الأربعاء، 26 يناير 2011

Home – Accueil

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°3900 du 26.01.2011  

archives : www.tunisnews.net


كلمة:عــــــاجل !! حــرية و إنـصاف:الشرطة تعتدي على المعتصمين بالقصبة وضحايا بالعشرات

كلمة:محاولة ليبية للتدخل العسكري في تونس

السبيل اولاين:هيئة المحامين : ميليشيات « التجمّع » تحاول إعادة جو القمع وإجهاض الثورة

الصباح:بين أوروبا وأمريكا اللاتينية ثروة سليم شيبوب.. عمولات وصفقات مسترابة

الجزيرة.نت:واجهات وترقب لتعديل وزاري تونس تصدر مذكرة لاعتقال بن علي

الجزيرة.نت:استجابة لمظاهرات وإضرابات تطالب بخروج أنصار بن علي تعديل وزاري في تونس اليوم

«الشروق» تنشر نص وثيقة بن صالح والمستيري والفيلالي

الشروق:عبد السلام جراد في حديث لـ«الشروق»: الغنّوشي متمسّك بثلاثة وزراء من العهد السابق

حـزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ:للـذود عـن ثـورة شعـب وشبـاب تونـس

بيان إعلامي من رابطة اليسار العمالي نحن على ذمة ثورة شعبنا المستمرة

اللجنة المؤقتة للدفاع عن قوات الأمن:بيان عدد 2

الاتـحــاد الـجهـــوي للشغــل بصفــاقـــس:بيان الأساتذة الجامعيين بصفاقس

بلاغ من حركة التجديد

حزب الخضر للتقدّم:بلاغ المجلس الوطني

اعوان واطارات البنك الوطني الفلاحي يتعرضون الى تهديدات

صالح عطية:تحليل إخباري:لماذا تبدو الحكومة الانتقالية مربكة في مواقفها؟

علي بوراوي:حكومة لتصريف الأعمال أم لتحديد المصير؟

بشير الحامدي:تونس ـ حتى لا يقع وقف المسار الثوري وإجهاض الثورة

الأستـــاذ فـوزي بـن مـراد:لماذا … وكيف يقع حل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي من الناحية القانونية؟

رشيد خشانة :الجنرال » بوعزيزي يهزم الجنرال بن علي: الشباب العاطلون لاعب جديد على المسرح السياسي (2 من 3)

أبوجعفرالعويني:لن يخنع الشعب و لن يبيع

نداء إلى شعب تونس ونخبها

محمد كريشان :تونس ودقة المرحلة الانتقالية

رشاد أبوشاور:الانتفاضة.. الثورة..المعجزة التونسية!

أيمن خالد:تونس ونحن والأمريكان وعقل الطوائف

حسن صغير:ثورة تونس.. أشكال جديدة للتسيس

الجزيرة.نت:مظاهرات مصر تتواصل واعتقال المئات

القدس العربي:البيت الأبيض يدعو مصر لرفع الحظر عن التظاهر وكلينتون تطالب « ضبط النفس » و »حرية التعبير »

القدس العربي:مظاهرات حاشدة في انحاء مصر و3 قتلى ومئات المصابين والمعتقلين.. والاف يعتصمون في ميدان التحرير

القدس العربي:لحزب الحاكم في مصر يقول انه فهم مطالب المتظاهرين

سويس انفو:علاء عبد المنعم: « يوم الغضب بمصر كسر حاجز الخوف »


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  نوفمبر 2010


عــــــاجل !!

حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 26. جانفي 2011

علمت كلمة من مصادر مطّلعة ان المدير التجاري لشركة الكاترينج (عمال الأرض في المطار) منتصر الصانع قام بإرسال مراسلات إلكترونية لعدد من شركات الطيران من بينها آير فرانس والقطرية والإماراتية والأردنية ليعلمها أن الظروف الأمنية لا تسمح بتقبل الرحلات إلى تونس. واعتبر نقابيّو القطاع ما قام به المدير التجاري ضربا للعمل واعتداء جديدا على حقوقهم ومستقبلهم خاصة وأنهم يتهمونه بالضلوع في عملية تقسيم شركة تونس للطيران وتمكين بلحسن الطرابلسي من نسبة 25 بالمائة من الشركة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 26 جانفي 2011)

الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 20 صفر 1432 الموافق ل 26 جانفي 2011

الشرطة تعتدي على المعتصمين بالقصبة وضحايا بالعشرات


في استفزاز خطير عمدت قوات الشرطة المدججة بكل وسائل قمع المتظاهرين صباح اليوم الأربعاء 26 جانفي 2011 إلى إطلاق القنابل المسيلة للدموع على مئات الشبان الملتحقين بالمعتصمين بساحة القصبة والاعتداء عليهم بالهراوات والعصي مما خلف عشرات الجرحى في صفوفهم إصابة بعضهم خطيرة، وقد ذكر شهود عيان عجز مستشفى عزيزة عثمانة القريب من ساحة القصبة عن استقبال المصابين نتيجة نقص في الإطار الطبي وشبه الطبي والأدوية. وحرية وإنصاف: 1)    تدين بشدة اعتداء الشرطة على الشبان المتظاهرين وتعتبر ذلك اعتداء على حرية التظاهر السلمي وتدعو إلى احترام إرادة الشعب. 2)    تطالب بوقف كل الاعتداءات ضد أبناء الشعب الذين برهنوا على حبهم لتونس والذين ساهموا بدمهم وصبرهم وجهدهم في إسقاط طغمة القمع. 3)    تدعو الإطار الطبي وشبه الطبي إلى الإسراع لمعاضدة زملائهم بمستشفى عزيزة عثمانة وتقديم المساعدة الضرورية التي يحتاجها الإطار العامل على عين المكان.     عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

