الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

TUNISNEWS

9 ème année, N° 3508 du 30 .12 . 2009

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافيين توفيق بن بريك وزهير مخلوف

ولضحايا قانون الإرهاب


الحصاد السنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود:حرية الصحافة: العام 2009 بالأرقام

النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين:الشرطة السياسية تمنع رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين من الدخول إلى مقر جريدته

حــرية و إنـصاف:منع ندوة تضامنية والاعتداء على الصحافيين

الحزب الديمقراطي التقدّمي:بيــــان

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس(معز الجماعي يتعرض للسرقة)

السبيل أونلاين :محاكمة السجين السياسي السابق والناشط الحقوقي لطفي الداسي

الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب:بيــــان حول إضراب الجوع الذي يشنه الطلبة المسجونين

المرصد:جميعا من اجل الافراج عن طلبة منوبة

لجنة العمل الديمقراطي المشترك بالقيروان :بيـــــــــــــــــــــــــــــان

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان:بيـــــــــــــــــــــــــــــان

السبيل أونلاين:بعد تهديده بالقتل..لسعد الجوهري يزج به في قضية توزيع أموال

برلمان تونس الافتراضي:بيــان

وزير الثقافة الفرنسي لـ «الشروق»: هذا موقفي من اغتيال حشاد.. ومن التعويضات

طارق الكحلاوي:العريضة الخاصة بملاحقة قتلة حشاد

إسماعيل دبارة: 2009في تونس: تكريس الأحادية في السياسة والإعلام

كلمة:الاتحاد الجهوي للشغل بتونس: مؤتمران في جانفي

رد من الاتحاد الجهوي للشغل بنابل بــــــيــــــان »هل يستقيم الظل والعود الأعوج »

كلمة:تجمّع احتجاجي لمدرّسي التعليم الابتدائي بصفاقس

المرصد:من اجل رفع المظلمة عن المربي لطفي الغراب

كلمة:بلديّة أم العرايس تسرّح 200 عامل واحتجاجات في وسط الشباب

النقابات الأساسية للتعليم الثانوي منزل جميل- منزل بورقيبة  بنزرت:بـيــــــــــــــــــــان:الحرية لغزة الأبية

الطاهر العبيــــــدي:شهادات من رحلات المنفى قصة فاخر بن محمد  – الحلقة الرابعة –

خالد الغرايري:رائعة الجواهري في الحسين بن علي (سيد الشهداء) سلام الله عليه

الفنان محمد بحر :هدية آخر السنة (أغنية مطر تصب)

منصف المرزوقي:لا حل في « الإسلام هو الحل »

  عبدالسلام المسدّي :السياسة ووظيفة الفكر النقدي

د.خــالد الطراولي:وأصبح لنا جــدار!!!

توفيق المديني:مكونات الحداثة الغربية عبر التجارب الأميركية والفرنسية والبريطانية

محمد كريشان:أحداث إيران والعامل الخارجي


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جانفي2009
فيفري2009    
أفريل 2009     
جوان2009  https://www.tunisnews.net/20juillet09a.htm      جويلية 2009  https://www.tunisnews.net/23Out09a.htm   أوت/سبتمبر2009    
أكتوبر 2009


الحصاد السنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود حرية الصحافة: العام 2009 بالأرقام

  30 كانون الأول/ديسمبر 2009 حروب وانتخابات مثيرة للجدل: أكثر المواضيع خطورةً على حياة الصحافيين


: في العام 2009
 
*76 صحافياً (+ 26 %)
*توقيف 573 صحافياً
*تهديد أو الاعتداء على 1456 صحافياً
*فرض الرقابة على 570 مؤسسة إعلامية
*اختطاف 33 صحافياً
*فرار 157 صحافياً من بلادهم في ما يتعلق بالإنترنت: *وفاة مدوّن في السجن
*توقيف 151 مدوّناً ومخالفاً إلكترونياً *الاعتداء على 61 مدوّناً ومخالفاً إلكترونياً *فرض الرقابة على الإنترنت في ما لا يقل عن 60 دولة ( بين ترشيح واعتداءات !واعتقالات لمدوّنين)  
 على سبيل المقارنة، في العام 2008  
*مقتل 60 صحافياً *مقتل معاون إعلامي *توقيف 673 صحافياً *تهديد أو الاعتداء على 929 صحافياً *فرض الرقابة على 353 مؤسسة إعلامية *اختطاف 29 صحافياً  
في ما يتعلق بالإنترنت:  
*مقتل مدوّن
*توقيف 59 مدوناً ومخالفاً إلكترونياً *الاعتداء على 45 مدوناً ومخالفاً إلكترونياً *فرض الرقابة على الشبكة في 37 بلداً

 

المختطفون

وسائل الإعلام الخاضعة للرقابة

المهددون او المعتدى عليهم

المعتقلون

المقتولون

2009

7

80

170

115

12

إفرقيا

16

104

364

110

44

آسيا- الباسيفيك

7

27

501

80

6

الامريكيتان

1

162

223

101

7

أوروبا  الإتحادالسفياتي السابق

2

197

198

167

7

المغرب    الشرق الأوسط

33

573

1456

570

76

المجموع

 

 أخذت مراسلون بلا حدود الحالات التي تكون فيها الصلة بين مهنة الضحية والحادث إما قائمة وإما محتملة جداً.وتشمل الأرقام الواردة القضايا التي تبلّغت المنظمة بها، ما يستثني تلك التي فضّل الضحايا إبقاءها طيّ الكتمان لضمان سلامتهم. وتعتمد حصيلة العام 2009 على المنهجية نفسها التي اتبعت في السنوات السابقة، إفساحاً في المجال للمقارنة.  

إن حدثين مأساويين سيبقيان محفورين في ذاكرة العام 2009 : أكبر مجزرة ارتكبت بحق صحافيين وسقط ضحيتها 30 محترفاً إعلامياً في يوم واحد على يد ميليشيا تابعة لحاكم في جنو بالفلبين؛ وموجة اعتقالات وإدانات لا مثيل لها طالت صحافيين ومدوّنين في إيران إثر إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد المثيرة للجدل.  

وللفرار من قضبان السجن أو براثن الموت، سلك حوالى 160 صحافياً من القارات كافة طريق المنفى في ظروف محفوفة بالمخاطر في بعض الأحيان. أكانوا مصوّرين إيرانيين يجتازون الحدود إلى تركيا هرباً من الاعتقال أو مراسلين إذاعيين صوماليين يلجأون إلى الدول الحدودية لتفادي الموت المحتوم، يبقى هؤلاء المحترفون وسطاء إعلام يسعى الكثيرون إلى إسكاتهم بشتّى الوسائل.  

بمناسبة نشر حصيلة العام 2009 ، اعتبر أمين عام مراسلون بلا حدود جان – فرانسوا جوليارأن  » الحروب والانتخابات شكّلت التهديدات الأساسية التي وجّهت ضد الصحافيين في العام 2009 حيث أن تغطية النزاعات أخذت تزداد خطورة يوماً بعد يوم لشدة ما يستهدف الصحافيون ويتعرّضون للاغتيالات وعمليات الاختطاف. ولكن أداء مهنة المراسل في فترة الانتخابات قد لا يقل خطورة مؤدياً بمن يمارسها مباشرة إلى السجن أو المستشفى. وقد كانت أعمال العنف المرتكبة ضد الصحافيين قبل الانتخابات وبعدها بالغة الأهمية في العام 2009 في دول تفتقد إلى الديمقراطية.  

ولا بدّ من الإشارة – البديهية – إلى ارتفاع عدد المواقع الإلكترونية والمدوّنين الذين تفرض عليهم الرقابة والقمع. فلم يعد من دولة اليوم تفلت من هذه الظاهرة عملياً. وكلما ازداد دور الإنترنت أو وسائل الإعلام الجديدة ( الشبكات الاجتماعية والأجهزة الجوالة…) أهمية في بث الأخبار، اشتدت الممارسات السيئة حتى أصبح المدوّنون خاضعين للرقابة بقدر صحافيي وسائل الإعلام التقليدية. ولعل أبرز مصادر قلقنا حيال العام 2009 يكمن في نزوح الصحافيين الوافدين من دول قمعية شأن إيرانأو سريلانكا. فقد أدركت سلطات هذه الدول أنها تقضي على تعددية الأفكار ودرجة الانتقاد بدفعها الصحافيين إلى الرحيل. وهذه نزعة خطيرة ينبغي شجبها بشدة ».  

ا زدياد عدد الصحافيين المقتولين بنسبة 26 بالمئة كان مجمل الصحافيين المقتولين في العام 2009 من المواطنين المحليين، باستثناء مخرج الأفلام الوثائقية الفرنسي – الإسباني كريستيان بوفيدا الذي اغتيل في سالفادور، ما حمل أمين عام مراسلون بلا حدود جان – فرانسوا جوليار على التصريح بما يلي:  » مع أن هؤلاء الصحافيين المحليين ليسوا معروفين لدى الرأي العام الدولي بقدر كبار المراسلين، إلا أنهم يدفعون، كل عام، الثمن الأفدح لضمان حقنا بالاستعلام حول النزاعات وقضايا الفساد وتدمير البيئة ».

 

شهد العام 2009 انطلاقة سيئة مع اندلاع العدوان العسكري الإسرائيلي على غزة. فضلاً عن منع وسائل الإعلام الأجنبية عن الوصول إلى هذه الأرض الفلسطينية، لم تتوانَ الحكومة الإسرائيلية عن شنّ غارات عنيفة على مبانٍ تضم مؤسسات إعلامية منتهكةً بذلك القانون الدولي الإنساني. وقد أسفرت هذه الاعتداءات عن مقتل مراسلين اثنين. ف يا لقوقاز الروسي،واجه الصحافيون والمدافعون الحقوقيون كل أشكال المخاطر. وليست نتاليا إستيميروفا في الشيشان ومالك أحمديلوف في داغستان إلا من بين شهود كثر على حرب دنيئة بقيادة موسكو وحلفاؤها المحليون، شهود أزيلوا من الدرب في ظل إفلات تام من العقاب.  

تسببت الجماعات الإسلامية الأصولية بمقتل ما لا يقل عن 15 صحافياً في العالم. ففي الصومال، تكثّف ميليشيا الشباب اغتيالاتها الموجهة واعتداءاتها الانتحارية. وفي المجموع، سقط تسعة مراسلين في هذا البلد، يعمل أربعة منهم في إذاعة راديو شابيلالتي لا تزال مصرّة على أداء رسالتها الإعلامية بالرغم من الفوضى العارمة. وفي باكستان ، لا تتردد جماعات طالبان في شمال غرب البلاد عن استهداف المراسلين.  

ولا يزال عدد عمليات الاختطاف مستمراً في الازدياد بشكل طفيف علماً بأن أفغانستانوالمكسيكوالصومال سجّلت النسبة الأعلى من هذه الحالات. وإذا نجح الصحافي العامل في نيويورك تايمزدايفد رود ودليله في الفرار من قبضة طالبان، فإن المراسل الأفغاني سلطان منادي لاقى مصرعه في عملية عسكرية نظّمت لإنقاذه.  

في هذا الإطار، أضافت المنظمة:  » بعد مرور ثلاثة أعوام على تبنّي القرار 1738 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول حماية الصحافيين في مناطق النزاع، يبدو أن الحكومات لا تزال عاجزة عن ضمان سلامة المحترفين الإعلاميين ».  

وقد ازدادت الاعتداءات والتهديدات التي تعدّ أشكالاً أخرى من أعمال العنف بنسبة الثلث ( بانتقالها من 929 حالة في العام 2008 إلى 1456 حالة في العام 2009 ). وتبقى القارة الأمريكية ( 501 قضية) لمنطقة التي يكون فيها الصحافيون الأكثر تعرّضاً لهذا النوع من الممارسات ولا سيما حينما ينددون بالاتجار بالمخدّرات والفساد والمتسلّطين المحليين، تليها آسيا التي سجّلت 364 قضية مماثلة ولا سيما في باكستانوسريلانكاونيبال. ويزداد عدد وسائل الإعلام الخاضعة للرقابة بشكل خطر مع منع حوالى 570 صحيفة وإذاعة وقناة عن بث معلومات أو إجبارها على الإقفال. وقد شمل هذا الوضع مجلة ساخرة في ماليزيا ، وحوالى عشر صحف إصلاحية في إيران، وراديو فرانس أنترناسيونال في جمهورية كونغو الديمقراطية ، وخدمة بي بي سي ورلد في رواندا.  

أما عدد الصحافيين الموقوفين فقد انخفض بشكل طفيف (من 673 في العام 2008 إلى 573 في العام 2009 ) بفعل تراجع عمليات الاحتجاز في آسيا مع الإشارة إلى احتلال منطقة الشرق الأوسط الصدارة بتسجيلها أكبر عدد من الحالات من هذا النوع.  

أعمال العنف في فترة الانتخابات  

كان الصحافيون الثلاثون الذين اغتيلوا في جزيرة ميندناو يغطون محاولة معارض لمتسلّط محلي تقديم ترشيحه لانتخابات العام 2010 . وعلى نحو مماثل، زجّت السلطات بالصحافي التونسي توفيق بن بريق في السجن في الأيام التالية لإعادة انتخاب الرئيس بن علي فيما تم الاعتداء على زميله سليم بوخذير. في الغابون، طالت الاعتداءات عدة صحافيين وكانت التهديدات بالقتل من نصيب آخرين في الأيام التي تلت انتخاب علي بونغو على رأس البلاد كما أقفلت حوالى ست مؤسسات إعلامية مؤقتاً لنقلها أخباراً عن أعمال العنف التالية للانتخابات وانتقادها أعضاء الحكومة الجديدة. وفي هذا السياق أيضاً، أدت إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد المثيرة للجدل في إيران إلى موجة طاحنة من القمع مورست ضد القطاع الإعلامي.  

وأثبت العام 2009 أن الانتخابات التعددية التي ترمز في الأساس إلى الديمقراطية وحرية التعبير قد تستحيل كابوساً يطارد الصحافيين. ففي فترة الانتخابات، غالباً ما تمُنع وسائل الإعلام التابعة للدولة عن تغطية نشاطات المرشّحين بإنصاف كما كانت الحال في الانتخابات الأفغانية المثيرة للجدل أو تمثيلية الانتخابات في غينيا الاستوائية فيما يتعرّض الصحافيون الأكثر التزاماً لأعمال انتقامية يرتكبها المعسكر المعادي ضدهم.وفي أثناء عملية الاقتراع، لا يُحترم حق الإعلام في التغطية تماماً كما برهنته الانتخابات التي جرت في مناطق التاميل في سريلانكا.  

إلا أن المشاكل الأكثر جدية تبرز لدى إعلان النتائج. فقد باشر مناصرو محمود أحمدي نجاد الذين طفح كيلهم من حركة معارضة تحظى بتغطية واسعة على الإنترنت وفي الصحافة الإصلاحية بحملة قمع شديدة وقع ضحيتها مئات الصحافيين والمدوّنين المتهمين بالتجسس لصالح الخارج أو بالإخلال بالأمن.  

هذا العام، قوبلت جرأة الصحافيين قبل الانتخابات وبعدها بعمليات احتجاز وسوء معاملة وعقوبات بالسجن اتسم بعضها بالفداحة. وكان يجدر بهذه السيناريوهات القمعية أن تحضّ المجتمع الدولي على إيجاد الوسائل الكفيلة بتوفير حماية أفضل لقطاع الصحافة إثر إعلان فوز مسروق أو منحاز في أغلب الأحيان. بناء عليه، لا يسع مراسلون بلا حدود التي تواصل متابعتها المنتظمة لأداء المؤسسات الإعلامية في الفترة الانتخابية إلا أن تعبّر عن بالغ قلقها حيال الوضع السائد:  » بأي حال، لا تبشّر موجة العنف هذه بأي خير لعام 2010 الذي ستجري في بحره انتخابات محورية في ساحل العاج، وسريلانكا ،وبورما ،والعراق ،والأراضي الفلسطينية ».  

سجن أكثر من مئة مدوّن ومخالف إلكتروني  

للمرة الأولى منذ ظهور الإنترنت، تحصي مراسلون بلا حدود ما لا يقل عن 120 حالة سجن لمدوّنين ومخالفين إلكترونيين ومتصفّحين في العالم لتعبيرهم على الويب عن آرائهم. ويعكس هذا الرقم القمع المستشري على الشبكة في عشرة بلدان علماً بأن عدة دول تبنّت سياسة تتوخى تجريم التعبير الإلكتروني واضعة حداً للآمال التوّاقة إلى إنترنت متحرر من قيود الرقابة. كان الإنترنت محرّك المعارضة الديمقراطية في إيران والصين وغيرهما من الدول. ولهذا السبب بالتحديد، تميل الحكومات السلطوية إلى معاقبة متصفّحي الإنترنت بشدة تماماً كالمدوّنين الآذربايجانيين اللذين حكم عليهما بالسجن لمدة عامين لاستهزائهما بالنخب السياسية في فيلم فيديو. ومع أن الصين لا تزال من أبرز فارضي الرقابة على الإنترنت، إلا أن إيران وتونس وتايلند والمملكة العربية السعودية وفييتنام وأوزبكستان تلجأ أيضاً إلى حجب المواقع والمدوّنات ومراقبة التعبير الإلكتروني باستمرار مع الإشارة إلى أن شبكة الإنترنت التركمانية خاضعة لسيطرة الدولة الكاملة.  

هذا العام أيضاً، تعرّض مدوّنون ومواطنون بسيطون يعبّرون عن آرائهم على الشبكة للاعتداء أوالاعتقال في ظل ازدهار شعبية الشبكات الاجتماعية والمواقع التشاركية. ولا يزال المدوّن المصري كريم عامر محتجزاً فيما يفترض بالممثل الكوميدي البورمي الشهير زرغانار البقاء 34 سنة أخرى في السجن. وقد وقع عدة مدافعين بارزين عن حرية التعبير على الإنترنت، وخاصة الصينيين هو جيا وليو اكسياوبو والفييتناميين نغوين ترونغ وديو كاي شأنهم شأن مئة آخرين، في قبضة شرطيي الشبكة. وتعدّ الأزمة من المواضيع الكفيلة بدفع المسؤولين إلى اللوذ بالتدابير الرقابية ولا سيما على الشبكة. ففي كوريا الجنوبية، احتجز أحد المدوّنين ظلماً لتعليقه على الوضع المأساوي السائد في البلاد. وفي تايلند، تم اعتقل حوالى ستة من مواطني الشبكة والتنكيل بهم لذكرهم الأزمة في المملكة ذلك أن مجرّد الربط بين صحة الملك وتراجع بورصة بانكوك حوّلهم إلى أهداف للسلطات.  

