير غيث و بوراوي مخلوف و وصفي الزغلامي و إلياس بن رمضان و البشير رمضان و فتحي العلج و لطفي الداسي و كمال الغضبان .   كما تناشد الجمعيتان كل المنظمات و الجمعيات و الشخصيات الوطنية و الدولية أن تساهم في هذا الجهد بالتعريف بضحايا هذه المظلمة التي لم يعرف لها تاريخ البلادمثيلا  ، و بتقديم  ما في وسعها من دعم مادي أو معنوي لهم و لعائلاتهم .        عن الجمعيـة الدولية                                             Verité-action                         لمساندة المساجين السياسيين                                       لرئيـــــــــس                                                                   صفوة عيسى       الرئيــــــــــــــــــس  
الأستاذة سعيدة العكرمي
                                                                                                                                                                     6  – حسين الغضبان :                                             بطاقة تعريف سجنية    * الاسم و اللقب : حسين بن سالم بن سعيد الغضبان .   * تاريخ الولادة ومكانها : 01/03/1954 بالكبارية .   * المستوى التعليمي:  ثانوى .   * المهنة : صاحب محل لبيع المواد الغذائية  اغلقته الشرطة بمجرد ايقافه  وإلى حد هذا التاريخ ..   * الحالة الاجتماعية : أعزب .   * الحالة الصحية : الربو / ظفر بالعينين/ القلب/روماتيزم العظام /قرح المعدة .   * تاريخ الدخول للسجن :   ماي 1991 ( كما حوكم سنة 1987 بـ 04 سنوات سجنا  ) .   * الحكم : 76 سنة  و هي حصيلة سلسلة من الأحكام المكررة لنفس التهم و من أجل ذات الأفعال دون مراعاة ما يقره القانون بخصوص اتصال القضاء و عدم جواز المحاكمة مرتين من أجل الأفعال ذاتها ..   1) القضية رقم 19930 بتاريخ 23/05/1995/ استئناف تونس /12 سنة و 4 اشهر   2)القضية رقم 18980  بتاريخ 26/01/1994/ استئناف تونس / 11سنة   3)القضية رقم 20982  بتاريخ 13/03/1995 /استئناف تونس /15 سنة   4)القضية رقم 19626 بتاريخ 13/04/1994/ استئناف تونس /18 سنة   5)القضية رقم 2815/2 بتاريخ 12/02/1992 المحكمة العسكرية 4سنوات و5 اشهر    6)القضية رقم 66287 بتاريخ 30/06/1992  استئناف تونس/15 سنة   7)القضية رقم 3902  بتاريخ 17/12/1992  ناحية تونس /3 اشهر     ولاجل رفع مظلمة الاحكام المتكررة تقدمت عائلته الى لقضاء بكل الاثباتات  وخاض السيد حسين الغضبان اضرابات متكررة عن الطعام ولمجد نداءات الجمعيات الحقوقية نفعا ليبقى وراء القضبان  لاكثر من 17 سنة ..   * السجن الحالي : الناظور(ولاية بنزرت) وقد عرف نقلات تعسفية جالت به بين مختلف السجون التونسية  و حرص سجانوه على عزله عنشقيقه ، السجين السياسي السابق علي الغضبان  مما ضاعف من معاناة العائلة وأثقل كاهلها ماديا و نفسيا (سرح السيد علي الغضبان في مارس2007 )       قضى السيد حسين الغضبان  اكثر من17 سنة من السجن بين سجون   09افريل بتونس +برج الرومي ببنزرت + الهوارب + القصرين + المهدية + سوسة + المسعدين بسوسة  القصرين + سيدي بوزيد + المهدية + الكاف + قابس + بلاريجيا بجندوبة  +  برج العامري + صفاقس  + الناظور ببنزرت .    يلقبه المساجين السياسيون عميد العزاب  لان الإيقافات المتتالية  لم تمنحه فرصة للزواج  وقد بلغ من العمر حاليا  ..  أكثر من  54  سنة ..!   * العنوان : نهج 10117 عدد 26 الكبارية  تونس 2053   * الهاتف :  95.227.757 /  97.190.390  / 99202229   للمراسلة :  حسين الغضبان ، السجن المدني   » الناظور  » ، ولاية بنزرت ،  الجمهورية التونسية . نداء لكل من يتعاطف مع سجين رأي يقبع خلف القضبان منذ قرابة العشريتين : بادر بكتابة كلمة .. أو مراسلة منظمة وطنية أو دولية .. أو مكاتبة الجهات الرسمية .. أو مكالمة عائلته ..أو مساعدة أبنائه … حتى لا نقول أننا لم نكن نعلم …!  

حملة الإفراج عن  » مساجين العشريتين « 


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 01/07/2008 الموافق ل 27 جمادى الثانية 1429

الاعتداء على الأستاذ القوصري و تهديد الأستاذ ديلو

 
عند عودته من باريس يوم الأحد 29 جوان 2008 و بعد مشاركته في فعاليات النشاط الذي نظمته منظمة العفو الدولية بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب تعرض الأستاذ أنور القوصري نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان للاعتداء من قبل مجموعة من أعوان الأمن بمطار تونس قرطاج الدولي و استعملوا معه القوة و أدخلوه عنوة إلى حجرة صغيرة و أقفلوا عليه الباب و قد خلف هذا الاعتداء للأستاذ أنور القوصري رضوضا مختلفة ببدنه و عند رجوعه إلى مدينة بنزرت وقع استدعاؤه إلى منطقة الأمن بالمكان فرفض لعدم الاستظهار باستدعاء كتابي. كما تعرض الأستاذ سمير ديلو الكاتب العام للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين للتهديد من قبل المدعو وحيد التيجاني رئيس منطقة الأمن بمدينة بنزرت و ذلك على خلفية حضوره فعاليات منظمة العفو الدولية بباريس و مدريد و برشلونة ، و طلب منه الإمضاء على التزام بعدم تشويه سمعة البلاد في الخارج و عدم نشر أخبار زائفة ، و قد رفض الأستاذ سمير ديلو الإمضاء مؤكدا أن الذين يشوهون سمعة البلاد هم الجلادون و منتهكو حقوق مواطنيهم. و حرية و إنصاف تدين ما تعرض له الأستاذ أنور القوصري نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و الأستاذ سمير ديلو الكاتب العام للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين و أيضا ما يتعرض له نشطاء حقوق الانسان في تونس يوميا من انتهاكات. و تدعو إلى وضع حد لمثل هذه التجاوزات التي لن تفل من عضد النشطاء و تطالب بالاستعاضة عن كل ذلك بمحاسبة الجلادين و وضع حد لسياسة التعذيب و سن عفو تشريعي عام. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 01/07/2008 الموافق ل 27 جمادى الثانية 1429

أخبار الحريات بتونس

 

 
1) رمزي الرمضاني ضحية أخرى من ضحايا الأحكام المكررة يواصل سجين الرأي الشاب رمزي بن جيلاني الرمضاني المعتقل حاليا بسجن المرناقية إضرابه الوحشي عن الطعام ( Grève Sauvage  ) لليوم السابع على التوالي للمطالبة بإطلاق سراحه علما بأنه يقضي عديد الأحكام بالسجن بلغ مجموعها واحدا و عشرين سنة في انتظار الحكم في سبع قضايا أخرى من أجل نفس التهم الواردة بقانون الإرهاب غير الدستوري. و قد ذكرت لنا عائلته اليوم الثلاثاء غرة جويلية 2008 أنه رفض المثول في جلسة اليوم أمام الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس لعجزه عن الحضور بسبب الإضراب عن الطعام و احتجاجا منه على استئناف النيابة لحكم المحكمة الابتدائية بتونس القاضي بعدم سماع الدعوى في حقه. 2) استمرار اعتقال زياد الفقراوي : لا يزال سجين الرأي السابق الشاب زياد الفقراوي رهن الاعتقال بإدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية بتونس لليوم السابع على التوالي و لا تزال عائلته تجهل مصيره إلى حد كتابة هذا البيان و قد أعلمتنا عائلته أنها تقدمت صباح هذا اليوم الثلاثاء غرة جويلية 2008 بعريضة لوكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية ببنعروس إلا أن كتابة المحكمة رفضت تسجيل العريضة لورود اسم إدارة أمن الدولة بها. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“         الجمعية الدولية         لمساندة المساجين السياسيين           43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 01 جويلية 2008

عادل العوني و محمد عمار اليوم التاسع عشر من إضراب الجوع ، احتجاجا على التجويع ..!

 

 
  يواصل السجينان السياسيان السابقان السيدان عادل العوني و محمد عمار الإضراب المفتوح عن الطعام لليوم التاسع عشر على التوالي احتجاجا على الوضعية المأساوية التي يعيشانها ، وقد لاحظ وفد الجمعية ( المكون من رئيسة الجمعية الأستاذة سعيدة العكرمي و عضوي الهيئة المديرة السيدين رشيد النجار و لطفي العمدوني ) خلال  زيارة المساندة التي أداها لهما  تدهورا كبيرا لصحة المضربين  خصوصا مع ارتفاع درجات حرارة الطقس و بالنظر لما يعانيانه من امراض سابقة  و صرح السيدانعادل العوني ومحمد عمار  انهما مصران على مواصلة تحركهما المشروع مهما كانت التضحيات .علما أن السّجين السّياسي السّابق عادل العوني كان من ضمن الذين شملتهم محاكمات بداية عشريةالتسعينات السوداء حيث حكم عليه بالسجن لمدة 14سنة و3 اشهر و أطلق سراحه بتاريخ06 011/1998ولم يتمكن منذ الإفراج عنه من القيام بأي عمل يضمن له استعادة نسق حياته العادية نتيجة الإعتداء الذي تعرض له من نائب مدير سجن الهوارب الجلاد عبد الرّحمان العيدودي سنة1996  حيث قام بضربه على رأسه مما خلف له إصابة بليغة تسببت له في عجز مستمر و أعراض خطيرة تمثلت في نوبات صرع  و عجز عن النوم .. أما السّجين السّياسي السّابق محمد عمار فقد صدر عليه حكم بالسجن مدة 35 سنة قضى منها 14 سنة   قبل أن يطلق سراحه في 2006 ليصطدم بواقع التجويع و غلق أبواب الرزق حيث حرم من مواصلة مزاولة عمله ، قبل السجن ، سائقا لسيارة أجرة  ( رغم أنه يملك رخصة قانونية بتاريخ 28/06/1991 ) . و أمام عجز عادل العوني عن ضمان العيش الكريم بسبب السقوط الذي خلفه الإعتداء الذي تعرض له ، و عجز محمدعمار عن توفير الحاجيات الأساسية لابنيه و زوجته الحامل نتيجة الحصار الذي يتعرض له  فقد قررا اللجوء إلى الإضراب عن الطعام للتحسيس بمعاناتهما والمطالبة بحقهما المشروع في العلاج و العمل و جبر الضرر وكان ذلك منذ يوم 13جويلية 2008 و إذ تدعو الجمعية إلى وقفة مساندة عاجلة للمضربين بما يحقق مطالبهما المشروعة و يحفظ سلامتهما الجسدية فإنها تجدد استنكارها للمضايقات المسلطة على المساجين السياسيين المسرحين و تطالب بتمكينهم من الحقوق التي يكفلها لهم قانون البلاد ، كما تدعو السلطات المعنية إلى الحوار مع المضربين و  تلاحظ أن اللجوء إلى الخيارات القصوى ، كالإضراب عن الطعام ، يعكس غلبة التعامل البوليسي و انسداد الآفاق في وجه السجناء السياسيينالسابقين  و تكريس سياسة التمييز بين المواطنين على خلفية .. سياسية .. ! عن لجمعيـة نائب لرئيس الأستاذ عبد الوهاب معطر


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ بـيان « المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتّقدم »

 

 
على إثر إقدام السّلط على شنّ حملة مداهمات واعتقالات واسعة شملت المناضل عدنان الحاجي والعديد من النشطاء في الحركة الاحتجاجية بمنطقة الحوض المنجمي إعدادا لمحاكمتهم، معتمدة في ذلك التصعيد الذي أثبتت التجربة خطورته وعجزه عن حلّ المشاكل القائمة والذي من شأنه أن يزيد الوضع تعقيدا واحتقانا، فإنّ مكونات « المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم » (شخصيات مستقلة، حركة التجديد، الحزب الاشتراكي اليساري، حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ) : – يعبّرون عن شديد استيائهم من هذا التوجه التصعيدي المعرقل للمسار التفاوضي الذي كان من المأمول أن يفضي إلى نتائج ملموسة لصالح الجهة والبلاد، واستنكارهم لقرار السلطة بإحالة هؤلاء المعتقلين على المحاكم و إلصاق تهم خطيرة بهم خاصة وأنّ الجميع يعرف دورهم المتميّز في تأطير التحركات وإعطائها طابعا سلميّا مسؤولا، و يطالبون بــ : – إطلاق سراح كلّ الموقوفين والتخلي عن الخيار الأمني والمحاكمات ورفع الحصار المضروب على المنطقة، – العودة إلى الحوار والتفاوض كخيار عقلاني تفرضه مصلحة الجهة والبلاد، – اعتماد سياسة تنموية عادلة ومتوازنة تكون في مستوى تطلعات الفئات الاجتماعية والجهات المحرومة وتستجيب إلى طموحاتها في الشغل والعيش الكريم.  تونس في 24 جوان 2008 المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتّقدم قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها   http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ

 
 

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان  فرع الرابطة المنستير        بيان احتجاجي

و تضامني     

 

 تعيش بلادنا على وقع انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان السياسية والاجتماعية.فقد تحولت إلى سجن سياسي كبير،فيه تُكبت حرية التعبير عن الرأي وتُعرقل تحركات منظمات المجتمع المدني والتنظيمات السياسية، وهذا ما أفضى إلى حالة من الاحتقان. غير أن النظام لم يكتف بالتضييق على الحريات بل تجاوزه إلى ما هو أفظع حيث أقدم على محاربة عمال الساعد والفكر في لقمة عيشهم.فطوال أكثر من خمسة أشهر يرابط المعطلون عن العمل في منطقة الحوض المنجمي مطالبين بحق الشغل كحق حياتي وإنساني. ولم تقابلهم السلطة إلا بالمماطلة والتسويف. ولما أصروا على تمسكهم بحقهم الشرعي داهمت قوات الأمن مدنهم وقراهم ومحلاتهم، فسقط ثلاثة قتلى والعديد من الجرحى وسالت دماء المواطنين الأبرياء. وأخيرا زج بالعديد من النقابيين والمواطنين في السجن وفي مقدمتهم المناضل النقابي عدنان الحاجي.  إزاء هذا الوضع المأساوي والمرشح لمزيد من الانفجار، تنادت الفعاليات الوطنية بالجهة: منظمات المجتمع المدني والتنظيمات السياسية لعقد لقاء بمقر التجديد بالقصيبة  يوم الأحد 30جوان 2008 للتعبير عن تضامنها مع المعطلين في مطالبهم المشروعة واستنكار ما تعرضوا له من تعسف، غير أن السلطة سخّرت كل إمكانياتها الأمنية لمنع تحركات المناضلين، فاعتمدت سياسة تجفيف المنابع حيث حاصرت كل المناضلين في مناطق سكناهم ومضايقتهم في منازلهم وتابعتهم متابعة لصيقة في كل تنقلاتهم ومنعت كل المناضلين الوافدين من الولايات الأخرى من الالتحاق بولاية المنستير. وفي القصيبة عمدت إلى متابعة عضو الهيئة المديرة الأخ عبد الرحمان الهذيلي في كل تنقلاته وضربت سيارات الشرطة حصارا مشددا حول بيته مما كان له أسوأ التداعيات على زوجته وأبنائه وعلى أجواره، كما اقتادت المناضليْن منصور بن هندة وخليفة كامل إلى منطقة الشرطة بجمال.   إزاء كل هذه التجاوزات فإن فرع الرابطة التونسية بالمنستير يسجل ما يلي :   ـ1 ـ يحيي نضال عمال الساعد والفكر بالحوض المنجمي ويعلن  مساندته لهم في مطالبهم المشروعة في العمل وتوفير لقمة العيش  الكريم استنادا إلى مقاييس نزيهة وعادلة.    2 ـ يستنكر كل أشكال العنف التي سلطت على المواطنين في الحوض المنجمي ويندد بأساليب المحاصرة التي توختها قوات البوليس مع المناضلين في كل من القصيبة وزرمدين والمكنين والمنستير وبني حسان لمنعهم من حق  التعبير عن مواقفهم بطريقة سلمية. 3ـ يطالب بفتح تحقيق عدلي مستقل ضد مقترفي جرائم العنف الذين استباحوا دماء الأبرياء المدافعين عن حقوقهم بطريقة سلمية. 4ـ يدعو إلى إطلاق  سراح المعتقلين وإيقاف كل التتبعات العدلية ضد النقابيين والمواطنين ويُذكّر بأن الحل الأمني هو حل العاجز المتشنج ولن يفضي إلا إلى المزيد من التوتر والاحتقان. فبلادنا أحوج ما تكون إلى مناخ سلمي تسوده الديمقراطية وتتعايش فيه مختلف الفعاليات الوطنية وتحترم فيه حقوق الإنسان السياسية والاجتماعية.  رئيس فرع الرابطة بالمنستير           سالم الحداد
 


