TUNISNEWS
9 ème année, N 3310 du 15.06 .2009
منظمة حرية و إنصاف :
التقرير الشهري:
حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
ماي 2009
المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين:المؤتمر التأسيسي بسويسرا يومي 20 و 21 يونيو2009 : بلاغ إعلامي
زياد الهاني:
الاتحاد الدولي للصحفيين يعبّـر عن دعمه لمعركة النقابة من أجل الاستقلالية
عريضة مساندة للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين
النفطي حولة:دفاعا عن ثوابت المنظمة
رابح الخرايفي: جندوبة: 83 عائلة تشرب من وادي ملاق لأكثر من خمسين سنة
مسعود الرمضاني:مأساة الأدب و مآسي الواقع
سعيد بحيرة يكتب لـ »السياسيّة » معقّبا على وزير العدل: »هكذا أفهمُ كباحث علاقة اللائكيّة بالدستور »
السياسية:سناء بن عاشور في ندوة حضرها بن جعفر والقوماني وعدد من وجوه المبادرة الوطنيّة
الأسبوعي:خـاص: مباشرة من دمشق مع التـّونسي الذي يرأس تحرير صحيفة « البعث »
محمـد العروسي الهانـي: حزب عريق له جذور
توفيق المديني:هل يغير أوباما المعطيات في الشرق الأوسط ؟
مرية مكريم:فؤاد عالي الهمة.. جوكر الملك
إيلاف:تقارير مسربة تؤكد فوز موسوي بالانتخابات ونجاد يحل ثالثا ً
ياسر الزعاترة:حرب استئصال حماس في الضفة الغربية
د. عبد الستار قاسم:نتن ياهو لم يأت بجديد
عبد الباري عطوان:صفعات نتنياهو
د.فيصل قاسم:ما أقوى الذاكرة اليهودية وما أضعف العربية!
الحياة:الجزائر: وزير يتهم حزباً أمازيغياً معارضاً بتأجيج «فتنة طائفية» بين سنّة وإباضيين
إسلام أونلاين:خبراء: فوز الأصالة المغربي عودة للأحزاب الملكية
أمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي لـ « الشروق « الإسلاميون لم يخسروا الانتخابات.. وحزب صديق للملك استخدم المال
الشروق:رشح أبرز قادته محمد جميل ولد منصورالتيار الإسلامي يشارك في الانتخابات الرئاسية بموريتانيا
(مسؤول في حزب الله) لـ « الشروق »: الجزائريون أكثر من ساند المقاومة وليس لنا مصلحة في تشييع البلاد السنية
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:

منظمة حرية و إنصاف
التقرير الشهري
حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
ماي 2009
نظرا لتواصل الحصار الأمني المضروب على النشاط الحقوقي و السياسي و الإعلامي في تونس و انتشار حالة الخوف بين المواطنين فان التقرير لا يمكنه الإحاطة الشاملة بكل ما يحصل من انتهاكات لحقوق الإنسان في مختلف المجالات و القطاعات و الجهات و نحن نجتهد في تقديم صورة على ما أمكن لنا رصده من انتهاكات ومدى خطورتها و اتساعها و تكرارها و تنوعها كما نقترح خطوات ضرورية لتطوير واقع الحريات و حقوق الإنسان في البلاد و تجدر الإشارة إلى أن مصادر التقرير و إن كانت بالدرجة الأولى من مجمل البيانات التي أصدرتها المنظمة خلال شهر ماي 2009 فإننا نأخذ بعين الاعتبار كل ما تصدره المنظمات الحقوقية المستقلة داخل البلاد و خارجها من انتهاكات لحقوق الإنسان و الحريات العامة في تونس.
انطلاقا من تقريرها الشهري (ماي 2009) تخصص منظمة » حرية و إنصاف » فقرة خاصة بالانتهاكات التي يتعرض لها التونسيون و التونسيات المهاجرون خارج أرض الوطن لأسباب مختلفة و المهجرون المحرومون من العودة لوطنهم لأسباب سياسية و تتوجه بنداء إلى كل المعنيين بهذه الانتهاكات لإحاطتها علما لما يتعرضون له كي تساهم في كشفها للرأي العام الوطني و العالمي و العمل على وضع حد لها دفاعا عن حريتهم و كرامتهم و حقوقهم.
I – التقديــم
أصدرت منظمة « حرية و إنصاف » خلال شهر ماي 2009 (37 بيانا) مقابل (33 بيانا) في شهر أفريل 2009 و رصدت 133 انتهاكا للحريات الفردية و العامة و لحقوق الإنسان في تونس مسجلة نسبة ارتفاع تقدر ب 37%في الانتهاكات المسجلة مقارنة بشهر أفريل 2009 و هو مؤشر سلبي يدلل على استمرار تدهور واقع الحريات و حقوق الإنسان في تونس و على تجاهل السلطة لمختلف النداءات و المطالب بوضع حد لهذا التدهور الخطير و لهذه الانتهاكات المتكررة مع اقتراب موعد الانتخابات التي يفترض أن تتوفر لها الشروط السياسية و القانونية كي تكون حرة و نزيهة الأمر الذي يزيد من حالة القلق و اليأس في صفوف المجتمع و النخبة .
ويعود استمرار هذا التدهور إلى ارتفاع ملحوظ في الانتهاكات المتعلقة بالمسرحين 467% و الحريات النقابية 250%و تزايد الاعتداءات على المساجين بنسبة 63% و مزيد من التضييق على الحريات الشخصية بنسبة 43 % و تصاعد حجم الاعتقالات بنسبة 45% و ارتفاع وتيرة المحاكمات السياسية بنسبة 44% مع تسجيل تراجع في نسب الانتهاكات المتعلقة بالنشطاء الحقوقيين و المناضلين السياسيين بنسبة 24% و الحريات الإعلامية بنسبة 18% دون ان يخفي ذلك خطورة الاعتداءات المستمرة في هذي المجالين الحيويين في تقييم الوضع الحقوقي و الإعلامي و السياسي في البلاد.
ولقد تميز شهر ماي بما يلي :
تصاعد وتيرة المحاكمات السياسية و اتساع رقعتها الجغرافية حيث احتلت المرتبة الأولى بنسبة18%وبارتفاع مقارنة بشهر أفريل 2009 يقدر ب44% فمع استمرار محاكمات الشباب المتدين حيث رصدنا 17 محاكمة على خلفية « قانون الإرهاب » اللادستوري فقد توسعت دائرة المحاكمات لتشمل الناشط الحقوقي طارق السوسي في بنزرت على خلفية تصريحاته لقناة الجزيرة و عدد من الشباب في قفصة على اثر تحركات احتجاجية و تضامنية مع المعتقلين في قضية الحوض المنجمي و محاكمة عدد من الطلبة في صفاقس في علاقة بنشاطهم في منظمة الاتحاد العام لطلبة تونس هذا إلى جانب القضية المرفوعة من قبل القاضية كلثوم كنو عضو الهيئة الشرعية لجمعية القضاة التونسيين اثر الاعتداء الذي تعرضت له في مكتبها بالقيروان و القضية التي رفعها احد المحامين التونسيين ضد وزير التجارة بسبب ترويج لعب أطفال من صنع » إسرائيل » في الأسواق التونسية.
تفاقم الاعتداءات على الحريات الشخصية و التي بلغت نسبتها هذا الشهر16%لتحتل المرتبة الثانية بعد المحاكمات مسجلة ارتفاعا كبيرا مقارنة بشهر أفريل 2009 بلغ نسبة 43% و قد تنوعت هذه الاعتداءات الخطيرة و المتكررة لتشمل الحملة الواسعة و غير المسبوقة على الشباب في الأماكن العمومية و وسائل النقل والأحياء السكنية تحت عنوان » التجنيد للخدمة العسكرية » مما خلف انزعاجا واسعا لدى المواطنين و عائلاتهم وإشاعة حالة من الخوف و الارتباك في الحياة اليومية لدى قطاع واسع من الشباب.
وقد تواصلت حملة المضايقات الأمنية على الشبان المتدينين بسبب معتقداتهم و مظاهر التدين عندهم من حجاب لدى الفتيات و لحي لدى الشبان وبلغ الأمر حد تعطيل بعض الفتيات عند إجراء الامتحانات و التضييق في الرزق على بعض الشبان و الشابات مثل سندس ألرياحي و رياض اللواتي ، و كذلك التضييق على المصليين في أداء الصلاة المكتوبة في المساجد بدعوى انتهاء صلاة الجماعة و الوقت المخصص لها مثل ما حصل مع السيد فرج إلجامي.
وقد سجلنا حادثة مؤلمة بمنع كفيف من دخول مقر المركز الوطني للمكفوفين بشارع باب بنات بالعاصمة تونس اثر احتجاجه على وضعه الاجتماعي المتردي و مماطلة الإدارة له في تمكينه من حقه في الشغل.
ومن ناحية أخرى تواصل منع بعض المواطنين من السفر دون مبرر قانوني مثل ما حصل للسادة نصر الدين بالحاج مبروك و الزين الريابي.
و من مظاهر استمرار حملة التضييق على مستعملي الأنترنات في تونس عبر عديد المواطنين عن انزعاجهم من اشتراط الاستظهار ببطاقة الهوية عند الدخول إلى المحلات العمومية لاستعمال الأنترنات .
و على المستوى ألمغاربي سجلنا استياء أفراد من الجالية الموريتانية المقيمة بالجزائر عند دخولهم إلى تونس من الإجراءات الاستثنائية المعقدة و المرهقة التي يتعرضون لها على مستوى الحدود الجزائرية التونسية.
رغم التراجع المحدود في النسبة المسجلة في الانتهاكات ضد النشطاء الحقوقيين و المناضلين السياسيين ب18% الا ان عدد الاعتداءات كان مرتفعا حيث سجلنا في مارس 2009 21 انتهاكا و في أفريل 2009 22 انتهاكا و في ماي 2009 18 انتهاكا و لم نسجل تحسنا يذكر في معاملة السلطة للنشطاء و المناضلين حيث تواصلت و تكررت المراقبة الأمنية اللصيقة مثل الأستاذ حاتم الفقه عضو المكتب التنفيذي لمنظمة « حرية وإنصاف » و منع دخول لمقرات الأحزاب و المنظمات مثل الأستاذ عبد الرؤوف العيادي و السيدة زينب الشبلي و السيدة جميلة عياد و السيد محمد القلوي أعضاء المكتب التنفيذي لمنظمة « حرية و إنصاف » وحرمان الشاب وسام الصغير عضو الحزب الديمقراطي التقدمي من حضور حفل الفنان مرسال خليفة بمدينة قفصة.
و شملت كذلك الحرمان من تجديد جواز السفر مثل الصحفي رئيس تحرير صحيفة الموقف المعارضة السيد رشيد خشانة و بلغ الأمر حد الاعتداء بالعنف في حالة الناشط الحقوقي في الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان السيد محمد بن زايد و الناشط الحقوقي وسام التستوري و الشاعر عضو اتحاد الكتاب التونسيين السيد عادل المعيزي و المناضل السياسي السيد عمار عمروسية .
و الحد من حرية التنقل مثلما حصل مع السيد عبدالكريم الهاروني بدعوى وجود مناشير تفتيش في حقه تعود إلى سنة 1991 قبل فترة سجنه.
و من المؤشرات الخطيرة على استمرار تدهور الوضع الحقوقي بالبلاد منع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من الاحتفال بالذكرى 31 لتأسيسها في مقرها المركزي و منع اجتماع دعت له الرابطة و بمشاركة المنظمات الحقوقية المستقلة بمناسبة زيارة وفد عن المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب لتونس كل ذلك بالإضافة إلى استمرار حالة الحصار على النشطاء الحقوقيين و المناضلين السياسيين في استعمال الهاتف و الانترنات وحرمان العديد منهم من حقهم في جواز السفر.
تتكرر حالات الاعتقال العشوائي دون مبرر قانوني لترهيب المواطنين والحد من حريتهم لتبلغ هذا الشهر نسبة 13 % من مجموع الانتهاكات المسجلة في تصاعد ملحوظ مقارنة بشهر أفريل 2009 بنسبة 45% حيث تلجأ السلطة إلى الاعتقال في الأماكن العامة وفي المطارات، ويبلغ الأمر حد مداهمة البيوت دون محاكمة أو توجيه تهمة واضحة وإنما القصد من هذه الاعتقالات تخويف المواطنين بسبب معتقداتهم وقمع كل مبادرة للاحتجاج على المظالم وكل محاولة للتحرك الجماعي للمطالبة بالحقوق مثل الاعتصامات والإضرابات عن الطعام والتظاهر السلمي في الشوارع كما تبين من عديد الحالات أن العديد من المهاجرين العائدين إلى الوطن مهددون بالتعرض للاعتقال.
استمرار معاناة المساجين السياسيين وتفاقم الاعتداءات ضدهم وتردي أوضاع مساجين الحق العام حيث بلغت نسبة الانتهاكات في هذا المجال 10 %من مجموع الانتهاكات المسجلة ، إذ ارتفعت هذا الشهر إلى المرتبة السادسة مسجلة ارتفاعا يبعث على القلق مقارنة بشهر أفريل بلغ نسبة 63 % في مخالفة صريحة لقانون السجون وللمواثيق الدولية في احترام كرامة السجين وحقوقه ، فقد شملت هذه الاعتداءات لجوء الإدارة إلى العزل الانفرادي وما يصاحبه من منع للزيارة في اعتداء على السجين وعائلته لإضافة إلى النقل التعسفية لإبعاد المساجين عن عائلاتهم وتتواتر المؤشرات على تردي أوضاع الإقامة بالسجون وخاصة الاكتظاظ في الغرف وحرمان السجين من حقه في السرير مثل السجين أنيس الشايب بسجن المهدية ،والإهمال الصحي والحرمان من الحق في العلاج مثل السجين محمد مصباح المحمودي بسجن المسعدين والسجين محمود بن عبد الله التونكتي بسجن مرناق، وتواصل تردي الأكلة بالسجون بما في ذلك بعض المواد التي يقتنيها بماله الخاص في نفس الوقت الذي يقع فيه التضييق على القفة التي تجلبها العائلة لابنها السجين مع تواصل إصرار الإدارة العامة للسجون على فرض استعمال الأواني البلاستيكية داخل السجون رغم الخطورة الصحية لمادة البلاستيك.
وتؤكد عديد الشكايات من داخل السجن لجوء الإدارة عبر أعوانها وضباطها إلى العنف اللفظي والمادي في معاملة المساجين مثلما حصل للسجين نزار الجميعي المعتقل بسجن المرناقية ، كما يتواصل إفلات هؤلاء المجرمين من العقاب الإداري والقضائي رغم تقدم عديد المساجين وعائلاتهم بشكاوى للإدارة والقضاء .
ويبلغ الأمر في بعض الحالات أن يصبح التنكيل والتشفي سياسة رسمية من الإدارة ضد السجين وعائلته لترهيبهم وإخضاعهم للتخلي عن المطالبة بحقوقهم وهو ما تعرض له السجين رمزي الرمضاني وعائلته.
من أبرز مميزات شهر ماي 2009 الارتفاع غير المسبوق الذي شهدته الانتهاكات ضد المسرحين مقارنة بين شهري ماي وأفريل 2009 حيث بلغت النسبة 467 %وبلغت أعلى نسبة لها من جملة الانتهاكات منذ شهر جانفي 2009 وذلك بنسبة 13 % كما سجلنا حالات تعد مؤشرات خطيرة في تدهور أوضاع المسرحين وفي مقدمتها وفاة السجين السياسي السابق السيد حامد بن أحمد رحمه الله إثر إصابته بمرض السكري نتيجة الهرسلة الأمنية التي تعرض لها منذ خروجه من السجن في 1993 وعلى امتداد أكثر من 15 سنة وتواصلت هذه الهرسلة دون انقطاع حتى وهو على فراش الموت بالمستشفى وذلك بالحضور المكثف للبوليس السياسي واستجوابه حول من يزوره ومن يتبرع له بالدم مع مضايقة زواره وصولا إلى التواجد المستفز للبوليس السياسي في جنازته.
وتليها معاناة السجين السياسي السابق السيد صلاح الدين العلوي بمدينة بوسالم من ولاية جندوبة حيث تسلط عليه أحكام متكررة بالمراقبة الإدارية بلغ مجملها 16 سنة مما حال دون اندماجه في الحياة الاجتماعية وخاصة حقه في الشغل والتنقل ليجد نفسه وعائلته مهددين بالجوع والمرض والعزلة الاجتماعية ، كما تلجأ السلطة للحد من حرية التنقل للمسرحين إلى الإبقاء على مناشير التفتيش التي يعود تاريخها إلى مطلع التسعينات وهي تعلم جيدا بطلان صلاحيتها إثر اعتقال وسجن وتسريح المعنيين بها وتمتنع عن إجراء كف التفتيش بدعوى مطالبة المسرح بالسعي إلى تسوية وضعيته، مثلما وقع للسيد عبد الكريم الهاروني بتونس العاصمة والسيد أحمد العماري بمدينة بنقردان ومن مظاهر التنكيل بالمسرحين حرمان عدد كبير منهم من أبسط الحقوق المدنية كبطاقة التعريف والبطاقة رقم (3) وجواز السفر وعلى سبيل الذكر لا الحصر لا يزال السيد نورالدين العرباوي أصيل مدينة تالة ولاية القصرين منذ تسريحه في شهر نوفمبر 2008 بعد قضائه 18 سنة بالسجن محروما من بطاقة التعريف الوطنية.
كل ذلك في مناخ من المراقبة والترهيب لعديد المسرحين بما في ذلك الجلب إلى مخافر الشرطة للاستجواب وتحيين بطاقات الإرشادات على يد أعوان البوليس السياسي.
ومن مظاهر معاناة المسرحين ما يتعرض له الطلبة والتلامذة إثر سجنهم على خلفية نشاطهم السياسي والنقابي إلى حرمانهم من حقهم في مواصلة دراستهم بالجامعة والمعاهد، ومن ذلك حالة الطالبين قيس بوزوزية وعلي الفالح الناشطين بالاتحاد العام لطلبة تونس.
رغم النسبة المنخفضة للانتهاكات المتعلقة بالحريات الإعلامية التي لم تتجاوز نسبة 10 %ورغم التراجع في نسبة ما رصدناه في هذا المجال مقارنة بشهر أفريل 2009 والتي بلغت 24 % فإن تردي أوضاع قطاع الإعلام وظروف عمل الإعلاميين لا يزال مستمرا ولم يسجل مبادرات أو خطوات أو مؤشرات للخروج من هذا الوضع الذي يعيق قيام إعلام حر ونزيه وفاعل في إصلاح أوضاع البلاد.
ومن أخطر ما سجلنا في هذا الاتجاه ما تتعرض له النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين من حملة تستهدف استقلاليتها ونضاليتها وإشعاعها قصد تحويلها إلى جزء من المشهد الإعلامي والمدني التابع للسلطة على حساب خدمة قضايا القطاع خاصة والمجتمع عامة ، وقد برز ذلك خاصة عند تنظيم نقابة الصحفيين لندوة صحفية لتقديم تقريرها السنوي حول الحريات الإعلامية في تونس وما تلاه من خطوات لمحاولة افتكاك الهياكل المنتخبة للنقابة من قبل الصحفيين المنتسبين للحزب الحاكم ،وقد بلغ الأمر حد الاعتداء بالعنف اللفظي والتهديد بالاعتداء المادي على رئيس نقابة الصحفيين السيد ناجي البغوري.
ولقد مثل قرار المحكمة بتبرئة صحيفة الموقف من ادعاء خمس شركات لترويج الزيوت على الصحيفة بنشر أخبار زائفة ألحقت بها خسائر مادية جسيمة وذلك بعد محاكمة دامت سنة كاملة في عشر جلسات متتالية، وقد تمت هذه التبرئة بناء على تقارير الخبراء التي طال انتظارها وهذا دليل على أن سياسة اتهام الإعلام بنشر أخبار زائفة واللجوء إلى القضاء لترهيبهم والضغط عليهم وإسكات أصواتهم حتى يتخلوا عن واجبهم في خدمة الحقيقة والحقوق هي سياسة باطلة خلفت قائمة طويلة من الضحايا في صفوف الصحفيين وعانت منها الصحف المستقلة والمعارضة وهي فرصة لمراجعة هذه السياسة والكف عن توظيف القضاء لمحاصرة حرية الإعلام وقمع الصحفيين.
في المقابل تغض السلطة الطرف على ما تروجه بعض الصحف الموالية لها في انتهاك صارخ لقانون الصحافة وأخلاقيات المهنة من سب وشتم واتهامات باطلة في حق العديد من الصحفيين المستقلين والنشطاء الحقوقيين والمناضلين السياسيين تمس من كرامتهم وسمعتهم.
ومع تواصل المضايقات الأمنية للصحفيين المستقلين ومن ذلك منع الصحفي لطفي الحجي مراسل قناة الجزيرة من تغطية محاكمة الناشط الحقوقي طارق السوسي والمنع من السفر لبعض الصحفيين مثل رئيس التحرير جريدة الموقف السيد رشيد خشانة والصحفي سليم بوخذير مندوب منظمة مراسلون بلا حدود بتونس وذلك لحرمانهما من حقهما في جواز السفر واستمرار نفي الصحفي بجريدة الفجر المحظورة السيد عبد الله الزواري بمدينة جرجيس بالجنوب التونسي ، تتواصل معاناة عدد من الصحفيين المحرومين من حقوقهم المهنية كبطاقة الصحفي المحترف نذكر من بينهم سامي نصر و محمد الحمروني وسليم بوخذير وسمير ساسي ومحسن المزليني،وفي هذا المناخ من التضييق على حرية التفكير والتعبير والإعلام أقدمت السلطة عبر إدارة المصنفات بوزارة الداخلية بحجز كتاب الراحل محمد الشرفي الوزير السابق في التسعينات »كفاحي من أجل الأنوار » الصادر بفرنسا بعدما استوردته مكتبة »الكتاب » ، كما يتواصل الحصار على « راديو كلمة » و الحظر على صحف معارضة مثل « الفجر » و « البديل » و رفض الترخيص لصحيفة الناصرية.
تتعرض الحقوق الاجتماعية لانتهاكات لا تقل خطورة عن انتهاكات حقوق المدنية والسياسية حيث تتسع وتتنوع دائرة المتضررين من تدهور الوضع الاجتماعي ومحاصرة العمل النقابي، إذ يتم استهداف أغلب النقابات الأساسية التي يتم تركيزها في مؤسسات القطاع الخاص، بما يحد من دوره في الدفاع عن حقوق الشغالين والمساهمة في ضمان حقهم في العيش الكريم والاستقرار الاجتماعي فقد بلغ عدد المسرحين من العمال حوالي 6000 عامل بسبب إغلاق أكثر من 325 مؤسسة تحت عنوان »البطالة الفنية » وذلك في شهر ماي 2009 فقط ، وقد سجلنا في هذا الشهر بعض التحركات الاحتجاجية مثل اعتصام المتقاعدين من عمال المناجم وإضراب الجوع للمكفوفين وإضراب موظفي اتصالات تونس والدعوة لإضراب مشترك لقطاع البريد والاتصالات وهي عينة على ما يعانيه الشغالون في عديد القطاعات والمؤسسات رغم عدم إحاطتنا بكل الاعتصامات والتحركات الاحتجاجية.
ومن الظواهر الخطيرة والمتفاقمة في الساحة الاجتماعية الاعتداءات المادية المتكررة على العديد من أساتذة التعليم الثانوي على يد أولياء متنفذين يضعون أنفسهم فوق القانون مستهزئين بحرمة رجال التعليم والمؤسسات التربوية ومن ذلك ما جد هذا الشهر من اعتداء على أستاذة بمدرسة إعدادية بحي ابن خلدون أعقبه اعتصام للأساتذة.
ومن مخلفات حملة القمع في منطقة الحوض المنجمي وفي إطار سياسة توظيف القضاء والإدارة ضد المحتجين على تردي الأوضاع الاجتماعية بالجهة حيث لا تكتفي السلطة بالحكم بالسجن مع تأجيل التنفيذ بل تعمد إلى سياسة الفصل مع العمل قصد التجويع وترهيب الآخرين مثلما حصل للسيد بوجمعة الشرايطي الذي كان يشتغل ممرضا بالمستشفى المحلي بمدينة الردبف بقفصة.
تتواصل معاناة مئات المهجّرين من المواطنين التونسيين المحاكمين مطلع التسعينات في قضية حركة النهضة لفترة تجاوزت 18 سنة ولا يزالون محرومين من حق العودة الآمنة والكريمة ،وتمعن السلطة في التنكيل بهم بمنعهم من حقهم الدستوري في جواز السفر بل تسعى إلى مساومتهم عند تقديم الطلب لدى القنصليات لدفعهم للتخلي عن قناعاتهم الفكرية ومواقفهم السياسية والتنازل عن حقوقهم المدنية في المواطنة، وعوض أن تتوجه السلطة لحل هذا الملف الوطني بما يضمن حقوق هؤلاء المهجرين لأسباب سياسية وطي صفحته بسن العفو التشريعي العام حتى تصبح تونس لكل التونسيين بدون استثناء تجتهد السلطة في مطاردة المهجرين عبر اللجوء إلى الشرطة الدولية لتفعيل مناشير الجلب ضدهم بحجة صدور أحكام قضائية في حقهم أو على الأقل التضييق على حريتهم في التنقل والنشاط والإقامة والشغل مثلما حصل مع السادة راشد الغنوشي و منصف المرزوقي ورفيق عبد السلام ورياض بالطيب ولطفي زيتون والسيدة سهام بن سدرين و آخرين كثير.
و بناء على ما تقدم:
فقد تميز شهر ماي 2009 برصد أكبر عدد من الانتهاكات للحريات الفردية والعامة وحقوق الإنسان حيث بلغ مجموعها133 انتهاكا وفي مقدمتها تصاعد وتيرة المحاكمات السياسية وتوسع دائرتها الجغرافية وتعدد ضحاياها وتفاقم الاعتداءات على الحريات الشخصية.
و قد كان الحدث الأخطر المسجل في شهر ماي 2009 :
وفاة السجين السياسي السابق في قضية حركة النهضة السيد حامد بن أحمد رحمه الله أصيل مدينة اقليبيا بولاية نابل اثر إصابته بمرض السكري نتيجة معاناة طويلة و شاقة من المضايقة الأمنية الشديدة من قبل البوليس السياسي دون انقطاع على امتداد أكثر من 15 سنة و استمرت حتى و هو على فراش الموت بالمستشفى لتتواصل بشكل مستفز لأفراد عائلته و أصدقائه يوم جنازته في سلوك فيه من التشفي ما يشمئز منه أصحاب الفطرة السليمة و العقول المتحضرة التي تحترم حقوق الإنسان و كرامته.
و القضية الأبرز :
فكانت الحملة على النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وتهديد استقلاليتها لخطورة دلالاتها على ما وصل إليه تردي الوضع في قطاع الإعلام وحجم التضييق على حرية التعبير والتنظم واستهداف استقلالية مكونات المجتمع المدني وخاصة مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي الذي يفترض أن يتم في مناخ إعلامي وسياسي وحقوقي واجتماعي يضمن توفير شروط انتخابات حرة ونزيهة .
