الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

11 ème année, N°4115 du 05.10.2011
archives : www.tunisnews.net


السفير:تونس ترفض منح فلسطينيين تأشيرات للمشاركة في لقاء للمدوّنين العرب

الصحافة:محكمة الاستئناف تؤجل النظر في قضية مطار تونس قرطاج

الصباح:الخميس القادم السرياطي مجددا أمام التحقيق

بناء نيوز:النيابة العسكرية تستأنف الحكم في قضية سمير الفرياني

كلمة:الامن التونسي يكتشف مخابئ جديدة لأسلحة ليبية مهربة

لجنة الدفاع عن الأسرى الفلسطينيين:دعوة

كلمة:فتح الداخلية لأقبيتها …خطوة مهمة لكن منقوصة

جماعات حرية التعبير تحتفل بإطلاق سراح مفوض شرطة بلّغ عن ما زعم عن مخالفات تُرتكب في وزارة الداخلية

كلمة:الحكومة التونسية تتكفل اخيرا بجرحى ثورتها

بناء نيوز:فؤاد المبزع يؤكّد اعتزاله الحياة السياسية بعد انتخابات المجلس التأسيسي مباشرة

الشرق الأوسط:رئيس وزراء تونس: سأسلم مفاتيح الدولة للحكومة المقبلة بعد الانتخابات

الصباح:بين قائمات ممزقة وطرق ترويج مستنبطة:المهرجانات الانتخابية» باهتة ومرتبكة لجل الاحزاب

انذار لـ «النهضة» في بن عروس وألف استقالة في «التقدمي» في قفصة

الشروق:استقالة ألف منخرط من التقدمي: تبادل اتهامات ونفي لخبر أصله صحيح !!

بناء نيوز:خبير بولوني يؤكد أن تغيير العقليات أصعب من تغيير القوانين في فترة الانتقال الديمقراطي

الصباح:حركة البعث تدعو إلى إقامة عمل «جبهوي» يتجاوز التمثيلية في «التأسيسي»

محمد بن عبد الله والد الزميلة جنّات بن عبد الله في ذمة الله

الشيخ الهادي بريك: أكثر الأسئلة إثارة : كيف ستواجهون تزوير الإنتخابات؟

د. محمد بن نصر:من العجائب المسكوت عنها في ثورتنا

كارم يحيي:الأهرام تستطلع مسار الثورة في تونس‏:كيف يجري الانتقال إلي الديمقراطية

الشبكة العربية تندد باستمرار الاجراءات القمعية ضد المواطنيين من قبل الشرطة العسكرية

الشاعرة اللبنانية سمر دياب لـ«الصحافة»:تقرحنا بما يكفي… والثورات العربية أعادت شحن النفوس


Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


تابعواجديد أخبارتونس نيوزعلى الفايسبوك

الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141



أعلن مدوّنون فلسطينيون، أمس، أن تونس رفضت منحهم تأشيرات دخول لتلبية الدعوة التي وجهت لهم للمشاركة في اللقاء الثالث للمدونين العرب، من دون تقديم توضيح حول هذا الرفض. وكان اللقاء مخصصاً لاجتماع نحو 200 مدوّن عربي في تونس، لمناقشة الدور السياسي الذي تؤديه المواقع الاجتماعية في الانتفاضات العربية على الأنظمة القائمة. وقال المدوّن صالح دوابشة، في رام الله، «رفضت تأشيرات جميع المدونين الفلسطينيين من الضفة أو غزة أو فلسطينيي الداخل ما عدا تأشيرة لمدوّن واحــد». وأضــاف «عند سؤال السفارة التونسية في رام الله عن السبب قالوا أن الداخلـــية التونســـية رفضت توضيح الأسباب»، مشيراً إلى إن 11 مدوناً أرادوا التوجه إلى تونس لكن واحدا فقط حصل على التأشيرة. من جهتها، قالت المدونة رشا حلوة، من عكا، أن «رفض التأشيرات لجميع الفلسطينيين أمر متوقع نوعا ما، لكن المفاجئ انه تم في نظام ما بعد الثورة في تونس، الذي يجب أن يكون تعامله مختلفاً مع الفلســطينيين على اختلاف جوازات السفر التي يحملونها». وأضافت «نشعر بالغضب لرفض تأشـــيراتنا، حيث كنا نرغب في أن نكون جزءا من اللقاء لتبادل خبراتنا مع المدونــين العرب وإعطائهــم نظرة عن خصوصــية الوضع في فلـسطين». (المصدر: صحيفة « السفير » (يومية – لبنان) الصادرة يوم 4 أكتوبر 2011 )


محكمة الاستئناف تؤجل النظر في قضية مطار تونس قرطاج

موقوفتان أصابتهما هستيريا بكاء… وعماد الطرابلسي لا يرغب في حضور المحاكمة


الصحافة نظرت صباح أمس الدائرة الجناحية بمحكمة الاستئناف بتونس في قضية «مطار قرطاج الدولي» وقررت تأجيل النظر فيها استجابة لطلب لسان الدفاع. وحضر صباح أمس الى قاعة الجلسة جميع المتهمين الموقوفين كما حضر أغلب المتهمين المحالين بحالة سراح. وأعلن عدد من المحامين نياباتهم عن بعض المتهمين وطلبوا تأخير النظر في هذه القضية للاطلاع وإعداد وسائل الدفاع وهو ما أثار ردود أفعال عديدة في القاعة فقد أعلن البعض من المحامين اعتراضهم لأنّ ذلك لا يخدم مصلحة منوبيهم الذين قضوا أكثر من العقوبة المحكوم بها في الطور الابتدائي ولأنّ اعتماد هذا التمشي قد يسبب التأجيل المتواصل للقضية إن تعددت الاعلامات بالنيابة من جلسة الى أخرى. ردود فعل غير منتظرة ردّ فعل آخر لم يكن منتظرا عندما تقدّم أحد المحامين بطلب تأخير صادر عن احدى الموقوفات وهي ريم محجوب التي انخرطت في نوبة من البكاء، وتواصل بكاؤها لمدة دقائق وانخرطت الموقوفة أميرة المحجوب بدورها في هستيريا من البكاء مما استدعى اخراجهما من قاعة الجلسة الى حين عودة الهدوء إليهما وإعادتهما الى القاعة. حدث اخر ميّز جلسة الامس ففور الانطلاق في المناداة على المتهمين وبعد المناداة على عماد الطرابلسي اخذ هذا الاخير الكلمة ليعلم المحكمة بأنه لا يرغب في المثول امامها وانه لم تقع الاستجابة لطلبه هذا. محامي عماد الطرابلسي تدخل بدوره ليسجل استغرابه من عدم احترام رغبة منوبه الذي اعلن انه لن يمثل امام المحاكم التونسية الا بعد انتخابات المجلس التأسيسي وقال:«كان على النيابة العمومية ان تعاين ذلك وألا يقع اجبار منوبي على المثول أمام المحكمة بأية تعلة». وتمسك محامي عماد الطرابلسي بتأخير القضية لأن ذلك سيجنب المحكمة المزيد من الضغط كما عبر عن استغرابه من موقف الديوانة التي رفضت إجراء الصلح في هذه القضية. تأخير نهائي وتقدم كل المحامين في هذه القضية بمطالب افراج عن منوبيهم الموقوفين، مشددين على أن يكون هذا التأخير، تأخيرا نهائيا. احدى المتهمات الموقوفات وهي اميرة محجوب تقدمت من المحكمة قائلة «لم نفعل شيئا لم نسرق ولم ننهب احرقت منازلنا… لسنا مذنبين، المذنبون الحقيقيون هربوا ونحن في السجن ولنا أطفال وعائلات في انتظارنا». ممثل النيابة العمومية الذي فوض النظر في مطلب التأخير طلب من المحكمة السماح له بالتدخل ليرد على ما جاء على لسان محامي عماد الطرابلسي قائلا: «القضاء والقضاة مستقلون ولا سبيل للمزايدة على استقلالية القضاء، من حق عماد الطرابلسي أن يعلن عن رفضه الحضور ولكن عليه أن يعلم النيابة العمومية بذلك». يذكر أن النيابة العمومية كانت قد طعنت في الأحكام الابتدائية في هذه القضية بالاستئناف في نفس يوم صدورها . وكانت ابتدائية الحاضرة أصدرت أحكامها بالسجن التي تتراوح بين 6 سنوات وعدم سماع الدعوى وخطايا مالية بأكثر من 200 مليار من المليمات. كانت أقصى عقوبة قضت بها المحكمة الابتدائية هي 6 سنوات سجنا في حق كل من ليلى ومعز الطرابلسي وهما محالان بحالة فرار وقضت المحكمة بسجن عماد الطرابلسي لمدة سنتين كما قضت بعدم سماع الدعوى في حق علي السرياطي مدير الأمن الرئاسي السابق. وكانت المحكمة الابتدائية أفرجت عن 3 متهمين عند مباشرتها لهذه القضية من جملة 20 موقوفا. ـ تورط في هذه القضية 29 متهما تم ايقافهم يوم 14 جانفي بمطار قرطاج الدولي عندما كانوا يهمون بالفرار وضبطت بحوزتهم مبالغ مالية مختلفة لعملات محلية وأجنبية. كريمة دغراش تصوير: مقداد الشواشي (المصدر: صحيفة « الصحافة » (يومية – تونس) الصادرة يوم 04 أكتوبر2011)

<



أحضر أمس(أول أمس) لدى أحد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس 1 علي السرياطي مدير الامن الرئاسي في عهد المخلوع. وعلمت  » الصباح  » أنه تمت دعوته لحضور جلسة تحقيقية يوم الخميس القادم. (المصدر: صحيفة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 04 أكتوبر2011)

<



تونس – بناء نيوز – عمار عبيدي استأنفت النيابة العسكرية اليوم 04 أكتوبر 2012 الحكم الصادر ضد محافظ الشرطة أعلى سمير الفرياني في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ القضاء العسكري، وكانت المحكمة العسكرية قضت في الأسبوع المنقضي بعدم سماع الدعوى في حق الفرياني بالنسبة لتهمة الاعتداء على سلامة أمن الدولة الخارجي، والتخلي عن التهمتين المتبقيتين لصالح القضاء العدلي بعد جلسة شهدت عديد المداخلات واستمرت أكثر من خمس ساعات. ووجهت للفرياني تهم الاعتداء على امن الدولة الخارجي ونشر أقوال زائفة من شأنها تعكير صفو الأمن العام وثلب شخص ياسين التايب مدير المخابرات. وفي رده على التهم تمسك الفرياني بأقواله حول إتلاف الأرشيف الفلسطيني وبقية تصريحاته وبين أنه حاول الاتصال بوزير الداخلية والوزير الأول لإطلاعهما على جملة التجاوزات بعد 14 جانفي لكنه لم يتمكن من ذلك فاضطر للالتجاء للصحافة. (المصدر: موقع بناء نيوز الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 04 أكتوبر 2011)

<



القت قوات الامن الليلة البارحة القبض على مجموعة من الليبيين المسلحين في منطقة بلخير من ولاية قفصة. و قال شهود عيان لراديو كلمة ان سبعة اشخاص ممتطينلسيارة اجرة كانوا في طريقهم الى الجزائر حاولوا عبور الاراضي التونسية بطريقة غير شرعية. وافادت مصادر امنية راديو كلمة ان الموقوفين الذين تم تحويلهم الى ادارة الابحاث و التفتيش بالإدارة العامة للحرس الوطني بتونس، ان الليبيين اعترفوا بانهم اخفوا كميات من الاسلحة في عدد من مدن الجنوب التونسي. و قالت نفس المصادر ان قوات الامن عثرت في جهة قفصة على اسلحة كلاشنكوف و كميات من الذخيرة قاموا بإخفائها بمناطق مختلفة في الجنوب الشرقي للبلاد. وأكد بلاغ صادر اليوم عن وزارة الداخلية خبر إيقاف هذه المجموعة بقفصة بعد اجتيازها الحدود التونسية الليبية خلسة مضيفا أن عناصر هذه المجموعة اعترفت بتفريطها في سلاح من نوع كلاشنكوف وذخيرته لأحد التونسيين بمدينة بن قردان بمبلغ قدره 700 دينار. يذكر ان الامن التونسي كان ضبط امس كميات من الاسلحة و الذخيرة في منطقة لافايات بتونس. كما كشفت مصادر امنية خاصة بان الاجهزة الامنية تمكنت يوم الجمعة الماضي من حجز 10 بنادق حربية و مسدسات و كمية من الذخيرة لدى عدد من التونسيين كانوا اشتروها من ليبيين في مدينة اريانة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 04 أكتوبر 2011)

<



تنظم لجنة الدفاع عن الأسرى الفلسطينيين ندوة يوم الخميس 06 أكتوبر الساعة العاشرة والنصف صباحا بدار الثقافة ابن خلدون تونس وترحب اللجنة بحضوركم ومشاركتكم للتعبير عن تضامنكم ومؤازرتكم للأسرى المضربين عن الطعام المؤسسين السيد محمد منصف الطريقي الاستاذة ايمان الطريقي الاستاذ انور ولاد علي الاستاذ ضياء مورو الدكتور لمين الزيد الدكتور ابراهيم الغربي اية الاسلام الطريقي

<



فتحت وزارة الداخلية صباح يوم الاثنين 03 أكتوبر أبوابها لعدد من الصحفيين الأجانب لزيارة مراكز الاعتقال بها من أجل الإطلاع عليها ومعاينة الأوضاع داخل زنازينها أو ما يعرف بـ »أقبية وزارة الداخلية « كما هو معروف لكل التونسيين. و كان من بين هؤلاء الزائرين السيد هبرتوس كناوب  » Hubertus Knabe » رئيس مركز النصب التذكاري لمتحف سجن « ستازي » (الذي كانت تستغله مخابرات ألمانيا الشرقية في العهد السوفياتي للتعذيب والتنكيل بنزلائه وأصبح متحفا بعد سقوط جدار برلين ليكون شاهدا على حقبة تاريخية عاشتها ألمانيا) والذي خص راديو كلمة بحوار أجراه معه السيد عمر المستيري مدير راديو كلمة حول ما عاينه لدى زيارته لأقبية الداخلية. السيد « هبرتوس كناوب » لم يكن يتوقع أنه بإمكانه دخول أقبية وزارة الداخلية حيث ذكر أنه عندما استفسر أحد أعوان الأمن لدى زيارته لتونس في شهر أفريل الفارط عن إمكانية دخوله لمراكز الاعتقال بوزارة الداخلية كانت إجابته بأن ذلك من المستحيلات . لكن لدى زيارة السيد الحبيب الصيد وزير الداخلية في إطار زيارة عمل إلى ألمانيا يومي 12 و13 جويلية الفارط بدعوة من نظيره الألماني هانس بيتر فريدريش، اتصل السيد »هبرتوس كناوب » بوزير الداخلية وأعلمه برغبته في زيارة مراكز الاعتقال، لم يرى السيد حبيب الصيد مانعا في ذلك بعد تقديم مطلب كتابي وهو ما تمّ بالفعل وتمت الموافقة… لكن بعد مرور شهرين من تقديم المطلب… وهي مدة كافية لطمس الحقائق وتغيير حالة الأقبية وتحسينها… وهو ما تم بالفعل. فلدى زيارته لمراكز الاعتقال وجد السيد « هبرتوس كناوب » أن الزنزانات كان خالية من السجناء وأن الجدران قد طليت وأن المكان نظيف وأن كل الدلائل التي قد تساعد في كشف بعض ما عاناه السجناء من تعذيب وتنكيل قد تم إزالتها ما عدى بعض الكتابات المحفورة على الجدران مضمونها تضرع ودعاء لله من قبل السجناء لكي يريحهم مما يعيشونه من عذاب. كما لاحظ محدثنا أنه لم يكن يوجد بهذه الأقبية أي أثر للأدوات التي تستعمل لممارسة التعذيب والتي قد تكون شاهدا على حجم المعاناة وفظاعة الممارسات والانتهاكات التي مر بها من تواجد بهذه الأقبية . لذلك من الضروري أن يكون من بين زائري هذه الأقبية في المرات القادمة سجناء تواجدوا بها وعانوا فيها ويلات التعذيب و هو ما سيساعد على مزيد كشف الحقائق لكي لا تطمس و يفلت من اقترفوا في حقهم هذه الانتهاكات من المحاسبة و العقاب. هذه الزيارة ضرورية لمحاولة كشف الحقائق لكنها تبقى خطوة أولى ويجب تعزيزها إذ إضافة إلى مثل هذه الزيارات لا بد من حماية الملفات وأرشيف الداخلية من الإتلاف الذي لا شك أن العديد منه قد تم التخلص منه كي لا تكشف كل الحقائق لذلك من الضروري حسب السيد « هبرتوس كناوب  » حماية ما بقي من الأرشيف ماديا و من ثمة إيجاد الإطار القانوني الكفيل بحمايته والضامن لحق الوصول إليه كي يعتمده الضحايا كدلائل لما اقترفه في حقهم جلادوهم و بالتالي إمكانية محاسبتهم . مزيد من التفاصيل تستمعون إليها في الحوار التالي مع السيد « هبرتوس كناوب » كريم وناس (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 04 أكتوبر 2011)

