الاثنين، 28 نوفمبر 2005

Home – Accueil الرئيسية

 

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2016 du 28.11.2005

 archives : www.tunisnews.net


 


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

حزب المؤتمر من أجل الجمهورية السيادة للشعب – الكرامة للمواطن – الشرعية للدولة  

حزب المؤتمر من أجل الجمهورية يدين نظام الرّعب في تونس

 

باريس، في : 27 نوفمبر 2005   إختارت الدكتاتورية التونسية، كما كان متوقّعا، تفويت قمّة مجتمع المعلومات لكي تستعيد « سيطرتها على الأوضاع » المنفلتة بعد أن أُرْبِكت قُبيْل القمّة وانفضحت تماما أثناءها. فمن إرجاع جلاّد مشهورعلى رأس الأجهزة الأمنية إلى حملات التخوين والتشنيع في وسائل الإعلام الرسمية والصحافة الهابطة ضدّ فعاليّات مجتمع مدني متحفّز عبر إضراب جوع تاريخي، مرورا بالإعتداءات المنهجيّة ضد المساهمين في هذه الملحمة وتعيين « وسيط » لغواية ضعاف النّفوس وصيّادي الإمتيازات ناهيك عن انتشار فقاقيع التّائبين من الدكتاتورية، المرتدّين إلى أساتذة في « المعارضة النموذجية » …، كلّ الوسائل أصبحت إذن مباحة لإعادة نشر « العنف السّلطوي » كأداة وحيدة للهيمنة المطلقة. وصفة قديمة جدّا تستخرجها الدكتاتورية كلّما شعرت بالخطر : بينما يتكفّل بعض جرذانها الصغيرة بالكذب والتمويه وإثارة الشكوك، في النضالات الشريفة، يتولّى البعض الآخر ممارسة القمع والإرهاب المنظّم.   فقد تمّ اختطاف الطالب غسّان بن خليفة وتعنيفه بعد أن سطع نجمه أثناء ملحمة الجوع الأخيرة، كما أوقف أمس السيد الحبيب بوعجيلة القيادي في الحزب الديمقراطي التقدمي، عضو الرابطة التونسية لحقوق الإنسان والإتحاد العام التونسي للشغل- فرع صفاقس وأحد مؤسّسي حملة الكرامة للتغيير الديمقراطي، وذلك بعد أن عنّف عديد المرات ويتوقّع زملاؤه محاكمته في قضية كيدية بإخراج مسرحيّ قديم لردعهم عن مواصلة نضالاتهم الباسلة. كما دفع الدكتور الهادي التريكي، السجين السابق والمناضل البارز في لجنة صفاقس لمساندة حركة 18 أكتوبر، ثمنا باهضا لهذه السياسة الإرهابية، حيث تعرّض لاعتداء وحشيّ لا يترك مجالا للشّكّ في النّوايا الخبيثة لنظام مرتبك ويائس. هذا، ويواصل مئات من المساجين السياسيين صمودهم الأسطوري في أقبية الموت حيث يشنّ العشرات، من بينهم زميلنا الأستاذ محمّد عبّو، إضرابات جوع  قاسية وقياسية منذ عدة أسابيع  دون أن تكترث الدكتاتورية لحالهم أو حتى لمطالبهم في حياة سجنيّة إنسانية.    إنّ حزب المؤتمر من أجل الجمهورية يدين بشدّة اعتداءات الدّكتاتورية، التي انبعث لرفضها ومقاومتها، ويذكّر في هذا الصّدد بما يتعرّض له مناضلوه من مضايقات متصاعدة ومزمنة. فالسّجن والرّقابة الهمجيّة اللّصيقة ناهيك عن الأساليب الخسيسة من قطع لخطوط الهاتف وحرمان من التنقّل وقطع للأرزاق، أضحت كلّها الخبز اليومي لقياديّي الحزب وفي مقدّمتهم رئيسه منصف المرزوقي. فهذا الأخير، وبرغم مرضه والمحاولات اليائسة لإحباطه من طرف زبانية النظام الحقيقيين [في سوسة] كما جرذانه المقنّعين [على الإنترنت]، فإنّه يواصل نضاله بعزيمة وثبات بمعيّة أصدقائه ورفاق دربه في مغامرة ممتعة، وموجعة للدكتاتورية الشقيّة وأذنابها، إسمها :  حزب المؤتمر من أجل الجمهورية                    مناضل في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية د.سليم بن حميدان

 UPP  


الحزب الديمقراطي التقدمي

10 نهج ايف نوهال تونس

الهاتف : 71 332 194

 

تونس في : 28 / 11 / 2005

 

بـيـان

 

عمدت السلطات الأمنية بجهة صفاقس مساء السبت 26 نوفمبر 2005 إلى اعتقال السيد الحبيب بوعجيلة عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي و احتفظت به إلى حدود صياغة البيان .

و جاء هذا الاعتقال بعد فترة وجيزة من تعمد الاعتداء بالعنف الشديد على السيد بوعجيلة في مناسبتين و تهديده من قبل عناصر من الأمن بالزي المدني خلال الأسبوعين الأخيرين على خلفية نشاطه السياسي و الحقوقي و الإعلامي ، وخاصة عضويته بالتجمع الجهوي بصفاقس لإسناد إضراب 18 أكتوبر .

و لئن تذرعت الجهات الأمنية بحادث سير غريب الملابسات  لا يخفى الطابع الكيدي فيه لاعتقال السيد الحبيب بوعجيلة، فان الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يتابع بانشغال عميق استهداف عضو مكتبه السياسي يعبر عن : –         مطالبته السلطات بالإطلاق الفوري لسراح السيد بوعجيلة و الكف عن أي مضايقات تستهدفه.

         اعتباره استهداف أي قيادي أو مناضل في الحزب الديمقراطي التقدمي استهدافا للحزب بأكمله و تضييقا على نشاطه الشرعي في تعارض صارخ مع ما تدعيه السلطات من  » حرية كاملة  » لهذا الحزب القانوني .

         تصميم الحزب على المضي في نهجه السياسي المستقل و المناضل من اجل الإصلاح السياسي في بلادنا مهما كانت التضحيات.

         دعوته السلطات إلى القطع مع الأساليب الأمنية في معالجة القضايا السياسية و تحميلها المسؤولية الكاملة عن التداعيات السلبية لأي تصعيد في التضييق على الحريات الفردية و العامة و انتهاك حقوق الإنسان .

         مناشدته الأحزاب الديمقراطية و الجمعيات المستقلة و الرأي العام الداخلي و الخارجي مؤازرته والتضامن معه ضد أي اعتداء يستهدف مناضليه.

 

عن المكتب السياسي

محمد القوماني 

 UPP


صوت حر جمعية تدافع عن حقوق الإنسان

  باريس 27 نوفمبر 2005 انعقد مجلس إدارة جمعية « صوت حر » يوم الأحد 27 نوفمبر 2005 لمتابعة وتقييم عمل الجمعية للسنة المنصرمة. وبهذه المناسبة يعبر مجلس إدارة جمعية « صوت حر » عن تثمينه لتحركات المجتمع المدني في تونس الذي التف حول إضراب الجوع وما عُرف ب »حركة 18 أكتوبر » التي حققت إجماعا عاما حول مطالب أساسية للمجتمع التونسي، وتمكنت من إيصالها إلى الرأي العام المحلي والعالمي، كما يحث مجلس الإدارة مكتب الجمعية على مواصلة الدعم المطلق لكل الجهود المخلصة لتفعيل الحراك الناتج عن هذه الحركة في اتجاه تحقيق جملة المطالب والشعارات المرفوعة.   ويندد مجلس الإدارة في نفس الإطار بالإجراءات الانتقامية التي عمدت إليها السلطات التونسية بعد انفضاض قمة المعلومات والتي بلغت حد الاعتداء الوحشي المفضي إلى الغيبوبة التامة والذي تعرض له السيد الهادي التركي في مدينة صفاقس والعدوان الذي تعرض له السيد المنصف الوهيبي في مدينة القيروان.   كما تناول مجلس إدارة الجمعية التطورات الخطيرة التي شهدتها هذه السنة فيما يخص حرية الصحافة والإعلام، والمتمثلة فيما نشرته صحيفة « الديلي ميرور » عن عزم الإدارة الأمريكية تدمير مقر قناة الجزيرة في قطر، وما أثاره من مخاوف وشكوك حول ما جرى من تدمير فعلي لمقرات الجزيرة في كابل وبغداد وقتل الصحفي طارق أيوب، إضافة إلى استهداف عدة صحفيين غيره في العراق في نفس الفترة.   ويضم مجلس إدارة « صوت حر » صوته إلى أصوات إطارات قناة الجزيرة، وإلى جميع الأصوات المطالبة للإدارتين الأمريكية والبريطانية بإلقاء كل الضوء على هذه المسألة وتوضيحها إيضاحا كاملا ورفع كل لبس حولها لشدة خطورتها.   وفي نفس الإطار يعبر مجلس إدارة جمعية « صوت حر » عن مساندته الكاملة للصحفي السيد تيسير علوني واعتبار ما يتعرض له محاكمة ذات طابع سياسي محض يهدف إلى معاقبته على حسن أداءه لمهامه، وتحقيقه لسبق صحفي ذي مهنية عالية، لو حققه « غيره » لأستحق عليه الثناء والتقدير والجوائز والحوافز وا يحث مجلس الإدارة مكتب الجمعية على المساهمة الفعالة في كل الجهود الرامية إلى رفع هذه المظلمة. كما يستنكر مجلس الإدارة استمرار احتجاز مصور الجزيرة سامي الحاج في معتقل غوانتنامو سيء الذكر دون أي مبرر.   ويلفت مجلس الإدارة في نفس هذا الإطار الانتباه لما يتعرض له الصحفيون ورجال الإعلام في تونس، حيث أعلن الصحفي حمادي الجبالي المحتجز منذ أكثر من 15 سنة في ظروف قاسية إضرابا عن الطعام هو الثاني في أقل من شهرين مطالبا بإطلاق سراحه، كما يذكر بما يتعرض له الصحفي عبد الله الزواري من نفي وإبعاد في أقصى الجنوب التونسي وحرمان عائلي ومحاصرة دائمة، ومواصلة احتجاز الأستاذ محمد عبو عقابا له على مقال نشره على شبكة الانترنت، إضافة إلى القمع الذي يتعرض له الصحفيون التونسيون الذين منعوا من إنشاء نقابة مستقلة ذات مصداقية تدافع عن وجودهم.   كما يعبر مجلس إدارة جمعية « صوت حر » عن بالغ قلقه إزاء استمرار إضرابات الجوع في السجون التونسية التي لا تزال تشهد استمرار مأساة المساجين السياسيين الممتدة منذ أكثر من 16 سنة رغم الفضح الإعلامي المستمر الرئيس الدكتور أحمد العمري   صوت حر——فرنسا Tel : 33 6 26 37 49 29   Fax : 33 1 43 63 13 52    Email : voixlibre2003@yahoo.fr

 UPP


آخـر الأخبار

دعت هيئة المتابعة للجنة الوطنية لمساندة المضربين إلى اجتماع مساء يوم الاثنين بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي بحضور المضربين الثمانية عن الطعام و بمشاركة السادة خميس الشماري والدكتور مصطفى بن جعفر وسيضم هذا الاجتماع 32 شخصية للتحاور والتشاور حول مستقبل حركة 18 أكتوبر 2005 والتنسيق في مابين كافة التيارات والقوى السياسية والجمعياتية والحقوقية في تونس.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 28 نوفمبر 2005)

 UPP


رغم الوعود بـ « الانفراج الداخلي »

بوادر لحملة انتقامية من المعارضين في تونس بعد انتهاء قمة المعلومات

 تونس- سليم بوخذير

 

ينتظر عدد من المراقبين أن تطلق السلطات التونسية شيئا مما وصفته بـ « الانفراج الداخلي » بعد القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي احتضنتها منذ عدة أيام العاصمة التونسية، وذلك على إثر الانتقادات الشديدة التي وجهتها أطراف ذات وزن في المجتمع الدولي من قبل الولايات المتحدة وفرنسا وسويسرا بسبب ما وصفته بـ « الانتهاكات التونسية في مجال حقوق الإنسان والحريات العامة ».

 

ولم تتميز الأيام التسعة التي مرت على اختتام أعمال القمة العالمية، بحسب عدد من المتابعين ، بأي « انفراج »، وإنما طبعها عنوان واحد مثلما علق لنا أحد المراقبين وهو « إمعان السلطات التونسية في سياسة الهروب إلى الأمام وإثبات ما تردد من شائعات عن محاولة انتقامها من المناوئين بعد القمة ».

 

وفي هذا المضمار سجل المراقبون إقدام السلطات التونسية بعد القمة على مصادرة العدد الجديد من جريدة « الموقف » الناطقة باسم الحزب الديمقراطي التقدمي المرخص له، في تطور لم يتوقعه أحد، باعتبارها المرة الأولى ومنذ عهد طويل تقدم فيها السلطات على مصادرة هذه الجريدة التي تعد أشهر جريدة معارضة مرخص لها في تونس.

 ولم يصدر حتى الآن أي توضيح من السلطات على مصادرتها للعددالمذكور من « الموقف »، لكن مصادر مطلعة رجحت أن يكون البيان الصادر عن الشاعر التونسي الصغير أولاد احمد والقصيدة الجريئة التي نشرها العدد لزميله الشاعر المنصف الوهايبي، هما سببا المصادرة.

 

وزاد من ترجيح هذا الاحتمال ، أن الشاعر الوهايبي تعرض بالتزامن مع مصادرة « الموقف » إلى عملية تعنيف شديد على يد مجهولين باغتوه أمام منزله بمدينة القيروان. وكان الاعتداء محل إدانة من قبل الدوائر الحقوقية التونسية.

 

وفي خط مواز، عاد موضوع الاعتداء الذي كان تعرض له الصحفي الفرنسي كريستوف لوتنسكي مبعوث جريدة « ليبيراسيون » إلى تونس عشية القمة العالمية ، ليطرح نفسه بإلحاح هذا الأسبوع من جديد ، وذلك بعد تصريح لافت أطلقه هذا الصحفي أخيرا ذكر فيه أن « السلطات التونسية لم تقدم له أي إيضاحات عن التحقيق الذي سبق أن ذكرت لوسائل الإعلام أنها فتحته بشان الاعتداء عليه ».

 

و يذكر أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي كان أعلن، وفي خطوة اعتبرت مفاجأة في تونس ، يوما واحدا بعد القمة العالمية وما رافقها من انتقادات للسياسة التونسية في مجال حقوق الانسان ، عن تعيينه لمحمد علي القنزوعي مديرا عاما للأمن الوطني.

 

ويعد القنزوعي أشهر مسؤول تونسي ارتبط اسمه بما يعرف لدى دوائر المعارضة بـ « عهد الحديد والنار » في سنوات التسعينيات في تونس التي سجلت اعتقال المئات من المعارضين بين إسلاميين وغير إسلاميين وسلطت عليهم عقوبات بالسجن عالية المدة ، وهم نفس السجناء الذين طرح الإفراج عنهم كعنوان رئيس في مطالب المضربين الثمانية عن الطعام قبل قمة مجتمع المعلومات.

 

وكان الرئيس التونسي أقال القنزوعي في إبريل 2002على إثر الاعتداء الإرهابي الذي تعرض له المعبد اليهودي « الغريبة » بجزيرة جربة التونسية في 11ابريل 2002، وعلى إثر ما راج عن قضايا عدلية رفعها معارضون في المهجر ضد وزير الداخلية السابق عبد الله القلال ومدير الأمن القنزوعي بسبب ما تردد عن « تعرضهم هم واخرين للتعذيب في وزارة الداخلية ».

 

وقد علقت بعض الدوائر لـ « العربية نت » على قرار إعادة القنزوعي الى منصبه بعد 3سنوات ، بأنه قد يكون « إعلانا جديد ا من الحكومة للعودة الى الحل الأمني كحل وحيد بدا أمامها للتعامل مع الضغط الذي يمارسه المعارضون في الداخل والخارج على سياساتها ».

 

وفي مؤشر آخر جديد على ما وصفه عدد من المعارضين بـ « تصعيد جديد من السلطات مع النخب المختلفة معها في الرأي إثر فراغها من القمة العالمية »، كشفت شكوى جديدة وجهتها جمعية القضاة التونسيين إلى الاتحاد الدولي للقضاة، أن وزارة العدل التونسية منعت رسميا عددا من الأعضاء في قيادتها من السفر الى العاصمة الإيراغوية من 20 الى 24 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي للمشاركة في الجلسة العامة السنوية للاتحاد الدولي رقم 48.

 

وكانت جمعية القضاة التونسيين الهيكل المهني الوحيد الممثل للقضاة في تونس منذ الاستقلال ، قد عرفت منذ ربيع 2005 بدعوات تصدر لأول مرة في تاريخ هذه الجمعية فيها دعوات صريحة إلى »تحقيق استقلال القضاء في تونس ».

 

وفي تطور سابق كانت « لجنة مؤقتة » وصفتها بيانات الجمعية بانها « معينة من قبل السلطات » قد قررت عقد « مؤتمر استثنائي للجمعية » بعد القمة العالمية موعده 4 ديسبمبر القادم .

 

وتنظر المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة الاثنين 28-11-2005 في القضية العدلية الاستعجالية التي رفعتها جمعية القضاة ضد ما وصف بـ « المؤتمر الاستثنائي » الذي تعتبره « غير قانوني  » والهدف منه « النيل من الجمعية ومن تمسكها بالاستقلالية عن السلطة التنفيذية ».