والمظلمة الأطول:
إن محاكمة الدكتور الصادق شورو الرئيس السابق لحركة النهضة بتهمة ملفقة تتعلق بالاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها و الحكم عليها بسنة كاملة سجنا يضاف إليها عام بسبب التراجع عن السراح الشرطي كل ذلك بعد قضائه 18 سنة سجنا منها 14 في عزلة انفرادية تامة تعد مظلمة هي الأطول والأشد في حق سجين سياسي من أجل آرائه وإن النضال من أجل إطلاق سراحه مطلب وطني وقضية عادلة ندعو كل الأحرار في البلاد وفي العالم من شخصيات ومنظمات وأحزاب للعمل على وضع حد لها دون تأجيل.
o جدول حول تطور الانتهاكات خلال أشهر مارس و أفريل و ماي 2009
نوعية الانتهاك
|
مــاي 2009
|
أفريل 2009
|
مارس 2009
|
الحريات الإعلامية
|
13
|
17
|
7
|
النشطاء الحقوقيون و المناضلون السياسيون
|
18
|
22
|
21
|
الحريات النقابية
|
7
|
2
|
9
|
الحريات الشخصية
|
20
|
14
|
11
|
الاعتقالات
|
16
|
11
|
11
|
المحاكمات
|
23
|
16
|
22
|
المساجين
|
13
|
8
|
13
|
المسرحون
|
17
|
3
|
11
|
المهاجرون و المهجرين
|
6
|
0
|
0
|
|
133
|
93
|
105
|
جدول إحصاء الانتهاكات في مارس و أفريل و ماي 2009
(ش5-ش4)
/ش4
|
نسب شهر ماي2009
|
ماي 2009
|
نسب شهر أفريل2009
|
أفريل 2009
|
نسب شهر مارس2009
|
مارس 2009
|
نوعية الانتهاك
|
-24%
|
10%
|
13
|
18%
|
17
|
7%
|
7
|
الحريات الاعلامية
|
-18%
|
14%
|
18
|
24%
|
22
|
20%
|
21
|
النشطاء الحقوقيون و المناضلون السياسيون
|
250%
|
6%
|
7
|
2%
|
2
|
9%
|
9
|
الحريات النقابية
|
43%
|
16%
|
20
|
15%
|
14
|
10%
|
11
|
الحريات الشخصية
|
45%
|
13%
|
16
|
12%
|
11
|
10%
|
11
|
الاعتقالات
|
44%
|
18%
|
23
|
17%
|
16
|
21%
|
22
|
المحاكمات
|
63%
|
10%
|
13
|
9%
|
8
|
13%
|
13
|
المساجين
|
467%
|
13%
|
17
|
3%
|
3
|
10%
|
11
|
المسرحون
|
|
5%
|
6
|
0
|
0
|
0
|
0
|
المهاجرون و المهجرون
|
|
|
133
|
|
93
|
|
105
|
|
II-الانتهاكات:
الحريات الإعلامية:
ماي
2009
|
مكان الانتهاك
|
تفصيل الانتهاك
|
الضحية
|
03
|
تونس
|
قامت إدارة المصنفات بوزارة الداخلية بحجز كتاب الراحل محمد الشرفي »كفاحي من أجل الأنوار » الصادر بفرنسا وعطلت توزيعه بعدما استوردته مكتبة »الكتاب » وبقي في انتظار تأشيرة التوزيع.
|
كتاب لمحمد الشرفي الوزير السابق في التسعينات
|
04
|
تونس
|
تعرض رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الصحفي ناجي البغوري إلى محاولة اعتداء بالعنف أثناء عرض التقرير السنوي للنقابة عن الحريات الصحفية في تونس كما تم إفساد الندوة الصحفية المخصصة لعرض هذا التقرير بسبب حالة الفوضى التي أحدثها بعض الصحفيين المنتسبين للحزب الحاكم.
|
ناجي البغوري
|
09
|
تونس
|
أصدرت المحكمة الابتدائية بتونس حكمها في الدعاوى التي رفعتها خمس شركات لتعليب الزيت النباتي ضد مدير صحيفة « الموقف » ورئيس تحريرها، على إثر نشر افتتاحية طالبت بالتحقيق في منع السلطات الجزائرية ترويج الزيت النباتي الموُرد من تونس، وقضت المحكمة برفض الدعاوى الخمس.
|
جريدة الموقف
|
14
|
تونس
|
تعرض الصحفيان سليم بوخذير وسهام بن سدرين للسب والشتم والثلب والاتهامات الباطلة في مقال نشر بجريدة »كل الناس »الأسبوعية التابعة لدار الحدث و المقربة من السلطة تحت عنوان »المهدي المنتظر على قناة الجزيرة مباشر »على خلفية مشاركتهما في برنامج »مباشر مع » على قناة الجزيرة.
|
سليم بوخذير
وسهام بن سدرين
|
15
|
تونس
|
تلقى الصحفي محمد الحمروني استدعاء من وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس للحضور لديها يوم 20 ماي 2009
|
محمد الحمروني
|
20
|
تونس
|
مثل الصحفي محمد الحمروني أمام مساعد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس
|
محمد الحمروني
|
ماي
|
تونس
|
لا يزال الصحفي لطفي الحجي مراسل قناة الجزيرة محروما من الاعتماد القانوني
|
لطفي الحجي
|
28
|
بنزرت
|
تم منع الصحفي لطفي الحجي بالقوة من الدخول إلى محكمة بنزرت لتغطية أطوار محاكمة الناشط الحقوقي طارق السوسي لصالح قناة الجزيرة التي يراسلها من تونس.
|
لطفي الحجي
|
ماي
|
تونس
|
تواصل حرمان الصحفي سليم بوخذير من جواز سفره رغم تقديمه مطلب في الغرض
|
سليم بوخذير
|
ماي
|
تونس
|
لا يزال الصحفي رشيد خشانة رئيس تحرير جريدة »الموقف » محروما من جواز السفر منذ 17 أفريل 2009.
|
رشيد خشانة
|
ماي
|
تونس
|
تواصل حرمان الصحفيين المستقلين من بطاقة »صحفي محترف » مثل السادة سامي نصر ومحمد الحمروني ومحسن المزليني وسمير ساسي.
|
الصحفيون المستقلون
|
ماي
|
تونس
|
تواصل حرمان العديد من الصحفيين من بطاقة »صحفي عامل » مثل السادة محمد الحمروني وسليم بوخذير ومحسن المزليني وسمير ساسي.
|
الصحفيون
المستقلون
|
طيلة شهر ماي
|
جرجيس
مدنين
|
تواصل نفي السجين السياسي السابق السيد عبد الله الزواري الصحفي بجريدة الفجر المحظورة بحاسي الجربي بمدينة جرجيس بالجنوب التونسي.
|
عبد الله الزواري
|
|
|
|
|
|
الناشطون الحقوقيون و المناضلون السياسيون:
ماي
2009
|
مكان الانتهاك
|
تفصيل الانتهاك
|
الضحية
|
01
|
تونس
|
يتعرض العديد من النشطاء الحقوقيين و المناضلين السياسيين والصحفيين المستقلين إلى حملة إعلامية متواصلة على صفحات إحدى الصحف الأسبوعية المقربة من السلطة تستهدف تشويههم والمس من كرامتهم والنيل من أعراضهم واتهامهم بالعمالة للأجنبي دون تدخل من سلطة الإشراف واستهتارا بقانون الصحافة.
|
|
02
|
قفصة
|
منعت قوات البوليس السياسي بقفصة السيد وسام الصغير عضو الحزب الديمقراطي التقدمي دخول مدينة قفصة لحضور حفل الفنان اللبناني مارسيل خليفة و أجبروه على ركوب سيارة الأجرة والرجوع إلى تونس
|
وسام الصغير
|
03
|
تونس
|
أعلمت إدارة الجوازات السيد رشيد خشانة بأنه ليس بإمكانه الحصول على جواز سفر إلا بعد عام كامل بعدما أضاع جوازه الأول يوم 7 أفريل 2009 على إثر تقديمه لمطلب في الحصول عليه.
|
رشيد خشانة
|
08
|
تونس
|
عمدت قوات كبيرة من أعوان البوليس السياسي إلى منع الاحتفال بالذكرى الثانية والثلاثين لتأسيس الرابطة ، و حاصرت هذه القوات المقر المركزي للرابطة ، ومنعت جميع المدعوين من الوصول إليه، ولم يتمكن من الدخول إلا أعضاء الهيئة المديرة
|
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
|
09
|
تونس
|
اعتدى 4 أعوان من البوليس السياسي على الناشط الحقوقي السيد محمد بن زايد أصيل مدينة قبلي عندما كان يهم بدخول المقر المركزي للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وانهالوا عليه بالضرب و الركل و اعتدوا عليه بالعنف اللفظي و أخضعوه لتفتيش دقيق حجزوا على إثره أوراقه الشخصية ووثائق خاصة بمنظمة العفو الدولية
|
محمد بن زايد
|
10
|
الرديف
قفصة
|
أعلنت أمهات سجناء الحوض المنجمي بالرديف الدخول في اعتصام من أجل اطلاق سراح أبنائهم القابعين في السجن المدني بقفصة، وسيدي بوزيد، والقصرين ،وقد حاولن الخروج في مسيرة احتجاجية تم منعها من قبل قوات الشرطة باستعمال القوة.
|
أمهات مساجين الحوض المنجمي
|
10
|
بنزرت
|
تمكّن وفد من المنظمة العالمية لمقاومة التعذيب من زيارة عميد النشطاء التونسيين علي بن سالم في بيته بمدينة بنزرت أين يوجد مقر فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بعد أن اعترض أعوان البوليس السياسي على دخوله، يُشار إلى أن البوليس السياسي يحاصر منزل السيد على بن سالم منذ سنوات ويمنع أقاربه أيضا من زيارته.
|
وفد المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب
|
11
|
تونس
|
منع البوليس السياسي اجتماعا للمنظمات و الجمعيات الحقوقية دعت إليه الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بمقرها المركزي بالعاصمة لمقابلة السيد اريك ساتوس و معاونته المسؤوليْن بالمنظمة الدولية لمناهضة التعذيب، و قد جندت السلطة العشرات من أعوان البوليس السياسي الذين أحكموا إغلاق الأنهج المؤدية للمقر المركزي للرابطة مستعملين في ذلك الحواجز الحديدية.
|
المنظمات والجمعيات الحقوقية
|
11
|
الرديف
قفصة
|
واصلت قوات الأمن محاصرة منزل عائلة السجين عدنان الحاجي أين نظمت أخوات وأمهات مساجين الحوض المنجمي اعتصاما للمطالبة بإطلاق سراحهم ووضع حد لمعاناتهم خصوصا أن العديد منهم يعيشون أوضاعا صحية متدهورة تبعث على الانشغال .
|
عائلة سجين الرأي عدنان الحاجي
|
12
|
تونس
|
منع أعوان البوليس السياسي الأستاذ عبد الرؤوف العيادي عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف من الدخول لمقر المنظمة الكائن بمكتب الأستاذ محمد النوري واعتدوا عليه بالعنف اللفظي
|
الأستاذ عبد الرؤوف العيادي
|
13
|
دار شعبان الفهري
نابل
|
أقدم تسعة من أعوان البوليس بالزي الرسمي يتقدمهم المدعو نبيل (شهر رمبو) رئيس مركز شرطة العدلية بنابل على الاعتداء بشكل وحشي على الناشط الحقوقي وسام التستوري ، حيث انهالوا عليه ضربا بالهراوت والركل وخاصة بالضرب على الجمجمة ، ثم حملوه إلى مركز الشرطة وهو في حالة خطيرة جدا
|
وسام التستوري
|
14
|
تونس
|
قام عدد من أعوان البوليس السياسي بإزعاج عائلة الناشط النقابي السيد الجيلاني العبدلي المتواجد حاليا بفرنسا، وذلك باستجواب والدته وشقيقته عن مكان تواجده.
|
عائلة الجيلاني العبدلي
|
15
|
قفصة
|
اعتدى رئيس إقليم شرطة مدينة قفصة المدعو سامي اليحياوي صحبة أربعة أعوان آخرين على السيد عمار عمروسية بمحطة سيارات الأجرة بقفصة عندما كان يهم بالتنقل لمدينة القصرين صحبة عائلة عدنان الحاجي المعتقل على خلفية أحداث الحوض المنجمي.
|
عمار عمروسية
|
19
|
تونس
|
فوجئت السيدة زينب الشبلي والدة سجين الرأي خالد العرفاوي عند توجهها إلى الإدارة العامة للسجون والإصلاح بطردها من قبل أحد الأعوان.
|
زينب الشبلي
|
23
|
تونس
|
تعرض بعض أعضاء المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف للمضايقات التي وصلت حد الاحتجاز، فقد تعرض الأستاذ حاتم الفقيه عضو المكتب التنفيذي إلى المراقبة اللصيقة من قبل أعوان البوليس السياسي ، أما المهندس عبد الكريم الهاروني الكاتب العام للمنظمة فقد تم احتجازه من قبل دورية للمرور بين مدينتي صفاقس و المحرس بدعوى وجود منشوري تفتيش صادرين ضده عندما كان صحبة المهندس حمزة حمزة عضو المكتب التنفيذي على متن سيارة هذا الأخير.
|
حاتم الفقيه
عبدالكريم الهاروني
حمزة حمزة
|
26
|
تونس
|
تلقت السيدة أم زياد (نزيهة رجيبة) رئيسة تحرير كلمة مكالمة هاتفية من مجهول تفوه ضدها بكلام بذيئ ونعتها بالخائنة واللاوطنية وقال لها بأن الجائزة التي ستستلمها في أوسلو يوم 4 جوان المقبل هي ثمن عمالتها.
|
نزيهة رجيبة
(أم زياد)
|
26
|
تونس
|
هاجمت مجموعة من العناصر مجهولة الهوية (حوالي ستة) مسلحة بسكين « سيف » وبالعصي التي يستعملها عادة أعوان الشرطة الشاعر عادل المعيزي وقد ارتموا عليه وبطحوه أرضا معتدين عليه بالعنف الشديد بعدما فرقوا من كان معه مما يؤكد استهدافه وذلك بقلب العاصمة بشارع الهادي شاكر ولقد تقدم عادل المعيزي ببلاغ في هذا الغرض في نفس المساء.
|
عادل المعيزي
|
27
|
تونس
|
منع أعوان البوليس السياسي السيدة جميلة عياد عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وإنصاف ووالدة سجين الرأي الشاب ماهر بزيوش من الدخول لمقر المنظمة.
|
جميلة عياد
|
|
|
|
|
|
الحريات النقابية:
ماي 2009
|
مكان الانتهاك
|
تفصيل الانتهاك
|
الضحية
|
08
|
الرديف
قفصة
|
وجهت وزارة الصحة التونسية مراسلة مضمونة الوصول إلى النقابي « بوجمعة الشرايطي » أعلمته فيها بإحالته على مجلس التأديب تمهيدا لعزله رسميا من العمل على خلفية الحكم عليه بسنتين سجن مع تأجيل التنفيذ في قضية الحوض المنجمي . ويعمل السيد « بوجمعة الشرايطي » ممرض في المستشفى المحلي بمدينة الرديف
|
بوجمعة الشرايطي
|
15
|
المتلوي
قفصة
|
اعتصم عشرات المتقاعدين من عمال المناجم بالاتحاد المحلي للشغل بالمتلوي و ذلك للمطالبة خاصة بحق الشغل لأبنائهم.
|
عمال متقاعدون
|
طيلة شهر
ماي
|
تونس
|
اضطرت 325 مؤسسة اقتصادية للإغلاق وتضم قرابة 6000 عامل باسم البطالة الفنية
|
325 مؤسسة
و6000 عامل
|
19
|
تونس
|
تكثفت الاعتداءات على أساتذة التعليم الثانوي في شهر ماي 2009 ومن أبرزها الاعتداء الذي تعرضت له أستاذة بمدرسة إعدادية بحي ابن خلدون عقبه اعتصام للأساتذة يوم 19 ماي 2009.
|
أستاذة بإعدادية
حي ابن خلدون
|
26
و
27
|
تونس
|
عرف قطاع البريد والاتصالات حالة من التوتر والترقب على خلفية الدعوة إلى إضراب مشترك يومي 26 و27 ماي 2009 نتيجة تعطل المفاوضات بين الطرف النقابي والطرف الإداري.
|
موظفو البريد والاتصالات
|
27
|
تونس
|
قالت مصادر نقابية يوم الأربعاء أن نحو 80 بالمئة من موظفي اتصالات تونس أحد أكبر المؤسسات التونسية تحقيقا للأرباح دخلوا في إضراب عن العمل لليوم الثاني على التوالي للضغط على الحكومة برفع أجورهم وزيادة المنح المخصصة لهم.
|
موظفي اتصالات تونس
|
27
|
تونس
|
دخل أربعة مكفوفين في إضراب مفتوح عن الطعام بمقر المركز الوطني للمكفوفين بباب بنات بتونس العاصمة وهم على التوالي السادة محسن الدباشي (سليانة) ومحسن النصرلّي (القصرين) واحمد الشرايطي ( تونس) ونبيل المومني (قابس) للمطالبة بحق الشغل في وظيفة موزع هاتف علما بانهم قاموا جميعا بتربص في هذا التخصص.
|
محسن الدباشي
ومحسن النصرلّي
واحمد الشرايطي
نبيل المومني
|
الحريات الشخصية:
ماي 2009
|
مكان الانتهاك
|
تفصيل الانتهاك
|
الضحية
|
طيلة شهر ماي
|
تونس
|
عبر لنا العديد من المواطنين عن انزعاجهم و قلقهم على مصير أبناءهم أمام ما أقدمت عليه السلطة هذه الأيام من حملة إيقافات غير مسبوقة في صفوف الشباب فيما يتعارف على تسميته في تونس « بالرافل » في الأماكن العامة ( شوارع و مقاهي و أحياء سكنية و محطات) و وسائل النقل ( الحافلات و القطارات و المترو و التاكسي و سيارات الأجرة ) كل ذلك تحت عنوان « التجنيد للخدمة العسكرية » مما أشاع مناخا من الخوف و التوتر و تعطيل لمصالح المواطنين و الحيلولة دون البحث عن فرص عمل للعديد من الشبان كل ذلك على حساب حرياتهم الشخصية و أمنهم و حقوقهم الاجتماعية و استقرار عائلاتهم إضافة إلى إشاعة نظرة سلبية لدى المجتمع حول واجب الخدمة العسكرية الذي يفترض انه عمل نبيل يقتضي أن يتم التجنيد له بطرق متحضرة.
|
الشباب المطلوب للخدمة العسكرية
|
02
|
تونس
|
منعت شرطة مطار قرطاج السيد الزين الريابي من السفر باتجاه ليبيا، وتم الاحتفاظ به بتعلة صدور منشور تفتيش في شأنه يعود إلى سنة 1996 لأجل إصدار صك بدون رصيد على خلفية تقديمه شكاية رفعها ضد صهر رئيس الدولة.
|
الزين الريابي
|
05
|
تونس
|
مرة أخرى تكون سندس الرياحي ضحية لسياسة التضييق على الرزق، فقد قام أعوان البوليس السياسي بمدينة سليمان بالضغط على مشغلها ( صاحب مركز عمومي للانترنت ) حيث لم يمر على تشغيلها إلا أربع أيام فقط مما أجبره على تسوية حسابها وتسريحها
|
سندس الرياحي
|
05
|
الحدود التونسية الجزائرية
|
قال أعضاء من الجالية الموريتانية المقيمة بالجزائر أن »الشرطة التونسية على الحدود مع الجزائر أقرت تدابير مشددة في حق الموريتانيين الراغبين في دخول الأراضي التونسية من الجزائر »، بينما نفى المكلف بالإعلام على مستوى السفارة التونسية بالجزائر ما أسماه »إجراءات تمييزية في حق هؤلاء »
|
المواطنون الموريتانيون
|
06
|
نابل
|
بعد أن أفرج عنه إثر بقائه يومين رهن الاعتقال تعرض الشاب وليد السويسي للمضايقة من جديد يوم الخميس، إذ تم إيقافه عندما كان بالطريق و اقتياده إلى مركز الشرطة من أجل تصويره وأخذ بصماته قبل أن يطلق سراحه من جديد
|
وليد السويسي
|
07
|
بنزرت
|
امتنع أعوان البوليس السياسي عن تسليم الشاب أشرف المرايدي دراجته النارية التي تم حجزها لدى اعتقاله منذ أكثر من شهر واشترطوا عليه حلق لحيته مقابل تسليمه الدراجة كما رفض أعوان البوليس السياسي تسليم الدراجة النارية الأخرى التي تعود ملكيتها للشاب محجوب الدوزاني الذي اعتقل كذلك و أطلق سراحه من بعد
|
اشرف المرايدي ومحجوب الدوزاني
|
11
|
تونس
|
مُنِع السيد حسن عكريش من دخول المستشفى العسكري بتونس بعد حصوله على موعد يوم 11/5/2009 لإتمام بقية الفحوصات، بسبب أنه ملتح.
|
حسن عكريش
|
12
|
بنعروس
|
منع أحد حراس مسجد طريق بنعروس السجين السياسي السابق السيد فرج الجامي من أداء صلاة العصر بالمسجد المذكور بتعلة أنه جاء بعد صلاة الجماعة و احتج بالتعليمات التي تمنع المتخلفين عن الجماعة من الصلاة في المسجد
|
فرج الجامي
|
12
|
منل تميم
نابل
|
قامت مجموعة من أعوان البوليس السياسي صحبة اثنين من أعوان الشرطة باللباس الرسمي بحملة استهدفت الشبان الملتحين و الفتيات المحجبات بسوق منزل تميم واقتادوا مجموعة كبيرة منهم إلى مركز شرطة المكان أين اخضع الجميع إلى الاستجواب و تحرير بطاقات إرشادات والتزامات تجبرهم على حلق اللحي بالنسبة للشبان و نزع الحجاب بالنسبة للفتيات.
|
الشبان الملتحون والفتيات المحجبات
|
14
|
نابل
|
تم اعتقال الشابين فيصل عيسى و علي بن نصر بأحد مقاهي نابل و اقتيادهما إلى مركز شرطة واد سوحيل أين أخضعا للاستجواب و تم تحرير بطاقة ارشادات بحقهما قبل أن يطلق سراحهما.
|
فيصل عيسى
وعلي بن نصر
|
16
|
منزل بورقيبة
بنزرت
|
تتعرض الفتاة رحمة البجاوي (14 سنة) إلى مضايقة مستمرة من قبل عوني البوليس السياسي بليغ و عثمان التابعين لمنطقة الشرطة بمنزل بورقيبة، حيث يعمدان يوميا إلى إيقافها واحتجازها بمركز الشرطة وإجبارها على إمضاء التزام بنزع الحجاب خاصة بعد تهديدها من قبل أحد العونين الذي قال لها بالحرف الواحد » حاطك في مخي ».
|
رحمة البجاوي
|
17
|
برج السدرية
بنعروس
|
تعرضت ثلاث طالبات محجبات بالمعهد العالي لتكنولوجيا البيئة ببرج السدرية إلى التعنيف من قبل الكاتب العام المدعو وحيد غربال ، الذى هددهن بالطرد من الكلية بدعوى أن منشورا وزاريا قد ورد في الغرض يمنع المحجبات من دخول المؤسسة التربوية المذكورة .
|
3 طالبات
|
17
|
تونس
|
اشتكى مرتادو مقاهي الانترنت بتونس من قرار الحكومة التونسية تعميم خطة تفرض تسجيل بطاقات هوية مرتادي مقاهي الانترنت في البلاد، واعتبر البعض القرار « نيلا من حرمة اتصالاتهم الشخصية » .
|
مرتادو مقاهي الانترنت
|
25
|
بنقردان
مدنين
|
أصر أعوان البوليس السياسي على منع الشاب نصر الدين بن الحاج مبروك من السفر إلى ليبيا للعمل هناك في شركة انتدبته ومنحته عقد شغل علما بأنه متحصل على جواز سفر وأن لا شيء يمنعه من التنقل و اجتياز الحدود
|
نصرالدين بن الحاج مبروك
|
26
|
حي النسيم
أريانة
|
قام 4 أفراد من الشرطة السياسية يمتطون سيارة مرسيدس بيضاء اللون و يلبسون الزى المدني يوم الثلاثاء على الساعة 11.00 صباحا بمحاولة اقتياد الشاب رياض اللواتي من أمام مقر عمله (حانوت عطار) بالقوة إلى منطقة إقليم باريانة فرقة مكافحة الإرهاب تحت رئاسة محمد الغربي.
|
رياض اللواتي
|
26
|
حي النسيم
أريانة
|
تم القبض على السيد محمد أمين الزلطني (احدى زبائن دكان رياض اللواتي) يوم الثلاثاء على الساعة 15.30 و فتشوا بيته فأصاب زوجته انهيار عصبي و هي حامل في اشهرها الأخيرة ثم اقتادوه إلى مقر إقليم شرطة أريانة حيث اعتدوا عليه و قاموا بتعذيبه و ضربه بهراوة غليظة تسببت له في أضرار في بدنه.
|
محمد أمين الزلطني
|
كامل شهر ماي
|
حي النسيم أريانة
|
يوميا يمر أعوان البوليس السياسي أمام محل رياض اللواتي التجاري و يقومون باستفزازه
|
رياض اللواتي
|
27
|
حي النسيم
أريانة
|
على الساعة السادسة و خمس و أربعون دقيقة 6.45 صباحا جاءت سيارة تابعة للشرطة أمام دكان رياض اللواتي و بدأ أعوان الشرطة يوقفون كل زبون يدخل إلى محله و يقومون بإيقافه و يسألوه عنه و لماذا يشتري من عنده حتى أنهم أوقفوا الخباز و اقتادوه إلى مركزهم و بحثوه لماذا يتعامل معه.
|
رياض اللواتي
|
27
|
أريانة
|
أصرت إدارة المعهد الثانوي خيرالدين باشا بأريانة على مواصلة منع التلميذة شيماء حمدي للمرة الثالثة على التوالي من إجراء امتحانات آخر السنة وقد تولى مدير المعهد المذكور المدعو رياض الوسلاتي الإشراف شخصيا على عملية نزع حجاب التلميذات وخيّر التلميذة شيماء حمدي بين خيارين إما نزع الخمار أو عدم إجراء الامتحان مكررا عبارة »لاشيء فوق الرأس حتى ولو كان قبعة أو فولارة تونسية ».
|
شيماء حمدي
|
29
|
تونس
|
مُنع المكفوف السيد محسن الدباشي أصيل ولاية سليانة من دخول مقر المركز الوطني للمكفوفين، وعند استيضاحه الأمر امتنع حارس المركز المذكور من تقديم أية توضيحات سوى أن لديه تعليمات بمنعه من دخول المقر.
|
محسن الدباشي
|
الاعتقالات:
ماي
2009
|
مكان الانتهاك
|
تفصيل الانتهاك
|
الضحية
|
01
|
نابل
|
اعتقل أعوان البوليس السياسي بنابل كلا من الطالب محمد سعد الدين الوسلاتي و الشاب صابر بوستة و اقتادوهما إلى منطقة الشرطة أين أخضعا للبحث و الاستجواب و لم يطلق سراحهما إلا بعد أن أجبرا على إمضاء التزام بحلق اللحية.
|
محمدسعدالدين الوسلاتي
وصابر بوستة
|
05و06
|
تونس
|
اعتقل أعوان البوليس السياسي بمدينة نابل السيد خالد البرينيس العياري و التلميذ وليد برينيس العياري و اقتادوهما إلى منطقة شرطة الصفصاف بنابل، كما تم اعتقال السيد وليد السويسي من قبل أعوان البوليس السياسي بعد أن استدعي شفويا عدة مرات و تم اقتياده إلى منطقة الشرطة بالصفصاف.ثم تم الإفراج عن المعتقلين الثلاثة.
|
خالد البرينيس العياري ووليد البرينيس العياري ووليد السويسي
|
07
|
المهدية
|
اعتقل أعوان شرطة الشابة بولاية المهدية الشاب محمد قرة (28 سنة) بعد أن دخل مقر المعتمدية و أعلن الاعتصام من أجل رفع المظلمة المسلطة عليه و المتمثلة في تتبعه قضائيا من أجل عدم خلاص قرض التنمية الريفية (500 دينار) و اقتادوه إلى مركز شرطة المكان و أعلموه بأنه موقوف من أجل اقتحام مؤسسة عمومية
|
محمد قرة
|
07
|
بنقردان
مدنين
|
وقع اعتقال سجين الرأي السابق الشاب محمد ضيف الله من مقر سكناه بمدينة بنقردان بأقصى الجنوب التونسي مدة 10 أيام قضاها بإدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية بدون موجب بصورة تعسفية و لم يطلق سراحه إلا يوم الأحد 17 ماي 2009 دون توجيه أي سؤال إليه، و تجدر الإشارة إلى أن الشاب محمد ضيف الله كان ضحية ملاحقات و مضايقات أمنية دامت 8 أشهر إثر خروجه من السجن.
|
محمد ضيف الله
|
09
|
بنقردان
مدنين
|
منع أعوان البوليس السياسي الشاب نصر الدين بن الحاج مبروك من السفر إلى ليبيا و تم اعتقاله من قبل أعوان الحرس بمنطقة الشهبانية قرب مدينة بنقردان وتسليمه إلى فرقة الإرشاد بالمدينة حيث بقي معتقلا لديهم مدة 3 أيام ثم أطلقوا سراحه وطلبوا منه العودة إلى نابل.
|
نصر الدين بن الحاج مبروك
|
09
|
نابل
|
أوقف أعوان البوليس السياسي بوسط مدينة نابل الطالب حسان بن محمد الهزبري و حجزوا بطاقة تعريفه و طلبوا منه الحضور بمنطقة الشرطة.
|
حسان بن محمد الهزبري
|
12
|
تونس
|
اعتقل أعوان البوليس السياسي بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة الشاب نصر الدين بن الحاج مبروك أصيل مدينة منزل تميم بولاية نابل
|
نصر الدين بن الحاج مبروك
|
12
|
نابل
|
اعتقل أعوان البوليس السياسي بمنطقة الشرطة بنابل الطالب حسان بن محمد الهزبري لعدة ساعات بالمنطقة المذكورة بعد أن كانوا حجزوا بطاقة تعريفه منذ يوم السبت 9 ماي 2009 ، وبعد بحث و استجواب دام عدة ساعات حرروا في شانه بطاقة إرشادات و أطلقوا سراحه و أعادوا له البطاقة المحجوزة.
|
حسان بن محمد الهزبري
|
12
و
13
|
الرديف
قفصة
|
اعتقلت قوات البوليس السياسي بمدينة الرديف سبعة شبان لمقاضاتهم من أجل تهمة تعطيل حركة المرور و إشاعة الفوضى علما بان الشبان السبعة تم اعتقالهم على خلفية تضامنهم مع عائلات مساجين الحوض المنجمي الذين اعتصموا مؤخرا للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم
|
7 شبان
|
17
|
تونس
|
تم اعتقال الشاب محمد البصيلي بمطار تونس قرطاج الدولي إثر رجوعه من إيطاليا و منذ ذلك التاريخ و عائلته في حيرة من أمرها ولا تعرف عنه شيئا رغم اتصالها بجميع مراكز الشرطة و لكن دون فائدة.
|
محمد البصيلي
|
20
|
تونس
|
تم اعتقال الشاب بدرالدين بن عمر بن عبد العزيز الهلايلي بعد حلوله بمطار تونس قرطاج الدولي عائدا من سوريا، و اقتياده إلى إدارة الحدود و الأجانب بنهج 18 جانفي بالعاصمة ولما استفسر شقيقه عن سبب اعتقاله لدى الإدارة المعنية أعلموه بأنها إجراءات روتينية و سيخلى سبيله بعد ساعات.
|
بدرالدين الهلايلي
|
22
إلى 25
|
حي التضامن
و المنيهلة
أريانة
|
يواصل البوليس السياسي حملته ضد الشباب المتدين بمنطقة حي التضامن والمنيهلة واعتقل عددا منهم نذكر من بينهم جلال روايسية ورياض الفرشيشي وسمير غريب وماهر الورغي وسعيد فؤاد وخالد المثلوثي وعبد الرحمان السمعوني وعادل فتيتة ومحمد النجار ومحرز وعلي ساسي وفريد الرزقي.
|
مجموعة من الشبان
|
26
|
المنيهلة
أريانة
|
وقع اختطاف الشاب زياد بوذينة إثر أدائه لصلاة العشاء بجامع الجمهورية بالمنيهلة من طرف أعوان البوليس السياسي الذين كانوا يمتطون شاحنة سوداء من نوع تويوتا.
|
زياد بوذينة
|
29
|
تونس
|
اعتقل أعوان البوليس السياسي السجين السياسي السابق السيد عبد المجيد الحبيبي البالغ من العمر 54 سنة من مقر عمله الكائن بنهج أحمد بيرم ترنجة بالعاصمة واقتياده إلى مقر إدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية
|
عبد المجيد الحبيبي
|
30
|
طبلبة
المنستير
|
قام أعوان الشرطة بالزي الرسمي باعتقال سجين الرأي السابق الشاب سليم بالحاج صالح بعدما أنزلوه من الحافلة عندما كان في طريقه إلى مقر عمله بمدينة طبلبة من ولاية المنستير، واقتادوه إلى مركز التجنيد بمدينة سوسة
|
سليم الحاج صالح
|
31
|
حي الخضراء
تونس
|
اعتقل أعوان البوليس السياسي الشاب وجدي بن عبد الله بن معمر العرفاوي إثر أدائه لصلاة المغرب بجامع التوبة بحي الخضراء
|
وجدي العرفاوي
|
المحاكمات:
ماي
2009
|
مكان الانتهاك
|
تفصيل الانتهاك
|
الضحية
|
02
|
تونس
|
أحيل على أنظار قاضي التحقيق بالمكتب العاشر كل من الطالبين لطفي بن الشاذلي بن ابراهيم بوترعة و الناصر بن محمد الهادي بن بوفلغة بوفلغة.
|
لطفي بوترعة
والناصر بوفلغة
|
02
|
تونس
|
كما أحيل على أنظار قاضي التحقيق بالمكتب الثاني كل من أحمد بن عصمان و مكرم البوزيد و حمزة الحمروني من أجل تهم الدعوة إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي و ارتكاب جرائم إرهابية و عقد اجتماعات
|
أحمد بن عصمان
ومكرم البوزيدي
وحمزة الحمروني
|
04
|
صفاقس
|
أصدرت المحكمة الابتدائيّة 2 بصفاقس أحكاما جائرة في حقّ ثلاثة من مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس بصفاقس حيث حكم القاضي مراد التركي حضوريّا على محمود ذويب نائب كاتب عام المكتب الفدرالي للاتحاد بالمدرسة العليا للتجارة بثمانية أشهر سجنا و غيابيّا على كلّ من ناجح صغروني كاتب عام المكتب الفدرالي للاتحاد بكلّية العلوم الاقتصاديّة والتصرّف و أيوب عمارة مناضل الاتحاد بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجيّة بشهرين سجنا
|
محمود ذويب
و ناجح صغروني
و أيوب عمارة
|
06
|
تونس
|
أحيل على أنظار قاضي التحقيق بالمكتب السادس بالمحكمة الابتدائية بتونس الشبان زاهر النقزاوي و مراد المغراوي وسفيان الزيلي و مراد بشير و محمد الزيلي و محمد أمين الديماسي و عبد الرؤوف البوغانمي (بحالة سراح) و محمد أيمن الغزواني في القضية عدد 15309 من أجل تهم لها علاقة بقانون الإرهاب الادستوري
|
زاهر النقزاوي ومراد المغراوي وسفيان الزيلي و مراد بشير و محمد الزيلي ومحمد أمين الديماسي وعبد الرؤوف البوغانمي ومحمد أيمن الغزواني
|
07
|
تونس
|
نظرت الدائرة الجنائية 5 بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي التوهامي الحافي في :القضية عدد 5/17844 التي يحال فيها كل من : هيثم بن النوري بن عبد الله العيادي وأمين بن محسن بن محمد الستيلي ،وحسام بن محسن بن محمد الستيلي والبشير بن محمد الطيب بن الطيب اليرمان بموجب قانون 10 ديسمبر 2003 » لمكافحة الإرهاب و قرر القاضي تأخير النظر في القضية لجلسة يوم الخميس 14 ماي 2009 استجابة لطلب المحامين .
