الاثنين، 26 أكتوبر 2009

TUNISNEWS

9 ème année, N 3443 du 26 .10 .2009

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولقيادات إنتفاضة الحوض المنجي

ولضحايا قانون الإرهاب


جمعيات ومنظمات حقوقية تونسية: بـيان مشترك

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:ذكرى الجلاء و » الحملة  » على السجناء

السبيل أونلاين:الشاهد الذي تحوّل إلى متهم في قضية زهير يتلقى إستدعاء لجلسة 3 نوفمبر

لجان ومنظمات تونسية:دعوة لفك الإضراب

بلاغ من لجنة الدفاع عن زهير مخلوف

الجنة الوطنية لمساندة الصحفي زهير مخلوف:تحيين رقم 2

موقع الجزيرة.نت:حجب موقع الجزيرة نت في تونس

وات:النتائج العامة للانتخابات الرئاسية 2009

   السياسية:قائمة نواب المعارضة في مجلس النواب للفترة النيايبة 2009-2014

السبيل أونلاين:أبرز أحزاب المعارضة التونسية المعترف بها يشكك في نتائج الإنتخابات

 خميس بن بريك: بن علي يفوز بنحو 90% من الأصوات و معارضون ينتقدون نتائج انتخابات تونس  

الصباح:توعد كل من يشكك في نزاهة العملية دون إثبات تونس: بن علي يستعد لولاية جديدة

 إيلاف:المعارضة التونسية خائبة الأمل بعد نتائج الانتخابات

الدكتور منصف المرزوقي قناة فرنسا 24 لا نعترف بشرعية انتخابات أكتوبر

 السياسية:في دراسة حكوميّة72%من الشباب يرفضون الانخراط في الحياة السياسيّة: نخاف السجن ونخشى البطالة

الحوار.نت: »الانتخابات تشتعل!!! ورؤوس كبيرة من الحزب الحاكم تتساقط في معاقلها »

إسلام أون لاين.نت :فوز بن علي.. في صالح التونسيين؟ (شارك برأيك)

ناصح القروي:النهضة والسلطة، حتمية المراجعة

الصباح:مأساة تبكي الحجر بين تونس والسويد

صلاح الجورشي:أوباما مثقف صادق لكن مصيره السياسي في مفترق طرق

توفيق المديني :دلائل أزمة العلاقات بين تركيا وإسرائيل

ليبيا:  خطة هدم « سجن بوسليم » والذاكرة الوطنية الليبية

القدس العربي:الجزائر : جدل بشأن مصادرة كتاب عن الحراقة متهم بالإساءة لبوتفليقة

‘صانداي تايمز’: جمال مبارك يسعى لتعزيز فرص خلافته لوالده بالمؤتمر العام للحزب الحاكم

منير شفيق :حل السلطة الفلسطينية هو الحل

ابراهيم حمامي:مرحلة فلسطينية جديدة


 (Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جانفي200

فيفري2009    
مارس 2009      https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm 
أفريل 2009     
جوان2009  https://www.tunisnews.net/20juillet09a.htm      جويلية 2009  https://www.tunisnews.net/23Out09a.htm   أوت/سبتمبر2009    


جمعيات ومنظمات حقوقية تونسية تونس في 26 أكتوبر 2009 بــــــــــــــــيان مشترك  


يتعرض الصحفي توفيق بن بريك منذ عدة أيام إلى حملة مضايقات بدأت بمهاجمته أمام المدرسة التي تدرس بها ابنته من طرف امرأة ادعت باطلا انه صدم سيارتها لما كانت راسية هناك، وقامت بالاعتداء عليه وتمزيق ثيابه. ويعتقد توفيق بن بريك أن تلك المرأة كانت مكلفة بمهمة لاستفزازه، ولما رفض الرد على الاستفزاز  وغادر المكان تم استدعاء زوجته من طرف الشرطة بدعوى التحقق من هوية الشخص الذي كان يقود السيارة ثم تم استدعاء توفيق بن بريك  للشرطة بدعوى وجود شكاية ضده في الاعتداء بالعنف على امرأة. والملاحظ أن الصحفي توفيق بن بريك كتب بشكل منتظم في المدة الأخيرة في عدة صحف ومجلات أجنبية منها خاصة الموقع الالكتروني لمجلة »نوفال ابسرفتور » مقالات وتحقيقات واستجوابات نقدية ولاذعة في بعض الأحيان  ضد رموز في السلطة  مما يعتقد معه أن هذه المضايقات جاءت كرد فعل على تلك الكتابات . والجمعيات الموقعة أسفله إذ تعبر عن تضامنها مع توفيق بن بريك وعائلته تدعو للكف عن هذه المضايقات واحترام حرية الرأي وحق الصحفيين في ممارسة مهنتهم بكل حرية الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان المجلس الوطني للحريات بتونس الودادية الوطنية لقدماء المقاومين  المرصد الوطني لحرية الصحافة و النشر والإبداع الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب منظمة حرية و إنصاف


 العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 07 ذو القعدة 1430 الموافق ل 26 أكتوبر 2009

أخبار الحريات في تونس


1)منع ندوة بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي للتضامن مع الناشط الحقوقي زهير مخلوف: منعت جحافل البوليس السياسي التي ضربت طوقا أمنيا حول المداخل المؤدية لمقر الحزب الديمقراطي التقدمي بعشرات الأعوان المدعومة بقوات الشرطة بالزي الرسمي مساء اليوم الاثنين 26 أكتوبر 2009 عديد المناضلين السياسيين والناشطين الحقوقيين من الوصول إلى مقر الحزب المذكور الذي دعا إلى ندوة تضامنية مع الناشط الحقوقي وعضو الحزب الديمقراطي زهير مخلوف المعتقل حاليا بسجن المرناقية، ومن بين الممنوعين من الوصول إلى مقر الندوة رئيس منظمة حرية وإنصاف الأستاذ محمد النوري الذي أجبر على العودة إلى مكتبه من قبل عدة أعوان . 2)استمرار محاصرة منزل الناشط الحقوقي زهير مخلوف، ولجان المساندة تناشد زوجته تعليق الإضراب عن الطعام: قام وفد يتكون من أعضاء لجان المساندة المختلفة التي تشكلت عقب اعتقال الناشط الحقوقي زهير مخلوف بزيارة إلى منزل عائلته الذي لم يتمكنوا من الوصول إليه بسبب محاصرته من قبل 12 عونا من أعوان البوليس السياسي، وقد تقابل أعضاء الوفد مع السيدة أم يحي ماجدة المؤدب وأبلغوها مناشدتها من قبل كل المناضلين السياسيين والناشطين الحقوقيين المساندين لزوجها بضرورة تعليق الإضراب عن الطعام الذي خاضته منذ يوم الخميس 22 أكتوبر 2009. و نذكر من بين الذين زاروا السيدة أم يحي الأستاذة إيمان الطريقي والدكتور أحمد بوعزي والسادة علي بن سالم وحمزة حمزة ووسام الصغير ومحمود البارودي ومحمد الحمروني وياسين الجلاصي …   3)    تأجيل النظر في قضية بوسنينة ومن منعه إلى 2 نوفمبر 2009: نظرت صباح اليوم الاثنين 26 أكتوبر 2009 الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي فوزي الجبالي في القضية عدد 22959 التي أحيل فيها كل من معز بوسنينة وصابر الرحيلي وصابر المستوري وصابر الصغير والشاب فخرالدين …من أجل تهمة عقد اجتماع غير مرخص فيه، وقد قرر القاضي رفض مطالب الإفراج التي تقدم بها محامو الدفاع وتأجيل النظر في القضية إلى جلسة يوم 2 نوفمبر 2009. 4)تعرض شقيق سجين الرأي رمزي بن سعيد للاعتداء بالعنف: اعتدى عونا البوليس السياسي المدعوان بليغ الفرشيشي وحاتم الشيّات حوالي الساعة العاشرة والنصف بمدينة منزل بورقيبة من ولاية بنزرت على الشاب أحمد بن سعيد شقيق سجين الرأي رمزي بن سعيد بالعنف الشديد محمّليْن إياه مسؤولية الإضراب عن الطعام الذي شنه شقيقه بسجن برج الرومي للاحتجاج على المعاملة السيئة التي تعرض لها وللمطالبة بإطلاق سراحه، فما كان من الإدارة العامة للسجون إلا أن أبعدته إلى سجن قفصة. 5)جمال الدين الملاخ يواصل إضرابه عن الطعام: لا يزال سجين الرأي جمال الدين الملاخ المعتقل حاليا بسجن المرناقية يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم العاشر على التوالي للمطالبة بحقه في اجتياز الامتحانات الجامعية علما بأن إدارة جامعة منوبة سمحت له باجتياز الامتحان بشرط موافقة الإدارة العامة للسجون، وهو ما لم يتحصل عليه لحد الآن. 6)حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 26 أكتوبر 2009

ذكرى الجلاء و » الحملة  » على السجناء

 


بعد الحملة « المعتادة » على السجناء المسرّحين التي تشنّها السلطات الأمنية ببنزرت قبل زيارة رئيس الدولة إلى مدينة بنزرت لقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الجلاء، في كل 15 أكتوبر من كل عام بمناسبة ذكرى جلاء القوات الفرنسية عن بنزرت في 15 أكتوبر 1963.أطلقت السلطات الأمنية سرح عدد من السجناء المسرحين الذين احتجزتهم لديها بمخافر الأمن ومقرّات الداخلية، فور أن غادر الركب الرئاسى مدينة بنزرت. ونذكرمن بين المسرّحين، عبد البارئ العايب(مدينة بنزرت) وقابيل الناصري وخالد البادي ومحفوظ العياري( أطلق سراحه يوم الجمعة 23 أكتوبر الجاري) وأنيس الكريفي وأنور الهويشي ونادر القبطني ونوران عبدالوف(مدينة منزل بورقيبة) ، بينما لا يزال رهن الإحتجاز التعسفي منذ 14 أكتوبر2009 الشباب التالية أسماؤهم : رياض اللواتي ومروان بن راضية ورضوان السحباني ومحجوب الدوزاني، ولا تعلم عائلاتهم منذ تاريخ إيقافهم في 14 أكتوبر عن مصيرهم شيئاً. ويذكر أيضاً أنه تعرض اليوم الاثنين 26 أكتوبر 2009 الشاب أحمد بن سعيد إلى التعنيف في الطريق العام بمدينة منزل بورقيبة من قبل أعوان للأمن وقد تمزقت ثيابه لشدّة التعنيف، وأعلمه أعوان الأمن أنه كان هدفاً لتعنيفهم لأن شقيقه السجين رمزي بن سعيد أحد ضحايا ما يسمى قانون مكافحة الإرهاب، شنّ منذ بضعة أسابيع إضراباً عن الطعام في سجن برج الرومي مع سجناء آخرين للاحتجاج على ظروف الإقامة السجنية السيئة والإهمال الصحي والمعاملة العقابية الخاصة. وكان نحو إثني عشر سجينا من ضحايا قانون ما يسمى بمكافحة الإرهاب قد شنوا إضراباً عن الطعام منذ الإثنين 5 أكتوبر 2009، (نقل على إثرها رمزي بن سعيد إلى سجن قفصة ومحمد بن محمد إلى سجن زغوان بينما وُزع الآخرون إلى سجون متفرقة) والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين،التي تشجب تلك السياسات الأمنية المسماة « إستباقية » والتي يَدفع فاتوراتها عالياً الشباب التونسي وعائلاتهم، فإنها تدعوا بالمناسبة، السلطات التونسية العليا إلى وقفة جادة تراجع فيها سياستها الأمنية، وإلغاء قانون 10 ديسمبر 2003 المسمى  » قانون مكافحة الإرهاب ».  
لجنة متابعة السجناء السياسيين المسرّحين  


 

الشاهد الذي تحوّل إلى متهم في قضية زهير يتلقى إستدعاء لجلسة 3 نوفمبر


السبيل أونلاين – تونس – خاص   تلقى الشاهد الذى حوله قلم البداية إلى متهم في قضية مراسلنا في تونس الناشط الحقوقي زهير مخلوف ، إستدعاء من الدائرة الجناحية الأولى بالمحكمة الإبتدائية بقرمبالية ، لحضور الجلسة المقررة ليوم 03 نوفمبر 2009 .   وجاء في نصّ استدعاء الناشط السياسي سعيد الجازي ، حصل السبيل أونلاين على نسخة منه ، أن الجلسة ستنعقد عند الساعة التاسعة صباحا بالقاعة الثانية بالمحكمة الإبتدائة بقرمبالية بتاريخ 03/11/2009 .   ويمثل الجازي حسب نص التهمة المسجّل بالإستدعاء : »الإساءة إلى الغير عن طريق الشبكات العمومية للإتصالات » طبق الفصل 86 من مجلة الإتصالات .قضية عدد 2009/96838 .   بالتعاون مع الناشط الحقوقي – السيد المبروك   نسخة من الإستدعاء : لمشاهدة الإستدعاء بحجم أكبر وفي صفحة مستقلة – الرابط : http://www.assabilonline.net/images/said-eljazi-inv.jpg    (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 25 أكتوبر 2009 )
 


بسم الله الرحمان الرحيم لجان ومنظمات تونسية:دعوة لفك الإضراب

 


بعد التدهور السريع للحالة الصحية للسيدة ماجدة المؤدب حرم الزميل زهير مخلوف بسبب الإضراب عن الطعام الذي شنته منذ يوم الخميس 22 أكتوبر الجاري،  احتجاجا على سجن زوجها ظلما، ونظرا لكونها المسؤولة الوحيدة الآن على ولديها يحيى (4 ابتدائي) ونورس (7 أساسي نموذجي) إضافة إلى اضطرارها إلى السهر على زيارة زهير في السجن وما يتطلبه ذلك من عناء التنقل وإعداد القفة … تتوجه: 1 – اللجنة الوطنية للصحافيين والإعلاميين لمساندة زهير مخلوف 2 – لجنة الحزب الديمقراطي التقدمي لمساندة زهير مخلوف 3 – اللجنة الجهوية بنابل لمساندة زهير مخلوف بدعوة حارة إلى السيدة ماجدة المؤدب كي تعلق إضرابها. كما توجهت بنفس هذا النداء منظمة حرية وإنصاف في شخص رئيسها الأستاذ محمد النوري، وجامعة تونس للديمقراطي التقدمي في شخص كاتبها العام محمود البارودي. وذلك حتى تكون قادرة على تحمل الأعباء التي خلفها سجن الزميل زهير مخلوف. وإننا إذ نكبر في السيدة ماجدة نضاليتها وروحها الصامدة التي تعكس صلابة وصمود زهير فإننا نعدها بالعمل ما وسعنا لإطلاق سراح الزميل والصديق المناضل زهير مخلوف في أقرب الآجال. الموقعــــــون: * – محمد الحمروني .. عن لجنة الإعلاميين والصحافيين * – د. احمد بوعزي … عن لجنة الحزب الديمقراطي التقدمي * – حبيب ستهم .. عن اللجنة الجهوية بنابل * – الأستاذ محمد النوري … عن منظمة حرية وإنصاف * – محمود البارودي … عن جامعة تونس للديمقراطي التقدمي


بلاغ من لجنة الدفاع عن زهير مخلوف

 


نظمت لجة الدفاع على زهير مخلوف اجتماعا عاما بحضور منجي اللوز عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدّمي وثلاثة محامين من المدافعين على زهير. وتمّ عرض الشريط الذي من اجله وقع إيقاف زهير. وتدخّل عديد الحاضرين وأكّدوا على أن القضية كيدية وليس هناك في الشريط ما يمكن اعتباره إساءة للغير عدا فضح واقع التلوث بنابل وفضح حالة العمّال في المنطقة الصناعية. كما أكّد المتدخّلون على أن السبب الحقيقي هو عداوة السلطة لحرية الصحافة وحرية التعبير لأن زهير مخلوف استطاع بعمله المتواصل توثيق عديد انتهاكات حقوق الإنسان سواء عندما يتعلّق الأمر بالنشطاء السياسيين أو بموقوفي الحق العام. وتقرر عقد اجتماع يوم الاثنين 2 نوفمبر القادم للمطالبة بإطلاق سراحه مع التذكير أن زهير مخلوف سيقدّم للمحاكمة يوم 3 نوفمبر في محكمة قرمبالية. ثم تكوّن وفد يضم رئيس اللجنة وثلّة من أعضائها وممثلين عن لجنة الصحافيين المتضامنين مع زهير وبعض أعضاء فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت وزار زوجة زهير ووجدوا منزلها محاصرا بعدد كبير من البوليس باللباس المدني واستطاعوا أن يلتقوا بها خارج منزلها وطلبوا منها أن توقف إضرابها عن الطعام لتتمكّن من القيام بواجباتها نحو أبنائها، وقد استطاع الوفد أن يقنعها ووعدتهم بأن توقف إضرابها عن الطعام.   عن اللجنة د. أحمد بوعزّي 26-10-2009  


تحيين رقم 2 ارفعوا أيديكم عن حرية الصحافة أطلقوا سراح زهير مخلـوف إعلان تشكل لجنة وطنية لمساندة الصحفي زهير مخلوف  


بعد تحويل الزميل الصحفي زهير مخلوف مراسل موقع السبيل اونلاين. نت إلى السجن بتهمة « الإساءة إلى الغير من خلال شبكات الاتصال العمومية »  على خلفية التقرير الذي انجزه الزميل مخلوف حول التلوث بالمنطقة الصناعية بنابل، وهو التقرير الذي نشرته صحيفة الموقف وموقع السبيل اونلاين. ومباشرة اثر اعلان خبر الإيقاف تداعت مجموعة من الصحفيين لتشكيل لجنة مساندة وطنية للزميل تتكون من العاملين في القطاع. وفي انتظار أن تجتمع اللجنة وتختار مكتبا لها وناطقا رسميا باسمها ننشر فيما يلي قائمة الزملاء الذين أعلنوا انضمامهم إلى هذه اللجنة حتى الآن : 1 – لطفي الحجي –  الجزيرة القطرية – تونس 2 – محمود الذوادي –  الصحافة – تونس 3 – محمد معالي –  الشعب – تونس 4 – سليم بوخذير –  العربية نت – تونس 5 – إسماعيل دبارة –  الموقف – تونس 6 – فاتن حمدي –  راديو كلمة – تونس 7 – محمد مزام –  صحفي براديو 6 –  تونس 8– الحبيب العماري –  موقع الفجر نيوز 9 – محمد الحمروني – مراسل العرب قطرية – تونس 10 – إياد الدهماني – مراسل جريدة الموقف –  باريس 11 مرسل الكسيبي – رئيس تحرير صحيفة الوسط – ألمانيا 12 – محمد الفوراتي – الشرق القطرية – قطر 13 – لطفي الحيدوري –  كلمة – تونس 14 – معز الجماعي – كلمة  – تونس 15 – سمير جراي – راديو 6 – تونس 16 – الطاهر لعبيدي – الحقيقة الدولية 17 – الهادي بريك – الحوار نت – لندن 18 – نورالدين الخميري – صحفي – ألمانيا 19 – نزهة بين محمد – راديو 6 – تونس 20 – طه البغزاوي – كلمة – ألمانيا 21 – منير ظيف – راديو أمل – كندا 22 – أسرة السبيل اونلاين.   – ونذكر الزملاء بان هذه اللجنة مفتوحة لكل الإعلاميين داخل تونس وخارجها. ولإعلان مساندتكم نرجوا التواصل على البريد الالكتروني: liberezouhairmakhlouf@gmail.com – وهذا رقم زوجة السيد زهير المخلوف للاستفسار او المساندة : 23277388. – ونشكر كل الشخصيات الوطنية التي عبرت رغبتها في المشاركة في هذه اللجنة، ونعتذر لهؤلاء لعدم إيراد أسمائهم ضمن هذه القائمة لأنها مخصصة للصحفيين. ونذكر من هؤلاء العربي القاسمي رئيس جمعية الزيتونة بسويسرا والمحامي الأستاذ خالد الكريشي والمناضل الديمقراطي التقدمي الحبيب ستهم والمناضل الحقوقي فوزي الصدقاوي، والجامعي احمد بوجرة.


