TUNISNEWS
6 ème année, N° 2114 du 06.03.2006
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ـ فرع بنزرت: بيـان البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان: بيان عاجل – تونس رويترز: الجزائر تطلق سراح علي بلحاج بموجب العفو رسالة اللقاء رقم (4) :منهجية القطرة قطرة أو عندما تبحث الدمعة عن ربيع! محمد الفاضل: السجن السياسي في تونس بين الخيارات الأمنية وأحلام الإنفراج رفيق بن عبد الوهاب معلى : من الممثل القانوني للمصنع التونسي لأدوات الترتيب التقدم بصفاقس محمد بوشيحة للملاحظ: الدونكوشيتيون لا مكان لهم في الحياة السياسية الصباح الأسبوعي: هذه خارطة الأقطاب التكنولوجية الجديدة وهذه أهدافها الحياة: مئة سياسي ومثقف يطالبون مبارك بإطلاق المعتقلين … توفيق المديني:الإسلام و الغرب :لا فصل بين احترام الحريات والأديان احمد حمودة: المنتظر من قمة الخرطوم سامي بيداني: ردا علي باسيلي: التعبد ليس في محراب الليبرالية حسين المحمدي: القلم يتجاوز السلاح النووي(1)والحرية لا يصنعها الفساد والعجز
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
بيان عاجل تونس
شهادة السجين لطفي المهيري
ينقلها: الحبيب مباركي
يشكو سجن صفاقس من اكتظاظ شديد يجعل حياة السجين منحصرة في المكان الذي يجلس فيه لصعوبة التحرك داخل الغرفة و بالتالي فالفسحة هي الفرصة الوحيدة للمشي بقدر من الحيرة و لكن مدير السجن وقتها عادل عبد الحميد فرض أجراء يصعب تصوره إذ يجبر المساجين على الجلوس على الأرض بمجرد مغادرة الغرفة و تعللت الإدارة بإطلال شرفات بعض العمارات القريبة من السجن على ساحة الفسحة و خشيتها من معاكسة المساجين لساكنات العمارة!!.
*احتفال :
من المتوقع ان تشهد جزيرة قرقنة يوم الاثنين 13 مارس الجاري احياء النقابيين للذكرى السادسة لوفاة الزعيم النقابي الحبيب عاشور. وسيتولى السيد عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الاشراف على هذا الاحتفال الذي ينكب المكتب التنفيذي الجهوي للاتحاد على وضع أهم ملامحه. ولا شك ان اسهامات عاشور في الحركة الوطنية والنقابية تجعل منه رمزا من رموز القرن العشرين.
* مستشارون :
الوضعية التي يعيشها المستشارون الجبائيون هذه الايام صعبة ودقيقة للغاية وذلك اثر اقرار مشروع القانون الخاص بالنزاعات الجبائية والذي قلص الى حد كبير من مجال تدخل المستشار الجبائي. والوضعية التي يعيشها المستشارون الجبائيون حاليا تهدد مستقبل هذه المهنة التي يضطلع أصحابها بدور هام وفاعل في الاقتصاد الوطني وتضع عراقيل اضافية أمام انتداب وتشغيل عدد هام من الطلبة الذين يواصلون حاليا دراستهم في هذا الاختصاص. ولا شك ان الضرورة تستدعي تفكيرا سريعا ومعقولا في هذه المسألة حتى لا يسود المستشارين الجبائيين احساس بانسداد الافق.
* ادانة :
أدانت الجمهورية العربية السورية بشدة الاعتداءات الاجرامية النكراء التي حدثت مؤخرا في العراق. واعتبرت ان التعرض الآثم للاضرحة القدسية وللمساجد والمؤسسات الدينية هو عمل يستهدف اثارة الفتنة في العراق لتمزيق الوحدة العراقية. وسورية اذ تؤكد ألمها للاحداث الاجرامية وشجبها لها، تهيب بشعب العراق الارتفاع فوق محاولات الفتنة والحفاظ على وحدة الشعب والوطن في هذا الظرف العصيب.
* تنديد :
لى اثر اغتيال الصحفية العراقية أطوار بهجت وزميليها تدين جمعية الصحفيين التونسيين بشدة هذه الجريمة الوحشية وتؤكد مجددا:
-مطالبتها بوضع حد لكل أنواع الاعتداءات على الصحفيين والاعلاميين لتمكينهم من آداء رسالتهم والقيام بواجبهم.
-رفضها القاطع لاستهداف الصحفيين في حياتهم وعملهم من أي طرف كان مهما كانت الدوافع والاسباب.
-تنديدها بكل المساعي الرامية الى تهديد وحدة العراق وتناحر مكونات شعبه من خلال استهداف المقدسات الدينية.
ومن منطلق التزامها التاريخي بقضايا التحرر في العالم ودعمها لنضال الشعب العراقي ومقاومته الباسلة من أجل طرد المحتلين، تنبه جمعية الصحفيين التونسيين الى خطر الوقوع في فخ الحرب الطائفية التي لا تخدم الا أعداء العراق.
بيان عن المعهد العربي لحقوق الانسان
ينظم المعهد العربي لحقوق الانسان بدعم من السفارة السويسرية بتونس واللجنة الأوروبية دورة تدريبية في مجال ـ إدارة المنظمات والتخطيط الاستراتيجي لمنظمات غير الحكومية التونسية ـ وذلك في الفترة من 25/02/إلى 01/03/2006 بمدينة الحمامات في ـ فندق جولدن ياسمين مهاري ـ في الجمهورية التونسية.
وتهدف هذه الدورة إلى تعزيز قدرات المشاركات والمشاركين في مجال الإدارة والتخطيط للمشاريع والبحث عن التمويل لمنظماتهم.
ويشارك في هذه الدورة 25مشاركا ومشاركة من عدد من الجمعيات التونسية العاملة في مجال حقوق الانسان والمرأة والطفل والتنمية.
وتتمثل محاور الدورة فيما يلي:
1. أدوار المنظمات غير الحكومية ومعوقات التسيير الإداري
2. الأسس المهنية للإدارة الجيدة ومقوماتها
3. التخطيط الاستراتيجي: مفاهيمه ومصطلحاته ومراحله
4. وضع خطة تنفيذ ومتابعة مشروع
5. معوقات وآليات تدبير التمويل
(المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية، العدد 490 بتاريخ 4 مارس 2006)
الجزائر تطلق سراح علي بلحاج بموجب العفو
رسالة اللقاء رقم (4) :
منهجية القطرة قطرة أو عندما تبحث الدمعة عن ربيع!
د. خــالد الطراولي
يتواصل مسلسل الإفراج عن مساجين الرأي في تونس وتتواصل معه محنة لم تنته، بدأت في أيام عاصفة وتحت مظلة التعسف والجور وتواصل شتائها ولم تر ربيعا… تتواصل مأساة لم يشهدها تاريخ تونس من قبل ونتمنى أن لا يراها من بعد… فضيحة سوف يندى لها الجبين يوما من ذكراها وسوف تحمل أدرانها وتبعاتها ولعناتها عقول وأيادي لأجيال.. هذه الضمائر الميتة التي سعت إلى الإنصات إلى صوت الهيمنة والجبروت والإذلال والاستخفاف وتركت نداء العقل والتعقل والرحمة ورائها دون عقال!
عقدين من الزمن قاربا على الانتهاء ورجال تونسيون، مواطنون وليسوا أجانب ولا مرتزقة يقبعون في الدهاليز، قضوا النصيب الأوفر من أعمارهم في ظلم وظلام… بعضهم دخل السجن ولا يحمل ذقنه شعرة وخرج والشيب يغزو أطرافه!.. ودخل بعضهم وترك ابنا صبيا ولم يخرج بعد وهو يسمع أن الفتى أصبح يافعا ولم يره كيف كبر ولا من أين ارتزق ولا كيف درس ولا إلى أين يتجه… دخل بعضهم وهو متزوج ويحلم بتربية أبنائه والسكينة إلى أهله، ووصله الخبر وهو بين جلاديه أن الزوجة طُلّقت والأبناء يتامى، وأن الحلم أصبح كابوسا والنهار ليلا دامسا تتلقفه أياد غير سليمة!
تصوروا أن تونسيا متوفيا منذ أيام الاستعمار وأفاق من مرقده هذه الأيام ورأى ما نرى وقصصنا عليه ما سمعنا، لرفض الاقتناع بأن الاستعمار قد ولّى وانتهى وأنه ليس وراء ما يحدث لأبنائنا، فكيف للتونسي أن يفعل بأخيه هذه الأفاعيل… ولَفضَّل ميّتنا « الحي » العودة إلى مرقده والإدثار بالموت حياء من أحفاده!
تدخل علينا السياسة اليوم بجحافلها البغيضة، ويطأنا حب السلطة والتسلط بأخلاقياته المنحدرة، وتداس المبادئ، وتكبلّ القيم، ويُغتال الضمير، وينحسر داع الخير والرحمة، وتكثر الجلبة وتهيمن الغوغاء، ويسود نداء الهيمنة والاستفراد والإقصاء… وتدخل طوابير من أبناء تونس السجون لاختلاف في رأي وخلاف في السياسة وتتواصل المأساة لأكثر من عقد…
جيل يقارب على الانتهاء وجيل آخر على الأبواب ولم تتغير العقلية، انحبست الرحمة وقست القلوب، فهي كالحجارة أو أشد قسوة… وتطل علينا بين الفينة والأخرى ومضات يفهمها البعض على أنها عودة لإنسانية منسية وتوبة للوعي، ويفهمها آخرون على أنها السياسة كرّ وفرّ وحسابات ضيقة تضيّق الآمال وتحبط العزائم… فينفتح باب السجن على نصفه ويضيق على أصحابه وتخرج من ثناياه قلة قليلة ثم يغلق في وجه الآخرين في انتظار حسابات جديدة أو عودة للوعي!
لماذا هذا التلاعب بالأعصاب، هل تدرون كم زوجة كريمة لم تر النوم ليلة الإعلان عن الإفراج وبقيت تدثّر الأمل والأمل يدثّرها؟..، هل تدرون كم طفلا لبس كسوة العيد وهو ينتظر أباه ورفض نزع الكسوة حتى بعد أن غاب هلال العيد وحل الغروب و بسط الظلام أجنحته ليصطحب الظلم تحت ردائه!.. هل تدرون كم شيخا طاعنا وعجوزا صلوا الفجر بوضوء العشاء، ينظرون إلى السماء حينا وإلى الأرض حينا آخر ينتظرون الرحمة من أيّهما جاءت، حتى يروا ويلمسوا دفئ ابن دُفن حيا وغادرهم دون استئذان؟؟؟
لست ادري إن كانت هذه المواقف الصعبة التي تعيشها هذه الأسر قد غابت عن أصحاب القرار في تونس… ولكن هي السياسة في أقبح وجوهها وأسوء ثناياها..! وإن إلتفاتة واحدة، ولو على استحياء، إلى مرآة الضمير كفيلة بأن تفتح نهجا آخر وسلوكا مغايرا وتعيد البسمة إلى كل التونسيين دون استثناء!
تعست السياسة حين تُمَسُّ كرامة الإنسان ولا مغيث ولا حيران..! تعست السياسة حين يغالب النوم عينا طفل صغير ينتظر أباه وهو يرفض الهزيمة فينام..! تعست السياسة حين تخفي الأم دمعاتها ومعاناتها وانكسارها وفشل انتظارها عن ابنها وتغلبها الدمعات وتسقط على وجه الصبي في حجرها فيستيقظ مناديا أبي، أبي، أبي… السياسة أخلاق أو لا تكون، السياسة أخلاق أو لا نكون!
نعم نستبشر بما وقع ونفرح لكل نفس تستنشق هواء غير هواء الزنزانة وأهوالها..، نعم نرحب بهذه الخطوة ونثمنها، لكننا نعتبرها غير كافية، وتحمل كثيرا من القسوة مع ما تظهره من الرأفة، لقد قيل لأحدهم ما يبكيك؟ فقال أبكي على من ظلمني إذا وقف بين يدي الله ولم يكن له حجة!!! لقد حان الأوان ومنذ زمان لإفراغ السجون من هؤلاء المظلومين، الذين نعتبر دخولهم ظلما وبقائهم ظلما وتأخير خروجهم ظلما أكبر!
إن الأمل هو حياتنا وسيبقى غصن الزيتون محمولا في أيدينا، وعندما تقرأ تصريحات الإخوة الأفاضل المفرج عنهم تتساءل بصدق في داخل نفسك : من المسجون كان؟ من المعذّب كان؟ من المحبَط كان؟ من الخائف كان؟… وتجد نفسك في حوار يغلب فيه الحياء مع الآخر في داخلك، يحمل الأمل مجددا ويدفع إلى أنهار من ضياء.
لذلك عندما نقول للسلطة في تونس كفاية تعنتا كفاية قسوة كفاية تجاهلا، وندعوها أن تسرع بإخلاء السجون نهاية، فإننا بالقدر نفسه الذي نشفق على حالة هؤلاء الأفاضل الذين مازالوا يقبعون في السجون، فإننا نشفق على حالة من بيده الحل والعقد لأن الأيام دول والمثل التونسي يبدع في هذا الإطار بقوله الجميل المُعبّر » ما يدوم حال » ومن لم يخرج اليوم سوف يخرج غدا بإذن الله!
لقد استوقفتني كلمات قيلت منذ 13 عشر قرنا مضت » إني أنذرتكم ثم لا أنظر، وأحذّر ثم لا أعذر، وأتوعد ثم لا أعفو » كلمات امتلأت قسوة وإرهابا أجلست الاستبداد على عرش من ذهب وأسقطت شعوبها في معاقل الخوف والصمت أو السجون والموت.. ذلك هو الحجاج بن يوسف! رجل لا نريد استنساخه، وعنوان لا نحب معرفته، وكلمات نريد قبرها إلى الأبد.
المصدر: موقع اللقــاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم محمد الفاضل
إن حلفاء نظام ابن علي الإستراتيجيين و حلفائه الموضوعيين حين يجعلون من السجن السياسي منحة يجب عدم مكافأة الإسلاميين بها، ويكتفون بالشفقة الزائفة على إنسانيتهم المهدورة، يدركون مع ذلك أن السنين الخمسة عشر التي اُهدرت فيها إنسانية الإسلاميين في السجون وخارجها كان نظام ابن علي، على مرأى منهم ومسمع، قد أهدر فيها أيضاً كرامة التونسيين جميعهم وإنتهك حقوقهم الإنسانية وصحر حياتهم السياسية.كما أنهم يدركون، لا محالة، أن عشرات الألاف من السجناء الإسلاميين( نحو 25ألف إسلامي أدخل السجن بين1990و2005) جاؤوا من خلفية ثقافية وتاريخية لا تزال برغم كل شيء تنبض بالحياة.. وأياً كان رأي الخصوم، في مشاريع الإسلاميين فإنهم، قبل إغلاق جامع الزيتونة وبعده، كانوا لا يترددون في مواجهة مشاريع التغريب و في دفع التضحيات مقابل خيارات، لهم في أدبياتهم ما يأصلها و في وطنيتهم ما يشهد لها. و بكل حال، لا يزال الإسلاميون يمثلون خياراً منافساً يجد دوماً في الاستجابة الجماهيرية لهم ما يبرر وجودهم حتى ولو ظلوا لسنين، رهائن السجون المعتمة وأن السجن السياسي ليس بدعة في تاريخهم، ليمنحهم المخلفون شرفه، وأن تجربتهم التاريخية كانت بتضحياتهم، ترفع دوماً من سقف أمالهم وآمال شركائهم السياسيين وتصنع بمحنتهم جذوة نضال لأجيال لاحقة.