|
هيثم العيادي وأمين الستيلي
وحسام الستيلي
والبشيراليرمان
|
09
|
تونس
|
رفع محام تونسي شكوى قضائية ضد وزير التجارة التونسي إلى المحاكم التونسية المختصة إثر ترويج لعب أطفال من صنع إسرائيل في الأسواق التونسية
|
المواطن التونسي
|
09
|
تونس
|
نظرت الدائرة الجنائية 13بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي الطاهر اليفرني في القضية عدد 13086 التي يحال فيها كل من:بلقاسم بن علي بن صالح شنينة و صالح بن علي بن صالح شنينة و خالد بن علي بن صالح شنينة وفارس بن العيادي بن مبارك الدخلاوي ولطفي بن العوني بن محمد الرقيق و عبد الحميد بن عبد القادر بن الأخضر الصويعي و اسامة بن الشتوي بن عبد الله الصمد وعادل بن مفتاح بن علي المديني و محمد بن الكيلاني بن محمد البدوي و قيس بن علي بن محمد دادي و نادر بن فتحي بن علي بن سالم و هشام بن بريك بن مفتاح بريك و حافظ بن صالح بن علي صميدة ومحمد بن علي بن محمد العايب وفؤاد بن احمد بن عبد الله جبير وعبد الحميد بن محمد بن محمد بالحج الفرجاني و ضياء الدين بن عمر بن علي الفرجاني وصالح بن علي الصغير بن عبيدي الذيبي و حسان بن المهدي بن محمد بن جمعة ونصر بن محمد بن نصر فرح وإسماعيل بن علي بن محمد قتيفيد و ناجي بن محمد بن سالم مقطوف من أجل تهم لها علاقة بقانون الإرهاب وقد قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 27 ماي 2009.
|
بلقاسم شنينة
وخالد شنينة
وفارسالدخلاوي
ولطفي الرقيق
وعبد الحميدالصويعي
وأسامةعبدالصمد
وعادل المديني
ومحمد البدوي
وقيس دادي
ونادربن سالم
وهشام بريك
وحافظ صميدة
ومحمد العايب
وفؤاد جبير
وعبد الحميد الفرجاني
وضياء الدين الفرجاني
وصالح الذيبي
وحسان جمعة
ونصر فرح
واسماعيلقنيفيد
وناجيمقطوف
|
09
|
تونس
|
نظرت الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي محرز الهمامي في و القضية عدد 17758 التي أحيل فيها محمد علي بن نصر بن عمار حرشاني وقيس بن العوني بن علي يوسفي وبشير بن محفوظ بن بوجمعة سليماني و حبيب بن رشيد بن محمد العابد عبدلي وجهاد بن الكامل بن يونس العوني و شاكر بن المولدي بن الازهاري سليماني و عجمي بن ذياب بن مختار عبدلي و بشير بن مهدي بن بشير بسدوري و وليد بن عمر بن ابراهيم صغراوي و انيس بن الامين بن محمد يونس الحفصاوي ومحرز بن مجيد بن مفتاح عماني وسالم بن ابراهيم العوني وخالد بن محمد الهادي بم بلقاسم بسدوري وبوعجيلة بن عبد العزيز بن علي الحرشاني ووسام بن العبيدي بن محمد صالح بسدوري و الطاهر بن محمد الصغير بن العوني لخطل ورمزي بن محمد الطيب بن عثمان الحميدي وهشام بن الطاهر بن عمر شكري من أجل تهم لها علاقة بقانون الإرهاب، وقد قرر القاضي تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 16 ماي 2009.
|
محمدعليحرشاني
وقيس اليوسفي
وبشير سليماني
وحبيب العبدلي
وجهاد العوني
وشاكر سليماني
وعجمي العبدلي
وبشير بسدوري
ووليد صغراوي
وأنيس حفصاوي
ومحرز عماني
وسالم العوني
وخالد بسدوري
وبوعجيلةحرشاني
ووسام بسدوري
والطاهر لخطل
ورمزي حميدي
هشام شكري
|
10
|
تونس
|
نظرت الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي محمد علي بن شويخة في القضية عدد 9777 التي أحيل فيها كل من أيمن قعلول و مهدي بعطوط و وليد المليتي و حمدي الدريدي و أسامة عيسى و الهادي بن الداعي بموجب تهم لها علاقة بقانون »الإرهاب » اللادستوري، وقد قررت المحكمة تأخير النظر في القضية لجلسة يوم 17 جوان 2009
|
أيمن قعلول ومهديبعطوط ووليد المليتي وحمديالدريدي وأسامة عيسى والهادي بن الداعي
|
14
|
تونس
|
عقدت المحكمة الابتدائية بتونس جلسة الاستنطاق في القضية عدد 13214/2 ، والتي أحيل فيها كل من مريم بنت سالم الزواغي ، أيوب بن محمد الهميسي ، وبسام بن محمد التليلي الفريضي ، ومنى بنت المنصف بن عبد العزيز ، وليد بن الحاج العربي بن العيد من أجل تهم لها علاقة بقانون »الإرهاب » اللادستوري.
|
مريم الزواغي
وأيوب الهميسي
وبسام الفريضي
ومنى عبد العزيز
ووليد العيد
|
14
|
قفصة
|
مثل اليوم أمام المحكمة الابتدائية بقفصة، بحالة إيقاف، السادة: محمد بن محمد الخليفي وهيكل بن فريد بوزيان وسميد بن محمد ايمامي ويحي بن احمد الطبابي وحكيم بن محمد السويدي ومحمد بن عمار الطبابي وعلي بن محمد الهادي بن سلطان أصيلي معتمدية الرديف بتهم: تعطيل حرية الجولان بالسبل العمومية ، الإضرار بملك الغير، هضم جانب موظف بالقول ، رمي مواد صلبة وأحداث الهرج والتشويش بالطريق العام. وقد أجلت القضية ليوم الخميس 21 ماي 2009.
|
محمد الخليفي
وهيكل بوزيان
وسنيد إمامي
ويحي الطبابي
وحكيم السويدي
ومحمد الطبابي
علي بن سلطان
|
14
|
تونس
|
أصدرت الدائرة الجنائية 5 بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي التوهامي الحافي في القضية عدد 5/17844 في حق هيثم بن النوري بن عبد الله العيادي حكماً بـ 6 أشهر سجنا بتهمة عدم إشعار السلطات
|
هيثم العيادي
|
14
|
تونس
|
أصدرت الدائرة الجنائية 2 بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي عبد الرزاق بن منى في القضية عدد 17720/2 أحكاماً بالسجن بـ 8 سنوات ونصف لأيوب بن صالح بن العربي الهميسي و بمدة عام لبسام بن محمد التليلي بن مبارك فريضي وبـ6 سنوات سجناً نافذة لمريم بنت سالم بن محمد العابد الزواغي.
|
أيوب الهميسي
وبسام التليلي
ومريم الزواغي
|
16
|
تونس
|
مثل صباح الشاب حمزة بن عثمان أمام أنظار الدائرة الجناحية الثامنة بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي محمد علي شويخة للاعتراض على الحكم الغيابي الصادر ضده والقاضي بسجنه مدة 3 أشهر من أجل تهمة عقد اجتماعات بدون رخصة، وقد تم تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 27 ماي 2009.
|
حمزة بن عثمان
|
19
|
القيروان
|
نظرت المحكمة الإبتدائية بالقيروان في القضية التي رفعتها القاضية كلثوم كنو قاضي التحقيق بالقيروان وعضو المكتب الشرعي لجمعية القضاة التونسيين ضد مساعد رئيس إحدى الدوائر البلدية في القيروان بعد قيامه باقتحام مكتبها عنوة والاعتداء عليها بالعنف اللفظي .
|
القاضية كلثوم كنو
|
20
|
تونس
|
نظرت الدائرة الجناحية 14 بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي طارق شكيوة في القضية عدد 19099/14 التي أحيل فيها كل من ياسين بليلي ، سليم جمعة ، الطاهر حشاد ، العربي الزعيبي ، أحمد النظيف ، الأسعد مرمش ، بلحسن بن الشاذلي ، محمد القطوفي ، محمد العروسي الصغير ، حسن الشابي ، محمد برايكي ، طارق الحرزي ، من أجل الامتناع عن إشعار السلط بما بلغهم من معلومات وإرشادات حول ارتكاب إحدى الجرائم الإرهابية، و قررت المحكمة حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم بجلسة يوم 03 جوان 2009 .
|
ياسين بليلي
وسليم جمعة والطاهر حشاد والعربي الزعيبي وأحمد النظيف والأسعد مرمش وبلحسن بن الشاذلي
و محمد القطوفي و محمد العروسي الصغير
و حسن الشابي ومحمد برايكي وطارق الحرزي
|
20
|
تونس
|
نظرت الدائرة الجنائية بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس برئاسة القاضي كمال بن جعفر في القضية عدد 57757 التي أحيل فيها بدر الدين الفرشيشي من أجل تهم تتعلق بقانون الارهاب و قررت المحكمة سجن المتهم مدة 3 سنوات.
|
بدرالدين الفرشيشي
|
21
|
قفصة
|
نظرت الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بقفصة في القضية عدد 2087/09 التي أحيل فيها كل من : محمد الخليفي و هيكل بوزيان و سنيد بن محمد إمامي و يحي الطبابي و حكيم السويدي ومحمد الطبابي وعلي بن سلطان على خلفية مشاركتهم في مظاهرة للاحتجاج على تفشي البطالة و الحيف الإجتماعي و المطالبة بإطلاق سراح المسجونين الذين قادوا الحركة الاحتجاجية في السنة الماضية. و قررت المحكمة حجز القضية للتأمل و التصريح بالحكم بجلسة يوم 28 ماي 2009 .
|
محمد الخليفي وهيكل بوزيان وسنيد إمامي ويحي الطبابي وحكيم السويدي ومحمد الطبابي وعلي بن سلطان
|
23
|
تونس
|
نظرت الدائرة الجنائية 13 بمحكمة الاستئناف بتونس في القضية عدد 13/13085 التي أحيل فيها كل من أسامة بن محمود بن محمد حاجي و وجيه بن الناصر بن الطيب رزق الله و جوهر بن علي بن الحاج احمد بن عروس وهشام بن حسن بن فرحات المشرقي وسامي بن إبراهيم بن محمد عاشور و سفيان بن الطاهر بن علي عبيدة وأنيس بن محمد بن إبراهيم عبيدي وبشير بن حمودة بن بشير مصباحي و ايمن بن الطاهر بن عمارة ذويب ومحمد بن علي بن إبراهيم صميدة و زبير بن خليفة بن محمد الهادي الجبالي وفيصل بن الطاهر بن صالح القفصي والشادلي بن حمدة بن حميدة بن يحيى من أجل تهم لها علاقة بقانون الإرهاب، وقررت المحكمة تأجيل النظر في هذه القضية الى السبت القدم 30/05/2009
|
أسامة حاجي
ووجيه رزق الله
وجوهر بنعروس
وهشام المشرقي
وسامي عاشور
وسفيان عبيدة
وأنيس عبيدي
وبشير مصباحي
وايمن ذويب
ومحمد صميدة
وزبير الجبالي
وفيصل القفصي
والشاذلي بن يحي
|
25
|
القصرين
|
برأت محكمة الناحية بفريانة من ولاية القصرين الناشط السياسي عاطف الزايري المعروض على أنظارها بان قضت في شانه بعدم سماع الدعوى بعد ان اعترض على حكم غيابي صدر في حقه يقضي بتخطئته بمائتي دينار من اجل تهمة الاعتداء بالعنف الشديد .
|
عاطف الزايري
|
26
|
بنزرت
|
تم تحديد يوم الخميس 28 ماي 2009 للنظر في إستئناف الحكم الصادر ضد المناضل طارق السوسي، حيث يحال بحالة سراح أمام أنظار الدائرة الجنائية الثانية بمحكمة الاستئناف ببنزرت تحت عدد 09/2367.
|
طارق السوسي
|
28
|
بنزرت
|
نظرت الدائرة الجنائية الثانية بمحكمة الإستئناف ببنزرت في القضية عدد 09/2367 التي أحيل فيها الناشط الحقوقي والسجين السياسي السابق الأستاذ طارق السوسي (بحالة سراح) للاستئناف عن الحكم الصادر ضده عن المحكمة الابتدائية بتاريخ 31 مارس 2008 والقاضي بسجنه مدة 3 أشهر مع تأجيل التنفيذ من أجل تهمة » ترويج عن سوء نية لأخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام « ، وقد قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 11 جوان 2009.
|
طارق السوسي
|
28
|
قفصة
|
أصدرت المحكمة الابتدائية بقفصة أحكاما بالسجن تتراوح بين سنة و6 أشهر في حق سبعة شبان تضمنوا مع عائلات مساجين الحوض المنجمي.
|
7 من شبان الرديف
|
المساجين:
ماي
2009
|
مكان الانتهاك
|
تفصيل الانتهاك
|
الضحية
|
01
|
سجن قفصة والقصرين
|
شن مساجين الحوض المنجمي إضرابا عن الطعام ليوم واحد للاحتجاج على الوضعية السيئة التي يعيشونها داخل السجن وللمطالبة بإطلاق سراحهم باعتبارهم نقابيين سجنوا من أجل آرائهم
|
مساجين الحوض المنجمي
|
02
|
سجن المسعدين
|
يعاني سجين الرأي محمد مصباح المحمودي المعتقل حالياً بسجن المسعدين من آلام حادة في مستوى الفخذ من رجله اليمنى بسبب إصابته بطلق ناري أثناء اعتقاله في 2006.04.10 ، و لا تزال الرصاصة ، التي أصيب بها ، مستقرة في جسده ، و تدهورت وضعيته الصحية بعد سقوطه اثناء نقله من السجن المدني بالهوارب الى السجن المدني بالمسعدين داخل السيارة المليئة بادباش السجناء و إصابته بكسر في العظام وذلك منذ 23 مارس 2009-
|
محمد مصباح المحمودي
|
07
|
سجن المرناقية
|
منعت إدارة المرناقية عائلة سجين الرأي الشاب رمزي الرمضاني المعتقل بالسجن المذكور من زيارته للمرة الثانية على التوالي بدعوى أنه يرفض الزيارة
|
رمزي الرمضاني
|
09
|
سجن المرناقية
|
تعرض سجين الرأي نزار الجميعي المعتقل حاليا بسجن المرناقية للاعتداء بالعنف من قبل أحد أعوان السجن المذكور.
|
نزار الجميعي
|
12
|
سجن برج العامري
|
يتعرض سجين الرأي السيد توفيق بن صغير بن سعد الحرزالي المعتقل حالياً بالسجن المدني ببرج العامري إلى ما يُعرف بنظام الـ« صبغة الخاصة » من المعاملة حيث فرضت عليه إدارة السجن عزلة تامة داخل الغرفة، وذلك بمنعه من الاختلاط والتحدث إلى عشرات المساجين المشاركين له في غرفة السجن الذين جرى تحذيرهم، تحت طائل العقاب، من مغبة التحدث إليه، وتسليط بعض المنحرفين من بين السجناء قصد استفزازه ومضايقته
|
توفيق الحرزالي
|
14
|
سجن المرناقية
|
للأسبوع الثالث على التولي تحرم إدارة سجن المرناقية عائلة سجين الرأي رمزي الرمضاني من زيارة ابنها، وتُصِر على حرمانه من رؤية طفله البالغ من العمر 22 شهراً واحتضانه في مقابلة مباشرة رغم طلباته المتكررة لإدارة السجن
|
رمزي الرمضاني
|
14
|
سجن برج الرومي
|
اشتكى بعض مساجين الرأي المعتقلين بسجن برج الرومي من المواد الغذائية التي تبيعهم إياها إدارة السجن المذكور، فقد ذكر سجين الرأي حسني اليفرني لعائلته التي زارته أن المساجين يجبرون على شراء الحليب مع »الياغرت » ( البيع المشروط) فيما تبين أن عديد المواد التي تباع بالسجن فاسدة أو تجاوزت مدة صلوحيتها.
|
مساجين الرأي ببرج الرومي
|
14
|
سجن برج الرومي
|
منعت إدارة سجن برج الرومي سجين الرأي كريم العياري من زيارة عائلته دون تقديم أي مبرر لذلك.
|
كريم العياري
|
20
|
سجن المرناقية
|
ذكرت عائلة سجين الرأي حسان الناصري المعتقل حاليا بسجن المرناقية أنها منعت من زيارة ابنها بدعوى أنه في السجن الانفرادي المضيق (السيلون) يخضع لعقوبة مدتها 10 أيام تنتهي يوم 25 ماي.
|
حسان الناصري
|
22
|
قفصة
|
أقدمت السلطات على نقل عدد من المساجين المحكوم عليهم فيما بات يعرف ب »قضية الوفاق » التي دبرت ضد قيادات الحركة الاحتجاجية بمنطقة الحوض المنجمي من سجن قفصة إلى سجون أخرى دون أي سبب ودون إعلام عائلاتهم بذلك .
|
عدد من مساجين الحوض المنجمي
|
25
|
تونس
|
تم نقل سجين الرأي بلال الصفاقسي من سجن المرناقية إلى سجن برج الرومي، و قد أعلمتنا عائلته أنه أصبح يشكو من هزال شديد نتيجة إصابته بعديد الأمراض علما بأنه قضى بالسجن ما يزيد عن العامين و هو محاكم بخمس سنوات.
|
بلال الصفاقسي
|
25
|
تونس
|
يعاني السجين السياسي السيد محمود بن عبد الله التونكتي المعتقل حاليا بسجن مرناق من سوء المعاملة وهو محروم من الزيارة بدعوى انه معاقب وانه يقيم بالسجن الانعزالي وانه لم يعد يطيق الإقامة مع مساجين الحق العام الذين يمنعونه من الصلاة علما بأنه مصاب بعديد الأمراض وان إدارة السجن لم تهتم بصحته ولم تعرضه على الطبيب منها مرض السكري وقصور الكلى وهو لا يشرب إلا المياه المعدنية لكن عدم تمكين عائلته من زيارته حال بينه وبين تمكينه من قوارير الماء التي تقدمها له نزولا عند رغبة الطبيب .
|
محمود التونكتي
|
30
|
سجن المهدية
|
تواصل إدارة السجن المدني بالمهدية، التغافل عن حقوق سجين الرأي الشاب أنيس الشايب، وتعمدها التغاضي عن وضعيته، فقد أمضى نحو سبعة أشهر يفترش الأرض دون أن تستجيب الإدارة لطلباته المتكررة لأجل تمكينه من فراش ودون أن يلبي مدير السجن طلب مقابلته.
|
أنيس الشايب
|
المسرحون:
ماي 2009
|
مكان الانتهاك
|
تفصيل الانتهاك
|
الضحية
|
|
01
|
تونس
|
بعد عشرة أشهر من السجن على إثر محاكمة جائرة تم البارحة إطلاق سراح كل من الطالبين قيس بوزوزية وعلي الفالح اللذين حوكما على خلفية نشاطهما النقابي في الاتحاد العام لطلبة تونس وهما مهددان من العودة إلى الدراسة الجامعية.
|
قيس بوزوزية
وعلي الفالح
|
|
04
|
تونس
|
اعترض أحد أعوان البوليس السياسي سجين الرأي السابق الشاب عمر البرهومي وطلب منه مرافقته إلى الإدارة الأمنية التي يتبعها و عند رفضه ذلك هدده بمنعه من اجتياز الامتحان كما هدده بإعادته إلى السجن في صورة عدم التزامه بالأوامر الصادرة إليه.
|
عمر البرهومي
|
|
05
|
نابل
|
تعرضت عائلة السجين السياسي السابق السيد نوفل الشريف للمضايقة من قبل أعوان البوليس السياسي التابعين لمنطقة الشرطة بنابل الذين حضروا للسؤال عنه و عن مكان عمله
|
نوفل الشريف
|
|
06 و07
|
منزل بوزلفة
|
تعرضت شاحنة السجين السياسي السابق السيد مهدي الخوجة للاعتداء و سرقة بعض قطع المحرك إثر تركه لها بورشة تصليح بمنزل بوزلفة ، و يخضع السيد مهدي الخوجة منذ خروجه من السجن إلى مضايقات عديدة من قبل أعوان البوليس السياسي.
|
مهدي خوجة
|
|
07
|
تالة
|
لا يزال السجين السياسي السابق الأخصائي النفساني نورالدين العرباوي محروما من بطاقة التعريف الوطنية رغم تقدمه لمركز شرطة مدينة تالة منذ أربعة أشهر بطلب لاستخراج بطاقة تعريف وطنية، علما بأنه خرج من السجن في 5 نوفمبر 2008
|
نورالدين العرباوي
|
|
08
|
المرازقة الحمامات
|
خضع السجين السياسي السابق السيد حامد بن أحمد من جديد لعملية جراحية ثانية لبتر جزء آخر من ساقه بعدما استفحل مرضه، ورغم أنه مازال بمستشفى المرازقة تحت الرعاية الطبية فإن أعوان البوليس السياسي يواصلون مضايقته بحضورهم إلى المستشفى و استجوابه حول الأشخاص الذين يقدمون له المساعدة، كما اتصلوا بأصدقائه و أخضعوهم للبحث
|
حامد بن حامد
|
|
10
|
نابل
|
تعرّض السجين السياسي السابق السيد حامد بن أحمد إلى جلطة قلبية بالمستشفي الجهوي بنابل ( منطقة المرازقة )،بعد التدهور الخطير الذي شهدته حالته الصحية ودخوله في غيبوبة تامة وهبوط حاد للسكري
|
حامد بن أحمد
|
|
12
|
نابل
|
داهم أعوان البوليس السياسي بقرمبالية منزل عائلة السجين السياسي السابق السيد مهدي خوجة و تسببوا في ترويع والدته وهددوها بإعادته للسجن في صورة عدم حضوره بمنطقة الشرطة بقرمبالية
|
مهدي خوجة
|
16
|
رأس الجبل
|
يعاني سجين الرأي السابق نور الحق بالشيخ (20 سنة) من اضطرابات نفسية حادة و عزلة ذاتية و اكتئاب شديد نتيجة المضايقات اليومية التي يتعرض لها من قبل أعوان البوليس السياسي و كذلك بسبب الإيقافات المتكررة
|
نورالحق بالشيخ
|
|
24
|
نابل
|
استدعي السجينان السياسيان السابقان الشقيقان محمد الشريف ونوفل الشريف أصيلا مدينة نابل إلى الحضور بمنطقة الشرطة من أجل تحيين بطاقة الإرشادات الخاصة بهما، كما تم أيضا استدعاء السيد بدرالدين القصار لنفس الغرض رغم أنه لم يكن سجينا سياسيا سابقا.
|
محمد الشريف نوفل الشريف
بدرالدين القصار
|
|
23
|
صفاقس
|
بقي المهندس عبد الكريم الهاروني الكاتب العام لمنظمة حرية وإنصاف في الليلة الفاصلة بين السبت و الأحد 23 ماي 2009 رهن الإيقاف مدة تزيد عن أربع ساعات بدعوى وجود منشوري تفتيش صدرا ضده منذ 1991.
|
عبدالكريم الهاروني
|
|
25
|
طبلبة
المنستير
|
انتقل إلى رحمة الله تعالى السجين السياسي السابق المرحوم فوزي لشهب عن سن يناهز 58 سنة ، بعد معاناة مريرة مع مرض السكري.
|
فوزي لشهب
|
|
27
|
نابل
|
تردت الحالة الصحية للسجين السياسي السابق السيد حامد بن أحمد إلى درجة بالغة السوء انقطع بسببها عن الأكل، فيما عبر الإطار الطبي المباشر،عن عدم احتياجه لمزيد من الدم، لنقله إلى المريض، لأجل عمليات التجديد الدوري التي كان يخضع لها السيد حامد بن أحمد، فلم يعد يفيده التجديد الدوري للدم، بعدما باتت حالته، بتقدير الأطباء ميؤوس منها وبعدما تدهورت حالة الكلى والهبوط الحاد للسكري.
|
حامد بن أحمد
|
|
30
|
نابل
|
انتقل إلى رحمة الله تعالى السجين السياسي السابق السيد حامد بن أحمد بعد معاناة مريرة من آلام مرضي السكري و الكلى .
|
حامد بن أحمد
|
|
30
|
بوسالم
جندوبة
|
يعتبر السجين السياسي السابق السيد صلاح الدين العلوي من أكثر المتضررين من مقصلة المراقبة الإدارية أو ما يسمى بسياسة »التجويع البطيء »، وجد نفسه بعد السجن مكبلا بقيود المراقبة الإدارية كعقوبة تكميلية لمدة 16 عاما مما عطل حياته و حياة أسرته المكونة من زوجة وخمس بنات.
|
صلاح الدين العلوي
|
|
30
|
تونس
|
أفاد مصدر قضائي أن تونس طلبت من الولايات المتحدة تسليمها معتقلين تونسيين اثنين تريد واشنطن نقلهما إلى ايطاليا في إطار جهودها لإغلاق معتقل غوانتانامو. وقال المصدر إن « السلطات القضائية طلبت تسليم مواطنين تونسيين تعتقلهما الولايات المتحدة، وذلك بناء على أحكام غيابية صدرت بحقهما في تونس ».
|
المعتقلون التونسيون بغوانتانامو
|
|
كامل شهر ماي
|
بنقردان مدنين
|
يتعرض السجين السياسي السابق السيد أحمد العماري إلى المضايقة الأمنية والإيقافات المتكررة بدعوى صدور مناشير تفتيش في حقه منذ مطلع التسعينات، ولم يتمكن من الحصول على إذن بكف التفتيش رغم اتصاله بكل الجهات ذات الصلة.
|
أحمد العماري
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
المهاجرون و المهجّرون
شهر ماي
|
المهجر
|
تسعى السلطة عن طريق الشرطة الدولية إلى تفعيل مناشير صادرة في حق العديد من المهجرين لأسباب سياسية منذ مطلع التسعينات قصد التضييق على حرياتهم في التنقل و السفر رغم حصولهم على اللجوء السياسي و في بعض الحالات على جنسية البلد المضيف.
|
المحاكمون في قضية حركة النهضة
|
شهر ماي
|
المهجر
|
يتصل العديد من المهاجرين بالقنصليات التونسية قصد الحصول على حقهم الدستوري جواز سفر ليتمكنوا من حق العودة الآمنة و الكريمة إلا أن مطالبهم تواجه بالرفض لأسباب سياسية دون مبرر قانوني ويخضعون للمساومة على قناعاتهم الفكرية ومواقفهم السياسية وحقوقهم المدنية.
|
المحاكمون في قضية حركة النهضة
|
05
|
ستراسبورغ
|
اعترضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان على طرد التونسي عز الدين سلام من ايطاليا لإدانته من محكمة عسكرية في بلاده بتهمة ‘الإرهاب’ معتبرة انه سيتعرض للتعذيب الأمر الذي ينتهك معاهدة حقوق الإنسان.
|
عزالدين سلام
|
26
|
العراق
|
تم اعتقال الشاب التونسي علي بن أحمد الفاضلي غرب مدينة سامراء شمال بغداد من قبل قوة مشتركة من الشرطة والجيش العراقيين بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة .
|
علي الفاضلي
|
30
|
مرسيليا
|
تعرض المناضل السياسي فوزي الورغي بمرسيليا إلى اعتداء من قبل عناصر تابعة للقنصلية التونسية يقودهم فيصل التيساوي ووفقا لما أكده فوزي الورغي فقد اعترضوا سبيله في الطريق العام وهددوه في البداية على خلفية نشاطه وإعداده بداية هذه السنة لتظاهرة مساندة لمعتقلي الحوض المنجمي ثم تم الاعتداء عليه إلا انه تمكن من صدهم مدافعا عن نفسه.
|
فوزي الورغي
|
30
|
تونس
|
تعرضت أسرة المناضل لوممبا المحسنى الموجود حاليا بفرنسا والمحكوم غيابيا بثلاث سنوات على خلفية نشاطه السياسي في تونس إلى عملية اقتحام منزل العائلة وتفتيشه دون أي موجب قانوني ودون أية وثيقة رسمية للتفتيش كما عمد البوليس إلى ترويع أبنائه وزوجته واستمروا في مراقبة منزله عن كثب .
|
لوممبا المحسني
|
|
|
|
|
|
|
|
III – الاستخلاصات:
1- إن وفاة السجين السياسي السابق في قضية حركة النهضة السيد حامد بن أحمد رحمه الله جاءت لتذكرنا بان قائمة ضحايا القمع والاضطهاد والاستئصال والتنكيل الذين توفوا عند الاعتقال تحت التعذيب أو في السجن تحت العنف والإهمال الصحي والإضراب عن الطعام أو بعد السراح تحت الحصار الأمني والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية في العلاج والتنقل والشغل والأمن،إن القائمة لا تزال مفتوحة وأن قائمة المجرمين المتورطين في التعذيب والإهمال الصحي والحرمان من العلاج والمضايقات اليومية لا تزال مغلقة فلم يقع تقديم أحد من هؤلاء الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء إلى القضاء ولم يعلم الرأي العام بتحقيق فتح في مثل هذه الجرائم النكراء ضد الإنسانية التي تحرمها الشرائع السماوية وتمنعها القوانين والمعاهدات الدولية. إن السكوت على هذه الجرائم الخطيرة من شأنه أن يطلق أيدي المجرمين الذين يشعرون بالحماية والإفلات من العقاب ويشكك في حياد الإدارة واستقلالية القضاء ويزرع الحقد واليأس في قلوب المواطنين الذين لا يشعرون بحماية القانون لهم ولا إمكانية استرداد حقوقهم ولو بعد حين. فلا غرابة أن تتم أول محاكمة لأحد هؤلاء المجرمين المتورطين في التعذيب بعد 50 سنة من التعذيب والعنف والقتل ولكن خارج تونس في مدينة ستراسبورغ بفرنسا، فمتى تقام أول محاكمة في تونس لإنصاف الضحية وردع الجلاد؟
2- إن رصد الانتهاكات المستمرة والمتكررة ضد النشطاء الحقوقيين والمناضلين السياسيين والنقابيين والإعلاميين قد يوحي بان المضايقات الأمنية للحد من الحرية الفردية وبث مشاعر الخوف والاستسلام واليأس يستهدف أفراد النخبة المستقلة أو المعارضة فقط إلا أن ما سجلته منظمتنا من شكايات للمواطنين تتسع يوما بعد يوم بين مختلف الفئات والجهات في البلاد وما أصبح يعيشه المواطن العادي يوميا يؤكد أن لجوء السلطة إلى الحلول الأمنية لا يقتصر فقط على التعامل مع القضايا السياسية والاجتماعية والحقوقية بل أصبح سياسة ثابتة في تعامل السلطة مع الشعب ومع المواطن. فهناك انزعاج واسع خاصة في صفوف الشباب إثر الحملة الواسعة في الشوارع والطرقات والمقاهي والأماكن العمومية ووسائل النقل بمختلف مدن البلاد وأحيائها باسم »التجنيد للخدمة العسكرية » بما يسيء للمجند ولمؤسسة الجيش الوطني في نفس الوقت، حملة متواصلة بالليل والنهار أربكت حياة الناس وفجعت عديد العائلات في أبنائها. وعلى مستوى أوسع يلاحظ المتجول في الطرقات نهارا وخاصة في الليل ابتداء من الساعة التاسعة ليلا كثافة مزعجة للحواجز الأمنية وخاصة عند المفترقات وكثرة لجوء أعوان الشرطة والحرس لإيقاف السيارات بما يوحي بأن الوضع الأمني العام بالبلاد غير عادي ولا يبعث على الاطمئنان من ناحية ويزعج المواطنين المستعملين للطرقات سواء في وسائل النقل الخاصة أو العمومية كالتاكسي وسيارة الأجرة والحافلة ويزيد من الشعور بالقلق والخوف لديهم. ومن النتائج الوخيمة لهذه السياسة الأمنية انعكاساتها على الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين الذين يلجئون إلى بيوتهم بحثا عن الأمن والاطمئنان.
