الأربعاء، 27 سبتمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

 

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2319 du 27.09.2006

 archives : www.tunisnews.net


مركز تونس لاستقلال القضاء و المحاماة: بــلاغ

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: السلطة التونسيّة تحرم الطاهر الحراثي من أبسط حقوقه المدنيّة

بي بي سي: تونس: ردود فعل على منع المحجبات من الدراسة في الجامعات

الوسط التونسية: رفع الرقابة الإدارية عن السيد مبروك الطرابلسي بمدينة صفاقس بتدخل من رئاسة الجمهورية

القدس العربي: وفاة تونسيين وجزائري في غرق قارب مهاجرين قبالة سواحل تركيا

الحياة : تونس: قتيلان و10 مفقودين في جنوح

مركب مهاجرين

مرسل الكسيبي: ماتنتظره تونس بمناسبة شهر رمضان المعظم

زهرة الرمال: أسئلة إلى السيد مدير معهد الصحافة و علوم الإخبار د,خالد الطراولي: المشهد السياسي التونسي: أزمة معارضة أم أزمة حكم! الجزء الثاني علي شرطاني: في ثقافة الهدم والبناء سلوى الشرفي: بلى إنها حقيقة « البابا » و حقيقة « بوش » – ردّا على الأخ ترشيشي

سامي براهم: تصريحات بنديكت وبيان نوسترا آيتاتي.. انحراف أم امتداد

صابر التونسي: سواك حار محمد كريشان: نقطة الصفـر فهمي هويدي: فشل إسرائيل في لبنان وراء مغازلة واشنطون لطهران عصام الغول: حراك ثقافي جديد في ليبيا في ظل الثورة الرقمية

 قدس برس: هيئة علماء المسلمين: نساء عراقيات يتعرضن للتعذيب والتهديد بالاغتصاب على يد القوات الامريكية

الصباح: جزيرة زمبرة لن تتحوّل إلى وجهة سياحيّة!

الأخبار: أنور براهم في بيروت… حكاية حب لا يصدق

رويترز: علامات الاجهاد تظهر على الجيش الامريكي في العراق وأفغانستان رويترز: هيئة العلماء تدين حادث بعقوبة وتدعو لكشف ملابسات الحادث


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 

 


 

نعتذر لدى متصفحي موقعنا الكرام  للإضطراب الحاصل في موقعنا الناتج عن عطب  لدى موفر الخدمة السويدى نرجو أن يزول في أقرب وقت


مركز تونس لاستقلال القضاء و المحاماة تونس في 27 سبتمبر 2006 بــلاغ  

 
منعت مصالح مراقبة المسافرين بمطار تونس قرطاج الدولي مساء اليوم القاضية السيدة وسيلة الكعبي من السفر و امتطاء الطائرة التي كانت ستقلها لحضور مؤتمر الإتحاد العالمي للقضاة الذي ينعقد بسيفوك (Siofok) بالمجر نيابة عن جمعية القضاة التونسيين باعتباها عضوا في مكتبها التنفيذي. و كانت وزارة العدل امتنعت عن الإجابة على مطالب ترخيص السفر المقجمة من طرف رئيس الجمعية و أعضاء مكتبها التنفيذي المدعويين لحضور هذا المؤتمر كما ماطلت وزارة الداخلية في تجديد جوازات سفر كل من الكاتبة العامة للجمعية كلثوم كنو و عضوة المكتب التنفيذي روضة القرافي ( يراجع بيان المركز بتاريخ 22 سبتمبر 2006) و تعتبر هذه المرة الثانية في تاريخ القضاء التونسي التي يمنع فيها قضاة مباشرين من حرية السفر للخارج و تستعمل فيها وزارة العدل إجراء إداري وارد بمنشور لتعطيل حق دستوري لممثلي سلطة دستورية دون أي مسوغ قانوني. فقد سبق لوزير العدل الحالي أن منع القاضي المختار اليحياوي من السفر في جويلية 2001 لحضور مؤتمر نقابة القضاة الفرنسيين و تكرر منه ذلك هذه المرة مع عضوة المكتب التنفيذي لجمعية القضاة مع أنها توجد بحالة إجازة حاليا. و معلوم أن الهيئة الوطنية للمحاميين قررت بجلستها الأخيرة المنعقدة يوم الجمعة 22 سبتمبر إيفاد السيد محمد جمور عضو الهيئة لمؤتمر الإتحاد العالمي للقضاة لشرح وضعية القضاة و جمعية القضاة التونسيين و حالة الحصار المفروضة عليهم. عن مركز تونس لاستقلال القضاء و المحاماة الرئيس : المختار اليحياوي


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

33 نهج المختار عطية  تونس الرئيس الشرفي المرحوم العميد محمد شقرون  تونس في 27 سبتمبر 2006

السلطة التونسيّة تحرم الطاهر الحراثي من أبسط حقوقه المدنيّة

 

 
أصدر صبيحة اليوم  قاضي ناحية سيدي عمر بوحجلة بالقيروان حكما  بسجن السجين السياسي السابق السيد الطاهر الحراثي مدة شهرين وذلك من اجل مخالفة التراتيب الادارية طبقا لاحكام الفصل 150 من القانون الجنائي وذلك لتنقله للعاصمة لقضاء بعض الشؤون دون اذن مسبق من السلط الامنية بالقيروان. علما وان السجين السياسي السابق السيد الطاهر الحراثي اعتقل خلال شهر مارس سنة 1992 ومثل أمام المحكمة العسكرية الدائمة بتونس في القضية عدد 76110 و قضت المحكمة بإدانته من اجل الانتماء إلى حركة النهضة  وسجنه مدة  عشرون سنة اثر محاكمة لم تتوفر فيها شروط المحاكمة العادلة بشهادة كل المراقبين والملاحظين والمنظمات الدولية الذين واكبوا المحاكمة. و قد قضى السجين السابق الطاهر الحراثي اكثر من خمسة عشر سنة وسرح يوم 25 فيفري 2006 ومن ذلك اليوم بدأت معاناته مع المراقبة الإدارية علما بان  وزير الداخلية أصدر قرارا ضده بمجرد خروجه من السجن يقضي بإبقائه تحت المراقبة الادارية  مدة خمس سنوات باحد ارياف سيدي عمر بوحجلة. وتجدر الاشارة ان السيد الطاهر الحراثي ضاقت به ابواب الرزق بعد طرده وزوجته من سلك التعليم وعجزه عن العمل امام المحاصرة الامنية واخضاعه للامضاء يوميا بمركز الحرس وبمنطقة الحرس مما يجعله موضع شبهة ولا يحصل على أي عمل وقد خرج من القيروان منذ ايام ليسجل بالعاصمة في احدى مراكز التكوين المهني السريع اختصاص حلويات ليعمل لحسابه الخاصولكن هاهي التضييقات المسلطة عليه تقضي على حقه في العمل وتكرس سياسة التجويع للمساجين السياسيين المسرحين. وقد كان سجل سابقا قي مركز تكوين مهني بالقيروان لتعلم الخياطة ولكن السلط الامنية تدخلت لمنعه بدعوى كونه ممنوعا من الخروج من ريف سيدي عمر بوحجلة الى مركز الولاية ( القيروان ) . و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: 1 –  تطالب السلطات التونسيّة بالافراج حالا ورفع المضايقات الأمنيّة عن السيد السيد الطاهر الحراثي وعن عائلته ومنحه فورا حقّه الكامل في التنقّل واختيار مكان إقامته كما يضمنه القانون. 2 –  تستنكر التضييقات المسلطة على للمساجين السياسيين المسرحين التي تحرمهم من ننارسة ابسط حقوقهم وعلى وجه الخصوص حقهم في التنقل والعمل والدراسة كما ادى الى ارجاع عدد كبير منهم الى السجن بدعوى مخالفة التراتيب قرار المراقبة الادارية. 3 – تعبر عن تضامنها معهم جميعا وتطالب برفع كل المضايقات المسلطة علي المساجين السياسيين المسرحين. عن الجمعية الرئيس الأستاذ محمد النوري


تونس:

ردود فعل على منع المحجبات من الدراسة في الجامعات

كمال بن يونس – بي بي سي – تونس 
 
اقترنت العودة للمدارس والجامعات التونسية هذا العام بعودة السلطات إلى منع ارتداء « اللباس الخليع والحجاب » مع اجبار الطالبات في بعض الجامعات بتوقيع التزام كتابي بعدم ارتداء الحجاب وبفقدان حق الترسيم في الجامعة في صورة مخالفة فحوى الالتزام.
 
وحسب بلاغ أصدرته قيادة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان فان سلطات بعض المدارس والجامعات منعت طالبات محجبات من الترسيم ومن الدخول الى مؤسسات الدراسة بسبب امتناعهن عن خلع الحجاب.
 
وانتقد بلاغ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ما سماه « المس بحرية اللباس التي تعتبر في المواثيق الدولية حقا من حقوق الانسان. »
 
وفي نفس السياق أصدرت الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين التي يتزعمها المحامي التونسي القريب من حركة النهضة الاسلامية المحظورة محمد النوري بلاغا اتهم السلطات بمضايقة بنات السجناء الاسلاميين والنيل من حقهن في الدراسة.
 
وجاءت تحركات المنظمتين الحقوقيتين بعد أن طالبت ادارات عدد من المعاهد والجامعات الطالبات وعائلاتهن بالتوقيع على التزام يمنع ما وصف بارتداء « اللباس الطائفي » أو اللباس الخليع.
 
ومصطلح اللباس الطائفي يستخدم في تونس منذ أوائل الثمانينات في القرن الماضي للاشارة الى الحجاب، مع اتهام الفتيات والسيدات اللاتي ترتدينه باقحام « لباس غريب مستورد » من المشرق الى تونس.
 
وكانت الحكومة التونسية اصدرت منذ عام 1981 منشورا رسميا عرف باسم منشور 108 يمنع ارتداء ما وصف باللباس الطائفي من قبل كل الطالبات والمعلمات والاستاذات والموظفات في القطاع العمومي، لكن درجة الحزم والمرونة في تطبيق هذا المنشور تفاوتت من مرحلة سياسية الى اخرى. منع اللباس الخليع ايضا
 
وفي السنوات القليلة الماضية عادت وزارتا التربية والتعليم الى المطالبة بتطبيقه رداعلى ما لوحظ من ارتفاع نسبة المتحجبات، لكن المنشور الحكومي الجديد بدامتوازنا نسبيا إذ منع في نفس الوقت اللباس الخليع واللباس الطائفي أي الحجاب.
 
وخلال الاجتماعات السياسية الحزبية الرسمية نفى مسؤولون تونسيون مرارا الانتقادات الموجهة الى الحكومة التونسية بمخالفة الاحكام الشرعية وممارسة ضغوطات على الفتيات والسيدات اللاتي يتمسكن باللباس المحتشم وأوردوا أنهم لا يعارضون تغطية شعرالراس على الطريقة التونسية التقليدية لكنهم يعترضون على نشر أشكال متشددة من الحجاب مستوردة من المشرق العربي منها تلك التي تفرض تغطية كاملة للراس والوجه على الطريقة السعودية. ردود فعل متباينة
 
من جهة أخرى تباينت في تونس المواقف من هذه القضية إذعارضت عدة اطراف سياسية المنشور الوزاري من منطلق الدفاع عن الحريات بينما اعتبرت عدة جمعيات نسائية ليبيرالية ويسارية منها جمعية النساء الديمقراطيات المعارضة والاتحاد التونسي للمرأة القريب من الحزب الحاكم اعتبرت منع الحجاب في المعاهد والجامعات والادارات العمومية شكلا من أشكال الترويج لقيم الحداثة ومنع العودة بالمجتمع التونسي إلى الوراء تحت تأثير بعض التيارات الدينية المتشددة المـتأثرة بمقولات فقهاء محافظين مثل الفقهاء الوهابيين.
 
وإجمالا كشفت تجارب الاعوام الدراسية الماضية أن الحملة المعادية للحجاب تثار خاصة صيفا في مفتتح العام الدراسي لكنها تهدأ مع حلول الشتاء و برودة الطقس عندما تصبح غالبية الفتيات والنساء والرجال ايضا مضطرين لتغطية الراس.
 
في المقابل يربط البعض بينها وبين المناخ السياسي العام في البلاد وتطورات علاقة السلطات بالمعارضة عموما وبتيارات الاسلام السياسي خاصة.
 
(المصدر: موقع بي بي سي أونلاين بتاريخ 26 سبتمير 2006 على الساعة 23 و50 دقيقة بتوقيت غرينيتش) الرابط: http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_5383000/5383710.stm


 

 

رفع الرقابة الإدارية عن السيد مبروك الطرابلسي بمدينة صفاقس بتدخل من رئاسة الجمهورية

الوسط التونسية-عاجل:
 
بعد مساع حميدة ساهمت فيها صحيفة الوسط التونسية صدر قرار عاجل من رئيس الجمهورية التونسية السيد زين العابدين بن علي برفع الرقابة الادارية اليومية عن السيد مبروك الطرابلسي أحد المحاكمين في بداية التسعينات في قضايا حركة النهضة التونسية.
 
يذكر أن السيد مبروك الطرابلسي أصيل مدينة صفاقس كان قد أفرج عنه في اطار الدفعة قبل الأخيرة من مساجين حركة النهضة في اطار عفو رئاسي خاص شمل العشرات من مساجين هذه الحركة.
 
واذ تهنئ صحيفة الوسط التونسية السيد مبروك الطرابلسي بهذا القرار الرئاسي الذي اتخذ هذا اليوم 26 من سبتمبر الموافق للثالث من رمضان 1427 ه ,فانها تود التوجه بالشكر للسيد رئيس الجمهورية التونسية زين العابدين بن علي الذي تدخل فورا حال اطلاعه على حيثيات وضعه الانساني من أجل رفع هذه المظلمة المسلطة عليه منذ أشهر طويلة .
 
(المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » الألكترونية بتاريخ 26 سبتمبر 2006)


 

وفاة تونسيين وجزائري في غرق قارب مهاجرين قبالة سواحل تركيا

 

أنقرة ـ رويترز ـ باريس ـ اف ب: أفادت وكالة أنباء الاناضول ان ستة مهاجرين عربا كانوا متجهين الي اليونان توفوا حينما غرق قاربهم قبالة سواحل تركيا علي بحر ايجه امس الثلاثاء.
 
ونجح حرس السواحل التركي في انقاذ 31 شخصا قبالة مدينة ازمير ويبحث الحرس عن اثنين اخرين كانا علي متن القارب. وقالت الوكالة ان القتلي ثلاثة تونسيين وعراقي وجزائري وفلسطيني. وتركيا معبر رئيسي الي أوروبا بالنسبة للمهاجرين غير الشرعيين.
 
الي ذلك طالب ثمانية رؤساء دول وحكومات في جنوب اوروبا بـ تحرك كبير من الاتحاد الاوروبي لمواجهة تدفق المهاجرين غير الشرعيين، في رسالة مشتركة وجهت الاثنين الي رئاسة الاتحاد الاوروبي ونشرتها الرئاسة الفرنسية.
 
وقال هؤلاء الرؤساء ان الطابع الملح لمشكلة الهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط وجنوب اوروبا يتطلب تحركا قويا من الاتحاد الاوروبي والتزاما مشتركا من الدول التي يأتي منها المهاجرون وتلك التي يمرون بها والتي يأتون اليها .
 
واشاروا الي انه يجب اثارة هذه المسألة علي المستوي الاوروبي، لا سيما في ما يتعلق بالمساعدات المالية وتوزيع الموارد ، طالبين ان تدرج هذه المسألة علي جدول اعمال القمة الاوروبية غير الرسمية في لاهتي (فنلندا) في 20 تشرين الاول/اكتوبر.
 