السجن السياسي في تونس
بين الخيارات الأمنية وأحلام الإنفراج
الجزء الأول
المقدمة
لا يزال ملف السجناء السياسين في تونس من أكثر الملفات السياسية إثارة في أوساط التونسيين وعموم المنشغلين بشؤونها الداخلية، وعلى الرغم من أن ملفات سياسية واقتصادية واجتماعية أخرى، تحتل الصدارة أيضا في تفكير العاملين في الحقل السياسي التونسي والمهتمين بمجرياته، إلا أن ملف السجناء السياسيين بتونس بخصوصياته الجامعة ظل يستأثر بعلامة فارقة ميزت التعاطي السياسي لنظام السابع من نوفمبر مع مختلف تكوينات الحياة المجتمعية في البلاد منذ أول التسعينات.
ومع الأهمية المصيرية التي تحتلها قضايا أخرى تلامس الحياة النابضة للمجتمع التونسي، ومع أن قضايا حق التعبير والإعلام من جهة وحق التنظم الجمعياتي والحزبي من جهة ثانية، ومع الضرورات الملحة التي تستدعيها الحاجة إلى مجابهة فساد الدولة والقائمين عليها من جهة ثالثة، فإنه ليس من قبيل المفاضلة في شيء و لا من باب المزايدات التي لم تعد تجود لأي أحد بمغنم بعد أن جفت ضراع السياسة طوال السنين العجاف المنقضية، أن يكون تقديرنا لقضية المساجين السياسين بمقام القضية الأم بالنظر إلى غيرها من القضايا التي تشغل الساحة التونسية، فإذا كانت قضايا حق التعبير والتنظم على أهميتها الحيوية أسٌ التنمية السياسية والإجتماعية و الاقتصادية و الإنسانية في تونس كما ينشدها الأحرار، فإن ملف السجناء السياسيين يختزل أكثر تلك القضايا وكل تلك الآمال التي يرفع لواءها مناضلو حركة الإصلاح الديمقراطي.
السجن السياسي و تعميم أنظمته المجتمعية في النسخة التونسية
لقد نجحت دولة السابع من نوفمبر في أن تفسَخ جميع مكونات المجتمع المدني التي راكمتها تجارب التونسيين في علاقاتها الجدالية سواء في مواجهة الاستعمار أوفي مجابهة دولة الاستبداد البورقيبي سابقاً ومع نجاحها ذاك، استطاعت خلال ما يزيد عن العقد ونصف العقد أن تستدرج الجميع للإيقاع بجيل كامل في دوامة جلد الذات السياسية وإكراهها على التنكر لتاريخها في مجابهة الاستبداد ودفعها لنسيان ذاكرتها الوطنية.وهي حين تفعل ذلك فإنها تعمل من أجل أن يتحلل التاريخ السياسي التونسي المعاصر إلى دراما أبدية كتلك التي جاء ت بها مسوخ التغيير منذ1987 بعدما وضعت إبتداءاً من التسعينات كل أنواع المحاذير أمام الكتاب والقصيدة والرواية والصحيفة والصورة والرأي لتنتهي الحياة الفكرية والإبداعية و الصحفية والإعلامية في أيدي المأجورين والمنتفعين يقررون أينما شاءوا خطوطها الحمر، فحين يتحلل التاريخ إذن على ذاك النحو ستكون السجون خيار من أبت نفسه إلا أن يمسك بالقلم ويصدع بالكلمة وينثر الفكرة. وحين يتحلل التاريخ السياسي على ذاك النحو أيضا بحيث يرتد حق التنظم ألجمعياتي والحزبي إلى الحق في بعث أحزاب وجمعيات وهيأت تتناسلها أجهزة الأمن وتصنع رجالها وكوادرها في مراكز التكوين بوزارة الداخلية، وتملأ بالمال العام جيوبهم، فعلى الشريف المناضل من رجال السياسة إن رام خوض غمار العمل النضالي بعيدا عن أخلاق اللزمة السياسية وسلوك المقاولات، أن لا يكون السجن، في الوقت الحاضر على الأقل، أخر خياراته المفتوحة.
إن مسألة السجن السياسي هي أم قضايا الشأن السياسي التونسي في الوقت الراهن لكون السجن لايُعتبر فقط أداة تهديد ضد الفاعلين في المجتمع أفراداً أو جماعات ممن أخذوا على عاتقهم مواجهة فساد الدولة واستبدادها، بل لأن السجن صار عنواناً للإقصاء السياسي والاجتماعي تحت أكثر من مسمى:
· فبإسم الأحكام القضائية الصادرة عن وزارة العدل: يتم الإقـصاء داخل السجن مع سجناء الحق العام أو في العزلة السجنية.
· وباسم المراقبة الإدارية والأمنية الصادرة عن وزارتي العدل والداخلية: يتم إقـصاء السجناء المُسرحين أوالمغضوب عليهم بعزلهم عن الناس داخل المجتمع ومنعهم من استعادة وظائفهم السابقة ودفعهم، إن سُمح لهم، إلى العمل في الأشغال المرهقة و لساعات طوال في اليوم من أجل أجور زهيدة، ناهيك عن سحب جوازات السفر وبطاقات الهوية ومراقبة تحركاتهم وتحركات ذويهم.
وباسم الوطنية المحتكرة لصالح حزب الدولة تنـشّط دولة الحزب، الدعاية الإعلامية المغرضة: ليتم دفع البقية الباقية من معارضيها إلى اللجوء خارج البلاد والعيش القسري بعيداً عن نبض الوطن، ثم يجري تخوينهم وتجريدهم من وطنيتهم.
إن الخصوصية الجامعة التي تجعل مسألة السجن السياسي القضية الأم للقضايا التي تشغل التونسيين، هي أن مؤسسة السجن بما هي مؤسسة عقابية لا تستهدف بالعقاب السجين الفرد بحد ذاته فقط ولا فاعل الجرم بصفته البشرية وحسب وإنما في واقع الأمر تجري معاقبة ذاك السياسي بما هو: هوية عاقلة وكيان مجتمعي وفعل للحق.فتجريم السياسي منهج إقصائي إن كان يجد في السجن أكثر الصيغ الحسية بداءة، فإن إرادة الاستبداد قادرة على أن تجعل له أنظمة بالغة التجريد و المرونة، تشارك الفرد والجماعة معاشرتهما بإكراهات ناعمة ،لاتلبث الطباع البشرية أن تتطبع عليها بعد التبلد.وهكذا حين تصبح الصحف التونسية جميعها نسخة واحدة والنشرة الإخبارية نصوص مكرورة وبطاقة الإنخرط بالتجمع الدستوري الديمقراطي بطاقة ائتمان وأمان لمن لاذ بنفسه من التونسيين عن منازلة الحاكم، وحين ينتهي بهم قلق الوجود إلى الوقوف عند إستهلاك الجنس و المخدرات وقتل الوقت قتلاً متعمداً وحين ترتد أمواج الخيبة على جيل تربى على خرافة التغيير فلا يُـفلت هجرته خفر السواحل ولا تُسعفه قوارب الموت وحين تشـدد الحراسة على الناس في الحي والمؤسسة ودور العبادة ومقرات الجمعيات ومقرات الأحزاب والمعاهد والجامعات وتكثّـف المراقبة على المقابلات الاجتماعية والعائلية و الاتصالات الهاتفية والفضاءات الافتراضية.فقد صار السجن السياسي حينها نظاماً للمنع والتحجير والإقصاء مُعمماً على جميع منا شط الحياة.
وحين نعقد مقارنة بين فضاءين:الأول فضاء السجن والثاني فضاء المجتمع. فإن الملاحظات العامة التالية مع كونها متعجلة تظل كافية لترسم ملامح النظام السجني الذي قامت الأجهزة الأمنية لنظام ابن علي بتعميمه على مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية جميعها:
· فكما يتوزع المقيمون في السجون بين سجناء الانتماء(المنتمون لحركة النهضة الإسلامية) والمشار دوماً إلى معاملاتهم وملفاتهم بحرفي:( ص.خ ) أي صبغة خاصة و سجناء الحق العام، فإن الحياة السياسية خارجها قد فرزت التونسيين إلى فئة الإنتماء لشريحة المضطهدين من عموم التونسيين و المناضلين السياسين وعوائلهم بما هم في نظر أجهزة الرقابة الأمنية مواطنون من ذوي الصبغة الخاصة من جهة وبين فئة ثانية من المواطنين ممن لا تزال « عقائد الخبز » تحكم وعيهم وتستسلم حياتهم لزيفها.
· وكما يعاني سجناء الصبغة الخاصة في داخل السجون من الإهمال الصحي والعقاب بالعُـزلة الانفرادية أو المنع من الزيارة أو الترحيل إلى سجون يشق على أهاليهم زيارتهم بانتظام،و يمنع على سجناء الحق العام(إلى حدود 1998) الاتصال أوالإختلاط بهم وكان وجود بعض سجناء الصبغة الخاصة في الغرفة الواحدة تثير في نفوس المائات من سجناء الحق العام قلقاً بسبب تأثر إقامتهم بتضيقات نظام الصبغة الخاصة الممارسة على الإسلاميين وفيما كان الأمر بالسجون على ذلك النحو، كانت الحياة السياسية في الخارج قد جعلت من مناضلي الحقل السياسي والحقوقي الواقعين تحت المراقبة الدائمة والمشددة ، يواجهون نفور بعض أصدقائهم خوفا من بطش الحاكم، ويتعرض المواطن للمساءلة الأمنية لوعُرف بإختلاطه بأحد المناضلين وسيشعـر صاحب مقهى أو صاحب محل عمومي للأنترنات بضيق وحرج المراقبة الأمنية لو دخل عليه أحد المناضلين العاملين .وقد جعل الإصرار من أولئك المناضلين على اللإلتزم بالقضايا الوطنية والحقوقية العادلة، وجرأة مواجهتهم لحواجز المراقبة، مثير للغرابة في عيون عموم مواطنيهم.
· وكما يُحرم السجناء المعرفة فلا يُسمح للراغبين منهم في متابعة دراستهم من داخل السجن، و لاتسمح لهم نيل المعرفة إلا من بعض الكتب الهزيلة مما أبقت إدارات السجون عليها في مكتباتها العامة من باب لزوم ما لايلزم ولا تسمح لهم بالإطلاع على الأحداث الجارية بالعالم إلا من خلال قناة سبعة التونسية وحدها أومن خلال الصحف التونسية التي لا يسمح بدخولها إلا بعدما ينقضي وقتها ليحوّل مقص الرقابة بعض مقالاتها إلى نوافذ فارغة يتسلى السجين بمراقبة زملاءه من خلالها.وكما يحدث هذا للسجين في الداخل فإن نظام السجن المعمم يمنع عن المغضوب عليهم أو المسرحين من فئة الإنتماء في الخارج حق العودة إلى الجامعة ومتابعة دراستهم، كما يمنع عرض عناوين مخصوصة من الكتاب السياسي والديني في المكتبات أومن تداول صحف عربية أو عالمية بعينها بين القراء.
· وكما لا يسمح للسجناء باستقبال عائلاتهم وتفقد أحوالهم والإستماع إلى أخبارهم الجديدة إلا تحت الحراسة و من خلال حواجز غرف الإستقبال- Parloir Le– فإن أجهزة المراقبة التي طورتها الدولة الأمنية قد عممت نظام–Le Parloir – في إتصالات المواطنيين المباشرة بعضهم ببعض وفي إتصالاتهم اللاسلكية والإلكترونية فراقبت هواتف بعض المواطنين وقطعت خطوط أخرين، مخافة أن يلجوا مواقع إلكترونية محظورة أو يخترقوا الحجب المضروبة عليها، كما مـنعت على أشخاص بعينهم أيضاً دخول قاعات الأنترنات العمومية أو يُحذر صاحب قاعة الأنترنات إن مكّـن شخص بعينه من الإبحار في الشبكة.
والواقع أن الاسترسال في عرض أوجه التماثل الكثيرة بين السجن بوصفه مؤسسة عقابية للمحكوم عليهم والسجن بوصفه نظام عقابي مسلط على أفراد المجتمع، تكشف عن طبيعة الخلفية الأمنية والإستئصالية المعادية للإنسان التي تميّز هذه الدولة، فهي حين تحرم الإسلاميين من العمل السياسي تفعل الأمر نفسه مع باقي الأحزاب الوطنية المعارضة و حين تقمع الإسلاميين لاتتأخر لتفعل الشيء ذاته مع باقي الأطياف السياسية والمجتمعية في تونس وحين تحرم الإسلاميين الذين زجت بهم في السجون من نعت السجناء السياسيين لا تلبث أن تفعل الأمر نفسه حين تلقي بغير الإسلاميين في السجن بدعاوى اقتراف جرائم الحق العام.
محنة سجناء السياسة، محنة المجتمع التونسي
استثمرت جميع وسائل الدعاية الحزبية والحكومية في نظام ابن علي ما كان يحدث في الجزائر من اقتتال داخلي، لتضع خصومها من الإسلاميين هدفاً لسهامها، ولتصنع فراغاً حول حركة النهضة الإسلامية و تقذف في نفوس التونسيين الخوف والحذر من احتمال صعودها في انتخابات 1989، وقد سهل ذلك لاحقاً تمرير كل الاتهامات المعدة في دوائر وزارة الداخلية بغرض توفير الحجة على تورط أبنائها في اجتياز المحاذير الأمنية.وبقدر ما كان ذلك يوفر الأساس الموضوعي لشن أكبر عملية أمنية عرفتها تونس منذ 1956. كانت تلك العملية التي تجري تحت عناوين حماية البلاد من التطرف الديني والإرهاب الإسلامي، قد ساعدت الحكم على نقل نزاعه ضد الحركة الإسلامية من الساحة السياسية إلى الساحة الأمنية والأخلاقية ووفرت لخطابه حجة استئصالها وحرمان أبنائها من صفة السجناء السياسيين.
لقد ظلت مسألة السجناء السياسيين إلى غاية النصف الأول من التسعينات على الأقل، قضية يجري التعامل معها من قبل الأطياف السياسية المعارضة على أنها قضية خاصة بحركة النهضة الإسلامية حصراً، فالاعتراض على قمع الحركة وسجن أبنائها لم يتجاوز بادئ الأمر، الشجب البياني أو الدعم والمساندة بمبادرات فردية.
إن المعالجة الأمنية التي تعاطى بها نظام ابن علي مع خصومه السياسيين ومناضلي المجتمع المدني عموماً كشفت ما عليه نظامه من إفلاس على المستوى السياسي وماحمله تغييره من مشاريع إمبريالية متصهينة لن يجد لها في الساحة السياسية، من بين المعارضة الشريفة، من يشاركه في إنجازها، وعليه فإن تنفيذ مشاريعه تلك، تستلزم تجميد المعارضة الجادة بعد استئصال حركة النهضة الإسلامية رأس حربتها، ثم الإبقاء على حالة الطورىء غير المعلنة، إذ لن يستقيم له الأمر لو جرت منافسة سياسية مع أي من المعارضة الوطنية الشريفة،إن تقيد هو بقواعدها.وكل جهوده لحمل المجتمع على رأيه وخياراته كانت تمر عبر المعالجة الأمنية حصراً، أكان الأمر مع الإسلاميين أو اليساريين أو الليبراليين أوالحقوقيين، وهكذا فأمام العجز و الحرج من الدخول في سجال سياسي مع المعارضة وأمام شرعية العنف الذي تمنحه إياها مؤسسة الدولة وبالاستفادة من القدرات الأمنية التي طوَر وسائلها، كان نظام ابن علي يجد كل الراحـة في رمي معارضيه في السجون بعد تجريمهم ثم تصنيفهم ضمن سجناء الحق العام. ولقد كان حرص نظام السابع من نوفمبر على نقل صراعه ضد خصومه السياسيين من دائرة السياسة إلى دائرة الأمن و الأخلاق ما من شأنه، بزعمه، أن يُـفقد خصومه هوياتهم السياسية ورأسمالهم الرمزي ويُعفي في نهاية المطاف الأنتليجنسيا الانتهازية المتحالفة معه من مناظرات عجزت، مع تراكم تناقضاته وفشل برامجه، على الدفاع عن سلامة نهجه أو إقامة الحجة على وطنية خياراته، وظلت، في جميع المناسبات، تتحصن فقط خلف الإدانات الأخلاقية و الخطوط الحُمر الأمنية، دون أن تُعْـلي للحجاج سـقفاً سياسياً متناسباً مع شعارات النظام الموصوفة بالتقدمية.