3- إن دفاع الصحفيين عن استقلالية نقابتهم الوطنية أمام محاولات ترويضها واحتوائها وتوظيفها في الديكور الإعلامي والسياسي القائم موقف مشرف يستحق المساندة وعمل نضالي يستوجب الدعم من كل مكونات المجتمع المدني. فهذه المعركة حلقة من مسيرة طويلة وشاقة على امتداد 50 سنة للدفاع عن استقلالية مؤسسات المجتمع المدني عن السلطة وعن الحزب الواحد والرأي الواحد، خاضتها وتخوضها أجيال من المناضلين والمناضلات في الاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وقطاع المحاماة وجمعية القضاة وأخيرا في النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين وهي معركة مصيرية لحماية المجتمع لنفسه ضد هيمنة الدولة والمجتمع المدني لاستقلاليته ضد تدخل السلطة على طريق مقاومة الاستبداد وإيجاد التوازن بين مؤسسات المجتمع ومؤسسات الدولة بما يضمن حرية المجتمع وشرعية الدولة وكرامة المواطن فالنضال من أجل استقلالية المنظمات والجمعيات عن السلطة أولا وعن كل الأطراف السياسية التي يمكن أن تهدد استقلال قرارها ومصداقية هياكلها، من أوكد الأولويات في بلادنا لوضع حد لسعي السلطة إلى توظيف كل شيء بما في ذلك أجهزة الإدارة والأمن والقضاء والإعلام والأحزاب والجمعيات لخدمتها على حساب القانون والحريات وحقوق الإنسان.
4- إن حكم القضاء بتبرئة صحيفة الموقف المعارضة بعد سنة كاملة من الانتظار يبعث من ناحية على الارتياح لأن فيه بعض إنصاف لصحافيي هذه الجريدة الأسبوعية المحاصرة إلا أنها خطوة إيجابية لا تكتمل إلا بكف السلطة وأعوانها عن اتهام الصحف والصحفيين الخارجين عن سيطرتها بنشر أخبار زائفة والكف عن تنظيم محاكمات الرأي غير العادلة بسبب نشر مقال أو كتاب أو تصريح لوسائل الإعلام قصد ترهيبهم وإسكات أصواتهم أو الضغط عليهم للالتحاق بصف الموافقين أو المنافقين أو المستقيلين. وحتى يكون الإنصاف لجريدة الموقف كاملا للتعويض المعنوي وحتى المادي الذي لحقها بسبب هذه المحاكمة فان الذين اتهموا الصحيفة بنشر أخبار زائفة تسببت لهم في خسائر مادية هم أولى بالمحاسبة والعقاب على هذا الادعاء في حق الصحيفة والذي أثبت الخبراء بطلانه.
5- إن من مظاهر استهتار الإدارة بحقوق المواطنين ولجوء البوليس السياسي إلى أساليب غير قانونية وغير أخلاقية في التضييق على النشطاء الحقوقيين والمناضلين السياسيين جلب المحكوم عليهم بالمراقبة الإدارية للإمضاء في مقرات الشرطة وما يخلفه ذلك من إهانة وخوف وضيق في الحياة الاجتماعية وهو إجراء مخالف للقانون ومعطل لاندماج المسرحين من السجن في المجتمع وكذلك اعتماد مناشير تفتيش انتهت صلوحيتها بعلم الإدارة ورفض إجراء كف التفتيش حتى يبقى المسرح من السجن مهددا بالإيقاف أينما اعترضته دورية شرطة في الطريق أو الأماكن العامة، وما يسببه من تعطيل وإهانة وشعور دائم بالخوف كلما غادر منزله أو حيّه او مدينته. فاللجوء إلى استعمال الإعلامية يتم في اتجاه واحد : إصدار مناشير التفتيش أما الكف عن التفتيش فهي مهمة المواطن الذي عليه أن يسوي وضعيته إن استطاع كلما اكتشف أنه لا يزال محل تفتيش من قبل الإدارة ولو اعتقل وحوكم وخرج من السجن. فإلى متى تستمر الإدارة في اللجوء إلى هذه الأساليب في التعامل؟ ومتى يتدخل القضاء لحماية المواطنين من هذه المظلمة حتى يصبح كف التفتيش آليا عند إيقاف المبحوث عنه؟ ومتى يقع إلغاء كل المناشير الصادرة في حق المتهمين في قضايا سياسية وخاصة في الحملة على |أعضاء حركة النهضة مطلع التسعينات لتيسير اندماجهم في الحياة الاجتماعية واسترداد حقوقهم المدنية والسياسية؟
6- بعد مرور 63 سنة على تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل و 85 عاما على انطلاق الحركة النقابية في تونس مقارنة بنظيراتها العربية فإن النقابيين لا يزالون يناضلون من أجل الحق النقابي وحرية العمل النقابي داخل المؤسسات العمومية والقطاع الخاص بل إن الحق النقابي يمثل اليوم ملفا من أعقد الملفات التي تشملها المفاوضات الاجتماعية في أعلى مستوى من قيادة اتحاد الشغل وقيادة منظمة الأعراف والسلطة دون الوصول إلى نتيجة تضمن حرية العمل النقابي حيث لا يزال ينظر إلى تكوين النقابات على أنه تحريض للعمال وعائق امام تحسين انتاجية المؤسسة الاقتصادية مقابل نظام المناولة واستمرار تردي أوضاع الشغالين حيث تراجع القوانين والمكتسبات الاجتماعية وظروف العمل في إطار ما يسمى بمرونة الشغل مما أدى إلى تراجع العمل النقابي وأداء دوره في ضمان حقوق العمال وتحسين ظروف عملهم في تكامل بين الحقوق والواجبات. وتزداد الحاجة الوطنية لحرية العمل النقابي مع تفاقم ظاهرة إغلاق المؤسسات وتسريح العمال مما اضطر العديد منهم لتنظيم الاعتصامات داخل المؤسسات. وإن محاصرة العمل النمقابي وتردي أوضاع الشغالين وتهديد البطالة للعديد منهم تزيد في تأزم الأوضاع الاجتماعية وفقدان السيطرة عليها في غياب الحلول العادلة التي تضمن الحقوق المشروعة لكل الأطراف.
7- لقد أصبح منع المناضلين السياسيين والنشطاء الحقوقيين والصحفيين المستقلين من حضور تظاهرات سياسية أو حقوقية او إعلامية على يد البوليس السياسي دون مبرر قانوني وإنما تنفيذا »لتعليمات من فوق » من مميزات الوضع العام بالبلاد وفي هذا المناخ المتردي والمتوتر مثل انعقاد مؤتمر حزب معارض »التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات » استثناء سرعان ما عادت بعده نفس الممارسات في منع الدخول إلى مقرات الأحزاب والمنظمات. وقد أثبتت تلك الفرصة مرة أخرى أن حضور الجميع من مختلف الانتماءات الفكرية والسياسية والحقوقية والتعبير علنا عن مواقفها أمر لا يهدد أمن الدولة ولا استقرار البلاد ولا وحدة الوطن بل إن الاجتماع. دار في جو آمن دون حاجة إلى رجال » الأمن » لأن الأمن الحقيقي يكمن في إشاعة الحريات والعدل واحترام حقوق الإنسان.
8- إن استمرار سجن المعتقلين في قضية الحوض المنجمي وتدهور ظروف إقامتهم في السجون وعدم استجابة السلطة للنداءات المتكررة لإطلاق سراحهم والاستجابة لمطالبهم الاجتماعية المشروعة ومضيها في سياسة القمع للتحركات الاحتجاجية السلمية المساندة للمعتقلين وعائلاتهم وعد فتح تحقيق جاد حول مقتل ثلاث شبان في تلك الأحداث لتقديم المتورطين فيها أمام القضاء يؤكد إصرار السلطة على اعتماد الحلول الأمنية وتجاهل الدعوات للحوار لحل القضايا الاجتماعية والسياسية في البلاد.
9- إن استمرار حملة المحاكمات السياسية ضد الشباب المتدين بسبب معتقداتهم والتي لم تتوقف منذ صدور قانون الإرهاب اللادستوري في 10 ديسمبر 2003 أي على امتداد أكثر حوالي 6 سنوات وفي الوقت الذي يتفق فيه المراقبون على عدم وجود ظاهرة الإرهاب في تونس ورغم فشل ما سمي بالحرب على الإرهاب عالميا وظهور مؤشرات على مراجعة الحلول الأمنية لفائدة الحلول السياسية في التعامل مع هذه القضية فإن إصرار السلطة على هذا النهج الأمني سيعمق مشاعر الحقد واليأس لدى هذه الفئة من الشباب مما يهدد استقرار المجتمع ومستقبل البلاد ليتأكد أن الحرية والحوار هما البديل الوحيد لحماية المجتمع واحتضان هذه الفئة من الشباب.
10-إن السفر هو جزء من حق التنقل وهو حق يضمنه الدستور والمعاهدات الدولية ولا يجوز للإدارة المس به وإن جواز السفر لا يعدو أن يكون وثيقة لتنظيم السفر بما يضمن حرية التنقل ولا يضيق عليها وإن اعتماده كوسيلة للعقاب أو الضغط أو الترهيب يخلف شعورا لدى المواطن بأن وطنه تحول إلى سجن كبير وأن قائمة المتضررين من الحرمان من جواز السفر دون مبرر قانوني ولا حكم قضائي في تونس أصبحت تضم الآلاف وتتسع يوما بع يوم مما يجعل هذا الملف يمثل قضية وطنية تستوجب استنفار كل الطاقات في المجتمع المدني للدفاع عن هذا الحق المقدس لكل التونسيين والتونسيات بدون استثناء.
11- يتواصل إطلاق يد أعوان البوليس السياسي في الاعتداء على الحرية الشخصية و الكرامة و حق الشغل و حرية التنقل و سلامة أفراد العائلة ضد الشباب المتدين في جهات عديدة بالبلاد و في أماكن مختلفة كالأسواق و الطرقات ومداهمة المنازل و ترويع العائلات رغم ما ينص عليه القانون صراحة في الفصل 103 من المجلة الجنائية إذ أقر تسليط عقوبة بالسجن مدة خمسة أعوام مع خطية على الموظف العمومي الذي يتعدى على حرية غيره الذاتية بدون موجب قانوني » و ذلك بالباب الثالث من الكتاب الثاني من المجلة الجنائية بالقسم الخامس تحت عنوان تجاوز.
12-لا تزال الحملة الأمنية و القضائية المستهدفة للشباب المتدين مستمرة دون مبرر قانوني أو أخلاقي و ما يكتنفها من تجاوزات خطيرة للقانون و حقوق الإنسان كالتعذيب و سوء المعاملة ، يتم ذلك باسم « دعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب » رغم ما يشهده العالم من مراجعات هامة في التعامل مع ملف ما يسمى بالإرهاب و ما يجمع عليه الحقوقيون في تونس من مطالبة بإلغاء هذا القانون اللادستوري و وضع حد للاعتقالات العشوائية و المحاكمات السياسية والتعذيب حيث تضمنت المجلة الجنائية فصولا تجرم مظاهر الاعتداء على الحرمة الجسدية و ذلك على الفصلين 101 و103 وينص الفصل 101 من المجلة الجنائية على تسليط العقاب بالسجن مدة خمسة أعوام و خطية على كل موظف عمومي أو شبهه يرتكب بدون موجب بنفسه أو بواسطة جريمة التعدي بالعنف على الناس حال مباشرته لوظيفته أو بمناسبة مباشرتها.
و قد تعرض الفصل 103 من المجلة الجنائية لاستعمال العنف أو سوء المعاملة لانتزاع اعتراف أو تصريح و نص على تسليط عقاب بالسجن مدة خمسة أعوام و خطية على الموظف العمومي الذي يباشر بنفسه أو بواسطة غيره ما فيه عنف أو سوء معاملة ضد متهم أو شاهد أو حريف للحصول منهم على الإقرار أو التصريح أما إذا لم يقع إلا التهديد بالعنف أو سوء المعاملة فالعقاب ينخفض إلى ستة أشهر.
13–إن الحكم ببراءة المرحوم الشاب أنيس الشوك الذي خاض إضرابا عن الطعام حتى الموت لمدة 73 يوما متمسكا ببراءته يقيم الدليل على تورط جهات أمنية في تلفيق تهمة باطلة، و جهات قضائية في عدم الاستماع لطلب المرحوم في مراجعة الاتهام، و جهات سجنية في الاستهتار بحياة السجين إذ تركته يجوع حتى الموت مما يستوجب فتح تحقيق في هذه القضية – و هو ما لم يتم إلى حد الآن – و إعلام الرأي العام بنتائجه ومحاسبة المتورطين في هذه القضية إداريا وقضائيا مهما كانت صفتهم و إن السكوت على هذه الجريمة ضرب من المشاركة فيها.
14- تؤكد الانتهاكات الحاصلة داخل السجون ضد المساجين السياسيين تواصل سوء المعاملة بسبب الاكتظاظ في الغرف و الإهمال الصحي و اللجوء إلى العزل الانفرادي و العنف اللفظي والمادي ضد المساجين و منع إدخال الكتب العلمية و الثقافية و الصحف المختلفة و حرمان العائلات من الزيارة دون مبرر قانوني في مخالفة صريحة لأحكام الفصل 14 من قانون الأمر عدد 1876 لسنة 1988 المؤرخ في 4 نوفمبر 1988 المتعلق بالنظام الخاص بالسجون المنقح في 2003 مما يستوجب المطالبة بالسماح للمنظمات الحقوقية المستقلة بزيارة السجون التونسية و الوقوف على حقيقة الأوضاع فيها و اقتراح الإصلاحات الضرورية.
15- بعد قضاء سنوات طويلة في السجن في ظروف قاسية تستمر معاناة المسرحين من المساجين السياسيين بوسائل غير قانونية و غير إنسانية شملت الحرمان من الوثائق الشخصية ( بطاقة التعريف الوطنية ، جواز السفر ، البطاقة عدد 3 ) و الحرمان من العلاج و التضييق على حق الشغل و حرية التنقل و الملاحقة الأمنية و ترهيب أفراد العائلة بما يعمق الشعور بالإقصاء و التهميش و اليأس.
16- أمام انعدام توفر شروط عودة آمنة وكريمة لعدد كبير من التونسيين والتونسيات الذين اضطروا للهجرة للنجاة من حملة الاعتقالات التي تعرض له المنتمون لحركة النهضة منذ مطلع التسعينات وبعد مرور أكثر من 18 سنة خرج فيها مساجين هذه القضية لا يزال ملف المهجرين التونسيين دون حل عادل يخدم مصلحة البلاد في إطار الدستور الذي يضمن حق عودة التونسي إلى وطنه وفي إطار عفو تشريعي عام دون استثناء لأحد يرفع المظالم ويعيد الحقوق إلى أهلها ويدخل بالبلاد في مرحلة جديدة ومتقدمة باتجاه احترام حق كل التونسيين والتونسيات في حرية التعبير والتنظم والمشاركة في الحياة العامة في إطار المساواة في الحقوق والواجبات، وأبرز ما سجلناه هو رفض متواصل لتمكين المهجرين من حقهم الدستوري في جواز السفر وفي أحسن الحالات المساومة لبعضهم على أفكاره ومواقفه وحقوقه بما يؤكد الطبيعة السياسية لقضيتهم وهم الذين تحصلوا على اللجوء السياسي في الخارج ولم يتحصلوا على حق العودة إلى الداخل. إن هذه المعاناة قد طالت وحان الوقت للاستجابة لحق المهجرين في العودة الآمنة والكريمة إلى وطنهم ولعل مبادرة عدد كبير من المهجرين في الدعوة إلى تنظيم مؤتمر يؤسس لمنظمة تؤطر جهودهم في النضال من أجل حق العودة وذلك بتاريخ 20 و21 جوان 2009 بجينيف بسويسرا، سيكون خطوة ضرورية وفاعلة لوضع هذا الملف في إطاره الصحيح والمساهمة في حله بكل جدية ومسؤولية لطي صفحة الماضي.
منظمة حرية و إنصاف
بلاغ إعلامي المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين
المؤتمر التأسيسي بسويسرا يومي 20 و 21 يونيو 2009
بعد عدة أشهر من الحوار العميق المسؤول حول أبعاد ومضامين البيان التأسيسي لمبادرة حق العودة للمهجرين التونسيين، وتتويجا لمسار إنضاج الرؤية والبرنامج المنبثقة عنه، واستجابة لحاجة المشروع للتنظم والهيكلة قررنا في المبادرة عقد مؤتمرنا التأسيسي يومي 20 و 21 يونيو– حزيران 2009 بسويسرا الذي يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للاجئين، بحضور شخصيات ومنظمات ووسائل إعلام تونسية وعربية ودولية. ونحن في التنسيقية إذ نتوجه بالشكر الجزيل للمهجرين في القارات الخمسة الذين شاركوا وواكبوا مرحلة الحوار الداخلي الذي امتد على مدار سنة كاملة وتمخّض عن مشروع مقاربة وطنية شاملة لملف عودة المهجرين فإننا: – نعمل على أن يكون المؤتمر التأسيسي لمنظمتنا عنوانا بارزا في تاريخ نضالنا الوطني الحديث ومحطة نوعية في مسار أدائنا على الجبهة الحقوقية والسياسية والثقافية حيث سيواكب أشغال المؤتمر عروضا شعرية وموسيقية ومسرحية تعبر عن عمق المأساة الإنسانية لتجربة المنفى . – نعبر عن اعترافنا بالجميل وشكرنا الجزيل لكل من ساندنا من شخصيات وهيئات ووسائل إعلام وطنية ودولية. باريس في 11 يونيو/حزيران 2009
عن تنسيقية حق العودة نورالدين ختروشي
في رسالة لقيادة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين:
الاتحاد الدولي
للصحفيين يعبّـر عن دعمه لمعركة النقابة من أجل الاستقلالية
دعا الاتحاد الدولي للصحفيين (الفيج) في رسالة وجهها أمينه العام إيدن وايت لقيادة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين يوم السبت 13 جوان 2009، الصحفيين التونسيين للتوحّـد من أجل الدفاع عن مهنتهم ونقابتهم ضد كل أشكال التدخل السياسي.وكانت الهيئة التنفيذية الدولية عبّرت الأسبوع قبل المنقضي خلال اجتماعها في أوسلو عن تضامنها مع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.ودعا الاتحاد كل أعضاء النقابة لحل خلافاتهم عبر الحوار والنقاش الأخوي واجتناب الأعمال التي من شأنها تشتيت الصحفيين وتشجيع أعداء حرية الصحافة.وجاء في رسالة الأمين العام « نؤكد لكم دعمنا لكل الصحفيين التونسيين في نضالهم من أجل حقوقهم المهنية. ونشترك معهم ومع نقابتهم في معركتهم من أجل الاستقلالية . على الصحفيين التونسيين أن يكونوا متحدين ومتضامنين لمواجهة التحديات القادمة. والاتحاد الدولي للصحفيين وكل أعضائه في المنطقة وفي العالم أجمع سيكونون معكم لتمضوا قدما ». وكان الاتحاد الدولي للصحفيين قد وجّه رسالة احتجاج لاتحاد الصحفيين العرب، أساسا على خلفية الموقف الذي اتخذه هذا الأخير حول أزمة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين
(المصدر: موقع زياد الهاني الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 15 جوان 2009)
عريضة مساندة للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين
نحن الصحفيين التونسيين العاملين بالخارج والموقعين على هذه العريضة، تابعنا بكلّ قلق التطورات الأخيرة في النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. وأمام محاولات سحب الثقة من المكتب التنفيذي للنقابة الذي أفرزته انتخابات حرّة ونزيهة، نعلن للرأي العام الوطني والدولي : * مساندتنا المطلقة لزملائنا في المكتب التنفيذي وندعوهم إلى مواصلة عملهم، بصفتهم الممثلين الشرعيين للنقابة. * تمسكنا بالحق في حرية العمل النقابي كما نصّ على ذلك البند الثامن من دستور الجمهورية التونسية، من قانون مجلة الشغل الصادر في غرّة ماي سنة 1969 (الكتاب السابع، الباب الأول، الفصول 242 إلى 257)، وطبقا للاتفاقيات الدولية عدد 87 لسنة 1948 و98 لسنة 1949 التي صادقت عليها تونس منذ سنة 1957، والإعلان الدولي لسنة 1998 المتضمن للحقوق الأساسية للشغل، وفي مقدمتها الحق النقابي. * رفضنا المطلق لأي محاولة للمسّ بالنقابة ومحاولات تقويض جهودها من أجل تحسين ظروف الصحفيين، والعمل على ترسيخ أسس العمل الصحفي الحر ونطالب بعدم التدخل في شؤونها. *استنكارنا لما تردد عن تعرض زملائنا من ضغوط إدارية وسياسية لسحب الثقة من القيادة الشرعية للنقابة. ونعتبر أن الجنوح لمثل هذه الممارسات من شأنه تأجيل تحرير الصحافة التونسية، وحرمان زملائنا المقتدرين من المساهمة في دفع بلادنا نحو الأفضل. التوقيعات:
1- محمد كريشان – صحفي ومذيع أخبار – قطر 2- كمال العبيدي – صحفي – الولايات المتحدة الأميركية 3- حسن الجويني – صحفي – قبرص 4- آمال وناس – صحفية أولى – قطر 5- فاتن الغانمي – صحفية – قطر 6- نوفر عفلي – صحفية ومذيعة – قطر 7- نور الدين العويديدي – صحفي – قطر 8- أنور سويد – صحفي ومنتج أخبار – قطر 9- نبيل الريحاني – صحفي – قطر 10- الهادي يحمد – صحفي – فرنسا 11- محمد الفوراتي – صحفي – قطر 12- نزار الأكحل – صحفي ومذيع – قطر 13- زياد طروش – صحفي ومنتج أخبار أوّل – قطر 14- – بسام بونني – صحفي – قطر 15- جلال الورغي – صحفي – بريطانيا 16- لطفي المسعودي – صحفي ومنتج برامج – قطر 17- فرحات العبار – صحفي – قطر 18- الطاهر العبيدي – صحفي – فرنسا 19- علي بوراوي – صحفي – فرنسا 20- ليلى الشايب – صحفية ومذيعة أخبار – قطر 21- على عثماني – صحفي – قطر 22- ماهر خليل – صحفي – قطر 23- زهير لطيف – صحفي – بريطانيا 24- عبد اللطيف صديق – صحفي – روسيا 25- رضوان الحمروني – منتج أخبار وبرامج – إيران تب
قى العريضة مفتوحة للزملاء الصحفيين التونسيين العاملين في الخارج. الرجاء إرسال الإسم واللقب والمسمّى الوظيفي وبلد العمل للعنوان الالكتروني التالي : Snjt_diaspora@hotmail.fr
دفاعا عن ثوابت المنظمة
بقلم : النفطي حولة – ناشط نقابي وحقوقي – بتاريخ : 15جوان 2009 ما كنت أحسب أن المقال الأخير الذي كان تحت عنوان :- لمصلحة من يقع تأخير مؤتمر النقابة العامة للتعليم الثانوي- سيفجر العديد من النقد ونقد النقد سواء في بطحاء محمد علي أو في الكواليس أو على صفحات الجرائد الالكترونية . وأحسب نفسي أنني نجحت في اثارة الرأي العام النقابي لطرح العديد من التساؤلات المشروعة للنقابيين عموما ولمتابعي الشأن النقابي خاصة . فاذا كان القصد من ذلك هو تحريك المياه الراكدة وتحريك السواكن ورفض عقلية الوصاية والتقديس والولاء الأعمى للنقابة العامة أو للمكتب التنفيذي فان الغرض من ذلك قد حصل . وللأسف الشديد لاحظت وأنا أتابع ردود الفعل أن عقلية القطيع مازالت سائدة حتى في قطاع الثانوي الذي يعتبرقطاع النخبة المثقفة و المتفتحة على الديمقراطية واحترام الرأي الآخر. فالتساؤلات التي وردت في المقال هي مشروعة نقابيا وديمقراطيا ولا داعي للانزعاج من طرحها واعادة طرحها اذا كنا ملتزمين بالديمقراطية داخل المنظمة واحترم رأي القواعد العريضة .وانني كناشط نقابي ومناضل في قطاع التعليم الثانوي أدرك جيدا ما ذهبت اليه من تساؤلات حول المنهج البيروقراطي السائد في المنظمة الذي يمكن أن تكون له مصلحة في ذلك . فمن حقي ومن داخل الاتحاد العام التونسي للشغل أن أنقد التوجه البيروقراطي والانتهازي الذي بدأ ينخرالمنظمة النقابية منذ عقود . فلا يمكن لأي مناضل نقابي له غيرة على هذه المنظمة أن يقف متفرجا على الأخطاء والتجاوزات التي تقع هنا أو هناك .فمثلا فيما يخص المؤتمرات حصلت العديد من التجاوزات وهذا شيىء طبيعي لكن الغير طبيعي هو عدم التدخل الناجع من أجل حلها دون تزكية طرف على آخر . وفيما يخص ملف المفاوضات الاجتماعية التي أصبحت وكأنها شيئا مقدسا وقدرا لاغنى عنه على العمال والشغالين بالفكر والساعد حيث تقع كل ثلاثة سنوات بأسلوب روتيني اداري فوقي لا يستشار فيه العمال ولا تخاض فيه محطات نضالية يشعرالشغالون فيها أنهم المعنيون الحقيقيون بافتكاك حقوقهم المادية والمعنوية . وفيما يخص التعاطي مع قضية الحوض المنجمي كالذي حصل أخيرا حيث في الوقت الذي دعا فيه المكتب التنفيذي الى فك الاعتصام الذي قامت به زوجات المساجين من أجل التدخل لفائدتهم تعمد السلطة الى زيادة التعسف والقمع فتوقف بعض الشباب وتقوم بمحاكمتهم ذنبهم الوحيد أنهم طالبوا السلطة في مظاهرة سلمية بالافراج عن المساجين .وفيمايخص متابعة قضية الأساتذة المطرودين عمدا وهم على التوالي : محمد المومني وعلي جلولي ومعز الزغلامي فلا المكتب التنفيذي أعاد طرحها كقضية تحضى بالأولوية اللازمة باعتبار أن الأساتذة المطرودين هم ضحية ممارسة حقهم النقابي ولا النقابة العامة حاولت من جديد اعادة طرحها على سلطة الاشراف كقضية حق نقابي وتشغيل من ذلك مثلا كان يمكنها أن تلجأ الى رفع قضية في وزارة التربية والتكوين على الطرد التعسفي للزملاء الأساتذة المطرودين .وفي نفس التوجه الذي يتسائل عن دور المكتب التنفيذي في ادارة بعض الملفات والقضايا أتسائل على كيفية تعاطيه مع مطلب حرية العمل النقابي داخل المؤسسالت التربوية فلماذا لم تدافع بشكل نضالي على تطبيق ماجاء في الدستور والقانون على حق الأساتذة والمربيين عموما في الاجتماع داخل المؤسسات التربوية علما أنه مطلب مزمن ؟ وكيف لا أطرح التساؤلات المشروعة في ظل واقع استشرت فيه الانتهازية والبيروقراطية على حساب الخط النضالي داخل لاالحركة النقابية عموما ؟ انه من واجب كل الغيوريين على الاتحاد العام التونسي للشغل أن يدافعوا على ثوابته والمتمثلة في الحفاظ على استقلالية العمل النقابي وديمقراطيته ونضاليته . فاذا كان النقد البناء من أجل التصدي للنهج البيروقراطي الانتهازي داخل الحركة النقابية يعتبرعملا غير مسئول فهل المسئولية هي مسايرة التياروالسكوت على التجاوزات والانحرافات ؟ فهل أصبحنا بين عشية وضحاها نؤمن بالمقدس لاقدر الله ؟ فهل أصبحنا من القائلين لاجديد تحت الشمس ؟ هل أصبحنا بين عشية وضحاها نؤمن بعقلية الولاء والطاعة عوضا عن الصراع الديمقراطي أسلوبا لتطوير العمل داخل المنظمة ؟
جندوبة: 83 عائلة تشرب من وادي ملاق لأكثر من خمسين سنة
اهالي دوار الشوايخية والوهايبية واولاد سالم من عمادة الملقى معتمدية جندوبة الجنوبية يمثلون 83 عائلة يقطنون على ضفة وادي ملاق لأكثر من خمسين سنة كلهم فلاحون ينتجون الخضر والحبوب بجميع انواعها ويشغلون اكثر من مأتي امراة يوميا . غير ان هذا الدور الأقتصادي العظيم والمجهود الكبير لهؤلاء الأهالي قوبل بهضم لحقوقهم وجحود من قبل الإدارة الجهوية والمصالح المرفقية. لقد صرح لنا رجالهم عند زيارتهم يوم 11/06/2009 ان كل العائلات تشرب من وادي ملاق الملوث والحال نقطة توزيع مياه الشرب تبعد 700 متر عن التجمع السكني .لقد صرحوا انهم كتبوا الى كل المصالح الجهوية المعنية منذ الإستعمار الي اليوم يطلبون تركيز حنفيات ماء حتى وان كان على حسابهم الخاص فلم يجدوا غير الإهمال واللامبالاة . لقد افاد كل الرجال الذين التقيناهم ويفوق عددهم الأربعين انه يستحم كل واحد فينا في الشهر مرة واحدة لأنه لا يوجد ماء قريب منه .يقول احدهم انني عندما اعود من الحقل منهكا فانني مخير بين امرين اما ان استحم بما لدي من ماء واخرج بعدها ابحث عن الكميات التي ضاعت او ان ابقي تلك الكمية للشرب واستريح قليل من عناء التنقل لجلب الماء. لقد صرح الأهالي انه لا صمت انطلاقا من هذا اليوم وقد قرروا ان يوم الخميس 18 جوان 2009 سيتوجهون الى شركة توزيع المياه ثم الى معتمد جندوبة الجنوبية لوضع حدا لماساة حياتهم . انه واقع محزن فهي شهادة ترد بقوة على شهود الزور في تونس ،الفلاحون الشرفاء ينتجون لإطعام الأخرين وهم يموتون عطشا .ان المنطق السليم هو ان يشربوا قبل أي شخص اخر ينبغي ان نبجلهم فهم الذي يحترقون في الصيف لجمع الحبوب والخضر وهم الذين يتعذبون في الشتاء عند جمعهم للخضر وايصالها للأسواق. جندوبة 15/06/2009 رابح الخرايفي المحامي
مأساة الأدب و مآسي الواقع
يعتبر الكاتب البريطاني، الهندي الأصل ، جورج ارويل ، احد اكبر روائيي العصر الحديث . كما تعتبر روايته ، 1984، التي كتبت سنة 1948 ، احد أهم الروائع الأدبية ، حيث صنفها النقاد ضمن أفضل المائة رواية التي كتبت منذ بداية القرين العشرين ، وقد حطمت أرقاما قياسية في الترجمة ، حيث ترجمت إلى عشرات اللغات. وتكمن روعتها في دمجها بين الأسلوب الأدبي الشيق، المعتمد خاصة على الأمثولة، والعمق السياسي القادر على فهم الحاضر واستشراف المستقبل ، حيث نبه ارويل إلى خطورة الفكر الشمولي ، الذي يهمش الناس ويحولهم إلى مجرد قطيع ، ليرى الشخص أن مصلحته وديمومة وجوده وسلامته ، كلها تكمن فقط في تطبيق ما يأتمر به دون مساءلة. تبدأ الرواية بتقديم بطلها ، وانستن سميث ، الذي يعمل موظف في « وزارة الحقيقة » وهو مكلف « بمراجعة » كتابة التاريخ ، حيث يحذف منه ما يجب حذفه حتى يتلاءم مع أيديولوجية الحزب ، الحزب الوحيد الأوحد بقيادة « الأخ الأكبر » ، المسئول عن كل كبيرة وصغيرة في البلاد ، يراقب جميع « المواطنين » ويخيفهم بصوره الموجودة في كل مكان، لتحسيسهم انه الجزء الأهم في وجودهم،حتى قبل « العمل والأكل والإنجاب »،غايات وجودهم الاساسية ،المطالبين بانجازها بتفاني. أينما يلتفت الإنسان يجد الصورة الضخمة والعبارة: » الأخ الأكبر يراقبك » , لا مفر من نظاراته التي تتبع الغادي والقادم، تراقب تحركات الناس ومدى تطابقها مع التعليمات ، كل « المواطنين » يتحولون إلى وشاة لإثبات البراءة : لذلك فلا احد قادر أن يتحدث لأي كان،خارج إطار المهمات العادية المطالب بالقيام بها. يرتكب بطلنا، وانستن سميث، خطاءين : أولهما ان يكون له فكر يحمل بوادر استقلالية ، لا يتطابق تماما مع رؤية الحزب ، وهذا طبعا يجعله محل متابعة بوليسية أينما كان. ثم خطأ ثان ، إذ يحب امرأة ،جوليا، ويبنيان معا علاقة حب قوية ولكنها طبعا سرية. خطا قاتل، لان الحب والثقافة والأدب والشعر والفن والسعادة والأبوة والأمومة والأخوة وكل العلاقات الاجتماعية، كلها ممنوعة، خارج إطار الحزب، تلك هي أوامر الأخ الأكبر. وشعار الدولة –الحزب المطالب الجميع بالاستنارة به يحمل ثلاث حكم : » الحرب هي السلم » لذلك تعمل « وزارة السلام » على إدامة الحروب مع الدول المجاورة، »الحرية هي العبودية » لذلك لا يسمح بأية حركة خارج إطار ما يأمر به الاخ الاكبر،فالحرية ليست أن تكون للشخص أفكار بل أن لا يفكر أصلا ,و »الجهل هو القوة » ، لذلك فالتعليم الوحيد المسموح به والضامن للبقاء دون مساءلة هو حفظ إيديولوجية الحزب وخطب الأخ الأكبر. يلقى القبض على وانستن سميث بتهمة « حيازة أفكار هدامة » ويعذب في دهاليز ما تسمى »بوزارة الحب » عن طريق بوليس خاص اسمه « بوليس الأفكار » ولن يخرج من السجن إلا بعد أن يقع « إعادته إلى الطريق السوي » أو ما سمي بغسل الدماغ ,حينها يبدأ في ترديد ما يسمعه ،دون تفكير، و يكره جوليا ويسخر من « السعادة الوهمية » التي نشأت بينهما ويبدأ في الوشاية بكل الذين يتواصل معهم و يحب الأخ الأكبر بصدق و ينافس كل من حوله في التضحية بالحياة من اجله ومن اجل الحزب.حينها وبعد التأكد من ولائه التام ،تنزع عنه بغير رجعة تهم العمالة والخيانة والجوسسة لصالح العدو. منذ سنوات ،يقع الاستشهاد برواية ارويل1984 كلما زاد التضييق على حرية التعبير و غاب الإبداع وحوصرت الأفكار وانتهكت الحياة الخاصة للإفراد. أنا ، نفسي، تذكرت رواية 1984 ، التي قرأتها في الجامعة ، في المدة الأخيرة مرتين على الأقل: مرة في احد أيام ماي من السنة الماضية ، حين عمد « الأخ الأكبر » لاستعارة رافعة من البلدية قصد التلصص على غرفة نومي، للتأكد من وجودي هناك. أو ربما كانت تلك « الإطلالة » طريقة ذكية لإقناعي وإقناع من حولي بان أمثالي لا يجب أن تكون لهم خصوصية، حتى في غرف نومهم. والمرة الثانية كانت يوم 5 جوان 2009 ، حين قرأ الأخ الأكبر أفكاري وأدرك أن الهدف الأساسي من تنقلي إلى تونس العاصمة ليس مرافقة ابنتي المعتلة ، بل حضور اجتماع تضامني من اجل إطلاق سراح مساجين الحوض ألمنجمي بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي. فقرر منعي من مغادرة القيروان، دون نقاش. مرة أخرى، يصادر حقي أنا، حامل الأفكار الهدامة وصاحب السوابق في جرائم الفكر، والمساند الدائم للقضايا المشبوهة، في أن تكون لي حياة عائلية بكل ما تفرضه من التزامات. التزامات؟ وما قيمة التزاماتي أمام مصلحة الوطن وما تمثله تنقلاتي من مخاطر عليها؟ اعتقد انه حين يقترب الخيال الأدبي من الواقع بغاية تصويره بحبكة وفن يصبح العمل الأدبي إبداعا. لكن أن يخرج الواقع بكل تجلياته عن دائرة القانون والمعقول والمنطق، فانه يتحول إلى ما يشبه المأساة، قد لا يستطيع حتى الأدب تصويرها. وان اعتبر كاتبنا الكبير محمود المسعدي « أن الأدب مأساة أو لا يكون »، فماذا سيكون رائه إن أصبح الواقع أكثر مأساوية من الأدب؟ مسعود الرمضاني
سعيد بحيرة يكتب لـ »السياسيّة » معقّبا على وزير العدل: « هكذا أفهمُ كباحث في التاريخ وليس كمختص في القانون علاقة اللائكيّة بالدستور »
لقد استرعى انتباهي في موقع « السياسيّة » حوصلة لمداخلة الأستاذ بشير التكاري وزبر العدل وحقوق الإنسان خلال الندوة المنتظمة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين للدستور …ومحور الانتباه هو علاقة اللائكيّة بالدستور ، فهو أمر مستبعد حتّى لا أقول محسوم لاعتبارات عدّة أفهمها كدارس للتاريخ وليس كمختص في القانون فالحركة الوطنيّة التونسيّة ولا سيما فصيلها الأوّل والأكبر الحزب الحر الدستوري لم تكن بفكرها ونضالها وخطابها قريبة من الأطروحات اللائكيّة بل إنّ مكمن قوّتها يتمثّل في انبثاقها من العمق الشعبي والشرائح الوسطى والتفاعل مع مقتضيات الهوية،وقد خاض هذا الحزب معركة حامية مع السلطة الاستعماريّة حول قضية التجنيس ولم يترك أيّ فرصة تمرّ دون الدفاع عن مقوّمات الشخصيّة التونسيّة كاللباس والتقاليد والروح الإسلاميّة.كما أنّ الّذين حاولوا « التنظير » للمرجعيّة الفكريّة التحرّريّة اعتبروا الإسلام ركيزة أساسيّة لوحدة البلاد وشعبها وهذا ما نلمسُهُ في كتابات عبد العزيز الثعالبي والطاهر الحداد وعلي البلهوان والحبيب ثامر وقد ذكر الدكتور محمود الماطري أنّ من بين الكتب الّتي كانوا يُناقشونها في منفى برج الباف يوجد القرآن الكريم، أمّا الزعيم الحبيب بورقيبة فلهُ موقف جليّ من اللائكيّة أفصح عنه في سياق حديثه عن كمال أتاتورك الّذي اعتبرهُ قائدا محترما لكنّه لم يُقدّر الروح الإسلاميّة لتركية حقّ قدرها وقد ساهمت لائكيّته في انطواء الأتراك ورجوعهم إلى الدراويش الدوّارين. أمّا نوّاب المجلس القومي التأسيس فقد تحلّوا بالمسؤوليّة والوفاء لخطّ حركة التحرير ولذلك بوؤوا الإسلام والعروبة مكانة أولى حتّى فكانت الصياغة غير إيديولوجيّة وتحتوي على قدر من التوازن والعقلانيّة …وبعد كلّ هذا هل ما زال هناك من تساؤل عن الانتماء الحضاري لتونس أم إنّ طريقة طرح الموضوع تستحقّ التبلور ؟ . إنّ الدساتير الأوروبيّة تعكسُ مسار تاريخ بلدانها ولا يُمكن استيراد اللائكيّة من الخارج …لأنّ البلدان الأوروبيّة ترعى الدين وتقيم له الشعائر وتشجّع صحوته ومع ذلك فهي لائكيّة.