<


تونس مصدر: آيفكس مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس 3 أكتوبر 2011

جماعات حرية التعبير تحتفل بإطلاق سراح مفوض شرطة بلّغ عن ما زعم عن مخالفات تُرتكب في وزارة الداخلية


(آيفكس / مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس) – 3 تشرين الأول\ أكتوبر 2011 – (آيفكس / مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس (يحتفل المدافعون عن حرية التعبير بالقرار الذي أتخذ يوم الخميس 29 أيلول\ سبتمبر 2011 من قبل محكمة عسكرية والذي تمثل بإسقاط التهم الموجهة ضد ضابط شرطة تونسي كشف أنّ فئة ضباط من أيام ما قبل الثورة لا تزال نشِطة في البلاد – يُزعم أن بعضهم من الجلادين الذين مارسوا التعذيب، والبعض الآخر ارتبط بفرق مراقبة الانترنت السيئة السمعة. واعتقل سمير فرياني، وهو مفوض للشرطة وناقد علني لاستمرار عمل ونفوذ ضباط ارتبطوا سابقا بعمليات التعذيب والرقابة داخل الأجهزة الأمنية، بطريقة دراماتيكية واحتجز في البداية بمعزل عن العالم الخارجي في 29 إيار\ مايو 2011. وهنالك أنباء أن عناصر من شرطة مكافحة الارهاب صدمت سيارته قبل القاء القبض عليه. ولكن في 29 أيلول\ سبتمبر 2011، برأت محكمة عسكرية ساحته من تهمة « المس بالأمن الخارجي للدولة »، ورفضت الاستماع إلى تهمتين أخريين تتعلق بنشر معلومات « من المرجح أن تضر بالنظام العام » و « متهما، دون دليل، موظفا عاما بانتهاك القانون ». وعلى الرغم من أن التهمتين الأخيرتين قد يتم تحويلهما الى محكمة مدنية، فلقد تم الاحتفال على نطاق واسع بالحكم الصادر يوم الخميس من قبل مؤيدي سمير فرياني وأسرته، بما في ذلك أمه العجوز، التي كانت في المحكمة لحضور جلسة الاستماع. ولقد قام أعضاء مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس (IFEX – TMG)وهي ائتلاف يضم 21 منظمة تعتني بحرية التعبير بحضور ومراقبة جلسة المحاكمة التي استمرت يوما كاملا. ولقد أخبر فرياني أعضاء مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس ان الحكم لم يكن حول قضيته الشخصية، لكنه كان حول قضية تونس ككل وحول الحق في حرية التعبير. وعبر عن دواعي سروره لأن المحكمة العسكرية قد أثبتت استقلالها عن التدخل السياسي فقدمت حكما عادلا ونزيها وشفافا. وشكر فرياني آيفكس لدعمها له ولقضيته وقال انه لم يقرر بعد خطواته المقبلة، وببساطة ‘سوف ينتظر ويرى »، مضيفا ان « الشيء الأكثر أهمية هو أن يتم الاستقرار في تونس ويختفي ما تبقى من عناصر النظام السابق. » واعتقل فرياني ثم وجه له الاتهام في وقت لاحق بعد أن بعث برسالة شديدة اللهجة الى وزير الداخلية حبيب السيد والتي تضمنت إلقاء اللوم على مسؤولين ما يزالون على رأس عملهم بالسماح بقتل المتظاهرين خلال الثورة التونسية في كانون الثاني\ يناير 2011، وحذر من ان « الذين مارسوا التعذيب سيئوا السمعة » لا يزالون مطلقي السراح. كما اتهم ضباطا بتدمير السجلات الرسمية، بما في ذلك بعض السجلات المأخوذة من المقر السابق لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات. ولقد تم نشر اتهاماته قبل اعتقاله في صحيفتين وهما الخبير وجريدة « L’ Audace ». وقد جادل المرصد من أجل الحريات الصحفية (OLPEC)، وهو منظمة عضوة في مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس (آيفكس) وشريك لإنديكس أون سنسرشيب ( مؤشر على الرقابة)، طويلا أنه ينبغي أن تكون الشرطة والأجهزة الأمنية أكثر عرضة للمساءلة وأن تخضع للقانون. وقالت الامينة العامة للمرصد سهام بن سدرين بأنّ الحكم كان « النتيجة العادلة » التي يمكن أن تعيد بعض الثقة في المحاكم التونسية ولكنه ترك أسئلة حول قوة النظام القديم حتى في ما بعد ثورة كانون الثاني\ يناير 2011. « إنه يبين كيف أن الأجهزة الأمنية السرية تواصل التلاعب بالسجلات » وقالت « هذا يحرم ضحاياها من الأدلة في حين أن ذلك يفضح فشل الحكومة المؤقتة بالقيام بأي تصرف ». وأضاف روهان جاياسيكيرا رئيس مجموعة آيفكس ونائب مدير إنديكس أون سنسرشيب (مؤشر على الرقابة): « إن الحق في فضح الظلم عندما تفشل القنوات الرسمية في التصدي للجرائم حقّ واضح ومطلق. إن قرار المحكمة اليوم هو دليل على أنه يمكن أن يكون لتونس مستقبل كدولة ديمقراطية ناضجة تسترشد بعدالة نزيهة ومستقلة « . مزيد من المعلومات: آيفكس مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس Rohan Jayasekera, Chair c/o Index on Censorship London United Kingdom rj (@) indexoncensorship.org تليفون:‏ +44 20 7324 2522 http://ifex.org/tunisia/tmg/ ARTICLE 19 Canadian Journalists for Free Expression Cartoonists Rights Network International Freedom House Index on Censorship International Federation of Library Associations and Institutions International Press Institute International Publishers Association Journaliste en danger Media Institute of Southern Africa Norwegian PEN World Association of Community Radio Broadcasters World Association of Newspapers and News Publishers Writers in Prison Committee, PEN International الاتحاد الدولي للصحفيين الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان المنظمة المصرية لحقوق الإنسان مركز البحرين لحقوق الإنسان مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان مؤسسة مهارات

<



اكد العميد في الجيش الوطني السيد مختار بن نصر اليوم خلال لقاء اعلامي ان الدولة ستتكفل بعلاج جرحى الثورة و تقديم الرعاية النفسية و الجسدية لهم مع تكفل الدولة ايضا لمعالجة الحالات الخاصة بالخارج . و قال السيد بن نصر ان لجانا فنية و طبية بصدد التكوين، قصد دراسة الحالات و تحديد نسبة العجز البدني ،الى جانب ضبط قائمة نهائية لجرحى الثورة تفاديا لأي لبس محتمل. يذكر ان جرحى الثورة التونسية تحصلوا خلال شهر فيفري الماضي على مساعدات حكومية اعتبرت لا تفي بالحاجة مما اجبر الكثير منهم على اقتحام القسم الاستعجالي بالمستشفى العسكريالأسبوع الماضي للمطالبة بالعلاج.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 04 أكتوبر 2011)

<



بناء نيوز – عبدالخالق جباهي قالت صحيفة الديار اللبنانية ان الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزّع سيعتزل مهامه السياسية بعد انتهاء انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 23 من أكتوبر تشرين الثاني القادم. وأكّد المبزّع أنّ مهامه ستنتهي بعد ذلك الموعد مباشرة مشيرا الى أنّه وصل الى « عمر يتطلب منه الراحة وسيظل على الدوام مهتما بالشأن السياسي ». وأعرب عن ارتياحه لمشوار الثورة التونسية خاصة أنّ هذه « الانتخابات هي الأولى بعد سنوات حكم الحزب الواحد وستكون شفافة وحرة وديمقراطية تشهدها تونس وستفضي الى مجلس تأسيسي سيمثل السلطة التشريعية في البلاد ». وأكّد رئيس الجمهورية التونسية المؤقت أنّ « المرحلة الانتقالية الحالية لا يمكنها في فترة وجيزة التعامل مع العديد من الملفات التي تم فتحها بعد الثورة » رجوع أعلى الصفحة طباعة هذه الصفحة (المصدر: موقع بناء نيوز الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 04 أكتوبر 2011)

<


رئيس وزراء تونس: سأسلم مفاتيح الدولة للحكومة المقبلة بعد الانتخابات قائد السبسي: أفضل أن أبقى في منزلي أذا لم أكن مفيدا


واشنطن: مينا العريبي
أكد رئيس وزراء تونس الباجي قائد السبسي التزامه بتسليم السلطة بشكل سلمي إلى الحكومة الانتقالية المقبلة بعد انتخابات 23 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، لكنه في الوقت نفسه قال «سأعمل حيث أكون مفيدا» في حال سمحت الظروف بذلك بعد الانتخابات. وجاءت تصريحات السبسي خلال ندوة في مقر البنك الدولي في واشنطن أمس في مستهل زيارته إلى العاصمة الأميركية واشنطن، حيث شدد على أهمية إنجاح التجربة التونسية في الانتقال إلى الديمقراطية لتكون نموذجا للعالم العربي. وقال السبسي: «بحلول 23 أكتوبر نريد أن نسلم مفاتيح المنزل إلى فريق جديد يختاره الشعب وآمل أن يختار الشعب التونسي في أجواء هادئة من سيقوده». وكان السبسي واضحا في إقراره بأهمية التجربة التونسية خلال الفترة المقبلة، قائلا «نقوم بكل ما بوسعنا لإقامة حكومة جديدة، كل الثورات لا تنتهي بنفس الطريقة، البعض ينتهي بالقتل والفوضى والآخر بالديمقراطية والانتقال السليم وهذا ما نعمل من أجله». ويقوم السبسي بزيارة إلى الولايات المتحدة استعدادا للمرحلة المقبلة لتونس، وقبل أن تخوض بلاده الانتخابات التاريخية لاختيار حكومة انتقالية جديدة نهاية الشهر الحالي. ويستقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما السبسي يوم الجمعة كما من المرتقب أن يلتقي السبسي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يوم غد بعد أن أنهى مشاورات مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وفي لقاء مع عدد من الصحافيين بعد الندوة أمس، أجاب السبسي عن سؤال «الشرق الأوسط» حول ما يتوقعه من دعم أميركي لبلاده، ضاحكا: «إنني أزور الولايات المتحدة لأنه تم استدعائي من الرئيس وهل يرفض استدعاء من الرئيس أوباما؟». وكان السبسي التقى أوباما الشهر الماضي خلال اجتماع الدول الثماني الصناعية في دوفيل، وكان اللقاء جيدا وتقدم أوباما بالدعوة حينها. وأوضح السبسي أن «العلاقات مع الولايات المتحدة علاقات قديمة، فمن أول الدول التي اعترفت باستقلال الولايات المتحدة الأميركية هي تونس، وأول اتفاقية أبرمت بين تونس والولايات المتحدة كانت عام 1799، كانت اتفاقية الصداقة والتجارة ومنذ ذلك التاريخ علاقتنا طيبة ومسترسلة وتعاوننا مثمر». وأضاف: «وجدنا الولايات المتحدة إلى جانبنا عندما دخلنا في خلافات مع الدولة التي كانت تستعمرنا وهي فرنسا وهي أيضا أصبحت دولة صديقة والولايات المتحدة استضافت القادة التونسيين خلال فترة الكفاح». وامتنع السبسي عن توضيح أي مطالب لديه من الأميركيين، مكتفيا بالقول: «هذه الزيارة تندرج في سلسلة الاتصالات والزيارات المتبادلة بين تونس والولايات المتحدة». وفيما يخص الاستعداد للانتخابات، قال السبسي: «الانتخابات استحقاق شعبي أساسي، والحكومة هذه تكونت على أساس خريطة طريق، وأهم ما فيها إجراء انتخابات حرة ونزيهة وتعددية، وهذه الانتخابات اتخذت كل الإجراءات لإنجاح هذا المسار». وأضاف: «في أول مرة في تاريخنا، ليست الحكومة هي التي تنظم الانتخابات بل هنالك لجنة مستقلة هي التي تنظم هذه الانتخابات وتؤيدها وتشرف عليها وتعلن نتائجها وهذا ضمان للشفافية ومصداقية العملية الانتخابية ولأول مرة الحكومة وأعضاء الحكومة اتخذوا على أنفسهم ألا يترشحوا للانتخابات كي يعطوا مصداقية أكبر للعملية الانتخابية باعتبار أن العملية الانتخابية هي أول تجربة جديدة بالنسبة لدولة مثل تونس ونعتقد أنها أيضا ستكون تجربة مثالية إن شاء الله للدول التي هي من حجمنا والذين ما زالوا لم يجروا انتخابات حرة وتعددية». وتابع: «أملنا أن الأمور تسير على أحسن ما يرام من دون أي انتكاسة إن شاء الله». وردا على ما ورد في مقابلته مع صحيفة «نيويورك تايمز» التي قالت فيها إنه يفكر بمواصلة عمله السياسي في الحكومة المقبلة، قال: «مستقبلي يملكه الله، لا أعلم، ولكن لن أقبل مسؤولية سوى أن أكون مفيدا». وأوضح: «سني 85 عاما وأمضيت شبابي كله في خدمة بلدي وأتمنى أن أقضي وقتي المتبقي في خدمة بلدي»، مضيفا: «إنني قمت بعملي وأفضل أن أبقى في داري إذا لم أكن مفيدا وقبلت هذه المهمة لأنني شعرت بأنني قادر على أن أفيد الآخرين»، موضحا: «إنني قمت بمهمتي وحاولت أن أساعد بلدي.. والقضية ستثار بعد الانتخابات، فإذا الظروف كانت مواتية سأنضم إلى الحكومة». ولفت ضاحكا: «سيكون عمري 85 عاما الشهر المقبل فسيكون لدي حق التقاعد قبل أن يقول الآخرون إنني أفقد صوابي». وشدد السبسي خلال خطابه أمام أعضاء البنك الدولي أمس على أهمية معالجة الأزمة الاقتصادية في البلاد وخاصة مشكلة البطالة. وأوضح أن سياسة «التعليم للجميع لا تعني المساواة للجميع» خلال المرحلة السابقة في تونس، مما زاد من عدد الخريجين العاطلين عن العمل. وأوضح أنه يتطلع إلى استئناف برنامج تدريب للخريجين التونسيين في الولايات المتحدة «وذلك سيجعلهم يحصلون على العلوم والتقنيات الجديدة». وأوضح السبسي أن الحكومة تتخذ خطوات ملموسة لمعالجة المشاكل الاقتصادية على الفور، قائلا إن «نمط الاستثمار في تونس تغير الآن لأن الملاحظة الأساسية هي أن التنمية كانت فيها اختلال في التوازن بين المناطق الداخلية والشواطئ، والاستثمارات كانت 80 في المائة للشواطئ و20 في المائة للمناطق الداخلية». وأضاف: «هذه الحكومة قلبت الموازين وأصبحت 80 في المائة من الاستثمارات للمناطق الداخلية و20 في المائة للشواطئ حتى نعالج اختلال التوازن». وأكد أن هذه الإجراءات «ضمن مرحلة أولى، لكن في برنامجنا الاقتصادي خلال السنوات المقبلة هناك مجهود خاص للتنمية الجديدة على أساس البنية التحتية وهي الضعيفة في تلك المناطق وهي مناطق محرومة»، مضيفا: «سنبذل مجهودا خاصا لتشجيع المشاريع الأساسية في تلك المناطق وبناء مؤسسات اقتصادية جديدة». ولفت إلى «الحاجة إلى استراتيجية اقتصادية مهمة، لدينا 600 ألف عاطل عن العمل من 3.5 مليون في سوق العمل». وتم طرح سؤال للسبسي حول إمكانية «الفصل بين الدين والدولة» في تونس، ليجيب بأن تونس ليس لديها مشكلة على هذا الصعيد. وقال: «في تونس نحن لا نحتاج إلى ذلك، الشعب شعب مسلم، ذلك لا يعني الالتزام بالتفسير المتشدد للشريعة ولكن الدستور يوضح أن الدولة جمهورية واللغة الرسمية هي العربية ودين الدولة هو الدين الإسلامي، الكثير من تشريعاتنا من التشريع الإسلامي، من دون إثارة الضجة حول الفصل بين الدين والدولة فالأمور تسير بشكل جيد». ولفت إلى أن هناك أحزابا كثيرة في تونس، وصل عددها إلى 110 أحزاب، قائلا «الكثير يتساءل عن إمكانية تولي حزب إسلامي حكم البلاد ولكن هذا حزب من بين أحزاب عدة في البلاد، والحزب الوحيد المنظم والمعارض للنظام ولذلك حصل الدعم ولكن خلال الأشهر الماضية تم تأسيس نحو 110 أحزاب» تمثل تطلعات الشعب التونسي. وأضاف: «نأمل أن تولد الانتخابات أحزابا جدية». وردا على سؤال حول إمكانية تبني النموذج التركي في الحكم، قال السبسي: «نحن نأخذ في عين الاعتبار أن الشعب هو شعب مسلم ونحن كمسلمين نحترم الآخرين.. النظام التركي نظام خاص وليس لديه علاقة بنظامنا». وحرص رئيس الوزراء التونسي في كلمته على تقديم صورة واضحة عن أوضاع بلاده، قائلا إن «الأوضاع أفضل الآن» على الرغم من التحديات الحالية وخاصة الاقتصادية. وقال إن التغييرات في تونس «لا تقودها آيديولوجية من أي نوع ولم تكن هناك توجيهات للثورة بل صاح الشباب من أجل الحرية والكرامة». وكان السبسي، وصف في مقابلة مع نيويورك تايمز أمس نهجه المتمهل في تلبية مطالب المحتجين بالحصول على وظائف وحريات: «عندما يكون ثمة شخص جوعان، عليك أن تعطيه ما يحتاج إليه وحسب. لا تعطه المزيد، وإلا ربما يموت، ولذا نقترح منحى تدريجيا». ويقول إنه غالبا ما يترك المتظاهرين يعبرون عن أنفسهم، ولكنه في بعض الأحيان يجد أن هناك حاجة لاتخاذ بعض الإجراءات الصارمة. وقال السبسي إن ذلك كان بمثابة اختيار ما بين الانزلاق إلى الفوضى أو فقدان السيطرة تدريجيا، ودافع عن اعتماده من حين لآخر على شرطة مكافحة الشغب وقنابل الغاز المسيلة للدموع بهدف الحفاظ على النظام. وأكسبه هذا النهج دعما واسعا، ولكنه دفع أيضا عددا قليلا من النشطاء إلى تشبيهه بالديكتاتور المخلوع زين العابدين بن علي. ويقول: «في بعض الأحيان، يكون لدعاة الحرية مطالب تتجاوز المنطق، ولذا توجد صعوبة في حماية الحرية من دعاتها أكثر من الأعداء أنفسهم». تحدث السبسي خلال مقابلة استغرقت ساعة ونصف الساعة بقاعة استقبال داخل مجمع عمره قرون يعرف باسم القصبة عشية زيارته الأسبوع الحالي للبيت الأبيض في واشنطن وقبل أسابيع من انتخابات مزمع عقدها في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي لانتخاب جمعية تأسيسية جديدة تحكم تونس أثناء صياغة دستور جديد. ويتوقع أن تكون هذه الانتخابات النزيهة الأولى في الربيع العربي، وستعطيه فرصة تاريخية لتسليم السلطة في انتقال سلمي وديمقراطي، وهذا أمر نادر في تاريخ المنطقة. ويعلق السبسي على ذلك قائلا «هذا واجب وشرف». بدأ السبسي العمل السياسي في مطلع عقد الخمسينات من القرن الماضي تحت الحكم الاستعماري الفرنسي. وكان حينها محاميا شابا يمثل أعضاء حركة الاستقلال المحيطة بالحبيب بورقيبة، الذي أصبح في عام 1956 أول رئيس لتونس. وكان السبسي مستشارا له، كما شغل منصب وزير الداخلية ووزير الدفاع وسفيرا في باريس. وبعد انقلاب أبيض قام به بن علي عام 1987، ظل السبسي في البرلمان التونسي الذي كان يقر ما يريده بن علي حتى عام 1994. ولكنه كان معروفا منذ عقد السبعينات بأنه صوت داخل النخبة الحاكمة يدعو إلى المزيد من الديمقراطية. ويعد هذا المزيج الذي يجمع بين الخبرة والليبرالية النسبية ما جعله يشغل منصب رئيس الوزراء المؤقت بعد هروب بن علي في 14 يناير (كانون الثاني)، وبعد أن أجبرت مظاهرات في الشوارع رئيس الوزراء حينها (محمد الغنوشي) على تقديم استقالته. ويقول أنصار السبسي إنه يجسد التأثيرات العربية والغربية المتشابكة، التي تعد شيئا مميزا لتونس والأب المؤسس الحديث لها، بورقيبة.. ويعتبر الكثير من المراقبين انه بين دول « الربيع العربي» فأن تونس حافظت على مسارها – لا سيما بالمقارنة مع حالة من الارتباك ظهرت بعد الثورة العربية الثانية في مصر، حيث لا يزال الحكم العسكري المؤقت يصوغ خطة معقدة متعددة المراحل يمكن أن ترجئ تولي المدنيين حكما كاملا للبلاد حتى 2014. وبعد عملية تدريجية لمظاهرات في الشوارع وموازنات رسمية وإدخال أصوات جديدة في الحكومة المؤقتة، تمكن السبسي من كسب مصداقية جعلته في يونيو (حزيران) قادرا على إقناع المواطنين والأحزاب بقبول تأجيل الانتخابات لأسباب فنية من تاريخها المحدد أولا في يوليو (تموز) إلى 23 أكتوبر. ووافق على ذلك حتى الإسلاميون، الذين سيخسرون كثيرا لأن لديهم تميزا من الناحية التنظيمية. وشملت لجنة مستقلة للإشراف على المرحلة الانتقالية عددا متزايدا من المجموعات السياسية، الذين وافقوا مؤخرا على موعد نهائي مدته عام للجمعية التأسيسية من أجل الحد من سلطاتها. وتقوم لجنة مستقلة أخرى بالتحقيق في جرائم ارتكبها مسؤولون وحلفاء لحكومة بن علي، ومعهم تفويض بالتوصية بعمليات مقاضاة والإعلان عن نتائجها. ولبدء تصحيح الأوضاع داخل الشرطة الوحشية التي خلفتها حكومة بن علي، قام السبسي بتعيين وزير داخلية ثان لدراسة خطوات تجاه الإصلاح. ولا يزال التونسيون غاضبين بسبب ارتفاع معدلات البطالة، ولا سيما بين خريجي الجامعات، ومعدلات النمو الاقتصادي الضعيفة بسبب الثورة داخل تونس وليبيا المجاورة، وفق ما ذكره السبسي. ويقول إنه من أجل مرحلة انتقالية ناجعة يتمثل «العنصر المهم في تولي شخص يعتمد عليه يحظى بثقة الشعب قيادة هذه الدول»، مشيرا إلى أنه عندما تولى مهام منصبه كان المتظاهرون قد احتلوا ميدان القصبة لأسابيع ووافقوا على الرحيل طوعا من دون تدخل الشرطة. ويقول: «إذا كان الشعب يثق في زعمائه، فإنهم سينتظرون». (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 4 سبتمبر 2011)