وبمناسبة الهجمة على الإسلاميين والإلقاء بهم في السجون كانت الأجهزة الأمنية قد أجرت تعميم تلك الحالة على جميع مناشط الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وأدى قـرض نظام ابن علي لمكونات المجتمع المدني والسياسي بمقارضه الأمنية وتفخيخه من الداخل بحلفائه من الانتهازيين حداً أفقد المجتمع مناعته وخياراته الحرة، وسهل إنجاح برامج المسخ والتغيير التي جاء السابع من نوفمبر يتأبطها. و فيما كانت كل البرامج السياسية والثقافية والاجتماعية تعمل على اختطاف الجيل الجديد من شباب البلاد وتحويل وجهته بعيداً عن التطور التراكمي للوعي السياسي والمدني للشعب التونسي وعن التجربة التاريخية لنضالاته الميدانية و السياسية والمجتمعية كانت تلك الحالة الأمنية المُعـممة قد أنجزت فعلا قطيعة بين جيلين تونسيين ومنعت الرقابة بآلياتها المنهجية فرص التواصل الاجتماعي بين الجيلين وصنعت فراغاً حول الجيل السابق من مناضلي المجتمع المدني وعـزلته. وعمّمت العزلة الانفرادية على الجمعيات الحقوقية والأحزاب الوطنية والشخصيات المناضلة وجرى التعامل معها بصبغة خاصة(ص.خ) كما يجري الأمر تماماً في السجون مع الإسلاميين.
لقد أكدت المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية أن المحاكمات التي تعرض لها الإسلاميون طوال الخمسة عشر عاماً، كانت تفتقر إلى أدنى شروط العدالة.وأن عدد الوفيات في صفوف الإسلاميين خلال الخمسة عشر عاماً، جاوز الأربعين حالة، جراء التعذيب في مراكز الأمن أو نتيجة الإهمال الصحي في السجون أوالهرسلة المتواصلة للمسرحين.وأن الأحكام المؤبدة تشمل 59حالة منهم وأن بعضهم قضى ما يزيد عن الثلاثة عشر عاما متواصلة في العزلة السجنية. وأن المراقبة الأمنية (المسمات إدارية) بعد قضاء السجناء محكوميتهم، تضعهم مجدداً على ذمة وزارة الداخلية وتعـرّضهم للإهانات القاتلة ما دفع اثنين من الإسلاميين المشهود لهم بالتدين وحسن الخلق إلى الانتحار.وحين يحاكم الإسلاميون من ثلاثة إلى ست مرات على التهمة الواحة لضمان أقصي الأحكام،وحين تُـكره زوجاتهم على تطليق أزوجهن السجناء….. . فإن صورة الوضع لمحاكمات الإسلاميين وما استتبعته من انتهاكات وما خلفته من أثار مادية ونفسية على عائلات السجناء وأبنائهم وما كان للهجمة الأمنية من أثار بالغة الخطورة على مائات الألاف من التونسيين ممن لهم علاقة قرابة أو صداقة أو علاقة جوار بالإسلاميين المحاكمين أو ممن كان التدين ظاهر سلوكهم، وماكان لكل ذلك من نتائج على مصير الحياة السياسية لاحقاً، ستجعل من محنة الإسلاميين محطة للمراجعة السياسية لماآل إليه المجتمع التونسي من سقوط متسارع بانخراطه الإرادي أو القسري في اللـعبة الأمنية و لما آل إليه الأمر أيضاً من خنق لمؤسسات المجتمع المدني العريقة ومحاولة متعمدة لتدميرها.وكلما كانت الأسئلة البسيطة بمناسبة تلك المحنة تتسع لتخاطب الضمير كانت الأسئلة الإشكالية تتوالد على وقع الحصار الأمني الذي انغلقت دائرته حول الجمعيات والأحزاب والنقابات القطاعية والشخصيات الاعتبارية والعامة من الناس وتحفر عميقاً وعي جديداً بالمحنة .وبدأت أصوات الرفض تتعالى: مع سهام بن سدرين و منصف المرزوقي وبدأ نظام إبن علي يفقد شيئاً فشيئاً حلفاءه، فيما بدأ المجتمع المدني يستعيد مع الضعف، عافيته.
والتحركات التضامنية للمجتمع المدني لاحقاً، التي التفت في لجان مساندة حول محمد مواعدة وحمة الهمامي وتوفيق بن بريك وراضية النصراوي وعلي الرواحي… ورسالة حق عند سلطان جائر للقاضي مختار اليحياوي وانتصارات المغفور له زهير اليحياوي في غزواته للساحات الافتراضية، و هبّة محمد عبو نصرة للسجناء و استنكارا لتعذيبهم ثم تلاها إضراب قطاع المحاماة. وقطاع التعليم.. جميعها كانت مناسبات وطنية راكمت ضربا جديدا من النضال المشترك وأسست لوعي جمعي في التعاطي مع الشؤون الوطنية الراهنة منذ 18أكتوبر2005 على قاعدة النضال من أجل الحقوق والحريات. ولقد أسهمت مراكمة النضال على مدى السنين الخمس الماضية إلى إخراج ملف السجين السياسي من مشاغل عائلته السياسية حصراً ليصبح هماً وطنياً مشتركاً بين جميع الأحزاب والجمعيات الوطنية المناضلة وعنواناً جامعاً للقمع السياسي وإنتهاك الحقوق وعلامة فارقة لمحنة المجتمع التونسي كله.
من الممثل القانوني للمصنع التونسي لأدوات الترتيب التقدم بصفاقس
مع المدير العام للبحث العلمي بوزارة البحث العلمي والتكنولوجيا وتنمية الكفاءات:
هذه خارطة الأقطاب التكنولوجية الجديدة وهذه أهدافها
في تونس 14 ألف كفاءة علمية في 30 مركز أبحاث و139 مخبرا و624 وحدة بحث متطورة
* الهيئة الوطنية لتقييم أنشطة البحث العلمي ترصد الأداء المتفاوت في مخابر ووحدات البحث.
* 16 براءة سجلتها المخابر والوحدات طوال موفى سبتمبر 2005 وبرنامج عمل لتحسين مؤشر البراءة التونسية.
* 45 مشروع بحث انتفع باعتمادات تثمين و43 مشروعا فقط لـ 40 مؤسسة اقتصادية استفاد بمنح استثمار.
* هذه مهام الأقطاب التكنولوجية الجديدة وهذه أهدافها.
يمثل قطاع البحث العلمي والتجديد التكنولوجي خيارا استراتيجيا ورهانا حضاريا ودعامة للاقتصاد الوطني في ظل المنافسة العالمية وانطلاقا من هذا تم تحديد اولويات في مجالات البحث خدمة للتنمية المستديمة وتحسين القدرة التنافسية للاقتصاد.
حول منظومة البحث العلمي وطموحاتها واشكالياتها وشبكة الاقطاب التكنولوجية ومحاضن المؤسسات وتثمين ثمرات الاجتهاد نتحاور مع الاستاذ رشيد غرير المدير العام للبحث العلمي بوزارة البحث العلمي والتكنولوجيا وتنمية الكفاءات والسيد رشيد غرير متخصص واستاذ جامعي في البيوكيمياء (الكيمياء الحيوية) نشرت له عديد الابحاث في المجلات العالمية المتخصصة ودرس واطر عديد الباحثين.
* تهتم منظومة البحث والتجديد في تونس بميادين علمية متعددة فماهي المجالات التي تحظى بالاولوية؟
ـ يمثل قطاع البحث العلمي والتجديد التكنولوجي خيارا استراتيجيا ورهانا حضاريا ودعامة للاقتصاد الوطني في ظل المنافسة العالمية. وانطلاقا من هذا الدور، تم تحديد اولويات في مجال البحث وذلك خدمة للتنمية المستديمة وتحسين القدرة التنافسية للاقتصاد وتبذل تونس مجهودا متواصلا قصد اكتساب الخبرات وتنمية الكفاءات في القطاعات الاستراتيجية ذات الاولوية الواعدة، مثل النسيج والصناعات الغذائية والطاقة وتكنولوجيات المواد والبيوتكنولوجيا والالكترونيك والميكروالكترونيك والتكنولوجيات الجديدة للمعلومات والاتصال وكذلك العلوم الانسانية والاقتصادية والاجتماعية لقيمتها الاستشرافية.
* لماذا تم اختيار هذه المجالات بالذات دون غيرها؟
ـ وقع اختيار هذه القطاعات نظرا لما لها من اهمية في تنمية الاقتصاد الوطني في ظل الاقتصاد المعولم، والمبني على المعرفة والتحكم في التقنيات والتكنولوجيات الحديثة. ونظرا لان معايير التقدم اصبحت تقاس اليوم بمؤشرات لا مادية، قوامها الاستعمال الامثل للمعارف ونجاعة منظومة البحث وخلق قيمة مضافة في الانتاج، وهو ما آمن به سيادة الرئيس زين العابدين بن علي من خلال مراهنته على الاستثمار في الذكاء والمعرفة لرفع تحديات المستقبل.
* المؤسسات والمخابر بالبحث العلمي : ماهو واقعها الحالي؟
ـ تمت اعادة هيكلة المنظومة الوطنية للبحث العلمي والتجديد التكنولوجي من خلال تركيز مخابر ووحدات بحث بالمؤسسات العمومية للصحة والتعليم العالي والبحث مكنت هذه العملية من بعث 30 مركزا و139 مخبر بحث و624 وحدة بحث مجهزة باحدث التقنيات وتعمل هذه الهياكل البحثية في عديد الاختصاصات، مثل علوم الحياة والبيوتكنولوجيا والعلوم الصحيحة وعلوم وتقنيات المهندس والعلوم القانونية والاقتصادية والعلوم الانسانية.. الخ..
وتشرف وزارة البحث العلمي والتكنولوجيا وتنمية الكفاءات على 11 مركزا وترجع المراكز المتبقية بالنظر الى كل من وزارات الفلاحة والموارد المائية والصحة العمومية والتعليم العالي وتكنولوجيات الاتصال وشؤون المرأة والاسرة والطفولة والمسنين والدفاع والثقافة والمحافظة على التراث، والشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج والبيئة والتنمية المستديمة.
* هل من فكرة حول تأهيل تلك الهياكل البحثية لرفع ادائها؟
ـ قصد اضفاء مزيد من النجاعة على انشطتها تخضع مخابر ووحدات البحث الى عملية تقييم مستمرة من خلال خطة تقوم على 4 مراحل : تقييم مبدئي، ثم تقييم سنوي، يتبعه تقييم نصف مرحلي وتقييم كل 4 سنوات تقوم به الهيئة الوطنية لتقييم انشطة البحث العلمي المتكونة من 10 اعضاء من الكفاءات العلمية المتميزة، مهمتها تقييم اداء مخابر الوحدات، ولها ان تستعين بكفاءات اخرى من داخل البلاد وخارجها.
من جهة اخرى تم اقرار مقاييس جديدة قصد تقييم المردود الداخلي والخارجي لهذه الهياكل والذي يتم بموجبه تحديد الاعتمادات المرصودة لفائدتها فبالاضافة الى عدد الطلبة المسجلين بالمرحلة الثالثة ورسائل ختم الدروس (الشهادات المعمقة) والاطروحات التي تمت مناقشتها وشهادات التبريز في المجال الطبي فان هذه المقاييس تأخذ بعين الاعتبار خاصة المساهمة في النشر العلمي والبراءات (الوطنية والدولية) وبالفعل فبينما نتوفر على مخابر متميزة وفق كافة المقاييس العالمية المعتمدة، فان اخرى لا تزال متوسطة الى حد الان وقابلة للتطوير وقد تم حل احد المخابر اذ لم يتمكن من تحقيق اهدافه في مجاله.
والهدف من وراء هذه المقاييس هو دعم مردودية القطاع وتعزيز فاعليته وتطوير دوره واسهامه في عملية التنمية، اذ انها تشكل حافزا جديدا للتركيز خاصة على مشاريع البحث التطبيقي الذي يستجيب لاولويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وله انعكاسات مباشرة على الاقتصاد فيحسن من قدرته التنافسية. كما انها تحث الكفاءات التونسية على تثمين نتائج بحوثهم ودعم البراءات وعلى المساهمة اكثر في النشر العلمي الذي يعتبر ابرز الاساليب العصرية لتسويق المعرفة والذكاء ومعيارا لتقدم الشعوب وقد وضعت الوزارة بالتنسيق مع الاطراف المعنية برنامج عمل لتحسين مؤشر البراءات التونسية عن وحداتنا ومخابرنا وباحثينا على الصعيدين الوطني والدولي، وقد بلغ عدد المطالب التي سجلتها المخابر والوحدات لدى المعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية 16 مطلبا الى موفى سبتمبر 2005.
ويدل ذلك على ان بلادنا مقرة العزم على ادماج باحثيها في الدورة الاقتصادية وعلى تفعيل الشراكة بين منظومات التكوين والبحث والتصنيع، وهي تؤكد طموحها في المجال العلمي والتكنولوجي.
* كيف يجري تثمين البحث العلمي التونسي وماهو واقع العلاقة بين اطراف البحث واطراف الانتاج؟
ـ يمثل تثمين نتائج البحث مرحلة اساسية في عملية القيام ببحث تنموي وهو يعد بمثابة تتويج وتشجيع للمجهودات المبذولة من قبل فرق البحث وشاهدا مدى التزامهم بالاستجابة الحقيقية للاولويات الوطنية في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية وللعلم فقد وضعت الدولة منذ 1992 آليات مالية من اجل التشجيع على تثمين نتاج البحث. ان المشاريع المقترحة في اطار تثمين نتائج البحث مدعوة الى تدعيم اوجه الشراكة بين هياكل البحث والنسيج الاقتصادي والاجتماعي كالمراكز الفنية، والمؤسسات الاقتصادية والمجامع المهنية وغيرها.
وفي اطار الحديث عن تثمين نتائج البحث تجدر الاشارة الى آليات تم وضعها لدعم الشراكة مع المؤسسات الاقتصادية واهمها:
* برنامج تثمين البحث : (V.R.R) وذلك بتمكين فرق البحث من اعتمادات خصوصية لثمين نتائج ابحاثها وقد اسندت اعتمادات لـ 45 مشروعا من سنة 1992 ومقارنة بحجم المنظومة الوطنية للبحث العلمي يعتبر هذا الرقم محترما بل انه مرشح للارتفاع تماشيا مع تطور المنظومة
* منحة الاستثمار في البحث التنموي (P.I.R.D) وهي تمويلات هامة تسند للمؤسسات الصناعية قصد تحفيزها للانخراط في حركية التجديد التكنولوجي وقد مولت الوزارة 43 مشروعا منذ سنة 1995 لفائدة 40 مؤسسة اقتصادية نعم المؤشر الحالي ضعيف لم يرتق بعد الى تطلعات الوزارة على انه سيرتفع بتطور مساهمة المؤسسات الاقتصادية في منظومة البحث والتطوير.
* وتمكين الاستاذ والباحث الجامعي من التفرغ الكلي او الجزئي او التنقل لمدة سنتين متتاليتين على اقصى تحديد مع امكانية تجديدها مرة واحدة والاحتفاظ بامتيازاتهم القانونية الكاملة وذلك لبعث مؤسسات او مشاريع اقتصادية مجددة.
