الاثنين، 21 يونيو 2010

Home – Accueil

TUNISNEWS

 10ème année, N°3681 du 21. 06 .2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولضحايا قانون الإرهاب


كلمة:الأستاذ عبد الرزاق الكلاني يفوز بمنصب عميد المحامين

السياسية:المهنيون والمستقلون يرجحون كفّة الكيلاني والتيارات السياسية ترضخُ للتجديد

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية : تهنئة إلى العميد الجديد للهيئة الوطنية للمحامين

هند الهاروني:ارفعوا الحصار عن أخي فليس بالحصار يُكَرَّ مُ الأحرار

اللجنة التونسية لحماية الصحافيين: متى تكف السلطة عن التنكيل بزميلنا الفاهم بوكدوس

عريضة وطنية: مساندة لحق العودة للمهجرين التونسيين

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان -فرع القيروان إعــــــــــــــــــــــــــــــــلام

المجلس الوطني للحريات بتونس يطالب بإلغاء قانون « التخوين »

إيلاف:تونس:معتقل سابق في غوانتانامو يخرج من السجن

ميدل ايست:إنتخاب تونس لرئاسة مكتب العمل الدولي

منتدى:تبادل للاتهامات بالثلب و الهرسلة الجنسية بين أستاذ جامعي و طالبته : قضيّة مريبة أخرى تعرفها الجامعة التونسية

الأسبوعي:في مشروع قانون متميز:آليات جديدة لحماية الطفل ضحية العنف والإعتداء الجنسي

منصف ذويب بعد أن أيدته محكمة التعقيب:سأعقل ممتلكات لمين النهدي إن لم يسدد لي 340 ألف دينار

نصرالدّين السويلمي:ألفة يوسف.. و »الكوتة الفكريّة »

الجزيرة.نت:قال لأهاليها: دخلتم قلبي ولن أنساكم القذافي أنقذ قرية إيطالية من البطالة

صالح النعامي:العرب ومتطلبات تجاوز الدورين الإيراني والتركي

د. عبد الله الأشعل:عندما تصبح قضية غزة بديلاً عن القضية الفلسطينية!

فهمي هويدي:تركيا تدفع الثمن نيابة عنا 

أحمد منصور:أعداء تركيا الجدد

أحمد الشيخ :الشركة في بيت الطاعة

غادة دعيبس:أمر قضائي بتوقيف أسقف نابولي فضيحة فساد تهز الفاتيكان

                                                                                             


 Pour afficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس


الأستاذ عبد الرزاق الكلاني يفوز بمنصب عميد المحامين


حرر من قبل طــه البعزاوي في الأحد, 20. جوان 2010 أعلنت النتائج النهائية في انتخابات التنافس على منصب عميد المحامين قبيل الساعة الواحدة فجرا من يوم الأثنين 21 جوان الجاري، وقد فاز الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني الرئيس السابق لفرع تونس للمحامين بـ 1634 صوت في مقابل منافسه الأستاذ البشير الصيد العميد السابق والذي حصل على 1286 صوت. وقد انحصر الدور الثاني من الانتخابات بين الأستاذين المذكورين بعد فوز الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني في الطور الأول بـ 970 صوت وفوز الأستاذ الصيد بـ 793 صوت وسقوط بقية المترشحين المحسوبين على التجمع الحاكم. بعد اعلان فوز الأستاذ الكلاني رفع أنصاره شعار »محاماة حرة حرة والفساد على برة » وذلك في إشارة إلى قضية الإخلال المالي الذي طال صندوق المحامين للتعويض على المرض الذي شاب الدورة السابقة للعميد المتخلي، كما ردد أنصار العميد السابق شعارات مناصرة له.  وذكرت بعض المصادر أن محامين منتسبين للتجمع الحاكم لم يلتزموا بتوصية أمين عام التجمع الذي وجههم ـ في اجتماع خاص بهم قبل الجلسة العامة للمحامين ـ لمناصرة الأستاذ الصيد ضد الأستاذ الكيلاني في حال عدم ترشح أحد المحامين المحسوبين على التجمع للدور الثاني من الانتخابات، وأفادت مصادرنا أن بعض أولئك المحامين صوت لصالح الأستاذ الكيلاني وبعضهم صوت بورقة بيضاء.  وقد ألقى العميد الجديد كلمة بمناسبة فوزه شكر فيها الذين ساندوه وانتخبوه وتعهد بالعمل على النهوض بقطاع المحاماة ومعاملة جميع المحامين دون تفرقة أو نظر إلى خلفياتهم، كما تعهد بعدم تجديد ترشحه لدورة لاحقة.  يشار إلى أن عدد المحامين الذين شاركوا في الدور الأول 3250 محام من جملة 6200 محام يحق لهم التصويت. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 28 جوان 2010)


المهنيون والمستقلون يرجحون كفّة الكيلاني والتيارات السياسية ترضخُ للتجديد

 


النتيجة النهائية:

عبد الرزاق الكيلاني 1634 صوتا البشير الصيد 1286 صوتا
أحدث السيّد عبد الرزاق الكيلاني ما يُشبه المفاجأة بتغلّبه على العميد المتخلي السيّد البشير الصيد خلال الدور الانتخابي الثاني، فمنذ انطلاق عملية الفرز تقدّم الكيلاني على الصيد في رصيد الأصوات تماما كما حدث ذلك خلال الدور الانتخابي الأوّل ، وفي انتظار تعميق القراءات حول سير عملية التصويت واستبيان مواقف التيارات السياسية أشارت مصادر مقربّة من أوساط المحامين التونسيين أنّ المهنيين والمستقلين صوتوا بكثافة لفائدة السيّد عبد الرزاق الكيلاني، كما أنّ وطأة وحساسية ودقّة الملف المالي المتعلّق بصندوق المحاماة قد أثقل بدرجة كبيرة كاهل العميد المتخلي السيّد البشير الصيد وأبعد عنه جزءا هاما من الأصوات ومن دعم بعض الأطياف السياسية  أو أجزاء منها والتي اختارت التجديد والذهاب إلى منافسه الكيلاني.

وكان السيّد عبد الرزاق الكيلاني رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس والمترشح للعمادة قد ركّز في برنامجه الانتخابي على محورين اثنين وهما المحافظة على الدور الريادي لمهنة المحاماة وتدعيم مكانتها والمحافظة على الدور الريادي للمحامي والرقي بوضعه المادي والأدبي وتعهد في هذا البرنامج بتنقيح قانون المهنة وتعصير عمل إدارتها وهياكلها وإعادة هيكلة صندوق المحامين وتعصير طرق تسييره والعمل على توسيع مجال تدخل المحامي وتعصير عمل المحامي وضبط أساليب تعامل المحامي مع وسائل الإعلام.
كما اعتبر أن ما تم عرضه من أفكار ومقترحات صلب برنامجه الانتخابي هو بمثابة الخطوط الرئيسية لورشة عمل متواصلة يشارك فيها جميع المحامين هياكل وأفراد من أجل النهوض بمهنة المحاماة والرقي بها. وكانت نتائج الدور الانتخابي الثاني كما يلي:
عدد الأصوات المصرّح بها: 2967 عدد الأوراق الملغاة: 47 ورقة عبد الرزاق الكيلاني: 1634 صوتا البشير الصيد:1286 صوتا علما وأنّ الدور الانتخابي الأوّل انتهى إلى النتائج التالية: المترشح                       عدد الأصوات عبد الرزاق الكيلاني             910 البشير الصيد                     793                شرف الدين الظريف            539 عبد الجليل بوراوي             533 الهادي التريكي                 377  توفيق بودربالة                 285 تركيبة مجلس الهيئة الوطنية للمحاميين التونسيين تمثيل لكل القائمات المشاركة.. وتركيبة متنوّعة المشارب والاتجاهات بعد معرفة عميد المحامين  وهو السيد عبد الرزاق الكيلاني أفصحت عملية فرز الأصوات التي انتهت اليوم الاثنين 21 جوان 2010  عن صعود المترشحين الآتية أسماؤهم لعضوية الهيئة الوطنية للمحاميين التونسيين: العميد: عبد الرزاق الكيلاني

الأعضاء (في انتظار توزيع المهام)  
سعيدة العكرمي 1757 شوقي الطبيب 1245 بوبكر بن ثابت 1165 أحمد الصدّيق 1100 ريم الشابي 1056 محمّد رشاد الفري 1048 عماد الشيخ العربي 1040
وبحسب التواجد ضمن القائمات الانتخابية التي دخلت السباق فإنّ الفائزين يتوزّعون على القائمات الثلاث المشاركة كما يلي: من قائمة « المحاماة أوّلا » المدعومة من قبل خلية التجمعيين :محمّد رشاد الفري وريم الشابي وعماد الشيخ العربي. من قائمة « المهنية المستقلة » التي كانت تدعم العميد السابق البشير الصيد والتي كان على رأسها المبروك كرشيد : بوبكر بن ثابت وأحمد الصديق. من القائمة « المهنية المستقلة » والتي رأستها: سعيدة العكرمي وشوقي الطبيب  وستتجه الأنظار لاحقا لمعرفة ممثلي الجهات والفروع بمجلس الهيئة الوطنية المحاميين. (المصدر: موقع السياسية الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 21 جوان 2010)  


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية : تهنئة إلى العميد الجديد للهيئة الوطنية للمحامين

 


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية تونس في 21 جوان 2010     تابع » المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية  » بكثير من الاهتمام انتخابات الهيئة الوطنية للمحامين  وعلى اثر انتخاب الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني عميدا جديدا للهيئة  يسعد المرصد ويشرفه أن يتقدم  بتهانيه الحارة  إلى العميد الجديد كما يسره أن يتقدم بتهانيه إلى كل المترشحين و كافّة المحامين الذين أكدوا من خلال مشاركتهم المكثفة في أشغال الجلسة العامة ما يتحلى به قطاع المحاماة من نضالية عالية  كما يبارك الأجواء الديمقراطية التي طبعت أعمال الجلسة  نقاشا واقتراعا  و يجدد  المرصد  في الأخير تأكيده على أن المحاماة تبقى على الدوام  خير سند لقضايا حقوق الإنسان في بلادنا  وخير دعامة من دعائم استقلال القضاء. عن المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية منسق المرصد المكلف بالإعلام عبد السلام الككلي المصدر  :  منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية  » الرابط  : http://fr.groups. yahoo.com/ group/democratie _s_p     


ارفعوا الحصار عن أخي فليس بالحصار يُكَرَّ مُ الأحرار


هند الهاروني-تونس الهاتف : 216.71.971.180 بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين تونس في 21 جوان 2010-10 رجب 1431 إلى اليوم و منذ خروجه من السجن في 7 نوفمبر 2007، لم يرفع الحصار الأمني المضروب على أخي عبد الكريم الهاروني السجين السياسي السابق و الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للطلبة و الكاتب العام الحالي للمنظمة الحقوقية « حرّيّة و إنصاف » و ذلك رغم قضائه في الجملة حوالي 17 سنة و نصف من عمره في السجون التونسية معظمها في نظام العزلة بالسجن المضيق أي أنه كان يخضع لحصار أمني حتى داخل السجن بل إن هذا الاستهداف لأخي عبد الكريم و معاناة أفراد عائلتنا يعود  إلى زمن بعيد منذ أول اعتقال له يوم 25  جويلية  1981 في إطار أول حملة  ضد حركة الاتجاه الإسلامي (حركة النهضة لاحقا) عندما كان طالبا بالمدرسة الوطنية للمهندسين بتونس أي ثلاثين (30) سنة من الملاحقة الأمنية قصد محاولة فرض العزلة عليه و على عائلتنا على مختلف المستويات الأقارب و الجيران و الأصدقاء و عامة الناس و الحال أن « الإنسان مدنيّ بطبعه » كما قال العلامة عبد الرحمان بن خلدون.  فهل يعني ذلك أن نصيب هذا الرجل من الدنيا أن يعيش تحت المراقبة الأمنية مدى الحياة؟. ألم تكف 30 سنة لإقناع البعض أنّ هذا الرجل الذي يحترم الرأي المخالف لا يقبل أن يتنازل عن حقه في التعبير عن رأيه بحرية و أن يعيش حرا ، كريما و آمنا بين أهله و شعبه؟. فكما أن « العدل أساس العمران » فإنّ الحرية أساس الحياة. هكذا يمكنني تلخيص حياة أخي عبد الكريم في أنها نضال من أجل حريته و حرية غيره. فليس بالحصار يكرّم الأحرار.  


اللجنة التونسية لحماية الصحافيين 21/06/2010  متى تكف السلطة عن التنكيل بزميلنا الفاهم بوكدوس  


 تنظر محكمة الاستئناف بقفصة من جديد اليوم الثلاثاء في قضية الزميل الفاهم بوكدوس التي تم تأجيل البت فيها أكثر من مرة بسبب التدهور المتواصل لحالته الصحية. وكان تعذَّر على الزميل بوكدوس حضور الجلسة الأخيرة في مسلسل محاكمته، وهي الجلسة التي انعقدت يوم ١٢ماي٢٠١٠، بسبب تواجده في مستشفى عمومي بسوسة لتلقي العلاج. وجاءت إحالة الزميل بوكدوس في هذه القضية، التي شغلت الرأي العام المحلي والدولي، على خلفية عمله الصحفي المتمثل في تغطية أحداث الحوض المنجمي.  إن اللجنة التونسية لحماية الصحفيين إذ تؤكد على أن هذه المحاكمة تعد محاكمة ظالمة فهي تنبه إلى أن الإصرار على معاقبة الزميل الفاهم بوكدوس تعتبر تصعيدا خطرا في علاقة النظام بالصحفيين التونسيين. تطالب بالكف عن كل التتبعات والملاحقات القضائية التي أضرت بزميلنا وبعائلته ماديا ومعنويا وتعتبر أن  استجابة هيئة المحكمة لطلب الدفاع المعزز بملف طبي وتأجيل القضية في مناسبتين سابقتين خطوة غير كافية لطي هذه الصفحة المؤلمة.  اللجنة التونسية لحماية الصحفيين  


إجماع وطني متزايد حول عودة المهجّرين الاثنين 21 حزيران (يونيو) 2010

عريضة وطنية: مساندة لحق العودة للمهجرين التونسيين

 