وفي دبي، فرضت الرقابة على وسائل الإعلام المحلية عندما اضطرت للتحدث عن انهيار السوق الداخلية. وفي غضون ذلك، لم تكن الدول الديمقراطية ترقد قريرة العين: بينما تختبر عدة دول أوروبية تدابير رقابية جديدة تُفرض على الشبكة باسم مكافحة إباحية الأطفال والتحميل غير الشرعي، أعلنت أستراليا نيتها تطبيق نظام ترشيح إلزامي يتسم بخطورة بالغة تتهدد حرية التعبير. وقد أطال القضاء التركي لائحة المواقع الإلكترونية الخاضعة للرقابة من بينها يوتيوب بسبب تضمّنها انتقادات موجهة ضد شخص أول رئيس للجمهورية مصطفى كمال أتاتورك.في هذا السياق، اعتبرت لوسي موريون، المسؤولة عن مكتب الإنترنت والحريات الإلكترونية في منظمة مراسلون بلا حدود، أن « عدد الدول التي تمارس الرقابة على الإنترنت قد تضاعف من سنة إلى أخرى. وهذه نزعة مقلقة تعكس تشدد السيطرة الممارسة على وسائل الإعلام الجديدة في حين أن ملايين المواطنين ينظّمون التعبئات على الشبكة. وحرصاً على التنديد الفعّال بتجريم التعبير على الإنترنت، تنظّم مراسلون بلا حدود في 12 آذار/مارس المقبل تعبئة جديدة ضد أعداء الإنترنت ».  

محاكمة مؤسسات إعلامية في 30 كانون الأول/ديسمبر 2009 ، بلغ عدد الصحافيين المسجونين في العالم 167 حالة. ويجدر بنا العودة إلى أوائل تسعينات القرن المنصرم لنصادف رقماً بهذا الارتفاع. ومع أن مقررالأمم المتحدة الخاص لحرية التعبير كرر غير مرة أن السجن عقوبة غير متكافئة في قضايا الصحافة، إلا أن عدة حكومات لا تزال تلجأ إلى هذه العقوبة في تشريعاتها بل تفرط في استخدامها. وبهذا،لا تقل العقوبات المفروضة على الصحافيين في كوبا والصين وسريلانكا وإيران قساوةً عن تلك المفروضة على أي مرتكبي جرائم قتل أو إرهابيين.  

غالباً ما يكون السجن والعنف الردّين الوحيدين اللذين تواجه السلطات بهما المحترفين الإعلاميين.ففي الشرق الأوسط، يقع اعتداء أو اعتقال على الأقل يومياً. في العراق على سبيل المثال، تم الاعتداء على أكثر من ستين صحافياً أو اعتقالهم في العام 2009 . وفي الأراضي الفلسطينية، قامت كل من حركتي حماس في غزة وفتح في الضفة الغربية باحتجاز أكثر من خمسين صحافياً. وتتنافس إفريقيا وآسيا في عدد الصحافيين المحتجزين. ففي العام 2009 ، أحصت المنظمة أكثر من عشر عمليات توقيف في النيجر وغامبيا والصومال وإريتريا التي لا تزال تحتل الصدارة في القارة الإفريقية في هذا المجال لوجود 32 إعلامياً وراء القضبان. في آسيا، تراجع عدد الاعتقالات لحسن الحظ ولكن القوى الأمنية الصينية والباكستانية لا تتورّع عن توقيف الصحافيين الأجانب والمحليين حينما يتجاوزون الخطوط الحمراء التي « يفترض بهم » احترامها. في هوندوراس، أدى الانقلاب العسكري الذي نفّذ في 28 حزيران/يونيو 2009 بدعم من الصحافة المحافِظة إلى مطاردة فعلية للصحافيين المشتبه بتواطئهم مع الرئيس مانويل زيلايا المطاح به، وتعليق وحتى إقفال أسر التحرير التي يعملون فيها. وقد برزت كوبا أيضاً هذا العام بأكثر من 24 عملية توقيف . وحالتي سجن طويلة الأمد متسببة بارتفاع عدد الصحافيين المحتجزين على الجزيرة إلى 25 وعندما يتخلّف النافذون عن توقيف الصحافيين، يقومون بالتنكيل بهم بوابل من الشكاوى التي يرفعونها ضدهم أمام المحاكم. ففي الجزائر، تلقى رئيس التحرير عمر بلهوشات في هذه السنة وحدها خمسة عشر استدعاء للمثول أمام القضاة. وفي تركيا والمغرب، تُستهدَف صحافة المعارضة بشكاوى متكررة تؤدي دائماً إلى إدانات أو إقفال المؤسسات الإعلامية لأن المحاكم تقف في صف المشتكين وليس الصحافة.  

المنفى ملاذ للبقاء على قيد الحياة  

للمرة الأولى، تدرج مراسلون بلا حدود في هذه الحصيلة السنوية عدد الصحافيين المضطرين لمغادرة بلادهم من جراء تهديدات تطال حياتهم أو حريتهم. فإذا بما لا يقل عن 157 محترفاً إعلامياً يُجبرون على سلوك طريق المنفى في ظروف صعبة في بعض الأحيان. وقد كان نزوح الصحافيين والمدوّنين الإيرانيين – أكثر من خمسين – أو زملائهم السيرلانكيين – 29 على الأقل هذا العام – كثيفاً. ويجدر التوقف أيضاً عند القارة الإفريقية التي شهدت فرار حوالى خمسين صحافياً صومالياً من الفوضى العارمة وحوالى عشرة من المراسلين الإريتريين المضطرين لمغادرة بلادهم مخافة أن يستهدفوا بأعمال انتقامية تنفذها أسوأ ديكتاتورية في القارة. وقد حسم الصحافيون أمرهم في سلوك درب المنفى في كل من غينيا وأفغانستان وباكستان والمكسيك وكولومبيا وحتى أثيوبيا.  

من شأن هذا المؤشر الجديد أن يجسّد الخوف المتربّص بقلوب الصحافيين في بعض الدول علماً بأنه على درب المنفى، يواجه هؤلاء عدة مكائد ويبقى مستقبلهم مشرّعاً على كل الاحتمالات. ينتظر كثيرون شهوراً وحتى أعواماً قبل أن يحظوا بالحماية والاستقرار الفرضي.  

مرسل من طرف القلم الحر الصحفي سليم بوخدير


الشرطة السياسية تمنع رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين من الدخول إلى مقر جريدته تونس في 30 ديسمبر 2009 بيــان عاجــل


 

أقدمت مجموعة من عناصر الشرطة السياسية غير المرتدين لزي نظامي في حدود الساعة الرابعة من مساء اليوم الأربعاء 30 ديسمبر 2009 على اعتراض سبيل الزميل ناجي البغوري رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ومنعه من الدخول إلى مقر جريدة « الصحافة » التي يعمل بها، مع التنبيه عليه بعدم دخول الشارع الذي يوجد به مقر الجريدة مستقبلا، مؤكدين تنفيذهم لتعليمات وزير الداخلية. ولولا إصرار الزميل رئيس النقابة والتفاف عدد من الزملاء العاملين بمؤسسة « لابراس » وعديد المارة، لما تمكن من الدخول إلى مقر عمله بعد انسحاب جزئي لأعوان الشرطة السياسية. مع الإشارة إلى أن السلط تواصل قطع الاتصالات الدولية عن الهاتف الجوال للزميل ناجي البغوري منذ ما يزيد عن الشهر. وإن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين إذ تندد بهذا الاعتداء على رئيسها وبالضغوط المسلطة على مكتبها التنفيذي الشرعي الذي تصدى للانقلاب المسلط على النقابة وتمسك ومازال بالدفاع عن استقلاليتها، فإنه يحمّل السلط المعنية كامل المسؤولية في الانتهاكات الحاصلة وفي ما يمكن أن تؤول إليه من تطورات وتبعات. عاشت نضالات الصحفيين التونسيين عاشت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين حرة، مستقلة ومناضلة عن المكتب التنفيذي الكاتبة العامة سكينة عبد الصمد


 

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس، في 13 محرم 1431 الموافق لـ 30 ديسمبر 2009

منع ندوة تضامنية والاعتداء على الصحافيين


حاصرت قوات البوليس السياسي بأعداد غفيرة مساء اليوم 30 ديسمبر 2009 المقر المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي وانتصبت بالأنهج المؤدية إليه ومنعت دخول كل الصحافيين وأعضاء لجنة مساندة الصحفيين المسجونين زهير مخلوف وتوفيق بن بريك إلى مقر الحزب المذكور لحضور الندوة التي كان من المقرر لها أن تنعقد بداية من الساعة السادسة مساء. وقد قام أعوان البوليس السياسي باعتراض سبيل جميع الوافدين على مقر الحزب الديمقراطي التقدمي بداية من الساعة الرابعة بعد الظهر واعتدوا بالعنف على الصحافي سليم بوخذير كما اعتدوا بالدفع على الصحافي محمود الذوادي أما الصحافية فاتن حمدي فقد اعتدوا عليها بالدفع والسب والتفوه نحوها بالكلام البذيء، ولم تسلم منهم حتى بعد امتطائها لسيارة أجرة حيث أوقفوا السيارة وطلبوا منها بطاقة تعريفها وانهالوا عليها سبا وشتما. وحرية وإنصاف 1)   تدين إقدام السلطة على منع نشاط داخلي لحزب معترف به كما تدين الاعتداء على الصحافيين والناشطين الحقوقيين. 2)   تطالب السلطة بالالتزام بالمعاهدات التي صادقت عليها الدولة التونسية وحماية الصحافيين والناشطين الحقوقيين ووضع حد لسياسة الإقصاء والتضييق وخنق الحريات التي يضمنها القانون. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


الحزب الديمقراطي التقدّمي بيــــان 


 

عمدت قوات الأمن مساء هذا اليوم 30/12/2009 إلى محاصرة المقرّ المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي وسدّت كلّ المنافذ المؤدية إليه ومنعت قيادات المعارضة و المجتمع المدني والإعلاميين من الالتحاق بالاجتماع الذي دعا الحزب إلى تنظيمه تضامنا مع الصّحفيين المعتقلين زهير مخلوف و توفيق بن بريك و للدفاع عن حرية الإعلام في تونس. و الحزب الديمقراطي التقدمي إذ يشجب هذا المنع غير القانونيّ ومحاصرة العمل السياسي السلمي ، فإنه يعتبر هذا المنع مؤشرا خطيرا على حالة الانغلاق القصوى التي تعيشها تونس منذ انتخابات أكتوبر 2009. و الحزب الديمقراطي التقدمي يحمّل الحكومة مسؤولية تدهور الأوضاع السياسية بالبلاد نتيجة إمعانها السير في نهج التصلب ويؤكد إصراره على مواصلة النضال من أجل تحقيق الحرية لكل التونسيين و انجاز الإصلاحات السياسية المتأكدة. تونس في 30/12/2009 الأمينة العامة ميّة الجريبي


 

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس، في 13 محرم 1431 الموافق لـ 30 ديسمبر 2009

أخبار الحريات في تونس

 


1)الإعلامي والناشط الحقوقي معز الجماعي يتعرض للسرقة: تعرض مساء يوم الثلاثاء 29 ديسمبر 2009 الإعلامي والناشط الحقوقي معز الجماعي عضو الحزب الديمقراطي التقدمي وعضو منظمة حرية وإنصاف للسرقة بتونس العاصمة بعد أن التقى السيد عمر المستيري وسلمه وثائق تخص العمل بمجلة كلمة الالكترونية، وقد كانا تحت مراقبة لصيقة من أعوان البوليس السياسي. ويؤكد السيد معز الجماعي أنه شاهد الشخص الذي اقترب منه وسرق منه حقيبته التي تحتوي على جواز سفره وبطاقة تعريفه وبطاقة الصحفي التي تحصل عليها من الفيدرالية الدولية للصحفيين وجهاز كاميرا ومبلغا ماليا، شاهده واقفا مع الأعوان الأربعة. 2)الحكم بالسجن مع تأجيل التنفيذ ضد مجموعة جديدة من الشبان: قضت المحكمة الابتدائية بالسجن مدة ثلاثة اشهر مع تأجيل التنفيذ ضد كل من منجي بن عبد الله (طالب) وجلال بوبكري (تاجر) ومحمد الأسود (سائق) من أجل تهمة عقد اجتماع غير مرخص فيه. 3)   حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.     عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


محاكمة السجين السياسي السابق والناشط الحقوقي لطفي الداسي


السبيل أونلاين – تونس – خاص    قالت مصادرنا أن الخميس 31 ديسمبر 2009 ، ستنعقد جلسة محاكمة السجين السياسي السابق والناشط الحقوقي لطفي الداسي أصيل مدينة قفصة بالحوض المنجمي، بعد أن أحيل بتاريخ 21 ديسمبر الجاري إلى سجن المرناقية بضواحي العاصمة تونس بتهمة « جمع وتوزيع أموال بدون رخصة » .   وكان الداسي ساهم في توزيع معونات على أهالي الحوض المنجمي .   بالتعاون مع الناشط الحقوقي – ابراهيم نوّار – سويسرا   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ  30 ديسمبر 2009 )


 

الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب تونس في: 29-12-2009

بيــــان حول إضراب الجوع الذي يشنه الطلبة المسجونين


 

علمت الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب أن عددا من الطلبة الذين صدرت ضدّهم أحكام بالسجن والموقوفين بالسجن المدني بالمرناقية (غربي العاصمة تونس) أعلنوا دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام، مباشرة بعد صدور الأحكام ضدّهم بجلسة يوم 21-12-2009. وقد تأكد للجمعية إضراب كل من زهير الزويدي، ضمير بن عليّة، عبد القادر الهاشمي، ورفيق الزغيدي وطارق الزحزاح عن الطعام. ومن جهة أخرى أعلمت عائلة الزغيدي أن زيارتها الأخيرة تمت تحت مراقبة أحد أعوان السجون، ويأتي هذا الإضراب حسب معلومات وصلت للجمعية احتجاجا عن المحاكمة غير العادلة، وكذلك على الأحكام القاسية وغير المتناسبة التي صدرت بحق المضربين. إن الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب  : –  تعبر عن تضامنها مع الطلبة المضربين عن الطعام، وتنبه إلى أن الإضراب قد يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية في حالة استمراره. –  تطالب إدارة السجن إلى متابعة حالتهم الصحية بكامل الجدية. –  تدعو السلطات إلى الإفراج الفوري عن كل الطلبة المسجونين وتمكينهم من العودة إلى مقاعد الدراسة. الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب الكاتب العام منذر الشارني للإتصال بالجمعية (الهاتف): , الحوار 21029582 _ 98351584 _ 25339960 المصدر  :  إعادة نشر منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية  » الرابط  : http://fr.groups. yahoo.com/ group/democratie _s_p


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية تونس في 28 / 12 /2009

جميعا من اجل الافراج عن طلبة منوبة


 

استقبل المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية بكامل الاستغراب الأحكام القاسية التي أصدرتها المحكمة الابتدائية بمنوبة يوم 21 ديسمبر 2009 في حق مجموعة من الطلبة وتراوحت بين ستة اشهر وثلاث سنوات كما استقبل بانشغال شديد خبر دخول بعضهم ومنذ صدور الحكم في اضراب عن الطعام . ويؤكد المرصد في هذا الصدد مثله مثل كل المنظمات الحقوقية التي شجبت هذه الأحكام انها جاءت في سياق مطالبة هؤلاء الطلبة بحق زميلاتهم في السكن كما يؤكد أن هذاالحق والحق في الدراسة أصبحا أمرين متلازمين نظرا لانحدار كثير من الطلبة من عائلات محدودة الدخل ،تسكن بعيدا عن الكليات او المعاهد العليا التي يزاول فيها ابناؤها تعليمهم العالي كما يستنكر الخروقات القانونية التي شابت الاستنطاق والمحاكمة و هي الخروقات التي أشار إليها المحامون المترافعون في القضية. وعليه فان المرصد يطالب باطلاق سراح الطلبة المساجين فورا واستبدال سياسة الزجر باخرى تحيط بمشاكل الطلبة وتجنبهم معظلة السكن التي اصبحت تدفع الكثير منهم وخاصة القتيات إلى الانقطاع عن الدراسة عن المرصد المنسق محمد العيادي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux


 

لجنة العمل الديمقراطي المشترك بالقيروان 29 ديسمبر 2009 بيـــــــــــــــــــــــــــــان


أصدرت المحكمة الابتدائية بمنوبة يوم 21 ديسمبر 2009 أحكاما نافذة في حق مجموعة من الطلبة المنتمين للاتحاد العام لطلبة تونس بتهم تعطيل حرية الشغل والإضرار عمدا بملك الغير والسرقة المجردة وإحداث الهرج والتشويش ، وذلك على خلفية تحركات طلابية نقابية جرت خلال شهر أكتوبر الماضي، أطر خلالها الطلبة المذكورين اعتصاما بالمبيت الجامعي البساتين بمنوبة  ، مطالبين بالحق في السكن لفائدة مجموعة من الطالبات. وقد تراوحت الأحكام بين 6 و37 شهر. لجنة العمل  الديمقراطي المشترك بالقيروان التي تعتبر أن الأحكام القاسية تستهدف مناضلي الحركة الطلابية ، تدين هذه المحاكمة الصورية وتعتبرها مخلة بقوانين البلاد الضامنة لحرية العمل النقابي. كما تستنكر لجوء السلطة ، مرة أخرى، إلى توظيف القضاء بإجرائها محاكمة غابت فيها كل الضمانات القانونية. وبناء على ذلك فان اللجنة تطالب ب: ·إطلاق سراح كل الطلبة المسجونين وإيقاف كل التتبعات الأمنية والقضائية ضدهم وضد كل الملاحقين. ·عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة دون قيد أو شرط.  كما تدعو كل القوى الوطنية والديمقراطية و مكونات المجتمع المدني المستقلة للوقوف إلى جانب هؤلاء الطلبة.   لجنة العمل  الديمقراطي المشترك بالقيروان  

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان 27 ديسمبر 2009 بيـــــــــــــــــــــــــــــــــــان  

أصدرت المحكمة الابتدائية بمنوبة أحكاما قاسية ، تراوحت بين السنة والثلاث سنوات ، بحق مجموعة من الطلبة النشطاء ضمن الاتحاد العام لطلبة تونس وذلك بتهم حق عام ، منها » السرقة وتعطيل الخدمة والتشويش » بعد أن تحركوا مطالبين بتحسين ظروفهم المعيشية وبحق الطالبات في السكن الجامعي . وقد تمت المحاكمة في ظروف غير عادية ، غابت فيها أسس المحاكمة العادلة، إذ حوصرت المحكمة من طرف قوات الأمن ولم يتمكن الطلبة من حقهم في دحض التهم الموجهة إليهم ، ولم يحترم حق المحامين في الدفاع عن منوبيهم بكل حرية. ونحن إذ نساند حق الطلبة في المطالبة بتحسين ظروفهم في السكن والعيش والدراسة ، فإننا نستنكر هذه الأحكام القاسية ونعتبرها حلقة أخرى من مسلسل الردع الذي تتوخاه السلطة تجاه العديد من نشطاء المجتمع المدني . كما أن التهم المنسوبة للطلبة ومجريات المحاكمة وقسوة الأحكام لا تخفي استعمال القضاء، مرة أخرى، لمعاقبة كل الذين تعتبرهم السلطة خصوما. إلى ذلك فان فرعنا يثمن موقف العدد الهام من المحامين الذين تجندوا دفاعا عن الطلبة الموقوفين ويطالب كل مكونات المجتمع المدني بمزيد تفعيل المساندة حتى خروج هؤلاء الطلبة من السجن ومواصلة دراستهم في ظروف عادية. عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني


بعد تهديده بالقتل..لسعد الجوهري يزج به في قضية توزيع أموال


السبيل أونلاين – تونس – خاص   بعد أن تعرض للتهديد بالقتل ، وقع الزجّ بالناشط الحقوقي ، شقيق الشهيد سحنون الجوهري ، السجين السياسي السابق لسعد الجوهري في قضية « توزيع أموال » ، ضمن مجموعة من بينها عبد الرزاق الونيفي ، والاجىء السياسي في ألمانيا محسن الجندوبي رئيس « جمعية مرحمة » للإغاثة .   وستنعقد أول جلسات المحاكمة يوم 05 جانفي 2010 ، وستنوب فيها الأستاذة نجاة العبيدي . ويعيش الجوهري مختفي عن الأنظار خوفا على حياته ، بعد التهديدات بالقتل التى وجها له البوليس خلال الأسابيع الماضية وفي مناسبات متكررة سابقة ، على خلفية مطالبته بالتحقيق في إستشهاد شقيقه سحنون والقصاص من قتلته ، وكذلك لإهتمامه بعائلات المساجين السياسيين السابقين .   هذا ويشكو لسعد الجوهري من أمراض متعددة منها القلب وآلام المعدة والسكري ، وهو يعاني من شلل جراء التعذيب الذى تعرض له بعد إعتقاله أوائل تسعينات القرن الماضي ، ويستعين في تنقلاتة بعكاز.   ويرفض الجوهري الإستجابة للضغوط التى يمارسه بحقه جهاز البوليس السياسي ، بهدف التخلي عن نشاطه الحقوقي .   وكانت قوات البوليس قد إقتحمت بيت لسعد الجوهري بعد أن خلعت الباب ، وصادرت حاملة مفاتيح ، وهاتفي إبنته تسنيم وإبنه حسّان .   بالتعاون مع الناشط الحقوقي – ابراهيم نوّار – سويسرا   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ  30 ديسمبر 2009 )  

 

بسم الله الرحمن الرحيم برلمان تونس الافتراضي بيــان

تونس 30 ديسمبر 2009

لا لحصار غزة.. لا لجدار العار الفولاذي .. لا لمضايقات قوافل الإغاثة  


 

 

في ذكرى مرور سنة كاملة على جريمة حرب « الرصاص المسكوب » والفسفور الحارق على قطاع غزة، وفي ظل استمرار العدوان والحصار على غزة الصامدة وأهاليها البواسل، وأمام تخاذل رسمي عربي في فك الحصار عن الشعب الفلسطيني المرابط في أرض الحشد والرباط.. وفي ظل أجواء دولية تعجز فيها المؤسسات الدولية عن ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة، الذين عاثوا في غزة فسادا، وكانوا وراء مقتل أكثر من 1300 فلسطيني وجرح آلاف آخرين وإصابتهم بعاهات وتشوهات دائمة، مع ما أصاب غزة من خراب ودمار هائل وغير مسبوق… وفي أجواء منذرة بتجدد العدوان وتغذية المؤامرة، من أجل تصفية القضية الفلسطينية، وتهويد القدس المحتلة، وبسط الهيمنة الإسرائيلية على كامل المنطقة العربية .. – يتابع برلمان تونس الافتراضي بقلق واستغراب واستهجان بناء مصر جدارا فولاذيا عازلا، من شأنه أن يكمل حصار غزة من البر والبحر والجو وحتى من تحت الأرض، ويقطع عنها شريان الحياة المتبقي. – يعبر البرلمان عن عميق رفضه لبناء هذا الجدار، ويرى فيه تورطا للنظام المصري مع الصهاينة في تجويع أهل غزة، وخدمة الأمن الإسرائيلي، بعيدا عن أدنى مقومات الأمن القومي المصري، فضلا عن الأمن القومي العربي الشامل! – يستغرب برلمان تونس الافتراضي عمليات العرقلة والتعطيل، التي واجهت بها الحكومة المصرية حملة « شريان الحياة »، بقيادة البرلماني البريطاني جورج غالوي. ويرى البرلمان في مضايقة حملات إغاثة أهل غزة وتكبيدهم المزيد من المشقات والخسائر، إحكاما لطوق الحصار على أكثر من مليون ونصف فلسطيني يعانون الفقر والبطالة والحرمان من الحياة الكريمة فوق أرضهم ووطنهم… – يدعو برلمان تونس الافتراضي الشعب المصري المناضل لإفشال مخطط الجدار العازل، وتكثيف الحملات الشعبية والأهلية من أجل كسر الحصار المفروض على قطاع غزة. – يدعو الشعوب العربية ومؤسسات المجتمع المدني والحكومات والمجتمع الدولي لوضع حد نهائي للحصار الجائر على الشعب الفلسطيني. – يطالب البرلمانات العربية بتبني مطالب الشعب الفلسطيني والدفاع عنها في المؤسسات الدولية، وبالتحرك الجاد والعاجل من أجل ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة بعد حربهم الآثمة على قطاع غزة. – يدعو الحكومات العربية وسائر الحكومات المحبة للعدل والسلام إلى دعم الشعب الفلسطيني ضد مشاريع الاستيطان والقتل الجماعي والحصار، ويدعوهم إلى تثبيت حقه في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة لأرضهم وديارهم التي طردوا منها. رئيس البرلمان نور الدين العويديدي


وزير الثقافة الفرنسي لـ «الشروق»: هذا موقفي من اغتيال حشاد.. ومن التعويضات


 

تونس – القيروان – محسن عبد الرحمان قال السيد فريديريك ميتران وزير الثقافة الفرنسي مساء أمس الأول الاثنين 28 مارس 2009 في تصريح خاص لـ «الشروق» بمناسبة توسيم عدد من الشخصيات الثقافية التونسية بوسام الاستحقاق الثقافي الفرنسي. (Chevaliers dans l’apos; ordre des arts et des Lettres) أن العلاقات التي تربط بين تونس وفرنسا أقوى وأكبر بكثير من أن تتعرض لأي تأثيرات. وكانت أسئلة «الشروق» التي أجاب عنها الوزير بكل أريحية ولطف، حول ملفي مطالبة فرنسا من قبل أطراف في المجتمع المدني التونسي بالاعتذار والتعويضات عن الحقبة الاستعمارية واغتيال فرحات حشاد اضافة الى تظاهرة الموسم الثقافي التونسي بباريس التي كان شخصيا وراء بعثها منذ أكثر من عشر سنوات. وقال الوزير الفرنسي أن ملف مطالبة فرنسا بالاعتذار والتعويضات للتونسيين عن الحقبة الاستعمارية، هو نقاش تونسي تونسي ولم تتلق فرنسا أي مطلب رسمي بخصوصه وعبر مبتسما أنه ليس وزير استعمار. وأكد أن تونس بلد قوي وناضج وأكبر من هذه الأفكار والنقاشات. وأشار الى أن فرنسا مرت بنفس الوضع تقريبا عند ما وقع احتلالها من قبل الألمان خلال الحرب العالمية الثانية ولكنها لم تطالب ألمانيا بالاعتذار والتعويضات عن هذه الحقبة. وقال إن المجتمع التونسي قادر على تجاوز مثل هذه المواضيع. هذا موقفي من اغتيال حشاد وعن ملف اغتيال الزعيم النقابي الراحل فرحات حشاد قال وزير الثقافة الفرنسي أنه عبر عن موقفه من ذلك في فيلمه ربيع 56 استقلال تونس، الذي انجزه منذ سنوات وعرضه في تونس بمناسبة الدورة الأولى لمهرجان الفيلم فيه اجابة واضحة عن اغتيال فرحات حشاد وقد وردت فيه شهادات حية لشخصيات عاصرت تلك الفترة وتجيب عن كل الأسئلة سواء المتعلقة باغتيال حشاد أو صالح بن يوسف ودعا وزير الثقافة الفرنسي السيد فريديريك ميتران مخرج الفيلم، الى بث هذا الوثائقي في التلفزة التونسية مشيرا الى أن الفيلم متوفر وهو مستعد لمنحه للتلفزة التونسية… وتساءل الوزير مبتسما كعادته : اغتيال حشاد ! اليد الحمراء أم اليد السوداء، وفي تساؤله كما يبدو أكثر من معنى واجابة. أنا وفيّ لتونس ولم ينف الوزير الفرنسي تفكيره في مواصلة تنظيم تظاهرة الموسم الثقافي التونسي بباريس، وهي تظاهرة كان قد شارك في انشائها عام 1996. وقال إن التجربة كانت ناجحة جدا اذ فتحت الأبواب أمام إشعاع الثقافة والمبدعين التونسيين في فرنسا. وأشار الى أن هناك شخصيات ثقافية تونسية كثيرة في فرنسا منها المخرج السينمائي عبد اللطيف كشيش والمفكر عبد الوهاب المؤدب .. اضافة الى أسماء أخرى كثيرة من أصل يهودي كانت تقيم في تونس ومازالت وفية لها. وعبر الوزير من جهته عن وفائه لتونس مؤكدا أنه سيواصل دعمه للثقافة التونسية والمبدعين التونسيين وسواء كان وزيرا او مبدعا. وبين أن قدومه الى تونس في هذه الزيارة أكبر دليل على ذلك. وأشار الى ان التعاون الجاري الآن بين فرنسا وتونس في كل المجالات لا يمثل سوى 20% مما يمكن القيام به.

(المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية الصادرة يوم 30 ديسمبر 2009)


العريضة الخاصة بملاحقة قتلة حشاد

 


نرجو منكم المساهمة في نشر و ترويج العريضة الخاصة بملاحقة قتلة حشاد.. العريضة و قائمة أولية من الامضاءات موجودة على المدونة الخاصة بذلك على الرابط الموالي http://farhathashad.blogspot.com/ مع الشكر طارق الكحلاوي


2009في تونس: تكريس الأحادية في السياسة والإعلام


 

 

من تونس: إسماعيل دبارة- إذاعة هولندا العالمية/ يودّع التونسيون العام 2009 ويستقبلون عامهم الجديد بشيء من الحذر و الخوف خصوصا و أنّ العام المنتهي شهد الكثير والكثير تحديدا على الصعيدين السياسيّ والاقتصاديّ. إعادة انتخاب الرئيس بن علي لولاية خامسة من المفترض أن تكون الأخيرة و مواصلة هيمنة حزبه على كل مناحي الحياة في البلاد يعتبر أبرز حدث سياسيّ، ناهيك عن كثافة التقارير التي تحدّثت عن انتهاكات حقوق الإنسان في هذه السنة، و « الهجمة » على الصحفيين وحصار الإعلام والانقلاب على نقابة الصحفيين. أما اقتصاديّا فقد تمكّنت تونس من الحدّ من انعكاسات الأزمة المالية العالمية، بسبب انتهاجها لـ »سياسية اقتصادية حذرة »، لكنّ المواطن البسيط لم يلحظ غير الغلاء وارتفاع الأسعار التي اكتوى بها طوال ألأشهر التي تلت الأزمة مع تواصل نسب البطالة المرتفعة وتعطّل الاستثمارات الخليجية التي أعلن عنها منذ العام 2008 ولم تنفّذ.   بن علي رئيسا « مدى الحياة »   لم ينته الجدل في تونس بعدُ حول نتائج الانتخابات الأخيرة، ومن المتوقع أن يستمرّ هذا الجدل حتى العام 2010. فانتخاب الرئيس بن علي لولاية رئاسية خامسة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والتي أدّت إلى تواصل هيمنة الحزب الحاكم على البرلمان، ألقت بظلال كثيفة على الحراك السياسي في تونس خصوصا مع إقرار المعارضة بعودة الرئاسة مدى الحياة في ثوب جديد. كما تسبّبت الانتخابات في احتقان داخلي كبير، بالتوازي مع بوادر أزمة دبلوماسية مع عدد من العواصم الغربية التي أعربت عن عدم رضاها على تلك النتائج و الظروف التي دارت فيها الانتخابات. فاز بن علي بنسبة 89.62 % لولاية رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات،واستأثر الحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي)، بـ161 مقعدا برلمانيا من أصل 214. وزارة الخارجية الأمريكيّة عبرت عن « قلقها » لعدم سماح تونس لأيّ مراقبين دوليين ذوي مصداقية بمراقبة السير السليم للاقتراع. وقالت إنها ستواصل العمل مع تونس من أجل « تحقيق إصلاحات سياسية واحترام حقوق الإنسان ». و رفضت تونس انتقادات الأمريكيين وأكدت أنها سمحت لمراقبين أجانب بـ « متابعة » الانتخابات. كما انتقدت الخارجية الفرنسية ودول أوروبية أخرى مثل بلجيكا والسويد سير الانتخابات. يقول النائب السابق في البرلمان التونسيّ خميّس الشماري في إفادات للقسم العربيّ بإذاعة هولندا العالميّة: « نتمنى أن تعمل الحكومة على الخروج من نفق الاحتقان الذي أعقب الانتخابات، هنالك ضغوط خارجية من حلفاء الحكومة التونسية خصوصا وأنها وقّعت بملأ إرادتها على اتفاقات والتزامات مع الاتحاد الأوربي الذي يبدو أنه لن يصمت على ضعف نسق الإصلاح السياسيّ وموضوع احترام حقوق الإنسان ».   تواصل انتهاكات حقوق الإنسان   كان عام 2009 حافلا بالنسبة لحقوقيّي تونس الذين لم يتوقفوا يوما عن إصدار بلاغات الاعتقال والاعتداء والتضييق والسجن، ونشرت عدة منظمات حقوقية محلية كـ »الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب ومنظمة « حرية وإنصاف » و »المجلس الوطني للحريات » و »الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين » و « الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان » ومنظمات دولية على غرار « هيومن رايتس ووتش » و »منظمة العفو الدولية » وغيرها، تقارير و بلاغات تتفق جميعها على تشخيص واقع حقوق الإنسان التونسيّ بالسيّئ. وعلى الرغم من نفي الحكومة التونسية لما ورد في معظم تلك التقارير ودخولها في سجالات مع منظمات حقوقية دولية اتهمتها بالتجنّي على الواقع التونسي الذي يحترم القانون والحريات، فإنّ الخبير الدوليّ في مجال حقوق الإنسان و البرلمانيّ السابق خميّس الشماري يقول : »هنالك عدة مطالب من مقرّري الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من بينها مطلب زيارة تونس لكن الحكومة لم تستجب لهم بعدُ، كما يتواصل التعذيب وسط غياب استقلالية القضاء ومواصلة سجن الشباب بموجب قانون مكافحة الإرهاب في قضايا ليس لها أي سند قانونيّ ». من جهة أخرى، و في الرابع من نوفمبر الماضي، أصدر الرئيس بن علي عفوا عن عشرات المساجين (بينهم نقابيون) اتهمتهم السلطات بقيادة « تمرد مسلح » خلال يونيو- حزيران من العام 2008 بمحافظة قفصة الجنوبية مما أسفر عن مقتل ثلاثة متظاهرين برصاص قوات الأمن. يقول الشمّاري: » إطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي إشارة ايجابية لكنها منقوصة لأنهم لم يسترجعوا حقوقهم بعدُ، كانت محاولة لكبح غضب المعارضة التونسية والأطراف الدولية التي نددت بانتهاكات حقوق الإنسان في تونس ».   مزيد من التضييق على الإعلام والإعلاميين   اعتبر عدد من المتابعين للشأن التونسي أنّ « الانقلاب » على نقابة الصحفيين كان من أبرز الأحداث في العام 2009، فمنذ تأسيسها في 2007 تعرّضت نقابة الصحافيين إلى تعتيم من وسائل الإعلام الرسمية وحُرمت من التمويل العمومي وتعرّضت للمضايقة وتعطيل النشاط، و اشتدّ الخلاف يوم 4 مايو- أيار 2008 بين القيادات المستقلة داخل المكتب التنفيذيّ للنقابة والقيادات التي تنتمي للحزب الحاكم وذلك بعد أن أصدرت النقابة تقريرا انتقدت فيه بشدة أوضاع الحريات الصحافية في البلاد، لتنتهي الأزمة بتنصيب نقيب جديد للصحفيين هو مساعد الأمين العام للحزب الحاكم مما أفقد النقابة استقلاليتها. إلى ذلك سجن صحفيان من أبرز منتقدي الرئيس بن علي غداة الانتخابات هما زهير مخلوف و توفيق بن بريك، كما سجلت تونس لأوّل مرة احتجاب العناوين المعارضة الثلاثة احتجاجا على التضييق والمُصادرة، بالإضافة إلى تكرر الاعتداءات الجسدية واللفظية ضد الصحافيين المُستقلين. وشهدت تونس حملات إعلامية كبرى استهدفت قناة « الجزيرة » القطرية وحكومة قطر تارة، و استهدفت الصحف الرسمية فيما بعد نشطاء المعارضة وحقوق الإنسان والصحفيين المستقلين واتهمتهم بـ »العمالة للموساد و خيانة البلاد و الاستقواء بالأجنبيّ ». ودفعت كل هذه التطورات في مجال الإعلام 100 شخصية وطنية إلى تأسيس لجنة للدفاع عن حرية الإعلام والتعبير، كما تأسست « لجنة تونسية لحماية الصحافيين ». يقول السيّد خميّس الشماري للقسم العربيّ : »واقع الإعلام التونسي بائس ، لكن ردّات الفعل ضدّ الانتهاكات التي استهدفت الصحفيين تعتبر ايجابيّة ودليلا على حركية القطاع ومن أهم ذلك تشكيل اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية الإعلام على الرغم من عدم اعتراف الحكومة بها والتضييق على نشاطها ». و استنادا إلى الشمّاري فإنّ الحكومة تواصل ذات النهج القائم على المفارقة بين الخطاب الذي يقوم على القول باحترام حرية التعبير، والواقع الذي يشير إلى تواصل الضغط على الصحف المستقلة وحرمانها من التمويل العمومي وحجزها في الأكشاك والتضييق عليها في التوزيع للحدّ من انتشارها بالإضافة إلى تواصل سجن الصحفيين ومحاكمتهم.   الأزمة المالية العالمية.. بأخفّ الأضرار   حقق الاقتصاد التونسي سنة 2009 نموا بنسبة 3 في المائة فقط بعد أن كانت الحكومة تستهدف تحقيق نمو بـ 6 في المائة وذلك نتيجة تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي أدت إلى تراجع كبير في الصادرات التي تعتبر عماد النموّ الاقتصادي في تونس وخاصة باتجاه الاتحاد الأوروبي الشريك الاقتصادي الأول. ووضعت الحكومة خطة إنعاش اقتصادي بقيمة نصف مليار دولار ساهمت في الحفاظ على 70 ألف وظيفة كان أصحابها مُهددين بالتسريح. في المقابل، أعلنت وزارة الصناعة التونسية في يوليو الماضي ارتفاع عدد المؤسسات الصناعية الأوروبية المستثمرة في تونس إلى 2200 مؤسسة، ما جعل البلاد أول وجهة جنوب متوسطية للمستثمرين الصناعيين الأوروبيين. وتقول الحكومة التونسية إنّ تداعيات الأزمة المالية العالمية لم تكن كارثية بالنسبة إلى البلاد، وإن التحديات التي تواجه الاقتصاد تختلف بشكل هيكلي عن التحديات التي تواجهها بعض الدول نتيجة هذه الأزمة والسبب يعود في الأساس إلى انفصال القطاع المالي التونسي بشكل نسبي عن القطاع المالي العالمي، وإلى السياسة المالية المحافظة والحذرة التي تعتمدها تونس، الأمر الذي مكنَّها، بشكل أو بآخر، من امتصاص صدمة تداعيات الأزمة، والحفاظ على توازنات الدولة المالية بدون مخاطر كبيرة. (المصدر:موقع إذاعة هولندا العالمية بتاريخ 30 ديسمبر 2009 )  