* هل من آليات اخرى موضوعة لتمتين العلاقة بين اطراف البحث واطراف الانتاج وتحقيق الاندماج فيما بينها؟
ـ تمثل الاقطاب التكنولوجية التي هي بصدد الانجاز ببلادنا، عاملا قويا للاندماج في الاقتصاد والتجديد التكنولوجي، اذ يتم تركيز وخلق تفاعل بين مؤسسات البحث والتكوين المختص في قطاع واعد من جهة والمؤسسات الاقتصادية من جهة اخرى صناعية وتجارية وخدماتية تنتمي لنفس قطاع النشاط. والهدف هو خلق قطب امتياز مختص، داخل فضاء يتسم بالقرب الجغرافي والعلائقي، حيث يمكن للباحثين والمدرسين واصحاب المؤسسات والاطارات العليا ان يتعاونوا بصفة متينة على ايجاد حلول ملائمة لحاجيات الاسواق تمكن من تحقيق طموحات النمو والتطوير للقطاع. وذلك تكون الاقطاب التكنولوجية الفضاء الامثل لتحقيق التكامل المنشود بين نسيج البحث وكل الاطراف المعنية.
* لو تذكرون القراء بالمناسبة بهذه الأقطاب وتخصصاتها؟
ـ يرمي البرنامج الرئاسي الى بعث اقطاب تكنولوجية في مختلف جهات البلاد وفي الانشطة المجددة خلال العشرية الحالية وبصدد الانجاز 6 اقطاب تكنولوجية هي قطب برج السدرية في اختصاصات الطاقات المتجددة والبيئة والبيوتكنولوجيا النباتية وقطب سيدي ثابت في اختصاصات البيوتكنولوجيا والصناعات الدوائية وقطب سوسة في اختصاصات الميكانيك والالكترونيك والاعلامية والنانوتكنولوجيا وقطب صفاقس في اختصاصات الاعلامية والملتيميديا وقطب المنستير في اختصاصات النسيج والملابس وقطب بنزرت في اختصاصات الصناعات الغذائية.
اضافة الى هذه الاقطاب اقر سيادة الرئيس زين العابدين بن علي ايضا احداث قطب تكنولوجي للصناعات السينمائية بقمرت وسيمكن هذا القطب من انجاز عمل المبدعين في ظروف ملائمة وبتقنيات متطورة كما سيمكن من استقطاب السينمائيين الاجانب وتشغيل الكفاءات التونسية في كل مراحل الصناعة السمعية البصرية، وسيشمل محضنة للمؤسسات تعمل في مجال الصناعات السمعية البصرية مع تخصيص جزء منه لتركيز الجامعة الافتراضية ومعهد عال للفنون والتقنيات السمعية البصرية.
ويجري العمل على تحديد ملامح شبكة التكنولوجيات البحرية في شكل قطب تكنولوجي موزع على كامل سواحل البلاد ويختص في علوم البحار والبيوتكنولوجيا البحرية وتكنولوجيات الصيد، ويعتمد على المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار وعلى برامج تعاون دولي.
ويهدف البرنامج الرئاسي للاقطاب التكنولوجية الى تحقيق جملة من الاهداف وهي اساس توفيراعداد اضافية من مواطن الشغل للمتحصلين على شهادات عليا وتشجيع اصحاب الشهادات والباحثين على احداث المؤسسات المجددة بالاعتماد على تثمين البحث العلمي، مع تنمية الثقافة المؤسساتية لدى الباحث والطالب، نتيجة تواجد هياكل التكوين والبحث وهياكل الانتاج في نفس الفضاء وتمكين المؤسسات المنتصبة من الانتفاع من الموارد البشرية والتجهيزات العلمية داخل القطب في نطاق شراكة بين جميع الاطراف مما يمكن من الاستعمال الاجدى للتجهيزات وخاصة الثقيلة منها كما يهدف الى احداث علاقات شراكة وثيقة بين التكوين والبحث والانتاج وحث المؤسسات الاقتصادية على مزيد الاستثمار في التجديد التكنولوجي لدعم قدراتها التنافسية وخلق ظروف ملائمة لاستقطاب الاستثمار الخاص والاجنبي واستقطاب المؤسسات التي تتميز بانشطتها في البحث والتطوير والتثمين او التي لها اشعاع عالمي: الشركات المتعددة الجنسيات مثلا.
واذن رئيس الجمهورية خلال يوم العلم لـ 13 جويلية 2005 ببعث ثلاثة اقطاب تكنولوجية جديدة يقع تركيزها بجندوبة وقفصة ومدنين ويختص القطب التكنولوجي بمدنين في تثمين ثروات الصحراء وتطوير سبل استغلالها.
* هل من اضافة حول محاضن المؤسسات؟
ـ بالاضافة الى البرنامج الرئاسي حول الاقطاب التكنولوجية تقرر احداث شبكة من محاضن المؤسسات تغطي كامل ولايات الجمهورية ويتم تركيزها بالخصوص الى جانب مؤسسات التعليم وذلك لحث الخريجين على احداث مواطن الشغل المستقل بالاعتماد على مشاريع نهاية الدراسة وهي تعتبر من اهم آليات دفع المشاريع المجددة واحداث المؤسسات.
وقد تضافرت جهود عدد من الوزارات لاحداث هذه المحاضن، بالقرب من المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية، وذلك علاوة على المحاضن التي يتم تركيزها بالفضاءات الجامعية وتخضع لاشراف المؤسسات الجامعية ومراكز البحث وقد تم في هذا المجال تركيز 22 محضنة دخلت طور الاستغلال في 15 ولاية.
أجرى الحوار: منير البودالي
(المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 6 مارس 2006)
محمد بوشيحة للملاحظ:
الدونكوشيتيون لا مكان لهم في الحياة السياسية
*ماذا يعني عقد مؤتمر حزب معارض؟
-أود قبل الإجابة عن سؤالكم ان أشكر لكم اهتمامكم بحزب الوحدة الشعبية، وهذا الاهتمام تأكيد على الدور الذي تضطلعون به في الساحة الوطنية. أما بالنسبة لدلالات عقد مؤتمر حزب معارض فهي عديدة بالنسبة لنا، وننظر اليها من زوايا متعددة. ففيما يتعلق بالمستوى السياسي العام فان انعقاد مؤتمر وطني يحظى بالتغطية الاعلامية المكثفة يعتبر مؤشرا على درجة التطور السياسي الذي تحقق في البلاد اذ تستحضرني الظروف الصعبة حتى لا نقول المريرة التي كنا ننشط فيها قبل 7 نوفمبر 1987. كان لدينا حق التواجد القانوني لكننا كنا نحرم من عقد الاجتماعات والمؤتمرات، من ذلك ان المؤتمر الاول للحزب الذي انعقد في مطلع الثمانينات انعقد في السرية التامة وسط سعي محموم من السلطة السياسية آنذاك لافشاله، لقد فرضت قوات الامن حصارا حقيقيا على مقر عقد المؤتمر وهو منزل أحد مناضلي الحزب بصفاقس، وفي ذات السياق فان عقد مؤتمر حزب معارض يعني ان أفق تطور التجربة السياسية في تونس يبدو منفتحا على امكانات نعتبرها هامة ونؤمن ان لنا دورا كبيرا في دفعها من خلال بلورة تصورات ورؤى تؤكد موقعنا كحزب فاعل في الساحة السياسية الوطنية.
وهذا يدفعنا الى بعض الدلالات المتصلة بالرهانات الداخلية في مستوى حزب الوحدة الشعبية. ان عقد المؤتمر الوطني السابع « التقدم حق للجميع » نعتبره علامة على ما يطبع نشاطنا من استمرارية وجدية وعلى حضورنا الواضح في الساحة الوطنية. نحن الحزب السياسي المعارض الوحيد الذي يحترم دورية عقد مؤتمراته الوطنية في اطار الحفاظ على تماسكه التنظيمي والحرص على اعطاء مضمون سياسي واضح لمؤتمره.
*الى أي درجة تم تكريس خصوصية ديمقراطية في التسيير داخل الوحدة الشعبية؟
-اعتقد اننا قد قطعنا شوطا هاما في هذا المستوى خاصة وان الديمقراطية تحتاج لتكريسها الى جهد متواصل والى عمل في كل المستويات حتى تتحول الى قيمة تحدد السلوك السياسي والى آلية من آليات التسيير اليومي. وفي هذا الصدد أبدينا – ولا نزال – حرصا واضحا على اثراء هيكلة الحزب وعلى ان نحترم دورية عقد الاجتماعات سواء بالنسبة للمجلس المركزي او المكتب السياسي او المكتب السياسي الموسع أو في مستوى الجامعات.
وأبدينا خلال الاعداد للمؤتمر الوطني السابع حرصا على تشريك القواعد والعودة الى الخلايا لاختيار نواب المؤتمر الوطني السابع، هذا دون أن تفوتني الاشارة الى التنقيحات التي سيقرها المؤتمر على النظام الداخلي لتحقيق التعادلية الخلاقة بين الحقوق والواجبات الى جانب أننا نعتبر ان الحوار في صلب الحزب لا تحده ممنوعات بل هناك نقاش صريح ومسؤول لكل القضايا والاشكاليات لاننا ندرك أهمية الشفافية وحيوية الرقابة والتقييم.
ان ما يقودنا في هذا المستوى هو ان للاحزاب السياسية مهمة بيداغوجية نبيلة تندرج في صلب مهامها الواسعة لانها فضاء للتربية على ممارسة الديمقراطية ونؤمن في هذا الصدد انه لا يمكن للديمقراطية ان تتكرس في المستوى الوطني إلا إذا كان آداء الاحزاب السياسية والمنظمات محتكما للقواعد الديمقراطية، فلا ديمقراطية اذا كانت الأحزاب والمنظمات غير ديمقراطية.
*معضلة جل الأحزاب المعارضة أنها مازالت تفتقر الى برامج وأطروحات واضحة يمكن ان تدخل بها معترك الحياة السياسية. ما هو الوضع بالنسبة لحزبكم؟
-غالبا ما ينتقد المتابعون للشأن العام أحزاب المعارضة على خلفية أنها تفتقر الى برامج وأطروحات واضحة، وهذا العامل أخذناه بعين الاعتبار في صلب حزب الوحدة الشعبية ووضعنا رهانا أساسيا يتمثل في تقديم تصورات واضحة ودقيقة وقابلة للتحقق واعتمدنا في هذا التمشي على ما يتوفر في الحزب حاليا من كفاءات فاعلة وشابة ومثقفة. وقد بذلنا جهدا متواصلا في السنوات الأخيرة اتخذ شكلا تصاعديا اذا انطلقنا من تقديم تصورات شاملة في جانفي 2000 الى بلورة برنامج متكامل في الانتخابات الرئاسية والتشريعية (أكتوبر 2004) اتخذ من الديمقراطية طريق الى الاشتراكية شعارا اساسيا له.
وما نقدمه من تصورات نقتحم به الحياة السياسية ندافع عنه في المؤسسات التمثيلية والمنتخبة وفي كل المنابر ونضعه للحوار والنقاش لان ايماننا العميق بالفكر الديمقراطي يجعلنا نؤمن بتعدد المقاربات هو الذي يبلور أفضل التصورات ويجعلنا نعتبر الحوار الواسع أساسا لبلورة التصورات التي توجد القواسم الوطنية المشتركة وتدعمها.
*شهدنا في فترات سابقة تجارب لعمل مشترك أو جبهوي بين مختلف الأحزاب ولكن يبدو أن نتائج هذه التجارب – وهي مريرة – جعلت جميع الاحزاب تقطع نهائيا مع هذه الفكرة. ما رأيكم؟
-كما تفضلتم بالإشارة خلال سؤالكم فان ما آلت اليه هذه التجارب قد خلق شعورا بالمرارة لدى النخب السياسية وذلك بالنظر الى ما توجده تجارب العمل المشترك أو الجبهوي بين مختلف الأحزاب من آمال لدى النخب المتابعة للعمل السياسي.
وحين تأكد لدينا هذا الاستنتاج وضعنا أهدافا أهم بالنسبة لنا وتتمثل في أهمية وحيوية ان نطور هيكلة حزب الوحدة الشعبية وآداءه لان تحويل الحزب الى مكون أساسي من مكونات الحياة السياسية ينعكس ايجابيا على اثراء المشهد السياسي ولدينا قناعة راسخة بأنه لا يمكن لكل أشكال التقارب بين أحزاب المعارضة الوطنية أن تنجح الا اذا كانت هناك أحزاب سياسية قوية وفاعلة ومتماسكة واذا ما وقع التخلي عن بعض الاعراض المرضية كالبحث عن الزعامة وتغليب الاعتبارات الظرفية التي غالبا ما تعيق العمل المشترك لاحزاب المعارضة.
*يقال ان محمد بوشيحة وفق في ترتيب البيت الداخلي للحزب على مقاسه مقصيا كل طرف يمكن ان يشكل نشازا أو مشروع معارضة داخل الهياكل وأكبر مثال ما حصل مع السيدة خديجة مبزعية. ما رأيكم؟
-ان الصيغة التي قدمتم بها سؤالكم تبرز بكل تأكيد ما تعرفون به من سعة اطلاع على الساحة السياسية الوطنية لان صيغة يقال التي استعملتموها تشير الى ان الامر يتعلق بمجرد أقاويل تتردد في بعض الاوساط دون ان تكون لها المصداقية اللازمة.
وفي كل الحالات فان الحديث عن توفقي في ترتيب الأوضاع داخل البيت الداخلي للحزب اعتبره اقرارا من الخصوم بقدرتي على ممارسة العمل السياسي اليومي بكل أعبائه وعلى اني لست مسقطا على حزب الوحدة الشعبية ولي من الاطلاع ما يتيح لي أن أدرك أدق خصوصيات النشاط داخل الحزب.
لكن هؤلاء الذين يتقولون على الحزب يحاولون التغطية على حقيقة نشاطي السياسي لاني لا أتحرك من أجل الاقصاء أو ايجاد تطابق بيني وبين الحزب بل على العكس من ذلك أسعى الى تفعيل الاستقطاب ويكفي ان يقف الملاحظون عند اتساع قاعدة الحزب وعند الحضور الواضح للنساء وللشباب في هياكله القيادية حتى تتضح لهم طبيعة العمل الذي نقوم به. وشخصيا أؤمن بالتداول وبالمؤسسات ولي ايمان راسخ بانه لا معنى لمعارضات داخل الاحزاب السياسية اذا كانت هذه الاحزاب لا تعتمد الديمقراطية أساسا للتسيير.
والذين يتقولون يعتبرون السيدة خديجة مبزعية مثالا كبيرا لمشروع معارضة واذا كنت لا أريد الاطالة والاستفاضة في هذا الموضوع لان في ذلك سكبا للماء في طاحونة السيدة مبزعية كما يقول المثل الفرنسي في حين انه لا ماء فيها لكن أشير بعجالة الى نقاط أساسية وتتمثل في انه لم يسبق للسيدة مبزعية ان قدمت تصورات سياسية عميقة او من شأنها ان تناقض توجهنا السياسي. اضافة الى ان عدم توجهها بهذا الترشح الدعائي لاعضاء الحزب ومناضليه يعني ان الفشل هو مآل هذا التحرك. وتتذكرون جميعا ان السيدة مبزعية تدين بتواجدها في الحزب لجهودي الشخصية ولكنها لم تستطع الاندماج وهو ما يفسر عجزها أثناء المجلس المركزي الذي انعقد في جانفي 2005 عن قراره اعفاءها من مهامها في المكتب السياسي. وهذه المعطيات تمنحكم، وتمنح الرأي العام، عناصر موضوعية للتقييم وللاستنتاج. وأود ابداء ملاحظة أخيرة وتتمثل في أن المناضل الحقيقي لا يعتبر نفسه فوق الهياكل ولا يحكم بالتالي على صحة ترشحه بنفسه مدعيا انه قد استوفى الشروط او لم يستوفها بل يترك للقوانين وللهياكل الجماعية مهمة تقييم المسألة.