(المصدر: « السياسية » (اليكترونية – تونس) بتاريخ 15 جوان 2009) الرابط:
http://www.assyassyia-tn.com
سناء بن عاشور في ندوة حضرها بن جعفر والقوماني وعدد من وجوه المبادرة الوطنيّة
** دستور 1959 أسس نظاما مبنيا على عدم الموازنة بين السلطة التنفيذية والتشريعية …والمجلس الدستوري إيجابي لأنّه تصدى لعدة قوانين لا دستورية ** المطلوب من الأحزاب السياسية هو التوجه إلى المجتمع ومخاطبته بدل نسيانه في خضم العراك مع السلطة نظم منتدى الفكر اليساري الديمقراطي يوم السبت 13/05/2009 ندوة فكرية بمقر حركة التجديد بالعاصمة قدمت فيها الأستاذة والحقوقية سناء بن عاشور مداخلة بعنوان الدستور التونسي والانتخابات وذلك بمناسبة خمسينية إصدار دستور 1جوان 1959 واستهلت الأستاذة سناء مداخلتها بطرح تساؤل حول إمكانية الحديث عن الدستور التونسي بعد 50سنة من إصداره ولكنها أكدت على أن النجاعة السياسية للدستور التونسي مازالت قائمة الذات رغم الخروقات .وحسب رأيها فدستور 1959 أسس نظاما مبنيا على عدم الموازنة بين السلطة التنفيذية والتشريعية وأعطى الغلبة لسلطة رئيس الجمهورية مما جعله نظاما سلطويا.وعلى عكس النظام الشمولي فان النظام السلطوي له نوع من الازدواجية فهو أداة للحد من الحريات والحقوق السياسية من جهة ولكنه يستمد نوعا من مشروعيته من الأسس القانونية والجهاز الدستوري من جهة أخرى وأكدت المحاضرة أن النظام الدستوري التونسي هو نظام سلطوي وهو مؤسس وقد ترجمت الفترة الفاصلة بين الدعوة للمجلس التأسيسي في 29ديسمبر 1955 بمقتضى أمر من الباي وإعلان الدستور التونسي في غرة جوان 1959 الفكر السائد آنذاك والذي يميل لتقوية السلطة التنفيذية والإقرار بأن السلطة هي سلطة الشعب في نفس الوقت وهي ذات الفترة التي أسست للنظام السياسي في تونس.وأوضحت أن تحوير سنة 1976 جعل من الحكومة لها وجودها الدستوري أي أصبحت دستورية وذلك خلافا لتحوير سنة 1969 مع التجربة التعاضدية لبن صالح ، ولكن تحوير 1988 قلص من نفوذ الحكومة فأصبحت تدير الإدارة ولا يخول لها الدستور الاستعانة أو الرجوع للقوة العامة رغم أنها مسؤولة سياسيا أمام البرلمان وهو ما يجعل من الدستور أداة لإعادة النظام السلطوي حسب تعبيرها. وفي تعرضها لمسألة الديمقراطية شددت الأستاذة سناء على أن توسيع المشاركة لا تعني الديمقراطية .وأكدت أن الديمقراطية مبنية على حرية الاقتراع وسريته وعلى التعددية وهما أسس الديمقراطية التمثيلية وهو ما يتناقض و الديمقراطية التشاركية . واعتبرت أن الخروقات والثغرات القانونية مثل إقرار المحاكم العدلية في تونس بعدم دستورية قانون الجمعيات سرع في إحداث المجلس الدستوري الذي تم تشريعه عن طريق القانون ثم تم إقراره بصفة دستورية .ونوهت بهذا المجلس الذي تعد آراءه ملزمة لجميع السلطات وتصدى لعدة قوانين لا دستورية .وأكدت أن النظام القانوني وإن خُرق يمكنه أن ينتج ايجابيات من أجلها أن تحد من السلطة. وفي نهاية مداخلتها تطرقت للدور الذي يمكن أن تلعبه المعارضة في الاستحقاقات السياسية القادمة، فشددت على أن المطلوب من الأحزاب السياسية هو التوجه إلى المجتمع ومخاطبته بدل نسيانه في خضم العراك مع السلطة وعلى أن لا تتوقف المشاريع السياسية لهذه الأحزاب على الحريات والحقوق السياسية بل يجب أن تكون مشروعا مجتمعيا واضحا ومتكاملا. وأكدت على أن الصراعات الداخلية في الأحزاب المعارضة والصراعات فيما بينها قد يستنزفها ويحد من أسس عملها. وفي سياق متصل أثار النقاش الذي تلا مداخلة الأستاذة سناء بن عاشور عدة نقاط منها أهمية المشاركة في الاستحقاقات السياسية القادمة وتأثيرها على الحركة الديمقراطية والتعبئة وإيجاد خطة لضمان مشاركة أوسع للمواطن في الانتخابات القادمة وغياب الثقافة الدستورية عند المعارضة وخاصة منها اليسار والتشديد على أن فكرة الدستور هي فكرة مدنية ومن صنع البشر وخاضع بالتالي للتنقيح و التبديل. وتميزت الندوة بحضور عدة وجوه سياسية مثل السيد مصطفى بن جعفر أمين عام حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات والسيد محمد القوماني المستقيل مؤخرا من المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي إضافة إلى كوادر حركة التجديد وبعض الشخصيات الفاعلة في المبادرة الديمقراطية.
تغطية: أيمن الزمالي (المصدر: « السياسية » (أليكترونية – تونس) بتاريخ 15 جوان 2009) الرابط:
http://www.assyassyia-tn.com
خـاص: مباشرة من دمشق مع التـّونسي الذي يرأس تحرير صحيفة « البعث »
** أنا سوري بالإقامة، تونسي بالانتماء ولم أفكّـر في الحصول علـى الجنسيّة السوريّة
** كفاءتي فقط هي التي أوصلتني إلى منصب رئيس التّحرير
كنا انفردنا الأسبوع الماضي بنشر خبر عن تونسي عيّن مؤخرا رئيسا لتحرير أكبر صحيفة سورية وهي صحيفة «البعث» الناطقة باسم حزب البعث الحاكم في سوريا، هذا التونسي واسمه محمد الكنايسي، أثار تساؤلات عديدة بوصوله إلى هذا المنصب خاصة أنه ليس سوريا وأن السائد في أغلب البلدان العربية أن «الوظائف الحساسة» لا تسند إلى «الأجانب» لظروف يعلمها الخاص والعام. وقد رأينا أن نسلّط الضوء على هذا التونسي الناجح خارج أرض الوطن فكان لنا معه هذا اللقاء الهاتفي. * متى سافرت إلى سوريا وماذا كان دافعك آنذاك؟ – حللت بسوريا سنة 1976 للدراسة وكنت آنذاك مسكونا بهاجس الشرق وكانت لي اهتمامات أدبية ورغبة في أن أنهل من معين الشرق الذي لا ينضب، في سوريا درست الفلسفة وتخرّجت سنة ,1980 بعد ذلك انضممت إلى عالم الصحافة في جريدة «البعث» تحديدا، وبالتوازي سجلت في الجامعة وحصلت على إجازة في الحقوق… * فلسفة وصحافة وحقوق… أي رابط يمكن أن يوجد بين هذه «البحور» المختلفة؟ – الرابط الأكبر الذي يوحّد هذه البحور هو روح المثابرة وحب البحث والعمل. * بعد ذلك في أي مجال كان الاستقرار؟ – في الصحافة طبعا… لقد عملت محرّرا ثقافيا نظرا إلى اهتماماتي الأدبية، ثم عملت بقسم الدراسات الفكرية والترجمة الذي عيّنت رئيسا له بعد ذلك عيّنت رئيسا للقسم الثقافي… ثم أمينا للتحرير للشؤون الثقافية و التحقيقات ثم نائبا لرئيس التحرير… ومؤخرا رئيسا للتحرير. * تعيينك في هذا المنصب بدا لنا غريبا خاصة أنك تونسي وأن المعروف أن «المناصب الحساسة» في البدان العربية لا تسند لغير أبناء البلد. – الفكرة تبدو لكم غريبة لكن الواقع مختلف تماما عن هذا التفكير السائد، فأنا عايشت الصحيفة منذ 1980 وتدرّجت في رتبها خطوة بعد خطوة إلى درجة أني أعتبر نفسي سوريا بالإقامة. وأعتقد جازما أن تعييني في منصب رئيس التحرير أمر عادي جدا وأن كفاءتي فقط هي التي أوصلتني إلى هذا المنصب. * هل كنت تنتظر هذا «التتويج»؟ – نعم كنت أنتظره رغم المنافسة الكبيرة من قبل أسماء معروفة، فأنا كنت الأكثر كفاءة وهذا ما شفع لي وأعطاني هذا التتويج. * صحيفة «البعث» ناطق رسمي باسم الحزب الحاكم فهل يمكن لشخص غير بعثي أن يرأس تحريرها؟ – الصفة الحزبية لا تهمّ كثيرا، المهم أن يكون الشخص منسجما مع خط الجريدة وأفكار الحزب الذي تنطق باسمه. * الانتماء إلى سوريا بالإقامة هل أنساك انتماءك الطبيعي إلى تونس؟ – أبدا… ولو لدقيقة واحدة، فأنا تونسي الانتماء وسوف أبقى كذلك وأعتزّ كثيرا بهذا «الانتماء المزدوج» إلى تونس وسوريا. * في بلدان أخرى يتطلب الوصول إلى المناصب المهمة الحصول على جنسية البلد المستضيف. فهل لك جنسية سورية؟ – ليس لي جنسية سورية ولم أسع أبدا إلى الحصول عليها فهي لا تضيف لي شيئا على الإطلاق وهنا في سوريا لا يفرقون بين تونسي وسوداني وجزائري وليبي، وإذا كانت لك الخبرة والكفاءة فتأكد أنك ستصل إلى أعلى المراتب دون أي اعتبار آخر. * هل تزور تونس وهل تعرّضت إلى بعض المشاكل؟ – لا يمكن أن أنسى تونس التي أزورها باستمرار وبكل صدق تعرّضت إلى بعض المضايقات قبل ,1987 لكن بعد هذا التاريخ صرت أدخل إلى بلدي وأخرج منه معزّزا مكرّما. * هل من فكرة عن وضعك العائلي؟ – أنا متزوج وزوجتي سورية ولنا خمسة أبناء (3 بنات وولدان). أجرى الحوار: جمال المالكي (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 15 جوان 2009)
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالة رقم 631 على موقع تونس نيوز
حزب عريق له جذور
بقلـم : محمـد العروسي الهانـي مناضل دستوري – كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي
التجمع الدستوري الديمقراطي وريث الحزب الحر الدستوري التونسي له جذور وشرعية تاريخية
يوم الأربعاء، 10 جوان الجاري انتظم اجتماع حزبي كبير بجامعة رادس حضره أكثر من 800 مناضلا ومناضلة من الضاحية الجنوبية يبرز إشعاع هذا الحزب العريق ومدى شعبيته وجذوره وشرعيته الدستورية التاريخية وعندما تقارن الحضور المكثف الشعبي لمختلف الشرائح والأعمار من سن 18 سنة إلى 88 سنة يدرك المتتبع للحضور الشعبي مدى تلاحم شرائح المجتمع وتعلقهم والتفافهم حول خيارات حزبهم وبرامج عمله – هذا الحزب الذي يعتبر من اعرق وأقدم الأحزاب في العالم في أفريقيا والدول العربية فقد تأسس سنة 1919 على يد الزعيم المرحوم عبد العزيز الثعالبي ورفاقه وتجددت محطته يوم 2 مارس 1934 بقصر هلال بقيادة شابة جديدة خططت وبرمجت وانجزت وسعت لتوعية الشعب وتعبئته للمعركة التحريرية وقد نجحت هذه القيادة الحكيمة في جمع شمل الشعب وتنظيم صفوفه وتوحيد كلمته وجاءت المحن والمعارك وانتصر الحزب وزعمائه ورواده ورموزه وفي طليعتهم المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة وتحقق النصر والاستقلال على يد هذه النخبة الوطنية وانجز الحزب كل ما وعد به وبعد تحرير الوطن جاء بناء الدولة العصرية وتحرير نصف المجتمع المرأة وتحرير الإنسان من الجهل والخصاصة والمرض والفقر وواصل الحزب رسالته المتجددة التي بدأها في مؤتمر قصر هلال يوم 2 مارس 1934 بحضور 60 شعبة واليوم هذا البناء الشامخ والهيكل السياسي العريق المتجذر في القلوب والعقول أصبح يعد 8250 شعبة دستورية في كامل أنحاء البلاد وفي صلبه أكثر من مليونين و200 ألف منخرطا بين رجال ونساء وشبان وشيوخ ومؤطر وحوالي 326 جامعة دستورية ترابية ومهنية و28 لجنة تنسيق للتجمع على صعيد الولايات وحوالي 7000 مكتب للشباب ومنظمة للطلبة الدستوريين هذا الحزب العريق يستطيع جمع حوالي خمسة آلاف منخرط وإطار في كل جامعة لو هناك فضاءات شاسعة ويستطيع جمع مائة ألف في اجتماع وطني هذا الحزب العتيد مضى على تجديده اليوم 75 سنة ولازال حزبا شعبيا له تعبئة ائعة وتأثير وإستراتيجية وطريقة عمل ورصيده عزيز وانجازاته كبيرة وعظيمة حزب انجز وشيد منذ عام 1956 إلى السنوات الأخيرة حوالي 5500 مدرسة ابتدائية وراهن على التعليم وتعميمه بصفة مجانية واجبارية للذكور والإناث وانجز حوالي 1800 مدرسة إعدادية وثانوية منذ عهد الاستقلال عام 1956 إلى 2009 بينما كان عدد المعاهد الثانوية لا يتجاوز 15 معهدا في كامل أنحاء البلاد عام 1955 وانجز الحزب عشرات الجامعات وميئات الكليات وتخرج قبل سنة 1985 حوالي 115 ألف طالب كلهم دخلوا معترك الحياة وأصبحوا أطباء وأساتذة ومهندسين ومربين وقضاة ومحامين وإطارات عليا. واليوم عدد الطلبة يفوق 350 ألف طالب والحمد لله. والدولة حريصة على قضية التشغيل لأصحاب الشهائد العليا الذين يتخرجون من الكليات والجامعات بالآلاف سنويا ونسبة النجاح مرتفعة وهذه ضريبة رهان التعليم وتعميمه الذي راهن عليه الحزب منذ عهد الاستقلال وأولاه الزعيم بورقيبة الصدارة والريادة والعناية الشخصية وراهن على المادة الشخمة وعلى الإنسان. وواصل الرئيس بن علي هذا الرهان العظيم. وانجز الحزب أكثر من مليونين من المساكن بمختلف أصنافها واليوم أكثر من 70% من المواطنين يملكون مساكن. وراهن الحزب على صحة الإنسان وفي البداية كان العلاج مجانا و90% بصفة مجانية أو بمشاركة رمزية. هذا الحزب الذي حقق هذه المكاسب وهي قطرة من بحر زاخر بالإنجازات له الشرعية التاريخية والنضالية والدستورية وأعطي مثالا واحد في صفاقس مؤتمر انتخاب نواب مؤتمر الامتياز الذين شاركوا في عملية الانتخاب الجهوية بصفاقس يفوق 2400 نائبا على مستوى 635 شعبة دستورية بجهة صفاقس بمعدل 4 أعضاء من كل شعبة فقط. وهناك حزب آخر بصفاقس جدد انتخاب أعضاء جامعته الجهوية وأشرف عليه رئيس الحزب بنفسه فحضر عملية الاقتراع 43 منخرطا لهم حق التصويت والفارق واضح بين 2400 عضوا شاركوا في عملية الانتخاب لأعضاء اللجنة المركزية في النطاق الجهوي للحزب التاريخي التجمع الدستوري الديمقراطي وريث حزب التحرير والبناء والتغيير والتأهيل. وبين حزب جديد له اتجاهات فكرية بعيدة على جلدتنا وقيمنا وديننا وثوابتنا ولكن هو حزب له تأشيرة وينشط على الساحة ولكن الذي استرعى انتباهي هو عدم تقدير البعض للحجم الحقيقي لكل تنظيم سياسي وعندما يدرك الجميع الحجم الحقيقي وقتها يعترفون بأن نسبة 25% من المقاعد البرلمانية المخصصة لهم هي في الواقع هدية وتنازل من حزب الشرعية التاريخية ودعما لهم للمشاركة في الحياة السياسية ودفع العملية الديمقراطية إلى الأمام بروح عالية وتوسم الخير والاعتراف بالجميل وقول كلمة الخير ومزيد الوفاء لأهل الوفاء والفضل وهذه قمة الأخلاق. قال الله تعالى: » وفي ذلك فليتنافس المتنافسون » {صدق الله العظيم}.