حجب موقع الجزيرة نت في تونس   26/10/2009


قال مراسل الجزيرة نت في تونس إن موقع الجزيرة على شبكة الإنترنت قد تم حجبه. ولم يتسن الاتصال بجهات حكومية للتعليق على ذلك. وأضاف خميس بن بريك أن مواقع أخرى إما حجبت أو أصبح الدخول إليها يأخذ وقتا طويلا على غير العادة، وذلك خلال هذه الفترة التي تتزامن مع الانتخابات الرئاسية والتشريعية. وجاءت تعليقات عديدة من قراء الجزيرة نت على خبر تنشره عن فوز الرئيس زين العابدين بن علي بالانتخابات الرئاسية تندد بحجب الموقع. وقال أحد المعلقين « حجب موقع قناة الجزيرة هذا اليوم 25-10-2009 على إثر نشر تقرير عن كتاب حاكمة قرطاج الذي يفضح نفوذ عائلتي الطرابلسي والماطري ». وكانت قناة الجزيرة بثت تقريرا عن كتاب صدر في فرنسا تناول فيه مؤلفاه ما سمياه هيمنة زوجة الرئيس التونسي على مقاليد السلطة في البلاد، وسيطرة عائلة ليلى طرابلسي وعائلة ماطري على زمام الأمور في كثير من مناحي الحياة بعد أن توعكت صحة بن علي. كما أشار المؤلفان إلى ما وصفاه بتواطؤ باريس مع السلطة التونسية. لقاء مع الشابي كما بثت الجزيرة في إطار تغطيتها الانتخابات التونسية يوم الجمعة الماضي لقاء مع المعارض التونسي البارز الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي أحمد نجيب الشابي استعرض فيه التضييقات التي تتعرض لها المعارضة. وكانت الجزيرة مباشر استضافت بدورها من باريس المعارض حمة الهمامي زعيم حزب العمال الشيوعي المحظور والذي تحدث بدوره ضمن برنامج « مباشر مع » عن واقع الحريات العامة و »القمع » الذي يتعرض له النشطاء السياسيون غير الموالين للحكومة من قبل السلطات حسب قوله. وأطلق معارضون تونسيون يقيمون خارج تونس منذ أسابيع حملة إعلامية متواصلة في مختلف وسائل الإعلام وخاصة الفرنسية ضد السلطة، واعتبروا أن نتائج الانتخابات محسومة سلفا لصالح بن علي واتهموا الحكومة بتزوير الانتخابات. نزاهة الانتخابات وردا على هذه الحملة توعد الرئيس التونسي في خطاب ألقاه قبل يوم من الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي فاز فيها بنسبة تقارب التسعين بالمائة بمعاقبة كل من يتهم أو يشكك في نزاهة العملية الانتخابية دون إثبات أو براهين. وهاجم بن علي (73 عاما) في الخطاب الذي بثه التلفزيون الحكومي مساء السبت « قلة من التونسيين الذين لا يتورعون عن الالتجاء إلى الخارج للاستقواء بأطراف أجنبية » وتحريض صحفيين أجانب للتشكيك في نتائج الانتخابات قبل أن تقع. يذكر أن قناة خاصة تونسية مقربة من الحكومة بثت في الفترة الماضية برنامجا حواريا من عدة حلقات خصصته لتقييم عمل الجزيرة وشن خلاله صحفيون استضافتهم من تونس ومصر والأردن ودول عربية أخرى هجوما على السياسة التحريرية للقناة. وكانت تونس سحبت سفيرها بالدوحة عام 2006 قبل أن تعيده العام الماضي احتجاجا منها وقتها على استضافة الجزيرة للمعارض منصف المرزوقي زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المحظور قائلة إنه « حاول بث الفتنة وتحريض الناس على العصيان المدني ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 أكتوبر  2009)
 
ملاحظة تونس نيوز بهذه المناسبة « الأليمة »، لا يسع فريق تونس نيوز إلا الترحيب الغاضب بانضمام موقع « الجزيرة.نت » المحترم عشية عيد ميلاد الفضائية القطرية الثالث عشر (1 نوفمبر 1996 – 1 نوفمبر 2009) إلى النادي العريض « للمحجوبين عن التصفح » عن شاشات أجهزة الكمبيوتر داخل وطننا تونس.. بلد « الفرح الدائم » ودولة « القانون والمؤسسات » العتيدة.


وات:النتائج العامة للانتخابات الرئاسية 2009

     


تونس – 26 أكتوبر 2009 (وات) أسفرت الانتخابات الرئاسية 2009 عن النتائج العامة التالية: ** على المستوى الوطني عدد المرسمين بالقائمات الانتخابية 4974707 عدد المقترعين 4447388 نسبة المشاركة 40ر89 بالمائة عدد الاوراق الملغاة 7201 عدد الاصوات المصرح بها 4440187 ** مراكز الاقتراع بالخارج عدد المرسمين بالقائمات الانتخابية 321301 عدد المقترعين 289979 نسبة المشاركة 25ر90 بالمائة عدد الاوراق الملغاة 517 عدد الاصوات المصرح بها 289462 ** على المستوى الوطني ومراكز الاقتراع بالخارج العدد الجملي للمرسمين بالقائمات الانتخابية 5296008 العدد الجملي للمقترعين 4737367 نسبة المشاركة الجملية 45ر89 بالمائة العدد الجملي للأوراق الملغاة 7718 العدد الجملي للاصوات المصرح بها 4729649 الاصوات التي تحصل عليها المترشحون الرئيس زين العابدين بن علي عدد الاصوات على المستوى الوطني 3964157 النسبة المائوية 28ر89 عدد الاصوات على مستوى مراكز الاقتراع بالخارج 274554 النسبة المائوية 85ر94 المجموع 4238711 النسبة المائوية 62ر89 السيد محمد بوشيحة عدد الاصوات على المستوى الوطني 229082 النسبة 16ر5 عدد الاصوات على مستوى مراكز الاقتراع بالخارج 7873 النسبة المائوية 72ر2 المجموع 236955 النسبة المائوية 01ر5 السيد احمد الاينوبلي عدد الاصوات على المستوى الوطني 174921 النسبة 94ر3 عدد الاصوات على مستوى مراكز الاقتراع بالخارج 4805 النسبة المائوية 66ر1 المجموع 179726 النسبة المائوية 80ر3 السيد أحمد ابراهيم عدد الاصوات على المستوى الوطني 72027 النسبة 62ر1 عدد الاصوات على مستوى مراكز الاقتراع بالخارج 2230 النسبة المائوية 77ر0 المجموع 74257 النسبة المائوية 57ر1 النتائج النهائية للانتخابات التشريعية 2009    تونس – 26 أكتوبر 2009 (وات) أسفرت الانتخابات التشريعية 2009 عن النتائج النهائية التالية: عدد المرسمين بالقائمات الانتخابية 4974707 عدد المقترعين 4447388 نسبة المشاركة 40ر89 بالمائة عدد الاوراق الملغاة 8891 عدد الاصوات المصرح بها 4438497 توزيع المقاعد المسندة للقائمات الفائزة على مستوى الدوائر 161 على المستوى الوطني 53 التسلسل   عنوان القائمة                                                                عدد المقاعد      المجموع على مستوى الدوائر /على المستوى الوطني             1     التجمع الدستورى الديمقراطي                                            161       0              161 2       حركة الديمقراطيين الاشتراكيين                                        0           16             16 3         حزب الوحدة الشعبية                                                   0          12             12 4          الاتحاد الديمقراطي الوحدوي                                          0          9              9 5         الحزب الاجتماعي التحرري                                            0          8              8 6         حزب الخضر للتقدم                                                      0          6              6   7        حركة التجديد                                                               0          2              2 8       الحزب الديمقراطي التقدمي                                                 0         0               0 9       التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات                               0         0               0 /القائمات المستقلة 10      الإصلاح والتنمية ( تونس 1 )                                                0          0             0 11       من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ( تونس 1)                       0        0               0 12       الديمقراطية والعدالة الاجتماعية (تونس 2)                                  0       0                 0 13       من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية( أريانة )                          0       0                 0 14        من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية (منوبة)                           0       0                 0 15        الديمقراطية والعدالة الاجتماعية (نابل)                                      0        0                 0 16         الإصلاح والتنمية (زغوان)                                                  0        0                 0 17        الديمقراطية والعدالة الاجتماعية (الكاف)                                    0        0                 0 18         من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية(سليانة)                          0         0                0 19         من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية(القيروان)                       0          0               0 20         من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية(القصرين)                      0          0               0 21         لأجلك يا تونس الخضراء (قفصة)                                         0          0                0 22         الديمقراطية والتنمية (قفصة)                                               0          0                 0 23         تنمية ديمقراطية وحدة (توزر)                                             0           0                 0 24         التفاؤل بالمستقبل (قبلي)                                                   0           0                  0       المجموع                                                                               161           53              214 (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 26 أكتوبر 2009)


قائمة نواب المعارضة في مجلس النواب للفترة النيايبة 2009-2014

     

قائمة نواب المعارضة في مجلس النواب للفترة النيايبة 2009-2014


 

 أفرزت الانتخابات التشريعية حصول التجمع الدستوري الديمقراطي على غالبية المقاعد البرلمانية وهي 161 مقعدا أي بنسبة 75 % من مجموع مقاعد البرلمان والمقدر عددها بـ214 ، في ما يلي توزيع عدد المقاعد المخصّصة لأحزاب المعارضة بحسب انتماءاتهم الحزبية:

الحزب

عدد المقاعد

أسماء النواب

حركة الديمقراطيين الاشتراكيين

16

اسماعيل بولحية – محمّد رجاء ليتيّم- محمّد منجي كتلان- الطيّب المحسني- محمّد الصحبي بودربالة- مكرم القرقني –عمر ليتيم- بلحسن ليتيم-فيصل البغدادي-المبروك بن فطيمة – منعم الأحمدي- عبد الكريم الخلوي-زينب بن زكور – علي بن سعيد-محمّد الدلنسي-رضا بن حسين

حزب الوحدة الشعبية

12

هشام الحاجي – وسيلة العياري- سميرة الشواشي – منير العيادي- توفيق بوهلال- الحبيب بوشويشة- عبد اللّه الرويسي – زهير الحاج سالم- فوزي جراد- لسمر صويد-خالد الزمرلي-رمزي البوسليمي

الاتحاد الديمقراطي الوحدوي

9

أحمد الغندور- نوال الهميسي- نزار قاسم-فتحي الخميري-إبراهيم حفايظية- العربي المقايدي- عبد الوهاب الإينوبلي- لطفي امبارك- عبد الوهاب ملوش

الحزب الاجتماعي التحرري

8

جمال الدين بن يحي – بوجمعة اليحياوي- العربي بنعلي الفيتوري-محمّد أنيس الأرياني- روضة السايبي- محسن الخالدي-خليفة الطرابلسي-محسن عون (النابلي)-

حزب الخضر للتقدّم

6

منجي الخماسي-خديجة امبزعيّة- عائشة الخماسي-فاتن الشرقاوي-رمزي الخليفي-توفيق بن رمضان

حركة التجديد

2

عادل الشاوش-طارق الشعبوني

 

(المصدر: موقع السياسية الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 26 أكتوبر  2009)
 


أبرز أحزاب المعارضة التونسية المعترف بها يشكك في نتائج الإنتخابات

  


السبيل أونلاين – تونس – خاص   شكك أبراز أحزاب المعارضة التونسية المعترف بها في نتائج الإنتخابات الرئاسية والتشريعية التى تمّت الأحد 25 أكتوبر 2009 ، والتى باز فيها الرئيس الحالي بن على بنسبة تقارب التسعين في المئة (89.62) ، بينما حقق الحزب الحاكم الذى يرأسه نسبة أولية تجاوزت 75 في المئة من نتائج الأصوات .   وقال « الحزب الديمقراطي التقدمي » ، في بيان وصل السبيل أونلاين الإثنين 26 أكتوبر 2009 ، « إن تونس جديرة اليوم بنظام سياسي متطوّر يدرأ عنها المخاطر ويضعها على سكّة الحداثة، وهو ما يفرض التعجيل بإجراء إصلاحات سياسية جوهرية تعيد للشعب اعتباره وتفتح الطريق للتداول السلمي على الحكم وترسي مؤسسات تمثيلية حقيقية ».   وإعتبر أن الحكم فوّت على تونس مرّة أخرى فرصة هامة للانتقال الى الديمقراطية بإفراز مجلس نيابي يكرّس استمرار هيمنة الحزب الحاكم على الحياة الوطنية لما يزيد عن نصف قرن، وبنسف شروط المنافسة الدنيا في الانتخابات الرئاسية.   واشار الحزب إلى أن نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي لم تفاجئ أحدا سواء في مستوى نسبة المشاركة المعلنة أو النسب التي فاز بها مرشّح التجمّع الدستوري والتي لم تبتعد عن مربّع التسعين المعتاد.وإعتبر الحزب أن نتئج الإنتخابات التى جرت الأحد 25/10  » أبقت بلادنا خارج روح العصر وجاءت ثمرة لتمسّك الحزب الحاكم بالسيطرة على مراحل العملية الانتخابية بدءا من التسجيل إلى يوم الاقتراع، وهي نتيجة طبيعية للقانون الاستثنائي الذي أقصى الكفاءات الوطنية من الترشّح بمن فيهم مرشّح الديمقراطي التقدّمي، في مقابل إفساح المجال لمرشّح الحكم للفوز بولاية خامسة على التوالي »، وفق البيان .   وأضاف الحزب الذى منع مرشحه للإنتخابات الرئاسية أحمد نجيب الشابي من خوض المنافسة ، أن الانتخابات جرت في غياب أي مرجعية محايدة وتحت إشراف وزارة الداخلية وفي ظل استبعاد المراصد الدولية المشهود لها بالحيادية والحرفية، والاستعاضة عنها بشهادات المجاملة التي أغدقها الضيوف الرسميون على سير العملية الانتخابية.   وأكد « الديمقراطي التقدمي » الذى إنسحب من السباق الإنتخابي بعد أن اسقطت الإدارة التى يسيطر عليها الحزب الحاكم جل قائماته الإنتخابية أن تفرز الانتخابات التي تمّت في ضل قوانين إقصائية وانغلاق إعلامي » وهو ما أفرز « فوزا ساحقا لقائمات الحزب الحاكم لكل المقاعد المتنافس عليها، والمحافظة على الترتيب السابق للأحزاب السياسية، خاصة بعد إقصاء 65 بالمائة من قائمات المعارضة المستقلّة واستبعادها من 80 بالمائة من مناطق الثّقل السكّاني ».   وقال الحزب أن سير الحملة الانتخابية والتضييقات الكبرى التي شملت طبع البيانات الانتخابية وتوزيع المعلقات وسائر وسائل الاتصال بالناخبين ، تثبت صحة موقف الحزب الديمقراطي التقدّمي الذي أعلن عن انسحابه ومقاطعته، رافضا تزكية الديكور الديمقراطي الذي ما كان ليؤدي إلا الى هذا المشهد المعتاد ، حسب ما ورد في البيان .   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 26 أكتوبر 2009)  

بن علي يفوز بنحو 90% من الأصوات معارضون ينتقدون نتائج انتخابات تونس

  


