الاثنين، 29 سبتمبر 2008

Home – Accuei

TUNISNEWS
8 ème année, N°3051 du29.09.2008
 archives : www.tunisnews.net 

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  :أما مساجين العشريتين . فلا عيد لهم

حــرية و إنـصاف : تشديد المحاصرة الأمنية حول الكاتب العام لـ »حرية و إنصاف » السيد عبدالكريم الهاروني

حــرية و إنـصاف:مضايقة الأزهر زروق عند عودته لمدنين للاحتفال بعيد الفطبر مع عائلته

حــرية و إنـصاف:من يوقف تجاوزات عبد الله البلطي؟

حــرية و إنـصاف:محاكمة الصحفي المصري إبراهيم عيسى

منتدى الصحافيين الأحرار بتونس: بيان

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان فرع قليبية\قربة: معايدة

حركة النهضة : مستبشرة بالعيد ، تهنئ شعبها والامة

كلمة:بعد إضراب بـ70 يوما عن الطعام بريء يموت متمسّكا ببراءته

كلمة:النشرة الأخبارية 28 سبتمبر

كلمة:وفاة المناضل اليساري جورج عدة

حركة التجديد: تنعي المناضل الكبير جورج عدّة

البديـل عاجل: وداعا جورج عدّة

البديـل عاجل: إضراب جوع واعتصام بالقصرين

ملاحظ:رسالة مفتوحة إلى عناية الإخوة أعضاء المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي:جامعة سوسة تستغيث فهل من مغيث ؟؟؟؟؟

مرسل الكسيبي: الفقه الديني في المواجهة السياسية : الحالة التونسية

إيلاف: مع محافظتهم على عادات وتقاليد شهر الصيام – التونسيون غاضبون من الجنس في المسلسلات الرمضانية

مراد رقية:تأثرا بمسلسل »صيد الرّيم » الرمضاني وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعامل المدرسين طبقا لنظام معامل قانون72

زياد الهاني : جريدة الصحافة : عندما تضرب الاعتبارات « الوطنية » للمتزلّفيـن بالمهنيّـة عرض الحائط!؟

الحوار.نت : إيران الإسلاميّة .. خير لنا شرّ علينا..

حافظ الجندوبي : هل من ثقافة سياسية جديدة؟

توفيق المديني  : ماأحوجنا إلى أمم متحدة قوية !

.سمير البنزرتي: بوش … لترحل ….غير مأسوف عليك

    محمد العروسي الهاني:تهاني العيد والتسامح ومعنى العيد في الإسلام ( التسامح والعفو والصفح ) من شيم الكرام

ا ف ب: المغرب: وفاة عبد الكريم الخطيب مؤسس حزب العدالة والتنمية الاسلامي

و م ع : جلالة الملك يبعث برقيتي تعزية لأسرة الراحل وللأمين العام لحزب العدالة والتنمية 

هيثم مناع: الاستعصاء المذهبي


 (Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلو


                            “الحرية لجميع المساجين السياسيين “                          الجمعية الدولية            لمساندة المساجين السياسيين                    43 نهج الجزيرة تونس                            e-mail: aispptunisie@yahoo.fr                          تونس في 29 سبتمبر 2008           الجمعية الدولية          

أما مساجين العشريتين ..        فلا عيد لهم .. !

 

تتواصل معاناة نخبة من أبناء الوطن منذ بداية العشرية الأخيرة من ..القرن الماضي .. حرمانا من الحرية و قطعا لكل أشكال التواصل الطبيعي مع الأسر و مع العالم الخارجي في ما أصبح يعرف بـ  » سياسة القتل البطيء  » .. ! و لم تفلح  الحملات المتكررة و الإضرابات المتعاقبة و تساقط ضحايا سوء المعاملة و الإهمال الصحي .. في طي هذه الصفحة المظلمة من تاريخ البلاد رغم أن شهورا قليلة تفصل أغلبهم عن استرجاع الحرية بموجب إتمام العقوبة .. و رغم التشابه الذي طبع سيلا من المحاكمات السياسية حفل بها تاريخ البلاد ، و طالت أغلب التيارات الفكرية و السياسية ، فتكررت روايات التعذيب و إجراءات المحاكمات الصورية ، فإن ما لحق ضحايا محاكمات عشرية التسعينات السوداء من تنكيل و إهمال متعمد ( و التشفي الذي يبقيهم خلف القضبان سنوات لا يقضيها في السجن مقترفو جرائم القتل و السلب ) ..يستعصي على كل فهم .. ! أما آن لكل الضمائر الحرة أن توحد الجهود لإنهاء هذه المظلمة حتى يتحرر آخر الذين قضوا زهرة أعمارهم ..من أجل أفكارهم .. ! عن الجمعيــــــــــة الهيئــــــــــــة المديـــــــــــــرة

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 29 رمضان 1429 الموافق لـ 29/09/2008

تشديد المحاصرة الأمنية حول الكاتب العام لـ »حرية و إنصاف » السيد عبدالكريم الهاروني

 

لا يزال الكاتب العام لمنظمة حرية و إنصاف السيد  عبدالكريم الهاروني  يتعرض إلى حصار أمني مشدد بلغ في الأيام الأخيرة حد الإقامة الجبرية حيث يحاصر منزل عائلته يوميا بسيارتين و دراجة نارية تابعة للبوليس السياسي ليلا و نهارا و تتم ملاحقته أين ما اتجه بما في ذلك لأداء الصلاة في المسجد أو زيارة والدته في المقبرة و يمنع من دخول مقر المنظمة مثل بقية أعضاء المكتب التنفيذي و وصل الأمر حد منع زيارة أصدقائه له في بيته كما حصل يوم السبت 20 سبتمبر2008  مع الأستاذ محمد ألنوري رئيس المنظمة و عضوين من المكتب التنفيذي. و يوم الأحد 28/09/2008 على الساعة الحادية عشر ليلا و في تدهور خطير للوضع تدخل عدد كبير من أعوان البوليس السياسي في أحد المقاهي بضاحية الكرم حيث كان يجلس صحبة شقيقه و السيد  حمزة حمزة   عضو المكتب التنفيذي للمنظمة و أرغموهم على مغادرة المقهى مانعين السيد حمزة حمزة من إيصال السيدين عبد الكريم الهاروني و شقيقه إلى منزلهما على متن سيارته ، و أمام احتجاجه على هذه المعاملة اللاقانونية و غير المتحضرة أجيب الكاتب العام للمنظمة بأنها  » تعليمات  ». و حرية و إنصاف 1)- تدين بشدة هذا الحصار الجائر المفروض على الكاتب العام للمنظمة لمحاولة ترهيبه و شل حركته و عزله عن الناس و تعتبر ما يتعرض له السيد عبد الكريم الهاروني ضربا من الإقامة الجبرية دون مبرر قانوني و تطالب برفع هذا الحصار فورا. 2)- تدعو كل القوى الحية في المجتمع المدني و الأصوات الحرة داخل البلاد وخارجها للعمل على رفع هذا الحصار الذي يتنزل في إطار حملة المضايقات الأمنية و القضائية التي تستهدف النشطاء الحقوقيين و السياسيين و النقابيين و الإعلاميين لإسكات كل صوت حر. 3)- تطالب السلطة بالوفاء بالتزاماتها الدولية و ما أمضت عليه من معاهدات لحماية النشطاء الحقوقيين و الاعتراف بالمنظمات الحقوقية و احترام حقها في التعبير و الاجتماع و التظاهر السلمي. 4)- تطالب السلطة بالكف عن هذا النهج الأمني في التعامل مع مكونات المجتمع المدني مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي 2009 و ما يستوجبه من خطوات حقيقية باتجاه الانفراج لا باتجاه مزيد من الانغلاق و الانتهاك للحريات و حقوق الإنسان. عن المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف الرّئيس الأستاذ محمّد النوري  

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 29 رمضان 1429 الموافق لـ 29/09/2008

مضايقة الأزهر زروق عند عودته لمدنين للاحتفال بعيد الفطبر مع عائلته

 

فوجئ سجين الرأي السابق المهندس الأزهر زروق عند عودته من تونس لمسقط رأسه بمدنين بأعوان البوليس السياسي التابعين لمنطقة الأمن بالجهة يطلبون منه مرافقتهم و عندما طلب منهم الاستظهار بإذن من وكالة الجمهورية و أعلمهم بأنه لم يصدر ضده حكم بالمراقبة الإدارية هددوه باقتحام منزل عائلته ليلة العيد و أنهم سيأخذونه بالقوة و سيستعملون الكلاب المدربة و استغربوا منه التمسك بالقانون و تجاهله أنهم فوق القانون. علما بأن الشاب الأزهر زروق قضى بالسجن سنتين كاملتين من أجل تهم لها علاقة بقانون 10 ديسمبر 2003 اللادستوري. و السيد الأزهر زروق الذي يقطن عادة بتونس ، انتقل أخيرا إلى مسقط رأسه بحي الحبيب بمدنين لقضاء أيام عيد الفطر مع أفراد عائلته و قد أدخل تهديد البوليس السياسي له إرباكا و هلعا و رعبا و ترويعا على أفراد العائلة الذين طال انتظارهم لقدومه و انقلبت فرحة العيد لديهم إلى هم و غم. و حرية و إنصاف تندد بهذه الممارسات اللاقانونية و المضايقات المسلطة على المساجين السياسيين السابقين و تطالب بوضع حد لها و تعتبر أن هذه التجاوزات لا تزيد الوضع العام إلا احتقانا و انسدادا و تدعو أعوان الأمن إلى ضرب المثال في احترام القانون و الانصياع له. عن المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف الرّئيس الأستاذ محمّد النّوري  

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 29 رمضان 1429 الموافق لـ 29/09/2008

من يوقف تجاوزات عبد الله البلطي؟

 

 
يعمد المدعو عبد الله البلطي القيم العام بالمعهد الثانوي ببوسالم ولاية جندوبة إلى مضايقة التلميذات المحجبات في انتهاك صارخ لحرية اللباس.و قد انفرد هذا المعهد بهذه القرارات التعسفية ضد التلميذات المحجبات إذ يعد المعهد الوحيد من بين السبعة معاهد الثانوية الأخرى بالجهة الذي مازالت تمارس فيه هذه المضايقات و الإجراءات المخالفة للقانون. عن المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف الرّئيس الأستاذ محمّد النّوري

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 29 رمضان 1429 الموافق لـ 29/09/2008

حــرية و إنـصاف محاكمة الصحفي المصري إبراهيم عيسى

 

قضت محكمة الاستئناف  القاهرة  برئاسة المستشار حازم وجيه يوم الأحد 28/09/2008 بالحكم ضد  إبراهيم عيسى رئيس صحيفة الدستور المستقلة بالحبس لمدة شهرين في قضية  » نشره لأخبار و بيانات كاذبة عن صحة الرئيس حسني مبارك على نحو أضر بالاقتصاد القومي  ».  و كان قد سبق للمحكمة الابتدائية أن قضت بالحكم على  إبراهيم عيسى بالسجن ستة أشهر مع الشغل و كفالة  بــ200 جنيه لإيقاف التنفيذ إلا أن نيابة أمن الدولة العليا  و إبراهيم عيسى قاما باستئناف الحكم وطالب الدفاع ببراءته و إلغاء الحكم الصادر ضده مؤكدا عدم وجود سوء القصد فيما نشره نافيا عنه إضراره بالاقتصاد القومي. و حرية و إنصاف -تستنكر بشدة الحكم الصادر ضد الصحفي إبراهيم عيسى و تعتبر محاكمته محاكمة رأي و اعتداءا على الحريات و حقوق الإنسان. -تدعو إلى الكف عن استعمال القضاء لإسكات الأصوات الحرة من صحفيين و مثقفين و فرض المراقبة الذاتية عليهم. -تطالب الحكومات في الوطن العربي برفع يدها عن قطاع الإعلام و إلغاء العقوبات البدنية و المالية في حق الصحفيين و احترام المواثيق الولية التي تنص على حرية التعبير. عن المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف الرّئيس الأستاذ محمّد النّوري  

منتدى الصحافيين الأحرار بتونس:

 بيـــــــــــــــان  
 
حول سجن الصحفي إبراهيم عيسى بعد إصدار محكمة الاستئناف بالقاهرة يوم الأحد 28 سبتمبر 2008 حكما بسجن الزميل الصحفي إبراهيم عيسى ( رئيس تحرير صحيفة الدستور المصرية ) لمدة شهرين مع النفاذ بتهمة ‘نشر أخبار كاذبة عن صحة الرئيس المصري من شانها الإضرار بالمصلحة العامة والاقتصاد القومي’. وانطلاقا من الموقف المبدئي الذي أنبنى عليه منتدي الصحافيين الاحرار بتونس والقاضي بضرورة التضامن مع الصحافيين أينما كانوا وخاصة الذين يتعرضون للعقوبة بسبب كتاباتهم أو آرائهم فان المنتدى 1-  يدين بكل شدة الحكم الصادر بحق الزميل إبراهيم عيسى. 2-  يعبر عن استنكاره الشديد لمحاولة تلجيم الأفواه التي يعتمدها النظام المصري، كما يعبر عن استنكاره لمعاقبة الصحافيين بسبب آرائهم. 3- يطالب النظام المصري بإطلاق سراح الزميل عيسى، وبالكف عن ملاحقة الصحافيين وسجنهم. 4-  يدعوا كل المنظمات التي تعنى بحرية الصحافة وحقوق الإنسان في تونس والعالم العربي إلى القيام بتحركات احتجاجية على ما أتته الحكومة المصرية بحق الزميل. عن منتدى الصحافيين الأحرار بتونس احمد ياسين


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان فرع قليبية\قربة قليبية في26/09/2008 معايدة  

بمناسبة حلول عيد الفطرالمبارك نتقدم بأحر التهاني و أصدق الأماني الى كل المدافعين عن حقوق الانسان و المناضلين في سبيل رقي الانسان و كرامته مهما كان جنسه و لونه و دينه و مذهبه الفكري و السياسي. هذا،و من المعروف أن « المضروب »و مسلوب الحقوق ،أكثر الناس احساسا بالضرب،وبقيمة الحقوق،وأكثرهم تعلقا بالقيم الانسانية النبيلة. وها هو عيد آخر يهل علينا ، ودار لقمان على حالها ، وحالنا من حالها وهمنا من همومها و أحزاننا من أحزانها: _رابطتنا مضروبة،ظلما و عدوانا و تسلطا و استغلالا،غير قانوني،لسلطة كان من المفروض أن تكون محايدة في الصراعات السياسية و الفكرية و المذهبية و الانسانية،و ما عليها الا أن تعمل على حفظ حقوق المواطن و حرياته و أمنه:دون أن تنحاز لطرف على حساب طرف آخر،أو تقف ضده. _ مقراتنا محاصرة،وممنوع علينا فتحها(وأحيانا نمنع حتى من الاقتراب منها أو المشي في اتجاهها)،أما اذا أردت أن تستفسرالمحاصرين و المانعين عن السبب يكون جوابهم جافا،مقتضبا،وهو »التعليمات تفرض هذا ».تقول لهم وما العلاقة بين القانون و التعليمات؟فيكون جوابهم أكثرجفافا واقتضابا : »لسنا مطالبين بالشرح ولا الجواب ».ولكننا،نحن،نقول ،وبالعقل والهدوء و القانون: »ان القانون هو قواعد تنظم علاقاتنا مع بعضنا ومع السلطة.وهذه القواعد مستمدة من الدستور،تفسره و لا تعارضه،فإذا أثبت الدستور حق الحرية، و التنقل،والاجتماع،و التعبير،فان على القانون أن يضع كل ذلك في حيز الواقع و الممارسة ، أما اذا كان القانون ضد حقوق الانسان و حرياته فلن يكون قانونا،وبالتالي فلا يحترم بل يقاوم،اعتمادا على الدستور الذي له العلوية و التقدم على ما سواه من أوامر و اجراءات مهما كان مصدرها (الا اذا كانت الدولة في حالة حرب أو طوارئ)،ومن هنا فان التعليمات ،مهما كان مصدرها،لا اعتبار لها اذا كانت مخالفة للدستور و القانون،لان وظيفتها،ان كانت قانونية،تفسير القانون و شرحه فكيف ضباط البوليس يقدمون التعليمات على القانون وهم يعرفون أنه اذا جد الجد فلن يجد هؤلاء من يرحمهم من ساداتهم و رؤسائهم،(و الأمثلة من ذلك كثيرة)، فلماذا هم اليوم يسمحون لأنفسهم بالغرق في هذا المأزق القانوني؟ ثم أليس من باب هيبة الدولة(وهم واجهة من واجهاتها) صيانتهم و العمل على احترامهم، والمحافظة على سمعتهم عند المواطنين؟ اذن:بأي قانون يمنع الرابطيون من النشاط في نواديهم و مقراتهم ، وتضرب المحاصرة اللصيقة عليهم،ومنع بعضهم ،حتى،من الجلوس في المقاهي العمومية؟ انها التعليمات ، اللاقانونية و الجائرة ، والتي بها ،و معها،يسقط القانون ،و يتجاهل الدستور ويضرب بالعقل و المنطق والمصلحة الوطنية ضرب الحائط ،لأن الهدف البعيد هو تدجين كل المنظمات في البلاد ،وربطها في « قلادة »واحدة. أما الديمقراطية و التعددية وحقوق الانسان و الحريات فشأن آخر لا علاقة له بالواقع ،ولا حياة له الا في الخطب و التلفزة و الاذاعة وبعض الجرائد . _إذن: مهما كانت الظروف فإننا صامدون و صابرون (بفضل وقوف الوطنيين وكل القوى التقدمية الديمقراطية معنا) ولن نسمح لأنفسنا بالسقوط في مستنقع « حلول اليأس » التي تؤدي ،حتما ،بأصحابها للعنف و الارهاب (ونحن بطبيعتنا وأهدافنا، ضد العنف و الارهاب). وعلى أصحاب التعليمات أن يتأكدوا من أننا لن نفرط في مقراتنا و لن نسكت عن المطالبة برفع اليد عنها ،ونقول لهم :إذا كنتم تنتظرون منا أن نتفكك ،ذاتيا، وبحكم الهرسلة التي نعامل بها،أن نتخلى عن مبادئنا الانسانية و نركع عند أقدامكم، فإن انتظاركم سيطول، ويطول، ولن تجديكم سياسة « عض الاصبع »نفعا معنا لأننا نسير في اتجاه التاريخ وننظر الى الأمام …وما عليكم الا أن تعدلوا ساعاتكم وتفهموا البعض مما يقوله النشيد الرسمي التونسي: »فلا عاش في تونس من خانها ، ولا عاش من ليس من جندها،نموت و نحيا على عهدها حياة الكرام و موت العظام « و الخيانة معروفة معانيها الواقعية ،ومعروف أصحابها وممارسوها ،تحت أقنعة متلونة،متعددة، كما أن جند تونس معروفون بمواقفهم الحامية لها و المدافعة عن انسانية شعبها، الذي قاوم الاستعمار ليكون حرا كريما عزيزا، فهل يكون الوطن ترابا دون انسان، وتكون العزة و الكرامة دون حقوق و حريات؟. أليس الحوار أفضل الأساليب و الطرق لحل مشاكلنا؟ _إذا كان شاعرنا يقول: »عيد بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد »،فإن تعلقنا بالأمل يجعلنا متفائلين،ومن تفاؤلنا نهنئكم بعيد الفطر المبارك أعاده الله عليكم بالفرح والسعادة و الخير. والسلام . رئيس الفرع عبد القادر الدردوري  

بسم الله الرحمن الرحيم حركة النهضة مستبشرة بالعيد ، تهنئ شعبها والامة  

أبناء حركة النهضة من مواقعهم المختلفة في ساحات البلاء ، في السجون والمنافي، والمحاصرين في وطنهم الحبيب، يرفعون الى ربهم آيات الثناء على آلائه  تبارك وتعالى أن بلّغهم رمضان ووفقهم الى صيامه وقيامه راجين منه تعالى القبول والرضوان والعتق من النيران .كما يتوجهون بأخلص التهاني بعيد الفطر المبارك  لمواطنيهم الاعزاء ، مبتهلين إلى الرحمن الرحيم أن يعيده عليهم وعلى سائر أبناء أمة الاسلام بالخير والبركة والهدى والتقى والعفاف والغنى والسلامة في الدين والدنيا والأهل والأولاد، ذاكرين الله شاكرين نعماءه، صابرين محتسبين، مستبشرين بفجر جديد تشرق فيه شمس الاسلام والحرية على الأمّة وقد انداحت  صحوتها المباركة  ، بالمزيد من التوبة والاستقامة واجتناب الفواحش والمنكرات وتعززت صفوف أحرارها لدحر الظلم، وتوثقت بين  فئاتها  روابط لأخوّة والمحبّة والتعاون على البرّ والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح لكلّ مسلم، فتتهيّأ لنوال موعودات الله بالرضوان والجنة والنصر {ياأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب  أليم :تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار  ومساكن طيبة في جنات عدن ، ذلك الفوز العظيم . وأخرى تحبّونها نصر من اللّه وفتح قريب، وبشّر المؤمنينّ‏}الصف 10 و11 رجاؤنا في الله القدير الرحيم أن يعيد العيد على امة الاسلام على حال خير من هذا ، وقد انكشف الاحتلال عن أرض العراق وافغانستان والصومال وفلسطين، وتهاوى الحصار عن غزة الشامخة، وانطلقت على الجبهة الداخلية مسيرة التحول الديمقراطي المختنقة، فتزحزحت كوابيس الظلم المخيمة على أمة العرب، فافرغت السجون، وانطلقت الالسن بكلمة الحق آمنة ، وتواصلت صفوف الاحرار أكثر ، فضاقت الهوة بين الشعوب والحكام، وتصالحت تونس الحبيبة، فاتسع صدرها في رحابة لكل ابنائها دون حيف ولا تمييز، وفي طليعتهم سجناء العشريتين يتقدمهم الدكتور صادق شورو وصحبه الابرار، ومن لحق بهم من شباب الصحوة الاخيار. اليهم جميعا والى أسرهم الصامدة التحية والتقدير. فكلّ عام أيها الاحباب وأنتم بخير، ما دمتم كادحين مصابرين مستبشرين.كلّ عام وفلسطين صامدة والأمّة من ورائها ظهير، لتحرير الأقصى الاسير وكل ارض محتلة من رجس الاحتلال، وتحرير إرادتها من الطغيان ،كادحة  – بهمم لا تكل وقلوب لا تمل -إلى ربّها كدحا ، في انتظار واثق بوعده تبارك وتعالى بإحدى الحسنيين  {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنياويوم يقوم الأشهاد}.غافر50 30رمضان1429 راشد الغنوشي
رئيس حركة النهضة