والرسالة التي وجهت الي رئيس الاتحاد الاوروبي الحالي الفنلندي ماتي فانهانين موقعة من رومانو برودي (ايطاليا) وخوسيه لويس سبتيرو (اسبانيا) وكوستاس كارامنليس (اليونان) وجوزيه سوكراتيس (البرتغال) وجاك شيراك (فرنسا) وتاسوس بابادوبولوس (قبرص) ولورانس غونزي (مالطا) ويانيس يانس (سلوفينيا).
 
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 27 سبتمبر 2006)

تونس: قتيلان و10 مفقودين في جنوح مركب مهاجرين

تونس – رشيد خشانة    
 
أفادت صحيفة «تونس هبدو» الأسبوعية، أمس، أن مهاجرين غير شرعيين غرقا فيما اعتُبر عشرة آخرون في عداد المفقودين في أعقاب جنوح المركب الذي كانوا يستقلونه في المياه الدولية بين سواحل تونس وجزيرة صقلية الإيطالية بسبب سوء الأحوال الجوية. وأوضحت الصحيفة أن المركب الذي لم توضح من أين انطلق، كان يحمل 25 راكباً لم ينج منهم سوى 13. ولم تحدد جنسيات المهاجرين لكنها أكدت أن قسماً منهم من التونسيين والبقية من جنوب الصحراء الأفريقية. وزادت أن سفينة صيد عثرت على المركب الجانح وأشعرت خفر السواحل التونسي الذي هب لنجدة المسافرين إلا أن بعضهم قضى أو اختفى قبل وصول النجدة.
 
وفي سياق متصل، أحبطت قوات الدرك البحري محاولة للهجرة السرية من سواحل صفاقس (جنوب) في اتجاه إيطاليا واعتقلت 46 من الضالعين في العملية غالبيتهم من المغاربيين.
 
من جهة أخرى، أفادت جريدة «الصباح» أن وحدة بحرية تابعة لميناء الشابة أنقذت 11 مهاجراً غير شرعي كانوا متجهين بحراً إلى جزيرة لامبيدوزا جنوب إيطاليا بعدما جنح المركب الذي كانوا يستقلونه. وأوضحت أنهم جميعا من التونسيين وأنهم اعتُقلوا تمهيداً لمقاضاتهم بتهمة عبور الحدود من دون ترخيص. ولوحظ تزايد عمليات الهجرة غير المشروعة من السواحل التونسية والليبية نحو كل من إيطاليا ومالطا في الفترة الأخيرة والتي تتكثف عادة قبل تدهور الأحوال الجوية في فصل الشتاء.
 
(المصدر: صحيفة الحياة لصادرة يوم 26 سبتمبر 2006)

حفلة افطار تحت اشراف الملتقى الثقافي العربي الأوروربي تنظم جلسة عامة
للوحدويين العرب الديمقراطيين. يوم السبت  30 سبتمبر2006 على الساعة السادسة . تليها  حفلة الافطار.
17 rue de l’Avre Paris 15 eme Metro : la Motte -Piquet Grenelle, ligne 6.
الدعوة عامة.


ماتنتظره تونس بمناسبة شهر رمضان المعظم

 

مرسل الكسيبي بعيدا عن منطق العراك والصراع فان الانتماء الى الوطن التونسي الكبير كفيل بأن يدفع التونسيين  بحكم ثقافتهم المنفتحة على الاخر الى مزيد من خفض الجناح والمسارعة الى طلب سبل الوفاق ومن ثمة تمثل فضائل الصفح والعفو في شهر القران العظيم والخير والصفاء والتراحم والسعة التي تتجسد في شهر هو خير من ألف شهر. هذه القيم العظيمة لم تكن خافية على الرجل الأول للدولة التونسية,السيد رئيس الجمهورية التونسية زين العابدين بن علي وذاك حين بلغه حجم المعاناة التي مر بها سابقا السيد مبروك الطرابلسي أصيل مدينة صفاقس بعيد خروجه من السجن بعد أن حوكم في قضايا حركة النهضة على بداية حقبة التسعينات. لفتة كريمة من لدنه كانت كافية بايقاف رحلة العذاب التي صاحبته بعد ان خلفت له رحلة السجن اصابة بمرض السكري وأخرى لامست جزءا من قدراته السمعية,ومابلغنا من أخبار سارة حول استعداد مؤكد لسيادته من أجل التدخل العاجل من أجل معالجة كل القضايا الانسانية الملحة وعلى رأسها قضايا هؤلاء الاخوان الذي طالت رحلتهم وراء القضبان ,كل ذلك يؤكد على أن تونس مقدمة على مرحلة سياسية جديدة من شأنها أن تؤسس لمرحلة وطنية قوامها عنصر العفو والوفاق. قد لايسر البعض لسماع أخبار كهاته حين يحكم منطق الايديولوجيا ومنطق الحسابات السياسيوية البئيسة التي خسر من ورائها التونسيون شيئا من سمعة بلدهم وكثيرا من سنوات التعاون المثمر بين مكونات هذا الفسيفساء السياسي الواسع الذي تتوزع على أرضيته نخب تونس ومثقفوها العضويون من الناشطين في الفضاء العام. ولكن يبقى منطق العقل والحكمة والشجاعة السياسية في تقويم تجارب الذات والموضوع هو السبيل السالك الى الخروج حركات وأحزاب من نفق الصراعات والانشقاقات والانقسامات التي حملت تونس على التراجع في مستوى الاشعاع السياسي والريادة النخبوية على مدار العقد المنصرم. لم تكن السلطة بلا شك موفقة كليا في مستوى خياراتها السياسية كما وفقت باقدار هائلة في مستوى ماأنجزته من بنية تحتية ضخمة وعمران لافت ونسب نمو متقدمة ونسب تمدرس عالية وتطورات هائلة على مستوى شبكة الربط والاتصال كما مستوى الخدمات الادارية المحترمة التي قدمتها لمواطنيها منذ مرحلة الاستقلال أو حتى على مستوى الاتقان الذي بلغته صناعة الصحة والاستشفاء منذ الاعلان عن تأسيس مشروع دولتها الحديثة. بعين الانصاف وبعيدا عن منطق المعارضة من اجل المعارضة,لو قورنت تونس بدول الجوار العربي والافريقي لوجدناها رائدة في هذه المستويات برغم مايمكن ان يقال عن مشاكل البطالة لحاملي الشهائد أو مشكلات الانفلات الأخلاقي المتسبب في الجريمة او غيرها من ظواهر الانحراف التي لاشك أن الدولة والرسميين أنفسهم لاينظرون اليها بعين الارتياح. وبعين الانصاف أيضا وبدون غش أو تزوير أو خداع أو تزيين للأمور في مقابل انتظار الهدايا والعطايا فان لتونس مشكلاتها السياسية التي لاشك أن الرئيس بن علي والنخبة الحاكمة منشغلة كل الانشغال بطرق معالجتها بعيدا عن أساليب التوتر أو الضغط غير المسؤول الذي قد يفكر فيه البعض. وعلى الطرف الاخر ,فقد وصل الاسلاميون التونسيون بتيارهم الوطني المعتدل الى قناعات رسمية بأنهم ارتكبوا أخطاء فادحة في مسيرتهم السياسية حين لم يستثمروا فرصة تاريخية هادئة ومسؤولة وواعية أتيحت لهم على أبواب الانتخابات التشريعية لسنة 1989,حين عرضت عليهم المشاركة في الانتخابات منضوين تحت اطار قوائم الحزب الحاكم ,ولكن ماأقدمت عليه حركة الديمقراطيين الاشتراكيين يومها من طموح تنافسي مستقل في منازلة انتخابية للحزب الحاكم شكل استدراجا سياسيا لمسيرتهم من أجل الترشح تحت اطر القوائم البنفسجية والذهبية…ومن هناك كانت المسيرة تميل باتجاه الانحدار العام في ظل تهاوي جسور الثقة بعد فترة قصيرة جدا على تولي الرئيس بن علي لمقاليد الحكم. أما اليوم وقد دخل هذا الصراع السياسي مرحلة الأرشيف بانقضاء فترة زمنية كافية من أجل اعادة التأمل والنظر,فان الظرف يعتبر سانحا للجميع من أجل مد حبال الوصال بعيدا عن رحلة المغامرات السياسية ومنطق المغالبة الذي اكتوت بناره معظم الأسر التونسية. نحن بلاشك أمام مرحلة تاريخية جديدة من عمر تونس السياسي ,وعلى الجميع أن يعي اليوم بأن تونس في حاجة الى كل أبنائها ,وأن البيت السياسي التونسي في حاجة الى اعادة ترتيب وبناء على قواعد العفو ثم العفو ثم العفو وعلى قواعد المساهمة والتعاون على كل ماهو وطني ومثمر من أجل قفزة تونسية نوعية حتى على صعيد دورها السياسي في المنطقة العربية وبالتالي استعادة الريادة بالنسبة لها على حتى على مستوى خيارات وقضايا الاصلاح. لازلت متأكدا بأن مفاتيح الصناعة السياسية المستقبلية هي بيد الرئيس بن علي ,ولازالت متيقنا بأن لسيادته القدرة على التأسيس لحقبة سياسية جديدة يحتضن من خلالها كل أبناء تونس وبناتها بروح من الأبوة الوطنية والاقتدار في مواضع الانجاز والعفو,ولذلك فان المنتظر في القادم من الأيام والأسابيع هو اطلاق سراح من تبقى من المعتقلين في قضايا الرأي واتخاذ اجراءات قانونية تعيد الابتسام لعوائل المنفيين,لتتجدد بموجب ذلك فرحة الأسرة التونسية الكبيرة بدخول عيد الفطر المبارك وتونس قد طوت بمشيئة الله تعالى سجل حقبة التجاوزات المريرة . رمضان مبارك وكل عام وأنتم وتونس والعالم العربي والاسلامي والانسانية جمعاء بألف ألف خير. لمراسلة كاتب المقال يرجى الاتصال على العنوان التالي : reporteur2005@yahoo.de
 
 (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » الالكترونية بتاريخ 26 سبتمبر 2006)


أسئلة إلى السيد مدير معهد الصحافة و علوم الإخبار

 

ككل سنة  تنتابني  المفاجئة و أنا أقرأ قائمة المقبولين في الماجستير لعلوم الإعلام و الاتصال فلا أجد أسماء اعرفها من زملائي السابقين الذين قد نتفق جميعا أنهم يستوفون الشروط الضرورية لينالوا حقهم في استكمال تعليمهم بالمرحلة الثالثة في معهد الصحافة و علوم الإخبار باعتبارهم أبناء المعهد و لهم معدلات محترمة تخول لهم مواصلة التعليم، و لكن و للأسف فمطالبهم تلاقي الرفض في كل مرة  لا لشيء إلا لأنه من الواضح أن المقياس المعمول به في كل مرة هو المحسوبية في الدرجة الأولى كشرط من شروط القبول بهذا المعهد ثم فيما بعد تأتي المقاييس الأخرى  هو للأسف  أمر أصبح معمولا به في معهدنا كما هو الحال في غيره من بعض المعاهد و الكليات، و لن نظلم أحدا فنحن لا نستطيع أن نعمم الداء.  و قد حاولت  هذه السنة كغيري من خريجي المعهد أن  أتقديم بمطلب في هذا الغرض على أمل أن تتغير مقاييس الاختيار هذه المرة لتكون فقط عن طريق احتساب المعدلات و الترتيب الذي يتأتى على أساس  ذلك و في هذه الصورة  فإن جاء الرفض عن طريق هذا المقياس  فسيكون الرضا هو ما أشعر به طبعا كغيري  ، و لكن الواضح أيضا أن حظي من حظ زملائي و جليّ كذلك  أن  الأمر  مازال على حاله في هذه السنة و ربما لا نبالغ إذا قلنا أن الأمر يصعب في كل سنة عن السنة التي سبقتها. و قد نفسر ذلك -و لا نظلم أحدا- بمحدودية عدد البقاع التي لا تتجاوز 25 مقعدا و كذلك  بتنامي عدد من تعنيهم المحسوبية و هم كثر كما تعرفون . فسؤالي هنا  هو الآتي : هل يجب أن يكون لنا ذاع في المؤسسة المسماة بالإذاعة و التلفزة التونسية  حتى يتم قبولنا بلا تردد ؟ أو أنه يجب أن تكون لنا معرفة بهذا المسؤول أو ذاك ؟ أو أن نكون من أعضاء ودادية قدماء المعهد حتى تعطى لنا أولوية القبول ؟ و لا نظلم أحدا أيضا حين نقول، أنه ربما  قد يقع احتساب المعدلات و   أنه قد تعطى الأولوية لمن لهم المعدلات الأقوى لكن الأكيد أيضا أن العمل بهذا المقياس لا يقع اعتماده إلا بعد أن يجمد عدد من البقاع لهذا الشخص و ذاك  ربما » أخذا بخاطره » أو مراعاة » لمعرفة » معينة. و هنا يأتي سؤال آخر و هو عن مدى النزاهة في شروط القبول في الماجستير لعلوم الإعلام و الاتصال ؟  وفي الختام كلمة أخيرة أقولها هي رجاء أن تكون السنة المقبلة أكثر شفافية في مقاييس القبول حتى لا تحبط عزائم أخرى و حتى تكون الفرص متساوية لكل خريجي معهد  الصحافة الذي مازلنا  نحلم أن يكون منارة للعلم يكوّن أجيالا قد يكون لها غدا دور في بناء  الإعلام الصادق النزيه و الصحافة الحرة الواعية التي تبني أسس الديمقراطية المنشودة .   زهرة الرمال : متخرجة من معهد الصحافة اختارت اعتزال الكتابة.


 

المشهد السياسي التونسي: أزمة معارضة أم أزمة حكم! [2/4]

الجزء الثاني

د,خالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr
دورات النضال: حتى لا ينالنا نضال المناسبات ولا نكون مناضلين حسب الطلب

 

لا يمكن للمرء إلا أن يقف إجلالا واحتراما لكل أولئك المدفونين وراء القضبان، لا يمكن للتاريخ إلا أن يجثو على ركبتيه إكبارا واعتزازا بأطفال مشردين، وشيوخ مهمومين، ونساء باكيات، عائلات وصابرات، لا يمكن لتونس أن ترى فرحتها يوما تكتمل، أن يرتاح ضميرها، أن تسعد أجيالها، إذا لم تفتح صفحات غير ناصعة من أمسها. لن يكون تاريخ تونس صادقا إن كتب يوما إذا لم تذكر عناوينه البارزة العيون الباكية والوجوه الباهتة والأرواح الصاعدة والخدود الملطومة والآمال المعدومة، والمنافي والتشريد…
 
لعل الكثير منا قد طالته  الموجات العارمة من النضال المتصاعد والموازي لكل حديث وحدث غير عادي وخاصة ما يمس حقوق الإنسان في البلاد التونسية، ولعل البعض قد يفاجئه هذا التصعيد المدهش والذي لامس عديد الأطراف من المجتمع المدني التونسي ونخبه وجماعاته المعارضة.
 
دخل الصحفي توفيق بن بريك في إضراب جوع طويل حتى يخرج من عزلة وقهر وجور، فقامت الدنيا ولم تقعد حتى نال المظلوم البعض من حقوقه، ثم سكنت الرياح وانتهت الجلبة ورفعت الأقلام قبل أن تجف الصحف، وانتهت دورة نضالية في انتظار دورة تالية…
 
وجاء المدد من المحامية راضية النصراوي التي دخلت أيضا في إضراب جوع قاس حتى تكسّر الأغلال التي نالت من حريتها وحرية أهلها، وتجندت الأقلام والأصوات من هنا وهناك ولم تهدأ العاصفة إلا بعد أن غادرت السيدة النصراوي تونس وهي في أتعس حال، وتنزل ضيفة في فرنسا وتنال مبتغاها وحقها في الكرامة، وبانتهاء المعركة عاد الجنود البواسل إلى ثكناتهم في انتظار أيام أخرى من أيام الله الخالدة!
 