خميس بن بريك-تونس فاز الرئيس التونسيّ زين العابدين بن علي بولاية رئاسية خامسة لخمس سنوات بعدما أظهرت النتائج الرسمية حصوله على 89.62% من الأصوات، لكنّ معارضين انتقدوا هذه النتائج واعتبروا أنها تجسّم هيمنة الحزب الواحد وتتنافى مع روح الديمقراطية. وقالت الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي -الذي قاطع الانتخابات الرئاسية والتشريعية- إنّ « الانتخابات كانت معلومة النتائج مسبقا وأنّ المناخ السياسي المنغلق والإطار التشريعي الذي هيأته السلطة لا يؤدي سوى إلى هيمنة الحزب الحاكم ». وأضافت بحديثها للجزيرة نت « هذه الانتخابات لا تعكس إرادة الشعب التونسي والأرقام المعلنة تتنافى مع روح العصر (..) فحتى البلدان الديمقراطية التي يكون فيها التصويت إجباريا لا تتعدى نسبة التصويت فيها أكثر من 80% ». ويقول أنصار التجمع الدستوري الديمقراطي (الحزب الحاكم) أنّ هذه النتيجة المبهرة تعبّر عن الالتفاف الشعبي على الرئيس بن علي الذي وفا بوعوده مع المواطنين، حسب قولهم. إلا أنّ نسبة التأييد لبن علي تبقى دون الـ99.44% التي حصل عليها في أوّل اقتراع رئاسي تعددي في تونس جرى عام 1999. وقالت الجريبي إنّ « تونس ما زالت تنتظر الإيفاء بالوعود التي قطعها الرئيس يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1987 تاريخ صعوده إلى الحكم، والتي وعد فيها الشعب بحياة سياسية متطورة تقطع مع الرئاسة مدى الحياة ». لم يكن مفاجئا من جهته قال عضو المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات خليل الزاوية إنّه لم يكن متفاجئا بهذه النتائج، مشيرا إلى أنّ أجواء الحملة الانتخابية لم تكن تنبئ بوجود انفتاح سياسي على أحزاب المعارضة، حسب قوله. ولم يحصل الحزب الذي ينتمي إليه الزاوية على أيّ مقعد في البرلمان. ويتزعم هذا الحزب المعارض مصطفى بن جعفر حليف حركة التجديد في هذه الانتخابات بعدما رفض المجلس الدستوري ترشحه للانتخابات الرئاسية بدعوى أنه لم ينتخب على رأس حزبه لعامين متتاليين. وأضاف الزواية أن « إزاحة حزبنا من البرلمان وإقصاء زعيمه من سباق الرئاسة والتضييقات التي مارستها كذلك السلطة على الحملة الانتخابية لمرشح حركة التجديد أحمد إبراهيم وحصول الرئيس الحالي على نسبة فلكية من التصويت تعدّ نكسة حقيقية في مسار الديمقراطية بالبلاد ». وتحصّل إبراهيم الذي يوصف بالمعارض الجدي والذي طالما اشتكى من تضييقات السلطة على حملته الانتخابية على أسوء نتيجة بـ1.57% من أصوات الناخبين. كما تراجع تمثيل حزبه في البرلمان من ثلاثة نواب إلى نائبين فقط رغم الحملة المعتبرة التي قام بها، حسب قول أنصاره. ولم يتسن الاتصال بإبراهيم للحصول على انطباعاته. قريبان من السلطة وتحصّل مرشحان معارضان ينظر إليهما على أنهما قريبان من السلطة وهما محمد بوشيحة زعيم حزب الوحدة الشعبية وأحمد الإينوبلي زعيم الاتحاد الوحدوي الديمقراطي على 5.01% و3.80% من أصوات الناخبين على التوالي. واكتسح التجمع الدستوري الديمقراطي مجلس النواب بعدما ظفر ممثلوه بـ161 مقعدا من جملة 214، في حين تحصلت ستة أحزاب معارضة على 53 مقعدا وفشلت جميع القوائم المستقلّة في الفوز بأي مقعد. وتحصّل حزب حركة الديمقراطيين الاشتراكيين على أعلى تمثيل للمعارضة في البرلمان بـ16 مقعدا، يليه حزب الوحدة الشعبية بـ12 ثمّ الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بتسعة ثمّ الحزب التحرري الاجتماعي بثمانية، فحزب الخضر للتقدم الذي يدخل مجلس النواب لأول مرة بستة مقاعد. وجميع هذه الأحزاب ينظر إليها على أنها مقربة من السلطة ووظفت كديكور انتخابي. ودارت الانتخابات الرئاسية والتشريعية يوم الأحد 26 أوكتوبر/تشرين الأول، وشارك فيها نحو 4.4 ملايين ناخب أي بنسبة 89.40% من عدد المسجلين بالقوائم الانتخابية وعددهم قريب من خمسة ملايين ناخب. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 أكتوبر  2009)  

توعد كل من يشكك في نزاهة العملية دون إثبات تونس: بن علي يستعد لولاية جديدة عقب انتخابات تشريعية ورئاسية

 


وكالات  أدلى التونسيون أمس بأصواتهم في انتخابات من شبه المؤكد أن تسفر نتائجها عن فوز الرئيس زين العابدين بن علي (73 عاما) بولاية رئاسية جديدة. وأظهرت أرقام رسمية نشرتها وكالة الأنباء الحكومية أن نسبة التصويت بلغت %75.29 قبل أربع ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع. وتقول جماعات دولية لحقوق الإنسان، إن الحكومة ضمنت فوز بن علي من خلال مضايقة المعارضة وهو اتهام قال بن علي إنه جزء من حملة أكاذيب تشنها المعارضة التي تخذل بلادها. وشدد الرئيس التونسي المنتهي ولايته عشية يوم الاقتراع (مساء أمس الأول) في خطاب متلفز على أن الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية دارت في نطاق القانون ومبادئ الديمقراطية. وقال بن علي:لن نسمح بأي تجاوز أو تدليس أو تزييف لإرادة الشعب وسنتخذ كل الإجراءات التي يمليها القانون تجاه هذا السلوك إذا ما ثبت وقوعه في العملية الانتخابية، وفي المقابل فإن القانون سيطبق بالحزم نفسه كذلك ضد كل من يتهم أو يشكك في نزاهة العملية الانتخابية دون إثبات وبراهين. وجاء هذا التحذير بعد أن قالت جماعات لحقوق الإنسان إن الانتخابات تجري في أجواء قمعية، حيث قالت سارة لي ويتسون من منظمة هيومان رايتس ووتش ومقرها نيويورك لن تكون الانتخابات في تونس حرة ونزيهة إلا عندما تتوقف السلطات عن تكميم أفواه مرشحي المعارضة والصحافيين والمعارضين. وفيما قاطع نجيب الشابي، وهو أبرز شخصيات المعارضة في تونس الانتخابات، واجه بن علي ثلاثة منافسين أمس، واثنان منهما وهما محمد بوشيحة من الوحدة الشعبية وأحمد الاينوبلي من الاتحاد الديمقراطي الوحدوي نادرا ما ينتقدان الحكومة. والثالث وهو أحمد إبراهيم زعيم حركة التجديد العلمانية، قال إنه لم يحصل على إذن للقيام بحملة بشكل فعال إلا قبل أسبوع من الانتخابات. وقال المرشح الثالث عقب الإدلاء بصوته أرجو أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة رغم ما شاب الحملة الانتخابية من شوائب.. وأن تكون أقرب ما يكون للواقع ومحطة نحو تحول ديمقراطي، مضيفا أبرزت صوتا ورأيا مغايرا ومعارضا لتوجه السلطة وهكذا يكفي. ومن المتوقع أن تعلن وزارة الداخلية نتائج الانتخابات اليوم. ورصد مراسلون أجانب في بعض من مكاتب الاقتراع بالعاصمة تونس أن الأوراق الحمراء المميزة لبن علي وحزبه هي الأكثر تناقصا من بين كل الأوراق الأخرى، مما يغذي توقعات باتجاهه لتحقيقه فوز مدو. يشار إلى أنه شارك في الانتخابات الرئاسية والتشريعية أمس بتونس، الحزب الحاكم وسبعة من أصل ثمانية أحزاب قانونية و15 لائحة مستقلة شارك في الانتخابات التشريعية، والحزب الحاكم هو الوحيد الذي يشارك بلوائح في كل الدوائر الانتخابية وعددها 26. وكان بن علي قرر رفع عدد المقاعد المخصصة للمعارضة في مجلس النواب الجديد إلى %25، وذلك بغض النظر عن نتائج التصويت في الانتخابات التشريعية على أن تعود نسبة الـ %75 المتبقية إلى حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم. وبموجب ذلك سيتألف البرلمان الجديد من 214 مقعدا منها 161 للحزب الحاكم 53 مقعدا للمعارضة. وتجري تونس انتخابات رئاسية وتشريعية في الوقت نفسه كل خمسة أعوام. وفاز بن علي -الذي وصل إلى السلطة في عام 1987- بآخر انتخابات جرت قبل خمس سنوات بحصوله على %94.4 من الأصوات. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 26 أكتوبر 2009)  

المعارضة التونسية خائبة الأمل بعد نتائج الانتخابات


ربما لا يفترض بالأحزاب أن تصاب بخيبة أمل فالنتائج كانت شبه محسومة والتوقعات انصبت على اكتساح بن علي وحزبه الحاكم للخصوم. تونس: اعربت الاحزاب المعارضة التونسية التي شاركت في الانتخابات الرئاسية والتشريعية الاحد عن خيبة املها من النتائج « التي لم تغير شيئا في المشهد السياسي » بحسب قول بعض اركانها، الا انها تجنبت في الوقت نفسه توجيه انتقادات لاذعة الى هذه النتائج. وفي حين راى البعض ان نتائجها تدل على ان البلاد باتت بحاجة « الى تغيير ديموقراطي حقيقي »، لم يتردد آخرون في الاعراب عن « رضاهم » عن نتائجها التي « احتكمت لارادة الشعب » بحسب رأيهم. واظهرت النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية التي نشرت الاثنين فوز الرئيس زين العابدين بن علي الذي يحكم تونس منذ 1987، بحصوله على 89,62 في المئة من الاصوات. ووصف وزير الداخلية بلحاج قاسم الانتخابات بانها « شفافة ونزيهة ». وفي الانتخابات التشريعية، فاز التجمع الدستوري الحاكم ب161 مقعدا، بحسب المصدر ذاته من اصل 214 مقعدا. وكان بن علي وجه عشية الانتخابات تحذيرا الى المشككين في العملية الانتخابية « من دون تقديم براهين ». وقال « لن نسمح باي تجاوز او تدليس او تزييف لارادة الشعب، وسنتخذ كل الاجراءات التي يمليها القانون تجاه هذا السلوك اذا ما ثبت وقوعه في العملية الانتخابية »، مشددا على انه « في المقابل فان القانون سيطبق بالحزم نفسه كذلك ضد كل من يتهم او يشكك في نزاهة العملية الانتخابية دون اثبات وبراهين ». وحصل مرشح حزب الوحدة الشعبية محمد بوشيحة على 5,01 في المئة من الاصوات ومرشح الاتحاد الديموقراطي الوحدوي احمد اينوبلي على 3,80 في المئة ومرشح حركة التجديد احمد ابراهيم على 1,57 في المئة. وقال المعارض ابراهيم مرشح حركة التجديد (الحزب الشيوعي سابقا) ان هذه الانتخابات « اكدت على ان البلاد بحاجة الى تغيير ديموقراطي حقيقي من اجل تونس اكثر تفتحا وتعددية ». واعتبر ابراهيم ان « المشهد السياسي الحالي لا يبدو مغايرا لسابقه »، الا انه اضاف « لكنني سعيد لانني تمكنت من القيام بحملة صعبة ولست نادما على خوض هذه المعركة ». واكد ان « حزبه سيواصل المشوار من اجل بناء حركة ديموقراطية موحدة ». واشار الى ان المكتب السياسي لحزبه سيجتمع لاحقا « لاتخاذ موقف جماعي بخصوص نتائج الاقتراع ». ويدعو ابراهيم الى تداول السلطة والى القيام باصلاحات جريئة، وهو مدعوم من بعض الشخصيات المستقلة وحزب يساري غير معترف به. وشكا مرارا من « تضييقات » عرقلت حملته الانتخابية. من جهتها، رأت مية الجريبي الامينة العامة للحزب الديموقراطي التقدمي في مؤتمر صحافي عقدته الاثنين ان « نتائج الانتخابات لم تبتعد عن مربع التسعين المعتاد كما لم تفاجىء احدا ». ودعت الى « ضرورة التعجيل في اجراء اصلاحات سياسية جوهرية تعيد للشعب اعتباره وتفتح الطريق للتداول السلمي على الحكم وترسي مؤسسات تمثيلية حقيقية ». وكان مؤسس الحزب الديموقراطي التقدمي (معارض معترف به) احمد نجيب الشابي قال في وقت سابق ان هذه الانتخابات « لم تغير المشهد السياسي والنتائج كانت محسومة سلفا والعملية الانتخابية جرت بدون تشويق ». وعلق الشابي على فوز بن علي بنسبة تقل عن تسعين في المئة للمرة الاولى قائلا « اخيرا اخذوا في الاعتبار مواقف الراي العام »، مضيفا ان « السلطة تسعى من خلال هذه النسبة الى تحسين صورتها ». واعرب عن « ارتياحه » لخوض المعركة التي قادها حزبه منذ شباط/فبراير الماضي حين اعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية التي انسحب منها بعد ذلك. واضاف « وحدنا لا نستطيع فعل شيء ويدنا ممدودة للقوى الديموقراطية من اجل تحول ديموقراطي في 2014″، تاريخ انتهاء الولاية الجديدة لبن علي مؤكدا ان هذا الامر « ضرورة ». ولم يتمكن احمد نجيب الشابي من المشاركة في الانتخابات الرئاسية بحجة عدم التطابق مع القانون. وكان الحزب الديموقراطي التقدمي ندد ب »مهزلة » الانتخابات وقاطع الانتخابات التشريعية احتجاجا على عدم اجازة العديد من قوائمه. وفاز الحزب الديموقراطي التقدمي بنسبة 0,3 في المئة في الانتخابات التشريعية. وعلق الشابي على النتيجة التي حصل عليها حزبه في الانتخابات التشريعية قائلا « لم نكن لنحصل على نتائج افضل ولو شاركنا بقوة في هذا الاستحقاق الانتخابي ». واضاف ان « النتائج برهنت على ان المشهد السياسي هو ذاته والتقسيم ظل هو نفسه » في اشارة الى سيطرة الحزب الحاكم على البرلمان بنسبة 75 في المئة. واعلن بوشيحة القريب من الحكم انه « راض تماما » عن النسب التي حصل عليها في الانتخابات. وقال « الحملة الانتخابية كانت فعالة في تقوية التعددية »، مؤكدا عزم حزبه على « الاستمرار في الخط نفسه ». ومضى المرشح احمد الاينوبلي في الاتجاه نفسه قائلا « قبلنا بالنتائج لانها تمثل ارادة الشعب » مؤكدا « صدقها و »نزاهتها ». واضاف « سنقوم لاحقا بتقييم تجربتنا للوقوف عند نقاط الضعف لتطوير ادائنا والاقتراب اكثر من الشعب ».   (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 26 أكتوبر 2009)  


الدكتور منصف المرزوقي قناة فرنسا 24

لا نعترف بشرعية انتخابات أكتوبر

الاثنين 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2009.


في تصريح له على قناة فرنسا 24 قال الدكتور منصف المرزوقي أن المؤتمر من أجل الجمهورية لا يعترف بشرعية الانتخابات التي أجراها النظام لأنها مبنية من البداية إلى النهاية على التزوير وقاطعها الشعب على نطاق واسع. كما نبّه المرزوقي أن كل الذين قبلوا بانتحال صفة ممثلي الشعب ومنهم نائبي حركة التجديد يتحملون مسؤولية الضلوع في التزوير أمام ضمائرهم وأمام التاريخ وغدا أمام محاكم الدولة الديمقراطية . وسينشر المؤتمر من أجل الجمهورية بيانا مفصلا حول ما بعد المهزلة في أقرب الآجال . http://cprtunisie.net/article.php3?id_article=726  
عماد الدائمي

الشباب والمشاركة السياسيّة في تونس:محاذير ومخاوف   

72 في المائة من المستجوبين في دراسة حكوميّة يرفضون الانخراط في الحياة السياسيّة شباب حاورتهم « السياسيّة »:

 » لا نُمارس السياسة لأنّنا نخاف السجن ونخشى البطالة ولا نٌريد إزعاج عائلاتنا «   


 لم يعد خافيا عن العيان، في العقود الأخيرة، العزوف الكبير للشباب عن المشاركة في الحياة السياسية أو حتى المساهمة فيها من بعيد، وهو ما نلمسه في الدراسات الإحصائية المنشورة في السنوات الأخيرة عن نسب مشاركة الشباب في الشأن السياسي الوطني وقد أثبتت نتائج الاستطلاع الذي أجرته وزارة الشباب والرياضة والديوان الوطني للشباب والمرصد الوطني للشباب عزوف الشباب التونسي عن الانضمام للأحزاب السياسية وضعف متابعته للصحافة المحلية..   وبالنسبة للمشاركة في الحياة السياسية عبر أكثر من 72 بالمائة من المستجوبين أنهم يرفضون المشاركة السياسية والانخراط في الأحزاب السياسية والاجتماعية و 16بالمائة فقط قالوا أنهم ينتمون لمنظمات غير حكومية..   وحسب بعض الشباب الذين سبرنا آرائهم في هذه الظاهرة فإن السياسة في تونس غير مقنعة سواء كانت عند السلطة أو المعارضة وتتميز بازدواجية في الخطاب، كما يراها البعض الآخر تساهم في عدم التمكن من وظيفة أو فقدانها في بعض الأحيان وتؤدي للاضطراب العائلي وعدم الاستقرار والاستبعاد من قبل النظام الحاكم وربما قد تنتهي بالسجن مما دفعهم لعدم الثقة في السياسيين. غياب الثقة.. أساس النشاط السياسي أو النقابي عند الأحزاب والمنظمات الجماهيرية هو رصيد الثقة الذي يجمع بينها وبين أنصارها ومنخرطيها ويتكون عبر مراحل ومن خلال برامج اجتماعية وسياسية ملموسة ومتجذرة في واقعها الأمر الذي تفتقدها الأحزاب والجمعيات التونسية حسب ما أفادتنا به الطالبة بمعهد الصحافة وداد القرامي(24سنة)، وتضيف بنبرة تحسر وحنق  » أنظر مثلا المنظمات النقابية والسياسية بالجامعة ستجدها تتمحور حول طرفين هما اتحاد الطلبة وشبيبة الحزب الحاكم..هذين الطرفين متحاملين على بعضهما دائما..يبالغون في ردود افعالهم حول القضايا التي تخص الطلبة..الأول يعطي صورة سوداوية جدا على أحوال الطلبة والثاني يرسم لنا صورة وردية عن الجامعة والبلاد..لا توجد موضوعية البتة في تقديراتهم وأحكامهم..فما الذي يجعلني أثق في برامجهم!? » وتفصل هذه الطالبة حديثها بعد أن تعدل في جلستها بقولها بأن عوامل أخرى تقف حائلا دون توسع القاعدة الشبابية للمنظمات والأحزاب التونسية لعل أهمها غياب الدعاية والإعلام الجيد لنشاطها.. ويتدخل في هذا المستوى من الحديث الطالب ماهر(22سنة) من كلية الآداب بمنوبة ليضيف لكلام زميلته نقطة أخرى وهي انحسار عمل هذه المؤسسات السياسية في مقراتها الضيقة ويرى أن كل حزب أو جمعية يعكس الواقع حسب رؤيته الضيقة بطريقة سوداوية ولا يعترف بالايجابيات الرسمية والانجازات الحكومية وفي ذات الوقت السلطة والحزب أو الحزب الحاكم يعطيان مشهدا شفافا للواقع وكأنه لا توجد تجاوزات أو أخطاء لينتهي بحديثه إلى نقطة حساسة وهي ضبابية المشهد السياسي في تونس بشكل عام و غياب الموضوعية في التعامل مع الشباب سواء في شق السلطة أو المعارضة. أما بالنسبة للطالبة سعاد.م (24سنة) فإنها ترفض المشاركة في الحياة السياسية وذلك، حسب رأيها، لغياب التعددية الفعلية ولصورية أحزاب المعارضة وعدم اتفاق الجمعيات الحقوقية فيما بينها. هذا وفي تصريحه لـ »السياسية » يصف الشاب كريم .و (سن25) السياسة في تونس على أنها لعبة مسرحية كبيرة تحكمها تجاذبات شتى واستقالة من المشاركة وجهل بالوضع السياسي والتيمم صوب الترفيه وكرة القدم بسبب الضغوط العائلية والخوف..إلخ. قلة الفضاءات و هواجس الحساب.. « الانخراط في الأحزاب والجمعيات يفترض توفر فضاءات عمل متعددة ومنتشرة في مختلف الجهات التونسية، إلا أن واقع الحال تقل فيه الفضاءات وتتمركز خصوصا بالعاصمة كما أن الفضاءات التي توفرها الإدارة التونسية غير قادرة على استيعاب أفكار وآمال وتطلعات الشباب التونسي.. »هكذا تفاعل الطالب بكلية الحقوق عفيف الجامعي(26 سنة) مع الموضوع حينما طرحناه عليه بينما كان يهم بمغادرة محطة المترو الخفيف بشارع محمد الخامس..ويضيف عفيف بان الشباب التونسي، ككل شعوب الكرة الرضية، يتميز بالحيوية والحماس والاندفاع مما يفترض توفر اطر جادة لتحتوي هذه الميزات وتصرفها في الاتجاه الصحيح وغيابها أو (قلتها) أدى لبروز بعض الفضاءات السياسية غير القانونية ذات التوجهات المتناقضة في بعض الأحيان، إذ منها الأطر الايجابية التي تتبنى الديمقراطية والتعددية وتسعى من اجل النشاط القانوني وأخرى سلبية ومتطرفة وتخضع الشباب لمقولاتها الأصولية مما جعلها في صراع عنيف مع السلطة ونتائجها كارثية على المجتمع مما وجب المزيد من الإحاطة بالشباب وتوفير الأطر العقلانية والتقدمية وتشريعها حتى لا ينساق الشباب نحو التطرف والإرهاب.. عزوف عن المشاركة..ونفور من ازدواجية الخطاب.. رمزي أفضال طالب بمعهد الصحافة يعتبر جمود الحياة السياسية في تونس والضغوطات العائلية والهواجس الأمنية وراء التراجع عن المشاركة في الشأن السياسي.. ويضيف في ذات السياق بأنّ الخوف من البطالة والسجن يجعل الطالب « يخمم » ألف مرة قبل المشاركة في أي نشاط سياسي أو نقابي. كما يخاف الطالب من تأثر وظيفة أمه أو أبيه، لاشتغالهما بالقطاع العام، من جراء نشاطه السياسي. إلى ذلك، يرى رمزي بأن « نادرا ما نجد حزبا أو منظمة تحتكم لقاعدة شبابية عريضة..إذ أنها تدار من قبل شيوخ مخضرمين.. » ويضيف رمزي بأن هذه القيادات الحزبية انشغلت بخلافاتها الداخلية وبسلوكياتها البيروقراطية عن التوجه للشباب ومحاورته و تنظيمه..كما أن أغلب المنظمات الحقوقية والنقابية الحالية مزدوجة الهياكل « مما يجعل الواحد فينا في حيرة من أمره..ما يعرف لشكون يتوجه..! ». آمال العلوي النقابية بالاتحاد العام لطلبة تونس تتفق معه في بعض ما قاله وتضيف بأن المنظمات الحقوقية النقابية أنهكها التحزب ومحاولة طرف السيطرة على مقاليدها على حساب الأطراف السياسية الأخرى..وتظيف بأن التوظيف الحزبي للنقابات والجمعيات من شأنه أن يخلق التوتر داخلها ونفور الشباب منها بعد أن يكتشف ازدواجية خطاب البعض فيها ..حيث يرفع شعار الديمقراطية وينتهج البيروقراطية في الممارسة مما من شأنه أن يفقد النقابات والأحزاب المعارضة مصداقيتها. كما ترى بأن موضوع السياسة « محرم » نوعا ما و بأن الشاب التونسي يخاف القمع والتسلط إذا ما أقدم على المشاركة في نشاط معارض. في المحصلة.. بناءا على ما سبق من الآراء المستطلعة، يبدو جليا أن العوامل التي تقف وراء عزوف الشباب عن المشاركة السياسة عديدة ويمكن اختزالها في الخوف من البطالة والسجن، وهذا ما ينتج عنه الإحباط واليأس وانسحاب الشباب من الحياة السياسية تاركين إياها للنخب. كما أن للبيروقراطية الداخلية للأحزاب والمنظمات، حسب مستجوبينا، وخلافاتها الداخلية، وازدواجية البعض من هياكلها وخطاباتها وشعارات الحد الأقصى التي ترفعها بعض الأحزاب والتنظيمات الأصوليّة التي دخلت في فترات معينة في مواجهات مع السلطة جعلها تدفع السلطة باتجاه سياسات أشد مع مختلف مكونات المعارضة..الأمر الذي دفع بالكثير من الشباب المنخرط في هذه الأحزاب أو المحتمل انضواؤه فيها ينعزل تلقائياً وآلياً عنها.. وهذا ما دفع ببعض الملاحظين إلى الدعوة لمزيد تعميق الحوار العقلاني والهادئ حول الشباب وتعديده وتشريك مختلف المكونات الديمقراطية فيه، والانفتاح أكثر على مشاغله وهمومه وتصوراته، والاستماع إلى مقترحاته مهما كانت درجة اختلافها مع التوجهات العامة للسلطة والحزب الحاكم. على هذا الطريق يمكن لنا في المستقبل حصاد شباب متنور..حمّال لوعي سياسي متقدم..وقادر على المساهمة في الشأن العام وصناعة القرار الوطني وعلى حماية مكاسب البلاد والدفع بها للأفضل ، والأمل في أن تضع الجهات المسؤولة في اعتبارها وهي تستعدّ لإعداد استراتيجيّة وطنيّة لسياسة الشباب للفترة 2009-2014 في اعتبارها كلّ هذه النقاط والمحاور. إعداد: بدر السلام الطرابلسي
(المصدر: موقع السياسية الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 26 أكتوبر  2009)


« الانتخابات تشتعل!!! ورؤوس كبيرة من الحزب الحاكم تتساقط في معاقلها »

 


انطلقت الانتخابات التشريعيّة والرئاسيّة هذا الصباح في تونس وسط أجواء من التنافس الشديد بعد أن كانت الجالية التونسيّة بالمهجر قد أدّت واجبها الانتخابي في غضون الأيام الأخيرة. العمليّة الانتخابيّة تجري هذه المرّة وسط تقارب كبير بين جبهة المعارضة الوطنيّة والحزب الحاكم في التشريعيّات وبين مرشحي التكتلين في الرئاسيّة، الغموض عاد ليهيمن على التوقعات في الأسبوع الأخير والسابق للانتخابات بعد أن كان مرشح جبهة المعارضة قد تقدّم بنقطتين في الاستبيان ما قبل الأخير، مراكز استبيان عالميّة وأخرى وطنيّة أقرّت بصعوبة التكهّن المسبق وقالت أنّ التشريعيّات ستحكمها النسب والتحالفات، أمّا الرئاسيّة فغالب الظنّ أنّ أمرها سيحسم في الربع ساعة الأخير. وسائل الإعلام التي حضرت إلى تونس لتغطية الحدث توزّعت مقرّاتها على عدّة أماكن وجلّها رفض الالتزام والتقيّد بالمكان المخصص للغرض من قبل السلطات، فمنهم من اختار إقامة مريحة بعيدة عن الضغوطات ومنهم من فضّل الأماكن المكتظّة والشعبيّة من أجل المتابعة الميدانيّة للأحداث. العمليّة الانتخابية تجري منذ الصباح وسط مشادّات كلاميّة ومناوشات عاديّة كانت تحت سيطرة رجال الأمن الذين تمركزوا في أماكن دقيقة وبعيدة عن الممرات المؤدّية إلى مراكز الاقتراع حتى لا تعطّل أو تشوّش على سلامة سير العمليّة. وسائل الإعلام ترسل تقاريرها تباعا فمنذ ساعات الصباح الأولى أتت الأخبار بالجديد حيث تهاوت رؤوس كبيرة كانت إلى وقت قريب تعدّ من أعمدة النظام. وإن كان الحزب الحاكم يتقدّم في بعض مواقعه التقليديّة فإنّه بصدد تجرّع الهزيمة في مواقع كانت تحت قبضته منذ الاستقلال، ورغم أنّ جبهة المعارضة والتجمّع يخوضان تنافسا محموما في مجمل الدوائر فإنّ وكالات الأنباء ذكرت أنّ بعض الأحزاب الصغرى حقّقت تقدّما مفاجئا وملفتا في بعض هذه الدوائر. لجنة مراقبة الانتخابات تلقّت عدّة شكاوي من عدّة جهات كان أبرزها اتهام الحزب الحاكم باستعمال وسائل نقل خاصّة بالدولة لجلب أنصاره وحشدهم أمام المقرّات، التجمّع بدوره سارع إلى تكذيب هذه الإشاعة « كما أطلق عليها » وردّ الكرة إلى مرمى المنافسين باتهامهم بتلقي دعما سخيّا من جهات إقليميّة لم يسمِّها. بعض المترشّحين الشباب للتشريعيّات والمحسوبين على القائمة المستقلّة كانوا قد حققوا تقدّما مريحا منذ الصباح ممّا يؤهلهم ضمنيا لحجز مقاعدهم في برلمان 2009 من الآن..،،،…،،.. وفجأة انقطع الحلم ونهض بشير من نومه على صوت أبناء الحيّ ينادونه، فتح النافذة وأطلّ على الشارع الهادئ إلاّ من رفاقه وبعض المارّة.. هناك أمام مقرّ الاقتراع الوحيد يقف عمّ إبراهيم الجزّار يمسك في يده « خبزة شواي وباكو حليب » خلفه امرأة عجوز تحاول تعديل سفساريها وهي تهمّ بالدخول إلى المقرّ شبه المقفر، مراقبي المكتب واحد يدخّن سيجارة يسند ظهره إلى الحائط وبيده كأس فيه بعض الشاي البارد يعلوه بعض الغبار.. أمّا السيدة المراقبة فهي بصدد الحديث مع طفل صغير تعطه بعض النقود من أجل أن يشتري لها ثلاثة « فريكاسي » وقازوزة. شباب الحيّ ومن آخر الشارع يشاغبون مدير مكتب الاقتراع بقولهم « هلكتونا بالمشكلة متاعكم وقفتولنا البطولة لأجل هالمسرحيّة إللي تعملوا فيها » ثم يستطرد شاب يخاطب بشير المطلّ من النافذة: زعمة تهرب الترجي في الجولة التاسعة؟؟؟ يردّ عليه بشير: وين تهرب يا راجل جرجيس ماهيش شويّة… ثم يقفل النافذة ويتمدد فوق السرير ليحاول إكمال الحلم دون فائدة فيستسلم معزّيا نفسه قائلا: إلى اللقاء مع الحلم القادم في 2014 إذا خلاّنا ربي حييت بخير وإذا كان ما حرقناش للطليان. (المصدر: « الحوار.نت » (ألمانيا – محجوب بتونس) بتاريخ 25 أكتوبر 2009)  


فوز بن علي.. في صالح التونسيين؟ (شارك برأيك)


إسلام أون لاين.نت بعد إعلان فوز الرئيس زين العابدين بن علي الإثنين 26-10-2009 رسميا بولاية رئاسية خامسة إثر حصوله على نحو 90% من أصوات الناخبين، يثور تساؤل مهم: هل هذا الفوز في صالح تونس والتونسيين؟ وهل سيفي بن علي بوعوده الانتخابية بتوسيع مساحة الحريات في بلاده؟ يدفع المؤيدون لاستمرار بن علي رئيسا لتونس بأنه طوال عشرين عاما حكم فيها البلاد حظي بإشادات دولية لجهوده في تحقيق استقرار سياسي وأمني في تونس، فضلا عن نمو اقتصادي كبير شهدته البلاد وانعكس على التونسيين، وهو ما يفتقد إليه الكثير من المواطنين في الدول العربية، حيث يعانون في آن واحد من الفقر على الصعيد الاقتصادي، ومن الكبت على الصعيد السياسي. ووفقا لأحدث الإحصائيات الرسمية التي نشرت عام 2009 فقد تضاعف دخل الفرد 4 مرات في تونس خلال فترة حكم بن علي ليبلغ الآن 5 آلاف دينار سنويا (3900 دولار)، في حين تقارب نسبة التعليم 99%، كما أن 80% من التونسيين يمتلكون مساكن خاصة بهم، فضلا عن النزول بنسبة الفقر إلى ما يقرب من 4%. وفي مواجهة هذه « الإنجازات الاقتصادية » يرى منتقدو بن علي أن ما يقوم به من تضييق مستمر على معارضيه، بل التنكيل بهم وتصفيتهم جسديا أحيانا -إن تعذرت استمالتهم- يمثل جانبا مظلما في فترة حكم بن علي يستوجب إزاحته من سدة الحكم، ولا يمكن أن « تشفع » له في هذا المقام « إنجازاته » الاقتصادية التي يتحدث عنها الإعلام الرسمي ليل نهار. وفي هذا الإطار أيضا لا تتوقف اتهامات وانتقادات جمعيات حقوق الإنسان للنظام التونسي وتنديدها بالتضييق على حرية التعبير والرقابة على الكتب ومواقع الإنترنت وإغلاق مواقع للمعارضة، فضلا عن المناخ غير الديمقراطي وغير المتكافئ الذي جرت فيه الانتخابات الرئاسية. ولا يمكن أيضا إغفال القانون الذي أصدره بن علي بهدف تنظيم ارتياد المساجد وفرض غلقها خارج أوقات الصلاة، فضلا عن محاربة ارتداء الحجاب في أماكن العمل والدراسة. ويبقى التساؤل قائما: نموذج بن علي الذي يوفر في الإجمال ظروفا معيشية طيبة لمواطنيه تكفل لهم فتح فمهم للطعام لا للانتقاد بحرية هل هو الأفضل لتونس وللتونسيين في المرحلة الراهنة خصوصا إذا ما قورن بأوضاع أخرى أكثر سوءا على كل المستويات في دول عربية أخرى؟ شارك برأيك من خلال نافذة أضف تعليقك. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 26 أكتوبر 2009)