<


بين قائمات ممزقة وطرق ترويج مستنبطة المهرجانات الانتخابية» باهتة ومرتبكة لجل الاحزاب


رغم أن المتعارف عليه في تجارب الدول الديموقراطية أن المحطات الانتخابية تمثل احتفالية واسعة ينخرط فيها السياسي بالمواطن العادي لتمثل فرحة يعيشها الجميع رغم ما تحمله في طياتها من منافسات، فإن هذا البعد وما فيه من تقاليد لم يعشه التونسي رغم تعدد وتواتر المواعيد الانتخابية التي عاشها في عديد المناسبات السابقة، سواء في عهد النظام البورقيبي أو خلال فترة الرئيس المخلوع. ولئن تعددت وتكررت الانتخابات داخل تونس في عديد المناسبات سواء كانت رئاسية أو برلمانية أو حتى بلدية ومنظماتية، فإنها بقيت ذات وجه ونهج سياسي محموم ومشحون وموجه، خال من التقاليد الديمقراطية في كافة أبعادها وذلك حتى لدى السياسيين في تونس، وأيضا وعلى وجه الخصوص لدى المواطن البسيط الذي يجر إليها مكرها تحت التهديد والوعيد والخوف من آداء « واجب » فرض عليه فرضا،لا دور له فيه سوى الإدلاء بصوته لصالح أولئك « الوجهاء »، بعيدا عن اقتناغ بهم، أواختيار يكون فيه آدئه الانتخابي حرا وقائما عن قناعة تامة بما قام به. ورغم المسار الطويل وتعدد المحطات الانتخابية التي عرفتها البلاد، فإن شيئا لم يتغير في العملية الانتخابية، حيث أنها بقيت لدى عموم المواطنين شأن عابر ولا يتنزل ضمن تقاليد يختلط فيها السياسي بالاجتماعي والاقتصادي بالثقافي فتأخذ لدى الجميع محطة تجديد يغلب عليها طابع التناغم وسط احتفالية شعبية، تعني وقفة تأمل لوضع إختيارات جديدة يشارك فيها جميع أفراد الشعب وقياداته. جملة هذه الأبعاد التي تمثلها المحطة الانتخابية لدى عديد الشعوب في بلدانها مازالت غير معروفة في تونس، باعتبارها تجربة غريبة عنه، ولم تكن من تقاليده السياسية. لذلك ورغم ثورة 14 جانفي والتحولات الديمقراطية التي عرفتها البلاد والحريات الواسعة التي يعيشها الشعب التونسي وما انبثق عنها من تعدد للأحزاب المتنافسة في هذا الاستحقاق وحريات في مجال الترشح للتأسيسي بشكل مستقل، فإن أول يوم من الحملة الانتخابية الجارية بدا باهتا ومرتبكا بالنسبة لمعظم الأحزاب السياسية والمستقلين. فحملات الجميع كانت مشحونة بأجواء سياسية، لا تخلو من الارتباك ، والخوف والريبة، خالية من أجواء الفرحة وتنوع النشاط وحضور كل الأجيال والأطياف بما في ذلك الأطفال على اعتبار أنها فرحة للجميع، ومناسبة سياسية مبسطة وبسيطة وسط أجواء ديموقراطية يمكن أن يشعر وينعم بقيمتها كل الناس، فيقبلون عليها بعقلية أخرى غير تلك التي كانت تطبعها في سابق المحطات الانتخابية التي تعود الجميع على أجوائها المرهبة الخاصة. وفي غياب هذه التقاليد التي يجهلها التونسي سياسيا كان أومواطنا عاديا، لاحظنا عدم إقبال جماهيري على معظم احتفاليات الحملة الانتخابية التي نظمت، كما بدا الشد والجذب بين الأطراف السياسية بارزا من خلال تمزيق العديد من المعلقات الحاملة لقائمات انتخابية أو دعائية. ولعل الأغرب في الأمر أن حزبا سياسيا اتخذ من إحدى ضواحي العاصمة محطة لحملته الانتخابية، وحولها لسوق تتوفر فيها كافة المواد الاستهلاكية ليوزعها مجانا على المواطنين مع دس قائماته الانتخابية ضمن البضاعة التي يهديها لهم مجانا؟ كل هذا ظهر خلال اليومين الأولين من الحملة، ولا يستبعد أن تعمد أطراف أخرى سياسية إلى ما هو أكثر لتزايد على منافسيها وسط تجاوزات لقواعد اللعبة الديموقراطية في حملاتها الانتخابية، فتظهر ممارسات لا تمت بصلة لقواعد الصراع الانتخابي. وكل هذا في الحقيقة يبقى واردا لأن التونسي سياسيا كان أو مواطنا لا يملك تقاليد في المجال الانتخابي وحملاته. إنها أول محطة انتخابية لنا في تونس بعد الثورة، وهي تتنزل في إطار ديموقراطي لم يكن متوفرا في السابق، وعلى الرغم من هذا فلا بد أن تتوفر لنا الإرادة الكاملة في أن تكون أجواؤها عابقة بالفرحة على اعتبار أن هذه الانتخابات نتاج لتحول كبير في البلاد عشنا صعوباته بالأمس وننعم بفرحته اليوم. علي الزايدي (المصدر: صحيفة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 04 أكتوبر2011)