محمـد العـروسـي الهانـي مناضل معتمد متقاعد، الهاتف: 22.022.354
هل يغير أوباما المعطيات في الشرق الأوسط ؟
توفيق المديني مرة أخرى يجب التحدث عن التاريخ. لكن التاريخ الذي يستلهمه الرئيس باراك أوباما ، هو التاريخ الذي يكتبه في الشرق الأوسط ، المنطقة المعقدة في العالم التي تعيش على إيقاع ثلاث أزمات كبيرة مترابطة مع بعضها البعض بصورة عضوية. هناك ثلاثة محاورمن الأزمة تُبَنيِنُ الشرق الأوسط المعاصر: بلدان المشرق العربي التي تطل على البحر الأبيض المتوسط، وهي سوريا و لبنان و فلسطين و مصر، وهي البلدان المتمحورة حول الصراع العربي- الصهيوني عامة ، و الصراع الفلسطيني –الإسرائيلي خاصة. و الخليج العربي، حيث تتواجد مصادر الطاقة ، و التناقضات الإقليمية العربية- الإيرانية . و منطقة آسيا الوسطى ( أفغانستان و باكستان ) ( الأفباك) ، حيث أن الصعود القوي لحركة «طالبان»بات يهدد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان ، وكذلك تماسك ووحدةالدولة الباكستانية. هناك انبهار حقيقي في العالم العربي بالخطاب التصالحي مع الإسلام الذي ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الخميس 4 يونيو الجاري في جامعة القاهرة معقل العلمانية والليبرالية المصرية.فهو خطاب فكري ثقافي يتعلق بالمفاهيم الكونية، و لا سيما أن أوباما جسد قطيعة معرفية مع رؤية الرئيس السابق جورج بوش حول علاقة أميركا بالعالم الإسلامي ، حين قسم العالم تقسيما مانويا بين خير وشر،و أن سلطة الولايات المتحدة الأميركية الأخلاقية منيعة وغير قابلة للطعن أيضا ، مثلها في ذلك مثل سلطتها العسكرية. الرئيس الأميركي أوباما طور في خطابه واحدا من محاوره الأساسية لسياسته الخارجية: تغيير العلاقة بين أميركا و الإسلام. بهذا المعنى، شكل خطابه عملاً سياسياً كبيراً. ويقول مراسل مجلة نوفيل أوبسرفاتور الفرنسية من واشنطن:« ففي الرابع من يونيو ألقى الرئيس أوباما خطابه الموجه إلى العالم الإسلامي، وفي 7 يونيو الانتخابات النيابية في لبنان ، وفي 12 يونيو الانتخابات الرئاسية في إيران، وكل شيء ممكن لأن وصول باراك أوباما إلى السلطة غير المعادلات و أطلق الحركة الديبلوماسية في الشرق الأوسط، فمنذ وصوله إلى البيت الأبيض تضاعفت الإشارات الصادرة على إرادة قوية في تحريك الأمور بدءا من تسمية جورج ميتشيل صانع السلام في إيرلندا الشمالية- موفدا خاصا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ثم مقابلته الأولى في قناة عربية ، وبعد ذلك خطابه في تركيا و استقبال بنيامين نتانياهو في واشنطن و الذي تبعه مباشرة لقاء مع محمود عباس، فهل في ذلك كله نهاية للنفق ما بينم الإسرائيليين و الفلسطينيين!» تأتي أهمية خطاب الرئيس أوباماالذي غلب عليه الطابع الفكري – الثقافي أكثر منه الطابع السياسي المباشر، من أنه بداية إعادة إدراك للقيادة العليا في الولايات المتحدة للإسلام باعتباره السياق الحضاري للعالم الإسلامي و القضية الفلسطينية تحديداً، وأول لامحاولة يقوم بها رئيس أميركي لإعادة تأطيرالعلاقات بين الولايات المتحدة و المجتمعات الإسلامية. فقد اتسم الخطاب بالواقعيةالبر اغماتية ، و البعد الديني ، والنظرة التسامحية، وتضمن مزيجا متشعبا للتاريخ و السياسة و الثقافة و السيرة الشخصية، إضافة إلى تطرقه لقضايا أساسية تنوعت ما بين افغانستان والعراق والصراع العربي- الإسرائيلي والملف النووي الإيراني والديموقراطية وحقوق المرأة، إلى مشكلة الأقليات الدينية في الدول العربية ، و لاسيما الأقليات المسيحية: الموارنة في لبنان والاقباط في مصر، إضافة إلى تعريجه على ظاهرة الصراع كما كما اتسم خطاب أوباما أيضاً بعبارات منمقة، وفصاحة لغوية و تعبيرية، و اقتباسات من الكتب السماوية ، و لا سيما من القرآن الكريم ، في تناقض كلي مع خطاب الرئيس السابق جورج بوش الذي كان خاضعاً لمعايير المحافظين الجدد الأيديولوجية و التبشيرية بتصدير الديمقراطية إلى المنطقة العربية بواسطةالغزو العسكري لتغييرها وفق المسار الأميركي . فقد خاض بوش وفريقه من المحافظين الجدد في ولايته الأولى «حرباً صليبية» على الإسلام و المسلمين مستغلاً أحداث 11 سبتمبر 2001، للقيام بغزو العراق واحتلاله، ثم السيطرة على منابع النفط في العالم . وبالمقابل قال أوباما: «جئت سعيا إلى بداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمين في العالم ترتكز على المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل وعلى حقيقة أن أميركا والإسلام لا يقصي أحدهما الآخر ولا يحتاجان إلى التنافس». وأضاف أنهما «يتقاسمان المبادىء نفسها مبادىء العدالة والتقدم، التسامح والكرامة لكل البشر». وأكد أوباما أن «أميركا ليست في حرب مع الإسلام ولن تكون كذلك أبدا»، مؤكدا في الوقت نفسه «لكننا سنواجه المتطرفين العنيفين الذين يشكلون خطرا على أننا». الرئيس أوباما ليس مفكراً، لكنه يمتلك رؤية ثقافية عالية المستوى .. والرؤية تتوخى إعادة تنظيم العالم على أُسس أكثر عدالة وتوازناً، والبدء بذلك في الشرق الأوسط.فقد قام بمراجعة نقدية لسياسة الولايات المتحدة حيال الإسلام ،من خلال رفضه لمفهوم المغلوط السائد ولمقبول في أميركا وأوروبا من أن الإسلام و الغرب هما كيانان مختلفان مع تمتع كل منهما بقيم مختلفة عن الآخربصورة عميقة. هذه الرؤية الثقافية للرئيس أوباما المتميزة عن العديد من الرؤساء الغربيين، هي التي جعلت أوباما ينتقد العلمانية الأيديولوجية الفرنسية (كما التركية) التي تحظر على المرأة وضع الحجاب على رأسها. إنه بذلك ، يعكس في داخله روح الثقافة الأميركية التي تتبنى علمانية منفتحة و مختلفة عن العلمانية الفرنسية الإقصائية ، وتؤمن أن الحرية الدينية تشكل مكونا أساساً للديمقراطية السياسية. في خطابه الأخير، حقق الرئيس أوباما تصالحاً مع الإسلام من خلال الرؤية التي قدمها عنه ، أما التصالح مع المسلمين فهي تتطلب منه تقديم مقاربة للسياسة الأميركية حيال موضوع الإرهاب ، والمقاومة الفلسطينية من أجل تحريرالأرض السليبة . على الرغم من أن مصطلح «الإرهاب»يعتبر مكونا أساسا في الخطاب السياسي والأيديولوجي الأميركي، فإن الرئيس أوباما تجنب طوال خطابه استخدام تعبير«الارهاب» في نعت اي جماعة مسلحة في العالمين العربي والإسلامي ، بل أنه حينما تحدث عن حركة «حماس» اعترف بانها تنظيم «يحظى بالدعم من بعض الفلسطينيين» ولكن «يتعين على تنظيم حماس حتى يؤدي دوره في تلبية طموحات الفلسطينيين وتوحيد الشعب الفلسطيني ان يضع حداً للعنف وأن يعترف بالاتفاقات السابقة وأن يعترف بحق اسرائيل في البقاء». بكل تأكيد لم يكن مطلوبا أو منتظرا أن يشكل خطاب أوباما خطة سياسية شاملة لحل أزمات الشرق الأوسط المعقدة ،فهذا ماسيفقد هدف هذا الخطاب الثقافي- الفكري، المتمثل في تغييرنمط الحوار مع العالم الإسلامي.لكن يمكن للمتفحص في جوهر الخطاب أن يلمس الصلة الوثيقة بين الرؤية الثقافية للرئيس أوباما و بين الاستراتيجية السياسية التي ستتمخض عنها هذه الرؤية. العالم العربي ، أكثر من العالم الإسلامي هو الذي كان ينتظر خطاب الرئيس أوباما ، ولا سيما فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.في هذا الملف الشائك ، بدأ الرئيس أوباما بالحديث عن إسرائيل ، حيث أكد أن «الصلات القوية بين أميركا وإسرائيل معروفة وهذه الصلات لا يمكن زعزعتها» ، ثم تطرق للمحرقة النازية التي حضرت وجدانا وسياسة، لكنه لم يتطرق لعمليات التطهيرالعرقي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني طيلة واحد وستين عاما ، وليس آخرها محرقة غزة. كما أن الرئيس أوباما الذي سعى إلى إقامة جسر مع العالم العربي والإسلامي ، حدّد موقفا بارزا في خطابه، حين أعلن فيه أن «الوضع بالنسبة للفلسطينين غير مقبول» مشددا على ان اميركا لن تدير ظهرها للتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني الى دولة خاصة به».. وأكد أن «الولايات المتحدة لا تعتبر استمرار بناء المستوطنات (في الاراضي الفلسطينية) شرعيا». وتعهد بان «يتابع شخصيا» الجهود من أجل تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.ولم يقل الرئيس أوباما في خطابه أن «القدس عاصمة للدولتين» في سياق تأكيده على حل الدولتين. وبهذا المعيار ما زال موقفه سياسيا دون موقف الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي الذي دعا بوضوح وعلى منبر الكنيست الاسرائيلي الى جعل المدينة عاصمة للدولتين: إسرائيل وفلسطين. لقد طرح الرئيس أوباما الموضوع الإيراني مباشرة بعد الصراع الفلسطيني –الإسرائيلي. وحين تحدث عن الملف النووي الإيراني ، دعا إلى «نزع التسلح النووي» لكل دول المنطقة، واضعا بذلك إسرائيل في خانة واحدة مع سائر دول المنطقة، وعلى رأسها إيران. و أكد اوباما حق إيران امتلاك القدرة النووية للأغراض السلمية ، لكنه أصر على ضرورة أن تعمل جميع الدول وفقا لميثاق حظر نشر السلاح النووي.وهذه رسالة إلى إسرائيل حتى لو لم يسمّها بالإسم مباشرة . السؤال الذي يطرحه المحللون ، هل يستطيع خطاب أوباما أن يغير سياسات الولايات المتحدة الأميركية تجاه إسرائيل، لجهة أن يفرض تسوية سياسية عليها وتقبل بحل الدولتين ، وبالتالي يكون بذلك في وضعية كمن يسبح ضد التيار، لجهة الالتزام بأهداف الاستراتيجية الأمريكية وفق مصلحة الأمن القومي الأميركي ، لاوفق مصلحة الأمن الإسرائيلي؟ لقد نجح الرئيس أوباما من خلال خطابه في اختبار العلاقات العامة ولاسيما حين «وقع العالم العربي و الإسلامي تقريبا في حبه»، ، بوصفه سياسيا براغماتيا ينسجم كليا مع العقلية الأميركية ، امتلك الشجاعة الأدبية و السياسية للقيام بنقد ذاتي للسياسة الأميركية في المنطقة ، ودعوته للحوار مع دول مثل إيران وسوريا، من دون أن يعني ذلك تغييرا جوهريا من التزام إدارته بأمن إسرائيل وتقدمها ورفاهيتها. بيد أنه هدف إلى تغيير الصورة التي تبدو فيها الولايات المتحدة وكأنها تلهث وراء إسرائيل. وتميز خطاب أوباما برؤيته الجديدة التي تقوم على حل المشكلات المزمنة بواسطة الحوار والديبلوماسية والعودة الى قواعد التعامل الدولي، أي القبول بالتسوية .وهذا هو جديده. لكنه لم يطرح برنامجا سياسيا ، و لا آلية تنفيذية لتحويل الأقوال إلى أفعال ، وصوغ سياسة أميركية جديدة تحقق التسوية العادلة للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة. ويتسم محور أزمة الصراع الفلسطيني –الإسرائيلي بالحصارالمزدوج على صعيد الجبهتين الإسرائيلية و الفلسطينية. فحكومة نتانياهو لا تزال ترفض حل الدولتين، في انتظار خطاب نتانياهو الذي سيلقيه غدا الأحد ، والذي سيوضح فيه رؤيته للسلام ، وقد يقبل فيه خطة أوباما و لكن مع تحفاظات. و في الجانب الفلسطيني ، هناك الانقسام الفلسطيني بين «فتح» التي تسيطر على الضفة الغربية، وبين «حماس »التي تسيطر على قطاع غزة. وقد اعتبر المحللون قبول رئيس حركة «حماس »خالد مشعل دولة فلسطينية في حدود العام 1967، خطوة نحو التوصل إلى اتفاق بين الأخوة الأعداء،ينتج حكومة وحدة وطنية و بالتالي لجنه واحدة للتفاوض. في المحصلة النهائية ، ومع تأكيدنا على الجوانب الإيجابية في خطاب الرئيس أوباما،الذي يأتي في سياق محاولة لإجراء مصالحة مع الإسلام ، فإن رؤيته لحل الدولتين تحتاج إلى إحداث انقلاب جذري في ثوابت السياسة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، التي تقوم على خدمة المصالح الاستراتيجية لواشنطن القائمة على ضمان تدفق النفط و حماية أمن إسرائيل، ومواجهة المصالح الخاصة لجماعات الضغط الأميركية، التي يعتبر المساس بها بمنزلة «التابو»للسياسة الخارجية الأميركية. ويدرك أوباما أن خطابا واحداً لن يغير كثيرا في معطيات أزمات الشرق الأوسط المعقدة.و بطبيعة الحال الناس ستحاكمه على أفعاله لا على أقواله. (المصدر: صحيفة الشرق (يومية-قطرية) ،رأي،الإثنين 15/6/2009)
فؤاد عالي الهمة.. جوكر الملك
مرية مكريم (*) (ربطة العنق الحريرية.. البذلة الممهورة بتوقيع أكبر الماركات.. الساعة الذهبية.. السوار الجلدي المفتول ببركة دار المخزن.. القداحة ذات النجمة الخماسية.. علبة السجائر الأمريكية.. العطر النفيس.. والابتسامة الطفولية الجذابة.. التفاصيل ذاتها، يمشي بخيلاء، بثقة زائدة، وبروح مرحة…) هو ذا فؤاد عالي الهمة، وزير داخلية سابق فوق العادة، ما زال حراسه الخاصين يقتفون خطواته، وقد لفتوا انتباه أبناء حيه المتواضع بدائرة الرحامنة الغارقة في التهميش والفقر لأول مرة عندما ترشح في مسقط رأسه في بن جرير، وأثار ظهورهم من جديد الصحافيين في اللقاء الذي أعلن فيه عن ميلاد جمعية لكل الديمقراطيين، وهم ينتظرونه أمام باب المرفأ الترفيهي التابع لوزارة الداخلية بسيد العابد، موزعين المهام باستعمال الخيط الرفيع المنسدل من الأذن أسفل القميص السماوي الموحد، وبالقرب من سيارته ذات الستائر المخملية الرمادية التي لا تسمح بظهور راكبها في المقعد الخلفي الوثير. من الداخلية إلى الحزبية منذ أن ودع منصب وزير الداخلية وترك الإقامة في اليوطي يوم 7 أغسطس 2007، لم يعد الهمة ذلك الخجول، ولا رجل ظل، كان إلى وقت قريب يربكه الظهور على شاشة التلفاز، وتنفره الأسئلة على أعمدة الصحف، يستضيفه الاتحاديون بمؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، ويفرد له البيت الاتحادي ذراعيه بعد كل صفارات الإنذار التي أطلقها محمد اليازغي الكاتب العام لحزب الاتحاد الاشتراكي السابق من الخطر القادم من حركة فؤاد الهمة، ويحاجج توفيق البصري نجل أقوى وزير داخلية على عهد الحسن الثاني في يومية الجريدة الأولى، ويهاجم الإسلاميين المعتدلين في برنامج خاص في القناة الثانية، وعدسات الكاميرا لا تفارقه كزعيم سياسي لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيسا للجنة الخارجية وصديق للملك أولا وقبل كل شيء. الإقالة (أو الاستقالة) شكلت مفاجأة كبرى، وخلقت حالة ذهول لدى الطبقة السياسية المغربية، خاصة وأن الهمة كان يعد أقوى رجل في مملكة محمد السادس، ويتحكم في المربعات الأمنية وغير الأمنية. وقد أثارت هذه الخطوة الكثير من التساؤلات حول الدور الذي من المفترض أن يلعبه الهمة في المستقبل، خاصة وأن الإقالة جاءت بناءً على طلب الهمة. لكن نتائج الانتخابات المحلية التي أجريت يوم 12 يونيو الجاري جاءت لتثبت صحة ما ذهب إليه العديد من المحللين المغاربة من أن استقالته من مهامه الوزارية لا تشبه أي استقالة أو إقالة لأي وزير آخر؛ فالهمة تخلى عن منصبه ليس لأنه غير كفء، وليس لأنه ارتكب خطأ ما، وليس لأن الملك غضب عليه، وإنما لأنه كلف بمهمة جسيمة أكبر مما يتصور، هي مهمة خلخلة المشهد السياسي المغربي، وإحداث هزات عنيفة فيه كما عبر بلسانه، لبلورة خارطة سياسية وحزبية مغربية جديدة، وإعادة تركيب مكوناتها من جديد، بعد أن أصبح المشهد الحالي متهرئا ومترهلا. وبكلمات أخرى أراد الملك محمد السادس خلق تناوب سياسي محكم وقوي، يشبه ذلك التناوب الذي يسود في الدول الديمقراطية العريقة، وعادة ما يتم بين كفتين متوازنتين، وليس بين أحزاب مشتتة ومتفرقة. من بن جرير (حيث مولده) إلى المعهد المولوي، ومن رئاسة المجلس البلدي لابن جرير باسم حزب الاتحاد الدستوري إلى كتابة الدولة في الداخلية، ومن الوزارة المنتدبة لدى وزارة الداخلية والرجل الثاني في الأمن والسياسة والاقتصاد إلى النزول من السيارة، التي رست الآن لا لتلغي ملامح الرجل الثاني في النظام، وإنما لركوب سيارة أخرى تؤهله للعب أدوار أخرى، قد لا تختلف كثيرا عن أدوار الأمس، إن لم تكن أشد منها أهمية على الإطلاق! رحلة ركوب السيارة الثانية بدأت بمجرد تخليه عن منصب وزير الداخلية؛ فبدأ الهمة يتحرك في كل اتجاه داخل الساحة الداخلية المغربية، وعمل على التواصل مع مختلف مكونات المجتمع المغربي الثقافية والسياسية من خلال حركة أسسها تحت مسمى (الحركة من أجل كل الديمقراطيين) التي نعتها البعض بأنها لكل الانتهازيين، واعتبرها مؤسسها بأنها استفزاز إيجابي للأحزاب السياسية، وأنها لا تطمح إلى تأسيس حزب سياسي عادي، وإنما تسعى إلى « دعم المشروع الديمقراطي الحداثي وقطع الطريق على مناهضي الديمقراطية والتصدي لبؤر الفساد ». غير أن الخطوة الأكبر من قبل فؤاد عالي الهمة جاءت مع تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة يوم 7 أغسطس 2008 بشكل رسمي بعد اندماج خمسة أحزاب كانت مصنفة ضمن الأحزاب الصغيرة في المغرب، وهي: الحزب الوطني الديمقراطي، وحزب العهد، ومبادرة المواطنة والتنمية، وحزب البيئة والتنمية، وحزب رابطة الحريات، بجانب حركة لكل الديمقراطيين بزعامة الهمة. البيان التأسيسي للحزب، والذي صدر في 8 أغسطس 2008، قال إن قرار التأسيس يأتي في « إطار الدينامية الإيجابية التي يعرفها الحقل السياسي الوطني، والتي عرفت تِـباعا تشكيل فريق نيابي داخل مجلس النواب، ثم فريقا ثانيا داخل مجلس المستشارين تحت اسم الأصالة والمعاصرة، انصهرت فيهما فعاليات برلمانية تنتمي إلى مشارب وتنظيمات حزبية مختلفة.. وتجاوبا مع العرض السياسي، الذي تقدّمت به الحركة لكل الديمقراطيين، قصد المساهمة في تأهيل الحقل السياسي الوطني والعمل على تجاوز واقع البلقنة التي يعرفها المشهد الحزبي ». تعرض الحزب في فترات لاحقة لانشقاقات حيث كان عبد الله القادري الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي وأغلب قيادات الحزب ممن انضموا للأصالة والمعاصرة في بداية تأسيسه أول المنسحبين من الحزب الجديد بدعوى « غياب الديمقراطية الداخلية، وسيطرة أتباع الهمة على المناصب القيادية في الحزب »، ليلحقه بعد ذلك قياديون من حزب العهد ومبادرة المواطنة والتنمية. وقبل أقل من أسبوعين من الانتخابات المحلية (12 يونيو 2009)، وتحديدا في 29 مايو 2009، أعلن حزب الأصالة والمعاصرة انسحابه من الائتلاف الحاكم وانضمامه للمعارضة، احتجاجا على ما قال إنها محاولات من جانب الحكومة لاستهدافه والتأثير على الانتخابات المحلية، بتفعيل المادة 5 من قانون الأحزاب، والتي تقضي بمنع السياسيين الذين غيروا انتماءاتهم السياسية من الترشح باسم الحزب الذي التحقوا بصفوفه. وتمكن حزب الأصالة والمعاصرة من اكتساح الانتخابات المحلية التي أجريت في 12 يونيو الجاري حيث حصل على 6015 مقعدا من مجموع عدد المقاعد البالغة نحو 28 ألفا، أي بنسبة 21.7%. و جاء حزب الاستقلال (يمين)، الذي يقوده رئيس الوزراء الحالي عباس الفاسي في المركز الثاني بـ 5292 مقعدا (19%)، والتجمع الوطني للأحرار (يمين – ائتلاف حاكم) ثالثا بـ4112 مقعدا (14.8 %)، و »الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية » (يسار- ائتلاف حاكم) رابعا بـ3226 مقعدا (11.6 %). همزة الوصل بين الملك ومصادر القرار تعود أصول فؤاد عالي الهمة المولود في 6 ديسمبر 1962 لأسرة بسيطة جدا بابن جرير في مراكش، منذ نعومة أظافره يتمتع بذكاء ودهاء استثنائيين، أصدقاؤه بمن فيهم الملك يعترفون له بهذه الميزة، فقد كان بإمكانه أن يجتاز الامتحانات دون مراجعة الدروس، فقط بالاعتماد على ما تلقاه في الحصص الأولى! بعد أن أتم دروسه الإعدادية بالمعهد الملكي (المولوي) وحصل على شهادة البكالوريا سنة 1981، تابع دراسته العليا بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط، حيث حصل على الإجازة في القانون والقانون المقارن سنة 1986، وشهادتين للدروس العليا في العلوم السياسية سنة 1988، والعلوم الإدارية سنة 1989. وحضر بحثا لنيل الإجازة في موضوع مالية الجماعات المحلية، وأمضى فترة تدريب بوزارة الداخلية من سنة 1986 إلى 1990. انتخب عالي الهمة رئيسا للمجلس البلدي لبن جرير من 1992 إلى 1997، ونائبا برلمانيا عن منطقة الرحامنة (إقليم قلعة السراغنة) من 1995 إلى 1997. وفي أكتوبر عام 1997 تم اختياره من قبل الراحل الملك الحسن الثاني رئيسا لديوان ولي العهد، محمد السادس آنذاك. وفي 9 نوفمبر 1999 عينه العاهل المغربي الملك محمد السادس كاتبا للدولة في الداخلية، وأعيد تعيينه في المنصب نفسه في 6 سبتمبر 2000، إلى أن أصبح وزيرا منتدبا في وزارة الداخلية منذ أكتوبر 2002 وحتى 7 أغسطس 2007، وعرف خلال هذه الفترة باسم « مهندس الأجهزة الأمنية »، وباسم « الرجل الأقوى في محيط العاهل المغربي ». من أبرز سماته أنه كتوم، حافظ لسر صداقته، تشده الكفاءات العالية، لكنه في أية لحظة يمكنه أن يتخلى عن مساعديه، إذا ما تبين له أنهم لا يخدمون الإستراتيجية التي يرسمها، أو تلك التي أعاد صياغتها. تبلغ حساسية الهمة أو خطورته، إذا شئتم، في كونه همزة الوصل الفريدة بين ملك البلاد ومصادر القرار السياسي، فالقرب بين الرجلين يجعل البعض يتحدث عن تقاسم الاثنين بعض الخصائص السيكولوجية أحيانا، حينما توارى ابن المعلم المتواضع، عن الأنظار مع دنو أول انتخابات تشريعية على عهد محمد السادس سنة 2002، كان الكل يتتبع ملامح المهندس الأول للخريطة الانتخابية، ثم سرعان ما اختفى خلالها عن المشهد الإعلامي، على الرغم من أنه لم يكن يخطئ يوميا كرسيه في اجتماع يضم الفريق الساهر على الانتخابات، وفي مقدمتهم وزير الداخلية إدريس جطو حينئذ! ومع مرور الأيام، تبين السر الذي يجعل صاحب القامة المتوسطة يختفي عن الأنظار.. إنه يدرك أكثر من غيره أن مدة الانتخابات قصيرة جدا، لكنها كفيلة بوشم الوجوه بعلامات تشوهها إلى الأبد، لذلك لم يفتأ أن يكون إستراتيجيا -كعادته – في التعامل مع ملف من هذا القبيل، لذلك يتحرك خلف الستار، ويحضر نفسه لظهور لا يهدد وجهه بالخربشات! ظل الهمة خلف أسوار بناية « اليوطي » وتحديدا في قاعات مغلقة، بعيدا عن الأضواء، التي تسمح له بالتخلص من خجله، بمثابة وزير الداخلية الفعلي. لكن، الحجم الذي أخذته هذه الوزارة على عهد البصري، حيث يختلط فيها المخابراتي بالاقتصادي والأمني بالخدماتي، جعلتها تبدو أكبر من مقاسه، فبذلته -حسب المقربين منه- لم تكن تسع في بداية مساره في أم الوزارات، كسوة بنهاشم المدير العام للأمن الوطني حينئذ، وبذلة الجنرال حميدو العنيكري المدير العام للمخابرات المدنية، كما كان يصنع سابقوه! باستثناء الحنين إلى الماضي الذي يخالجه بين الفينة والأخرى إلى بناية اليوطي، لم تغير المسافة الزمنية أي شيء من وزير الداخلية السابق الذي غير مكتبه من حي الوزارات وسط المدينة الرباط إلى حي الرياض، حيث مقر شركة « مينا ميديا »، ناقلا إليها كل الطقوس المخزنية ورصيده المهني والشخصي الذي تشبع به منذ الطفولة.. بمجرد ما يلمحه رجال الشرطة في المطار أو في الشوارع التي يجوبها، يقفون إجلالا له وقشعريرة الخوف تسري كصعقة الكهرباء في الجسد كله، يوجهون له التحية العسكرية، ويحدث في بعض الأحيان أن ترتبك خطوة اليد في أعلى الرأس وطقطقة الحذاء أسفل القدمين! لا زال الهمة مربكا، حضوره الوازن الدائم، مجرد اتصاله الهاتفي قد يعيد ترتيب بعض الأولويات وقد يقلب بعض الموازين! ينضاف إليه عدم وضوح تحركاته السياسية، ليعطي صورة نائب ملك لم تمح بعد مرور ما يربو عن عامين على تنحيته من وزارة الداخلية! إذا لم يعد وزيرا فعليا لوزارة الداخلية كما كان، فهو اليوم أكثر من وزير للداخلية، وزعيم جمعية قال إنها أكبر من حزب، وجوكر قادر على أن يجمع بين الفريق البرلماني لحزب عصمان الذي أسسه صهر الحسن الثاني وبين فريقه والدور آت على حزب أحرضان، وعلاقته بالملك أعمق من أن تعكر صفوها بعض الدسائس المخزنية. هل تقف أعلى سلطة في البلاد وراء الطموحات والتحركات السياسية للهمة؟ هناك نوع من الحرج، من الخلط أحيانا، في مخيلة مجموعة من خدام الدولة الذين لا يعلمون إن كان ما يقوم به الهمة نابعاً من شخصه أم من المؤسسة الملكية! خصومه لا يعرفون بالضبط ماذا! وأصدقاؤه لا يعرفون بالضبط كيف؟ لأنه غامض، مثلما كان دائما، فإن الخصوم لا يعرفون بالضبط إن كان الرجل الذي يجلس في السيارة المكشوفة لمحمد السادس، ليس مجرد برلماني تجمعه علاقة صداقة بأعلى سلطة بالبلاد، وأن أسرار علاقته بالعاهل المغربي تمتد لترسم ملامح الدرع السياسي الواقي للمملكة، كما أن الأصدقاء لا يعرفون بالضبط كيف يدافعون عن متقمص صورة الديمقراطي المنقذ من مأزق الأحزاب السياسية ومن الظلامية وحامل مشعل التنمية..، هو الذي لا يتردد في ترك الباب مواربا كحامٍ للتقاليد وخصم للديمقراطية وللفاعلين السياسيين وللتعددية الحزبية… هو ذا الهمة غامض دائما، يفضل أن يمسك العصا من الوسط، حتى في أكثر المحطات السياسية التي تقتضي نوعا من الوضوح في مرحلة انتقالية طالت! إن الطبيعة لا تقبل الفراغ، والهمة أكثر من غيره يدرك هذه الحقيقة، لذلك يسابق الزمن كي لا يترك لغيره المساحة فارغة تماما لتعويضه، ولكي لا يغادر مجلس الأمنيين الكبار نهائيا، كمستشار أمني، له كلمته في مفاوضات منهاست، ويتكلم في أذن الجالس على العرش في أحداث سيدي إفني وفي ملفات الصحافة.. كان الهمة بمثابة وزير الداخلية الفعلي منذ جلوس محمد السادس على العرش، أي لمدة ثماني سنوات تقريبا، أخذ فيها الهمة مكانه كنائب للملك من بين مهامه تفكيك الشبكة البصرواية، وعند كل مرة كان يفكك فيها واحدا من جدار رجل الشاوية القوي على عهد الحسن الثاني، كان بالمقابل يبني جدارات رجل الرحامنة القوي على عهد محمد السادس.. بعد أيام معدودات على سقوط صقور حزب الهمة في انتخابات شفافة، وبعد ترقب المتابعين للدروس التي سيستخلصها الوديع وبلكوش ومن معهم، أخرج صديق الملك جوكرا آخر ليجمع أوراق لعب جولة جديدة من طاولة المناورات السياسية، وجوكر هذه المرة كان ثقيلا حيث تم دمج فريقي الأحرار بالبرلمان بفريقي الأصالة والمعاصرة؛ ليصبح الهمة قائدا للأغلبية بنصف نواب هذه الأغلبية تحت القبة المحترمة، والحركة الشعبية في الطريق. لنعيد الشريط: دخل الهمة البرلمان بثلاثة نواب من الرحامنة وبخسارة ثقيلة في الانتخابات الجزئية وخرج بما يناهز 160 برلمانيا ومستشارا.. فلماذا سيتعب الهمة نفسه بالنزول إلى ميدان المعركة الانتخابية؟ ما عليه إلا أن ينتظر الفائزين في2009 و2012 ويبتلعهم بعد ذلك في هيئة الإنقاذ من الكساد السياسي.. كم بقي إذن ليصبح الهمة وزيرا أول حسب المنهجية الديمقراطية؟! وحده ابن الرحامنة الذي يملك سرا ما يجعله أحد أقرب المقربين من محمد السادس منذ أن كان وليا للعهد، ولا يقتسمه إلا مع الجالس على العرش، يعلم متى وكيف! (*) صحافية مغربية. (المصدر: موقع « إسلام أونلاين.نت » (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 14 جوان 2009)
تقارير مسربة تؤكد فوز موسوي بالانتخابات ونجاد يحل ثالثا ً