ودخل آخرون في إضراب جوع دفاعا عن حرية العلم وحق العالم، أو من أجل ضمان عيش كريم بعد سنون السجن، فكانت مأساة الإخوة الأفاضل عبد الله الزواري،و المكي وجلال عياد… فاهتزت العروش من جديد وخرجت العرائض والتنديدات والمساندات، حتى إذا قبل المضربون الرجوع عن مشوارهم بعد أن لامسوا مواطن الفراق والتوديع، انسدل الستار وتوارت الأصوات وانسحبت الأقلام…
 
ومثلت مبادرة 18 أكتوبر قمة هذه الحركات المعارضة بما جمعته من تعدد وتوحد من أجل حرية بلد وأفراد، وكان شعار الجوع ولا الخضوع يحمل في طياته رمز الوقوف والتحدي والمقاومة السلمية… وكانت المساندة في أكبر مظاهرها خارجا وداخلا وتتالت العرائض وتعالت أصوات التضامن والمؤازرة… حتى إذا توقف الإضراب، تناقصت وتيرة المساندة وتغير نهج المسار التصاعدي وكأن الأقلام والأصوات المساندة اعتقدت أن دورها قد انتهى وأنه أدت ما عليها،  فغادرت دورة المواجهة حتى تأتي دورة أخرى أو يأت الاحتفال بالسنة الأولى للمبادرة وهكذا دواليك…
 
ويتواصل هذا المشوار النضالي يوما بعد يوم، مع إضرابات جوع واعتصامات، مثل ذروتها كل من الدكتور منصف بن سالم والصحفي سليم بوخذير… ولن نواصل السرد حياء من المظلومين وشفقة بالقارئ واحتراما للمناضلين… لعل الردود التي تنال هذا الحديث سوف تدور حول الإمكانات والإمكانيات والظروف الموضوعية والمعيشية، وقليل العمل خير من عدمه، وقليل دائم خير من كثير ينحبس، …الخ، و هي ردود تحترم ولكن لنا عليها كثير من العتاب والنقد!
 
النضال ليس رحلة ترفيهية ولكنها رحلة بلا ألوان، النضال ليس عملية ولكنه مسار، النضال عقلية وسلوك وليس ممارسة لحظية ورداء حينيا لتغيير المناخ، النضال كلمة والكلمة فعل والفعل أمانة دائمة تجاه الماضي بحسن استقرائه، وتجاه المستقبل بالتوفيق في استشرافه، حتى يكون نضال اليوم والليلة مبنيا على العقل والنقل والرشد والوعي. حديثنا موجه إلى ذاتنا قبل غيرنا، ولسنا أساتذة ولا غيرنا تلاميذ، ولكنه تشخيص لحالة نعيشها أردنا إبرازها ومحاولة تجاوزها نحو أفق سليم.
 
لن يكون للنضال استراحة وعطل واسترخاء، لن يكون فيه مساومة على المبادئ والثوابت لأن الاستبداد أقسم أنه لن يتقاعس أو يضعف، لن يعيش النضال المهجري مواكب الأفراح ويعود مبجلا مكرما إلى أرض الوطن إلا إذا استكمل مشواره، والمشوار لا يزال طويلا وعابسا ويتطلب الكثير من الصبر ومن المعاناة وعدم الانسحاب والنجاة الفردية، لا يمكن أن يظل النضال حبيس فعل معين أو يعيش على ردات الأفعال و إلا فإن مآله الضمور والإحباط والنسيان!
 
إن ردات الفعل هي التي غلبت على مشوارنا النضالي، فكنا مرتبطين بتململات الآخر ومواقفه وممارساته، مما جعلنا حبيسين الفعل المقابل وفي حالة انتظار سلبي متواصل، مما جعل أكثر نضالنا حقوقيا ودفاعا عن المظلومين والمعذبين وغابت أو ضمر الدفاع عن الجماهير جملة، بما تعيشه من انسداد سياسي وفراغ للحريات وتدهور اقتصادي، وهذا ما ظهر في ضعف مشاريعنا التغييرية المطروحة على الشعب. فصنع الحدث هو إحدى المسارات الصحيحة في لغة النضال حيث يكون التحكم في بوصلة الحدث وكرّه وفرّه ورقة ذات شأن في تحديد نجاح المسار أو هزيمته.
 
وصناعة الحدث فن ومنهجية، وغيابها تأكيد على هذه الأزمة التي تعيشها المعارضة والتي يتفاعل فيها غياب المجموعة والمشروع والزعيم، ولقد مثلت مبادرة 18 أكتوبر حالة شاذة وعودة إلى ضرب هذا الغياب وتجاوز لقصوره، وصنعت الحدث، وأصبحت الضفة المقابلة في حالة تردد وردّة فعل غير متزنة ومرتبكة، غير أن سلبية مدمرة قد قطعت بعض الشيء أوصال الحدث، تمثلت في غياب التواصل والدوام وتجديد الخطط والبرامج، والتصعيد الجريء والراشد والنوعي في إطار معروف سابقا ومحكم بالتضييقات والمنع.
 
إن هذا النضال المتقطعة أيامه قبل أن تتقطع أوصاله دليل على النقائص التي تشوب المناهج والرؤى، في مستويين غالبين : ·        علاقة المعارضة مع أطرافها ·        وعلاقتها بالجماهير…
 
ـ يتبـــع ـ المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net

في ثقافة الهدم والبناء (4)

علي شرطاني – قفصة – تونس

فبعد خيبة أمل وخيبة مسعى لإقامة نظام ديمقراطي كان ينبغي أن تعلم هذه المجموعات التي التقت بكل انتهازية في نظام تحالف7 نوفمبر الرهيب وأن يعلم الجميع، أنه انطلاقا من طبيعتها الدكتاتورية الإستبدادية، ومن التجارب الكثيرة الفاسدة التي أمضتها وأقامتها ومازالت تقيمها مثيلاتها في ممارسة السلطة، وما كانت عليه من استبداد ومعاداة للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ولهوية الشعوب ولثقافتها وطبيعة مجتمعاتها، ولتاريخها ولنمط حضارتها، أنها كانت بحكم طبيعتها تلك لا يمكن أن تكون قادرة على ذلك.فقد كانت كل مكونات نظام تحالف7 نوفمبر الرهيب فاقدة للحد الأدنى من شروط قيام النظام الديمقراطي المزعوم والمأمول. فبعد هذه الخيبة أخذ المجتمع المدني في أواخر التسعينات من القرن العشرين وأوائل العشرية الأولى من القرن الواحد والعشرين يتعزز بعناصر مختلفة المناهل والمرجعيات والمواقف ومن مختلف المواقع، منادية بالديمقراطية والحرية والمساواة وحقوق الإنسان، وباستقلال القضاء والفصل بين السلطات وتحرير الإعلام وضرورة فسح المجال أمام التعددية السياسية بدون استثناء ولا إقصاء ولا تهميش وسن العفو التشريعي العام كشرط وكمقدمة لمصالحة وطنية حقيقية ولحياة ديمقراطية في بعدها السياسي والإجتماعي والإقتصادي والثقافي وبالشفافية الكاملة والمحاسبة والتداول السلمي على السلطة…

إلا أن الذي لا يجب إهماله ولا أن نغفل عنه ولا أن نجهله ولا يجب أن نتجاهله حقيقة هو:

– أن بداية تشكل المجتمع المدني- والإنسان مدني بالطبع- كما يؤكد ذلك منذ وقت مبكر من التاريخ العربي الإسلامي ومن التاريخ الإنساني المؤرخ والعالم المؤسس لعلم الإجتماع العلامة عبد الرحمان بن خلدون كانت منذ أواخر السبعينات حتى أواخر الثمانينات، تختلف عن إعادة تشكل المجتمع المدني في أواخر التسعينات وأوائل الألفية الثالثة.

– وأن المجتمع المدني في فترة حكم بورقيبة كان قد تشكل بعيدا عن السلطة وعن المجتمع السياسي المنظم وفي مواجهة النظام الذي لم يعد يستجيب لمطالب الشعب ولطموحاته ولمتطلباته.

– في حين أن عملية تشكل وإعادة بناء المجتمع المدني في هذه المرحلة من تاريخ البلاد هي عملية مازالت تتم أو يراد لها أن تتم غير بعيد عن السلطة وعن المجتمع السياسي الذي أصبح أكثر وضوحا في هذه المرحلة من التاريخ أكثر من سابقاتها.

– وأن المجتمع المدني الآخذ في التشكل اليوم مازال مخترقا من طرف السلطة وفيه سماعون لها ولأطراف فيها، وتبادل أدوار بين شرائح وانتماءات وفصائل وتنظيمات واضعة رجل هنا ورجل هناك، تعزيزا لمواقعها ونفوذها في السلطة، وتسجيل حضور لها في ساحة المعارضة السياسية والحقوقية والإعلامية والفكرية والإجتماعية في إطار استراتيجية الإستبداد بالحكم  والعمل على مواصلة الإنفراد بالسلطة والحرص على منع وصول من تصنفهم كل هذه الجهات والأطراف والشرائح السياسية على أنهم أعداء للحرية والديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان…في ظل الأصوات المتعالية المنادية بضرورة سن قانون للعفو التشريعي العام وإخلاء السجون من سجناء الرأي والسماح للمغتربين والمنفيين بالعودة.

إن من الأطراف الساعية اليوم لإعادة تشكيل المجتمع المدني، خلافا لما كان عليه الأمر في بداية التشكيل، من كان طرفا ومنها من مازال كذلك، في أكبر عملية لانتهاك حقوق الإنسان عرفها تاريخ البلاد القديم والحديث. ولذلك فإنه من الطبيعي أن تكون المواقف من المطالبة بالعفو التشريعي العام ومن انتهاكات حقوق الإنسان متناقضة ومرتبكة.

فإذا كانت كل التنظيمات السياسية المعارضة والجمعيات الحقوقية والإتحادات والنقابات والشخصيات الوطنية داعية لسن قانون للعفو التشريعي العام بدون تحفظ، فإن الأمر اليوم كان مختلفا للأسباب السالفة الذكر، وذلك ما يكسبنا القدرة على القول بدون تردد ولا تحفظ ،أن مكونات المجتمع المدني الضعيف الآخذ في التشكل والمجتمع السياسي القوي المشكل، هما الأقل احتراما والأكثر تخلفا من المجتمع المدني في بداية تشكله باتجاه كسب المزيد من القوة ومن النظام السياسي الذي كان قائما والذي كان يأخذ طريقه إلى الضعف لصالح المجتمع المدني في تلك الفترة.

لقد كان المجتمع المدني في تلك الفترة من تاريخ البلاد كله وإن لم يكن منسجما وكان على مرجعيات مختلفة وعلى ثقافات مختلفة بين الأصيل منها والدخيل شرقا وغربا وعلى قناعات مختلفة وعلى أرضيات فكرية وثقافية وحضارية مختلفة في مواجهة النظام الذي كان على نفس الأرضية الفكرية والثقافية لمختلف التنظيمات والفصائل والحركات والأحزاب العلمانية المتغربة الهجينة، الذي وإن قبل في النهاية وتحت ضغوط داخلية مكثفة بالقبول بما لم يكن قابلا به من قبل وبما كان رافضا له وبما سبق أن كان لاغيا وهادما له من قبل من القبول بتعددية حزبية وبجمعيات ومنظمات مستقلة، من قبول بتعددية حزبية منظمة ومقننة تستند في نشاطها السياسي إلى الشرعية القانونية لغايات معينة ومحددة ولأهداف معينة ومحددة ولإحداث توازنات معينة ومحددة على الساحة السياسية والثقافية والإقتصادية والإجتماعية، إي بالحد الأدنى المطلوب لحياة سياسية ديمقراطية تتظافر فيها الجهود وتتكامل لإيجاد حلول أفضل لمختلف مشاكل حياة وطننا وشعبنا، ولبعث حركة تنموية أفضل يكون الكل فيها طرفا مساهما ومنتجا ومتابعا ومحاسبا، أي حياة سياسية يكون للشعب باعتباره صاحب السيادة على الوطن إشراف مباشر عليها وصاحب القول الفصل فيها، باسم الله وعلى بركة الله انسجاما مع هويته وثقافته العربية الإسلامية، إلا أنه ظل عير قابل بمشاركتها في السلطة وبحضور في مؤسساتها السياسية التنفيذية والتشريعية والجمعياتية، ولا بأي دور لها في الحياة السياسية على أي نحو من الأنحاء وفي أي مستوى من المستويات، وقد كان اليسار الماركسي من أشد وأكثر القوى السياسية حرصا على سن قانون للعفو التشريعي العام لأنه كان يزعم أنه كان يجب أن يكون في تلك الفترة في صدارة الأطراف والقوى السياسية الأكثر تضررا من سياسة القمع البورقيبي. وأنه يمكن أن يكون هو المستفيد الأكبر من هذا الإجراء القانوني والتشريعي والسياسي. ولأن الجهات والأطراف السياسية الأخرى، فإنه:

– بقدر ما كانت هي الأخرى متضررة من سياسة الإستبداد والقمع البورقيبي.

– وبقدر ما كانت لا ترى مانعا من أن يعود الحق إلى أصحابه وأن يرفع الظلم والغبن عن المظلومين والمضطهدين والضحايا مهما كان لونهم أو انتمائهم السياسي أو مرجعياتهم الفكرية والثقافية بعيدا عن الحسابات الضيقة.

– وبقدر ما كانت كل ألوان الطيف ترى أن العفو التشريعي العام يمكن أن يكون بداية لمرحلة سياسية جديدة قائمة على مصالحة وطنية يستعيد فيها الشعب حريته وكرامته وسيادته وحقه في المشاركة في الحياة السياسية بكل حرية.

كان يمكن أن لا يوافق الإسلاميون على هذا المطلب لو كانوا متخلفين سياسيا لما كان بينهم وبين اليسار القومي العربي واليسار الماركسي من تنابذ وتناقضن، ولما كانوا يعلمون أن المستفيد الأكبر من هذا المطلب في ذلك الوقت هي العناصر المنتمية لهذين التيارين وللتنظيمات السياسية المكونين لها، ولو لم تكن المرجعية التي يستندون إليها لا تلزمهم بمبدإ الحرية والتحرر، ولو لم تكن ثقافتهم ثقافة حرية وتحرر وتحرير، ولو لم تكن عقيدة التوحيد التي يؤمنون بها والتي هي عقيدة الشعب وعقيدة الأمة تلزمهم بأنه لا سلطان لإنسان على إنسان، وقد ولد كل الناس أحرار، وأن كل الناس ليسوا عبيدا إلا لله، وأنه لا حق لأي كان من بني آدم أن يتخذ من أي كان عبدا له من دون الله، وأنه لا سلطان لأحد على حرية أحد، وأنه لا حق لأي كان أن يصادر حرية أي كان برا كان أو فاجرا إلا بالحق، بل لا يجوز في هذه العقيدة لأي كان أن ينال عن أي طريق وبأي ذريعة وبأي دافع وبأي سبب ولغير صالح الإنسان حتى من حرية الحيوان. ولذلك فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: » دخلت امرأة النار من أجل هرة حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ».

إلا أن الإسلاميين الذين كانوا دوما أكثر من غيرهم من مختلف ألوان الطيف السياسي في دائرة الإستهداف من طرف النظام السياسي الفاشي الذي كان يقوده الهالك الحبيب بورقيبة كانوا كذلك من المتضررين من هذا النظام الذي هو الإمتداد الطبيعي لذلك النظام، بل ليس هو إلا تواصلا له وليس أكثر من كونه مرحلة ثانية من مراحله بنفس الطبيعة الإستبدادية والفاشية.