الاتحاد الجهوي للشغل بتونس: مؤتمران في جانفي


 

حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 30. ديسمبر 2009 علمت كلمة أنّ الاتحاد الجهوي للشغل بتونس قد حدّد مواعيد مؤتمرات بعض القطاعات النقابيّة خلال شهر جانفي القادم حيث سينعقد المؤتمر العادي للنقابة الجهوية للتعليم الأساسي يوم 16 جانفي ومؤتمر الفرع الجامعي للكهرباء والغاز يوم 9 جانفي سنة 2010. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 30 ديسمبر 2009)


 

وجهة نظر :

ردّا من الاتحاد الجهوي للشغل بنابل على المقال النقدي لنقابيين من نابل

بيان من الاتحاد الجهوي للشغل بنابل بــــــيــــــان « هل يستقيم الظل والعود الأعوج »


 

منذ ما يقارب السنة احترفت بعض الإطراف والعناصر المعاداة للاتحاد الجهوي للشغل بنابل موظفة بعض المواقع المشبوهة بشبكة الانترنت بجملة من الافتراءات والتشويه المزين بالكذب الرخيص ووصلت في الفترة الأخيرة إلى حد الثلب والقدح الشخصي للأخ الكاتب العام وبعض أعضاء المكتب التنفيذي ولكل نقابيي الجهة. يهم الاتحاد الجهوي للشغل بنابل أولا أن يبين للرأي العام النقابي والديمقراطي جملة من الحقائق رغم أن قناعته كانت دوما عدم الرد على نكرات يختفون وراء أسماء وهمية وصفات نقابية لا علاقة لهم بها في الحقيقة : 1- أن المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بنابل ليس في حاجة لدروس في النضالية ولا في الدفاع عن استقلالية المنظمة من طرف أي كان ومهما كانت النقاوة التي يدعيها. 2- أن الأجندة الوحيدة للاتحاد الجهوي للشغل بنابل هي الدفاع المستميت عن مصالح منظوريه من الأجراء وتدعيم صورة الاتحاد كطرف اجتماعي فاعل مستقل ومناضل ولن تستطيع بعض العناصر المريضة أن تجره على حملات مشبوهة إلى أجندات أخرى يعرفها جيدا ولا علاقة لها بمصالح العمال ولا بمصالح الاتحاد. 3- أن حملات الإثارة المتخفية وراء شعارات سياسوية رنانة لا تأثر فيه خاصة وانه يعرف مصدرها المعادي فكرا للعمل النقابي وبعض ممن يعيشون مع هذا الطرف زواج متعة مناقضين بذلك كل البديهيات والذين يعتبرون كل من لا يخدم توجههم غير نقابي ومخترق ومتخلي عن مبادئه ومحتكرين لأنفسهم كل النقاوة الثورجية 4- أن أخر هيئة إدارية جهوية بينت بالأرقام و الإحصائيات من وزارة الشؤون الاجتماعية وتفقديات الشغل الراجعة لها بالنظر حجم النضالات التي خاضها الأجراء بالجهة (جلسات عمل – جلسات صلحية – إضرابات – اعتصامات …) والتي تفقد لوحدها كل الترهات والخزعبلات الطفولية لهؤلاء. ويهم ثانيا ان نقول لهؤلاء بصوت عال : 1- انه يعرف أنهم بعض عناصر شاذة وإمضاءاتهم تدل عليهم : نقابي محروم من النقابة الأساسية – نقابي من نابل – نقابيون من نابل ويعرف من يحركهم ويدرك تمام الإدراك أنهم أول الفارين في كل المحطات النضالية النقابية الحقيقية وأنهم أول المزايدين في الخطب العدمية . (وضع الحرب في غير مكان الحرب …. وحيث الحرب تقلدوا سيفين من الخشب ) * مظفر النواب* 2- أما بخصوص التغاضي عن ركود الاتحادات المحلية ومحاصرتها النشيطة منا نشير فقط أن جميع الاتحادات المحلية ناشطة ولم يمنع أي اتحاد محلي من النشاط فكفى بث الفرقة والبحث عن لعب دور الضحية . 3- أن استغلالهم لمواقع الشبكة العنكبوتية فقط وهي مواقع مشبوهة المصدر والتمويل لا يمكن أن تجعل منهم إلا مناضلين افتراضيين يخوضون معارك افتراضية ويحققون انتصارات افتراضية فلهم كل التهنئة بحاضرهم الافتراضي ومستقبلهم الذي لا وجود له. 4- أنهم مجرد ظلال ورقات خريفية عابرة ندركهم وندرك الغصن الذي يحركهم وندرك أكثر انه غصن اعوج فهل يستقيم الظل والعود اعوج ؟. 5- اخترنا عمدا أن نخاطبهم بضمير الغائب لأنهم فعلا غائبون عن الفعل الحقيقي ولكي لا نوفر لهم الفرصة لحلمهم في التحول إلى طرف فعلي. *لكل داء دواء يستطب به… إلا الحماقة حار من يداويها* عن المكتب التنفيذي الكاتب العام عباس الحناشي المصدر : جريدة الشعب ليوم 26 ديسمبر 2009 المصدر  :  إعادة نشر منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية  » الرابط  : http://fr.groups. yahoo.com/ group/democratie _s_p


تجمّع احتجاجي لمدرّسي التعليم الابتدائي بصفاقس


 

حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 30. ديسمبر 2009 دعا نقابيّو التعليم الابتدائي بصفاقس إلى تجمّع بالاتحاد الجهوي للشغل يوم الخميس 31 ديسمبر العاشرة صباحا للاحتجاج على إحالة المدرّس فتحي التليلي على مجلس التأديب بسبب تهم اعتبرها زملاؤه كيديّة. وكان التليلي قد صرّح في لقاء تمّ بثّه لراديو كلمة أنّ المجلس عرض عليه إمّا نقلة خارج الولاية أو نقلة من مدرسة بغداد 1 التي يزاول فيها إلى مدرسة أخرى داخل الولاية وهو ما اعتبره إجراء غير قانوني، نافيا التهم التي أحيل من أجلها والمتمثّلة في عدم تحيّة العلم واحتساء القهوة أثناء الدرس والنّيل من المسؤولين، واعتبر أنّ الإحالة تأتي على خلفيّة نشاطه النقابي وبسبب خلاف بينه وبين مدير المدرسة وأحد المتفقّدين. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 30 ديسمبر 2009)


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 30 / 12 / 2009

من اجل رفع المظلمة عن المربي لطفي الغراب


 

اتصل بالمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية المربي لطفي الغراب قيم أول وأعلمنا انه تعرض إلى تجاوزات خطيرة في حقه وصلت إلى حد إيقاف مرتبه منذ جويلية 2009 , وتعود بداية مشكلته إلى فيفري 2006 تاريخ وقوع خلاف بينه وبين احد زملائه في العمل في المعهد الثانوي الحبيب ثامر بصفاقس ونتيجة لهذا الخلاف تمت نقلته تعسفيا إلى المدرسة الإعدادية بالمزونة بسيدي بوزيد وهو ما اثر عليه صحيا وأصيب بصدمة نفسية حادة أجبرته على الدخول في عطلة مرض طويلة الأمد , ورغم سلامة ملفه الصحي ودون إعلامه بأي قرار او إجراء تم إيقاف مرتبه بداية من شهر جويلية 2009 . وقد قام بمراسلة كل الجهات الإدارية ذات الاختصاص جهويا ووطنيا وكذلك الهياكل النقابية الجهوية والوطنية إلا انه لم يتلقى إجابة واضحة . إن المرصد يأسف على بلوغ الأمر إلى حد إيقاف المرتب وهو ما يعني تجويع عائلة بأكملها ولهذا يأمل من الجهات الإدارية ذات الاختصاص مراجعة هذا القرار وتوضيح الوضعية للمربي لطفي الغراب وحل الإشكالات الموجودة حتى لا نحكم على عائلة بأكملها بالجوع والضياع. جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد العمال والنقابيين جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية .  

عن المرصد المنسق محمد العياديالمرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


بلديّة أم العرايس تسرّح 200 عامل واحتجاجات في وسط الشباب


حرر من قبل أبو ياسمين في الإربعاء, 30. ديسمبر 2009 عمدت بلدية أم العرائس بداية الاسبوع الماضي إلى ايقاف مجموعة كبيرة من شباب المنطقة عن العمل يقدّر عددهم بحوالي 200 شاب يعملون في ما يعرف ب »التكوين ». وهو ما تسبب في حالة من الاستياء لديهم خاصة وأن التفسير المقدم لهم من قبل المسؤولين هو أن الميزانية المخصصة لم تعد تفي بالحاجة (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 30 ديسمبر 2009)


النقابات الأساسية للتعليم الثانوي منزل جميل- منزل بورقيبة بنزرت بـيــــــــــــــــــــان

30-12-09 الحرية لغزة الأبية


 

يوم الجمعة الموافق 1 جانفي 2010 هو يوم غزة العالمي، تستعد مجموعة من نشطاء السلام هده الأيام للتحرك في مسيرة لإحياء الذكرى الأولى للعدوان الصهيوني على غزة من أجل فرض القضية الفلسطينية على الساحة الدولية والاحتجاج ضد الحصار الجائر على أهالينا في غزة خصوصا و فلسطين عموما . لقد دمر عدوان 27 ديسمبر2008 الغاشم معظم مقومات الحياة في القطاع وذهب ضحيته أكثر من 1400 فلسطيني و خلف آلاف الجرحى ولم يتمكن الفلسطينيون في ظل الحصار الصهيوني الجائر حتى الآن من إعادة إعمار ما دمّره العدوان. بعد ثلاث سنوات من الحصار الدائم والغاشم وعلى أبواب الذكرى السنوية الأولى لمحرقة غزة ، يتأكد أن حلم الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال والاستيطان والحصار لن يتحقق بالتفاوض والاستجداء بل بالوحدة الداخلية والتكاتف حول مشروع المقاومة . في ظل الحصار الجائر، يشارك النظام المصري العميل و النظام الرسمي العربي في « مؤامرة خنق غزة » ببناء الجدار الفولاذي المهين »جدار الكراهية » ضاربين عرض الحائط بواجباتهم الوطنية والقومية تجاه مليون ونصف مليون من أبناء شعبنا، كل جريمتهم انهم يرفضون الاستسلام، ويصرون على المقاومة لاستعادة حقوقهم المغتصبة. أبناء قطاع غزة يواجهون حاليا حرب إبادة ، تعتمد على أسلوب القتل البطيء، يفرضها وينفـــذها الكيان الصهيوني الغاصب، بدعم مــن الولايات المتحدة الأمريكية وتواطؤ حكومات عربية، من بينها او على رأسها الحكومة المصرية إن السور الفولاذي الذي تقيمه أجهزة المخابرات الأمريكية على حدود القطاع، تنفيذا لاتفاق صهيوني أمريكي و مباركة مصرية، لن يعزل قطاع غزة عن عمقه المصري الشعبي والوطني، بل سيعزل النظام المصري، ويراكم من خطاياه في حق الأمة وهويتها. أسود غزة الذين واجهوا العدوان الصهيوني لأكثر من ثلاثة أسابيع ببسالة و كبرياء، سيواجهون عمليات التجويع بالكبرياء نفسه. انه زمن انهيار العولمة الأمريكية و انحسار الدور الأمريكي و انكشاف الابتزاز الصهيوني للمجتمع الدولي، انها « لعنة غزة » التي ستطارد الصهاينة و عملائهم، إنها دماء الشهداء الأطفال الذين أحرقت أجسادهم الطاهرة قنابل الفسفور، وصواريخ الطائرات و قذائف الدبابات. هذه اللعنة ستظل تلاحق من فرط في الحق و الأرض و العرض أينما كان، وحيثما حل. إن الهجمة الشرسة التي تقودها الصهيونية وتنفذها العمالة العربية على أبناء شعبنا في غزة، تحتم على منظمتنا الاتحاد العام التونسي للشغل الوقوف ضد ما يحاك من مؤامرات على شعبنا في فلسطين و ذلك بدعم نهج المقاومة الوطنية والتصدي لكل مظاهر و محاولات التطبيع وإحياء كافة المحطات المتصلة بالقضية الوطنية. عاش الاتحاد العام التونسي للشغل حرا، مستقلا و مناضلا — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


شهادات من رحلات المنفى قصة فاخر بن محمد  – الحلقة الرابعة –

الطاهر العبيــــــدي taharlabidi@free.fr يتابع فاخر سرد حكاية السفر المستحيل، ليروي بعض منعرجات قصة زمن التيه والترحال والتخفي، فتتدحرج من فمه بعض التفاصيل متأوهة مشروخة معطوبة متماوجة في حجم الوجع المنثور والحيف المكتوم. ليواصل مشوار مسافات رحلة المواطنة، التي صفعتها نشرات الثغاء والهتاف والتصفير قائلا: لم يتأخر جواب مضيّفي، ليردّ لا تحزن يا صديقي فالربّ واحد، والعمر واحد، والموت واحد، والوجع واحد و » قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا « ، فلا تكترث يا صديقي سأتقاسم معك محنة العبور. ثم أضاف مستشهدا بالإمام الشافعي  » والله لو علمت أن شرب الماء يلثّم مروءتي ما شربته طول حياتي » .. نزلت كلماته على صدري كالطمأنينة وكالوفاء.. أحسن مضيّفي وفادتي، لأبيت عنده تلك الليلة متدفئا بحرارة الودّ والكرم والشهامة، وأمضي ليلتي متجوّلا بأفكاري وخواطري بين ما فات وما هو آت، ابحث عن طرق للفرار من وطن مبنيّا على المجاز، وأنا مواطن مع وقف التنفيذ.. وظللت أرسم خططا وسيناريوهات للفرار من ذاك الوطن الذي يسكنني كما تسكني الذكريات، والذي أعشقه كما تعشق الطيور العودة للأوكار، وكما الأسير يعشق الحرية ويتوق للانعتاق.. كانت ليلة طويلة بطول سنوات النكبة.. وبين الخوف والاضطراب والأمل تنعشني إحدى مقولات « سقراط  » « حياة بدون تحدّيات حياة لا يجب أن نحياها « . في صباح اليوم الموالي الذي بدا لي يوما مختلفا من حيث بداية العد في اتجاه رؤوس أقلام رحلة التشرّد والضياع. استسمحني مضيفي في الخروج لقضاء بعض الشؤون، وقد تركني في إحدى الغرف مع بعض أبنائه، موصيا إياهم بالانتباه وعدم فتح الباب لأيّ كان، حتى يتأكدوا من هويّة الطارق. تحسّبا لأي مفاجئ. وقد فتح التلفاز كي أتفرّج على بعض انجازات البلد التي تصنع في مختبرات غرف التحرير، وخلف مكاتب الإنتاج، وبين آلات التقنية والإخراج. كان التلفاز مفتوحا على الأخبار الثقيلة، تجترّ وتكرّر صور من أسمتهم بالانقلابيين ضدّ استقرار تونس وأمنها. لتتراصف الصور تحرّكها الكاميرا الخفيّة بحركة بطيئة مترنّحة مثيرة على شكل أفلام الخوف والرعب، لتقترب الصورة للمشاهد، فتبرز بعض صور ما سمّاهم مقدم النشرة بالإرهابيين – حمادي الجبالي – زياد الدولاتي – علي العريض – الصادق شورو – سحنون الجوهري- الحبيب اللوز – عبد اللطيف المكي – راشد الغنوشي – دنيال زروق – عبد الله الزواري – عبد الكريم الهاروني – بوراوي مخلوف – علي الزروي – مبروك الزرن – التومي المنصوري – عبد اللطيف المكي – الصحبي عتيق – العجمي الوريمي والعديد من الأسماء الأخرى …وتحت هذه الصور مربّعا مكتوبا بالخط البارز أسماء المتآمرين على تقويض البناء، ولا ندري ما المقصود بالبناء؟ هل هو بناء أرصدة ألأموال في البنوك على حساب البؤساء؟  أم بناء القصور العالية على حساب الأكواخ والجحور؟ أم بناء الفوارق الطبقية على حساب العدالة الاجتماعية؟ أم بناء الثروات والأموال على حساب الموارد الوطنية؟ أم بناء صحافة الرقص وثقافة البطون على حساب إعلام الرأي والتعبير؟    ويأتي صوت المذيع من خلف الشاشة ملثما بعبارات الوطنية  » المفرومة « ،  ليبثّ اعترافات  أخرى لشباب قيل أنهم من المخرّبين المغرّر بهم. ويظل المذيع يسأل وينتزع الإجابة بطريقة لا تختلف عن التحقيق، حيث تتراءى التلفزة في حالة عسكرة. وتتوالى الشهادات من أفواه بعض الشباب وعيونهم ثابتة في اتجاه واحد، وكأنهم يقرؤون كتابة مثبتة خلف الشاشة لا تظهر للمشاهدين، ليقولون ما تريد التلفزة قوله دون أن يرى من هؤلاء الشباب سوى الأنصاف الفوقية من أجسادهم، التي لعبت فيها مساحيق  » المكياج  » لترميم ما حفرته الصعقات الكهربائية والقضبان الحديدية. ولو تجولت الكاميرا إلى أسفل أجسادهم لاكتشف المتفرج أنهم لا يقوون على الوقوف من هول التعذيب. وبين هذه اللقطات والتعليق تتحوّل الكاميرا لإذاعة برقيات التأييد والولاء والاستنكار، الصادرة عن المؤسسات الرسمية، والإدارات العمومية، واللجان المركزية، والمصالح الجهوية، والمنظمات والجمعيات الحزبية، والأطر الترابية… لتتوالى المشاهد المستنسخة والمتشابهة تماما، كما عبر عنها الكاتب « أرنست همنغواي  »  » أتعس أنواع السلطة هى التي تفرض عليك أن تذكرها صباح مساء ». وبعدها انتقلت الشاشة لمجلس النوّاب فتزاحم  » ممثلو الشعب  » على تقديم برقيات التأييد والولاء والطاعة، وإبراز المكاسب والانجازات، واحتكار الوطنية وعدم التفويت فيها لغير الذين لا ينسجون عكاضيات في التغني بالتغيير المبارك، وأنا أتفرّج على هؤلاء البرلمانيين عادت بي الذاكرة لعهد الاستعمار، وتحديدا في 18 جانفي 1938 لاستحضر عشرات الأحرار من التونسيين الذين استشهدوا في مظاهرة الغضب، التي تحدّت زهير الدبابات وسعال الرشاش، من أجل المطالبة ببرلمان تونسي، فهل هؤلاء النواب الذين تقيأتهم صناديق الانتحاب، والذين يصحّ فيهم قول   » انطون سعادة  »   » إن العبد الذليل لا يمكنه ان يمثل أمة حرة لأنه يُذِلها  » فهل هؤلاء هم منبثقون من رحم أولئك الثوار؟ وهل هؤلاء  هم نتاج تضحيات أولئك الأحرار؟… وهنا انقطع الإرسال بسبب خلل فني خارج عن نطاقنا حسب قول المذيع… عندها دخل مضيّفي للبيت مسرعا ليخبرني بأن هناك شاحنة تحمل قوارير غاز بانتظاري، كي تنقلك إلى مدينة   » قابس  » كما رغبت. ودّعني مضيّفي وقد لمحت بعض قطرات الدموع في عينيه، ركبت الشاحنة حيث اتخذت مكانا بين قوارير الغاز، مثنيا كما تثنى قطط الشتاء، أو كما يثنى آلاف الشباب الفارّين من الجوع والبطالة والاحتياج في الشاحنات الكبيرة مع البضائع والسلع والكراتين والأشياء القديمة. ومكدّسا كما يتكدّس أولائك الشباب في قوارب الموت، الهاربين من أوطان ودول تحترف التصفيق وصناعة الهتاف والكلام،  ولا تخجل من عزف نشيد الاستقلال، وأبنائها متناثرون أشلاء في أفواه الحيتان، وغرقى بلا أكفان في شواطئ الشمال… كانت القوارير تركلني كلما عثرت الشاحنة في بعض حفر الطريق، التي لا ترصدها كاميرا التلفاز، وكان ضجيج الشاحنة يصمّ آذاني، وفي المنعرجات تتشابك قوارير الغاز وتتلاحم وتتصادم وتتحاصم مع بعضها فتحدث صعقات مرعبة، تخترق سمعي ورأسي، وكانت يداي متأهبتان دوما لحماية رأسي من نقرات القوارير. وصلت الشاحنة إلى أطراف مدينة  » قابس « . كان اتفاقي مع سائق الشاحنة أن يقرّبني إلى محطة سيارات الأجرة دون أن أقترب كثيرا من المكان. وحين نزلت من الشاحنة فقدت توازني وتدحرجت على الأرض، نتيجة تكوّري طيلة الرحلة وطيلة المسافة التي تبلع 75 كلم. اتخذت مكانا منزويا يشرف على محطة سيارات الأجرة بمدينة قابس، وبقيت من بعيد أرصد ملامح المسافرين، لعلني أعثر على أحد الأصدقاء ممّن أثق بهم لأتدبّر أمور. كانت المحطة كحال كل المحطات، مكتظة بالمسافرين والباعة المتجولين، والنشالين والمخبرين، والفضوليين والمتسوّقين، والسماسرة والعاطلين، والمعاكسين والتائهين، ومزدحمة بالسيارات والحافلات وأعوان الأمن… وبينما أنأ على هذه الحال أتفرج على أحوال الناس، وفي نفس الوقت اقتنص الملامح وأتصفح الوجوه من بعيد، وإذا بيدين تقبض على كتفيّ من الخلف، التفت منزعجا لأجد نفسي وجها لوجه مع… البقية في الحلقات القادمة / ( راجع الحلقات السابقة ) ملاحظة هامــــــــــــــة هذه الشهادات تنطلق من تحقيقات ميدانية حيث أحداثها وتواريخها وإبطالها حقيقيون، ولكل منهم مغامرات مثيرة مع الترحال والتخفي والسجن..طبعا مع الانتباه والتحفظ على بعض الجزئيات، اتقاء للثأر أو التتبعات ضد الذين ساعدوا أو تعاونوا في تهريب هؤلاء.. حاولت أن لا أجعل من هذا العمل شهادات سردية جافة، بل حرصت وأنا أسجّل هذه القصص أن انتبه والتقط وأتعايش مع مشاعر وأحاسيس الرواة في كل ثناياها وتشعباتها، مستخدما بعض تقنيات العمل الأدبي والصحفي، قصد التوغل قدر الإمكان فيها وتصويرها واستنطاقها، وترجمة حالات القلق التي أرصدها وأنا أسجل مرويات هذه التغريبة التونسية.  