اضطر العديد من المواطنين التونسيين، طيلة العشريتين الماضيتين، لمغادرة البلاد والإقامة كرها في دول أجنبية تجنبا للملاحقات الأمنية والمحاكمات بسبب أفكارهم أو انتماءاتهم أو أنشطتهم المعارضة. ولا يزال أغلب هؤلاء المهجرين محرومين من وثائقهم الإدارية (بطاقات الهوية وجوازات السفر) ومن أبسط حقوقهم المدنية والسياسية ناهيك عن حقهم في العودة الآمنة والكريمة إلى وطنهم، في انتهاك واضح لدستور البلاد وقوانينها وللمواثيق الدولية التي صادقت عليها الدولة التونسية. كما لا تزال أعداد من الشباب التونسي الفارين من الملاحقة الأمنية والمضايقة تنضاف إلى قوائم المهجرين اللاجئين إلى خارج حدود الوطن. ورغم أن المُهجّرين وحدوا صفوفهم وانتظموا في منظمة دولية دعت إلى رفع هذه المظلمة، إضافة إلى الدعوات المتتالية من قبل عديد المنظمات والجمعيات والأحزاب والشخصيات التونسية فان السلطة لا تزال متجاهلة لهذه القضية ورافضة لرفع العراقيل التي تمنع أبناء الوطن من العودة إليه. نحن الموقّعون أدناه، نجدد مساندتنا المطلقة لحق عودة المهجرين، ونطالب السلطة التونسية بـ:  تسليم جواز السفر إلى كل تونسي في المهجر وفقا للمدة القانونية المحددة لذلك دون ضغط أو ابتزاز أو مقابل غير مضبوط بالقانون، وسحب نفس الأمر على كافة الوثائق الإدارية التي هي من حق المواطنين التونسيين مهما كان مكان تواجدهم، ـ الكف عن التعامل مع قضية المهجرين كملف أمني، ـ السماح بعودة كافة المهجرين وعائلاتهم، عودة آمنة وكريمة. الامضاءات الأولية : 1- الأستاذ محمد النوري – محامي 2- الأستاذ مختار الطريفي – محامي 3- الأستاذ العياشي الهمامي – محامي 4- الأستاذة نجاة العبيدي – محامية 5- محمد العيادي – ناشط حقوقي 6- سيد مبروك – ناشط حقوقي 7- الاستاذة راضية النصراوي – محامية 8- الأستاذ سمير ديلو – محامي 9- سليم بوخذير – صحفي 10- الأستاذ عبد الرؤوف العيادي – محامي 11- عمر القرايدي – ناشط حقوقي 12- الأستاذة يسرى فراوس – محامية 13- الأستاذة بشرى بالحاج حميدة – محامية 14- الأستاذ مراد العبيدي – محامي 15- الأستاذ فوزي بن مراد – محامي 16- الأستاذ محمد صالح رقيقة – محامي 17- الأستاذ أنور أولاد علي – محامي 18- الأستاذ عاطف بالكامل – محامي 19- الأستاذ كمال الحامدي – محامي 20- الأستاذ رضوان الحاري – محامي 21- الأستاذة منية بوعلي – محامية 22- الأستاذ عبد الناصر عويني – محامي 23- الأستاذ ضياء الدين مورو – محامي 24- الأستاذ نور الدين البحيري – محامي 25- الأستاذة لطيفة الحباشي – محامية 26- الأستاذ فيصل الجدلاوي – محامي 27- الأستاذ نبيل اللباسي – محامي 28- الأستاذ أحمد مشوش- محامي 29- الأستاذ أنور القوصري – محامي 30- حمزة حمزة – ناشط حقوقي 31- الأستاذ أحمد الصديق – محامي 32- الأستاذة آسيا الخج سالم – محامية 33- الأستاذ محمد على الحي – محامي 34- الأستاذ سيف الدين مخلوف – محامي 35- الأستاذ الفاضل سائحي – محامي 36- الأستاذ منذر الشارني – محامي 37- الأستاذ بسام الطريفي – محامي 38- الأستاذ فوزي جاب الله – محامي 39- الأستاذة وئام الدبوسي – محامية 40- الأستاذ شاكر السبري – محامي 41- اسماعيل دبارة – صحفي 42- مية الجريبي – الامينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي 43- مراد اليعقوبي – الحزب الديمقراطي التقدمي 44- شوقي بوعناني – الحزب الديمقراطي التقدمي 45- عصام الشابي – الحزب الديمقراطي التقدمي 46- منجي اللوز – الحزب الديمقراطي التقدمي 47- محمد الناجي الغرسلي – الحزب الديمقراطي التقدمي 48- نعيمة حسني – الحزب الديمقراطي التقدمي 49- صفية المستيري – الحزب الديمقراطي التقدمي 50- سعاد القوسامي – الحزب الديمقراطي التقدمي 51- فائزة ابراهم – الحزب الديمقراطي التقدمي 52- جمال الشريف – الحزب الديمقراطي التقدمي 53- عبد الجبار الرقيقي – الحزب الديمقراطي التقدمي 54- رشبد خشانة – رئيس تحرير جريدة “الموقف” 55- شاهين الشابي – طالب 56- رياض الحار – الحزب الديمقراطي التقدمي 57- فريد النجار – الحزب الديمقراطي التقدمي 58- توفيق القداح – الحزب الديمقراطي التقدمي 59- فتحي الرحماني – الحزب الديمقراطي التقدمي 60- محمد الحامدي- الحزب الديمقراطي التقدمي 61- أحمد فرحات الجموعي – الحزب الديمقراطي التقدمي 62- محمد بن فرج – الحزب الديمقراطي التقدمي 63- محمد الحمروني – صحفي 64- فتحي الماجري – ناشط حقوقي 65- وسام عثمان – ناشط نقابي و طالب دراسات عليا 66- أنور بالحاج عمر – ناشط حقوقي و سياسي 67- علي رابح – ناشط طلابي و حقوقي 68- نعيم الطاهر – طالب مرحلة أولى جغرافيا 69- حفاظ الجندوبي – موظف 70- شاكر الشرفي – أستاذ 71- محمد الحبيب المستيري – إطار تقني 72- زياد بومخلاء – طالب و ناشط نقابي 73- عبد الفتاح تاغوتي – ناشط خقوقي 74- آية الله كحلاني – أستاذ أنجليزية معطل 75- راشد كحلاني – طالب و نقابي 76- عبد الكريم بالهادي – طالب 77- إسماعيل خصيب – طالب و نقابي 78- ياسين منصوري – ناشط حقوقي 79- فوزي قار علي – ناشط حقوقي 80- عمار خليل حدس – ناشط حقوقي 81- سعيد الجازي – ناشط حقوقي 82- فاروق النجار – ناشط حقوقي 83- شادي بوزيتة – ناشط حقوقي 84- الأستاذ الهادي الشناوي – محامي 85- الأستاذ رضا بالحاج – محامي 86- ـ عمر المستيري ـ مدير راديو كلمة 87- ـ سهام بن سدرين ـ المجلس الوطني للحريات 88- ـ كمال الغالي ـ كاتب وشاعر 89- الفاهم بوكدوس ـ صحفي 90- عمار عمروسية ـ صحفي 91- عفاف بالناصر ـ سجينة سياسية سابقة 92- ـ محمد الأخضر لالة ـ عضو المكتب السياسي لحركة التجديد 93- ـ غسان بن خليفة ـ صحفي وطالب 94- ـ عبدالله زنيبر ـ مناضل جمعياتي **************************************************************** 95 ـ Hélène Flautre – Parlement Européen 96 – Isabelle LORAND – Responsable Droits et Liberté au Collège exécutif national du PCF 97 – Nicole Borvo Cohen-Seat, Sénatrice de Paris (PCF) 98 – Eliane Assassi, Sénatrice de Seine-Saint-Denis (PCF) 99- Bernard Dreano – président du centre d’études et d’initiatives de solidarité internationale CEDETIM 100 – Joan-Loís Escafit – militant syndical, associatif et mutualiste 101- Josep Mª Navarro Cantero – SODEPAU (association catalanne de solidarité et cooperation) 101- Hélène DUPONT **************************************************** الرجاء إرسال توقيعاتكم على العنوان التالي petition.alaouda@gmail.com : ***************************************************** إجماع وطني متزايد حول عودة المهجّرين تواصل مكوّنات المجتمع المدني التونسي التعبير عن مساندتها غير المشروطة لمئات المهجّرين التونسيين في مختلف المهاجر في مطلبهم المشروع بالعودة الامنة والكريمة للبلاد. إجماع وطني متزايد هو بصدد تحويل هذه القضية الى مركز اهتمام وتعاطف وطني لن يخفت أو يضعف حتّى يعود آخر تونسي محروم من وطنه الى أهله وبلاده. إجماع وطني على ضرورة حلّ هذه المأساة التي يعاني منها قطاع من التونسيين بشكل يحفظ كرامة هؤلاء الوطنيين ويعيد إليهم حقوقهم المسلوبة بما يكفله دستور البلاد وقوانينها والمواثيق الدولية التي صادقتها عليها الدولة. رفض وطني لأساليب الابتزاز الأمني والسياسي وسياسة الشروط المهينة التي تمارسها السلطة التونسية على الساعين لكسر الحواجز التي تفرضها المصالح القنصليّة والاداريّة في طريق العودة للوطن. تعبّر المنظّمة الدولية للمهجرين عن امتنانها وشكرها لهؤلاء الوطنيّين الشرفاء وغيرهم ممّن دعم وساند مطالبنا الشرعيّة، وتدعو كلّ الوطنيّين من كلّ الأطراف والتوجّهات لمواصلة الدعم والضغط من أجل رفع هذه المظلمة التي دامت لسنوات طوال وآن الأوان أن تنتهي. عن المكتب التنفيذي المهجر في 21 جوان 2010 الذكرى الأولى لتأسيس المنظمة  


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان -فرع القيروان القيروان  في 21 جوان 2010 إعــــــــــــــــــــــــــــــــلام

 


توفيت مساء أمس  السيدة شريفة التليلي بعد أن وقعت نقلتها من مستشفى ابن الجزار إلى مستشفى  الاغالبة  وذلك اثر   نزيف حاد  حدث لها أثناء الولادة . ويرجح أن تكون نقلتها – الغير منصوح بها في حالات النزيف، حسب بعض الإطارات الطبية – قد ضاعفت من تدهور وضعها الصحي. كما  علمنا أن عائلتها تنوي رفع قضية حول ملابسات وفاتها. فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان يطالب ب: ·فتح تحقيق جدي وسريع  في ظروف وفاة السيدة التليلي وفي بعض  حالات الوفيات التي حدثت بمستشفيات الجهة  والتي سبق لفرعنا أن راسل في شأنها  السلط المعنية . ·تطوير الوضع الصحي بالجهة ، حيث تشكو كل المستشفيات والمستوصفات من نقص فادح  في التجهيزات الضرورية والأدوية  وتنامي ظواهر الاكتظاظ  والانتظار.  
عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني  


المجلس الوطني للحريات بتونس يطالب بإلغاء قانون « التخوين »


يشجب المجلس الوطني للحريات تقوية الجهاز الردعي القائم في تونس عبر مصادقة مجلس النواب يوم 15 جوان الجاري لنص قانون جديد يجرّم النشاطات التحسيسيّة التي يقوم بها المدافعون التونسيون في الهيئات الدولية. فالقانون الجديد يعتبر مثل هذه النشاطات « تضرّ بسلامة الاقتصاد الوطني وتهدد الأمن الخارجي للبلاد » بنفس مستوى أنشطة التجسّس. إن هذا التشويه يستهدف بالأساس المدافعين عن حقوق الإنسان، ويشكّل مساسا بروابط التضامن العالمي التي ينسجونها حول القضية التونسية. لقد أضاف النص الجديد للفصل 61 مكرر من المجلّة الجزائية فقرة تجرّم « كل تونسي يتعمد بصفة مباشرة ربط اتصالات مع أعوان دولة أو مؤسسة أو منظمة أجنبية القصد منها التحريض على الاضرار بالمصالح الحيوية للبلاد التونسية. وتعتبر مصالح حيوية للبلاد التونسية كل ما يتعلق بأمنها الاقتصادي » وللتذكير فإن الفصل 61 مكرر من المجلة الجزائية يجرّم كلّ شخص يعمل بأي شكل من الأشكال على المساس بالسلامة الترابية لتونس أو يربط علاقات مع أعوان قوة أجنبية تهدف أو من شأنها أن تمسّ من الوضعيّة العسكرية أو الديبلوماسية لتونس. ويشكّل النصّ الجديد إضافة جديدة إلى بقية الوسائل الردعية السابقة خاصّة قانون « مكافحة الإرهاب » بتاريخ 10 ديسمبر 2003 الذي يتضمّن تضييقا على نشاطات الجمعيّات غير الحكومية. لقد صرّح السيد لزهر بوعوني وزير العدل وحقوق الإنسان – خلال شرحه لدواعي هذا القانون أمام نواب البرلمان – أن هذا القانون يجرّم  » تحريض جهات الأجنبية من تونسي بغرض الإضرار بأمنها الاقتصادي مثل التحريض على عدم إسناد قروض أو عدم الاستثمار أو مقاطعة السياحة أو عدم إسناد منزلة الشريك المتقدم لتونس مع الاتحاد الأوروبي، نظرا لما لهذه الأفعال من أثر سيّئ على سياسة التشغيل وعلى نشاطات التصدير والتنمية الاقتصادية للبلاد بصفة عامة ». لقد قدّم الرئيس بن علي هذا القانون بنفسه ليقع تبنيه في وقت قياسي، على إثر تقرير مجلس الشراكة التونسي الأوروبي الذي انعقد يوم 11 ماي ورفض طلب تونس منحها مرتبة الشريك المتقدّم الذي قدّمته يوم 19 مارس 2010، قارنا الحصول على هذه المرتبة بوجود تطوّر ملموس في مجال احترام حقوق الإنسان، تلك الحقوق التي شهدت تردّيا جليّا خلال الأشهر الماضية، منذ إعادة انتخاب بن علي على رأس الدولة لمدّة رئاسية خامسة في أكتوبر 2009. وقد حمّلت السلطات التونسية المدافعين التونسيين مسؤولية هذا الرفض. وقد قامت في موفّى شهر أفريل بعثة من الجمعيّات المستقلة التونسية (الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات والمجلس الوطني للحريات بتونس والرابطة التونسية لمواطني الضفّتين) بجولة تحسيسية في مدريد لدى الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي بدعم من الشبكة الأورومتوسطية للدفاع عن حقوق الإنسان والمنظّمة الإسبانية غير الحكومية ACSUR وكانت هذه البعثة تهدف إلى تحسيس الرئاسة الاسبانية بتردّي حالة الحريات في تونس وبالضرورة الملحّة لإلزام الحكومة التونسية بتعهّداتها في إطار مسار برشلونة المتعلّقة باحترام حقوق الإنسان. إن المجلس الوطني للحريات بتونس ·       يطالب بإلغاء هذا القانون القاتل للحريات الذي يجرّم عمل المدافعين ·       يذكّر الحكومة التونسية أن نشاطات المدافعين محميّة بموجب إعلان الأمم المتحدة الخاص بالمدافعين عن حقوق الإنسان التي صادقت عليها تونس ·       كما يذكّرها أن اتفاقيات الشراكة مع الاتحاد الأوروبي تمنح المدافعين دورا خاصّا في مجال توثيق وفضح انتهاكات حقوق الإنسان كما تخوّلهم الحق في القيام بأنشطة تحسيسية لدى الهيئات الأوروبية. عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين  


تونس:معتقل سابق في غوانتانامو يخرج من السجن


أ ف ب افرجت السلطات التونسية الاثنين عن معتقل تونسي سابق في غوانتانامو كانت السلطات الاميركية قد رحلته الى تونس، بعد ثلاث سنوات امضاها في السجن. تونس: قال المحامي سمير بن عمور لوكالة فرانس برس ان لطفي الاغا (42 عاما) امضى كامل الحكم الصادر بحقه في كانون الثاني/يناير 2008 لضلوعه المفترض في اعمال ارهابية. وقد سجن واعيدت محاكمته بعد ان تسلمه القضاء التونسي فور عودته من سجن غوانتانامو في حزيران/يونيو 2007. واتهم الرجل بانه حارب في افغانستان تحت امرة طالبان ضد تحالف الشمال بقيادة احمد شاه مسعود. وكانت السلطات الباكستانية قد اعتقلت لطفي الاغا في عام 2002. وكان غادر بلاده سرا عام 1998 متوجها الى ايطاليا حيث عمل في مركز ثقافي اسلامي في ميلانو (شمال).
(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 21 جوان 2010)  


2010-06-21 إنتخاب تونس لرئاسة مكتب العمل الدولي العلاقات المهنية والحماية الاجتماعية القائمة على ربط التقدم الاقتصادي بالرقي الاجتماعي ترسخ صورة تونس عالمياً.  