 

ومن جهة أخرى يتواصل منذ 12 نوفمبر/تشرين الثاني حجب موقع « العربية نت » في تونس في كل المحافظات دون استثناء دون أن تقدم السلطات التونسية أي تبرير لهذا القرار الذي أدانته عدد من المنظمات المدافعة عن حرية الإعلام وكذلك الرابطة التونسية لحقوق الإنسان والمجلس التونسي للدفاع عن الحريات ومرصد الدفاع عن حرية الصحافة         و الشبكة العربية لحقوق الانسان ونقابة الصحافيين التونسيين التي طالبت في بيان عاجل أصدرته أول أمس السبت 26 نوفمبر الجاري برفع السلطات التونسية لحظرها على « العربية.نت » فورا لأن هذا القرار لا يستند الى أي تبرير منطقي أو قانوني.

 

وحظي منذ 12-11-2005 خبر حجب موقع « العربية.نت » بتعتيم شامل عليه في كل الصحف التونسية وهي نفس الصحف التي لم تكن تجد مانعا من استنساخ الأخبار من الموقع وإعادة نشرها حرفيا دون الإشارة إلى مصدرها، ولم تكتب عن حجب « العربية.نت » سوى جريدة « الموقف » التي أدانت الأمر .

 

(المصدر: موقع العربية.نت بتاريخ 28 نوفمبر 2005)

وصلة الموضوع: http://www.alarabiya.net/Articles/2005/11/28/19015.htm

 UPP


علي محمد شرطاني
لقد باتت ملكية الدولة للأراضي عموماـ إذا استثنينا ما ليس لأي جهة ولا لأي أحد أن يملكه غيرها كالبحار والأنهار والجبال والأدغال وغيرهاـ ولتلك الصالحة للبناء خصوصا، كابوسا يؤرق مواطني معتمدية قصر قفصة، كما تؤرق الكثيرين ممن مازالوا يعانون منها في الكثير من الأماكن الأخرى بالبلاد. وهي مسألة ألحقت الكثير من الأضرار بالمواطنين، ومنوا من أجلها بالكثير من الخسائر، وأوجدت بينهم الكثير من المشاكل والخصومات، في الوقت الذي لا معنى فيه في الحقيقة لشيء على ملك الدولة غير ملكية الشعب له. لأنه لا معنى للدولة بدون الشعب. و إذا كان من الممكن أن يكون هناك شعب بدون دولة، كالشتات اليهودي منذ القدم حتى احتلال العصابات الصهيونية لفلسطين سنة 1948   وكالشعب الغجري مثلا،  فانه لا يمكن أن تكون هناك دولة بدون شعب. فالدولة هي دولة الشعب الذي تستمد منه قيمتها ومشروعيتها، والذي يتوقف عليه وجودها. إلا أنه في حال انقلاب الصورة التي يتحول فيها الشعب الى شعب الدولة، فانا بذلك في مقام له مقال آخر، ولعله استثناء القاعدة، وهو الذي نعيشه في بلادنا اليوم، وهو الذي يجعلنا أمام ما نعانيه من مثل مشكلة الأراضي الصالحة للبناء الراجعة الى ملكية الدولة.هذه الملكية التي أصبحت معيقا لتحولها الى ملكية المستحقين لها من أفراد الشعب، سواء بالنسبة لمن حصل على قطعة واستغلها للبناء عليها ليصبح مالكا للبناء من دون الأرض التي يقيمه عليها، أو بالنسبة لمن حصل على أرض على سبيل الشراء أو الحوز والتصرف أو التعويض للمصلحة العامة، ولم يستغلها بعد لنفس الغرض. وقد تبين في قضية الحال الى حد الآن، أن مجرد التعويض كان كافيا لنزع صفة الملكية على المالك، ومنعه من حق التصرف فيها في كل الأحوال، و في كل المستويات بصفته تلك. وكذلك بالنسبة لمن ليس له أرض أصلا، والذي من حقه أن يكون له ذلك في ما للدولة من هذا النوع من الملكية وهو في حاجة إليه، كان لم يكن له مسكن أو عقار ما، وهو من المقيمين الشرعيين في المنطقة البلدية  التي مازالت مسألة الأراضي البيضاء الصالحة للبناءـ وهي على ملك الدولة ـ لم تسند كلها لمستحقيها، وهو يتمتع بحق المواطنة وبجميع حقوقه المدنية أولا. كل هذه المستويات من المواطنين هم أصحاب حقوق، سواء في ما هو على ملك الدولة أو ما هو حق لهم في السكن وكل في مسكن خاص وعلى سبيل الملكية ثانيا. وبالوضعية التي عليها الأراضي الصالحة للباء، سواء منها ما استغل أو ما لم يستغل بعد، فان ملكية أي مواطن هنا لأي عقار على مثل هذه الأرض، خاصة ما هو في حاجة له للسكن، ما زالت غير ممكنة. لأنه لا معنى اليوم لملكية عقار ما أو مسكن ليس له منه على أساس الملك إلا البناء. وأنه باستثناء السكن والإيجار، فان كل العمليات الأخرى التي للمواطن فيها حق، كالبيع والرهن وغيرهاـ وان كان البعض منها ممكنا عملياـ إلا أنه يبقى على غير الصيغ القانونية الكاملة. أما البعض الآخر فهو غير ممكن، بل ومنه ما يمنعه القانون أصلا. فالمواطن الواقع في مثل هذه الوضعية هو مواطن ممنوع من الملكية بصيغتها القانونية الكاملة في بلده، وهو حتى إشعار آخر ممنوع من حق الملكية، الذي يجيز له ما لصاحب الحق من التصرف في ما يملك. فهو لا يغدو غير كونه حائز ومتصرف في حدود معينة. وهي من المشكلات التي تعيق الكثير من عمليات البيع والشراء والرهن والإقتراض وغيرها من العمليات المنشطة للحركة الإقتصادية والعمرانية والإجتماعية.  ـ من المتسبب في كل ذلك؟: لئن عرف التاريخ المعاصر ثلاثة أنواع من الدولة في علاقتها بالملكية في نفس الوقت، فكانت الدولة الليبرالية الرأسمالية المكتفية بملكية بعض القطاعات الإستراتيجية ذات العلاقة بسيادة الشعب على الأرض، ومكتفية كذلك في ما عدى ذلك بالإشراف على تنظيم بقية مجالات الحياة التي كانت منذ نشأة الدولة العلمانية الحديثة ذات الطبيعة الطبقية في الغرب بيد القطاع الخاص وتحت إشرافه، جامعة بين تقديس الفرد وتقديس الملكية الخاصة. ثم ظهرت بعد قرون من نشأة الدولة الرأسمالية وتطورها وفي العقد الثاني من القرن العشرين الدولة الشيوعية ذات الطبيعة الطبقية كذلك،وقد جاءت مبشرة بالرخاء والوفرة المادية، وإقرار المساواة التامة بين البشر بإنهاء الصراع الطبقي، وإقامة المجتمع العادل الذي لا ملكية فيه لأحد، باعتبار أن سبب شقاء الإنسان وتعاسته في التاريخ كله هي الملكية الخاصة .هذه الملكية التي يجب أن تتحول بالكامل الى الدولة في مرحلة أولى، ثم ليتم القضاء على هذه الدولة نفسها في مرحلة لاحقة، باعتبارها أكبر جهاز استغلالي، والتي لا يقوم المجتمع المشاعي السعيد الذي يسير نفسه ذاتيا إلا بإلغائها. لم تلبث هذه الدولة التي انحدرت من رحم الدولة الرأسمالية بانية الحضارة الغربية المعاصرة وواضعة أسسها وثوابتها إلا قليلا حتى انهارت من تلقاء نفسها. أما الدولة الإشتراكية في صورتها الحديثة، فقد كانت سليلة الدولة الشيوعية، وهي وسط في المنزلة بين المنزلتين، وهي التي جمعت بين القطاع العام بإقرار ملكية الدولة ملكية كاملة للكثير من القطاعات المنتجة في الصناعة والتجارة والزراعة والخدمات، وفسح المجال للقطاع الخاص إما شريكا لها في ملكية  بعض القطاعات والمشاريع وإدارتها أو مستقلا عنها. وفي إطار الصراع المحموم الدائر باسمرار في العالم الذي أصبح منقسما على نفسه بين المعسكر الشرقي المكون من الدول ذات الأنظمة الشيوعية وتلك ذات الأنظمة الإشتراكية الدائرة في فلكه،  والمعسكر الغربي ذي الأنظمة الليبرالية الرأسمالية والأنظمة الدائرة في فلكه، انتهى الأمر فيه الى انهيار المعسكر الشرقي، لتعود الهيمنة من جديد للنظام الرأسمالي، الذي يقول بالملكية الفردية والخاصة، ويؤكد على ضرورة إنهاء الملكية العامة والقطاع العام، والتمكين للملكية الخاصة والقطاع الخاص. في هذه المرحلة ما زال المواطن عندنا يعاني من مشكلة ملكية الدولة للأراضي البيضاء الصالحة للبناء والتي كان ينبغي أن تكون هذه على الأقل في حكم المنتهي. فقد مرت هذه المسألة بثلاث مراحل: ـ1 مرحلة الحوز . ـ 2 مرحلة التفويت والتسوية البلدية. ـ3 مرحلة المنع والإعاقة. فقد كانت عملية الحوز في المرحلة الأولى في المساحات المشاعة الراجعة لملكية الدولة، خاصة في الأراضي الخارجة عن مناطق التدخل البلدي، أو قبل تحديد المناطق البلدية، أي قبل وجود المؤسسة البلدية أصلا. وتواصلت هذه العملية في إطار البناء الفوضوي، وفي غياب التهيئة العمرانية التي من المفروض أن تقوم بها الجهات والمسؤولة والمعنية خاصة بالمناطق البلدية، حتى بعد وجود البلديات وفي تلك المناطق ذاتها. وقد تراوح التعامل معها بحسب الحالات والأوضاع والظروف والأشخاص، بالهدم تارة وبغض الطرف أخرى . ـ وفي المرحلة الثانية  اتجهت المجالس البلدية الى التسوية والتفويت، سواء بالنسبة لمن كان استيلائهم على الأرض حوزا قبل تأسيس البلديات، أو بالنسبة  حتى لأولئك الذين استغلوها بعد ذلك حوزا أو شراء من حائز أو غيرهم. ولم تكن البلديات تمتنع عن إسناد رخص البناء لكل طالبيها سواء من أولئك الذين أسندت لهم الأرض وفق الصيغ القانونية والإدارية المعمول بها بالمناطق البلدية، أو أولئك الذين أصبحت الأراضي عائدة لهم عن طريق الحوز، وكثيرا  من الأشكال والطرق الأخرى، بعيدا عن الملكية الخاصة لأصل الأرض، لدى من يتمتعون بهذا الحق وفق الصيغ القانونية، ووفق مصادر التملك المشروع المختلفة. واستمر توجه التسوية والتفويت البلدي سنين طويلة،استطاعت فيها البلديات أن تتقدم أشواطا في تقديم التنازلات والتسهيلات اللازمة والمناسبة للتقدم في حل أزمة السكن بتفويض من الجهات المعنية بالأراضي الراجعة لأملاك الدولة. وإذا كانت البلديات قد مكنت المواطن من حق بناء العقار الذي يريد والمسكن الذي يريد بإسناد الترخيص المناسب له في ذلك، وهو الإجراء الذي يقوم عليه حق ملكية العقار والمسكن المشاد على الأرض المرخص له البناء عليها، فإنها لم تمكنه من حق ملكية تلك الأرض التي تبقى من غير مشمولات أنظارها، ليكون المواطن قد انتهى بذلك الى الحصول على ما يملك على غير مالا يملك، وهي مفارقة غريبة لايصح فيها إجراء تطبيق القانون بالهدم، ولا يعتبر المواطن متمتع فيها بكامل حق التملك. لقد ظل هذا حاصلا  قبل إنشاء الوزارة. وظل متواصلا في الحصول على مدى عقد كامل الى اليوم بعد ذلك. ـ أما المرحلة الثالثة فهي التي لا عهد للناس بها من قبل. وهي المرحلة التي عرفت تأسيس وزارة أملاك الدولة سنة 1996، وهي التي كان من أولى مبادراتها في مناطق بلدية قصر قفصة على الأقل، إنهاء دور المجلس البلدي وتدخلاته في التسوية والتفويت والتصرف في الأراضي الراجعة له بالنظر باعتبارها من أملاك الدولة. ومنعته كما تكون قد منعت عيره و قد تكون قد سحبت منها جميعا الصلاحيات القديمة، من إسناد رخص بناء جديدة للمطالبين بذلك من أصحاب الحق فيها، على ما تبقى من أراضي بيضاء صالحة للبناء إلا بإذن من وزارة الإشراف، وهي التي لم تتدخل يوما ولم تأذن لأي جهة أن تتدخل منذ بعثها الى اليوم، ولو لتسوية بعض الوضعيات الخاصة التي شملها المنع والتي كان من المفروض أن لا يشملها، كوضعية أولئك الذين اشتروا أراضي صالحة للبناء من أولئك الذين أانتزعت منهم أراضيهم المغروسة للمصلحة العامة، وعوضت لهم البلدية والجهات المعنية يوم كان مفوضا لها التصرف في الحدود المشار إليها سالفا،في أراضي أملاك الدولة،في أماكن أصبحوا هم ومن باعوا لهم ممنوعون من الحصول على رخص بناء على تلك الأرض موضع التعويض. فبعد أن استبشر الناس خيرا لما بلغهم بعث وزارة خاصة بأملاك الدولة،واعتبروا أن مشاكلهم التي ظلوا يعانون منها عقودا،سواء في ما يتعلق بهذا الموضوع أو غيره من المواضيع والقضايا، قد حان الوقت لتأخذ طريقها الى الحل ـ ما راعهم إلا أن الوضع الذي كان سائدا قبل ذلك كان أفضل. وكانت الكثير من القضايا والمسائل التي يعانون منها اليوم،سرعان ما كانت تجد فيه طريقها الى الحل. وهم اليوم في الوقت الذي أصبحت فيه أبسط القضايا المتعلقة بالموضوع لا تجد من يستطيع لها حلا، ولا الأسئلة من يملك عنها جوابا . وظل التراكم يراوح مكانه ويزداد تعقيدا. وأصبح الناس يترحمون على زمان كانت فيه البلدية تقدم فيه من الحلول ما جاءت الوزارة غير قادرة عليه. وهي التي مضى على تأسيسها قرابة عقد من الزمن. وفعلا لقد مثلت الوزارة انسدادا كاملا لآفاق حلول مشاكل الناس.و تسببت لهم في خسائر كثيرة وكبيرة لا تعوض. وألحقت بهم أضرارا لا تجبر. وهي التي تسببت في منع إسناد رخص البناء، مما كان سببا في تعطيل حركة العمران في منطقة كمنطقة بلدية قصر قفصة، وكانت بذلك سببا في تعطيل جانب كبير من النشاط الإقتصادي بالجهة،من بيع وشراء السلع والعقارات ومن خدمات، ومن شغل ومن رهن وإسناد قروض، سواء للبناء أو للشراء .وهي التي حرمت البلدية نفسها من موارد كبيرة للتمويل . وهي التي بذلك قد ساهمت في تفاقم واستفحال أزمة السكن، مما كان مانعا للكثير من الأفراد والأسر من الحصول على مساكن لهم، وذلك ما نشط حركة الإيجار وازداد الطلب عليه، مما جعل معاليم الكراء في ارتفاع مستمر، وذلك مما لا مصلحة فيه للمواطن ولا للوزارة ولا للبلدية. ومن الأضرار المادية الجسيمة التي الحق بها تجميد الوزارة لحركة العمران، خاصة لأولئك الحاصلون على قطع أرض كانوا يحلمون ويمنون النفس بإقامة مساكن لهم عليها ـ وإذا بالإنتظار الذي قد لا ينتهي ـ لا قدر الله ـ منذ أن حلت الوزارة في حياتهم، قد أتى على كل تلك الأحلام والأماني ـ تلك المتعلقة ببلوغ أسعار مواد البناء واليد العاملة وكل ما يتعلق بذلك أضعافا مضاعفة وهم ينتظرون. فإلى أين تتجه الوزارة بأوضاع الناس وبهذه المسألة والى متى ستظل على هذه الحال؟                                                                                                                                              قفصة في: 26 / 11/ 2005                                                                                                                                                                                      علي محمد شرطاني

 UPP


ضمتن نشاطها العادي دعت جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي بعض مناضليها و أصدقائهم للقيام بحملة صغيرة لتنظيف نهج الطاهر صفر يوم الأحد 27/11/2005 وهو ما استجاب له العديد من المناضلين الذين بكّروا إلى مقر الجامعة حاملين معهم أدوات التنظيف و مواد التطهير و أكياس الفضلات التي تبرعوا بشرائها، مضحين بصبيحة عطلتهم عازمين على تقديم هذه الخدمة الصغيرة لمتساكني هذا النهج و إحياء بعض التقاليد الحميدة التي أتى عليها النمط الثقافي السائد. لكن يبدو أن ذلك لا يروق لأولياء الأمر بالجهة إذ فوجئ المشاركون رغم إبكارهم بتواجد أمني كثيف فاق عدد المتطوعين حول مقر الجامعة مانعين الحضور من إقامة حظيرتهم و الخروج إلى ما قدموا من أجله معللين منعهم بعدم وجود رخصة في ذلك و أن للعمل التطوعي أوقات محددة. و عملا بمبدأ سد الذرائع و  » إيصال السارق إلى باب الدار  » فقد قررت الجامعة القيام بالإجراءات المتبعة و انتظار مواسم التطوع للقيام بهذا العمل الذي بدأ يثير الجدل حوله. لماذا ؟ في نهج الطاهر صفر الذي كان مغمورا ككل الأنهج في المدن الصغيرة توجد  » دار صلاة  » للطائفة اليهودية -التي لم يبقى منها أحد بقابس-. و في المدة الأخيرة حلّ بهذا النهج الوفد الصهيوني المرافق للسيد شالوم و أمه في قمة المعلومات و الذين أدوا صلاة الظهيرة  » المنشة  » صحبته في  » دار الصلاة  » هذه باعتبارها قد احتضنت زواج أمه. و قد تم ذلك وسط ذهول المتساكنين الذين حبسوا في منازلهم أو ابعدوا وراء حواجز الشرطة حسب أحد صحافيي الوفد الصهيوني الذي كتب » The locals are stunned. They are all confined to their homes or held up at police checkpoints » كما وقع تأخير آذان و صلاة العصر بمسجد سالم الهروسي لمدة 20 دقيقة لتمكين الصهاينة من أداء شعائرهم و إتمام زيارتهم و هي تصرفات لاقت عدم رضا واستنكار كل من اتصلنا به. لذلك فان السلطة بمنعها لحملة التنظيف في نهج الطاهر صفر تحاول وضع العراقيل أمام التقاء المناضلين بالمواطنين من جهة و من جهة أخرى فهي تريد أن تقول لكل مواطن غاضب أن لا بديل له عليها و أن عليه أن « يشرب أو يكسّر قرنه « . قابس في 27/11/2005 عبدالوهاب عمري    
 UPP  


ألم يأن لنواطير مصر أن تنام عن ثعالبها ؟

 

الهادي بريك / ألمانيا

عادت بنا الذاكرة بمناسبة الانتخابات التشريعية المصرية الراهنة عقدا ونصف بالكامل إلى الوراء هناك حيث كان أول زلزال إنتخابي في أكبر وأعظم بلاد شمال إفريقية .