النهضة والسلطة، حتمية المراجعة


ناصح القروي ان كلا من حركة النهضة والسلطة يشعران في تقديري بصعوبة ترتيب العلاقة بينهما في ما يمكن أن نسميه مرحلة ما بعد السجن. ويبدو أن الإسلاميين بعد سنوات القطيعة والمواجهة مع النظام وبعد ان يفترض فيهم أن يكونوا قد قاموا بتقييم تجربتهم السياسية وطبيعة علاقتهم بالسلطة وبقوى المجتمع وأطراف المعارضة واستحضارهم للتحديات الداخلية والتحولات الاقليمية والدولية ساعدهم على ذلك الاستقرار والاقامة لسنوات في بلدان اوروبية وغربية ديمقراطية متقدمة، صاروا أكثر تفهما لحاجة البلاد الى الاستقرار والمصالحة وحاجة الدولة الى تطوير نفسها واثراء هويتها الوطنية دون فقدان مميزاتها الحداثية أو الذوبان في عولمة تكنس الهويات كنسا ولا تقيم اعتبارا لسيادة الدول. وان تحصين الجبهة الداخلية من مستلزمات الحفاظ على الوجود الوطني دون أن يكون ذلك على حساب حرية تمتعوا بمزاياها في بلدان الاقامة وحرم منها اخوانهم في وطنهم. لذلك اتسم الخطاب السائد لرموز النهضة في الداخل والخارج خلال السنوات الأخيرة بجعلهم المصالحة الوطنية الحقيقية ومناهضة العولمة الشرسة والهيمنة قضيتهم، دون أن يتنازلوا عن حق حركتهم في الوجود كطرف وطني الى جانب باقي الأطراف. ودون التخلي عن مطلب الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ورفظ الاستبداد والالتزام بالدفاع عن الهوية العربية الإسلامية. كما يبدو أن الدولة والحزب الحاكم والاطراف الحليفة لهما تبدي اهتماما أكبر بالنقاشات الدائرة في الساحة الإسلامية والتي تنقلها مواقع الانترنت بغثها وسمينها وهي تعكس رغبة النهضة بالظهور في ثوب جديد ومساعي جدية لتطوير نفسها من الداخل وتأكيد حضورها ضمن المشهد السياسي الوطني في تعايش ووفاق مع الأطراف المستعدة للقبول بها والعمل المشترك معها ولا يمكن للسلطة أن تتجاهل ما تؤكده حركة النهضة وتبديه من استعداد مبدئي للإستمرار في خيار نبذ العنف والازدواجية والحرص على إظهار أكبر قدر ممكن من الوضوح في المواقف والبرامج، والواقعية في التعاطي مع الشأن الوطني لا باعتبار ذلك من شروط السلطة أو غيرها من الأطراف، وانما باعتباره من مقتضيات التطور الطبيعي لحركة كانت تتطلع حتى قبل محنة 1991 الى الانتقال الى وضع العلنية الكاملة، والقانونية ببدائل وبرامج واضحة ومفصلة. وقد أعاقت المحنة وملابساتها ذلك التطور الطبيعي ولكنها لم تحرف حركة النهضة عن سمتها الذي عرفت به فلم تفرخ داخل السجون وفي المنفى تكفيريين أو متشددين. لكن لا بد من الملاحظة بأن السلطة لم تبد الى الآن أي اشارة تفيد امكان قبولها بحركة النهضة في نسختها القديمة حتى وان كانت النهضة في الشكل والمضمون الذي عرفت به في الماضي ولا نتصوره واردا ولا ممكنا لا تمثل مشكلا داخل المجتمع التونسي الذي ألفها وألفته والذي يعرف اليوم أشكال تدين اجتماعي عفوي على درجة من التنوع يصعب معها مطابقته بأي نموذج سائد أو وافد أصيل أو دخيل. ويعتبر النموذج النهضوي بالمقارنة معها أشد أصالة وتماسكا وأكثر قدرة على التواصل والاستمرارية وان الدولة من مسؤوليتها مراعاة ذلك التنوع والتغاضي عنه الا اذا جاوز مبدأ التعايش والتسامح الذي يمكن أن يكون عنصرا أساسيا في هوية الدولة يعدل من غلواء التغريب المفروض والتطرف العلماني اللاديني ومن شراسة التحديث القسري. وبقدر ما تراجع الدولة خيار « الكل الأمني » في التعامل مع الإسلاميين وخيار الفرض التعسفي لنمط من التحديث لا يكون مخصبا خارج سياقه وتفسح المجال لحرية التعبير والابداع وتقحم مبدأ التسامح كلبنة في بناء هويتها، كلما أمكن تحول النظام نحو مزيد من الانفتاح وأمكن توفير شروط ارساء مصالحة وطنية يستفيد منها الجميع ويكون الإسلاميون أحد أطرافها. اذ لا تصور لمصالحة تحقق ثراء هوية الدولة وتحديث المجتمع بدونهم والا فسيستمر ترحيل الازمة ويتكرر سيناريو القطيعة. ان المشهد السياسي في تونس لم يتغير بعد مرور عشرين عاما من عمر نظام السابع من نوفمبر. ولكن معطيات كثيرة تغيرت. من ذلك أن رغبة حركة النهضة في الانفتاح على كل الأطراف خيار أكثر مما هو تكتيك مرحلي وسعي للتعايش مسار ومنهج بقدر ما هو حاجة ربما تقدر أنها حاجة وطنية واجتماعية لا حاجة حزبية فقط كما يمكن أن نستنتج من دفع رموزها وقادتها عن أنفسهم مسؤولية افشال محاولات التجاوز والقائها على النظام أو اعتبار القاء التبعة عليها في استمرار القطيعة عملية تسويق من سلطة تريد تأجيل المعالجة السياسية لملف الحركة من المؤشرات القوية على ان لديها الاستعداد لتقبل صيغة حل ممكنة تشابه من قريب أو بعيد صيغ المشاركة التي تم التوصل اليها في أقطار عربية أخرى. ان أحداث غزة الأخيرة وردة الفعل الشعبية في البلدان العربية والإسلامية بقدر ما أظهرت اتساع الفجوة وعمقها بين الأنظمة والشعوب فإنها كشفت مدى تجذر التيارات الإسلامية، وحدة الاحساس بتحدي الهوية ستشجع لا محالة على البحث عن سبل تجسير العلاقة بين الأنظمة والنخب والجماهير. وسيكون من أولويات السماح بحرية التعبير على أوسع نطاق ممكن تفاديا لانتفاضات شعبية وانفجارات اجتماعية لم تعد مستحيلة. ان تحولا ما بصدد الحصول داخل المجتمعات العربية مثل التقارب بين التيار الإسلامي والتيار العروبي وهو مقدمة لإعادة تشكل المشهد السياسي العربي كما أن تجربة تشريك الإسلاميين من موريتانيا الى ماليزيا والتي جاوزت العقد والنصف في بعض الأقطار وأثبتت جدواها في مواجهة التحديات ستكون بالتأكيد قابلة للتعميم مع بعض التأخير وخصوصية في التنزيل. و يرى بعض الباحثين بأن أسباب أخرى غير الاسباب الهيكلية التي أبرزناها في هذا البحث سترشح الحياة السياسية في تونس الى التطور في اتجاه المصالحة الوطنية مما نعده تفاؤلا مفرطا فيه قفز على الكثير من العقبات والصعوبات لكنه سيناريو نورده للقارئ على سبيل الاطلاع حتى لا نكون قد أغفلنا بعض الجوانب التي يراها البعض ذات تأثير في تطور الحياة السياسية في بلد كتونس له خصوصية ان لم نقل يحكمه منطق خاص. يقول الباحث العربي صديقي « ان ما سيكون مهما في تونس بين العامين 2009 و2014 ليس كيف جاء بن علي الى السلطة قبل اثنين وعشرين عاما ولا كيف فاز في انتخابات العام 2009، بل ما اذا كانت سنواته الخمس الأخيرة مكنت من تحقيق مصالحة وطنية وأفضت الى عملية تحول ديمقراطي وما اذا كان قادرا على الالتزام بخروج مشرف وديمقراطي في العام 2014 اذ أن مثل هذا الخروج سيضمن له مكانا مهما في تاريخ تونس السياسي » (*). (*) فصل من كتاب « الإسلامية في تونس » الصادر عن مركز الدراسات الإماراتي المسبار مأخوذ من مقالة للأستاذ العجمي الوريمي ,, أرجو دراسته وتحليله بعمق… عنوان المقال: « الاسلاميون والسلطة في تونس ». (المصدر: « الحوار.نت » (ألمانيا – محجوب بتونس) بتاريخ 25 أكتوبر 2009)


مأساة تبكي الحجر بين تونس والسويد


قُتل الابن الأول غدرا.. سُجن آخران ومات الرابع حسرة في المهجر محمد احتضن صورة شقيقه المقتول وأجهش بالبكاء ثم أعلم زوجته بنيته زيارة قبره فدفن بجواره الى الأبد الأب يصارع الموت… الأم عاجزة وأخوات عزاؤهن في عبراتهن الاسبوعي – القسم القضائي أطوار هذه القضية فيها الكثير من الألم والوجع.. فيها الكثير من الحزن والدموع.. دموع أمّ عاجزة.. دموع أب يصارع الموت.. دموع أخوات سلمن أمرهن للقدر بعد أن أصبحت الآلام خبزهم اليومي ولازمتهم الأحداث المأساوية. قصة عائلة بن سالم القاطنة بدار شعبان الفهري مع الأحزان لم تنته منذ عشر سنوات… اذ شاءت الأقدار أن تخطف اثنين من أبنائها في عز الشباب.. ويودع آخران السجن..وتظل الأم حبيسة البيت اثر مرض ألم بها.. ويظل الأب في صراع يومي مع الموت بسبب مرض خبيث فيما البقية اكتفوا بالمتابعة حينا والبكاء حينا آخر. الموت… الصدمة هذه العائلة استقبلت نهاية الاسبوع المنقضي جثمان ابنها  محمد بن سالم (شهر حمادي) بعد أكثر من عامين على استقراره بالسويد  حيث تزوج فتاة أصيلة ولاية بنزرت وعثر على شغل كان له بمثابة الحلم الذي قد يعيد به البسمة الى شفاه أفراد أسرته.. ولكن الحلم تبخر فجأة والتحق محمد بشقيقه زياد الذي فارق الحياة قبل أكثر من عشرة أعوام. بداية الوجع ونعود الى البداية .. الى نقطة التحول التي رسمت خيوط الألم والأسى لهذه العائلة الوفيرة العدد.. الى يوم 30 جانفي 1999 .. اليوم الذي قلب حياة عائلة بن سالم رأسا على عقب.. تقول الأم السيدة وهي تكفكف مقلتيها: �مساء يوم 30 جانفي  1999 لن يمحى من ذاكرتي فهو بداية تعاقدي مع الاحزان.. بداية معاناتي ومأساتي  في هذه الحياة التي  استكثرت عني الابتسامة والهدوء والفرح� ثم تابعت: �كان ابني زياد (22سنة) واقفا امام مقهى  بالجهة  يترشف القهوة عندما حل شخص في حالة هيجان واستفسره عن شاب فأعلمه ابني بأنه لا يعرفه فثارت ثائرة  المتهم وتفوه تجاه فلذة كبدي بعبارات نابية ثم فاجأه بطعنة استقرت في مقتل.. كانت صدمة تلقاها جميع أفراد العائلة.. ولكننا حاولنا التعامل مع الوضعية بتقبل ما قضت به الاقدار غير أننا  عجزنا.. وفي خضم هذا الوجع علمنا أن قاتل ابني مات في السجن بعد سبعة أشهر من الايقاف اثر مرض ألمّ به وبالتالي أغلق ملف القضية.. المعاناة مرة أخرى بعد سنوات  تمكنا من تجاوز هذه الوضعية ونجح ابننا الاكبر لؤي (38 سنة) بفضل تظافر جهود الجميع في فتح محل لبيع الملابس  الجاهزة وانطلق في العمل وانتدب عاملة لمساعدته  ولكنه قرر بعد فترة إيقافها ففوجئ بها تستحوذ على مفاتيح المحل بعد غلقه�. تتابع محدثتنا: اتصل بها لؤي طالبا منها أن تعيد اليه المفاتيح حتى يتسنى له فتح مغازته فأعلمته أنها سلمتهما لصديقة لها كي توصلهما اليه.. ظل المسكين ينتظر قدوم هذه الصديقة وظلت المغازة مغلقة طيلة أيام ورغم ذلك فقد رفض التشكي بالعاملة قبل أن يتوجه بعد مرور سبعة أيام الى منزل والديها  لتسلم المفاتيح فواصلت هذه الفتاة مماطلته وهو ما حزّ في نفسه وفي لحظة غضب التقط تحفة كانت موضوعة فوق تلفاز بالمنزل وأصاب بها الفتاة متسببا في جرحها. أوقف ابني يوم 25 أفريل 2008 بتهمة الاعتداء بالعنف الشديد وقضت المحكمة ابتدائيا بسجنه لمدة 18 شهرا. تواصل الأم الملتاعة سرد مأساتها :�داخل السجن أصيب ابني بجلطة قلبية أولى ورغم ذلك وقفنا الى جانبه وكان شقيقه المهاجر بالسويد  يساعدنا ماديا على تجاوز هذه الازمة. في الاثناء استأنفت النيابة العمومية بقرمبالية الحكم وأحيل لؤي على المحاكمة مجددا بتهمة محاولة القتل فتقدمت المتضررة بإسقاط دعوى �ويوم 15أكتوبر الجاري� تقول محدثتنا �قضت المحكمة بسجن ابني لمدة خمسة أعوام�. الخبر الصاعقة وبعد أيام قليلة تلقينا مكالمة هاتفية من السويد أعلمتنا فيها زوجة ابني محمد بوفاة الاخير.. لم نصدق الخبر.. خلت نفسي في كابوس.. اسودت الدنيا من حولي.. ولكن الزوجة اتصلت بي ثانية وحاولت ان تهدئ من روعي فأعلمتني أن محمد أمسك لحظات قبل وفاته بصورة شقيقه الذي قتل قبل أكثر من عشرة أعوام واحتضنها وأجهش بالبكاء وتحدث الى زوجته وأعلمها بأنه يحن الى تونس وزيارة شقيقه المتوفي زياد. تبكي هنا الأم المسكينة ويخيّم الصمت وسط الغرفة الضيقة ثم تكفكف عبراتها  وتواصل الحديث عن هذه المأساة: �وفعلا وبعد عشر دقائق فقط من مغادرته البيت بالسويد  سقط ابني محمد أرضا وفارق الحياة متأثرا بأزمة قلبية انتابته ليعود كما شاء الى تونس ولكن ليس لزيارة  شقيقه زياد وإنما للنوم الى جانبه الى الابد�. العفو عن لؤي هذه الأم التي أجرت عمليتين جراحيتين على ساقيها وفي خضم هذه المأساة التي تعيشها منذ سنوات وبعد رحيل ابنيها في عز شبابهما وخوفا من أن يلقى ابنها  لؤي النزيل حاليا بسجن المرناقية المصير ذاته (الموت) بعد أن أصيب بجلطتين متتاليتين ونظرا لوضعيته الصحية الصعبة وأيضا لاسقاط المتضررة في القضية لدعواها فإن هذه العائلة تناشد وزارة العدل وحقوق الانسان العفو عن ابنها أو إطلاق سراحه شرطيا. ليعود الى حضنها  خاصة وأنه عائلها الوحيد ممن ظلوا على قيد الحياة.. هذا حلم عائلة تعاقدت مع الأحزان والمآسي المتتالية.. صابر المكشر (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 أكتوبر 2009)

أوباما مثقف صادق لكن مصيره السياسي في مفترق طرق


صلاح الجورشي 2009-10-26 كنت ولا أزال حتى تاريخ كتابة هذا المقال من المتفائلين خيرا بالرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما، فالرجل يبدو صادقا فيما وعد به جمهوره والناس أثناء حملته الانتخابية. والمؤكد أن الخطاب الذي لا يزال يتبنى الكثير من شعاراته مختلف بشكل جذري عن خطاب سلفه، ولا يضاهيه في المضمون والخلفية إلا ما جاء على لسان الرئيسين كينيدي وكلينتون. لكن موقفه من الإسلام والمسلمين متقدم عليهما بكثير، بل لعله فيما قاله وأعلنه يشكل حالة فريدة في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة الأميركية وسياسييها. مع ذلك، يبدو الرئيس الأميركي في الفترة الأخيرة، وكأنه يتعرض لضغوط قوية من جهات متعارضة في المصالح والتوجهات السياسية، مما جعله مضطربا، ويحاول أن يمسك العصا من الوسط في مسائل لم يعد ينفع معها الترقيع وأنصاف الحلول. لقد استغربت الهجوم اللاذع الذي تعرض له أوباما بعد إلقائه لخطابه الشهير بجامعة القاهرة عن الإسلام، واشتد استغرابي عندما انخرطت أقلام، بل حركات ذات توجهات إسلامية في هذا الهجوم غير المبرر. لقد نسي هؤلاء أو تناسوا أن المتحدث رئيس أميركي، وليس زعيما مسلما، وأنه بخطابه ذاك، أراد أن يغير بشكل دراماتيكي طبيعة العلاقة السلبية التي ترسخت بين الولايات المتحدة الأميركية وبين العالم الإسلامي، والتي أضرت بالطرفين وبالأخص المسلمين. وكان يفترض أن يقع التقاط تلك الفرصة لإعلان عشرات المبادرات في اتجاه دعم هذا التحول الخطير والهام في رؤية أهم مسؤول بأكبر دولة في العالم، لأن العداء المرضي لأميركا أصبح فاقدا لأي جدوى. يبدو واضحا أن مصير الرؤساء في أميركا محكوم بشكل قوي من قبل إسرائيل والدوائر الصهيونية الضاغطة، وهو ما يفسر حالة التردد التي يعاني منها موقف أوباما من الحكومة الإسرائيلية الحالية. إنه مدرك لما تمثله هذه الحكومة من صلف وعنف. بل لعله يشاطر الرئيس كارتر في قناعته بأن إسرائيل تجاوزت كل الحدود المقبولة أخلاقيا ودوليا، وأن ما حدث في غزة جريمة، وأن طرح الدولة اليهودية مقابل كيان فلسطيني لا حول له ولا قوة ليس سوى مناورة ودليل على خطاب عنصري ورغبة نتنياهو ومن معه في تصفية القضية الفلسطينية. كما أنه يدرك أن التوسع في الاستيطان يعني الاستمرار في سرقة موصوفة وعلنية لأرض شعب مغلوب على أمره. كما يعلم علم اليقين بأن ما يقوم به الإسرائيليون في القدس من أجل إزالة المسجد الأقصى هو عدوان فج على حرية المعتقد. كما أنه مقتنع في المقابل بأن الفلسطينيين دفعوا الكثير دون ثمن، وآن الأوان لإنصافهم حتى بالقليل. لكنه، رغم هذا الإيمان بعدالة القضية الفلسطينية، يحاول هذا الرئيس المثقف أن يلف ويدور لكي يتجنب الاصطدام بالفيتو الإسرائيلي، الذي يمكن أن يخلق له متاعب كثيرة، وقد يحول دون ترشحه لدورة رئاسية ثانية. في هذه الحالة، وتحديداً في الملف الفلسطيني، يحتاج أوباما لمن يساعده على الاستمرار في توجهه نحو مزيد الاهتمام بهذا الملف، ويقنعه بأن الدخول إلى التاريخ من أبوابه الكبيرة يحتاج إلى جرأة وصوت عالٍ وانحياز واضح إلى الحق والشرعية. الملف الثاني الذي تتراكم حوله مؤشرات عجز الإدارة الأميركية الحالية هو بالتأكيد المطب الأفغاني. إن جناحا قويا داخل هذه الإدارة يدفع بأوباما نحو الزعم بأن الخيار العسكري لا يزال العلاج الأفضل لإعادة ترتيب الأوضاع داخل هذا البلد لصالح الغرب ولصالح الشعب الأفغاني. في حين أن ما يجب إدراكه بيسر، هو أن خيار القوة قد فشل في أفغانستان، وأن حركة طالبان بسبب صمودها وأخطاء القيادة العسكرية الأميركية والأطلسية، قد تحولت -في رأي الكثيرين من الأفغان وغيرهم- من فصيل مسلح يوصف بالإرهابي، إلى حركة تحرر وطني مناهضة لوجود عسكري وسياسي أجنبي، له أطماع لا يمكن تفسيرها إلا بعوامل استراتيجية هيمنية ومهددة لسيادة دولة مستقلة. أكثر من ذلك، يعلم الجميع، بما في ذلك الرئيس الأميركي أن حركة طالبان تكاد تهيمن على ثلثي الأراضي الأفغانية، مقابل جيش ممول من الخارج وحكومة ضعيفة محمية من الغرب. إنها وضعية مهزوزة ولامنطقية لا يليق برجل مثقف وديمقراطي مثل أوباما أن يدافع عنها ولو للحظة. أخيرا، هناك من يتآمر على أوباما، ويريد أن يدفعه في اتجاه ارتكاب خطأ ثانٍ من نفس طبيعة وحجم الخطأ الذي ارتكبه الرئيس بوش الابن عندما أقدم على احتلال العراق، فرغم الهدوء الذي لا تزال الإدارة الأميركية الحالية تتعامل به مع الشأن الإيراني، فإن سيناريو القيام بعملية عسكرية خاطفة ضد طهران لا يزال قائما حسبما تؤكده جهات متعددة. والمؤكد أن خطوة من هذا القبيل، من شأنها أن تغير مصير أوباما إلى الأبد. لا شك في أن المثقف يبقى حرا إلى أن يرتبط بحزب أو يصبح رئيسا لدولة. في هذه الحالة إما أن يغرق في البراغماتية ويصبح هدفه البقاء مهما كان الثمن، أو أن يواجه النزعات الانتهازية الكامنة في كل رجل سياسي، ويحاول أن يعيد صياغة العلاقة بين الأخلاق والسياسة. الأكيد أن الخيار الثاني هو الذي سيجعل العالم مقتنعا بأن أوباما يستحق فعلاً أن ينال جائزة نوبل للسلام. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية � قطر) الصادرة يوم 26 أكتوبر 2009)