بعد إضراب بـ70 يوما عن الطعام بريء يموت متمسّكا ببراءته

 

 
نشرة الصحبي صمارة في قضايا المواطنة, 2008/09/28 أنيس بن عبد السلام بن محمد بن قاسم الشوك، من مواليد سنة 1980 ، لم يستخرج بعد بطاقة تعريف وطنية، عامل يومي وعاطل أغلب الأحيان، يقطن مع عائلته بنهج الناظور بمعتمدية دار شعبان الفهري من ولاية نابل (60 كلم شمال شرقي العاصمة تونس). في لقاء لـ »كلمة » مع عائلة أنيس كانت الدموع أكثر وسائل التعبير حضورا في أعين أفراد أسرته التي لم يندمل جرحها بعد، ولم نتمكّن من أخذ كلمة واحدة من أمّه لأنّ وضعها الصحّي لا يحتمل، أمّا والده فقد فضّل مغادرة المنزل. شقيق أنيس، محمّد الشوك، حدّثنا عن تفاصيل الحادثة التي أودت بحياة شقيقه الأصغر. <!–[endif]–> شهادة زور تحت التعذيب تعود أطوار القضية إلى ليلة 7 مارس الماضي عندما كان الشبان سامي الغضبان ونزار كوتي وهيكل ولد العبري في منطقة تسمّى الراقوبة من منطقة دار شعبان يحتسون قهوة ومرّ من أمامهم رجل في الستين من عمره يقود سيارة مرسيدس من النوع الفاخر كان يغادر دار شعبان، بعد زيارة لمنزل قريبه، باتجاه منزل تميم. كانت الساعة في حدود العاشرة ليلا عندما طلب من الشبان دلّه على الطريق إلى منزل تميم التي ظلّها بعامل الظلام فعرض عليه سامي مصاحبته إلى الطريق الرئيسي لأنّه سيسلك نفس الطريق لإيصال عشاء العامل بمزرعتهم. وفي الطريق قام سامي بتحويل وجهة الشيخ بسكين وافتكّ منه هاتفه الجوّال وسلبه أمواله ومفاتيح سيارته. عاد المعتدى عليه إلى منزل قريبه الذي يعمل في الولاية واصطحبه إلى مركز الشرطة بعد الاتصال برئيس فرقة الشرطة المسمّى نبيل رمبو لمعرفته به. في مركز الشرطة عرض على المعتدى عليه صور لبعض المنحرفين ذوي السوابق فتبين صورة سامي الذي اعتدى عليه وأدلى بأقواله مفصّلة إلاّ أنّ رمبو طلب منه العودة في وقت لاحق لأنّه سيعرف كيف يأتي بالمجرم. وسرعان ما تمّ القبض على سامي في نفس الليلة ونزار بعده بيومين واعترف سامي بما نسب إليه ليودع في السجن فيما خضع نزار إلى التعذيب حتّى ذكر اسم من يجالسه وهو ابن خاله أنيس الشوك الذي لم يكن حاضرا ليلة الحادثة. ورغم أنّ القائم بالفعل موقوف فإنّ رمبو قرّر توسيع دائرة المتهمين ليقحم فيها من يريد. وهو ما جعله يصرّ على إقحام أنيس الشوك في القضية لأنّه طلب منه في أكثر من مرّة أن يقوم بدور المخبر لديه فرفض. سلّم أنيس الشوك نفسه إلى الشرطة بعد خمسة عشر يوما من الحادث دون أن يبلغه استدعاء رسمي مكتوب وتمسّك ببراءته مطالبا بإحضار المعتدى عليه ليشهد بأنّه لم يشارك ولم يكن حاضرا ليلة الحادثة. ولكن رمبو لم يصغ إليه بل أوقفه بتهمة تحويل وجهة واستعمال العنف والسلب وهي تهم خطيرة للغاية. وأوقف الشاب أنيس فيما لم يستدع المعتدى عليه للمكافحة نظرا إلى أنّ ابنه يعمل ضابطا في الأمن فلا داعي لأن يكون حاضرا ليثبت براءة هذا ويدين ذلك، المهم أنّ هاتفه وأمواله وسيارته عادوا إليه. أمّا بمنطق أجهزة الشرطة فإنّ كلّ قضية لها متهم ولها ضحية ولا مشكل إذا وقع خطأ جعل من البريء متهما أو من المتهم متهمين أو ثلاثة، المهم أركان القضية، شكلها. رحلة البحث عن دليل البراءة تنتهي بالموت عند زيارة أنيس في السجن من طرف شقيقه أعلمه بأنّه بريء وبأنّ دليل براءته مرهون بحضور المعتدى عليه فقام الشقيق الأكبر بتوكيل محام لشقيقه ومنحه تسبقة مالية على أتعابه ولكنّ المحامي لم يحرّك ساكنا ولم يتّصل حتى بموكّله ولم يزره. من داخل السجن تمسّك أنيس بدليل براءته ولم يصغ إليه أحد فدخل في إضراب عن الطعام حتى يستدعي أنظار المسؤولين. أمّا شقيقه فقد اتصل بمركز الشرطة ليحصل على عنوان المعتدى عليه الذي هو دليل براءة شقيقه لكن شرطة دار شعبان رفضت منحه العنوان. فعاد بعد 15 يوما ليزور شقيقه المتلهّف لبراءته ويعلمه بعجزه عن الوصول إلى الرجل الذي لم يعرف عنه سوى اسمه (محمد بن حسين). واستمرّ أنيس في إضرابه عن الطعام منذ 15 ماي إلى أن توفّي يوم 29 جويلية وكان طلبه الوحيد دائما هو إحضار المدّعي أو ملاقاة الوكيل العام ليطالبه باستدعاءه. ولم يسمح لأنيس بمقابلة الوكيل العام إلاّ بعد 15 يوما من الإضراب عندها عرض مشكلته على الوكيل العام الذي اشترط عليه إيقاف الإضراب حتّى يساعده على إتمام ملفّ القضية في الوضع العادي لكنّ أنيس أصرّ على مواصلة الإضراب وأعلم الوكيل العام أنّه لن يتوقّف عن الإضراب وسينتظر أن يتدخّل لتثبيت براءته وهو في وضعية المضرب. ولم يتمكن محمد شقيق أنيس من الزيارة طيلة خمسة أسابيع لأنّ إدارة السجن كانت تردّ عليه بأنّ شقيقه رافض للزيارة، فيما كانت الحقيقة أنّ إدارة السجن ترفض السماح له بالزيارة لأنّه في إضراب ولأنّ صحته متدهورة جدّا. الشقيق أصرّ على مقابلة شقيقه وقابل مدير السجن محتجّا ومتمسّكا بحقّه في الزيارة وتسنّى له رؤيته في ممرّ خاصّ حيث استقبله وهو محمول بين أيدي أعوان السجن عاجزا عن الوقوف على قدميه وقد هزل جسده حتّى بدا وكأنّه ميّت. يقول محمد الشوك شقيق أنيس وهو يقسم والدموع تكسو وجهه أنّه عندما رأى شقيقه لم يستطع معرفته وتبيّنه لفرط ما أصبح عليه من هزال وعجز وقد بلغ وقتها 45 يوما من الإضراب عن الطعام دون ماء. ويضيف أنّه ترجّى مدير السجن ليتدخّل ويطلب له سراحا أو أن يسمح له برؤية الوكيل العام مرّة أخرى وبالفعل تمّ التوجّه بمطلب سراح إلى الوكيل العام ولكنّه رفض رغم معرفته بتفاصيل وضعية السجين. واستمرّ أنيس في إضرابه متمسّكا بخيار من اثنين إمّا أن تثبت براءته أو أن يموت في سبيلها. في هذه الأثناء وطيلة هذه الفترة لم يكلّف المحامي نفسه ليقوم بأيّة خطوة في الدفاع عن موكّله ولم يزره ولو مرّة، بل إنّ الأمر بلغ حدّ ادعائه أنّه زار السجين فيما يؤكّد شقيقه أنّه لم يفعل ذلك بالمرّة وأنّه لم يحرّك ساكنا. محمّد الشوك توجّه في تلك الأيام بمراسلات إلى رئاسة الجمهورية يوم 24 جويلية وإلى وكيل الجمهورية وإلى الهيئة العليا لحقوق الإنسان بعد أن أدخل أنيس إلى مستشفى الحبيب ثامر بتونس العاصمة يوم 20 جويلية وبعد أن أصبح في حالة غيبوبة دائمة جرّاء بلوغه مدّة 65 يوما من الإضراب عن الطعام. وتوفّي أنيس الشوك يوم 29 جويلية المنقضي في المستشفى فحاولت إدارة السجن التفصّي من المسؤولية إذ لم ترسل ملفّه السجني معه ولم تقدّم تفاصيل عن ظروف وأسباب إضرابه بل تمّت دعوة عائلته إلى حمل الجثّة غير أن البعض من الحقوقيين تمسّكوا بإحالته على الطبيب الشرعي وقدّمت الأستاذة إيمان الطريقي المحامية مطلبا لوكيل الجمهورية الذي سمح بتشريح الجثّة ليثبت أسباب الوفاة وليغادر المستشفى مصحوبا بوثائق تثبت أنّه جاء من السجن في حالة ميؤوس منها. أمّا يوم الدفن فيؤكّد أهالي دار شعبان أنمّه كان أشبه بأيام الحشر لأنّ جميع متساكني المعتمدية وفدوا لتشييع جثمان الشاب الذي تواترت أخبار إضرابه عن الطعام على الأهالي لأكثر من شهرين. ورفعت بعض الشعارات التي تحتجّ على الظالم والقهر من قبل الآلاف من المشيعين من الشباب، لكن لم يشاهد أثر لأي عون من أعوان الشرطة في ذلك اليوم بالمنطقة ربّما خوفا من مصادمات كان من المؤكّد أنها ستقع بينهم وبين الغاضبين من المشيّعين. غادر أنيس الشوك الحياة بعد إصرار كبير على براءته وبعد لجوئه إلى إضراب مفتوح عن الطعام حتّى النهاية رغم أنّه ليس ناشطا سياسيا وليس حقوقيا ولا إعلاميا ولا مثقّفا ولكنّ إيمانه بعدالة قضيّته جعله يتمسّك بحقّه في الدفاع عنها. ولأنّ السلطات في تونس أصبحت تتعامل مع القانون ومع مصائر الناس بلامبالاة قاسية فإنّ إضراب الجوع أصبح الحلّ بأيدي الجميع، من المسيّسين إلى البسطاء والعاديين من المواطنين، وأصبح أداة من بين أدوات التعبير عن رفض الظلم والقهر وإدانة هذا الصمم الذي تمارسه السلطات بكل عنجهية مزدرية حقّ الناس في العدالة والحرية والحياة ومعوّضة قوّة القانون بقانون القوّة. فهل من سبيل لإنصاف البريء حتّى بعد موته؟ هل تستدعي الشرطة التي نسجت التهمة لشاب بريء وهو على قيد الحياة لتبرّئه منها وهو ميّت؟ هل يتمّ استدعاء رئيس فرقة الشرطة نبيل رمبو والمعتدى عليه والمحامي المتخاذل ومدير سجن مرناق ليثبتوا براءة أنيس الشوك وليحاسب منهم من أخطأ ودفع بشاب في الثامنة والعشرين من عمره إلى الموت ؟ أم أن تطبيق القانون يقف عند حدود الإدانة والعقاب ولا يتجاوزهما إلى البحث عن الحقيقة؟
 (المصدر: موقع مجلة ‘كلمة’ (اليكترونية محجوبة بتونس) بتاريخ29  سبتمبر 2008)

النشرة الأخبارية 28 سبتمبر

 

 
 
نشرة الصحبي صمارة في النشرة الاخبارية, 2008/09/28 المفاوضات الاجتماعية بعد العيد من المنتظر أن ينطلق أكثر من 50 قطاعا خاصّا في المفاوضات الاجتماعية القطاعية بين الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة واتحاد الفلاحين وممثّل عن الحكومة في الأسبوع القادم علما وأنّ كلّ قطاع يخوض مفاوضاته بمفرده مع النقابات التي تشمل العاملين فيه.  ويبلغ عدد العاملين في القطاعات الحكومية بين الوظيفة العمومية والمؤسسات الحكومية 600 ألف عامل فيما يتجاوز عدد العاملين في القطاع الخاص بمختلف أصنافه ومجالاته المليوني عامل. هذا وقد تسلّم أغلب العاملين في قطاع الوظيفة العمومية في اليومين الماضيين التسبقة التي أقرّها رئيس الدولة قبل بداية رمضان على حساب الزيادة في الأجور بعنوان سنة 2007، واعتبر البعض أنّ التسبقة التي تأتي في فترة المفاوضات حول زيادة السنوات الثلاث القادمة 2008 ـ 2010 ليست بمقاييس الزيادة الكبيرة في الأسعار فيما عبّر بعض النقابيين عن تخوّفهم من أن تكون الزيادات الفعلية للجولة الحالية من المفاوضات لا تعادل الزيادة في الأسعار وهو ما قد يؤدّي إلى انهيار كبير في المقدرة الشرائية للمواطن خصوصا وأنّ التحرير المفرط للأسعار والاندماج في الانفتاح الاقتصادي قلّصا من سياسة مراعاة المقدرة الشرائية وأصبحا مصدرا لاتساع رقعة الفقر والمديونية وفرض على عديد الشرائح نوعا من التقشّف في العديد من الضروريات. واقترح الاتحاد العام التونسي للشغل زيادة بـ 8،5 بالمائة فيما لم تتجاوز النسبة المقترحة من الدولة 3 في المائة. وهو ما يتطلّب مجهودات جبّارة لتقريب المقترحات التي تقاس كمّيا حيث بلغ المبلغ المقترح من الدولة 400 مليار توزّع على ثلاث سنوات وهو رقم لا يمكنه تلبية معدّل الزيادة المقترح من منظّمة الشغيلة، غير أنّ أوساطا نقابية قالت أنّ الدولة تستعدّ لتقديم إضافة على هذه الزيادة لكنها لن تكون في الحجم المأمول.     ولكن تؤخذ الدنيا غلابا تمنّت البارحة الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أن يوقف الرئيس المصري حسني مبارك التتبّعات القضائية في حقّ إبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة الدستور المستقلّة الذي قضى الحكم الابتدائي عليه بستة أشهر سجنا وبقي في حالة سراح إلى موعد اليوم 28 سبتمبر ليبتّ في الحكم أمام محكمة شمال القاهرة الابتدائية. وقرّرت المحكمة بجلسة الجنح والمخالفات المستأنفة بالسجن النافذ شهرين على إبراهيم عيسى الذي نشر مقالا يتحدّث فيه عن سفر الرئيس المصري حسني مبارك في حالة مرض وهو ما يتناقض مع طينة الرؤساء والملوك العرب الذين لا يمرضون ولا يموتون. حيث مثّل هذا الخبر نوعا من التآمر على أمن دولة مصر العربية كغيره من الأخبار التي تتآمر على أمن دولنا العربية. تمنيات الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان البارحة أجهضها صباح اليوم القاضي حسام الجزاوي الذي حوّل رئيس تحرير الدستور إلى السجن ضريبة نشره للخبر. وعلى هذا الأساس نجحت السلطات المصرية في الالتزام ببيت الشعر الشهير  » وما نيل المطالب بالتمنّي ، ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ». وسجنت الحكومة المصرية رئيس تحرير الدستور اليوم بعد أن أوقفت الأربعاء الماضي الصحفي الشاب حسام الوكيل مراسل الدستور واعتقلته. ويبدو من الواضح أنّ النظام المصري يقوم بحملة استهداف لجريدة الدستور ذات التوجّه المستقلّ وأهم المنابر الإعلامية المنتقدة لسياسته.   الجزائر، معدّلات ثراء وفساد أعلن وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل اليوم خلال زيارته إلى ولاية سكيكدة (500 كلم شرق العاصمة الجزائر) أنّ عائدات بلاده من المحروقات ستناهز 80 مليار دولار هذا العام. يذكر أن احتياطي الجزائر من العملة الصعبة بلغ إلى حدود جوان المنقضي 133 مليار دولار. هذا وتبلغ نسبة الفقر في الجزائر حوالي 40 بالمائة من السكان. ويفسّر الملاحظون هذا التباين بانتشار الفساد حيث تراجعت الجزائر في الترتيب الدولي لمؤشّر مقاومة الفساد من المرتبة 80 إلى 92 .   تداعيات انفجار دمشق وصفت السلطات السورية الانفجار الذي جدّ أمس أمام أحد المراكز الأمنية وأسفر عن مقتل 17 مدنيا بالإرهابي، أمّا عن هوية منفّذي التفجير فقد أفادت مصادر صحفية قريبة من النظام السوري أن قائمة المستفيدين من هذا التفجير تبدأ بإسرائيل ولا تنتهي بالمتشدّدين الإسلاميين. ونفت إسرائيل من جهتها ضلوعها في مثل هذا النوع من العمليات متهمة إيران بالوقوف وراء العملية. ويذكر أن التفجير يأتي ضمن سلسلة من الأحداث الأمنية التي هزّت دمشق هذا العام والتي بدأت باغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية في فيفري الفارط يليه اغتيال مسؤول الارتباط بين القصر الرئاسي والأجهزة الأمنية العميد محمد سليمان. وتأتي هذه التفجيرات متزامنة مع لقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلّم مع نظيرته الأمريكية كوندوليزا رايس والذي يندرج ضمن الانفتاح الغربي على سوريا بغرض فكّ الارتباط بينها وبين إيران، كما يتزامن أيضا مع استنفار القوات السورية على الحدود الشمالية للبنان تحسّبا لأيّ هجمات من المجموعات السلفية كما صرّحت دمشق.  
 (المصدر: موقع مجلة ‘كلمة’ (اليكترونية محجوبة بتونس) بتاريخ28 سبتمبر 2008)

وفاة المناضل اليساري جورج عدة

 

 
نشرة ظافر عطي في أخبار, 2008/09/29  توفي مساء اليوم المناضل اليساري الكبير جورج عدة عن سن تناهز 92 سنة ولد جوج عدة في سبتمبر 1916 في العاصمة تونس اعتقل لاول مرة في سبتمبر 1935بعد انتمائه لاحدى مجموعات المقاومة السرية ليطلق سراحه في افريل 1936وينتخب امينا عاما للحزب الشيوعي التونسيفي غرة جوان من نفس العام وقد واصل تقلد مهام قيادية فيه الى حدود سنة 1957 حيث اشرف فيه على جريدة المستقبل التونسي النطقة بالفرنسية تم وضعه رهن الاقامة الجبرية في افريل  1940في زغوان ثم باجة لينتقل بعدها للجزائر في 31 نوفمبر 1943وينفى بعدها في رمادة رفقة قياداة الحركة الوطنية من سنة 1952 حتى سنة 1955ويواصل بعدها النضال من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتمعية في داخل الحركة الحقوقية والنقابية والسياسية في تونس.  
(المصدر: موقع مجلة ‘كلمة’ (اليكترونية محجوبة بتونس) بتاريخ29  سبتمبر 2008)

تونس في 29 سبتمبر 2008 حركة التجديد تنعي المناضل الكبير جورج عدّة

 

تنعي حركة التجديد المناضل الوطني الكبير جورج عدّة الذي فقدته الحركة التقدمية والديمقراطية يوم 28 سبتمبر 2008. وقد ولد الفقيد بتونس العاصمة يوم 22 سبتمبر 1916 وكان أحد أبرز قادة الحزب الشيوعي التونسي. شارك مشاركة متميّزة في مقاومة الاستعمار وعرف السجون والمحتشدات منذ الثلاثينات ونال وسام الاستقلال. واصل جورج عدّة مسيرته النضالية من أجل الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان متفانيا في نصرة القضايا العادلة في تونس وفي العالم. كما ناضل نضالا فعّالا من أجل العدالة الاجتماعية مع مكونات المجتمع المدني والاتحاد العام التونسي للشغل واضعا كفاءاته العالية في خدمة العمل النقابي والاجتماعي والدفاع عن حقوق الأجراء والفئات الشعبية الواسعة. وإذ تتقدم حركة التجديد ومناضلوها بأحر التعازي إلى إبنته وأحفاده وكافة أفراد عائلته، فإنهم عاقدون العزم على مواصلة النضال بنفس الإرادة والمبادئ والقيم التي سخّر المرحوم حياته كاملة للنضال من أجلها. أحمد إبراهيم الأمين الأول لحركة التجديد  

وداعا جورج عدّة

 

بعد صراع مع مرض عضال فارقنا مساء أمس المناضل الشيوعي جورج عدّة عن سنّ تناهز الـ92 سنة، وهو يعدّ من أبرز رموز الحركة الشيوعية في تونس. تميّز الفقيد بانحيازه للعمال والكادحين في بلادنا وانتصاره لقضاياهم، حيث أنجز عديد المقالات والدراسات القيّمة حول الأجور والمقدرة الشرائية للأجراء، وتميّز أيضا بدفاعه المستميت على الحريات. أمّا على المستوى العربي فقد عُرف بمساندته للقضية الفلسطينية ودفاعه على الدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية على أنقاض الكيان الصهيوني الذي يعتبره زائلا لامحالة، وذلك على غرار ما عرفه نظام الميز العنصري في جنوب إفريقيا، وكان قد انتقد اتفاقات أوسلو التي اعتبرها خطوة خاطئة. موكب الدفن سيقع غدا على الساعة الثالثة بعد الزوال بالفضاء اللائكي بمقبرة بورجل بالعاصمة.  
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 29  سبتمبر2008)  

 إضراب جوع واعتصام بالقصرين

 