تونس – أنتخبت تونس بالإجماع لرئاسة مجلس إدارة مكتب العمل الدولي لمدة سنة وذلك في نهاية أشغال الدورة 99 للمؤتمر الدولي للشغل الملتئمة بجنيف من 02 إلى 18 حزيران – يونيو 2010. وأشاد أعضاء مجلس إدارة المكتب الدولي للعمل خلال اجتماعهم بتوجهات تونس وخياراتها في مجالات الشغل والعلاقات الاجتماعية وأعربوا عن ثقتهم في نجاحها في تسيير هذه الهيئة الدولية خلال الدورة الجديدة 2010-2011. وينعقد هذا المؤتمر سنويا خلال شهر حزيران ويحضر أشغاله الوزراء المكلفون بالشغل والشؤون الاجتماعية. وقالت مصادر تونسية رسمية إن انتخاب تونس لهذه الخطة الدولية يترجم مصداقيتها في الهيئات الدولية وإشعاعها الخارجي وذلك بفضل وسياسات الرئيس زين العابدين بن علي، ومقارباته الإستشرافية ومبادراته الرائدة، وما تحظى به صورة البلاد من إشعاع في الخارج. وأضافت المصادر أن هذا الانتخاب يعدّ تثمينا دوليا متجدّدا لسياسة تونس في مجال العمل والعلاقات المهنية والحماية الاجتماعية التي كرستها سياسات بن علي والقائمة على ربط التقدم الاقتصادي بالرقي الاجتماعي. وتتصدّر مسالة التشغيل أولوية مطلقة ضمن الخطط التنموية والسياسات التي تنتهجها تونس خلال السنوات الأخيرة، حيث باشرت البلاد خطة طموحة للتخفيض من نسبة البطالة من 13 بالمائة إلى 11 بالمائة، واستحدثت آليات تمويل لتشجيع طالبي الشغل لا سيما الشباب على إنشاء المشاريع ومن هذه الآليات صندوق التشغيل المعروف في تونس بصندوق 21/21 والبنك التونسي لتمويل المشاريع الصغرى. كما تنتهج تونس سياسة الحوار الاجتماعي بين مختلف الأطراف ذات العلاقة بالتشغيل بما فيها الحكومة والقطاع الخاص وأرباب العمل من جهة ونقابة العمال والأجراء من جهة أخرى ما ساعد على تأمين الزيادة السنوية في الأجور وقد ساعدت هذه السياسة على تحسين القدرة الشرائية للمواطن والترفيع في معدل الدخل الفردي السنوي ليبلغ 5574 دينار. ويضم مجلس إدارة المكتب الدولي للعمل 56 عضوا من بينهم 28 يمثلون الحكومات و14 أصحاب الأعمال و14 الشغالين. وتتمثل مهام هذا الهيكل أساسا في انتخاب المدير العام للمنظمة وفي ضبط برنامج عمل المنظمة ولجانها المختلفة، وكذلك في تحديد موازنة المكتب الدولي للعمل، إلى جانب مراقبة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة من قبل المنظمة مع مختلف الأطراف، وإقرار محاور وجدول أعمال المؤتمر الدولي للعمل. وتعمل 10 لجان وفرق عمل إلى جانب مجلس الإدارة أهمها لجنة البرامج والشؤون الإدارية والميزانية التي يترأسها رئيس مجلس الإدارة، ولجنة الحريات النقابية المتخصصة بالنظر في الأوضاع الاجتماعية وفي العلاقات النقابية بالبلدان الأعضاء. وقد تداول على رئاسة مجلس إدارة المكتب الدولي للعمل 75 رئيسا منذ تأسيسه سنة 1919 وكانوا في اغلب الحالات ممثلين للدول المصنعة والمتقدمة، ومنها فرنسا التي تداولت على رئاسة المجلس في ست مناسبات متباعدة، آخرها الرئاسة التي تولاها وزير الشؤون الاجتماعية الأسبق فليب سيغان، والمكسيك في خمس مناسبات وكندا والبرازيل وبريطانيا والهند في أربع مناسبات، وكذلك الولايات المتحدة وايطاليا وشيلي في أربع مناسبات.
(المصدر:موقع ميدل ايست اولاين(تونس) بتاريخ 21 جوان 2010)


تبادل للاتهامات بالثلب و الهرسلة الجنسية بين أستاذ جامعي و طالبته : قضيّة مريبة أخرى تعرفها الجامعة التونسية

 


  تونس في 21 جوان 2010     بقلم : النوري بن سليمان (*)   تداولت الأوساط الجامعية و في قطاع التعليم الثانوي في الفترة الأخيرة وقائع و معطيات مثيرة تتعلّق بخلاف بين الأستاذ الجامعي بكلية الآداب و الفنون و الإنسانيات بمنوبة ع… الح… الأ… و أستاذة التعليم الثانوي الملحقة بالمعهد العالي لإطارات الطفولة بقرطاج درمش السيدة ل… ث…(حذفنا الأسماء و الألقاب و تركنا فواتحهم منعا لإحراج عائلات الطرفين) و المسجلة بشهادة الدكتوراه بكلية العلوم الإنسانية و الإجتماعية ب 9 أفريل و المنتمية إلى مخبر التراث بكلية منوبة تحت إشراف الأستاذ المذكور.   و تتمثّل هذه الوقائع في اتهام الأستاذ المشرف للأستاذة الطالبة بالثلب و السرقة العلمية و هو الاتهام الذي دفعه في الجانب الجزائي من القضية إلى تسجيل شكاية ضدّ المعنية بالأمر، و التي وقع سماع أقوالها بأحد مراكز الشرطة العدلية، مع مراسلة الوزير للمطالبة بحرمانها من مواصلة بحثها، على خلفية عدم تقيّدها بالضوابط العلمية، على حدّ زعمه، و طردها من جميع الجامعات التونسية و إنهاء إلحاقها بمؤسسات وزارة التعليم العالي. كما قام الأستاذ المذكور بحملة شرسة بين الأساتذة و الطلبة مع توزيع عريضة للإمضاء تدعمه  كما حاول التأثير على نقابة كليته و الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي لمساندته و على مديرة المعهد لإنهاء إلحاق طالبته به.   و في المقابل تتهم الأستاذة / الطالبة، و هي متزوجة، السيد ع… الح… الأ…  بالابتزاز و الهرسلة الجنسية. و قد بلغنا من مصادر كثيرة فضّلت عدم الكشف عن هويّتها (لدينا مراسلات خاصة تثبت ذلك…وصلتنا على بريدنا  غير ممضاة أو مختومة بأسماء مستعارة على حدّ تخميننا) أنّ السيدة ل… ث…(حذفنا الأسماء و الألقاب و تركنا فواتحهم منعا لإحراج عائلات الطرفين) قد تعرّضت إلى محاولات متعددة من الأستاذ المشرف للنيل من شرفها و ابتزازها مقابل إمضائه على وثيقة تثبت تقدمها في البحث و هي الوثيقة المطلوبة عادة للترشح لخطة مساعد للتعليم العالي.     و نظرا لأنّ المسألة لم تحفظ لعدم كفاية الأدلة و لم تنته كما كان متوقعا لها بدعوة الطالبة لتغيير مؤطرها  فقد بات لزاما علينا إنارة الرأي العام بتقديم  مزيد من التفاصيل حسب ما وصلنا من مصادر متعددة. يبدو أن العلاقة  قد تدهورت بين السيدة المذكورة و بين الأستاذ المؤطر منذ ما يقارب السنة و النصف نتيجة ممارسات مست من كرامتها كامرأة و كزوجة.  فالأستاذ يستغل نفوذه و موقعه، على حدّ زعم مصادرنا، كأستاذ مؤطر لإخضاعها إلى ممارسات غير لائقة.   فهو يماطلها في إصلاح ما أنجزته في بحثها و يتلكأ في مدها  بأية وثيقة و يضع العقبات أمام نجاحها و تقدمها في البحث. إذ يرفض مثلا  أن يمضي  في مطلب تجديد التسجيل في الدكتوراه و يماطل لأشهر عديدة بعد التاريخ الإداري، و عند مقابلة الأستاذة / الطالبة له  يعمد إلى تغيير الموضوع  للحديث في مسائل خاصة لا تهمها. و في كل مجالات الحوار العلمي بين الأستاذ المذكور و طالبته يقوم بملاطفتها و بتغيير وجهة الحوار إلى مسائل بعينها و لما ترفض الطالبة الخضوع لطلباته المريبة يبعث لها برسائل رقمية، يبدو أنها في حوزة السيدة  ل…ث …على حدّ زعم مصادرنا، و هي و إن لا تدينه رسميا ولكنّها تحتوي على تعابير و صيغ  قد تعتبر بداية إثبات لممارساته.   و يروج في الأوساط الجامعية أنّه بعد تعدّد مضايقات الأستاذ المذكور لطالبته منعها زوجها من الاتصال المباشر به و الاكتفاء بإرسال عملها معه ليصطدم بغياب الأستاذ عن المواعيد المضبوطة أكثر من مرة ممّا جعل الطالبة ترسل بعملها عن طريق البريد الإلكتروني و تتلقّى من أستاذها ردّا يبدي فيه إعجابه بمنهجية البحث و رضاه عنه و يعبّر عن رغبته في مقابلتها شخصيّا و رفضه استقبال زوجها. كما يروّج بأنّ الأستاذ ع…الح…الأ… قد دعا طالبته، يوم الجمعة 16 أفريل 2010 ، إلى الحضور لمنزله في الساعة السابعة مساءا في غياب زوجته و هو ما امتنعت عنه الطالبة مبدية رغبتها في الحضور من الغد بمقر مخبر التراث بكلية منوبة المذكورة آنفا و هو الأمر الذي استاء منه الأستاذ معتبرا موقفها بخلاف كل زميلاتها مظهر تخلّف. كما يروج أيضا أن السيد ع…الح…الأ… قد تجاسر يوم السبت 17 أفريل 2010 و في مكتبه على الطالبة عندما اشترط عليها أن تغيّر معاملتها له حتّى يمضي لها شهادة تثبت تقدّمها في البحث كما عمد إلى مداعبة شعرها و ملامستها في مواضع معينة من جسمها مما أثار حفيظتها و جعلها تردّ الفعل بانفعالية… و قد رماها الأستاذ بعد ذلك بالملفّ الذي أحضرته معها.    و لئن كانت هذه الوقائع، بقطع النظر عن صحتها، صارت حديث العام و الخاص في الأوساط الجامعية  وغير الجامعية…فإننا ننشرها بكامل الاحتراز الذي تستوجبه حالة مثل هذه مع التأكيد على أن قضايا الهرسلة الجنسية  بجامعتنا، البعض منها ينكشف و يحال أصحابها على مجالس التأديب، و آخرها على سبيل المثال قضية محمد العربي الجلاصي، أستاذ محاضر بالمعهد العالي للغات بتونس، الذي فصل نهائيا عن المهنة  ( وقع توسيمه بعد ذلك في اليوم الوطني للثقافة )، أما البعض الآخر منها فيبقى طي الكتمان أو لا يقع التحقيق في تفاصيلها و حيثياتها إما لسكوت الضحايا عما تعرضن له أو لأسباب أخرى تتعلق بعدم وجود أدلة تثبت واقعة الهرسلة، التي تبقى لدينا أو لدى غيرنا صعبة الإثبات، أو لتدخّل أطراف نافذة للتغطية على الملفّ. و لا نعلم ما إذا كانت وزارة التعليم العالي، التي يبدو أنها على علم بالموضوع بعد مراسلتها أيضا من طرف الأستاذة / الطالبة، ستفتح تحقيقا في هذه القضية إذ أنه من المؤسف أن تتلطخ سمعة الجامعة التونسية بمثل هذه الوقائع أو الاتهامات التي تطعن بلا شك في جدية الشهائد المسلمة منها إلى الطلبة المزاولين لبحوثهم العلمية سواء في إطار شهادة الماجستير أو الدكتوراه.   فشبهة المحاباة تظل قائمة عندما  تروج حول أستاذ شبهة  مساومة طالبته من أجل الحصول على شهادة الدكتوراه أو حتى مقابل الحصول على شهادة التقدم في البحث. و أملنا أن تساهم هذه الوقائع التي ننشرها دون الحسم في صحتها، و نضعها على ذمة من يهمه الأمر، في إعطاء كل ذي حق حقه. و في غياب ذلك تظل الشبهة تحوم حول الأستاذ و الطالبة معا. و هو ما قد يمس من سمعة الأستاذ  مربيّا ومشرفا  وزوجا و من شرف  الطالبة باحثة ناشئة وامرأة متزوجة على الأقل في ما يخص الجانب الأخلاقي  من القضية.   أما في ما عدا ذلك فان الهيئات العلمية مخولة للتحقيق في ما ينسبه الأستاذ للطالبة من سرقة علمية، يبدو انه  قد أعد في شأنها ملف إدانة أرسله إلى الوزارة، كما تبقى العدالة في حالة كهذه مخولة للتحقيق في ما تنسبه الطالبة لأستاذها من هرسلة جنسية و ما ينسبه هو لها من ثلب و قذف. و إذ نأسف لانتشار مثل هذه التهم المتبادلة  بالجامعة التونسية فان هدفنا يبقى أولا و أخيرا المساهمة في إظهار الحقيقة بقطع النظر عن المذنب أو البريء من الطرفين المتنازعين و إنارة الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي و النقابة العامة للتعليم الثانوي حتّى يكون تدخّلهما المنتظر موجّها في اتّجاه ضمان نزاهة أي تحقيق يفتح و ليس لتغليب طرف على آخر.   (*) جامعي   ملاحظة : حذفنا الأسماء و الألقاب و تركنا فواتحهم منعا لإحراج عائلات الطرفين.    لمتابعة التعاليق على صفحتنا بفايس بوك انقر على الرابط التالي :   https://www.facebook.com/note.php?saved&&suggest&note_id=400157824561     لمتابعة التعاليق على مدونتنا انقر على الرابط التالي :   http://archivesdemocratiesp.blogspot.com/2010/06/blog-post_1536.html     المصدر  :  منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية  » الرابط  :http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p