<



تجاوزات بالجملة في بن عروس.. وانذار لـ«النهضة» سجلت الهيئة الفرعية للانتخابات بدائرة بن عروس وبعد مرور ثلاثة أيام فقط منذ انطلاق الحملة الانتخابية جملة من التجاوزات التي كانت القائمات المترشحة طرفا فيها، ولم يتم الى الآن معرفة من المتسبب بها. تونس: (الشروق): أيمن الزمالي وتأكد لـ«الشروق» أن الهيئة الفرعية للانتخابات ببن عروس ستقوم بانذار النهضة في هذه الدائرة وذلك بتسجيل محضر انذار وتنبيه تبعا لارتكاب مخالفة تتعلق بالحملة الانتخابية، بعد أن تم تسجيل تجاوزات لقائمة النهضة التي يترأسها المحامي نور الدين البحيري. تشكيات وأكد كاتب عام الهيئة الفرعية ببن عروس لـ«الشروق» أن تشكيات وردت على الهيئة من قبل عدد من المواطنين والمشاركين في الاستحقاق الانتخابي ببن عروس، مفاده أن الامام الخطيب بالمروج 5 استغل منبر المسجد للترويج لقائمات حركة النهضة. كما وصلت الى الهيئة الفرعية تشكيات من مشاركين بهذا الاستحقاق الانتخابي مفادها، أن قائمات أخرى وزعت مناشير معرفة بها في المساجد. من جهة أخرى كانت الهيئة الفرعية لبن عروس أبطلت اجتماعا جماهيريا بسند من القوة العامة، كان سيفتتح من خلاله حزب المجد لحملته الانتخابية بعد أن ثبت من خلال محاضر الهيئة أن هذا الحزب لم يعلم الهيئة باجتماعه قبل 24 ساعة من تاريخ عقده. خروقات وأفاد الدكتور نور الدين العمدوني عضو الهيئة الفرعية ببن عروس بأنه سجل خروقات متعددة في عدد من معتمديات ولاية بن عروس، حيث عاين تمزيقا لجميع القائمات المعلقةبالحائط المستغل لتعليق القائمات في مفترق الطرق 3/39 بفوشانة ، باستثناء قائمة حركة النهضة. كما سجل تعليقا عشوائيا لقائمات حركة الديمقراطيين الاشتراكيين في عدد من المعتمديات ببن عروس وأيضا لمعلقات حركة «الوطنيون الديمقراطيون» في مختلف أرجاء معتمدية نعسان. وسجل العمدوني أن الحائط الذي تم جعله مكانا خاصا لتعليق القائمات المشاركة في انتخابات التأسيسي في 15 أكتوبر بنعسان، بأنه مكان غير لائق لهذه العملية، حيث أفاد العمدوني «لاحظت أن هذا الحائط يتم رمي الفضلات بجواره، وهو غير صالح ليتمكن المواطن من متابعة مختلف معلقات الأحزاب عليه» وأضاف «قمت بلفت انتباه السلط المحلية بالمنطقة لهذا واستجابت لملاحظتنا». كاتب عام الهيئة الفرعية للانتخابات ببـن عروس لـ«الشروق»: لسنا هيئة تشريفات ولا متعهدة بتنظيم الحفلات تونس ـ (الشروق): أيمن الزمالي قال رضوان المحفوظي كاتب عام الهيئة الفرعية للانتخابات ردا على سؤال «الشروق»، حول تشكيات بعض القائمات المشاركة بالدائرة من صرامة الهيئة الفرعية في تطبيق القانون، «نحن لسنا هيئة تشريفات ولا هيئة متعهدة بتنظيم الحفلات، وانما نحن هيئة عمومية ملتزمة بتطبيق القانون على الجميع، فنحن لسنا مترشحين ولا خصما سياسيا لهذا أو ذاك بل شرط استقلاليتنا الأول يكمن في مدى تطبيقنا للقانون الانتخابي». وأفاد المحفوظي بأن الجمعيات التي أكدت أنها ستشارك في عمليات الملاحظة والمراقبة أيام الحملة الانتخابية والتي روجت لذلك في الصحف ومختلف وسائل الاعلام لا أثر لوجودها اليوم. من جهة أخرى أكد المحفوظي لـ«الشروق»، بأن السلط الجهوية والمحلية متجاوبة تماما مع الهيئة الفرعية ببن عروس، وأكد على أنه تعقد اجتماعات دورية مع تلك السلط اضافة الى السلط الأمنية بالجهة. ولاحظ كاتب عام الهيئة الفرعية أن السلط الأمنية تتدخل لوقف اجتماع أو لحل اشكال الا باستعانة وبطلب كتابي من الهيئة الفرعية. وأكد المحفوظي أن أعضاء الهيئة الفرعية للانتخابات منكبون على معاينة الاجتماعات المخصصة للمترشحين في الانتخابات وأماكن التعليق، في انتظار تركيز الوحدات المحلية التي ستعتني بهذه المهمة في بقية مشوار الحملة الانتخابية، ومن ثمة يوم الاقتراع. من جهة أخرى لاحظ المحفوظي أن عددا من التشكيات وردت على الهيئة تخص تجاوزات قام بها أنصار عدد من القائمات المترشحة بالدائرة، مؤكدا أن الهيئة الفرعية وفرت 6 سيارات للمعاينة الفورية لكل تجاوز، مضيفا أن عدة مواطنين لاحظوا عبر اتصالات بالهيئة الفرعية وجود تجاوزات يتم معاينتها من قبل أعضاء الهيئة. الفضاءات العمومية التي خصصت للحملة الانتخابية ببن عروس تونس ـ (الشروق)-أيمن الزمالي استجابت السلط المحلية ببن عروس للهيئة الفرعية للانتخابات بنفس الدائرة، لتخصيص فضاءات عمومية لعقد الاجتماعات ومختلف أنشطة الحملة الانتخابية للـ65 قائمة المترشحة بالدائرة. وهي فضاءات صالحة فنيا وأمنيا لعقد مثل هذا النوع من الأنشطة، ولمختلف القائمات المرشحة الحق في استغلالها مجانا في هذه المرحلة من العملية الانتخابية بشرط الاعلان المسبق للمشرفين على هذه الفضاءات، والاعلان الكتابي المسبق للهيئة الفرعية للانتخابات. وهذه هي الفضاءات المخصصة على التوالي: المروج: دار الثقافة+ قاعة الأفراح بالبلدية مع التثبت في المواعيد. مقرين: دار الثقافة + دار الشباب مقرين العليا+ المركز الثقافي مقرين. حمام الأنف: دار الثقافة+ القاعة المغطاة عبد العزيز علالة باستثناء أيام الأحاد + مسرح الفضاء الطلق ببوقرنين. فوشانة: دار الشباب والثقافة فوشانة. المحمدية: القاعة المغطاة حي حشاد المحمدية+ قاعة الاجتماعات بدار الشباب المحمدية بومهل: دار الشباب والثقافة بومهل+دار الشباب والثقافة البساتين+ دار الشباب والثقافة شالة. رادس: قاعة الاجتماعات دار الشباب المغاربية+ مسرح الهواء الطلق بئر الطراز مرناق: قاعة الاجتماعات بالبلدية. بن عروس: دار الثقافة بن عروس. المدينة الجديدة: قاعة قصر الطفولة بنهج الحبيب بوقطفة المدينة. حمام الشط: بلدية حمام الشط+المركب الرياضي بحمام الشط. الزهراء: قاعة البلدية بالزهراء+فضاء المسرح البلدي+دار الشباب بالزهراء+دار الثقافة القاعة الرياضية. مواعيد ومتفرقات من دائرة بن عروس ـ يعقد المؤتمر من أجل الجمهورية اجتماعا عاما مساء يوم السبت 8 أكتوبر بدار الشباب المغاربة برادس. ـ تعقد اليوم قائمة حركة «الوطنيون الديمقراطيون» اجتماعا عاما بقاعة البلدية بالزهراء. ـ تعقد قائمة حركة النهضة اجتماعا جماهيريا يوم السبت 8 أكتوبر بقاعة الرياضة عبد الوهاب الشاهد ببن عروس. ـ يعقد حزب الأمانة اجتماعا جماهيريا بدار الشباب والثقافة ببومهل يوم الأربعاء 6 أكتوبر. ـ هب عدد من المترشحين في دائرة بن عروس الذين يشغلون بالوظيفة العمومية الى مقر الهيئة الفرعية لاتمام الملفات المتعلقة باسناد عطل استثنائية للمترشحين لانتخابات التأسيسي أيام الحملة الانتخابية. تعليق قائمات انتخابية بعيدة عن عيون الناخب تساؤلات عديدة طرحت مؤخرا حول بعض الأماكن التي تم اختيارها لتعليق القائمات الانتخابية المترشحة حول المقاييس المعتمدة ووفق أي شروط وهو مالم يقع توضيحه للناخب الذي هو أساس الحملة الانتخابية. فقد خصصت مساحات لتعليق القائمات في أماكن نائية وبعيدة عن العمران ولا يطلع عليها إلا فئة قليلة العدد فاختيار الواجهة الأمامية لمركب المياه «غدير القلة» التابع للصوناد. بالحرايرية يندرج في هذا الجانب السلبي في اختيار مواقع تعليق القائمات والتي لن تكون متاحة إلا لعمال المركب دون سواهم. من جهة أخرى انطلقت اللجنة الجهوية للانتخابات في معاينة المكاتب التي ستجري بها العملية الانتخابية بالمؤسسات التربوية التي تبقى البعض منها في حاجة إلى لمسات تجميلية تواكب هذا الحدث الهام. أحميدة الهمامي الحملة الانتخابية في قفصة رجال التربية يقودون «المعارك» الانتخابية… وقائمات المستقلين الى حدود صبيحة يوم أمس الاثنين (وهو اليوم الثالث للحملة الانتخابية) لم يتم تعليق سوى 14 قائمة مترشحة لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي وهو ما يمثل حوالي 25٪ من جملة القائمات المتنافسة (عددها 60). وكانت المبادرة للقائمات المستقلة اذ تمكنت 9 قائمات منها من اشهار قائماتها فيما قامت 5 قائمات حزبية بتعليق قائماتها وكانت المبادرة لحزب النهضة وهي الملاحظة التي سجلناها خاصة في مدينة قفصة. ويبدو أن عديد القائمات الحزبية منها والمستقلة ـ وفي اطار توجيه جهودها ـ قد بادرت بالانطلاق من المعتمديات التي ينحدر منها بعض المترشحين ولهم فيها حظوظ للتصويت لفائدتهم. وقد كانت معتمدية سيدي عيش منطلقا لتعليق قائمات وبيانات أكثر من حزب من ذلك ان قائمة الاتحاد الديمقراطي الوحدوي برئاسة سليمان الراشدي بدأت من هذه المعتمدية في التعليق وواصلت عملها في السند ثم بقية المعتمديات. ومن جهتها اختارت قائمة حركة الوطنيين الديمقراطيين برئاسة نوفل معيوفة الانطلاق من قفصة الشمالية وسيدي عيش، وهو شأن قائمة حركة الشعب برئاسة محمد علي التي افتتحت حملتها الدعائية بسيدي عيش ثم أم العرائس والمتلوي. أما قائمة الحزب الاصلاحي الدستوري برئاسة المحامي فوزي عمارة فقد بدأت تعليق بياناتها وأسماء مرشحيها يوم أمس الاثنين انطلاقا من مدينة قفصة والقصر والمظيلة وهو نفس اليوم الذي بدأت فيها الحملة الدعائية لقائمة الحزب الديمقراطي التقدمي برئاسة محمد كحيلة انطلاقا من قفصة المدينة. رجال التربية في المقدمة عدد كبير من رجال التربية ومن الأساتذة خصوصا يقودون بدائرة قفصة المعارك الانتخابية من خلال ترأسهم لقائمات أو تواجدهم في عدد كبير منها كمرشحين، فرئيس قائمة حركة «النهضة» أستاذ تعليم ثانوي (سليمان هلال) ورئيس قائمة حركة البعث أستاذ أول فوق الرتبة متقاعد (الشافعي العلياني) ورئيس قائمة الحزب الديمقراطي التقدمي أستاذ تعليم ثانوي بقفصة (محمد كحيلة) ورئيس قائمة الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أستاذ تقنية بالقصر (الراشدي سليمان) ورئيس قائمة حزب الوحدة الشعبية أستاذ فلسفة بمعهد الحسين بوزيان (صالح زنايدية) ورئيس قائمة التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات أستاذ بزانوش ومتحصل على دكتوراه في القانون (نجيب هنشيري) ورئيس قائمة حركة الشعب أستاذ عربية (محمد علي) ورئيس قائمة حركة الشعب الوحدوية التقدمية معلم تطبيق (المحسن بوعوني)، وكما راهنت عديد الأحزاب السياسية على المربين في رئاسة قائماتها فإن رجال التربية حاضرون أيضا كرؤساء وأعضاء في عديد القائمات المستقلة وإن كان هذا لا ينفي وجود عديد القطاعات الأخرى بصفة بارزة في القائمات المترشحة كالمهندسين والاطارات في شركة فسفاط قفصة ورجال الأعمال والفلاحين والعاملين في قطاع الشؤون الاجتماعية والجامعيين والمحامين. وللإشارة فإن عديد المحامين حاضرون في رئاسة القائمات كالأستاذ شوقي زرواني (قائمة القطب الديمقراطي الحداثي) والأستاذ فوزي عمارة (قائمة الحزب الاصلاحي الدستوري). قائمات معطلة بسبب التمويل الى حدود يوم أمس لم يتمكن سوى ثلث القائمات المستقلة المترشحة من تعليق قائماتها وبياناتها. الأستاذ عثمان قوادر رئيس قائمة المسار الجديد (مستقلة) عبّر لـ«الشروق» عن استيائه من تأخر عملية التمويل رغم قيامه بكل الاجراءات المطلوبة وهو ما أثر ـ حسب قوله ـ على انطلاق حملته الدعائية التي لم تبدأ رغم مرور ثلاثة أيام ويضيف أن هذه الوضعية يشاركه فيها عدد من زملائه في القائمات المستقلة. مسألة أخرى أثارها محدثنا تتعلق بأماكن تعليق القائمات الانتخابية في عديد المدن والقرى إذ يرى أنها كانت بعيدة عن حركة التجمعات السكنية وقدم لنا على ذلك مثلا في قرية برج العكارمة بمعتمدية المظيلة إذ تم تحديد أماكن التعليق في مدخل المنطقة وأطرافها وهو ما يكلف المواطنين عناء هم في غنى عنه! الاجتماع الأول… للنهضة أول اجتماع جماهيري تم عقده بمدينة قفصة خلال الحملة الانتخابية كان لحزب حركة النهضة، إذ نظمت القائمة النهضوية اجتماعا ضم حوالي 1500 من أنصارها والمتعاطفين معها وذلك بحضور أعضاء القائمة وقد كان للجانب التنشيطي الثقافي حضور في هذا الاجتماع. «الشروق» رصدت حضورا مكثفا للسيارات الخاصة و«اللواجات» ـ وحتى حافلة كبيرة ـ تمّ استعمالها لاستقدام الأنصار من عديد المعتمديات، هذا الاجتماع الذي التأم بفضاء البرج الأثري شهد رفع عدد مهول من اللافتات الضخمة وتوزيع الأعلام الصغيرة التي ترفع شعار حركة النهضة. دعاء… في قائمة الصدق والوفاء! إشارة طريفة وردت في البيان الانتخابي لقائمة الصدق والوفاء المستقلة برئاسة سعيد الصخري، إذ تمّ اختتام البيان بدعاء جاء فيه: «اللّهم اعطنا القدرة على أن نواجه أنفسنا ونتقبل أن يواجهنا الآخرون بالحق والعدل»… هل قلتم «آمين»؟ متابعة: عادل عكرمي
 
(المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 04 أكتوبر2011)

<



تونس ـ (الشروق) ـ قفصة: نجم الدين العكاري
لا حديث في قفصة منذ يومين , وتحديدا في الأوساط المتابعة للانتخابات, وعددهم غير كبير إلى الآن, إلا عن انسحاب قرابة ألف من منخرطي الديمقراطي التقدمي, ومنهم رئيس الحملة الانتخابية بالدائرة وائل بالقاسم و عدد من مسؤولي الفروع. العدد بدا كبيرا ومِؤثرا في دائرة تضم أكثر من 163 ألف ناخب محتمل و 60 قائمة للمراهنة على سبعة مقاعد. الخبر تلقته وسائل الإعلام وتداولته المنتديات والمواقع الاجتماعية كأهم خبر من الجهة في بداية حملة باهتة بعد ثلاثة أيام من انطلاقها لكن مصادر الحزب جهويا ووطنيا نفته جملة وتفصيلا . السيد عبد الرزاق الداعي رئيس الحملة الانتخابية الجديد قال لـ«الشروق» إن الانسحاب يهم فقط وائل بالقاسم رئيس الحملة الانتخابية وغزالة المحمدي مضيفا أن بالقاسم حديث الانتماء إلى التقدمي إذ التحق به بعد الثورة قادما من التحرري وهو ما ينفيه المعني بالأمر ويقول انه ساهم في تأسيس فروع الحزب في المتلوي والسند والقطار وسيدي عيش وهي الفروع التي شهدت الاستقالات . رئيس القائمة قال أيضا إن وائل بالقاسم أراد فرض خاله ضمن القائمة وظن أن ادارة الحملة ستتيح له الحصول على الأموال ولما وجد غير ما خطط له استقال . هذا الكلام اعتبره المعني بالأمر تشويها لنضاله وزميلته غزالة المحمدي التي طردت من عملها بسبب نضالها مع الحزب والتي تم مكافأتها بإقصائها من القائمة مؤكدا أن رئيس القائمة ابتعد عن الحزب منذ 2008 ولم يعد إليه إلا قبل أشهر, وأن الهياكل العليا على علم بالانشقاق الذي يشق الجامعة بعد الثورة وسيطرة ثلاثة أشخاص على عملها خدمة لمصالحهم . وبعيدا عن هذه الاتهامات المتبادلة , قال السيد عبد اللطيف القايد كاتب عام فرع القطار إن 300 منخرط استقالوا من الحزب منهم أعضاء الفرع وإنهم عرفوا بإمضاءاتهم في البلدية, السيد ميلود الفجراوي من المتلوي أعاد أسباب استقالته الى رفض القيادة تسديد أموال كان دفعها من ماله الخاص لتمويل تنظيم دورة في كرة القدم بقيمة تجاوزت 1450 دينارا رغم الوعود الكثيرة التي تلقاها بقرب حصوله على ما أنفقه مضيفا أن 385 منخرطا استقالوا بدورهم لاعتبارات عروشية بدرجة أولى . التقدمي أوفد السيد المولدي الفاهم المسؤول الاقليمي للحملة الانتخابية الذي جاء مساء أمس الى قفصة للحضور في ندوة صحفية لدحض خبر الاستقالات وربما للقيام بمصالحة بين الاخوة الفرقاء. (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 04 أكتوبر2011)

<



تونس – بناء نيوز – عمار عبيدي عدد الخبير البولوني جيزي ريغولسكي خمسة أقطاب تم من خلالها إرساء الديمقراطية في بولونيا كما شدد أيضا في عرضه لتجربة بلاده في ملتقى نظمته سفارة بولونيا اليوم 4 أكتوبر 2012 بقمرت حول تجربة هذه الدولة في الانتقال الديمقراطي على أن تغيير العقليات أصعب بكثير من التغيير على مستوى القوانين والمؤسسات، وأشار إلى أن التغيير لا بد أن يبدأ من أسفل من البلديات وصولا إلى أعلى مؤسسات الدولة. وقال ريغولسكي إن الانتقال لم يكن سهلا في بولونيا في سنوات التسعينات وبيّن أن جهدا كبيرا بذل في مراكز أقيمت لتوعية المواطنين إلى أن وصل عدد مرتاديها إلى مليون مواطن في بعض الأحيان، وأضاف أن التغيير الجذري يمر عبر تركيز جماعات محلية تستجيب لحاجيات المواطن والدولة تستجيب لحاجيات الجماعات المحلية والاتحاد الأوروبي يستجيب لحاجيات الدولة ويستنتج أن هناك تدرج في العلاقات. وحث الخبير البولوني على ضرورة التخلص من المركزية حتى في التصرف في المدارس ودعا إلى فصل الجماعات المحلية عن أجهزة الدولة، وإلى ضرورة تحديد المواطن بنفسه لسياسة الجماعة المحلية التي ينتمي لها إلى جانب إعطاء الحرية لكل جهة لتحدد الأولويات التي تستحقها. وحدد المحاضر خمسة أقطاب تتميز بها الديمقراطية البولوني اليوم وهي قطب سياسي وقطب السلط حيث دور الدولة هو مراقبة القرارات داخل إطار الدولة وقطب الجماعات المحلية التي تتميز باستقلالية شخصيتها المعنوية والمادية وقطب مالي يتم فيه الفصل بين ميزانية الجماعات المحلية وميزانية بقية مكونات الدولة وقطب إداري لا يتم تعيين المشرفين عليه من الدولة فقط. وفي تدخله خلال الملتقى قال وزير التنمية الجهوية عبد الرزاق الزواري أن الديمقراطية المحلية هي أساس النمو واستعرض تفاصيل رحلته إلى بولونيا للتعرف على التجربة الديمقراطية هناك، ونوه الوزير بهذه التجربة التي يمكن أن تستفيد منها تونس على حد تعبيره وتأخذ منها ما يتماشى مع الخصوصية التونسية. وشهد الملتقى حضور السفير البولوني بتونس وعدة خبراء من هذا البلد حيث أقاموا ورشات متنوعة حول التجربة البولونية استفاد منها شبان ينتمون لجمعيات تونسية مختلفة، وتناولت الورشات مواضيع علاقة الإدراة بالجماعات المحلية ومسؤولية الجمعيات المحلية تجاه المجتمع والمبادئ الأساسية للسلط المحلية. (المصدر: موقع بناء نيوز الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 04 أكتوبر 2011)

<


بعيدا عن الاسقاطات المشرقية والخلافات الفكرية حركة البعث تدعو إلى إقامة عمل «جبهوي» يتجاوز التمثيلية في «التأسيسي»