أمام استفحال أزمة البطالة وتدهور الأوضاع المعيشية بجهة القصرين والوقوف بالملموس على زيف الوعود الإستهلاكية المروجة في المجالس الجهوية بالأمس القريب لفائدة الشباب دخل يوم الأربعاء 24 سبتمبر كل من عادل قسومي (مجاز) وقيس عتوري (باكالوريا) ولطفي قسومي والعليمي عيشاوي ولطيفة عيساوي (فنيين سامين) في اعتصام وإضراب جوع بمقر الإتحاد الجهوي للشغل بالقصرين وقد حاول بعض أعضاء الإتحاد إخراجهم عنوة إلا أن الشبان المذكورين تشبثوا بحقهم في الشغل وإيصال صوتهم للنقابيين والإحتماء بدار الإتحاد في جهة اكتوت طويلا بالفقر وانعدمت فيها كل منابر التعبير عن الرأي وانسدت فيها كل الآفاق ولم يبق أمامهم إلا المخاطرة بحياتهم من أجل الحق الطبيعي والمقدس الشغل. هذا ويتواصل إضراب الجوع عشية العيد لليوم السادس على التوالي وسط لامبالاة تامة من البيروقراطية النقابية وطنيا وجهويا وتجاهل من السلط الرسمية في فترة دقيقة وحساسة من المفروض أن تغمر فيها الفرحة والسرور أسر هؤلاء الشباب الذين لم يحضوا بالمساندة المنتظرة إلا من قبل عائلاتهم وعدد ضئيل من النقابيين لا يترجم ما تزخر به الجهة من الطاقات النضالية. لكن يبدو أن الحسابات الخاصة لبعضهم والخشية من ردّة فعل السلطة والبيروقراطية للبعض الآخر واهتزاز المعنويات وترك الأمور للعفوية القاتلة هي التي تسيطر الآن على الجميع. فعسى أن تكون فترة ما بعد العيد أفضل للمضربين والمعتصمين وللحركة الإجتماعية بالجهة، وما على النقابيين الديمقراطيين إلا تحمل مسؤولياتهم كاملة وبكل جرأة من أجل الدفاع عن حق الشغل سواء تعلق الأمر بالمنخرطين باتحاد الشغل أو بغيرهم، إذ البطالة الطاحنة ليس لها وطن ولا جهة ولا فئة أو شريحة، كما ليس للنضال حدود مصطنعة أو تصنيفات وهمية. ويعدّ هذا الإضراب عن الطعام الثاني من نوعه في أقل من شهر، حيث شنّ ثلاثة أساتذة من المعطلين من أصحاب الشهائد وهم محمد الناصر الرحيمي (أنقليزية) والصادق السايحي (فرنسية) واسماعيل الغرسلي (عربية) إضراب جوع واعتصام بمقر الإتحاد الجهوي للشغل بالقصرين يوم الخميس 28 أوت الفارط للمطالبة بحقهم في الشغل. وبعد أن أغدقت عليهم السلط الجهوية وعودا كاذبة بالتشغيل، عمد الإتحاد الجهوي إخراجهم من المقر ورمى بهم على قارعة الطريق. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 29  سبتمبر2008)

رسالة مفتوحة إلى عناية الإخوة أعضاء المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي جامعة سوسة تستغيث فهل من مغيث ؟؟؟؟؟

 

بقلم: ملاحظ الحزب الديمقراطي التقدمي.
لا يختلف الفلاسفة كثيرا حول تعريف السياسة على أنها فن إدارة المجتمع وهي في البلدان المتقدمة تنافس على البرامج ومشاركة لجميع الأحزاب في تسيير دواليب الدولة وهي كذلك انتخابات شفافة ونزيهة ومساءلة متواصلة للفريق الحاكم وإعلام حر يسلط الضوء على أمهات القضايا ويراقب عمل السلط ، أما في البلدان النامية خاصة إذا كانت حديثة العهد بالاستقلال فهي تسلط وانفراد بالرأي مما يجعل العلاقة بين الحاكم والمحكوم علاقة دائمة التوتر والتشنج وهو ما يجعل السلطة منغلقة على نفسها باستمرار والمعارضة مطالبة دائما بهامش أكبر من الحريات وفصل حقيقي بين السلط واستقلال تام للقضاء. وهي في الحقيقة أهم المطالب التي ما انفك الحزب الديمقراطي التقدمي التونسي ينادي بها منذ زمن غير بعيد، وهي أيضا نفس المطالب التي تبنتها النخبة المثقفة والتي دفعت بعدد غير قليل من المناضلين إلى الانخراط في صفوف هذا الحزب العريق لأنهم اقتنعوا بمبادئه وآمنوا به وبقيادته الحكيمة المعتدلة التي أخذت على عاتقها النضال من أجل مستقبل أفضل لأنها اعتبرت أن واجبها الوطني يملي عليها حمل مشعل الحرية والديمقراطية. إلا أن المثير للانتباه والمفزع في آن واحد ما الذي يدعو مناضلين تشبعوا بمبادىء هذا الحزب إلى الانسحاب انسحابا جماعيا من جامعة سوسة الفتية في الوقت الذي يستعد فيه الحزب لخوض معارك حاسمة في مصير البلاد وبقاء كاتبها العام فردا منفردا متفردا بانفراده ؟ أهكذا يجازي الفرد المتفرد قيادته التي استأمنته على جهة بأكملها ؟ وألا يعد التفريط في المناضلين وتفرقتهم وبالبلاد في أشد الحاجة إليهم ضربا من ضروب الخيانة ؟ لمعالجة هذه الأسئلة المحرجة والمحيرة لابد من وضع الأصابع على موطن الداء. عندما يتجه  » المواطن التونسي  » إلى إحدى المقاهي أو أحد الأماكن العمومية يكاد لا يستمع إلى حديث يدور لا يتمحور حول كرة القدم أو أحد المسلسلات التلفزية أو إحدى المقابلات الرياضية، فلا حديث قط عن الساسة والسياسة وإذا سألت أحدهم عن أخبار الحريات تراه يتململ ويمتنع عن إجابتك متفاديا على حد قوله الخوض في ما هو محرّم، وإذا تراجعت عن السياسة وسألته عن الزيادة في أسعار المواد الغذائية أو المحروقات تلاحظ من خلال ملامح وجهه عدم رضاه عن الأداء الحكومي فتستفسره عن عدم التحاقه بإحدى منظمات المجتمع الأهلي أو أحد أحزاب المعارضة فيطل عليك بإجابته الذهبية الجاهزة وهو الذي لا يعلق عليها الأمل فتجادله الرأي وتقدم له حزبك العريق على أنه أكثر الأحزاب جدية ومصداقية وبعد عناء كبير يدوم أشهر طويلة توجه له دعوة لحضور اجتماع حزبي تنظمه جامعتك فيكلّف نفسه مشقة التنقل إليها ليعاين عن كثب عملية اعتداء بالعنف الشديد قام بها القائد العسكري لجامعة سوسة على أحد أعضاء الجامعة وليكون شاهدا أيضا على أحد قياديي الحزب وهو يذكّر أعضاء الجامعة بأنه يتعين عليهم أن يأتمروا بأوامره لأنه هو من يسدي معلوم الكراء وهو أيضا من قدم مساعدات مالية ضخمة لتأمين بقائه بالحزب فيعتذر ذلك المواطن عن مواصلة الحضور لينصرف إلى شؤونه مقسما أنه لن يعود أبدا إلى السياسة بعد شريط الرعب الذي شاهده. وحتى لا نبتعد كثيرا عن موضوعنا الأصلي محل هذه الدراسة نواصل الحديث عن جامعتنا المنكوبة بالقول أن ما حدث لهذا المواطن المسكين لا يعد إلا مثالا بسيطا عن الوضع الذي أصبحت تتخبط فيه الجامعة منذ أشهر حيث ما زال أحد المواطنين يحفظ لها ولثوريتها كيف قام قائدها العسكري بمحاولة الاعتداء بالعنف على أحد الأعضاء بمقهى بسوسة متفوها بعبارات يعاقب عنها جزائيا هذا فيما يتعلق بالملف الذي ارتضينا أن نسميه  » الملف الأخلاقي لجامعة سوسة « . أما فيما يتعلق بنشاطها الثوري حدث فلا حرج أو حدث حرج سيما عندما يلجا طلبة عزل إلى جامعة مناضلة ويقوم قائدها العسكري بأمر من أحد القياديين بالحزب بتفرقة المتجمهرين أمام مقر الجامعة معربا لهم عن شديد أسفه وبالغ حسرته لعجزه وعدم استعداده لقبول تلك الجموع الغفيرة بالمقر لأن قوات الأمن مشكورة حاصرت المقر من كل جانب. وفي هذا السياق بالذات نقول أن طلبة كليتي الحقوق والآداب بسوسة مازالوا يتذكرون كيف عبر لهم أحد المدافعين عن الحق في الحياة عن رفضه الشديد واعتراضه الكلي على قيام ثلة من المناضلين يتزعمهم منشط شباب الجامعة المطرود منها ظلما وعدوانا للمطالبة بإطلاق سراح طلبة، وعندما أعوزته الحجج لثنيهم عن مواصلة الإضراب وبعدما هددهم بطردهم من المقر باعتباره متمتعا بحق الانتفاع بالمحل وهو من يسدي شهريا معلوم الكراء قام بالاتصال بهم هاتفيا حتى يقنع أسياده الذين وعدوه بسلطة التشريع غير الشرعية بأنه من عملية الاضراب هو بريء. إلى جانب هذه الأنشطة النضالية التي كانت والحق يقال مساندة للقضايا الجهوية والوطنية قامت جامعة سوسة في الآونة الأخيرة بتنظيم عدة ندوات أصيبت كلها بالشلل لعجز الجامعة عن تجميع أكثر من عشرة أشخاص وهو ما أدى إلى إصابة قائدها العسكري بانهيار عصبي حاد خاصة بعد المعركة حامية الوطيس التي دارت بينه وبين أحد القياديين البارزين بأموالهم ومزايداتهم الرهيبة من غير البارزين بنضاليتهم وتضحياتهم الأمر الذي استدعى تسليم المفاتيح للقيادي غير البارز وغلق المقر لمدة قاربت الثلاثة أشهر واعتزال جامعة سوسة السياسة. وفور علم المكتب السياسي بالإعصار الذي اجتاح سوسة قرر في جلسة طارئة إرسال أمينته العامة إلى البيت الأسود حتى تستأنس بتجارب الأمريكيين والصهاينة في مجال نشر الديمقراطية وتصدير الحرية،  وبعد مباحثات ومشاورات جدّ عسيرة مع مسؤولين بالخارجية الأمريكية متخصصين في شؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا اتفقوا على إرسال موفد خاص إلى سوسة المجيدة ويا ليتهم ما فعلوا ؟؟؟؟؟ فقد زادوا الإعصار إعصارا لأن الخطة الأمريكية وإن نفذت تنفيذا دقيقا إلا أنها لم تفلح في معالجة الوضع بل زادته تعقيدا على تعقيد حيث كلف الموفد الخاص نفسه مشقة التنقل إلى سوسة عبر القطار حتى يجنب جماعته قتل الإبل إلا أنهم هذه المرة لم يقتلوا الإبل بل قتلوا الأمل. إذ كيف يمكن أن نفسر أن الموفد الخاص انتقل إلى سوسة لمعالجة الأوضاع المتفجرة بين الأطراف المعنية وهو الذي اجتمع سرا مع البعض دون علم البعض الآخر، أقدم إلى سوسة للصلح والمصالحة أم للتخطيط لعملية إرهابية أو السطو على بنك ؟ بكل إلحاح وعفوا عن التدخل السافر في الحسابات السياسية الضيقة ندعو الأمينة العامة إلى القيام بتحقيق جدي وسريع والتصدي بشجاعة واقتدار وعزم وثبات إلى المؤامرة الخطيرة التي يخطط لها المدافع عن الحق في الحياة والمعتدي على حق جامعة سوسة في البقاء.  
 
وعيدا سعيدا أعاده الله عليكم  بالخير واليمن والبركة والصلاح          ملاحظ الحزب الديمقراطي التقدمي للتفاعل والتضامن مع أحداث جامعة سوسة المنكوبة نرحب بجميع ملاحظاتكم ومقترحاتكم على البريد الالكتروني:observateurdupdp@gmail.com

الفقه الديني في المواجهة السياسية : الحالة التونسية

 

مرسل الكسيبي بعد قراءة عنوان مقال كتبه أحد الأساتذة المحامين الذين أكن لهم على مستوى الانضباط الأخلاقي والروحي والتربوي بكبير الاحترام , أصبت بكبير الصدمة والاعراض عن قراءة بقية ماورد في مضمون وجوهر النص , اذ حمل العنوان شارة عقدية مشحونة بفقه ظاهر القران دون مراعاة ضوابط  التنزيل في مواجهة واقع تونسي عروبي واسلامي مهما توغل البعض في تأويل مفاصل الخصومة السياسية … بمثل هذه الاية القرانية الكريمة ‘وماأمر فرعون برشيد ‘ عنون الأستاذ والمحامي الفاضل محمد الهادي الزمزمي مقالا يرد فيه على أحد الاخوة العائدين أخيرا بعد طول منفى الى أرض الوطن … أدركت دون التوغل في مضمون المقال بأننا أمام حركة اسلامية تونسية مازال البعض يمارس فيها السياسة من منطلق التصنيف العقدي وفقه المفاصلة القطبية – نسبة الى سيد قطب رحمه الله تعالى – دون مراعاة خطورة ممارسة العمل العام على أرضية التدافع بين موسى عليه السلام وفرعون رمز الكفر والطغيان … الأستاذ محمد الهادي الزمزمي القيادي البارز في حركة النهضة التونسية المحظورة رجل أشهد له أمام الله تعالى بدماثة الأخلاق وطيب النفس وكبير التضحيات , غير أني أسمح لنفسي بالاختلاف معه في هذا الموضع من منطلق حرصي على تصحيح مسار فكري أضر كثيرا بأصحاب القيم الاسلامية والمتحمسين لمشروعها … لا أجد حرجا في هذا الموضع من اعلان خطورة التعامل مع واقعنا السياسي في تونس من منطلق هذا التصنيف , اذ لايمكن سحب بعض الوقائع المتعلقة بمضايقة أو حرمان المحجبات من حقوقهن في الترسيم الجامعي والدراسي على كامل الفضاء العام , بما يترتب عنه النظر الى الحاكم أو الطبقة الحاكمة كلها من منطلق الموسوية في مقابلة الظاهرة الفرعونية , اذ سبق وأن بينت في مقال نشرته قبل حوالى سنتين بأن رموز الحركة الاسلامية وأعضاءها ليسوا موسى عليه السلام وان كنت أقر لهم بحقهم وحقنا جميعا وحق كل التونسيين في الاقتداء بهدي الأنبياء … اننا في تونس أمام مؤسسة حاكمة لابد أن نلتمس لها كل العذر في ثقل ماورثته من ممارسات وأخطاء بورقيبية مازالت تلقي بظلالها على النخبة والمثقفين , ولقد جائت الارادة السياسية واضحة على مستوى الخطاب الرئاسي في تصحيح الكثير من أخطاء البورقيبية في علاقة الدولة بالهوية الوطنية وتحديدا انتماء تونس للعروبة والاسلام … يدرك الجميع اليوم بأن عملية تصحيح واضحة تطرأ على الفضاء الاعلامي والديني والثقافي في تونس وأن رموز الدولة يتمسكون أحيانا بتطبيق الشعائر والفرائض الاسلامية أكثر من قادة الحركة الاسلامية المعاصرة , ويكفي لنا أن نعلم حجم التزام الكثير من قادة الحزب الحاكم في تونس بقيم الأصالة والاسلام حتى ندرك بأن المشروع الاسلامي ليس حكرا على حزب أو حركة تحتج على الدولة ورسمييها باستعمال الخطاب الديني دون مراعاة ضوابط واليات التنافس السياسي الذي ينبغي أن يترفع عن ورقة التطهر العقدي في مقابلة واقع اجتماعي وسياسي تشقه الكثير من التشعبات … لابد أن نقر بوجود اصلاحات حثيثة في تونس في المجال الديني , ومثل هذه الاصلاحات لم تكن لتر النور لولا موافقة رئيس الدولة شخصيا عليها , اذ تقدم اذاعة الزيتونة للقران الكريم مادة اعلامية وثقافية ودينية عجزت عن تقديمها الحركة الاسلامية المعاصرة في أوج قوتها , كما تتضاعف قيمة الحضور الاسلامي المعتدل في التلفزيون التونسي بما ينعكس ايجابا على ترسيخ هوية المجتمع وانتمائه لفضائه القيمي  , كل ذلك يحصل اليوم في ظل ديناميكية سريعة ومتوازنة تشهدها المؤسسة الحاكمة في تونس … لم يعد الزمان هو ذاك الزمان الذي غادر فيه الأستاذ محمد الهادي الزمزمي تونس حين ألقت سياسة تجفيف الينابيع بظلالها على الدولة وكادت عملية الخلط أن تحصل بين ماهو اسلامي وحركة اسلامية وقعت لتوها – انذاك – في خصومة سياسية وأمنية كانت تونس والمجتمع بأسره في غنى عنها … اليوم تشهد تونس بقيادة رئيسها زين العابدين بن علي عملية اصلاح ويقظة باتجاه مراجعة أخطاء ولت وانتهت , ولاشك أن أمثال الأستاذ المحامي الهادي الزمزمي في حاجة الى مواكبة هذا التطور  ومن ثمة المساهمة بجدية وصدق لايفتقدهما في تجنيب تونس مخاطر التنطع والغلو الذان قد يتهددان الوطن من البوابات الحدودية حيث تتربص جماعات الموت بأمن ونماء منطقة المغرب العربي … انها دعوة صادقة للأستاذ محمد الهادي الزمزمي بحكم ماأكنه له من احترام وتقدير كبيرين من أجل الانضمام الى قافلة الدكتور عبد المجيد النجار في قيادة عملية تصحيح فكري وديني داخل فضاء اسلامي هو أحوج مايكون الى فقه الخير والبناء والمساهمة بدل التمادي في خيارات أو سياسات قادت شباب تونس الى خسارة لاتقدر بثمن برغم ايماني العميق بفقه القضاء والقدر لكن مع تمثل قولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين غادر بجيشه قرية أصابها الطاعون قائلا نحن ‘ نفر من قدر الى قدر الله ‘ … لقد كتبت هذه الكلمات من منطلق الحرص على الصالح الوطني العام وان كنت أقدر بأن عملية التصحيح والاصلاح في تونس الخضراء منطلقة ومستمرة ولاشك لدي في رغبة رئيسها السيد زين العابدين بن علي في اح تضان كل أبناء تونس والوقوف على أقوم المسالك في قيادة الوطن باتجاه مزيد من الرخاء والنماء والعدل عبر معالجة التركة البورقيبية الثقيلة في مجالات الهوية والانتماء العربي والاسلامي لتونس . (*) رئيس تحرير صحيفة ‘الوسط التونسية’ (المصدر: صحيفة ‘الوسط التونسية’ (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 28 سبتمبر 2008)

مع محافظتهم على عادات وتقاليد شهر الصيام التونسيون غاضبون من الجنس في المسلسلات الرمضانية

 