في مشروع قانون متميز آليات جديدة لحماية الطفل ضحية العنف والإعتداء الجنسي


تضمّن مشروع القانون الذي صادق عليه مؤخّرا مجلس الوزراء إحداث آليات ملائمة لحماية الطفل ومراعاة وضعه الخاص خلال مراحل البحث والتحقيق والمحاكمة في القضايا التي تتعلّق بالعنف المادي أو الجنسي. ويندرج المشروع في إطار ما أقرّه المشرّع التونسي من حماية وعناية بالطفل تجسّمت بالخصوص في مجلة حماية الطفل التي اقتصرت على الطفل المهدّد والطفل الجانح في حين بقي الطفل الضحية غير محاط بإجراءات خصوصية توفّر له الحماية اللازمة ولا سيما إذا كان ضحية اعتداء بالعنف المادي أو الاعتداء الجنسي والحال أن مثل هذه الاعتداءات لها تأثير بالغ على حياة الطفل على الصعيدين البدني والنفسي. ولأجل ذلك جاء التعديل الجديد لمجلة حماية الطفل والمجلة الجزائية قصد تلافي الفراغ التشريعي الذي تشكو منه المنظومة القانونية المتعلقة بحماية الطفل ضحية الاعتداء الجنسي حيث تمّت إضافة آليات جديدة تهدف إلى دعم صلاحيات الهياكل المعنية بحماية الطفل والإحاطة به. وفي هذا السياق دعم مشروع القانون صلاحيات قاضي الأسرة ومندوب حماية الطفولة كما تضمّن المشروع تشريك المؤسسات الاجتماعية المتخصصة في الإحاطة بالطفل الضحية والتعهد به وأقرّ آليات توفّر ضمانات قانونية وقضائية خلال مراحل البحث والتحقيق والمحاكمة.
آليات الحماية الصحية والاجتماعية وانطلاقا من أهمية الدور الذي تضطلع به هياكل العمل الاجتماعي ومؤسسات الصحة العمومية في حماية الأطفال فقد أسند لها المشرّع من جديد وبموجب قرار من قاضي الأسرة مهمة التكفل بعلاج الطفل ضحية الاعتداء بالعنف أو الاعتداء الجنسي وتأهيله النفسي والاجتماعي. كما أوكل لها توفير الإقامة والرعاية الأساسية والصحية والإحاطة النفسية التي يقتضيها وضعه، وتعميما للحماية لكلّ الأطفال ضحايا الاعتداء بالعنف أو الاعتداء الجنسي بقطع النظر عن الإمكانيات المادية لعائلاتهم أقرّ مشروع القانون مبدأ مجانية العلاج والإحاطة والمتابعة والتأهيل النفسي والاجتماعي تحقيقا لشمولية الرعاية. وضمانا لفاعلية هذه الإجراءات تضمّن مشروع القانون آلية الإشعار القضائي وتوسيع قائمة الهياكل والأشخاص المحمول عليهم واجب الإشعار دون أن يكون واجب حفظ السرّ المهني المحمول عليهم حائلا دون شك.  
حماية قضائية للطفل الضحية كما أسند مشروع القانون لقاضي الأسرة مهمة حماية الطفل ضحية الاعتداء بالعنف أو الاعتداء الجنسي من خلال توسيع طرق التعهّد والمعاينة التي يمارسها القاضي في هذا الصدد واتخاذ كل التدابير التي يراها مناسبة للإحاطة بالطفل الضحية. ولتجنيب الطفل الآثار النفسية التي قد تنجرّ له نتيجة مثوله أمام المحكمة ولا سيما بالنظر لوضعه النفسي الصعب تضمّن مشروع القانون أنه لقاضي الأسرة إمكانية سماعه بمقر إقامته. كما أقر للطفل الضحية من جهة أخرى الحق في الإعلام بمختلف مراحل القضية وتطوراتها. واعتبارا لما يوفره قاضي التحقيق من ضمانات أرسى مشروع القانون مبدأ وجوبية التحقيق في جرائم الاعتداء بالعنف والاعتداءات الجنسية بما من شأنه أن يراعي حاجيات هذه الفئة من الضحايا خلال البحث التحقيقي، ولدعم هذه الضمانات أوجب مشروع القانون سماع الطفل الضحية بحضور مندوب حماية الطفولة. كما خوّل لقاضي التحقيق إعفاء الطفل الضحية من الحضور إذا اقتضت حالته الصحية أو النفسية ذلك. وأجاز له اعتماد الوسائل السمعية البصرية عند سماعه وفق شروط محددة. ووسّع مشروع القانون الضمانات لتشمل أيضا سماع الطفل الضحية من قبل أعوان الضابطة العدلية بحضور وليه ومندوب حماية الطفولة. ونظرا لخطورة جرائم الاعتداء بالعنف والاعتداء الجنسي على الأطفال ووقعها على حياتهم ومستقبلهم فقد استبعد مشروع القانون تمتيع مقترفي هذه الأفعال بظروف التخفيف.  
آجال سقوط الدعوى واعتبارا إلى أن الأطفال الذين يتعرضون إلى مثل هذا النوع من الاعتداءات غالبا ما يكونون غير قادرين على الإعلام بها نظرا لصغر سنّهم وحالتهم النفسية الصعبة فإنّ الإبقاء على الآجال العادية لسقوط الدعوى لا تحقق الحماية اللازمة لهم كما تؤدي إلى انقضاء الآجال مما يحول دون ممارسة الدعوى العمومية والحال أن الطفل لم يبلغ النضج الذهني الذي يخوله التبليغ في الآجال وهو ما من شانه أن يوفر للمعتدي حماية قانونية لا مبرر لها ويمكّنه من التفصّي من التتبعات. وضمانا لتوفير شروط التتبّع أقرّ المشروع أن آجال سقوط الدعوى العمومية تجري بداية من بلوغ الطفل الضحية سنّ الرشد أي في فترة أصبح فيها ناضجا ذهنيا وقادرا على التبليغ عما تعرض له من اعتداءات. وحرصا على حماية الحياة الخاصة للطفل الضحية ومنع تداول المعطيات المتعلقة بالاعتداء الذي تعرض له تضمن مشروع القانون جملة من الإجراءات تهدف إلى ضمان السرية اللازمة لإجراءات التتبع والمحاكمة.  
فصول مشروع القانون ونظرا لأهمّية هذا المشروع ورغبة من الأسبوعي في تعميم الفائدة لمزيد الاطلاع على محتوى المشروع تنشر الأسبوعي كامل فصول مشروع القانون: الفصل الأول: تضاف إلى مجلة حماية الطفل الفصول 17 مكرر و17ثالثا و17رابعا وفقرة رابعة للفصل 31 والفصل 38  مكرر و39 مكرر وفقرة ثانية للفصل 45 تدرج مباشرة بعد الفقرة الأولى وفقرة ثالثة للفصل 51 وفقرة ثانية للفصل 55 وفقرة ثالثة للفصل 56 وفقرتان ثانية وثالثة للفصل 58 وعددين 6 و7 للفصل 59 كما يلي: الفصل 17 مكرر: يتمتع الطفل ضحية الاعتداء بالعنف أو الاعتداء الجنسي بالحق في الحماية خلال مراحل البحث والتحقيق والمحاكمة. كما له الحق في التعهد والتأهيل والمتابعة. يقصد بالاعتداء بالعنف الأفعال المعاقب عنها بمقتضى الفصول 219 و 221و 224من المجلة الجزائية. ويقصد بالاعتداء الجنسي الأفعال المعاقب عنها بمقتضى الفصول 226 و 226مكرر و227 و 227مكرر و228 و228 مكرر و229 و 230و 232و 233و234 مكرر من المجلة الجزائية. ولا تنطبق أحكام الفصل 53 من المجلة الجزائية على مرتكبي الجرائم المنصوص عليها بالفقرتين السابقتين. الفصل 17 ثالثا: يجب في جميع الإجراءات التي يقع إقرارها تجاه الطفل ضحية الاعتداء بالعنف أو الاعتداء الجنسي أن تعطى الأولوية للتعهد والتأهيل والمتابعة داخل العائلة أو بمشاركتها ما لم تكن العائلة مصدرا لذلك. الفصل 17 رابعا: على كل من يطّلع بمناسبة أداء مهامه على معطيات أو معلومات تتعلق بطفل ضحية اعتداء بالعنف أو اعتداء جنسي عدم إفشائها للغير دون المساس بواجب الإشعار. ويمكن رفع واجب حفظ السر المهني بموجب إذن قضائي. الفصل 31 (فقرة رابعة): كما يكون الإشعار وجوبيا إذا كان الطفل ضحية للاعتداء بالعنف أو الاعتداء الجنسي. الفصل 38 مكرر: تتعهد هياكل العمل الاجتماعي ومؤسسات الصحة العمومية مجانا بموجب قرار من قاضي الأسرة بعلاج الطفل ضحية الاعتداء بالعنف أو الاعتداء الجنسي وبتأهيله النفسي والاجتماعي وتعمل على توفير الإقامة والرعاية الأساسية والصحية والإحاطة النفسية التي يقتضيها وضعه. وتسهر هياكل العمل الاجتماعي على بذل كل الجهد بقصد إدماج الطفل في محيطه العائلي والتربوي والاجتماعي. الفصل 39 مكرر: تتولى مؤسسات الصحة العمومية وهياكل العمل الاجتماعي الإحاطة النفسية بالطفل وانجاز الأبحاث حول وضعه الصحي والعائلي والاجتماعي تنفيذا لقرارات قاضي الأسرة أو مندوب حماية الطفولة. ويحرّر الأخصائيون الاجتماعيون أو النفسيون فور انتهائهم من مهامهم تقريرا حول وضع الطفل ينهي إلى قاضي الأسرة. الفصل 45 (فقرة ثانية): وتجرى أحكام الفقرة السابقة إذا كان الطفل ضحية للاعتداء بالعنف أو الاعتداء الجنسي. الفصل 51 (فقرة ثالثة): كما يتعهد قاضي الأسرة بالطفل ضحية الاعتداء بالعنف أو الاعتداء الجنسي إضافة إلى ما ذكر بناء على إشعار صادر عن: ـ كل شخص يعاين أو يتفطّن لأي اعتداء بالعنف أو اعتداء جنسي على طفل. ـ الأطباء والإطار شبه الطبّي. ـ المؤسسات الصحية العمومية والخاصة. ـ مؤسسات التربية والتعليم. الفصل 55 (فقرة ثانية): يقوم قاضي الأسرة مباشرة بجميع الأعمال اللازمة للإحاطة والتعهّد بالطفل ضحية الاعتداء بالعنف أو الاعتداء الجنسي ويتّخذ الإجراءات العاجلة التي تقتضيها الحالة الصحية والنفسية للطفل. كما يأذن بالاختبارات والأبحاث الاجتماعية والإيواء بالمؤسسات الصحية أو المؤسسات الاجتماعية إذا اقتضت الضرورة ذلك. ويعلم حالا ممثل النيابة العمومية. الفصل 56 (فقرة ثالثة): وتجري أحكام الفقرة السابقة إذا كان الطفل ضحية للاعتداء بالعنف أو الاعتداء الجنسي. الفصل 58 (فقرة ثانية وثالثة): ويمكن لقاضي الأسرة سماع الطفل ضحية الاعتداء بالعنف أو الاعتداء الجنسي بمقر إقامته أو المكان المتواجد به. يعلم قاضي الأسرة الطفل والولي أو من حلّ محلّهما بالضمانات المكفولة قانونا ومدى تقدّم الإجراءات ومحتوى التدابير ومدّتها. الفصل 59 (العددان 6 و7): 6 ـ تمتيع الطفل ضحية الاعتداء بالعنف أو الاعتداء الجنسي بالعلاج والمتابعة النفسية والاجتماعية. 7 ـ إقرار وسائل الوقاية والإسعاف والمراقبة المناسبة. الفصل 2: تضاف إلى مجلة الإجراءات الجزائية فقرة ثانية للفصل 5 تدرج مباشرة إثر الفقرة الأولى والفصل 18 مكرر وفقرة ثانية للفصل 47 والفصل 59 مكرر وفقرتين ثالثة تدرج مباشرة إثر الفقرة الثانية وحادية عشر تدرج مباشرة إثر الفقرة العاشرة للفصل 143 كما يلي: الفصل 5 (فقرة ثانية): تجري آجال سقوط الدعوى العمومية بالنسبة لجرائم الاعتداء بالعنف أو الاعتداء الجنسي على الطفل على معنى أحكام الفصل 17 مكرر من مجلة حماية الطفل بداية من بلوغ الطفل الضحية سن الرشد. الفصل 18 مكرر: لا يمكن لمأموري الضابطة العدلية المنصوص عليهم بالفقرتين 3 و 4من الفصل 10 من هذه المجلة سماع الطفل ضحية الاعتداء بالعنف أو الاعتداء الجنسي إلاّ بحضور وليه أو من حل محله ما لم يكن متسببا في الاعتداء وحضور مندوب حماية الطفولة الذي يمكنه الاستعانة بأخصائي نفساني. ويمكن لمأموري الضابطة العدلية المذكورين بالفقرة السابقة سماع الطفل ضحية العنف أو الاعتداء الجنسي بمقر إقامته أو المكان المتواجد به. ويتولّى مأمورو الضابطة العدلية إعلام وكيل الجمهورية بذلك. الفصل 47 (فقرة ثانية): التحقيق وجوبي في الجرائم المتعلقة بالاعتداء بالعنف أو الاعتداء الجنسي على الطفل كما وقع تعدادها بالفصل 17 مكرر من مجلة حماية الطفل. الفصل 59 مكرر: يتم سماع الطفل ضحية الاعتداء بالعنف أو الاعتداء الجنسي بحضور مندوب حماية الطفولة. ويمكن الاستعانة بأخصائي نفساني أو اجتماعي. لقاضي التحقيق إذا اقتضت الحالة الصحية أو النفسية للطفل ضحية الاعتداء بالعنف أو الاعتداء الجنسي أن يقرّر عدم حضوره. وله في هذه الحالة اعتماد الوسائل السمعية البصرية عند سماعه على أن تكون ثابتة ودائمة وغير قابلة للتغيير. ويحفظ التسجيل السمعي البصري في ظرف مختوم يودع بكتابة المحكمة. ويمنع استخراج نسخ منه. ويمكن للخصوم أو محاميهم بعد الحصول على إذن من قاضي التحقيق الاطلاع على التسجيل السمعي البصري الخاص بسماع الطفل دون نقله. ويتم الاطلاع بحضور قاضي التحقيق أو كاتبه. ويحتفظ بالتسجيل السمعي البصري إلى انقضاء آجال سقوط الدعوى العمومية. الفصل 143 (فقرة ثالثة): تعقد الجلسات التي يكون فيها الطفل ضحية اعتداء بالعنف أو اعتداء جنسي على معنى الفصل 17 مكرر من مجلة حماية الطفل بصفة سرية بحضور الولي أو من حل محله أو الكفيل وأخصائي نفساني. الفصل 143 (الفقرة الحادية عشرة): يمكن للمحكمة من تلقاء نفسها أو بناء على طلب من الطفل أو وليه أو من حل محله اتخاذ الإجراءات التالية: ـ عدم الإفصاح عن هوية الطفل الضحية أثناء سير القضية. ـ عدم ذكر اسم الطفل عند التصريح بالحكم. (المصدر: جريدة « الصباح الأسبوعي  » الصادرة يوم 21 جوان 2010)


منصف ذويب بعد أن أيدته محكمة التعقيب سأعقل ممتلكات لمين النهدي إن لم يسدد لي 340 ألف دينار


بعد خلاف تواصل أكثر من ثماني سنوات أيدت محكمة التعقيب الحكم الصادر عن محكمة الاستئناف التي أقرت حكما إبتدائيا يغرّم الكوميدي لامين النهدي بمبلغ  340 ألف دينار لفائدة المخرج المنصف ذويب مع شطب اسم لامين النهدي من نص المسرحية. في أول رد فعل قال المنصف ذويب لـ«الأسبوعي»   «ما أخذ بالغصب سيؤخذ بالقوة… لا أتصور أن يقوم لامين النهدي صباحا ويقصد البنك ليحول لفائدتي مبلغ 340 ألف دينار» حكم بات انتظره المنصف طوال ثماني سنوات وعلق قائلا «العدالة عملت بشفافية والقضاء قال كلمته استنادا إلى الحجج والبراهين وكنت على يقين من استعادة حقوقي بل أنه لم يخامرني الشك ولولحظة واحدة في خسارة هذه القضية… البعض لا يعلم أن هذه المسرحية كانت جاهزة للعرض في المهرجانات الصيفية وقتها لكن تم الاستيلاء عليها وتغيير عنوانها من «فلوس الشعب» إلى «في هاك السردوك نريشو» بعد أن قضينا فترة طويلة معا في تحضيرها بسوسة… الآن لابد أن يمتثل لامين النهدي للقانون ويدفع المبلغ المحدد إلى جانب معاليم القضاء والمحاماة ومصاريف ثماني سنوات من الإجراءات». وعن كيفية استغلاله لهذه المسرحية في المستقبل أشار إلى أنه يفكر في إصدارها ضمن كتاب بعد تغيير عنوانها.   مقاضاة شهود الزور وفي خطوة جديدة أوضح المنصف ذويب أن نيته تتجه نحومقاضاة محمد علي النهدي الذي أخرج المسرحية طوال السنوات الماضية والحال أنه كان يعمل مجرد موظف بشركته وفقا لعقد قانوني على حد تعبيره. كما شدد على أنه ينوي مقاضاة ثلاثة من شهود الزور الذين ساندوا لامين النهدي وعملوا على الإيهام بما هوبعيد عن الحقيقة. مؤكدا أنه لن يتنازل عن السعي إلى مقاضاة كل من أساء إليه بغير وجه حق.  المطالبة بفتح تحقيق وبالرغم من صدور الحكم لفائدته أكد المنصف ذويب أنه سيطالب وزير الثقافة والمحافظة على التراث بفتح تحقيق حول الملابسات التي منحت خلالها لجنة التوجيه المسرحي التأشيرة لهذه المسرحية سنة 2002 رغم علم أعضائها في ذلك الوقت بأن لامين النهدي ليس مؤلفها ولا علاقة لمحمد علي النهدي بعملية إخراجها. موضحا ذلك بقوله «لن تقف الأمور عند هذه الناحية بل أن التحقيق يجب أن يشمل كذلك إدارة مهرجاني قرطاج والحمامات باعتبارهما قد تعاقدتا آنذاك مع لامين النهدي في الوقت الذي وجهت لهما مراسلات سابقة بشأن المسرحية تؤكد ملكيتي لها لكن كل الأطراف غضت الطرف وتعاملت مع الموضوع بتجاهل تام». ومما لا شك فيه أن عديد المعطيات ستتضح أكثر في الأيام القادمة بشأن هذا الخلاف خصوصا أن المنصف ذويب يبدو مصرا على تتبع أكثر من طرف ونيل كامل مستحقاته إذ قال «لن أتردد في إجراء عقلة على ممتلكات لامــين النـــهدي إذا لم يســدد لي مستحقاتي». وهكذا يبدوأن الستار لن يسـدل على هذه القضية التي شغلت الرأي العام لسنوات بصدور الحكم إذ يبدوأن تبعاتها ستتواصل (المصدر: جريدة « الصباح الأسبوعي  »  الصادرة يوم 21 جوان 2010)

 
 

ألفة يوسف.. و »الكوتة الفكريّة »