رائعة الجواهري في الحسين بن علي (سيد الشهداء) سلام الله عليه

فِداءٌ لمثواك مِن مضْجـــعِ تَــنورَ بالأبلـــــج الأروع ِ

بأعــبقَ من نـَفـحاتِ الجنــان روحاً ومن مسكها أضـــــوع ورعياً لمثواك يوم الطفوف وسقياً لأرضـكَ من مصـــــرع وحُزنا عليك بحبْسَ النـــــُفوس على نهجك َالنـّير ِ المـَهـْـيــــع وصوناً لمجدكَ من أن يـــــُذال بما أنت تأباه من مبــــــدَع فيا أيها الوترُ في الخالديـــــن فذاً الى الآن لم يُــشــُفـــــع ويا عِظـَةَ الطامحينَ العِظــــــام للاهينَ عن غـَدِهم قــُنـّــــع تعاليتَ من مـُفـزع للحتـُــــوف وبـُورك قبرُكَ من مـَفــــــزَع تلوذ ُ الدّهـورُ فمنْ سـُجـَّـــــد على جانبيه ومنْ رُكـَّـــــــع شـمـمتُ ثراكَ فهبَّ النســــيمُ نسيمُ الكرامة ِمن بَلقـــــــع وعـفـَّرت خدّي بحيث اســــتراحَ خدٌّ تــفــرَّى ولــم يَــضَرع وحــيثُ سنابكُ خيل ِ الطغـــــاة ِ جـالتْ علــيـه ِولـم يــَـخـشـع وخلـتُ وقد طـارت الذكــريــــات بروحي الى عالم ٍ ارفـــــع وطفـتُ بقـبرك طـرفَ الخـيــــال بصومعة الملهـم ِ المـــبـدع كـأن يـداً من وراء ِ الضــريـــح حمراءَ مـبتـورة الاصـبــــع تـُمد الى عالــم ٍ بالخنــــوع والـضـيم ذي شــرق مـتـــرع تخـبط ُ في غابــة اًطـبقـَــت على مذئـبٍ مــنـه او مــســبع لـتذل مـنه جـديبُ الـضميــــر بآخــر معشوشــبٍ مـــمـرع وتدفــع هذي الـنـفـوس الـصغــار خـوفاً الى حـــرم ٍ امنـَــع تعاليتَ من صاعـِق ٍ يلـتـظـي فإنْ تـَدْجُ داجــــية ُّ يـَلـمـع تأرّمُ حِقـداً على الصـاعــقـات ِ لم تـُنْء ضـَيراً ولم تـَـنـْـفـع ولم تـَبـذ ُر الحـَبَّ إثر الهـشــيم وقـد حرَّ قتــهُ ولـمْ تــَـــزرع ولم تخل ِِإبراجـها في الـسمـاء ولم تأت ارضـــــاً ولم تـزرع ولـم تـقـطع الـشـــرَّ من جذمـِـه وَغـَّل الضـــــمائـر لـــم ننزع ولـم تصدم النــاس فـي ماهـُــم علـيـه من الخـُلـفِ الاوضـــع تعاليتَ من (فلك) قــُطـــــــرُهُ يدورُ على المِحوَر الأوســــــع فيا بنَ(البتول) وحـَسـْبي بهــــا ضـَماناً على كل مـا أدَّعــــي ويابنَ التي لم يَـضعْ مِثـلـُــــــها كـمِثلِكَ حَمــلا ً ولـم تـُــرضـِـــع ويـــابنَ البـــــطينِ بلا بـِطنـة ويابن الفتى الحـاسر الأ نــــــزع وياغصن(هاشم) لم يـنـفـتـــــحْ بأزهرَ مـنك ولـم يُـــفـــــر ِع ويا واصلاً من نشيد ِ(الخلــــود) ختـامَ القصيدة ِ بالمطــــــــلع يسـيرُ الورى بركـابِ الزمــــان من مستقــيم ومن اضـــــــلع وانتَ تسـيرُ ركـبَ الـخـلــــــود ماتســجد لــــه يـتبــَـع تمـثـلـتُ يومـكَ فـي خاطـــريَ وردّدتُ صـوتكَ فــي مسمعـي ومحصتُ امرك لـم ارتــهـــــبْ بنقـل الرواة ولـم اخـــــــدع وقلتُ لعـل دويَّ الـسنيــــن باصـداءِ حادثـكَ الــمفجـــع وما رتـل المخلصونَ الدعــــــاة ُ من مرسلـيـنَ ومن ســجـَّـــــع ومن ناثرات علـيـك المــســـــاءَ والـصبـح بالشعر و الادمـــــع وتشريدها كلَّ من يــــدّلـــي بحبك لاهلـيـك او مقــطـــــع لعلَّ لذاك وكون الـشجـــــى ولـوعاً بكـل ِ شــج مــولع لـــعلَ السياســة فيما جـنـــتْ على لا صــق ٍبـكَ او مـــــدَّ ع يداً من اصطباغ حديث الحسيــــن بـلـونٍ اريــد لـــه مـُمــتـع صناعا متى مــــاترد خــطــــةٍ وكيف ومهمــا تــــرد تصنـــع وكانت ولما تـــــزل بــــــرزة ً يدا الـواثـق الملـجــأ الالمَـــعي ولما ازحتُ طــلاءَ الــقــــرون ِ وستر الخـداع عـــن المـــخـدع اريد الحقـيـقة فــي ذاتـــهــا بغـير الحقيـقـة لــم تـطبــع وماذا أأروع مـن ان يـــكـــون لـحمكَ وقـفـاً علـى المــبضع وان تـطعمُ الموتَ خـيرَ البنــيـن من الاكهلـين الــى الرضــــع وخـيرُ الصـحاب ِبخـير الصـــــدور كــانـــوا وقـــــاءكَ والاذرع وقدستُ ذكــــراك لـــم انتحـــلْ ثيـابَ الـتــقاة ولــَمْ أدٌع خالد الغرايري بريطانيا

 

 

الفنان محمد بحر :هدية آخر السنة (أغنية مطر تصب)

 

Bonne année et meilleurs Voeux

http://www.youtube.com/watch?v=xUlbCnbAHns

 


لا حل في « الإسلام هو الحل »   30/12/2009


 