 
 

اللجنة النقابية الجهوية ببن عروس: بيـــــــــــــــــــــــــان( توضيح وتصحيح )

 

على اثر التطورات الخطيرة التي  جدت بالحوض المنجمي  وخاصة بمدينة الرديف  والتي اتسمت ب : – التدخل السافر لقوات البوليس  .                                                                                – استعمال الرصاص الحي لمواجهة التحركات السلمية المشروعة  .                                       – إعلان حالة الطوارئ بمدينة الرديف  ونزول قوات الجيش إلى الشارع                                   -انتهاك حرمة المتساكنين  ومداهمة البيوت  والإضرار بالممتلكات الخاصة  .                            -عزل مدينة الرديف عن باقي الجهات  .                                                                        -الإيقافات التعسفية والملاحقات الأمنية لعديد النقابيين والمواطنين   .                                            – المحاكمات الجائرة    .                                                                                                   
وإيمانا من نقابيي بن عروس بعدالة قضية أهلنا في الحوض المنجمي  وحقهم المشروع في الشغل والعيش الكريم وفي التوزيع العادل للثروة وحقهم فيها فأنهم يعلنون  تكوين اللجنة النقابية الجهوية من أجل : – الوقوف المبدئي  مع أهلنا في الجهة المتضررة وفك الحصار وإنهاء حالة الطوارئ                          -إطلاق سراح الموقوفين ووضع حد للتتبعات الأمنية والعدلية ضدهم                                              –  فتح تحقيق في ملابسات مقتل الأشخاص الذين سقطوا خلال الاحتجاجات السلمية وفي كل التجاوزات التي حدثت بحق الأهالي وبممتلكاتهم في الفترة الأخيرة                                                                 -تحميل الدولة مسئوليتها في بعث مشاريع تنموية ذات قدرة تشغيلية  لامتصاص  آفة البطالة وخاصة في المناطق الداخلية المحرومة .                                                                                                               
عن اللجنة النقابية الجهوية ببن عروس  
بوعلي المباركي : عن المكتب التنفيذي النفطي حولة :عن النقابة الجهوية للتعليم الثانوي عز الدين الزنايدي :عن النقابة الجهوية للتعليم الأساسي عبدالله المرواني :عن الفرع الجامعي للتأطير والإرشاد محسن خلفاوي : الكاتب العام للفرع الجامعي للمعاد ن والإلكترونيك الحبيب التليلي: عن النقابة الجهوية للبريد ملاحظة:   وقع السهو بطريقة عفوية على ذكر الأخ حبيب التليلي عن النقابة الجهوية للبريد فأرجو المعذرة من الأخ الحبيب فالرجاء ممن وصله هذا البيان ن ونشره مشكورا أن يعيد نشره وله الشكر سلفا  وبهذه المناسبة لايسعني إلا أن أتوجهredaction@tunisnews.net  بالتحية للساهرين على موقع contre_tajrid@yahoogroupes.fr:  .democratie_s_p@yahoogroupesfr                                         
   النفطي حولة:01 جويلية 2008
     


بسم الله الرحمن الرحيم نشرة القائمة البريدية لموقع الشيخ عبد الرحمن خليف رحمه الله بتاريخ 1 جويلية 2008

    

 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته إليكم جديد الأسبوعين الماضيين : خطبة : كيف يكون دين الله يسرا http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=news&n=40 خطبة : من كوارث السكوت عن المنكر http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=news&n=41 خطبة جديدة من سلسلة جديدة عن علاقات الناس بعضهم ببعض http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=7 درس جديد في الحديث : عن القضاء و القدر و العمل http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=news&n=37 تسجيل فيديو نادر لإملاء أوائل سورة يونس بحضور وفد من بوركينا فاسو صيف 1994 http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=news&n=36 إحداث باب جديد في الكتب العلمية: العقائد و المذاهب http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=news&n=29 الإملاء القرآني لسورة ص http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=23 عشرون سؤالا في الفتاوى http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=5 و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

نقابة الصحفيين التونسيين تنتقد تأسيس نقابة حكومية موازية

                      

 
خميس بن بريك – تونس بعد مرور ستة أشهر على تأسيس أول نقابة للصحفيين التونسيين، اشتكى هذا الهيكل حديث الولادة، من تأسيس نقابة موازية داخل مؤسسة إعلامية حكومية بارزة قائلا إن هذا التحرّك محاولة للتضييق عليه وتشتيت العمل النقابي للصحفيين. وكان قد أعلن بمقر مؤسسة الإذاعة والتلفزة الحكومية يوم 14 يونيو/ حزيران الماضي، عن انتخاب مكتب نقابي جديد يخضع لإشراف الاتحاد الجهوي للشغل بتونس، وهو ما أثار حفيظة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين التي كانت قد تأسست خارج غطاء المنظمة النقابية، والاتحاد التونسي للشغل. ورغم أن صحيفة الشعب الناطقة باسم الاتحاد التونسي للشغل تحدثت عن أن مؤتمرا انتخابيا عقد داخل مؤسسة الإذاعة والتلفزة أسفر عن انتخاب سبعة صحفيين أعضاء بالنقابة الأساسية، فإنّ رئيس نقابة الصحفيين التونسيين ناجي البغوري نفى انعقاد أيّ مؤتمر انتخابي. مطالبة بالحل وفي تصريح للجزيرة نت قال البغوري ‘لقد تمّ تكوين هذه النقابة دون انعقاد أي مؤتمر انتخابي نظرا لأنه لم يتوفر النصاب القانوني، وقامت هيئة النقابة الموازية بتوزيع المهام فيما بينها على أساس غير قانوني، وبالتالي يجب حلّها’. ورغم أن مؤسسة الإذاعة والتلفزة نفت جميع اتهامات نقابة الصحفيين لها بمحاولة إدخال انقسامات وتشتيت العمل النقابي، فإن النقابة الوطنية التي تأسست يوم 13 يناير/ كانون الثاني الماضي وتضمّ أكثر من ثمانمائة صحفي، أبدت امتعاضها من النقابة الموازية. وكان مصدر مسؤول بوزارة الاتصال قال إن ‘الإدارة في سائر المؤسسات الإعلامية العامّة بما في ذلك مؤسسة الإذاعة والتلفزة، لا تتدخل في حق الصحفيين في ممارسة عملهم النقابي وفق ما تنص عليه قوانين البلاد’. ناجي البغوري اتهم مسؤولي الإذاعة والتلفزة بممارسة ضغوط على الصحفيين (الجزيرة نت) ضغوط لكن رئيس نقابة الصحفيين اتهم مسؤولي الإذاعة والتلفزة بالضغط على الصحفيين للانضمام إلى النقابة الجديدة، بعد أن شنّ منذ شهر عشرات الصحفيين التابعين للمؤسسة الحكومية اعتصاما بمقر النقابة الوطنية احتجاجا على وضعيتهم التي وصفوها بالمتردية. وقال أيضا إن ‘مؤسسة الإذاعة والتلفزة مارست ضغطا على العاملين لديها لتسجيل أسمائهم في قائمة المنخرطين في النقابة الموازية’ مؤكدا أن ‘هذا التحرّك هو محاولة لتقسيم العمل النقابي بعد احتجاج صحفيي الإذاعة والتلفزة أمام مقرنا’. وأكدّ البغوري أن النقابة الوطنية التي وصفها بالممثل الشرعي الوحيد للصحفيين، نجحت في حشد صحفيي الإذاعة والتلفزة بعد دعوتهم إلى اجتماع عاجل لبحث تأثيرات تأسيس نقابة موازية على العمل النقابي للصحفيين. احتجاجات وقبل ذلك بأسابيع احتشد عشرات الصحفيين من مؤسسة الإذاعة والتلفزة أمام مقر نقابة الصحفيين للتعبير عن احتجاجهم على عدم تسوية وضعيتهم القانونية، ومماطلتهم في تسليمهم مستحقاتهم المالية. وطالب صحفيون بتحسين أجورهم، علما أن بعض الأوساط الصحفية أكدت للجزيرة نت أن أجور بعضهم تقل عن ثلاثمائة دينار (254 دولارا) وأن كثيرا منهم يعملون دون عقود عمل منذ سنوات عدّة، وهناك أيضا من لم يتقاض إلى الآن مستحقاته المالية عن سنتين أو أكثر. وفي هذا السياق، انتقد البغوري ما وصفه بانتهاكات مؤسسة الإذاعة والتلفزة لحقوق الصحفيين، قائلا إنه ‘من المؤسف أن يكون أغلب من يتعرض للاستغلال من قبل مؤسسة الإذاعة والتلفزة الحكومية أصحاب الشهادات العليا من معهد الصحافة’. وردا على سؤال فيما إذا كانت نقابة الصحفيين قد دافعت عن مصالح صحفيي الإذاعة والتلفزة، قال البغوري ‘لقد راسلنا أكثر من مرّة وزير الاتصال حول الموضوع، واتفقنا أن يكون الحد الأدنى للأجور في مؤسسة الإذاعة والتلفزة خمسمائة دينار مع التمتع بالتغطية الاجتماعية كمرحلة أولى للتسوية، لكن هذا الاتفاق كان مجرد حبر على ورق’. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) الصادرة يوم 1 جويلية 2008)


ماذا في اجتماع الهيئة الإدارية لنقابة أطباء الممارسة الحرّة؟

 
تونس-الصباح علمت ‘الصباح’ أن الهيئة الإدارية الخارقة للعادة للنقابة التونسية لأطباء الممارسة الحرة التي اجتمعت مجددا أول أمس الأحد للنظر في العرض الذي تقدم به صندوق التأمين على المرض بخصوص صيغ وإجراءات النظام الجديد للتأمين على المرض، صادقت بعد النقاش والتصويت على مقترحات الزيادة في أتعاب الأطباء المتعاقدين مع الصندوق. وقد علمنا في ذات السياق أن النقابة التونسية لأطباء الممارسة الحرة تولت عشية أمس إمضاء الملحق الخامس للاتفاقية القطاعية المتعلق بزيادة اتعاب الأطباء المتعاقدين مع صندوق التأمين على المرض بنسبة 20% لتبلغ أتعاب عيادة الطب العام 18 دينارا، وعيادة طب الاختصاص 30 دينارا، وعيادة الطب النفسي والعصبي35 دينارا. علما أن هذا الاتفاق يدخل حيز التنفيذ بداية من اليوم الثلاثاء. وذلك دون اعتبار المعلوم الموظف على الأداء المقتطع من كلفة العيادة الطبية البالغ نسبته 6%. وكانت الهيئة الإدارية المذكورة انعقدت يوم 21 جوان المنقضي بالحمامات وقررت أن تبقى مفتوحة لمتابعة التحضيرات لدخول المرحلة الثانية من النظام الجديد للتأمين على المرض. وقد نظرت في جملة المطالب التي اقترحتها النقابة وغيرها من ممثلي نقابات المهن الصحية بالقطاع الخاص والتي وافقت عليها الإدارة في اجتماع الجمعة 13 جوان الماضي في انتظار تثبيتها من قبل سلطة الإشراف. وأفاد مصدر من داخل الهيئة الإدارية لنقابة أطباء الممارسة الحرة أن قبول الهيئة بعرض الزيادة في الأتعاب التعاقدية في انتظار اتمام الإجراءات ومواصلة التفاوض لتحسين انفتاح صندوق التأمين على المرض على القطاع الخاص، يهدف أساسا إلى خلق مناخ ايجابي يمهد لتطبيق المرحلة الثانية من النظام الجديد للتأمين على المرض في أحسن الظروف بما من شأنه تشجيع الأطباء غير المتعاقدين خصوصا منهم أطباء الاختصاص على الانخراط في صندوق التأمين على المرض. كما قررت الهيئة الإدارية أن تبقى جلستها مفتوحة لمتابعة المستجدات الحاصلة في مسار التفاوض مع الهياكل المعنية، وينتظر أن تعقد جلسة جديدة يوم 17 أوت المقبل.  يذكر ان نقابة أطباء الممارسة الحرة قدمت في هذا الشأن اقتراحات تتلخص في أربع محاور أساسية تهم تحسين قيمة السقف السنوي للتكفل بمصاريف العلاج للأمراض العادية بالقطاع الخاص، وتوسيع قائمة الأعمال الجراحية والاستشفائية التي يتكفل بها الصندوق بالقطاع الخاص وتحسين نسبة التكفل بها، فضلا عن اقتراح إعادة فتح آجال اختيار إحدى صيغ التكفل الثلاث أمام المضمونين الاجتماعيين. رفيق بن عبد الله (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 1 جويلية 2008)


 

المرصد الديمقراطي نشرة دورية يُصدرها مركز دراسات الإسلام والديمقراطية بواشنطن

السنة الثالثة، العدد الرابع، جوان 2008 http://www.csidonline.org/arabic/images/stories//dw_june2008.pdf

 


 

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية

البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com

: التقرير النصف الشهري الثاني (جوان 2008)

 
++ نضالات : * حركة احتجاجية في  الشركة الوطنية للتبغ والو قيد : شهدت هذه المؤسسة يوم 17 جوان 2008 حركة احتجاجية تمثلت في حمل الشارة الحمراء وذلك للمطالبة بتطبيق الاتفاقية المبرمة بين الإدارة العامة والنقابة الأساسية . * أعوان الحراسة وعاملات التنظيف يحتجون: تجمع يوم 13 جوان 2008 عدد كبير من أعوان الحراسة والتنظيف وذلك لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع عمال الحراسة والتنظيف وقد رفع العمال المجتمعون شعارات ولافتات تطالب بتحسين  أوضاعهم  » لا للتستر على السمسرة  »  « من اجل 8 ساعات عمل لعمال الحراسة  » كما رفعوا شعارات مناوئة للمركزية النقابية مثل « النقابة نضالات موش ميغان وامتيازات  » . *إضراب ناجح في مؤسسة سوتيتال : شن عمال هذه المؤسسة إضرابا يومي 23 و 24 جوان 2008 وقد حقق الإضراب نسبة نجاح عالية تراوحت بين  80 و 100 في المائة علما وان إدارة الشركة قامت باستدعاء الأمن لتفريق العمال المضربين وهو ما يمثل اعتداء على حق الإضراب المكفول دستورا ومن أهم مطالب العمال إيقاف عملية التسريح التي قد تشمل أكثر من 400 عامل وترسيم المتعاقدين ( بعضهم قضى قرابة 20سنة في العمل ) . *إضراب في مصنع جبن ريكي (منوبة ) : اضرب عمال هذه المؤسسة أيام 24 و25 و26 جوان 2008 بسبب قيام الإدارة بطرد تعسفي لبعض أعضاء النقابة الأساسية ( الكاتب العام والكاتبة العامة المساعدة ) وهو ما أدى إلى توتير المناخ الاجتماعي داخل المؤسسة . *صفاقس : اعتداء على الحق النقابي في مؤسسة فلورتاكس ذلك أن مالك هذه المؤسسة يقوم بعرقلة العمل النقابي من ذلك انه طرد الكاتب العام للنقابة الأساسية عن العمل وسعى إلى التنكيل بكل عامل انخرط في النقابة في النقابة وهو ما اجبر العمال على الدخول في إضراب أيام 17 و18 و19 جوان 2008مطالبين بإرجاع المطرودين وتمكين النقابة من النشاط بكل حرية . * توزر : قام صاحب نزل القصر الأحمر بإيقاف مسؤول نقابي عن العمل كما قام بعرقلة نشاط النيابة النقابية من خلال الضغط على العمال للتراجع عن انخراطهم في النقابة وهو ما يمثل اعتداء على الحق النقابي . ++ انشغالات واستياء : * أصدرت المنظمة الديمقراطية للشغل في المغرب بيانا بتاريخ 26 جوان 2008 عبرت فيه عن بالغ قلقها بشان التطورات الخطيرة التي عرفتها منطقة الحوض المنجمي  كما عبرت عن تضامنها المبدئي واللامشروط مع كل المناضلين النقابيين المعتقلين وفي مقدمتهم المناضل النقابي عدنان ألحاجي . ويدعو البيان إلى معالجة أزمة الحوض المنجمي بالحوار مع المناضلين النقابيين والوطنيين . * تونس : تجمع عدد من النقابيين في ساحة محمد علي مرتين الأولى يوم 20 جوان 2008 والثانية يوم 26 جوان 2008  وقد طالب المجتمعون من قيادة الاتحاد اتخاذ موقف أكثر ايجابية من أحداث الحوض المنجمي والتدخل العاجل لإطلاق سراح النقابي عدنان الحاجي . *باجة :أصدرت النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بباجة بيانا بتاريخ28 جوان 2008 عبرت فيه عن تضامنها مع نقابيي الحوض المنجمي الموقوفين  وهي تدعو إلى الوقف الفوري لمطاردة الوجوه الفاعلة في المشهد النقابي في تلك المنطقة وتطالب بتمشي تنموي بديل أكثر عدلا في توزيع الثروة الوطنية والتوازن بين الجهات . ++ تضامن : يجدد المرصد التعبير عن تضامنه مع النقابي عدنان الحاجي ويطالب من قيادة الاتحاد رفع مظلمة التجميد النقابي عنه ثم التدخل العاجل لدى السلط العليا في البلاد لاطلاق سراحه وإيقاف التببعات العدلية ضد بقية نقابيي الحوض المنجمي المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح للجميع دون استثناء كما ان المرصد ليس نقابة ولا مشروع نقابة ويمكن متابعة انشطة المرصد على المواقع التالية : http://nakabi.blogspot.com http://nakabi.maktoobblog.com  