نصرالدّين السويلمي إن لم يكن نظام الكوتة عدو الكفاءة الأول فإنّه وبالتأكيد المُهمّش الأساسي لها، لأنّه يشوّش على القراءة السليمة للواقع ويعطي أرقاما مغلوطة لا تصلح أن تكون نتيجة لتقييم علمي سليم يؤخذ في الاعتبار وتنطلق منه عمليّة بناء جادّة ومثمرة، مع هذا فإنّ نظام الكوتة الذي تتبرع به الأنظمة المغلقة لصالح المرأة ليس إلا تغطية على مشروع استبداد ضخم، وإلا فإنّه وفي تونس مثلا لا تحتاج المرأة إلى صدقة سياسيّة ولا إلى معروف ثقافي أو هبة فكريّة، لأنّها وفي الفضاءات المفتوحة وغير المقيّدة بمصالح النخب الحاكمة أثبتت وجودها باستحقاق ودون حاجة لدعائم وروافد مغشوشة، وبإطلالة على التمدرس خاصّة في مراحله العليا حيث تضاهي أو تتجاوز نسبة الطالبات الطلبة المسجلين بالجامعات التونسيّة ثم على المؤسسات الطبيّة والتعليميّة وقطاع الخدمات والكثير من المناشط الحرفيّة سنكتشف دون عناء أنّ الكوتة كلمة مكر أريد بها باطل، وأنّ السلطة لو تركت المجتمع يتدفق بسلاسة نحو مؤسساته لما احتاجت المرأة لمنحة « موقوتة » يتبعها أذى كثيرا. الحديث هذه المرّة يدور حول الكوتة الفكريّة التي درجت في البلاد والتي أسرجتها وألجمتها ثم ركبتها السيدة « ألفة يوسف » هذه المرأة المثيرة للجدل ما فتئت تشاغب المقدّس وتستدرج المستور وتقلّم الحياء في محاولة مستميتة لشدّ الأنظار، تستجمع قوتها تستحضر المثير ثم تقرع بقوة فتحدث إثارة هائلة تتغذى عليها لمدّة زمنيّة ما، حتى إذا أفلت أو كادت نقّبت لها عن مستحضر آخر من مستحضرات الإثارة ثم نقعت فيه شهوة الأضواء، الأكيد أنّ اللوم هنا لا يطال فطرة المرأة في التجمّل بالكلمة والتزيّن بالفكر، لأنّ محاولة التميّز ولفت الأنظار سمة بشريّة مقبولة طالما استعففت وابتعدت عن الشراهة والجشع، إنّما اللوم يطال هذا الإسراف في الاستجداء بتاء التأنيث والتبذير في إشباع الأنا والقتال من أجل مساحة ضوء أوسع على حساب الصدق والمصداقيّة، فركوب الأحداث ليس بتلك الصعوبة وكل من تمكن من الفعل والفاعل والمفعول به والخبر والمبتدأ وحروف الجرّ وبعض حروف العلّة والجزم..  وأهديت إليه كوتة مطّاطة ثم دخل في جوار « الدولة » وتسلّح بالإثارة وفتحت له أبواب منابر إعلاميّة يموّلها البنك المركزي وتتبناها وزارة الإعلام وتسوّقها وزارة المواصلات تحت حراسة وزارة الداخليّة بإمكانه أن يتوغل بعيدا في عالم الأضواء ويجلب إليه جحافل من القرّاء بين غاضب ومتشفٍّ ومبارك ومتطفّل وشاذ وفضولي، ويفتح « أشغال » في الشبكة العنكبوتيّة وعبر المناطق الخضراء التي وهبت له، هذا « شانطي » اللواط وذاك السحاق والآخر الجنس المبكر والتلاعب بالمسلّم والتشكيك في الثابت وإعادة الإنتاج المشبوهة… بالمختصر وفي كلمة المداومة على النشاط المكثّف حول المثلث الذهبي ومحورالإثارة التاريخي!. الدين والمرأة والجنس. إنّ المرأة الفاعلة هي التي تخدم الفكر لا التي تستخدمه ويخدمها وهي تلك التي يسوّقها الفعل الجادّ والكلمة القويّة وليست تلك التي يسوّقها المثير، وأيّ إثارة أكبر من أن تقدّم كاتبة نفسها على أنّها صدريّة الوطن التي يحتمي بها من الدعاة الذين يستعملون الدين ويقترفون جريمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويُقدمون على جناية تبسيط النصوص وتقريبها للعوام، لقد أطلقت السيدة ألفة صيحة فزع مدوّية زلزلت جنبات الإعلام وأعلنت الفاجعة، حين تعرّض بريدها الإلكتروني البريء إلى كارثة!! إلى وباء.. إلى جائحة…!! لقد تجرّأ بعض الدعاة ونصحوها!!!.. أحدث القوم حين نصحوا سيّدة هي فوق نصح الناصحين، إنّ الحبّ العذري للأضواء والتعرّض للجاهرالساطع منها قد يصيب البصر في مقتل فتنقلب الموازين وتستولي الأضداد على أضدادها، ويصبح الإحسان منكرا، تمدّ يدك لتساعد إحدى القواعد فتصرخ « إليّ لقد راودني عن نفسي » ذلك لأنّ الصراخ بضاعة « الحضبة » الرائج… والحضبة خمرة الثقافة الصاخبة والفكر المثمون، وهناك بون شاسع بين أن يُقبل القرّاء على نصّ وبين أن يتحضّبوا حوله، فالإقبال طلبا للمعرفة، والتحضّب طلبا للإثارة وإشباعا للفضول. نحن معك.. الكلّ معك.. العقل والعاقل والعُقال معك..، نعم يحق للمسلمة أن تحتار!!.. تحتار على نسبة العنوسة في بلادها، تحتار عن انتهاك الحرمات الجسديّة، تحتار أمام  انتشار المخدرات في صفوف الشباب، تحتار في  ضحايا قوارب الموت ومأساة الهجرة السرية، تحتار على نسبة البطالة، تحتار عمّا يحدث في السجون من جرائم يندى لها الجبين، تحتار عن وضع حقوق الإنسان في بلادها، تحتار من تصاعد العنف والجريمة، تحتار من تفكك الأسرة، تحتار من نسبة 71% من طالبات تونس اللواتي يرغبن في الهجرة نتيجة فقدان الأمل في بناء أسرة، تحتار من سيطرة بعض العائلات على مقدرات الدولة، تحتار على الحالة السياسية الفضيحة في البلاد……. أمّا أن تحتار ولا يغمض لها جفن من تداعيات السحاق وإذا ما كان يستوجب حدودا أم لا.. وتحتار لأنّ اللواط لم يأخذ حقه من التعريف، وتحتار في اسم العلاقة الشّاذة بين رجل ورجل… هذه ليست حيرة مسلمة! هذه خيارات امرأة تقلّب الشاذ، تقتات منه وتستجلب به الأنظار، امرأة مارست النقد ضدّ المقدّس وضدّ المجمع عليه وضدّ المتعبّد به وضدّ المتواتر وضدّ الحياء وضدّ الثوابت… فهلاّ مارست النقد ولو ليوم واحد من الدهر ضدّ نظام متألّه. ليس هناك داعية أو عالم أو مفكّر في منأى عن النقد مادام قد اختار الخوض في الشأن العام والانشغال بقضايا الناس المفصليّة، لكن الأزمة تكمن في تحوّل الحراك النقدي إلى حالة عداء سافر، ثم يشهد هذا العداء تحوّلا جينيا ليصبح استعداءً تنكبّ صاحبته على صناعة العدو وتخليق العداوة ومن ثمّة تقتات منها وتسترزق وتستجدي بها الأنظار، وتستعطف بها المنابر الإعلاميّة وتقود مشروعها « الحداثي الليبرالي التنويري » من داخل رحم المقدّس. بناء على تذمّر السيّدة ألفة من مشاغبات رجال الدين لها وتطفلهم على بريدها نعتقد أنّها تدعونا وكل عشّاق الكلمة الحرّة وأعداء القيود للتنديد بالدعاة والعلماء الذين تركوا منابرهم ودروسهم وحلقاتهم ومؤلفاتهم وذكرهم ووردهم وقيامهم وسجودهم وصومهم..، وشغفهم بريدها الإلكتروني حبّا.. وأنّنا ندعوهم إلى التوبة من النصيحة والإقلاع الفوري عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن لم يفعلوا فالمسألة حينها تخرج من رحاب الفكر إلى رحاب القضاء وليس السيد الحمروني عنهم ببعيد!! وأن يتوبوا خير لهم. وليحذر الذين يخالفون عن أمر من يملك قلما ازدواجيّا يصلح للفكر مثلما يصلح للمحاضر والشكاوي، وما أكثر الأقلام التي تنتج الفكر الثالب وتحتمي بمحاكم التفتيش وتستجير بالقضاء الموغل المتمرغ الغارق الشارق بالنزاهة والاستقلاليّة.  


قال لأهاليها: دخلتم قلبي ولن أنساكم القذافي أنقذ قرية إيطالية من البطالة


بادر الزعيم الليبي معمر القذافي إلى إنقاذ قرية إيطالية من عوامل البؤس والكآبة المتمثلة في البطالة التي يعانيها أهالي القرية التي عرفها أثناء توجهه العام الماضي لحضور قمة العشرين بالفترة التي شهدت فيها البلاد زلزالا قويا تركز في مدينة لاكويلا. وفي ظل الشعور بالقلق إزاء عبور الأنفاق على الطريق التي تربط مدينة لاكويلا بالعاصمة روما، والتي تأثرت بفعل الزلزال المدمر، أشار القذافي على مرافقيه إلى الانعطاف والعودة لسلوك طرق جبلية أكثر أمنا. وعندما توقف موكب الزعيم الليبي لاستراحة قصيرة في أنترودوكو، تفاجأ القذافي بحسن ضيافة أهالي القرية وحرارة ترحيبهم بقدومه. وبعد الانتهاء من التقاط الصور ومعانقة مستقبليه من أهالي القرية، صرح القذافي للأهالي بالقول « دخلتم قلبي، ولن أنساكم »، وفق ما نقلت صحيفة « لا ريبابليكا » الإيطالية. القرية المضيافة وفي وقت لاحق بعد الزيارة، أرسل القذافي عددا من المبعوثين من بينهم السفير الليبي لدى روما حافظ قدور بهدف تفقد أحوال القرية الإيطالية المضيافة، حيث أخبرهم العمدة موريزيو فيانا بأن القرية التي يبلغ عدد سكانها 2800 إنسان تعاني من جراء البطالة والفقر وتدني الموارد السياحية بالرغم من غاباتها الخلابة. ونسبت صحيفة ديلي تلغراف إلى عمدة القرية القول إن مبعوثي الزعيم الليبي « استمعوا إلي بانتباه وأكدوا لي أنهم سيخبرون العقيد بكل شيء، والذي يبدو أنه فُتن بجمال وسحر أنترودوكو »، مضيفا « لقد بدأت أحلم في مستقبل من التطوير والتنمية لقريتنا الصغيرة ». وبالإضافة إلى رغبته في تمويل إنشاء مجمع رياضي ومركز تدريب، وعد القذافي بتحويل أحد القصور التاريخية في أنترودوكو إلى فندق فخم وبتشييد مصنع لتعليب المياه الصحية من ينابيع أحد جبال القرية القريبة من بعض الآثار التي تعود إلى عهد الزعيم الإيطالي السابق بينيتو موسيليني. وذكرت ديلي تلغراف أن وفدا من أهالي أنترودوكو يتوقع أن يغادر روما الأحد القادم متوجها إلى طرابلس لبحث تفاصيل خطط القذافي لتنمية وتطوير القرية الإيطالية المحظوظة. التاريخ الاستعماري وبالرغم من ترسبات الماضي المتمثل في التاريخ الاستعماري الإيطالي لليبيا، ذكرت ديلي تلغراف أن البلدين بدآ عهدا جديدا من العلاقات بينهما، مشيرة إلى العلاقة « الدافئة » بين القذافي ورئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني. كما أشارت الصحيفة إلى أن إيطاليا سبق أن وافقت على دفع خمسة مليارات دولار على سبيل ترميم وإصلاح ما أتلفه الاستعمار الإيطالي في البلاد، وأن الدولتين اتفقتا على التعاون في مجال وقف الهجرة غير الشرعية عبر البحر إلى إيطاليا. ديلي تلغراف (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 21 جوان  2010)


العرب ومتطلبات تجاوز الدورين الإيراني والتركي


صالح النعامي للأسف الشديد، فإن النظام العربي الرسمي بدلاً من أن يستخلص العبر من أحداث أسطول الحرية التي فضحت تواطؤه في فرض الحصار على قطاع غزة، ينطلق فاراً للإمام في مسيرة التواطؤ والتخاذل. لا يحتاج الأمر إلى تحليل عميق لكي يدرك المرء بسهولة حجم الحرج الذي وقع فيه النظام العربي الرسمي بعد هبة أسطول الحرية التي عرت هذا النظام وكشفت عوراته. ومع ذلك فها هي سلطة رام الله والنظام العربي الرسمي مرة أخرى يقدمان الدليل القاطع على تواطئهما على استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، ومرة أخرى يتقدمان لحماية « إسرائيل » من العقاب. فكما تواترت الأنباء ومن مصادر مختلفة يتأكد أن رئيس السلطة محمود عباس تدخل لدى الرئيس الأمريكي لمنع رفع الحصار عن قطاع غزة بحجة أن من شأن مثل هذه الخطوة تعزيز حكم حركة حماس، وإن كان هذا لا يكفي دليلاً على التواطؤ، فها هو وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس يأتي ليؤكد أن كلاً من مصر و »إسرائيل » تتعاونان في فرض الحصار على قطاع غزة لمساعدة محمود عباس. للأسف الشديد وصل الأمر إلى حد رفض مصر المقترحات الأوروبية القاضية بإعادة فتح معبر رفح والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر البحر، بحجة أنه لا يمكن تفتيش السفن المتجهة للقطاع بشكل دقيق. لا يتعلم هذا النظام من أخطائه، ويصر على تكرارها، وعلى رأس هذه الأخطاء: الاعتقاد بأن مواصلة فرض الحصار على قطاع غزة يمكن أن يؤدي إلى انهيار حكم حركة حماس، فالشواهد على أرض الواقع تثبت بؤس الرهان على هذا الحصار لتحقيق هذا الهدف، بل على العكس تماماً فإن الحصار أدى إلى تعزيز حركة حماس ومنحها تعاطفاً عربياً وإسلامياً ودولياً لم تكن الحركة لتحلم به لو لم يتم فرض الحصار عليها. إن محصلة أكثر من ثلاث سنوات ونصف من الحصار على قطاع غزة قد جعلت غزة تحاصر النظام العربي الرسمي، كما تحاصر « إسرائيل » وحلفاءها؛ فهامش المناورة الضئيل الذي كان متاحاً أمام هذا النظام لم يعد قائماً، سيما في ظل تعاظم الدعوات لتسيير المزيد من أساطيل الحرية لقطاع غزة. والذي يجعل موقف ما يعرف بمحور « الاعتدال » العربي أكثر حرجاً هو انضمام قطاعات كثيرة من النخب العربية لجهود فرض الحصار؛ ولا يخفى على أحد أن هذا التطور سيكشف البون الشاسع الذي يفصل الأنظمة العربية عن جمهورها والرأي العام في الدول التي تحكمها، وهذا ما سيظهر تهاوي شرعية هذه الأنظمة. إن حالة التيه التي يعيشها النظام العربي الرسمي تجعله غير قادر على القيام بعملية إعادة تقييم شاملة وضرورية لسياساته تجاه قطاع غزة وحركة حماس؛ فلا يعقل أن يواصل هذا النظام دفع الأوكسجين في شرايين سلطة رام الله المتهاوية. وحتى لو تجاوزنا للحظة الاعتبارات القومية والأخلاقية والتي يتوجب أن تحكم سلوك أنظمة الحكم تجاه قضايا أقطارها وأمتها، فإنه حتى وفق الحسابات الضيقة لكل نظام عربي يتوجب عدم مواصلة التواطؤ في فرض الحصار على غزة والتعاون مع سلطة عباس؛ لأنه يتم تحميل النظام العربي تبعات كل أخطاء وخطايا هذه السلطة؛ حيث إن سلوك هذه السلطة بلغ من الانحطاط لدرجة أن الارتباط بها أصبح مكلفاً جداً. ما تقدم لا يعني أنه يتوجب على النظام العربي الرسمي ألا يوجه الأسئلة لحركة حماس وحكوماتها، فهناك الكثير مما يتوجب على هذه الحركة إعادة تقييمه، سيما فيما يتعلق بفكرة الجمع بين الحكم والمقاومة؛ لكن مما لا شك فيه أنه يتوجب أولاً وضع حد لسلوك سلطة رام الله التفريطي في القضية الفلسطينية. فباسم من يبلغ محمود عباس قادة المنظمات اليهودية الأمريكية أنه لا ينكر حق « الشعب اليهودي في أرض إسرائيل »؛ ولمن لا يدرك الأمر فإن مصطلح « أرض إسرائيل » يعني حدود فلسطين التاريخية؛ أي الأراضي الفلسطينية التي احتلتها « إسرائيل » في حربي 1948 و1967؟. وباسم من يعلن رئيس حكومته سلام فياض بأنه لا ينكر « حقوق اليهود في أرض التوارة ». على الرغم من أن التجربة التاريخية قد تدفع نحو اليأس من إمكانية أن تتغير أنماط سلوك الأنظمة العربية، إلا أنه بالإمكان تدارك الأمر بشكل يخدم المصالح الوطنية لكل قطر عربي، والمصالح القومية للعرب جميعاً. وأعتقد أن هذا التغيير يجب أن يدفع بعض الأنظمة العربية للتوقف عن ربط الحراك الداخلي في بلدانها باتجاه البوصلة الإسرائيلية والأمريكية، لدرجة أن تصل الأمور في بعض الأحيان أن « تفطن » هذه الأنطمة للقيام بخطوات اعتقاداً منها أنها تلقى رضى تل أبيب وواشنطن. إن النظام العربي الرسمي يعجز عن ملاحظة ما بات لا يخفى على أحد، فنجم الولايات المتحدة الأمريكية في أفول، ومعه نجم ربيبتها « إسرائيل »، فأين الحكمة في الارتهان لرغباتهما. وبأي حق تبدي بعض الأنظمة العربية انزعاجاً من الدور الإيراني والدور التركي المتعاظم في المنطقة، حيث يبدو واضحاً أمام الرأي العام العربي أن كلاً من طهران وأنقرة تتبنيان هموم المحاصرين في غزة، حتى لو افترضنا جدلاً أن هذا الموقف نابع بالأساس من حسابات المصالح لدى الإيرانيين والأتراك؛ فأين الدور العربي الرسمي الموازي؟  
(المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية –  الأردن) الصادرة يوم 21 جوان  2010)  

عندما تصبح قضية غزة بديلاً عن القضية الفلسطينية!