إيلاف: ما زالت حمى الإعلان عن نتائج الانتخابات الإيرانية التي أقيمت يوم الجمعة الماضي تلقي بأصدائها الواسعة حول العالم مع استمرار أعمال الشغب والمواجهات العنيفة بين أنصار المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي وقوات مكافحة الشغب الحكومية. وبالاتساق مع ذلك، تتواصل اهتمامات الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية بالشأن الإيراني، فمن جانبها، تعد صحيفة واشنطن بوست الأميركية في عددها الصادر اليوم تقريرًا عنونته بـ » الرد الصامت يعكس معضلة الدبلوماسية الأميركية »، حيث تقول الصحيفة إن حالة الفوضى التي أصابت المشهد السياسي في إيران بعد الانتخابات التي فاز بها الرئيس أحمدي نجاد، أدت إلى تعقيد خطة التقريب التي تعتزم إدارة أوباما انتهاجها مع الجمهورية الإسلامية، وعملت كذلك على تقويض التحديات التي تواجه طريقة تعامل الرئيس الجديدة مع الشرق الأوسط القائمة على القيم والمصالح المشتركة. وقالت الصحيفة إن الإدارة الأميركية التزمت الهدوء بأكبر قدر ممكن أثناء موسم الانتخابات الإيرانية وعلى مدار اليومين الماضيين اللذين شهدا اندلاعا ً لأعمال الشغب والتظاهرات فور انتهاء عملية التصويت يوم الجمعة. وقد جاء فوز الرئيس المنتهية ولايته، أحمدي نجاد، على حساب منافسه صاحب العقلية الأكثر إصلاحا ً، مير حسين موسوي، بفارق كبير لم يصدق أنصار المعارضة إمكانية حدوثه. وفي الوقت الذي قامت فيه الحكومة الإيرانية بشن حملات قمعية ضد المتظاهرين واعتقال العشرات من قادة المعارضة، قال نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، في لقاء تلفزيوني أمس إن لديه « شكوكا » حول نتائج الانتخابات الإيرانية، مضيفا ً : » سوف نحجم عن الإدلاء بأي تعليقات إلى أن تحدث عملية مراجعة أكثر شمولية خلال الأيام المقبلة ». وارتأت الصحيفة من جانبها أن ردة الفعل الأميركية الحذرة تجاه ما يحدث في إيران خلال هذه الأثناء يوضح حقيقة التوازن الذي تسعى إدارة الرئيس باراك أوباما إلى تحقيقه بين إدانة ما يبدو بشكل متزايد على أنها انتخابات مزورة والفرضية التي تقول إنها ستتعامل مع أحمدي نجاد بعد أن ينجلي الغبار وتمر تلك الأزمة. كما أكدت الصحيفة أن ردة الفعل الأميركية الهادئة هذه تعكس في الوقت ذاته أيضاً الطبيعة الخاصة للديمقراطية في إيران وكذلك الاختلاف الذي يمثله الفائز بتلك الانتخابات الرئاسية بالنسبة إلى مصالح السياسة الأميركية في المنطقة. وتشير الصحيفة في النهاية إلى أن متشددي إيران يدعمون الآن على الأقل استمرار نجاد لفترة رئاسية ثانية. وستعمل الطريقة التي سيستجيب من خلالها الناخبون الإيرانيون على تشكيل الخطوات المقبلة للإدارة الأميركية. وحتى الآن، وكما أشار بايدن، فإن الإدارة الأميركية ما زالت تترقب. أما صحيفة التايمز البريطانية فكتبت تقريرا ً تحليليا ً حول استمرار تداعيات الموقف المتأزم في طهران تحت عنوان » الفوضى الإيرانية تعطي أوباما فرصة » – حيث ترى الصحيفة في سياق حديثها أنه وفي ظل أجواء الفوضى والاضطراب التي تعيشها إيران في أعقاب الإعلان بصفة رسمية عن فوز الرئيس أحمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية، ستكون الخطوة الماهرة الآن من جانب الرئيس باراك أوباما هو أن يقوم بتقديم عرض دبلوماسي جديد على نجاد، سوف يعمل – في حالة رفضه – على تحميل نجاد مسؤولية تسببه في عزل إيران دوليا ً عوضاً من نسب هذه التهمة دائماً إلى واشنطن. بينما كشفت صحيفة التلغراف البريطانية في تقرير نشرته بعددها الصادر اليوم النقاب عن أن المرشح الإصلاحي حسين موسوي أصدر أوامره صباح اليوم لأنصاره بإلغاء تظاهرة حاشدة كانوا سيقومون بها بعد ظهر اليوم في شوارع طهران للاحتجاج على نتائج انتخابات يوم الجمعة الماضي، وسط ادعاءات تتحدث عن أن الشرطة قد حصلت على تفويض بإطلاق النار على المتظاهرين. ويتردد – وفقا ً للصحيفة – أن زهراء رانافارد، زوجة موسوي، قد حذرت من أن قوات مكافحة الشغب ستتزود بذخيرة حية، ما قد يزيد من احتمالات سفك الدماء على نحو خطر. وفي الوقت ذاته، قال وزير الداخلية الإيراني إن موسوي هو من سيتحمل أي عواقب قد تحدث في حالة إقدامه على تنظيم تلك التظاهرة. وأشارت الصحيفة إلى أن إلغاء موسوي لتلك التظاهرة يأتي في الوقت الذي تتواصل فيه الاضطرابات المتفرقة في جميع أنحاء العاصمة، طهران، ووسط تقارير يتم تناقلها عبر المدونات والمواقع الإلكترونية الإيرانية عن وجود إحصاءات مسربة من داخل وزارة الداخلية تظهر أن موسوي هو المرشح الذي فاز بالانتخابات الرئاسية الأخيرة. وتزعم تلك البيانات الإحصائية أن موسوي فاز بـ 19.1 مليون صوت، تلاه المرشح الإصلاحي مهدي كاروبي بـ 13.4 مليون صوت، في حين حل نجاد ثالثا ً، بعد فوزه بـ 5.7 ملايين صوت، وجاء في المركز الرابع والأخير، المرشح محسن رضائي، بعد فوزه بـ 3.7 ملايين صوت. لكن الصحيفة أوضحت أن صحة تلك البيانات المسربة لم يتم التأكد منها بعد. (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 15 جوان 2009)
حرب استئصال حماس في الضفة الغربية
ياسر الزعاترة فلنتوقف ابتداءً عند رد بعضهم المتوقع على العنوان، مجرد العنوان، وبالطبع عبر القول إن حركة فتح تتعرض لحرب من طرف حكومة حماس في غزة، وهو قول لا تؤيده الوقائع على الأرض، أكانت متعلقة بالاعتقالات المحدودة التي تتم على قاعدة الهواجس الأمنية (مخاوف الأمن وإثارة الاضطرابات)، أم كانت متعلقة بما جرى إبان الحرب على قطاع غزة، الأمر الذي له صلة بمخاوف التعاون مع الإسرائيليين وليس باستهداف مباشر لحركة فتح، مع أننا لا نبرر هنا أية أخطاء ونطالب حكومة غزة أن تكون أكثر انتباها وحذراً حيال أي مساس بالحريات وحقوق الإنسان. عندما تمتلك كتائب الأقصى التابعة لفتح في قطاع غزة سلاحاً، ولا يعتقل أي من عناصرها، ففي ذلك ما يؤكد أن الحرب على الحركة ليست قائمة، وأن المسألة لا تعدو أن تكون تضييقاً لا أكثر. ما يحدث في الضفة ضد حركة حماس أمر مختلف تماماً، وإذا كانت بعض المحطات الفضائية لا تعكس الحقيقة بسبب ميول مراسليها، أو لأنهم يعانون عقد الخوف من قوم إذا هددوا نفذوا، فإن شمس الحقيقة لا يغطيها غربال التعتيم مهما كانت أدواته. بعد الانتهاء من عشرات المؤسسات التابعة لحماس، والتي وجد بعضها قبل تأسيس الحركة نهاية العام 87، انتقل الأمر إلى التنكيل بالبشر (تصفية المتمردين هي عنوان المرحلة الأخيرة)، بدءاً بالرجال، وانتهاء بالنساء، حيث تابعنا خلال الأسابيع الأخيرة موجة اعتقالات واستدعاءات غير مسبوقة لعدد منهن، وأكثرهن من أمهات المجاهدين والشهداء وأخواتهم وزوجاتهم، بينما يلاحق يومياً رموز المجتمع الفلسطيني في الضفة، ومنهم أعداد كبيرة من الأسرى المحررين الذي أمضى بعضهم سنوات طويلة في سجون الاحتلال، فيما اعتقل بعضهم بعد ساعات أو أيام من خروجه من السجن الصهيوني. عائلة الشيخ المجاهد ماهر الخراز، أحد شيوخ نابلس المعروفين، نموذج صارخ للقمع الذي لا تحكمه خطوط حمراء، فالشيخ السبعيني وأبناؤه سعد وعروة يقبعون في سجون الاحتلال، بينما يقبع طاهر وأسيد وزيد في سجون السلطة مع والدتهم، نعم والدتهم، وزوج شقيقتهم كمال الرطروط. خلال عامين بلغت حالات الاختطاف والاعتقال والاستدعاء حوالي 15 ألف حالة، بعضها لذات الشخص (يفرج عنه ثم يعاد اعتقاله بعد وقت لا يطول)، والنتيجة أننا إزاء حرب استئصال حقيقية لحركة مجاهدة لم يسبق لها مثيل، لا في حجمها ولا في تجاوزها لكل الأعراف في المجتمع الفلسطيني. وفي سياق حجب حقيقة ما يجري كجزء من تنفيذ البند الأول من خريطة الطريق، معطوفاً على قدر من الثأر السياسي، بل والضغط والابتزاز خلال حوار المصالحة، يقال إن الهدف هو الحيلولة دون تكرار ما جرى في قطاع غزة، وهو قول لا صلة له بالحقيقة، لأن الضفة تحت الاحتلال الصهيوني الكامل، وليست نصف محررة مثل القطاع، وما يقال هو محاولة لإسكات الناس، مع حشد تأييد ما تيسر من حركة فتح، تلك التي لم يعد بيدها من السلطة إلا القليل بعد أن أصبح ملف المال والأمن بيد آخرين. إنها لعبة « الفلسطيني الجديد » التي يقودها الجنرال دايتون، وهو فلسطيني يعمل شرطياً في خدمة من يدفعون له راتبه. « شرطي مهني » كما يسمونه، لم يسبق له النضال ولم ينتسب لأي فصيل، خلافاً لعناصر الأجهزة الأمنية السابقين، والذين كان كثير منهم من ذوي الإرث النضالي الذين ما لبث أن شاركوا في انتفاضة الأقصى، فكان من بينهم عدد كبير من الشهداء والأسرى. « الفلسطيني الجديد » وصل حد قتل المجاهدين الذين يطاردهم الاحتلال، وذلك حتى يفقد الإحساس وخط الرجعة، لكن حرب الاستئصال هذه لن تؤدي إلى النتيجة التي يريدها القوم، وقد حاول المحتلون ذلك ففشلوا، وعموماً فإن الحركات الكبيرة المتجذرة في وعي شعبها فكرياً واجتماعياً وسياسياً ليست قابلة للاقتلاع ما دام دورها قائماً، فكيف حين تكون من ذلك اللون الذي قدم الآلاف من خيرة الشهداء والأسرى. بالله عليكم لو سألنا أي طفل فلسطيني عمن يحفظ من أسماء الأبطال الشهداء؟ كم نسبة من سيكونون منهم من أبناء وقادة هذه الحركة المباركة؟. بقي القول إنها معضلة للقضية برمتها لا تحل بالحوار، بل بحسم الصراع داخل فتح لصالح الداعين لبقائها حركة تحرر، وليس حزب سلطة تحت الاحتلال. (المصدر: صحيفة « الرأي » (يومية – الأردن) الصادرة يوم 15 جوان 2009)
نتن ياهو لم يأت بجديد
د. عبد الستار قاسم استمعت لعدد من أركان السلطة الفلسطينية مباشرة بعد أن انتهى نتن ياهو من إلقاء خطابه، وقلت في نفسي إن نواح هؤلاء على العملية التفاوضية يدل على أنهم لم يكونوا أبدا يفاوضون لأن السنوات الطويلة منذ عام 1991 كانت كافية لمعرفة مواقف إسرائيل وأساليبها التكتيكية وأهدافها الاستراتيجية، ومن الواضح أنهم كانوا ينتظرون يد رحمة أو شفقة تمتد إليهم فتحقق لهم بعض تمنياتهم، فيقدمونها للشعب الفلسطيني على أنها من إنجازاتهم. فما جاء به نتن ياهو ليس خاصا به، وهو تأكيد لفظي لما دأب قادة إسرائيل على اختلاف تشكيلاتهم الحكومية القيام به منذ عشرات السنين، وبالتحديد منذ مؤتمر مدريد حتى الآن. أكد نتن ياهو على استمرار الاستيطان، وهكذا أكد عمليا رابين وشامير وبيرس وباراك وأولمرت. لم تتوقف حكومة العدو عن الاستيطان أبدا، ولم تتوقف عن مصادرة الأراضي وهدم البيوت وهدم البيوت واقتلاع الشجر والحجر. وقد قال المفاوض الفلسطيني مرارا بأنه سيتوقف عن المفاوضات إذا استمر الاستيطان. استمر الاستيطان واستمرت المفاوضات. أكد نتن ياهو على كيان فلسطيني منزوع السلاح ويعمل وفق مقتضيات الأمن الإسرائيلي حسب معايير صارمة. هذا أكده بيريس من قبل وباراك وليفني، ومؤخرا أكدته هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أمريكا. وعن قيام الفلسطينيين بحراسة أمن إسرائيل، فهذا ما يقوم به دايتون، وهذا ما يوجه مختلف النشاطات الأمنية. حتى الكلاشينكوف الذي يحمله رجال السلطة الفلسطينية، ووفق ما قاله دايتون أمام الكونغرس، ليس قاتلا بالنسبة للإسرائيليين لأن رمايته ضعيفة وقصيرة المدى، ويقوم في العادة ضباط إسرائيليون بفحص هذا السلاح قبل تسليمه للسلطة للتأكد بأنه لا يصيب الإسرائيليين المحصنين بمقتل. الغريب أن فلسطينيين يسألون عن هذه الدولة التي ستكون بلا جيش، وكأنهم يأتون من كوكب آخر ولا يرون الترتيبات التي تتم على الأرض. المعايير الأمنية بالنسبة لإسرائيل كثيرة ولا تنتهي، وغدا سيحدد الصهاينة الزيجات الفلسطينية للحد من الإنجاب، وسيجبرون فلسطينيات حوامل على الطرح وفق الترتيبات الأمنية، وسيتدخلون في الجامعات وسيلغون مساق الدراسات الفلسطينية، وسيعتبرون الترحم على الشهداء تحريضا، وسيتدخلون في مواويل الزجالين في الأفراح، وسيراقبون دعاء عجوز تريد لابنها الحماية من أولاد الحرام، الخ. أما بالنسبة لحق العودة، فهناك إجماع لدى الصهاينة ومن كافة الأحزاب على رفض حق العودة، والتصريحات للقيادات الحزبية والحكومية بهذا الشأن كثيرة جدا. هذا فضلا عن أن هناك فلسطينيين يسقطون حق العودة، ويعتبرون المطالبة به والإصرار عليه إضرارا بالعملية التفاوضية. وتقديري بأن الذي وقع الاتفاقيات مع إسرائيل يدرك أنه لم يكن من الممكن أن تقبل إسرائيل التوقيع لو بقي لديها ظن بأن الموقعين من الجانب الفلسطيني يريدون حق العودة. لقد شرحت هذه المسألة في عدد من المقالات قلت فيها إن حق العودة قد تم إلغاؤه ضمنا، والإلغاء عبارة عن تحصيل حاصل لقرار الاعتراف بإسرائيل، وأن هذا الإلغاء قد تم عمليا وليس قانونيا من قبل المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988. أما السلام الاقتصادي فيشكل جوهر اتفاق أوسلو وطابا وغيرهما من الاتفاقيات. جوهر اتفاق أوسلو وطابا هو الحرص على الأمن الإسرائيلي مقابل لقمة الخبز للفلسطينيين. هناك قضايا ثانوية في الاتفاقين، لكن المضمون الحيوي يبقى يدور حول الأمن الإسرائيلي، وقد عمل أهل الغرب مع إسرائيل على ربط لقمة الشعب الفلسطيني بإرادتهم، وعملوا دائما على إشهار الحرمان مع كل تقصير قدّروه، ومنعوا التنمية الاقتصادية الحقيقية من القيام في الضفة وغزة حتى لا يشعر الفلسطينيون بأنهم قادرون على تحقيق الاكتفاء الذاتي، ولو جزئيا. فيما يتعلق بالقدس، لم تتوان أي من حكومات إسرائيل المتعاقبة عن تهويد القدس. كل الأحزاب والجمعيات اليهودية والصهيونية والحكومات أصرت على تهويد القدس، ولم يتوقف التهويد على الرغم من كل القرارات الدولية والمناشدات والاستجداءات والتهديدات. لم نسمع قائدا إسرائيليا واحدا يقول بأن القدس شرق هي عاصمة الدولة الفلسطينية، وإنما سمعنا وما زلنا نسمع من كل قادة العدو بأن القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل الأبدية. نتن ياهو لم يأت بجديد، ولم يقل شيئا لا يقوم به عمليا وفعليا كل قادة إسرائيل وكل حكوماتها المتعاقبة. هو كغيره من كل القادة، ولا يختلف عنهم إلا بصراحته ووضوحه الكلامي. فقط نتن ياهو يقول لكل قادة العرب والفلسطينيين بأن عليهم ألا يستمروا في خداع أنفسهم. ولعله يقول لهم بأن كل هروالاتهم إلى البيت البيض وسفرياتهم وتنقلاتهم ومؤتمراتهم لن تغن عنهم شيئا.
(المصدر: موقع صامدون الإلكتروني ( فلسطين ) بتاريخ 15 جوان 2009 )
صفعات نتنياهو
عبد الباري عطوان قدم بنيامين نتنياهو هدية قيّمة الى العرب، والفلسطينيين منهم على وجه الخصوص، عندما اعاد التأكيد في خطابه الذي القاه أمس على ايديولوجيته العنصرية المتطرفة، ومنظوره للسلام والتعايش، وأولويات حكومته في المرحلة المقبلة. نتنياهو وضع السلام في المرتبة الثالثة بعد التهديد الايراني، والأزمة الاقتصادية، وطالب الدول العربية بالتطبيع الفوري، واستثمار اموالهم في مشاريع سياحية واقتصادية في اسرائيل لخلق آلاف الوظائف للاسرائيليين وبعض العرب. فالسلام الذي يريده نتنياهو يجب ان يأتي بعد انهاء الملف النووي الايراني، وتحسين ظروف الفلسطينيين المعيشية في اطار الاحتلال الاسرائيلي القائم حالياً. لم يتطرق مطلقاً الى مبادرة السلام العربية، ولم ينطق حرفاً واحداً عن خريطة الطريق، وشدد على ان جميع قضايا الوضع النهائي ليست موضع بحث، فالقدس المحتلة عاصمة ابدية لدولة اسرائيل، وقضية اللاجئين يجب ان تحل خارج حدود هذه الدولة، اما المستوطنات فهي بقرة مقدسة لا يجب ان تمس باعتبارها حقاً مشروعاً للشعب اليهودي، ولهذا يجب ان تتوسع وتزدهر. رسالة نتنياهو الى الفلسطينيين واضحة، تقول ان عليهم ان يعترفوا باسرائيل دولة يهودية اولاً، ثم بعد ذلك يمكن ان يُسمح لهم بالعيش في ‘باندوستانات’ في اطار هذه الدولة اليهودية، ولا مانع من اطلاق تسمية الدولة على هذه ‘الباندوستانات’ منزوعة السيادة ومعدومة الحدود، ودون ان تكون لها اي سيطرة ولو شكلية على الارض والأمن والأجواء والبحر والحدود بطبيعة الحال. الاعتراف باسرائيل دولة يهودية الذي يصر عليه نتنياهو، وورد في خطابه اكثر من عشر مرات على الأقل، يعني طرد مليون ومئتي الف عربي، مسلم ومسيحي، من الجليل والمثلث والنقب والقدس، واعتبار هؤلاء ‘لاجئين’ في هذه الدولة، ويجب ان يوطنوا في الدول العربية مثلما جرى توطين اليهود العرب في اسرائيل. نتنياهو يريد جرّ العرب والمفاوضين الفلسطينيين بالذات الى هذه ‘المصيدة’ مثلما جرّهم ايهود اولمرت الى مصيدة اخرى لا تقل خطورة وهي ‘تبادل الاراضي’، التي هي مقدمة اساسية لتبادل الكتل السكانية. السؤال هو حول ‘الرد العربي’، وليس الرد الامريكي على مثل هذا الخطاب، وما ورد فيه من مبادئ ايديولوجية عنصرية، جرى طرحها بطريقة متعالية متعجرفة، تنضح غروراً واحتقاراً لكل الاطراف دون اي استثناء. ونقصد بالرد العربي، هو ذلك المتعلق بمبادرة السلام العربية، التي لم يتطرق اليها نتنياهو مطلقاً، وما اذا كانت ستظل على الطاولة ام سيتم سحبها، بعد ان قالت القمة العربية الاقتصادية الاخيرة في الكويت بأنها لن تظل موضوعة على الطاولة الى الابد، فإذا لم يكن الوقت ملائماً الآن لسحبها فمتى إذن هو الوقت الملائم؟ ولعل رد السلطة الفلسطينية في رام الله هو الرد الاهم والذي يجب ان يكون متقدماً على كل ما عداه، فهذه السلطة يجب ان تأخذ موقفاً قوياً، يشجع الدول العربية على الاقتداء بها، ويعبّئ الشعب الفلسطيني لمرحلة جديدة عمادها المقاومة بأشكالها كافة. نتنياهو انهى ‘خرافة’ الدولة الفلسطينية المستقلة، واستبدلها بسلام اقتصادي تحت مظلة الاحتلال، وفي ظل عمليات استيطانية متواصلة ستلتهم ما تبقى من الارض، فما هي فائدة بقاء السلطة، واستمرار تنسيقها الامني مع الاحتلال ضد شعبها، وشن غارات لتصفية المقاتلين من عناصر تنظيمات المقاومة الاخرى؟ نتنياهو حدد مهلة زمنية حتى نهاية هذا العام للمساعي التفاوضية لانهاء عمليات تخصيب اليورانيوم الايرانية سليماً، فلماذا لا يعلن الرئيس محمود عباس بأنه سيحلّ السلطة الفلسطينية مع نهاية العام الحالي، وهي انتهاء مدة رئاسته الممدة، اذا لم يتوقف الاستيطان وتلتزم حكومة نتنياهو بحل الدولتين وبتنفيذ كل ما هو مطلوب منها في خريطة الطريق؟ وحتى تنتهي هذه المهلة لا بد من اعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل، من خلال وحدة وطنية حقيقية. فالمشروعان الفلسطينيان الحاليان باتا يقفان على أرضية مشتركة عمادها الفشل. رهانات السلطة في رام الله على العملية السلمية، والمبادرة العربية، ثبتت سذاجتها عملياً، وبات ‘السلام’ رديفاً للتسول، تسول الرواتب، وتسول العطف الدولي، وتسول تفهم الادارات الامريكية. ورهانات حركة ‘حماس’ على المقاومة ايضاً بدأت تتآكل تدريجياً، فقد باتت التهدئة مرتبطة بلقمة الخبز، وبقاء الاوضاع الحالية المزرية على حالها، أو الحيلولة دون ازديادها سوءاً، فلا أحد يتحدث عن اعادة الإعمار، ولا مأساة المشردين المحاصرين، طالما ان هناك رغيف خبز يصل الى الجوعى، فهذا هو قمة المنى. هذا الوضع الفلسطيني المخجل هو الذي يشجع نتنياهو على التغول في شروطه التعجيزية التي رأيناها تتوارد في خطابه، ولهذا لابد من السعي بسرعة للخروج منه، ووضع مشروع وطني جديد على أرضية المقاومة، تنخرط فيه كل فئات الشعب الفلسطيني في الوطن المحتل والمهجر، وليس فقط طرفا المعادلة الفلسطينية الحالية. بعد خطاب نتنياهو لا بد من مصالحة وطنية حقيقية، فمن المفترض ان تكون كل الخلافات قد ذابت فعلاً لا قولاً، وان نرى تحركاً فعلياً لاعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية سياسية وطنية، مثلما كانت عليه طوال الأربعين عاماً السابقة لاوسلو ومقامرتها الكارثية. لماذا لا يذهب الرئيس عباس على رأس وفد كبير من حركة ‘فتح’ الى دمشق للالتقاء بفصائل المقاومة الفلسطينية، وحركتي ‘حماس’ والجهاد الاسلامي على وجه الخصوص، ويتحاور مع قياداتها حول البرنامج الفلسطيني الجديد؟ المطلوب من الفلسطينيين الكف عن لوم الآخرين، والتخلي عن منهج الشكوى والاستجداء، فقد ملّ العالم هذه الاساليب، ولا بد ان يبدأوا هم بأنفسهم، والعودة الى تراثهم في المقاومة، كل حسب قدراته، وامكانياته، وظروفه، اما البحث عن الاعذار للتقاعس فلن يؤدي الا الى المزيد من المستوطنات والاهانات وانفضاض التعاطفين العربي والعالمي. نخطئ كثيراً عندما نكرر العبارة ‘المجوجة’ التي ادمنا تكرارها على مدى السنوات الماضية، والقول ان الكرة الآن في ملعب الرئيس اوباما وادارته، لا.. الكرة الآن في ملعبنا كفلسطينيين اولاً، وكعرب ثانياً، ومن يقول بغير ذلك انما يغالط نفسه ويخدعها قبل ان يخدع الآخرين. ختاماً، نقول وبأسف شديد: شكراً لنتنياهو الذي وضع النقاط على الحروب في خطابه الاخير، وهو الخطاب الذي من المفروض ان يُحدث مفعول الصدمة، ويوقظ النائمين الغارقين في احلام اليقظة حول نعيم السلام مع حكومات عنصرية ماضية قدماً في مشروعها الاستيطاني.
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 جوان 2009)
ما أقوى الذاكرة اليهودية وما أضعف العربية!
د.فيصل قاسم
يا الله ما أشبهنا نحن العرب بمعشر الذباب والفئران، فبنو يعرب أصحاب ذاكرة أقصر من ذاكرة الفأر أو الذبابة، فكلنا يعلم أن الفأر يعود إلى نفس الفخ الذي نجا منه قبل لحظات فقط، إما ليصفعه ثانية إذا كان عمره طويلاً فينجو بصفعة، أو ليطبق عليه فيقتله. وكذلك الذبابة، فما أن تضربها عندما تحط على وجهك حتى تعود إلى نفس المكان خلال ثوان متناسية أنها تعرضت للقتل للتو. وكذلك هي ذاكرة السمكة التي لا تتجاوز السبع ثوان، ثم تبدأ بعدها حياة جديدة كأنها ولدت مرة أخرى، فتنسى الألم والفشل والظلم! هل نختلف نحن عن الذباب والفئران والسمك؟ بالطبع لا، بدليل أننا ننسى بسرعة رهيبة، وكأن شيئاً لم يكن. فها هم العرب وقد استقبلوا الرئيس الأمريكي الجديد أوباما بالورود والقهوة العربية الفواحة والميداليات والأوسمة والقلائد الذهبية العملاقة، وفتح القاعات الضخمة أمام سيادته كي يخطب فينا ويعظنا، وكأنه المهدي المنتظر، علماً أنه قبل أعوام قليلة فقط جيشت بلاده أعتى مرتزقتها وقواتها وطائراتها وصواريخها، وهجمت على العراق هجمة مغولية تتارية بامتياز، وأسقطت فوق رؤوس شعبه من القنابل والمواد النووية والكيماوية ما يفوق ما أسقطته فوق هيروشيما وناغازاكي بعشرات المرات، فأعادته، كما توعد وزير دفاعها السابق المأفون رامسفيلد، إلى القرون الوسطى. وقد تابع العرب من المحيط إلى الخليج الهمجية الأمريكية بحق أشقائهم العراقيين على الهواء مباشرة. وما زالت مناظر الهول والدمار مسجلة لمن يريد أن يعود إليها لمجرد التذكر. لماذا نسي العرب بهذه السرعة العجيبة أن مغول العصر أبادوا أكثر من مليون ونصف المليون عراقي؟ لماذا يتناسون أن غزوة الرئيس الأمريكي الأسبق حولت حوالي خمسة ملايين عراقي إلى لاجئين في الداخل والخارج؟ لماذا يتعامون عن أن الغزو المغولي لبلاد الرافدين خلف وراءه أكثر من مليوني أرملة؟ ولا داعي لذكر الخسائر المادية التي تقدر بمليارات الدولارات. وإذا كان العرب حاتميي الكرم، فلا يبالون كثيراً بخسائرهم المادية، فكان أولى بهم أن يتذكروا فقط جراح وعذابات أخواتهم وأخوتهم العراقيين المثخنة حتى الآن. لكنهم بقدرة قادر تركوها وراء ظهورهم منذ زمن بسرعة البرق بخفة عز نظيرها في التاريخ. يا الله ما أطمعني! أريد من العرب أن يتذكروا كوارث ومآسي حدثت قبل خمس سنوات مع علمي اليقين بأن ذاكرتهم شبيهة بذاكرة الحشرات. آه كم أنا طمـّاع! كان علي أن أتذكر بأنهم نسوا جرائم صهيو ـ أمريكية لم يمض على ارتكابها سنتان ونيف. ألم تحوّل آلة الحرب الأمريكية التي استخدمها الصهاينة في لبنان عام ألفين وستة قسماً كبيراً من لبنان إلى أكياس من الرمل كما توعد أحد الحاخامات؟ لماذا أصبحت مناظر أشلاء الأطفال اللبنانيين المتطايرة بفعل السلاح الأمريكي الذي أول ما جربوه علينا أثراً بعد عين في ذاكرتنا المثقوبة كالغربال؟ عذراً نسيت أن سنتين ونيفاً وقت طويل جداً لا يمكن أن تتحمله ذاكرة الفئران والذباب لأن « ميموري » دماغها لا تتجاوز البايت الواحدة بلغة الكومبيوتر، فهي تنسى ما حدث قبل أسابيع، فما بالك ما حدث قبل سنين. ألم يهب العالم من أقصاه إلى أقصاه قبل فترة وجيزة جداً احتجاجاً على النازية الصهيو ـ أمريكية في غزة؟ أما زالت صور القنابل الفوسفورية الأمريكية ماثلة في الأذهان وهي تغطي سماء غزة بسحب دخانية بيضاء؟ ألم يصل الأمر بالطائرات الإسرائيلية أمريكية الصنع إلى قصف سيارات الإسعاف والمستشفيات ودور العجزة والمدارس بتواطؤ أمريكي صارخ؟ ألم نذرف أطناناً من الدموع على مأساة غزة قبل برهة زمنية؟ ألم نلعن إسرائيل وراعيها الأمريكي شر لعنة؟ ألم يصمت الرئيس الأمريكي الجديد الذي استقبلناه استقبال الفاتحين صمت الحملان عندما كانت إسرائيل تبيد الفلسطينيين كالذباب في القطاع؟ لماذا تبخرت دموعنا الغزيرة التي ذرفناها على المحرقة الإسرائيلية في غزة بهذه السرعة الفلكية، وبدل أن نلعن راعيها بادرنا إلى إطلاق الزغاريد والأهازيج الإعلامية « المعلعة » لمجرد أن قدميه وطأتا أرضنا؟ لقد نسينا مأساة لم يمض عليها أسابيع فقط. زد على ذلك أن أمريكا أوباما هي نفسها التي حولت بلداً عربياً آخر هو الصومال عصفاً مأكولاً وقاعاً صفصفاً. وفي هذه اللحظات بالذات ما زالت تبعات الغزو الإثيوبي المدعوم أمريكياً تحول حياة الصوماليين إلى جحيم. وحدث ولا حرج عما يفعله جنود أوباما في هذه الاثناء في أفغانستان حيث يقصفون أحياء سكنية آمنة، فيقتلون العشرات من الأبرياء، ثم يدفعون لذوي الضحايا مئة دولار عن كل رأس. يا بلاش! لقد دفعنا أكثر من اثنين وعشرين مليار دولار من ثرواتنا العربية لدعم الجهد الأمريكي لطرد السوفيات من أفغانستان. لكننا الآن نغض الطرف عن المحارق الأمريكية بحق الذين ادعينا يوماً أنهم أخوتنا في العقيدة. ولا داعي للحديث عن أكثر من مليوني باكستاني مسلم شردتهم أمريكا أوباما من خلال ضغوطها على الحكومة الباكستانية للقضاء على المتمردين في وادي سوات، ناهيك عن ألوف القتلى والجرحى. قد تقولون: « لا تزر وازرة وزر أخرى ». أي أننا يجب أن لا نُحمــّل أوباما وزر جورج بوش. وهل اعتذر الرئيس الجديد عن أي من جرائم سلفه وجيشه بحقنا في العراق ولبنان وفلسطين والصومال وأفغانستان؟ عذراً مرة أخرى، فقد تذكرت للتو أننا استقبلنا جورج بوش قبل أوباما بحفاوة عز نظيرها، وراقصناه بالسيوف، وأقمنا له الأفراح والليالي الملاح، فلا بأس أن نستقبل خلفه، فنحن نقيس الزمن بالساعات، أما الأيام في أقانيمنا فهي أطول بكثير من أن تحتفظ بها ذاكرتنا الذبابية المتبددة. ها هم اليهود يلاحقون كل من أساء إليهم في أصقاع الدنيا كافة بعد أكثر من مرور ستين عاماً على معاناتهم أثناء الحرب العالمية الثانية، ولا يرضون إلا برأس كل من ساهم ولو بالكلام في محنتهم وعذاباتهم أيام النازية. تصوروا لو قام اليهود بعد عقود على محرقتهم الرهيبة باستقبال زعيم ألماني، فما بالك بنازي، طبعاً مستحيل. أما نحن فنصفح بسرعة الشهب عن قاتلينا ومحتلينا، لا بل نكرّمهم، ونولــّم لهم، ونرمي الأزهار تحت أقدامهم، ونفتح لهم كل الأبواب على مصاريعها، ونتوسل منهم السلام. يا الله كم نحن صفوحون ومتسامحون ومتغافلون ومتغاضون ومتناسون، وكأننا نقول لكل من يحتل أرضنا، ويغتصب مساجيننا، ويقتل أطفالنا ونساءنا، ويدمر بنياتنا التحتية، وينتهك حرمة مساجدنا، ويتبول ويتغوط على مقدساتنا، يا عدونا، استرضنا بكلمة أو ابتسامة فقط، ولو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوفُ، وأنت ربُ المنزلِ. يا الله ما أتفهنا، وما أرخصنا!
( المصدر: صحيفة « الشروق » ( يومية- الجزائر ) الصادرة يوم 10 جوان 2009)
الجزائر: وزير يتهم حزباً أمازيغياً معارضاً بتأجيج «فتنة طائفية» بين سنّة وإباضيين
الجزائر – «الحياة» اتهم وزير جزائري حزب «جبهة القوى الاشتراكية» المعارض بالوقوف وراء تجدّد «فتنة طائفية» في منطقة بريان التابعة لولاية غرداية (600 كلم جنوب العاصمة)، لكن الوزير نفى وجود صبغة «مذهبية» وراء الصراع بين سكان عرب وأمازيغ (سنّة وإباضيون). واتهم الوزير المنتدب في وزارة الداخلية دحو ولد قابلية المكلف ملف الجماعات المحلية، «جبهة القوى الاشتراكية»، أحد أكبر أحزاب المعارضة، بتحريك الفوضى في غرداية أول من أمس، وربطها بمحاكمة أحد نوابه الذي كان ضمن 42 موقوفاً مثلوا أمام نيابة محكمة بريان بتهم «التجمهر المسلح وحيازة السلاح الأبيض والضرب والجرح العمدي وتحطيم ملك الغير». وتخشى السلطات الجزائرية تجذر مفهوم «الفتنة الطائفية» في المنطقة عقب أكثر من عام كامل تجددت خلاله المواجهات بين الطرفين مرات عدة هوجمت خلالها مساجد للطرفين. وقال ولد قابلية إن «العناية التي توليها الدولة للولاية تهدف إلى تحقيق السلم». وأرجع المواجهات إلى «محاولة جبهة القوى الاشتراكية استغلال جماعات وعناصر لإثارة البلبلة». وعكس قراءات كثيرة في أصل الصراع الذي «يطحن» منطقة بريان، جاء تفسير الحكومة على لسان الوزير بأن «ما وقع ليست له علاقة بالصراع المذهبي، ولا يتعلق بالأوضاع الاجتماعية، بقدر ما له علاقة بخلفيات حزبية». وتمنى على الصحافة الجزائرية «أن لا تزيد من التأثير السلبي في هذه المسألة التي تبدو (الصحافة) أنها تثير القلاقل فيها ولا تحلّها». وتفجرت مواجهات عنيفة طوال الأسبوع الماضي خلّفت بضعة قتلى وعشرات الجرحى بين رجال أمن ومواطنين، وأُغلقت المتاجر وبعض المدارس، كما لحق دمار كبير بمرافق عمومية وأملاك خاصة. وشارك في المواجهات مئات من الشباب، ينتمي بعضهم إلى المذهب السنّي ويتحدث العربية، فيما البعض الآخر ينتمي إلى المذهب الإباضي ويتحدث الأمازيغية. وشهدت المنطقة نفسها أحداثاً مشابهة اتخذت بعداً عرقياً، خلفت قتلى وجرحى وخسائر مادية كبيرة. واعتقلت قوات الأمن عدداً من المتورطين في الأحداث. ويعزو مسؤولون المواجهات في تفسيرهم للأحداث إلى «تدخلات أجنبية». وسبق لوزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني أن ذكر أن أجهزة الأمن صادرت أجهزة كومبيوتر «عليها مناشير مكتوبة من الخارج، تحرض على الفتنة الطائفية». وخصصت الحكومة مخصصات مالية كبيرة لتنمية جنوب ولاية غرداية والنهوض ببعض القطاعات على خلفية الأحداث التي شهدتها المنطقة واستمرت أكثر من عام، بمذكرة تكميلية وقعها الوزير الأول أحمد أويحيى لتلحق بموازنة العام الجاري. وتوجه المخصصات إلى قطاعات السكن، والتكوين المهني، والزراعة، والشباب والرياضة، والبيئة، إضافة إلى ترميم المنشآت المتضررة وإنشاء وحدات سكنية للعائلات المنكوبة والمتضررة من الأحداث وتعويض الفلاحين المتضررين. ورفض ولد قابلية «الحكم على تدابير السلم الاجتماعي التي اتخذتها السلطات بالفشل». وقال إن «سياسة الحوار والاستماع إلى مختلف شرائح المجتمع في غرداية أسفرت عن نتائج إيجابية جداً تعاطى معها الجميع». وشدد على «ضرورة عدم الخلط بين ما يحدث من أعمال شغب، والخلفية الحقيقية للصراع الذي تختص به المنطقة».