حلقة الوصل بين الزمنين غير متباعدين سوى بمثل تباعد البلدين اللذين تفجر فيهما الزلزال الانتخابي ليست هي الاخرى بمنأى عن حقيقة الصراع الدولي الذي يدور اليوم على أشده بين شمال أبيض غني قوي أعنتته عقد شعب الله المختار وبين جنوب أسود فقير مستضعف هدته الدكتاتوريات القذرة  . سؤال أولي سريع : هل تتنقل الجرثومة الفتاكة التي أودت بذلك الشرق بإسم القلاسنوست والبروسترويكا إلى المعسكر الغربي فيهوي صنم كثيرا ما طاف حول كعبته الطوافون وقبل المتيمون حجره وعكفوا ركعا وسجدا ؟

 

تابعت كما تابع غيري سيولا جارفة من التحاليل والكتابات تنفث في الخبر المصري الذي جاوز حدودها لتدوي أصداءه في شرق الكون وغربه كما تفعل النفاثات في العقد فحصدت في الاغلب الاعم أمواجا هادرة من غثاء تلبس بأسمال التحاليل السياسية والقراءات الاستراتيجية كعادة الدجالين دوما فكانت أبرز عناوين الحصاد :

ــ لم يكن تصويت الشعب المصري للاخوان سوى لفرط رفضه للحزب الوطني الحاكم

ــ لم يكن فوز الاخوان ليعزى سوى لدقة تنظيم حملاتهم الانتخابية

ــ إستخدام الحملة الاخوانية لشعار ديني جذاب براق مداعب هو السبب في فوزهم

ــ خسارة اليسار المصري كانت بسبب الارهاب الاسلامي

ــ فوز الاخوان ليس سوى بديلا أمريكيا لمحاربة الارهاب الاسلامي وصعود اليسار

ــ حال الفقر والفاقة ومشاكل السكن والنقل هي الاسباب في فوز الاخوان

 

وكيولات أخرى لا شطآن لها من مثل ما قرأت من غثاء يضغط عليك بالغثيان .

خلاصة تلك الكيولات الظالمة ورسالتها الاعلامية التي يراد نفاذها إلى كل عقل عربي ومسلم هي أن الاخوان لم يكونوا يوما أهلا لفوز مماثل ولا لثقة الشعب المصري فيهم ولكن عوامل دولية وعربية ومحلية تداعت ملابساتها وتعاضدت شوكاتها لاهدائهم ذلك الفوز في غفلة من الدولة والحكومة وإسرائيل وأمريكا وأوروبا والحزب الوطني والاعلام والمجتمع المدني واليسار الصاعد والشعب المصري بأسره . لا بل ربما في غفلة من الاقدار النحسة وغفلة الجن الذي يلجأ إليه عقلانيو اليسار لجلب نصر إنتخابي .

 

هل ثمة أظلم من حكم جائر تنفثه أقلام لا تحترم لا نفسها ولا عقول من يقرأ لها ؟

تعال نصعد النظر ونصوبه في سيناريو آخر كان يمكن حدوثه كما يقال . هب أن الاخوان خسروا هل تعلم ما سيقال عنهم ؟

هاهم قد خسروا عند أول تجربة ديمقراطية رائدة وليس ذلك سوى دليلا إضافيا على عداوتهم للديمقراطية وعداوة الديمقراطية لهم بل وليس ذلك سوى غربتهم عن الشعب المصري . ألم نقل منذ عقود طويلة بأنهم شرذمة صغيرة قصيرة حقيرة لا ينتعشون سوى عند حملات الارهاب وسحق الحريات وأن قلمهم هو البندقية ومدادهم هو التآمر مع إسرائيل وأمريكا ومع الشيطان ضد مستقبل مصر والنظام الجمهوري ؟

 

حقائق ثابتة غيبتها آلة الاعلام الجائرة :

1 ــ الامة الاسلامية حقيقة مادية ومعنوية قائمة لم تتضرر في ولائها وعقائدها وإبصار مصالحها بغياب المؤسسة السياسية الاسلامية العادلة المنتخبة المصطفاة من رحم تلك الامة خادمة لها . إن تلك الامة هي ذاتها التي تنتخب اليوم الاخوان المسلمين في مصر ومن قبلهم الاسلاميين في تونس والجزائر وفي كل بلد سمح حكامه سواء بضغط خارجي أو داخلي ولو بومضة كومضة البرق الخاطف من الحرية . هل ينتظر اليسار أن يصوت له الشعب المصري أوغيره من شعوب الامة الاسلامية بعربها وعجمها ؟ هل يظن اليسار بكل فصائله حتى تلك الموغلة في الوطنية الحقيقة الصادقة القحة بكل فخر وإعتزاز فينا ومنا أن الامة تفصل في قضية سياسية بمثل الانتخابات بين العقيدة والشريعة ؟ هل يظن اليسار الذي أنهكته الولاءات العنكبوتية في عقود وسط القرن الميلادي المنصرم لحليف شيوعي بائد بأن ذاكرة الامة أو الشعب المصري في صورة الحال ضعيفة إلى هذا الحد ؟

 

2 ــ الحرية ليست حكرا على اليساري ولا على غيره فهي غريزة فطرية قسمها ربك الخلاق بالسوية والعدل بين سائر خلقه فهل نعترض عليه في ذلك أم ننكر حقائق بنائنا الغرائزي ونحن شرائح يسارية تبني مشروعيتها كما تزعم على أولوية العلم وأسبقية العقل ونحارب الرجعية وأذنابها من حسن البنا إلى القرضاوي والغنوشي بإسم حمل لواء التقدمية والحرية ؟

هل يظن اليسار أنه أشد توقا إلى التحرر من كل ألوان الاستعباد من دائرة الاسرة الصغيرة حتى أعلى مستويات التنظيم الدولي والكوني ؟ هل يستكثر اليسار علينا شوقنا إلى التحرر وكفاحنا من أجل نسائم عليلة تطهر جنبات أفئدتنا من خبث ران عليها ؟ هل حسن التنظيم ودقته ليس من الاحسان والاتقان الذي هو من ثمرات المدنية المعاصرة والحضارة الراهنة حتى يعد عند الاخوان إثما وفاحشة ؟

ألا يكفي الاخوان في مصر عقلانية ورشدا ورعاية لمصالح البلاد وتوازنات الشرق الاوسط أنهم لم يترشحوا في كل الدوائر لعدم إستفزاز الحزب الوطني واليسار كذلك ؟

لو فعلوا ذلك وفازوا لقيل عنهم بأنهم يخططون لابتلاع الدولة والشرق الاوسط وبسط سلطان الاسلام والشريعة القاسية الوحشية البتارة لايدي سراق المال العام ولو لم يترشحوا سوى في دائرة واحدة أو لم يترشحوا بالكلية لقيل عنهم بأنهم لا يثقون في الشعب وفي أنفسهم وهم غرباء عن المجتمع المدني وحياة الديمقراطية .

 

3 ــ هل حدج اليسار العربي عينه الحولاء فيما حوله ؟ هل أبصر ذلك اليسار بأن الاسلاميين اليوم يقودون كل معارك العرب والمسلمين ؟ من يقود المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق والشيشان وكشمير وفي كل أرض محتلة ؟ هل يقودها اليسار بحرصه على الحياة ـ لا بل على حياة ـ حرص بني إسرائيل على عيش دافئ هنئ ؟ من يقود معركة الحريات والديمقراطية في سائر أرجاء الوطن العربي والاسلامي ؟ هل سأل اليسار نفسه يوما واحدا سؤالا واحدا ؟ ماهو السر في فوز الاسلاميين في كل إنتخابات محلية كانت أم قطاعية أم تشريعية أم بلدية وفي كل ظرف كان ذلك ؟ هل يعود ذلك لحسن ودقة تنظيمهم أم لكره الناس لهم أم أن الناس غير ذوي عقول وتفكير إلى درجة إستغفالهم من لدن كل من يرفع شعار  » الاسلام هو الحل  » ؟

ما الذي يجعل اليسار لا يستغل الشعار الديني بما أنه شعار رابح ؟ هل أن ما يمنعهم هو طهارة الدين وعدم الزج به في المعارك السياسية ؟ هل تدنس الاسلام بعدما وظفه الاخوان ألف مرة ومرة في معاركهم الانتخابية في مصر وخارجها ؟ فليبحث الناس لهم إذن عن دين جديد.

إذا كان تصويت الشعب المصري للاخوان لا يعزى سوى لانفضاضه من حول الحزب الوطني وحكومته بفعل إيغالها في الفساد المالي والتطبيع مع إسرائيل فلم لم يصوت ذات الشعب لقوى اليسار المهيمنة منذ عقود طويلة على أجهزة الاعلام ومقرات المعارضة المعترف بها ويتمتع بالمال من الدولة وبمساندة قوى دولية أمريكية وأروبية كثيرة ؟

والله تعالى أعلم

 UPP  


 

سلام عليك يا تونس النضال

محمد الصالح فليس

 

عاشت بلادنا على امتداد الأسابيع الأخيرة لحظة سياسية راقية اتسمت باستفاقة شاملة غير مسبوقة لمكونات المجتمع المدني المستقلّ وللحركة السياسية المعارضة، تقابلت فيها مع السلطة وإلى جانبها قوامها  » الاحتياطية ».

 

وقد تمثلت تغييرات هذه الاستفاقة الملموسة في كل علامات التفاعل والتضامن والمساندة لحركة إضراب الجوع الذي أتته مجموعة الثمانية من رموز الحركة السياسية المعارضة والمدنيّة المستقلّة على خلفيّة طلبات ثلاث تختزل في طياتها جوهر روح مجمل الطلبات السياسية والمدنيّة التي ما انفكّت تدفعها وتناضل من اجلها منذ أربعين عاما الحركة الديمقراطية والوطنية بمختلف مكوناتها.

 

– إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وسن عفو تشريعي عام

– إطلاق الحق في التنظّم

– إطلاق حرية التعبير 

وكان من نتائج هذه الحملة أن اشرأبت الأعماق من كل حدب وصوب للحالة التونسية ولواقع الحريات فيها، ولهذا التجنّد النضالي الذي فرض نفسه على الساحة التونسية.

 

ولسائل أن يسأل ما هو مأتى هذا الاهتمام ؟ جوهريا، تعيش بلادنا مفارقة قاسية، فبقدر ما توفرت على نخبة متعلمة عريقة وحداثية، وعلى شعب ذكيّ جبلته التوازن والتعقّل وعلى تراكمات مكاسب حضارية ليست الدولة الطرف الوحيد في انجازها، بقدر ما احتكرت الدولة الشان العام كلّه احتكارا مطلقا، وهيمنت على المجتمع بكلّ مكوناته وقطعت الطريق أمام تعبيراته، فأتّسع البون بين المجتمع وسلطته إلى حدّ أن منطق الخوف هو الذي أصبح يحكم العلاقة بينهما، وأسندت وظيفة  » التواصل » بين السلطة و مجتمعها في الأساس إلى الأجهزة الامنية.

 

وفي ظلّ هذا الشرخ الكبير فإن الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية على بلادنا تجد الطريق مهيّأ لتعبث بالتوازنات على هشاشاتها، التي تحققت في كياننا الوطنني نتيجة سنوات من البذل والعطاء الجماعي، فتواجهنا عندئذ آفات البطالة والتردي العام لظروف الحياة ولمستوى المعيشة وتدنّي المستوى التعليمي، فيتحوّل الوطن جحيما وتنصبّ الجهود، وخاصة لدى الشباب على الهروب منه ماديا ومعنويا في قطيعة حقيقية.

 

وإنّه لحريّ بالبلاد حيال التجنّد النضالي أن ترصد أبرز سمات التعاطي الرسمي مع الاضراب لتخلص إلى المضمون الفقير للخطاب السياسي الرسمي. فقد تمثلت السمة الاولى في تجاهل الاضراب سياسيا واعلاميا وتضخيمه بشكل لافت من الزاوية الأمنية، وفي ذلك تكريس لذات النهج الذي يقوم على قلب الوظائف بين السياسي والامني.

 

ولم تكترث التلفزة الرسمية والاذاعات بما سيترتب عن تجاهلها للاضراب من تقوية لعزلتها لدى المتفرج التونسي وحطّ من مصداقيتها ودعم واقع القطيعة معها.

 

وفي ذلك خسارة للسلطة ذاتها لأن منطق التظلم من تجني القنوات الأخرى على تونس لن يجد صداه، ولأنّه لن يكون بامكان السلطة التعويل على أي تأثير لوسائل الاعلام المحليّة لايصال خطابها للمواطن، وبذلك تجد نفسها محرومة سياسيا من أداة ضرورية، ومن ثمّة مجرورة لتثبيت اعتمادها المتنامي على الجهاز الأمني للحماية واختزال مستويات علاقتها بمجتمعها.

 

في حين تمثلت السمة الثانية في احالة تعاطي السلطة مع ظاهرة اضراب الجوع وما واكبه من تعبيرات نضاليّة إلى وسطاء لا يتوفرون في ظاهر الامر على أيّ صفة رسميّة ولا يستطيعون في كلّ الحالات اختزال ما يمكن أن يشكّل تعاطيا سياسيا سلطويا له أهدافه ومنظوره وتمشيه.

 

وحرمت السلطة نفسها من مناسبة هامة للانصات إلى جانب هام من تعبيرات المجتمع المدني والسياسي مباشرة والتفاعل معه. وهذه وظيفة أولية من وظائف أي سلطة حكم في عالم اليوم.

 

ولنتمعّن في التعاطي الرسمي الفرنسي الاخير مع أحداث الأحواز الذي سار على قدميه، القدم الامنية والقدم السياسيّة.

 

أما السمة الثالثة فقد جسّدها الخطاب السلطوي المباشر هذه المرّة والذي قام في الاساس على اطلاق تهم للمضربين بهدف الحطّ من قيمة حركتهم وتشويه نبل منطلقاتها ووجاهة أهدافها.

 

فالوزير أنكر وجود مساجين سياسيين بتونس، وهو أسلوب دفاع فقير لأنّه لجأ إليه وزراء حزب الدستور لنفي الصفة عن المعتقلين حتى من حاكمتهم محكمة أمن الدولة.  

أما الوزير الآخر فقد نفى أن تكون حريّة التعبير غير ممارسة في بلادنا. وكدنا نفهم ان هذه الحريّة تمارس أكثر مما ينبغي بدليل صدور جريدة الموقف وكدنا نفهم أيضا أن الفضل في صدورها لا يرجع لأصحابها.

 

وعلى أيّة حال فإنه من باب الفضيلة العودة إلى الاصل، والأصل في القضيّة هو إذا هيمنت السلطة بشكل مفضوح على المجتمع وافتكت منه حرياته وفضاءات حركته فمن المسؤول ؟ وبم يتعيّن أن تردّ النخبة السياسية والمدنيّة ؟ بالصمت ؟ بالانتظار ؟ أم بالتعبيرات النضاليّة الرافضة لهذا الانغلاق الفظيع للفضاءات العامّة؟ إن حركة 18 أكتوبر بالديناميكية التي خلقتها أفرزت دروسا لا مناص من قراءتها بامعان وحكمة. وأوّل ما يتعيّن توفيره في عمليّة الاستقراء هو مراجعة الأداء الانغلاقي الاحتكاري للشأن العام في بوتقته الضيّقة الراهنة وفتح آفاق الحريّات ودعم آليات الحوار السياسي الوطني:

 

  * بما ينمي انخراط أوسع الشرائح المدنية والسياسية في مجهود البحث والعمل لدعم استقلال تونس وتنمية شعبها ودفع اشعاعها في محيطها.

 

 * بما يؤدي إلى نهج حكم مغاير للسائد يقبل بسيادة القانون والديمقراطيّة والمحاسبة والشفافيّة والعدل.

 

 *  بما يقطع الطريق أمام كل صيغ الحلول الانتحاريّة واللامسؤولة ومشاريع اليأس و الإحباط.

 

 *  وليدل وقتها كلّ بدلوه… وبازدهار المواطن وتألّقه فلن تبكي تونس.. بل لن تفارق البسمة محياها.