*هل أن الساحة المعارضة في تونس اليوم تستجيب فعلا وواقعا وأرضية لما هو مطموح إليه شعبيا ونخبويا في هذا الجانب؟
-ما اشعر به – للأسف – هو أن الساحة المعارضة لم تصل بعد الى درجة الاستجابة الفعلية والواقعية وفي مستوى الأرضية إلى مستوى المطامح الشعبية والنخبوية وأساسا الى دقة المرحلة التاريخية والى التحديات العديدة التي تطرحها التحولات الوطنية والعالمية. شخصيا أرغب في ان أتكلم باسم الآخرين أو ان أدعي احتكار الحديث باسم المعارضة بمختلف مشاربها وحساسياتها. وعلى هذا الأساس فان جهدي ، وكذلك جهد كل إطارات ومناضلي حزب الوحدة الشعبية ينصب من أجل ان تستجيب لتحديات المرحلة ولطموحات الشعب والنخب لأننا نؤمن ان في مواجهتنا مسؤولية تاريخية يتعين علينا الاضطلاع بها ونعتبر ان التزام السلطة السياسية وأساسا السيد الرئيس زين العابدين بن علي بالخيار الديمقراطي هو عامل مساعد على الارتقاء بالأداء وعنصر يضاعف من شعورنا بالمسؤولية.
*ما رأيكم في ما قام بعض الأطراف من تحالفات مع تيارات أصولية تم الحسم فيها كما نود التعرف على موقفكم بخصوص هذه الموضة التي دأبت عليها بعض فعاليات المجتمعات المدنية العربية بالاستقواء بالخارج.
-لقد كان حزب الوحدة الشعبية من الأحزاب التي بادرت للتنبيه الى ان هناك ممارستين على غاية من الخطورة بالنسبة لتطور الحياة السياسية والديمقراطية في الوطن العربي. والممارسات تتصلان بالتحالف مع التيارات الاصولية والاستقواء بالأجنبي. والممارسات وجهان لعملة واحدة وهي الإحساس بالعجز عن الفعل الحقيقي والعميق في مختلف البنى وتعبير عن نوع من الاتكالية والانتهازية، اننا نؤمن ان التيارات الاصولية لا يمكن ان تكون ديمقراطية لان منطلقاتها بعيدة كل البعد عن الفكر الديمقراطي كما ان الاستقواء بالأجنبي يعيدنا الى جانب التعبير عن العجز الى مرحلة الاستعمار المباشر وهو ما رفضناه منذ سنوات لاننا ننظر – وبلادنا تستعد للاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال – بعين التقدير والاجلال لتضحيات جيل الاستقلال ونعتبر ان الوفاء لهذه التضحيات يفرض علينا مقاطعة كل شكل من أشكال الاستقواء بالأجنبي. ولا أخفيكم في هذا الصدد سرا ويتمثل في أننا نعتبر انعقاد المؤتمر الوطني السابع حدثا يندرج في سياق الاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال.
*قضية الإصلاح أثارت اهتماما كبيرا في الحقل السياسي العربي بعد ان أمطرت السماء العربية بمشاريع متعددة في هذا الاتجاه. ما رأيكم؟
-اننا نؤمن ان الوطن العربي في حاجة ماسة الى تعميق مسار الاصلاح السياسي، وهذا الايمان لا يمنعنا من الاشارة الى خطورة المشاريع السياسية المسقطة لان ما نعنيه حاليا هو ان القوى الدولية وخاصة الولايات المتحدة الامريكية تحاول استغلال الحاجة الموضوعية للاصلاح السياسي لتمرير مشاريع استعمارية ويكفي ان ننظر لما يقع في العراق حاليا لنتأكد من ان ادعاء الاصلاح ليس الا غطاء لمحاولات الايهام، وليس التبرير، للاستعمار الجديد.
*ماذا يعني بصراحة تجديد ترشحكم للأمانة العامة للحزب؟ وما هي الإضافة التي تطمحون إلى تحقيقها من خلال هذه المبادرة؟
-هذا الترشح ننظر إليه بوصفه تعبيرا عن عدة حقائق، وأولها أن الدونكيشوتيين لا مكان لهم في الحياة السياسية العميقة والثرية علاوة على أن في هذا التجديد علامة على ما استطعنا تحقيقه لحزب الوحدة الشعبية من مكاسب. وتجديد الترشح يمثل بالنسبة لنا مسؤولية جسيمة نأمل ان نكون في مستواها لان التحديات قد تعددت ولان في هذا الترشح أشارة الى ان مناضلي ومناضلات حزب الوحدة الشعبية يضعون ثقتهم في شخص محمد بوشيحة ويقدرون ما حققه ويحملونه مسؤولية مضاعفة بالنسبة للمستقبل وهذه المسؤولية هي التي تدفعنا الى تقديم الإضافة في المستقبل. والإضافة متعددة الجوانب يتصل بعضها بإثراء هيكلة الحزب والبعض الآخر بدعم رؤى حزب الوحدة الشعبية وتصوراته السياسية، وهو ما يعني في نهاية الأمر العمل على ان يبقى حزب الوحدة الشعبية مكونا أساسيا من مكونات الحركة الديمقراطية في تونس، ورقما لا يمكن الاستغناء عنه في المعادلة السياسية الوطنية.
حاوره بوبكر الصغير
(المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية، العدد 490 بتاريخ 4 مارس 2006)
الإسلام و الغرب :لا فصل بين احترام الحريات والأديان
توفيق المديني
بعد مرور شهرعلى بدء الاضطرابات التي حولت الجدل القائم حول الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم- التي طرحتها التغييرات الديمغرافية خلال السنوات العشرين الأخيرة في أوروبا،إذ يضم الاتحاد الأوروبي اليوم 15 مليون مسلم، منهم نحو 5 ملايين في فرنسا وحدها- دوامة عنف دولية، تخطى النقاش النظرية المبسطة القائلة بوجود صدام بين الإسلام والغرب . فعلى صعيد التفاعلات الرسمية لقضية الرسوم ، يكشف اتجاه القيم في أوروبا والولايات المتحدة، انقسامين: الأول في ظل المجتمع الغربي والثاني بين مسلمي أوروبا ومسلمي الشرق، الأوسط أو الأقصى.
فقد أظهرت ردود فعل الحكومات ووسائل الإعلام الغربية اختلافا عميقاً بين القارة الأوروبية والولايات المتحدة. وعبّرت إدارة بوش بوضوح يوم الجمعة 3 فبراير 2006 عن تضامنها مع المسلمين الذين شعروا بالإهانة، معربة عن أسفها لنشر الرسوم في أوروبا، و »نحن نتفهم لماذا يعتبرها المسلمون مسيئة ».. قد تدهشنا ردة الفعل هذه لكنها آتية من بلد يتحوّل فيه التعبير الديني أكثر فأكثر عنصراً مقوماً للخطاب السياسي و الايديولوجي. حتى وإن اعتبرت وسائل الإعلام هذا الموقف كمحاولة من جانب واشنطن لتحسين صورتها في البلدان الإسلامية، في الوقت الذي تقف فيه أوروبا على خط النار. وانتظرت كوندوليزا رايس، التي لا تنتمي إلى المحافظين الجدد، بضعة أيام، قبل التنديد بردود فعل الشارع في البلدان المختلفة ،إذاعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية الرسوم « مسيئة ». ولكن الطبقة السياسية الأميركية، من بيل كلينتون إلى الـ »واشنطن بوست »، بما في ذلك الديمقراطيون، بقيت معادية لإعادة نشر الرسوم الدنماركية.ردة الفعل كانت شبيهة في لندن. لا الصحافة ولا السلطات أرادت المخاطرة بتهديد السلام الواهن السائد بين الطوائف المختلفة في البلد منذ اعتداءات تموز 2005..
وبالمقابل، في القارة الأوروبية، باستثناء بريطانيا، نشرت صحف عدة، من الأطلسي حتى أوكرانيا، الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية كاملة أو بعضها. وتجدر الإشارة إلى ما أعلنته وزيرة الخارجية النمساوية التي تتولى بلادها رئاسة الإتحاد الأوروبي ، و نظيرها البريطاني جاك سترو، والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ، و رئيس ائتلاف أحزاب الوسط الإيطالية رومانو برودي ، من إدانة واضحة للإساءة للمعتقدات الإسلامية بوصفهم ماجرى خطأً فادحاً، وبتشديدهم على تلازم حرية الإعلام بحس المسؤولية و احترام الآخر و معتقداته و حريته.
الحقيقة أن الإعلام الغربي الذي تتحكم فيه المركزية الأوروبية الإقصائية لا يزال يرفض التمييز بين حرية التعبير وحرية الاعلام واستقلاله بوصفهما حقوقا أساسية يضمنها الاعلان العالمي حول حقوق الانسان، وبين الإساءة للمعتقد الديني. فقد جسدت تلك الصحف الأوروبية الغطرسة والغباء مجتمعين، انطلاقا من استقوائها بسلاح حرية التعبير و حرية الإعلام ، معفية نفسها في الوقت عينه من واجبات المسؤولية المقترنة.فقد اعتبرت أن قضية الرسوم الكاريكاتورية طرحت أيضاً مسألة دولة القانون كقيمة ديمقراطية. وانتقدت مواقف الحكومات الأوروبية ،مذكرة السلطات العامة والوطنية والدولية المنهمكة في البحث عن توازن بين الحرية والمسؤولية، أن قوانين النظام الديمقراطي سُنّت لكي تُطبق. ولعل أبرز المواقف المنددة بما نشرته بعض الصحف الأوروبية من إساءة للرسول العربي الكريم محمد »ص »، هي التي شددت على التلازم بين حرية التعبير و واحترام القيم و المعتقدات.
العقلاء و دعاة الحرية في العالم الغربي الذين استقوا مبادئهم من منطلقات الثورة الفرنسية و فلاسفة التنوير ، يؤكدون على هذا التلازم الآنف الذكر، و يربطون هذه المنطلقات بحقوق الإنسان، لا سيما حقه في حرية الاعتقاد، و التي لا يجوز أن تنتهكها حرية التعبير، ما يعني بالضرورة و تكرارا تلازمهما على نحو يكرس الحرية بمعناها العام و بدلالاتها الخاصة في الوقت عينه. . و يطالب هؤلاء العقلاء الأوروبيون بضرورة إدراك أن مشهد المجتمعات الأوروبية تغيّر بسبب الهجرة والمهاجرين. ومن أجل ذلك لا بد أن ينشأ وعي في أوروبا، يحترم حساسيات المسلمين، ويتجنب ما لا يستطيعون قبوله، ويراعي حساسيات غير المسلمين من المهاجرين أيضاً. وليست هناك حدود قانونية للصحافة، لكن هناك حدود مدنية. ومن المفهوم في أي مجتمع مدني أن على المرء أن يحترم حريات الآخرين بقدر ما يحترم حرية ذاته،حتى لا يُثير حساسيات لا داعي لها. إنها مسؤولية مدنية وحكمة، وليست سؤالاً في الشرعية والحقوق. ومع ذلك تبقى هناك مسائل ذات حساسية عالية للمسلمين ، يجب على الأوروبيين أن يراعوها، وأن يسلكوا سبيل الحكمة وليس الوقاحة والاستهتارو الإستفزاز.
لقد أنتج الجدل حول الرسوم شرخاً بين المسلمين المعتدلين والمسلمين الأصوليين من جهة، وبين مسلمي أوروبا ومسلمي الشرق من جهة أخرى. الباحث أوليفييه روا أشار إلى أن المنظمات الاسلامية في أوروبا تحفظت إزاء العاصفة التي سببتها الرسوم وكتب في صحيفة « لوموند » الفرنسية : « يجب البحث عن وسيلة للسيطرة على التوتر كونه يظهر شرخاً بين اسلام أوروبا وأزمات الشرق الأوسط ». وأضاف: « يجب معاملة مسلمي أوروبا كمواطنين، تماماً مثل المسيحيين واليهود، ولو اقتضى ذلك التذكير بمبادئ حرية التعبير والعلمنة على الدوام ».
و خلافاً للصور المتداولة إعلاميا لاسلاميين متطرفين ينددون بموت الرسامين الكاريكاتوريين ، فإن الإسلام الأوروبي معتدل للغاية، إذ تضاعفت نداءات المنظمات الإسلامية الأوروبية في ألمانيا واسبانيا وفرنسا وبريطانيا، الداعية إلى الهدوء، وطالبت بإحالة الكثير من القضية أمام المحاكم . و هذا إن يعبر عن شيء فهو يعبر عن رغبتها في احترام دولة القانون في البلدان التي تعيش فيها، ورفضها في الوقت عينه رأي الأصوليين المتطرفين الذين يريدون فرض قوانين الاسلام على مجتمعات علمانية. وهنا تقع المسؤولية على الأوروبيين لكي يدركوا اي طرف عليهم تشجيعه، بإعطائه فرصة الاندماج الكامل في المجتمعات الأوروبية .ومهما يكن من أمر ورغم العنف والمبالغات الصارخة ، فإنّ قضية الرسوم ستساهم في توضيح المسار الذي ينبغي أن تأخذه الأمورفي الغرب .
أخيرا، يجب التأكيد على أن حرية التعبير و حرية الإعلام شيء، والإساءة و التحريض على الآخر و معتقداته الدينية و قيمه الروحية شيء آخر.فالمفارقة أنه في ظل ثورة الاتصالات ، و الثورة المعلوماتية الراهنة، ترافق معهما ما سماه مدير صحيفة لوموند ديبلوماتيك الشهرية انياسو رامونيه »باستبدادية الاتصال » أي تحكم السلطة الإعلامية في صنع الخبر و تبادله. و قد حذر عالم الاجتماع الفرنسي الراحل بيار بورديو في كتاباته الأخيرة ، من خطورة تحكم هذه السلطة في صناعة المعلومة، و تشكيل الوعي، و إدارة المخيال الاجتماعي، معتبرا أن البشرية قد تكون مرغمة على إعادة صنع ثورات القرن الثامن عشر ضد هذه الهيمنة الخطيرة.
(المصدر: صحيفة الخليج الإماراتية الصادرة يوم 5 مارس 2006)
ردا علي باسيلي: التعبد ليس في محراب الليبرالية
سامي بيداني – تونس
قرأت للسيد فرانسوا باسيلي مقاله المنشور بـ القدس العربي عد 11/12 شباط (فبراير) 2006 والمعنون بـ لماذا تقدم الغرب وتخلف العرب وقد استهواني العنوان فأوغلت بين السطور بشغف المتعطش لمعرفة العوائق التي حالت ونهضة العرب، غير اني لم اظفر علي الرغم من شساعة المقال بالاسباب الحقيقية والموضوعية التي تقف حاجزا امام تقدمنا، اذ الكاتب قسم مقاله الي جزئين، في الاول استعرض تطور التقدم الغربي وانبهار العديد من المفكرين العرب به، وهذا بات معروفا حتي لدي تلاميذ المدارس الابتدائية، وفي الجزء الثاني وهو اخطر ما في المقال يرمي بثقل التخلف العربي كله علي كاهل البعد الغيبي، هذا الذي يري في امتداده الواسع داخل المجتمع العربي عنصرا معطلا لحركة الرقي والتنوير، وكأن هذا الدين الذي جاء رحمة للعاملين، قدره ان يرمي صباحا مساء بالسهام المسمومة، سواء تلك التي تطلقها الصهيونية، او من يتعبد في محراب الليبرالية وهذا اخطر، لانه كالزئبق لا تستطيع الامساك بفكرة واضحة لديه، انما يخلط الافكار ويطرحها في خطاب حاقد غائم لا هو ينتمي لهموم امته فيشخص الداء الحقيقي، ولا هو ينتمي للآخر الذي لن يرضي عنه ولو اطنب في مديحه.