(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 جوان 2009)
لمواجهة تراجع المشاركة السياسية وتغلغل المعارضين خبراء: فوز الأصالة المغربي عودة للأحزاب الملكية
عبد الرحمن خيزران – أحمد حموش الدار البيضاء- رأى خبراء مغاربة أن اكتساح حزب الأصالة والمعاصرة المغربي للانتخابات المحلية الأخيرة وانتقاله إلى المركز الأول في الخريطة السياسية، يؤسس لعودة ما عرف بـ »الأحزاب الملكية » إلى الواجهة السياسية في وقت تحتاج فيه المؤسسة الملكية لحزب « أغلبية » يحقق عددا من أهدافها السياسية ويواجه أحزاب أخرى ذو توجهات مخالفة لها. واحتل حزب « الأصالة والمعاصرة »، الذي أسسه « فؤاد عالي الهمة » صديق الملك قبل أشهر قليلة من الانتخابات – المرتبة الأولى في الانتخابات المحلية التي أجريت الجمعة 12-6-2009 بما مجموعه 6015 مقعدا من إجمالي المقاعد البالغة نحو 28 ألفا، أي بنسبة 21.7 %، ليتقدم بذلك على جميع الأحزاب الأخرى، سواء تلك المشكلة للائتلاف الحاكم، مثل أحزاب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتجمع الوطني للأحرار، أو أحزاب المعارضة وعلى رأسها حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي حل سادسا في هذه الانتخابات. وفي تصريح لإسلام أون لاين.نت قال المحلل السياسي محمد شقير: إن اكتساح الحزب الجديد للانتخابات « لم يكن أمرا جديدا على التاريخ السياسي للمغرب »، مذكرا بحزب « الفديك » (جبهة الدفاع عن المؤسسات الملكية) بقيادة رضا كديرة الذي تأسس في الستينيات بدعم من الملك الحسن الثاني -والد العاهل المغربي الحالي محمد السادس- وهي نفس التجربة التي تكررت مع كل من حزبي التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، بحسب شقير. ورأى شقير أن الاكتساح كان متوقعا « نظرا لحجم الإمكانيات التي دخل بها الأصالة والمعاصرة للانتخابات، وبحكم العلاقة التي تربط زعيمه بأعلى سلطات في البلاد، وبحكم استقطابه لأعيان الانتخابات والنافذين فيها »، مضيفا إلى ذلك ما اعتبره « تشتت الخارطة الحزبية المغربية، والإشكالات التي تعيشها الأحزاب الكبيرة، سواء كان حزب الاستقلال أو الاتحاد الاشتراكي أو العدالة والتنمية ». وتعتبر الانتخابات البلدية أول اختبار حقيقي للتآلف الحكومي المكون من المحافظين والاشتراكيين بعد أن حقق حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعتدل أفضل نتائجه في الانتخابات التشريعية في عام 2007. وخسرت الحكومة أغلبيتها البرلمانية الشهر الماضي عندما سحب حزب الأصالة والمعاصرة دعمه لها، ويقول منتقدون لرئيس الوزراء عباس الفاسي الذي يتزعم حزب الاستقلال: إن حكومته تفتقر للطاقة والقيادة. حزب أغلبية.. حاجة ملكية وعن الهدف من تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة، قال شقير: إن « الملكية في المغرب تحتاج إلى حزب أغلبية يمكن توظيفه لخدمة تصورات المؤسسة الملكية ». وكان « فؤاد عالي الهمة » قد استقال من وزارة الداخلية قبيل الانتخابات التشريعية 2007، ودخل الانتخابات متزعما لائحة للمستقلين، ونجح في تشكيل كتلة برلمانية وصل عدد نوابها 89 نائبا (46 بمجلس النواب و43 بمجلس المستشارين). وشكل الهمة في مرحلة أولى حركة « لكل الديمقراطيين »، ثم أسس حزب « الأصالة والمعاصرة » الذي عقد مؤتمره التأسيسي في فبراير الماضي، واستقطب آلاف المرشحين والأعيان والمنتمين لأحزاب أخرى. من جهته رأى الأكاديمي والمحلل السياسي عبد الصمد بلكبير في تصريح لإسلام أون لاين.نت أن تصدر الأصالة والمعاصرة المشهد السياسي هو « استمرار لعمل ما يسمى بالحزب السري في المغرب »، في إشارة إلى قوى داخل المؤسسة الملكية تعمل على صياغة السياسة دون الظهور، لكن « خرج البعض منها من خلال الأصالة والمعاصرة » على حد تعبيره. وقال بلكبير: إن الحزب الجديد « تأسس بناء على رغبة جهات من الدولة في التصدي لخطرين رئيسيين بدأت تستشعرهما الجهات المسئولة، الأول انسحاب إستراتيجي وتدريجي للمواطنين من العمل السياسي الشرعي، والثاني ما نتج عن ذلك من توسع تنظيمي وفكري وسياسي للتيارات التي تعتبرها الدولة مضادة لها وأهمها الحركات الإسلامية المعتدلة وخصوصا حزب العدالة والتنمية، بالإضافة إلى التيارات التي تنتهج العنف ». منتوج سياسي جديد بدوره فسر منار السليمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس فوز الأصالة والمعاصرة بأن كل « منتوج سياسي جديد يجذب الكثير من الناخبين، خاصة أن الأصالة قلب المعادلة واعتمد على الفروع في تحديد اللوائح الانتخابية، فيما تحدد المكاتب السياسية في الأحزاب الأخرى هذه اللوائح ». ورأى في تصريح لإسلام أون لاين.نت « أن النتائج التي تم الكشف عنها تدفع في اتجاه تشكيل أقطاب كبيرة، هي قطب الأصالة والمعاصرة، وقطب لأحزاب الحركة الوطنية يتشكل من أحزاب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، وقطب الوفاق القديم يمثله التجمع الوطني للأحرار و »الحركة الشعبية »، ثم قطب الإسلاميين في شخص « العدالة والتنمية ». وفي السياق ذاته أوضح سليمان الرمضاني المتخصص في الشؤون الحزبية بجامعة « وجدة » المغربية أن « جميع المؤشرات كانت تشير إلى فوز الأصالة ومنها ضمه لعدد كبير من السياسيين المنتمين لأحزاب أخرى إلى صفوفه ولهم من الخبرة بالعملية الانتخابية ما يمكنهم من تحقيق نتائج إيجابية ». وأضاف أن « الحزب حظي منذ تأسيسه بتغطية إعلامية رسمية ومستقلة متميزة لم تحظ بها بعض الأحزاب الأخرى التي أسست منذ عقود »، لافتاً إلى أن « وزارة الداخلية سهلت عمليا فوز الحزب بتراجعها عن تطبيق المادة 5 من قانون الأحزاب التي تمنع ترشح النواب الرحل الذين غادروا الأحزاب التي فازوا باسمها بولايتهم الانتخابية ». وتنافس في الانتخابات المحلية -التاسعة في تاريخ المغرب والثانية في عهد محمد السادس- 30 حزبا سياسيا ومستقلون، للظفر بـ27 ألفا و795 مقعدا لتسيير 1503 جماعات، منها 221 حضرية و1282 قروية. وبلغت نسبة المشاركة حسب وزارة الداخلية 52.4%، حيث أدلى أزيد من سبعة ملايين مغربي بأصواتهم من أصل 13 مليونا و360 ألف مسجل في اللوائح الانتخابية. (المصدر: موقع « إسلام أونلاين.نت » (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 14 جوان 2009)
أمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي لـ « الشروق « الإسلاميون لم يخسروا الانتخابات.. وحزب صديق للملك استخدم المال
نفى الدكتور عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي خسارة الإسلاميين في الانتخابات المحلية التي جرت في الثاني عشر من الشهر الجاري، وكشف في تصريح لـ « الشروق اليومي » صعود حزبه، العدالة والتنمية إلى المرتبة السادسة بعدما كان في المرتبة الحادية عشر خلال انتخابات 2003. وأعلن بنكيران أن اللوائح تظهر ارتفاع عدد المستشارين التابعين للحزب من حوالي 570 في انتخابات 2003 إلى حوالي 1600 في انتخابات 2009، مؤكدا أن الحزب لم يدخل سوى بتسعة آلاف مرشح من أصل 27 ألف للانتخابات التي جرت الجمعة المنصرم. اعتبر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في تصريحه لـ « الشروق اليومي » أن النتائج التي أعلنت عنها السلطات المغربية والتي أظهرت فوز حزب الأصالة والمعاصرة الذي يتولاه صديق الملك محمد السادس ليس لها معنى سياسي، باعتبار الفوز الذي حققه (21.69 في المائة) كان على مستوى القرى أما على مستوى المدن فقد عاد الفوز لحزب العدالة والتنمية ثم حزب الاستقلال، مشيرا إلى أن حزبه احتل المرتبة الأولى في بعض المدن الكبرى منها الرباط والدار البيضاء.. وللعلم فقد جرت الانتخابات وفق نظام مزدوج يعتمد الاقتراع الأحادي في البلدات الصغيرة ونظام اللائحة « النسبي » في المدن التي يسكنها اكثر من 35 ألف نسمة. وأكد الدكتور عبد الإله بنكيران لـ « الشروق اليومي » أن القرى تخضع لنفوذ السلطة وأصحاب الجاه والإمكانيات، متهما حزبا صديقا للملك وكذا مرشحي الأحزاب الأخرى التي دخلت السباق الانتخابي باستخدام المال بكثرة من أجل شراء أصوات الناخبين بالعديد من الدوائر. وقال محدثنا مازحا: « في المغرب يوجد حزبان: حزب العدالة والتنمية وحزب المال ». وكان هذا الحزب الإسلامي قد أصدر بيانا اتهم فيه السلطات باللجوء إلى ما أسماه العنف ضد مناضلي الحزب، مؤكدا حدوث خروقات بينها التضييق على ممثلي لوائح الحزب بمكاتب التصويت. وأظهرت الرسمية للانتخابات البلدية والتي أعلن عنها وزير الداخلية شكيب بنموسى مساء السبت فوز حزب الأصالة والمعاصرة نحو 6015 مقعد من أصل 27 ألفا و795 أي 21,7 % من المقاعد، متقدما بذلك على حزب الاستقلال الذي يتزعمه رئيس الوزراء عباس الفاسي (19 في المائة) ثم يليه التجمع الوطني للأحرار (14.8 في المائة)، وبعده الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (11.63 في المائة) ثم والحركة الشعبية (7.98 في المائة) يليها حزب العدالة والتنمية (5.45 في المائة). وبلغت نسبة المشاركة 52,4 %، أي اكثر من سبعة ملايين مغربي من أصل 13 مليونا مسجلين. وتعكس هذه النسبة تراجعا طفيفا في المشاركة بالمقارنة مع انتخابات 2003 حيث بلغت النسبة 54 %.. وكان حزب الاستقلال قد فاز في انتخابات 2007 بغالبية مقاعد البرلمان لكن حزب العدالة والتنمية فاز بأكبر عدد من الأصوات. وتجدر الإشارة إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة أسسه وزير الداخلية المنتدب السابق فؤاد عالي الهمة، وهو احد أصدقاء الملك محمد السادس في 2008، ومنذ ظهوره ركزت عليه وسائل الإعلام المغربية بشكل كبير بسبب علاقاته المميزة مع القصر الملكي، مما أعطاه ثقلا داخل الساحة السياسية المغربية. وكان هذا الحزب ينتمي حتى 29 ماي إلى التحالف الحكومي قبل أن ينسحب منه وينتقل إلى المعارضة. وتقول الصحف المغربية أن هذا الحزب وظف ورقة الشباب والنساء من أجل التغلب على خصومه وخاصة الإسلاميين الذين يمثلهم حزب العدالة والتنمية .مع العلم أنها المرة الأولى التي يتم فيها تخصيص 12 % من المقاعد للنساء في هذه الانتخابات التي تأتي بين انتخابين تشريعيين سنة 2007 والثاني مقرر العام 2012. ( المصدر: صحيفة « الشروق » ( يومية- الجزائر ) الصادرة يوم 10 جوان 2009)
رشح أبرز قادته محمد جميل ولد منصور التيار الإسلامي يشارك في الانتخابات الرئاسية بموريتانيا
قرر المجلس الوطني لحزب الإصلاح والتنمية « تواصل » (الأخوان المسلمون بموريتانيا) في اجتماع طارئ بنواكشوط المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة دون الإفصاح عن مرشح الحزب وإن كانت بعض الدوائر القريبة من الإسلاميين أكدت للشروق ترشيح رئيس الحزب السيد جميل ولد منصور لانتخابات جويلية 2009 . وقال قيادي بارز في الحزب في حديث لـ « الشروق » إن المجلس الوطني قرر ترشيح رئيس الحزب والقيادي المعارض محمد جميل ولد منصور للانتخابات القادمة، وإن الإعلان عن القرار سيتم خلال اليومين القادمين بعد إبلاغ قادة المعارضة به وإجراء بعض الترتيبات اللازمة لذلك. وكان حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية « تواصل » قد شارك في انتخابات 2006 المحلية والنيابية، بينما دعم في الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية (2007) مرشح حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني صالح ولد حننا، ليتحالف في الجولة الثانية مع زعيم المعارضة أحمد ولد داداه الذي خسر الانتخابات لصالح مرشح الجيش ساعتها سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله في جولة الإعادة التي أجريت في الخامس والعشرين مارس 2007. وشارك الإسلاميون في حكومة الوزير الأول يحي ولد أحمد الوقف التي عينها الرئيس الموريتاني المخلوع سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله 2007، قبل أن يغادروها تحت ضغط قوي مارسه قادة الجيش علي الرئيس ولد الشيخ عبد الله ليستقروا في صفوف الأغلبية الداعمة للرئيس المعزول من دون المشاركة في الحكومة. وشارك الإسلاميون بعد السادس من أوث 2008 في تأسيس الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية المناوئة للانقلاب، وانخرطوا ضمن القوي السياسية المشكلة لها في حملة سياسية وإعلامية ضد قادة المجلس العسكري قبل أن يوسعوا التحالف المناوئ لحكم الجيش نهاية 2009 بإشراك زعيم المعارضة الموريتانية السيد أحمد ولد داداه في الجهود المبذولة لإلغاء انتخابات العسكر والدفع باتجاه مرحلة انتقالية توافقية تدار من قبل مجموع الأطراف الفاعلة في الساحة السياسية وهو ما توجته اتفاقية دكار. وباختيار محمد جميل ولد منصور للرئاسيات القادمة يكون الإسلاميون قد قرروا الدخول في المعترك الرئاسي لأول مرة بعد أن أكتفوا خلال السنوات الماضية بالمشاركة في الانتخابات البلدية والنيابية التي أجريت في عهد ولد الطايع سنة 2001 وتحت سيطرة العسكريين 2006 حيث فاز الإسلاميون بـ 10 مجالس محلية بينها أربع مقاطعات داخل العاصمة نواكشوط. ( المصدر: صحيفة « الشروق » ( يومية- الجزائر ) الصادرة يوم 14 جوان 2009)
الشيخ حسن عز الدين (مسؤول العلاقات العربية في حزب الله) لـ « الشروق »: الجزائريون أكثر من ساند المقاومة وليس لنا مصلحة في تشييع البلاد السنية
حاورته بالجزائر: ليلى لعلالي تصادف وجوده في الجزائر بعودة الملف اللبناني إلى واجهة الأحداث الدولية بعد الانتخابات النيابية التي جاءت بنتائج غير متوقعة لحزب الله وحلفائه في المعارضة. إنه الشيخ حسن عز الدين، مسؤول العلاقات العربية في حزب الله اللبناني. يجيبنا في هذا الحوار عن مجموعة من التساؤلات حول سبب هزيمة المعارضة والخريطة السياسية المرتقبة في هذا البلد، بالإضافة إلى الصراع المذهبي وما يسمى بمشروع التشيع في المنطقة العربية وكذلك قصة الخلاف بين حزب الله ومصر.. * أسفرت الانتخابات النيابية عن نتائج غير متوقعة بالنسبة للمعارضة التي يعد حزب الله أحد أقطابها، ما هي قراءتكم لهذه النتائج؟ – الاستحقاق النيابي اللبناني الذي جرى في السابع من الشهر الجاري كان مهما في سياق المبنى السياسي ومستقبل لبنان، وقد حشدت الموالاة « قوى 14 أذار » والمعارضة كل جهودهما للظفر بالفوز. ولكن الذي حصل للأسف الشديد أن الموالاة استخدمت خطابا سياسيا تحريضيا واستخدمت المال السياسي بحجم كبير بالإضافة إلى الدعم الخارجي من أكثر من جهة، بينها بعض الأطراف العربية التي وضعت كل إمكاناتها في هذا الاتجاه.. كما أن الانتخابات جرت على أساس القانون الانتخابي لعام 1960، وهو قانون غير منصف ويعطي الجرأة لتدخل المال والتحريض المذهبي والطائفي، وهو ما انعكس على نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة. ورغم هدا الفوز الذي حققته الموالاة أرى أن المشهد السياسي لم يتغير في لبنان، صحيح أنهم فازوا بأغلبية مقاعد المجلس النيابي ولكنها أغلبية بسيطة، ونحن في حزب الله نقول إننا لم نشعر بأي تغير حقيقي وجذري، كما أننا نعتبر أن الانتخابات ليست هي آخر الدنيا، وسنعمل بكل مسؤولية وجد من أجل البلد والدفاع عنه. وفي كل الأحوال فإن هذه النتائج تضع الكرة في ملعب فريق الأغلبية وعليهم أن يقدموا رؤيتهم لما يريدونه للبنان، برنامجهم ورؤيتهم لحل الأزمات الخانقة التي يتخبط فيها البلد سياسيا وعسكريا واقتصاديا… بالإضافة إلى المخاطر التي نواجهها من طرف العدو الصهيوني، بمعنى هل سيستمرون على نفس النهج في علاقاتهم وتحالفاتهم مع الخارج والتي سببت المشاكل للبنان، وهل سيواصلون الاستفراد بالحكم و عدم القبول بالآخر؟ * بعض التحليلات تقول إن المعارضة فشلت في إيصال خطابها هذه المرة إلى الناخب؟ – في غمرة الحدث الانتخابي تبنت المعارضة خطابا سياسيا ايجابيا، وقدمت برامج كانت في أساسها تشكل قواسم مشتركة للتهديد الإسرائيلي ولبناء الدولة اللبنانية القادرة والعادلة، بمعنى قدمنا برنامجا إصلاحيا شاملا ورؤية شاملة لكيفية معالجة هذه المسائل، ولكن الذي أثر بشكل كبير هو الخطاب المتشنج الذي استخدمته الموالاة والذي أثار العصبيات والمذهبيات وساهمت في تأجيجه دوائر خارجية معروفة.. * ما هي استراتيجية المعارضة للمرحلة المقبلة، وهل سيدخل حزب الله في الحكومة المزمع تشكيلها والمرشح لرئاستها سعد الحريري؟ – على الفريق الفائر أن يجيب على الأسئلة المطروحة، هل يريد تشكيل الحكومة بأكثريته أم لا؟ هل يريد أن يمارس الديمقراطية العددية النيابية؟ إذا رفضت الموالاة إشراك المعارضة حينئذ لن يكون أمام هذه الأخيرة سوى تحمل مسؤولياتها ودورها من موقعها في المعارضة ومن قدرتها الشعبية ستبقى حريصة على بقاء لبنان في موقعه وهويته ودوره العربي وتتصدى لكل السياسات الخاطئة التي يمكن أن تمارسها الوصاية المتمثلة في التدخل الأمريكي والإسرائيلي.. وبالنسبة للجزء الثاني من سؤالك، نعم سيكون حزب الله ضمن حكومة وحدة وطنية بعد بالتشاور والبحث مع حلفائه في المعارضة، ولكن ذلك يتوقف على مدى جدية الفريق الآخر، وما إذا كان يريد توافق وشراكة فعلية وحقيقية. ونحن من جانبنا نرى أن خطاب قوى 14 آذار يبدو حتى الآن ايجابيا، وهذا يعتبر أمرا مشجعا.. * بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات سارعت إسرائيل إلى المطالبة بنزع سلاح المقاومة، هل أنتم متخوفون بعد فوز المولاة؟ – الحديث عن سلاح المقاومة ليس أمرا جديدا، حيث بدأ منذ أن كان الاحتلال الإسرائيلي جاثما على أرض لبنان، وقد وجهت ضربات كبيرة للمقاومة وآخرها كان خلال حرب تموز (جويلية) 2006 التي كانت حربا عالمية عليها واستخدموا أقصى ما يملكون من قوة، ولكن كل المحاولات التي جرت على المستويين المحلي والعربي والخارجي لم تقض على هذه المقاومة. المقاومة اليوم أصبحت سلاحا وخيارا وطنيا، ولا يوجد إجماع كامل داخل لبنان لصالح نزع سلاحها، بل بالعكس هناك تأييد وواسع على المستويين الشعبي والرسمي لبقاء المقاومة كعنصر قوة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية المتواصلة. وحتى حزب الله لا يملك حق التفريط في هذا السلاح. وكيف نسقط السلاح من أيدينا وإسرائيل تهددنا وخاصة في ظل حكومتها اليمينية الراهنة.. * هل تلقى حزب الله ضمانات بخصوص موضوع سلاح المقاومة؟ – في ظل مخاطر حقيقية وفعلية تهدد لبنان لا أحد من حقه أن يتحدث عن موضوع سلاح المقاومة، ونحن نرفض المساس بهذا السلاح، ومع ذلك حزب الله يبحث هذا الموضوع مع الأطراف الأخرى على طاولة الحوار الوطني وسيكون مرهونا بالاستراتيجية الدفاعية التي تناقش على طاولة الحوار. * اعتقل الأمن اللبناني شبكات تجسس إسرائيلية، هل معنى ذلك أن البلد معرض لعدوان جديد؟ – تلك الشبكات تمثل اعتداء حقيقيا وانتهاكا لسيادة لبنان وتؤكد ما تذهب إليه المقاومة في هذا الخصوص. ويعمل العدو الصهيوني مند حرب 2006 على توسيع هذه الشبكات سواء داخل الأجهزة الأمنية اللبنانية أو في أكثر من موقع مهم، وذلك بهدف تكوين بنك معلومات جديد يستهدف المقاومة وقياداتها وكوادرها. فالعدو اكتشف أن من أهم إخفاقاته خلال حرب تموز كان دخوله إلى لبنان، وهو أعمى ولا يملك المعلومات الاستخباراتية، وهو ما جعل القيادة الأمنية الصهيونية تلقي باللوم على المخابرات. ولكن بالتنسيق والتعاون بين أجهزة المخابرات اللبنانية والجيش والمقاومة تم توجيه ضربة قوية للأمن الصهيوني وللموساد، بحيث انفرط عقد هذه الشبكات التجسسية. والعدو الصهيوني مند حرب تموز يتربص بلبنان، إنما الأمر بات مرهونا بالظروف السياسية والقدرة الإسرائيلية على الدخول في عدوان جديد ضد لبنان، أي أنها ستحسب ألف حساب لذلك من حيث الأهداف والنتائج.. * هل يعني ذلك أن إسرائيل هي من يقف وراء الاغتيالات التي عرفها لبنان وعلى رأسها اغتيال رفيق الحريري؟ – بعض التقارير الإخبارية كانت قد أشارت إلى تورط ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش وأنه كان قد شكل خلية لهذا الغرض، وعلى كل هناك محكمة دولية تقوم بواجباتها ونأمل مجددا أن تمارس عملها بدون تسييس ولا تخضع لضغوط جهات سياسية مثلما حدث لها في البداية. * ما قصة « خلية حزب الله » التي أفاض الإعلام المصري مؤخرا في الحديث عنها؟ – الأمر لا يتعلق بشبكة أو خلية كما سماها المصريون وإنما هو مجرد شخص يدعى سامي شهاب اعتقل في القاهرة قبل حوالي خمسة أشهر بتهمة إدخال السلاح إلى غزة، أي قبل العدوان الإسرائيلي على القطاع، ووقتها أصدرت السلطات المصرية بيانا باعتقال هذا الشخص ونشر الخبر في الصحف. وبقي شهاب طوال تلك الفترة محتجزا لدى أجهزة المخابرات المصرية التي وجهت له كل التهم ما عدا إدخال السلاح إلى غزة. فقد اتهموه بمحاولة قلب النظام المصري ومحاولة المساس بالأمن القوي.. وبعد ذلك شنت السلطات المصرية حملة كبيرة تم توظيفها سياسيا وإعلاميا بهدف تشويه صورة المقاومة، غير أن النتيجة جاءت عكسية، حيث استنفذوا كل جهودهم في هذا الاتجاه دون تمكنهم من تحقيق غرضهم والنيل من المقاومة. واليوم الأمور تسير باتجاه محاكمة سامي شهاب بشكل فردي وبعدها تنتهي القضية.. * لماذا يستهدف حزب الله من طرف بعض الأنظمة العربية؟ – هذه الأنظمة مواقفها كانت واضحة وجلية في استهداف حزب الله والمقاومة خلال حرب تموز 2006، والسبب أن الحزب يشكل ركنا أساسيا في المقاومة العربية والإسلامية وكذلك يشكل تحديا حقيقيا لدعاة الاستسلام وكل من يسير في ركن التسويات المذلة. وها هي حركة حماس وكل فصائل المقاومة الفلسطينية تتعرض بدورها للضغوط من طرف هذه الأنظمة. وهناك سؤال استفهامي كبير يطرح نفسه: لماذا يقوم النظام المصري بغلق معبر رفح؟ هل هو تسديد فواتير لأجل قضايا أخرى؟ وهل استقالت مصر من دورها؟ وكيف سيواجه العرب هذا العدو الصهيوني؟ * انفجرت خلال السنوات الأخيرة فتنة طائفية ومذهبية في المنطقة، من يحركها؟ – المشروع الأمريكي متكامل الحلقات، بدأ من أفغانستان إلى العراق إلى فلسطين والصومال واليمن. وفي لبنان عندما عجزوا عن إثارة النعرات الطائفية حاولوا تشويه صورة حزب الله، فمرة يتهمونه بالإرهاب ومرة بتبييض الأموال والمتاجرة بالمخدرات حتى أن سماحة السيد حسن نصر الله ذات مرة قال « لو حدث زلزال في أمريكا لاتهموا حزب الله بالوقوف وراءه.. » وفي العراق عندما قاموا بغزوه حققوا جزءا من أهدافهم، وهو إزاحة صدام حسين من الحكم، ولكن المشروع الأمريكي اصطدم بواقع سياسي معقد، مما جعلهم يثيرون الفتن الطائفية، وساعدهم في ذلك بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة التي لا تعترف بأحد وتكفر ما عداها، وهذا طبعا لا يمت للإسلام بصلة. هدف المشروع الأمريكي هو جعل الكيان الصهيوني جزءا من النسيج العربي، وحتى الاتحاد المتوسطي يرمي إلى هذا الهدف، بدليل أن المصريين سمحوا هذه الأيام ولأول مرة بترجمة الكتب الإسرائيلية إلى العربية. وفي المقابل يتم التحريض على أن تكون إيران هي العدو الأول للعرب وليس الكيان الصهيوني. والمشكل أن أصحاب الفشل والهزيمة يتم إغراؤهم بالمجان لتحقيق هدف المشروع الأمريكي. * يدور جدل واسع حول تشييع المنطقة العربية، ما رأيكم؟ – ما يقال عن التشيع غير صحيح وغير دقيق، وهو جزء من الفتن التي يثيرها العدو والإدارة الأمريكية وضعاف النفوس الذين ينزلقون من حيث يعلمون أو لا يعلمون وراء هذه الفتن. لا يوجد مشروع لنشر التشيع في المنطقة سواء لدى حزب الله أو لدى إيران، بل بالعكس حزب الله هو أداة وحركة استراتيجيتها وأولويتها تكمن في مواجهة العدو الصهيوني وفي كيفية أن تبقى المقاومة متجذرة في المنطقة كخيار تتبناه الشعوب والأنظمة. كما أن حزب الله يعمل لأجل بناء علاقات ايجابية مع جميع الدول العربية والحفاظ على الوحدة بين المسلمين.. * هل حزب الله متفائل بمجيء باراك أوباما إلى السلطة؟ – على مستوى الشكل والصورة التلفزيونية يؤشر مجيء أوباما إلى إمكانية حدوث تغيير في الأداء الأمريكي، ولكن السؤال المطروح: هل سيكون هناك تغيير في الجوهر، في جوهر الصراع العربي الإسرائيلي؟ حتى الآن نسمع خطابات معسولة من الرجل، والواقع أن بنيامين نتانياهو، رئيس وزراء إسرائيل، ورغم زيارته لواشنطن يقوم بعملية تصعيد للشروط الإسرائيلية ومنها تمسكه ببناء المستوطنات وعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية. لا أظن حدوث تسوية في المدى المنظور، لأن أولويات أوباما هي في كيفية الخروج من الأزمة الاقتصادية الحادة جدا، بالإضافة إلى مواجهة المأزق الكبير في باكستان وأفغانستان.. * كيف هي علاقة حزب الله بالجزائر؟ – علاقتنا بالجزائر ايجابية وطبيعية، والشعب الجزائري يدرك أكثر من غيره معنى المقاومة والاحتلال، لأنه تعرض للاحتلال الفرنسي وعانى من ويلاته. ودولة الجزائر أيضا عملت وشاركت دوما في الدفاع عن فلسطين المحتلة من خلال مواقفها الايجابية.. ( المصدر: صحيفة « الشروق » ( يومية- الجزائر ) الصادرة يوم 14 جوان 2009)