 

 (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 336 بتاريخ 25 نوفمبر 2005)

 UPP


ذابت من الوهج مساحيق حقوق الإنسان

جيلاني العبدلي

منذ نبع السابع من نوفمبر ذاك الحدث الساطع في العام السابع والثمانين من موفى الألفية الثانية حرصت السلطة الحاكمة عبر عقدين غير مكتملين على تجميد صورتها وتحسين منظرها ومشق هيئتها ورشق مظهرها فاستعانت بما تلون من المساحيق وما تلون من المداقيق واستفادت من فنون التزويق ومتون التنميق لتظهر للعالم عروس الديمقراطية الغانية الفاتنة ولتبدو في نظر القادم حسناء الحقوق والحريات الساحرة الآسرة علها تحبس أنفاس عشاق الديمقراطية وحقوق الإنسان بما لها من غنج حقوقي ودعج سياسي وما عليها من تولع كثير وتدلّع كبير.

 

وقد أرسلت في الأنحاء رسلا كراما مفسرين لمآثرها الساطعة في الديمقراطية واصطفت في الأرجاء أقلاما وإعلاما مبشرين بمفاتنها الناهدة في حقوق الإنسان.

 

ومن الحظّ العاثر والسعد الخاسر أن سلطتنا المجللة لما تزينت و تنمقت، ولما توشت وتحلّت، ولما تصدرت محفل العالم للمعلومات واعترشت دبّ حولها قيظ، وتعالى عليها غيض، وشبّ في محيطها هجير طافح وحرّ لافح بفعلة مدبّرة خطتها حركة الثامن عشر من أكتوبر بريادة ثمانية من تلك الثلّة المناوئة، فذابت من الوهج مساحيق حقوق الإنسان وسالت من الرهج تزاويق الحرية والديمقراطي وانزاح الحجاب وانكشف الكتاب وظهر الحقّ وزهق الباطل وتجلت كارثة الديمقراطية و مأساة حقوق الإنسان ولاحت معاناة النشطاء ومحنة السجناء، وأجمع القاصي كما الداني على قبح الصورة الكاملة لسلطتنا المعظمة خادمة الحقوق وراعية الحريات ، وتفق الرائح كما الغادي على ضرورة احترام المعايير الدولية لمعالم الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وتنكر الكل أو الجل لما ألفنا من منهم لسلطتنا الخالدة من كلام مليح سنشيها ومديح صريح ينخيها و إطراء نحيح يزهيها ، وتفوق الحاضرون وتلاشى الخاطبون وانقضى الزف وانتهى الهف . فهل تعيد سلطتنا الكاتمة المتكتمة حساباتها الكبرى و تغير سيرتها الأولى ؟ .

 

وفق الله سلطتنا الواحدة في ابتكار سنة جديدة عجيبة لمواراة سواتها في انتهاك الحرية وحقوق الإنسان و اعانها جل جلاله في حجب شعاع الشمس بجهاز الغربلة وفي طمس الحقائق الدامغة الناصعة . وأدام علا شانه قبضتها المحكمة ، والله نسأله سبحانه و تعالى حسن العاقبة و خير الخاتمة

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 336 بتاريخ 25 نوفمبر 2005)

 UPP


 

بعد تكليف زكرياء بن مصطفى بالحوار .. المعارضة متحفظة

محمد الحمروني

 

لم تتضح بعد مواقف أحزاب المعارضة و باقي مكونات المجتمع المدني من تكليف رآسة الجمهورية يوم الاثنين 21 نوفمبر الجاري السيد زكرياء بن مصطفى رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان و الحريات الأساسية بمهمة  » يتولى في إطارها تقبل الاتصالات من الأحزاب السياسية و غيرها من مكونات المجتمع المدني الراغبة في ذلك والتباحث معها بشان مشاغلها و تطلعاتها  » كما جاء في الخبر المنقول عن وكالة تونس إفريقيا للأنباء .

 

و قد رفضت اغلب الأحزاب والتنظيمات والتيارات السياسية الإعلان عن مواقفها مفضلة التروي من جهة ودراسة هذه المبادرة عبر نقاشات من المنتظر أن تنطلق اليوم سواء على المستوى الداخلي لهذه الأحزاب أو فيما بينها .

 

فقد فضل السيد مصطفى بن جعفر رئيس التكتل الديمقراطي من اجل العمل و الحريات عدم إعطاء موقف رسمي لحزبه عن هذه المبادرة قبل أن تتم مناقشتها بين أحزاب المعارضة من اجل تكوين موقف موحد منها . و لكنه أضاف انه حسب رأيه الشخصي وبصفة مبدئية فان هذه المبادرة يبدو أنها اقل من المطلوب و قال أن السيد زكرياء بن مصطفى مدعو بحكم مهمته كرئيس للهيئة العليا لحقوق الإنسان و الحريات الأساسية للإنصات لمشاغل مختلف القوى الحية بالبلاد و قال  » من هنا يبدو ان المبادرة لم تأت بجديد  » وربما كان الأفضل حسب السيد بن جعفر دائما لو تم فتح هذا الحوار مع رآسة الجمهورية مباشرة كما حصل سابقا عندما تم استقبال الأمناء العامين للأحزاب مع توسيعها لتشمل بقية الطيف السياسي التونسي. وشدد بن جعفر على أن المطالب التي رفعتها المعارضة واضحة و قد لا تستحق أن تكون هناك جلسات استماع لتفهمها و اعتبر أن الكرة الآن في ملعب المعارضة وان عليها أن تحسن التعامل مع هذه الدعوة عبر تشكيل موقف موحد والاتفاق على مطالب واضحة ومحددة و متفق عليها . من جانبه أكد السيد جنيدي عبد الجواد الأستاذ الجامعي واحد مناضلي نقابة التعليم العالي و أحد قياديي حركة التجديد ، أن الحوار مع مكونات المجتمع المدني من أحزاب سياسية و منظمات مستقلة أمر ضروري و مرغوب فيه – وهو ما يطالب به كل الديمقراطيين و كل من يضع مصلحة تونس فوق الاعتبارات الأخرى . ولا يمكن إلا أن نستبشر بكل بادرة جدية في هذا الاتجاه بشرط أن تكون مصحوبة بإرادة سياسية حقيقة . و أضاف أن الإعلان عن تكليف السيد زكرياء بن مصطفى بمهة ربط الصلة مع الأحزاب السياسية و غيرها من مكونات المجتمع المدني الراغبة في ذلك و التباحث معها بشان مشاغلها و تطلعاتها لا يكفي في حد ذاته للإقناع بان هناك اتجاه ملموس نحو طيّ صفحة التصلب و التحجّر والانغلاق . فلا بد من إجراءات عملية تساهم في تنقية المناخ السياسي و تعيد الثقة المفقودة والأمل و ذلك بإيقاف التدخل في شؤون المنظمات و الجمعيات المستقلة و حفظ القضايا المفتعلة ضد الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بخصوص مؤتمرها الوطني أو ضد الاتحاد العام التونسي للشغل بخصوص نقابة التعليم العالي و التراجع في الإجراءات التعسفية ضد جمعية القضاة و مكتبها الشرعي و الإفراج عن الأستاذ محمد عبو حتى يقتنع الجميع بان هناك إرادة سياسية حقيقية لفتح صفحة جديدة من التعامل الحضاري الديمقراطي مع الأحزاب و المنظمات دون استثناء في إطار التعددية سياسية فعلية لا شكلية .

 

وتأتى هذه المبادرة بعد إضراب الجوع الذي شنته مجموعة من الشخصيات الوطنية من رؤساء أحزاب وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني و دام 32 يوما للمطالب بجملة من الإصلاحات السياسية و على رأسها حرية التعبير و حرية التنظم و إطلاق سراح المساجين السياسيين و العفو التشريعي العام . و حسب بعض المراقبين فان تكليف رآسة الجمهورية للسيد زكرياء بن مصطفي بهذه المهمة يعبر على كل حال على نجاح المعارضة في إسماع صوتها خاصة بعد التعاطف والمؤازرة الكبيرتين اللتين لقيتهما من مختلف مكونات المجتمع المدني الدولي . كما اعتبر عدد من الملاحظين والسياسيين هنا في تونس أن هذه المبادرة ربما تكون مؤشرا على بداية فترة من الانفتاح – المحسوب – للسلطة تجاه المعارضة ، و لكن تحقق ذلك يظل مرتبطا بمدى ما سيتحقق خلال جلسات الحوار وهو ما سيتكشّف عبر الأيام .

 

ويرى مراقبون أن هذه الدعوة قد يفهم منها فتح باب الحوار و الاتصال مع بعض مكونات المجتمع المدني غير المعترف بها وهو ما يمكن أن يكون سابقة جيدة في اتجاه مزيد الانفتاح على كل القوى الحية بالبلاد حسب رأيهم .

 

من جانبها اعتبرت اغلب الصحف الصادرة اليوم أن هذه الدعوة تؤكد على  » حرص رئيس الدولة على مزيد فتح قنوات الحوار و الاتصال و تنويعها مع القوى السياسية بالبلاد  » كما أن هذه الدعوة تأتى  » في سياق ما ينجزه رئيس الدولة من مبادرات لتطوير الحياة السياسية في البلاد و تعزيز دعائمها ومقوماتها  » .

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 336 بتاريخ 25 نوفمبر 2005)

 UPP


 

فيوليت داغر الناطقة باسم الشبكة العربية لحقوق الإنسان للموقف:

مشاركتنا في القمة مكنتنا من رسم صورة أوضح لواقع حقوق الإنسان

 

على هامش مشاركتها في القمة العالمية لمجتمع المعلومات التقت الموقف السيدة فيوليت داغر الناطقة باسم الشبكة العربية لحقوق الإنسان ، وكانت المناسبة مشاركة فيوليت في الندوة الصحفية التي عقدها المضربون عن الطعام للإعلان عن وقف الإضراب . و عبرت فيوليت في كلمة ألقتها بالمناسبة عن دعمها للمضربين ومساندتها للمطالب التي رفعوها و شددت على دعم الشبكة لتطلعات التونسيين إلى الحرية و الديمقراطية . ول كان لنا معها هذا اللقاء .

 

  ما هو الهدف الأساسي لمشاركتكم في القمة ؟

 

• نحن أتينا للمشاركة في هذه القمة لأنها حدث مهم جدا و يحدث في الوطن العربي ، وكان هدفنا الأساسي عبر الحضور والمشاركة تغطية ما يجري داخل القمة وبالأساس خارج أسوار القمة. وعندما أقول أسوار فانه يجب وضع سطر تحت هذه الكلمة ، لان كل مكونات المجتمع المدني التونسي كانت خارج تلك الأسوار و كان لا بد من التضامن معها وهي التي كانت تخوض صراعا مريرا فقط من اجل اطلاع العالم على معاناة الشعب التونسي.

 

   و هل تتصورون أن تحرك المعارضة نجح في لفت أنظار العالم إليها ؟

 

• بالتأكيد فاعتماد الحل الأمني و الإجراءات التعسفية بحق المعارضة و بحق مختلف شرائح المجتمع التونسي عبر غلق المدارس والمعاهد والجامعات إضافة إلى اعتماد إجراءات أمنية غير مسبوقة بالمرة، كان الهدف منه حجب المشاركين في القمة عن الشعب التونسي الذي كان من المفترض أن يتفاعل ويتلاحم مع الآخرين. ولكن الذي حدث هو العكس فقد أدت كل تلك الإجراءات إلى لفت أنظار العالم إلى حقيقة الواقع المتردي في تونس. فتحركات المجتمع المدني التونسي بمساندة هيئات دولية كلها ساهمت في كشف حقيقة الواقع في تونس الذي كان كثيرا ما يتم التغاضي عليه. وحين يصل الأمر إلى اضطرار ديبلوماسيون أجانب ومنهم رؤساء وفود مثل رئيس الوفد السويسري للتحدث عن واقع الحريات في تونس والحالة التي تعيشها مختلف الشرائح في هذا البلد فذاك دليل واضح على نجاح تحرك المعارضة في لفت انتباه الرأي العام العالمي لحقيقة الأوضاع التي تعيشها وهو دليل أيضا على نجاح هذه الطليعة الخيرة من أبناء هذا الوطن بالتعاون مع الديمقراطيين عبر العالم .

 

   ما هي الخطوات القادمة التي تنوون القيام بها بعد هذه المشاركة ؟

 

• نحن منذ سنوات متواجدون مع الديمقراطيين في تونس في جملة من التحركات التي حصلت سواء كان بالتغطية الإعلامية أو بالمساندة و عبر التقارير التي ننشرها، وما سيحصل بعد القمة هو أن الاهتمام سيستمر ويتواصل ويتصاعد عبر عدة أشكال وتحركات منها الإعلامية ومنها المباشرة عبر قنوات الأمم المتحدة و عبر التنسيق مع المنظمات الدولية من اجل زيادة الضغط على النظام في تونس . و مكنتنا مشاركتنا في القمة من أن نرسم صورة أوضح لواقع حقوق الإنسان في تونس كما مكنتنا من أن نتحدث مع عدد من ضحايا العسف ، و مزيد توطيد العلاقة مع مختلف مكونات المجتمع وهذا سيمكننا مستقبلا من أن نكون اكثر قربا من الواقع التونسي .

 

حاورها محمد الحمروني

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 336 بتاريخ 25 نوفمبر 2005)

 UPP


 

الصحف المعارضة و المستقلة ممنوعة على متن القطار السريع

عبدالجبار الرقيقي

 

على متن القطار السريع الرابط بين تونس و قابس وفي السفرة التي تنطلق على الساعة الرابعة و النصف مساء فوجئنا بأن المضيفات يحملن رزما من صحيفة الحزب الحاكم باللسانين العربي و الفرنسي و يوزعنها مجانا على الركاب وحين استوضحنا عن الأمر جاءنا الرد بأن هذه الصحف تدخل ضمن الخدمات المجانية التي تقدم للركاب في سفرات القطار السريع و حين تساءلنا عن صحف بقية الأحزاب لم نتلق جوابا و استفسرنا عن بقية الإصدارات الصحفية لماذا لا تعرض على الركاب فيختار منها ما يريد مطالعته فكان صمت المضيفات مطبقا و هن في ذلك غير ملومات لأن اللوم موجه قبل كل شيء إلى مسؤولي الشركة التونسية للسكك الحديدية و التي هي –حسب علمنا- لا تزال مؤسسة عمومية بناها التونسيون بكدهم و تضحياتهم و لكن يظهر أنها تحولت إلى ملك خاص للتجمع يسخرها لترويج صحفه ودعايته الممجوجة و رغم أن لكل مسافر الحق في الحصول على بعض الخدمات على متن القطار السريع طالما أنه دفع مقابل ذلك مسبقا باعتبار الفارق المالي بين السفرة العادية و السفرة على هذا القطار، فإن الشركة الوطنية للسكك الحديدية تفرض عليه صحيفة واحدة لحزب مازال يتشبث بوحدانيته و يبسط سلطانه المطاق على كافة مقدرات البلاد المادية و المعنوية.

 

و في حقيقة الأمر فإن هذه الممارسة لو اقتصرت على القطار السريع لهان الأمر، فهي ممارسة راسخة في القدم وتمارس على أوسع نطاق، فكل الإدارات العمومية يفرض عليها التجمع اقتناء صحيفته يوميا و للتثبت من هذا الأمر فلن تحتاج إلى عناء كثير، يكفيك أن تجلس في أحد مراكز البريد لترى سعاة الإدارة العمومية محملين بنسخة أو أكثر من صحيفتي « الحرية » و « لورونوفو » إن هذا الأمر المحزن المضحك يدفعنا إلى اقتراح قد يلقى تجاوبا لدى بعض المسؤولين الذين تقتضي مصالحهم الدعاء بالدوام للحزب الواحد و الرأي الواحد و الصحيفة الواحدة و بالوحدة الشاملة بين حزب الحاكم و بين الملك العمومي.

 

أليس من الوجيه تغيير اسم الشركة أو التجمع على النحو التالي ؟

 

  – التجمع الدستوري الحديدي

 

   -الشركة الدستورية الديمقراطية للسكك الحديدية

 

 –  الخطوط التجمعية الحديدية

 

كما يمكن عرض اقتراح آخر مثلا و هو استظهار المسافرين ببطاقة الانخراط في التجمع إلى جانب التذكرة و بهذه الصورة لا ينعم بالقطار إلا من يقدّر « نعمة » التجمع عليه.

 

و المرجو من القراء التفكير في اقتراحات أخرى و توجيهها إلى إدارة الشركة لتتخذ الإجراءات التي تراها مناسبة.

  وعلى ذكر الإجراءات أعترف أني فهمت الآن فقط لماذا سلّطت إدارة الشركة عقوبة قاسية على النقابي الذي طالب في جريدة « الموقف » بفتح تحقيق في شأن التصرف المالي للشركة و بالتحديد في الصفقات و أدركت الآن لماذا لم يتم التحقيق و عرفت السبب الذي دفع إدارة الشركة الحديدية إلى رفع دعوى قضائية ضد الأستاذ أحمد نجيب الشابي بتهمة الثلب باعتباره المدير المسؤول عن جريدة « الموقف ».

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 336 بتاريخ 25 نوفمبر 2005)

 UPP


* إجراءات جديدة بهدف استخلاص 3676 مليون دينار من الديون الجبائية والعقوبات والخطايا المالية

* أكثر من2166 مليون دينار حجم الديون الجبائية دون اعتبار خطايا التأخير

 

20%  من حجم الديون والخطايا يعود لما قبل 1995

1510 م د حجم الخطايا والعقوبات المالية التي احالتها المحاكم للقباضات

 

تونس – الاسبوعي

كشفت احصائيات رسمية حصلت عليها «الاسبوعي» أن حجم الديون الجبائية المثقلة التي لم تستخلصها الدولة من المؤسسات والخواص يرتفع إلى 2166 مليون دينار في حين بلغ حجم الخطايا والعقويات المالية الصادرة في شأنها أحكام 1510 مليون دينار.. وهو ما يرفع مجموع الديون الجبائية والخطايا والعقوبات المالية إلى ما يناهز 3676 مليون دينار… تفاصيل ضافية حول المعطيات الآنفة الذكر وحول الجهود المبذولة لاستخلاص هذه المستحقات تطالعونها فيما يلي:

 

 الديون الجبائية

 

تقول المعطيات المتوفرة لـ«الاسبوعي» أن حجم الديون الجبائية المثقلة التي تم احصاؤها إلي موفى أوت تفوق الـ492 ألف فصل وأن أصل الاداء المطالب به كان في حدود 1529 مليون دينار في حين ترتفع قيمة خطايا المراقبة الجبائية 637 مليون دينار.. ولم تحتسب في هذه الارقام فوائد التأخير.. ومن مجموع أكثر من 492 ألف فصل تم احصاء 259 ألف فصل مرّ عن تاريخ تثقيلها أكثر من 10 سنوات وهو ما يمثل أكثر من 50% من مجموع الفصول المثقلة ويرتفع حجم هذه الديون إلى 544 مليون أي ما يناهز ربع المبالغ المعنية بالاستخلاص.