وفي هذا يتنزل مقال السيد فرانسوا باسيلي، اذ كيف يحصر تخلفنا في العنصر الذي كان سببا في اشعاعنا علي العالم، والذي به نقوم اخلاقنا فتستقيم سرائرنا وبالتالي ننتج علما لا ينادي بالاستنساخ العابث بخلق الله، وعلما لا يفرز اسلحة دمار جربت علينا نحن العرب والعراق خير شاهد علي ذلك، كما نطرح الرجال ببعضهم، والامثلة لاتحصي ولا تعد علي تقدم التخلف الغربي الذي اجاز باسم حرية التعبير، التعدي علي ذات الانبياء والرسل. ولكن لو اردنا ان نتمعن في حالنا بموضوعية فالوضع محزن، والاسباب عديدة، اذ بعد ان انهك الاستعمار امتنا واستنزف خيراتها وعطل عن قصد تقدمها، خرج منها بعد ان افرغها من كل مقومات النهضة ليمنحها استقلالا تابعا، فالمشكلة ليست في المواطن العربي المحب للتقدم، انما في التحكم في القرار السياسي للبلدان العربية.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 6 مارس 2006)
المنتظر من قمة الخرطوم
احمد حمودة – تونس
في قمة الخرطوم 1967 قال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لا صلح لا تفاوض لا اعتراف باسرائيل.
امام العربي عديد المشاكل والملفات نسوقها حسب الاولويات:
1 ـ دعم الشعب الفلسطيني ماديا وسياسيا.
2 ـ احتواء مشاكل لبنان عربيا.
3 ـ السعي لتقريب اصحاب العمائم بالعراق الملون.
4 ـ الوقوف مع الشعب السوري ضد اي تدخل خارجي.
5 ـ دعم وتفعيل الدفاع العربي المشترك.
6 ـ مطالبة الامم المتحدة باصدار قانون يحمي المعتقدات والاديان.
7 ـ حل مشكلة دارفور عربيا وافريقيا.
8 ـ فتح سوق عربية عربية وافريقية عربية مشتركة.
9 ـ فتح الحدود ثقافيا.
10 ـ الماء مشاكله وحلوله.
11 ـ دعم الشعب الصومالي ماديا وسياسيا.
12 ـ تفعيل اتحاد المغرب العربي وتقريب وجهات نظر الاخوة الفرقاء.
13 ـ السعي لدي الامم المتحدة لاعطاء العرب والافارقة حق النقض.
واخيرا لا تدخل اجنبيا في قمة العرب فقمة العرب للعرب.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 6 مارس 2006)
مئة سياسي ومثقف يطالبون مبارك بإطلاق المعتقلين …
مصر: توسيع الحملة على «الإخوان» والجماعة تنفي تلقيها تمويلاً خارجياً
القاهرة – محمد صلاح
وسَّعت السلطات المصرية حملتها على جماعة «الإخوان المسلمين» وألقت القبض أمس على خمسة من رموز الجماعة أُضيفوا إلى 12 كانت أوقفتهم قبل يومين، في مقدمهم عضو مكتب الإرشاد ومسؤول النشاط الطلابي الدكتور رشاد البيومي.
واعترضت السلطات على مؤتمر كانت الجماعة دعت إلى تنظيمه امس في فندق رمسيس هيلتون وسط العاصمة، قالت الجماعة إنه كان مخصصاً لكشف مسؤولية الحكومة عن انتشار فيروس مرض انفلونزا الطيور، ورد الإخوان بالإعلان عن إتمام المؤتمر في موعده بعد نقله إلى مقرهم في ضاحية المنيل جنوب العاصمة.
وكانت السلطات ألقت القبض على البيومي بعد ساعات من توقيفها سبعة من «الإخوان» كانوا يعقدون اجتماعاً في منزل القيادي البارز عبد المجيد مشالي وهو العضو المنتدب لشركة «آي 2» التي تعمل في مجال تسويق الهواتف النقالة. وقالت مذكرة تحريات قدمت إلى نيابة أمن الدولة التي باشرت التحقيق في القضية إن الشركة المذكورة قدمت دعماً لنشاط الإخوان وأن جزءاً من أرباحها كان يمثل مورداً رئيسياً للإخوان. وألقت السلطات في وقت لاحق القبض على أربعة آخرين بعدما دهمت منازلهم أول من امس لتلقي القبض على خمسة، ثلاثة منهم في المنتزه واثنان في محافظة الاسماعيلية، ليرتفع عدد الموقوفين إلى 17.
وقال محامي الإخوان عبدالمنعم عبدالمقصود إن الحملة تشكل رسالة إلى الجماعة مفادها أن النجاحات التي حققها الإخوان في الشارع المصري ووصول 88 من قادتها إلى ساحة البرلمان كنواب لا يعني أن الدولة غيرت من طريقة تعاطيها معها، وأن اسلوب الهدنة لفترة قد يكون لمواءمات سياسية لكنه لا يعني أنه صار سياسة ثابتة للدولة تجاه الجماعة.
وأشار عبدالمقصود إلى أن الشركة المذكورة لا تخص الإخوان وأن غالبية الأسهم فيها لمستثمرين خليجيين. وذكر أن بعض هؤلاء وصلوا إلى القاهرة أمس للبحث مع المسؤولين المصريين في الأسباب التي دعت إلى إغلاق المركز الرئيسي وفروع الشركة ما مثل خسارة كبيرة وأتاح الفرصة لشركات منافسة لتحقيق أرباح. ونفى بشدة تلقي الإخوان أي تمويل خارجي، وأكد أن نشاط الجماعة يتم من خلال أعضائها.
من جهة أخرى وقع نحو مئة من السياسيين وناشطي حقوق الإنسان بياناً حمل عنوان «المبادرة الوطنية للإفراج عن المعتقلين في السجون المصرية»، طالبوا فيه الرئيس حسني مبارك بـ «التدخل الحاسم لإنهاء مأساة عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين الإسلاميين بإطلاقهم فوراً». وقال البيان «لا بد من تخليص مصر من عار الاعتقال المتكرر الذي أرهق آلاف الشباب المسلم وأسرهم لعشرات السنين».
وأكد الموقعون على البيان أن الحديث عن أي إصلاح سياسي «هو كلام بلا معنى ما لم يتم الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين سواء أولئك الذين أنهوا احكامهم، أو الذين لم يقدموا إلى أي محاكمات أصلا»، ودعوا الحكومة إلى «الإنهاء الفوري لحال الطوارئ، والكف عن إهــــــدار حقوق الإنسان وكفالة حمايتها لجميع المواطنين بما في ذلك حقهم المشروع في ممارسة العمل الســـــياسي السلمي، والاستجابة لقوى مجتمعها المتطلعة إلى طي صفحة أليمة دامت ما يزيد على ربع قرن من القمع بتدشين مبادرة للإصلاح والانصاف تعيد لهؤلاء المعتقلين حريتهم وكرامتهم احتراماً لأحكام القضاء وإعلاءً لسيادة القانون، وأن تفتح صفحة جديدة مع كل قوى المجتمع الحية في وقت الجميع بحاجة إلى تكاتف الجهود لمواجهة الأخطار المحدقة بمصر».
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 6 مارس 2006)
P
نداء عام إلى جميع مسلمي أوروبا
دعوة خير لجعل ذكرى المولد النبوي مناسبة دائمة لتأسيس :
اليوم السنوي للانفتاح والتعارف في كل المراكز الإسلامية
أيّها المسلمون، أيّتها المسلمات، أيّها الناس أجمعين
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا نداء نبتغي به وجه الله وحده دون سواه، نرجو أن يكون بمثابة تجسيد عملي للقيم الإنسانية الرفيعة الواردة في كثير من آيات القرآن الكريم وتطبيقات النبي الكريم ومن سار على خطاه من الصحابة والأئمة والعلماء وسائر الصالحين المصلحين في كل وطن وفي كل حين.
نتوجه بهذا الاقتراح إلى جميع من يكتب الله له أن يطلع على هذا المحتوى أو يسمع عنه من المسلمين وغيرهم، أن يستقي جميعنا العبر والدروس من الأحداث المتتالية التي تمس مباشرة جوهر صورة الإسلام والمسلمين في الضمير الجمعي الأوروبي وأن نبذل جهدا جماعيا مشتركا في تقديم الصورة الحقيقية للدين الإسلامي، تلك الصورة التي يصبو كل مسلم صادق أن يرتقي إلى مستواها.
وقد كشفت المحنة الأخيرة التي حركتها الرسوم المسيئة عن مدى حاجة الأقليات المسلمة في أوروبا وغيرها من بلاد الأرض لأسلوب من العمل الجماعي متحد الاتجاه يكون تقليدا حسنا يوقع أثرا طيبا لدى الناس الذين نتقاسم معهم العيش والكدح والمصير، ونتوجه على بركة الله بدعوة الجميع، وبخاصة مسئولي المراكز والمساجد والمصليات والمدارس والجامعات، وذلك بصرف النظر عن أنواعها ولغاتها وأصولها ومذاهبها، أن تتشاور في كيفية تطبيق المقترح التالي الذي هو :
تخصيص يوم سنوي للانفتاح والتعارف
يصادف ذكرى المولد النبوي من كل عام هجري
يكون هدف هذا اليوم الموحد فتح أبواب كل المراكز والتجمعات مهما كان حجمها أمام مجاوري تلك المؤسسات ومسئولي المدن والأحياء والجمعيات والمنتخبين الرسميين وسائر المواطنين من الديانات والطوائف والأعراق والمهن المختلفة تحت شعار « وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ». فتكون فرصة نادرة وذكية للحوار والنقد والتعارف والتبادل وبناء جسور الصداقات.
ولقد دأبت كثير من المراكز على القيام بمثل هذه المبادرات خلال كل سنة لكن أثرها سيكون أعظم وأفيد لو تمت في فترات متقاربة وفي إطار جهد متحد الاتجاه، والله نسأل التوفيق والسداد في كل عمل خالص لوجهه الكريم، والسلام.
نفر من المواطنين الأوروبيين المسلمين
القلم يتجاوز السلاح النووي(1)والحرية لا يصنعها الفساد والعجز
ودليل صغير هذه الأيام يدلّل على الحربوشة…إعادة التذكير بكتاب حول أبي غريب؟وشن هجوم على القديدي؟من رجال الحكم؟مررنامن هناك؟ونعرف من كتب ومن انتم وما يجمع بينكما؟ للإشارةاحدالفضاءات الإعلامية وجهت لي ما يقال عنه نقدا حكوميا للكتاب حتى تريحني من مسئوليةالتعليق؟ذهن يظن انه أذكى من الرجال؟وانه لا يزال صالحالإدارة تونس سنوات أخرى؟مسكين الأمريكي والأمريكي واليهودي واليهوديةعندمايظن حكامهم أن بامكان بنعلي وفريقه ومبارك و…بيع السلام؟ .هناأقول للتونسيين والتونسيات كلّمارأيتم هجومامن صحف النظام المعروفة على أمريكا واليهود إلا وهناك خدمة داخلية واجب طمسها عبر السباب.ومسكين هذه الأيام احمد بنور؟وحديث عن الخارج والوطنيةوالاخلاق؟نحن نتحرك جهرا ونكتب جهرا.ومع الحرية لأنها الوحيدة من سيجلب الأمن والأمان والرفاه والمصالح المتبادلة.وهناك ما سيقال زمنه…بعد زيارة رامسفيلد زادالسباب فيهاواو…مسرحيةركيكة وعارية…مثل مسرحية يوم قال شيراك معجزة..
الرؤية قلتها قبل الحديث عن القاعدة وغيرها.
وكان هذايوم 6نوفمبر2003.نعم في هذا التاريخ.بل مارايته حدث ويحدث.ولهذاجرت وتجري محاصرتي.ورعب من مجردظهوري عبرفضائية ما؟ فات كل هؤلاء أنّ العالم به رجال يعشقون الحريةوالديمقراطيةوالليبرالية.وان عهد التدجين ولى. 11سبتمبر فضح الجميع.وكتاباتنا جعلت الأنظمة العربية وأحزاب معارضتها تلتحم.وهو ما يعني أن همها الوحيد السلطة.وليس بديلا سياسيا حقيقيا.تحالفات لئيمة.وختلة وتحايل وانتهاز فرصا نحن لسنا من هذا.واشعراليوم براحة كبيرة بعد أن تعرى هذا كله ونحن لا نزال في بداية2006- قلنا ونعيد الكتابة فن واستشراف وكشف لذهنيات الصدق من الكذب.
باختصار شديد…هناك من يكتب للدفاع عن الرشوة والفساد والتزوير والترهيب..وكشفنا ونكشف …هناك من يدلي بتصاريح لحماية هذا الدكتاتور وذاك…ربحنا هنا أيضا…ولم نعد في حاجة إلى مخبرين ولا إلى علاقات و…وهناك من يكتب فقط لكي لا يتركنا وغيرنا لوحدنا…وهنا ربحنا… وهناك من صار يصدر بيانات لأنه لم يعد لديه ما يكتب.بل صار خائفا من الإمساك به عبر كل كلمة يكتبها….والفضاءات الالكترونية تغني عن كل تعليق….يعني الكل عاريا….ومن هنا يكون العمل المستقبلي…وفعلا بدا بإطلاق سراح مناضلين في ارتباك من الحاكم لا مثيل له…
هذاتحقق في ظرف 3اشهر وليس في 40سنة….وبإمكانياتناالذاتيةالبحتةعلماوأنها ماليا تساوي الصفر….قالواهو ماعند وش فلوس ونحن احترنا فيه أما وان يكون له مالا ماذا يفعل؟ وأشركوا أجانب معهم في فعل الخير؟..نظاما ومعارضة….قال لي احد الذين تمّ الاحتماء بهم..
لماذا يرتعدون منك
؟قلت لأنني مررت بوزارة الداخلية وعرفت الخمج وحقيقة الأحزاب والرابطات…وهنا خلال المدة القادمة يتعرف التونسي على أصحاب الجرايات والرواتب والمنح ومن يدفع ثمن كراء مقرات نوادي الأحزاب…أقول هذا لان طمس الحجة سيجعل صاحبها في ورطة اكبر..(بحجج غير قابلة للشك) ومنخرطي الأحزاب…الذين يتحدث عنهم هذا وذاك… في تونس يوجد الحزب الحاكم وحركة النهضة.وهذه الأخيرة(مثلما قلت سابقا سأقارن بينها وبين الحزب الحاكم.لكن إطلاق سراح مناضلين جعلني أؤجل الموضوع احتراما في الذين تم الإفراج عنهم)فقدت الكثير والكثير مما كانت عليه خلال1989و1990مثلما هو الحال للحزب الحاكم وهنااطلب من كل تونسي أن يتصفح مليا ما تنقله قناة تونس 7عند تقديمها اجتماعات في الجهات أووطنية وان يركز على الوجوه التي عادة ما تحضر اجتماعا في باجة مثلا أو زغزان أو تونس أو بن عروس…سأعود إلى هذا…إفلاس رهيب إلى ابعد الحدود…رأيتم أن المال لا دخل له في عمل رجال القناعات والفكر.رأيتم أن التنقلات والأحزاب اللقيطة ليست ضرورية؟ القلم اكبر سلاح عبرالعالم.أنت في منزلك يضع العالم أمامك.القلم خطيرلمن لا يعرف قيمته ولا استعماله. أمريكا والجزيرة والدكتاتوريات…لماذا حشرت نفسها وسط العجز والكذب؟ …عجيب ماأراه منذ مدة…الجزيرة تبحث عن كل شيئ يجعل أمريكا تخجل…وأمير قطر موطن الجزيرة ينظم الندوات واللقاءات ويحضر هذا الأمريكي وذاك ترويجا لأمريكا وسياساتها…بل فرنانديز كاد يسكن قطر؟مشكلة أمريكا تكمن في إمساكها بأنظمة تونس وقطر ومصر والسعودية…هؤلاء لا يمكنهم بيع أدنى بضاعة مهما كان المشتري….إيران أدركت هذا وتلعب على الجميع وبالجميع…الحرة عناوين برامجها براقة ومضمون الحوارات ونوعية المشاركين تدين أمريكا ذاتها؟…أموال رهيبة تدفع والنتيجة دكتاتوريات تمرح وتسرح وتجذب أمريكا نفسها الى مجالاتها المحبذة؟أين الخلل؟سؤال طرحه صديق لي بحدة غير معهودة منه يوم الاربعاء1مارس2006وقبل هذا سؤال طرحته على نفسي منذ مدة…لماذا تربط أمريكا مصالحها بحاكم فاسد؟هل إذا جاء ديمقراطيا سيمنع عنها وعن غيرها تبادل المنافع والمصالح؟ صديقي لنرى مادار بيني وبين الصديق…والذي كما سيكون يلخّص نهج الحرية ونهج الفساد…رجال الجزيرة يعملون بمقولة أو حكمة…نكون نحن من يشتم أمريكا حتى يقترب منها وليس الغير…وهي ختلة عملت بها الحركات الإسلامية والقومية…لمن هو مطّلع على تاريخ الحركتين سيجد هذا شاءعا أن لم يكن عرفا… لسنا من البلهاء…ولنا عودة لننصح مترشحي فرنسا وأمريكا من الجزيرة ولعبها وبالمثل الحياة وعلاقات هؤلاء مع رجال في الحرة….