فمن بين المواقف التي نسجلها بخصوص موقف السلطة من الإسلاميين منذ وقت مبكر تصريح المدعو محمد الصياح مدير الحزب الإشتراكي الدستوري الذي هو حزب بورقيبة الذي كان يحكم من خلاله البلاد لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن يوم 6 ديسمبر 1979 أمام إطارات الحزب في اجتماع عام بتونس العاصمة »يجب مقاومتهم وسنقاومهم »(1).

من الناحية المبدئية لا يمكن للإسلاميين ولا يستطيعون أن يكونوا ضد سن قانون للعفو التشريعي العام لأنهم وإن كانوا من الأواخر ممن تضرر من الإستبداد الذي تضرر به من سبقوهم من باقي ألوان الطيف السياسي العلماني اللائكي الذي يسوم في الوطن العربي والعالم الإسلامي وباقي أوطان عموم المستضعفين بعضه بعضا من العذاب والويلات والتدمير ألوانا، فكيف يمكن أن يكون حال من يختلفون

معه في المرجعية الفكرية وفي الخيار الحضاري وفي طبيعة المجتمع وفي الهوية العقائدية والثقافية؟ إلا أنهم يعلمون استنادا إلى ذلك إنهم لا يمكن إلا أن يكونوا من أكثر الجهات تضررا من الإستبداد

 

والدكتاتورية العلمانية التي لا يمكن بحكم طبيعة منشئها العنصري إلا أن تكون كذلك لما بين المشروع الإجتماعي المدني الإنساني والثقافي والسياسي والإقتصادي والحضاري للإسلام الذي يتبنونه ويدعون إليه ويعملون على إقامته، وبين نفس هذه المشاريع التي يتبناها مختلف بطون الطائفة العلمانية اللائكية الممثلة لمختلف تنظيمات الطيف السياسي، وإنهم كذلك من المتضررين من الإستبداد العلماني اللائكي الذي تمثله الدولة العلمانية الحديثة التي فرضها الغزاة الغربيون في أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين وفي عموم أوطان المستضعفين في الأرض، وكانوا من المؤيدين الأوائل لسن قانون للعفو التشريعي العام ومن الداعين لذلك ومن المطالبين به.

ولذلك فإن قول القائلين من المرجفين وتنظيماتهم أن الإسلاميين كانوا من غير الداعين لذلك ومن غير المطالبين به، هو مما هم عليه من خلق الكذب والإفتراء المنصوح لهم به من طرف الحاخام الشيوعي البلشفي الكبير لينين قائد ما يسمى ثورة 14 اكتوبر 1917 البلشفية في روسيا(2).

وهو من الإختلاق الذي لا يترددون في ترويجه ضد خصومهم حتى يصدقوهم ويعملون بكل الوسائل والأساليب على فرض على الآخرين تصديقه نكالة بالآخر المخالف لهم في الرأي وقلبا للحقائق وتزويرا للتاريخ.

وإذا ما استبعدنا الناحية المبدئية وتم القدح في الناحية الواقعة الميدانية من المرجفين السابقين، إلى ضحاياهم من السماعين لهم من اللاحقين، فإن أحداث التاريخ تستطيع أن تزيل اللبس وتظهر من خلالها الحقيقة لمن أراد أن يتبين وأن يعلم من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى، ومن أصحاب الأراجيف والصادرين في الغي ممن صدق عليهم إبليس ظنه وصدهم عن سبيل الحق والصدق والإنصاف و »أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ».

فإذا كانت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من أول الجمعيات الحقوقية المستقلة التي ظهرت في تونس منذ سنة 1977 فإن من أول ما دعت إليه السلطات السياسية في سياق تنقية المناخ السياسي والإجتماعي الذي كان يشهد توترا متزايدا بين مختلف مكونات المجتمع والنظام في تلك المرحلة من تاريخ البلاد التي كان فيها التنافس والتدافع والصراع على أشده بين مختلف مكونات الطيف السياسي من أجل إقصاء بعضها بعضا واستئصال بعضها بعضا والعمل على استئثار كل جهة منها بالسيطرة الكاملة على مقاليد الحكم وإدارة الشأن العام بالرغم مما كانت ترتفع به بعض العواقر المنادية بالتعددية الحزبية وبضرورة إقامة نظام سياسي ديمقراطي تعددي ،المسارعة إلى سن قانون للعفو التشريعي العام وكان ذلك في شهر ديسمبر من سنة 1980 .

وقبل ذلك التاريخ بأكثر من سنة كانت حركة (الإتجاه الإسلامي) حركة النهضة الإسلامية حاليا هدفا

للسلطة لمصادرة منابر إعلامها ولإيقاف قياداتها والكثير من قواعدها والتحقيق معهم وحبسهم. ففي4 ديسمبر سنة 1979  » أصدر الوكيل العام المساعد للجمهورية قرارا يقضي بإيقاف جريدة « المجتمع » الأسبوعية عن الصدور مدة ثلاثة أشهر بداية من 4 ديسمبر سنة 1979 وبمصادرة العددين 6 و7 من نفس الجريدة وعلقت قضية تتبع ضد كل من السيدين عبد الحميد عطية مدير جريدة المجتمع وراشد الغنوشي رئيس تحرير مجلة « المعرفة » وكل من يكشف عنه البحث من أجل ثلب النظام والتجاهر بأقوال مهيجة ونشر أخبار زائفة »(3)

وتواصلت الإعتقالات والإيقافات في صفوف أبناء الحركة والتحقيق معهم وممارسة أبشع أنواع التعذيب

عليهم لانتزاع الإعترافات المضللة الخاطئة والكاذبة التي يريدون انتزاعها منهم تمهيدا للحملة التي شنت على الحركة والتي انتهت بمحاكمة سنة 1981 الشهيرة والتي نددت بها كل الحساسيات السياسية وكل الشخصيات الحقوقية والجمعيات المستقلة وعلى  رأسها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في ذلك الوقت.

ففي يوم 11 ديسمبر تمت  » دعوة الأستاذ راشد الغنوشي إلى مصالح وزارة الداخلية أين بقي بالبحث طوال 5 أيام متواصلة »21 ديسمبر 1979 اعتقال السيدين راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو « .

 » بداية جانفي 1980 إيقاف 25 طالبا منتمين إلى الإتجاه الإسلامي وشملت عشرات الأشخاص(4)

لا أريد بالإشارة إلى هذه المحطات التاريخية أن أثبت لليسار الماركسي أو على الأقل لمحترفي الكذب والمتنقلين به منهم حقيقة ما حصل، والذين لا يؤمنون بالصدق كقيمة أخلاقية أزلية منهم، وذلك ما يجب أن يكونوا عليه في الحقيقة جميعا، وحتى لا أكون قد أسأت إلى بعض من سيعتقدون أنهم قد أصبحوا ضحايا افتراء المفترين وكذب الكاذبين عليهم ممن يتكلمون عليهم بما ليس فيهم حقيقة لهضم جانب الآخر المخالف في الرأي ولتزوير الحقائق والتاريخ ولتضليل الرأي العام والتشكيك في الحقيقة وتزكية أنفسهم ليحمدوا في التاريخ بما لم يفعلوا وبخلاف ما يفعلوا ولكسب مشروعية ليست لهم على حساب غيرهم لأنهم يعلمون في النهاية حقيقة ذلك ويعلمه بعض المنصفون منهم إن صادف أن كان منهم منصف واحد على خلاف ما هم مدعوون إليه من الإبتعاد أكثر ما يمكن عن خلق الإنصاف ويقرونه لأنهم كانوا يفعلون ذلك، ولا لصرف مثل هذه العناصر المحترفة في التزوير والمبدعة في الكذب عن ذلك الذي هي مبدعة فيه ومنصرفة إليه لأنني أعلم أني لا أستطيع في النهاية ذلك باعتبار أن المسألة مبدئية عندهم على قاعدة أن الغاية تبرر الوسيلة مطلقا ولكن كان ذلك لما كانت تقتضيه الضرورة مني لتنشيط الذاكرة لبعض من نسي من هذه العناصر ولتنبيه من تناسى منهم إلى أنهم ليسوا وحدهم وأن التعامل مع الحقيقة ومع أحداث التاريخ على النحو وعلى الوجه الذي تمت وتتم به هو الذي يكسب الأفراد والمجموعات الإحترام والمصداقية ولتحذير الصادقين المفترضين  منهم من خطورة:

– ما يقوم به الناسين والمتناسين والغافلين والمغفلين أو القاصدين منهم والمتعمدين على حقائق التاريخ أولا.

– ثم على العلاقة بين أفراد المجتمع وتنظيماته السياسية والمهنية والحقوقية ثانيا.

– وعلى السلم الإجتماعية وما يمكن أن يترتب عن ذلك من استفحال لأزمة الثقة بين مكونات الطيف السياسي بالبلاد ومن ثمة بين أفراد المجموعة الوطنية بكاملها ثالثا.

– ثم ما يمكن أن يترتب عن ذلك من أضرار لهذا المكون من مكونات الطيف السياسي والإجتماعي رابعا.

لأن الذي جعل اليسار عموما واليسار الماركسي خصوصا لا يجد طريقه إلى العمق الشعبي ولم يتحقق له الإلتفاف الجماهيري الذي سعى له من حوله رغم أنه كان من أقدم التنظيمات السياسية بالبلاد هو استمرار علاقته بالأجنبي تاريخا وفكرا وثقافة وحضارة وإصراره على الإبقاء على ثقافة قلب الحقائق كلما كان ذلك محققا له غاية من غاياته وهدفا من أهدافه ومصلحة من مصالح طائفته، وملحقا ضررا وخسارة بالمخالفين له في الرأي، والتناقض في المواقف من نفس القضايا ومن نفس الأطراف بحسب الموقع، ومعياره في ذلك دائما هو النفع والضرر والربح والخسارة، ليس للوطن والشعب عادة ولكن للأفراد والمجموعات ذات المنزع الحزبي اليساري، ومعاداة هوية الشعب وأصول وثوابت ثقافته العربية الإسلامية وخياره الحضاري.

ـــــــــــــــ    

(1) حقائق حول حركة الإتجاه الإسلامي بمناسبة الذكرى الثانية لتأسيسها.

(2) يقول لينين: »علينا أن نكون مستعدين لكل لون من ألوان التضحية وإذا استلزم الأمر فإننا نمارس كل شيء ممكن فالحيل وفنون المكر…وكل الأساليب غير الشرعية جميعها مباحة…وكذلك السكوت وإخفاء الحق…وموجز القول أننا نستخلص الآداب من مصالح حرب الطبقات »* من كتاب: الإسلام في مواجهة الزحف الأحمر ص: 137– لمحمد الغزالي.

(3) حقائق حول حركة الإتجاه الإسلامي بمناسبة الذكرى الثانية لتأسيسها.  

(4) حقائق حول حركة الإتجاه الإسلامي بمناسبة الذكرى الثانية لتأسيسها.


 

بلى إنها حقيقة « البابا » و حقيقة « بوش »

ردّا على الأخ ترشيشي  

سلوى الشرفي   الأخ الكريم يبدو أن نصي الذي اقترحته عليك و على القراء لم يكن واضحا بما فيه الكفاية عكس نصك الذي كان واضحا منذ البداية و لم يكن في رأيي بحاجة إلى تعقيب. لا أعتقد أن خلافنا يتعلق بالتاريخ و النصوص الإسلامية في هذه القضية بالذات. فالمسألة التاريخية لا تهمني الآن، إنما يهمني الإطار الذي تنزّل فيه الحدث و كذلك الهدف من كلام « البابا » « الآن و هنا » كما سبق و قلت. خلافنا يتعلق إذن بمقاربة كل منا للحدث. فأنت اخترت الزاوية التي أفصح عنها « البابا » و أنا اخترت الزاوية التي أخفاها، و التي اعتقد أنها تؤسس حجر الزاوية في كلامه. و بما أنك اخترت التعقيب على ما قاله « البابا » بوضوح و الذي أراد به إيهام الناس بأنه يتحدث في أمر تاريخي استخدمه كنموذج لأطروحة هدفها أكاديمي بحت، وهي مقاربة علمية لا غبار عليها، فقد كان عليك أن تتثبت من مدى استجابة كلامه للشرط العلمي الأول في مثل هذه الحالات، وهو تمثيل الحالة المدروسة للنظرية المقترحة و قدرة مسار برهنة « البابا »  على الإقناع بأطروحته القائلة بان الإسلام، عكس المسيحية، أبعد ما يكون عن العقل، بسبب العنف و الإكراه الذي توخاه في عملية التبشير. لكنك ارتأيت أن تناقش المسألة بطريقة سياسية تماما كما فعل « البابا ». و إن كان هذا من حقك فأنا لا أشاطرك الرأي. فالواقع التاريخي الذي استند إليه « البابا » يجعل أطروحته هشة و قابلة للمعارضة. ذلك أن الممارسة المسيحية الكاثوليكية بالذات، فيها ما يكفي « البابا » و يزيد لدعم نظريته حول تعارض الممارسة الدينية العنيفة مع العقل و الإيمان و الإقناع. و يكفي أن نعود إلى الأحداث الدامية، القريبة تاريخيا، لما سمّي بمجزرة « السنت برتيليمي » المرتكبة من طرف الكاثوليك ضد البروتستانت للتدليل على ذلك. و هذا نموذج تاريخي واحد يؤكد بأن هدف « البابا » لم يكن علميا و إنما سياسيا بحتا، يندرج ضمن خطاب التأليب على المتوحشين الإرهابيين الذي يقتضي الواجب الحضاري إخراجهم من الجاهلية إلى النور. فخطابه لا يختلف عن خطاب العنصريين و منظري صدام الحضارات الذين يعتمون على عنفهم تجاهنا و يخلطون عمدا بين الحق الشرعي للدفاع عن النفس و عن الأرض المغتصبة و بين العنف و الإرهاب. و لو أردنا أن نحذو حذوهم و نأخذ بمنطقهم لقلنا بأن غطرسة « بوش » و جرائمه تعود إلى كونه مسيحيا ونفتح بذلك السجل التاريخي الدامي للمسيحية. و لكننا سنقدم بذلك خدمة جليلة لكل من يهدف إلى ترويج نظريات تقاتل البشر لمجرد كونهم يختلفون في الرأي أو في المعتقد أو في العرق. و شخصيا لا أريد أن أنساق في خطة « البابا » الهادفة إلى جرنا إلى مناقشة تاريخنا و نصوصنا. إنها مهمة يجب القيام بها و لكن بإرادتنا و ليس تحت ضغط أجندة « البابا » السياسية. و من نفس المنطلق المنهجي لا أرى موجبا لإقحام البعض خلافهم الإيديولوجي أو الفقهي مع الإسلاميين في هذه القضية السياسية الخارجية البحتة التي تمسنا جميعا.