 

الخطايا والعقوبات المالية

 

على مستوى ثان يرتفع حجم الخطايا والعقوبات المالية التي أحالتها المحاكم إلى القباضات المالية للاستخلاص إلى حدود موفى أوت المنقضي ما يفوق 2 مليون و360 ألف فصل بمبلغ جملي قدره 1510 ملايين و161 ألف فصلاتتعلق بأحكام حضورية والبقية أي 2،1 مليون فصل تتعلق بأحكام غيابية.. أما مبلغ الخطايا والعقوبات المالية فيرتفع إلى 1510 مليون دينار… وتقول ذات المعطيات المتوفرة لدينا أن عدد الخطايا والعقوبات المالية التي مضت عليها 10 سنوات وأكثر تناهز الـ690 ألف فصل في حين تبلغ قيمتها المالية ما يناهز الـ256 مليون دينار.

 

لجان متابعة

 

وفي إطار جهود الدولة لاستخلاص هذه المستحقات المثقلة تم إحداث لجنة وطنية لمتابعة استخلاص الديون الجبائية المثقلة بدفاتر القباضات المالية ولجان جهوية مماثلة وقد انطلق نشاط هذه اللجان منذ مطلع سنة 2002… ولئن أمكن لنشاط استخلاص الديون الجبائية أن يتطور بشكل واضح خلال سنة 2002 بحيث ارتفع من 110 إلى 118م.د فإنه تراجع سنة 2003 إلى 104م.د ثم ارتفع إلى سنة 2004 إلى 107م.د وقد شهد إلى موفى أوت تطورا محسوسا مقارنة بنفس الفترة في السنة المنقضية إذ ارتفع إلى حدود 84م مقابل 71م.د خلال الثمانية أشهر من 2004… ونفس الحال كان في مجال استخلاص الخطايا والعقوبات المالية الذي تحسن خلال الثمانية أشهر الاولى من السنة الجارية ليبلغ 5،12م.د مقابل 2،11م.د خلال نفس الفترة من سنة 2004 و17م.د خلال كامل السنة فـ13م.د خلال 2003 و18م.د خلال 2002 و16م.د خلال 2001.

 

اجراءات عملية

 

يذكر أن سنة 2005 شهدت اتخاذ جملة من الاجراءات ترمي إلى تحسين الاستخلاص من ذلك احداث منظومة إعلامية للتصرف في القروض المثقلة وتركيز 38 خليّة استخلاص بأهم القباضات المالية وانتداب 65 مأمور مصالح مالية جديدا والتقليص التدريجي من حصص القروض الموثوقة برهن والعمل على اعفاء القباضات المالية من مهمة توزيع التبع والوقيد بغاية الحد من تشتيت جهودها وتم كذلك تركيز مرصد لمتابعة التصرف في الديون المثقلة مركزيا وجهويا وتوسيع ربط القباضات المالية مع المقومات الإعلامية لوزارة المالية… كما تم تنظيم أيام دراسية لاستخلاص الديون المثقلة بكل الجهات.. وكانت اللجنة الوطنية فيما مضى درست الصعوبات التي تحول دون استخلاص الديون المثقلة بعد أن تم تشخيص الديون الجبائية المثقلة بدفاتر قباضات المالية وتصور آليات جديدة لمساعدة القابض على استخلاص الديون التي نظرنا إليها بمنظور مجرد فهي تمثل من حيث الحجم ربع ميزانية الدولة للسنة القادمة.

 

ح/غ

 

(المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي الصادرة يوم 28 نوفمبر 2005)

 UPP


تونسيون يعبرون المتوسط … ويعودون خائبين!

تونس- سلام كيالي    

 

كلمة السفر أو «أريد أن أسافر» أصبحت منتشرة في أوساط الشباب التونسي. قلة فرص العمل، وان وجدت تكون بأجور خفيضة، تدفع الى السعي للسفر خارجاً بحثاً عن فرصة عمل مفقودة أو تحسيناً للوضع المادي. يترك الإنسان بلده مخلفاً وراءه كل ما كان له من ذكريات منتقلاً إلى مكان آخر يسعى فيه لبناء نفسه من جديد محاولاً تحقيق طموحه، فينتمي إلى مجتمع جديد ويندمج به أو يسعى إلى تحقيق نوعاً من التوازن عبر علاقاته وبأمور حياته اليومية، وكأنه يدفع بحدود بلاده شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً فيوسعها حتى تصل إلى مكان إقامته الجديد.

 

البعض ينسى نفسه في زحمة العمل وينسى أهله ويتأقلم مع وضعه الجديد حتى يصبح وكأنه حجر أساس في هذه الحالة وتصبح فكرة العودة إلى بلاده بعيدة إن لم تكن ملغية. والبعض الآخر تكاد هذه الفكرة لا تبارح ذهنه فيضع نصب عينيه ضرورة العودة عند تحقيق قدر معين من الكسب يمكنه من أن يسند به نفسه في بلده مبتدئاً بمشروع صغير، أما البعض الآخر فهم ممن لا يحتملون أن يستمروا في غربتهم معتمدين مثال: «مرمطة الوطن خير من مرمطة الغربة».

 

والغريب أن البعض ممن فقدوا الأمل في البقاء في بلدهم تدفعهم روح التحدي وربما التهور إلى السفر بطريقة غير شرعية (الحرقة) بعبور المتوسط على متن قوارب صغيرة، ويكملون المشوار سباحة حتى شواطئ أوروبا، بحثاً عن جنسية وعمل ومأوى.

 

غيلان انتقل إلى فرنسا منذ أكثر من خمس سنوات بتأشيرة دخول زيارة – لكنه تجاوز المدة المسوح بها – عانى خلالها من ملاحقة الشرطة الفرنسية له، اضطر إلى تغيير مكان إقامته أكثر من مرة. وتقول والدته السيدة حبيبة «انقطعت أخبار غيلان مرات عدة، في كل مرة يزداد قلقي عليه، فقلة الأخبار، وصعوبة الاتصال به، أو بأحد معارفه تزيدان قلقي وألمي، لم يوفق بعمل بسبب الملاحقات، كان يرى أنه إذا سافر سيتمكن من بناء حياته كما يريد، لكن بدايته لم تكن موفقة». ربما كان الحل الوحيد أمام غيلان بعد أن مل من التهرب من ملاحقات الشرطة الفرنسية له أن يبحث له عن زوجة تمنحه الإقامة ومن ثم الجنسية. وهنا بدأت مرحلة البحث مرة أخرى ولكن عن عروس. وتضيف السيدة حبيبة «لم يكن أمامه إلا أن يبدأ البحث عن زوجة تمكنه من الإقامة بضمان جنسيتها، في فرنسا، وكان من الواضح أن عملية البحث هذه متعبة، فمجرد معرفة سبب الزواج كان يعني بالنسبة الى غيلان انه يجب أن يدفع الثمن لقاء منحه الجنسية، لكنه في النهاية وفق بزواجه من فرنسية من أصل مغربي أنجب منها ابنتهما نور».

 

سافر غيلان بدافع تأسيس نفسه، فاذا به أسس أسرة، ولد ثالث أفرادها خارج بلده تونس.

 

عصام الذي يعمل مراقب تذاكر في شركة النقل في تونس واحد من الذين فضلوا العودة إلى بلاده ليعمل فيها. فقليل مما يجنيه في تونس أفضل من الكثير الذي يجنيه في الغربة. عصام الذي كان يعمل بعد سفره إلى فرنسا في قطاف العنب في بوردو كان يعمل ويواجه في غربته المصاعب خصوصاً أن عمله كان غير شرعي فكان يرضى بالقليل ليكسب ما يسد رمقه وجوعه ويساعده على الإقامة مع مجموعة أخرى من المغتربين الأفارقة في ظروف صعبة وغير انسانية.

 

عصام رفض الاستمرار على هذا المنوال، لأن كسبه كان قليلاً فما كان منه إلا أن عاد أدراجه إلى تونس ليبدأ رحلة البحث عن عمل من جديد وينتقل من فرصة إلى أخرى أفضل منها.

 

أما الأمجد فانتقل إلى العمل في السعودية منذ ما يقارب العشرين عاماً، هو يعمل الآن في شركة للمقاولات والبناء، وتعمل زوجته في صالون تزيين للسيدات. ابنتهما الكبرى نعيمة عادت منذ سنوات لمتابعة دراستها في تونس.

 

وتقول نعيمة: «كنت في الرابعة من عمري عندما انتقلت وأسرتي للعمل في السعودية، لم أكن أعي في ذلك العمر معنى السفر والاغتراب والابتعاد عن العائلة الكبيرة، لكن بعدها بدأت هذه الأفكار تتضح عندما بدأت ازور تونس في العطل، ولو في فترات متباعدة تصل أحياناً إلى حد ثلاث أو أربع سنوات، اشتياقي لرؤية أفراد عائلتي من أبناء وبنات جيلي هو ما كان يشدني للعودة إلى تونس».

 

تنفي نعيمة هذا الشعور عن والدها الذي لم يزر تونس خلال كل هذه السنوات سوى أربع مرات، فهو دائماً ضائع في دوامة العمل ولا يفكر في العودة. ويعتقد أنه يجب أن يعيش حيثما يعمل. حتى والدتها دائمة الانشغال في العمل، أما هي ففضلت العودة للدراسة في تونس، مع أنها ترى أن ارتباطها بعائلتها يضطرها للعودة إلى السعودية للبحث عن عمل.

 

وتضيف نعيمة: «كنت أجد مشكلة في اللهجة، بخاصة أن التوانسة في السعودية قلة، لكنني سرعان ما أتقنتها خلال السنة الأولى من اقامتي فيها».

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 28 نوفمبر 2005)

 UPP


 

فالدنر لـ «الحياة» :الاتحاد الأوروبي سيكافئ البلدان التي تنفذ إصلاحات ديموقراطية

برشلونة – الحياة    

 

قالت المفوضة الأوروبية المسؤولة عن العلاقات الخارجية والعلاقات مع دول الجوار الأوروبي بينيتا فيريرو فالدنر في حديث الى «الحياة» ان الاتحاد الأوروبي «سيكافئ» البلدان المتوسطية التي تحرز تقدما في مجالات الديموقراطية ودولة القانون. وأضافت فيريرو على هامش مؤتمر «الصحافة المتوسطية» يومي الخميس والجمعة الماضيين في برشلونة ان الاتحاد سيقترح على البلدان العربية المتوسطية تركيز اولويات الأعوام المقبلة على دعم التجارة وجهود مكافحة الأمية والهجرة السرية ومحاربة الارهاب وتشجيع دولة القانون والديموقراطية.

 

وفي ما يأتي نص الحوار:

 

 

> في تقويمك لخطة الشراكة تتحدثين عن الكأس المتناصفة: نصف مليء بشبكة الاتفاقات الاقتصادية، ونصف فارغ. هل تعنين ان النية تتجه الى ملء هذا النصف الأخير بقضايا حقوق الانسان والديموقراطية؟

 

– بذلنا ما في وسعنا في الأعوام الماضية لتشجيع التعاون بين منظمات المجتمع. لكن الأمر يتعلق ايضا بدور الشركاء من الضفة الجنوبية في تشجيع ناشطي المجتمع المدني على التعاون مع نظرائهم في البلدان الأوروبية، وتتضمن برامج التعاون الثنائي بين الاتحاد وكل من بلدان الشراكة مشاريع محددة تستهدف المجتمع المدني وتشجيع اصلاحات القضاء ودعم دولة القانون وحقوق الانسان.

 

> هناك مؤشرات على اهتمام رسمي متزايد بأهمية دور وسائل الاعلام في ابراز خطة الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والبلدان المتوسطية. ما هي القيمة المضافة لقطاع الاعلام في دفع سياسات الشراكة؟

 

– اعتقد بضرورة اقامة شراكة بين الجهات الرسمية ووسائل الاعلام لأن تجربة الأعوام الماضية أظهرت ان انجازات خطة الشراكة ظلت فوقية وبعيدة من اهتمام الرأي العام. ونحتاج الى دور وسائل الاعلام لتكون آذاننا الصاغية وعيوننا في البحث عن حقيقة الشراكة. وهناك حاجة الى شراكة بين الجهات الرسمية التي تزود وسائل الاعلام بالخبر وبين هذه الأخيرة لنقل الحقيقة الى الرأي العام.

 

> هل تعتقدين بأهمية وضع اجندة لتنفيذ الاصلاحات الاجتماعية والسياسية في بلدان الضفة الجنوبية ووضع «خريطة طريق» تمكن الاتحاد والبلد المعني مراجعة ما انجز وما يقتضي انجازه؟

 

– قضية التعليم تكتسب اهمية كبيرة في تقديري لأن التعليم والتدريب يؤهلان المواطن للانخراط في مسيرة التنمية. ولدينا تصميم في الاتحاد على المساعدة في نشر التعلم. ووضعنا هدفا مشتركا مع البلدان العربية لمحو الأمية وتمكين الأطفال في سن التعلم من دخول المدارس الابتدائية، وخصصنا 700 مليون يورو في 2006 لتمويل برامج التعلم. ونحن مصممون على زيادة معونات التعليم في المراحل الابتدائية وزيادة حجم المنح الجامعية لأن اختلاط الأفكار والطلاب يمثل اساسا للتفاهم والتبادل الثقافي.

 

> أعلنت بان معونات التنمية الأوروبية ستزيد بين 10 و15 في المئة للبلدان التي تسير في طريق الاصلاحات السياسية والاقتصادية. في المقابل ما هو الموقف من البلدان التي لا تفي بالتزاماتها في مسائل حقوق الانسان والديموقراطية؟ 

– اعتقد بأن الاصلاحات تكون ذات صدقية عندما تنبع من صلب المجتمع، وكل مسيرة اصلاحية تحتاج الى التشجيع. لذلك سنكافئ البلد الذي ينفذ برامج الاصلاحات السياسية ويعمل على تعزيز ادوات الحكم الرشيد وحقوق الانسان ودولة القانون واجهزة القضاء. واعتقد بأن البلدان الديموقراطية ستحرز تقدما في مجال التنمية يفوق البلدان الأخرى. فالمستثمرون لا يثقون في بلد غير ديموقراطي ويخشون من قضاء غير عادل. وآمل ان تتفهم البلدان المعنية هذه الرسالة.

 

  > في ما يتعلق بمكافحة الارهاب. ما الذي يمكن الاتحاد والبلدان المتوسطية القيام به اضافة الى ما تم من تعاون في هذا المجال؟

 

– ينتظر ان تعلن القمة الأوروبية – المتوسطية ميثاقاً لمكافحة الارهاب. ونحتاج دائما للمزيد من التعاون في مجالات تبادل المعلومات. فكلنا يعاني من الارهاب بدليل ما حدث في شرم الشيخ ومدريد، ولا يمكننا استئصال هذه المشكلة الا بالتعاون الكامل بيننا. واذا صادقت كل من دول مسيرة برشلونة على المعاهدات الدولية ذات الصلة ونفذتها. وسيكون الميثاق السيرة الذي تصدره القمة الحالية في برشلونة وثيقة مهمة. ويجب ان نبرز للرأي العام بوضوح بأن الاسلام بريء من الارهاب. نحن نشجع الحوار بين الأديان وبين الثقافات ونجتمع في اسبانيا التي شهدت تعايشاً بين الديانات الثلاث، ويجب علينا احياء التعايش بين الاسلام والمسيحية واليهودية.

 

 

> المنظمات الارهابية التي أدمت اكثر من مكان في الأعوام الأخيرة تحدرت من تيارات اصولية اسلامية. كيف يمكن التعامل مع الاسلام السياسي الذي يعد جزءا من الواقع السياسي والاجتماعي في البلدان العربية؟

 

– نتابع ما يجري في الساحة الفلسطينية، على سبيل المثال، حيث تستعد حركة «حماس» للمشاركة في العملية الانتخابية. رأينا هو ان الزعامات التي تريد خوض المعركة السياسية يجب ان تكف عن حمل السلاح ووقف ازدواجية الانتماء لمنظمات مسلحة والمشاركة في الحياة السياسية في الوقت نفسه. ندعم الديموقراطية ونحترم نتائجها. واذا قرر حزب ديني المشاركة في الحياة السياسية فان الواجب يقتضي في المقابل التوقف عن استخدام العنف. ولكل شعب الحق في اختيار زعمائه، ولكن في اطار القانون واحترام حقوق الانسان.