..بداية من اليوم ومع كل مقال سنقدم فكرة عملية يكون من خلالها التحرك الفعلي تحقيقا للحرية والتداول السلمي المدني على السلطة في تونس من جهة وحدا فاصلا بين عناصر منتشرة تحديدا في فرنسا منذ عهود تعمل بأجندة جهوية مفلسة ولصالح سيطرة الفكر الجهوي والتعاسة والفساد على تونس لعقود جديدة..
الفكرة4 …توجيه مراسلة الكترونية قصيرة الى ما أمكن من العائلات التونسية بهدف التعرف على أملاك الرؤساء المديرين العامين والمديرين العامين والمديرين وتوجيهها لرجال الحرية ولأبناء الجيلين الثاني والثالث.. الحاكم العربي يجري ويجري منعا للحريةفي تحالف مع الجزيرة والحرة والصحف العربية… 1-في بداية جانفي 2006 وجهت رسالة مفتوحة عبر تونس نيوزالى الرئيس بوش حول الحرية ومشروع الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا.جاء عبر الجزيرة بعد أسبوعين ردا حرفيا من بنلادن على محاورها محورا محورا وطلبت من تونس نيوز إعادة نشرها للمقارنة وكان ذلك فعلا. 2-الأمرالأكثرغرابة في الرسالتين ليس الإجابة على المضمون إذ قد يكون ذلك مجرد صدفة أو أن بنلادن في مغارته يعرف ماهية تفكيري وأراد فقط أن يمسح ما قمت به رحمة بالأنظمة العربية لا غير وخوفا عليها من التلاشي وان كان هذا لا يستقيم مع الحرب التي تخوضها السعودية مع أتباعه في المملكة؟امنع كل ما له علاقة بالحرية وأجرم كل من يتحدث عن ملكية دستورية وأحارب الإرهاب؟من فرخ الإرهاب لا يمكنه محاربته.لم نعد من البلهاء.من يستمع الى مداخلات هذاالسعودي وذاك عبرالعربية وغيرها يرى ردود الفعل والأفعال ستكون أكثر تنوعا وتعددا وخلال سنوات قليلة جدا. قلت الغريب أن جنابي أشارالى بوش ورايس وتشيني ورامسفيلد وبن لادن ذكرهم تحديدا ؟ 3-يوم الاثنين27فيفري كتبت مقالابعنوان..القلم سلاحناوالارهاب بضاعةالفريق الحاكم وفجرالحرية بان ولاح عبر نفس الموقع من ضمن ما تضمن…
أقول لمن عذّب وزوروقتل وفسد وافسد هل شاهدت مرة واحدة محاكمة صدام؟هل وقفت عند دفوعات صدّام شخصيا؟وهل لاحظت كيف يسعى الجميع للتفصّي من المسئولية؟كلهم لم يصدروا تعليمات؟وهات الدليل؟ -المحاكمة تقول من جديد بنوعية الدكتاتورالعربي وجبنه وكذبه هو في الحكم وهو خارجه إذاأردناالتلخيص نقف أمام محاولة جرالمحكمة لان تحصرالتعذيب والقتل وغيره في من نفذ واشرف وامسك ومسك.هناأقول للذين قامواويقومون بالتعذيب ومنع الرزق مهماكان المكان وليس ضرورة في الداخليةهاهومصيرك غدا.فز بنفسك من اليوم. -محاكمة صدام دولياونقلهامباشرةإلى العالم فيهاحكمةكبيرة جدا.وهي سبق عربي لن يكون معه دكتاتورافي الغدأوأي معذب بمنأى عن المحاسبة.المحاكمة هي قول له هذا مصيرك ويا معذّب وين تروح الحرية ورآك…؟ -المحاكمة أظهرت جبن الحاكم العربي.وقالت انظروا له دون حرس وعسكر وبوليس كيف يتذلّل ويحاول تبرئة ساحته وحشرهاعندمن أمرهم وخدموه.نفس الشيء غدا سيقول الفريق الحاكم ..خاطيني..هات ما يثبت..إذاكانوا في الحكم ويكذبون بعيون مفتوحة؟ما هو المخبئ غدا؟
ماذا قال صدّام مع إعلان رئيس المحمكة تعليق الجلسة وارجاء المحاكمة الى 12مارس2006؟ لأول مرة يغيّر صدّام من تكتيكه ويتبنّى المسئولية ويخطب حول الرجولة والشهامة والأخلاق والمسئولية وعدم الخوف.وهي إجابات حرفية على مضمون ما كتبت.وهو كان يدافع عن الحاكم والملك العربي وليس عن نفسه. العراق مخترق الى ابعدالمجالات والعمليات الإرهابية فعلا مصدرها في الجانب المهم الحاكم العربي الخائف من نموذج حر وديمقراطي في العراق؟ومن هنا نفهم لماذا يحرص الحاكم في تونس وفي غيرها من الدول العربية على منعنا في منازلنا من انترنت وطلبه عندما نذهب الى أي مكان عمومي من أن يحتفظ صاحب المحل بنسخة من كل إرسالية أوعند فتح بريدنا الالكتروني؟(لا ننسى ما يقدمه الحاكم من معلومات أمنية لأمريكا؟) .إجابة صدام الأخيرة مدونة بالمحكمة واستمع إليها الملايين مثلي واترك للقارئ الكريم المقارنة قد يكون ذلك من محض الصدفةلاغير؟الإجابةحرفيةعلى ما كتبت.انها محاولة منه لرفع معنويات الحاكم العربي ومحاولة من الحاكم العربي للضغط على أمريكا وإفساد مشاريعها في كل مكان حتى لا تذهب المحاكمة بنوعية وطبيعة حكمها بعيدا؟ .هناأمريكاإذاكانت ضعيفةالى هذاالحدومخترقةمخابراتيابهذاالشكل لماذاأحرجت وتحرج رجالها ونساءها؟ وتهدرمالها؟وأضافت على ذلك بان جلبت لكل ليبرالي عبرالعالم العربي ولكل رجل حريةالمهانة والذل؟ .شخصيا كنت أشاهد المحاكمة في منزل احد الأصدقاء الذي كان خلافنا منذ سنوات حول أمريكا.لا يطيقها بتاتا فزاد بعد كلام صدام.بل كلاما كبيرا جدا حولها وحول اليهود وعدم الركون إليهم. .صديقي ذهب بعيدا جدا في كلامه إذاعتبرأمريكاواليهودمصائبناالحقيقيةمن خلال إمساكهم بالحكام العرب جميعا.وان أمريكالا خطة لديها.وأنهاتشجع الإسلاميين اليوم بحثاعن الفوضى وعن حكام عسكريين لا غير.. .حاولت تهدئة الرجل ولكنه ازدادا هيجانا.ليقول من جديد…هذه كتاباتك عبر تونس نيوز ..أخرجها كلها.وهذا كتابك…وهذا….كلامك في انتخابات مصر وتونس…وهذه رسالتك المفتوحة الى ملك السعودية و…. ما يزيد عن الألف ورقة اخرج الرجل؟قلت له أنت تعرف موقفي من زمان وأفكاري …قال بحدة نعم.أريدك أن تعرف ولو لمرة واحدة …أمريكالا تريدالحرية في تونس.ولا تريدها في العراق.ولا في لبنان ولا في أي مكان من العالم.من يريد الديمقراطية لا يمسك بطاغية.أنت تحاصر بالليل والنهار وعائلتك من اجل أمريكاوهوكلام باطل.ولكن أمريكا تدعم بن جعفر والشابي وبن سدرين والجزيرة وكل صحفي يلعنها مليون مرة في اليوم.ويا صديقي لقدكتبت هذاعبرموقع افريكا تايم أكثر من مرة. .قلت له كيف الجزيرة؟وهنااندهشت فعلا من تحليله وكلامه…يا صديقي اعرف انك ذكياوانّ لك تحاليل متميزة جدااعرفها في تفاصيلها منذ 1990 ولغاية اليوم.ولكنك منذ ما يزيد عن السنتين أصبت بنوع من البلاهة السياسية؟ضحكت فقال انتظر….أمير قطر شخص عادي جدا من الناحية الفكرية وحتى التعبير… ولكنه رجل ذكي جداقطرصغيرة…صنع الجزيرة وجاء لها باسلاميين محروقين في بلدانهم وعروبيين بالمثل وآخرين كانوا متروكين على الرفوف…أعطاهم المال والوجاهة وأطلق لهم حرية البحث عن كل ما يدين يدين أمريكاواليهود….وهم بطبيعتهم من الناحية الفكرية يملكون الكثير من الحقد على أمريكا…أطلق العنان للصحفيين…زمن الحرب….وهو يتمسح على أمريكا….واستعمل ورقة الجزيرة…وانظر ندوات فارغة والأمريكان يعلمون انها فارغة ولكنهم يأتون إليه؟أخاف الخليج والأنظمة العربية وأمريكا؟انه رجل ذكي جدا. .أمريكا لا تخاف إلا ممن يعريها.أما من هو صديقها أو يكتب لها فلا وزن له لديها.وهو حالك أنت يا صديقي .الجزيرةاكبردليل على انهاتعمل بالاستخبارات وتقوم بعمل دعائي وسياسي هوتركيزهاعلى شتم الأمريكان بهدف احتوائهم عبر ندوات ومحاضرات ووصلت الى الهدف ومن هناالتأثير في مواقف فرنانديز وغيره وتأجيل برامج رايس.بل عبرالجزيرةأتعس الكلام في رايس قيل.وتم ويتم تقزيم عملها بشكل كبيرواللّه اندهشت من تحليل الرجل.وخفت في نفس الوقت(نجحت الدكتاتوريات في أن جعلت الحرية مرادفةلامريكا؟) .أضاف قائلا لا شك انك رأيت مشاركة احمد نجيب الشابي عبر برنامج ما في الجزيرة أقسمت له أنني لم أره.والمرزوقي هل شاهدته؟قلت نعم.ولم يكن الرجل كعادته.(لأنني قلت فيه كلاما جميلا كان سؤال القاسم قبل نهايةالحلقةحول أمريكا.وكان جواب المرزوقي انه مع أمريكاالمجتمع وليس الرسمية.والقاسم مع من؟ وأقدم التهنئة للمرزوقي بمناسبة إصدار كتابه الجديد.وأقول له حافظ على خطّك.) وهنا تصفّح أوراقه وأمدني بمقال لي بتاريخ21فيفري2006اقول فيه حرفيا حول المرزوقي… الدكتور المرزوقي من الناحية الأخلاقية ومن حيث الجدية تقريبا هو السياسي الوحيد الذي يعمل لصالح تغيير في تونس.لا تعنيه وزارة ولا يعمل بالختلة.وله حضورا في تونس.وله عشرات من المناضلين الناشطين إعلاميا.وعيبه الوحيد في نظري الشخصي انه جمع داخل الحزب بين تطرف اليمين وتطرف اليسار.الرجل حوصر خلال الفترة الأخيرة من زملائه أكثر من النظام نفسه.تكتيكات النهضة.أضعفته. إلى جانب تكتيكات دبيرآخر…المرزوقي يمكن أن يكون له مستقبلا سياسيا طيبا خاصة أن الحزب اليوم له مناضلين لهم الكثير من الجدية والمهنية والأخلاق…على سبيل الذكر الأستاذ عبدالرؤوف العيادي والصحفي سليم بوخذيرو…(
الاتجاه المعاكس كان يوم28فيفري2006
) قلت ماذاتقصد؟.الجزيرةهيكل سياسي وليس مهني وحيادي.وهو حال الحرة والعربية وغيرها من الفضائيات. .أضاف صديقي هل شاهدت منذ فترة قصيرة نايلة شرشور؟ في برنامج من واشنطن؟وكيف قدمها حافظ الميرازي؟ومن دعاهاالى أمريكا؟وكيف يتم تقديمهارئيسةلحزب ليبرالي؟صديقي كان ساخطا على أمريكا بشكل لا يوصف لأنه من رجال الحرّية.الإرهاب لا يحارب إلا بعقل نظيف وفكر حر….
أضفت الى صديقي على ما قال
.العراق تنفس السعداء.جاءته الجامعةالعربيةفعاد له واليه الانهيار.اخرج الرجل ما كتبته حول هذا.ذهب وفد من الجامعة الى العراق.وذهب عراقيون الى مصر.ومن يومها زادت وعمّت الفوضى.وكنا نبهنا لهذا منذ حلول بن حلّي في العراق لأنني شخصيا اعرف الرجل وكيف جاء الى تونس وشهد على انتخابات منعدمة.ثم هو في مصر والسكاكين حكمت في انتخابات مصر.ومعه الأمين العام.الندوات التي تعقد اليوم في قطرنفسها تدعو للضحك والسخرية.قطرلا وزن لها جغرافيا وبشريا.والجزيرة لم تعد لديها الحظوة السابقة ودخولهاالسياسةجعلهاتتعرى.ومن يريدإقناع إيران بأهميةالسلام والسلم وتبادل المصالح والمنافع فان ذلك لا يكون عبر قطر من جميع النواحي. أولاأميرقطرعربياواسلاميالا يتمتع بأدنى مصداقية.فهوخلع والده وجاء بانقلاب عسكري.ولا يمكن أن يتحول في ليلةلا الى ديمقراطي فحسب بل الى مصّدرللديمقراطية.ومستقطب لهذاالصحفي وذاك الذي فرّ من بلاده لان حقوق الإنسان منتهكة فيها.ولان الإعلام داخلهامدجّناوالحاكم فاسدومفسد و…هذايكون لو كانت في قطرحريةوانتخابات وبرلمان وتداول على الحكم.
حفنة من السكان
ومع ذلك لا وجود لحرية وحديث عن حريةالجزيرة.هذه دعايةسخيفة.إيران يمكن التأثيرفيها وعليهاعبر مصراذاكانت حرة وديمقراطية أوالسعودية ولكن إيران أفضل حالا من مصر والسعودية من حيث الانتخابات… .السعوديةأنتجت بنلادن وغيره.والى اليوم ذات النهج والأسلوب.وحديث عن محاربتهاالإرهاب؟بذات الإمام؟ والأستاذ؟والشرطي؟ووزيرالداخلية؟وغيرها؟بل كل من فيه من الأمراء أنفسهم رائحة المدنية والليبرالية هو مهمش اليوم.