تصريحات بنديكت وبيان نوسترا آيتاتي.. انحراف أم امتداد

سامي براهم

تعتبر تصريحات الحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية متنافية مع منطوق بيان المجمع الفاتيكاني الثاني بخصوص علاقة الكنيسة بالأديان غير المسيحية وخاصة الإسلام. ويعد المسيحيون الكاثوليك ذلك البيان نقلة نوعية في تاريخ الكنيسة الحافل بإقصاء المخالف الديني من داخل الفضاء المسيحي ومن خارجه وليس أدل على ذلك مما أعلنه مجمع فلورنسا 1438/1445 حين قال: « إن المجمع يعتقد… أن لا أحد من الذين هم خارج الكنيسة الكاثوليكية -ليس فقط الوثنيين ولكن كذلك اليهود والهراطقة والمنشقين- بإمكانه أن يكونوا طرفا في الحياة الأبدية، ولكنهم سيخلدون في جهنم مسخرين للشيطان وأعوانه.. ». بينما اعترف بيان المجمع الفاتيكاني الثاني ولأول مرة بمسيحية المؤمنين الذين لا ينتمون إلى الكنيسة الكاثوليكية ومهد لتبرئة اليهود من دم المسيح واستنكر العداء للسامية واعتبر أن الهندوسية والبوذية تتوفران على قبس من حقيقة الإيمان… أما في ما يخص الإسلام فقد ورد في البيان: « وتنظر الكنيسة أيضا بتقدير واحترام إلى المسلمين الذين يعبدون الله الواحد، الحي القيوم، الرحمان القدير الذي خلق السماوات والأرض، وكلم الناس. إنهم يسعون بكل نفوسهم إلى التسليم بأحكام الله وإن خفيت مقاصده، كما سلم لله إبراهيم الذي يفخر الدين الإسلامي بالانتساب إليه. وإنهم على كونهم لا يعترفون بيسوع إلها يكرمونه نبيا ويكرمون أمه العذراء مريم مبتهلين إليها أحيانا بإيمان. ثم إنهم ينتظرون يوم الدين الذي يجازي الله فيه الناس جميعا بعد ما يبعثون أحياء. من أجل هذا يقدرون الحياة الأدبية ويعبدون الله بالصلاة والصدقة والصوم خصوصا. ولئن كان وقع في غضون الزمن كثير من المنازعات والعداوات بين المسيحيين والمسلمين فإن المجمع يحرضهم جميعا على نسيان الماضي والعمل باجتهاد صادق في سبيل التفاهم في ما بينهم وأن يحموا ويعزروا كلهم معا من أجل جميع الناس العدالةَ الاجتماعيةَ والقيم الروحية والسلام والحرية ». عن المجمع الفاتيكاني الثاني بيان في علاقة الكنيسة بالأديان غير المسيحية الفقرة 3 روما في 28 أكتوبر/تشرين الأول. فإلى أي مدى تعد تصريحات بنديكت 16 ارتدادا عن المقررات المجمعية؟ وهل تعكس موقفا شخصيا أم تعبر عن تيار داخل الكنيسة الرومانية؟ ولماذا لم يكن للبيان أثر عملي جدي على الحوار بين المسيحية والإسلام؟ للإجابة عن هذه الأسئلة لا بد من تبيين قيمة البيان النظرية وعمقه اللاهوتي ومدى ما ينطوي عليه من انفتاح على الإسلام.

مخاض نوسترا أيتاتي لا بد من التأكيد منذ البداية على أن كل المعطيات والوثائق تشير إلى أن المجمع الفاتيكاني الثاني الذي بدأ أشغاله سنة 1960 لم يكن على جدول أعماله البتة طرح قضية الموقف من الإسلام والمسلمين ولكن في المقابل كلف البابا يوحنا بولس الـ23 1881/1963 الكاردينال بيا بصياغة مشروع وثيقة عن اليهود تبرئهم من « قتل الرب ». وقد أثارت مسودة الوثيقة التي عرضت في الدورة الثانية 1962 اعتراضات أساقفة البلدان العربية والإسلامية على خلفية أن ذلك يمثل انحيازا من الفاتيكان لأحد طرفي الصراع العربي الإسرائيلي. وطرح في النقاش تعديل المسودة الخاصة باليهود وتوسيعها لتشمل الديانات الأخرى بما في ذلك الإسلام. وفي الدورة الرابعة للمجمع 1965 وقعت الإحالة لأول مرة على المسلمين وذلك في الدستور العقائدي وفي بيان علاقة الكنيسة بالأديان غير المسيحية، علما أن للدستور وظيفة تقرير العقائد بشكل نافذ ملزم للمؤمنين وللكنيسة، بينما يفتقد البيان تلك الصفة ويبقى تفعيله رهين معطيات الواقع ومصالح الكنيسة. وقد خصصت كلا الوثيقتين فقرة للمسلمين وذلك بعد مخاض عسير خضع فيه النص لعدة تنقيحات تعكس التردد والغموض والتقية والتسرع في الموقف من الإسلام.

التنقيحات 1- وثيقة الدستور العقائدي « ليمينون جانتيوم ». أ- نص المسودة « لا يمكن اعتبار أبناء إسماعيل الذين اعترفوا بإبراهيم أبا وآمنوا أيضا بإله إبراهيم أجانب عن الوحي الذي كان لآباء ». ب- النص المنقح بعد التصريح النهائي « بيد أن التدبير الخلاصي يشمل أيضا من اعترفوا بالخالق وأولهم المسلمون الذين يعلنون أنهم على عقيدة إبراهيم ويعبدون مثلنا الإله الواحد ». ت- سبب التنقيح هو عدم الاتفاق على انتساب المسلمين البيولوجي لإبراهيم، وإقصاء المسلمين من تاريخ الوحي الكتابي، والاختلاف حول موقع الإسلام من تاريخ الخلاص. 2- وثيقة البيان « نوسترا أيتاتي »: أ- نص المسودة « الإله الواحد الشخصي الأقنومي… كلم الناس بالأنبياء… إن المسلمين يجتهدون في القيام بحياة أخلاقية على المستوى الفردي والأسري والاجتماعي. ب- النص المنقح بعد التصريح النهائي: « الحي القيوم… كلم الناس… يقدرون الحياة الأدبية ». ت- سبب التنقيح هو ما يحيل عليه لفظ الشخصي من تجسيم لدى المسلمين، وتجنب الإحالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، والتحفظ على أحكام الأسرة في الإسلام: « تعدد الزوجات، الطلاق والتداخل بين الزمني والروحي « الدين والدولة »، وذلك انطلاقا من الأخلاق المسيحية المثالية. المسكوت عنه « ما وقع إسقاطه » هو الحديث عن المسلمين عوض الإسلام، وعدم الإحالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم والوحي الإسلامي والقرآن، والاقتصار على صيغة مبهمة « كلم الناس ». يضاف إلى ذلك عدم الاعتراف بانتساب المسلمين بيولوجيا إلى إبراهيم عبر إسماعيل، وعدم الإحالة على فريضتي الزكاة « تعويضها بالصدقة » والحج، وعدم الاعتراف بالقيم الأخلاقية الإسلامية. ومن ذلك أيضا رفض طلب أحد الآباء إدراج بند يطالب الإعلام بالكف عن سب المسلمين وتجريحهم بخلاف ما وقع مع اليهود، والتستر على الاختلاف الجوهري في تصور الذات الإلهية. النتائج: هي إقصاء المسلمين من تاريخ الخلاص الذي انتهى ببلوغ الوحي كماله ممثلا في الكلمة التي صارت جسدا مع المسيح، إذ الخلاص لا يتسع للمسلمين لأن فرع إسماعيل « ابن الجارية » طريق مسدود لا يمر عبره خلاص البشر. ومن النتائج اعتبار انتساب المسلمين لإبراهيم من قبيل الاعتقاد الديني لا التسلسل النسبي، وتثمين إيمان المسلمين بالخالق واليوم الآخر دون الإحالة على من قادهم إلى ذلك الإيمان ونقل إليهم كلام الله، ثم إقصاء الإسلام من الديانات الكتابية وعدم تصنيفه ضمن الخط اليهودي المسيحي والإرث الإبراهيمي. ولعل أصدق تعبير يصور عدم استعداد الكنيسة نظريا للانفتاح على المسلمين أثناء مداولات المجمع تعليق روبار كاسبار في الذكرى الثانية للبيان حيث يقول: « إذا كان من العلامات الأكيدة لفعل الروح القدس أن يقود الناس والكنيسة إلى حيث لا يريدون أن يذهبوا، فإن بيان المجمع عن الإسلام بالتأكيد ثمرة إلهام الروح القدس ». عن مجلة « كومبروندر » عدد 78 بتاريخ 28/1/1987. وتفيد كل هذه المعطيات أن الوثائق المجمعية التي تضبط الأسس العقائدية والسياسات العامة للكنيسة الكاثوليكية توفر الأرضية النظرية والعملية لأي موقف تشكيكي في الأصالة العقائدية للإسلام والمصدر السماوي لوحيه ومصداقية نبيه فضلا عن قيمه الروحية والأخلاقية والحضارية. غير أن هذه المواقف بقيت حاضرة بالقوة في الضمير الكاثوليكي الرسمي كامنة في القناعات اللاهوتية لمنظور يحضر أو يغيب في الخطاب العلني وفق مصالح الكنيسة وإستراتيجيتها في العالم أو حسب توجهات الحبر الأكبر وثقافته. فليس من الغريب إذا أن يصرح البابا بنديكت 16 بما صرح به، فما فعله لا يعدو أن يكون ترجمة وفية لرأي كنيسته في الإسلام، وقد اقتضت ملابسات المرحلة التاريخية الراهنة وانتماءات الرجل إخراج هذه العقائد من المسكوت عنه إلى المصرح به. إننا بهذا التحليل لا نحرض على الكنيسة ولكن نحث المسيحيين كما نحث المسلمين على القيام بمجهود جدي صادق لتعميق المبحث اللاهوتي والكلامي عن المخالف الديني، بل إننا ندعو إلى تأسيس « علم لاهوت وعلم كلام الأديان المخالفة » على أسس علمية تستجيب للتطور الحاصل في مجال المعارف والمناهج ولاسيما علم الأديان المقارن. وذلك للانتقال بالحوار الإسلامي المسيحي من مستوى المساجلات الخفية تحت غطاء المجاملات إلى المثاقفة الحقيقية بقصد تنمية الثقافة المتبادلة والعيش سويا وعدم احتكار سبل الخلاص الإلهي ومسار النجاة وطرد المخالفين من ملكوت الله وحرمانهم من النعيم الأبدي والانفتاح في المقابل على ما في كل دين من تجربة روحية وقيم إنسانية لتعزيزها وإثرائها. الكنيسة ومستقبل الحوار إن أقصى ما توصل إليه اللاهوت المسيحي في تفسيره للإسلام هو أن الكتاب المقدس تنبأ بنبي الإسلام ودينه الذي ينتشر بقضاء الله وقدره وتحت رعايته. بل يعتبر أصحاب هذه الأطروحة أن التدخل الإلهي المباشر تكفل بحماية الإسلام باعتباره أكبر هرطقة في التاريخ، وأجرى على يدي نبيه « الكاردينال المنشق » الكثير من المعجزات وذلك تأديبا للمسيحيين وعقابا لهم لأنهم حادوا عن طريق الرب. فالإسلام محنة ومصيبة تعود بعدها البشرية إلى سالف عهدها بالمسيحية تحت راية يسوع « ابن الله ». راجع هذه الأطروحة في كتاب محمد مؤسس الدين الإسلامي ومؤسس إمبراطورية المسلمين لجورج بوش 1796/1859 ترجمة عبد الرحمان عبد الله الشيخ ط 3/ 2005/دار المريخ للنشر الرياض. أما الكنيسة الكاثوليكية فقد ضنت على الإسلام حتى بهذا التصور المشوه، وبعد قرون من الحروب الصليبية والتبشير الفج ارتأت منذ فاتيكان2 أن في الإسلام وبقية الأديان قبسا من حقيقة المسيح المبثوثة في العالم. فاحترام المسلمين لا يعود إلى قيم الإسلام التي تعبر عن أصالته الروحية ولكن لصدى المسيح الذي يسري في نفوسهم. فيكون الحوار تبعا لذلك مسلكا لإعانة المسلمين على الاستماع لذلك النداء الرباني الخفي، وهو ما عبر عنه جورج خضر مطران الروم الأرثودكس بـ »إيقاظ المسيح الراقد في ليل الأديان والموجود في كل تراث ديني بما في ذلك الإسلام ». راجع ذلك في المسيحية في عالم تعددي عن مجلة إيرينيكون عدد 2/1971 ص202. فالمسلمون « خراف المسيح الضالة » والإسلام « شراب قديم في آنية جديدة » حسب عبارة جباسيه، وليس من فرق بين المسيحيين وغيرهم حسب جورج خضر إلا « أن المسيحيين يسمون مخلصهم باسمه وغيرهم لا يسميه ولكن في الحالتين المخلص واحد » جورج خضر فلسطين المستعادة ص 115 منشورات النور بيروت ط1969. ولعل أكبر حاجز لاهوتي بين الكنيسة والإسلام هو الاعتقاد في أن تاريخ الخلاص الذي بلغ كماله مع الكلمة التي تجسدت في المسيح الذي فدى العالم من فوق صليبه، لا يمكن أن يتسع لمسارات خلاصية أخرى، وإن كانت عبر الوحي لأن مفهوم الخلاص أوسع من مفهوم الوحي. لقد تطلب الأمر ستة قرون حتى تعترف الكنيسة الكاثوليكية بمسيحية البروتستانت والأرثوذكس وهم فرع عنها… فكم من القرون سيتطلب اعتراف الكنيسة بحقيقة صدور اليهودية والمسيحية والإسلام عن مشكاة واحدة؟ _______________ كاتب تونسي

(المصدر: موقع  الجزيرة نت بتاريخ 27 سبتمير 2006 )
 

نشر على الحوار نت

 سواك حار

 

إن البابا لم يرد الإساءة للمسلمين بل كان يسعى لنشر الإحترام بين الأديان « المتحدث باسم الفاتكان فيديريكو لومارد »

وأساس احترام الأديان عنده، تسفيه الأنبياء واتهامهم بالشر  ونعت دينهم بمعادات العقل!

 

إن العقيدة المسيحية تقوم على المنطق لكن العقيدة بالإسلام تقوم على أساس أن إرادة الله لا تخضع لمحاكمة العقل أو المنطق  « بابا الفاتكان »

ومن المنطق عبادة ثلاث في واحد، كما أن عين العقل منع رجال الدين من الزواج ودفعهم لممارسة « البغاء المقدس » ووأد ما ينتج عنه في أقبية الكنائس!!

 

« في تونس ») رجال الأمن صادروا جميع الأدوات المدرسية التي توجد عليها صورة « فلة » على غرار الحقائب المدرسية، وحاملات الأقلام، والكراسات التي تحمل أغلفتها صور فلة  « العربية »

من حقهم لأن منشور 108 لم يستثن الدمى، ولكنه قانون عام وجب تطبيقه على الإنسان كما الجماد والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب!!

 

كيف يعقل فكريا وإديولوجبا أن يتحالف متطرف متستر بالدين مع يساري لا يؤمن بالدين  « عبدالله القلال »

لا غرابة إن وجدا نفسيهما مهددان في وجودهما من طرف متطرف متستر « بالسلطة »،  لا يؤمن إلا بتحقيق مطامعه الشخصية!!

 

ومع بداية هذا القرن الجديد تتطلع أمريكا إلى اليوم الذي تغادر فيه شعوب الشرق الأوسط صحراء الحكم الإستبدادي إلى حدائق الحرية الخصيبة وتتبوأ مكانها الصحيح في عالم يسوده الرخاء « جورج بوش »

سلام الحروب الصليبية ومن ليس معنا فهو ضدنا، وحدائق أبو غريب وقوانتنامو!!