منصف المرزوقي في إطار التعليقات على مقالتي الأخيرة (هل بقي لنا خيار غير الثورة) طرح أحد القراء سؤالا عن موقفي من الإسلام، ملاحظا تناقضات بين النفس الوطني و »الغمز من قناة الدين ». يمكن الالتفاف على السؤال المحرج، لكن أليس دور المثقف والسياسي أمام الأخطار التي تهدد الأمة تحمل مسؤوليته ولو كان الثمن شعبية رخيصة؟ نعم أنا من المؤمنين بأن الموضوع ليس الذي طرحه صديق النضال الشيخ راشد الغنوشي، أي ما الشروط المطلوبة لكي يكون الإسلام هو الحل (ترافقه مع الحرية مثلا)، وإنما هل يمكن لـ »الإسلام هو الحل » أن يكون حلا أيا كانت الشروط.. وردي بالنفي القاطع. فرصة إذن لطرح أضخم إشكالية نواجهها في هذا العصر المفصلي مع التنبيه على أنه وإن تعودنا على النقد من الحاقدين على الأمة والخارجين من منظومتها، فإن علينا التعوّد على نقد قاس يأتي من داخل هذه المنظومة ومن باب الحب لها والغيرة عليها.  » الوضوح يقتضي كتابته « الإسلام السياسي هو الحل » وليس « الإسلام هو الحل » حيث لا يمكن أسلمه المجتمع إلا بالتمكن من السلطة بدءا بالجوامع بانتظار القصور  » لنبدأ أولا بالتنبيه على أن هناك كلمة مسقطة في الشعار الشهير وأن الوضوح يقتضي كتابته « الإسلام السياسي هو الحل »، حيث لا يمكن أسلمه المجتمع إلا بالتمكن من السلطة بدءا بالجوامع بانتظار القصور. المقصود في المقال إذن ليس الإسلام بما هو دين وإنما مشروع تنادي به حركات عقائدية تجمع رغم طيفها الواسع تحت يافطة واحدة هي الإسلاميون، وتؤمن بوجود أجوبة في القرآن والسنة عن كل مشاكلنا وتنادي بتطبيقها لحلها نهائيا. لنبدأ بالتذكير بالأزمات التي تغرق الأمة يوما بعد يوم في مستنقعاتها وهي أربعة. الأزمة الروحية والأخلاقية، ومن أهم ظواهرها بروز الانتحاريين وارتفاع نسب الانتحار والجرائم البشعة والإدمان واستشراء اليأس وفقدان الثقة في النفس والاحترام الذاتي. الأزمة الاقتصادية التي تصف آثارها كل تقارير برنامج الأمم المتحدة للتنمية من فقر وبطالة وجهل وهجرة… إلخ. الأزمة السياسية التي تتلخص في خوصصة الدولة من عائلات وعصابات تدير الوطن كمزرعة وشعوبها كأبقار للحلب يورثها الأب للابن وما ينتج عن الوضع من طلاق بالثلاث بين الشعوب ودولها. الأزمة البيئية, لا ننتبه إلا نادرا لدرجة تلوث مدننا وتبعاته، لكن اللاوعي بما تخبئه الأقدار أعظم حيث يجهل معظم العرب أنه نتيجة الاضطراب المناخي الخطير سيتفاقم الجفاف والتصحر وسيتزايد شح المطر وقد تنهار الزراعة تماما في أجل يقدّر بثلاثين سنة. وحيث لن تقبل أي من الدول المنتجة تصدير حبة قمح نظرا لعالمية الأزمة، فإنها المجاعة المؤكدة. أضف إليها العطش وانفجار الحروب على الماء بين شعوب المنطقة والحروب الأهلية على موارد متصاعدة الندرة، ناهيك عن عودة الأوبئة في ظل انهيار النظام الصحي.. كل هذا يعني ببساطة أن السؤال هو هل مجتمعاتنا مهددة بالتفكّك؟ *** لنتناول الآن هذه الأزمات متسائلين كيف يمكن للإسلام –أي مرة أخرى للمشروع السياسي للإسلاميين- أن يكون لها حلا. 1- بدهي أن الأزمة البيئية المهددة للوجود البشري هي نتاج حزمة أسباب متداخلة كتكنولوجيا قديمة ونظام اقتصادي مجنون وعادات استهلاكية فرض نمطها غرب غني ومتعجرف، ويحاول الصينيون والهنود وبقية البشر تقليده، وهذا فوق إمكانيات الكوكب. يجب أن يكون للمرء قدر كبير من الفكر السحري لكي يتصور أن لـ »الإسلام هو الحل » أي دور في حلّ أزمة كهذه. هل ستحمينا إقامة الحدود في كل مكان من جفاف الأنهار وزحف الرمال؟ هل سيؤدي تغطية كل الرؤوس إلى انتهاء الاحتباس الحراري وتوقف نفث ثاني غاز أوكسيد الفحم في السماء؟ أليس المسلمون أضعف طرف في هذه القضية سواء تمسكوا بدينهم أكثر أم لم يتمسكوا، لأنهم ليسوا من يلوثون وليسوا من القادرين على منع التلويث؟ أما القرارات المصيرية التي ستؤخذ في اتجاه أو آخر، فستكون، لا بدفع عقيدة أيا كانت وإنما نتيجة صراع المصالح بين الأمم الكبرى، وعلى كل حال فالوضع لا يقبل انتظار انتصار الإسلاميين في دار الإسلام وخارجها، لأن الكارثة ستكون قد تمت قبل ذلك بكثير. 2- للأزمة الاقتصادية التي نغرق فيها مستوى عالمي وهيكلي نتيجة مرور البشر من مليارين إلى ستة مليارات في أقل من 50 سنة، وطبيعة نظام اقتصادي عالمي تحكمه ليبرالية مجنونة تكدس ثروات مخزية على حافة وفقر كافر على الحافة المقابلة، والهوة تتسع يوما بعد يوم.  » يتحدثون عن البنوك الإسلامية كحلّ لأزمة النظام المصرفي, يا للسخرية ويتناسون أولا أنها جزء هامشي جدا من نفس النظام المجنون، كيف سيوفر الإسلاميون الشغل لملايين العاطلين بين عشية وضحاها؟  » يحدثونك هنا عن البنوك الإسلامية حلا لأزمة النظام المصرفي، يا للسخرية وهم يتناسون أولا أنها جزء هامشي جدا من نفس النظام المجنون، إن شجرة منع الربا تحجب غابة مصدر الأموال وأغلبها ودائع سرقات عائلات وعصابات، أو أن مراكز القرار بورصات لندن وشنغهاي ونيويورك. في هذه الحالة كيف يمكن تصور قيام اقتصادات مستقلة وبأي عصا سحرية سيوفر الإسلاميون الشغل لملايين العاطلين بين عشية وضحاها؟ لقائل أن يقول « بوسعهم الحدّ من الفساد، وهو أكبر عوامل الفقر والتخلف عندنا ». هذا يتطلب أن يضعوا حدا لأنظمة الاستبداد التي نعيش في ظلها ومنع تكرارها إن وصلوا للحكم. لنتفحص قدرتهم على أن يكونوا الحل للأزمة الثالثة. 3- خلافا للمستوى البيئي والاقتصادي حيث لا شيء غير أفكار ضبابية ووعود هلامية، فإننا نتوفر هنا على تجربة تاريخية ثمينة لنقيم جدّية الشعار والمشروع. ليس لنا تاريخ مواز دون « صحوة » إسلامية لنقارنه بواقعنا الذي شهد الظاهرة، ومن ثم لا يحق لنا منطقيا القول إن هذه « الصحوة » شكلت كبوة أوقفت النمو الطبيعي لمجمعاتنا نحو الديمقراطية، لكننا نستطيع بالتأكيد القول إن هذه الأخيرة لم تفشل فقط في استئصال الاستبداد بعد أكثر من نصف قرن من ظهورها بل هي اليوم من أكبر عوامل انتصاره ودوامه. كيف؟ بثلاث آليات. أ- لم تؤد « الغزوات » الخارجية للشق المسلح من الطيف الإسلامي كاعتداءات نيويورك ومدريد ولندن إلا لتأليب الرأي العام الدولي على العرب والمسلمين وزيادة صعوبة عيش الملايين في الغرب. كما أعطت، هي والثورة المسلحة داخل الأوطان، شرعية داخلية وخارجية شكلت دعما هائلا للمستبدين ومكنتهم من التواصل تحت ستار الدفاع عن الاستقرار ومقاومة الإرهاب. ب- بحجة الإصلاح والوسطية، قبلت أحزاب الشق المعتدل دخول بعض « برلمانات » الدكتاتورية دون أدنى نتيجة بخصوص تليين الاستبداد، فما بالك بوضع حدّ له، بل أصبحت، شاءت أم أبت، جزءا من ديكور النظام البغيض. كم يدمي القلب أن نرى بعض مناضلي حركة النهضة التونسية، بعد كل التضحيات البطولية، يتودّدون لنظام استباحهم قابلين الصفعة وراء الصفعة للتمتع بوضع مثل هذه الأحزاب المدجنة المخترقة والمستعملة. ج- يبقى الجزء الدعوي الرافض للسياسة, إنه يملأ المساجد بإفراغ ساحات التظاهر، وهو الأمر الذي يتماشى تماما مع مصالح العصب الحاكمة، ولسان الحال يقول صلوا وتعبدوا ما شئتم، لنا الدنيا ومرحى لكم الآخرة. هذا عن أداء الإسلاميين وهم في المعارضة، انظر الآن لما قدموه وهم في السلطة، مثلا في نجد والحجاز وإيران والسودان، هل قضى الحكم باسم الإسلام على الاستبداد وآفاته؟ ما أغرب أن نرى الإسلام الذي حكم على الملوك أنهم لا يدخلون قرية إلا وأفسدوها ركيزة حكم كم من ملك فاسد، وهذا منذ أربعة عشر قرنا.  » التوجه للناس بالموعظة في الجوامع لإصلاح الأخلاق العامة والخاصة هروب من مواجهة حقيقة أن نظامنا السياسي هو أكبر مصدر للفساد والتواكل والمحسوبية  » ما لا يقبله العقل العربي إلى اليوم أن الإسلام لم ولن يروّض السياسة -بما هي صراع بين الأفراد والجماعات على النفوذ والثروة-، وإنما السياسة هي التي روّضت الإسلام على الدوام واستعملته غطاء (إنها نفس الظاهرة التي اكتوت بها المسيحية). والقانون سار مفعوله من معركة الجمل إلى معارك المليشيات الإسلامية في أفغانستان التسعينيات والكل يجذب غطاء الدين والنتيجة تمزيقه إربا إربا. 4- أخيرا لا آخرا وبخصوص الأزمة الأخلاقية، بدهي أن التوجه للناس بالموعظة في الجوامع لإصلاح الأخلاق العامة والخاصة هروب من مواجهة حقيقة أن نظامنا السياسي هو أكبر مصدر للفساد والتواكل والمحسوبية، ومن يتعهد الجبن والانتهازية ويحارب دون هوادة الصدق والشجاعة والأنفة. بدهي أن المدخل للتغيير الجذري للأخلاق إعادة هيكلة الدولة وفق قواعد النظام الديمقراطي وقيم حقوق الإنسان، وآنذاك يمكن للوعاظ أن يتدخلوا لتقوية التصرفات الجديدة وهم على ثقة أنهم يسبحون مع التيار لا يجدفون ضده كما هو الحال اليوم. *** هنا يمكن للقارئ الصراخ في وجهي: أي بضاعة تحاول تسويقها؟ ما الحل إذن؟ الديمقراطية؟ الشيوعية؟ العلمانية؟ القومية؟ الليبرالية؟ الردّ: لا شيء من كل هذا ولا حتى أكل البصل بالعسل. ما يجب أن يقبله أخيرا العقل العربي أننا أمام وضعية اجتماعية ودولية تتسم بخصيصتين لا أمل ولا قدرة لأحد في الخلاص من أي منهما. 1-التعقيد المخيف للمشاكل: نحن أمام مجمّع الأزمات الأربعة بكل عواملها وبتداخل هذه العوامل، كعميان الأسطورة الهندية الذين اعترضهم فيل، فقال الذي أمسك منه الأذن أن الحيوان ورقة ضخمة من الجلد الخشن والذي أمسكه من الناب أنه قطعة من الخشب الأملس ليصرخ كل ممسك بقائمة أن الحيوان عمود ضخم. كيف يمكن لمن لا يرى من أي مشكلة إلا جزءا بسيطا منها أن يحلها؟ 2- التعددية المتصاعدة, إن المجتمعات مكونة من قديم الزمان من شرائح وطبقات ومصالح ورؤى مختلفة. لكن الظاهرة بصدد التفاقم بحكم انتشار التعليم والوعي وتصاعد مطلب كل الفصائل الاجتماعية باحتلال مكان تحت الشمس. بدهي أن أي حزب عقائدي أي حزب أحادي بطبيعته غير مؤهل لقيادة مثل هذه المجتمعات. إلا بتجاهل أو قمع هذه التعددية أي بالعنف بكل مضاعفاته المعروفة.  » طبيعة المجتمعات تتطلب اليوم وضع حد نهائي لأي صنف من الوصاية وأي نوع من الإقصاء لتتضافر كل الجهود في عملية المواجهة مع أخطار تجاوزت قدرة التعامل لأي طرف وحده  » نعرف أن التداول على السلطة يكون عنفا في الديكتاتورية وسلما في الديمقراطية، لكنه حتى في هذه الأخيرة مبني على الوصاية والإقصاء، والحال أن طبيعة المشاكل والمجتمعات تتطلب اليوم وضع حد نهائي لأي صنف من الوصاية وأي نوع من الإقصاء لتتضافر كل الجهود في عملية المواجهة مع أخطار تجاوزت قدرة التعامل لأي طرف وحده. المستقبل للتعددية الوطنية، إذا بقي مستقبل، لا للوحدة الوطنية المغشوشة على الدوام. المشكلة أن لنا أربعة تيارات سياسية (الإسلامية والليبرالية والقومية والاشتراكية)، وكل واحدة تدعي أنها تفهم الأزمات أحسن من غيرها وتملك لها الحلّ الصحيح، وكل تيار يقصي بقية التيارات أو على الأقل يحاول تهميشها لكي تبقى الكلمة الأخيرة له. ما يفرضه التعقيد والتعدد هو عكس هذا تماما، حيث « الحلّ » أن تتواجه كل الأطراف السياسية، ومنها الإسلامية، لتقول بعضها لبعض: تعالوا نحلل موضوعيا الكوارث التي نتخبط فيها والكارثة العظمى التي تهددنا، لنتبادل الرأي والخبرات ونكون فكرة موضوعية عن طبيعة الفيل الذي يمسك كل طرف بطرف منه. تعالوا نبن معا جبهات سياسية لاجتثاث النظام الاستبدادي ومنع تجدده بما هو أسّ البلاء، وبعدها نبني حكومات تعددية وطنية توفر على المجتمع حكم الأجهزة وامتلاء السجون وهجرة العقول. بعدها نذهب للعالم الواسع بكل أطيافه لنلعب دورنا مع كل الشعوب والأمم على اختلاف أديانها للبحث عن حل جماعي لتسارع غرق المركب الذي يحملنا جميعا.. إنه بالضبط التوجه الذي اعتمدته حركة العدالة والتنمية التركية وهو سرّ نجاحها. لذلك يجب أن يثير فينا كل ادعاء بأن أحدا أو حزبا يعرف الحلّ ويملكه دون غيره الشك في مستواه الفكري وسلامته العقلية وحتى في نزاهته الأخلاقية. *** الإسلام ليس فقط طريق الأمة إلى القمة وإنما الزاد الذي يعيننا على أحوال وأوحال ذلك الطريق، هذا الزاد ليس وصفات سحرية يبيعها مغرورون لسذّج، أو سذّج لمخدوعين، وإنما قيم « ولقد كرّمنا بني آدم » … « وقل اعملوا فسيرى الله عملكم… » … « إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم…. »، حدث ولا تسل عن صرخة عمر والأمر الذي تنضح به « متى استعبدتم الناس »؟! من أحرى منا بالتوجه للآخرين قائلين تعالوا ننقذ معا هذا الكوكب الجريح، نحن الذين تعلمنا من الإسلام أن « من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ». ألا تجعل هذه الآية الكريمة كل إنسان، مسلما أو غير مسلم، الممثل الشرعي والوحيد للإنسانية جمعاء؟ هل ثمة ذهنية أسلم للتعامل مع كارثة بيئية لا تفرق بين مسلم وغير مسلم ولا حل لها إلا بتضافر جهود الأول والثاني. أما حل كارثة الاحتلال الداخلي فهو الآخر لا يكون إلا كمشروع جماعي لا يفرق بين إسلامي وعلماني. أن يكون لشيوعي مخلص مرجعيته العقائدية، فلم لا مادام الهدف واحدا والمصالح جامعة؟ المهم أن يكون للمسلم فهم أعمق لمرجعيته هو.  » الحل ليس في الإيحاء بوجود وصفات جاهزة يملكها طرف دون آخر وإنما في ثورة ذهنية تنقلنا من العقائدية إلى البراغماتية، من العقلية السحرية إلى العلمية، من التبسيط إلى الوعي بالتعقيد الهائل للعالم  » قد تكون الفرضية مغلوطة أو جسورا لكنني لا أرى سببا للانتشار السريع للإسلام في بدايته غير شعائر ذهبت بثوريتها إلى أبعد حدّ وربما أثارت تعجب وإعجاب من شاهدوها لأول مرة. تصوروا دهشة الفرس والهنود والصينيين أمام صلاة المسلمين: صفا واحدا الرؤوس مرفوعة تنبئ عن أنفة الإنسان. تخيلوا ذهولهم وهم يرونهم يخرون ساجدين لا لملك كما يجبرون عليه وإنما لملك الملوك انتصارا لفكرة ومبدأ.. وصاحب الأمر واقف يخرّ معهم ساجدا. كم من مسلمين يسجدون بأجسامهم لله وبأرواحهم لطغاة تخلصت منهم أغلب الشعوب. الحل إذن ليس في الإيحاء بوجود وصفات جاهزة يملكها طرف دون آخر وإنما في ثورة ذهنية تنقلنا من العقائدية إلى البراغماتية، من العقلية السحرية إلى العلمية، من التبسيط إلى الوعي بالتعقيد الهائل للعالم، من المحاولة البائسة لفرض الأحادية إلى القبول الصادق بالتعددية، من التكبّر إلى التواضع. لكننا لسنا « روبوتات » نتحرك فقط بالأفكار المجردة. نحن بحاجة لثورة روحية، وهذه خزانها عندنا نحن المسلمين الأوامر والقيم لدين سنّ من بين ما سنّ من مكارم الأخلاق والتصرفات أنه لا إكراه في الدين. لا، الإسلام ليس الحلّ.. هو الدعامة الروحية للوصول إليه. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 ديسمبر 2009)


السياسة ووظيفة الفكر النقدي


عبدالسلام المسدّي لقد اختفى من قاموس الخطاب الصادر عن البيت الأبيض منذ دخله باراك أوباما مصطلحُ الإرهاب، واحتجبت توابعه اللفظية والدلالية، واختفى الغمز بتحويل فكرة الإرهاب إلى تهمة سهلة الإلصاق بالإسلام وبالعروبة، اختفى ذلك بفضل إرادة الرئيس الأميركي المنتخب من شعبه الأميركي، وفي ذلك إقرار بأن الناخب الأميركي قد قام -طوعاً لا كرهاً- بنقد ذاتي فاستدرك بنفسه على نفسه فيما فعله عام 2004 حين جدّد لجورج بوش ولاية ثانية، وإذا به شعب كأنه ينوس بين قطبين متباعدين في اختيارات السياسة: قطب المثالية وقطب الواقعية. ولكن هذا الاختفاء لا يجدر به أن يُغريَ الناسَ بشكل مطلق، والأسباب في ذلك ثلاثة: فجيوب المقاومة التي هي «جُيوبُ ردّة سياسيّة» كثيرة ومنتشرة في دواليب الإدارة الأميركية، ثم إن استسهال الاتهام بالإرهاب ظاهرة معششة في الثقافة الغربية التي أبرزت لنا في كل الحقب نماذج من العتاة المنتسبين غصبا إلى الفكر والفلسفة والأدب والأنثروبولوجيا، وأخيرا علينا أن نتذكر أن السياسة الأميركية محكومة بمنطق المصالح أكثر مما هي محكومة بمنطق الأخلاق، فهي لذلك موصولة دائما بالبراغماتية التي هي الوجه الليّن الحميد للميكافيلّية. يكفي أن عضواً في الكونغرس هو من الجمهوريين العتاة صرّح يوم إسناد جائزة نوبل لباراك أوباما (9 أكتوبر 2009) بأن «لجنة نوبل قد حكمت على الولايات المتحدة بالإخصاء»، نعم، هكذا، باللفظ المباشر. إن حجم الخطأ الاستراتيجي يقاس بما يحمله من طاقة توليدية، وهذا الخطأ الذي حصل على مدى ثماني سنوات (2000–2008) سرطانيّ التكاثر، والخاسر الأكبر فيه هو محرّكه ومولّده، فلقد نسف بيده تراثه القيميّ في أعرافه السياسية، وفتح الباب أمام تجويز التناقض المكشوف بما في ذلك فضح الميكافيلية الغربية حيال آلية الإدانة الجماعية التي انتصبت باسم مرجعيات «العالم الحر» فما كان حديثا تردده الكواليس وتتكتم عليه الأصوات الجهيرة أصبح مكشوفاً للعلن على منابر البث الغزير. كانت الزلة الواشية يوم تم الإعلان عن أنها «حرب صليبية قادمة»، ثم كانت الزلة الأعظم حين عمدت الإدارة الأميركية إلى القبض على أنفاس العالم، وجعلت الجميع رهينة نفسيّة في معضلة غزو العراق، ودخلت بكل الأطراف إلى ورشة العرّافين والمنجّمين، فتحول السياسيون والإعلاميون -رغم إرادتهم- إلى كهّان، أو إلى مقامرين في سوق «اليانصيب» السياسي. إن الحجز النفسي الجماعي قد جعل الرأي العام الكوني أسيراً في قفص الإيقاف التحفظي غير المحدود، وعن ذلك تولَّد الانحراف في مفهوم «القرار» وبالتالي في جوهر السياسة، إذ حصل الانزلاق من سلطة الإرادة إلى سلطة التوعّد، وكان أن انزرعت بذور السادية في جوهر المرجعية البراغماتية. إن البراغماتية في أصلها انخراط كليّ في المستقبل عن طريق موضوعية الحاضر، وهي لذلك لا تكون أبداً ثأريّة لأنها تتناقض مع فكرة الثأر أصلا، ولأن الفكر الثأريّ هو الذي يحكم على نفسه بالارتهان في الماضي من حيث يتوهم أنه يصنع المستقبل. فالذي جرى أمام بصائرنا لا ينذر فقط بإعادة رسم الخرائط الجغرافية وإنما هو ينبئ عن حتمية إعادة تشكيل الخريطة المفاهيميّة التي كان يعيش على إرثها علم الفلسفة وعلم السياسة وعلم الأخلاق وعلم التاريخ. عندما انفجرت الأبراج وعقدت الإدارة الأميركية عزمها على اقتلاع التطرف العقائدي من جذوره كانت كل البديهيات تقول إن أفضل حليف استراتيجي كان يمكن لها أن تعتمد عليه في منطقة الشرق الأوسط هو بلا أدنى شك النظام السياسي القائم يومها في العراق، لقد كان أكثر الأنظمة العربية «لائيكيّة»… ولكن البراغماتية الأميركية المعلنة لم تكن خالصة لوجه السياسة، كانت تضمر شيئا آخر أهم عندها: الثروة النفطية، لذلك تصدعت الفلسفة البراغماتية من جرّاء تناقضها الداخلي. هكذا نرى كيف أن المثالية والواقعية مفهومان متناظران عرفهما الأدب وعرفهما الفن وأرست لهما الفلسفة ركائزهما النظرية، ولكنهما اخترقا مجال الإبداع ومجال الحكمة الصورية ثم تخطيا جدران التاريخ فاقتحما الفكر السياسي النظري واستقرّا في فضاء السياسة العملية. إن مفهوم المثالية لم يُشكِل على الناس أمرُه، ولكن مفهوم الواقعية -بتجواله بين الحقول- هو الذي ما انفك يستعصي على الحد والتسييج، لاسيَّما منذ أصبح آلية إجرائية في مجال السياسة، فأثمر سلسلة من المفاهيم هي كالكواكب السيارة تطوف حول مركز استقطابي يجد عصارته المثلى في البراغماتية، ذاك الذي لا تعرف اللغة العربية خانة مطابقة له بين معاجمها فتوسل أهلها لترجمته بالمصطلحات المحاذية الحافة، ومن أكثر ما تداولوه في هذا المقام لفظ «الذرائعية». قد يكون منا من هو مهموم بالفلسفة أولاً وآخراً فيصبح ويمسي تحت قباء القلق التأملي الفياض، وقد يكون منا من هو مسكون بهواجس السياسة بدءا وختما فيُضحي ثم يَبيت وهو مغلف بكوابيس المنام تطرُدُ من حوله لذيذ الأحلام. وبين وجَع الحيرة الفلسفية وجراحات الفوضى التي يصطلي بنارها الواقع التاريخي في زمنه الراهن وهو يحيط بنا نهارا وليلا ينبري الوعي منتفضا كي يُلقيَ أسئلته الجديدة، فإذا هو يراجع البديهيات التي فرضت نفسها دونما استئذان. فالأحداث السياسية يتناولها رجل السياسة ويتناولها رجل الفكر. فأما رجل السياسة فغايته في أغلب الأحيان أن يحللها كي يفسر وقائعها، ويكشف المسكوت عنه فيها، وربما أيضا كي يزداد خبرة ومهارة بحيثيات اتخاذ القرار. وأما رجل الفكر فإنه -فضلا عن كل ما يتعاطاه السياسي- يريد أن يخرج من دوائر التحليل إلى دائرة الاستخلاص الأكبر؛ حيث يتسنى له أن يتأوّل الأحداث حتى يفسر التاريخ. ففي المنطلق يتمايز الموقفان على أساس تقديري وغائيّ، فالسياسي براغماتي بالضرورة والمثقف متحرّر من قيود الفوائض العملية التي يثمرها الإنجاز السياسيّ؛ لذلك تراه أقرب إلى تجسيد الموضوعية. غير أن السياسة إذا أحاطت في بعض منعطفات التاريخ بأحداث كبريات ترتجّ تحت وقعها قواعدُ الأهرام الإنسانية فإن المشهد ينزاح عن سَمْته فتتبدل خصائص الموقف هنا وهناك. وهكذا بوسع الراصد لتقلبات البراغماتية استجلاء التناظر المعكوس بين سلوك أوباما وسلوك بوش من حيث يظن كلاهما أنه وفيّ لتراثه القوميّ. فالسياسي الذي همه أن يصوغ خطابا في السياسة والمفكر الذي همه أن يصوغ خطابا في الثقافة يصبحان منحشرين في تفاعلات الأحداث فيدخلان دائرة الوقائع، ويكاد يتعذر في حقهما أن ينفصلا عن المرجعية القيمية التي تلهمهما الحكمَ المعياريّ بالضرورة. إن ما جد من أحداث منذ أطلت نذر القرن الجديد قد خلق لكل مهموم بشؤون الفكر الإنساني وضعا استثنائيا جدا يتلخص في أن عملية التفكير في الأحداث قد امتزجت كليا بلحظة التعبير عن الموقف من تلك الأحداث، فإن أمسك الإنسان نفسه وألجمها عن التصريح بأحكام القيمة اتقاء لخلط معيار النجاعة بمعايير الأخلاق فإن صياغة خطابه لا بد أنها تشي بموقفه، وهذا حتمه مبدأ «تموقع» كل متكلم داخل بنية كلامه سواء أحصل ذلك بقصد ووعي أم بفطرة وطبع. على أن ظاهرة تسرب الموقف داخل بنية الخطاب تزداد تأججا كلما كان الإنسان من المؤمنين بحتمية الانتماء الحضاري، وكان من الملتزمين بصياغة الخطاب النضالي خارج سياق مؤسسة العقل النظري الخالص، وكان من المرتاضين بمهارة فصل الذات عن الموضوع. وتزداد تلك الظاهرة التهابا وسطوة كلما كان المتعاطي للشأن الفكري واقعا ضمن دائرة «المغلوبين» في معترك الأحداث، أو من المتهيّئين بحكم جبروت الوقائع إلى أداء دور الضحية أمام عنف الجلاد.   abdessalemmseddi@yahoo.fr  (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 30 ديسمبر 2009)


وأصبح لنا جــدار!!