بل الأمير نايف له عربيا عيونا ترصد رجال التغيير وتمنعهم.والمال يدفع هذا وذاك للركوع وهنا بعدما وجهت رسالة مفتوحة لملك السعودية تحدثت فيها عن تفريخ الإرهاب…جاءتني هذه المراسلة وأجبت عليها بما يلي
وهي ليست الوحيدة.بل كثيرة هي.وكان جوابي أرسلوا المال لنحقق به الحرية.وهناك تنسيق مخابراتي عربي لا مثيل له.مرة أخرى نقول لهم طريق الحرية نتقدم فيه بخطوات ثابتة.السعودية اكرر راس الأفعى. الحرية في تونس تمرعبرإضعاف الأفعى في كل من مصروالسعودية .وانصح اللبنانيين بإغلاق الباب أمام التدخلات العربية وبالمثل العراقيين.مال الدنيالا يمكن أن يشترينا.وسأعود من جديد إلى ألاماكن المقدسة وضرورة جعلها تدار على طريقة الفاتيكان….
شيراك قبّله ملك السعودية؟
.مبارك صار يتحدى بعد أن حصل من أمريكا على ما يريد.يقمع في وطنه.ويريد أن يقررما يكون في لبنان مع السعودية.لا يريدتغييرافي سوريا.ولا أي نظام عربي بالمثل؟يذهب الى ليبيا ويتحدث عن دارفورالمعرّة؟ مصرمنذعقودوهي مسيطرةعلى العرب والنتيجةالمؤقتة11سبتمبروالقادم أن أي عاقل سيكون على أمريكا بفضل حلفائها. .مبارك يقتل الإسلاميين داخل مصر ويقيم العلاقات الطيبة مع حماس والجهاد؟بل يستمعون الى كلامه؟ اليوم يدافع عن تمويل حماس؟وهكذا بعيون مفتوحة.هل هو من سمح لحماس بالمشاركة؟أو أي حاكم عربي؟ هل يسمح هو في مصر؟أو فريق تونس؟أوالملك عبدالله في السعودية؟أوالقذافي في ليبيا؟أوالبشيرفي السودان بتسليم الحكم أن فازالإخوان في مصراوالنهضة في تونس؟وهل يسمحون لهم أصلا بالمشاركةالجدية والحرة؟ كما تمتّعت بها حماس مع عباس؟ .اليوم مبارك يتباكى على حماس.وتأتيه كوندوليزا رايس لمرتين في7اشهر؟ويأتيه تشيني بحاله؟ومساعدي رايس مرات ومرات؟وبالمثل السعودية؟الأمر محيّر.الفاسد الخوف منه.ورجل الحرية يقمع ولا احد يتكلم عنه.بل تنحية للملامة يرفع أمره الى جمعية حقوقية.وعندما كنت في وزارة الداخلية اعرف كيف يتم التعامل مع الإفادات الحقوقية والضحك والسخرية منها.بل حتى من يرفعها كيف يكون الأمر؟وهنا القذافي في مقابلته مع الحرة فضح الأمر. .السعودية وهي منبت الإرهاب ومصرمنبت العجزوالتزويريتحركان في لبنان.باسم ماذا؟وماذاسيبيعان في لبنان؟مبارك تحوّل الى ليبيا خوفا من إمكانية تنطع العقيد خلال القمة العربية؟يعلم مبارك معنى ضياع الورقة الفلسطينية منه.ويعلم العرب أن التغيير في مصريعني التغييرعربيا.لهذا يركض مبارك.وليت القذافي يخلد شيئاللتاريخ بان يطلب من زملائه خلال القمةالمقبلةالاعتذارمن شعوبهم وتقديم الاستقالةبدايةبشخصه الكريم. .مبارك يطالب بعقدقمم عربيةكلمادعت الحاجةالى ذلك.وهويريدهنادورامصرياوكأنّ عجزنالا يكفي.كما يريد من خلال الفكرة حشرمصروالسعودية في كل شيئ؟وهومايعني رفض التغيير.وقهرالشعوب ورضوخ فعلي أمريكي لهذا.ونحن المساكين. .اكبرخاسرفعلي على المدى القصيرجداالانسان العربي الحالم بالمشاركة.وأمريكاوبدرجةاكبراسرائيل. .العربية وهي تعرض أرشيف صدام وتسييره لجلساته مع معاونيه يتم اغتيال أطوار بهجت وزملائها؟ مسكينة.ماذا يعني هذا؟التفجيرات المتنوعة والمتعددة ماذا تعني؟فشلا امنيا؟عسكريا؟استخباراتيا؟سياسيا؟أم الكل؟ولماذالايوجدهذافي أفغانستان؟وماهودورشيراك في هذا عندما تبنّى الدفاع عن الدكتاتوريات؟وجلب معه هذا وذاك؟واليوم انقلب…وهاهو يحاول عبر سوريا؟ أمسك صديقي برأسه.وقال بعد لحظات…لا تجعلني أكرهك.لماذا تكتب حول امريكا وأنت تقول هذا؟ أجبته هذاقليل من أمورأخرى.ولكن… خطأامريكاأوإعادة ترتيبهااولوياتهااوتاملاتهالا يضعهافي خانة واحدة مع الدكتاتوريات امريكاحاولت السيرباتجاه الحرية.نجحت وفشلت.الدكتاتوريات برنامجها العجز والفشل والقهر وتسريب اليأس.ونجحوا أكثر مما فشلوا.وبوش سيدفع ثمن عمله مع هذه الإشكال…في أمريكا انتخابات حرة..
فهمت انه من الواجب إزالة مفعول الصخب والدعاية…والتذكير بأننا مع الحرية
.نحن من يبحث عن الحرية.ومن واجبنا دفع ومساندة كل من يمكنه مساعدتنا في هذا المجال.ولكن من موقع الفطن والمتفطن.وهوحالنامع امريكا.وعدم كتابتناوسكوتناعلى الدكتاتوريات باسم الوطنية والدين والمسلم والمسيحي واليهودي هو قول للأمريكي هذه طينتاواذهب الى دارك واترك الحاكم المتعفّن لنا.وهو ما نراه عبرالجزيرة من رجال شبعوابالمال الى حدالتخمة..إن سلكناهذاالسلوك كمايسوق الفاسد من حكامناسيكون وللابدالمتعفن سيدنا.وعندمانستغيث لن نجدأحدا.وكنت داخل النظام واعرف كيف تسيرالأمور. .عندمانتكلم ونكتب ونصرّعلى الكتابة والانخراط الى جانب الحرية.مهماكانت نية امريكاوغيرهافانهاستجد نفسهامجبرة على دفع خيارات الديمقراطية والمشاركة لأنها وجدت شعبا ونخبا نيرة ومدركة لأهمية الحرية والمشاركة.الأمر يطمئنها ويقول بان رهانها على الفساد كان خاطئا.أما وان وجدت شعبا مدجّنا خائفا ذليلا من بطش حاكمه فهي ستزيده دعما وبالتالي قمعنا أكثر. .هذا فعلا ما سقط فيه الإنسان العربي منذ11سبتمبر.وما نظر له هيكل وما صنعته وتصنعه الجزيرة باسم الحياد والمهنية والأخلاق والرجولة العربية.وهو خروج عن التاريخ والمنطق. .شخصياعبركتاباتي المستمدة فقط من قناعاتي.أوفرماأمكن من أفكارالحرية.ما أمكن من الفهم لطبيعة الحاكم العربي وهوماوثقته ضمن كتابي.وهوكماقال لي ذات مرة احدهم..هو صفعة لنا قبل أن تكون لكم. الحرية ذهن وسلوك ونضال.الفكرةعندمالا تنموولاتصبح مشاعةهل يعني التخلي عنها؟وقلبان الفيستة؟ والذهاب الى الدكتاتورطلباللصفح منه؟ليقول لأمريكاذاتهاهذاهورجل الحرية؟وتقول امريكا بذلك بجبنا وخياناتناولؤمناوعدم تغلغل الحريةكقيمةالى حديجعلنانضحّي من اجلهاكماضحّت أجيالا لديهم؟وما أكثر تراجعاتنا العربية. .شخصياجهدي منصب منذ سنوات على إقناع اليهود بخيارالحريةوالديمقراطيةلمصلحتهم ولمصلحتنانحن. اللئيم يعيش بالدماء والمتاجرة بأرواح البشر.والحرقوته من قوة الغيروتقدمه وحذقه تبادل المنافع والمصالح ومعرفته بالتفاوض والاولويات والتنازلات. .يوم شاركت حماس ونجحت وقال عباس كلمته.فرحت رغم كوني ليبراليا.فرحت لان امريكا قالت بموت الطابوات عربيا.ومعها إسرائيل.وهي حنكة سياسية لا مثيل لها من رايس وليس كما يقول هذا وذاك. وهذه الحكمةجعلت مبارك وغيره يخرجون من جلدتهم.كانوا يخيفون بالإسلاميين وإذابأمريكا تسمح بمشاركة حماس؟فرحت أيضالانه في تقديري الخاص سبحانك رب العالمين.كانت فتح في الحكم.وحماس في المعارضة. الأولى مسئولة عن كل شيئ.والثانية عن لاشيئ.ومع كل تفجير تكسب أنصارا ووطنية أكثر من فتح؟وهو الى جانب الفساد والإفساد ما اخرج فتح من السلطة. .حماس اليوم لها السلطة.وعليها تقع كل المسئوليات.وأقولها بوضوح أن لها فرصة تاريخية لان تفتح الباب لغيرهاعربيامن التيارات الإسلاميةأوأن تغلقه نهائيا.الديمقراطية أوصلت حماس الى السلطة.وسلوك رجال حماس بعقلية مغايرة تماما لما الفته الحركة هو الوحيد الذي سيضمن لها الأمن والأمان. .حماس بيدهاالحل.إمايموت كلياالفاسدالعربي.وإمايزداد قوة ونعود الى نقطة الصفر.أن تتخذ حماس قرارات جريئة في صدق وإيمان.اليوم كل الأنظمةالعربية تراهن على فشلها.وموتها نهائيا.سوريا فرحة لان لها ورقة.وإيران بالمثل و….الى متى الفلسطيني ورقة حتى لدى الأخ النزيه؟شخصيا اقبل أن أكون في بيتي وأنااقتات مرة واحدة في اليوم على أن أكون في الخارج وأعيش في بحبوحة ولكنني تحت رحمة هذا وذاك وربماأكون أكثرجرأة.المكان الجغرافي صغير.وإذاأضفناالى الصغرالتربص الواحد بالاخروالختلة وطلب الشيء ونقيضه.كتونسي ومن بعيد جغرافيا.أقول لرجال حماس.مصر تبكي على ضياع المتاجرة بكم.وتونس تبكي على ورقة فلسطين وقطر والسعودية…..اليوم الفرصة تاريخية أمامكم.شخصيا أحبذ في حياتي التعامل بالأسلوب المباشر.اذهبوا الى إسرائيل طبعا بعد واجبات أساسية تدركونها.وكونوا جوا يمكن أو يمهد الى الحوار.لا تغتروا بفوزكم وبفوزالإخوان في مصرأوفي الكويت أوالبحرين أو….انها مجرد طفرة ورد فعل على مناخات يعرفها العالم لا غير.سترون النتائج لاحقا.الدول لم تعد تسير بالايديولوجيات ولا بالدين.بل بالمصالح والمنافع المتبادلة طبعا مع المحافظة على الثوابت. .النظام في مصرلم يقبل مشاركةالإخوان إلا بتدخل أمريكي.وفي غيرها من الدول.انظروا التحالفات في لبنان كيف تتحرك وتتغير وتنقلب.فرصة تاريخية أمامكم. .عندهذاالحدقاطعتني زوجة صديقي.لتقول له.(وهي أستاذة تعليم ثانوي)السياسة طول نفس وذكاء وعلم وصديقك حسنا فعل ويفعل عندما دفع ويدفع بأفكارلا تدعم إلاالحريةوتحاصرالدكتاتوريات وأمريكا نفسها عندما لا تكون صادقة.هنا قاطعها زوجها من جديد ليقول..الم نكن مع بعضنا عندما قابلنا صحفيين عادازمنها منذ أيام من الولايات المتحدة الأمريكية(سبتمبر2004)وكيف كانا يسخران ممن دعاهما ومن سلوك الرجال معهم هناك؟قلت نعم وأنت من كتبت حول هذا ووصفني بنعوت سيئة.وهذا لي وليس علي.قال كيف؟ .قلت امريكا’دعك من الخطاب الرسمي’تعرف فساد الحاكم ونوعية المعارضة وفسادها أيضا وهنا للتغيير هناك اجتهادات.امريكا سلكت النهج الخاطى ومن دوري ودور كل نزيه الكتابة والكتابة حتى نصحح الخطأ ولكن ليس أن يكون الأمر فيصبح اسود.امريكا ليست شخصا.امريكا متنوعة.لا يعول فيها صوتا وللابد. فيها البيت الأبيض والخارجية والكونغرس والبنتاغون وجماعات الضغط وحزبين رئيسيين.هناك صراعا دائما.وشخصي الكريم في هذا الإطار والإدراك يكتب.هنا وقف صديقي ليقول بحدة الم تكتب أنت بان زوجة مدير الحرة نزلت ضيفة على القصر؟وان الحرة بدورها تخدم بنعلي ؟قلت بالتأكيد ومن دوري الكتابة حول ذلك لينتبه من تلقاء نفسه.وان لم يفعل ذلك هناك الكونغرس.وهناك أموال الضرائب التي تأته كل شهر وهي كثيرة.أضاف هل تتابع الحرة وكيف تأتي بعناوين وفي الحوارات كلام فارغ.قلت نعم.ونحن لهذا نكتب أيضا والكتابة هي من يحاصر.ولكن الكتابة الصادقة وليس الكاذبة. وأناعائدالى منزلي استحضرت هذاوغيره وقلت ألهذا الحد نحن أقوياء في الخبث؟ولؤماء؟في الحرّية؟ مخابراتناقويةبهذه السرعة؟وأنظمتناالتي كنت أتصورانهاكارتونية صارت تلعب بأمريكا؟أو أن امريكالم تعدعلى حماسة للحريةانطلاقامن تجربتهافي العراق؟ومن صياح عربي عبرهذه المشاركة وتلك عبرمختلف وسائل الإعلام وطلبات تقول امريكااتركي لنافسادنالاحاجة لنابحريتك؟ وهنالماذاالحرةتدعوعناصرمستهلكة وباهتة؟هل فعلالاتريدامريكاالحرية؟شخصيا طالما بقيت لديّ قطرة دم واحدة.سأكتب للحريةولرجالها.ومستقبل أمريكا وإسرائيل ونحن رجال الحرية في الحرية.والحرية لها الثمن الغالي.الحرة سنجعلها للحرية قريبا جدا.الكونغرس سيستمع الى كل كلام جدي.ومثلما الفساد له مصالحه ورجاله.لنانحن مصالحناوأقلامنا.وأقول لفيصل القاسم ولكريشان ولغيرهم والله الجزيرةعاريةوقبل أن تنطق. ونحن نلعب جهرا وغيرنا يزحف خفية. أقول لفيصل القاسم أقراوقرات لك عبر القدس والانترنت وصارت لدي فكرة حول ما بذهنك يعني من أنت من الداخل وليس ما تطرح من أسئلة. عندما نرى الحرية والانتخابات والتداول على الحكم في قطر سيكون لك ولغيرك المكانة التي يليق بك وبكم من رجال الحرية.تقول الحرة في تونس ..لو كان عندها الزيت راهو مباين على قصّتها…