يحاول التيار القومي لملمة نفسه وايجاد توازنه من جديد عبر اقامة عمل جبهوي يتجاوز الاستحقاق الانتخابي والتمثيلية في التأسيسي الى ما هو اشمل وابعد وقد تكون له ابعاد فكرية في اتجاه توحيد القوميين والتقليص من اسباب الخلافات الفكرية والقطع مع الاسقاطات المشرقية.. « الصباح » كانت على الموعد مع احد انصار التيار القومي وهو بوجمعة الدنداني نائب امين عام حركة البعث الذي استنكر في بداية حديثه الحصار الاعلامي على الحركة والتيار ككل والذي ترجم في عدم تلقي الحركة اية دعوة اعلامية خاصة على مستوى الحوارات واللقاءات التي بثت في القنوات التلفزية واقتصرت دعوة الحركة في بث الومضة التي تعرف بالاحزاب. وكان المنعرج التاريخي الذي أنجزه الشعب التونسي من الاسباب التي جعلت الحركة تقطع مع عهد السرية وتنتقل الى مرحلة العلنية عبر عقدها لمؤتمرها التأسيسي من 3 الى 5 جوان الماضي والالتحام بالجماهير والمشاركة في الاستحقاقات الوطنية ببرنامج سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي. اما بالنسبة للبرنامج السياسي الذي وضعته الحركة فهو ينم عن ارساء نظام برلماني معقلن, كما ستستند الحركة في تحقيق اهدافها الى الفكر العربي الوحدوي التقدمي الديمقراطي والفكر العلمي والانساني وكذلك نضالات الشعب والقوى الوطنية. وذكرّ نائب امين عام حركة البعث برفض الحركة الدخول للهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة باعتبار ان الحركة دعت الى اقامة مجلس وطني لحماية الثورة ذو صبغة تقريرية وليس أحداث هيئة أصبحت فيما بعد جزء من الحكومة. وعن المشهد السياسي وخوض معترك الحملة الانتخابية يقول الدنداني « رغم احترازات الحركة على عديد القرارات الا انها انصاعت الى بعضها ومنها قرارات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لأننا على اقتناع بانّ اللعبة الديمقراطية لها قوانين يجب احترامها الدستوري وعلى الناخب التونسي ان يعي دوره التاريخي في الاستحقاق الانتخابي حتى لا يفوّت فرصة اختياره لمجلس وطني تاسيسي يعدّ لدستور ثوري تقدمي ». جهاد الكلبوسي (المصدر: صحيفة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 04 أكتوبر2011)

<


والد الزميلة جنّات بن عبد الله

في ذمة الله

اللّـه أكبـر  
انتقـل إلـى جـوار ربّــه المـرحـــوم  
محمد بن عبد الله  
والد الزميلة جنّات بن عبد الله ويتمّ دفنه يوم الأربعاء 5 سبتمبر 2011 في مقبرة سيدي الجبالي بأريانة. تغـمّد اللّه الفقيد العزيز بواسع رحمته، وأسكنه فراديس جنانه. ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان لتعزية الزميلة جنّات بن عبد الله، يمكنكم الاتصال بها على هاتفها رقم : 98327037

<



قال المفكر الفلسطيني الثائر المقاوم منير شفيق كلمة لن تزال ترن في أذني ما حييت. قال الرجل : تبين لي بعد تجارب ثرية في الحياة السياسية أن أصدق صدى يمكن للإنسان الملتزم بقضايا أمته أن يعول عليه هو صدى المواطن العربي العادي البسيط أما أصداء الصالونات التي تعج بأشباه المثقفين وأنصاف المتعلمين فإنما هي أصداء الوهم. تلك كلمة حفرت في صدري وعدلت إتجاه تفكيري وكلما إختبرتها على أرض الميدان تبينت أنها درس غال ونفيس من دروس الحياة. أنا اليوم أضع ذلك الدرس البليغ على صفيح الإمتحان الساخن فلا ألفى سوى الحقيقة ذاتها : السياسي الناجح هو من يرصد أصداء الموا طن العادي البسيط ليلتقط منه برنامجه. كلهم يقولون : نحن مع النهضة ولكن نخشى التزوير. واكبت الحملة الإنتخابية لمرشح ألمانيا عن حركة النهضة الأستاذ فتحي العيادي و إلتقيت بكثير من التونسيين من قبل ذلك وفي أثنائه فالتقطت هذا السؤال الذي لا يكاد يخلو منه إجتماع بل لا ينفك عنه لسان تونسي أو تونسية في أثناء اللقاءات الثنائية على هامش تلك الإجتماعات. ألسنة حالهم ومقالهم تؤكد لك هذه الحقيقة : نحن مع النهضة لأنها أدنى إلينا في كل شيء تقريبا ولكننا نخشى أن تزور الإنتخابات كما فعل بها من قبل على إمتداد نصف قرن كامل وعندها تفتح لكم السجون والمنافي أبوابها ونظل نحن مسجونين في وطننا التونسي الكبير الصغير لا نحن وراء القضبان ولا نحن منفيوÙ † ولا أحرار. بكلمة واحدة قالوها : نظل نحن نؤدي الثمن بمثل ما أديناه مرا على إمتداد عشرين عاما كاملة من حكم المخلوع بن علي. قلت في نفسي كلما طرح السؤال : أنظر يا هادي مليا كيف يفكر المواطن التونسي العادي وإبن علاقة وصل محكمة بين هذا وبين ذلك الدرس البليغ الذي أفدته من أحد أكبر الرجال الذين تتعلم منهم تجارب الحياة : منير شفيق. شتان بين سؤال واقعي وسؤال مستورد من وراء البحار. تلك هي الأسئلة الواقعية الحقيقية التي يصوغها المواطن التونسي العادي عارية عن جعجعات أنصاف المفكرين وأشباه السياسيين من الأطياف السياسية والألوان الفكرية كلها دون أي إستثناء. أولئك يحاولون إلهاء الناس في متاهات لا أصل لها ولا أول لها ولا آخر من مثل : إرث المرأة وإباحة الزواج المثلي ( اللواط والسحاق ) وكل مستورد وافد علينا من وراء البحار التي حسم أهلها هويتهم وبنوا دولتهم على أسس إدارية وسياسية ودستورية وشعبية صحيحة ثم تفرغوا لمهمات البناء والتعمير ونشدان الرخاء والإزدهار وهم اليوم يصدورن إلينا نفاياتهم الثقافية التي لم يتنزل إلينا الإسلØ �م العظيم إلا ليطهر منها أرضنا ومن قبل ذلك عقولنا. كيف نتوقى التزوير وكيف نواجههه لو حدث. لا شك أنه سؤال كبير ويتطلب إجابة كبيرة هذه أكبر نقاطها : 1 ـ الثورة التي عصفت بنظام المخلوع هي الأكفأ أبدا لمقاومة التزوير لو حدث. ذلك هو يقيني بسبب أن الإخوة السائلين يغفلون هنا عن أمر مهم جدا وهو أن إنتخابات 23 أكتوبر 2011 ( المجلس التأسيسي الوطني ) لا تتم تحت سلطان المخلوع ولا تحت تأثير من عصابات النهب والسلب التي كانت تتحكم في رقاب عشرة ملايين تونسي وتونسية. إذا حدث تزوير فلم تقدر الثورة على مقاومته فلا يعني ذلك سوى أن الثورة إما وهم وحلم جميل أو أنها إختطفت وإغتصبت والسلام. عندما لم تقدر حركة النهضة على مقاومة تزوير إنتخابات 2 أفريل 1989 التي فازت فيها بما لا يقل عن ثلثي أصوات الناخبين فإن ذلك لا يفسر سوى بأمرين : الأمر الأول هو أن صاحب الشأن الأول في تلك الإنتخابات هو حركة النهضة وليس الشعب كله والأمر الثاني هو أن تلك الإنتخابات كانت صورية بالأساس وليس لها أي رصيد حقيقي من الثقة منذ البداية. كانت حلقة أخرى من حلقات بناء شرعية دستورية وشعبية موهومة لنظام المخلوع. إنتخابات 23 أكتوبر 2011 تختلف عن ذلك إختلافات جوهرية كبيرة : تختلف عنها من زاويتين : أولا لأنها إنتخابات فرضتها ثورة شعبية عارمة وليس حركة النهضة هي التي فرضت إنتخابات 23 أكتوبر وثانيا لأن تجري في مناخ من الثقة والطمأنينة بين سائر أبناء الشعب التونسي من بعد تخلصه من المخلوع وعصابته. 2 ـ التونسي هو الضمانة الثانية لمنع التزوير ومقاومة لو حدث وذلك من بعد الضمانة الأولى أي ضمانة الثورة التي نجحت في فرض أولى إستحقاقاتها أي تسليم الدولة إلى الشعب عبر إنتخابات عامة. ما أعني بضمانة التونسي؟ أعني بضمانة التونسي الأمور التالية : أ ـ إعتباره أن مشاركته في الإنتخابات فريضة إسلامية وضرورة وطنية بل هي شهادة منه لله تعالى في هذا المرشح أو ضده. كلما كان ذلك الشعور فينا جمعيا قويا نابضا ساهمنا مجتمعين في منع التزوير. والعكس صحيح هنا أبدا. كل صوت متخلف عن تلك المشاركة هو فرصة جديدة متاحة لمباضع التزوير المتمرسة على ذلك طويلا للعبث بنتيجة الإنتخابات. ب ـ إعتباره أن تخلفه عن الإدلاء بصوته لنحت هوية جديدة قديمة لتونس هو تخلف عن أداء واجبه الوطني في يوم عسرة شديدة تحتاج فيها تونس لكل صوت من أصوات أبنائها وبناتها. وإعتباره من بعد ذلك أن تخلفه سيكون سببا قويا من أسباب القهر والسلب والنهب والفساد التي حولت تونس إلى مزرعة خاصة للمخلوع وعائلته وأصهاره. لا يلومن التونسي إلا نفسه ـ من رجال ونساء وشباب ـ لو تخلف عن أداء شهادته فكان ذلك سببا من أسباب رجوع القهر والظلم إليه من جديد : قهرا يمنع المرأة من حقها في لبس ما تريد لبسه ويمنع الشاب من التعبير عن رأيه مهما كان معارضا للدولة ومؤسساتها ويمنع الرجل من السفر أو التنقل أو التمتع بثمرات بلاده وطيبات نخله وبحره وزيتونه وتينه. من تلظى وإكتوى من نظام المخلوع وعصاباته لن يتخلف عن أداء شهادته والإدلاء بصوته في يوم ثورة آخر إسمه : ثورة صناديق الإقتراع. 3 ـ حركة النهضة بما عبأت به نفسها لخوض هذه الإنتخابات المصيرية في مستقبل تونس وذلك وفق الأسس التالية : أ ـ مازال الأمر متلبسا عند كثير من التونسيين ـ بحسب ما عاينت بنفسي ـ بسبب الخلط أو الإزدواج الحاصل بين مختلف أنواع الإنتخابات وبسبب أن إنتخابات مجلس دستوري وطني أمر لم تعهده أجيال ما بعد الإستقلال. كثير منا لا يعي حق الوعي خطورة هذه الإنتخابات. هذه الإنتخابات هي المناسبة الوحيدة لنا جميعا لإعادة تثبيت الهوية الوطنية التونسية على أركان عتيدة مكتوبة لئلا تتسلق إلى الدولة شراذم اليسار الإنتهازي من شيوعيين وعالمانيين وليبراليين وغيرهم بشتى صنوف التسلق غير الديمقراطي فتلغي أسس تلك الهوية الوطنية أي العروبة والإسلام والحرية والكرامة والديمقØ �اطية والعدالة والوحدة. لا بد من العمل منا جميعا على إنتخاب مجلس يثبت أصول تلك الهوية ويحصنها في دستور شعبي مكتوب ثم يسلم السلطة الحقيقة العملية اليومية من بعد ذلك للشعب ليعيد إنتخاب دولة جديدة أي برلمان و بلديات وغير ذلك. كل تردد في ذلك أو تراخ إنما يخدم مصلحة أعداء الهوية العربية الإسلامية لتونس وسيكون كل مواطن متردد مسؤولا في الدنيا والآخرة عن ذلك. كل متخلف سيدرك فداحة جريمته يوم يجد نفسه وجها لوجه مع حكومة تغتصب حقه الطبيعي في مأكله ومشربه وملبسه ومسكنه وفكره وتنقله وعمله وعلاقاته وصداقاته وحياته الشخصة الخاصة فضلا عن حياته العامة. عند ها سيندم ويقول لنفسه : لات حين مناص. ب ـ مشاركة النهضة في كل صندوق إقتراع بمراقب وهو الأمر الذي تم بعونه سبحانه. دور المراقب هو معاينة جريان الإنتخابات والتعامل من لدن لجنة الإشراف على ذلك الصندوق مع الناخب وتسجيل الملاحظات ومتابعة الأمر حتى تعلن النتائج النهائية. ذلك سبب يلي حركة النهضة وأظن أنها لم تقصر فيها في الجملة ومسؤولية المراقب جسيمة لأنها هي التنزيل الواقعي لأسباب حماية الإنتخابات من التزوير. 4ـ أما التزوير السابق فلم يعد أحد يقدر على نفيه. إنتخابات 23 أكتوبر 2011 إستبقها التزوير. كيف ذاك؟ حدث ذلك لما نشأت لجنة بن عاشور والتي سميت باطلا وبهتانا لجنة حماية الثورة. حدث ذلك لما فرضت تلك اللجنة ـ التي ملأ أركانها أعداء هوية تونس ـ قانونا إنتخابيا جائرا يقضي بفصل الصلة المنطقية المعقولة بين الحاصل على أغلب أصوات الناخبين وبين حصوله على أغلب مقاعد المجلس التأسيسي. مفارقة عجيبة ظاهرها حشد أسباب التنوع في المجلس لئلا تطغى عليه حركة النهضة وباطنها قمع حركة النهضة إلى أبعد حد ممكن حتى تكون شاهد زور في ذلك المجلس. شاهد زور لا يقدم ولا يؤخر بمثل ما كان المخلوع يحرص على تزييف بعض المجالس بدمى من المعارضة العالمانية والليبرالية التي يصنعها على عينه لمغالطة الشاهد الدولي. ذلك تزوير مضى ولم يعد أحد يقدر على نفيه ولكن يمكن حسره إلى أبعد حد ممكن و ذلك بأن يعتبر كل تونسي وتونسية بأن مشاركته في الإدلاء بصوته يوم 23 أكتوبر هي فريضة إسلامية يسأل عنها يوم القيامة وهي مع ذلك فريضة وطنية تجعله يشعر بنخوة الوطنية والوفاء لتونس والمساهمة بصوته في حماية مستقبلها الذي لا وجود له خارج الهوية العربية الإسلامية لتونس : هوية جامعة لا تقتصر على العروبة والإسلام بل هوية تجمع إليها قيم الحرية والكرامة والعدالة والوحدة والحق في مقاومة الظلم والقهر والحق في مقاومة الإحتلال في فلسطين وتفعيل التعاون الإقتصادي المثمر مع مناطق الثورة في ليبيا ومصر لتكون تونس شريكا إقتصاديا عربيا قويا لا تخضع لشروط المصارف الدولية الجشعة. 3 ضمانات إذن ويد الله تعالى فوقها جميعا. ثلاث ضمانات لا بد لنا من الوعي بها جميعا وهي ضمانات عندما نوفرها يضع سبحانه يده فوقها فتثمر. أما لو أعددناها ولم نتوكل عليه وحده سبحانه أو كانت ثقتنا فيه مترددة حائرة فكأننا لم نعد شيئا. علينا إعداد تلك الضمانات الثلاث بقوة وحزم ثم التوكل والمضي بثقة فيه سبحانه ثم في الثورة والتونسيين والتونسيات. ــ ضمانة الثورة التي صنعت مناخا جديدا من الثقة وعصفت بالخوف. ــ ضمانة الشعب الذي فجر الثورة ومن فجر الثورة لن يتأخر عن حماية صندوق الإقتراع ولو بثورة جديدة. ــ ضمانة حركة النهضة التي عبأت نفسها وأعدت لكل صندوق مراقب. والله أعلم. الهادي بريك ـ ألمانيا