د. عبد الله الأشعل
تمكنت « إسرائيل » من تحويل الصراع العربي الإسرائيلي إلى نزاع إسرائيلي فلسطيني لا علاقة للعرب به، وتحويل الاهتمام إلى أمن “إسرائيل” الذي يشمل كل جرائم “إسرائيل” المقبولة أمريكياً مادامت لدعم أمنها كما تحدده “إسرائيل”. ثم استعدت “إسرائيل” بعض العرب مع السلطة على حماس، فاتهمت حماس بأنها من الإخوان المسلمين الذين يبغضهم النظام في مصر، وربما في غيرها، كما اتهمت بأنها ذراع إيران التي يبغضها بعض العرب حسداً أحياناً، وبسبب تصرفات في العراق في أحيان أخرى، ثم إنها ترفع لواء المقاومة وهو من الكبائر؛ لأن العرب نهوا عن النطق بالكلمة « السيئة السمعة » في فلسطين والعراق؛ لأن المقاومة ضد « الأشراف » في “إسرائيل” وواشنطن، بل صار النطق بها جريمة؛ لأنه تحريض على المقدسات، وأخيراً اتهمت حماس بأنها سبب شقاء غزة، بل والمهدد الأول « للشرعية الدولية » باعتبارها فيما تقول السلطة حركة انقلابية منشقة عن الجماعة، والمنشق عن السلطة والجماعة في النار. فكيف نجحت “إسرائيل” في إجراء كل هذه التحولات، وآخرها مقايضة تخفيف الحصار على غزة بالسكوت على مجزرة أسطول الحرية وتهدئة خواطر المطالبين برفع الحصار، وفي نفس الوقت إفلات “إسرائيل” من التحقيق الدولي، في الوقت الذي حرضت “إسرائيل” أنصارها ضد أردوغان لتحديه وإلصاق كل تهم الإرهاب ومساندته به، وارتمائه في أحضان إيران، في إشارة إلى دعمه للتسوية السياسية للملف النووي الإيراني والمبادرة التركية البرازيلية التي رفضتها واشنطن. هكذا أصبح ملف غزة ملفاً دسماً بأوراقه، ففيه معاناة شعب، ومنظمة مقاومة كسبت شعبية بمطالبها ومواقفها، ولذلك فهي منشقة على السلطة المتآلفة مع “إسرائيل”، ثم إن غزة محاصرة لهذا السبب وحده كما تقول “إسرائيل”، وبسبب احتجاز شاليط دون التفات إلى مئات الأسرى الفلسطينيين، وورقة أخرى في ملف غزة هي معبر رفح، وسفن كسر الحصار ومأساة أسطول الحرية، والمصالحة بين السلطة وحماس، ومنع السلاح عن حماس، وتحت هذا العنوان خنقت غزة. وهكذا صدت “إسرائيل” جميع المحاولات لاستخلاص غزة من قبضتها، وحتى قرار تخفيف الحصار يعني الاعتراف بأن من حق “إسرائيل” حصارها، وأن هذا التخفيف فضل منها، وفيه اعتراف أيضاً بأن هذا الحصار رد على مخاوف تحول غزة إلى بؤرة مسلحة ضد “إسرائيل”؛ لأن “إسرائيل” تشعر أن مقاومة صاحب الحق الواثق من استرداده أقوى آلاف المرات من المغتصب الذي يدافع عن حق الغصب بكل السبل غير المشروعة بالطبع. من ناحية أخرى دفعت “إسرائيل” بملف غزة في اتجاه آخر بعد إقرارها بأن التخلص من حماس قد فشل، وأن إضعافها قد أخفق، كما أن خنقها بهذه الطريقة دفعها إلى الإجرام، ودفع بـ »إسرائيل » إلى ساحات الإدانة والتجريم. معنى امتداح قرار “إسرائيل” بتخفيف الحصار أن هذه الدول تعترف بحق “إسرائيل” في حصار غزة، وأن من يملك فرض الحصار يملك رفعه أو تخفيفه بما يتفق مع هواه، فهو اللاعب الوحيد في هذه اللعبة. وقد فكرت “إسرائيل” بأن تقذف غزة الملتهبة في حضن مصر حتى تحرقها، وحتى يتحول الصراع إلى حرب بين حماس ومصر، وحتى تنتهي القضية إلى هذا المصير، فتتنصر “إسرائيل” لمصر ضد حماس، ليس حباً في مصر وإنما إمعاناً في إحراقها. يجب أن يعاد الملف إلى أصله، والأوضاع إلى جذورها. الأصل أن “إسرائيل” زرعت في الجسد الفلسطيني ففر نفر من سكانها أصبحوا لاجئين، وظهر حقهم في العودة، ثم ضمت “إسرائيل” مناطق أخرى خارج قرار التقسيم الظالم، ولم يثر أحد هذا الجزء من الملف وهو يمثل 21,5% أي نصف ما تقرر للفلسطينيين أصحاب الأرض في القرار، ثم احتلت “إسرائيل” الباقي 22% ثم ضمت بالاستيطان والجدار معظم هذه النسبة. أما غزة فتمثل 1% فقط من كل فلسطين، بما في ذلك الجزء الذي قامت عليه “إسرائيل”. وقد أعلنت “إسرائيل” أنها تريد كل فلسطين ولكنها يبدو أنها في هذه المرحلة لا تمانع في السكوت على غزة إذا تولت مصر مسؤولية تأمين “إسرائيل” من زاويتها. فحصار غزة، وشقاق فتح، وحماس وانعدام العرب، وجرائم “إسرائيل”، ومحاولات كسر الحصار، ومشكلة المعابر خاصة معبر رفح، وتوتر العلاقات بين حماس ومصر، كلها نتائج وآثار لسياسة الغصب الإسرائيلية، فصار العالم كله يعاني بسبب مخططات “إسرائيل”. فالمشكلة ليست في غزة بذاتها، المشكلة هي الاحتلال للوطن الفلسطيني، ولا يجوز أن تعمينا “إسرائيل” عن هذه الحقائق. وأولها أن “إسرائيل” سرطان في الجسد العربي كله، فهو صراع عربي صهيوني؛ أي أنه أوسع من كونه مع “إسرائيل”، مادامت “إسرائيل” هي الجزء الظاهر في جبل الجليد الصهيوني. ولذلك نريد أن نلفت النظر بشدة إلى أن غزة ليست بديلاً عن الصراع العربي الإسرائيلي، والقضية الفلسطينية؛ لأن ظهور ملف غزة إعلان عن تراجع العامل العربي في الصراع، وتوحش “إسرائيل” وتشقق الساحة الفلسطينية. فلتكن غزة هي الجزء المحرر من فلسطين، والذي أفلت من مخطط التهويد، ولتكن قاعدة لحملة تحرير كل فلسطين، بدلاً من التوافق على ضياعها لتلحق هي الأخرى بالضفة التي تبتلعها معاول الهدم والتهويد. ولا يجوز أن نبتلع الطعم الصهيوني فنهلل لتخفيف الحصار عن غزة بدلاً من شل يد “إسرائيل” أصلا عنها، وأن يكون هذا القرار الإسرائيلي لفتة لاستئناف الحوار معها، والتغاضي عن محرقة غزة وجريمة أسطول الحرية، بل على العرب أن يفيقوا وأن يساندوا أردوغان الذي يتعرض داخل تركيا وخارجها لمؤامرة صهيونية كبرى مسرحها الآن الولايات المتحدة وتركيا، ولكنه مسرح سوف يتسع، فيغلب القاتل ويعاقب القتيل، ولكن يكفيه أنه يدافع عن الحق وليس مجاملة لقوم لا نظن أنهم يتمتعون بإرادة البقاء. وأخيراً، عودتنا “إسرائيل” بأنها تخلق واقعاً مؤلماً ثم تدفع الجميع للمطالبة بالعودة إلى نقطة ما قبل هذا الواقع، فتخفف من وقعه وتكسب شرعية الحق في إحداث الواقع، وفي كل مرة تتقدم في نهب الحقوق وترسيخ الهيمنة والسطوة. والحصار درس تطبيقي لهذا المنهج الصهيوني في الممارسة والمفاوضات والتفكير.   (المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية –  الأردن) الصادرة يوم 21 جوان  2010)

تركيا تدفع الثمن نيابة عنا

  