دلائل أزمة العلاقات بين تركيا وإسرائيل


توفيق المديني يسود مناخ من التوتر في العلاقات بين تركيا و إسرائيل ،ولا سيما بعد أن ألغت الحكومة التركية برئاسة رجب  طيب أردوغان مشاركة إسرائيل  في مناورات«نسر الأناضول » السنوية  ، التي تعتبر من أهم التدريبات العسكرية وأوسعها نظرا لنسبة المشاركين فيها (إسرائيل والأطلسي ) ،و التي تجري في إطار تدريبات  حلف شمال الأطلسي لمدة أسبوعين . وكانت هذه المناورات تجري عادة بين تركيا و إسرائيل منذ العام 2001 . و كان من المقررأن تجري مناورة هذه السنة  في قاعدة سلاح الجو التركي  في مدينةكونيا  جنوب إنقرة ، حيث تتدرب  طائرات الحلف الأطلسي  على مهام هجومية  بينها معارك جوية ،وغارات برية، ومحاربة منظومات الدفاع الجوي و التزود بالوقود في الجو. وتنبع  أهمية هذه المناورات الجوية المشتركة  في خليج كونيا القاعدة التي اعتاد الطيران الإسرائيلي استخدامها ، كونها تجري قرب حدودسوريا وإيران، البلدين  المعاديين لإسرائيل . ويعتقد المراقبون أن هذه القاعدة  قد لا تستخدم بعد اليوم لهجوم إسرائيلي محتمل ضد إيران!.‏ وفيما حاولت الحكومة الإسرائيلية التقليل من شأن التداعيات السياسية و الاستراتيجية الناجمة عن قرار أنقرة بإلغاء مشاركة إسرائيل في التدريبات العسكرية الجوية التي تجري عادة بين 12-23  أكتوبر الجاري، قال رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان  في مقابلة  تلفزيزنية له مع «قناة العربية »، أن السبب وراء القرار التركي ، يكمن في أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب ضد الفلسطينيين في غزة عندما ألقت على الأطفال هناك قنابل فوسفورية. وشدد على أن حكومته التزمت ضمير شعبها عندما قررت إلغاء مشاركة الطائرات الإسرائيلية في مناورات «نسر الأناضول ».وكان اردوغان قال لأعضاء حزبه(العدالة و التنمية الحاكم ) : أن «هناك دولا يحظى فيها الأطفال بالتعليم الأفضل والخدمات الصحية المتطورة. وفي أماكن أخرى هناك اليأس، الفقر، الحرب، وأسلحة الدمار الشامل. علينا أن نصغي لأصوات المظلومين، العراق احتل، وكذلك غزة. والبشرية تنظر إلى هذه المظالم من أبراج مريحة». وأضاف أن «البشرية بأسرها رأت قنابل الفوسفور تلقى على أطفال أبرياء في غزة فيما هي جالسة على أرائكها المريحة. ». هل يعتبر هذا الموقف التركي من إسرائيل مفاجأة؟ المتتبع للمواقف التركية منذ وصول حزب العدالة و التنمية إلى السلطة في أنقرة ، يلمس بوضوح مجموعة من التحولات الاستراتيجية في مواقف الحكومة التركية من بعض أزمات الشرق الأوسط،و لعل أخطرها في ظل الأزمة العراقية ذات الأبعاد الدولية . فليست هذه المرّة الأولى التي تتخذ فيها حكومة أردوغان قرارا ً كبيراً  وخطيراً له تداعيات إقليمية في منطقة الشرق الأوسط كلها،فقبل اندلاع الحرب الأنكلو سكسونية على العراق في مارس 2003، رفضت تركيا العضو الدائم في حلف شمال الأطلسي ، والدولة التي تربطها بالولايات المتحدة الأميركية علاقات استراتيجية  على درجة عالية نسبيا من المتانة سياسيا وعسكريا واقتصاديا طيلة مرحلة الحرب الباردة( 1945-1991) ، التي لعبت فيها تركيا دورا أساسيا في نتيجتها بحكم موقعها  الجغرافي  الفارق الكبير في محاصرة الاتحاد السوفياتي  السابق ، رفضت  الحكومة التركية استخدام أراضيها لاحتلال العراق، رغم الضغوط الهائلة التي مورست على تركيا،التي نجحت في إعادة توازن دبلوماسيتها والعودة إلى مكانها في العالم الإسلامي، من خلال دمج حضورها الجغرافي ودورها التاريخي وقوة اقتصادها الصاعد، ونفوذمؤسستها العسكرية، للعب دور إقليمي فاعل منافس للدور الإسرائيلي. أما على صعيد علاقاتها مع إسرائيل ، فإن رئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان رفض استضافة شارون في تركيا على خلفية المجازر التي ارتكبها في فلسطين المحتلةإبان الانتفاضة الثانية ، ‏ ووصف إسرائيل بالدولة اليهودية بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين رئيس حركة حماس في أبريل 2004.‏  لكن الذي قاد إلى بداية التأزم في العلاقات بين تركيا وإسرائيل هو المقال الذي نشره الصحفي الأمريكي سيمور هيرش في مجلة نيو يوركر في سنة 2004،  والذي أشارفيه  إلى بعض التقارير التي تحدثت عن قيام إسرائيل بتدريب الميليشيات الكردية في شمال العراق وتورطها في عمليات سرية بدول مجاورة. ورغم نفي كل من إسرائيل والقيادة الكردية في شمالي العراق لهذه التقارير، فإن تركيا لم تقتنع، خاصة مع ورود تقارير أخرى، أشارت إلي قيام إسرائيل بإرسال عملاء لها داخل إيران للحصول علي معلومات عن برنامجها النووي.   وكان السفير الإسرائيلي في تركيا «بيني عفيف»  استنكر ما ورد في تقرير النيويوركر، ونفى ما ذهب إليه التقرير من أن إسرائيل قد استفادت من الاحتلال الأمريكي للعراق بتوسيع وجودها في شمال العراق، وطمأن السفير الإسرائيلي وزارة الخارجية التركية بأن إسرائيل قد قررت منذ وقت طويل ألا تتدخل في الشئون العراقية. وأعلن وزير الخارجية التركي عبد الله جول قبول تأكيدات السفير الإسرائيلي من أن ما حواه تقرير النيويوركر هو مجرد ادعاءات غير حقيقية، لكن وكالة أنباء الأناضول، شبه الرسمية، أذاعت علي لسان جول قوله «إننا نأمل ألا تثبت الأيام خطأ ثقتنا بإسرائيل».وكانت وسائل الإعلام التركية قد نشرت قبل ذلك حديثاً لوكيل وزارة الخارجية الإسرائيلية السابق «ألون ليل»، والذي تحدث فيه عن أن إقامة دولة كردية مستقلة أمر لا يزعج إسرائيل, ولكنه أضاف أن إسرائيل مدركة تماما لحساسيات تركيا بشأن هذه القضية، ولهذا فإن إسرائيل لا تحاول دعم هذا التوجه الكردي.(حسب التقرير الإخباري لمجلة العصر 29/7/2004). ورغم مجيء أول حكومة إسلامية بزعامة نجم الدين أربكان  في عام 1996،فإنه مع ذلك تم التوقيع  بين تركيا وإسرائيل على  اتفاقية التعاون  في مجال التدريب العسكري، حيث استمرالتعاون العسكري بين إسرائيل وتركيا قائماً منذ ذلك الوقت . وقد فتحت تلك الاتفاقية سماء تركيا أمام الطيارين الإسرائيليين للتدريب والقيام بمناورات عسكرية مشتركة .. لكن هذه العلاقات انتابها قدر كبير من الفتور إبان الاحتلال الأميركي للعراق ،  وقيام إسرائيل بتوثيق علاقاتها مع المليشيات الكردية في شمال العراق.   ويعزو معظم المسؤولين الإسرائيليين في تحليلاتهم للأزمة في العلاقات بين تركيا وإسرائيل ، إلى اندفاع المشروع التركي لجهة تطوير العلاقات مع كل من سوريا و إيران ،  على حساب تآكل في العلاقات الاستراتيجية بين تركيا و إسرائيل ،و لا سيما بعد أن دشنت زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى أنقرة ربيع 2009 فصلا جديدا من فصول الأدوار الإقليمية في المنطقة ، حيث مثلت تلك الزيارة اعترافاً أميركيا ً صريحاً  وواضحاً بأهمية دور تركيا الجغرافية و السياسية في صياغة  توازنات السياسة الدولية ، كما مثلت تلك الزيارة  فاتحة لإقامة شراكة جديدةبين  القوة الأعظم الولايات المتحدة، و بين القوة الإقليمية الصاعدة تركيا. وتعتقد إسرائيل أن إقامة الحلف الإقليمي السوري- التركي الجديد من خلال تشكيل مجلس التعاون الاستراتيجي السوري-التركي الذي تم على أعلى المستويات في سورية (حلب) والذي عقد في الثالث عشر من أكتوبر الجاري ، بأنه دليل إضافي على رغبة تركيا بالابتعاد عن إسرائيل والاقتراب من جيرانها المسلمين.‏ كما اعتبرت إسرائيل أن الإعلان عن القيام بمناورات عسكرية تركية سورية قريباً هو تأكيد لفرضيتها.‏ ورغم مخاوف قادة إسرائيل من التقارب التركي مع كل من سوريا وإيران، فإنهم يستبعدون تماما أي حديث عن إمكانية قيام تركيا بمراجعة علاقاتها «لوثيقة» بإسرائيل. أما من الجانب التركي ، فإن الأزمة في العلاقة مع إسرائيل ناجمة من الصدمة التي تلاقاها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حين قام ايهود أولمرت بزيارة تركيا قبل يومين من الحرب الإسرائيلية على غزة يوم 27 ديسمبر 2008، حيث لم ولم ينبس أولمرت  ببنت شفه عن نيات الحكومة الإسرائيلية بشنذلك العدوان .. كما أن أردوغان لم يخف يوماً تحفظاته حيال التعاون العسكري المدعوم من الجنرالات الأتراك والإسرائيليين.‏ لقد تبين لإسرائيل أن قدرة تأثيرها على تركيا البلد المسلم الهام والحليف لها تتراجع وبذلك يعتبر الإسرائيليون أنهم قد يفقدون هذا الحليف، وماتخشاه إسرائيل الآن هو أن تقع التكنولوجيا العسكرية والمعلومات المتبادلة مع أنقرة أن تقع مستقبلاً في أيدي أعداء إسرائيل.‏ ولم يخف أفيغدور ليبرمان غضبه باستدعاء السفير التركي في تل أبيب بحجة أن التلفزيون التركي عرض جنوداً إسرائيليين يقتلون السجناء لكن رئيس الوزراء أردوغان اعتبر هذا التصرف رداً مستتراً على إلغاء المناورات العسكرية بقوله: إن تركيا بلد كبير لايمكن لأحد أن يملي عليها قراراته، وأي سلطة سياسية يجب أن تأخذ في الحسبان رأي الشعب التركي وطلباته.( حسب  قول صحيفة لوموند الفرنسية في عددها الصادريوم16 أكتوبر 2009).      كاتب من تونس (المصدر: صحيفة أوان(يومية-كويتية) ،الرأي،بتاريخ 26 أكتوبر 2009)  


27 أكتوبر 2009

ليبيا:  خطة هدم « سجن بوسليم » والذاكرة الوطنية الليبية

   