إسماعيل دبارة وإيهاب الشاوش من تونس: ثلاثون يوما هي عمر شهر الصيّام ، تبدو قصيرة للبعض في تونس إلى حدّ وصفها بـ’عُمر العدوّ’ و طويلة متثاقلة لدى البعض الآخر إلى حدّ تمني رحيله في أقرب وقت. ينقضي شهر رمضان للعام 2008 و تضلّ عديد الذكريات راسخة في أذهان التونسيين بايجابياتها و سلبياتها، إيلاف تحاول في ما يلي رصد انطباعات الشارع التونسي عن شهر الصيام الذي يودّعهم تاركا لهم ذكريات محمودة و أخرى مذمومة. غزوة الغشّ أكثر من سبعة ألاف حالة غش تجاري خلال حملات للمراقبة الاقتصادية في النصف الأول فقط من شهر رمضان. هذا ما كشفت عنه منظمة الدفاع عن المستهلك في تونس منذ أيام وذكرت أن اغلب هذه المخالفات سجلت في قطاع الخضر والغلال والتي بلغ عددها إجمالا 22411 مخالفة بينما سجلت 1688 حالة في المواد الغذائية و890 مخالفة في الدواجن والبيض. ظاهرة الغشّ في رمضان أو التحايّل غزت المجتمع التونسي في الأعوام الأخيرة مخلّفة استياء واسعا لدى المواطنين خصوصا مع تفاقمها في شهر الصيام وما يمثله من رمزية روحية و ما يتخلله من دعوات للالتزام الشعائري و العقائدي الصارم في عدّة أحيان. و أشارت أجهزة الرقابة الاقتصادية إلى أن المخالفات ارتفعت خلال العام الحالي بنسبة أربعة بالمائة مقارنة بالعام الماضي، الأمر الذي خلف انطباعا بارتفاعها من عام لآخر على الرغم من الجهود الحثيثة لزجر الظاهرة و الحدّ منها. تقسم المسنّة فضيلة أمام الباعة و المشترين بالسوق المركزية وسط العاصمة بأنها ‘لن تسامح أحد الباعة الغشاشين لا في الدنيا و لا في الآخرة لأنه تحيل عليها و استغلّ ضعف بصرها ليرفع في ثمن الغلال و يرجع لها باقي الحساب ناقص’. ‘اللطف يا ربي حتى في رمضان الكريم يسرقون أموالنا مصيرهم معروف لن تغنيني بضعة المليمات التي أخذها يا ولدي ، تقول لإيلاف بغضب شديد و تضيف، لكن يشعر المرء بالقهر الشديد لما يحاولون استبلاهه بتلك الطريقة.’ و تضحك المسنّة لما اعلمها مراسل ‘إيلاف’ بوجود جهات تهتمّ بتسجيل هذه المخالفات و إنصاف المستهلك الذي يتعرض للغش و تقول:’كلهم متواطئون في الغشّ هل تريدني أن اشتكي من غشني لمن أمره بالغش هذا عبث لا قبل لي به’. حالات الغشّ حسب عدد من التابعين تتمثل في معظمها في رفع الأسعار أو بيع سلع بأثمان لا تتناسب و جودتها. ويمكن للمتجول في أسواق تونس أن يشاهد المشاحنات المتكررة و الملاسنات التي تحوم في معظمها حول العصبية المفرطة التي تميّز المواطن التونسي خلال شهر رمضان ، أو لتعرض بعضهم لحالات الغش فلا تسمع إلاّ:’الله خرب بيتو يغش في رمضان’ ، ‘من غشنا فليس منا’ ، ‘يغش في رمضان الفضيل ما الذي يعده لنفسه و آخرته’.. الخ. وعادة ما تتطوّر تلك المشادات بين الباعة و الحرفاء إلى تشابك بالأيدي و تبادل للكمات بما يدلّ عن مقدار التململ ممن تفاقم هذه الظاهرة داخل المجتمع التونسي. شهوات المواطن أو السلوك الاستهلاكي غير الرشيد الذي يبديه خلال شهر الصيام بدا حسب عدد من المستهلكين ممن تحاورت معهم إيلاف سببا منطقيا ليكثر الباعة من تجاوزاتهم دون أدنى اكتراث بالعواقب. و يقول مراد بوخريص متزوج 52 سنة :’في خضم كثرة الاستهلاك و إقبال التونسي على الغثّ و السمين يجد بعض الباعة المتحررين من أية ضوابط قانونية و أخلاقية فرصة ليتحايلوا على الناس سواء بالرفع في الأثمان و ابتزاز حرفائهم أو بيع بعض المواد غير الصحية و التي تضاف إليها مواد مضرة في الغالب على صحة المواطن’. و يردّ بائع الخضراوات مصباح على التهم التي توجه إلى الباعة بالقول:لست أدري لم يتّهم الباعة لوحدهم و يتصنّع الحريف دوما دورا الضحية ، هم أيضا متورطون في الغشّ ، إذ يستغل الكثير منهم الزحام و العصبية لدى البعض ليتهرّبوا من دفع مستحقات ما يقتنونه و يهربوا دون خلاص بضاعتهم ألا يسمى ذلك غشا؟’ قصص الجنس في المسلسلات هل نحن في تونس بحقّ؟ هل يوجد بيننا شباب بلغ به التحرّر ذلك الحدّ ؟’ تساؤلات أطلقها باستغراب شديد السيّد فاضل الحيدوري 45 سنة ليعبّر من خلالها عن سخط ينتابه كلّما قرر إلقاء نظرة على ما يبثّ في التلفزات الوطنية من مسلسلات برمجت خصيصا لشهر الصيام ، يقول لإيلاف:3 أو 4 مسلسلات متشابهة لا همّ لها سوى التنظير لثقافة الجنس و الانحلال الأخلاقي في شهر مبارك، نسخ متشابهة من دراما لا تعبّر عن حقيقة المجتمع التونسي المحافظ.’ الطالبة رحاب لا توافقه الرأي لمّا قالت:’نعم مسلسلي ‘مكتوب’ على فضائية تونس 7 و ‘صيد الريم’ على قناة 21 يعبّران عن حقيقة الأوضاع في بلادنا، لست أدري لم يتحرّج البعض من طرح موضوع الجنس عبر الإعلام و هو جزء من كياناتنا ولا هوية لنا دونه. أنا سعدت كثيرا لما حاول بعض المُخرجين والمنتجين المتحّررين تجسيد ما يقع من علاقات عاطفية و جنسية في الجامعات و في معاملنا و مصانعنا في شكل تلفزيوني مميّز.’ العلاقات الجنسية بين الطلبة ، و ابتزاز أرباب العمل للعاملات في المصانع، و صراع الأجيال بين الآباء و الأبناء كانت من أهمّ المواضيع التي تناولتها المسلسلات التي بثّت خلال رمضان. و أسالت القصص التي طرحتها تلك المسلسلات حبرا كثيرا على أعمدة الصحف المحليّة التي اختلفت فيما بينها بين مستاء مما قُدّم و مرحّب به. موائد الرحمة…مازالت الرحمة خلال رمضان تزدهر في تونس مظاهر التكافل الاجتماعي والعطاء بين أفراد الشعب حيث تحرص العائلات التونسية على تبادل الزيارات من أجل تدعيم أواصر صلة الرحم وتكريس عمل البر والخير من خلال توزيع الإعانات على الفقراء والمعوزين من الأرامل.إضافة إلى تنظيم القوافل التضامنية وتنظيم ‘موائد الرحمة’ التي تعد السمة المميزة لهذا الشهر الكريم و تنتشر في مختلف جهات البلاد. ومنذ حلول رمضان شرعت 73 مائدة إفطار بمختلف المدن والأحياء التونسية وبحرص من كبار المسؤولين في تقديم وجبات الإفطار و السحور إلى 10 آلاف و600 منتفع من ضعاف الحال وذوى الاحتياجات الخصوصية. ويتطوع عديد الشباب والطلبة والنساء للمشاركة في تنظيم هذه الموائد التضامنية وتامين سيرها في ظروف حسنة بدءا من استقبال المنتفعين وصولا إلى توزيع الوجبات الغذائية على مستحقيها. كما تقبل عديد المؤسسات والجمعيات الخيرية بكثافة على تعزيز هذا المد التضامني وتوفر الموائد التكافلية لمرتاديها وجبات غذائية يومية ذات خصوصية تونسية ومتكاملة من حيث القيمة الغذائية. ويتحصل المكفولون في إطارها فضلا عن عشاء الإفطار على مستلزمات السحور من حليب وتمر وغلال وذلك إلى جانب تمتع أبنائهم بالملابس الخاصة بعيد الفطر. وحرصا على ضمان انتفاع اكبر عدد ممكن من ضعاف الحال بهذه الموائد يتم إيصال وجبات العشاء والسحور إلى منازل الأشخاص غير القادرين على التنقل إلى موائد الإفطار المقدّر عددهم بحوالي 4 آلاف فرد من بين العدد الجملي للمنتفعين وذلك على غرار المسنين وحاملي الإعاقات. رمضان تونس يحافظ على عاداته و تقاليده وقد حافظ المجتمع التونسي على جزء كبير من عاداته و تقاليده التي توارثها ابا عن جدا، و ما تزال شريحة واسعة منه متمسكة، بهذه التقاليد و تسعى لإحياءها في كل مناسبة، و خاصة خلال المناسبات الدينية كرمضان و الأعياد. و لا ينكر التونسي انه متفتح على الحضارات الأخرى، و حداثي بل علماني في احيانا كثيرة، رغم اتهامه من طرف الجهات الدينية المتطرفة ‘بالفسق’ و ‘التفسخ’ و غيرها من النعوت التي يستعملها هؤلاء جزافا و في كل مناسبة لإطفال كل شعلة عقلانية. ورمضان، في تونس هو كذلك ليس شهر الاستهلاك وشهر المهرجانات فحسب، بل هو ايضا، مناسبة لإحياء هذه العادات، مثل تقديم الهدايا للخطيبة، و إقامة حفلات الخطوبة في النصف الثاني من شهر رمضان، و ختان الأطفال ليلة السابع و العشرين من شهر رمضان، و المعايدة و تبادل الزيارات و الحلويات. و يعتبر تقديم هدية للخطيبة او ما يسمى ب’الموسم’ ، ضروريا بالنسبة للعائلات التونسية. فالهدية يمكن ان ترمز إلى حسن النية، و تشبث الرجل بخطيبته، كما انها تعكس الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها. و الهدية لها دور أساسي في تقريب العائلات و التعرف على بعضها البعض. الموسم ودوره في تقريب القلوب تقول نادرة بالحاج لإيلاف’ المهم ليست الهدية في حد ذاتها، و إنما هي في زيارة العائلة و التعرف عليها أكثر. كما ان الهدية تقرب الحبيبين ‘. و تعتقد منيرة باجي ان ‘الموسم’ أمر ضروري، حتى يثبت الرجل انه على حسن نية و انه جاد في طلبه و في حبه لخطيبته.و تضيف محدثتنا’ الى جانب ذلك فإننا لا نستطيع التخلي عن عاداتنا و تقاليدنا التي توارثناها ‘. و تتنوع الهدايا بحسب إمكانيات العائلة، لكنها تصب في خانة ما يمكن ان تستغله المرأة بعد الزواج، و ما ستحمله معها الى منزل الزواج، او ما يسمى ب’جهاز العروسة، و المتكون من لوازم المرأة التي جمعتها قبل زواجها، و من الهدايا التي حصلت عليها، من خطيبها في مناسبات عدة’. كما تختار فئة أخرى من الشباب، إقامة حفلة الخطبة ليلة السابع و العشرين، تبركا بليلة القدر، كما يقول عصام قدور، 33 سنة، الذي التقيناه في احد الأسواق العتيقة بتونس العاصمة. اسواق تتلألأ و يتفنن تجار الأسواق العتيقة خلال هذا الشهر، في عرض بضاعتهم المتكونة من العطورات و الحناء الى جانب سلال الحلوى و اواني الفضة و لوازم الخطبة و الختان بصفة عامة،و يقتصر دور هذه المحلات على بيع الحلوى و القلال، التي تعبأ بالحلوى و المكسرات، و الفواكه الجافة، ثم يقع تكسيرها عندما يختن الطفل وطوال شهر رمضان، تشهد هذه المحلات اقبالا كثيفا. اما في النصف الثاني من الشهر، فتفتح أبوابها بعد الإفطار، لاستقبال العدد الكبير من الزبائن، الذين يفضلون الليل، لاقتناء حاجاتهم.في حين تعرف الأزقة و الأنهج المشكلة للأسواق العتيقة حركة متسارعة الوتيرة، بسبب توافد المصلين الى الجوامج و خاصة جماع الزيتونة المعمور، لأداء صلاة التراويح التي تتواصل الى ساعة متأخرة من الليل. و بالنسبة للجبة التونسية و الشاشية التي يرتديها الأطفال يوم الختان، فتبقى من اختصاص، حرفي الحرير و صناعة الشاشية، و بعض التجار المنتشرين بين ثنايا الأسواق العتيقة. يقول الحاج الشاذلي، تاجر’ انا اعمل في هذا المكان منذ سنة 1946، و الزبائن يأتون من كل مكان لشراء كسوة الختان و ملابس العمرة. و ما زلنا في تونس متشبثين بتقاليدنا و عاداتنا’. اما مراد، وهو أيضا تاجر يبيع لوازم الحج و العمرة و الختان يقول لإيلاف’ بمناسبة الختان مثلا يكون إقبال الزبائن كبيرا. اذ يشترون الجبة و الفرملة و الشاشية التونسية. و خلافا لما يعتقد، أرى ان التونسيين عادوا في السنوات الأخيرة الى الملابس التونسية الأصلية و خاصة خلال هذه المناسبات’. و يقول الحاج محمود، تاجر’ الناس يأتون لشراء السلال و الحناء و البخور و السواك او أواني ماء الورد المطلية بالفضة’. و تقول رقية، إحدى الزبائن التي التقيناها على عين المكان’ جئت الى السوق لاقتناء بعض لوازم خطبة أخي، مثل سلة الحناء او الفواكه الجافة’. لا جذور دينية و خلافا للاعتقاد السائد فإنه لا توجد أي جذور دينية لهذه العادات، بل انها مجرد عادات توارثها التونسيون منذ القدم. يقول الأستاذ سليم بالشيخ، مختص في الشؤون الدينية لإيلاف’ هي تقاليد دخلت العائلات التونسية منذ قديم الزمان،وارتبطت بالعشر الأواخر لشهر رمضان باعتبار انه توجد فيها ليلة القدر. فختان الأطفال يتم في ليلة 27 و احيانا بعض الحفلات العائلية تبركا و تأكيدا على التمسك بالتقاليد’. و بخصوص دور الدين في ذلك يقول بالشيخ’ من وجهة نظر دينية، لا يجب ان يتم الختان بالإشهار. فقط هي مجرد عادات و تقاليد، لا ينكرها الدين لأنها لا تمس منه’. و يفضل التونسيون ختان اطفالهم ليلة السابع و العشرين، فيقيمون بعض الحفالات كالسلامية مثلا التي يتغى فيها المنشدون بالنبي محمد(ص)، و سيرته، كما يتلون القرآن.او يرددون بعضا من اشعار المتصوفة. كما يشرف مسؤولون من الحكومة التونسية، كل سنة على ختان مجموعة من الأطفال، في كل جهات البلاد، و خاصة من ذوي الدخل الضعيف. او من المقيمين بالمستشفيات في دلالة على اطار المد التضامني الذى تشهده البلاد خلال شهر رمضان المعظم، كما تؤكد على ذلك الحكومة التونسية. المصدر: موقع ‘إيلاف’ (بريطانيا) بتاريخ 29 سبتمبر 2008) الرابط:http://www.elaph.com/Web/Reports/2008/9/369773.htm  


تأثرا بمسلسل »صيد الرّيم » الرمضاني وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعامل المدرسين طبقا لنظام معامل قانون72

مراد رقية ان لمن المضحكات المبكيات في سنة خمسينية الجامعة التونسية(1958-2008) وفي سنة الحوار مع الشباب علما وأن نسبة لا بأس بها من الاطار التدريسي الجامعي التونسي هم  من الشباب أن تقدم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا في المستويين المركزي والاقليمي الى عرض ثلاثة زملاء على مجلس التأديب خلال العطلة الصيفية وعلى اتخاذ اجراءات قمعية انتقامية ضد عدد منهم لنشاطاتهم النقابية والحقوقية مما يعتبر تحديا وامتهانا وتطاولا على الجسم التدريسي الجامعي وعلى منظمات المجتمع المدني المخطط لتصفيته والاجهاز عليه،وحتى للأحزاب المعترف بها والممثلة في البرلمان مثلما هو الحال للأخ المناضل رشيد الشملي النقابي الصميم الأصيل والرابطي الفاعل والخبير الدولي في النباتات الطبية الذي أوقف عن العمل لمدة أربعة أشهر مع الحرمان من المرتب؟؟؟ ولعل قيادة المركزية النقابية المتحولة الى وزارة داخلية عمّالية تتحمل مسؤولية مباشرة مع أحزاب المعارضة الديكورية المحتجة هذه الأيام بكامل طاقاتها على عرض المسلسل الرمضاني الآخر وهو مسلسل مكتوب » في ما آلت اليه الأوضاع من خلال الرضى بالدون والقبول بالصمت والرياء وهز البطون وخاصة بالأمر الواقع الرديء الذي أصبح القاعدة وليس الاستثناء أو الشاذ الذي يحفظ ولا يقاس عليه؟؟؟ وتأثرا بمسلسل »صيد الرّيم » الذي يتناول بالأساس شريحة هامة من المجتمع التونسي المغلوب على أمره،المتطاول بامتياز على حقوقه وكرامته وحتى آدميته ممثلة في الطبقة العاملة النسائية وعلاقتها المضطربة اللامتوازنة مع أصحاب مؤسسات قانون72 فان بعض رؤساء الجامعات المعينين من قبل وزارة التعليم العالي برغم انتسابهم الى الجسم التدريسي الجامعي ولعل ذلك يدخل في اطار سياسة « جس النبض » لجأووا الى اعتماد اجراءات جديدة مع افتتاح السنة الجامعية تحت شعار »مزيد من التنكيل واغتصاب الحقوق » تهم مراقبة حضور الأساتذة عبر الزامهم بالامضاء اليومي على ورقة حضور،وكذلك ضبط نسب الغياب في مختلف الحصص  تغليبا للدور الأمني على الوظيفة التدريسية؟؟؟ وتعتبر هذه الاجراءات القمعية التأديبية والتنظيمية –الأمنية تحديا مباشرا للجسم التدريسي الجامعي التونسي فعوض أن تكرّم الوزارة الجامعيين التونسيين في سنة الخمسينية وتحرص على تحصيل حقوقهم من الخزينة العامة عبر مسرحية الاستسلامات الاجتماعية نجد أن الوزارة مدعومة بالمركزية النقابية أدمنت على تعذيب الجامعيين وعلى انتهاك حقوقهم لأنهم ليسوا تونسيين ولا تحق معاملتهم كآدميين  طبقا لشرعات حقوق الانسان برغم تولي شؤون الوزارة منذ سنين من قبل خبراء قانونيين وجامعيين يحقدون على زملاؤهم الذين أصبحوا مضطهدين بسلطة القانون السيادي واسناد المركزية النقابية وصولا لتكريس دولة القانون والمؤسسات في أقرب الآجال الممكنة،فهنيئا للجامعيين التونسيين بهذه المعانات المتجددة من سنة الى أخرى والتي استعصى   علاجها على أساتذة الطب والقانون وعلماء النفس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


 

جريدة الصحافة : عندما تضرب الاعتبارات « الوطنية » للمتزلّفيـن بالمهنيّـة عرض الحائط!؟

 
زياد الهاني
ألقى السيد عبد الوهاب عبد اللّه… وجدد السيد عبد الوهاب عبد اللّه… وأضاف وزير الشؤون الخارجية… ولدى تعرضه للوضع الدولي الراهن أبرز السيد عبد الوهاب عبد اللّه… وفي هذا الإطار جدد السيد عبد الوهاب عبد اللّه… وتعرض وزير الشؤون الخارجية… كما أبرز السيد عبد الوهاب عبد اللّه… وعلى الصعيد الإفريقي جدد السيد عبد الوهاب عبد اللّه… وفي ختام بيان تونس أمام المنتظم الأممي أكد وزير الشؤون الخارجية… هكذا تبتدئ كلّ فقرة من فقرات المقال الذي تصدّر الصفحة الأولى لجريدة الصحافة يوم الأحد 28 سبتمبر 2008.. والصورة التي صاحبته: صورة رئيس الدولة!!؟ طبعا من واجب جريدة الدولة الإعلام بنشاط رئيس الدولة وإظهاره. ومن المفارقات أن رئيس الدولة أقلّ بروزا بصوره في جريدة الدولة من صور بعض زعماء « المعارضة » في جرائد أحزابهم!! لكن الإصرار على نشر صورة الرئيس في نشاط قام به أحد وزرائه، خلافا لأبسط الموجبات المهنيّــة، يكشف أحد أوجه قصور إعلامنا الوطني « المتزلّفّ ».. الوطنيّـة لا تكون بالمتاجرة بصورة الرئيس، تحت شعار<اللّه ينصر من صبح>.. .الوطنيّـة أن يحسن كلّ متصرف في شأن من شؤون هذا الوطن عمله في مجاله، ضمن الحدود الدّنيا على الأقلّ؟  

الحوار.نت : إيران الإسلاميّة .. خير لنا شرّ علينا…

 