 
 

محاكمة خلية  بتهمة الإرهاب لها علاقة بمجموعة سليمان

 
أحيل أمس على أنظار الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الابتدائية بتونس 9 متهمين احضروا موقوفين لمقاضاتهم وفق قانون الإرهاب وهم طلبة وكان منطلق الأبحاث تتبع السلطات الأمنية للأشخاص المتبنين للفكر الجهادي السلفي فأوقفوا مجموعة من الشبان بجهة سوسة بعدما اشتبه رجال الشرطة في عقدهم اجتماعات بمحل سكنى بحي الرياض وهو على وجه الكراء، وبعد إجراء التحريات اللازمة تمكن المحققون من إيقافهم وهم 9 شبان فاعترفوا بتبنيهم الفكر الجهادي السلفي وعقدهم اجتماعات وتدارسهم للأوضاع الأمنية بالعراق وفلسطين، كما جلبوا أقراصا مضغوطة تتعلق بإحداث 11 سبتمبر والعمليات الجهادية بالجزائر وكذلك كيفية صنع المتفجرات كما قاموا بتجربة في صنع المتفجرات أيضا بالإضافة إلى ذلك كشفت التحريات الأمنية أن بعض العناصر المنتمية لمجموعة سليمان الإرهابية كانوا يتصلون بهذه المجموعة ويعقدون معهم الاجتماعات بالمحل المشار اليه بسوسة. وبايقاف المظنون فيهم وإحالتهم على ابتدائية تونس أمس باشرت المحكمة محاكمتهم وذلك بقراءة قرار دائرة الاتهام فيما تم تأجيل المرافعة إلى جلسة لاحقة. مفيدة (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 1 جويلية 2008)


في تقرير للبنك الأوروبي للاستثمار: تحويلات المهاجرين العرب في أوروبا تصل إلى 14 مليار دولار سنويا

تونس في مقدمة البلدان التي يتجه فيها جزء من التحويلات للمشاريع الانمائية

 

 
تونس: الصباح أكدت دراسة حديثة أنجزها البنك الأوروبي للاستثمار، أن «حجم التحويلات المالية التي يبعث بها المهاجرون إلى بلدان جنوب شرقي المتوسط عبر القنوات الرسمية، بلغت نحو 7.1 مليار يورو في السنة من أوروبا باتجاه البلدان المتوسطية الثمانية»… لكن هذا الرقم يرتفع عند إضافة التحويلات غير الرسمية، حيث يصل حجمها إلى حوالي 14 مليار يورو، بما يعني أنها تتجاوز بكثير حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة (التي لم تتجاوز 6.4 مليار دولار في السنة خلال الفترة من 2000 إلى 2003).. وشملت الدراسة التي حصلت «الصباح» على نسخة منها، 8 بلدان متوسطية، هي الجزائر ومصر والأردن ولبنان  والمغرب وسورية وتونس وتركيا، التي يبلغ عدد جالياتها ما يزيد عن 10 ملايين مقيم في بلدان الاتحاد الأوروبي».. وأوضحت الدراسة التي أعدتها آلية «فيميب» لتسهيل الاستثمار في المنطقة المتوسطية، وهي الآلية التابعة للبنك الأوروبي للاستثمار، أن تحويلات المهاجرين ترتفع بنسبة 10 في المائة سنوياً، وتمثل قيمتها بين 2 و22  في المائة من الناتج الداخلي للكثير من البلدان، تليها موارد مثل عوائد السياحة والاستثمارات المباشرة والمعونات الإنمائية… وتشير الدراسة إلى أن أوروبا تعدّ المصدر الرئيسي للتحويلات، حيث تتراوح حصتها بين 85 و90 في المائة بالنسبة إلى بلدان المغرب والجزائر وتونس وتركيا.. التحويلات واتجاهاتها.. وكشفت الدراسة من جهة أخرى، أن التحويلات الرسمية تشمل المبالغ التي يرسلها المهاجرون عن طريق مؤسسات التحويل مثل  «ويستيرن يونيون» وغيرها، فيما تهم التحويلات غير الرسمية، العائدات التي يتم إرسالها مع أحد أفراد الأهل أو الأقارب أو من خلال عودة المهاجرين في العطل والمواسم الدينية…  وتلاحظ وثيقة البنك الأوروبي للاستثمار، أن مؤسسات التحويل تمثل القناة الرئيسية لتحويل عائدات الجاليات المهاجرة، على الرغم من تكلفتها الباهظة جدا، حيث تصل إلى حوالي 6 في المائة من قيمة المبلغ الذي يتم تحويله.. وأشارت الدراسة، التي تعدّ الأولى في مجال حصر تحويلات المهاجرين من البلدان المتوسطية الثمانية، إلى أن تحويلات المهاجرين تتجه نحو تحسين التعليم والصحة وظروف السكن، إلى جانب الإنفاق على خدمات الترفيه والعقار، فيما يستثمر جزء من هذه التحويلات في المشاريع الإنتاجية، التي يشير تقرير البنك الأوروبي للاستثمار، إلى تزايد حصتها عاما بعد آخر.. إذ تقدر نسبة العائدات التي تتجه لأغراض الإنتاج، بنحو  18 في المائة في تونس و15 في المائة في مصر و13 في المائة في المغرب.. شروط أساسية.. لكن البنك الأوروبي للاستثمار، دعا من ناحية أخرى إلى خفض تكلفة تحويلات الجاليات المتوسطية المقيمة في أوروبا، ضمن حرص أوروبي على توجيهها لأغراض التنمية، من خلال تطوير الخدمات المصرفية لتحويل عوائد الهجرة العربية المتوسطية واستثمارها… وفي هذا السياق، أوصى البنك الأوروبي بخفض تكلفة التحويلات المالية، عبر تعزيز أنظمة الدفوعات في البلدان المتوسطية، وربطها بالأنظمة الأوروبية ذاتها، إلى جانب تشجيع التنافسية النزيهة بين مؤسسات التحويل.. وشدد البنك الأوروبي  للاستثمار، على ضرورة قيام المؤسسات المصرفية الأوروبية والبلدان المتوسطية، بتطوير خدمات متخصصة في شؤون تحويلات المهاجرين وعائداتهم المالية، مثل فتح حسابات مصرفية للتحويلات والقروض العقارية وحسابات الاستثمار، تماما مثلما يجري في البلدان الأوروبية الأخرى.. وتفيد معلومات من البنك، أن البنوك الأوروبية لا تبذل في الواقع جهداً لإعلام المهاجرين بتحويلاتهم وعملياتهم المصرفية، بحيث يقتصر دورها على تقديم الخدمات التي تعرض على المواطن الأوروبي، وهو ما جعل المهاجرين ينصرفون إلى وضع عائداتهم ومدخراتهم في فروع ببلدان المنشأ.. ويجري العمل حاليا في أوروبا، على تحسين أنظمة الدفع في البلدان المتوسطية، وربطها بالأنظمة الأوروبية والدولية، بغاية تشجيع الاستثمار في البلدان المتوسطية.. الجدير بالذكر، أن التحويلات المالية للمهاجرين العرب، تكتسي أهمية اقتصادية كبيرة بالنسبة إلى البلدان المتوسطية الشريكة للاتحاد الأوروبي… صالح عطية (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 1 جويلية 2008)


المعهد الوطني للإحصاء يكشف: لأول مرة عدد الإنــاث في تونــس يفــوق عدد الذكـور 47 فاصل 1 بالمائة من الذكور عزاب.. و37 فاصل 9 بالمائة من الإناث عازبات

 
تونس/ الصباح: كشف المعهد الوطني للإحصاء عن معطيات جديدة تتعلق بالخصائص الديمغرافية للسكان في تونس.. ففي مسح أنجزه سنة 2007 وشمل 145 ألف أسرة من كامل جهات البلاد قدر العدد الجملي للسكان المقيمين بتونس في منتصف شهر ماي 2007 بنحو 10 ملايين و208 آلاف و900 نسمة مقابل 10 ملايين و107 آلاف و100 نسمة في منتصف شهر ماي 2006 أي بزيادة جملية تساوي 101 ألف و800 ساكنا ونسبة نمو سكاني تقدر بنحو واحد فاصل صفر واحد بالمائة.. ويتوزع عدد السكان حسب الجنس إلى 5 ملايين و100 ألف و400 نسمة من الذكور و5 ملايين و108 آلاف و500 نسمة من الإناث وبذلك يفوق عدد الإناث ولأول مرة عدد الذكور بما يناهز 8000 نسمة. وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الذكور ما فتئت تتقلص من 51 فاصل 1 بالمائة سنة 1966 لتبلغ 50 فاصل 5 بالمائة سنة 1994 و50 فاصل 1 بالمائة سنة 2004 ثم 50 بالمائة سنة 2006 ويعزى ذلك إلى تأثير الهجرة الخارجية التي تشمل بدرجة أولى الرجال وإلى التراجع الهام في نسبة وفيات الأطفال من البنات وإلى المستوى المرتفع لمؤمل الحياة عند الإناث.. وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الذكور عند الولادة في تونس تتراوح بين 106 و108 مولود ذكر لكل مائة مولود أنثى. وتفيد نتائج مسح سنة 2007 أن عدد العزاب يقدر بنحو 3 ملايين و258 ألف و400 نسمة من بين السكان الذين تساوي أو تفوق أعمارهم 15 سنة وهو ما يمثل 42 فاصل 5 بالمائة من مجموع هؤلاء.. وبلغت النسبة العامة للعزوبة خلال سنة 2007 مستوى 47 فاصل 1 بالمائة من بين الذكور و37 فاصل 9 بالمائة من بين الإناث..  في حين يبلغ عدد المتزوجين 3 ملايين و979 ألف و500 نسمة أي ما يعادل 51 فاصل 8 بالمائة من مجموع الفئة العمرية 15 سنة فما فوق بينما يقدر عدد الأرامل بنحو 372 ألف نسمة أي ما يساوي 4 فاصل 9 بالمائة من مجموع الفئة العمرية 15 سنة فما فوق إلا أن هذه النسبة تبلغ 8 فاصل 3 بالمائة من بين النساء وواحد فاصل 3 فقط من بين الرجال وبلغ عدد المطلقين 64 ألف و900 مطلق أي بنسبة صفر فاصل 8 بالمائة من السكان وهي تساوي صفر فاصل 4 بالمائة لدى الذكور وواحد فاصل 3 بالمائة لدى الإناث. الهيكلة العمرية تفيد نتائج مسح سنة 2007 أن عدد الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم خمس سنوات يناهز 822 ألف و500 طفل ويمثلون بذلك 8 فاصل واحد بالمائة من مجموع السكان. في ما يقدر عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 سنة مليون و 710 ألف طفل وهم يمثلون 16 فاصل 7 بالمائة من سكان البلاد.. في حين يبلغ عدد السكان الذين هم من الفئة العمرية 15 ـ 59 سنة 6 ملايين و698 ألف و300 نسمة ممثلين بذلك 65 فاصل 6 بالمائة من مجموع سكان البلاد. ويبلغ عدد المسنين الذين تساوي أعمارهم أو تفوق 60 سنة 978 ألف و400 نسمة ويمثلون 9 فاصل 6 بالمائة من مجموع السكان. كما تبين من خلال دراسة مؤشرات الهيكلة العمرية أن نسبة الأطفال دون الخامسة في استقرار خلال فترة 2004ـ 2007.. وهي في حدود 8 فاصل واحد بالمائة من مجموع السكان ويعزى ذلك إلى الزيادة الهامة في عدد النساء اللاتي في سن الإنجاب وبالتالي في عدد الولادات من سنة إلى أخرى بقرابة 3000 ولادة بالرغم من استقرار مؤشر الخصوبة بين 2 فاصل صفر 2 و2 فاصل صفر 4 طفل لكل امرأة في سن الإنجاب وكذلك إلى تطور عدد الزيجات من سنة إلى أخرى بما لا يقل عن 5000 زيجة ليبلغ سنة 2006 نحو 81 ألف و340 زيجة.. في حين تواصل انخفاض نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 سنة لتبلغ 16 فاصل 7 بالمائة سنة 2007 مقابل 18 فاصل 6 بالمائة سنة 2004 كما سجلت في المقابل نسبة السكان الذين يساوي أو يفوق عمرهم 60 سنة تزايدا ضئيلا ولكن مستمرا فبعد أن كانت في حدود 9 فاصل 3 بالمائة سنة 2004 أصبحت 9 فاصل 6 بالمائة سنة 2007.. كما حققت نسبة السكان الذين هم من الفئة العمرية 15ـ 59 سنة والتي تمثل الجزء الأكبر من السكان الذين هم في سن النشاط زيادة ملحوظة فبعد أن كانت في حدود 64 بالمائة سنة 2004 أصبحت 65 فاصل 6 بالمائة سنة 2007.             سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 1 جويلية 2008)


 
 ترتيــب  
 
محاضرة تنظمها مدينة العلوم تخص الانسان دون سائر الكائنات.. عنوانها «الاستيقاظ، النوم، الأحلام سمفونية رائعة للحياة». العنوان كما هو موضوع يوحي فعلا بالسمفونية.. فالأحلام بالأخص ركيزة من ركائز سعادة الانسانية. لكن السمفونية تفقد روعتها لو غيّرنا ترتيب الألفاط.. فالحلم ينتهي غالبا بواقع مرّ بعد الاستيقاظ. محمد قلبي (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 1 جويلية 2008)


خفايا وأسرار تسليم الجزائر »عمر قرايدي« إلى تونس

 