فهمي هويدي تركيا تدفع الآن ثمن تصالحها مع ذاتها وتضامنها مع الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يمهد الطريق للانقلاب الإستراتيجي، الذي لاحت بوادره في الشرق الأوسط، والذي يمثل غياب مصر نقطة الضعف الأساسية فيه. (1) في الأسبوع الماضي استضاف برنامج «إسكلا سنجق» (المرفأ والراية)، الذي تبثه القناة السابعة التركية مجموعة من الضيوف لمناقشة انطباعاتهم عن أسطول الحرية، الذي انطلق لكسر حصار غزة، وهاجمته إسرائيل في المياه الدولية. اثنان من الضيوف كانا من بين ركاب السفينة «مرمرة»، التي تعرضت للعدوان الإسرائيلي. أحدهما فنان اسمه سنان البيرق. قال إنه حين انضم إلى الناشطين المسافرين كان خاطبا لفتاة تركية. وحين عاد وجد أن خطيبته طلبت منه أن يكون أول ما يفعلانه بعد الزواج أن ينضما إلى المجموعة المسافرة على ظهر الدفعة الثانية من سفن أسطول الحرية التي تجهز الآن لمواصلة محاولة كسر الحصار.  » رغم الدم التركي الذي سال أثناء المحاولة الأخيرة لكسر حصار غزة، فإن الحماس الجماهيري المتأجج دفع هيئة الإغاثة التركية إلى تجهيز ست سفن أخرى للقيام بمحاولة ثانية لكسر الحصار  » الضيفة الثانية كانت عارضة أزياء سابقة (غير محجبة)، وقد قالت في حديثها إنها ذهبت استجابة لنداء كسر حصار غزة لأسباب إنسانية بحتة، وخرجت من بيتها متطوعة، لكنها بعد الذي جرى للسفينة، وجدت أنها عادت من الرحلة مناضلة وصاحبة قضية نذرت نفسها للدفاع عنها. الضيف الثالث كان والد الفتى فرقان دوجان البالغ من العمر 14 عاما الذي قتلته القوات الإسرائيلية، وقد قال بصوت هادئ إنه احتسب ابنه شهيدا عند الله، وإن شقيق فرقان وشقيقته قررا أن ينضما إلى أول قافلة تالية تسعى لكسر حصار غزة. هذه الانطباعات ليست مشاعر استثنائية.. إنما هي انعكاس لموقف الأغلبية، التي فتح العدوان على غزة في عام 2008 أعينها على بشاعة الوجه الحقيقي لإسرائيل، وكانت تلك هي اللحظة الكاشفة التي أيقظت الضمير التركي، وجددت انتماءه إلى الأمة التي تباعد عنها حينا من الدهر. ومن ثم جعلت الجماهير تندفع لاحتضان فكرة «أسطول الحرية». ورغم الدم التركي الذي سال أثناء المحاولة الأخيرة لكسر حصار غزة، فإن الحماس الجماهيري المتأجج دفع هيئة الإغاثة التركية إلى تجهيز ست سفن أخرى للقيام بمحاولة ثانية لكسر الحصار. وتم إبلاغ الاتحاد الأوروبي بأن تلك السفن سوف تنطلق إلى هدفها في النصف الثاني من شهر يوليو/تموز المقبل. (2) غضب الحكومة في أنقرة لا يقل عن غضب الشارع في إسطنبول، ذلك أن ثمة إجماعا بين عناصر النخبة السياسية -الذين التقيتهم على الأقل- على أن استهداف السفينة مرمرة كان متعمدا، كما أن قتل الأتراك دون غيرهم لم يكن خطأ أو مجرد مصادفة. وأن إسرائيل في الحالتين أرادت أن توجه رسالة إلى حكومة السيد أردوغان، ردا على موقفه من بيريز في مؤتمر دافوس وتحديه لها في موضوع إهانة السفير التركي في تل أبيب. وردا على تصريحاته الناقدة للسياسات الإسرائيلية الوحشية تجاه الفلسطينيين في الوقت الذي يتزايد فيه اقترابه من العالم العربي، ولأن الرسالة وصلت إلى أنقرة، فإن أردوغان صعد نقده لإرهاب الدولة في إسرائيل. ورئيس الجمهورية عبد الله غل أكد في أكثر من تصريح أن العلاقات مع إسرائيل بعد الهجوم على «مرمرة» لن تعود إلى ما كانت عليه في السابق. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية إنه تم تشكيل لجنة وزارية لتقييم الموقف الذي نشأ بعد الهجوم على أسطول الحرية، ووضع ما سمي بـ«خريطة طريق» للتعامل مع تداعيات هذا الموقف من مختلف الزوايا. ذلك أن ما جرى كانت له أصداؤه القوية في ثلاث دوائر على الأقل. الأولى تتصل بالساحة السياسية الداخلية، والثانية تخص العلاقات الإسرائيلية/التركية، والثالثة تنصب على العلاقات الأميركية/التركية.  » ثمة إجماع بين عناصر النخبة السياسية التركية  على أن استهداف السفينة مرمرة كان متعمدا، كما أن قتل الأتراك دون غيرهم لم يكن خطأ أو مجرد مصادفة, وأن إسرائيل في الحالتين أرادت أن توجه رسالة إلى حكومة أردوغان  » فيما تعلق بالوضع الداخلي في تركيا فالثابت أن ما حدث رفع من شعبية الحزب الحاكم وزعيمه رجب أردوغان حتى وصلت إلى 40٪ حسب استطلاعات الرأي العام. وكان الحديث يدور في الأسابيع الماضية عن 33 و34٪، لكن ذلك أثار انتقادات في أوساط الخصوم السياسيين، الذين يتمثلون أساسا في حزب الحركة القومية والشعب الجمهوري. كما أنه أشاع استياء في محيط الفئات التي ارتبطت مصالحها بإسرائيل والولايات المتحدة. ومنطق الآخرين مفهوم، أما الأولون فقد عبرت عنهم كتابات نشرتها بعض الصحف حذرت من مغبة الابتعاد عن الفلك الأميركي والإسرائيلي، ومن تورط تركيا في الصراع العربي/الإسرائيلي. وتحدث بعض الكتاب عن أن أردوغان حرص على تصعيد الموقف مع إسرائيل لأسباب انتخابية، ولكي يعزز موقف حزبه ويوسع من التأييد الشعبي له في الانتخابات التشريعية التي ستجرى في العام المقبل. سألت عن موقف الجيش -الذي عادة ما كانت له كلمة فاصلة أحيانا في مثل هذه الأمور- فتلقيت ردين. الأول أن موقف الحكومة تم بالاتفاق مع رئاسة أركان الجيش، والثاني أن نفوذ الجيش تقلص خلال السنوات الأخيرة، بحيث إنه لم يعد بالقوة التي كان عليها في السابق. ليس فقط بسبب تراجع دوره في مجلس الأمن القومي، ولكن أيضا لأن تورط بعض قياداته وعناصره في قضية التنظيم السري الانقلابي «أرغنكون» أساء إليه وسحب الكثير من رصيده، خصوصا بعدما نسب إلى ذلك التنظيم من اتهامات شملت عمليات قتل سياسية وتحضيرا لإثارة الفوضى في الداخل. (٣) ملف العلاقة مع إسرائيل أكثر تعقيدا وسخونة. ذلك أن هجومها على أسطول الحرية، وتعمد قتلها تسعة من الأتراك، شكل انعطافة مهمة وأحدث انتكاسة كبرى في العلاقات التاريخية والراسخة بين البلدين. وهي التي توثقت في عام 1996، الذي وقعت أثناءه عدة اتفاقات عسكرية واستخباراتية بينهما كانت بمثابة نقلة نوعية في وضع الأساس لعلاقات إستراتيجية بين البلدين، حتى أثارت في حينها توقعات بالمضي نحو تشكيل محور تركي/إسرائيلي/أميركي في المنطقة، لكن ذلك كله تبدد الآن، وبدا كأنه من ذكريات زمن سحيق انقلبت فيه الأمور رأسا على عقب. التطورات التي طرأت على مسار علاقات البلدين تثير سؤالين كبيرين، هما: كيف ستتعامل الحكومة التركية مع إسرائيل بعد الذي جرى؟ ثم، ما هي خيارات إسرائيل في الرد على الموقف التركي الذي خيب آمالها وتحدى سطوتها وهيلمانها؟. في الرد على السؤال الأول هناك مستويان، الأول يخص واقعة استهداف السفينة مرمرة وقتل الأتراك التسعة الذين كانوا بين ركابها. والمستوى الثاني يتعلق بعموم العلاقات القائمة بين البلدين منذ عام 1949 (كانت تركيا أول دولة مسلمة اعترفت بإسرائيل). بالنسبة لموضوع قافلة الحرية فإن حكومة أنقرة لديها أربعة مطالب هي: إجراء تحقيق دولي فيما جرى، واعتذار إسرائيل عن استهداف السفينة التركية وقتل بعض الأتراك الذين كانوا على ظهرها، ودفع تعويضات مالية لأهالي الضحايا التسعة، وإعادة السفن التركية الثلاث التي حملت المساعدات لإغاثة أهل غزة. وهذه المطالب ترفضها إسرائيل باستثناء الرابع منها الخاص بالسفن الثلاث المحتجزة لديها. صحيفتا «ستار» و«حريات» التركيتان تحدثتا عن إجراءات ستتخذها حكومة أنقرة، وأقرتها اللجنة الوزارية التي شكلت لتقييم العلاقات مع إسرائيل، ذلك أن رفضها للمطالب التركية سيؤدي يقينا إلى الهبوط بالعلاقات الدبلوماسية إلى أدنى مستوى. وهو ما توقعته إذاعة الجيش الإسرائيلي التي تحدثت عن «حضيض جديد» في علاقات البلدين. (للعلم: حين سحبت تركيا سفيرها من إسرائيل بسبب غزو لبنان عام 1982، فإن عملية إعادة السفير إلى تل أبيب استغرقت عشر سنوات).  » تدهور العلاقات بين تركيا وإسرائيل من شأنه أن يؤدي إلى إعادة النظر في 59 اتفاقية بين البلدين، بينها 16 اتفاقية عسكرية وأمنية تبلغ قيمتها سبعة مليارات ونصف مليار دولار، وضياع هذا المبلغ الكبير على إسرائيل يشكل لها ضربة اقتصادية موجعة  » الذي لا يقل أهمية عما سبق، وربما يكون الأخطر، أن تدهور العلاقات من شأنه أن يؤدي إلى إعادة النظر في 59 اتفاقية بين البلدين، بينها 16 اتفاقية عسكرية وأمنية تبلغ قيمتها سبعة مليارات ونصف مليار دولار، يفترض أن تسددها تركيا إلى إسرائيل، وضياع هذا المبلغ الكبير عليها يشكل لها ضربة اقتصادية موجعة. وهذه الصفقات تشمل شراء طائرات بدون طيار، وألف دبابة مدرعة من طراز «ميركافا 3» بقيمة خمسة بلايين دولار، ومشروعا مشتركا لبناء صواريخ بقيمة 1.5 بليون دولار، وتحديث طائرات فانتوم وتحديث دبابات وتأهيل طيارين أتراك وتدريب طيارين إسرائيليين في الأجواء التركية.. إلخ. وقد نشرت صحيفة «زمان» المقربة من الحكومة أن توجيهات صدرت للشركات التركية، التي تتعامل مع الصناعات العسكرية الإسرائيلية بإلغاء الصفقات الموقعة معها. حين سألت ما هي الأوراق التي تملكها إسرائيل في الضغط على تركيا وترهيبها، كان الرد أن حاجة إسرائيل إلى تركيا أكبر بكثير من حاجة تركيا إلى إسرائيل. فأنقرة لا تعول كثيرا على إسرائيل، وما تحصله منها يمكن توفيره من بدائل أخرى (روسيا سارعت بعد الأزمة الأخيرة إلى عرض مساعداتها على أنقرة لتوفير احتياجاتها العسكرية). أما إسرائيل فهي تريد الكثير من تركيا اقتصاديا وعسكريا وإستراتيجياً. أضاف محدثي القريب من دوائر رئيس الوزراء أردوغان أن إسرائيل تراهن في مواجهة الأزمة الحالية على عدة عوامل، أهمها ضغوط حلفائها في واشنطن على أنقرة. والأرجح أنها ستستخدم اختراقها لبعض التجمعات الكردية لإزعاج حكومة أنقرة (يربط بعض المحللين بين المجزرة التي حدثت في مدينة الإسكندرونة وقتل فيها ستة من الجنود الأتراك وبين انطلاق أسطول الحرية يوم 31 مايو/أيار الماضي، ويرون أنها رسالة تحذيرية إسرائيلية). وقد تلجأ إسرائيل أيضا إلى إثارة بعض الاضطرابات الأخرى في داخل تركيا.. وفي حين قررت لجنة العلاقات الخارجية في الكنيست عقد جلسة خاصة لمناقشة ما وصفوه بـ«مذبحة الأرمن» كيدا في تركيا وتشهيرا بها، فقد انطلقت في إسرائيل حملة شعبية لمقاطعة السياحة في تركيا والمنتجات الصناعية والزراعية التركية، التي تباع في إسرائيل. إلى غير ذلك من الإجراءات التي لا تترك أثرا موجعا للاقتصاد التركي (صحيفة صباح ذكرت أن الأفواج السياحية الإسرائيلية ألغت حجوزاتها، في حين أن السياحة العربية زادت بنسبة 40٪ على العام الماضي، وأشارت إلى أن السائح العربي ينفق ثلاثة أضعاف ما ينفقه السائح الإسرائيلي). (4) ما كان يمكن أن تغضب إسرائيل، دون أن يتردد صدى ذلك الغضب قويا في واشنطن. وهذا ما حدث. فقد نقلت وكالات الأنباء (في 17/6) أن مؤتمرا صحفيا عقده بهذا الخصوص في العاصمة الأميركية بعض النواب الجمهوريين والديمقراطيين، الذين حذروا تركيا من استمرارها فيما اعتبروه عداء لإسرائيل. فقال النائب مايك بنس إن تركيا «ستدفع الثمن» إذا استمرت على موقفها الحالي من التقارب مع إيران وزيادة العداء لإسرائيل. ووصف النائب الديمقراطي إليوت أنجيل أفعال تركيا بأنها «مخزية». وفي الوقت ذاته وقع 126 عضوا في مجلس النواب رسالة طلبت من الرئيس أوباما معارضة أي إدانة دولية لإسرائيل بسبب عدوانها على أسطول الحرية.  » كوك: واشنطن باتت تنظر إلى تركيا باعتبارها تعبث بأرجاء المنطقة وتقدم على أفعال تتعارض مع ما ترغب فيه القوى العظمى، ومن ثم فإن السؤال المطروح هو: كيف يمكن الإبقاء على تركيا في حدود حارة الطريق المخصصة لها؟  » وقعت على تحليل أعمق لهذا الملف نشرته صحيفة الشرق الأوسط في 10/6 منسوبا إلى خدمة صحيفة «نيويورك تايمز»، ذكر أن تركيا أثارت غضب واشنطن، التي اعتبرتها تحديا لسياستها لأهم قضيتين إقليميتين إلحاحا، هما: البرنامج النووي الإيراني (حين اتفقت مع البرازيل لحل إشكال البرنامج بعيدا عن الوصاية الأميركية)، وعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية (لاحظ أن أردوغان رفض اعتبار حماس منظمة إرهابية). وأضاف التقرير نقلا عن الخبير لدى مجلس العلاقات الخارجية ستيفن كوك أن واشنطن باتت تنظر إلى تركيا باعتبارها «تعبث بأرجاء المنطقة وتقدم على أفعال تتعارض مع ما ترغب فيه القوى العظمى»، ومن ثم فإن السؤال الذي أصبح مطروحا في واشنطن الآن -والكلام لا يزال للسيد كوك- هو: كيف يمكن الإبقاء على تركيا في حدود حارة الطريق المخصصة لها؟. هذه المشاهد تشكل الخلفية التي تمهد الآن لما يبدو أنه «انقلاب إستراتيجي» في منطقتنا، الأمر الذي يستدعي مواصلة الحديث في الأسبوع المقبل، بإذن الله.

 
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 21 جوان  2010)  


أعداء تركيا الجدد

أحمد منصور
التحذيرات التي أطلقها نواب في الكونجرس الأمريكي لتركيا يوم الأربعاء الماضي 16 يونيو من كون علاقتها بالولايات المتحدة سوف تتضرر إذا استمرت فيما يرونه مسارا معاديا لـ »إسرائيل »، تكشف عن حجم الهلع الأمريكي من واحدة من أكثر دول المنطقة تحالفا مع الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية وحتى حرب أمريكا ضد العراق في شهر مارس من العام 2003، ليس هذا فحسب، بل إن تركيا هي القوة العسكرية الثانية في حلف الناتو بعد الولايات المتحدة، كما يوجد بها قاعدة الإمدادات الرئيسية للولايات المتحدة وقوات الناتو في أفغانستان، لكن فيما يتعلق بغزو واحتلال العراق كان لتركيا رأي آخر، وعلامة فارقة في العلاقة بالولايات المتحدة، ففي الوقت الذي تبارت فيه دول المنطقة والدول العربية بشكل خاص لتقديم كل الدعم الذي طلبته الولايات المتحدة منها، بدءا من توفير قواعدها وأراضيها لضرب نظام عربي، وحتى المشاركة في العمليات ضد العراق، صوت البرلمان التركي ضد توفير الدعم الذي طلبته الولايات المتحدة من تركيا، واستند رجب الطيب أردوغان رئيس الحزب الحاكم إلى أن تركيا دولة ديمقراطية، ولا يمكن تجاوز البرلمان في قرار سيادي مثل هذا، وكان هذا هو الشرخ الأول في جدار العلاقات التركية الأمريكية المتينة، الشرخ الثاني تمثل في الأسلوب الجديد الذي تعامل به رجل تركيا القوي أردوغان مع الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش خلال زياراته للولايات المتحدة، فلم يبد في المقابلات والمؤتمرات الصحفية التي كانت تعقبها أن زياراته تشبه زيارات أي من زعماء الدول الحليفة للولايات المتحدة، حيث مثل سياسة جديدة تستند إلى الندية والمطالب المتبادلة أكثر من كونها سياسة حليفة، ومنذ سقوط الخلافة الإسلامية التي كان مقرها تركيا في الربع الأول من القرن الماضي 1924، ظهر رجل تركيا القوي رجب الطيب أردوغان كصانع لسياسة خارجية تركية جديدة، يساعده في ذلك فريق من الشخصيات التركية المتميزة، على رأسهم وزير الخارجية الحالي أحمد داوود أوغلو، وأوغلو ليس سياسيا محنكا فحسب، بل هو مخطط سياسي واستراتيجي من طراز رفيع، حينما التقيته في المرة الأولى عام 2002 قلت له: إن المراقبين يقولون إن الحكومة التركية تسير على هدي الكتابات التي تكتبها، والإستراتيجية التي تضعها، فقال بثقة كشفت عنها الأيام: « إننا ما زلنا في الصفحة الأولى »، وتوالت الصفحات بعد ذلك، وكان هذا ما يتعلق بالبناء الداخلي لتركيا، وكان أوغلو آنذاك مستشارا لرئيس الوزراء، بعد ذلك كتب أوغلو كتابه الجديد الذي صدر قبل حوالي عامين، وحدد فيه السياسة الخارجية التركية، تحت عنوان: « العمق الإستراتيجي » وتقوم سياسة العمق الإستراتيجي لتركيا على أنه لا عداوة مع الجيران، وبدأت الحكومة التركية خلال فترة وجيزة إصلاح العلاقات المتوترة مع جيرانها، وكانت مشكلة أرمينيا والعلاقات مع اليونان من أعقد هذه المشكلات، لكن الأمر امتد إلى إقامة علاقات مع دول عربية، وإسقاط التأشيرة بينها، مثل سوريا والأردن ولبنان، ودعيت مصر إلى الدخول في هذه الاتفاقيات، لكن الغيبوبة التي يعيشها النظام السياسي المصري جعله يتعامل مع السياسة التركية بخوف وحذر وترقب، لكن تركيا استمرت في مسيرتها، حيث تجني كل يوم ثمارا جديدة، وتأخذ كل يوم بعدا جديدا في دورها الإقليمي الذي لم يعد ينكره أحد، وكان من الطبيعي أن يصطدم هذا الدور مع الدولة الرئيسية الأقوى في المنطقة، وهي « إسرائيل »، ورغم أنها كانت حليفا لتركيا، إلا أن حكومة أردوغان التي ورثت ملفا مثقلا من المعاهدات والاتفاقيات طويلة الأمد مع حكومة « إسرائيل » ما كان لها أن تفلت بسهولة منها، حتى وقع ما وقع بين أردوغان ورئيس « إسرائيل » شيمون بيريز في دافوس العام الماضي، فأخذت العلاقات بين البلدين منحدرا بالغ الخطورة، بدأ بإلغاء بعض المناورات المشتركة، وتطور إلى إلغاء عقود واتفاقيات، لكن الاعتداء الإسرائيلي على قافلة الحرية التي كانت متجهة إلى غزة، ومقتل تسعة من الأتراك، نقل العلاقات التركية الإسرائيلية إلى منحدر عميق، وصل إلى حد تهديد تركيا بأن يتم الوصول بالعلاقات بين البلدين إلى أدنى مستوى، كما تم إلغاء كثير من العقود والاتفاقات العسكرية والاقتصادية بين البلدين، وقد نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في عددها الصادر في 17 يونيو أن تركيا قامت بتجميد صفقات دفاعية مع « إسرائيل » تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، يبلغ عددها ستة عشر صفقة، بينها صفقة تتضمن ألف دبابة من طراز ميركافا مارك 3، كانت قيمتها تبلغ خمسة مليارات دولار، وصفقة قيمتها أكثر من 600 مليون دولار لشراء طائرات فانتوم إف 4، وكذلك إلغاء صفقة من طائرات إف 5، وطائرات دورية، وأنظمة إنذار مبكر، وغيرها، هذه الإجراءات التركية أصابت « إسرائيل » وأعوانها، لا سيما في الولايات المتحدة بالصدمة والغضب، ففي ظل تقوية أواصر العلاقات التركية مع سوريا والأردن ولبنان والعراق وباقي دول المنطقة، سوف تصبح « إسرائيل » معزولة بحق، حيث كان الشريان التركي منذ قيامها يمثل أقرب شريان قوي لها وسط عزلتها من جيرانها، إلا من بعض الحبال العربية التي ليس لها أي قبول شعبي، إن السياسة التركية الجديدة التي تعيد موازين القوى الإقليمية في المنطقة، والتي تضر بشكل أساسي بـ »إسرائيل » والولايات المتحدة، سوف تصنع أعداء كثيرين جددا لتركيا، لن يقفوا عند حد العداء المباشر من « إسرائيل » والولايات المتحدة، ولكن ربما تنضم إليهم بعض الأنظمة العربية المهترئة والمهزوزة، والتي ترى من المد التركي خطرا عليها، ومن ثم فنحن أمام مشهد إقليمي جديد تتضح فصوله يوما بعد يوم، ويفتح أردوغان وأحمد داوود أوغلو كل يوم صفحة جديدة فيه.
 (المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية –  الأردن) الصادرة يوم 21 جوان  2010)