 

 

> قبل اسابيع حاولت جموع المهاجرين الأفارقة اقتحام اسلاك جيب سبتة ومليلة الاسبانية في شمال المغرب. كيف تمكن معالجة هذه المشكلة خصوصاً أن الفقر سيظل يدفع بهم من اعماق الصحراء الافريقية في اتجاه حدود الاتحاد؟

 

– ما حدث من تجمعات ومحاولات الهجوم على سبتة ومليلة كان سابقة لم نشهدها من قبل. واعتقد بضرورة النظر بجدية الى مشكلة الهجرة في بلدان الساحل الافريقي. المعالجة تقتضي الشمولية: هناك السياسة المتوسطية التي توفر آليات الحوار والتعاون بين الاتحاد والبلدان المتوسطية، وهناك معونات مقررة للمغرب بقيمة 40 مليون يورو للمساعدة على التزود بآليات تقنية ضرورية لتعزيز حماية الحدود. هذا في ما يتعلق بالهجرة غير الشرعية، وننتظر من البلدان المعنية التوقيع معنا على اتفاقات اعادة توطين المهاجرين غير الشرعيين. هذه الهجرة تأتي من اعماق الساحل الافريقي، وقد تحولت بلدان المغرب العربي الى مناطق عبور بعدما كانت منطقة تصدير العمالة السرية. اما بالنسبة الى الهجرة القانونية فتتطلب معالجة مميزة تتصل بسياسات تأشيرات الدخول.

 

 

> ملايين المهاجرين يقيمون منذ عقود في اوروبا، ويحمل ابناؤهم الهوية الأوروبية، وقد عبروا عن مشاكلهم بعنف شديد في اكثر من بلد اوروبي. كيف تقرأين ما حدث في الاحياء الشعبية في فرنسا؟

 

– أعتقد بأن هؤلاء الشباب يعانون من مشاكل الهوية. لماذا؟ بعضهم يشكو من نقص التعلم والتدرب المهني، وآخرون يحملون شهادات علمية ويمتلكون كفاءات مهنية، لكنهم يعانون البطالة وبالتالي يفتقدون آفاقا مهنية، لذلك يجب توفير فرص التعلم والعمل والسكن لهم، وهذا شرط اساس لاندماجهم. كما ينبغي تفادي تجمعهم في «غيتوات» ومباني الاسمنت العالية التي يسكنها المهاجرون والسكان من اصل اجنبي فقط. وفي المقابل، يجب على هؤلاء الشباب تقبل قيم المجتمع الأوروبي، واشارك الرئيس جاك شيراك القول بوجوب انتماء هؤلاء الى الجمهورية.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 27 نوفمبر 2005)

 UPP


قمة الاورومتوسطية تختلف حول تعريف الارهاب

من ادريان كروفت

 

 برشلونة (اسبانيا) (رويترز) – عمل وزراء الاتحاد الاوروبي وعشر من دول البحر المتوسط طوال الليل في مسعى للتغلب على خلافات حول ميثاق لمكافحة الارهاب والاتفاق على بيان بشأن السلام في الشرق الاوسط.

 

وقمة برشلونة التي بدأت يوم الاحد كان القصد منها ان تكون اول قمة يلتقي فيها زعماء مجموعة تضم الاسرائيليين والفلسطينيين الى جانب دول الاتحاد الاوروبي وعددها 25 دولة.

 

وعقدت الاجتماعات الاورومتوسطية السابقة والتي بدأت في مدينة برشلونة الاسبانية قبل عشر سنوات على مستوى وزراء الخارجية.

 

لكن رغم حضور كل الزعماء الخمسة والعشرين للاتحاد الاوروبي لم يشارك سوى زعيمان فقط من الشركاء المتوسطيين العشرة وهما زعيما تركيا والسلطة الفلسطينية في المؤتمر الذي يستمر يومين وحالت المشاكل الصحية او المشاكل السياسية في الداخل دون حضور غالبية زعماء دول البحر المتوسط ومن بينهم الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون.

 

وابرز هذا الحضور الضعيف للزعماء العرب في اول قمة اورومتوسطية صعوبات تعزيز الشراكة التي بدأت قبل عقد بين الاتحاد الاوروبي وجيرانه الجنوبيين وأضر بقمة كان الغرض منها تعزيز التعاون بين جانبي البحر المتوسط وهو شيء يرى عدد كبير من الزعماء انه امر حيوي لمكافحة الارهاب والهجرة غير المشروعة.  

ودعا الاتحاد الاوروبي الى القمة الطموح على امل تنشيط العلاقات مع جيرانه في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وتوسيع التعاون لمكافحة الارهاب والهجرة غير الشرعية وايضا الترويج للاصلاحات الاقتصادية والسياسية.  

وهون الزعماء الاوروبيون من الحضور الضعيف للشركاء. ويصرون على ان القمة التي تختتم اعمالها يوم الاثنين ستتمخض عن نتائج مهمة منها ميثاق غير مسبوق عن كيفية التعامل مع الارهاب.

 

وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يشارك في استضافة القمة بحكم رئاسة لندن للاتحاد الاوروبي حاليا « من الواضح ان هناك اسبابا عديدة لعدم تمكن بعض الزعماء من الحضور.. لكنني اعتقد اننا سنشهد مؤتمرا جيدا على اي حال. »

 

لكن مسؤولا اوروبيا قال في حديث خاص ان الشركاء المتوسطيين فوتوا فرصة نادرة لكسب مزيد من الاهتمام والدعم من اوروبا. واضاف ان الاتحاد الاوروبي الموسع سعى الى تحويل التركيز الى الجنوب « ولم يتجاوب الجنوب على المستوى الذي يستحقه الامر. »

 

وامتدت مفاوضات اللحظة الاخيرة بشأن ميثاق مكافحة الارهاب واعلان رؤية مشتركة حيث عطلت خلافات مألوفة بشأن تعريف الارهاب والصراع العربي الاسرائيلي التوصل لاتفاق.

 

وحتى ساعة متأخرة من مساء الاحد ظل وزراء الخارجية يحاولون حسم خلافاتهم بشأن تعريف الارهاب وميثاق التعامل معه وحول الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ليطرحوا رؤية مشتركة في البيان الختامي للقمة.

 

وتريد سوريا وغيرها من الشركاء العرب ان يميز الاتحاد الاوروبي بين الارهاب والحق في مقاومة الاحتلال في حين يعارض الاوروبيون واسرائيل أي تقييد لتعريف الارهاب.

 

وقال مسؤول اسباني « الاجتماعات مكثفة. وستتواصل. »

 

وتسعى اسبانيا الدولة المضيفة وبريطانيا الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي الى التزام اكبر من جانب دول الاتحاد بشمال افريقيا. وترى اسبانيا ان مزيدا من الرخاء في القارة الافريقية سيساعد على القضاء على تدفق مهاجرين يحلمون بالوصول الى اوروبا الثرية كما سيساعد ايضا على التصدي للمعتقدات المتطرفة التي تغذي الارهاب.

 

وتسعى اسبانيا لتعزيز التعاون مع المغرب منذ تفجيرات قطارات مدريد في 11 مارس اذار عام 2004 التي تورط فيها اسلاميون متشددون وقتلت 191 . وعدد كبير ممن اعتقلوا لصلتهم بالتفجيرات مغاربة.

 

وتعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بمحاربة الارهاب والعمل على تحسين الظروف الامنية. كما قدم الشكر الى الاتحاد الاوروبي على دوره في فتح اول معبر يسيطر عليه الفلسطينيون من قطاع غزة الى العالم الخارجي.

 

وتخلف الرئيس المصري عن حضور القمة بسبب الانتخابات البرلمانية التي حقق فيها معارضون مكاسب كبيرة.

 

بينما نقل الرئيس الجزائري يوم السبت الى العاصمة الفرنسية باريس لاجراء فحوص عاجلة لجهازه الهضمي باحد المستشفيات.

 

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي اعتذر عن حضور القمة في وقت سابق بعد انهيار الائتلاف الحاكم الذي يرأسه مما يتطلب اجراء انتخابات مبكرة. وحل محل شارون في حضور القمة نائبه ايهود اولمرت.

 

واقتنع الرئيسان السوري بشار الاسد واللبناني اميل لحود بعدم الحضور بسبب تداعيات التحقيق الذي يجري حاليا في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. وكان التحقيق الدولي في اغتيال الحريري توصل الى أن عددا من كبار المسؤولين السوريين واللبنانيين كانت لهم صلة باغتيال الحريري في بيروت في 14 فبراير شباط الماضي.

 

وقال دبلوماسي عربي ان بعض الزعماء مثل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي فضلوا البقاء في بلادهم على الاستماع الى محاضرات من الاتحاد الاوروبي عن الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير.

 

وواجهت تونس انتقادات بشأن قمع الاعلام والمعارضين والمنظمات غير الحكومية وذلك خلال القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي عقدتها الامم المتحدة في العاصمة التونسية في وقت سابق من الشهر الجاري.

 

وفي شوارع برشلونة نظم الاف المعارضين للقمة مسيرتي احتجاج تحت شعار « لا لقمة رأس المال والحرب ».

 

وقال احد منظمي المسيرتين لوكالة اوروبا برس للانباء ان القمة « اجتماع للمنافقين » وان الاصلاحات الليبرالية التي يدافع عنها الاتحاد الاوروبي ستؤدي الى تفاقم الاوضاع الاقتصادية والمشاكل الاجتماعية.

 

ووفرت القمة الاورومتوسطية فرصة للقاء اسرائيلي فلسطيني حث فيه نائب رئيسي الوزراء الاسرائيلي الرئيس الفلسطيني محمود عباس على نزع سلاح حركة المقاومة الاسلامية (حماس) .

 

وقال عباس في مؤتمر صحفي انه يدرك الاهمية البالغة للامن والسيطرة عليه وان واجب السلطة الفلسطينية هو العمل على ذلك من اجل تحقيق تأثير ايجابي على عملية السلام.

 

اما مستشارة المانيا انجيلا ميركل وكانت قمة برشلونة بمثابة اول مشاركة لها على المسرح الدولي فقد سعت لطمأنة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان خلال اجتماع منفصل على ان المانيا لن تقف في طريق مفاوضات انقرة للانضمام للاتحاد الاوروبي.

 

(شارك في التغطية بول تيلور وسيباستيان اليسون)

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 27 نوفمبر 2005 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 UPP


ا

لقادة العرب يديرون ظهورهم لقمة برشلونة

 برشلونة – الأمين الأندلسي ووكالات الأنباء  

شهدت مدينة برشلونة الأسبانية اليوم الأحد 27-11-2005 افتتاح أول مؤتمر أورومتوسطي على مستوى القمة وسط غياب القادة العرب البارزين الشركاء لأوروبا، وذلك على الرغم من أن جدول أعمال القمة ينطوي على موضوعات هامة لدولهم كالإرهاب، والهجرة غير الشرعية.

 

فمن جانبه اعتذر الرئيس المصري حسني مبارك في اللحظة الأخيرة عن عدم الحضور. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن مبارك أبلغ الملك خوان كارلوس ملك أسبانيا أنه لن يتمكن من حضور القمة، وأرجعت ذلك إلى الظروف الراهنة في الشرق الأوسط.

 

وإلى جانب غياب الرئيس المصري، فقد تأكد غياب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وذلك بعد سفره المفاجئ إلى العاصمة الفرنسية باريس لإجراء فحوص طبية إثر تعرضه لمشاكل في الجهاز الهضمي، بحسب ما أعلنت الرئاسة الجزائرية.

 

كما يغيب معظم القادة العرب والمسلمين، حيث لم يذهب لحضور القمة سوى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والليبي معمر القذافي، ورئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان.

 

وكانت الجهات المنظمة قد دعت إلى جانب الأعضاء الـ25 في الاتحاد الأوروبي، السلطة الفلسطينية وتسع دول شريكة للاتحاد في حوض المتوسط وهي: تركيا والجزائر ومصر والأردن ولبنان والمغرب وسوريا وتونس و »إسرائيل »، بالإضافة إلى5 دول مراقبة أو مدعوة للشراكة، وهي بلغاريا وكرواتيا ورومانيا وليبيا وموريتانيا.

 

ومن جانبها أبرزت بعض وسائل الإعلام الأسبانية نبأ غياب القادة العرب. وقالت صحيفة « لا رازون » اليومية المحافظة: إن « العرب يديرون ظهورهم لبرشلونة ».

 

وأضافت الصحيفة أن جهودًا حثيثة بُذلت حتى ساعات قليلة من بداية أعمال المؤتمر من أجل إقناع بعض رؤساء الدول بالقدوم إلى برشلونة، غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل لأسباب لم يُعلن عنها المنظمون.

 

الإرهاب يضرب المؤتمر

 

وقالت صحيفة « إل بايس » اليومية في عنوانها الرئيسي: « تعريف الإرهاب يضرب مؤتمر برشلونة ». ورجحت الصحيفة أن تكون المحاولات البريطانية والأسبانية لتحويل المحادثات إلى الإرهاب بدلا من التنمية قد أزعجت الدول العربية الشريكة.

 

وفي الوقت نفسه قالت وسائل إعلامية أخرى في أسبانيا وفرنسا إن غياب زعماء الجنوب يعكس بشكل ملحوظ ما أسمته « خيبة الأمل » التي حملتها 10 سنوات من شراكة لم تحمل الكثير من الخير لدول الجنوب التي تزايدت الهوة الاقتصادية بينها وبين دول الشمال إلى 15 مرة، في الوقت الذي كانت لا تتجاوز 10 مرات سنة 1995، تاريخ انعقاد أول مؤتمر أورومتوسطي في برشلونة.

 

وأفاد مراسل إسلام أون لاين.نت بأن منظمي القمة أصيبوا بالإحباط؛ بسبب غياب أغلب الزعماء العرب، وكذلك بسبب تعنت إسرائيل حول الاعتراف بحق الشعوب في الدفاع عن نفسها من الاحتلال.

 

انتقادات أخرى

 

وباستثناء وسائل الإعلام تلك، فقد وجهت شخصيات عربية انتقادات أخرى للمؤتمر بينها مسئول قطاع المقاولات في المغرب حسن الشامي الذي وجه انتقادات قوية للاتحاد الأوروبي قائلا: إنه وجه اهتمامه أكثر نحو دول أوروبا الشرقية سابقا. وقال الشامي: « رحبنا بمسلسل برشلونة؛ لأننا كنا نأمل في تحديث الاقتصاد المغربي في الإطار الأوروبي، غير أنه لم يحدث شيء خلال السنوات السبع الأولى، فقد كان الأوروبيون يوجهون اهتمامهم نحو الشرق ».

 

وفي السياق نفسه انتقد وزير المالية والاقتصاد المغربي فتح الله ولعلو السير البطيء لمسلسل برشلونة، وأن ما حققه لم يكن في مستوى الطموحات، إلا أنه أشار إلى أن السنوات الثلاث الأخيرة شهدت بعض التحرك.

 

مؤتمر مهم

 

ويأتي الغياب العربي في الوقت الذي يهدف فيه المؤتمر -الذي ينعقد على مدى يومين- إلى إعطاء دفعة لعملية برشلونة « الشراكة الأوروبية المتوسطية » التي أُطلقت في 1995 لتجعل من منطقة المتوسط « منطقة سلام وازدهار ». وترتكز أعمال القمة على موضوعين رئيسيين هما: الإرهاب الدولي، وموجة الهجرة القادمة من الجنوب.

 

كما يأتي غياب التمثيل العربي في الوقت الذي شددت فيه لندن -التي تتولى الرئاسة الحالية للاتحاد الأوروبي- على أن القمة يجب أن تشكل « تاريخا أساسيا في مكافحة الإرهاب ».  

كما أعلنت مدريد من جهتها أنها تنتظر قرارات ملموسة حول السيطرة على الهجرة غير الشرعية التي تتدفق عليها من دول جنوب الصحراء، وأنها ستقدم مساعدات مالية إلى الدول التي تنطلق منها الهجرة أو تمر بها.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 27 نوفمبر 2005)

   UPP


يحدث في ألمانيا
 مهاجر تونسي ذاق الأمرين من زوجته الألمانية

-كان يعمل طوال 20 ساعة يوميا في اسطبل للخيول ولا يتسلم حتى مصروف «الجيب»

-عندما أعلمها بقراره العودة الى تونس سجنته في غرفة وحرمته من الأكل طوال 4 أيام

 

الاسبوعي – القسم القضائي

 

رنّ جرس الهاتف ذات صباح من الاسبوع المنقضي في مكاتبنا ومباشرة بدأ الطرف المقابل يسرد مشكلته أنا مواطن تونسي تعرضت لمظلمة في ألمانيا وأريد نشرها للرأي العام.. إني الشاب التونسي محمد أنور الوحيشي (من مواليد 26 ديسمبر 1983) وراح يسرد تفاصيل التجربة التي قد لا ينساها والتي عاشها بمدينة «ديسلدورف» الالمانية على امتداد 33 يوما.. تحدث أنور عن مأساته، عن حلمه الذي لم يتحقق.. عن خيبة أمله.. عن العنصرية وعن اشياء أخرى تعرّض لها وأرغمته على العودة الى حضن عائلته باحدى مدن الساحل  حيث الحنان والدفء وراحة البال.

 

لقاء وتعارف

 

قال أنور وهو يحاول اختزال  الكلمات: «أنا شاب تونسي كنت أعمل منشطا بإحدى المؤسسات السياحية بمدينة سوسة وصادف يوما أن تعرفت فيه على فتاة  أعلمتني انها ألمانية فتوطدت العلاقة بيننا وقررنا عقد قراننا وهو ما حصل  فعلا.

 

ويضيف محدثنا: «لقد تم عقد القران يوم 28 مارس الفارط ثم سافرت زوجتي الى بلدها لإعداد  بعض الوثائق كما رحت بدوري الى الجهات المختصة لاستخراج كل الوثائق التي تخول لي السفر الى ألمانيا حتى تمكنت من الحصول على  تأشيرة  الدخول الى التراب الالماني.