 

د.خــالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr   كنا نظن وكان كل العالم يظن أن الجدار العازل عنوانا للاستبداد والدكتاتورية والعنصرية والجريمة الأخلاقية…كنا نظن أننا، نحن القادمين من تاريخ حافل بالقيم، حافل بالعبر، حافل بالفضائل والمكارم، والحاملين إلى يوم الناس هذا ولو بكثير من العثرات لشارة أخلاقية ومنظومة عالية من القيم…كنا نظن أنه ليس لنا جدار!!! جدار برلين كان اغتصابا للحقوق وعدوانا على الحريات وتفريقا بين أمة واحدة، وكان منزله أوروبا القرن الماضي حيث فقد الإنسان إنسانيته من قبل على وقع طبول حربين، حملتا شعار النازية والفاشستية والعنصرية، فجاء جدار برلين ليؤكد واقع القيم المهزوزة والمداسة تحت أحذية السياسة والأيديولوجية…ثم سقط الجدار بعد عودة الوعي! ثم كان جدار الخزي والعار، جدار فلسطين الحبيبة ففرق بين القرى ودخل البيوت والغرف وقسّم الأحياء وداس على المعتقدات والأحلام والذكريات..والعالم ينظر من ثقبة باب أسقطت من يافطته عناوين حقوق الإنسان ومواطنته واستقراره وأمنه…كان الجدار الجديد موقعه فلسطين على جرح ينزف في أجسادنا، كنا نهوّن آثاره وندعي أنه وسيلة من وسائل الحرب المعلنة ضدنا، فالعدو أنشأه والعدو أقامه والعدو يبقى العدو! وبقينا بين الأمم بدون جدار، فرغم انتكاستنا الحضارية والتي ولّدت تخلفا في كل المستويات، فإننا لا زلنا نتمسك ببعض التلابيب الأخلاقية التي أورثها لنا الأجداد، ونقبض ببعض الحياء على خيوط رفيعة لا تزال تربطنا إلى مقدس جميل…ومرت الأيام… فرغم هذا السقوط الحضاري التي تعيشه أوطاننا بقيت هذه الورقة الأخلاقية رغم ذبول أطرافها أحيانا في سلوكياتنا، إلا أن البعض من حكامنا أبى إلا أن يسقط ورقة التوت الأخيرة التي يحملها، لتصبح الصورة عارية تماما دون رتوش أو مساحيق…لقد قررت مصر السلطة والحكم أن تبني جدارا عله يلحقنا بركب حضارة الجدران! لقد أصبح لنا جدار! ولكننا أردنا أن نتميز، لم يكن جدارا بين جنسين مختلفين، ولا بين أيديولوجيتين، ولا بين ديانتين، ولا بين ثقافتين…إنه جدار عازل بين الأخ وأخيه، بين الأم وحفيدها، بين أسر وأصهار، بين أناس يحملون نفس الهم، نفس المشروع، نفس الهوية، نفس الثقافة، نفس اللغة، نفس التاريخ، نفس الجغرافيا وإن غلبت على بعضها التضاريس، ولعله نفس المصير!!! كان الجدار العنصري الذي أقامته إسرائيل على الأرض المحتلة مجلبة للعار والخزي لكيانها، ولم تجد لا في الشرق ولا في الغرب من يدعم بصدق وخلق هذا الجدار. كان الجدار الإسرائيلي هزيمة أخلاقية وقيمية لم تفلح إسرائيل في رأب صدعها لدى المواطن البسيط والرأي العالمي، وقد ساهم بناءه في انحدار صورتها وانتقالها من منزلة الضحية التي بنت أطرافها على ذكرى المذابح النازية، إلى منزلة المغتصب والمعتدي التي أورثها إقامة هذا الجدار العنصري. وجاءت مصر الحكم والسلطة لتسحب هذه الصفة اللا أخلاقية وهذه الهزيمة القيمية، فللعرب جدارهم اليوم ولإسرائيل جدارها…جدار أسقط جدارا، أسقط حاجزا نفسيا رهيبا لم تكن إسرائيل قادرة على الإتيان عليه بهذه السرعة. فهنيئا لنا فقد أصبح لنا جدار وهنيئا لمصر السلطة بهذه القفزة الحضارية والإنسانية، وصبرا مضاعفا لأهل غزة، فالجدار والحصار والأنفاق ليسوا إلا قصة قصيرة وإن كُتبت بالآلام والدموع والدماء وسُطّرت تحت عناوين الامبالاة والشماتة، إلا أنها تمثل ساعة من نهار، ساعة في مسار طويل نحو الانعتاق والنصر والتحرر. لقد أفلحت غزة من جديد، كما عودتنا دائما رغم وعورة الطريق ورمادية المشهد، عبر أنفاقها وحصارها وجدارها، بدمعة أطفالها وصبر نسائها وشجاعة رجالها، إلى تعرية النظام العربي إجمالا إلا من رحم ربك، حيث لم يعد يخفى على أحد حتى وإن أغمض العين وسد الأذن، أنه من أجل بقاء هذا النظام الرسمي واستمرار وجوده مستعد أن يخدم أجندات الغير على حساب أجندته، وأن يحصن مصالح الآخر على حساب مصلحة الوطن والأمة، وأن يلبي مطالب الخارج ولو كانت تدوس حاجات قومه وشرفهم ومنظومة قيمهم. ولم يبق بعد هذه التعرية الجديدة والمتواصلة مثقال ذرة من دعوة الجهل أو اللامبالاة، فلن يقول أحد أو يزعم أنه لم يكن يعلم أو لم يكن يعي، فمشوار الاستبداد والجور مر من غزة ويمر من فلسطين، ولعله لن يمر انعتاق كل الأمة وتحررها وعودة وعيها إلا عبر هذه البوابة الصغيرة حجما والكبيرة تأثيرا ووقعا.