<



د. محمد بن نصر، المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، باريس في دفاتر ثورتنا كثيرة هي الأمور المثيرة للدهشة والاستغراب، كثيرة هي نقاط الاستفهام التي تفرض نفسها على المتابع لمجرياتها، انقلبت المفاهيم رأسا على عقب ولم نعد قادرين بلغتنا التي تعلمناها في مدارسنا، والتي بها نقرأ و نكتب، على فهم ما نسمع وما نرى من مواقف حتى تتساءل إن كنّا نعيش حقيقة ماثلة أمام أعيننا أم أنّنا في حلم يسير أبطاله على رؤوسهم. عجبت أولا من أولئك الذين يفتشون في أرشيفهم البائس لعلّهم يجدون موقفا محتشما أو كلمة طائشة يُفهم منها أنّهم كانوا من معارضي النظام السابق ثم لا يزالون ينفخون فيها حتى نظنّهم من قادة الثورة المجهولين ونتساءل كيف تمكّن نظام السابع من نوفمبر من الاستمرار في الحكم كل هذه المدة مع هذه الأعداد الضخمة من « المعارضين » ؟ عجبت ثانيا من الذين ذاقوا ضرب السياط ولاقوا كل أصناف التعذيب التي لا تخطر على بال بشر واتسعت دائرة التنكيل لتشمل عائلاتهم وأقاربهم ومعارفهم. معاناة لو رويت تفاصيلها لشابت من هولها الولدان ومع ذلك نراهم لا يكادون ينطقون بما لاقوا من الويلات ولم يسعوا لفتح ملفات التعذيب وعندما يتجرأ أحدهم فيذكر بعضا من جراحاته المؤلمة يقال له ليس من المصلحة الحديث في هذا الملف الآن، بل آخرون ممن كانوا أبواقا لسلطة الاستبداد يرون في ذلك مزايدة سياسية. هكذا عندما يصرخ الواحد منهم ألما في دهاليز الداخلية لم يسمعهم إلا قلة من المؤمنين حقا بكرامة الإنسان فاستجابوا لنداءات الاستغاثة وتعرضوا من اجل ذلك للمتابعة والتضييق، وعندما أعادت لهم الثورة حقهم في التعبير قيل لهم لم يحن الوقت بعد لفتح ملفات التعذيب. مفارقة عجيبة يصرخ سجينا في وحدته ويصمت حرا طليقا. من المفروض أن تكون أساليب التعذيب معلومة للجميع حتى نعرف ماذا ينتظر الأحرار حينما يعود نظام الاستبداد ومن المفروض أن يُحاكم المسئولون عن التعذيب كل حسب درجة مسؤوليته حتى يعلم الجلادون ما ينتظرهم حينما يسود العدل؟ عجبت ثالثا من جرأة من يسمح لنفسه بالقول وماذا نحن فاعلون لهم؟ لقد ألقوا بأنفسهم إلى التهلكة بل هم الذين بفعلهم الأرعن دفعوا السلطة إلى الخيارات الأمنية. لا أدري ماذا كان سيقول هؤلاء عن الشاب الشهيد محمد البوعزيزي الذي أطلق شرارة الثورة لو لم يكتب الله لها النجاح؟ لا شك أنّه سيكون في نظرهم مغامرا فاشلا أقدم على عمل يائس و سيصفونه بأبشع الأوصاف و يمضون قدما في تمجيدهم للجلاد. يعلم هؤلاء جيّدا أن الفرق شاسع بين الخطأ في كيفية مواجهة الاستبداد وبين العمل على تثبيت أركانه والسكوت عن انتهاكاته المستمرة لحرمة الذات الإنسانية ولكن النظرة الحزبية والإيديولوجية تمنعهم من الإنصاف و أقله الاعتراف لضحايا الاستبداد بالصمود يوم انفردت بهم طاحونة التعذيب. عجبت رابعا من غياب الذين واجهوا بصدور عارية رصاص قوات الأمن السياسي عن المشهد الإعلامي وحضور أسماء قراهم ومدنهم على ألسنة أصحاب الأصوات العالية، كأنّنا أمام شريط مبرمج ، سيدي بوزيد، القصرين، تالة، منزل بوزيان… لم يكلفوا أنفسهم حتى جهد البحث عن مناطق أخرى كانت ضحية لسياسة التهميش في كل ربوع التراب التونسي بما في ذلك الشريط الساحلي الذي هُمّشت أسماء قراه المهمّشة أصلا في خطاب  » الثوريين الجدد ». عجبت خامسا من جرأة دعاة الحداثة المغشوشة و من منتسبي الاشتراكية العلمية التي لم يفهموا منها إلا شعاراتها الجوفاء، على التصريح بمرجعياتهم الفكرية بالصوت العالي وهو أمر في حد ذاته ايجابي ويجب تشجيعه فليس هناك أفضل من وضوح المنطلقات الإيديولوجية ليكون الحوار على أسس واضحة ومتينة ولكن عجبي يأتي من أصحاب المرجعية الإسلامية الذين أصبحوا يُميّزون بسيماهم أكثر ممّا يُميّزون بخطابهم، فالمشاهد الذي لم يسبق له التعرف على الصورة يصعب عليه التعرف على هوية المتحدث الفكرية. لسنا مع التميّز في الشكل فذلك أيسر الأمور وليس مطلوبا في ذاته ولكن مع التميّز في المعرفة و قوة الحجة ووضوح المنهج وليس فقط ترديد المصطلحات المشاعة بدعوى أن ذلك يجعلنا أكثر قبولا عند المستمعين. عجبت سادسا من الخلط في المفاهيم والمصطلحات حيث تصبح الدولة الإسلامية على سبيل المثال مرادفة للدولة الدينية والعقلانية مرادفة للعلمانية التي اختزلت في وجهها الأكثر بشاعة وهو محاربة بعض مظاهر التدين كما هو حاصل في العلمانية على الطريقة الفرنسية. متى عرف العالم الإسلامي والسني تحديدا دولة دينية بالمعنى الاصطلاحي للكلمة حتى يجعل البعض منها فزّاعة يلوّح بها لتخويف التونسيين من الإسلاميين؟ حتى دولة النيئ محمد (ص) التي كانت في طور التكون لم تكن دولة دينية بالمعنى الاصطلاحي للكلمة حيث أن النبي (ص) كان معصوما في التبليغ مجتهدا في التنزيل، بمعنى أن تسييره لشؤون الدولة والمجتمع كان يقوم على أساس البحث عن الحل الأسلم ولم يجد المسلمون حرجا في مراجعة ما اتخذه من قرارات في هذا المجال. في كل الأحوال ما اختص به النبي من صفة المبلّغ عن الله لم يعد ممكنا لغيره من البشر بعد وفاته، فلا أحد بمقدوره أن يدّعي العصمة ويحكم الناس وفقا لذلك. عجبت سابعا من السكوت المتعمّد من الفاعلين في الساحة السياسية من إعلاميين وسياسيين، عن فضح إستراتيجية الدول الغربية التي لها نفوذ مباشر في المنطقة في تعطيل مسار الثورات العربية بعد أن فاتها التنبؤ بها وقمعها في مهدها. من الغباء أن نتصور أن « الفراغ » المتوقع والذي ستتركه الأنظمة التي تهاوت الواحد تلو الآخر والتي كانت ورشات عمل متقدّمة لحفظ المصالح الغربية، ستقبله القوى العظمى بوصفه إرادة شعوب يجب احترامها. ينبغي أن نذكّر بحقيقة موضوعية وليس ذلك من باب  » الغربوفوبيا » مفادها أن الاستراتجيين الغربيين عندما يرسمون خريطة العالم يقسّمونه إلى قسمين، قسم صغير يملك كل إمكانات القوة بالمعنى الواسع للكلمة فهو قسم مُنتج وقسم كبير فاقد لشروط الإنتاج فهو قسم مُستهلك ومن شروط تفوق القسم الصغير ضُعف القسم الكبير وعليه فإن ضعفه ليس حدثا عابرا ولكنّه عملية مبرمجة ومخطط لها منذ عهد بعيد ويجب في منظورهم أن يبقى الوضع على حاله. معنى ذلك أن القوى المهيمنة لن تقبل بنجاح الثورة قطريا ولن تقبل بنجاحها قوميا لأن ذلك من شأنه أن يوفر شروط القرار السياسي المستقل وشروط الإنتاج والقدرة على المنافسة. وعليه من المنطقي في ضوء هذا التصور أن تكون هناك مخططات جارية لتعطيل مسار الثورة ومن مسؤولية كل القوى الوطنية الكشف عن هذه المخططات، فنحن نعمل تحت المجهر ولكن ذلك لم يمنع دول إسلامية في شرق آسيا وتركيا في شرق أوربا و إيران من تحقيق بعض النجاحات، فكلما اتسعت دائرة المجهر كلّما قلّت فعاليته وكلّما كان هناك تخطيط استراتيجي بين الدول التي نجحت فيها الثورات العربية كلّما كانت إمكانات الصمود أكبر. تلك بعض من عجائب ثورتنا وبالرغم من ذلك فإنّها ستبقى مثالا يُحتذى به ومثالا يسير الآخرون على منواله للكشف عن أساليب الالتفاف على الثورة وذلك وجه من وجوه اليقظة الدائمة ولن تكون يقظة بالفعل ولن تكون دائمة إلا إذا تضافرت لتحقيقها كل الجهود المخلصة للثورة.