 

المنعرج

 

ويواصل أنور سرد معاناته قائلا:« بعد حصولي على كل الوثائق  سافرت إلى ألمانيا حيث  كانت زوجتي في استقبالي بمطار «ديسلدورف» ثم توجهنا الى مدينة «دهلدن» حيث مقر إقامتها الجديد ولئن كانت تعاملني بطريقة عادية وتحترمني فإنها سرعان ما تغيرت طباعها  نحوي» ويضيف أنور:« في اليوم الثاني رافقتها الى مكان لسباق الخيل حيث تابعنا أحد السباقات واعلمتني حينها بضرورة مشاركتي فيها خاصة أن وزني يساعدني على  ان أكون «جوكير» في هذه اللعبة فرحبت بالفكرة ولكن في اليوم  الموالي (الثالث) اصطحبتني على الساعة الخامسة صباحا الى اسطبل للخيول واعلمتني  ان لها به أربعة خيول وعلي العناية بها ثم اعلمني أخرون بضرورة العناية بخيولهم ايضا بمقابل فكان المنعرج الذي قلب حياتي رأسا على عقب».

 

أعمل 20 ساعة في اليوم

 

بكى حينها أنور وهو يسرد تفاصيل مأساته  على الهاتف ثم صمت طويلا قبل أن يطلق تنهيدة من الاعماق ويواصل حديثه بالقول:«  لقد كنت اعمل طوال 20 ساعة  في اليوم بالاسطبل، اعتني بالخيول وانظف المكان  ولا أتناول سوى وجبة واحدة ولا أتسلم حتى «مصروف الجيب» اذ كانت زوجتي  تتسلم المال من أصحاب الخيول وتخفيه حتى مللت هذا الوضع واعلمت زوجتي  بذلك وصارحتها بقراري العودة الى تونس».  

سجنتني في غرفة

 

أنور الذي ألمه  ما حصل له أكد أن زوجته الألمانية رفضت قراره وهنا يقول: لقد رفضت ذلك رفضا قاطعا وعمدت الى تمزيق وثيقة عقد القران وأخفت جواز سفري قبل أن تستغل  وجودي بإحدى الغرف وتغلق بابها». وبألم شديد قال :«لقد حبستني في تلك الغرفة طوال أربعة أيام وبقيت بلا أكل ولا شراب حتى قررت «العفو عني» ومباشرة اصطحبتني في اليوم الخامس الى المطار حيث امتطيت الطائرة  المتوجهة الى تونس  التي عدت اليها  محطما  معنويا  وفي حالة نفسية صعبة جدا». ويختم أنور المكالمة  بالقول: «إن زوجتي تزوجتني لأكون مجرد أداة لكسب المال لها وسأرسل لكم كل الوثائق التي تؤيد ما صرحت به».

 

ملاحظة:« لقد أرسل  لنا المهاجر التونسي فاكسا يتكون من خمس صفحات بتاريخ 23 نوفمبر يحوصل كل ما جرى له في المهجر من بينها صفحة تتعلق  برسالة بعث الى الجهات المختصة وأكيد أن هذا الموضوع سيشهد عدة تطورات.

 

(المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي الصادرة يوم 28 نوفمبر 2005)

 UPP


تونسي يشوه وجه زوجته بسبب عجرفتها

  تونس ـ أ ف ب: ذكرت الصحيفة التونسية الناطقة باللغة الفرنسية لو كوتيديان دو تونيس ان استاذا جامعيا تونسيا أودع السجن بعد اتهامه بتشويه وجه زوجته بواسطة سكين لانه اعتبر ان تصرفها متعجرف جدا.

 وحاول المتهم الذي لم يكشف عن هويته تبرير فعلته بالحديث عن عناد زوجته وطبعها السيئ ، واصفا اياها بانها أحدي أولئك النساء اللواتي يتمسكن باستقلاليتهن .

 

وكانت المرأة نائمة في الصالون حين عاد زوجها ثملاً الي المنزل وسألها عن اسباب رفضها مشاركته السرير الزوجي، ظنا منه انها تخونه.

 

وذكرت الصحيفة انه بعد ان تصاعدت حدة النقاش، تناول الزوج الذي امتلكه الغضب سكينا من المطبخ وقام بطعنها عدة مرات في وجهها مما ادي الي تشويهها.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 28 نوفمبر 2005) 

 UPP


 

نقل اليه بعد اضطراب في الجهاز الهضمي ومضاعفات قلبية…

بوتفليقة في مستشفى باريسي حاله الصحية الى تحسن
الجزائر , باريس – محمد مقدم

 

أفادت مصادر جزائرية مطلعة أن الحال الصحية للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة شهدت امس تحسناً ملموساً، بعدما كان نقل السبت على جناح السرعة إلى المستشفى العسكري الفرنسي «فال دو غراس» في باريس لتلقي الإسعافات الضرورية.

 

وقالت المصادر لـ «الحياة»، أمس، إن «صحة الرئيس في تحسن مستمر»، مشيرة إلى أنه سيخضع في مرحلة ثانية إلى «فحوص معمقة لتحديد سبب الاضطرابات التي عرفها جهازه الهضمي، والتي تسببت في تردي وضعه الصحي بشكل مفاجئ». واوضحت أن الاضطرابات في الجهاز الهضمي للرئيس سببت له مضاعفات قلبية عقدت وضعه الصحي، مما تطلب نقله إلى باريس لتلقي العلاج الضروري، مؤكدة انه تم تجاوز هذه المضاعفات بعد علاج اولي في باريس.  

وكان من المقرر ان يلتقي بوتفليقة نظيره الفرنسي جاك شيراك على هامش القمة الاوروبية – المتوسطية التي بدأت امس في برشلونة. لكن توعك الرئيس الجزائري حال دون مشاركته في القمة. وقالت مصادر فرنسية لـ «الحياة» ان شيراك سيلتقي بوتفليقة فور عودته من برشلونة الى باريس.

 

وكان بيان للرئاسة الجزائرية اوضح في ساعة متقدمة ليل اول من امس أن بوتفليقة أجرى، السبت، فحصا طبيا في المستشفى العسكري «عين النعجة» في العاصمة الجزائرية «إثـر اضطرابات في الجهاز الهضمي. وبتوجيه من الأطباء الذين فحصوه، انتقل رئيس الجمهورية يوم السبت إلى باريس لإجراء فحص طبي معمق». وأكد الأطباء الذين تولوا متابعة وضعه الصحي أن «حاله الصحية لا تبعث على القلق». وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها رسميا عن انتقال بوتفليقة إلى الخارج للعلاج منذ توليه الحكم العام 1999، علما انه عانى سابقا من قصور كلوي وتماثل للشفاء بعد علاج طويل.

 

وجرت العادة أن تكشف السلطات الجزائرية الوضع الصحي للرؤساء عندما يصابون بعارض صحي، مثلما حدث مع الرئيس السابق اليمين زروال العام 1998 عنما أصيب بجلطة دموية في ساقه اليمنى مما تطلب نقله على جناح السرعة للعلاج في سويسرا.

 

وبدا بوتفليقة خلال اطلالاته الرسمية اخيرا شاحب اللون، مما أثار تعليقات الصحف المحلية، خصوصا خلال افتتاحه السنة القضائية الجديدة قبل أسبوع إذ كانت مظاهر التعب بادية على وجهه. يذكر ان وزير الداخلية والرجل القوي في الحكومة يزيد زرهوني يمضي فترة نقاهة في باريس بعدما أجرى قبل شهر تقريبا عملية ناجحة لزراعة الكلى في المستشفى الأميركي في العاصمة الفرنسية.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 28 نوفمبر 2005)

 UPP


« قدس برس » تخترق الحصار على حديثة وترصد واقعها الصعب ..
 سياسة « الأرض المحروقة » تحول المدينة إلى خراب .. وجثث لا تزال تحت الأنقاض
 حديثة (العراق) – خدمة قدس برس

 

عندما تتجه إلى الغرب من بغداد، وتروم الذهاب إلى محافظة الأنبار المترامية الأطراف، فإن أهم ما يلفت انتباهك هو ذلك الحشد العسكري الأمريكي المنتشر على جميع مداخل ومخارج المحافظة، بل إن حدسك لن يخطئ إذا ما خمن بأن ثلاثة أرباع القوات الأمريكية موجودة هنا، ولهذا ما يبرره كما يقول محللون، فالمحافظة صارت شوكة في حلق « الثور » الأمريكي الهائج، ومعظم أعمال المقاومة تتم على أرضها.

 

« حديثة » الواقعة في أعالي حوض الفرات غربا، تعد واحدة من مدن الأنبار الصغيرة، من حيث مساحتها، ونهر الفرات يقسم المدينة إلى قسمين، يربط جسران بينهما، طالما اعتمد عليهما الناس في تدبير أمورهم الحياتية، لكن العمليات العسكرية الواسعة النطاق، التي نفذتها قوات الاحتلال الأمريكي، جعلت من الجسرين أثرا بعد عين.

 

وقد تمكنت وكالة « قدس برس » من الدخول إلى منطقة « بروانه » في حديثة، التي تعذر وصولنا إلى مركزها الرئيسي، بسبب الحصار المفروض عليها من قبل القوات الأمريكية منذ عدة أسابيع. والتقى موفد الوكالة مع أهالي المدينة، وشاهد آثار العمليات الأمريكية فيها، واستمع إلى قصص مرعبة عما حل بهذه المدينة، التي كانت يوما ما وادعة.

 

إذ يقول جمعة الحديثي، وهو أحد سكان منطقة بروانة « في أول يوم من أيام شهر رمضان في 5 تشرين أول (أكتوبر) 2005، بدأت القوات الأمريكية عملياتها الواسعة، التي أطلقت عليها بوابة النهر.. لم أشهد في حياتي قوات بهذا الحجم، ولا قصفا بمثل هذه الكثافة!!، كانوا يقصفون كل شيء، سارعوا بقصف الجسرين، الأمر الذي أدى إلى تدهور الأوضاع بشكل كبير، فمستشفى حديثة يقع في الجانب الآخر، مما اضطرنا إلى الاستعانة بالقوارب النهرية، ولكنه وللأسف حتى هذه لم تسلم من الأمريكان، الذين قاموا بقصفها أو ثقبها ».

 

ويتابع جمعة حديثه قائلا « أحد الجيران كان يعاني من احتصار وآلم حاد في جهاز البول، ذهب إلى المضمد القريب فأعطاه علاجا مؤقتا، على أمل أن يصل المستشفى، غير أنه لم يعش طويلا، ومات بعد يومين، بسبب عدم تمكنه من الوصول إلى الضفة الأخرى ».

 

 

مدينة تحت الأنقاض!

 

عند دخولنا المدينة شاهدنا على امتداد الشوارع والأزقة الكثير من البنايات وقد سويت بالأرض تماما، وأكد لنا أغلب الأهالي، الذين قابلناهم، أن القوات الأمريكية استخدمت أسلوب الأرض المحروقة في حربها على المدينة الصغيرة. وأوضحوا أن هذه القوات كانت تعلن عبر مكبرات الصوت أنها سوف تقوم بقصف وتدمير ما مساحته 100 متر مربع في أي منطقة تتعرض فيها دورياتها إلى الهجوم.

 

ويتهم جمعة الحديثي القوات الأمريكية بارتكابها « جرائم بشعة في حديثة »، بسبب سياستها الحربية تلك، إذ يقول: « قبل أسبوع انفجر لغم أرضي في الحي العسكري، دمر عربة همفي، قتل فيها جنرال أمريكي كبير، وبعد ذلك وأثناء توجه قوة أخرى إلى المنطقة، انفجر لغم أرضي ثان، فقامت بتفتيش ومداهمة عدد من المنازل القريبة، غير أنها لم تكتف بذلك، بل قامت بعد خروجها من تلك المنازل، بإلقاء عدد من القنابل، الأمر الذي أدى إلى مقتل أربعة عائلات كاملة في أربع منازل، بينهم نساء وأطفال وشيوخ » ويضيف أنه « إمعانا في التنكيل، قامت تلك القوات بجمع أشلاء الضحايا، ورميها في حديقة مستشفى حديثة، وهذا بشهادة أطباء يعملون في المستشفى، الذين شاهدوا أشلاء وبقايا، نحو أربعين جثة ».

 

« التنكيل الأمريكي » كما يصفه الحديثي، وهو ضابط سابق في الجيش العراقي، لم يقف عند هذا الحد، « فقد عمدت تلك القوات إلى قتل خمسة مدنيين من طلبة المعهد التقني، كانوا في طريقهم إلى المعهد، إذ أوقفتهم عند أحد حواجز التفتيش، وطلبت منهم الانبطاح على الأرض، من أجل تفتيشهم، وقامت بعدها بإطلاق النار عليهم، وهم على الأرض، وبينهم شقيقين ».

 

سياسة « الأرض المحروقة » هذه، أحالت المدينة إلى ما يشبه الركام، فالقصف استهدف عددا كبيرا من مساكنها، وأدى إلى مقتل العشرات من المدنيين، لا يزال بعضهم تحت الأنقاض، ولم تتمكن فرق الإنقاذ من استخراجهم، بسبب حظر التجوال المفروض على حركة السيارات، إلى جانب حظر التجوال الذي يبدأ منذ الساعة السادسة مساء يوميا، وحتى الساعة الثامنة صباحا.

 

لا مدارس ولا تعليم.. وجنود يرقصون فوق الجثث!!

 

على الرغم من أن العام الدراسي في العراق بدأ منذ ما يزيد على شهرين، وأن المدارس في أغلب المدن الأخرى تستعد لامتحانات نصف السنة، إلا أن مدينة حديثة المحاصرة لا يزال تلاميذها يترقبون بشغف عودتهم للمدارس.

 

تقول « أم محمد »، وهي معلمة في إحدى في مدارس براونة « أوضاعنا صعبة جدا، وقد أدى الحصار إلى إغلاق المدارس.. طلبة المدارس والمعاهد والكليات، الذين يدرسون خارج المدينة، لم يتمكنوا، بعد نسف الجسرين الرئيسين من الالتحاق بكلياتهم، ومن يريد منهم الوصول إلى معهده، فسوف يضطر للسير على الأقدام مسافة 10 كم يوميا، من أجل أن يصل إلى كراج « الخفاجية »، ليتنقل بعد ذلك إلى محافظة الأنبار ».

 

المدينة التي تعيش منذ اليوم الأول في رمضان، حصارا شديد الوطأة، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة، والعمليات العسكرية، التي تستهدف كل شيء، غابت عنها تماما وسائل الإعلام، التي لم تتمكن من دخولها، حسب قول أحد المسنين، رفض الكشف عن هويته، مؤكدا لنا بأن وكالة « قدس برس » هي أول وسيلة إعلامية يقابلها.

 

ويقول المسن العراقي « نحن أول مرة نقابل فيها وسيلة إعلام هنا.. ولو أن هناك وسائل إعلام لما تمكن الجيش الأمريكي من القيام بعملياته الوحشية تلك.. وما كان ليقتل الأبرياء بدم بارد.. وينتهك حرمة الشهر الفضيل! ». وعندما سألناه هل حقا حصل شيء من ذلك؟ أطرق الشيخ وقال لنا والعبرة تخنقه « لقد قام الجنود بعمليات قتل بشعة، بل إن بعضهم شاهدناهم وهم يضحكون فوق جثث الموتى المدنيين، وما سمعتموه من قصص لا يعبر إلا عن القليل، فما حصل أبشع من ذلك بكثير! »، على حد قوله.

 

وأضاف الشيخ « لقد منعوا الاتصالات بجميع أشكالها، فمنذ اليوم الأول من شهر رمضان ونحن نعيش بلا أي اتصال، والسبب معروف حتى لا ينفضحوا، وحتى تتصرف قواتهم بعيدا عن أعين العالم والإعلام.. ما جرى في حديثة يفوق الوصف، نحن نسألهم متى ستنتهي عملية بوابة النهر؟ فيقولون لا نعلم!! ».

 

في عراق ما قبل الاحتلال، كانت المناطق الواقعة في أعالي الفرات والتي تضم حديثة، وهيت، وراوة، وعانة، والقائم، وكبيسة، والوس، وغيرها من النواحي والمدن الصغيرة، تعد منجما ذهبيا بشريا، يغذي العراق بأكمله، فليس هناك من منطقة، كما يقول أعيان المدينة، خرجت أطباء، ومهندسين، وعلماء، وأساتذة، وخبراء في مختلف التخصصات مثل هذه المدن، لكن اليوم وكما يقول مراقبون، فإن « الديمقراطية الأمريكية » قد حولت تلك الأماكن إلى مقابر، وأهلها إلى أشباح داخل مقبرة كبيرة اسمها حديثة.

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 27 نوفمبر 2005)

 UPP


ماذا يقرأ العرب.. أو لماذا لا يقرأون أصلاً!

خالد الحروب

 

أمة «اقرأ» ما عادت تقرأ، والمقولة الملعونة التي أطلقها يوما موشيه دايان أحد رموز إسرائيل العسكريين والذي قاد جيشها في حرب 1967 من أن العرب لا يقرأون، تبدو كأنها «لعنة فرعونية» لا تريد أن تغادر ظهرانينا. والكتاب الذي تغنى به شاعر العرب ومتنبي بلاغتهم ووصفه بأنه خير جليس وقارن رفعته برفعة الإسراج فوق ظهر الخيل، صار آخر من يُجالس. والاهتمام بالكتاب، إن من الحكومات، أو الهئيات التعليمية، أو وسائل الإعلام، يأتي في أدنى سلم الأولويات، هذا أن تمكن من الوصول إليها أصلا. والإحصاءات المتوافرة التي تقول لنا عن نسب الكتب المنشورة في العالم العربي مخجلة. ونوعية الكتب الرائجة مخجلة أكثر وأكثر، فهي تتراوح بين كتب السحر والشعوذة والمدعية بالدين.