1.وصلت الرابطة الليبية لحقوق الإنسان مؤخرا معلومات بِشأن قرار للسلطات العليا فى ليبيا  بهدم سجن بوسليم ـ سيئ السمعـة ـ والتخلص بذلك من آخر شاهد على المجزرة التى تمت بين جدرانه يومي 29/28 يونيو 1996 والتى فقد خلالها  مئات سجناء الرأي والضمير قدّر عددهم بما لا يقل عن 1200 شهيدا.. سقطوا تحت وابل من رصاص رشاشات قوات أمنية خاصة بقيادة الجنرال خيرى خالد[1] ، هاجمت السجن وأطلقت النار عشوائيا على جميع نزلائه. هذا ولم تعطى حتى اللحظة السلطات الليبية اية معلومات ولم تنشر اي تقرير رسمى عن هذه الجريمة  التى مضى على اقترافها أكثر من ثلاثة عشر سنة. ويبدو أن قرار هدم السجن قد اتخذ ضمن خطة متكاملة تهدف فى النهاية الى حماية مرتكبى  جريمة بوسليم من المقاضاة وضمان إفلاتهم من العقاب عن طريق المراهنة عن الوقت والتقادم ومسح أثارالجريمة ماديا مثل عدم وجود قبور فردية أوحتى جماعية لتحفيز الذاكرة الوطنية الليبية، ومسح مكان الجريمة (هدم السجن  وبناء حي سكنى على انقاضه) وتغييرمعالمه لعدم إثارة الذاكرة الى آخره… كل هذا يتم ضمن خطة مدروسة تهدف أولا وأخيرا الى  مسح كل ما من شأنه ان يثير الذاكرة الجماعية لليبيين مثل مكان الجريمة (السجن) أو ضحايا الجريمة (المقابر) وذلك املا فى ان يساعد المسح المادى للجريمة فى تحقيق الهدف الأساسى من الخطة وهو المحو المعنوى عمليا للجريمة من الذاكرة الوطنية. وقد بدأت خطة مسح الذاكرة الجماعية بتعمد السلطات عدم ذكر المجزرة وعدم التطرق إليها  فى المجالس العامة أو الخإصة لمدة دامت أكثر من اثني عشر سنة  كاملة ودون تململ شعبى يذكر مما أوحى للقائمين عن الخطة انهم نجحوا الى حد كبير فى جعل الناس يقبلون بالأمرالواقع ويتخلون عن المطالبة الجدية بحقهم فى زيارة اقاربهم فى السجن اومحاولة التعرف عن أخبارهم. تبع ذلك إعلام خجول وسري فى سنة 2007  لبعض الأسر، كل على حده، بوفاة قريبهم/أقاربهم فى السجن دون الدخول فى اية تفاصيل مثل نوع المرض الذى نتجت عنه الوفاة أو تاريخها او مكان الدفن. أخيرافى سنة 2009 توسع الإتصال من طرف الأجهزة الأمنية بالاسر ليشمل حوالى 750 اسرة حتى الساعة  حيث عرض عليهم إغلاق ملف الضحايا نهائيا وذلك مقابل دفع تعويض مادى فى حدود  100000 دولارا عن كل ضحية مع التوقيع على قبول إغلاق الملف نهائيا وعدم المطالبة لا بالجثة ولا باية معلومات إضافية عن الضحية. هذه باختصار شديد خطة القضاء على الذاكرة الوطنية لمجزرة بوسليم والذى يمثل هدم »سجن بوسليم » ذاته المشهد النهائى فيها.   2.تنتهز الرابطة الليبية لحقوق الإنسان هذه المناسبة لتجدد مطالبتها السلطلت العليا فى ليبيا بنشر كل المعلومات الخاصة بجريمة بوسليم وتكوين لجنة محايدة من شخصيات وطنية مشهودلها بالنزاهة والحياد للقيام بتحقيق مستقل ونزيه حول جريمة بوسليم وإعداد تقرير دقيق بشأنها وذلك بغية الحفاظ على الذاكرة الوطنية وصيانة مكوناتها. إن الهروب الى الأمام ومحاولة تضليل الرأي العام عن طريق تعيين لجنة  تحقيق من السلطة ولأجل السلطة او هدم « سجن بوسليم » لإخفاء معالم الجريمة، خاصة وقد تحدثت بعض التقارير بان عددا كبيرا من الضحايا يعد بالمائات قد تم دفنهم فى مقبرة جماعية من الخراسانة المسلحة أعدت خصيصا لهذا الغرض تحت دهاليز السجن نفسه،.. إن هذا الهروب لن ينجح فى طمس الحقيقة أومعرفتها مهما طال الزمن ومهما وضعنا من متاريس فى طريقها مثل تشييد المساكن والحدائق على انقاض السجن !. إن الرابطة ليست معنية بتكوين اية لجنة تحقيق فى جريمة بوسليم لا تحترم معاييرالإستقلالية والحيادية وهي تندد بكل إجراءات التمويه التى مالبثت السلطات العليا فى ليبيا تتخدها منذ قيامها بتلك الجريمة بما فيها خطة تهديم « سجن بوسليم ». وتوجه الرابطة نداءا عاجلا لجميع الليبيين بالوقوف ضد هدم « سجن بوسليم » الذى يهدف فى الأساس الى اخفاء معالم الجريمة والتخلص من احدى قلاع النضال من أجل الحرية والديموقراطية واحترام حقوق الإنسان. لا بد من الحفاظ على « سجن بوسليم » شامخا ليحكى للأجيال القادمة قصص الإنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان والتضحيات الجسيمة التى قدمها الليبييون من أجل الحرية والديموقراطية واحترام حقوق الإنسان.   3.إن المطلوب والملح ليس هدم « سجن بوسليم » وإنما المطلوب هو اتخاذ السلطات العليا فى البلاد للتدابير المناسبة للإيفاء بالتزامات الدولة الليبية القانونية والبدء فى إجراء تحقيقات فورية وكاملة ومستقلة ومحايدة في جريمة « سجن بوسليم » وفى اتخاذ تدابير مناسبة ضد مرتكبي هذه الجريمة، ولا سيما في مجال القضاء الجنائي، من خلال ضمان ملاحقة الأشخاص المسؤولين عن الجريمة ومحاكمتهم محاكمة عادلة وتوفيرسبل تظلم فعالة لأسرالضحايا وورثتهم وضمان تلقيهم تعويضات مناسبة عما لحق بهم من ضرر؛ وضمان الحق غير القابل للتصرف في معرفة الحقيقة المتعلقة بالجريمة؛ واتخاذ الخطوات العملية الضرورية لمنع تجدد وقوع مثل هذه الجريمة. ولأسر وورثة ضحايا « سجن بوسليم »، بغض النظر عن أي إجراءات قضائية أخرى، حق غير قابل للتقادم في معرفة الحقيقة بخصوص الظروف التي ارتكبت فيها الجريمة والمصير الذى أل اليه ضحاياها. وليعلم أسر الضحايا أن القانون الإنسانى الدولى يضمن لهم الحق فى معرفة الحقيقة مهما طال الزمن حيث  لا يسري التقادم في القضايا الجنائية خلال الفترة التي لا توجد فيها سبل تظلم مستقلة وفعالة فى ليبيا، سواء فيما يخص الملاحقة أو العقوبات. ولايسرى كذلك التقادم على الجرائم التى تندرج فى إطار القانون الدولى وتعتبر غير قابلة للتقادم بحكم طبيعتها مثل ما هو الحال فى جريمة « سجن بوسليم ». وفى المقابل فإن القانون لا يعفى الذين قاموا بجريمة « سجن بوسليم » من المسؤولية الجنائية تحت التستر وراء تنفيذ هم لأوامر عليا ولا يعفى كذلك رؤسائهم باعتبار ان الجريمة ارتكبها موظفون أدنى رتبة من المسؤولية الجنائية إذا كانوا (الرؤساء) يعلمون، أو كانت لديهم، في الظروف السائدة آنذاك أسباب تدعوهم لعلم أن هذا الموظف يرتكب أو على وشك أن يرتكب جريمة من هذا القبيل ولم يتخذوا كافة التدابير اللازمة المتاحة لهم لمنع هذه الجريمة أو المعاقبة عليها. وفى نفس السياق فإن الصفة الرسمية لمرتكب الجريمة بموجب القانون الدولي لا تعفيه من المسؤولية الجنائية أو غير الجنائية ولا توفر له أية حماية حتى وإن كان رئيساً لدولة أو حكومة.   4.لقد أصبح « سجن بوسليم »جزءا لا يتجزأ من تاريخ ليبيا وهو الشاهد على ترويع واضطهاد الليبيين وعلى مدى التعذيب الذى مورس ضدهم ، نتيجة الانتهاكات الجسيمة والمنهجية لحقوق الإنسان لعشرات السنين، والتى أدت فى النهاية إلى ارتكاب جريمة القتل الجماعى. ليس هناك شك فى أن لليبيين حق غير قابل للتصرف فى معرفة الحقيقة عن الأحداث التى أدت الى « جريمة بوسليم » وعن الظروف والأسباب التى أفضت الى ارتكابها. ويتطلب ممارسة هذا الحق، ضمن ما يتطلب، معرفة الليبيين معرفة دقيقة لتاريخ اضطهادهم والذى اصبح، تحت وطأة الحرمان لمدة تفوق الأربعين سنة من التمتع بأبسط حقوق الإنسان، جزء من تراثهم. ويجب، بناءً على ذلك، صيانة هذا التراث من خلال اتخاذ التدابير المناسبة لكي تقوم الدولة الليبية بواجبها المتمثل في المحافظة على كل ما له علاقة بهذا التراث وحفظه بما فيه المحافظة على مبنى « سجن بوسليم » وسجلاته والأسلحة التى استعملت فى جريمة القتل الجماعى والأدوات التى استعملت فى حصص التعذيب لنزلائه وغيرها من الأدلة المتعلقة ليس بجريمة القتل الجماعى فقط وإنما كل حالات القتل خارج نطاق القانون وألوان التعذيب التى عرفها سجن بوسليم وكل الممارسات الاخرى المنافية لحقوق الإنسان.  وتعتبركل هذه التدابير وغيرها ضرورية لصيانة حفظ الذاكرة الجماعية الوطنية الليبية من النسيان بغية الاحتياط على وجه الخصوص من ظهور روايات تحرف الوقائع أو تنفيها. وهي أيضا ضرورية لتمكين الدولة الليبية من القيام بواجبها فى مكافحة الإفلات من العقاب من جهة والتعجيل بتحقيق مصالحة عادلة ودائمة والتى لا يمكن تحقيقها دون مراعاة واحترام الحق فى المعرفة، الذى يعتبر جزءا لا يتجزا من حقوق الإنسان المعترف بها دوليا، والذى يشمل الحق في معرفة الحقيقة والحق في العدل والحق في التعويض، وهي حقوق لا يمكن بدونها علاج  أي أثر من الآثار الكارثية لإفلات مجرمي انتهاكات حقوق الإنسان من العقاب.   5.إن مطالبة الرابطة بالمحافظة على مبنى « سجن بوسليم » لا يعنى باي حال من الأحوال المحافظة عليه كمؤسسة سجنية وإنما المحافظة على المبنى باعتباره جزءا من الذاكرة الوطنية يجسدالإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والثمن الباهظ الذى دفعه الليبييون فى سبيل الحرية والديموقراطية. وتنتهز الرابطة هذه المناسبة لتوجه نداءا الى جميع الليبيين بالعمل من أجل:         أولا : صيانة « سجن بوسليم » وتخصيصه للاحتضان « معهد أبحاث ودراسة لحقوق الإنسان » وفقا للمرجعيات المتعارف عليها دوليا. ُثانيا: تخصيص احدى عنابر السجن ليحتضن  » مركز إقليمى لمناهضة التعذيب ». ثالثا: تخصيص مساحة من السجن لإقامة « متحف وطنى لحقوق الإنسان » تجمّع بداخله كل الوثائق والأدوات التى انتهكت من خلالها حقوق الإنسان الأساسية لليبيين كما تجمّع فيها كل « القوانين » والتعليمات الإدارية الجائرة والأحكام القضائية الملفقة وخاصة تلك التى أصدرتها المحاكم الخاصة وأيضا « مجلس القضاء الأعلى ». رابعا: تخصيص جزء من السجن للاحتضان مكاتب منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان ونقابة المحامين. خامسا: إقامة نصب تذكارى أمام مدخل السجن يطلق عليه اسم « نصب الشهداء » يحمل أسماء كل من فقد حياته دفاعا على الحرية والديموقراطية فى ليبيا ابتداءا بالشهيد دبوب وبن سعود ومرورا بالحواز وبوليفة والمنقوش والمحيشى وحمى والكيخيا والصغير والدغيس وقروم والجدك والشويهدى وانبية ومصطفى رمضان والنامى والشيخ البشتى ومحمود نافع وضيف الغزال وصولا الى شهداء بوسليم ال1200.      عن الرابطة الليبية لحقوق الانسان 27 أكتوبر 2009   


الجزائر : جدل بشأن مصادرة كتاب عن الحراقة متهم بالإساءة لبوتفليقة


الجزائر القدس العربي ـ من كمال زايت ـ تعيش الجزائر جدلا بعد تردد أنباء عن مصادرة كتاب « بوتاخين » الذي أصدره الروائي مهدي الجزائري عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية والذين أضحوا يعرفون في الجزائر بـ « الحراقة ». ورغم أن السلطات لم تعترف بأنها قررت منع الكتاب، إلا أن المؤلف أكد على أن منزله تعرض لعملية تفتيش قام بها 7 من رجال الشرطة. وقال المؤلف أنه انتقد بشدة في كتابه ظاهرة الحراقة بعيدا عن الخيال، » هؤلاء الشباب اليائسين الذين يلقون بأنفسهم في البحر حتى وإن كان الأمل في وصولهم أحياء إلى الضفة الأخرى ضئيلا ». وأضاف في تصريح نشرته صحيفة « الوطن » ( خاصة صادرة بالفرنسية) أن سبعة من رجال الشرطة داهموا منزله في العاصمة يوم الجمعة الماضي، وكان معهم أمر بالتفتيش، مشيرا إلى أن هؤلاء بحثوا في كل مكان، تحت السرير في الحديقة، وحتى داخل الحمام. وأوضح أن رجال الشرطة أخذوا ابنه معهم إلى محافظة الشرطة، مع أنه لا علاقة له بالقضية لا من بعيد ولا من قريب، قبل أن يطلقوا سراحه حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، مشددا على أن رجال الشرطة ذهبوا إلى المطبعة وحجزوا النسخ التي عثروا عليها، والتي يقارب عددها 5000 نسخة، رغم أنه لا يوجد أي قرار صادر عن القضاء يخول لهم ذلك. واستغرب المؤلف ما اعتبره هجوما شرسا عليه، مؤكدا أنه لم يقم بأي شيء يستحق كل هذا، لأن ما ورد في الكتاب تنشره الصحف الجزائرية يوميا عبر صفحاتها، مشيرا إلى أن كل الناشرين رفضوا نشر الكتاب، الأمر الذي جعله يحجز مكانا في الصالون الدولي للكتاب الذي يفتتح أبوابه اليوم. يأتي هذا الجدل في وقت تتصاعد فيه ظاهرة الهجرة غير الشرعية في الجزائر، رغم محاولة السلطات احتواءها والتقليل منها، بسن قوانين تجرمها من جهة، وبالإعلان عن برامج خاصة بالشباب من جهة أخرى، فقد قام حرس السواحل بتوقيف 17 مرشحا للهجرة غير الشرعية بولاية وهران ( 400 كيلومتر غرب العاصمة) في وقت وصل فيه 20 آخرين إلى السواحل الإسبانية. جدير بالذكر أن الجزائر تحتل المركز الأول من حيث عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يقصدون السواحل الإسبانية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية- لندن) الصادرة يوم  26 أكتوبر 2009)  


قالت ان زوجته تستعد لاعتلاء ‘عرش النيل’ ‘صانداي تايمز’: جمال مبارك يسعى لتعزيز فرص خلافته لوالده بالمؤتمر العام للحزب الحاكم  


26/10/2009 لندن ‘القدس العربي’: قالت صحيفة ‘صاندي تايمز’ ان خديجة الجمال زوجة نجل الرئيس المصري جمال مبارك، تنتظر ان تنصب على عرش النيل حالة انتخاب زوجها جمال رئيسا لخلافة والده الذي يحكم مصر منذ 28 عاما. واضافت ان جمال مبارك سيستخدم خطابا مهما سيلقيه هذا الاسبوع امام المؤتمر الوطني الديمقراطي، الحزب الحاكم، كي يرشحه في الحملة الرئاسية القادمة لعام 2011، مما سيضمن له خلافة والده البالغ من العمر 81 عاما. ووصفت الصحيفة زوجة جمال خديجة (27 عاما) بانها سيدة مجتمع ثرية وتحمل شهادة في الاقتصاد من الجامعة الامريكية في القاهرة، وظلت تعيش خلف الاضواء ورفضت كل المقابلات الصحافية منذ زواجهما قبل عامين. ولم تظهر الا نادرا في صحف المجتمع الراقية التي تلاحق اخبار المشاهير في مصر ونادرا ما التقطت لها صورة في مناسبات اجتماعية. لكن هذا الوضع قد يتغير حالة ترشح زوجها للرئاسة. ففي ظهور لها غير معهود التقطت لها صورة في اثناء قمة الاقتصاد العالمية في منتجع شرم الشيخ. ونقلت عن رجل اعمال مقرب من العائلة قوله انها ستكون سيدة اولى ممتازة لمصر، مشيرا الى انها ‘ذكية وحلوة وتعرف العالم جيدا فهي بنت عائلة’. وتتحدث خديجة اللغة الانكليزية بطلاقة وتعمل في شركة والدها محمود الجمال، الذي يملك اكبر شركة اعمار في مصر ولديه شركات عقارات كثيرة. وفي العطل الاسبوعية تلعب كرة القدم احيانا في نادي الجزيرة. وكان جمال وخديجة قد تزوجا في حفلة باهرة ويعيشان الان في الزمالك حي الاثرياء التاريخي في القاهرة. ويأتي الحديث عن السيدة الاولى التي تنتظر خلف الاضواء في ضوء الاشاعات عن مسألة الخلافة للرئيس المصري، والتي تزداد صعودا ونزولا كلما تم الحديث عن حالة الرئيس المصري الصحية. وفي المؤتمر الذي سينعقد على مدار ثلاثة ايام، من المتوقع ان يحصل جمال مبارك (46 عاما) على منصب في الحزب يجعله اقرب الى منصب الرئيس. وينقل عن محلل سياسي مصري قوله ان جمال يعمل على بناء قاعدته لدى شباب الحزب حيث يدعم الوزراء الشباب داخل الحكومة الذين يعبرون عن ولائهم له لا لحسني مبارك. ومع ان المعارضة تحاول وقف عربة جمال السياسية الا ان انتخابه يعني نهاية حكم العسكر الذين يملكون مقاليد البلاد منذ ثورة عام 1952 فيما سيجبر انتخابه زوجته خديجة على الخروج للعلن ولعب دور السيدة الاولى. لكن مشكلة السيدة الاولى وزوجها هي جماعات المعارضة خاصة حركة الاخوان المسلمين التي تعمل من اجل منع وصول جمال للسلطة. ونقلت صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ ما كتبه محلل مصري ان صعود جمال للسلطة لن يتم بدون صفقة مع الاخوان المسلمين اكبر جماعات المعارضة مقابل السماح لهم بالمشاركة السياسية، وهذه الصفقة ستمنح جمال مبارك الغطاء الشعبي الذي يريده. وتتعرض الحركة لحملة اعتقالات وقمع لكوادرها، وهناك خلافات داخلية في الحركة حول قضايا محلية واقليمية لكن الحركة تقول حسب قادتها انها لا تطمح للسلطة ولكن لاصلاح النظام السياسي حسب عصام العريان، فمصر هي احسن مكان لبناء ديمقراطية اسلامية حسبما قال. واضاف قائلا ان الغرب لا يزال يحمل الصورة النمطية وخائف من الاسلام ونجح نظام مبارك باقناعه ان الديكتاتورية احسن من الاسلام الديمقراطي. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  26 أكتوبر 2009)


حل السلطة الفلسطينية هو الحل

 