كلمة قبل البداية : يطيب لأسرة ‘ الحوار.نت ‘ أن تعرب عن دعمها ومساندتها للإمام القرضاوي في جهوده الطيبة المشهودة على درب توحيد صف الأمة الإسلامية رعاية لتعددياتها العرقية والمذهبية واللغوية وعن إستنكارها الشديد للهجومات الإعلامية غير المسؤولة تحركها جهات قدمت حق المذهب على حق الأمة بغير حق وإن موقع ‘ الحوار.نت ‘ ليستبشر بحجم التأييد الذي لقيه الإمام في إثر تلك الهجومات اللاذعة صادرا عن مؤسسات إسلامية عريقة من مثل الأزهر الشريف ورابطة علماء سوريا وغيرهما فضلا عن شخصيات علمية ودعوية ثقيلة من مثل الشيخ راشد الغنوشي والشيخ سلمان العودة وغيرهما. إيران الإسلامية : أسيافها لنا وموائدها لها وبينهما إثم كبير ونفع كبير. عندما ترد تصريحات الإمام القرضاوي الأخيرة حول التشييع إلى منابتها الأصلية المعاصرة الأولى فإن الحديث ما ينبغي له أن يكل طرفه عن إيران ما بعد الشاهنشاهية : تلك الثورة الإسلامية العظمى التي حطمت بفضل الله وحده سبحانه أوفى عميل أمريكي في المنطقة قبل زهاء ثلاثة عقود كاملة .. تلك الثورة التي حشد لها العالم السني ـ في الأمة جمعاء تقريبا إلا السلط الحاكمة لطبيعة إرتباطاتها الغربية المعروفة ـ مهجه المكنونة غافلا أو متغافلا عن حقيقتها الطائفية المذهبية الشديدة التي سرعان ما لوثت مناخات الطهر في الإجتماع الإسلامي الذي تربت عليها فعاليات الصحوة الإسلامية المعاصرة ولا يكاد تخلو حلقة من حلقات الزكاة فيها من إيراد المثال الأنقى في الدنيا : حجر محمد عليه الصلاة والسلام الذي أوى إليه أبوبكر العربي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي فآواهم جميعا على قدم المساواة ورضع كل واحد منهم من حلمة النبوة ذاتها لبنا سائغا لم يتغير طعمه حتى أسرهم عدل النبوة وصدق النبوة وحنان النبوة فنسي كل واحد منهم قوميته وظل الإسلام دوحة ظليلة لا يضيق ظلها ببشر فبزغ الفقه من أبي حنيفة غير العربي وأشرق الحديث من شمسه وقمره غير العربيين البخاري والنيسابوري وتحررت القدس بسيف الأيوبي الكردي .. تلك الثورة الإسلامية التي أيقظت في كل سني ـ تقريبا ـ أنه سني بالتاريخ .. تلك الثورة الإسلامية التي غلبت عليها شقوة الطائفية المذهبية المغالية جدا حتى أبى حراسها بقيادة الخميني إلا أن يخصصوا المادة الأولى ـ أو الثانية ـ من الدستور السياسي للدولة لمذهبها الإمامي الإثنا عشري في رسالة شيعية مذهبية داخلية ـ قبل أن تكون خارجية ـ إلى الزيدية والإسماعلية وغيرهما من فرق الشيعة .. تلك الثورة الإسلامية التي إهتبلت الحشد الإسلامي الشعبي الهائل إحتفاء بها فأقامت مشروع تصدير الثورة ـ وهو في الحقيقة العملية تصدير للمذهب الشيعي الإمامي رغبا ورهبا ـ .. تلك الثورة الإسلامية التي ضربت بسوط بالغ في الخارج فأدمت ولكنها ضربت بسيف آخر أشد بلاغة فأدمت مرتين : أدمت الإستكبار الأمريكي ولن يزال ـ حتى أيامنا هذه بعد ثلاثة عقود ـ في ألم مبرح ولكنها أدمت أمتها وأهلها من بني الإسلام من غير الشيعة ـ وخاصة الطائفة الأثقل أي أهل السنة ـ بسوط داخلي آخر. أدمت مرتين فلا هي نجحت في تصدير المذهب الشيعي حتى يظهر ويرجح ويطهر الإسلام من خبث أهل السنة ولا هي إعترفت بالواقع المذهبي في الأمة فعفت عن الفتنة .. إيران الإسلامية .. إثم ومنافع : ليت شعري أي ميزان كفيل بتحمل المعادلة. عندما تجتمع في أمر ما آثام ومنافع قلت أو كثرت ولكن تضطرب فيها آراء الناس إضطرابا شديدا لشدة الحاجة إلى تلك المنفعة وشدة الفرار من ذلك الإثم في الآن ذاته .. عندها لا مناص من أن يقوم في الناس أهل نظر راسخ وإجتهاد يتميز بالشجاعة مع الفقه الأصيل المعاصر .. لا بد للناس آنئذ من راحلة ينصب ميزان العدل المقسط ليرجح كفة ذلك الإثم أو تلك المنفعة ولو بحبة خردل لا تبصرها عيون رواحل أخرى ولكن لا ينقص ذلك من قدرهم شيئا عند الله وعند عباد الله .. لا بد من راحلة يتشجم الفتنة فلا ينزجر عنها تحت دعوى إتقائها ولكن يتقحمها ليتجنبها أو يجنب أهله أكثر كفل منها .. لا بد من راحلة لا يدخل جيبه من أي هيئة أو حكومة على وجه الأرض حبة خردل من عيشه .. لا بد من راحلة لا يحسب أي حساب في عمله وقوله ولو بمقدار قيد أنملة لغير حساب الله سبحانه على وفق ما يترسخ لديه من إجتهاد .. لا بد من إجتهاد يجمع بين الأمانة والقوة : أمانة التقوى إلى أبعد حد ممكن ولكن دون العصمة وقوة الترجيح والإحاطة بأسباب الترجيح والحكمة في تسعير كل إثم وكل نفع ومن ذلك قوة الإطلاع وقوة التجربة .. الإمام القرضاوي .. هو تلك الراحلة المنتدبة لقول الحق فيما إختلف فيه من الحق في مناخ فتنة. 1 ــ من هو مفتي العمليات الإستشهادية؟ أليس هو ذلك الإمام؟ وأي شيء أزعج وأربك لقوى الصهيونية وحلفائها من أمريكيين وصليبيين ـ وليس مسيحيين بالجملة ـ؟ أليست تلك الفتوى؟ ومن أي موقع صدع بذلك؟ أليس من خطبة جمعة على منبر فضائية عربية يستمع إليها الملايين  وتترجم مباشرة إلى كثير من اللغات؟هل رقى فقيه غيره من سنة أو شيعة لذلك المرقى الصعب الذي جعله في عيون الصهيونية وأزلامها العدو الأول في حقل الإفتاء والفقه والعلم والدعوة؟ما الذي يمنع الإمام من ولوج عواصم أروبية وأمريكية؟ أليست تلك الفتوى بالتحديد؟ 2 ــ من هو فارس الحوار المذهبي مع الشيعة؟ أليس هو ذلك الإمام منذ عقود طويلة قبل أن تولد ثورة إيران الإسلامية أصلا؟ من صاحب القلم واللسان اللذين لا يشق لهما غبار في غبراء ذلك الوغى حامي الوطيس على أقدام فقهاء البلاط ومن في حواشيهم شديدة رمضاؤه على ألسنة من حبسوا أنفسهم في بطون الكتب غافلين عن أوامر القرآن الكريم الصريحة بالشورى والحديد والحساب ونصب موازين العدل والقسط والجهاد في سبيل الله حتى النصر أو الشهادة؟ 3 ــ من هو الراسخ الذي لم تغره دعوات تكفير الشيعة بعدما نفقت أسواقها؟ أليس هو ذلك الإمام الذي أبى إلا نصب ميزان الحق فيما إختلف فيه أهل الحق كما ورد في سورة البقرة؟ هل تجد اليوم في عرض الأمة وطولها منسوبا إلى العلم الشرعي مزجاة بضاعته أو منقاة .. لا يعمل أسياف لسانه ورماح قلمه ـ إن كان من أهل القلم وقليل ما هم ـ في المذهب الشيعي مستبيحا إياه بأشد ما يستبيح الإنجيل المزور أعراض قوم فتحهم ‘ الصليب ‘؟ قوى لا حصر لها رسمية وشعبية في الخليج بطم طميمه يغريها المال ويؤزها أزيز من هنا وهناك .. تمارس أقصى أنواع الضغط المعنوي بإسم العلم والفقه والدعوة وحماية المذهب على الإمام لحمله على مفارقة إعتداله حيال الشيعة ولو بقلامة ظفر وقوى أخرى لا حصر لها منسوبة إلى الأزهر تفعل الشيء ذاته مستغنية بكون الإمام من خريجي الأزهر وكان يوما ما مرشحا لإمامته العظمى لولا أنه تعفف.هل فارق الإمام وسطيته الإسلامية قيد أنملة؟ 4 ــ من هو الذي ظل منتصرا لحزب الله اللبناني ـ رغم أنه حزب شيعي قح مرتبط بإيران إرتباطا عضويا ولكن بذكاء وحكمة ـ؟ من هو الذي عارض الشيخ بن جبرين ـ العلامة السعودي الكبير ـ عندما أفتى بعدم جواز مناصرة حزب الله في حرب صائفة 06 ـ؟ هل تدرك كامل الإدراك معنى الإعلان من لدن الإمام في أيام معدودات وعلى مدى عقود طويلة من أعلى منابر الدين ـ خطبة الجمعة ـ ومن أعلى فضائيات عربية أشد شهرة في العالم كله ـ الجزيرة والقطريةـ على تأييده بإسم المنظمات الإسلامية الكبيرة التي أسسها خدمة للإسلام ـ الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمجلس الأروبي للإفتاء والبحوث ومركز بحوث السنة وغيرها ـ .. هل تدرك كامل الإدراك معنى تأييده بكل تلك المعطيات لأمرين هما حتف الصهيونية ومن خلفها : أقوى دولة في الدنيا ترتعد لمجرد ذكرها حوالي 60 دمية إسلامية فضلا عن دمى أخرى كثيرة وأروبا التي أخرجت الكيان الصهيوني زمن هتلر من أرضها لتزرعه في فلسطين .. أمران هما حتف الصهيونية بالتأكيد : الإفتاء بشرعية العمليات الإستشهادية والإفتاء بفرضية الإنتصار لحزب الله في معركة ضد الصهيونية؟ أي مخرج للصهيونية بعد ذلك؟ إذا كانت المعركة في لبنان محسومة دينيا بفتوى من أعلى هرم إسلامي ـ ومما يزيد من شموخه أنه هرم شعبي لا رسمي ـ وكانت المعركة في فلسطين في الأرض المحتلة محسومة بفتوى أخرى من الهرم ذاته؟ 5ــ من هو الذي إلتزم الوسطية الإسلامية في الدعوة الإسلامية المعاصرة فكان حربا لا هوادة فيها على أنظمة البغي والفساد والتصهين في البلاد العربية والإسلامية ـ ألف في ذلك الكتب وألقى المحاضرات ودرس القضية في مجمع الفقه الإسلامي بجدة وجاء كتابه في الحالتين التونسية والتركية أي الإسلام في مواجهة التطرف العلماني ورقة عمل فكرية رئيسة في دورة للمجمع قبل سنوات طويلة وهي الدورة التي أنهت علاقة الشيخ محمد المختار السلامي مفتي تونس الأسبق ـ حفظه الله ـ بعصابة الفساد هناك بعدما جاوزت تلك العصابة كل الخطوط الحمراء غير مبالية بمحكمات الدين وهوية الشعب وعراقة البلاد دينيا وتاريخيا وحربا ضد الحجاب الإسلامي زكمت أنوف العالمين وهي الدورة التي جاء فيها سفير تونس يرشي الإمام بمصحف من إنجاز حاكم البلاد ودعوة إلى زيارة فثبت الله الإمام ولم يتراجع عن حرف واحد خطه في كتابه ولم ينبس ببنت شفة واحدة تزكي العصابة المحادة لله ولرسوله جهارا بهارا تجد لها من المتمسحين على أعتاب الفقه والعلم والدعوة بعض المغفلين أو الطامعين ـ من هو الذي لم تتردد كلمة الحق في لسانه ولم تترنح كلمة الحق في شفتيه ولم يتلعثم مرة وهو ينهى عن التوريث في مصر وفجاجات الدعي القذافي ضد القرآن الكريم .. من هو الذي كان منارة رشد للصحوة الإسلامية المعاصرة حتى قبل ظهور القاعدة وحلفائها بعقود طويلة؟ من هو الذي قال ما كانت تنتظره الأمة في موضوع القاعدة وحلفائها؟ ظلت الأمة مشدودة إلى أمرين : الأنظمة العربية والإسلامية في معظمها فاسدة مفسدة حرب في الداخل ونعامات لينة هينة في الخارج ولكن القاعدة وحلفاءها غبن وجور وأخذ بالظنة والريبة وفوضى في التفكير والتغيير. ليت شعري أين المفر إذن؟ جادت أقدار الرحمان بذلك الإمام الراحلة فهداه الله إلى الحق فيما إختلفت فيه الأمة من الحق : أنظمة العرب والمسلمين في معظمها فاسدة ولكنها تتفاوت في الفساد ولذا يجب أن يكون التعامل معها على أساس ما لها من خير وما بها من فساد تغليبا لضرورات السياسة الشرعية في قضية الإصلاح والقاعدة وحلفاؤها منهج غريب في التفكير والتغيير وضررها أكبر من نفعها ولكن باب الإصلاح معها دوما مفتوح بالحوار والتشاور والتناظر وفعلا فاءت الجماعة الإسلامية في مصر وغيرها وأصبح فكر الإمام لها إماما بعد ما كان عدوا. 6 ــ من هو الذي بوأ المرأة في الأسرة والمجتمع والدولة والإصلاح على ضوء محكمات الوحي الكريم ومقتضيات الواقع وعلومه ومتغيراته .. مبوأها الإسلامي تحت ظل زيتونة لا شرقية ولا غربية؟ ومن هو الذي بوأ كرامة الإنسان في ضوء ذلك أيضا مبوأ الفرض لا الحق يحكي خطبة حجة الوداع من في المؤيد بوحي السماء عليه الصلاة والسلام في إعلان خفقت له الدنيا وتغيرت به موازينها وإنبسط العدل وزهق الباطل؟ من هو نصير المستضعفين والكادحين والمظلومين والمسحوقين في كتبه وخطبه وحواراته وبرامجه ولقاءاته حين تسمع له وهو ينتصر لهم بالآية والحديث تخال نفسك أمام زعيم نقابي عتيد ليس له من علوم الدنيا إلا علوم النقابة وفقه العمل وقضية الأجر والأجراء وكأنه هو ذاته المظلوم العريان فالقضية قضيته هو لا قضية المستمعين؟ 7 ــ من هو الذي أسلم الديمقراطية فأضحت إسلامية قحة ومن هو الذي أسلم الكفاح النقابي فظل جهادا يكون المقتول فيه دون ماله شهيدا يسترجع روح الوحي العظيم ويستلهم مقاصده ويثبت على محكماته ونصوصه لا تغريه طائفة المحرفين فينبذ مقصدا يراه غير الراسخ بعيدا ولا تغويه طائفة المنتحلين والمتهافتين فينبذ النص الثابت المحكم يراه المتسكع على قارعة طريق العلم أمرا عفا عنه الزمن ومن هو الذي أسلم الإصلاح فلا هو إشتراكي يحن إلى ماركس ولينين ولا هو ليبرالي رأسمالي عولمي يحن إلى آدم سميث بل هو إسلامي قح؟ 8 ــ من هو الذي أحيا فقه أبي حنيفة ثم إجتهد فيه وليس مثال زكاة كل محصول تنتجه الأرض في سفره اليتيم فقه الزكاة سوى أمارة ولهو لعمري نصر للمستضعين والكادحين والفقراء من بوابة الفقه الإسلامي الأرشد وليس من بوابة النعيق النقابي غير المؤصل يميل مع رياح العولمة حيث تميل ومن هو الذي أحيا فقه الشاطبي وإبن عاشور ففتح لأهل العلم وطلبة الفقه ورجال التغيير والإصلاح أبوابا في تجديد الدين ـ وليس التدين كما يشاع خطأ في متن الحديث ـ حتى تقوم الدعوة الإسلامية المعاصرة على قدم راسخة ثابتة من الأصل وأخرى من العصر؟ من هو الذي أحيى فقها إندرس من مثل فقه الإمام إبن تيمية وإبن القيم وفيهما من الفقه الدستوري للدولة الإسلامية المعاصرة في مواجهة تحديات داخلية وأخرى خارجية ما فيهما لمن يتابع مؤلفات الإمام من مثل فقه الدولة وغيره؟ 9 ــ من هو الذي لم يتردد في نقد العالمانية الغربية والعربية من مهاجع الفقه الذي يظل إلى حد اليوم سدنة العالمانية وطبقات أخرى ‘ إسلامية ‘ كثيفة يرونه لغة خطاب بعيدة عن قضايا معاصرة من مثل العالمانية والعولمة وإقتصاد السوق وغير ذلك؟ من هو الذي حدد مع مفكرين آخرين  وفقهاء آخرين ومصلحين آخرين مشكلتنا العربية والإسلامية الراهنة بأمرين كبيرين خطيرين كل إصلاح دونهما هو إستنبات للبذور في الهوء كما يقول الشهيد سيد قطب : الوحدة المتنوعة بدل الفرقة الموالية لعدو الأمة والحرية أي الكرامة البشرية بدل تأليه الدولة وحاكم الدولة؟ 10 ــ من هو الذي إختار الإنفصال عن أحب جماعة إسلامية له في الدنيا : الإخوان المسلمين لغرض كبير وبعيد وعظيم وهو أن يكون بما أنس في نفسه وأنس منه أهل العلم والدعوة مرشدا للأمة لا مرشد لفصيل من الأمة؟ من هو الذي لم تزحزحه لا هجومات العالمانيين الشرسة ولا إنهزامات الإسلاميين المهينة عن إصداعه بأن للإسلام دولة إسلامية لا بد أن تقوم ولا بد أن يعمل لها العاملون هناك بالسيف تحريرا للأرض المحتلة وهنا بالفكر والخطة والتنظم والسياسة؟ من هو الذي ثبته الله فلا تهزمه تلك ولا هذه ومن لا تهزمه تلك معلوم أمر ثباته ولكن من تهزمه هذه منا ـ وهم اليوم كثر في دائرة الإسلاميين بعد ضجيج عولمي وعالماني وخواء فقهي وروحي وفكري ومنهجي ـ يستبدل مطلب الدولة الإسلامية بمطلب عون في دولة عالمانية بل بوليسية عسكرية تحارب الله ورسوله جهارا بهارا بإسم الواقعية والسلام وما ضير ذلك إذا كانت الصهيونية قد فرضت على الدينا لغة السلام الذي كان يسميها أجدادنا إستسلاما مهينا مذلا مخزيا؟ 11 ــ من هو الذي أعلن مرات ومرات في خطبة الجمعة التي يستمع إليها الملايين وتذاع مباشرة من فضائية عربية شهيرة وتترجم فورا للغات معروفة .. على حق إيران في إمتلاك القوة النووية؟ أليست إيران شيعية بالدستور وبالعمل؟ أليست إيران تصدر المذهب الشيعي جهارا بهارا وبأموال طائلة ضخمة مقايضة لمعونات إقتصادية كماهو الحال مع تونس مثلا التي حاكمت قيادة حركة الإتجاه الإسلامي ـ النهضة حاليا ـ عام 87 ميلادية بتهمة التعامل والتخابر مع دائرة أجنبية عدو هي إيران وجمعت دليلا على ذلك عشرة شبان ممن ذهبوا إلى طهران قبل ذلك بسنوات ضمن مسابقة لحفظ وتجويد القرآن الكريم وليس واحد منهم منتميا للحركة ثم جاءت الدولة في العهد الجديد بمستشار المرشد الأكبر في إيران تستضيفه في حلقات دينية وتبرز تعاونها مع إيران ثم تطور الأمر إلى حد الإذن لجمعية شيعية في تونس تحمل إسم أهل البيت وكل ذلك مقايضة بين الدولتين : هذه تعطي المال والتعاون الإقتصادي مقابل فتح أبواب التشييع في غمار صحوة إسلامية عارمة وغياب المؤطر الفاعل الحقيقي لها أي حركة النهضة بتجربتها وأصالة فكرها ووسطية توجهها وتلك تفتح أبواب الزيتونة ـ أعرق مؤسسة إسلامية دينا وعلما وفقها وحركة بعد الثلاث التي لا تشد الرحال إلا إليها ـ لفتنة الصراع المذهبي لأجل أن يبقى كرسي الحكم في منأى عن التهديد حفاظا على الإستقرار الذي ينعم به أزلام العصابة شبعا في بطونهم من السحت الأمريكي والأروبي وللشعب الجوع والعطش والخوف والسجن والتشريد وبطون قروش المتوسط تلتهم أبناءه رجالا ونساء. هل تدرك كمال الإدارك معنى تـأييد الإمام دون أدنى مواربة ومن أعلى منبرين : الجمعة والفضائية .. لإمتلاك إيران السلاح النووي؟ ذلك يعني أن يكون في عيون الصهيونية إسرائيلية و أمريكية وأروبية وعربية وصربية وما لا نعلم ولا تعلم .. هو العدو الأول طرا مطلقا. كل تلك أنعام وغيرها لا يحصى وأفضال أجراها سبحانه بفضل منه وحده على الإمام القرضاوي وهو لعمري بها جدير لما نعلمه من ظاهره ولا نزكي على الله أحدا سبحانه ولكنه بعد كل ذلك يبقى إماما راحلة له فضله ورسوخه وجرأته وما نعلم من علم وفقه وصدق وإخلاص .. إماما راحلة غير معصوم يرد عليه الخطأ أبدا كما يرد على كل بشر إلا المعصومين من الأنبياء والمرسلين أما من يعصم غيرهما ولو كان المعصوم صديقا إبن صديق فتلك هي البدعة وليست البدعة كفرا على كل حال ولكن إذا كانت البدعة قولية ـ أي في مقام الإعتقاد لا سلوكية صرفة ـ فإنها توشك أن تكون فتنة في صف الأمة فاتنة. فتش في شرق الأرض وغربها هل تلفى رجلا أفتى بثلاثة أكبر فتاوى في زمن قياسي كفيلة بدك أعداء الأمة دكا بعد دك لو حسن التعامل معها : فتوى العمليات الإستشهادية وفتوى مؤازرة حزب الله في لبنان وفتوى حق إيران في السلاح النووي؟ عند عزائم الأمر يبين لك ولكل عينين ـ  وليس بصيرة ـ سبيل الأئمة الرواحل ممن يأكلون بالقرآن الكريم عيشا آمنا وأريكة دافئة وقصرا مشيدا ومظهرا بالجاه مدبج لفرط بطانتهم لأمراء السوء وعصابات النهب والسلب والفساد والإفساد. عندما ما يتعلق الأمر بالصهيونية والعداء الأمريكي للأمة وللمتستضعفين عامة تعرف من هو البدر الذي يستضاء به في دياجير الظلمات نورا من الرحمان سبحانه في إثر قافلة محمد عليه الصلاة والسلام ممن يختبئ وراء المناضد العتيدة قلمه مأجور ولسانه مأجور يشده السحت أن ينطق بكلمة الحق في وجه عتل جعظري جواظ من مثل السفاحين بوش وشارون وغيرهما. ليس من شأن الأئمة الرواحل الوقوف على ربوة السلامة. يقول الطيبون من هؤلاء وأولئك كان يسع الإمام القرضاوي ملازمة الربوة التي إلتزمها سابقا على مضض يدركه كل صبي غير محتلم في لحن القول وإلتزمها غيره بالآلاف من علماء وفقهاء ومصلحين بإسم درإ الفتنة والإبقاء عليها نائمة .. لكن التحقيق أظهر أن لكل رجل منا في الأمة مقام معلوم. لا يسع إمام الأئمة وراحلة الرواحل غير ما يسره الله له من تصريح في شأن الشيعة إبتداعا في الدين لا يرقى إلى منزلة الكفر ومواصلة لحركة تشييع واسعة بمقايضات مالية وإقتصادية. يتبع الإمام في ذلك إثر الأم العظيمة الكريمة عائشة عليها الرضوان التي يصب عليها الشيعة جاتم غضبهم لعنا وسبا لأنها بزعمهم ليست من أهل البيت .. عائشة الكريمة عليها الرضوان وعلى كل أمهاتنا العظيمات إختارت موقف مواجهة الفتنة يوم الجمل فإنحازت إلى ما رأته حقا وصوابا بحسب إجتهادها ولا يكلف الله نفسا من الإجتهاد إلا طاقتها بينما إختار غيرها من خيرة الأصحاب الوقوف على الربوة إتقاء للفتنة ولكن الفتنة واقعة لا محالة بل هي ناشبة بالأسياف ولا يعنينا هنا نبش التاريخ ولكن الذي يعنينا من درس الأم العظيمة الكريمة عائشة عليها وعلى كل أمهاتنا الرضوان هو أن الفقيه الراحلة الإمام رجلا كان أو إمرأة لا يسعه الوقوف على الربوة وإن وقف عليها طويلا فما ينبغي له ختم حياته بذاك وإن وقف عليها طويلا تقديرا لضرورات ومصالح بدت له إتقاء الفتنة فإن لحن قوله كفيل ببرق الحق نتفا من بعد نتف والكريم اللبيب من الإشارة يفهم كما يقال .. لا يسع إماما راحلة في قمة الإمام القرضاوي أن يرحل عن دنيانا طول الله عمره وختم له بالشهادة ونفعنا بعلمه وفقهه وجهاده دون أن يبين في أمر الشيعة والتشيع ما إنتهى إليه إجتهاده فكان الذي كان والحمد لله المنان الرحمان. يروى عن أحد أئمة الإمام وهو الإمام أبو زهرة رحمه الله وأهل العلم يعرفون مقامه أنه ظل يكتم قضية فقهية إستبان له فيها إجتهاده الخاص على إمتداد خمسة عقود كاملة تقريبا ثم صدع بها في مجمع علمي في ليبيا في إثر إنقلاب القذافي ضد المرحوم السنوسي وفسر ذلك على أنه شعر بقرب منيته فأحب أن يلقى ربه عليه رحمة الله سبحانه وهو لا يكتم مما يراه حبة خردل. لذلك يخطئ من يختطفون مكانة الإمام القرضاوي من إعلاميين ومصلحين وفقهاء وعلماء وساسة وغيرهم بزعمهم أن ما صرح به ليس مناسبا في زمانه أو مكانه. أولئك جميعا جهلوا أمرا معلوما وهو أن لكل واحد منا مقام معلوم ولا يسع هذا ما يسع ذاك. ماذا تنقمون منه؟ 1 ــ أليست بدعة سب الصحابة الكرام بدعة يقف لها شعر الرأس قفا وتقعشر منها جلود المتسيبين من عبيد الخمرة وأفخاذ النساء فضلا عن الملتزمين؟ هل سمعت يوما إماما من أئمتهم ينكرون ذلك إنكارا بينا يغيظ أعداء الأمة ويلين جانب الأمة بعضه إلى بعض؟ أم هي التقية؟ كيف نسب رجالا شهد الله لهم بالجنة في سورة الفتح وهم بالآلاف؟ أي قيمة لتاريخ أمة يسب آخرها أولها؟ هاهم غير المسلمين يبنون لأمجادهم هامات وينصبون نصبا وماهم في أغلبهم بميزاننا من شيء. 2 ــ أليس تفريق أهل البيت بدون حق بدعة؟ كيف تكون فاطمة الزهراء عليها الرضوان من أهل البيت بينما تكون أمها التي ولدتها وهي بالمناسبة أول مؤمن ـ وليس أول مؤمنة إستغراقا ـ على وجه البسيطة من غير عترة البيت؟ أي دين هذا وأي منطق هذا الذي يفرق بين الوالدة وفلذة كبدها وكلاهما مسلم مؤمن صحابي مجاهد مشهود له بالجنة؟ أليس هو التحكم والتعنت والعمى المذهبي المخجل؟ ألم ينزل حكم أهل البيت في الأحزاب في سياق نساء النبي عليه الصلاة والسلام وعليهم الرضوان جميعا؟هل يستنكف شيعي من قوله أن خديجة أمي أوعائشة أمي أو جويرية أمي أو غيرهن؟ 3 ــ اليس خلع العصمة على غير محمد عليه الصلاة والسلام حتى من غير أهل العترة أو البعيدين في التاريخ والعطاء من مثل الإمام العسكري ـ رحمه الله ـ وسائر من هو إمام عندهم داخل دائرة العصمة .. أليس ذلك مخجل لفرط بدعيته؟ لا بل إن العصمة التي خلعت على النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام من ربه سبحانه ليؤدي بها فريضة الوحي هي ذاتها التي خلعها هؤلاء على أناس يخطؤون ويصيبون وليس لهم وظيفة أداء الوحي أصلا فما الحاجة لعصمة إذا؟ ألا تكفي عصمة محمد عليه الصلاة والسلام وعصمة القرآن الكريم وعصمة الأمة بالجماعة لا بالتفصيل؟ أليس ذلك هو عين التعصب المذهبي المقيت المؤذن بإندلاع الفتنة؟ الدليل على ذلك أن نظرية ولاية الفقيه روجعت من لدن المرحوم مهدي شمس الدين لصالح ولاية الأمة وعند بلوغ تلك المراجعات الفقهية والفكرية والتاريخة المؤلمة عندهم ولكنها ضرورية يؤول المذهب الشيعي بالضرورة إلى القول بنفي العصمة وحبسها على من عصمه الله سبحانه أي الأنبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام جميعا. 4 ــ أليس القول بأولوية علي عليه الرضوان بالخلافة من أبي بكر وعمر وعثمان بدعة؟ كيف خان الأمانة أي وصيته عليه الصلاة والسلام لعلي من بعده بالخلافة أولئك الذين بشروا بالجنة وهم يمشون في الأسواق ويأكلون الطعام؟ أي فرية هذه؟ هل تلك خيانة صغيرة يمكن أن يقترفها مؤمن ثم يبشر بالجنة؟ الأمانة هي مخ رسالة الإسلام في سورة النساء وهي أمانة الحكم بالعدل بين الناس كافة. أي مؤامرة هذه التي تواطأ عليها أبوبكر وعمر وكل الأصحاب ضد علي وأي رجل هذا علي كرم الله وجهه الذي يرضى بالمؤامرة ضده تحاك وهو صامت وهو يعلم أن الإسلام منحه حق الإمامة بعد موته عليه الصلاة والسلام؟ هل تجد في مثل هذا الهراء حبة خردل من دين أو خلق أو حكمة؟ قبل أن نقول مع القائلين هب أن ذلك صحيحا ولكنه أضحى تاريخا يجب أن نقول لا لأن الأمر ليس أمر تاريخ فحسب ولكنه أمر توثيق أولئك الذين نقلوا إلينا الوحي من قرآن وسنة ونحن نتعبد بهما فإذا ثبت أنهم خانوا أقدس أمانة أمانة الحكم بين الناس بالحق والعدل فلا سمع ولا طاعة ولا قرآن ولاسنة ولا دين ولا إسلام. هل أدركت الآن معنى الفتنة التي يريد متطرفو الشيعة ـ وليس كلهم متطرفون بل فيهم ومنهم رجال غاية في الحكمة والمنطق والعدل والدين والتقوى والعقل ـ زرعها في جسم الأمة في زمن تحتاج فيه إلى مواجهة الأخطار المحدقة من إحتلال ومقاومة وتأخر وتقدم وتحرر وإستبداد ونهضة وعلم ووحدة وفرقة وغير ذلك؟ 5 ــ كل ما سبق من بدع منكورة في ميزان الشرع والعقل معا هي بدع خطيرة كبيرة بسبب أنها بدع عقلية نظرية تتعلق بالتصور والرؤية والإنسان محاكم ومحاسب على ما في عقله وقلبه قبل أن يحاسب على ما جنت يداه من خير وشر وما إقترفت جارحته .. ولكن هناك بدع عملية أخرى كثيرة أشهرها بدعة الحسينيات التي وأدت ذكرى إسلامية عظيمة كبيرة حدثنا عنها محمد عليه الصلاة والسلام وهي ذكرى إنجاء الله لموسى عليه السلام من فرعون في العاشر من المحرم الحرام وبسبب ذلك صام عليه الصلاة والسلام عاشوراء وعزم على صيام تاسوعاء لولا أن المنية عاجلته .. أي تزوير لأرث النبوة أكبر من ذلك التزوير وأي سطو على إرث الأمة أكبر من ذلك السطو؟ كيف يعمد مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر ويزعم إتباع النبي عليه الصلاة والسلام ثم يعمد إلى ذكرى عاشوراء وهي ذكرى عبادة ـ عبادة الصوم ـ فيطمسها طمسا ويحول وجهتها إلى إستشهاد سبطه عليه الصلاة والسلام الحسين عليه الرضوان؟ أيهما أسبق في التاريخ؟ أيهما أولى بالإحتفاء والإحتفاء والتقديم؟ شرع من نتبع نحن؟ شرع محمد عليه الصلاة والسلام أم شرع الشيعة الذين لبسوا علينا في هذه تلبيسا شديدا حتى غاب عن أغلب أهل الملة الإسلامية أن عاشوراء إسلامية بسبب نجاة موسى عليه السلام من موسى فهي إذن عيد التحرر على الظلم والحرية على السجن والحق على الباطل وليست عيد شهادة الحسين عليه الرضوان؟ 6 ــ أي بدعة أكبر من الإيحاء بطقوس مختلفة على مر الأيام بأن أهل السنة يكرهون عليا وأبناءه عليهم الرضوان جميعا؟ أي فتنة أفتن من هذه؟ من بدأ تلك الفتن الفاتنة؟ أي فتنة من إتهام أهل السنة بكراهية علي وهم الطائفة الوحيدة التي تجمع عليه عليه الرضوان الترضي مع التكريم فيقول كل صبي لما يحتلم : رضي الله عنه وكرم الله وجهه؟ حركة التشييع المنظم من دولة إيران حقيقة شهد بها أئمة الشيعة. 1 ــ ذكر الشيخ التسخيري نائب الإمام في إتحاد العلماء أكثر من مرة بأن دولة إيران عمدت إلى فتح مكاتب للتشييع في الخرطوم بعد ثورة الإنقاذ هناك عام 89 ميلادية وأن تلك المكاتب إستخدمت ورقات منها على سبيل الذكر وبصفة رئيسة كتاب ‘ ثم إهتديت ‘ لتونسي إعتنق التشيع فلما شعرت حكومة الخرطوم بالخطر المحدق فتنة فاتنة أغلقت المكاتب وأطردت المبشرين الشيعة وذكر الشيخ التسخيري بأن ذلك الحادث جعلهم يدركون أن نشر التشيع في مناطق سنية خالصة خطأ فأقعلوا عن ذلك. 2 ــ ذكرت رابطة علماء سورية في آخر بيان لها مساند للإمام ضد الهجوم الشيعي الذي يستهدفة هذه الأيام بأن نشر التشيع في سوريا حقيقة واقعة إقتضتها ضرورات الإلتقاء بين النظام النصيري الطائفي في سوريا وبين الثورة في إيران ولكن ذلك جلب فتنة على البلاد. 3 ــ إعتراف السلطة في تونس برغم قيامها على مشروعية خطة تجفيف منابع التدين أصلا ومحاربة الإسلام في مظاهره وشعائره و شرائعه المعلومة من الدين بالضرورة .. بجمعية أهل البيت التي تروج للتشيع وتشتري ضمائر الناس بالمال. أم هل تجد أن جمعية أهل البيت بجوار جامع الزيتونة ـ أقدم معلم ديني وعلمي ودعوي بعد مكة والمدينة والقدس ـ تنشر الوهابية أو تعمل في حوار الأديان أو نشر الديمقراطية أو حفظ إرث سحنون وإبن الفرات وإبن عرفة وآل بن عاشور وآل النيفر وفطاحل الزيتونة؟ أي وهم ذاك؟ وشهادات أخرى يضيق عنها المجال هنا. وأخيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا … 1 ــ فإن على جبهات الإصلاح داخل الأمة مهمة ثقافية فكرية فقهية جسيمة جدا وهي ذات أولوية في الحقيقة بمثل أولوية مقاومة العدو المحتل للأرض المنتهك للعرض ومقاومة الإستبداد السياسي وهي مهمة بناء الفقه الإسلامي على أساس التعدد الأصولي والمذهبي بمثل ما كان قبل ضمور أمة الإسلام بل إن المؤكد عند أهل الذكر أن نقطة القوة العظمى وراء إندياح الإسلام وتأبيه عن التبعية الذليلة لغيره من الأديان والنظريات هو إحتضانه لذلك التعدد بين يدي البحث العلمي فلا يصلح أمر هذه الأمة في آخرها إلا بما صلح به أولها أي تعدد أصولي وفقهي ولغوي وعرفي وتقليدي وعادي وفني ولكن تحت سقف محكمات القرآن الكريم وثوابت السنة الشريفة فهما العماد الواقي والدوحة الظليلة الوارفة والعاصم من كل بدعة في الدين والضمانة لكل تقدم ونهضة وسؤدد. 2 ــ إن على جبهة الإصلاح الفقهي داخل المنظومة الشيعية مواصلة مشروع المرحوم مهدي شمس الدين وغيره من فقهاء الشيعة الأصلاء المخلصين لأجل التقدم على درب مراجعة ولاية الفقيه لصالح ولاية الأمة وهو المنفذ الفقهي الصحيح لمراجعة فرية عصمة الأئمة التي جاءت بها الشيعة فتساوت بها سنة محمد عليه الصلاة والسلام مع سنة أولئك وأي عجب عجاب لو أدركت المعنى والأثر. إن تلك المراجعات ضرورية في المنظومة الشيعية وهي مراجعات من شأنها توطئة الدرب للإقلاع عن منكرات وبدع من مثل سب الصحابة أو الإستهانة بفضلهم وقدرهم وجهادهم وخاصة التفريق بينهم دون علم إلا قولا بغير سلطان أو تفريقا على أساس النسب تأثرا بالجاهلية الغنوصية الفارسية الشرقية القديمة ومنها ذيول كسروية مما لم يتسلل إليه الإسلام لينضحه نضحا ويطهره تطهيرا وإلا فإن التفاضل على أساس عرقي أو أي أساس آخر غير التقوى في الصدر والبلاء في ما يراه الناس .. هو تفاضل جاهلي الإسلام منه براء براء براء. 3 ــ إن على كل طوائف الأمة بناء داخليا فيها يصلح مادة للتنافس الإسلامي النزيه داخليا على قاعدة الحوار المشبع بأدلة العلم والمصلحة والضرورة والحاجة تحت سقف المحكمات والثوابت وتحت سقف مصلحة الأمة العظمى في مواجهة الأخطار الخارجية المحدقة .. ومن ذلك قيام أهل السنة بتأسيس أوضاعهم العلمية والفقهية والمؤسسية على نحو تتوحد فيه كلمتهم لتعزير إخوانهم الشيعة من جانب درأ للإحتلال ودعما لمقاومته ومن جانب آخر لمواصلة الحوار المذهبي سلا لذيول الخلاف المدمر من مثل سب الصحابة وعدم إلجام من يقولون بقرآن غير الذي هو معروف عند المسلمين قاطبة وإلغاء الحسينيات وتصحيح أمرها التاريخي والديني وغير ذلك وليس من غايات التقريب بين المذاهب الإسلامية طمس هذا المذهب أو ذاك فذاك واقع بإرادته سبحانه وقوع إرداته في التعدد الديني أصلا ولكن المأمول هو كلمة سواء ملؤها الإحترام والحجة العلمية وكف التشييع في مناطق سنية والأكبر من كل ذلك طرا مطلقا هو التعاون على مواجهة الأخطار الخارجية وما أكثرها وأضناها وأثقلها عند أهل هم الإصلاح والتغيير. 4 ــ إن على العلماء من أهل السنة أن يتحرروا من سلطان المال والجاه الذي يأسر كثيرا منهم لغمط كلمة الحق في المواضيع التي لا ترضى فيها الحكومات بغير التأييد من مثل موضوع المقاومة والإحتلال وأبنية إقتصادية فاسدة أكلتها التعاملات الربوية والسحت والمقايضات المريبة وقضايا إجتماعية أخرى تنهش الأسرة وأخرى لا حصر لها وليس هذا محل رصدها ولكن لا بد من الإستقلال المالي للفقيه المجتهد أو المفتي أو العالم الذي هو قبلة من قبلات الناس ولا يكون ذلك سوى بتجديد الأوقات والأحباس ونهضة المجتمع الأهلي وإحتضانه لأهل الفقه والفتوى قبل أن تضرب الحكومات الجائرة على ألسنتهم وأقلامهم بستار من حديد يكون في الآخرة ستارا من نار والعياذ بالله. نحن في زمن عنوانه : الإفتراق بين الفقيه المصلح لا الفقيه الخامل وبين السلطان ضرورة لا بد منها ولو ماليا حتى يتحرر العلم والفقه وأهلوهما من الخوف أما دون التحرر من ذلك فإن كلمة الحق تظل حبيسة الصدور. إذا كان التعدد المذهبي حقيقة وإرادة إلهية لحكمة عظيمة وكانت إيران الإسلامية هي الدولة التي تحمي الشيعة في الدنيا بأسرها بما لها من كيان حكومي ومال وقوة ونفوذ في ظل تشرذم سني وإختلاف وتبعيات مذلة مخزية وكانت تلك الدولة ـ إيران ـ صاحبة سوط نحبه ونريده ونؤيده بكل قوة عندما يضرب العدو المحتل للأرض والمستكبر الدولي الذي يؤيده بالسلاح النووي .. إذا كان كل ذلك كذلك فإنه علينا أن نتوقى السوط الإيراني الإسلامي حين يضربنا بالطائفية المذهبية المغالية بمواصلة الحوار وقول الحق من أفواه وأقلام أئمة رواحل من مثل الإمام القرضاوي وعدم تعريض أولوياتنا للأنخرام من جديد ونحن نشهد صحوة وقومة ونهضة في كل المستويات تقريبا .. إن فعلنا حربا مع إيران أو مع الشيعة فإن العدو منتصر لا محالة ولكن نتوقى سوط إيران الشيعي المذهبي ضدنا بمثل من يتوقى سوطا من أخيه الأكبر أو الأقوى وليكن شعارنا مع تلك المعارك هو : نحن ضد إيران كلما كانت شيعية متطرفة في تشيعها تشغب علينا شغبا واضحا لا مجال فيه لمكابرة أو تجاهل ولكننا ضدها بغير السوط الذي نوجهه لعدو الأمة الأكبر نحن ضدها بالكلمة وبالحور وبالأدب حتى تفيء إلى أصل ثابت واحد ولكنه متعدد نحن ضدها بما يجعلها تواصل إعمال سوطها في جسد الصهيونية حتى تثخنها بنا أيضا فنحن جزء من تلك المعركة لا يتجزأ بل هي معركتنا الأولى فإذا كان الأمر ضد إيران فنحن وإيران في خندق واحد حتى لو أصرت على كونها شيعية إمامية متطرفة تشغب علينا وكذا الأمر مع حزب الله ومع كل كيان شيعي .. هي موازنة صعبة ومعادلة معرضة للإنخرام في كل وقت وحين ولكن ذاك هو قدرنا وليس لنا من خيار آخر .. إذا كانت المعادلة صعبة والموازنة عسيرة وخطيرة في الآن ذاته فالحل هو إنتخاب من يقودنا من الأئمة إصطفاء بمن نثق في علمه وفقهه ورشده وحكمته وإخلاصه وجهاده وتراثه ومواقفه فردا كان أم ثلة ونحن من ورائهم ماضون أي لا يترك الأمر لكل من هب ودب يعتلي فضائية أو يفتح دكان إلكترون ليوجه الأمة حيث شاء هو وصرفه هواه وعندها تكون الفتنة بل تلك هي الفتنة. هي فتن كثيرة ونحن في زمن فتن ولا مناص لنا من مواجهة الفتن أما الهروب من الفتن فهو الفتنة الفاتنة إتساء بالأم العظيمة الكريمة عائشة عليها الرضوان في الجمل إتساء بالمشهد وليس بالضرورة بالموقف. هي فتن لا بد من ردم سببها الأكبر والأول : الفرقة بدل الوحدة والإستعباد والإستبداد بدل الحرية والتحرر. ليس هناك فتنة إلا ولها بذلك صلة بل صلات فلنكن أطباء مهرة يكشفون عن السبب قبل البحث عن المراهم. الحوار.نت (المصدر: ركن ‘كلمة حرة’ بموقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 29 سبتمبر 2008)  