 
باريس / حوار  الطاهر العبيدي عمر القرايدي، لمن لا يعرفه هو أحد أبناء حركة النهضة التونسية، صدر فيه حكما غيابيا بالسجن لمدة  12 سنة من طرف المحكمة العسكرية التونسية سنة 1991، كان من الأوائل الذين فروا إلى الجزائر لطلب الحماية ومحاولة السفر من هناك لأوروبا وهو كذلك من القلائل الذي عاش المنفى ليعود للسجن،  حيث بقي في الجزائر أكثر من سنتين، ليقع تسليمه إلى السلطات التونسية، رغم أنه كان متحصلا على وثيقة من المفوضية السامية للاجئين بالجزائر، وبقيت زوجته « فاطمة  » وابنتيه « نسيبة  » « وتيسير » مشردين في العاصمة الجزائرية، وعند تسلمه من طرف الأمن التونسي تعرّض لأنواع شتى من التعذيب في مقرات وزارة الداخلية، لتعاد محاكمته من جديد ويثبت الحكم الأول 12 سنة سجن، أمضاها في سجون تونس الخضراء، وهو ابن مدينة قلعة سنان الواقعة في الشمال الغربي، وهي منطقة حدودية بين تونس والجزائر، كانت في وقت الاستعمار الفرنسي قاعدة عسكرية خلفية لجبهة التحرير الجزائرية، وفي باطن جبالها محفور مستشفى استخدمه ثوار الجزائر لعلاج جرحاهم، عمر القرايدي بعد خروجه من السجن الآن عضو بالمكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف مكلف بالإدار ة ومنخرط بمنظمة العفو الدولية فرع تونس، طرحنا علية جملة من الأسئلة المرتبطة بالماضي والحاضر في جو من فرحة العائلة بفوز ابنته  » نسيبة  » هذه الأيام بنجاحها في امتحان الباكالوريا فكان هذا الحوار العفوي وثيقة في دفاتر التاريخ    سنة 1992 صدر فيك حكما غيابيا ب12 سنة سجن من طرف المحكمة العسكرية التونسية، وقد كنت من الأوائل الذين فرّوا إلى الجزائر، وبقيت هناك مدة طويلة، ثم تمّ تسليمك من طرف السلطات الجزائرية، فهل يمكن أن نعرف لماذا تعرّضت أنت بالذات للترحيل، في حين أن العديد وقع تسهيل سفره من الجزائر إلى الخارج ؟ بسم الله الرحمن الرحيم، تعرض أبناء حركة النهضة في مطلع التسعينات إلى محنة شديدة أتت على الأخضر واليابس، و بات مصير الواحد منهم إما سجين أو مهاجر، وكنت من القليلين الذين جمعوا بين صفتيْ الهجرة و السجن إذ بقيت في الجزائر من 14 أفريل 1991 إلى حدود 13 جوان 1993 تاريخ اعتقالي هناك، واكتويت بنار الهجرة ، لأن البقاء في الجزائر أيام اندلاع الحرب الأهلية، وأيام شراسة الاشتباكات المسلحة، والتفجيرات اليومية التي كانت مركزة على العاصمة وضواحيها، يكون صعبا جدا إن لم نقل مستحيلا، وكنت من القليلين الذين بقوا في الجزائر ننتظر دورنا للانتقال من جحيم الجزائر إلى واحات الحرية الأوروبية، وكانت وتيرة السفر بطيئة للغاية، إذ يتم تسفير عائلة أو عائلتين كل شهر تقريبا، مما جعل الوقت يعمل لصالح الأجهزة الأمنية التونسية، التي تنتظر للانقضاض على بقايا حركة النهضة في الجزائر بعد خروج أهم القيادات الموجودة هناك، وكانت السلطة الجزائرية تعمل على تسهيل خروج الأفراد المتبقين مع بعض العائلات، إلا أنها كانت تحضر لاتفاقية تبادل المطلوبين بينها وبين تونس، وبعد إمضاء الاتفاقية في شهر ماي 1993 تقريبا، تمت صفقة التبادل التي كنت من ضمنها ووقع تسليمي صحبة الأخ فتحي الورغي، في حين تسلمت الجزائر مطلوبيْن اثنين ينتميان للمجموعات المسلحة الناشطة آنذاك ضد سلطة الدولة الجزائرية، وربما وقع تسليمي أو مقايضتي صحبة فتحي الورغي لأننا الوحيدين اللذين بقيا هناك مما يعرف بالقضية الأمنية.   هل يمكن أن تستعيد لنا وصف تلك اللحظات، وما صاحب عملية تسليمك، وهل كنت وحدك أم معك بعض زملائك، وأثناء رحلة العودة هذه، هل كنت مقيّد اليدين، وماذا كانت مواقف الأمن الجزائري المرافقين الذين يدركون أنهم سيسلموك للعذاب بكل أشكاله؟   كانت لحظات عصيبة يقتاد فيها المرء إلى مصير مجهول، دخلت صحبة صديقي وأخي فتحي الورغي إلى المقر المركزي للأمن بالجزائر العاصمة، لاستكمال إجراءات السفر إلى ألمانيا، لم يكن ينقصنا إلا الترخيص الأخير من قسم الهجرة والأجانب بمركزية الأمن ، ذهبنا منذ الصباح الباكر وبقينا في الانتظار إلى المساء، إلى أن جاء أعوان من الأمن العسكري الجزائري وأعلموا المسئول على قسم الهجرة والأجانب بأنني وفتحي الورغي مطلوبان لديهم، وعليهم إبطال إجراءات السفر، بما يعني أننا موقوفين على ذمة التحقيق، بقينا في المقر المركزي للأمن مدّة أسبوع للتثبت من صحة الهوية، وبعدها تم اقتيادنا في سيارة خاصّة، تحمل لوحة تفيد بأنها على ملك أحد التجار، لا يرى من خلالها أي شيء إلى مقر وحدة المخابرات العسكرية  » ببوزريعة » وهناك دخلنا إلى بوابة من بوابات جهنم، وقع تفريقنا، أدخلوني إلى زنزانة انفرادية درجة الحرارة فيها مرتفعة جدا، ظلام دامس  لا يوجد فيها إلا نصف حشية قديمة وغطاء ( زاورة )، أما الروائح و الناموس فحدث ولا حرج، للأمانة لم نتعرض للتعذيب، وإنما كنا نسمع أنات وصراخ المعتقلين الآخرين بالزنازين المجاورة، بقينا هناك ثمانية أيام تم التحقيق معي عديد المرات في غرفة لا يوجد بها سوى طاولة وكرسيين وأوراق بيضاء، وقلم وكاميرا في أعلى السقف مصوّبة على الطاولة، أظن أن هناك فريقا كان يتابع البحث من خلال الكاميرا، كان همّ الجزائريين منصبّا على موضوع واحد: هل يوجد تنسيق بين حركة النهضة التونسية وبين قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ، والمجموعات المسلحة من خلالي أو من خلال من تبقى من التونسيين اللاجئين في الجزائر، وبعد قضاء الأيام المذكورة تم نقلي إلى سجن سركاجي ( السجن الجديد ) بأعالي القصبة وهو سجن قديم أسسه خير الدين بربروس وأضافت فرنسا جزءه الجديد، مشيّدا في شكل ثمانية ومتكون من طوابق عديدة، أدخلوني إلى الطابق السفلي الخاص بالعزلة الانفرادية والعقوبات ( تحس بدوار شديد وآلام حادّة بالرأس عند الوهلة الأولى من الدخول، ثم تبدأ تلك الحالة في النقصان والتلاشي ربما نتج ذلك عن شدة الرطوبة )، وهناك وجدت أخي فتحي الورغي صحبة شخص ثالث، بقينا هناك ثمانية أيام إلى جوار شيوخ الجبهة الإسلامية الذين كانوا في الزنزانات المجاورة أذكر من بينهم الشيخ عبد القادر حشاني رحمه الله، والشيخ يخلف الشراطي والشيخ عبد الحق العيادة والشيخ عيساني وكذلك كان معنا في نفس الجناح الضابط بومعرافي المباركي المتهم بقتل الرئيس محمد بوضياف بالإضافة إلى عديد المعتقلين الآخرين. بعد ثمانية أيام تم عرضي على المحكمة العليا بالجزائر العاصمة التي قضت بتسليمي للسلطات التونسية رغم أني قدمت ملفا للمفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة بالجزائر واعتبرتني لاجئا وسلمتني شهادة تثبت وضعيتي مما يُلزم السلطات الجزائرية بأن لا تتخذ أي إجراء يتعلق بي دون مراجعة المفوضية السامية للأمم المتحدة إلا أن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن، و تم نقلي على جناح السرعة صحبة فتحي الورغي إلى مطار البليدة العسكري، ومن هناك تم تسليمنا على متن طائرة عسكرية صغيرة لا تتسع لأكثر من عشرة أشخاص مقيدي الأيدي مثبتيْن في الكرسي وكان برفقتنا أعوان مسلحون من المخابرات العسكرية الجزائرية ، وحطت بنا الطائرة في مطار تونس قرطاج الدولي أين وجدنا بانتظارنا مجموعة من أعوان إدارة أمن الدولة تسلمونا بعد إجراءات البروتوكول مع زملائهم الجزائريين، واقتادونا إلى إدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية بتونس. أذكر لمّا ركبت في سيارة أمن الدولة في مطار تونس أن قائد الطائرة العسكرية الجزائرية التي أقلتنا نظر لي، وكان جالسا على مدرج الطائرة ثم رفع نظره وسبابته اليمنى إلى السماء ففهمت أنه دعا لي بالحفظ فابتسمت إليه لشكره ولإعلامه أن رسالته وصلت. العديد من الفارين إلى الجزائر وغيرهم يثني على تعامل السلط الجزائرية مع وضعياتهم، ويصفونهم « بالرجلة » « والنيف »  والشهامة فكيف تراه أنت؟ معاملة الأمن الجزائري لنا ولعائلاتنا كانت عادية يتخللها احترام متبادل، وهذه تحسب لهم ما عدا ما تخلل الإيقاف من إهانة في السجن سرعان ما وقع تفاديها بعد الاطلاع على ملفنا، أما معاملتهم لمواطنيهم رهن الاعتقال فلا يمكن تخيلها أو وصفها، لقد رأيت آثار التعذيب على المعتقلين الجزائريين، ولم أقابل واحدا منهم لم يذكر أنه تعرّض للتعذيب، حتى أنني التقيت شخصا جزائريا معتقلا بمقر الأمن المركزي وسط العاصمة يسأل كل داخل بلهجته العاصمية  » آي محمد جُزْتِ لا تورتير  » أي هل مررت بالتعذيب ؟ فيكون الجواب دائمــــــــا  » نعم » لأن التعذيب بالنسبة للمعتقلين الجزائريين نوع من التشفي والتنكيل غير مرتبط بالبحث وانتزاع الاعترافات بالقوة. كيف استقبلكم الأمن التونسي مباشرة بعد عملية التسليم، وهل صحيح أنك عذبت حتى فقدت القدرة على الوقوف على قدميك، وهل أعيدت محاكمتك من جديد وكم قضيت في السجن؟ بعد وصولنا إلى إدارة أمن الدولة بتونس وبعد الترحيب بنا في بلدنا، بدأت ساعة الحقيقة التي استمرت شهرين وخمسة أيام، نلت فيها ما لذ وطاب من الأكل من شهي جميع الموائد الدسمة المتنوعة من التعذيب بدون استثناء، سواء كانت دجاجا مشويا أو خروفا محنيا، كما سبحت في أحواض الماء، مع ما يرافق ذلك من تدليك جيد يساعد على الارتخاء والانتعاش، أما أسلاك التنشيط العصبي فهي جيدة لتنشيط الذاكرة وتنظيف جيوبها مما علق بها من أدران الماضي، و بعد تطهير الوعي واللاوعي تم عرضي على المحكمة العسكرية، لأقوم بإجراءات الاعتراض لأنني محاكما غيابيا، وفي 10 أكتوبر 1994 قضت المحكمة العسكرية الدائمة بتونس بتأييد الحكم الصادر ضدي، بسجني مدة اثنتي عشرة سنة، قضيتها وخرجت من السجن بموجب سراح شرطي، وأنا الآن أخضع للعقوبة التكميلية المتمثلة في المراقبة الإدارية لمدة خمس سنوات.   خلال مدة السجن ما هي الحالات التي أثرت فيك أكثر من غيرها، وهل تعتبر نفسك ضحية صفقة أمنية، أم وقود لمعركة سياسية؟  يعيش الإنسان ليؤثر ويتأثر بما حوله،  لذلك فكل هنيهة من زمن السجن تركت بصمتها في ذاكرتي وجسمي وعقلي وروحي ونفسي سلبا وإيجابا ، أحتسب كل ما نالني عند الله سبحانه، فلست طالبا لسلطة ولا راغبا في جاه ولا طامعا فيما يملكه غيري، غيرتي فقط على ديني، انتميت لهذه الحركة المباركة التي آلت على نفسها أن تعيد للدين بريقه وأن تجدده في قلوب أبناء هذا الوطن العزيز وأن تتحمل الصعاب والمحن في سبيل ذلك، عملت في حقل الدعوة في المعهد عندما كنت تلميذا، وفي قلعة سنان المنسية رغم شهرتها، كنت مع لفيف قليل من الإخوة ندعو إلى العودة إلى الينبوع الصافي، ندعو إلى المحافظة على الصلاة والتمسك بالقرآن، والتشبه بشمائل سيد المرسلين، كنا دعاة لا بغاة، لم نضمر الشر يوما لأحد حتى أسيء فهم مقصدنا فتأوّله المتأولون وزخرفه المغرضون ، واليوم و قد نالنا ما نالنا فإننا وقفنا على حظنا من أمرنا فما وجدناه سلبا نأينا بأنفسنا عنه وطهرناه وما وجدناه حسنا زكيناه وأكدناه ، ربما زمن الاعتقال كنت ضحية صفقة أمنية، ولكن قلبي مطمئن الآن إلى عودتي فلو اطلعت على الغيب لرضيت بالواقع أما قولك أنني ربما كنت وقودا لمعركة سياسية، فهذا ما لا أرضاه لنفسي ولا لغيري لأن فيه من الغمز واللمز الشيء الكثير، أما فترة السجن فموقفي منها يعلمه إخواني الذين كانوا معي، فقد كنت أجيبهم دائما عن سؤالهم متى نخرج ؟ بقولي : عندما نحفظ القرآن، لقد دخلنا السجن لقضاء أحكام بلغت في عدها أعمار الدينصورات فوجدنا عبادا من فصيلتنا ( مساجين الحق العام ) يعيشون في ظلمات الجاهلية ( كفر وجهل وفقر وفسق ) فناضلنا من أجل الحفاظ على الكينونة وإثبات الوجود في مرحلة أولى ضد مشروع المسخ والخسف والتجهيل والتجويع والإبعاد وفي مرحلة ثانية غلبت علينا طبيعتنا الدعوية فهدى الله على أيدينا الآلاف من مساجين الحق العام، الذين تذوقوا حلاوة الإيمان والقرآن للمرة الأولى في حياتهم، والذين وقفوا ويقفون الليالي الباردة الطوال قياما لله توبة مما اقترفت أيديهم وندما على ما فاتهم من أعمال البر والتقوى، وها أن اليوم كالبارحة يصطفي الله لهذه المهمة من يكملها، فيدخل شبان من أبناء الصحوة الثانية ليتمّوا بناء ما زال في حاجة إلى بنّاء، أحسب أن السجن محنة للدعاة ليس مكتوبا عليهم جميعا ولكنه مرحلة ضرورية للتمحيص  » ليميز الله الخبيث من الطيب  » والسؤال الذي يطرح نفسه  ليس: لماذا دخلنا السجن؟ أو من المسئول عن دخولنا السجن ؟ فالذي يطرح هذا السؤال حسب رأيي إما جاهل بالأمور وجب علينا أن نرشده أو فتان يريد إدخال الفتنة بيننا وجب التنبه إليه والحذر من نفثه ونفخه، لأن السؤال هو ماذا استفدنا من سجننا؟ وكيف السبيل لتدارك ما فاتنا ؟ مع الأخذ بعين الاعتبار بتغير الحال وثقل متطلبات المآل ، لقد أرادوها حالقة لا تبقي ولا تذر ومحنة تأتي على الأخضر واليابس، فانقلبت بنعمة من الله وحفظه وفضله منحة ميّزت الخبيث من الطيب ونارا أذهبت ما تعلق بالذهب من الشوائب  » أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون  ». بعد ترحيلك إلى تونس، بقيت زوجتك فاطمة ومعها بنتين مشرّدة في الجزائر وفي وضعية غير قانونية، فكيف تمكنت من العودة إلى تونس، وما هي جملة الظروف التي واجهتها خلال عودتها الاضطرارية؟  بعد ترحيلي إلى تونس في 8/7/1993 بقيت زوجتي فاطمة هناك صحبة ابنتيّ نسيبة ( 3 سنوات ) وتيسير ( سنتان ) بالجزائر العاصمة مع بعض العائلات التونسية الأخرى، التي تنتظر دورها للخروج إلى أوروبا، إلا أنه بعد اعتقال السلطات الجزائرية لمجموعة من الشباب النهضوي وتسليمهم للسلطات التونسية في منتصف سنة 1994، لم يعد هناك بدّ من الاستمرار في المكوث هناك، فقرّرت زوجتي صحبة عائلة أخرى تم تسليم عائلها مع المجموعة المذكورة آنفا الاتصال بالسفارة التونسية بغية العودة إلى تونس، وفعلا قامت السفارة التونسية بإجراءات السفر، وتمّت عودة عائلتي على متن الطائرة، ومن مطار تونس قرطاج تم اقتيادها إلى وزارة الداخلية أين قاموا ببحثها وإطلاق سراحها على أن تعود إليهم في الأسبوع المقبل. بعد خلوّ التراب الجزائري من أفراد حركة النهضة الذين كانوا يقدمون العون لبعضهم البعض، عاشت زوجتي وبنتاي معاناة صعبة في ظروف قاسية للغاية، وانقطعت عنها كل السبل، ولم يعد بمقدورها الاتصال بأي جهة، فرأت أنه من الواجب أن تعود لتونس مهما كانت التكاليف، أما بعد عودتها فقد تعرّضت لكثير من المضايقات من قبل منطقة الأمن بالكاف ومركز شرطة قلعة سنان، أما بخصوص معاملة أعوان إدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية، فقد أكدت للأمانة أنهم عاملوها معاملة حسنة هي والعائلة التي وقع تسليمها معها. بماذا تفسّر أن طيلة وجودك في السجن لم يقع التحرك من أجلك، ما جعل البعض يرد ذلك إلى كونك ابن مدينة قلعة سنان آخر نقطة في الشمال الغربي، مما يعني حسب هذه الرؤى أن الجهوية تتحكم في شكل التحركات السياسية والحقوقية لفائدة المساجين ؟     طيلة وجودي بالسجن لم يقع التطرق لوضعيتي إلا من خلال تقرير يتيم فيه قائمة اشتملت على أسماء من تبقوا بالسجن بعد سنة 2002، كما ذكر أيضا المرض الذي أعاني منه، وهذا ليس تقليلا ولا تحقيرا فالجهوية وإن كانت مترسّبة في لا وعي التونسي نسأل الله أن يشفينا جميعا منها إلا أنها أقل نسبة و ترسبا عند الإسلاميين مقارنة بغيرهم، و ليست الأسماء هي الأهم في قضية السجن والمساجين، بل الملف عموما فلو وقع تحرك معين في سجن ما، ووقعت تغطية إعلامية لذلك التحرك لاعتُبر ذلك تحريكا للملف برمته، مهما كانت استفادة شخص بعينه من ذلك التحرك. إن قلعة سنان أكبر من أن يُبخس حقها بعدم ذكر واحد من أبنائها قضى ما يزيد عن العشرية بأحد سجون الخضراء فهي مائدة يوغرطة وقلعته الشهيرة التي حارب منها غزاة تونس وهي قلعة سنان باشا التركي التي تحصن بها عند طرده للأسبان، كما كانت قلعة للجيوش الإسلامية إبان فتح افريقية وهي ملاذ ثوار جبهة التحرير الوطني الجزائرية إبان الاحتلال الفرنسي وخصوصا بعد استقلال تونس إذ كانت تمثل لهم القاعدة العسكرية الأولى وبها مستشفى محفور تحت جبالها استخدمه ثوار الجزائر لعلاج جرحاهم، كما هي مدينة الشهيد أحمد العمري الذي قضى نحبه في الأحداث الطلابية الشهيرة 8 يوم ماي 1991. ومن ملامستي للعمل الحقوقي بعد خروجي من السجن أستطيع أن أؤكد عدم صحة القول بتحكم الجهوية في شكل التحركات السياسية والحقوقية لفائدة المساجين، وإن كانت تفوح من بعضها رائحة هذه النزعة في بعض المناسبات القليلة كالتركيز على أشخاص معينين أو تضخيم بعض الأحداث. ما صحّة ما يروى، أنك أنت من ساعد على تهريب عائلة الشيخ راشد الغنوشي؟ عائلة الشيخ راشد الغنوشي، وكثير من العائلات الأخرى مرت بمدينة قلعة سنان أثناء هجرتها، وقد نالهم جميعا بعضٌ من كرم جهة القلعة وأتمنى أن لا تكون الجهة قد قصّرت في وفادتهم حتى لا يقال عن أبناء مدينتنا بأنهم ليسوا كرماء. بعد خروجك من السجن التحقت بمنظمة حرية وإنصاف، وقبلها كنت ضمن الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين، فكيف استطعت الانخراط في العمل الحقوقي في ظل المحاصرة الأمنية، واستلاب الحرية للمسرحّين من السجن عبر الإمضاء اليومي في مختلف المخافر ؟ الانخراط في العمل الحقوقي حق لكل مواطن تونسي،  وليس منّة من أحد، ويبقى لكل واقع مقتضياته، وواقع الأمر في تونس رغم كثرة العراقيل فيه إلا أنه يبشر بخير عميم، سيعود على التونسيين جميعا في نهاية المطاف، لأن الواقع الحقوقي مرتبط بالأساس بالواقع الإعلامي الدولي، وكلما كان الرصد جيدا كلما تقلصت مساحة الانتهاكات، واتسعت مساحة الحراك الحقوقي، وانضافت إلى عقلية المواطن ثقافة جديدة لم يكن يستوعبها من قبل هي معرفته الجيدة بحقوقه، والأهم من ذلك معرفة المحافظة عليها والدفاع عنها. إن المحاصرة الأمنية وتضييق هامش الحرية للمسرّحين من خلال سيف المراقبة الإدارية، لا يحدّان بأي حال من الأحوال من إرادة الفرد في الانخراط في العمل الحقوقي، الذي يعود بالخير على البلاد و العباد.  منظمة حرية وإنصاف تتعرض للمضايقات والمحاصرة، والاعتداءات اليومية والتهديد بالقتل لبعض أعضائها، فكيف تمارسون عملكم في مثل هذا الوضع الذي يتسم بالرعب الأمني؟ الفعل الحقوقي مجهود يومي متواصل، فيه بذل وتضحية وتحدّي للصعاب، ولا يجرمننا شنآن قوم على التقاعس عن أداء واجبنا في رصد الانتهاكات، وكشفها وإنارة سبيل المتظلمين، ومواساة المكروبين، والاجتهاد في جعل الساحة التونسية ساحة تعترف للجميع بالحقوق، تقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت، تشدّ على يدي المظلوم، وتبصّره بطرق الوصول إلى حقه، وتبين للظالم ظلمه، وتحذّره من مغبة التمادي فيه، نحن منظمة حقوقية مستقلة، لا نعادي أشخاصا بعينهم، وإنما نسعى في جهد مشترك مع كل الناشطين إلى أن تكون جميع الحقوق محفوظة ومحترمة، وأن يعم الإنصاف بلادنا، حتى لا يبقى تونسي واحد يرفع مظلمة. كيف تنظر أنت من الداخل إلى عودة بعض أفراد من المنتمين لحركة النهضة، إلى تونس بعد سنوات من المنفى؟ أسأل الذين خرجوا من تونس و بقوا بالمنفى: لماذا خرجتم من تونس سنة 1991؟ إن كان سبب خروجكم ما زال قائما إلى حد اللحظة فلمَ الرجوع إذن؟ أما إذا زال السبب فلمَ البقاء بالمَهَاجر؟ أما رأيي في العودة كمبدأ فإنها حق لكل تونسي مهاجر، وزمانها رهين بإرادة الشخص الذي يرزح تحت ضغوطها، النفوس تختلف وقدرة التحمل تختلف من شخص لآخر ،  » و لا يكلف الله نفسا إلا وسعها  ». للأمانة أقول أن هؤلاء الرهط الذين عادوا إلى أرض الوطن، نظرت إليهم الأعين في الداخل بادئ الرأي على أنهم متساقطون باعوا القضية، وبحثوا عن الخلاص الفردي، ورموا تاريخا ناءت به أكتافهم وراء ظهورهم، أما أعين بعض المتتبعين الذين ركزوا على الجانب الإنساني للقضية، فرأوا أن من حق كل مواطن تونسي أن يعود لبلاده متى شاء ومهما كانت التكاليف، دون تبديل أو تحريف، وأن يواجه المشكلة أمامه ولا يهرب منها تاركا إياها وراء ظهره، وأنه من باب الإنسانية أن لا يظل المرء محروما من أقرب الناس إليه، فقد مات من مات وولد من ولد وكبر من كبر، تقطعت صلة الرحم قسرا لا اختيارا وتغيرت ملامح شجرة النسب والقربى والناس في لهث شديد. و إنني أستغل هذه المناسبة لأدعو السلطة التونسية أن تغلق هذا الملف نهائيا بسن عفو تشريعي يخرج بمقتضاه السجين من السجن و يعود المهاجر إلى وطنه ، إن المهاجرين اليوم في حاجة ماسة إلى تونس و تونس في حاجة ماسة إليهم، لم يعودوا كما كانوا فرادى هم اليوم في أضعاف أضعاف، أعدادهم التي خرجوا بها فيهم من أصبح جدا له أحفاد، وفيهم من أصبح أبا له أولاد ولا ننسى النساء كبارا وصغارا ( بحكم غلبة العاطفة عليهن ) اللواتي تمنين رؤية آبائهن أو أمهاتهن قبل ورود المنايا، أليس من الحكمة أن يصدر الأمر بالسماح لهم جميعا بالدخول إلى أرض الوطن في بادرة سيسجلها التاريخ في سجل تونس الخضراء العزيزة علينا جميعا، دون إقصاء أو تهميش أو تخوين أو تخويف؟ 
أرسلت في الثلاثاء 01 يوليو 2008 المصدر موقع تونس أونلاين بتاريخ 01 جويلية 2008  