منير شفيق منذ قرار أرييل شارون رئيس وزراء حكومة الكيان الصهيوني ضرْب الحصار على مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله ووضع الرئيس ياسر عرفات في الحصار ومنعه من مغادرة المقر، وما تبِع ذلك من قرار اجتياح مخيم جنين في ربيع 2002، ومنه اجتياح مناطق (أ) في الضفة الغربية وقطاع غزة، أصبحت تلك المناطق في وضعية مناطق (ب). الأمر الذي يعني أن السلطة التي نشأت وفقاً لاتفاق أوسلو، ومن بعده اتفاق القاهرة الذي ترجمه، أصبحت تحت الاحتلال المباشر كلياً. ولكن بوجود الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالرغم من وضعه المحاصر (السجين عملياً)، ومعه ما قام من مؤسسات لاسيما المجلس التشريعي والأجهزة الأمنية التي كانت تابعة له، فضلاً عن المؤسسات التي شملتها �الوزارات�، تحوّلت السلطة عملياً إلى سلطة ممانعة نسبياً، مدعومة، بصورة مباشرة، بانتفاضة الأقصى ومقاومة مسلحة، ضد الاحتلال. لقد أدّت هذه الازدواجية بوجود سلطتين في آن واحد إلى انقسام سياسي وأمني داخل السلطة الفلسطينية عُبِّر عنه بتشكيل رئاسة وزراء أُريد منها أن تحلّ مكان الرئيس الفلسطيني وتحويله إلى رئيس رمزي للتوقيع، أو لتغطية ما يتم من اتفاقات، أو ما هو قائم من واقع على الأرض. وبهذا لم تعد ثمة سلطة فلسطينية في مناطق (أ) موحدّة من جهة، وإلى جانب انقسامها إلى سلطتين قامت سلطة احتلال أمنية-عسكرية إسرائيلية مباشرة من جهة أخرى. وبهذا، أيضاً تكون السلطة قد فقدت كل ما أعطاه لها اتفاق أوسلو- سبتمبر 1993 واتفاق القاهرة الذي تلاه في العام 1994 (الدخول إلى الضفة والقطاع). وعاد الاحتلال مباشراً إلى مناطق (أ) أو جردّها من تميّزهاعن مناطق (ب) و(جـ). منذ ذلك الوقت كان يجب أن تحلّ السلطة بالرغم من وجودها المُشوّه التابع عملياً لسلطة الاحتلال التي تتحكم بالمعابر (الدخول والخروج)، والتحكّم في كل كبيرة وصغيرة مالية وسياسية وأمنية واقتصادية، بما في ذلك الإقامة وإعطاء الأرقام الوطنية. لأن اتفاق أوسلو وما تلاه من تداعيات واتفاقات أبقى يد الاحتلال هي العليا. وما فعلته سلطة اتفاق أوسلو إلا أن جعلته كما وُصِف إسرائيلياً احتلالاً بخمس نجوم. فقد بقي الاحتلال فيما أعفته السلطة من كل مسؤولياته الوسخة (بالنسبة إليه) أي المسؤوليات التي تفرضها اتفاقيات جنيف الدولية وبروتوكولاتها على كل احتلال من حيث تأمين حياة السكان من كل الأوجه الصحية والتعليمية والأمنية والاقتصادية. كان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، والذي استشهد مقتولاً بالسم، يعلم كل ذلك. ولكن كان تسويغه للقبول به، أن ينتقل به إلى دولة مستقلة غير خاضعة للاحتلال (كما توهّم للأسف). وهذا لم يتحقق بل انقلب إلى نقيضه تماماً، وتأكدّ له بعد مفاوضات كامب ديفيد 2 في خريف العام 2000 أن استراتيجية المفاوضات التي يفرضها اتفاق أوسلو ومعادلته لم تعد ممكنة أو مجدية. وهذا يفسّر دعمه المباشر وغير المباشر للانتفاضة ودعمه السرّي حتى للمقاومة المسلحة مسألة ثابتة (باخرة السلاح وما جرى من تحقيقات حولها، فضلاً عن اعترافات بعض المقرّبين منه). وكان ذلك عملياً إيذاناً بانتهاء سلطة اتفاق أوسلو من جانبه، كما من جانب الإدارة الأميركية وحكومة الكيان الصهيوني. وهو ما أدّى إلى حصار مقر الرئاسة فاغتيال ياسر عرفات. ومن هنا تكون السلطة قد أصبحت سلطة تحت الاحتلال المباشر، وغدت مناطقها خاضعة كلياً. إنها سلطة أسوأ من سابقتها، ويُراد أن يُعاد تشكيلها بعد عرفات على أسس جديدة سياسياً وأمنياً وأيديولوجياً ومالياً واقتصادياً. فالهدف الأميركي-الإسرائيلي أصبح العمل على الوصول إلى بناء قائد فلسطيني جديد، و أمن فلسطيني� جديد، وقِيَمْ وثقافة وسياسات جديدة، ورئيس حكومة جديد (نمط سلام فياض)، وفتح جديدة (المؤتمر السادس)، ومنظمة تحرير فلسطينية جديدة وفصائل فلسطينية جديدة. وذلك كله بالمعنى الذي قصده دايتون لاحقاً في معرض حديثه عن خلق الفلسطيني الجديد، وكما ترجمهُ في ما بناه من أجهزة أمنية لاحقاً بعد يونيو 2007 حين تمّ الاستفراد الأميركي- الإسرائيلي بالضفة الغربية في بناء تلك الأجهزة وإحالة الآلاف من ضباط فتح إلى التقاعد. وإلى جانب السيطرة الأمنية على الأجهزة الأمنية نفسها كانت هنالك السيطرة المالية المطلقة على ميزانية السلطة، وامتداداً على ميزانية منظمة التحرير الفلسطينية كذلك وهو ما تحقق تدريجاً بعد اتفاق أوسلو حتى وصل الأمر إلى التحكم الكلي الأميركي- الإسرائيلي بالمصادر المالية للسلطة عبر ما عُرف باسم الدول المانحة مع حصر وصول المساعدات، حتى العربية، من خلالها. وقد أصبحت تلك الميزانية وبالأساس الرواتب تصل السلطة كل آخر شهر لكي تبقى كالأنشوطة حول رقبتها. أما القصد فهو الارتهان المالي الكامل للدول المانحة والتي قرارها بيد أميركا والكيان الصهيوني. عندما قلب الشعب الفلسطيني الطاولة على المخطط الأميركي- الإسرائيلي، بعد تغييب عرفات ومجيء عباس مكانه، وذلك بانتخابه لمجلس تشريعي بأغلبية كبيرة في مصلحة حماس، مما فرض قيام حكومة وفقاً لذلك، ثم حكومة وحدة وطنية برئاسة حماس، هنا استخدم الحصار المالي والسياسي الدولي ومعه بعض العربي الذي شارك في محاصرة عرفات ليتنازل عن صلاحياته. وهو ما أدّى في النهاية مع ما نشب من تداعيات بين أطراف من فتح (الأمن الوقائي) وحماس إلى الانقسام إلى سلطتين: إحداهما في رام الله والثانية في غزة، مما زاد من ارتهان الأولى للقرار الأميركي- الإسرائيلي الذي عبّرت عنه الاتفاقية الأمنية وحكومة سلام فياض ومطاردة خلايا المقاومة في الضفة، كما زاد من حصار الثانية، حكومة وشعباً، فضلاً عن الضغوط المختلفة بما فيها حرب العدوان الإسرائيلي على القطاع 2008/2009. وبكلمة، تكون السلطة التي نشأت مع اتفاق أوسلو، وما تبِع ذلك من تداعيات، قد تحولت إلى عبء حقيقي على الشعب الفلسطيني، ونقطة ضعف شديدة للغاية على الوضع المقاوم والممانع الفلسطيني، واختراق خطير يتهدّد القضية الفلسطينية بالتصفية التي تعّهدت إدارة أوباما بإتمام مسارها. بل أصبحت السلطة عاملاً من عوامل دَهورة الوضع العربي وتغطية أية تنازلات عربية في المسألة الفلسطينية. فالسلطة غدت أمام خيارين: أحدهما الارتهان الكامل للقرار الأميركي- الإسرائيلي وثانيهما الحصار المالي والسياسي والعسكري حتى في الطاقة والدواء والغذاء. وهكذا أصبحت لزومات الاحتلال والحلول التصفوية للقضية الفلسطينية بالنسبة إلى السياسات الأميركية- الإسرائيلية وبعض العربية من جهة، وغدت، من جهة أخرى، أية معالجة أو إصلاحات من خلالها بما في ذلك أية انتخابات محكومة المصير. ومن هنا فإن حلّ السلطة والعودة إلى معادلة احتلال وشعب مقاوم يشكل الطريق للإنقاذ من كل ما تقدّم من سلبيات بما في ذلك استعادة الوحدة الوطنية وروح المقاومة والممانعة. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 26 أكتوبر 2009)  


مرحلة فلسطينية جديدة


ابراهيم حمامي بإصدار محمود عبّاس مرسومه الأخير بتحديد موعد الانتخابات الفلسطينية يكون قد أنهى فعليا مرحلة لطالما أعد لها وانتظرها، وحان وقتها الآن بعد أن استحوذ على مفاصل القرار السياسي الفلسطيني -في الضفة الغربية على الأقل- ليستكمل عملية استبعاد كل من يعارض نهج المفاوضات والتسوية بمن فيهم حركة فتح. حماس شكلت صداعا مستديما ومزمنا لمحمود عباس، ليس عبر سيطرتها على قطاع غزة، لكن لأن صناديق الاقتراع والانتخابات الحرة النزيهة أضافت شرعية سياسية لها بعد شرعيتها الثورية والجهادية، وبعد أن وصلت أسهم صانعي أوسلو للحضيض، وبعد أن ثبت فشل برنامجهم وسياستهم المعتمدة على مبدأ « الحياة مفاوضات »، وبالتالي عمل أركان ورموز السلطة على توفير الظروف الملائمة لضمان إبعاد حماس ومعها قوى المقاومة من المشهد السياسي، عبر ذات البوابة التي دخلوا منها، أي الانتخابات. لكن هذه المرة من خلال نتائج مضمونة سلفا، وعملية انتخابية محسومة لصالح عباس وفريقه، إما من خلال الضغط المباشر على « المقترعين » بتجويعهم وحصارهم، وإما بطرق التفافية أخرى كان في انتخابات فتح المهزلية الأخيرة في بيت لحم مثالا واضحا على نوعيتها وطريقتها. لم يكن إعلان عباس مفاجأة فقد جهز وحضر، وحتى خصومه كتبوا مطولا عن قراره هذا الذي كان متوقعا لكل من يرصد تحركات محمود عباس ومن حوله، وكذلك من يدعمه خاصة النظام المصري، كل لحساباته الخاصة، وأيضا تنفيذا لإستراتيجية إقليمية تُرسم بعيدا عن المنطقة. ماطلت سلطة عباس طويلا في موضوع الحوار والمصالحة، ولم تلتزم بما اتفق عليه كإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وطاردت ولاحقت وقتلت المقاومين في الضفة الغربية كما حدث في قلقيلية، واستمرت في إقصاء كل من يعارضها ولو بالكلمة، في الوقت الذي لم تتدخل فيه مصر الرسمية كراع لهذا الحوار ولم تلبّ النداءات المتكررة لتحميل عبّاس وفريقه المسؤولية عن المماطلة والتسويف. اليوم تتباكى سلطة أوسلو على المصالحة وتسارع للتوقيع، وتسارع معها الإدارة المصرية لتحميل الطرف الآخر المسؤولية عن عدم التوقيع على ورقة استسلام كامل لنهج أوسلو، وتسليم بمرجعية عباس في كل الأمور والشؤون. المرسوم والمصلحة بداية، لا بد من توضيح أن محمود عباس نفسه فاقد للشرعية بعد انتهاء فترة ولايته بداية هذا العام، وهو الذي حصل على تمديد عربي عبر قرار لوزراء الخارجية العرب، وليس عبر الأطر القانونية الفلسطينية، ولا يرقى مرسومه لأكثر من قرار فردي، يفرضه بقوة الواقع لا القانون الذي يتحجج ويتعذر به، والذي يردد من حوله نغمة « الفراغ السياسي » و »الاستحقاق الدستوري »، طبعا إن افترضنا أن فلسطين دولة مستقلة لا تقع تحت احتلال مجرم، وأن الدستور المذكور لا تشوبه شائبة، وأن هناك سيادة كاملة لتطبيق القانون، وهي أمور غير متوفرة على الإطلاق، بل هناك ضرب بعرض الحائط لكل القوانين التي شرعتها سلطة أوسلو نفسها قبل سنوات، ليس أقلها بقاء عرفات في منصبه حتى وفاته، والتمديد للمجلس التشريعي السابق لسنوات. لا يحق لمحمود عباس تحديدا الحديث عن القانون والدستور والنظام الأساسي، بعد أن خرقه أكثر من مرة، وتلاعب به ليناسبه هو وأفعاله، وهذه بعض المواقف التي تثبت ذلك: * محاولة تمرير استفتاء لا أساس قانوني له في صيف عام 2006 لفرض وثيقة الأسرى، التي قال عنها عباس بعد ذلك وتحديدا يوم 2 سبتمبر/ أيلول 2006 إنها لم تعد تصلح كأرضية لحكومة وحدة وطنية، والتي قال عنها أيضا عزام الأحمد في الشهر نفسه: « إن ما يهمنا منها البند الرابع والسابع فقط »، كاشفا بذلك حقيقة أنها مجرد وسيلة للحصول على اعتراف بالاحتلال. * تعطيل القانون الأساسي نفسه معتمدا على نص مادة واحدة لا تعطيه هذه الصلاحية أبدا. * التلويح المستمر بإجراء انتخابات مبكرة، علما بأنه لا يحق لعباس أو غيره دستوريا حل التشريعي أو الدعوة لانتخابات مبكرة، فمدة التشريعي منصوص عليها قانونا بأربع سنوات، لكن ما يستطيع فعله هو التنحي والاستقالة. * تشكيل حكومة طوارئ صيف عام 2007، علما بأنه لا يوجد في القانون الأساسي الفلسطيني أي مسمى لحكومة طوارئ، وصلاحية رئيس السلطة تنحصر في إعلان حالة الطوارئ بشروط مشددة، على أن تكلف الحكومة القائمة الإشراف على حالة الطوارئ ثلاثين يوما، على الرئيس بعدها العودة للتشريعي، أي أن محمود عباس لا يستطيع إعلان حكومة طوارئ ولا لساعة واحدة. * يناير/كانون الثاني 2009: انتهت ولاية رئيس السلطة، لكنه أصر وبقي في منصبه بعيدا عن القانون الأساسي. لكن ما هي مصلحة عباس اليوم في إصدار هذا المرسوم غير الشرعي من رئيس منتهي الصلاحية لسلطة تابعة للاحتلال؟ كما ذكرنا إن فإخراج حماس من دائرة الفعل السياسي عبر صناديق الاقتراع هو الهدف الرئيس، لكن تبقى هناك أهداف أخرى على رأسها تحريم وتجريم المقاومة بكافة أشكالها، على قاعدة سلطة واحدة –قانون واحد –شرعية واحدة –سلاح واحد، هو السلاح الذي يشرف عليه دايتون بأيدي الفلسطينيين الجدد. كما أن محمود عباس يسعى للحصول على شرعية موهومة بعد أن فقد كل شرعياته المفترضة، جزء كبير من فتح لا يعترف بمهرجان بيت لحم وما نتج عنه، منظمة التحرير لا تمثل أحدا بعد أن فُرّغت من كل شيء، السلطة منتهية في الواقع ويقودها رئيس منتهي الصلاحية، وحكومة لا أساس قانوني لها. وفوق هذا وذاك، سقوط شعبي وجماهيري بعد سلسلة المواقف المتتالية التي كان آخرها التنسيق مع مندوب الاحتلال لتأجيل تقرير غولدستون، الذي ما كان ليمر لولا فضح تلك المواقف، والضغط الجماهيري على تلك السلطة. هذه الشرعية المزعومة يريدها محمود عبّاس لتمرير آخر مشروع تصفوي للقضية الفلسطينية، يُطبخ اليوم من تحت الطاولة، ويتخذ من وثيقة جنيف التفريطية أساسا لحل يُنهي الصراع كما يزعمون. ضوء أخضر واستعداد ما كان محمود عبّاس ليتخذ مثل هذا القرار الذي سيُعقّد بالتأكيد المشهد الفلسطيني، إلا من خلال ضوء أخضر وصله بالفعل وبحسب التقارير بعد محادثة هاتفية من أوباما وقبل ثلاث ساعات من إصدار مرسومه، وأيضا ضوء أخضر واضح وصريح من النظام المصري، الذي شارك ويُشارك محمود عباس في مخططه للسيطرة على القرار الفلسطيني. الشواهد على المشاركة والاستعداد كثيرة، وزادت وتيرتها في الأيام والساعات الأخيرة، نرصد منها: * الرفض الأميركي للورقة المصرية للمصالحة بصيغتها الأصلية، التي عُدّلت -بحسب التقارير الصحفية- بشكل يقر فيه « المتصالحون » بمطالب الرباعية. * انفلات الصحف المسماة بالقومية في مصر وبشكل غير مسبوق في التهجم على المقاومة بشكل عام وحماس بشكل خاص. * تصريحات متتالية لمصادر لا تفصح عن اسمها في الخارجية والرئاسة المصرية، تصر فيها على أن الورقة هي للتوقيع وليست للمناقشة، وبطريقة استعلائية واضحة. * تصريح ياسر عبد ربه صبيحة اليوم الذي أصدر فيه عبّاس مرسومه، بعد لقائه مع رايس مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة. * خطبة محمود الهبّاش الوزير لدى عباس في صلاة الجمعة التي اتهم فيها قيادات قطاع غزة بقتل سيدنا عمر بن الخطاب، في إشارة للشيعة وإيران. * تصريحات محمود عباس نفسه التي استحضر فيها مفردات من شاكلة « ظلاميين »، « إمارة ظلامية »، و »انقلابيين ». مصلحة مصرية دعم محمود عبّاس وتحميل حماس تحديدا مسؤولية فشل المصالحة هو مصلحة مصرية بحتة، بعد سلسلة غير متناهية من الفشل الرسمي المصري الذريع في تحقيق أي خرق في الملف الفلسطيني الفلسطيني (قطر نجحت في الملف اللبناني)، وكذلك في الملف الفلسطيني الإسرائيلي الخاص بصفقة الأسرى (الوسيط الألماني نجح في فترة قصيرة جدا فيما فشلت فيه مصر)، أو في ملف المقدسات في القدس (تركيا تتصدر الموقف). مصر وعبر إغلاق ملف المصالحة، والوقوف المستمر وراء عبّاس ترغب في تحقيق أهداف محددة تعيدها للخارطة السياسية الإقليمية، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار التالي: * تلاشي دور مصر الإقليمي في قضايا رئيسية تمس ما تسميه الأمن القومي المصري مثل الشأن السوداني والحرب في اليمن وملف قراصنة الصومال، وملف المياه في دول حوض النيل، وغيرها من الملفات والقضايا التي تقف فيها مصر الرسمية موقف المتفرج والمتابع غير المؤثر. * نجاح دول أخرى بعضها أصغر حجما من مصر في حل قضايا ونزاعات مثل قطر وتركيا. * وجود أزمة داخلية خانقة تتركز حول موضوع التوريث وتصاعد المعارضة العلنية للنظام والتعاطف الجماهيري العارم مع الشعب الفلسطيني. * التقارب العربي الأخير بين أطراف كانت على جفاء مثل التقارب السعودي السوري الذي لا يرحب به النظام المصري. * انكشاف الدور الرسمي المصري في حصار وتجويع قطاع غزة ورفض إدخال المساعدات أو حتى المتضامنين. * الضغط الأميركي المتواصل على مصر من خلال برنامج المعونات الذي يرهن القرار السياسي المصري. * ترنح معسكر « الاعتدال » الذي تنتمي إليه مصر وسلطة عبّاس بعد العدوان الأخير على غزة والانتصار الذي حققته المقاومة. مرحلة جديدة تقاطعت إذن مصلحة القاهرة ورام الله وتل أبيب في فرض حل يضمن الاعتراف بالاحتلال، ويلبي شروط الرباعية، ويجرّم المقاومة، ويعيد هيمنة الاحتلال عبر عبّاس لقطاع غزة. وحين فشلوا في تمرير ورقة المصالحة المصرية التي تخدم تلك الأهداف، يتم اليوم اللجوء لانتخابات معدة سلفا، عملية ونتائج، تمهيدا ربما لتدخل عسكري من نوع ما في قطاع غزة. إن ما حدث ويحدث هو نتيجة مباشرة لاتفاق أوسلو المشؤوم، الذي حول الاحتلال إلى شريك، وأعفاه من مسؤولياته، ومنحه الغطاء الشرعي لممارسة جرائمه، وأوجد عملاء تحت مسميات الرؤساء والوزراء ومعهم عقداء ووكلاء ومديرون، وأوهم البعض أننا دولة عظمى ذات سيادة، وضرب النسيج الفلسطيني ببعضه بحجة الانتخابات، والنتيجة أن الاحتلال يقرر ويفعل ما يشاء ومن خلال إفرازات أوسلو. مواقف فصائل المقاومة يجب أن لا تقتصر على التنديد وردات الفعل وبيانات الرفض والاستنكار، بل اتخاذ موقف حاسم من السلطة وأركانها ومن يدعمها، موقف بقوة ومستوى وحجم المؤامرة التي تحاك ليل نهار لتصفية القضية الفلسطينية، وإسقاط حقوق وثوابت شعبنا. مرحلة جديدة هي التي ترتسم ملامحها اليوم فلسطينيا، وتمايز واضح بين معسكرين لا يوجد أي نوع من التلاقي بينهما « مقاول » و »مقاوم »، وفرز لا يغفل عنه عاقل لطرفين « مفرط » و »متمسك »، وبالتأكيد فإن هذه المرحلة ستشهد جولات وسجالات. السلطة اليوم وبكل إفرازاتها أصبحت عبئا لا يطاق ومأساة فلسطينية، ولا بد من وقفة جادة وإعادة التفكير في التخلص من هذا العبء الثقيل، والتدرج في حله، والعودة إلى أساس الصراع: احتلال وشعب محتل يقاوم من أجل حقوقه.  
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 أكتوبر  2009)
 

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.