هل من ثقافة سياسية جديدة؟

حافظ الجندوبي
المنظومة السياسية العربية التي ستكون موضوع هذا المقال لا أقصد بها النظم السياسية أو السلط السياسية الحاكمة تحديدا وان كانت تمثل جزءا منها ،بل المنظومة تظم كل الأطراف سواء منها الحاكمة أو التي في المعارضة و يمكن أن نضيف إليها أيضا المجتمع المدني الذي صار بنفسه غارقا في هذه الثقافة التي كان بالأحرى له أن يتجاوزها ،ولست هنا بسبب الحديث عن شرعية الأنظمة الحاكمة من عدمها والتي صارت الشرعية في حكم الثقافة السياسية المعاصرة تستمد من الشعب عن طريق الديمقراطية، ولست هنا في الحكم على أداء المعارضة أو حتى في مدى شرعيتها كذلك أو مدى تمثيليتها الواقعية لا الخيالية والنظرية كما تتصورها الأحزاب المعارضة ،بل سأحاول في هذا الصدد الحديث عن الخلفية والمرجعيات الإيديولوجية التي يعتمدها كل طرف عند التعريف بنفسه ،وهنا أنطلق من استنتاج يلاحظ عند جميع الأطراف السياسية و خاصة التي تكون في طرف المعارضة ،وهي في تقديري أحد أسباب فشل هذه الأحزاب في الحصول على تمثيلية داخل مجتمعاتها ،وهي أن الأحزاب تشترك في كونها لا تبحث عن شرعية في الواقع الذي نشأت فيه بل انها تنطلق من تصورات ايديولوجية اما محمولة من خارج الحدود الوطنية أو من أفهام من خارج الزمن الحاضر لتغوص في سلفية طوباوية لا علاقة لها بواقع الحال ،وهذا لا يعني أنه لا توجد أسباب مشروعة على الأقل أدت لاختيار معطى ايديولوجي معين ولكن في المعقولية و الواقعية السياسية لا تبرر الأسباب ما صارت تتسم به أحزابنا من أدلجة مفرطة ومن اقصائية لا تخطئها العين، ولعل التفكير في نقلة سياسية تجعل أحزابنا أحزاب برامج واضحة تتعاطى مع واقع الناس وحالهم بدل أن تقتصر على أحزاب ايديولوجيات نظرية لا يفهمها المواطن و ليست من شأن واقعه، الحقيقة أن هذه الملاحظة التي كنت أسوقها أعبر بها عن كيفية تسويق هذه الأحزاب  لعدم شعبيتها والأسباب التي تحول دون انخراط المواطن فيها  و بالتالي تحكم عليه بالعزوف عن الشأن العام،هذه الأحزاب التي تدعي دائما أن مشكلتها الأساسية في عدم شعبيتها و امتدادها داخل المجتمع هو حالة انعدام الحريات و الاستبداد السياسي الذي تعاني منه أنظمتنا العربية دون أن تنظر في حالها و تقيم تجربتها  و التجارب السياسية التي خاضها غيرهم منذ عقود خلت، هذا يؤكد أن الخلل القائم في نظمنا السياسية  يعود بدرجات متساوية بين جميع الأطراف السياسية ،فالجميع مشترك في ما آلت اليه حالنا السياسي من فشل في احداث نقلة ديمقراطية تطور ثقافتنا السياسية، وتقطع مع الموروث السياسي بالحفظ و التجاوز حفظ أحسن ما فيه وتجاوز أسوء ما فيه ، ان ثقافتنا السياسية تقليدية اذ أنها لا تستهدف واقع الناس و مشاكلهم بل تستهدف اثبات نظريات وايديولوجيات في معالجة الواقع الذي نترد فيه، عند ذلك لن يختلف الليبرالي عن اليساري عن القومي عن الاسلامي في أنهم جميعا ينطلقون من الأعلى و لا يبتدأون من الأسفل، إذ هم دعاة ومنظرين يتشبهون بأنبياء الأمس فهم حاملي رسالات و على الناس حفظ نصوصهم المقدسة و التطبيق و التزكية ،إذا فالثقافة الحاكمة واحدة لم تتطور في أدائها حتى و ان تلبست بمضامين تدعي التقدمية و تدعي التحرر من مواريث الكبت و التخلف السياسي ،وهكذا ترى أن فرقائننا السياسيين و كأنهم طوائف عقائدية لا يمكن أن يجمع بينها جامع ولو كانت مصلحة الوطن و مصالح اامواطنين ،ان غياب البرامج الحزبية الواقعية و التي تنطلق من معاينة واقع الناس وخصوصياتهم تجعل طغيان الايديولوجيا على العمل السياسي  وتحيل السجال السياسي الى مناكفات وخصومات ايديولوجية تذكرنا بخصومات الفرق في الاسلام الأول، نفس المشهد يصعد الى الذهن معلنا أننا لم نخرج بعد من بعبع الموروث و التراث السياسي القديم، ثم سرعان ما تتطابق المشاهد و الصور وتصبح الأحزاب السياسية عبارة عن بيوتات تخضع لمفهوم أبوي سلطوي ،إذ أن الاستبداد في بيئتنا العربية المعاصرة لم يتمثل في وعي الناس أنه أساس خراب العمران وسبب تفتت عرى الأوطان، ولكنه مع ذلك مازال يعلن عن وجوده داخل جميع الأطياف و الأحزاب السياسية و بدون استثناء لأن الاستبداد ليس مرجعه سياسيا فقط بل له جذوره الثقافية والاجتماعية وسيبقى قائما في منظومتنا السياسية مادامت الأحزاب غارقة في ثقافة سياسية تقليدية ، وهذا ما يدفعنا الى اعادة بناء تصوراتنا و الى معنى الثقافة السياسية و مراجعة السائد فيها مراجعة نقدية تنطلق مما هو موجود في واقع لحظتنا التاريخية و ليس مما يفترض أن يكون حتى لا نسقط في التغرب سواء عبر نماذج غربية جاهزة لها مسارها التاريخي وواقعها الذي يميزها بحكم بيئتها و ثقافتها أو عبر احياء نماذج  تاريخية ميتة لهاسياقها الذي انبعثت فيه وما صلحت لقرون بعدها ،فما بالك ونحن في هذا القرن الانساني الجديد بأفكاره و قضاياه وثوراته العلمية التي لا تنتهي، ان منظومتنا السياسية تعلن و تثبت يوما بعد يوم افلاسها التاريخي      مثل ماهي مفلسة من تمثيلية حقيقية في مجتمعاتها ،وفي هذا السياق أستحظر صورة آية قرآنية صرنا مدعوينا اليها وهي  تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم أن نجعل الوطن القيمة العليا و الانسان مرتكز النهضة وواقع الناس وموقعنا اليوم في هذه الحضارة ملهما لنا، اذ أن صراعاتنا السياسية مازالت في السماء بينما الحال أن تكون مصلحة الناس و قضايا دولنا و مجتمعاتنا هي مجال التنافس السياسي ،مازلنا نتصارع حول المفاهيم بينما الأجدر لنا اليوم أن نكون عملييين متوجهين الى مناطق الخلل في حياتنا وواقعنا حينها ستنكسر الطوباويات و يصبح السياسي همه التعامل مع اشكاليات الواقع و ليس اشكاليات الكتب وحينها سنقترب من الناس و يقترب الناس منا و حينها بالامكان التساؤل عن الشرعية و التمثيلية وعن أسباب عزوف الناس عن الشأن العام والى حين الاقرار بهذه الحقائق يبقى الحال على ما هوعليه في دائرة مغلقة لا انفصام عنها.       