مكونات الحداثة الغربية عبر التجارب الأميركية والفرنسية والبريطانية


الصديقات و الأصدقاء المحترمون : بمناسبة حلول أعياد الميلاد المجيد ،و رأس السنة الجديدة، أتقدم إليكم جميعاً، بأحر التهاني القلبية . كل عام و أنتم خير.    توفيق المديني يشكل التراث الفلسفي والسياسي للفكر الليبرالي الكلاسيكي الغربي، والفكر الماركسي سواء بسواء، سلسلة متصلة من الحلقات بعضها ببعض، على مستوى الفكر الإنساني، على الرغم مما قد تجد بينهما من تناقضات ومفارقات غاية في الجذرية والعمق، السلطة المرجعية المعرفية والنظرية والايديولوجية والثقافية، في تعريف ومفهوم الحداثة، عبر المراحل والمحطات، التي قطعتها في سيرورة تطورها، وفي ارتباطها بأشكال وصور الدولة السياسية الحديثة. وليس من فيلسوف أو مفكر سياسي مهما اسبغ على الحداثة من مفهوم وتعريف مجددين يستطيع أن يكون خارج هذا الإطار المرجعي الكلاسيكي الغربي، منذ بداية عصر النهضة الأوروبية 1450- 1600، وامتداداً إلي عصر هيغل وماركس وغرامشي. ولقد أيقظت دراسة الحداثة وعي الفلاسفة المختصين، والمفكرين السياسيين، من أجل بلورة المكونات المعرفية والنظرية، والايديولوجية الواضحة عنه، الأمر الذي جعل الحداثة هذه، موضعاً لصراعات ايديولوجية، في سيرورة تطور المجتمع الغربي الحديث، حيث أصبح المجتمع الرأسمالي أو الصناعي التعبير التاريخي عنها بين مختلف المدارس الفكرية، سواء داخل النظرية الليبرالية بكل تفرعاتها، بداية من عصر النهضة والأنوار، باعتبارها التعبير التاريخي العام الفلسفي الايديولوجي والسياسي والاجتماعي عن المجتمع والدولة في العالم الرأسمالي الحديث والمعاصر، أو بين الليبرالية، والمدرسة الماركسية الكلاسيكية، ولعصرنا هذا. في خضم حمأة هذا العصر التقاني، الذي يشهد ثورة علمية وتكنولوجية عارمة، وثورة معرفية هائلة، أصبحتا تشكلان القوة المحركة والصانعة للانتاج ومؤسساته وتسويقه، وتحدثان ايقاعاً تغييرياً قوياً وشاملاً، لجهة بروز وتحول الأنظمة المعرفية في شتى فروعها إلى قوة الانتاج المادية في ظل سيطرة العولمة الرأسمالية، من دون أن تكون لهذه القفزات المتوالية في وتيرة القطائع المتواصلة والمتفاصلة في ميدان المعرفة و »مركنتاليتها المتواثبة »، وأثرها على صعيد تغيير الوجه المادي للعالم، ايديولوجيا تعبر عنها، أو أحزاب سياسية، وتيارات شعبية، ورأي عام يحركها. يقينا بأن هذا التغيير على صعيد قدرة آلية هذه المعرفة تحقيق الانتاج المادي والاقتصادي والمجتمعي الشامل يلقب بثورة الحداثة البُعْدِية، التي أصبحت تطرح أسئلة فلسفية ذات طابع كوني، منخرطة تجاورياً ومحتكة مع نسق هذه الحداثة البعدية، حول صياغة نظرة جديدة كلياً إلى مصير الانسان والعالم والكون. وفي وسط حمأة هذا العصر، الذي يقوض ويدمر الأعمده والمعتقلات الطوعية والقسرية للايديولوجيات الشمولية، التي وصلت إلى مأزقها المحتوم، يعود جدل الشرعية/ المشروعية العلمية للحداثة، من حيث هي مجموعة الدساتير والقوانين والأنظمة المرعية، التي انبثقت منذ عصر النهضة الأوروبية وعصر التنوير، حين طرح المشروع الثقافي الغربي ما يسمى الآن بالحداثة السياسية، المعبر عنها بالديمقراطية وحقوق الانسان، إلى واجهة الأحداث السياسية، لكي يبلغ أقصى توتره في الشرق، مثلما في الغرب، وفي الأطراف لهما.. علماً بأن الديمقراطية الغربية في ظل هذه الحداثة، لم تكن هي النظام السياسي للحداثة، « ذلك أن النظام السياسي احتكره المركب الاقتصادي التقني منذ أو وقع الانفصام بين جناحي حداثة التنوير بين الاقتصاد الثقافي من ناحية، والثقافي من ناحية أخرى، وظلت الحداثة غالباً بدون سلطة سياسية حاكمة، واتخذت موقع المعارضة في معظم مفاصل التاريخ الغربي الحديث، لكن النظام السياسي لم يتنازل عن ادعاءاته الحداثوية.. ولذلك عانى النظام السياسي في المشروع الغربي طيلة تقلباته العنيفة الكبرى، من افتقاره لمواقعية الشرعية وافتقاده لمرجعيتها. وكان من شأن هذا الوضع المتناقض دائماً أن تجلس المشروعية في موضع السيادة الدولتيه وتظل الحداثة مشردة في أروقة الحنين المجتمعي للأصول الضائعة، لا تجد في صولجانات التقدم، الموضوعة في كل حيز سلطوي إلا شبحاً مستعاراً عنهما ». إذا المشروعية للحداثة في الغرب، الذي أفرزه المشروع الثقافي الغربي، والحداثة السياسية الناجمة عن انجاز الثورة الديمقراطية البرجوازية، استطاعت أن تتحرر من أحبول المجتمع القدسوي الديني القروسطي، حيث إن مؤسساته كانت مبنية على أساس المشروعية الكنسية، باعتبار أن الكنيسة كانت تحتل مواقعية الشرعية والمشروعية في آن معاً. تم ارساء الأسس والمكونات المعرفية والنظرية للحداثة في عصر النهضة الأوروبية وفلاسفة الأنوار. ذلك أن تاريخ الحداثة يعود إلى تطور الفكر السياسي الليبرالي على مدى القرنين السابع عشر والثامن عشر، المرتبط بالمذاهب الاجتماعية والاقتصادية، والذي بلور النظرية السياسية الليبراليه الكلاسيكية الغربية، منذ بداية انهيار « النظام القديم »، أي عهد انهيار الحكم المطلق وسلطان البابا الديني والدنيوي المتحكم في ملوك أوروبا باسم سلطة الكنيسة المسيحية، وبداية الهجوم الكاسح عبر الثورات على حكم الملوك، الذين يحكمون بمقتضى الحق الإلهي، الذي يبيح لهم بأن لا يحاسبوا عن سياستهم إلا أمام الله، وإلى بداية سلطان القانون الطبيعي، الذي يقر بحرية الفرد الإنسان باسم العقل والمنطق، فإلى سيادة الشعب، والسيادة القومية، وحقوق الإنسان، التي فجرتها الثورة البرجوازية الانكليزية، وتدعمت بشكل جذري قوى مع اندلاع الثورة البرجوازية الفرنسية، التي أصبحت منذ ذلك ثورة عالمية بالمعنى التاريخي والإنساني، تفصل بين العالم القديم والعالم الحديث والعصري، ودشنت عهداً جديداً في تاريخ الإنسانية جمعاء، بحكم ما أعلنته من حريات ومساواة قانونية وسياسية للإنسان الفرد. ولما كان العالم قد دخل في عصر ما بعد الحداثة نتيجة أزمة المشروع الثقافي الغربي، فقد تعرض مفكرو ما بعد الحداثة للتنوير الغربي بالنقد القاسي، حيث يرى أحد الكتاب أن مشروع التنوير هو وهم من أوهام الحداثة التي انقضى عهدها. فهو يذكرنا بزمن عندما كان يمكن استخدام ألفاظ من قبيل : »العقل »، »الطبيعة »، « الحقوق »، »الصدق »، »الأخلاق »، »التقدم » من دون أن تكون هناك فائدة لعلامات التنصيص، ومن دون الإحساس بتهكم يناسب هذه المفاهيم « المتميزة ». إنه يفترض، كما يقول أحدالكتاب (في كتاب عنوانه »يقظة التنوير »)، « تحررا قاسياً »، و »حضارة قاسية »، لا يعدوان سوى تجسد « للإمبريالية الغربية ». ويرى كاتب آخر أن « التنوير » هو « بالنسبة إلى ما بعد الحداثة مثل « النظام القديم » بالنسبة إلى الثورة الفرنسية… إنه يرمز إلى الحديث الذي تمرد عليه ما بعدالحداثة. و بينما اعتقد الفلاسفةأنه تحرر ليرفع من شأن العقل على الدين ، فإن فلاسفة ما بعد الحداثة وجدوا العقل مستبداً، ويجنح إلى « الشمولية » مثل الدين نفسه(ص 8 من المقدمة) . يأتي الكتاب الجديدالذي يحمل العنوان التالي: « الطرق إلى الحداثة » التنوير البريطاني و التنوير الفرنسي والتنوير الأميركي الصادر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب بالكويت ضمن سلسلة عالم المعرفة، من تاليف الدكتورة غيرترودهيملفارب، ترجمة الدكتور محمودسيد أحمد،ليقدم لنا بشكل مختصر صور التنوير الثلاثة البريطاني، والفرنسي ، والأميركي. 1-التنوير البريطاني : »سوسيولوجيا الفضيلة » إذا كانت سمات التنوير هي العقل والحقوق الطبيعية والحرية والمساواة والتسامح والعلم والتقدم، حيث إن العقل يترأس القائمة باستمرار، فإن ما يميز التنوير البريطاني عن التنوير الفرنسي، هو أن الأول يركزعلى « الفضائل الاجتماعية »،التي تعني « الشفقة، والأريحية، والتعاطف التي اعتقد الفلاسفة البريطانيون أنها تربط الناس بعضهم ببعض بصورة طبيعية، وغريزية، وفطرية. ولم ينكر الفلاسفة البريطانيون العقل، فهم لم يكونوا لا عقلانيين على الإطلاق. لكنهم اعطوا للعقل دوراً أداتياً ثانوياً، ولم يعطوه الدور الأول الحاسم الذي أعطاه له الفلاسفة الفرنسيون. وبالتالي، لكي نعيد للبريطانيين الشهرة والأهمية، فلا بد من توجيه الانتباه إلى موضوع لم يرتبط دائماً بالتنوير وهو الأخلاق الاجتماعية الواضحة، أو الضمنية في كل صنوف التنوير هذه. تخصص المؤلفة في الفصل الأول الذي تتحدث فيه عن التنوير البريطاني المتميز بـ »سوسيولوجيا الفضيلة » والميول الدينية، حيث ركزت على عرض آراء جون لوك المنشورة في كتابه « مقال في الفهم الإنساني » عام 1690، ثم على تلميذه إيرل شافتسبري، الذي كتب مقالا بعد تسع سنوات من صدور هذا الكتاب يدحض فيه رؤية لوك. ونشر مقال شافتسبري « بحث في الفضيلة، أو الاستحقاق »و طبع في سنة 1711.. »إن الفضيلة، كما يرى شافتسبري، ليست مستمدة من الدين، أو المصلحة الذاتية، أو العقل. فكل من الدين، والمصلحة الذاتية، والعقل هي وسيلة في تدعيم الفضيلة، أو إعاقتها، غير أنها ليست مصدرها المباشر، أو الأساسي. والحاسة الخلقية، أو « الإحساس بالصواب والخطأ » هو الذي يسبقها. وهذه الحاسة « مهيمنة… ترتبط بنا في الداخل، وكامنة في طبيعتنا »، إنها « مبدأ أول في تكويننا، وصنعنا »، إنها طبيعية مثلها في ذلك مثل « الشعور الطبيعي نفسه ».(ص 32). وتضيف المؤلفة بأن شافتسبري غرس هذه العاطفة في الطبيعة والغريزة بدلاً من التربية أو العقل. فقد كتب يقول « لكي تشفق، أعني لكي تشارك في العاطفة… وتواسي، أعني أن تشارك في البؤس.. فإن ذلك في أحد أنظمة الحياة هو الصواب والخير، ولا شيء أكثر انسجاماً، وأن تكون بلا هذا، أو لا تشعر به، هو أن تكون شاذاً، وبغيضاً، ووحشياً (بشعاً)  » (36). وتستعرض المؤلفة آراء فرانسيس هاتشيون، الذي دخل النقاش والمنظرة بكتابه « بحث في اصل افكارنا عن الجمال والفضيلة »، حيث حذر هاتشيسون كما فعل بيرك فيما بعد، من هشاشة العقل، فيقول « على الرغم من عظمة العقل التي نتباهى بها على الحيوانات الأخرى، فإن عملياته بطيئة، ومملوءة بالشك والتردد، حتى أنه لا يخدمنا عند الضرورة الماسة، إما للمحافظة علينا من دون الحواس الخارجية، وإما لتوجيه أفعالنا إلى خير الكل، من دون هذه الحاسة الخلقية. ويبين في موضع آخر أن العقل « ليس إلا سلطة تابعة » تستطيع أن تحدد وسيلة تحقيق الخير وتعزيزه ولكنه ليس الغاية ذاتها، أعني أنه ليس الدافع الفطري إلى الخير. إن « الأريحية » و »الشفقة » و »التعاطف » و »المشاركة الوجدانية » و »الشعور الطبيعي تجاه الآخرين »، كلها تحت اسم أو آخر، هذه الحاسة الخلقية (أو العاطفة كما يفضل سميث أن يطلق عليها) هي أساس الأخلاق الاجتماعية التي ألهمت الخطاب الفلسفي البريطاني الأخلاقي طوال القرن الثامن عشر. وقد وصف جيل الفلاسفة الذين جاؤوا بعد شافتسبري تعاليمه بطريقة أو بأخرى، واختلفوا فيما بينهم فيما يخص الطبيعة الدقيقة للحاسة الخلقية، ووظيفتها. غير أنهم اتفقوا في أنها (أو شيء يشبهها تماماً) صفة الإنسان الطبيعية، والضرورية، والكلية، صفة للغني والفقير على حد سواء، المتعلم والجاهل، المستنير وغير المستنير. كما أنهم اتفقوا في أنها تلازم العقل والمصلحة، لكنها تسبقها وتكون مستقلة عنهما(37).. ويظهر أكثر بيانات هذه العقيدة دقة وتمييزاً، وتأثيراً في كتاب آدم سميث « نظرية العواطف الأخلاقية ». واليوم، يتميز سميث، في الأعم الأغلب، بكتابه « ثروة الأمم » (ما عدا بين الباحثين). أما في عصره هو، فكان شهيراً، في الداخل والخارج، بأنه مؤلف كتاب « نظرية العواطف الأخلاقية ». وقد صدرت من هذا الكتاب الذي نُشر في العام 1759، أربع طبقات قبل أن يظهر كتاب « ثروة الأمم » في العام 1776، وطبعة أخرى بعد سنوات قليلة. ولأن كتاب « ثروة الأمم » لم ينسخ كتاب « نظرية العواطف الأخلاقية » ويحل محله فإنه ظل في طليعة وعي سميث، كما ظل في طليعة وعي معاصريه. لقد خصص سميث العام الأخير من حيلته لتنقيح « العواطف الأخلاقية »، والإضافة إليه لكي يجعله متسقاً مع الكتاب الأخير، بل ليقوي رسالة الكتاب الأول، ويعززها. والتغيير الأكثر أهمية هو إضافة فصل عنوانه « عن فساد عواطفنا الأخلاقية، الذي يسببه هذا الميل إلى الإعجاب بالأغنياء والعظماء، واحتقار أو تجاهل الأشخاص ذوي الحالة الفقيرة والوضيعة » (40).. من ميزات التنوير البريطاني أنه نما وازدهر « داخل الورع والتقوى »، حيث « لم تكن هناك حاجة إلى الإطاحة بالدين نفسه لأنه لم يكن هناك بابا، ولا محاكم تفتيش، ولا قساوسة يسوعيون، ولا كهنوت محتكر ». بيد أن شيئاً غير سعة الأفق في المسائل الدينية والتسامح كان مسؤولاً عن المناخ العقلي المختلف تماماً في بريطانيا. وهو أنه لم تكن هناك كنيسة مضطهدة، أو لاهوت دوغمائي للتمرد عليهما، ولا ريب في ذلك، ولم تكن هناك سلطة جديدة، أو أيديولوجية تحث على التمرد. أما في فرنسا، فقد كان العقل هو تلك السلطة، وتلك الأيديولوجية، عقل أسمى بدرجة جعلته لا يتحدى الدين والكنيسة فقط، بل كل المؤسسات التي تعتمد عليهما. لقد كان العقل هداماً بصورة متأصلة، فقد تطلع إلى مستقبل مثالي، وازدرى نقائص الحاضر وعيوبه، إضافة إلى الماضي، كما أنه ازدرى اعتقادات، وممارسات الجاهل، ووضيع المولد. تلك هي انجلترا التي عرَّفها مونتسكيو من قبل في القرن الثامن عشر. إذ يقول إن الإنجليز « يعرفون أفضل من أي شعب آخر على الأرض كيف يقيّمون، في الوقت نفسه، هذه المزايا العظيمة الثلاث، وهي الدين، والتجارة، والحرية ». وتلك هي أيضاً انجلترا التي اكتشفها توكفيل من جديد منذ أكثر من قرن مضى، حيث يقول: « لقد استمتعت، أيضاً، في « انجلترا بما حرمت منه فترة طويلة، وأعني بذلك الوحدة بين العالم الديني والعالم السياسي، وبين الفضيلة العامة والفضيلة الخاصة، وبين المسيحية والحرية » (56).. واستلهمت العقود الأخيرة من القرن السابع عشر، بالثورة الانكليزية، التي امتدت من العام 1689 إلى العام 1714، والتي تمخض عنها إعلان حقوق البرلمان في العام 1689، الذي كان له أهمية عظيمة، حين أصبحت الملكية الدستورية، هي النظام السياسي السائد على الأمة، وفكرة العقد، بدلاً من الملكية الوراثية المستندة على نظرية الحق الإلهي. وهذه الثورة البرجوازية، أوقفت الحروب الدينية بين البروتستانت الانلكيز، التي دامت قرابة قرن، من خلال اعلان الحرية الدينية، كما أن الصراعات السياسية وجدت طريقها إلى الحل، عبر إقامة توازن السلطات بين الملك والبرلمان. وهكذا، دشنت الثورة الإنكليزية، والثورة الصناعية، الرأسمالية عامة باعتبارها نظام انتاج جديداً، ونمو حياة جديدة، التاريخ العالمي الحديث للمجتمع المدني الحديث في القرن السابع عشر، ووجهت ضربة قاصمة لبنية النظام القديم الاقطاعية البائدة، وأصبحت أساس التوسع والريادة للعالم. وقد عزا ماكس فيبر نشوء الرأسمالية إلى حركة الاصلاح الديني وظهور الأخلاق البروتستانتية. 2 ـ التنوير الفرنسي : أيديولوجيا العقل لقد جسّدت « الموسوعة » روح التنوير الفرنسي، مثلما جسّد « الفدرالي » روح التنوير الأميركي. وتكونت الطبعة الأولى من « الموسوعة » التي نُشرت بين أعوام 1751 و1772، من سبعة عشر مجلداً إضافية بين العام 1776 والعام 1780. كان عنوانها الفرعي طموحاً إلى حد كبير، « قاموس مدروس للعلوم، والآداب، والفنون »، غير أن النشرة المطبوعة التمهيدية كانت مع ذلك أكثر طموحاً: إذ ينبغي أن تكون تحليلاً منظماً « لنظام المعرفة البشرية وعلاقتها المتبادلة ». وقد جاوز ديني ديدور، محررها الرئيسي، ذلك في المادة التي كتبها عن « الموسوعة » فذهب إلى أن رسالتها « يجب أن تكون جمع كل المعرفة التي للناس الذي نعيش بينهم، ونقلها إلى أولئك الذي سيأتون بعدنا »، وبذلك تجعل الناس، في هذا العصر وفي جميع العصور ليسوا أكثر حكمة فقط، بل تجعلهم أيضاً فضلاء بصورة كبيرة، وأكثر سعادة » (159).. لم يكن ولع الفلاسفة في فرنسا بالمبادئ المجردة فقط، كما يقول توكفيل، هو الذي جعلهم متفردين. فالذي جعلهم هكذا هو مبدأ معين: إنه العقل. وهذه الكلمة، التي تكررت باستمرار وفي السياقات الأكثر تنوعاً، خدمت كتعويذة أو كشهادة لحسن النية وصواب الرأي. حين نصل إلى مونتسكيو (1689- 1755) نجد أن مشروعه، كان يتجسد في بناء علم للسياسة والتاريخ. وهو، وإنْ كان يتقاسم المشروع عينه مع كل الفلاسفة والمفكرين السياسيين، الذين سبقوه، إلا أنه يختلف عنهم جميعاً في تنطحه لانشاء علم للسياسة لكل المجتمعات المتجسدة في التاريخ. من الجدير بالملاحظة أن مونتسكيو وروسو شكلا استثناء، إذ لم يشاركا تبجيل الفلاسفة الفرنسيين للعقل، واللذان كانت لديهما علاقة مضطربة وغير سوية بهم. وقد عومل مونتسكيو باحترام شخصي على الرغم من أن أفكاره لم يُلتفت إليها أو رفضت. بينما نبذ فولتير روسو من حيث إنه « خائن »، ونبذه ديدرو من حيث إنه « ليس فيلسوفاً » حسب رأي المؤلفة. ولفكرة العقل نقيض: فكرة الدين. فقد أعلنت « الموسوعة » أن العقل بالنسبة إلى الفيلسوف »، « هو مثل النعمة بالنسبة إلى المسيحي. فالنعمة الإلهية تدفع المسيحي إلى الفعل، والعقل يدفع الفيلسوف ». والعقل، هنا، وكما هي الحال في موضع آخر، لم يوضع ضداً للدين: فقط أو يعرف بتعارضه مع الدين، بل مُنح، بصورة ضمنية، المكانة العقائدية المطلقة للدين نفسها. وبهذا المعنى، فإن العقل كان مرادفاً للعقيدة الإلهية. وثمة حقيقة كبيرة في التقرير المألوف أن شعور الفلاسفة الفرنسيين بالعداوة ضد الدين كان نتيجة ثانوية لعدائهم للكنيسة الكاثوليكية، الكنيسة التي رأوها مستبدة، وقمعية في ذاتها، بل أكثر من ذلك متواطئة مع دولة استبدادية وقمعية. وكان هذا، بالتأكيد عاملاً مهيمناً في تفكيرهم، بيد أنه لا يفسر تماماً « الشراسة الدؤوبة » على حد تعبير توكفيل، لهجومهم على الدين(160). 3-التنوير الأميركي:علم سياسة الحرية لقد كانت الفضائل الاجتماعية في بريطانيا في مقدمة التأمل الفلسفي والسياسة الاجتماعية، لقد كانت الشرط الأساسي للخير العام. أما في أميركا، فإنها كانت في المؤخرة، فقد كانت شرطاً ضرورياً، لكنها لم تمكن الشرط الكافي. وما كان في المقدمة هو الحرية. ولم تكن هذه الحرية هي الحرية الطبيعية التي نظر إليها سميث على أنها أساس اقتصاد حر، ومجتمع حر، بل كانت الحرية الاصطناعية إذا جاز هذا التعبير، وأعني بذلك الحرية السياسية، والمبادئ والمؤسسات الملائمة للجمهورية الجديدة. فباسم الحرية ـ الحرية الدينية ـ نزح كثير من المستوطنين الأوائل إلى أمريكا (نزح بعضهم، بالتأكيد، من أجل حريتهم الخاصة، لا من أجل حرية الآخرين). وباسم الحرية ـ الحرية السياسية ـ أعلنوا فيما بعد استقلالهم عن بريطانيا. وقد وصف جون آدمز (1735ـ1826)، هو ثاني رؤساء الولايات المتحدة الأميركية كان نائباً للرئيس جورج واشنطن (1789ـ1797)، وعضواً في البرلمان القاري، ووقع على وثيقة إعلان الاستقلال، رؤيته لأمريكا المستقبل بأنها « إمبراطورية تضم عشرين، أو ثلاثين مليوناً من الأحرار، من دون أن يكون من بينهم نبيل واحد، أو ملك واحد ». لقد كان النظام العلماني الأميركي الجديد نظاماً سياسياً، ولم يكن نظاماً اجتماعياً جديداً، أو نظاماً إنسانياً ينعكس التمييز بين ما هو سياسي، وما هو اجتماعي في التمييز العام (لكن ليس بوضوح أو اتساق) بين التحرر Liberty، والحرية freedom، فالتحرر هو، أساساً، مفهوم سياسي وقانوني، أما الحرية فهي مفهوم اجتماعي وسيكولوجي.. وكما أن الحرية هي التي كانت القوة الدافعة للتنوير الأميركي، فكذلك كانت النظرية السياسية هي التي ألهمت الدستور الذي شُكل لتدعيم الجمهورية الجديدة.(ص199-200). [ الكتاب:الطرق إلى الحداثة التنوير البريطاني والتنويرالفرنسي والتنويرالأميركي [ الكاتب:غيرترود هيملفارب، ترجمة محمود سيد أحمد [ الناشر:المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويت، سلسلة عالم المعرفة، العدد367، سبتمبر2009     (المصدر: صحيفة « السفير » (يومية –  لبنان) الصادرة يوم 30 ديسمبر 2009 )


أحداث إيران والعامل الخارج


 

محمد كريشان ثلاثة مواقف معبرة تتصل بما يجري حاليا في إيران وأهمية العامل الخارجـــــــي فيه: الأول لجون بولتون السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة والمحسوب على صقور إدارة الرئيس السابق جورج بوش. يقول بولتون إن ‘على المجتمع الدولي الذهاب إلى ما هو أبعد من الدعم المعنوي والتوجه إلى رفد المعارضة بدعم ملموس مثل التمويل وتوفير وسائل الاتصالات وما إلى ذلك من الأمور التي تمنح المعارضة فرصة حقيقية لتحقيق أهدافها المتمثلة في الإطاحة بالنظام’. الثاني لعلي نوري زاده مدير مركز الدراسات العربية ـ الإيرانية وهو معارض مقيم في لندن الذي رأى أن التنديد الغربي بهذه الاحتجاجات ألحق الضرر بالحركة الاحتجاجية، موضحا أن ‘غالبية الإيرانيين يرون أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد خانت الشعب الإيراني، ذلك أن الرئيس الأمريكي الجديد قدم نفسه كبطل لحقوق الإنسان لكنه لم يتخذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة من يقتل أبناء الشعب الإيراني’. الثالث لحسين شيخ الإسلام، مستشار رئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية، الذي اتهم أمريكا وبريطانيا وإسرائيل بالوقوف وراء الاضطرابات الأخيرة في طهران وتقديم الدعم ‘لأعداء الجمهورية الإسلامية الذين ردّدوا شعارات مواقع إلكترونية تديرها بريطانيا والولايات المتحدة’. هذه مجرد نماذج ثلاثة، ومن مواقع مختلفة، يعبر كل واحد منها بطريقته الخاصة عما يراه أو يأمله من الخارج في ما تعيشه إيران حاليا من أحداث يتضح يوما بعد يوم أنها أعمق من مجرد احتجاج على نتائج انتخابات رئاسية. و إذا ما استثنينا منظري القبضة الحديدية في التعامل مع تحركات الشارع فإن أي عاقل داخل المؤسسة الإيرانية الحاكمة مدعو اليوم للتأمل مليا في هذا الحجم المتنامي من السخط على النظام، لا سيما في أوساط الشباب و المثقفين، والذي لا يمكن للرصاص أن يخمد جذوته. وفي بلد تربى لأكثر من ثلاثين عاما على الاعتزاز كثيرا بثورته والكفر بكل ما هو آت من الغرب، ولا سيما من الولايات المتحدة، من الطبيعي جدا أن يقع التعاطي مع كل ما هو أجنبي في الأحداث الأخيرة بعين الريبة. وفي هذا السياق تحديدا حظر على وسائل الإعلام الأجنبية تغطية ما تشهده المدن الإيرانية من مظاهرات وسقوط قتلى، ولولا كاميرات الهواتف النقالة والتحايل لدخول شبكة الإنترنت لما شاهد العالم أية لقطة. من الصعب على العالم متابعة ما يجري في إيران بعدم اكتراث، لكن أي مبالغة في هذا الاهتمام وتبرع مسؤولين غربيين بتصريحات غير ملائمة من شأنه أن يلحق الضرر بقضية المتظاهرين من حيث ظنوا أنهم يحسنون صنعا. وعندما تأتي هذه التصريحات بالخصوص من عواصم كواشنطن و لندن وحتى باريس وبرلين، لا يكون سجلها ناصعا دائما في احترام إرادة الشعوب و استقلالها، بل و لها باع أحيانا في التغطية على الجرائم بحق بعضها في العراق وفلسطين وأفغانستان، فإن أكبر خدمة يمكن أن يقدمها فعلا هؤلاء للمحتجين هو أن يبقوا أفواههم مغلقة. العامل الخارجي الوحيد الواجب تشجيعه هو وصول الأخبار حول ما يجري في إيران إلى كل العالم من باب حق كل الناس في العالم في الإعلام. وحتى مع الطوق الذي تفرضه السلطات في طهران فإنه بالإمكان دائما إيجاد طريقة ما لإيصال الخبر والصورة. وكلما وصلت الأخبار صحيحة بعيدا عن أي تحريف ومنزهة عن أي غرض، حبا أو كرها في نظام الملالي، فإن ذلك سيفتح الطريق أمام تشكل رأي عام دولي تجاه ما يجري بعيدا عن التضليل أو محاولات التبرير أو التوظيف. هذا هو ‘العامل الخارجي’ الواجب الدفاع عنه أما دس أنف عواصم القرار العالمي في ما يجري هناك فقد يشوه أصحاب قضية تبدو عادلة. عندها تكون هذه العواصم قد عمتها عوض أن تكحلها. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  30 ديسمبر 2009)  

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.