الشركة في بيت الطاعة


أحمد الشيخ  
شاهدت جلسة التحقيق في الكونغرس الأميركي مع رئيس شركة بي بي, أو بريتش بتروليوم قبل أن تتخلى الشركة العالمية العابرة للحدود عن الانتساب إلى الإمبراطورية الغابرة, حول كارثة التسرب النفطي في خليج المكسيك. وكم رثيت لحال الرجل, وربما كان الرثاء في غير محله, وهو يكرر الاعتذار للشعب الأميركي ولضحايا التسرب, ويؤكد استعداد الشركة لفعل كل شيء من أجل وقف التسرب ودفع الأذى عمن لحق بهم. وقد كانت ذروة التذلل إعلانه أن الشركة ستدفع عشرين بليون دولار تعويضا! ومع أن الرقم لم يثر في الصحافة قدرا عميقا من التحليل, فإنه في حد ذاته خبر مدو وسابقة ربما يكون لها في القانون الدولي ومحافله وقع كبير في المستقبل. فثمة شركة واحدة بصفتها الاعتبارية تتعهد بعشرين ألف مليون من الدولارات تعويضا حتى الآن, وقبل أن تنجح التكنولوجيا المتقدمة بين يديها في وقف التسرب, وقد يتضخم الرقم إن استمر النفط المندفع من جوف الأرض في تلويث المياه والإضرار بحياة الناس. وإذ يعمل المرء عقله في الواقعة فإن جملة من التساؤلات تبرز بحثا عن أجوبة قد لا يستطيع الكاتب نفسه أن يقدمها جزما, بل هي مجرد طرح لرؤية في خبر متطور منذ فترة. وأول ما خطر ببالي وقد استمعت هو: لو أن الكارثة التي ألمت ببي بي وبالبيئة والناس في لويزيانا وجوارها وقعت في دولة أخرى غير الولايات المتحدة, هل كانت قادرة على أن تجلب الشركة العالمية لبيت الطاعة وتغرمها؟ فنحن هنا حيال مواجهة بين الدولة الأعظم في العالم جيوشا واقتصادا وتأثيرا, وبين واحدة من الشركات العالمية الكبرى, التي هي في واقع الأمر إحدى تجليات الهيمنة الغربية وإحدى أدواتها في حكم العالم وتسيير أموره, وفقا لما تقتضيه المصالح الكونية للمنظومة الغربية على ضفتي المحيط الأطلسي. في حالتنا لا بد « لكبير العائلة », إن جاز التعبير إسقاطا من قاموسنا الاجتماعي على ثقافة أخرى, أن يعاقب الفتى المخطئ وإن بغير قصد, ويحرمه من ميزات تمتع بها طويلا. فلو أن التسرب وقع في بلد آخر خارج دول شمال أوروبا والولايات المتحدة, وربما كندا وأستراليا, ولنقل في بلد عربي أو أفريقي أو آسيوي, هل كانت بي بي ستدفع الثمن وتعتذر مرة ومرة؟ ففي عام 1984 تسربت غازات سامة من مصنع للمبيدات تمتلكه شركة يونيون كاربايد الأميركية في مدينة بهوبال في الهند, وراح ضحيته آلاف الناس وما زال عشرات الألوف من الأحياء يحملون في جيناتهم آثار التسمم تنتقل مع أجيالهم. لم تعتذر يونيون كاربايد آنذاك, ولم تجلب إلى بيت الطاعة, ولم تدفع البلايين مثل بي بي إذ لوثت شواطئ خليج المكسيك, وأدى حادث انفجار منصتها إلى مقتل 11 شخصا فحسب. وليس القصد من هذه المقارنة التقليل من فداحة ما نجم عن التسرب, أو الدفاع عن بي بي, ولكن الشيء بالشيء يذكر إن حضر أوانه أو حضر رجاله, كما في قول لسيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. ففي حالة يونيون كاربايد تقف إحدى الأذرع الطويلة لدول الغرب المتقدم أمام الهند قبل ربع قرن من الآن, إذ لم تكن الدولة العملاقة سكانا ونموا كما هي عليه اليوم. آنذاك وربما حتى اليوم, قد لا يستطيع رأس الدولة الهندية أن يركع شركة مثل بي بي, لها امتداداتها الاستثمارية وعلاقاتها النافذة في دول ما كان يعرف بالعالم الثالث في الاقتصاد والسياسة على حد سواء، مثل ما فعل باراك أوباما ومعه الكونغرس. والتساؤل الثاني, الذي يبحث عن جواب, يدور حول ضخامة مبلغ التعويض الذي ستدفعه شركة واحدة فحسب وتظل قادرة في الوقت نفسه على الوقوف على ساقها وتعلن أنها لن تتمكن من دفع أرباح لمساهميها في هذه السنة فحسب. عشرون بليون دولار ستدفعها بي بي ولن تعلن إفلاسها! فهل تستطيع دول بلاد الشام مثلا أن تخرج من خزائنها مثل هذا المبلغ أو نصفه من دون أن تعلن إفلاسها؟ بل, هل تستطيع حتى الدول العربية النفطية أن تتحمل خسارة كهذه من دون أن تشكو وتصرخ؟ ثم يزعمون في كثير من صحف الغرب ووسائل إعلامه أن دول الخليج العربي أغنى الأغنياء. هذه هي الشركات العابرة للحدود, التي بدأت بالظهور واشتد عودها وبدأت تسيطر بأساليب مختلفة عن أساليب السيطرة الاستعمارية على العالم بعد الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم. فمن أين تأتي أموال تلك الشركات الهائلة ومنها على وجه الخصوص الشركات النفطية مثل بي بي؟ وحتى تتضح الصورة لا بد من العودة إلى عهد الاستعمار في القرن التاسع عشر بالذات, حين انطلقت الدول الأوروبية بعد الثورة الصناعية تستعمر بلدان العالم لتنتزع من مقدراتها ما يشبع نهم مصانعها وآلات إنتاجها ولتعيد ما تصنع إلى المستعمرات سلعا وأدوات. ولعل شركة الهند الشرقية النموذج الأبرز لمثل هذه الشركات, إذ كانت تلك الشركة المستعمر الحقيقي للهند بحماية آلة الحرب البريطانية التي سخرت الإمبراطورية آنذاك قدراتها التصنيعية لتعزيز جبروتها. وبعد الحرب الثانية واستقلال الكثير من المستعمرات, وإن شكليا في كثير من الحالات, جاءت الشركات عابرة الحدود والقوميات (multinational companies) لتواصل مهمة السيطرة والنهب الاستعمارية تحت غطاءات أخرى ووفق أساليب أخرى ودونما حاجة لآلات حرب تحميها, بل هي تتمتع في حالات كثيرة بحماية أنظمة فاسدة في كثير من الدول المستقلة. فمن أين كدست بي بي هذه الأموال الطائلة؟ نظرة خاطفة على موقع الشركة في الإنترنت تجيب على السؤال. بدأت عملياتها عام 1908 في إقليم الأحواز الواقع تحت السيطرة الإيرانية ومن ثم امتد نشاطها إلى ليبيا ودول الخليج العربية قبل أن تنال معظمها استقلالها. وقد كانت الشركة ذراعا قوية للإمبراطورية البريطانية إبان الحربين العالميتين في القرن الماضي. وهي تقول في أدبياتها المنشورة في الإنترنت كيف أن رئيس الوزراء الراحل ونستون تشيرتشل الذي قاد بريطانيا في الحرب الثانية طلب من بي بي وغيرها من الشركات النفطية مثل شيل أن تساعد المجهود الحربي البريطاني. وليس همنا في هذا المقام التوسع في سياق الارتباط العضوي للشركات عابرة الحدود والقوميات بالإمبراطوريات والدول الكبرى التي نشأت تحت حمايتها. أما التساؤل الثالث الذي خطر ببالي وأنا أتابع استجواب رئيس بي بي, فهو لو أن التسرب وقع في دولة غير الولايات المتحدة وغير دول أوروبا هل كان الأمر سيعامل بمثل هذه الشفافية والوضوح, إعلاميا على الأقل؟ فنحن هنا أمام رئيس يعلن كل يوم أن على بي بي أن تدفع الثمن وأن توقف التسرب مهما كلف الأمر, ومعه في ذلك برلمان ينزع في استجوابه اللحم عن عظام بي بي ورئيسها. أما في أي دولة أخرى من دول العالم الثالث, فإن المرء يكاد يرجح أن تسوى أزمة التسرب رغم ضررها الكبير وراء الكواليس, فتمتلئ جيوب المسؤولين فوق امتلائها ويستمر التسرب إلى أن يوقفه الزمن, كما هو نهج الكثير من حكوماتنا في ترك الأيام تفعل ما تشاء, فتتفاقم المشكلة وتزداد الدمامل ويعتل الجسد فوق أي أمل في الشفاء والعافية. أو لم يثبت أن كثيرا من مسؤولي هذه الدول تلقوا عمولات ورشاوى لتمرير صفقات أو السكوت عن مخالفات ألحقت بدولهم أفدح الضرر؟ ثم ألم نقرأ فيضا من التحقيقات والأخبار عن موافقة بعض الحكام وأعوانهم على تخزين النفايات السامة والمشعة في أراضيها مقابل ما يعلمه الله؟ ومع ذلك كله, فإن الشفافية التي تعامل أوباما والكونغرس بها مع قضية التسرب طالتها أيضا تساؤلات عن دور شركات مثل هاليبيرتون التي يديرها ديك تشيني نائب الرئيس السابق, وشركة أخرى يقال إن لوزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد مصلحة كبيرة فيها. غير أن هذه التساؤلات لا تنفي أبدا روح الحكم الرشيد, التي تبث في جسد الدول المتقدمة نفسا وقوة تجعلها تواجه أزماتها بدراية وعلم وتخرج منها بعبر ودروس تستفيد منها وبها, في معالجة ما يظهر في المستقبل من مشاكل. وإني لأزعم أن من أهم المعضلات التي تواجهنا في الوطن العربي غياب روح الحكم الرشيد, إذ يكاشف الحاكم الشعب فيجد الدعم فيكون قراره مستندا إلى مرجعية الأمة يقودها وتأخذ بيده. ومن زاوية أخرى فإن قضية التسرب وتغريم بي بي جراءها تثير ازدواجية الموقف الأميركي حيال قضايا البيئة. فها نحن نطالع شبكات التلفزة الأميركية وغيرها تعرض على مدار الساعة فيضا من الصور والتقارير عن الآثار الكارثية للتسرب على البيئة والشواطئ والطيور والمخلوقات البحرية, وتندب حرمان المصطافين من الرمال البيضاء والتلذذ بحمام شمسي, وهو أمر إيجابي ينبغي أن تقوم به. ولكن لمَ ترفض الولايات المتحدة حتى الآن تطبيق ما جاء في بروتوكولات كيوتو بشأن البيئة والانحباس الحراري الذي بات يهدد البشرية جمعاء؟ أم إن شواطئ خليج المكسيك ولويزيانا والقاطنين فيها صنف من البشر أرقى وأسمى؟ ولم استعملت اليورانيوم المنضب في العراق وما به من مخاطر تهدد أسس الحياة الإنسانية؟ ولم تنشط الشركات الغربية في قطع غابات الأمازون رئة العالم دونما حساب للعواقب على العالم برمته؟ إنه الجشع, الذي بات في سنوات العولمة والسوق الحرة, دونما توقف عند حد جغرافي أو نهي من وازع أخلاقي, القوة الدافعة للشركات عابرة الحدود والقوميات ولمؤسسات المال. نعم, جشع في استغلال موارد الأرض وخاماتها لجني الثروات وتكديس الأموال واستعمالها في بسط النفوذ والسيطرة على العالم. وقد كان هذا ديدن كل الإمبراطوريات حتى اليوم وإن اختلفت الأساليب حسب الظروف التاريخية والواقع الجغرافي والإنساني. أو ليس هو جشع بيوت الاستثمار وصناديق التحوط وسياسات البنك الدولي وصندوق النقد الذي فجر الأزمة المالية الأخيرة؟ أو لا يجدر بأوباما والكونغرس والعالم كله أن يشرعوا في البحث عن نهج جديد في التعاطي مع الأزمات المتكررة بدلا من حلول ردة الفعل؟ إنه فساد يظهر في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس فهاهم يذوقون بأس فسادهم. ثم نقطة أخيرة فإن كانت هذه الشركات لا تزال ناشطة في كثير من دولنا تستكشف وتستخرج وتصنع وتذهب بحصة الأسد, ألم يحن الوقت للقائمين على الأمر أن يدركوا أن مصلحة الأوطان ومستقبل الشعوب يكمن في نهج مختلف يحقق للأمة السيطرة على مقدراتها ويتيح لها أن تسخرها في محيطها الحيوي حيث يمليه التاريخ والجغرافيا؟ (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 21 جوان  2010)


أمر قضائي بتوقيف أسقف نابولي فضيحة فساد تهز الفاتيكان


غادة دعيبس-روما أرسل الادعاء العام لمدينة بيروجا وسط البلاد إشعارا بالتوقيف الاحترازي لأسقف نابولي -إحدى أكبر أبرشيات الفاتيكان جنوب إيطاليا- للتحقيق معه في قضايا فساد تعود للعام 2005 عندما كان رئيسا للمجمع التبشيري. ويواجه الأسقف سيبي كريشينسو تهمة التورط بأعمال ترميم وبيع بعض عقارات مجمع التبشير بنابولي مقابل خدمات وامتيازات من وزير البنى التحتية والمواصلات السابق بييترو لوناردي، بالتعاون مع دييغو آنيموني المتعهد المتهم بقضايا اختلاس وفساد تتصل بإعادة بناء في مدينة لاكويلا تحضيرا لقمة الثماني. وقد ظهر اسم الكاردينال كريشينسو في قائمة أنيموني عندما صادر الادعاء العام حاسوبه خلال التحقيقات في القضية.  وحسب الصحف الإيطالية، فقد باع أسقف نابولي شقة تابعة لمجمع التبشير للوزير السابق في حكومة برلسكوني السابقة بسعر أقل من سعر السوق. وبعدها بسنة وعندما أصبح لوناردي وزيرا، أصدر الأخير مرسوما خصص بموجبه 2.5 مليون يورو من الأموال العامة لترميم بعض الكنائس وسط العاصمة روما. رد الفاتيكان وسارع الناطق الإعلامي باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي إلى التأكيد أن الكاردينال مستعد لتوضيح موقفه أمام قضاة بيروجا. وأعرب عن أمله بزوال الشكوك حول الكاردينال كريشينسكو بأكبر سرعة لإظهار شفافية حاضرة الفاتيكان والمؤسسات الكاثوليكية، مضيفا أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار شكل الإجراءات القضائية في التعامل مع الكرسي الرسولي حسب الاتفاقيات بين دولة إيطاليا وحاضرة الفاتيكان على اعتبار أن هذه الأخيرة ذات سيادة. ومعلوم أن الفاتيكان لها وضعية دولة داخل الدولة, حيث تنظم علاقتها بالحكومة الإيطالية اتفاقاتٌ دولية وقعت عام 1929 وثبتت في الدستور الإيطالي لعام 1947. وكان وصول التوقيف الاحترازي لأسقف نابولي (67 عاما) قد هزّ أبرشية نابولي حيث يعتبره رعاياه عراب العديد من الأعمال الخيرية بمدينتهم. كما يعتبر سيبي كريشينسو بمثابة وزير سابق في الفاتيكان عندما كان رئيسا لمجمع التبشير بين عامي 2000 و2006. وبعد احتفالات الألفية الثانية التي أظهر خلالها الكاردينال آنذاك قدرة كبيرة على تنظيم الاحتفالات، قام البابا السابق يوحنا بولص الثاني عام 2001 بتسليمه منصب رئيس مجمع التبشير الذي يعتبر أغنى قسم في حاضرة الفاتيكان حيث تبلغ ميزانيته نحو تسعة مليارات يورو تستخدم معظمها لدعم المهام التبشيرية في العالم وعلى رأسها أفريقيا وآسيا. وكان الحديث يدور قبل أيام عن تورط الكاردينال كريشينسو مع جهاز الدفاع المدني المتهم الأكبر قي قضايا فساد ما تسمى « المناسبات الكبيرة »، في إشارة إلى صفقات المقاولة المتعلقة بتحضير موقع قمة الثماني. وتتلخص التهمة بأن الكاردينال كان يضع أحد الشقق التابعة لمجمع التبشير الواقعة في شارع جوليا -أحد أعرق شوارع العاصمة روما على نهر التيبر- تحت تصرف رئيس الدفاع المدني غويدو بيرتولازو. وكان بيرتولازو نفسه ذكر أمام الادعاء العام أن الأسقف كريشينسو قد أرسله عام 2003 إلى معاونه في مجمع التبشير البروفيسور فرانشيسكو سيلفانو الذي وضع من جهته الشقة في شارع جوليا تحت تصرفه. قائمة أنيموني من جهة ثانية يحقق ادعاء مدينة فلورنسا مع الوزير السابق للبنى التحتية والمواصلات  بييترو لوناردي المتهم ببيع وترميم أبنية ظهر اسمها بقائمة أنيموني. ويعتبر لوناردي الوزير الثاني المتورط بعد الوزير المستقيل كلاوديو سكايولا الذي قدم استقالته على خلفية اتهامه بشراء بيت في المنطقة الأثرية الرومانية بوسط العاصمة بمبلغ يقدر بـ900 ألف يورو حصل عليه من متعهدين متورطين باختلاس أموال العطاءات التي منحت إليهم لإعادة بناء موقع قمة الثماني في لاكويلا حيث وقعت الهزة الأرضية في أبريل/نيسان العام الماضي.  
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 21 جوان  2010)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.