<


الأهرام تستطلع مسار الثورة في تونس‏ كيف يجري الانتقال إلي الديمقراطية

تونس‏:‏ كارم يحيي قبل أن تدخل من‏’‏ باب البحر‏’‏ الي المدينة القديمة بأزقتها الضيقة العتيقة ومعمارها الإسلامي المميز‏,‏ ينتهي نهج‏(‏ شارع‏)’‏ الحبيب بورقيبة‏’‏ العصري الرحب , الثورة التونسية بتمثال لـ’ عبد الرحمن ابن خلدون’ مؤسس علم العمران البشري( الإجتماع), و الذي ولد في تونس بلد جامع’ الزيتونة’ عام1332.وعاش بها قبل أن يرتحل الي الجزائر و فاس بأقصي المغرب ويتوفي في القاهرة بلد’ الجامع الأزهر’ عام.1406 وأمام التمثال بإمكانك علي وقع تونس2011 التي تتغير إستعادة عبر ودروس مقدمة صاحبه في تاريخ الأمم والممالك. تماما مثلما أجابتني’ نزيهة رجيبة'( أم زياد) الصديقة و الكاتبة المعارضة لحكم الرئيس المخلوع’ زين العابدين بن علي في عنفوانه وأوانه’ عن السؤال:’ كيف حدث.. والجميع لم يكن يتخيل.. وحتي أنت في زيارتك الأخيرة للقاهرة لم تتوقعيه ؟’ فقد إستشهدت بتشبيه إبن خلدون صاحب عبارة الظلم مؤذن بخراب العمران عن تألق دولة الظلم والإستبداد عشية زوالها بشمعة يزيد إحتراقها قبل أن تخمد شعلتها. والمنطق نفسه في تفسير الإنهيار السريع المفاجئ لسلطة بن علي تجده بين صفحات كتاب إنها الثورة يامولاي الصادر للتو من المطابع التونسية للمعارض العائد من المنفي المنصف المرزوقي. وقد إستشهد بدوره بعبارة للكاتبة الألمانية المناهضة للنازية والصهيونية حنا آرندت القائلة بأنه في الدكتاتورية يبدو كل شئ علي مايرام حتي ربع الساعة الأخيرة ولا أدل علي تحولات تونس بعد الثورة من أن’ مختار جلالي زوج أم زياد ـ والذي طالما لاحقته الدولة البوليسية و أستهدفته بالتشهير والمضايقات ـ هو الآن وزير للفلاحة في الحكومة المؤقتة وأن المرزوقي أصبح يترأس حزبا شرعيا المؤتمر من أجل الجمهورية من بين111 حزبا حصلت علي الترخيص القانوني و تخوض إنتخابات المجلس الوطني التأسيسي المكلف بوضع دستور جديد, والمقرر لها23 أكتوبر الجاري. وإن كان هذا العدد من الأحزاب في بلد يتجاوز تعداده بالكاد العشرة ملايين نسمة مثارتندر. بل وشكوك وإرتياب مراقبين يعتقدون بأن ثمة تدبير جهنمي في تصريح وزارة الداخلية لكل هذا العدد من الأحزاب للتشويش علي الإختيارات الإنتخابية لأغلبية المواطنين الذين يعانون أصلا من أمية سياسية, بعد سنوات الديكتاتورية الطويلة و حزب واحد يحكم منذ55 عاما وسبعة أحزاب كومبارس. وعلما بأن المهتمين بالشأن العام يتداولون تقديرات تذهب الي أن أربعين من بين الأحزاب المجازة بعد الثورة مجرد واجهات لرجال الصف الثاني من الحزب الحاكم المنحل التجمع الدستوري, و يدعمها رجال أعمال كانوا مرتبطين بنظام بن علي وعائلته ممن يطلق عليهم رأسمالية المحاسيب. شارع الحبيب بورقيبة الأكثر شهرة في تونس العاصمة منذ عهد الحماية الفرنسية(1881 ـ1956) لحقت به هو الآخر تحولات الثورة الأولي الملهمة فيما بات يعرف بـ الربيع العربي. فمقابل مبني وزارة الداخلية رمز القمع الرهيب في عهد زين العابدين, شاهدت تونسيين في أحد المقاهي التي تشغل الرصيف في نقاش حر. يتبادلون في الهواء الطلق ميكرفونا محمولا مع أمانيهم عن مكونات الدستور الجديد. دستور الجمهورية الثانية الذي سيخلف دستور عام1959, والذي طالما تعرض لتعديلات في عهد( بورقيبة ـ بن علي) زادت من سلطة الحاكم الفرد شبه المطلقة و منحت البلاد تعددية حزبية شكلية ليس إلا. المشهد الإعلامي يتغير في الشوارع الجانبية المتفرعة من الحبيب بورقيبة تطالع لافتات تحمل أسماء صحف جديدة عديدة حملتها رياح الثورة و أولها يومية المحرر. وكما يقول الدكتور ز أعداد الصحف اليومية أو الأسبوعية التي صدرت بعد الثورة أو تلك التي في طريقها الي الصدور يفوق بكثير أعداد تلك التي كانت تصدر بحلول نهاية عهد بن علي. كما جري الترخيص لإصدار13 إذاعة وخمس قنوات تليفزيونية جديدة. لكن الحيزاوي ـ وسط أصوات مرحبة لكنها تخشي من فوضي إعلامية ـ يتحفظ علي بقاء جانب كبير من وسائل الإعلام تحت أيدي من اسماها القوي القديمة التي تجاهد للحفاظ علي إمتيازاتها. ويتحدث الحيزاوي بإستفاضة في ندوة الإعلام التونسي: التركة الثقيلة وكيف نؤسس للمستقبل والتي كنت الصحفي المصري الوحيد الذي دعي إليها ـ عن صعوبات الإنتقال من الإعلام الحكومي إلي الإعلام العمومي بالنسبة لتلك الوسائل المملوكة للدولة وبخاصة الإذاعة والتليفزيون. إلا ان هذه التحفظات يجب ألا تخفي بريق التحولات الجارية في المشهد الإعلامي الصحفي خلال هذه المرحلة الإنتقالية, ومن ملامحه أن القوي السياسية التي ظلت محجوبة عن الشرعية أصبح لها منابرها مع رفع القيود والرقابة. ومثال ذلك صحيفة الفجر الأسبوعية الناطقة بلسان حزب حركة النهضة( الإسلامية). والأهم أن السلطة الإنتقالية ممثلة في الحكومة برئاسة الوزير الأول الباجي القائد السبسي ورئيس الجمهورية فؤاد المبزعـ ودون إنتظار إنتخاب برلمان وتأسيس شرعية جديدة منتخبة ـ أصدرت مرسوما يتيح الحصول علي المعلومات من الجهات الإدارية وبسبيلها الي إعتماد مرسوم آخر بقانون جديد للصحافة يلغي الحبس في قضايا النشر, وهذه القوانين الجديدة التي تعد بحق تطورا إيجابيا في تاريخ وواقع الصحافة العربية بأسرها تقدمت بها الهيئة المستقلة لإصلاح الإتصال والإعلام برئاسة الصحفي والحقوقي المخضرم كمال العبيدي. والهيئة بالأصل إحدي خمس هيئات ولجان جري إستحداثها بعد الثورة. تشكلت وعملت تحت ضغط التظاهرات والإعتصامات الجماهيرية لهندسة عملية التحول الي الديموقراطية خلال مرحلة الإنتقال الأولي التي تنتهي بممارسة المجلس التأسيسي المنتخب لصلاحياته. والهيئات الخمس تؤدي مهامها وفق ما اسماه الدكتور فتحي النوري الأستاذ بالجامعة التونسية بـ الشرعية الوفاقية في دولة بلا دستور و سلطات منتخبة. وتتقدمها الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة, وتقوم بمقام برلمان غير المنتخب وتضم ممثلين عن المجتمع المدني و القوي السياسية, بما في ذلك التي كانت محظورة ومحجوبة عن الشرعية. وهناك أيضا اللجنة العليا للإشراف علي الإنتخابات و لجنتان لمكافحة الفساد وتقصي الحقائق في أحداث الثورة. واللافت أن إثنتين من هذه الهيئات يتولي رئاستها مثقفان عائدان من المنفي: العبيدي للإعلام وكمال الجندوبي للإنتخابات. ولكن كيف تعمل هذه المؤسسات إلي جانب السلطة المؤقتة التي تجمع التشريع والتنفيذ معا ممثلة في حكومة السبسي و رئاسة المبزع؟ لقاء القصبة الإجابة قد تتلخص في الشرعية الوفاقية التي حددت أمام التونسيين خريطة طريق الي ديموقراطية الجمهورية الثانية تتكون من مرحلتين إنتقاليتين تفصلهما إنتخابات المجلس التأسيسي هذا الشهر. ولأن الشرعية الوفاقية مجرد عنوان للمرحلة الأولي فقد إجتهدنا للتعرف علي مفاتيحها من خلال حوارات مطولة بمواقع عدة بالعاصمة التونسية. و في مقر الوزارة الأولي( رئاسة الوزراء) بـ القصبة الذي يعود الي القرن السابع عشر بدهاليزه الضيقة المراوغة وجدرانه الداخلية المبطنة بقطع الموزاييك الأندلسية المنمنمة, إلتقيت بالوزير رضا بالحاج(50 عاما) والمكلف بملف الإنتقال الديموقراطي. وهو بالأصل محام و حقوقي مستقل لم يترشح في أية إنتخابات أو ينتم الي أي حزب في عهد بن علي كما قال. وقد زودني مشكورا بصور المراسيم التي تنظم العلاقة بين السلطات وتنشئ هيئات المرحلة الإنتقالية بعد إنهاء العمل بدستور الجمهورية الأولي. ويتبين منها أن مرسوم23 مارس الماضي الخاص بالتنظيم المؤقت للسلطات ينص علي مواصلة رئيس الجمهورية المؤقت لرئاسة الدولة حتي تاريخ مباشرة المجلس التأسيسي لمهامه, و يقضي بجمع الرئيس والحكومة بين سلطتي التنفيذ والتشريع وبالإبقاء علي السلطة القضائية و سريان القوانين القائمة. و اللافت ان هذا المرسوم( الأم) يحظر علي الرئيس وكافة أعضاء الحكومة الترشح لعضوية المجلس التأسيسي أو لأية إنتخابات أخري بعد وضع الدستور الجديد. ولا يتضمن المرسوم أي إشارة الي المؤسسة العسكرية. تماما كوثيقة إعلان المسار الإنتقالي المنظمة لملامح المرحلة الإنتقالية الثانية التي تستغرق عاما واحدا. تبدأ بممارسة المجلس التأسيسي لصلاحياته و إختيار رئيس جمهورية وحكومة جديدين, وتنتهي بوضع دستور الجمهورية الثانية في غضون العام الواحد. وهذا الإعلان صدر الشهر الماضي بإتفاق القوي السياسية الرئيسية وبرعاية رئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة الدكتور عياض بن عاشور. والجيش التونسي وهو محل تقدير بين المواطنين والنخبة السياسية لإنحيازه الي جانب الثورة ـ يكتفي بحراسة عملية التحول الديمقراطي عن بعد. كما يتولي حاليا حراسة أبرز المنشآت العامة والسيادية, بما فيها ساحة القصبة, وفضلا عن ذلك فلا ثقل خاص داخل السلطة الإنتقالية يتمتع به وزير الدفاع الجديد عبدالكريم الزبيدي, والذي خلف رضا قريرة المسجون منذ20 سبتمبر الماضي والمتهم بالفساد وبمساعدة الرئيس المخلوع علي الهرب الي السعودية. ويقول الوزير بلحاج إن مرسوم تنظيم السلطات المشار اليه أشبه بـ إعلان دستوري أصدره مجلس الوزراء ووقعه الرئيس المبزع. ويوضح: قبل وضع المرسوم تشاورنا مع الأحزاب والقوي السياسية الرئيسية حول بنوده وكيفية القطيعة مع المنظومة السابقة, ويضيف قائلا: المرسوم يمنح الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة دورا إستشاريا.. لكن يظل لرأي الهيئة طابع الإلزام المعنوي.. ولنا حق في إدخال تعديلات علي مشاريع المراسيم التي ترفعها الهيئة الينا, بما في ذلك تلك المراسيم التي تعتمدها بعدما تتقدم بها إليها الهيئات الإنتقالية المستحدثة الأخري كتلك الخاصة بالإنتخابات أو الإعلام, لكن في الممارسة العملية كانت كل تعديلات الحكومة ورئيس الجمهورية جد محدودة. ولأن رئيس الوزراء السبسي(85 عاما) ينتمي الي البورقيبية وقد دلل علي وفائه لزعيمه بكتاب صدرت ترجمته العربية هذا العام بعنوان الحبيب بورقيبة المهم فالأهم ولأن المبزع(78 عاما) رئيس الجمهورية ظل رئيسا لمجلس النواب( البرلمان) في عهد بن علي قرابة12 عاما فقد سألنا الوزير بلحاج كيف تسير الأمور بين الرجلين وفي ظل نظام حكم موروث يمنح رئيس الدولة سلطات شبه مطلقة, فأجاب: جري تعديل العلاقة المختلة لصالح رئيس الجمهورية وتم منح سلطات أوسع لمجلس الوزراء.. لكن الرئيس يحتفظ بسلطة إصدار المراسيم بعد دراستها من جانب الحكومة. ويضيف: في كل الأحوال فإن النظام الحالي إنتقالي توافقي.. ورئيس الدولة أحيانا ما يترأس مجلس الوزراء.. والمناقشات تدوم أحيانا لسبع ساعات في الجلسة الواحدة. حورات خير الدين باشا تشغل هيئة أهداف الثورة و لجنتا تقصي حقائق الفساد وأحداث الثورة ثلاثة طوابق في عمارة بنك الإسكان بشارع خير الدين باشا بتونس العاصمة. وهو مثقف وسياسي إصلاحي وعنوان علي مشروع الحداثة في تونس بل والدولة العثمانية في القرن التاسع عشر. كما شارك عام1860 في وضع أول دستور بتونس يصدره بلد إسلامي في العصر الحديث, وفق وصف ألبرت حوراني في كتابه الفكر العربي في عصر النهضة. ويقول عبدالفتاح عمر رئيس لجنة تقصي الحقائق حول الرشوة والفساد لقد قمنا بالكثير لكن ينتظرنا الأكثر, وهو يشير الي تلقي اللجنة نحو عشرة آلاف ملف( بلاغا) من المواطنين وثلاثة آلاف أخري من وزارات ومصالح عامة. ويكشف عن أن اللجنة وضعت يدها علي وثائق مهمة في مقر قصر الرئاسة بقرطاج, فضلا عن أموال ومجوهرات وقصر خاص شيده الرئيس المخلوع بضاحية سيدي بوسعيد علي أراض الدولة إشتراها بأسعار زهيدة. ومن بين الملفات المشار اليها يصف عبدالفتاح226 منها بأنها ثقيلة ومتشعبة وجري الإنتهاء من فحصها وإحالتها الي النيابة العامة. وهي تتعلق بـ800 شخصية يتقدمها الرئيس المخلوع وعائلته وكبار مسئوليه ورجال أعمال. وكان رئيس الجمهورية المؤقت قد أصدر في14 مارس الماضي مرسوما بمصادرة الأموال والممتلكات المنقولة والعقارية ـ حصلت الأهرام علي صورة منه ـ لقائمة تضم122 شخصية, وعلي رأسها الرئيس المخلوع وزوجته وأبناؤه وأقاربه واصهاره. لكن هل هذا يكفي لتهدئة الرأي العام؟.. يجيب رئيس اللجنة بالنفي, قائلا: توقعات الناس مشروعة.. والإجراءات المتخذة ليست علي مستوي هذه التوقعات.. وكم كان بالود أن نأخذ بمنطق العدالة الإنتقالية فننشئ لجنة للتحقيق والعدالة و المصارحة ثم المصالحة.. كان المطلوب هيئة خارج القضاء تعمل بصورة علنية. إلا ان الرجل يؤكد ان غالبية الإدارات بما في ذلك الأمنية والعسكرية تتعاون مع عمل اللجنة وتمدها بالوثائق. ويضيف: أمدنا الجيش بوثائق مهمة تتعلق بالتفريط بصورة غير سليمة في أراض كانت تتبعه وبمصاريف صحية أنفقتها وزراة الدفاع علي الرئيس المخلوع وعائلته بما في ذلك تجهيز مستشفي بقصره الخاص بـ( سيدي بو زيد) و التكفل بمصاريف يخت كان يمتلكه. وكلها ملفات أحلناها للنيابة العامة. وفي مقر لجنة تقصي حقائق أحداث الثورة, يقدم لنا توفيق بو دربالة رئيسها المحامي والمدير السابق لأقدم المنظمات الحقوقية العربية الرابطة التونسية لحقوق الإنسان قائمة بضحايا قمع ثورة الياسمين نتبين منها ان عدد الشهداء بلغ244 شهيدا و الجرحي.1489 ويقول: أعددنا تقريرا أوليا حول أحداث الثورة سنصدره بعد إنتخابات23 أكتوبر لأننا نتجنب أن نعطي لأي طرف سياسي فرصة إستغلال التقرير. لكن أبرز ما توصلت له اللجنة من خلال زيارات لمختلف المدن والإستماع لشهادات ذوي الضحايا ورجال الأمن والإدارة والسياسة أن اللجنة قد تيقنت بأن الرئيس المخلوع لم يترك خلفه أي وثيقة تفوض أيا كان بسلطاته, وأن الجيش رفض أوامر بن علي قصف مدينة القصرين يومي26 ديسمبر و6 يناير وتونس العاصمة عندما إنتفضت في13 و14 يناير, ويضيف: تأكدنا من أن الفرنسيين أرسلوا سفينة محملة بقنابل الغاز أثناء أحداث الثورة. كما إنتهت اللجنة الي حدوث عمليات قنص للمتظاهرين رغم نفي الجهات الأمنية وجود فرق للقناصة. واللافت في تشكيل لجنة تقصي الحقائق في أحداث الثورة أن أغلبية أعضائها من السيدات(9 إجمالي17 عضوا). غضب قاضية في تونس ما بعد ثورة14 يناير يمثل كبار المتهمين بقتل المتظاهرين أمام المحاكم العسكرية التي جري تعديل قانونها ليسمح بدرجة ثانية من التقاضي. لكن هناك جانبا من التونسيين لا يثق بجدية المحاكمات, وتعبر عن ذلك قاضية التحقيق كلثوم بن كنو والتي أبلغتني انها إستقالت من عضوية الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة. وقالت: إستقلت لأن الهيئة تجاهلت فتح ملفي القضاء والإعلام. ولأنها بدت ضعيفة أمام الحكومة. وتضيف: حتي الآن لم يصدر حكم واحد علي قتلة المتظاهرين من محكمة مدنية أو عسكرية.. وهذا تباطؤ يجعل الناس تفقد الثقة في القضاء. وتذكر بأنه في أغسطس الماضي إندلعت مظاهرات تطالب بتطهير القضاء فرقتها الشرطة بالغاز.. إنقلاب قصر أم ثورة ورغم ملامح التغيير والإنتقال نحو الديموقراطية في تونس, فإن هناك من يتجاوز حدود النقد والغضب إزاء ما يراه تباطؤا في مسار التحولات الي التشكيك في الثورة ذاتها. ومثال ذلك عبير شقرون الإذاعية الشابة براديو صفاقس والتي تقول: بالنسبة لي ولقطاع يمثل أقلية بين الرأي العام فإن ما حدث في البلاد لم يكن سوي إنقلاب قصر أجهض إنتشار الإنتقاضة وتحولها إلي ثورة وتوضح قائلة: داخل أروقة السلطة جري صراع بين العائلات الإقتصادية السياسية أسفر عن التخلص من الرئيس نفسه وزوجته وعائلات مقربة منهما لصالح عائلات متنفذة أخري تجاهد للتحكم في مسار المرحلة الإنتقالية من خلف الستار, وتضيف: بالأصل كانت هناك رغبة أمريكية في التخلص من بن علي لأنه بات عبئا عليها, ووثائق ويكليكس التي تسربت قبل الثورة بأسابيع تؤكد هذا التوجه. ومع ذلك تقر شقرون بأنها كإعلامية أصبحت تتمتع بحرية أكبر بكثير مما كان عليه الحال قبل14 يناير.لكنها تستدرك قائلة: لدي تخوف بأن تنتكس الأمور وتعود الديكتاتورية لأن البلاد مازالت في قبضة قوي إقتصادية سياسية مرتبطة بالأمريكيين والفرنسيين والخليجيين.. وهؤلاء لن تسعدهم كثيرا تونس ديمقراطية. إلا أن أم زياد لا تستسيغ ما تعتبره نظرية المؤامرة. وقالت و نحن نفترق أمام مقر نقابة الصحفيين: الإدعاء بأن ما جري مجرد التخلص من بن علي كي يستمر النظام نفسه إهانة كبري للحراك الشعبي. وتضيف: نعم كان نظام بن علي في عنفوانه وكأنه التوهج الأخير لشمعة إبن خلدون. لكن كيف لنا أن ننكر إرهاصات الثورة بين النخب والناس البسطاء, كحركة( يزي) التي تأسست استلهاما لـ( كفاية) المصرية, وهي بالمناسبة ذات الكلمة بالعامية التونسية وحتي سباب مشجعي كرة القدم في المدرجات لأسرة بن علي وإضراب الحوض المنجمي الذي قمعته قوات الأمن بالرصاص في ولاية قفصة بالجنوب عام2009 وغيرها. وتضيف لاأنكر أن الغرب وحلفاءه يلعبون في الساحة.. لكن هذا ليس كل شئ بكل تأكيد.. ولننتظر ما ستسفر عنه إنتخابات المجلس التأسيسي. (المصدر: صحيفة « الأهرام » (يومية – مصر) الصادرة يوم 4 أكتوبر 2011) الزملاء الأعزاء بعد مساء الخير مرفق الرابط وبرجاء النشر والتشيير http://www.ahram.org.eg/Journalist-reporters/News/104897.aspx كارم

<


مصر مصدر: الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان 4 أكتوبر 2011

الشبكة العربية تندد باستمرار الاجراءات القمعية ضد المواطنيين من قبل الشرطة العسكرية

(الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان / آيفكس) – القاهرة في 3 اكتوبر 2011 – ستنكرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان اليوم، استمرار التجازوات من قبل الشرطة العسكرية وضباط الجيش في حق المواطنين المدنيين خلال الفترة الانتقالية التي تعيشها مصر الان، معتبرة ذلك انتهاكا صريحا لابسط حقوق الانسان في المعاملة الكريمة والحرية في التعبير عن أرائه. فقد استمرت عمليات اعتقال الناشطين والمتظاهرين وتقديمهم للقضاء العسكري، وكان اخرها امس بقرار النيابة العسكرية استمرار حبس 11 ناشطا اربعة ايام علي ذمة التحقيق، اعتقلوا على خلفية مظاهرة امام وزارة الدفاع واحالتهم للنيابة العسكرية. وترجع التفاصيل الي قيام مائة ناشط بالتظاهر بالقرب من وزارة الدفاع, وذلك بعد عودة مسيرة شارك بها الآلاف إلى ميدان التحرير يوم الجمعة الماضية بعد غلق الشرطة العسكرية والأمن المركزي ميدان العباسية لمنعهم من الوصول إلى مقر المجلس العسكري، ونجح المتظاهرون في الوصول عبر استقلال المترو والنزول بمحطة كوبري القبة، وأعلن بعضهم نيته الاعتصام إلا أن الشرطة العسكرية طاردتهم. وهؤلاء النشطاء التي تم اعتقالهم هم خالد صلاح محمد، مصطفي عبد الرؤوف، احمد علي أمين محمود حمدي، احمد إبراهيم، يحي احمد، محمد عماد، معتز بالله اسامة، علي محسن، هاني احمد، كريم سمير، ، ووجهت النيابة للنشطاء تهم اتلاف محطة مترو كوبرى القبة واستخدام القوة والعنف مع القوات المسلحة. هذا اضافة الي استخدام القوة والعنف من قبل الشرطة العسكرية في فض الاعتصامات وكان اخرها يوم « جمعة استرداد الثورة » 1 اغسطس، حيث تم اعتقال اكثر من 113 متظاهر أثناء عملية إخلاء ميدان التحرير، فقد أقام بعض المتظاهرين خيمة بالحديقة الوسطي استعدادا لاعتصام مفتوح بعد تظاهرات « جمعة استرداد الثورة » والتي كان علي رأس مطالبها المطالبة بسلطة مدنية وإلغاء حالة الطواري، إلا أن قوات الأمن المركزي أخلت الميدان بالقوة بعد نشوب اشتباكات مع المعتصمين،أسفرت عن إصابة ثلاثة مجندين من الشرطة، وبعض المتظاهرين. وليست هذه هي الانتهاكات الوحيدة فقد نشر أحد الاشخاص علي مواقع التواصل الاجتماعي فيديو جديد يظهر فيه عدد كبير من المواطنين مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين في مدينة بورسعيد وهم يصرخون من الألم وبينهم أحد افراد الشرطة العسكرية يضربهم ويسبهم بألفاظ نابية، ويعذبونهم بالصواعق الكهربائية. وقبلها بايام نشر فيديو علي اليوتيوب تم تصويره في أحد أقسام الشرطة لأشخاص يرتدون زي الشرطة والجيش ويتناوبون على تعذيب مجموعة من المواطنين، وتدور الحوارات بينهم فيما يشتبه حول ضبطهم في قضية سلاح، ويكشف الفيديو التفاف مجموعة من الأشخاص الذين يرتدون زي ضباط وجنود الجيش والشرطة حول 3 مواطنين معصوبي الأعين، و يقوم الضباط المحيطين بالمتهمين بالتناوب على صفعهما وصعقهما بصاعق كهربائي في الرقبة في محاولة لانتزاع اعترافات منهم حول ملكية السلاح، وانتهي الامر باعلان تحويل الواقعة الي التحقيق الذي لم يعلن حتي الان ماذا دار فيه. تهديد النشطاء هذا وتعرضت فتيات مصريات لاختبارات كشف العذرية بعد اعتقالهن في أحداث فض اعتصام 9 مارس، وصرحت سميرة محمد مديرة تسويق بإحدى الشركات واحدي الفتيات اللاتي تعرضن للكشف تعرضها للتهديد منذ ايام قليلة من خلال اتصالات تليفونية تضمنت : »لو متنازلتيش عن البلاغ هيبقى مصيرك نفس مصير خالد سعيد »و »مفيش ثورة هتقدر تحميكي »، وذلك بعد ان تقدمت ببلاغ برقم 386 وتم التحقيق مع الطبيب ومجند من الجيش، ولم يتم احالة كقضية للقضاء الي الان. قمع الحريات وقالت الشبكة العربية : »إن هذه الوقائع تؤكد أن المشهد الذي نعيشه ماهو إلا استمرار لنفس العقلية الامنية للنظام السابق، في اختراق القانون واللجوء الي التعذيب وقمع حرية المواطنين، ومحاولة ارهابهم بعمليات الاعتقال المستمرة وتقديمهم لمحاكمات عسكرية تتنافي مع حقهم في المحاكمة العادلة امام قاضيهم الطبيعي في حالة ارتكاب جريمة بالفعل. واضافت الشبكة العربية أن تكرار هذه التصرفات القمعية لاتحقق أهداف الثورة، وعلى المجلس العسكري أن يتوقف عن هذه السياسات التي تحد من حرية الرأي والتعبير وحق المواطنين في التظاهر السلمي، فالتعذيب والقمع كانا أهم أسباب قيام الثورة، واستمرارهما، وان اختلفت شخوص من يمارسوه، يهدد مستقبل شعب مصر وثورته. وتطالب الشبكة العربية بفتح تحقيق جدي في كل هذه الممارسات القمعية ضد المواطنين، كما تطالب الشبكة منظمات المجتمع المدني بالتكاتف في مواجهة هذه الاجراءات القمعية التي تنتهك ابسط حقوق الانسان في الحياة والتعبير عن رايه والمحاكمة العادلة امام قاضيه والطبيعي. مزيد من المعلومات: الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان 10 Elwy Street Apartment 5 Behind the Central Bank Downtown Cairo Egypt info (@) anhri.net تليفون:‏ +202 239 64058 فاكس:‏ +202 239 64058 http://www.anhri.net