 

ماأحوجنا إلى أمم متحدة قوية !

توفيق المديني عقب نهاية الحرب العالمية الثانية سنة1945, قام النظام الدولي على أساس الاستقطاب العسكري والإيديولوجي بين كلٍ من الولايات المتحدة الأميركية التي تقود المعسكر الرأسمالي الغربي, ممثلاً في حلف دول شمال الأطلسي والاتحاد السوفييتي الذي يقوده المعسكر الاشتراكي ممثلاً في حلف وارسو, وسمي ذلك النظام الدولي نظام القطبية الثنائية, لأن كلاً من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي كانتا أهم القوى الرئيسية الفاعلة في النظام الدولي, وحافظتا على التوازن والاستقرار الدوليين حتى نهاية الحرب الباردة, وانهيار الاتحاد السوفييتي, مع إعادة بناء العولمة الرأسمالية الجديدة تحت حماية وهيمنة الولايات المتحدة, التي تحولت إلى أكبر قوة عظمى مفرطة القوة في النظام الدولي الجديد الأحادي القطبية.‏ ومنذ أن ظهرت الأمم المتحدة إلى الوجود في 26 تشرين الثاني سنة 1945, بعد تصديق الدستور من قبل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن -وبأغلبية من الموقعين الآخرين ال46, ظلت الأمم المتحدة تمثل مصدراً للشرعية الدولية, رغم احتلال الولايات المتحدة الأميركية موقعاً فريداً في قيادتها, نظراً لإسهامها الكبير في نسبة موازنتها 22 في المئة, و27 في المئة من موازنة قوات حفظ السلام, رغم أن الجدل القائم والمعاداة الأميركية في الجمعية العمومية يحجبان هذا الواقع.‏ في السنوات الأخيرة, أصبح موضوع إصلاح الأمم المتحدة مطروحاً بقوة من قبل البلدان الناشئة, وذلك جراء السياسات الأميركية التي تفردت بقيادة النظام الدولي أحادي القطبية, ولاسيما في ظل السنوات الثماني من إدارة الرئيس بوش الابن, التي شهد فيها العالم اندلاع الحروب الإقليمية في أفغانستان والعراق, وتنامي ظاهرة الإرهاب الدولي, وغرق العالم في مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار, وعجز الولايات المتحدة الأميركية عن إدارة أزمات العالم بمفردها, إضافة إلى تعالي العديد من الأصوات في القارات الخمس تطالب بضرورة إعادة بناء نظام دولي جديد متعدد الأقطاب, وإصلاح الأمم المتحدة الذي بات مطلباً ضرورياً بعد أن شاخت وترهلت هذه المنظمة الدولية, ولم تعد تقوم بالدور الأساسي الذي أنشئت من أجله.‏ إن إطلاق قطار الإصلاح الأول سيكون بمنزلة اختبار لعمليات تحديث أخرى كالبت في كيفية إنقاذ هذه المؤسسة الدولية العريقة التي تواجه خطر تهميشها وإعفائها من مهامها التي أنيطت للقيام بها. بيد أن الإصلاح الرئيس للعديد من المطالبين به يتمثل في إعادة تشكيل مجلس الأمن الدولي. فهذه المؤسسة الدولية المسؤولة عن تعزيز الأمن الدولي ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل ومكافحة خطر الإرهاب الدولي..إلخ, مطالبة باستقبال أعضاء جدد دائمي العضوية في مجلس الأمن, وإذا كان الأمر بنعم, فمن هم?‏ مما لاشك فيه أن إصلاح مجلس الأمن مطروح على جدول الأعمال منذ وقت طويل, لكن النقطة الوحيدة التي تشكل إجماعاً داخل الأمم المتحدة هي أن الوضع الحالي غير مرضٍ على الإطلاق, في عصر لا نظير له مليء بأكثر القضايا قسوة مثل قضايا الفقر -المرض- الحروب والظلم. ويتساءل الكثير من الأميركيين: لماذا يجب على الشرعية الدولية أن تمنح لبلدان ليس لها مسؤوليات في مجال الأمن الشامل? مثل الكاميرون, والمكسيك, وأنغولا (كل هذه البلدان الثلاثة كانت أعضاء في مجلس الأمن في وقت الحرب على العراق), أو إلى بلدان غير ديمقراطية مثل الصين. وهناك بلدان غنية وكثيرة السكان مثل اليابان وألمانيا اللتان تتمتعان بمزايا وأفضليات أكثر من بريطانيا وفرنسا, اللتين تعود عضويتهما الدائمة في مجلس الأمن إلى نتائج الحرب العالمية الثانية التي انتهت منذ ستين سنة. ومن جانب آخر, يرفض المواطنون في إفريقيا وأمريكا اللاتينية أن يكون السلم والأمن الدوليين مقررين من جانب الولايات المتحدة الأميركية وبعض البلدان الأوروبية بالإطلاق.‏ في آذار 2004 قدم الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي أنان تقريراً استعرض فيه المبادئ الأساسية للإصلاح الشامل لمنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن. وأصر كوفي أنان في حينه على أن مجلس الأمن الدولي -الذي يضم اليوم كلاً من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا, كأعضاء دائمي العضوية, وعشرة أعضاء يتناوبون كل سنتين, لن يحظى بالاحترام, ولاسيما من قبل بلدان العالم الثالث, إلا إذا تغيرت تركيبته.‏ وإذا تقرر إنشاء مقاعد دائمة جديدة فهناك عدد من المنافسين الأقوياء الذين يستحقون شغلها. وليس سراً أن كوفي أنان قد عبر عن تأييده لكلا الخيارين, الأول: وتدعمه مجموعة الأربع المتكونة من اليابان وألمانيا والهند والبرازيل, ويأمل في وصول ستة أعضاء جدد دائمي العضوية في مجلس الأمن الدولي (مجموعة الأربع+دولتين إفريقيتين غير محددتين أيضاً), إضافة إلى أربعة أعضاء جدد غير دائمي العضوية. وفي هذا الخيار, سينتقل العدد الإجمالي لأعضاء مجلس الأمن من 15 إلى 25. أما حق النقض فسيظل حكراً على الأعضاء الدائمين الخمس الحاليين. ولم يلق هذا الخيار الإجماع. الثاني: وتدعمه مجموعة من البلدان متكونة من إيطاليا, باكستان, كوريا الجنوبية, وإسبانيا. وتطالب هذه المجموعة بتوسيع مجلس الأمن إلى 25 عضواً, ولكن بزيادة الأعضاء غير الدائمين فقط (10) مختارين من مجموعة (30), ولكن بزيادة فترة صلاحياتهم من سنتين إلى أربع سنوات. بالنسبة للمدافعين عن هذا الخيار, ستتجنب هذه المقاربة ضرورة اختيار عضو دائم في مجلس الأمن من بين المتنافسين الإقليميين مع إمكانية إفساح المجال لبلدان مهمة لأن تكون حاضرة كثيراً في المجلس من بلدان صغيرة جداً.‏ من الملاحظ أن أياً من الخيارين لا يراعي تخويل أعضاء المجلس الجدد حق النقض الفيتو ولهذا من الضروري الإصرار على أوسع وفاق ممكن بين الأعضاء بهذا الشأن. ويبدو أن مثل هذا الوفاق معدوم حتى الآن, إذ أصر ممثلو البرازيل والهند واليابان, وهذه الدول من أقوى المنافسين على المقاعد في القوام الموسع لمجلس الأمن الدولي. وهذا مفهوم لأن الخيار الثاني يحرم هذه الدول من الحضور الدائم في مجلس الأمن. والإشكالية, أنه في حال انضمام الهند واليابان إلى عداد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن في سياق عملية الإصلاح المرجوة, فإنه في مثل هذه الحالة سيطرح السؤال التالي: ما الموقف من ألمانيا أو إيطاليا أو البرازيل?‏ وإذا قبلت البرازيل ممثلة عن أمريكا اللاتينية فستبرز حتماً مسألة المكسيك والأرجنتين, وإذا قبلت مصر ممثلة عن إفريقيا, فستثار مسألة جمهورية جنوب إفريقيا وغيرها. ويتطلب كل إصلاح في مجلس الأمن بالضرورة موافقة الخمسة أعضاء الدائمين إضافة إلى ثلثي أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة, أي 128 من أصل 191 عضواً. ثم إن صعوبة تجميع مثل هذا الدعم ستحدث أيضاً نشاطاً قوياً للوبيات داخل الأمم المتحدة. وهناك دولتان تمتلكان حق النقض, هما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا, ستلعبان دوراً نقدياً إن لم نقل مصيرياً في النقاشات المقبلة.‏ حيال هذا الوضع إنه من السذاجة توقع ظهور وفاق سريع بشأن أي من الخيارين.
 
(المصدر: صحيفة الثورة ( يومية-سورية)  بتاريخ 29  سبتمبر2008)


سمير البنزرتي: بوش … لترحل ….غير مأسوف عليك

     

لقد كانت فترة حكمك مليئة بالكوارث و المصائب العالمية و كان آخرها و قبل أيام من رحيلك الإنهيارات المالية التي تهدد الإقتصاد العالمي بركود طويل المدى و أزمة ربما أخطر من أزمة 1929  لقد دمرت العراق و قتلت مئات الآلاف من أبنائه بسادية لم يعرفها العالم من قبل … و دمرت أفغانستان و نشرت أجواء الرعب في جميع أنحاء العالم تحت ذريعة  » مكافحة الإرهاب  » و لكنك أنت الإرهابي رقم واحد و المجرم الذي لم يعرف تاريخ البشرية له مثيلا … بوش … أنت من تتحمل المسؤولية الأصلية و الأولى في اعتقال و تعذيب و محاكمة المئات من التلاميذ و الطلبة في تونس بتحريضك و إرهابك الإعلامي …. ذهب أولئك الشباب ضحايا لسياساتك الهمجية القمعية في هذا الزمن الذي اصبح فيه التطوع للمقاومة و دحر المحتل إرهابا وهو كان ولا يزال و سيبقى شرفا لكل الأحرار…    فلترحل …. غير مأسوف عليك ….     سمير البنزرتي     كلية الحقوق بتونس   السبت 27 سبتمبر 2008 (المصدر: موقع طلبة تونس الإلكتروني بتاريخ 27 سبتمبر 2008)

بسم الله الرحمان الرحيم   
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين 
تونس في29/09/2008 الرسالة رقم 477
بقلممحمد العروسي الهاني على موقع الديمقراطية
مناضل كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي  

محمد العروسي الهاني:تهاني العيد والتسامح ومعنى العيد في الإسلام ( التسامح والعفو والصفح ) من شيم الكرام

 

 حل عيد الفطر المبارك جعله الله طالع خير على الأمة الإسلامية والعربية وأعاده الله بالخير واليمن والبركة على شعوبنا الإسلامية والعربية وعلى كافة المساكين والمظلومين والمستضعفين في الأرض ، ويسعدني أن أتقدم بأسمى وأنبل آيات التهاني القلبية الصادقة وأجمل التمنيات الطيبة النابعة من الأعماق إلى كل الأحرار الطيبين والمتمسكين بمبادئ وقيم الإسلام والمحافظين على ثوابت الدين والصادقين وفرسان القلم وكلمة الحق إلى يوم الدين وإلى أخواتنا في موقع تونس نيوز وأسرة التحرير وإلى أخواننا العاملين بقناة المستقلة وفي طليعتهم الدكتور محمد الهاشمي الحامدي مدير القناة صاحب المبادرات والجرأة والإصداع بكلمة الحق منوها ببرامج القناة والتعريف بقيم الإسلام راجيا من هاته القناة مواصلة السير ودعم حرية التعبير وإعادة فتح الحوار المباشر من الصادقين والابتعاد على أصحاب المنافع وإلى أخواننا في قناة الجزيرة العاملين رجالا ونساءا ومساهمين أحرار ومزيد دعم الحوار واختيار منهم أهل للحوار والابتعاد على الأشرار وأصحاب قلب الفيستة في مشوار والعمل على أن يكون الاختيار للتعليق على الأحداث العربية من أهل الثقة والمشهود لهم بالنزاهة حتى يكون للحوار مصداقية وقيمة إعلامية ولا تقتصر القناة على وجوه معروفة بالابتزاز وقلب الحقائق والأبيض يصبح أسود في مشوار؟؟؟ وإلى أخواننا من رجال الإعلام وأصحاب الأقلام الحر النزيهة والمعتدلة في إصدار الأحكام ، وإلى رجال الدين وأيمة المسلمين وأصحاب الرأي الجامع السديد لعزة الإسلام وإلى طلبتنا في بلدان المهجر أصحاب العزائم والعقول الطاهرة والأفكار الصريحة لفائدة الإسلام وتعزيز الأخوة العربية في هذه الديار وإلى المناضلين الأحرار الذين هاجروا بلدانهم من أجل الاصداع بكلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووجدوا في بلدانهم عدم الاهتمام وفي المقابل فتحت أوروبا أبوابها لأنها تعرف قيمة الاضطهاد وغلق أبواب الحوار والأذان، وأعطتهم أوروبا حق العيش في سلام وأمان كما فعل لهم الملك النجاشي الحبشي المصلح في عهد ظهور الإسلام وقد احتظنا المسلمين ودعمهم وناصرهم ووقف إلى جانبهم في بداية عهد الإسلام ودعى له بالهداية الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام بالخير والصلاح لأنه نصر دين الإسلام وهو مسيحي ولكن قلبه رحيم للمسلمين وما أحوجنا اليوم إلى قلوب رحيمة في بلدان تنتمي للإسلام وبعضهم شعارهم التسامح ويا ليت هذا الشعار يطبق بكل صدق وشفافية وحق حتى يعم الرخاء ويزداد الازدهار وتعم الفرحة أبناء الديار المهاجرة لأوروبا وهي تتمنى العودة إذا طبق شعار الحق والتسامح والصفاء بمفهوم شاملا وعادلا بعيدا عن تصفية الحسابات وتحقيق المأرب بفعل سماسرة (وهمهم جمع المال) على حساب أحياء الفتنة للعيش حسب اعتقادهم في هذه الأجواء لمزيد الطمع والابتزاز وبودهم تكثر المزايدات وتتعدد الأفكار حتى يزدهر عندهم الحال ويبحرون في عالم الابتزاز وحب المال وهؤلاء لم يسلم من شرهم وكلامهم اللاذع حتى أصحاب الأقلام الحر وقد قال أحدهم في وصف في مقاله الأخير أن المبحرين في مواقع الانترنات والمحبين للإعلام كلمة الحق ودعم الحوار لإصلاح المسار….قال هذا الذي أراد تسليط البراهين جمعا ؟؟؟ أن بعض المبحرين هم من صنف الخفافيش: لا أريد الخوض في هذا الجدل العقيم بهذا النوع من البهتان ؟؟؟ ولكن اكتفى بإشارة واحدة أن الأيام والسنين ستكشف من هم الخفافيش يا ترى ؟؟؟ هل الذين لهم مبدأ واحد منذ الطفولة في الانتماء والوطنية،  ومن هم مذبذبين لا من هؤلاء ولا من هؤلاء وهم كما ذكرهم الله في القرءان الكريم صنف المنافقين جنبنا الله هذا الصنف وحمانا الله من شرهم وكيدهم وأقوالهم البذية الجارحة التي لا تستند إلى برهان وكلها قول زور وبهتان والفرق شاسع بين البرهان والبهتان ؟؟؟ وقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم اليهود بالنفاق والبهتان… ونعود لنقول والله هؤلاء المرتزقة سنراهم قريبا إن شاء الله على الوجه الحقيقي وتنكشف الأحوال هذا في حياتنا القصيرة ومتاع الدنيا الزائلة؟؟؟ أما في عالم الآخرة والخلود فالله مطلع عليهم وحسابهم شديد يوم لا ينفع مال ولا بنون صدق الله العظيم وختاما نسأل الله أن يعيد علينا هذا العيد بالخير والبركات وأن يبصر قادتنا وحكامنا الصواب والرشاد وأن يلهمهم الحكمة والبرهان ويجنبهم أهل السوء والبهتان بغطاء الأشخاص لتحقيق المأرب وبعضهم تحت غطاء فلان ؟؟؟      وأن يوقف الله قادتنا لدعم الروح التسامح والعفو من شيم الكرام. ملاحظة : في معتمدية ترابية – قلت إن  4  أشخاص أشرار كلمتهم تصل بزور للمسؤولين و 45 ألف كلمتهم الطيبة مغمورة لا يسمعها أحد ؟؟؟ وخذ هذا العدد واضربه على 10 ملايين من البشر تجد الحساب 4 على 50 ألف نسمة هم الأشرار ؟؟؟             عفانا الله شرهم وكيدهم إن شاء الله في نحرهم. قال الله تعالى : فمن عفا وأصلح فأجره على الله  صدق الله العظيم                                
 
        محمد العروسي الهاني مناضل له رأس مال كبير في حزب التحرير       الهاتف : 354 022 22


ا ف ب: المغرب: وفاة عبد الكريم الخطيب مؤسس حزب العدالة والتنمية الاسلامي

 

الرباط (ا ف ب) – اعلن مصدر رسمي الاحد (28 سبتمبر) ان عبد الكريم الخطيب احد ابرز الشخصيات في الجيش الشعبي (ابان عهد الوصاية) ومؤسس حزب العدالة والتنمية الاسلامي (معارضة) قد توفي السبت عن 87 عاما. وكان الدكتور الخطيب المقرب جدا من العائلة المالكة مدافعا متحمسا عن اتحاد المغرب العربي وقد توقفت هذه العملية منذ بضعة عقود بسبب النزاع في الصحراء الغربية. وكان الملك محمد الخامس كلف الخطيب وخلال السنتين الاوليين من حكم الملك الحسن الثاني اجراء اتصالات مع حركات التحرير الافريقية ولاسيما منها المؤتمر الوطني الافريقي والحركة الشعبية لتحرير انغولا. وفي 1996 اسس الخطيب حزب العدالة والتنمية وتولى منصب امينه العام حتى 2004. وخلال الانتخابات النيابية في 2007 اصبح حزب العدالة التنمية الحزب الثاني في البلاد بحصوله على 46 مقعدا في المجلس بعد حزب الاستقلال (52 مقعدا). (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 29 سبتمبر 2008)  

تشييع جنازة الراحل الدكتور عبد الكريم الخطيب بالرباط و م ع : جلالة الملك يبعث برقيتي تعزية لأسرة الراحل وللأمين العام لحزب العدالة والتنمية

   