محمد شمام يدعو إلى محاكمة للأحداث وفق المنهج القرآني  بسم الله الرحمان الرحيم حتى لا يشوش على الواجب الشرعي – الحلقة الحادية عشرة أدعو إلى محاكمة للأحداث وفق المنهج القرآني (1)

 

 
    كانت الحلقات (7 و8 و9 و10) السابقة في هذه السلسلة في موضوع التوبة والاعتذار، حيث أعلنتُ في الأولى منها توبتي إلى الله واعتذاري إلى المتضررين ، ودعوت في الثانية حركة النهضة إلى التوبة والتصحيح ، ودعوت في الثالثة منها التونسيين إلى التوبة والرجوع إلى ربهم قبل أن يفاجئهم الموت فيرحلوا كما رحل من كانوا معنا ، وجعلت الرابعة رسالتي إلى كل محبي الحرية من أجل حرية آمنة وعميقة وشاملة.   يبدو أن حلقات التوبة هذه وخاصة منها الحلقة السابعة قد استفزت أخانا العزيز المنجي الفطناسي ، فكان منه موقف شد انتباهي كتبه كتعليق في موقع الحوارنت ، على رسالة الأخ العزيز مصطفى الونيسي التي نشرها عبر الإنترنيت يوم 16 جوان 2008 فجازاهما الله خيرا .   وتفاعلا مع هذ الموقف كانت هذه الحلقة الحادية عشرة في هذه السلسلة، مقدّرا أنها ستزيد وضوحا ما كتبته في موضوعها بإذن الله تعالى .   تمهيد:   كان موقف الأخ الفطناسي – بالنظر لما عرفته عنه من خلال بعض كتاباته – لطيفا ومؤدبا جدا. ولا شك أن أخانا قد جاهد نفسه في ضبطها على ما بان من حق ومن نصوص شرعية الأمر الذي يدل على خيرية في الطوية إن شاء الله. وما يمكن ملاحظته في موقفه هذا ليس خاص به بل هي أمور شائعة في أبناء  النهضة بالنظر للظروف التي عاشوها مع غياب التوجيه والتفقيه ، وغياب معاني وأجواء ومناخات الربانية والربانيين – كما تحدث عليها الشيخ حبيب اللوز في حلقاته الأخيرة – في حركة النهضة .    ليس همي في هذه الحلقات الدفاع عن نفسي ولكن بيان الحق والانتصار لحقائق ومفاهيم وقيم الإسلام . ومن أجل ذلك فأنا مع أصل ما دعا إليه الأخ الفطناسي بالدعوة إلى محاكمة قر آنية للأحداث وفق المنهج القرآني ، كما اجتهدت في بيانه في حلقات « المنهج القرآني في النقد والتقويم وفي التوبة والتصحيح ». إن أي منهج آخر سيكون قاصرا عن تحقيق العدل واحقاق الحق ، وعن تحقيق المردود المرجو.   وسيكون تفاعلي مع موقف الفطناسي في جزأين ، الأول منهما هي وقفات مباشرة مع موقفه ، والثاني سيعمل على تطبيق المنهج القرآني في موضوعه . ونحن الآن بصدد الجزء الأول وسنتناوله وفق الفقرات التالية:   1 –  من يقرأ كلام الأخ الفطناسي يذهب في خلده أنه كانت لي إمكانية فرض رأيي وإجبار الجميع على المضي فيه 2 – لماذا تأخرت توبتك إلى هذا الوقت يا شمام 3 – هذا لا يكفي والمطلوب محاكمة علنية 4 –  وتمنعُك من العمل الحركي والسياسي مدى الحياة   من يقرأ كلام الأخ الفطناسي يذهب في خلده أنه كانت لي إمكانية فرض رأيي وإجبار الجميع على المضي فيه   جاء في موقف الأخ فطناسي:   (هناك شبه إجماع بين أبناء النهضة على الأقل الذين أعرفهم وغيرهم على أن محمد شمام هو المسؤول رقم واحد عما حل بالبلاد والعباد من دمار شامل بسبب إصراره على المضي في خطة فرض الحريات والزج بالجميع في مواجهة غير متكافئة ومجهولة العواقب مسيئا بذلك التقدير والتدبير والتخطيط والتوقيت [ التقيت سنة 91 الأخ الفاضل البلدي الذي كان يشغل أنذاك خطة رئيس مجلس الشورى في سجن 9 أفريل فسألته ماالذي يحدث – لأني اعتقلت قبل الأحداث بفترة – فأجابني أنه كان مع الحسم السياسي في النظام ولكن أطرافا أخرى أصرت على المواجهة وأظنه كان يقصد الأخ محمد شمام ومن دار في فلكه.] وقد يكون هذا أحد الأسباب التي دفعته بعد ذلك لتجميد عضويته.) لن أدافع على نفسي ولكن سوف أجتهد في بيان وتوضيح الحقائق والمفاهيم والقيم . ولن أضيف على ما بينته في الحلقات السابقة من السلسلتين إلا الكثير مما ورد في رسالة الأخ حمزة حمزة الذي هو عينة ممثلة من شبابنا المندفع يومها .   من يقرأ مثل هذه الفقرة لا يذهب في خلده إلا أني لم أكن أعبر وقتها عن موقفي ورأيي ، بل كأنه كانت لي أمكانية فرضه وإجبار الجميع على المضي فيه . وهذه صورة أشبه بصورة ملك يملك القرار والقوة والسلطان .   لقد قمنا بالشورى ونقدر أنها بقدر حسن بالنظر للظروف والملابسات التي تمت فيها ، ثم قررنا . والتقرير عزم لا يبقى معه – في الأصل مجال – للتردد أو الطعن ، خاصة وأن صوت جمهور الحركة كان معه وبغالبية واضحة . إنه بعد مثل هذا القرار لم يعد جائزا – في الأصل – الحديث عن الآراء والمواقف الفردية لا وقتها ولا بعدها ولا الآن . هذه أبسط قواعد العمل الجماعي ، ومن أبسط أخلاقيات التعامل البشري . وبعد مثل هذا العزم بقي علينا التوكل .   فأين كان الخلل في هذا كله ؟   يبدو أن الخلل كان في مقاتل ثلاثة : الأول في المعطيات التي بُنيت عليها الشورى بما في ذلك قراءة الواقع الدولي ؛ والثاني في الالتزام بالخطة وفي سلامة الإدارة ؛ والثالث في حسن التوكل على الله بعد تمام الشورى والعزم . ولقد حظي الأول والثاني بالاهتمام والتركير من طرف المقوّمين والناقدين والمتوقفين ، بخلاف الثالث فقد بقي مغفول عنه. وكان هذا بعكس المنهج القرآني في التقويم الذي يركز على قيمة التوكل وما والاها ، ولا يذكر ما سواها إلا قليلا. ألا يعني هذا أنه هو الخلل المقتل المحوري فيما حصل لنا ؟    لماذا تأخرت توبتك إلى هذا الوقت يا شمام ؟    أولا: لقد كنت أطمح إلى عملية جماعية   في أول اتصال لي بالأخ زياد صاح فيّ: ”وينك » ويقصد – كما هو سياق الحديث – لمَ لم تبادر ولو بصفة فردية، فقلت له بجملة واحدة : ” إن شاء الله سنأتي جميعا مع بعضنا ”.  ذلك كان عزمي…، إلا أن جملة التطورات بعد حدث 8 مارس مع هيئة 18 أكتوبر، وضعتني وجها لوجه أمام واجب شرعي لا فكاك لي من أدائه، حتى كانت حلقات التوبة التي سألت عن تأخري فيها.   مثل هذه التوبة بالشكل الذي تمت عليه ما كانت خاطرة ببالي، وما طرحها عليّ أحد من إخواني ، حيث كنت أطرح عليهم قراءة ونقدَ وتقويمَ ما حدث لنا وفق المنهج القرآني الذي يتجه إلى القلوب والحقائق، وإلى الأسباب الكامنة وراء الأحداث والظواهر… إلا أنهم كانوا عن هذا غافلين ، وله رافضين ، رفض من يري فيه مبالغة أو طعنا في دينه ، ناسين أن الله ضرب لنا مثلا في ذلك بأصحاب بدر وأصحاب أحد وغيرهم .   هذا ما كنت أطرحه على إخواني وأطمح إليه معهم ، حتى نطقت بيانات هيئة 18 أكتوبر بالحقيقة التي كنت أتلطف بها ، حيث أكلت حركة النهضة من شجرة العلمانية الخبيثة. وبذلك وبجملة ما حصل بعده تغيرت قناعتي إلى ضرورة المبادرة لاستنقاذ ما يمكن استنقاذه من هذه الحركة من هذه الزاوية.    والتقت هذه القناعة:   1 – مع طلب أخ عزيز من الداخل ، للالتفات إلى العائلات المتضررة والاعتذار لهم ، تقديرا لمعاناتها وما أصابها ونالها تبعا لمحنتنا وأعمالنا وتصرفاتنا…   2 – ومع نتيجة لقائي مع الشيخ راشد  » كل من أخطأ عليه أن يتوب « ، كما تحدثت عنها في الحلقة السابعة من هذه السلسلة.   ثانيا: التوبة التي بادرت بها   هل التوبة التي بادرت بها ودعوت إليها ولازلت هي فقط موقف رباني عند حصول ذنب أو معصية قد تتأثر لها القلوب وتدمع لها العيون؟ . مثل هذه التوبة يدرجها إخواني في عملية التعبد والتربية ، وهي محبوبة منهم. إن هذه التوبة وكل المعاني الربانية والروحية يحبها عموم إخواننا إلا أنهم يدرجونها في التربية الخادمة لأهداف السياسيين، ولتخريج النموذج النهضوي المتمحور حول السياسة والحب والبغض فيها ، وحول الحرية والحب والبغض فيها .   إن التوبة المطلوبة  ليست أسلوبا للخلاص والتطهر الفرديين التربوي والروحي ولكن هي منهج أيضا ، وبالأساس للإحياء والتصحيح وللمراجعة والتجديد والاستنهاض الجماعي لحركة ولبلد. ذلك ما كنت أطرحه وأصررت عليه واجتهدت في بيانه وتقديمه بكل الأشكال ، وآخر ذلك كان في المؤتمر الثامن للحركة . إلا أن إخواننا لم يعد في قاموسهم مثل هذه المعاني ، فما علاقة التوبة بشأن السياسة والتغيير والتجديد ؟…   لقد كانت غفلة إخواننا في المؤتمر، بل واستهانتهم بهذا الأمر ، واهمالهم له ، رغم وعودهم التي وعدوا بها ، أمرا عجبا ، لم يستطع عقلي الصغير أن يفهمه ولا أن يتقبله .   هذا لا يكفي والمطلوب محاكمة علنية   وورد في موقف الأخ الفطناسي :   (الاعتراف بالخطإ شيء جيد ومحاسبة النفس ومراجعتها ومراجعة المسار شيء أجود والإعتذار والتوبة إلى الله مقام عال ولكن هل هذا يكفي؟ ) (إن ما أقدمت عليه من اعتذار وتوبة خطوة جريئة لم يقدر عليها غيرك ولكنها لا تكفي.)   وبين الأخ بعد ذلك المطلوب لتحصل به الكفاية :   (المطلوب أن تشكل لك محكمة من ضحايا المحنة تحاسبك عما تسببت فيه وأمثالك من معاناة للإسلاميين خاصة وللشعب التونسي عامة)   أولا: هل مطلوب محاكمة آدم على خطيئته ؟   أخطأ آدم خطيئته التي أخرجتنا من الجنة، وكل ما نعيشه في هذه الدنيا بكل مشاكلها ومآسيها وعذاباتها، وبكل ما يقع الآن في العالم من مخازي وفضائع في فلسطين والعراق وأفغانستان وفي كل بلاد العالم، وما وقع ويقع في تونس وما عاشه إخواننا من عذابات… كل ذلك بسبب – بحسب الظاهر – خطيئة آدم عليه السلام. وبمنطق أخينا الفطناسي مطلوب أن ننصب إليه محكمة وأن نحكم عليه بأن….   لا شك لا يقول عاقل بهذا ولا الأخ فطناسي نفسه، وقوله هذا هو قول شخص مقروح وموجوع ومظلوم ، مطلوب أن يُتفهم ولا يُتجاوز به إلى كل دلالاته الظاهرة.   ثانيا: حوار بين موسى وآدم عليهما السلام   ولقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بحوار حصل في هذا الأمر بين آدم وموسى فقال:   (احتج آدم وموسى ، فقال له موسى : يا آدم أنت أبونا خيّبْتنا وأخرجتنا من الجنة ، قال له آدم : يا موسى اصطفاك الله بكلامه ، وخط لك بيده ، أتلومني على أمر قدره الله عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة ؟ فحجّ آدم موسى ، فحجّ آدم موسى . ثلاثا .) (صحيح البخاري)   وقال صلى الله عليه وسلم: (التقى آدم وموسى ، فقال موسى لآدم : آنت الذي أشقيْت الناس وأخرجتهم من الجنة ؟ قال له آدم : آنت الذي اصطفاك الله برسالته ، واصطفاك لنفسه ، وأنزل عليك التوراة ؟ قال : نعم ، قال : فوَجَدتها كُتِبَ عليّ قبل أن يخلقني ؟ قال : نعم ، فحجّ آدم موسى ) (صحيح البخاري)   وقال صلى الله عليه وسلم: (حاجّ موسى آدمَ ، فقال له : أنت الذي أخرجْتَ الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم ، قال : قال آدم : يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه ، أتلومني على أمر كتبه الله عليّ قبل أن يخلقني ، أو قدّره عليّ قبل أن يخلقني ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فحجّ آدم موسى) (صحيح البخاري)   وتَمْنَعُك من العمل الحركي والسياسي   ثم يأتي في موقف الأخ فطناسي:   (وتَمنعُك من العمل الحركي والسياسي مدى الحياة لأنه يشتم من كلامك أنك اعتذرت لتعود إلى الواجهة من جديد ، مجالات العمل للإسلام عديدة بإمكانك أن تتفرغ للكتابة في قضايا المسلمين أو الإنخراط في العمل الإغاثي .)   أقل ما أقوله هنا هو أنني لو فكرت مثل هذا التفكير لكنت من الغافلين، وأعوذ بالله من ذلك.   أولا: ماذا يفعل العاقل مع مثل هذه الأحاديث؟   عن أبي ذر الغفاري قال: قلت : يا رسول الله ! ألا تستعملني ؟ قال : فضرب بيده على منكبي . ثم قال: (يا أبا ذر ! إنك ضعيف. وإنها أمانة . وإنها يوم القيامة ، خزي وندامة . إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها ) . (صحيح مسلم )   وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أمير عشرة ، إلا و هو يؤتى به يوم القيامة مغلولا ، حتى يفكه العدل ، أو يُوبقه الجور) (صححه الألباني)   وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقبض الله الأرض يوم القيامة ، ويطوي السماء بيمينه ، ثم يقول : أنا الملك ، أين ملوك الأرض) (صحيح البخاري)    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة . ثم يأخذهن بيده اليمنى . ثم يقول : أنا الملك . أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ ثم يطوي الأرضين بشماله . ثم يقول : أنا الملك . أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟) (صحيح مسلم )   ثانيا: حيثما وضعني ميزان الله أضع نفسي   لأن التوبة – كما طرحتها – هي منهج جماعي للمراجعة والنقد والتقويم والتصحيح ، وبذلك فهي عودة مني للاهتمام بالشأن العام ، ومن هنا كانت خشية أخينا الفطناسي أن يكون في هذا تفكير في العودة إلى مواقع القيادة والمسؤولية التي فشلت فيها وتم الحكم فيها عليّّ.   إن من طبعي أني لا أتقدم ولا أتصدر ، ولا أحب الأعمال التي تقتضي ذلك، ولكن ما وجب عليّ منها فلا أتأخر عن أدائه.   لو كان الأخ يعرفني، أو قرأ الحلقات الأولى في هذه السلسلة لما التبس عليه الأمر. لقد كنت واضحا فلم أتحدث فيها عن مسؤوليات التنظيم ولكن على الواجب الشرعي ، بل ما اضطرني للنطق وعلى الملأ إلا هذا الواجب . وما رآه وما يمكن أن يراه بإذن الله هو من هذا المنطلق وما والاه.   إن التفكير الذي ذكره الأخ الفطناسي ينطلق من الأرض، وأسأل الله أن يحفظني من ذلك . إن ما يَعرُض لي من الشؤون ، أرفعها إلى السماء ، مجتهدا وسائلا  الله أن يهديني فيها إلى ما يريد ،  فحيثما وضعني أضع نفسي ، رغما عن نفسي ورغما عن الأخ الفطناسي ورغما عن الجميع ، في حدود القدرة والوسع. وبذلك تتضاءل عندي وقتها الصفات الأرضية لهذه الشؤون لتهيمن عليها صفاتها العبادية.   ثالثا: الخطاؤون التوابون هم خير الناس   لما أخطا آدم خطيئته أعقبه بالتوبة ، توبة ارتقى بها مقاما أعلى مما بلغه سابقا – في الملأ الأعلى وقبل دخوله الجنة – حيث « اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ». وفي هذا تعليم لنا أن التوبة من المعاصي هي منهج في الترقي الرباني والقرب منه والاجتباء والاصطفاء والهداية ، كما هو صريح في قوله صلى الله عليه وسلم : »كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ». إننا إذا أردنا أن نترقى فمن الطرق الأساسية لها اعتماد منهج التوبة ، وذلك ما كان يعتمده الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كان يستغفر في المجلس الواحد أكثر من مائة مرة.   رابعا: ليس في ديننا إحالة على المعاش   هذه الحقيقة تدعونا إلى تصحيح مفهوماتنا عن الخطائين، فالتوابون منهم هم خير الناس وأهداهم وأقربهم إلى الله . هل مع هذا يصح أن نقول أن من أخطأ عليه أن يحال على المعاش؟    هل لما أخطأ آدم خطيئته جُرد من مسؤولية الخلافة في الأرض (والخلافة هي سيادة وسلطان) ؟ بل العكس هو الذي حصل حيث أن خطيئته أكملت تأهله لمهمة الخلافة في الأرض ، وبقيت درسا لكل أجيال البشرية إلى قيام الساعة.   لقد فكرت يا أخي الفطناسي كما فكرت الملائكة بشأن آدم عندما أعلمهم ربهم : « قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك »، فرد عليهم ربهم : « قال إني أعلم ما لا تعلمون » ثم استرسل السياق فعلم آدم الأسماء كلها ليتأهل بكل ذلك إلى مهمة الخلافة.   وكذلك النبي يونس عليه السلام أخطأ خطيئته حتى عوقب من جرائها في البحر وابتلعه الحوت.. ولكن بعد ذلك أعاده الله إلى مهمته من جديد ، ولم يكن هذا إلا بعد درس التوبة وحياة التوبة في بطن الحوت الذي بقي درسا للبشرية إلى يوم القيامة…   والذي نخلص به من كل هذا ، أن ليس مدار الحكم والتقييم أمور الدنيا وما يفوتنا منها ، ولكن أمر الحق ، هل ترقينا فيه؟ هل أصبحنا أكثر رسوخا فيه وأكثر قربا وهداية؟… فإن حصل ذلك فعلى الدنيا السلام ، وهل نأسَى علي جناح بعوضة ؟ حتى ما ينالنا من ظلم الآخرين إذا حصّلنا منه مثل هذا الترقي في الحق فإنه لم يَفتنا شيء من أمر الدنيا التي كرسوا جهودهم ليصيبونا فيها. لا أقول هذا حتى يعفوَ عني الأخ الفطناسي من الإحالة على المعاش ، ولكن هذا من الحق الذي وجب بيانه ، والذي نسيناه وهجرناه لمدة طويلة حتى كاد أن يضيع منا وتنعكس مقاييسنا فنظلم أنفسنا ونظلم غيرنا .   خاتمة   وفي خاتمة هذه الحلقة أقول: إن الموقف الذي أطلقه الأخ الفطناسي هي تعبيرات مقروح وموجوع ومظلوم ينبغي أن يُفسح لها المجال لتعبر عن نفسها ، وينبغي أن تجد مني ومنا جميعا الصدر الرحب والتفهم ، بل قد أقول أنا بنفسي تجاه نفسي مثل هذا القول . وليس هذا من باب جلد الذات كما يتصور الكثير من إخواننا ولكن تلك هي حقيقتي بل وحقيقة كل إنسان بما في ذلك الأخ الفطناسي نفسه ، وهي الحقيقة التي بينها ربنا في قوله تعالى :” إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ».    هذا وصف عام ينطبق على الناس جميعا، حتى إن المقربين يوم القيامة وفي موقف الحساب يرون ما يشفقون منه على أنفسهم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله يدني المؤمنَ ، فيضعُ عليه كَنَفه ويستره ، فيقول : أتعرف ذنب كذا : أتعرف ذنب كذا ؟ فيقول : نعم أي رب ، حتى إذا قرّرَه بذنوبه ، ورأى في نفسه أنه هلك ، قال : سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم ، فيُعطى كتاب حسناته . وأما الكافر والمنافق ، فيقول الأشهاد : { هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين }.) [صحيح البخاري]   وفي رواية أخرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يُؤتى بالعبد يوم القيامة فيضع عليه كنفه فيقول له: عبدي تذكر يوم كذا وكذا حين فعلت كذا وكذا ، فلا يزال يقرّرُه حتى يرى أنه هلك ، ثم يقول له : عبدي أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم )   إن ظلمنا وجهلنا لو ظهر مجسّما وكانت له روائح لهربنا جميعا من بعضنا البعض، بل لهرب الإنسان من نفسه… مثل هذه الحقيقة قد تظهر بفضاعة ومكشوفة في بعض الأحداث والظروف والأوضاع كما في الأحداث التي مررنا بها.   هذه حقيقتنا ، ولكن هكذا خلقنا ربنا. ولا شك أنه خلقنا لحكمة ، ومن أبرز الحِكم أن ندرك بها صفات رحمته ، أليس هو الغفار والغفور والرحمان والرحيم والعفو…؟ فأنظر إلى نفسي فأقول ما أضعفني وما أفقرني… وأنظر إلى ربي فأقول ما أرحمه وما أكمله وما أجمله، فأحبه . وكيف لا يحب الإنسان مثل هذا الرب بمثل هذا الكمال ؟   بقلم محمد شمام للاتصال بي في موضوع هذه الحلقات أوغيرها :  العنوان البريدي : mohacham@gawab.com الهاتف النقال : 0046736309986   وإلى الحلقة القادمة إن شاء الله وهو الهادي إلى سواء السبيل
والسلام  عليكم ورحمة الله وبركاته ( المصدر السبيل أونلاين بتاريخ 01-07-2008 ) الرابط : http://www.assabilonline.net/index.php?option=com_content&task=view&id=1055&Itemid=1  


دكتور نادر فرجاني: يقدم كتاب   » حتى يكون للأمة مكان في هذا الزمان  » للدكتور منصف المرزوقي

   

 
 
 
صدر للدكتور منصف المرزوقي في دمشق كتاب بعنوان  » حتى يكون للأمة مكان في هذا الزمان  » صادرته السلطات
السورية ويمكنكم الإطلاع عليه وتحميله من موقع www.moncefmarzouki.net وتضامنا مع الرأي الحرّ ننشر تقديم  الكتاب        تصدير للدكتور نادر فرجاني   عن المواطنة المصادرة والحق المغتصب في البلدان العربية، وضرورة العمل على استرجاعهما من أنظمة حكم الفساد والاستبداد في الدول العربية ومن قبضة القوى المهيمنة في العالم والمستبيحة للأمة العربية، يكتب منصف المرزوقي بقلم أشبه بمبضع الجراح، ومن دون مخدر.   كثيرا ما اتهم « منصف » بأنه مستفز، وأتمنى عليه أن يظل كذلك. فلن تتقدم هذه الأمة من دون استفزاز العقول الراكدة والهمم الخامدة. وليس بمستغرب أن يستفز مثقفا مثل منصف، كنموذج وكفرد، كل قوى القعود والاستكانة التي تحكم على الوطن العربي بالتخلف والهوان. لم يكفه التميز في حقل معرفي ومهني معين- الطب في حالة منصف- عن اقتحام الأفاق الرحبة للمعرفة الإنسانية، مثقفا يميل إلى الموسوعية، وإن ظل الطب، بثراء النسق البشري المعجز، مصدر سمة معرفية مميزة. ولم يقعده وضعه الاجتماعي المتميز نسبيا كأستاذ جامعي عن ارتياد القارات الموحشة للفعل النضالي المجتمعي والسياسي تأكيدا لمبدأي الحق والمواطنة الكاملة للناس جميعا، في موطنيه تونس، والوطن العربي الكبير، وإن لم تقف طموحاته عند هذا الحد، فللمطالبة بالحق والمواطنة الكاملة بعد عالمي يطبع أفكاره وأعماله بقوة.   يحكم الكتاب، في تقديري، توصيف الكاتب للمواطن بأنه تواق للحرية، مناضل من أجل نوالها أبدا، متجشما الصعاب الحتمية. حيث يحدد للمواطنين « القيمة المركزية التي تقود أفعالهم وتتحكم في مواقفهم » ألا وهي « التوق إلى الحرية عبر مشروع متواصل لا يكتمل أبدا هو التحرّر. » وأن « عليهم أن يدفعوا لتمتعهم بالكرامة والحقوق والحريات أو للمحافظة عليها، ثمنا باهظا قد يكون سلامتهم الشخصية. لكنهم يعتبرونه ثمنا زهيدا » وهنا يتعين أن نستمع لمنصف المرزوقي، فقد قدم هو نفسه المثال على هذا المواطن دافعا ثمن مواطنيته، فمقال الرجل يصدر عن خبرة نضالية واسعة وعميقة، وليس مجرد سعة أفق معرفية.   ولكن رداءة الحال، خاصة استقالة المواطنين المطحونين من السياسة، انسداد أفق الإصلاح في ظل الاستبداد، يترك في الحلق غصة وفي الفم مرارة، « ما أمرّ أن يصبح الوطن هو الأرض التي نهرب منها وليست الأرض التي نهرب إليها. » ومع ذلك يبقى الكاتب ديمقراطيا حتى النخاع. « الديمقراطية هي الجزء السياسي من الحقوق المضمنة في الإعلان – العالمي لحقوق الإنسان- وهي البند 18 (حرية المعتقد) والبند 19(حرية الرأي ) والبند 20 (حرية المشاركة في الحياة العامة عبر انتخابات حرة ونزيهة ) والبند 21 (حرية تكوين الجمعيات السلمية) ». بهذا النفس الديمقراطي يتعين التعامل مع توق منصف للحرية والحق الذي يغمر الكتاب. الاحتفاء بالرأي، ولو مع الاختلاف، حيث الرأي الحر، وقدح الرأي بالآخر، مصدر جلاء الحقيقة. ولا يتوقف منصف عند الساري والمألوف بل يتصدى لهما بأفكار تجديدية قد تصدم البعض، ولكنه يقدم لها تبريرات منطقية مقنعة، وقد راق لي منها اقتراح الرئاسة السباعية للدولة، مدى الحياة(!) ولا بد من الإشارة إلى رسالة منصف هي، في العموم، إنسانية شاملة: « الحضارات لا تفعل، حتى في أوج الصراع، سوى التبادل والتلاقح. أما الرهان  الحقيقي بينها فهو حول من يحمل المشعل أطول وقت من الزمن.. لفائدة الجميع ». ومع ذلك فإن الرسالة المحورية للكتاب تتقاطع مع ما انتهى إليه تقرير التنمية الإنسانية العربية الثالث من أن مشروعا للنهضة في الوطن العربي يستلزم مكافحة الاستبداد في الداخل واستباحة الأمة من الخارج. « إن  كان مشروع الاستقلال الثاني هو تحقيق التحرّر للمواطن وللوطن، فإنه  يمرّ إجباريا بالتحرر من هيمنة  الاستبداد بما هو استعمار داخلي،  ومن هيمنة الاستعمار بما هو استبداد خارجي. » والغاية هي « ضرورة تواصل البحث عن تحقيق الحد الأقصى من الحرية في ظل العدل والحد الأقصى من العدل في ظل الحرية. » والدواء الذي يصفه الدكتور منصف في النهاية هو المرور « من المعارضة إلى المقاومة ». عل الأمة العربية تشفى به من علتي الفساد والاستبداد. د. نادر فرجاني