 

المرأة في ما قبل الإسلام حازت مكانة رفيعة حجبها الكثير من مؤرخي الفترة الإسلامية لإبراز ما أعطاه الإسلام للمرأة من حقوق « منجية السوايحي »

كما حازت منجية مكانة رفيعة « بحجابها » وحيائها بين طلبتها ومن عرفها حتى تدخل العهد الجديد لإبراز ما فرضه على المرأة من قهر وما أجبرها عليه من إنسلاخ

 

كانت المرأة عند عرب الجاهلية تورث كما يورث المتاع. ولا يورّث إلا الرجال لأنهم الأقوى والأقدر على حماية القبيلة، وعلى الكر والفر لجلب الغنائم. ولما جاء الإسلام أنصف المرأة بما لم يوجد له مثيل في الديانات السابقة  » منجية السوايحي »

التناقض أمر طبيعي في الإنسان، خاصة إذا لم تصدر المواقف عن قناعات ومبادئ!!

 

                                                       صابر التونسي

 

 

هيئة علماء المسلمين:

نساء عراقيات يتعرضن للتعذيب والتهديد بالاغتصاب على يد القوات الامريكية

بغداد – خدمة قدس برس
 
كشف الموقع الرسمي لهيئة علماء المسلمين في العراق، عن أن فتاة تبلغ من العمر 17 عاما قد تعرضت لتعذيب على يدي القوات الأمريكية، هي وعراقيات أخريات تعرضن للاعتقال.
 
وقالت الفتاة « س »: « إنه في الثاني عشر من شهر أيلول (سبتمبر) الجاري وفي الساعة الثانية عشرة والنصف ليلا، وبينما كنا نائمين فوق سطح البيت فإذا بهجوم كاسح وقوات كبيرة من جيش الاحتلال تحاصر بيتنا من كل جهة وجانب وكانت طائراتهم تحوم فوق رؤوسنا كأنها تهوي من شدة قربها منا ففزعنا من نومنا ورأينا جنود الاحتلال وهم يصرخون ويلقون القنابل على خارج وداخل الدار، وكأنه حصن منيع يجب احتلاله! ».
 
وتابعت: « ذهلنا من هول ما رأيناه وبقينا في مكاننا بلا حركة فنحن لا حول لنا ولا قوة.. وبعد إلقاء القنابل تكسرت الأبواب وتحطم زجاج البيت بالكامل وهجموا علينا كذئاب تبحث عن فريستها واجتاحنا الرعب من الداخل والخارج، وبدءوا يفتشون البيت بهمجية لدرجة انهم هدموا جدران المنزل بالفؤوس واخذوا يسرقون كل الأموال والمصوغات الذهبية التي كانت موجودة بعد ذلك عادوا إلينا ووضعونا بإحدى غرف المنزل، وأول من تعرض للضرب والركل هي أمي، وحتى انهم مزقوا ثيابها وهي تبلغ من العمر(51) عاما »ً.
 
وقالت الفتاة « س »، إن المترجم العراقي الذي كان يرافق تلك القوات، سأل أمي هل تعرفين « فلانا » فقالت له « لا »، فقام (المترجم) « بضرب أمي، هو وجنود الاحتلال بأرجلهم، فسقطت على الأرض وهي تصرخ وتبكي من شدة الألم »، حسب شهادة الفتاة.
 
وأوضحت، أنه وبعد انتهائهم من ضرب أمها « قاموا بتعذيبي بذات الطريقة التي تعرضت لها أمي، ثم قاموا بعصب أعيننا وتقييد أيدينا واقتادونا إلى المدرعة وذهبوا بنا إلى المعتقل الموجود فيه أخي ولم نعرف أين يقع هذا السجن، لأننا لم نرَ أي شيء من الطريق، ولما وصلنا إلى المعتقل عرضوا أمي على أخي، وقالوا له اعترف وإلا سوف تكون أمك وأختك هي الثمن: قال لهم لا اعرف هذا الشخص الذي تسألونني عنه وأقسم على ذلك ».
 
مشيرة إلى انهم قاموا بوضع أمها على كرس أمام أعين أخيها المعتقل لدى تلك القوات، وراحوا يضربونها بشدة وبدأت الدماء تسيل من أنفها وأذنها وفمها، ثم شدوها من شعرها، وبعد أن انتهوا من الأم أدخلوني على أخي وسألوه السؤال نفسه هل تعرف فلاناً؟ قال واقسم مرة أخرى لا اعرفه ضربوني على الفور وسحبوني من شعري، واخذوا يجوبون بي أرض الغرفة التي كنا فيها، بكى أخي وقال صدقوني لا اعرف لا اعرف…لا اعرف ».
 
وروت الفتاة العراقية ما قام به مترجم عراقي يعمل لدى تلك القوات، موضحة أن هذا المترجم قال للأم « قولي لابنتك أن تخلع ملابسها، قالت أمي هل أنت عاقل أم انك لا تملك ذرة شرف؟ وهذا ما أظنه: قال إذا لم تنزع ملابسها فسوف أمزقها عندها صرخت وقلت له إذا اقتربت مني فسوف تموت، تركني وذهب إلى أخي وبدأ يضربه حتى أدمى أخي من كل مكان، ولما رأيت أخي هكذا أغمي علي ّ من الرعب الذي رأيته وجاء أحد جنود الاحتلال ومعه المترجم ليوقظاني لكني لم أفق من الفاجعة التي حصلت لنا عندها قام المترجم بإيقافي والجندي الأمريكي يصرخ بوجهي بقوة ويضربني بعنف ».
 
وبعد يومين من التعذيب الشديد، تم الإفراج عنهن، أعقب ذلك بعدة أيام اعتقال التي كانت في بيت أحد الأقارب، دون أن يعرف عنها شيء.
 
يشار إلى أن القوات الامريكية تعمد إلى اعتقال النساء العراقيات، وذلك من أجل الضغط على أزواجهن أو أقاربهن المطلوبين لتسليم أنفسهم.
 
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 24 سبتمبر 2006)


نقطة الصفـر
محمد كريشان
 
ليست وحدها المباحثات مع حركة حماس الفلسطينية هي التي عادت إلي نقطة الصفر، علي حد تعبير الرئيس محمود عباس، بل مجمل عملية التسوية مع الإسرائيليين ككل. ليس هذا طبعا بالاكتشاف الجديد ولكنه حري بالتأكيد من جديد في ضوء ما روج بعد الحرب علي لبنان بأن قطار هذه التسوية قد يتحرك من جديد بعد ما صدئت عجلاته بالوقوف وكذلك في ضوء انفضاض الاجتماع الأخير لمجلس الأمن علي مستوي وزراء الخارجية الخاص بالقضية الفلسطينية دون نتائج بل ودون حتي بيان رئاسي عام يعيد علي الأقل التأكيد علي قرارات المجلس نفسه ذات الصلة.
 
هذا الشهر مرت الذكري الثالثة عشرة لتوقيع اتفاقية إعلان المبادئ، المعروفة باتفاقية أوسلو، في حفل شهير في حديقة البيت الأبيض لكن ما من أحد تذكرها رغم السلسلة الطويلة من الاتفاقات المتفرعة منها والتي ما عاد لها وجود منذ أعادت إسرائيل احتلال مناطق السلطة الفلسطينية خاصة في الضفة الغربية بعد الخروج من غزة وتركها عرضة لحملات عسكرية متقطعة. هذا التجاهل يعكس في حقيقة الأمر مناخا عاما من اليأس الكامل من إمكانية حدوث أي اختراق حقيقي بعد كل هذه الوقائع السياسية والميدانية التي تعاقبت منذ اندلاع انتفاضة الأقصي في ايلول (سبتمبر) 2000 والتي مرت ذكراها السادسة، هي الأخري، دون إحياء خاص، وفي ذلك دلالة هامة في ظل الظروف البائسة الحالية في الساحة الفلسطينية. وما يعمق أكثر هذا اليأس حاليا أن لا شيء يمكن أن يؤشر، في المدي القريب علي الأقل، إلي أن أطراف هذا النزاع والمعنيين به علي حد سواء مهيئون أو جاهزون لتحريك الأمور في اتجاه تفعيل حقيقي لعملية التسوية بغض النظر عن مضمونها وهو ما يتجلي بالخصوص في التالي:
 
ـ الإدارة الأمريكية مهمومة بمأزقها المتصاعد في العراق، الذي لا تستطيع مغادرته ولا البقاء فيه كما قال كوفي عنان، إلي جانب التردي المتزايد في أفغانستان. ملفان فيهما من الصداع ومن الإحراج ما يكفي للإدارة الأمريكية بحيث لا تبدو مستعدة لاتخاذ مبادرات علي أصعدة أخري، وهي المهمومة فوق ذلك بالموضوع النووي الإيراني، خاصة وأن انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل يفرض الكثير من الحذر، وهي الانتخابات التي لا يبقي بعدها من المدة الرئاسية لبوش ما يجعله قادرا علي أي جديد وهو ما سيزداد صعوبة إن فقد غالبيته الجمهورية المتململ بعضها.
 
ـ اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة) الخاصة بالتسوية في الشرق الأوسط تبدو بشكل جلي ومتزايد مرهونة بالإيقاع الأمريكي بحيث لم تستطع أن تدفع باتجاه تحريك حقيقي وجدي لخطة خارطة الطريق التي ترعاها رغم ما أبدته أحيانا روسيا والاتحاد الأوروبي مؤخرا من جهود للتميز، بل ونراها تحولت إلي واضع شروط علي طرف بعينه دون الآخر. ومع أن المؤتمر الدولي الخاص بالشرق الأوسط الذي طالبت به الأطراف العربية وتحمست له فرنسا بشكل أساسي كان يمكن أن يخلق الديناميكية المطلوبة بعد طول ركود إلا أن لا شيء يدل حتي الآن أن اللجنة مستعدة لتبنيه والعمل لإنجازه.
 
ـ إسرائيل غير معنية مطلقا بالتوصل إلي تسوية فهي في النهاية تحقق ما تريده عبر فرض وقائع جديدة علي الأرض تجد من يتفهمها لاحقا ويدخلها في اعتباره عند البحث في تفاصيل أي تسوية يجري بحثها. وإذا كان ذلك هو ديدن إسرائيل دائما فإن ما أصيبت به من نكسة حقيقية في عدوانها علي لبنان يجعلها أكثر حساسية لأي تحرك قد يسجل بشكل أو بآخر علي أنه من باب التنازلات ولهذا سارع الكل الآن إلي الحديث عن أن خطة الانطواء في الضفة الغربية قد سحبت من التداول في وقت لا يتردد فيه غلاة المتشددين في التركيز علي أن الخروج من غزة لم يجلب لإسرائيل الأمن ولا الانسحاب من جنوب لبنان الذي عادوا إليه بعد 6 سنوات لمحاربة نفس العدو.
 
ـ الساحة الفلسطينية منهكة ومشرذمة وما عاد همّ الناس في الضفة الغربية وغزة سوي اللهاث وراء لقمة العيش وسط استياء متزايد من هذه المناكفات بين فتح و حماس المنذرة بما هو أخطر. ما يوتر الوضع أكثر أن الناس لا تري في الوقت الحاضر لا عملية سياسية يمكن أن تأتي بشيء مهما كان ضئيلا ولا تري مقاومة مسلحة قادرة علي أن تجبر إسرائيل علي تغيير ما في سياساتها أو علي الأقل تعطي أملا في هذا الاتجاه وإن كان محدودا.
 
ـ الوضع العربي هو حاليا في مستوي غير مسبوق من الضعف والتحلل فضلا عما كشفته حرب لبنان الأخير من استعداد بعض الدول العربية للانتقال من مربع السلبية إلي مربع التواطؤ مما يستحيل معه، للأسف الشديد، الحديث عن قوة عربية رسمية يمكن أن تكون ظهيرا لمفاوض فلسطيني يحاصره العنت الإسرائيلي الأمريكي من كل حدب.
 
لكل ذلك فإن أقصي ما هو مطلوب من الفلسطينيين الآن هو السعي الدؤوب لتحصين وضعهم الداخلي وتجنب الانجرار إلي متاهات لا طائل منها لأن لا شيء الآن يستحق فعلا أن يختلفوا حوله علي أمل أن يظهر يوما ما ضوء حقيقي وليس خادعا في نهاية نفق يزداد طوله يوميا رغم أن الكل يدرك ويكرر أن لا استقرار في هذه المنطقة المضطربة لعقود بغير تسوية عادلة للمسألة الفلسطينية تقوم علي الأقل علي القرارات الدولية التي ارتضاها العالم كله شريعة المتخاصمين رغم ما يلفها أحيانا من حيف.
 
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 27 سبتمبر 2006)


فشل إسرائيل في لبنان وراء مغازلة واشنطون لطهران

فهمي هويدي (*)
 
ليس مألوفا أن تبدي إسرائيل انزعاجها من تصريحات الرئيس بوش، فقد أصبحت القاعدة أن تصبح تلك التصريحات المتعلقة بالشرق الأوسط على الأقل مجرد صدى للخطاب الإسرائيلي. وحين يقع الاستثناء فذلك يعني أن شيئا جسيما حدث، ويبدو أننا الان بصدد هذه اللحظة الاستثنائية، الأمر الذي يدفعنا إلى تحري حقيقة الحدث الجسيم الذي افرزها.
 
إذ يذكر الجميع ربما أن الرئيس بوش أدلى بتصريحات لصحيفة الـ«واشنطون بوست» حول المشروع النووي الإيراني، اظهر فيه قدرا من اللين النسبي إزاء إيران، وتمثل ذلك اللين أولا في انه لم يشر إلى «خيار القوة» في التعامل الأمريكي مع المشروع الإيراني، وثانيا لأنه بدا وكأنه يبعث برسالة غزل إلى الإيرانيين حين وصف بلادهم باعتبارها «دولة عظمى في المنطقة» وحين وجه خطابه إليهم قائلا: «إننا نقدر ونحترم تاريخكم وثقافتكم كما انني أتفهم رغبتكم في تطوير برنامج نووي وأرغب بشكل جاد في إيجاد حل لهذه القضية». ثم أضاف قائلا: «لا حاجة لي ولا رغبة في الدخول في نزاع معكم وأنا أؤيد ضرورة العمل على تطوير برنامج خاص لتبادل المعلومات والثقافة مع إيران».
 
هذه اللغة اللينة والهادفة أثارت دهشة القادة الإسرائيليين الذين يعتبرون إيقاف أو تدمير المشروع النووي الإيراني هدفا استراتيجيا لهم لأسباب ليست خافية على أحد أهمها أن تظل إسرائيل وحدها القوة النووية، ومن ثم القوة العسكرية الأعظم، في منطقة الشرق الأوسط وهذا الحرص هو ما دفع الإسرائيليين إلى الترويج لمقولة أن المشروع النووي الإيراني يمثل خطرا على العالم الخارجي، في حين انه في حده الأقصى قد يكون خطرا على إسرائيل وحدها من حيث انه يكسر احتكارها للسلاح النووي في المنطقة ومن ثم يخلق وضعا يحقق توازن الردع، الذي هو أكثر ما تخشاه إسرائيل.
 
فضلا عن ذلك فقد لاحظ الإسرائيليون أن الرئيس بوش هو الذي دعا كبير محرري الـ«واشنطون بوست» ويفيد ايغينشيوس لكي يجري الحوار معه، الأمر الذي استنتجوا منه انه الرئيس الأمريكي أراد أن يوصل رسالة إلى القيادة الإيرانية، وحينما بدا أن الرسالة تضمنت المعاني التي أشرت إليها فإنها رفعت من وتيرة التوجس والقلق لدى النخبة الإسرائيلية، لكن كيف ولماذا؟
 
عثرت على إجابة شافية لذلك في تقرير نشره الزميل صالح النعامي من غزة على موقعه الإلكتروني في 24/9 الحالي، ذكر فيه «أن الجنرال والوزير السابق افرايم سنيه عضو لجنة الشؤون الخارجية والأمن التابعة للكنيست وأحد قادة حزب العمل بادر إلى إجراء العديد من المقابلات الإذاعية، وطرق أبواب مكتب رئيس الوزراء ووزير الحرب وقادة الأجهزة الأمنية، ليشرح لهم خطورة رسالة الرئيس بوش. ولم يكن وحده في ذلك ولكن عددا غير قليل من المعلقين الإسرائيليين عبّر عن ذات القلق. جميعهم اتفقوا على انزعاجهم الشديد من مغزى ودلالة كلام الرئيس عن الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران لتكريس الاستقرار في العراق. واستنتج سنيه أن بوش اصبح مستعدا لغض الطرف عن البرنامج النووي الإيراني مقابل أن تسهم طهران في توفير الظروف التي تسمح لواشنطون بسحب قواتها من المستنقع العراقي. هذا المعنى قاله في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية، حين تحدث عن أن «بوش يريد أن تدفع إسرائيل ثمن أزمته الخانقة في العراق، ولكي ينقذ نفسه وجنوده من المأزق العراقي اصبح مستعدا للتوافق مع إيران حول برنامجها النووي الذي يعد أكبر تهديد وجودي لإسرائيل».
 