جرت بعد عصر أمس الأحد (28 سبتمبر 2008، التحرير) بمقبرة الشهداء بالرباط، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، مراسم تشييع جنازة الراحل الدكتور عبد الكريم الخطيب، الذي وافته المنية أمس السبت بالرباط عن عمر يناهز 87 سنة. وعقب صلاتي العصر والجنازة بمسجد الشهداء، نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء حيث ووري الثرى بحضور الوزير الأول السيد عباس الفاسي ومستشاري صاحب الجلالة السادة محمد معتصم وعبد العزيز مزيان بلفقيه وعباس الجراري، والسيد محمد رشدي الشرايبي عضو الديوان الملكي وعدد من أعضاء الحكومة. كما حضر هذه المراسم قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وزعماء الأحزاب السياسية وعدد من البرلمانين والمنتخبين وشخصيات مدنية وعسكرية. وتليت بالمناسبة آيات بينات من الذكر الحكيم على روح الراحل عبد الكريم الخطيب ورفعت أكف الضراعة إلى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويشمله بجميل غفرانه. كما توجه الحاضرون بالدعاء الصالح لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وأن يقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وأن يشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. وفي الختام تلا السيد محمد معتصم نص برقية التعزية التي بعثها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى أسرة الفقيد، والتي عبر فيها جلالته عن أحر التعازي وأصدق المواساة لأرملة الفقيد ولأنجاله ولكافة أهله وذويه، ولأسرة المقاومة وجيش التحرير، ولأسرته السياسية، والشعب المغربي قاطبة. وقد كان الراحل أحد الوجوه البارزة في حركة المقاومة وجيش التحرير، وتقلد العديد من الحقائب الوزارية بعد الاستقلال منها على الخصوص الوزارة المكلفة بالشؤون الإفريقية، ووزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية، كما شغل أيضا منصب وزير الصحة، ووزير دولة. ويعد الفقيد أحد قادة الحركة الوطنية حيث ساهم بالخصوص في تشكيل قيادة جيش التحرير المعروفة بلجنة تطوان. ولم يتوقف الدور الذي قام به الراحل عند المستوى الوطني بل عمل رفقة رجالات الحركة الوطنية على دعم ومساندة حركات التحرير بالمغرب العربي إيمانا بوحدة المصير المشترك. كما ساهم مساهمة فعالة في دعم حركات التحرر في افريقيا خاصة حزب المؤتمر الوطني الافريقي بجنوب إفريقيا بقيادة زعيمه نيلسون مانديلا . وكان الراحل رئيسا لأول برلمان سنة 1963 حيث استمر في هذا المنصب إلى غاية يونيو 1965 . وفي سنة 1957 أسس الدكتور الخطيب إلى جانب المحجوبي أحرضان حزب الحركة الشعبية قبل أن يؤسس سنة 1967 حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية . وفي سنة 1996 أسس الفقيد حزب العدالة والتنمية الذي تولى أمانته العامة إلى غاية 2004 قبل أن يتم اختياره رئيسا مؤسسا للحزب، وهو المنصب السياسي الذي ظل يشغله إلى حين وفاته   وبهذه المناسبة الأليمة,بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس ببرقية تعزية إلى أفراد أسرة المجاهد الدكتور عبد الكريم الخطيب . ومما جاء في البرقية ‘فقد كان لنعي المشمول بعفو الله تعالى ورضاه، الوطني الغيور، والمقاوم الكبير، المرحوم الدكتور عبد الكريم الخطيب، أعمق الأثر في نفسنا، أسى وحزنا. وذلك لما كان يجسده الفقيد العزيز، من خصال الجهاد الصادق في سبيل استرجاع المغرب لسيادته واستقلاله، ووحدته الوطنية والترابية، وشمائل النضال المستميت في خدمة القضايا الوطنية العليا’. وأعرب جلالة الملك، عن أحر التعازي وأصدق مواساة جلالته لأرملة الفقيد ولأنجاله ولكافة أهله وذويه، في هذا المصاب الجلل الذي ألم بأسرة الراحل وبعائلة المقاومة وجيش التحرير والحركة الوطنية التي كان من قادتها التاريخيين، وبأسرته السياسية، وبالشعب المغربي قاطبة. كما عبر جلالته لأسرة الدكتور الخطيب عن مشاطرته أحزانها في رحيل هذه الشخصية ‘النادرة المثال، في خدمة الأمة والوطن، والغيرة على ثوابته، والتعلق بالعرش العلوي المجيد، وبالمؤتمن عليه، الملك أمير المؤمنين، سواء في عهد بطل التحرير، جدنا المقدس جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، طيب الله ثراه، أو في عهد باني المغرب الحديث، والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني أكرم الله مثواه، مسترخصا الغالي والنفيس، في إيمان راسخ، ونكران ذات. وذلك في جميع المسؤوليات التي تقلدها، طبيبا ماهرا، نذر حياته للمصلحة العامة، وأحد قادة المقاومة وجيش التحرير، وسياسيا محنكا، ورجل دولة وازن. وهو ما ظل يجسده في وفاء صادق، وولاء مكين، منذ اعتلينا عرش أسلافنا المنعمين’. وتضرع صاحب الجلالة الملك محمد السادس للباري تعالى الذي اختار الفقيد إلى جواره في ليلة القدر المباركة، ‘أن يجزيه الجزاء الأوفى على ما قدم لبلده من جليل الأعمال، وصادق الخدمات، وأن ينعم عليه بالرضوان، مشمولا بالرحمة والغفران، وأن يسكنه فسيح الجنان، ويتقبله في عداد المنعم عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا’.  كما بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس من جهة أخرى ببرقية تعزية الى الأستاذ عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أعرب فيها جلالته عن عميق الأسى وشديد التأثر لرحيل المشمول بعفو الله تعالى ورضاه المجاهد الكبير المرحوم الدكتور عبد الكريم الخطيب، الذي لبى داعي ربه ،بعد عمر حافل بالكفاح المستميت والصادق، دفاعا عن سيادة المغرب ووحدته، والمقاومة الباسلة في سبيل استقلاله وكرامته، في وفاء راسخ للعرش العلوي المجيد، على امتداد حياته الزاخرة بالتضحية والعطاء. وأعرب جلالة الملك للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ومن خلاله إلى الحزب قيادة وقواعد، ‘عن تعازينا الحارة ومواساتنا الصادقة، في فقدان هيأتكم السياسية الموقرة، لرئيسها المؤسس، الذي أبلى البلاء الحسن سواء في تاريخ الحركة الوطنية، كأحد قادة المقاومة وجيش التحرير، أو في معركة الجهاد الأكبر، مناضلا سياسيا حكيما، متشبعا بقيم دينه السمح، وهويته المغربية الأصيلة’. وأضاف جلالة الملك في هذه البرقية أنه بوفاة الدكتور الخطيب ‘يكون المغرب، وهيأتكم السياسية، قد فقدا نموذجا يحتذى في التشبث بإمارة المؤمنين، والتعلق بثوابت الأمة ومقدساتها، والنهوض بأمانة وصدق ونكران ذات، بالمسؤوليات الوازنة والمهام الجسيمة التي تقلدها، مهنيا وسياسيا وحكوميا وحزبيا، متحليا في كل المراحل وسائر الظروف والأحوال، بالإخلاص والإلتزام، بالقيم الدينية والوطنية المثلى، جاعلا مصلحة الوطن العليا في الوحدة العقدية والمذهبية، والسيادة وقدسية الثوابت وحرمة المؤسسات، تسمو فوق كل اعتبار’. وتضرع جلالة الملك إلى الله تعالى أن ‘يوفي للفقيد الكبير الجزاء على ما أسداه للوطن والعرش والأمة، من جليل الأعمال، ويسكنه فسيح الجنان، مشمولا بالمغفرة والرضوان. كما نضرع إليه تعالى أن يسدد خطاك في السير على نهجه القويم، وفيا على الدوام للقيم السامية التي جعلته من الرموز الخالدة للحركة الوطنية المغربية’. (المصدر: وكالة الأنباء المغربية (و م ع – رسمية) بتاريخ 29 سبتمبر 2008)

الاستعصاء المذهبي 
 
  بقلم: هيثم مناع (*) يتعرض مارك أوجيه في كتابه ‘عبقرية الوثنية’، لواحدة من أجرأ المقارنات بين الوثنية والمسيحية. ويمكن أن نقول بدون تعميم متسرع بالمقارنة بين الوثنية والديانات الإبراهيمية الثلاث إنه من وجهة نظر عالم الأنثروبولوجيا الفرنسي المعروف، تتميز الوثنية راديكالياً عن المسيحية في ثلاث نقاط: الأولى كونها غير ثنوية ولا تعارض بين المعرفة والإيمان، والثانية أنها لا تجعل من الأخلاق مبدأ خارجا عن موازين القوى والحواس، والثالث أنها غير تبشيرية. أورد هذا الاستشهاد للتذكير بأن التبشير ظاهرة جماعية رافقت كل الملل والنحل منذ انتصار التوحيد، بالمعنى الواسع للكلمة، على الوثنية. وقد عولم (بمعنى جعل الظاهرة عالمية) التوحيد التبشير ليشمل العلمانية وكل ما ينتهي بـism، بما في ذلك الفلسفات الإلحادية. من هنا يبتسم المرء في شهر رمضان، الذي اكتشفت فيه البشرية القرآن، عندما يقرأ أن هناك استغرابا من الطابع التبشيري لهذا المذهب أو ذاك. وأكثر من ذلك، عندما تستعمل من علماء سنة وشيعة تعبيرات مثل: ‘سهولة التكفير عند أهل السنة لغيرهم’، ‘غياب المناعة عند الأكثرية السنية’ أو ‘عدم الاستعداد للغزو الشيعي’. وأخيرا، عندما نعود إلى فكرة الفرقة الناجية. وكأن في هذا الكوكب مؤمن واحد، يعتقد أن المذهب الذي ينتمي إليه هو الفرقة غير الناجية! إلى غير ذلك من مصطلحات تؤكد بعدا واحدا للتراشق السائد حول الشيعة والتشيع، هو تغييب المحاكمة العقلية والنقدية. يمكن الحديث عن ملايين تنفقها جمهورية إيران الإسلامية لنشر مذهب الدولة فيها (وهو كذلك في الدستور الإيراني المادة 12 التي تقول: الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الاثني عشري، وهذه المادة تبقى إلى الأبد غير قابلة للتغيير). لكن من الضروري القول أيضا إن هناك مليارات تنفقها الممالك ‘السنية’ لنشر الإسلام في العالم. وفي قضية نشر الدعوة، لا بد من موقف واضح بغض النظر عن الجغرافيا. فقد خضنا مع أكثر من مفكر إسلامي معركة ضد جملة قالها جان ماري لوبن في 2006 ‘فرنسا وأوروبا لم تهيئا نفسيهما للغزو الديني الإسلامي’، واعتبرنا رأيه في صلب تعريفنا للإسلاموفوبيا واتهمناه بمناهضة حرية الفكر والاعتقاد رافضين أي قيود على انتشار الديانات غير المسيحية (بشكل أساسي الإسلام والبوذية) في القارة الأوروبية. لأن هذا يتعارض مع العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية ومع الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان والحريات الأساسية. وعليه، أستغرب من مفكرين يدافعون عن حق المسلمين في نشر دينهم في أوروبا، أن يناهضوا نشر آراء هذا المذهب أو ذاك في البلدان الإسلامية؟ مثل آخر لازدواجية المعايير عندنا: منذ سبع سنوات ومدارس التبشير البروتستانتية المتطرفة تستثمر ‘الحرب على الإرهاب’ بكل الوسائل، اللا أخلاقية قبل الأخلاقية. وذلك لضرب العمل الخيري الإسلامي الذي أصبح يشكل أهم عتلات نشر الإسلام في دول الجنوب. وقد رضخت لضغوطها عدة دول، في مقدمتها المملكة العربية السعودية التي أغلقت مؤسسة الحرمين في الرياض. ذلك في وقت نجحنا فيه في إعادة فتح مكاتبها في أكثر من مدينة غربية! للأسف، لم نسمع يومها حركة احتجاج قوية من رجال الدين المسلمين للدفاع عن هذه الجمعيات. أين كانت حمية العلماء عندما صنفت الجمعيات الخيرية الإسلامية (السنية والشيعية) على قائمة الإرهاب؟ أم إن منطق السلطة يؤثر على موقفهم؟ يقول البعض إن علينا تجنب خلق أوضاع تتعدد فيها المذاهب، وبرأيي ليست المشكلة في التعدد. المشكلة تكمن في توظيف الاختلاف في إستراتيجيات سلطة. في المثل العراقي، نجد أن التطبيع مع فكرة ‘البيت الشيعي’ في العراق وضعت المذهبية فوق البرنامج الوطني، وفوق المواطنة، وفي مواجهة مشروع تكوين دولة حديثة. هذا الجنوح المذهبي عند سياسيين عراقيين وجد تربة خصبة في الجانب الإيراني. فهل يوجد رابط واحد، غير الانتماء المذهبي، يجمع بين الحكومة الإيرانية وبعض أركان مشروع الاحتلال الأميركي في العراق (أحمد الجلبي وموفق الربيعي مثلا)؟ لا شك في أن هذا الطابع المذهبي للدولة الإيرانية يؤثر سلبا على علاقات الجمهورية الإسلامية بجيرانها. خاصة عندما تختبئ الدولة وراء صغار موظفيها، فمن يصدق أن موظفا من الدرجة الثالثة في وكالة أنباء إيرانية حكومية يستطيع أن يدلي بتصريح لا ينتقد وحسب، بل يتهم شخصية مركزية في الإسلام مثل الشيخ يوسف القرضاوي دون توجيهات عليا؟. إذن هناك رسائل ورسائل مضادة، مباشرة حينا وغير مباشرة أحيانا أخرى، يتداخل فيها السياسي بالديني والمذهبي. لكنها رسائل محملة بالجمرة الخبيثة، وستخلق شروخا بين شعوب المنطقة يصعب ردمها، ناهيكم عن كونها تغيّب الحديث في التنمية والحريات الأساسية، وتهمش مفهوم الكرامة الإنسانية وحقوق الناس، وتغتال عظمة إسلام رفض الإكراه في الدين وفي المذهب، وتجعل من تفاصيل الفقه القرون وسطي منهج حياة. لم يعطنا التاريخ حتى اليوم مثلا واحدا لمذهب أو أيديولوجية تتضمن الردود على التحديات المجتمعية الكبرى. من سوء طالعنا وبؤس أوضاعنا، أن الحوار السائد والصراعات المعلنة نخبوية سلفا. والبعد الديني لها يدخلها في عالم المقدس والمدنس، الحرام والحلال، الكفر والإيمان. وبالتالي فهو يضع قطاعات واسعة خارج نطاق القدرة على التدخل. فمن أنت لتنتقد آية الله محمد علي تسخيري؟ وإن كان فهمي هويدي قد طعن في رأيه عندما انتقد الشيخ القرضاوي، فهل سيسمع أحد لما يقوله نادر فرجاني مثلا؟ ألم تصبح الهالة المحيطة ببعض رجال الدين من القوة بحيث نسمع فتوى بالقتل للعاملين في الفضائيات الفاسدة؟ فنتجنب إصدار بيان استنكار لها، وننتظر ضابطا سابقا في الجيش الإسرائيلي لينقل عبر ‘ميمري’ رأي رجل دين سوري من جزيرة العرب بضرورة قتل ميكي ماوس والفئران الممقوتة والمفسدة؟ من المؤسف أن تتراجع السياسة ويغيب مفهوم الحوار. وأن يتراجع الفكر الديني لصالح خطاب أصولي منغلق على نفسه. لشحن مذهبي عاجز عن التجاوز، وتدخلات تشيد سور الصين بين الفرق والآراء الإسلامية، وتحدد قدرة المسلمين على تجديد المدارس الفقهية أو إعادة اكتشافها بشكل نقدي. ما معنى أن يصل الأمر أحيانا إلى حد الاستباحة الثقافية والفكرية الرمزية لدم المذهب الآخر؟ يجري التعبير عن ذلك في التفوق الذاتي أولا، والتنقيب المجهري للإمساك بمثلب أو غلو أو انزياح عن الصراط المستقيم عند هذا أو ذاك. من لطف الله بالبشر، أن الأمثلة التي انتقل فيها الصراع المذهبي إلى صراع دموي قليلة. وعندما حدث ذلك، والشاهد العراقي أمام الأعين، لم ينتصر أحد على أحد. أي كانت الهزيمة جماعية. لن نتوقف طويلا في التعرض لقضايا تسيطر فيها الدولة على رجال الدين. لكن من حقنا أن نقول للسنة والشيعة وغيرهم إننا نعلم علم اليقين بأن الآراء والفتاوى ليست بريئة من المكان والزمان والمحيط. نعلم أيضا أنها تخضع عادة لضغوط الحاكم أكثر منها لاحتياجات المحكوم. وإن كنا بالأساس مطعون بتدخلنا وبرأينا في منطق الحق والباطل من وجهة النظر المذهبية، فمن حقنا التطرق لموضوع جوهري اسمه حدود وقيود حرية التعبير والاعتقاد في العالم الإسلامي اليوم. هل يقبل عالم علامة كبير في المذاهب الخمسة أن يفتح باب الاجتهاد لمذهب ينطلق من الأصول واحتياجات المسلمين في هذا العصر، رغم أنهم جميعهم يعتبرون الاجتهاد من أسس الإسلام: سواء المادة الثانية من الدستور الإيراني أو فتاوى كبار علماء المسلمين السنة؟ ذلك رغم أن القطاع الأكبر يقول إنه يحترم الاختلاف المذهبي كما هو حال المقطع الثاني من المادة 12 من الدستور الإيراني. كرم الإسلام الإنسان ومنع الإكراه في المعتقد، ومع هذا يسود العالم الإسلامي منهج التلقي والطاعة، ويتمتع الراهب بالقداسة في دين لا رهبنة فيه؟ وتسود حالة ذهنية يصفها الصديق منصف المرزوقي بقوله: ‘علم الشيخ هو بالضرورة حقائق من النوع الذي يردده الوعاظ والفقهاء منذ قرون، سواء حصل ذلك في المساجد الريفية أو من أعلى منبر القنوات والبرامج الدينية المتكاثرة هذه الأيام.. ‘حقائق’ لم تمنع أمتنا، لا من الانحطاط الأخلاقي ولا من التخلف الفكري ولا من التوحش السياسي.. معطيات لا يرقى لها الشك يسوقها لنا الشيخ العالم بكل ما يملك من طلاقة اللسان وقوة الحجة ليعلّمنا كل ما يجب علينا معرفته من شؤون ديننا ودنيانا. لا غرابة ألا يسأل الشيخ أبدا ونادرا ما يتساءل. كيف يسأل وهو من يعرف كل الردود ومهمته تقتصر على إنارة الجهال والتائهين لأنه خلافا لهم ليس جاهلا أو تائها، وكيف يكون تائها أو حائرا وهو البوصلة التي تشير إلى اتجاه الجنة. خاصية مهمة أخرى لمنهج الشيخ: مواقف وتصرفات المتلقي أكان المحاور أو المستمع. فكل ما في هذه التصرفات يوحي بالتسليم لصاحب السطوة. لا مكان هنا للمشاكسة، للمعاكسة، للتشكيك، للجدل. فالمواقف مبنية على الإنصات والاستيعاب ومحاولة الفهم لأن الخطأ ليس من عجز الأستاذ عن التبليغ وإنما دوما نتيجة البلادة الفطرية التي هي فينا. هذا هو عالم السمع والطاعة لأولياء الأمر منا الذين قادونا طوال قرون طويلة على طريق الحرية وجعلوا منا فعلا خير أمة أخرجت للناس’.  ثقافة التلقي والإرضاء تخلق بيئة مستعدة لخوض كل المعارك المسطحة وكل الحروب غير المجدية التي لا ينتصر فيها أي طرف. يتملكنا الخوف على الذات والخوف من الذات والخوف من الآخر. وكأن هوركهايمر بيننا عندما تناول وظيفة اللاهوت والدين: ‘كان للعلوم الدينية وظيفة تسمح، بدون وجود بوليس كلّي القدرة وجيد التدرب، باحترام الإنسان للإنسان، على الأقل في نفس المجتمع، كذلك عدم ارتكاب الجرائم. لقد كان للإيمان بالسماء والنار وظيفة اجتماعية كبرى، وما دام أغلب الناس من المؤمنين، فهم يتجنبون الشر لوجود عدالة أعلى. في الفترة المضطربة التي نعيشها، ثمة فقدان لهذه الوظيفة بشكل مطرد مثير للمخاوف’. ليس من شك، في أن غياب مصر السياسية قد ترك بصماته واضحة في غياب هيبة مصر الأزهرية. وأن الفراغ الإستراتيجي السعودي قد أضعف المكانة الرمزية لأهل السنة، لكننا اليوم أمام معضلات سياسية وغياب إستراتيجي للدولتين أولا وأخيرا، وليس للبعد المذهبي قيمة تذكر في تقييم الوضع الإقليمي. ولعل الحس الشعبي أكثر نضجا من أطروحات النخب السائدة فهو لا يعتمد الفروق المذهبية في تقييم الأشخاص وإنما مواقفهم (كراهية رموز الاحتلال من العراقيين كبيرة من الماء إلى الماء لتعاونهم مع الاحتلال الأميركي وليس لانتمائهم المذهبي. بعكس الاحترام الذي يتمتع به السيد حسن نصر الله مثلا). يوما بعد يوم، يتأصل وعي جديد يقوم على فكرة مركزية تقول إن الآخر لا يمكن أن يكون، حتى في أحسن أحواله، كتلة بشرية متجانسة ومتماسكة تعبر عن الوحدة الأسطورية لأمة أو طائفة أو مذهب. وأن الكلانية ظالمة بالضرورة (كل العرب.. كل السنة.. كل الشيعة.. كل الغربيين..). فها نحن أمام صهاريج ثقافية متعددة المشارب والمكونات، تضم كل عناصر الخضوع والثورة، التلقيح والعقم، التأثير والتأثر، التعبئة والانفجار العشوائي، القوة والضعف.. وبالتالي جميع عناصر تمزيق الكل الأصم غربيا كان أم إسلاميا، شيعيا أم سنيا، علمانيا أم دينيا. في جمع كهذا، يصعب رصد عمليات التفاعل مع الآخر، من تصاهر القرابة إلى مصاهرة الرأي والكتابة. ولا بد من أن نقبل ليس فقط بفكرة اعتناق هذا المذهب أو ذاك بشكل حر، وإنما أيضا ولادة مدارس فقهية إسلامية جديدة. فلا قداسة للشافعي وأبي حنيفة ومالك وابن حنبل في قرآن أو حديث. ولا معنى للوقوف على أطلال القرن العاشر للميلاد في تقرير المدرسة الفقهية الأنسب للرد على تحديات عصرنا. (*) كاتب سوري (المصدر: ركن ‘المعرفة’ بموقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 سبتمبر 2008)

 

 

Home – Accueil الرئيسي

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.