 

العودة حديث دوري صيفي مقلق

 
 
 
كتبه: عبدالحميد العدّاسي عام صعب مرّت به البلاد التونسيّة أو هو مرّ عليها، فجعل كثيرا من أهلنا في الحوض المنجمي بالجنوب التونسي يحصدون من زرعه الشائك بعض أرواح حلّقت حرّة باتّجاه ربّها تشكو له ضيق أرضهم وجدبها وظلم ناسهم وقسوتهم… يحدّثونه – وهو علاّم الغيوب – عن القوم يكشفون عوراتهم أمام نسائهم ليصرفوا أنظارهم عن حقوقهم الواقعة تحت أقدامهم المنتصبةُ فوقها سوءاتُهم… يحصون لديه – وهو السميع البصير – عشرات الضحايا من أهلهم وقد تناوشهم الرّصاص الحيّ الغادر المرتجف رعبا تحت تهديد زجاجاتٍ حارقةٍ قال عنها الوزير وردّد ‘البندير’ أنّها تأتي على الأخضر واليابس، حتّى أنّها لتُنسي النّاس ربّهم، فلا يخافونه وهم يقتلون، ولا يذكرونه وهم يكذبون وينافقون… يأسفون لديه – وهو الحكيم الخبير – عن أسْرِ رمزهم أو رموزهم الذين صاحبوهم حتّى ماتوا ثمّ ضعُفوا لمّا ماتوا فاغتال النّظام عزّتهم بإذلالهم، حيث واراهم السجن حتّى خفتت الحركة من حولهم… عام صعب مرّت به البلاد التونسيّة أو هو مرّ عليها، فجعل الكثير من أهلها يندمون على فرحة مسروقة سرّبها إليهم – ببخل مُلفت – صانِعُ التغيير… فبمجرّد أن سرّح من السجن بعضَ أبنائهم، قنّن لهم حياتهم حتّى كرّه إليهم حياتهم وحياتهم، فتاقوا إلى السجن من جديد ينشدون فيه حرّيتهم المصنوعة بتعشيش الأمراض القاتلة في عظامهم…، علّهم يلقون الجوهري والمكّي والبوعزيزي والعياري والطاهر بن الطاهر وغيرهم من الأحبّة، فيحدّثوهم بحضرة ربّهم ذي الجلال والإكرام والعزّة التي لا ترام عن الصادق شورو ومحمد نجيب اللواتي والبشير اللواتي والهادي الغالي وبوراوي مخلوف ورضا البوكادي وإبراهيم الدريدي ونورالدين العرباوي وعبد الكريم بعلوش ومنذر البجاوي وإلياس بن رمضان وعبد النبي بن رابح وحسين الغضبان وكمال الغضبان ومنير الحناشي والشاذلي النقاش ووحيد السرايري ووصفي الزغلامي وعبدالباسط الصليعي ولطفي الداسي والصادق العكاري وهشام بنور ومنير غيث وبشير رمضان وفتحي العلج، وسليم بوخذير، وعن مئات أخَر بل عن آلاف – لم يذكروا أسماءهم فذكّرهم الله العليم أسماءهم – وما يلاقونه من الإهمال المتعمّد وما يتعرّضون له من الاعتداءات المتكرّرة التي لا ترقب فيهم إلاّ ولا ذمّة، ويذكرون لهم ما يلقاه عبدالكريم الهاروني وغيره من الأحرار من حصار أحصى عليهم الأنفاس وسعى إلى قطع كلّ علاقاتهم بالنّاس… عام صعب مرّت به البلاد التونسيّة أو هو مرّ عليها، ولكنّ بعض التونسيين ‘المقتدرين’ من المُخْرَجين، المنزوين هناك في ركن من فصل الصيف، لا يزالون يقنعون أنفسهم والآخرين بأنّ رجوعَهم إلى البلاد حقّ لا ينازعهم فيه أحد، وأنّهم قادرون عليه ويفعلونه دون خشية من أحد ودون حرج من أحد… وقد سبق للبعض منهم أن فعله فما آذى النّظام الحاكم في البلاد منهم أيّ أحد… وبهذا التبسيط وهذا الكلام، فإنّ الاعتصامات التي دامت في الحوض المنجمي زهاء الستّة أشهر والأرواح التي أزهقت بالجهة والتعويقات التي لحقت الكثير من الأهل والبلاء الذي يتعرّض له السجناء السياسيون أو ذوو الصبغة الخاصّة والحصار الذي طال كلّ الهيئات الحقوقية والضيق الذي لامس كلّ الفئات الإجتماعيّة والكمد الذي سكن أكباد أمّهاتنا وآبائنا حتّى قتل منهم الكثير هي ضرب من التضليل ونكران جميل التغيير، أو ربّما هي نوع من الثراء الخادم لمصلحة ‘أمراء الحرب’ أو ‘مؤبّدي الخصومة’!… لعلّ الإسلاميين قد تأخّروا في السماح لأبنائهم ونسائهم بزيارة البلاد حيث الأهل والأحباب والتراب والتاريخ والحال والمستقبل، وأنا مقتنع بأنّ ذلك كان خارجا عن نطاقهم، ولعلّه لا ضير كذلك في أن يلتحق بالبلاد من الرّجال زيارة أو استقرارا كلّ من رتّب لذلك بشكل راعى فيه ربّه ثمّ أمْرَ المسلمين وأمره، وقد عرفت من إخوتي الصادقين العاملين المخلصين من دخل وخرج دون كثرة ضجيج ودون بحث عن تبرير فعله الذي فعل، فقط، لأنّه كان مطمئنّا بربّه إلى ربّه بأنّ ما يقوم به اجتهاد يهدف منه وبه إلى الخير، وقد تفهّمتُه منه وإن اختلفت معه. غير أنّ المؤاخذة واللوم يقعان على بعض النّاس ممّن يريد اغتصاب الشرعيّة منّا، نحن ‘غير المقتدرين’، فيجعل من رجوعه إلى البلاد خدمة للـ’مصلحة العامّة’، ثمّ لا يقتصد بعد ذلك في توزيع أوصاف غير منصفة وقد ينقصها الكثير من الحياء، فيجعل منّا الإمّعة الذي يتّبع قادة جُبلوا على حبّ المواجهة والكراسي، ويجعل منّا عديمَ أصل باع تونسه بموطن إقامته فنسي الأهل ودفء أحضانهم، بل وقد يجعل منّا الخائن الذي كفر نِعَمَ صانع التغيير الذي فتح ذراعيه لاستقبال كلّ أبناء بلده البررة الذين لا يعودون إلاّ صيفا… أحسب أنّ العودة – وهي حقّ – لا تكون على حساب أهل البلاد ممّن هم داخلها وممّن هم خارجها… فالعودة هي زيادة مصداقيّة للنّظام الظالم في تونس، وهي بيان على زيف المقولات التي يردّدها النّاس في البلاد وخارجها، وهي دعوة لنزع صفة اللاّجئين عن الكثير منّا، وهي…، وهي…، (والقائمة طويلة)… فبرجليك – أيّها العائد الصاخب وأنت تطأ أرض المطار – تبطل دعوى مراقبة حركة النّاس أو منع السفر أو نفي النّاس في بلادهم… وبالابتسامة الصفراء التي يرسلها إليك العون فتقبلها منه دون حرج توافق على اعتداءاته المتكرّرة على أهلك من النّساء والرّجال على حدّ السواء… وبتصرّفاتك التي تحدّث عن بعضها عبدالله الزواري في بعض رسائله تطمس أنّات المحتاجين واليتامي والثكالى وغيرهم من المحرومين الذين يدلفون على أرض فرحة الحياة!… لأن تزور تونس فهو شأنك، ولكن افعل ذلك في صمت، فلا تؤذي غيرك بتهييجه وهو لا يقدر أو بتسفيهه وهو لا يكذب… برَّ أسرتك وأفرِحهم بما شئت ولكن لا تعتدي بذلك على أسر غيرك فتظهر لهم – قصدت أم لم تقصد – عدم برّ أبنائهم بهم، فإنّ ما تيسّر لك لم يتيسّر لغيرك ولا حتّى لأبنائهم… زُرْ كريما بلدك، ولكن لا تتحدّث عن العودة الكريمة فإنّها لن تكون كريمة في هذه الفترة، إلاّ إذا اعتبرنا أنّ الاستجواب في مقرّات الدّاخليّة من مقوّمات تلك الكرامة والسكوت عن الجرائم المرتكبة في حقّ التونسيين جميعا من مرتكزات تلك الكرامة والمقالات المحدّثة بالنّعم المعيشة من لوازم تلك الكرامة وتتفيه ‘الأخ الفاضل’ من متمّمات تلكم الكرامة!… واعلم أنّه لو فكّر هذا النّظام في إكرام التونسيين لما قتلهم بصعق التيار الكهربائي عالي الضغط ولما رماهم بالرّصاص الحيّ ولما سلّط عليهم كلابه ينهشون لحومهم وأعراضهم وما تبقّى من البضاعة الزهيدة في دكاكينهم!… ولو فكّر في إدخال الفرحة على الأسر التونسية لأطلق أسراهم وقلّل من أعداد موتاهم واعتنى بمرضاهم وأعاد إليهم حقوقهم المسلوبة!… في الختام فإنّي لا أريد أن أنغّص على الزّائرين زياراتهم، ولكنّي أقترح هذا المقترح لتنفيذه في السنة القادمة إن لم يحدث الله أمرا ولم يأذن بالعودة الكريمة: فتحدّثوا مع أهلكم من الآن ومنذ هذه اللحظة وقولوا لهم بأنّكم قد خصّصتم مصاريف زيارة الصيف القادم (2009) لمساعدة عائلات المساجين أو المنكوبين في الحوض المنجمي كي تساعدوهم على الدّخول المدرسي أو شراء الأدويّة اللاّزمة لطوابير المعاقين ضحايا سياسة صاحب التغيير… إنّها مصلحة وطنيّة وعمل يحبّه الله ويحبّه أهلكم فجرّبوه!… والله من وراء القصد…


أطفالنا في عهدة محلات  « البلاي ستايشن »: محتوى ضحل وغياب تام للدور التربوي و الإطار الكفء  وانعدام المراقبة والتوجيه

 

 
الحبيب ستهم المتجول في شوارع وأنهج وأيضا أزقة مدينة دار شعبان الفهري يلفت انتباهه ثرة محلات « البلاي ستايشن » والتي باستثناء قلة قلية جدا منها فإن لغالبية تفتقر لأدنى شروط المحل العمومي بشروطه العامة ناهيك عن الشروط لخاصة إذا تعلق الأمر بمكان مخصص لأطفالنا الصغار بغاية الترفيه عن لنفس وتنمية ملكاتهم الذهنية ودغدغة مواطن الخيال والإبداع لديهم، فلا لمساحة المنصوح بها  من طرف وزارة الشباب والطفولة وقع احترامها ولا لحد الأدنى الضروري للتهوئة وقع أخذه في الاعتبار ولا عدد الشاشات مناسب مساحة المحلات أما عن المرتادين فلا الأعمار متجانسة ولا المستوى لتعليمي متقارب يضاف لهم مجموعات من المنقطعين مبكرا عن الدراسة من لذين بدأت تستهويهم حياة الانحراف، طبعا كما قلت هناك بعض المحلات لمحترمة والتي تستجيب في جانب هام منها للحد الأدنى لكن البقية المتبقية المفتوحة بدون ضوابط زمنية وبيداغوجية وصحية لسائل أن يتساءل عن دور لجهة المعنية بالطفولة والمسؤولة عن الأماكن العامة المعدة للترفيه عن لطفل، أين المتابعة وأين المراقبة،من يمنع التعدي الصارخ على حقوق طفالنا وعمقنا الديمغرافي، من يراقب المحتوى المقدم لأطفالنا والمستورد له من وراء الحدود ، إذا كان القانون يمنع الأطفال من ارتياد قاعات لألعاب المعدة للكبار فعل من تقع مسؤولية تحويل محلات « البلاي ستايشن » لى ما يشبه علب ألعاب ثم كيف يسمح الأولياء لأطفالهم بارتياد أماكن صبحت ملتقى المدخنين من المراهقين وميدان تنافس في الألفاظ السوقية الكلام البذيء، إننا في عالم الثورة التقنية والعلمية وزمن البرمجة التخطيط المحكم وزمن الاختصاص والتميز فهل خضع كل المشرفين أو المسيرين محلات « البلاي » إلى تربصات في فن التعامل مع الأطفال والتواصل معهم هل ندهم حد أدنى من التكوين في فن الاشراف والتسيير هل تابعوا دروسا في علم لنفس التربوي الموجه للأطفال هل لهم حد أدنى من التكوين البيداغوجي، إن لأمة التي تريد اللحاق بركب الدول المتطورة والمتقدمة لابد أن يكون جدها جد وهزلها جد ولعبها وترفيهها جد فلا مجال للاعتباطية والتسيب وخاصة مع ثروتنا وعمقنا الاستراتيجي المتمثل في أطفالنا شباب الغد وعماد مستقبل البلاد. فالأولياء مطالبون بالعناية بأبنائهم وتوجيههم إلى الأماكن السليمة والدولة عبر أجهزتها المعنية بالطفولة وبرامج الطفل مطالبة بمتابعة هذه الأماكن وإخضاعها لكراس شروط يكون عموده الفقري وركنه الأساسي المستوى التعليمي والتكوين البيداغوجي للمنشط أو المشرف على المركز إضافة لكافة النقائص المذكورة سالفا طبعا دون أن ننسى الأهم من كل ذلك وهو المحتوى المقدم داخل تلك المحلات والذي بصيغته الحالية يبدوا فاقدا لأي دراسة نفسية وتربوية واجتماعية حيث يطغى على غالبية الألعاب طابع العنف المفرط والحركات السريعة جدا والمشاهد المروعة وعمليات القتل والتدمير المولدة للضغط النفسي وتوتر الأعصاب دون ّأن ننسى الموسيقى المصاحبة لتلك الألعاب والتي نهضمها حقها إذا سلبناها صفة الموسيقى الصاخبة. نحن نحاكم شبابنا على سلوكيات وممارسات وأفكار نتحمل المسؤولية كاملة في وصولهم إليها فشاب اليوم هو طفل الأمس وشاب الغد هو طفل اليوم ولا أظن الوضع يتحسن إذا بقيت دار لقمان على حالها. موضوع أثرته انطلاقا من مدينتي لكني لا أشك في أن حال المدن الأخرى ليس بأحسن حال منها لذا وجب الانتباه للمسألة وإيلائها العناية اللازمة من طرف الجميع كل من موقعه ودون استثناء. ملاحظة: نوادي الاعلامية الموجهة للطفل تحمل في مضامينها الجانب التربوي والترفيهي وتخضع لكراس شروط فلما لا يقع التركيز على بعثها ودعمها والتشجيع عليها في صفوف خريجي الجامعة العطلين عن العمل وذلك بمساهمة الدولة في رأس مال المشروع ولما لا تخصيص منحة مؤقتة للمشرف على المركز يستعين بها إلى حين نضج مشروعه وتحسن مردوديته المالية، إن الاستثمار في العلم والمعرفة والحرص على التنشئة السليمة والمتوازنة لأطفالنا هو استثمار استراتيجي من أجل مجتمع فاعل منتج حصين ومعافى.  