لا يقف الأمر عند هذا الحد وإنما هناك نفر من المحللين الإسرائيليين باتوا يعتقدون بأنه ليس فقط الرهان الأمريكي على دور لإيران في العراق هو الذي يصرف واشنطون للتفكير بعيدا عن الخيار العسكري في تعاملها مع طهران لأن صحيفة «هآرتس» في 22/9 الحالي كشفت النقاب عن أن كبار الصقور في الإدارة الأمريكية لم يعودوا واثقين من أن العمل العسكري يمكن أن ينجح في تصفية أو إحباط المشروع النووي الإيراني. وتحدثت الصحيفة عما وصفته بـ«حلقات فراغ» في المثلث الحديدي الذي يقوده بوش ونائبه تشيني ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد، إذ ذكرت أن الأخير كان إلى عهد قريب من كبار المتحمسين للخيار العسكري ضد إيران ولكن التطورات الحاصلة على الأرض في العراق فيما يبدو جعلته يشكك في إمكانية نجاح هذا الخيار ضد طهران لدرجة أنه بات مستعدا بقبول فكرة أن تتحول إيران إلى قوة نووية.
 
في تفسير هذا التحول النسبي الذي يتحدث عنه الإسرائيليون تكمن نتائج العدوان على لبنان وما تخللها من صمود لم يتوقعوه من عناصر حزب الله، فقد تحدث اربيه جولان مقدم البرامج الحوارية الشهير في الإذاعة الإسرائيلية الناطقة بالعبرية عن أن هناك انطباعا عاما في أوساط النخبة الإسرائيلية مفاده أن الفشل المدوي في الحرب الأخيرة ضد حزب الله، برغم التفوق العسكري الهائل الذي تملكه إسرائيل في البر والبحر والجو، قلص من قيمتها الاستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة، بحيث لم يعد الكثيرون في واشنطون يرون في إسرائيل شرطي الولايات المتحدة في المنطقة. من ناحية أخرى فإن الإحباط الأمريكي من نتائج الحرب كان اكبر بسبب عجز السلاح الأمريكي الذي استخدم في المواجهات عن حسم المعركة لصالح إسرائيل (معروف أن واشنطون قدمت لإسرائيل اكثر من السلاح حيث وفرت لها اكبر فسحة ممكنة من الوقت لكي تحقق أهدافها بتعطيلها إصدار قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار ولم تسمح بإصدار القرار إلا بعد أن يئست من احتمالات الانتصار الإسرائيلي).
 
أضاف جولان في هذا الصدد أن الولايات المتحدة التي تعتبر حزب الله «فيلقا إيرانيا» أصبحت بعد الفشل الإسرائيلي مترددة في فكرة المواجهة مع إيران مستقبلا، حيث خلصت من خبرة أداء الحزب في لبنان إلى أن مثل هذه المواجهة لن تكون سهلة على الإطلاق.
 
في سياق مناقشة الموضوع اهتموا في إسرائيل برصد ما أسموه «رسائل الغزل» التي تحاول واشنطون إرسالها إلى طهران في الآونة الأخيرة، فأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى موافقة بوش شخصيا على السماح للرئيس السابق محمد خاتمي بزيارة واشنطون للمشاركة في العديد من الندوات الأكاديمية، إلى جانب السماح للرئيس الحالي أحمدي نجاد بالوصول الى نيويورك لإلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكدت وسائل الإعلام ان زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لإيران لم تكن لتتم لولا حصوله مسبقا على إذن مسبق من واشنطون للبحث عن مخرج من المستنقع العراقي. ورأى الجنرال زئيف شيف المعلق الاستراتيجي أن كل هذه المؤشرات تقود إلى انطباع مفاده أن واشنطون باتت تؤمن بضرورة انتهاج سياسة الحديث والتفاوض مع إيران «فقط» من دون محاولة التلويح بالقوة والتهديدات التي يبدو أن الإدارة الأمريكية اقتنعت بأنها وسائل غير مجدية في تحقيق الهدف المطلوب.
 
في الوقت ذاته حذر زئيف شيف من أن مواصلة إيران تطوير مشروعها النووي يمكن أن تؤدي إلى دفع مصر والسعودية على الأقل لخوض السباق النووي، وذلك بحد ذاته خطر كبير. وهي الفكرة التي أيدها الدكتور جاي باخور الباحث في معهد هرتسليا متعدد الاتجاهات، الذي رأى أن وجود السلاح النووي في دولة سنية يمثل خطرا أكبر مما تمثله إيران، حتى إذا كانت تلك الدولة السنية تخضع حاليا لحكم نظام «معتدل». واستند في ذلك إلى أنه في الدول السنية، التي تحيط بإسرائيل، يظل الاحتمال قائما أن تتولى الحكم الحركات الإسلامية التي تنادي بالقضاء على الدولة العبرية. وهذا الاحتمال يمثل «كابوسا» في الظروف العادية، فما بالك إذا وقع والدولة السنية تملك سلاحا نوويا ؟!
 
الخلاصة أن كلا من سنيه وباخور وشيف، وأمثالهم من المعلقين، اتفقوا على ضرورة أن توظف إسرائيل كل ما تملكه من وسائل وأدوات الضغط على إدارة الرئيس بوش لتغير موقفها، وتثنيها عن مغازلة إيران، لدفعها إلى تبني الخيار العسكري لوقف البرنامج النووي الإيراني. لكنهم في المقابل يدعون دوائر صنع القرار في الدولة العبرية إلى عدم استبعاد احتمال أن تضغط إسرائيل إلى المبادرة بالعمل العسكري من جانبها ضد إيران.
 
(*) كاتب ومفكر من مصر
 
(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 27 سبتمبر 2006)


حراك ثقافي جديد في ليبيا في ظل الثورة الرقمية

المهندس: عصام الغول esam_alool2002@yahoo.com
 
ان التغير أو التبدل في أحوال الناس والثقافات يعتبر من أهم القضايا التي شغلت بال المفكرين والمتخصصين في مختلف فروع المعرفة علي امتداد عقود من الزمن، وكثير من علماء الاجتماع استخدم مفهوم التحديث للاشارة الي العملية التي عن طريقها يتحوّل المجتمع من الحالة التقليدية الي حالة المجتمع الحديث باعتبار أن التحديث مرحلة ضمن مراحل تطور المجتمعات البشرية، وتجدر الاشارة الي أن مسيرة التحديث لأي شيء لا يمكن أن تبدأ فجأة، وانما لا بد وان تسبقها مرحلة، تسود خلالها أنماط مختلفة من الفكر والتجارب، تميزت بسيادة بعض المعطيات تسببت في توجيه سيل لا ينقطع من الأسئلة في محاولة لفهم تلك المعطيات، أسئلة تدعو اجاباتها الي الثورة علي القديم، وعدم الخوف من المجهول، والاستعداد للدخول في تجارب غير معهودة ولا معروفة، ولكن ظروف المرحلة تتطلبها، ويشار الي هذه الحالة الفكرية بالحداثة، وهي حالة طالت مختلف الأنشطة المتعلقة بالثقافة والاعلام، فلا يمكن أن نقف علي أعتاب مستقبل يحيطه الغموض ويكتنفه الضعف والتشرد والتخلف، واقع لا يقدم استراتيجية واضحة واحدة مجمع عليها لمواجهة الواقع الذي فرضته المتغيرات الدولية الكبري، وهذا لا يمكن أن يتحقق في غياب رؤية شاملة تقوم علي قراءة واعية للمتغيرات الدولية الكبري وتحديد امكانيات التعامل معها بفاعلية وايجابية من خلال دور الاعلام في تنوير الشعوب وتوعيتها بمخاطر المرحلة، تصديا لكل المحاولات التي تضع عناوين وترفع شعارات متعددة براقة تبشر بالخير في ظاهرها وتضمر الشر في باطنها، مع ملاحظة أن هذه الشعارات يمكن أن يرفعها أفراد أو جماعات أو مؤسسات.
 
يشهد العالم خلال السنوات الأخيرة تسارع لم يعرفه من قبل في مجال تدفق المعلومات، وقد تزامن هذا مع ثورة في وسائل الاتصال مما سهل عملية نقل المعلومات بين مختلف أنحاء العالم، وهذه المكونات بالنسبة للمجتمع المنتقلة اليه قد تكون مفيدة أو غير مفيدة، المرغوب فيها وغير المرغوب فيها، التي لا تتعارض ونسق القيم المحلي والتي تتعارض معه وهكذا. وليس في امكان المجتمعات قفل الأبواب أمام هذه التدفق الهائل في ثورة المعلومات، ومع أنه من الناحية النظرية جميع المجتمعات متساوية من حيث المقدرة علي التصدير والمقدرة علي التعامل مع ما تستقبله من معلومات، لكن الواقع ليس كذلك، فقط عدد صغير من البلدان التي تتمتع بالقوة المالية والعلمية والعسكرية هي التي تصدر ولا تستقبل، وبالنسبة لحالة المجتمع الليبي فهو يقع بالطبع في الجانب الذي يستقبل.
 
لكل ما تقدم يمكن القول بأن التحديث الثقافي يعني عملــــية انتقال من نمط معرفي يعـــتمد بدرجــة كبــــيـرة علي احترام التقاليد والأفكـــــار القديمة، الي نمط ثقافي يوظف العقلانية توظيفا واسعا، ويستعين بنتائج المعرفة العلمـــــية وتوظيفاتها الشــــفافية في التعامل مع ما يصادفه المرء في يومه من قضــايا وأنشطة ومشكلات تتــــطلب تحديث كل المؤسسات الثقافــــية في البلاد من صحــــف واذاعات.
 
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 27 سبتمبر 2006)

جزيرة زمبرة لن تتحوّل إلى وجهة سياحيّة!

زمبرة ـ نابل ـ الصباح:
 
لا احد يمكنه ان يتخيل جمال زمبرة.. هذه الجزيرة البكر التي ابهرت عددا من الصحفيين وادارت اليها الاعناق فانجذبوا اليها شديدا الى درجة انهم لم يشعروا هناك بمرور الوقت وتجاوزوا المدة المخصصة للزيارة بخمس ساعات او يزيد. وبمجرد ان وطأت اقدامهم هذا الارخبيل قال البعض منهم: «لماذا لا تتحول هذه المنطقة المنسية من الارض الى محطة سياحية عصرية مفتوحة للجميع.. تقام عليها النزل الفخمة ومدن الالعاب والملاهي والمواني الترفيهية والملاهي الليلية؟».
 
وقال اخرون: «زمبرة بهذه الحلاوة كلها يجب ان تظل محمية طبيعية حتى لا تدوسها الاقدام.. وحتى لا يستحيل بحرها الصافي الى مصب لمياه «الصوناد»..
 
وبين هذا الرأي وذاك بون شاسع واختلاف كبير، كان الفصل فيه لذوي الاختصاص واصحاب الحجة واهل العلم: السيدين محمود الشيحاوي وعلي الحيلي.
 
المقام اذن ارخبيل زمبرة الراجع بالنظر ترابيا الى معتمدية الهوارية بولاية نابل، الممتد على مساحة 389 هكتارا والواقع على بعد 15 كيلومترا من سيدي داود و8 كيلومترات من ارخبيل زمبرتة ونحو 60 كيلومترا من ميناء حلق الوادي.
 
اما المقام فهو زيارة ميدانية نظمتها وزارة البيئة والتنمية المستديمة بالتنسيق مع البحرية التونسية (لان الجزيرة منطقة عسكرية) لفائدة عدد من الاعلاميين لاطلاعهم عن المدخرات التي تزخر بها هذه الجزيرة ولاحاطتهم علما بالبرنامج الجديد الرامي لحماية المكان وصونه.
 
وانطلقت هذه الرحلة صبيحة يوم السبت الماضي من النادي البحري بحلق الوادي على متن مركب ضخم ورافقنا فيها السيد محمود الشيحاوي المسؤول عن تنفيذ مشروع صون المناطق الرطبة في حوض المتوسط بوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي والسيد علي الحيلي رئيس جمعية احباء الطيور الذي اشتغل كثيرا في الجزيرة والف شعابها.
 
وعن سبب غلق جزيرة زمبرة امام الزوار قال الشيحاوي «ان المنظومة الطبيعية بزمبرة تتميز بهشاشة كبيرة الامر الذي تطلب تمتيعها بحماية مطلقة.. وتكون الزيارات اليها محدودة ومؤطرة وبعد الحصول على اذن من وزارة الدفاع ولا يمكن فتحها للجميع او جعلها محطة سياحية.. حتى وان كانت للسياحة البيئية».
 
وقبل الشروع في تسلق مرتفعات الجزيرة والتجوال عبر ثناياها ومسالكها الوعرة للوصول الى قمة الجبل ومشاهدة البحر من هناك اعلمنا الشيحاوي انه انطلقا من مركز الاقامة التابع للبحرية التونسية، توجد ثلاثة مسالك للتجوال تتيح الفرصة للزائر لكي يتعرف على جزء كبير من زمبرة ويؤدي المسلك الاول الى برج المراقبة بقمة الجزيرة ويمكن احد فروعه من الوصول الى وادي الزيتون قبالة صخرة عملاقة مسماة بالكاتدرائية لشبهها بالكنيسة الاسقفية ويؤدي المسلك الفرعي الثاني الى الرأس الكبير مرورا بعين كبار.. وتتميز هذه المسالك الثلاثة بشدة انحدارها.. الامر الذي جعل عددا من الذين رافقونا في الرحلة يصرفون النظر عن تسلق تلك المرتفعات لانهم لم يرتدوا ملابس رياضية..
 
وحدثنا الشيحاوي باطناب كبير عن مكونات زمبرة.. وبين انه تم انشاء الحديقة الوطنية بزمبرة وزمبرتة منذ سنة 1977 وبالتالي فهي اول حديقة وطنية في الجمهورية.. ثم وقع احداث منطقة حماية بحرية تمتد حول الارخبيل على مسافة ميل ونصف.
 
ومن جهته اخبرنا علي الجبلي انه لحماية «جلم الماء» الذي يعشش في الجزيرة باعداد هامة تناهز حوالي 25 الف زوجا كل سنة تم ادراج زمبرة من قبل اليونسكو ضمن قائمة محميات المحيط الحيوي سنة 1977.
 
ولجزيرة زمبرة شكل هرمي تحده اجراف عالية تمتد داخل اعماق البحر الى غاية 50 مترا وتحيط بها شواطئ صخرية وشاطئ رملي وحيد في جهتها الجنوبية..
 
ولعل ما يجعل المنطقة، ذات اهمية بالغة على السمتوى الوطني والمتوسطي هو احتواؤها على كائنات نادرة ومستوطنة ومهددة بالانقراض..
 