<


الشاعرة اللبنانية سمر دياب لـ«الصحافة»

تقرحنا بما يكفي… والثورات العربية أعادت شحن النفوس

المأساة اليوم تأكل وتشرب وتنام في بيتنا..تغوينا ونغويها.. تقتلنا ونقتلها.. تفعل بنا ونفعل بها.. الأدب ليس مأساة بقدر ماهورفض الحياد.. أن تكوني كاتبة يعني أن تجلسي في الهوّة وتكتبي من هناك أمّي دمشقية وجدّتي عرافة فلسطينية وأب جنوبي ولون الشعر فحمي ولون العين بني… وأحببت الرقص فأضحيت شاعرة… وأحببت بيروت فدخّنت كثيرا. هكذا تقدم الشاعرة سمر دياب نفسها، وأضيف بأنها مبدعة تحترف حياكة كلمات ليست كالكلمات…? في رصيدها مجموعة شعرية بعنوان «عراك في الخارج» وأخرى ستصدر قريبا اضافة الى جملة من النصوص النثرية… سمر دياب لبنانية مقيمة في اسبانيا تمتهن الكتابة وتغوص في عوالم نصوصها الواقعية والسوريالية حدّ العبث تراهن على التحديق بعمق وقوة في الحياة وفي التفاصيل… وتعشق سلفادور دالي ولوركا والاندلس وابن زيدون ولاّدة. وتحافظ على حبل المشيمة بينها وبين لبنان وتنظر من شرفة اشعارها الى ما يدور في العالم، تحمل اجازة في الادب الانقليزي وتفتح نصوصها على أكثر من واجهة… مبدعة استثنائية بلا شك،ّ تحقق لقرّائها متعة الاكتشاف والغواية وتؤمن بأن العالم فقد صوابه… معها كان هذا اللقاء… كتاباتك تفتح نوافذ عدة على عوالم السياسة. وأعباء الحياة والرحيل والحب والفن والجمال وحتى الجنون… ألا تشتت كل هذه المجالات تركيزك على جانب ما ويعيقك مثلا عن حياكة عباءة او حمل لقب محدد يؤكد اختلافك عمن ينتمون الى جيلك مثلا؟ فقدت بوصلتي في الكتابة مؤخراً, فلم أعد مقتنعة بالتصنيفات ولا بالألقاب. ولم يعد الشعر وحده كافٍ لجرّي لقول ما أريد وهناك سعادة غامضة تحيط بي من جراء فتح أبواب الكتابة على مصراعيها دون السعي لحيازة لقب ما. الاختلاف لا يتأتى من خلال لقب بقدر ما هو قوة إقناعك بما تقدمينه شعرا كان أم فناً أم جنوناً أم سياسة. جيلي برمته مختلف ويحمل لقباً عالياً. هذا جيل الحرية بكل اتجاهاتها, فلا إيديولوجيا تنتهك كلمتنا, ولا طغاة يفلحون في رسم شكل ومضمون كلمتنا. لا أعاني عقدة الإختلاف طالما أني أقول ما أقوله بالطريقة التي وحدي أقرر صوغها. النوافذ المشرعة في الكتابة على عوالم عدّة هي دليل تورّط صاحبها بما يحدث حوله, وأنا اليوم متورطة حتى النخاع في كل ما يدور حولي ولا أملك سوى الكتابة بكل اتجاهاتها لأحملها موقفي مما يحدث. ..فلسطين…لبنان…تيمة تخيم على كتاباتك وايقونة تتكرر بشكل أو بآخر في اعمالك….أين أنت من مجمل ما يحصل من تطورات تاريخية على الساحة؟ لا أستطيع أن اتفق تماماً في هذا, فلا يمكنني أن أدعوبعض الكتابات التي حملت موقفاً ما من قضية فلسطين وأوضاع لبنان بـ«أعمال». أكتب ما أكتبه على الفيس بوك وليست كل كتابة هناك هي عمل أدبي. ولكني كغيري ممن لا يتقنون شيئاً سوى الكتابة أقف في منتصف بؤرة هذه الأحداث التاريخية التي قدّر لنا كجيل شابّ أن نكون شهوداً وصناعاً لها. الكتابة شئنا أم أبينا هي موقف, شعري وإنساني مهما كانت مغرقة في العبث وفي الذات. ولكن, كون لبنان وفلسطين حاضرتين في مواقفي تلك فهذا لأني على تماس مباشر مع الذي يحدث في لبنان كوني لبنانية وتؤرقني سخافة السياسيين وملوك الطوائف في بلد المفترض أنه من أجمل وأهم دول الشرق الأوسط وأشعر بقهر مضاعف لا تشفيه سوى السخرية فقد تقرّحنا من الداخل بما يكفي.. فلسطين في الجهة المقابلة, كلما تقدمت السنين بالنكبة كلما تفشّت هذه الطعنة أكثر, ولاشكّ أن الثورات التي شهدتها المنطقة قد أعادت شحن النفوس جميعاً من جديد بقضايا الحق والحرية وحتمية زوال الطغيان باختلاف أسمائه ووجوهه. نستشف من أعمالك تركيزا كبيرا على المشهدية البصرية… ولعب كبير بالمفردات والتركيز على استثنائية الاسلوب الدي قد يطغى احيانا على جوهر الفكرة ومضامين المعنى وابعاده….هل هذا توجه مقصود ام انه وليد لحظة الكتابة والخلق؟ المشهدية البصرية هي جزء لا يتجزأ من تركيبة مخيلتي, وهي المكان الذي أبني فيه مملكتي الخاصة المزدحمة بالصور العجيبة, في داخلي رسام شرس لم يتسنّ له أن يخرج إلى فضاء اللون واللوحة لذلك يخرج كل هذا في الكتابة. قلت سابقاً إن هناك كائن فطري في داخل كل مبدع يسحبه إلى مزاجه المنفرد دون تعمّد ولا تدخل من الكاتب. كائني هذا مفتون بالخيال, يسوقني إلى جهاته التي لاتنتهي فأمشي طائعة, يظهر ويختفي حسب مزاجه الخاص أيضاً. قد ينسحب من الكتابة ليستشرس في أعمالي الفنية الرقمية, وقد يختفي لفترة ما لأعاود التقاط أنفاسي ثم يخرج ثانية. هو جزء من أبعاد المعنى ان كان هناك معنى محدد ما وجزء من منظومة العبث في النصّ حين تفلت الكتابة من عقلها وعقالها. هل يستفز نرجسية المبدعة ان نقول ان في نصوصك بعض من ظلال اسماء لهل وزنها في الساحة على غرار غادة السمان ان في نصوصك النثرية منها بالخصوص محاولة لتوليد نصوص بعض المبدعين؟ بماذا تردّين؟ فيما يتعلق بالشق الأول من سؤالك , فلا بأس من الاعتراف بأن نرجسية أي مبدع تستفزها أصغر المقارنات كما أكبرها, أهم ما يمكن أن يتحقق لأي تجربة ابداعية هوخصوصية هذه التجربة والتي وحدها تضمن تفوقها وخلودها. ردّاً على الشق المتعلق بي, فلا أستطيع القول إني أملك تجربة كافية تؤهلها لخوض مثل هكذا مقارنات كبيرة, لاأملك سوى إصدار يتيم وهو تجربة مغرقة في سوريالية سوداء وبعيدة تماماً عن كتابات غادة السمان. هذا على مستوى الأعمال المنشورة. أمّا النصوص النثرية التي جنحت إليها مؤخراً فأغلبها قصص من وقائع أحداث حياتي الخاصة أنشرها على صفحتي في الفايس بوك كتمرين ربما على الكتابة من زاوية أخرى, ليست عملاً متكاملاً ولم تتبلور بعد لتصبح مشروعاً يدخل في مقارنات مع كاتبة من طراز غادة السمان. أعلنت انك لا تتبرئين من نصوصك القديمة فهل فيها ما يدعوالى التبرؤ فعلا؟ ماذا لو نظرت الى هذه النصوص بعينك الثالثة؟ كيف ترينها؟ كيف تقيمينها؟ لاشيء يدعوني إلى التبرؤ من أحداث الماضي , والنصّ حين يخرج وينشر يصبح حدثاً من أحداث هذا الماضي, لا يعود مجرد كلمات ميكانيكية ولا مجرد لغة تعلوأوتهبط.. يخرج من كونه قد تقمص اللحظة ليصبح هوتلك اللحظة التي لا ينفع تبرؤك منها في طمسها.. ليس هناك من نصّ لقيط على مستوى الهوية, من هذا المنطلق لا أتبرأ منها لأني حتى وإن أردت فلن أنجح في ذلك.. عيني الثالثة هي عين النقد التي ليس بالضرورة أن تكون دائماً عين السوء.. أفهم تطور التجربة وخروجها من حيز وقاموس ضيق إلى فضاءات أكثر نضجاً وجمالية واحترافاً إن صح التعبير لكني ضد التوجه السائد بالتبرؤ من كل ما كتب سابقاً بحجة أنه لم يعد يليق بالتجربة الجديدة. خلف تمردك ومشاكساتك ينام حزن دفين في كتاباتك يستشعره كل من قرأها بقلبه… هل تؤمنين بان الأدب مأساة أو لا يكون كما يقول الأديب التونسي الكبير محمود المسعدي؟ يا عزيزتي المأساة اليوم تأكل وتشرب وتنام في بيتنا..تغوينا ونغويها.. تقتلنا ونقتلها.. تفعل بنا ونفعل بها.. الأدب ليس مأساة بقدر ماهورفض الحياد.. أن تكوني كاتبة يعني أن تجلسي في الهوّة وتكتبي من هناك , أن تقفزي أنت في البئر لا أن تكتفي بقصة يوسف.. الأدب مأساة بالمعنى الذي يدحض إمكانية أن تكوني جمهوراً متفرجاً أو مجرد إسم في عالم الأدب والثقافة, هومأساة بمعنى التورط الحيّ فيما تكتبينه, التورط في حواسك المستنفرة أبداً ودائماً لاقتناص أصغر التفاصيل , التورط في النبش الموجع والمرهق لألم أن تكوني شاهدة على حجم التشظي الذي يجتاح الحيوان والنبات والإنسان سواء كنت سبباً فيه أونتيجة له. جربت مخاض الولادة كأم ومخاض الكتابة كمبدعة… أيهما أقرب إليك؟ هذا موضوع يستدعي الكثير من الحميمية والعودة لتفاصيل لا يمكن لأي امرأة تجاوزها أو وضعها في مقارنة بينها وبين أي مخاض آخر. الولادة تتقاطع مع الكتابة في كون كلاهما تدوين لأصل الحياة, كلاهما غريزة بقاء وتأريخ للبشرية.. الأمومة حالة هذيان, خوف وقلق وحبّ مفرط في أنانيته لا تعرفين من أين يداهمك فجأة, الكتابة بالمقابل هي حمل وارتباك ومنافسة على الصرخة وحبل سريّ بينك وبين العالم.. الفارق أن المولود في الأولى لا يخضع لمزاجية بقائك, هوجذرٌ يخرج من جذر, بينما النصّ فرع من فروعك الكثيرة.. لست استثناء عن أي امرأة لا تكتب هنا, وطفلي المتوحد الفاتن هو إبداعي الأجمل الذي لا يحتمل التأويل. المرأة هي ذاك الغائب الحاضر عن قصد أو غير قصد في كتاباتك….هل حدث هذا صدفة أم انه توجه مقصود؟ المرأة ليست غائبة, إنها حاضرة بقوة لكن بإطارها المجرّد من امتيازات الأنثى التي تكتب للآخرين ما يريدون أن يسمعوه.. إنها تقول ما تريد بعيداً عن عقدة كونها واحة الراحة والمتعة للقارئ.. اختزال المرأة في النصّ بالبحلقة داخل هذا النصّ للبحث عن النموذج المعدّ سلفاً لها, هو تسطيح واختزال للكتابة برمتها. أنثى الجمال والحبّ والجسد مازالت كما قلت سابقاً في برجها العاجي, هي سعيدة هناك ولا تودّ أن تعكر صفوها المعارك التي تحدث في نصوصي.. لكنّ هذا لا يعني أن المرأة مغيبة فيها.. كل ما هنالك أن هناك امرأة أخرى غير مستهلكة, قلة من ينتبهون لوجودها لأنها لا تعلن عنه. ما أراه وأسمعه وأقوله غرق في الفجائعية وهذا ذنب العين التي ترى داخلي…صرحت بهذا الشأن لتعبري عن موقفك من نصف الكأس الفارغة….لماذا تغيبين نصف الكأس الأخرى وفيها ما يستحق تسليط الأضواء عليها؟ هل هو هروب من الواقع؟ الهروب من الواقع يستدعي العكس.. يستدعي أن أغيّب الفاجعة وألتفت للنصف الوردي… الرؤيا وحدها من تقرر وأنا لست سوى أداة في يد هذه الرؤيا.. الكأس انكسرت واندلق ما فيها واختلط الكابوس بالحلم, وبات الضوء حين يسلّط, فهو يسلّط على هجين غامض وغريب.. نحن متورطون بفتنة هذا العالم بنفس درجة المتورطين فيه بخرابه وهذا ما يفسر بقاءنا على قيد الحياة والكتابة للآن. أين تصنف سمر دياب موقعها ضمن أبناء جيلها وفيهم من تجاوزها على مستوى النشر بالتأكيد وليس على مستوى نوعية الكتابة اوتفاصيلها؟ أنا جزء عن الحراك الأدبي الجديد في المشهد الثقافي والشعري الحديث. الموقع تحدده درجة والتجربة مازالت تتلمس طريقها. كيف تنظر سمر إلى الربيع العربي؟ هل أنت متفائلة بمستقبل الشعوب العربية؟ خرج الأمرعن كونه تفاؤلا أو عدمه.. هناك حدث تاريخي غيّر وجه المنطقة بأسرها ونسف مسلمات كانت كوابيسا بالنسبة لنا في الوقت الذي كنا قد فقدنا فيه الأمل من حتمية التاريخ التغيرية الموعودة.. المستقبل القريب لا يمكن التكهن به في ظل تخبطات ما بعد الثورات التي نشهدها, لكني من المؤمنات بأن لاعودة للوراء وأن ثورات كثيرة سيشنها هذا الجيل تباعاً كلما اعتلى عفن ما كرسي بلاده. حاورتها جميلة القصوري (المصدر: صحيفة « الصحافة » (يومية – تونس) الصادرة يوم 04 أكتوبر2011)

<

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.