عشيش لصوص الديمقراطية بين جنبات كليات الجامعة التونسية

 

مراد رقية
لقد تناولت في مناسبة سابقة مسار الانتخابات بكلية الآداب والعلوم الانسانية بسوسة سواء في مستوى ادارة الأقسام التي كرّست في ماعدا حالة واحدة صعودا كاسحا لمرشحي قائمة الجمود وعدم التداول التي يترأسها عضوان تتراوح مدة احتكارهما للمسؤولية الادارية والتمثيلية ما بين أحد عشر سنة وتسع سنوات في مستوى نيابة العمادة والعمادة وعضوية المجلس العلمي.  وقد أتاحت هذه النتائج في مستوى ادارة الأقسام التأشير والتأثير على نوعية النتائج المنتظرة في مستوى نتائج المجلس العلمي دعما لذات القائمة وهي قائمة الجمود وتكريس عدم التداول. وقد أتاحت لي هذه انتخابات المجلس العلمي التي كنت عضوا مرشحا فيها بصفتي عضوا مستقلا لا ينتمي الى أي من القائمتين المتنافستين ،أي قائمة الجمود والخلود وتكريس عدم التداول،والقائمة المدعومة من النقابة الأساسية للكلية فتقدمت ببرنامج انتخابي اعتقدته يتلاءم مع انتظارات وآمال غالبية أعضاء الصنف »ب » الذي أنتمي اليه وهو المكوّن من المساعدين ومن الأساتذة المساعدين.وبرغم تظاهر أعضاء قائمة الجمود وتكريس عدم التداول باحترامهم المبدئي لمسار العملية الانتخابية الا أنهم كانوا يستعملون « الارهاب الاتصالي أو الهاتفي »على نطاق غير مسبوق،والتهديد والوعيد،والمساومة على الاثبات والترقية،الى جانب استعمال سمة الانتماء الجهوي والفرز الفئوي والمصلحي وتوظيف العلاقات الشخصية المستندة الى الاصطفاف على الصراعات القائمة والشبكات والولاءات الثابتة والمتحركة على السواء مما أتاح لنا »عرسا ديمقراطيا »في تصفية الحسابات التي كانت مثل »النار تحت الرماد »في الأيام العادية والتي برزت وبقوة الى العلن كاشفة عن وجهها القبيح بمناسبة انتخابات مديري الأقسام وأعضاء المجلس العلمي. وبينما كشفت انتخابات المجلس العلمي لكلية9 أفريل1938 بتونس عن سيادة التضامن المهني وعن تفوق المصالح العليا للجامعيين في هذه المؤسسة العريقة المرتبطة بذكرى عيد الشهداء المجيد تجديدا للعميد السابق الذي كانت له مواقف مشرفة في الدفاع عن حرمة كليته باعتباره ممثلا لزملاؤه قبل تمثيله لسلطة الاشراف ،فان انتخابات كلّية الآداب بسوسة كرّست على العكس من ذلك سطوة القائمة الممثّلة لسلطة الاشراف الاداري من خلال شحن الزملاء وتعليب مواقفهم عن بعد وعن قرب على السواء مما أحال الزملاء أو أغلبهم لكائنات مرهونة الارادة  للذي يقترح الثمن الأفضل ويلتزم بالوعود المعجّلة قبل المؤجلة. ولعل من طرائف هذه الحملة الانتخابية أن لجأ أحد الأساتذة الزائرين للكلية بمناسبة انعقاد هذه الانتخابات ولانجاز مهمة أكاديمية الى توظيف نفسه لخدمة هذه الممارسات غير السوية عبر شبكة الهاتف التي تريد أن تجعل من التونسيين »على فرد كلمة »للتذكير بأن قائمة الجمود وتكريس عدم التداول هي فائزة لا محالة بفضل ماتوفر من اصطفاف زبائني،ومن أصوات ثابتة ومضمونة ولكن يهمها عدم التشويش على عرسها المكرس للابتزاز الديمقراطي لذلك يرجى من منافسيها بأن لا يقدحوا في بيانها وفي مصداقية توجهاتها. لقد أقامت هذه الانتخابات الدليل وبصفة واضحة لا تترك مجالا للشك بأن الجامعيين أصبحوا تماما مثلهم مثل أولي الأمر يتبنون تعددية المعايير من خلال التذمر من الأوضاع القائمة المادية والمهنية والمعنوية أثناء تواجدهم بمشرب الكلّية لتناول اللمج ذات الدينار الواحد واحتساء أكواب القهوة والشاي منادين بالحاح بضرورة « ردّ الاعتبار »لهذه الشريحة في سنة خمسينية الجامعة التونسية،وبوضع حد أكيد ونهائي لهذا الوضع الماسخ الرهيب ،ثم سرعان ما ينقلبون على أنفسهم من خلال التفويت عن رضى أو عن خوف وطمع عن نخوتهم وكرامتهم ومصيرهم الرديء أصلا للقائمة المكرّسة لاستمرارية هذه الأوضاع الى ما شاء الله خدمة لمصالح سلطة الاشراف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟  


 

أوراق الحصـار المقـدس

 

 
فهمي هويدي (*) أصبحت المعابر الستة سيفا مشهرا في الحصار المقدس الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة، لترغم جماهيريه المليونية على شرب أنخاب المذلة والهوان كل صباح. كأن التاريخ يعيد نفسه. ذلك أن ما فعله المهاجرون الإنكليز حين وطأت أقدامهم بلاد الهنود الحمر في القرن السابع عشر، وأسسوا هناك مستعمراتهم الأميركية التي أطلقوا عليها «إسرائيل»، هو ذاته الذي فعله الإسرائيليون حين أغاروا على فلسطين وأقاموا مستعمراتهم على أرضها. ذلك أنني حين أتابع التقارير الصحفية التي تتحدث هذه الأيام عن التلاعب بالمعابر، واستخدامها في إحكام الحصار وإشاعة التجويع والإظلام وتنفيذ سياسة الموت البطيء على سكان القطاع، يزداد يقيني بأن الحاضر ليس سوى استنساخ للماضي. فالإنكليز إذا كانوا قد ذهبوا كإسرائيليين إلى ما اعتبروه أرض الميعاد في أميركا، وأبادوا الشعوب الهندية هناك مستخدمين أحط الوسائل وأكثرها وحشية ونذالة، فإن الإسرائيليين تقمصوا أرواح الأولين حين انقضوا على فلسطين، فتأمركوا وتفننوا في استرجاع ذات أساليب الاقتلاع والإبادة وسحق الفلسطينيين. يسجل كتاب «أميركا والإبادات الجماعية» أن جورج واشنطن الأب الأعظم للولايات المتحدة اقترح عقد سلسلة من الاتفاقيات مع الهنود الحمر للاستيلاء على بعض أراضيهم، مقابل الوعد بعدم المساس بما تبقى لهم من الأرض. وأوصى بأن تكون وعود المفاوضين شخصية وغير ملزمة للحكومة الأميركية، ليسهل نقضها في أول فرصة. وقد أقر أعضاء الكونغرس بالإجماع خطته. و قال بعضهم إن هذا الأسلوب من الاتفاقيات لن يبقي للهنود في النهاية سوء معازلهم. وأن الذين يرفضونها سيكون مصيرهم إما التهجير القسري أو الإبادة. وبهذا الأسلوب تم تطهير الشمال الشرقي للولايات المتحدة من الشعوب الهندية، الأمر الذي لم يبق للهنود سوى منطقة غرب «المسيسيبي»، التي اعترفت الولايات المتحدة بأنها منطقة هندية ذات سيادة في الاتفاقيات التي عقدتها معهم عام .1851 لكن اكتشاف الذهب دفع الحكومة الفيدرالية إلى «فبركة» وثيقة مزورة يتخلى الهنود بمقتضاها عن 90٪ من تلك الأراضي. وحين رفضها زعماء الهنود، وأبرزوا المعاهدة الأصلية التي كان موقعوها لا يزالون على قيد الحياة، اتهمتهم الحكومة الفيدرالية «بخرق المعاهدة»، واعتبرت تصرفهم إعلانا للحرب. ومن ثم لجأت إلى حصارهم وتجويعهم وتدمير حياتهم، بحيث لم يبق أمام قبائل الهنود سوى الهجرة أو الموت. فهاجر منهم من هاجر، وأبيد الذين أصروا على الاستمرار في المقاومة. السيناريو يطبق الآن في غزة، مع الاختلاف في بعض التفاصيل والنتائج. ذلك أن إسرائيل لجأت إلى سياسة الحصار والتجويع لإذلال سكان القطاع وكسر إرادتهم، منذ خرجت منه في شهر سبتمبر ,2005 بعدما أدركت أن وجودها في داخله يحملها بأعباء تريد أن تتحلل منها. وسيرا على درب الاتفاقيات التي لا تنفذ رعت الولايات المتحدة اتفاقية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل لتنظيم استخدام المعابر لمدة سنة. وهو ما تم في شهر نوفمبر من العام ذاته (2005). هذه المعابر ستة هي: معبر رفح، وهو الوحيد الذي يصل غزة بالعالم الخارجي في حين أن المعابر الخمسة الأخرى تمر بإسرائيل. وهو مخصص لحركة الأفراد خارج القطاع ـ معبر المنطار (كارني) الذي يقع شرق مدينة غزة، على خط التماس بين القطاع وإسرائيل، وهو مخصص للحركة التجارية من وإلى القطاع، وكذلك لتصدير الخضروات إلى الضفة الغربية ـ معبر بيت حانون (ايريز) شمال القطاع وهو مخصص لعبور العمال والتجار ورجال الأعمال والشخصيات المهمة ـ معبر صوفا في الجنوب الشرقي من خان يونس، ويستخدم لدخول العمال ومواد البناء من إسرائيل إلى قطاع غزة ـ معبر كرم أبوسالم (كيرم شالوم) في جنوب القطاع، وهو مخصص لاستيراد البضائع من مصر عبر إسرائيل، وقد اعتمده الاحتلال لاستيراد محدود للبضائع ذات الطابع الإنساني ـ معبر ناحال عوز، وهو مهجور ومغلق، وتم تحويله إلى موقع عسكري، وكان مخصصا لدخول العمال والبضائع. التركيز الأساسي في الاتفاقية كان على معبر رفح باعتباره الأهم، وبمقتضاها أصبح المعبر تحت إدارة مصرية فلسطينية، وإشراف ممثلي الاتحاد الأوروبي، ولم يكن لإسرائيل وجود هناك إلا من خلال أجهزة التصوير التي تتولى مراقبة العابرين. بالتوازي مع ذلك عقد اتفاق آخر بين الجانبين المصري والفلسطيني لتسهيل مرور المواطنين الفلسطينيين نصت على فتح معبر رفح طوال اليوم، وعلى إعفاء الفلسطينيين الذين هم أصغر من 18 سنة وأكبر من 40 عاما من تأشيرة الدخول إلى مصر. ما الذي حدث بعد ذلك؟ قامت إسرائيل بخرق جميع بنود اتفاقية المعابر دون استثناء، حيث ظل وصول الفلسطينيين الذين يسكنون في القطاع إلى الضفة الغربية والعالم الخارجي محدودا للغاية. كما أن هناك تضييقا على عملية تدفق السلع التجارية، وارتفاعا في نسبة القيود المفروضة على التنقل داخل الضفة، ولم يطرأ أي تطور اقتصادي سلمي مما كان مؤملا في الاتفاقية، بل تدهور الوضع الإنساني وارتفعت نسبة العنف، نتيجة للإغلاق المتزايد لمعابر القطاع. هذا الكلام ليس من عندي، بل هو نص أورده في 30/11/2006 تقرير لمكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، عن تقييم ما جرى في القطاع خلال السنة الأولى من تطبيق اتفاقية المعابر (من 15/11/2005 إلى شهر 11 سنة 2006). إنه التطبيق النموذجي لأسلوب اتفاقيات التسكين والتخدير التي لا تنفذ، وإنما يكون التوقيع فيها سبيلا للإيقاع بالضحية وافتراسها. في يونيو 2007 حين سيطرت حركة حماس على قطاع غزة، تذرعت إسرائيل بما جرى لإغلاق المعابر على الفور (15/6/2007) محكمة بذلك الحصار المفروض أصلا على القطاع، وبعد شهرين ذهبت إسرائيل إلى أبعد في محاولة خنق القطاع، فأعلنته «كيانا معاديا». ورتبت على ذلك مجموعة من القيود الإضافية، وكان ذلك التصعيد مقدمة لقرار وزير الدفاع الاسرائيلي في يناير 2008 بالإغلاق الكامل لكل المعابر، وقطع إمدادات الوقود في القطاع، إضافة إلى كافة احتياجات الغذاء والدواء. في تقرير أصدره في فبراير الماضي مركز الزيتونة للدراسات ببيروت رصد دقيق للتلاعب الإسرائيلي باتفاقية المعابر منذ توقيعها في عام .2005 فمعبر رفح الذي يتصل من خلاله الفلسطينيون بالعالم الخارجي ظل مغلقا طوال عام 2007 تقريبا، فمن أصل 365 يوما هي أيام السنة قامت إسرائيل بإغلاقه طوال 308 أيام. ومعبر المنطار الذي «التزمت» إسرائيل بالسماح بمرور 150 شاحنة بضائع منه يوميا للاستيراد والتصدير، لم تسمح بعبور أكثر من 12 شاحنة فقط، في حين ظل مغلقا بصورة كلية وجزئية طوال 254 يوما في العام التالي لتوقيع الاتفاقية. بل ورفعت تكلفة النقل في ما بين المعبر وميناء أشدود (40 كليومترا) إلى عشرة أضعافها، إذ وصلت إلى 7100 دولار، في حين أن وصول أي شحنة من أشدود إلى شنغهاي في الصين أو لوس أنجلس (كلاهما تبعد عن الميناء الإسرائيلي بمسافة بين سبعة و9 آلاف ميل بحري) لا يتكلف أكثر من ألفين أو ثلاثة آلاف دولار. وما حدث مع معبر المنطار تكرر في المعابر الأخرى، حيث ظل محور المساعي الإسرائيلية هو التفنن في جعل حياة الفلسطينيين في القطاع جحيما لا يطاق. الفرق الجوهري بين الهنود الحمر والفلسطينيين أن الأولين تقهقروا واستسلموا لمصيرهم في حين أن الفلسطينيين ثبتوا ولم يتوقفوا عن المقاومة. لقد تذرعت إسرائيل فى استمرار عدوانها بالصواريخ الفلسطينية وبخطف الجندي جلعاد شاليط، ولكن الصواريخ لم تكن سوى رد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومن أشهرها الاجتياحات والتصفيات التي لم تتوقف. وفي مقابل الجندي المخطوف، هناك 11 ألف أسير فلسطيني مخطوفون في السجون الإسرائيلية منذ سنوات. أحد أوجه الشبه بين تجربتي الهنود الحمر والفلسطينيين أن ما جرى للاثنين تم في ظل الخلل في موازين القوة. ثم إن ما جرى للهنود الحمر تم بعيدا عن الأعين، أما الذي يحدث للفلسطينيين فإنه يتم أمام كل الأعين، وكما خذل العالم القديم الهنود الحمر عن جهل أو صمت، فإن عالمنا المعاصر خذل الفلسطينيين إما عن عمد أو تواطؤ أو خوف. إن القانون الدولي العام ينص على تأمين حق الدول والأقاليم الحبيسة في الاتصال بمحيطها إلى الحد الذي سمح للفقه الدولي بالحديث عن حقوق لتلك الأقاليم على جيرانها، تلزمها بضرورة تمكينها من المرور عبر أراضيها للاتصال بالدول الأخرى. وهو المبدأ الذي قررته أيضا اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار. كما أن اتفاقية المعابر الموقعة في عام 2005 نصت على أنها ينبغي أن تظل مفتوحة بشكل متواصل. وذلك كله أصّله الدكتور صلاح عامر أستاذ القانون الدولي في مذكرة قانونية أعدها حول الموضوع في سنة ,2006 بناء على طلب وزير الخارجية الفلسطيني. وفي المذكرة تحدث عن حق السلطة الفلسطينية في الحصول على تعويضات مالية من إسرائيل بسبب الحصار الذي فرضته، كما تحدث عن آثار قانونية أخرى تترتب على انتهاكــات إسرائيل لمبادئ وأحكام القانون الدولي، وإخلالها بالاتفاقات الموقعة مع السلطة الفلسطينية بخصوص المعابر. ومن أهم هذه الآثار حق السلطة الفلسطينية في إنهاء الاتفاقات من جانب واحد، أو إيقاف العـمل بها استنادا إلى ما تقضي به اتفاقية فيينا بشأن المعاهدات. استخدام إسرائيل للمعابر لخنق الفلسطينيين وتركيعهم لم يستثن معبر رفح، وهو ما أقحم مصر في المسألة ووضعها أمام موقف دقيق، فهي لم تكن طرفا في اتفاقية المعابر (انتهت مدتها وجددت لستة أشهر فقط ولم تعد قائمة الآن) لذلك فأنها باتت مخيرة بين الالتزامات القانونية والملاءمات السياسية. اذ بمقتضى الالتزامات القانونية فإن القانون الدولي الذي سبقت الاشارة الى موقفه يوجب على مصر فتح معبر رفح، كما أن إدارة المعبر ينبغي أن تتم بالتفاهم بين مصر والفلسطينيين، دون تدخل من إسرائيل ليس فقط لأنها كدولة محتلة ليست لها حقوق في قطاع غزة الذي تخلت عنه، ولكن أيضا لأن الأمر يتعلق بسيادة مصر على حدودها. واعتبار إسرائيل طرفا ثالثا في إدارة المعبر يعد مساسا بتلك السيادة. وهو الرأي القانوني الذي يتبناه ويدافع عنه المستشار أحمد مكي نائب رئيس محكمة النقض. أما الملاءمات السياسية فقد تدفع الأمور باتجاه آخر. وهي مفهومة ومقدرة، لكني أتمنى ألا تسفر عن موقف يعزز الحصار المقدس ولا يرفعه، لانه منذ بدأ كان مدنساً و لا يزال. (*) كاتب مصري (المصدر: صحيفة ‘السفير’ (يومية – لبنان) الصادرة يوم 1 جويلية 2008)  

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.