ففي الستينات مثلا كانت توجد بالجزيرة الفقمة لكنها انقرضت.. وبين محدثنا ان المارشال تيتو اهدى للزعيم الحبيب بورقيبة فقمات لكن لم يقع وضعها في المكان الملائم فانقرضت..
 
وفي بحار الجزيرة نجد بقرة البحر التي تتغذى من الطحالب الخضراء وخيار البحر الذي يعيش في القاع الرملي او الصخري او معشبات البوسدينيا والسلحفاة المفلسة التي تتعرض للتهديد بسبب الصيد غير المشروع.
 
واضاف محدثنا انه منذ اقرار الجزيرة محمية بيولوجية اضافة الى كونها منطقة عسكرية يحظر الدخول اليها، اصبح القاع البحري من اثرى ما يكون على الصعيد المتوسطي سواء على المستوى النباتي او الحيواني حيث نجد انواعا من الطحالب لم يشاهد مثلها في المتوسط ونجد الضريع وسلق البحر والمرجان البرتقالي الذي يعد من الانواع المهددة الى جانب الرخويات الكبيرة والمتوسطة واسماك المناني والورقة والغراب الدنديق وحمام البحر والمرينة والشلبة والصبار والكلمار والقمبري.
 
وتتميز الجزيرة بوجود انواع مختلفة من الطيور خاصة طير البرني والنورس الفضي والحمام الازرق وخاصة جلم الماء.. وفي غاباتها نجد القط البري وهو حيوان نادر يزن بين كيلوغرام و6 كيلوغرامات يقتات من الارانب والقوارض والزواحف والحشرات، ونجد الحيات التي يتراوح طولها بين المتر والمترين والحرباء وشحمة الرمل وبو بريص..
 
وكانت الزيارة الميدانية الى سفح جبل زمبرة التي اصطحبنا فيها حارس الغابة عادل بن ضافر المشهور بولد العصفور وهو اصيل الهوارية مناسبة للتعرف على مكونات الغطاء النباتي على غرار الريحان والخلنج والنخل القزم واللنج.. ولاحظنا غيابا شبه تام للاشجار العالية.. ومن الانواع النادرة نجد الكزبرة الشائكة وقرنفل الصخور وخس كريت.
 
ولكن من الذي استوطن الجزيرة في عهود خلت؟ عن هذا السؤال اجابنا علي الحيلي بالقول «تعاقبت على زمبرة عديد الحضارات بداية من العصر البحري الحديث.. وعثر فيها على بقايا قبور بونيقية وفسيفساء وخزانات مياه ترجع للعهد الروماني.. وكانت زمبرة موقعا لاساطيل الفينيقيين والرومان وسفن القراصنة..
 
وبعد جولة شاقة انتهت بمشاهدة السواحل الجميلة التي تطوق الجزيرة المطلة على جزيرة زمبرتة وعنق الجمل.. عدنا ادراجنا الى المركب وابحرنا اكثر من ثلاث ساعات نحو ميناء حلق الوادي والكل يتمنى لو طالت الرحلة اكثر.
نقل: سعيدة بوهلال
 
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 27 سبتمبر 2006)
 

أنور براهم في بيروت… حكاية حب لا يصدق

 

 
بيار أبي صعب لم يأت الموسيقي المعروف الى بيروت لتقديم آخر أعماله «رحلة سَحَر». ترك عوده في تونس، واستبدل به كاميرا فيديو. جاء محملاً بالأسئلة ليعاين الخراب العظيم. عمّ يبحث أنور براهم في بيروت؟ في باحة مسرح كركلا (إيفوار سابقاً)، أطالت الصبيّة النظر إلى صاحب القميص «البيج» الأربعيني الأنيق، المنزوي قرب البار، وترددت كأنها أمام وجه تعرفه. “هذا الرجل… كم يشبه أنور براهم!” همست لصديقتها. من الواضح أن تلك الشابة التي جاءت الى ختام “أيام بيروت السينمائية” هاوية جاز، ولعلها حضرت احدى الحفلات التي أحياها الفنان المذكور في بيروت أو بعلبك أو باريس أو أي مكان آخر. لكن أحداً لم يقترب ليقول لها: أصبت، إنه أنور براهم شخصياً. فنان يصعب تصنيفه، إن على خريطة الموسيقى العربية المعاصرة، أو في مجال موسيقى الجاز التي بات من رموزها المعروفين عالمياً… أنور براهم في بيروت، لكن من دون عوده هذه المرة! لقد جاء يبحث عن شيء آخر. عن بيروت حتماً؟ عن نفسه ربّما. عن أشياء تستعصي على القول في كل الأحوال. جاء يحمل غصّة اختزنها في حلقه أسابيع طويلة صعبة، من هذا الصيف الدموي الذي أمضاه في بيته في قرطاج، ضاحية العاصمة التونسية العريقة، متنقلاً بين قنوات الفضائيات العربية والأجنبية، أو بين التلفزيون والإنترنت… محاولاً أن يفهم: ماذا يحدث في لبنان؟ وكيف يمكن أن يحدث؟ هذه هي الاجابة التي جاء يبحث عنها على الأرجح، وهو على يقين من أنه سيخرج من زيارته بمزيد من الأسئلة، ومزيد من الحيرة. صاحب «حكاية حب لا يصدق» ترك عوده في تونس. استبدل به كاميرا فيديو. واستعاض عن عازفيه بفريق تصوير تلفزيوني. وأنور ليس غريباً عن السينما، ترك بصماته الموسيقية على بعض الأفلام المعروفة التي تحمل توقيع كوستا غافراس أو جان لوك غودار، فريد بوغدير أو مفيدة التلاتلي أو نوري يوزيد… لكنّه هذه المرّة يقف وراء الكاميرا، يعطي التعليمات، يدرس الكادر بعناية فائقة، ويطرح الأسئلة على مجموعة من الأدباء والصحافيين والفنانين والمبدعين والناشطين في مجالات ثقافية مختلفة. يسألهم عن تلك الحرب: كيف عاشوها؟ وكيف يفهمونها؟ عن أنفسهم وعن علاقاتهم الحميمة بالمدينة، عن مشاريعهم ورهاناتهم وجراحهم السرية. «خلال العدوان كنت أفكر كل يوم في المجيء الى لبنان. أفكر بأصدقائي هنا، بما عساهم يفعلون في لحظة معينة… بالموت الأعمى المحدق بهم». وما ان توقف العدوان الاسرائيلي حتى قفز على متن أول طائرة، برفقة الحبيب بلهادي، صديقه وزميله ومواطنه، اللبناني الهوى، وهو المسرحي والمنتج (شريك جليلة بكار والفاضل الجعابي في «فاميليا») الذي آمن بمشروع الفيلم وتحمّس له. نتذكّر كيف حمل عوده في العام 1998، عشية ولادة ابنته ليلى مع الممثلة صابرية اسكندراني، وصدور أسطوانته «ثمار»، ومضى ليعزف في القدس بدعوة من «مؤسسة يبوس» الفلسطينية. هذه المرّة أراد أنور أن يلتقي أصدقاء أعزاء، أو فنانين وكتّاب يعرفهم، كي يساعدوه على فهم ما جرى: عباس بيضون وإلياس خوري، أميرة الصلح وهانية مروّة، برنار خوري وربيع مروّة، والزميل جوزيف سماحة وكاتب هذه السطور. «أتيت إلى بيروت كي أتطهّر من كل هذا العنف في داخلي… إنّه نوع من العلاج الذاتي على ما أعتقد». يفكر أنور في إمكان تقديم حفلة أو أكثر قريباً في لبنان. لكن أين؟ نسأله. في قاعة مقفلة أم في الهواء الطلق في بنت جبيل؟ يطرق مفكراً، ويؤجل الإجابة الى وقت آخر. رحلته الى لبنان فيها شيء من «رحلة سَحَر» بطلة أسطوانته الجديدة (ECM). تلميذ علي السريتي المشبع بالموسيقى التراثية التي خرج مبكراً على أطرها التقليدية ليعانق موسيقى العالم، عزف وسجّل أسطواناته مع موسيقيين بارزين، يمارسون أنماطاً مختلفة وينتمون إلى ثقافات متباينة أمثال التركي بربروس إيرزكوزي (كلارينيت)، والنروجي يان غربريك (ساكسوفون)، والبريطانيين جون سورمان (كلارينيت ــ ساكسوفون) ودايف هولاند (كونترباص)، والفرنسي ريشارد غاليانو (أكورديون)، وأخيراً فرنسوا كوتورييه (بيانو)، وجان ــ لوي ماتينييه (أكورديون). معهما ألف الثلاثي الذي اهتدى الى معادلته السحرية قبل أربعة أعوام. كان ذلك في العام 2002، بعد توقف طال عن التأليف. ابتعد أنور عن عوده وكتب لآلة البيانو. وإذا بنا أمام مقطوعات مسكونة بنغمية شفيفة، قائمة على حوار الآلتين… وكانت النتيجة أسطوانة مفاجئة بعنوان «خطوات القط الأسود»، لا تشبه ما حولها وما سبقها. النبرة الحميمة جعلت منها أنجح أعماله ربّما، وعلى الأقلّ أكثرها تماسكاً، ومقدرة على خلق توازن هارموني وأسلوبي دقيق، بين عناصر متباينة، من الجاز والتانغو والفلامنكو، إلى الموسيقى الهندية والفارسيّة والعربيّة. وقد يتسرّع بعضهم ويرى في تلك الموسيقى تجسيداً لحوار الشرق والغرب. لكنّ براهم تجاوز هذه المرحلة ليحمل شرقه الى العالم أجمع، من دون انشغال في أسئلة الهويّة. «رحلة سَحَر» هي استمرار لتجربة التريو عود ــ بيانو ــ أكورديون، وقد تصفّت وشفت. فيها «غرناطة» و«حدائق زرياب» و«الحلفاوين» ذلك الحي الشعبي التونسي الذي أبصر فيه النور. يقدم أنور براهم موسيقى تأملية هادئة تستدعي السكينة، وسط عالم صاخب. تماماً كما هي اطلالته البيروتية بعد شهر الجنون والموت. هناك مقطوعة في الأسطوانة بعنوان “فجر” تختزن كل هذا الصفاء الداخلي. بوسع أنور أن يهديها إلى أصدقائه اللبنانيين الذين نقلوا إليه عدوى أوجاعهم وخلافاتهم المحيّرة. المصدر: جريدة الأخبار (http://www.al-akhbar.com) (المصدر: صحيفة الأخبار اللبنانية الصادرة يوم 27 سبتمبر 2006) عنوان المصدر: http://www.al-akhbar.com/ar/node/6284
 


هيئة العلماء تدين حادث بعقوبة وتدعو لكشف ملابسات الحادث

 

بغداد (رويترز) – أدانت هيئة علماء المسلمين يوم الاربعاء حادث مقتل ثمانية اشخاص اغلبهم من عائلة واحدة بينهم اربع نساء على يد القوات الامريكية في مدينة بعقوبة. وقال بيان الهيئة ان قوات « الاحتلال الامريكي قامت في وقت السحور من فجر هذا اليوم الاربعاء بمداهمة أحد المنازل في منطقة الكاطون التابعة لمحافظة ديالى فقتلت أربعة رجال وأربع نساء اثنان منهن حوامل. » واضافت الهيئة انها « تستنكر هذه المجزرة الارهابية التي تعيد الى الاذهان سلسلة المجازر والجرائم الدموية لهذه القوات الوحشية في الفلوجة وحديثة والاسحاقي والمحمودية وغيرها من مدن العراق وقراه الصامدة. » وحملت الهيئة في بيانها « الاحتلال والحكومة الحالية المسؤولية الكاملة عن هذه المجزرة غير الاخلاقية وتطالب بمعرفة مصير المفقودين. » وكانت القوات الامريكية اعلنت في وقت سابق انها اغارت على منزل في احد ضواحي مدينة بعقوبة وانها قتلت ثمانية اشخاص من بينهم اربع نساء قال البيان انهن قتلن بسبب القصف الجوي. وقال البيان ان الغارة كانت تستهدف « احد الارهابيين مرتبط بتنظيم القاعدة في بعقوبة وانه قتل ومعه ثلاثة ارهابيين اخرين. » ودعت الهيئة التي تعتبر المرجع الديني للسنة العرب في العراق والتي تجاهر برفضها وجود قوات اجنبية في العراق منظمات حقوق الانسان العراقية والعربية والعالمية « والشرفاء الذين يعنيهم أمر العراق الى فضح هذه الاساليب الفاشية في تعامل الاحتلال مع العراقيين. » واضاف البيان ان الهيئة تطالب هذه المنظمات الى  » التدخل لكشف ملابسات هذه المجزرة ومعاقبة المجرمين واتخاذ الاجراءات اللازمة لاجبار الاحتلال على سحب قواته من البلاد والا فان مسلسل المجازر والجرائم لن ينتهي. » وكان عدد من اهالي الضحايا من الذين بقوا على قيد الحياة بعد هربهم اثناء مداهمة القوات الامريكية للمنزل وشهود العيان من اهالي ضاحية الكاطون اكدوا ان قوات امريكية تساندها مروحيات اغارت على المنزل وانها قامت بفتح النار بشكل كثيف على افراد المنزل مما أدى مقتل اربع نساء بينهن حوامل وثلاثة رجال كلهم من عائلة واحدة اضافة الى مقتل أحد الاشخاص من المنازل المجاورة بفعل الضربات الجوية.   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 27 سبتمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)  


علامات الاجهاد تظهر على الجيش الامريكي في العراق وأفغانستان
 
واشنطن (رويترز) – تظهر على الجيش الامريكي علامات متزايدة على الاجهاد مع محاولته ابقاء مستويات قواته الحالية في العراق وأفغانستان منها توتر الجنود وانخفاض مستويات استعداد الوحدات ونقص المعدات والقلق بشأن التمويل. وقدم الجيش أكبر افرع القوات المسلحة الامريكية معظم القوات البرية في الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام ونصف العام في العراق وفي الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام في أفغانستان. وينتمي زهاء 102 ألف من أفراد القوات الامريكية في العراق البالغ قوامها 142 ألف جندي و16 ألفا من جنود القوات الامريكية البالغ قوامها 21 ألفا في أفغانستان الى الجيش. ويقضي كثير من الجنود دورة ثانية أو ثالثة في الخدمة في العراق. وكان القادة العسكريون الامريكيون يتوقعون أن ينخفض مستوى القوات في العراق بحلول الفترة الحالية لكنهم كانوا يبذلون جهودا كبيرة للحفاظ على مستويات مرتفعة لاعداد القوات بسبب أعمال العنف الطائفية التي زادت المخاوف من احتمال اندلاع حرب أهلية. ومن غير المتوقع اجراء أي خفض ملموس في عدد القوات قبل منتصف العام المقبل على الاقل. ومدت وزارة الدفاع الامريكية في الشهرين الماضيين بقاء لواءين قوام كل منهما زهاء 4000 جندي بعد التاريخ المحدد لعودتهما من العراق وهو أمر يمكن أن يقوض الروح المعنوية ويثير قلق عائلاتهم في الوطن. وقال مسؤولون بالجيش انهم ربما يحتاجون للجوء بدرجة أكبر الى قوات الحرس الوطني في عمليات تبديل الجنود في المستقبل. ويبدي قادة الجيش قلقهم ازاء الحصول على موارد كافية لاستمرار نشر القوات في الخارج واستبدال واصلاح دبابات ومركبات مصفحة وعتاد اخر يتلف في العراق. وكان الجيش قد حذر من تراجع مستويات استعداد الوحدات للقتال مع تناقص الوقت الذي يقضيه الجنود في قواعدهم في الوطن للراحة والتدريب واعادة التجهيز بالعتاد بعد دورة خدمة في القتال تستمر عاما.   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 27 سبتمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.