 

في معرض فرانكفورت للكتاب الدولي قبل أسابيع وفي ندوة مهمة عن «ماذا يقرأ العرب»، أعلن عن نتائج المرحلة الأولى لأول مسح ميداني أجرى في العالم العربي عن الأنماط القرائية في البلدان العربية، شمل دول المغرب، ومصر، والسعودية، وتونس، ولبنان، فيما تشمل المرحلة الثانية أربعة بلدان عربية أخرى، وفي كل بلد من هذه البلدان تم استجواب عينة من ألف شخص,. المسح تم بدعم من مؤسسة Next page ومقرها في بلغاريا. نتائج هذا المسح صادمة، وهي إذ تؤكد ما يتوقعه كثيرون فإن أهميتها تكمن في أنها تدعم تلك التوقعات بالأرقام والإحصاءات. هذا المسح فريد وغير مسبوق في نوعه، ويستحق كل الإشادة. فهو من ناحية التركيز على الموضوع، ومن ناحية اتساع نطاق تغطيته، ومنهجيته يعتبر رياديا. المؤسسة المشرفة على المسح أوروبية، وهي في الأصل كانت مهتمة بدعم الثقافة ونشر الكتب في أوروبا الشرقية خلال حقبة العهد الاشتراكي، لمحاولة كسر احتكار الأنظمة الشمولية للثقافة آنذاك. أما وقد انهارت تلك الأنظمة ولم تعد هناك موانع لانسياب كل أنواع الثقافة في تلك المجتمعات، فإن هذه المنظمة واعتمادا على نتائج تقارير التنمية الإنسانية العربية التي أشارت إلى ضعف إنتاج ونشر وترجمة الكتب في العالم العربي، فإنها صارت تولي اهتماماً خاصا بدعم الكتاب العربي.

 

في البداية ولغايات تعريف معنى القراءة فإن المسح يعتمد تعريف موسع «القراءة» فيعتبرها تتضمن الكتب، والمجلات، والصحف، ومواقع الإنترنت. والكتب نفسها تتضمن المقررات الدراسية لمن هم في مراحل الدراسة سواء الجامعية أو ما قبلها إلى جانب الكتب العادية. ورغم ما قد يتصف به هذا التعريف الفضفاض من سيولة، فإنه من الصعوبة بمكان انتقاده وإيجاد تعريف أكثر اختصارا أو أكثر تحديداً. وفي البداية أيضا فإن المسح يركز بالطبع على من يستطيعون القراءة، أي غير الأميين، وحيث إن نسب الأمية ترتفع في بعض البلدان العربية إلى تقريبا نصف السكان (كما في مصر والمغرب) فإن ذلك يعني أن ضحالة نسب القراءة تأخذ أبعادا مأساوية، حيث إن تلك النسب تقول إن من يستطيعون القراءة لا يقرأون أيضاً، ويتساوون مع الأميين في تلك «الميزة»!

 

لا يمكن إستعراض النتائج التي خلص إليها المسح لاتساعها وكثافتها بشكل عام، لكن يمكن إبداء بعض الملاحظات العامة التي تفيد في الإشارة إلى المسح وأهميته. الملاحظة الأولى هي أن الوقت المخصص للقراءة لمن يستطيعون القراءة هو بالكاد وقت يذكر، إذ أجاب ما بين 50% إلى 60% أنهم يخصصون نصف ساعة أو أقل للقراءة كل يوم (بما في ذلك طبعاً قراءة الصحف والمجلات والأنترنت). الملاحظة الثانية والتي تضاعف من كارثية نتائج الملاحظة الأولى هي المبالغة في الادعاء بممارسة القراءة. ففي مصر مثلاً نسبة من يقرأون من ضمن الشريحة القادرة على القراءة (غير الأميين) تبلغ، بحسب المسح 88% بينما في العربية السعودية تبلغ 94%، وهي نسب عالية فعلاً. فمن الواضح أن المستجوبين يريدون أن يقولوا أو أن يتباهوا بأنهم يقرأون، حتى وإن لم يفعلوا ذلك. لكن المسح، أو على الأقل ما تم الإعلان عنه حتى الآن لم يكشف عن أية إجراءات أو معالجات منهجية للتعامل مع هذه المبالغة. وفي مصر أجاب 60% من المستجوبين أنهم يخصصون من ساعة إلى ساعتين يومياً للقراءة، وفي المغرب كانت النسبة المناظرة 61%. 

أما الملاحظة الثانية فهي أن تقطع القراءة وإنخفاض المستويات هو في البلدان الأكثر حداثة من ناحية ثقافية واجتماعية وانفتاحية (وليس بالضرورة سياسيا). ففي تونس ولبنان تقل نسب القراءة بشكل لافت، مقارنة بمجتمعات محافظة مثل السعودية ومصر. وتفسير ذلك ربما يعود إلى توفر وسائل ترفيه أخرى منافسة للقراءة، وبما يتيح للشرائح المختلفة وخاصة الشبابية التي تمثل النسبة الأعلى في كل تلك المجتمعات أن تولي اهتمامها لمناح أخرى غير القراءة. لكن الخلاصة المثيرة هنا، وإن كان يجب أخذها بتأن وحذر، تشير إلى زيادة الانفتاح الثقافي والإجتماعي لا تقود إلى تقريب الناس من الكتب وتعميق وعيهم الثقافي بالتالي. والملاحظة الثالثة هي أن أكثر الكتب قراءة ورواجا هي الكتب الدينية، ففي مصر تصل نسبة قراءة هذه الكتب إلى 84.6% وفي السعودية 64% وفي المغرب 40%. والملاحظ أن النسبة الأعلى هي في مصر. أما في لبنان فنسبة قراءة الكتب الدينية هي 23.9% عموماً، ونسبة قراءة القرآن 9.1%، لكن يجب الأخذ بالاعتبار أن نصف عدد السكان مسيحيون وبالتالي فإن إنخفاض نسبة قراءة القرآن متوقعة.

 

الملاحظة الرابعة تتعلق بنسب استخدام الإنترنت، وهي فضائحية بدورها. فإلى جانب انخفاضها البارز، ضمن الشريحة التي تستطيع القراءة، مثلاً في مصر 21% من نسبة القراء، فإن الشيء اللافت هو أن تلك القراءة في معظمها هي «دردشة» على الإنترنت أكثر منها قراءة حقيقية. الملاحظة الخامسة، المثيرة بدورها أيضاً، هي نسبة قراء « الكرتون »! ففي تونس أجاب 40% أن أكثر ما يطالعونه هو الكرتون. ويمكن أن يعني انعدام وجود كتب جذابة أو تناقش مواضيع سياسية أو غير سياسية لكن لها علاقة بالمشكلات المعاصرة. ويشير المسح أيضا إلى أن نسبة عالية من المستجوبين قالت إن عدم توفر كتب ذات تنوع أو موضوعات تلاقي اهتماماتهم هو أحد أسباب العزوف عن القراءة.

 

الملاحظة الأخيرة هي أن المسح لا يقول لنا أي الكتب أكثرها مبيعاً؟ فالأجابات عن السؤال الخاص بهذا الموضوع تباينت إلى درجة لم يكن بالإمكان بسببها رصد أي الكتب أو المؤلفين أكثر إقبالاً. فمثلاً لم نعرف شيئا عن أحلام مستغانمي وعبد الرحمن منيف في الرواية، وعن محمود درويش ونزار قباني في الشعر، ومحمد حسنين هيكل في السياسة، ومحمد عابد الجابري في الفكر، لكن عرفنا أن الكتب التي تتعلق بالأفلام السينمائية أو الفنانين تلقى رواجاً نسبياً ملحوظاً. ما يتضمنه المسح أكثر بكثير مما ورد في هذه العجالة التي أرادت أن تعرف به إلى القراء العرب وحسب.

 

(المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 23 نوفمبر 2005)

 UPP


المنظمات غير الحكومية «ثرثرة» على أنغام المبادرات الخارجية

نظام مارديني (*)       

 

اتسع نطاق ظاهرة تلقي المنظمات غير الحكومية المسماة «منظمات المجتمع المدني» لتمويل أجنبي منذ مطلع التسعينات، وهو ما أثار جدلاً لم يتوقف. فالمدافعون عن تلقي التمويل الاجنبي يجادلون بأنه اعطى دفعة قوية للحريات العامة واحترام حقوق الانسان، ويتساءلون اذا كانت الحكومات تتلقى التمويل، فلماذا يحرم ذلك على الأفراد والمنظمات غير الحكومية؟

 

لا مراء في ان الاصلاح السياسي الذي تريده مجتمعاتنا يأتي من الداخل، وما من ضير في الاستفادة من الخبرات والتجارب التي سبقتنا، غير انه لا ينبغي الخلط بين الاستفادة من تجارب الآخرين وأهدافهم والحذر من تنفيذ الاهداف السياسية للتمويل الاجنبي.

 

فالتعرض لنشاطات بعض المنظمات المعنية بحقوق الانسان في منطقتنا، والتي تتلقى تمويلاً من الخارج، سيظهر انحرافات واضحة عما سبق ان اعلنته من رفض لأي أجندة خارجية تتعارض مع المصالح الوطنية. اذ اخذ بعضها يركز على قضايا لا تحظى بدعم مجتمعي، بقدر ما تعبر عن اعتبارات قائمة في بلدان تختلف طرز معيشتها وطرائق تفكيرها.

 

وفي هذا الشأن فإن الادارة الاميركية، لم تخف يوماً ان لديها خططاً وموازنات لتنفيذ ما يسمى بـ «استراتيجية الحرية» في كل من الدول العربية، وهي تتضمن برامج لدعم الاصلاح الذي تدعو اليه منظمات المجتمع المدني في المنطقة.

 

وغالباً ما يجري التعاطي في الكثير من وسائل الاعلام في بلادنا مع مسألة الدعم الخارجي المالي للمنظمات غير الحكومية، بتبسيط، يحيل المسألة برمتها الى «التآمر» من قبل اطراف خارجية خصوصاً بهدف تطويع النظم السياسية والدول والمجتمعات. وهناك من يقول ان عملية «فك» و «تركيب» هيكلية تجرى لمجتمعات المنطقة عبر هذه العملية لترضى بالتبعية وتتخلى عن طروحاتها الوطنية السياسية والاجتماعية، وتلتحق من دون نقاش، بمتطلبات «العولمة الرأسمالية» في نسختها «الليبرالية». وفي هذا السياق يمكن الحديث ايضاً عن ازاحة أي عوائق «وطنية» (مثل قضية الصراع العربي – الاسرائيلي) من الطريق. فالأساس هو اصلاح أمر هذه الدول والمجتمعات لتنسجم مع العصر الذي تخلفت عن قيمه ومتطلباته. الامر بالتأكيد ليس مؤامرة، وان كان التمويل الخارجي لعمليات «الاصلاح» المحكي عنها عبر «القاعدة المجتمعية» جارياً على قدم وساق. ولكن هذا أمر مرتبط اولاً بمظاهر العولمة التي زادت الى حد كبير الاهمية النسبية لدور المنظمات غير الحكومية في الشأن الدولي. والمسألة ليست حكراً على الولايات المتحدة التي تخصص منذ عام 1995 نحو 40 في المئة (على الأقل) من مساعداتها الخارجية للمنظمات غير الحكومية في أنحاء العالم، بل ان الأمم المتحدة اتجهت الى إدماج هذه المنظمات في اسلوب ادارتها للشأن الدولي، وكثفت حضورها في كل مؤتمراتها الدولية (الاسكان، المرأة، التنمية، الفقر، البيئة… الخ). كما يلاحظ اعطاء الشرعية الدولية لهذه المنظمات من خلال تبنيها من قبل المؤسسات المالية الكبرى للنظام الدولي (مؤسسات التمويل الدولية كالصندوق والبنك الدوليين). ولكن ماذا عن مناهضي العولمة، وهي تسمية تطلق اساساً على الحجم الهائل من منظمات المجتمع المدني (غير الحكومية) التي اشتهرت منذ ان ولدت في سياتل في تشرين الثاني (نوفمبر) 1999 في مواجهة الاجتماع الوزاري الثالث لمنظمة التجارة العالمية، وانطلقت بعد ذلك ليسمع باسمها في «مواجهة مؤسسات العولمة المتوحشة» وعلى رأسها منظمة التجارة العالمية ومنتدى دافوس واجتماعات البنك وصندوق النقد الدوليين.

 

وعلى «يسار» الحركة المناهضة للعولمة (وهي بالأحرى حركات معارضة انتجتها العولمة في مواجهة الليبرالية المتوحشة المعولمة تحديداً) ثمة من يثير مسألة «التمويل الاجنبي» للمنظمات غير الحكومية «لاستئناسها». وقد عقد على هامش المنتدى الاجتماعي العالمي الرابع في بومباي ما عرف باسم منتدى «مقاومة بومباي 2004» الذي اصدر كتاباً عن دور منظمات التمويل الدولية في تمويل المنتدى الاجتماعي والمنظمات غير الحكومية المشاركة في انشطته. و «المنتدى» الذي لا يحدد بوضوح موازناته، يحدد بعض مموليه على موقعه على شبكة الانترنت، مثل صندوق الحقوق الديموقراطية التابع لوزارة الخارجية الكندية، ومؤسسة «فورد فونديشن» الرأسمالية الاحتكارية الكبرى.

 

وهناك جانب خفي آخر للتمويل يتعلق بصراعات القوى الكبرى. فمن المنظمات الحكومية الكبرى التي أسست المنتدى الاجتماعي العالمي، منظمة «أتاك» التي أسست في فرنسا عام 1998 وصار لها فروع في 36 بلداً من بينها دول عربية. وممثلو هذه المنظمة هم من أبرز قادة المنتدى الداعين الى أنسنة العولمة. وهذه المنظمة تتلقى الدعم من الحكومات الاوروبية فقط لدعم دورها في مناهضة «العولمة الاميركية» و «الهيمنة الاميركية» خدمة للسياسة الرسمية الاوروبية التي تريد حصتها من الغنيمة، فترفض «الانفراد» الاميركي بالسياسة العالمة. وهذا كله على ذمة «مقاومة مومباي».

 

عندما اعترضت فرنسا في «سي ايلاند» وتراجعت واشنطن، عن مشروع «صندوق تطوير الديموقراطية في الشرق الاوسط بهدف زيادة فرص العمل في المنظمة ودعم المنظمات غير الحكومية»، تبين لواشنطن يومها ان الكثير من افكارها المطروحة موجودة وتطبق بالفعل في اطار الاتحاد الاوروبي، خصوصاً في ما يتعلق بالإصلاح الاقتصادي والعلاقات التجارية بين دول المنطقة والاتحاد الاوروبي. الذي يدعم عبر شراكته مع دول الشرق الاوسط الاعمال الصغيرة والمنظمات غير الحكومية.

 

وفي منتدى المستقبل الاول الذي عقد في الرباط العام 2004، كان ثمة خلاف اميركي – اوروبي حول انشاء صندوق لمبادرة الشرق الاوسط الكبير. وبدا مرة اخرى ان واشنطن تتراجع، لكن هذه ليست الحقيقة فقط. ففي المنافسة على المنطقة لا يملك الاوروبيون سوى الكثير من الثرثرة والقليل من الفعل قياساً بالأميركيين. وربما لهذا السبب تحديداً تعجب الحكومات الرسمية بالموقف الاوروبي المعارض للتوجهات الاميركية التي تتحدث عن «الاصلاح» وهذه ايضاً لها «نفاقها الخاص».

 

وثمة مثال آخر حول «الاصلاحيين الجدد» في بلادنا الذين يرقصون على انغام المبادرات الخارجية «ويراهنون على الدور الاميركي او العامل الخارجي في احداث الاصلاح وتسريع وتيرته». فالمنظمات غير الحكومية التي رحبت بالمشروعات الاصلاحية القادمة من الخارج، ولم يفتها ايضاً الحديث عن ان «فكرة الاصلاح ينبغي ان تكون من داخل العالم العربي»، تكتفي بـ «الوعظ الاخلاقي» وبالكثير من العبارات الطنانة». وثمة مثال على ذلك كله هو مؤتمر «قضايا الاصلاح العربي: الرؤية والتنفيذ» الذي عقد في مكتبة الاسكندرية في آذار (مارس) 2004، رداً على «المبادرة الاميركية للشرق الاوسط الكبير»، اذ اعدت الورقة الرئيسة للمؤتمر على عجل، وضبط ايقاع مناقشات المؤتمر في المحاور الأربعة: السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية، بآلية حرص المشرفون على اللقاء بواسطتها ألا يتجاوز النقاش في المؤتمر حدوداً مرسومة.

 

ويلاحظ «رفع سقف الاستحقاقات المطلوبة (مثل تعديل الدساتير العربية والغاء قوانين الطوارئ وتطوير نمط العلاقات الأسرية) في مقابل تشديد في مواضع مختلفة على «الشراكة بين الحكومات العربية وحركات المجتمع المدني كقوة الدافع الأساسية للإصلاح في بلادنا». أي ان المثقف العربي الذي لا يملك سوى رفض التدخل من الخارج كمفتاح اوحد للتغيير، لا يجد إلا تمني اصلاح الدولة من خلال الدولة ذاتها، فيتحدث عن «شراكة» الاصلاح بين الحكومات والمجتمع المدني، من دون ان تحدد «وثيقة الاسكندرية» شروط هذه الشراكة وميثاقها الأخلاقي.

 

وباختصار ثمة خطاب نخبوي اعتذاري، يشارك في الحديث عن «الخصوصية» و «التفرد الثقافي» و «ضرورة معالجة الصراع العربي – الاسرائيلي» لكنه لا يفعل شيئاً.  

ان الاصلاح الاميركي والاوروبي مثل مشروع «فيشر» هي مشروعات للفك واعادة التركيب في المنطقة، والمثال هو «الحال العراقية» حيث يجرى تفكيك الدولة والمجتمع وإعادة تشكيلهما سياسياً واستراتيجياً واقتصادياً وعسكرياً بما يتلاءم مع «المشروع الامبراطوري الاميركي» في المنطقة.

 

(*) كاتب سوري.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 27 نوفمبر 2005)

 UPP


English, Français, Italiano, Deutsch, …


كتاب على حلقات:

مجازرعربية يومية بدم بارد..أنموذج تونس

(الحلقة الخامسة)

بقلم: حسين المحمدي


Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.