محاولة ليبية للتدخل العسكري في تونس


حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 25. جانفي 2011 قالت الناطقة باسم المجلس الوطني للحريات في تصريح لراديو كلمة أن محاولات عسكرية للتدخل في شؤون تونس الداخلية جرت أمس من طرف الجماهيرية الليبية التي صرحت بمعارضتها للثورة التونسية. و قال القذافي في تصريح لإحدى القنوات التلفزية الخاصة انه يساند الثورة شرط أن تعلن النظام الجماهيري الذي يتماشى و قناعته. وكان القذافي استهان بثورة شباب تونس في خطاب وجهه للشعب التونسي اثر نجاح الثورة في إزاحة الديكتاتور. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 26 جانفي 2011)


هيئة المحامين : ميليشيات « التجمّع » تحاول إعادة جو القمع وإجهاض الثورة


السبيل أونلاين – تونس – عاجل أكد مجلس الهيئة الوطنية للمحامين التونسين اليوم الإربعاء 26 جانفي 2011 أنه « عاين تواجد مجموعات مشبوهة من ميليشيات حزب التجمع (الحزب الحاكم سابقا) بشارع باب بنات (العاصمة تونس) ، تتولى رمي الحجارة في كل مكان وتحاول الإختلاط بمجموعة المعتصمين بساحة الحكومة التي كانت تتظاهر سلميا ، كما تحاول الإختلاط بمجموعات المحامين والمواطنين المتظاهرين سلميا وجرّهم لمواجهة أعوان الأمن بالعنف » . وأضافت هيئة المحامين التي عقدت إجتماعا اليوم الإربعاء ، في بيان حصل السبيل أونلاين على نسخة منه : »وعوض أن يتولى أعوان الأمن المتواجدين بأعداد ضخمة ضبط المندسين على محدودية عددهم تولوا استعمال قنابل الغاز المسيل للدموع بكميات كبيرة في كل مكان واتجاه بما في ذلك قصر العدالة مما تسبب في إشاعة الهلع وإصابة مواطن إصابة مباشرة في رأسه وإصابة المحاميات والمحامين بحالات اختناق وإغماء » . ونددت الهيئة في بيانها الموجه للرأي العام بتلك التصرفات واعتبرتها « اعتداء على سلامة المواطنين وحقهم في التعبير عن آرائهم بكل حرية وإعتداء غير مسبوق على حرمة المحاماة ومقرات العدالة » ، كما نددت « بتجنيد ميليشيات للإعتداء على المواطنين الذين يتظاهرون سلميا وإشاعة جو الفوضى والعنف » ، وحذّرت « الجهات الإدارة والأمنية من استغلال وتوظيف التصرفات المفتعلة التي بدت منسّقة لإعادة جو القمع وإجهاض ثورة الشعب » ، حسب نص البيان .
المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 26 جانفي 2011   


بين أوروبا وأمريكا اللاتينية ثروة سليم شيبوب.. عمولات وصفقات مسترابة


بدأت الحقائق والوثائق التي تكشف جرائم الفساد المرتكبة من قبل العائلات المحيطة بالرئيس المخلوع في الظهور بعد أن كانت هذه العائلات تحظى بالحصانة الكاملة ومنها رجل الاعمال سليم شيبوب وهو زوج احدى بنات الرئيس المخلوع من زوجته الأولى.

وفقا لما اورده منذ يومين موقع ومنتديات دريكيمو العالمية فقد أسس سليم شيبوب في 21 أكتوبر 2010، أي حوالي شهر قبل سقوط بن علي، الشركة العقارية « ريل ليك إستيت » في تونس.
وكانت  » الصباح  » قد اشارت في عدد اول امس الجمعة واستنادا إلى مصادر بالعاصمة الفرنسية باريس إلى تردد سليم شيبوب على زيارة فرنسا بمعدل 4 أو 5 مرات شهريا لحضور سباقات الخيل التي تشارك فيها صفوة الخيول العربية والتي تعود في الاصل لمالكها شيبوب والتي يبلغ سعر الواحد منها مليون دولار.
كما ذكرت بعض الصحف والمواقع الالكترونية أن شيبوب حاول القيام بانقلاب ضد الرئيس المخلوع بن علي بمعية الطرابلسية وذلك قصد تنصيب ليلي بنت محمد الطرابلسي على راس الدولة الا ان الثورة الشعبية سرعان ما اطاحت بمخططهم. وقد يكون من المفيد العودة إلى ما كانت نشرته مجموعة من الصحف بالخارج حول ما اسمته بعمليات مشبوهة قام بها سليم شيبوب.
وكانت صحيفة « الجرأة الأسبوعية » التي تصدر في باريس نشرت في عددها (37) فيفري 1998 وفي عدديها 43 – 42 بتاريخ جويلية اوت 1998مقالات حول إختصاص سليم شيبوب و شركاته في التوسط بين الشركات الأجنبية ومؤسسات الدولة التونسية، مشيرة إلى انه كان يحصل على نسبة مائوية ناتجة عن صفقات عمومية دولية.
وكان شيبوب محل متابعة من الصحيفة في شهر اوت 1998حيث اشار المقال المنشور في العدد 43 لشهر اوت إلى أن سليم شيبوب كان وسيطا عندما اشترت الخطوط التونسية أربع طائرات بوينغ وأربع طائرات إيرباص وكذلك في صفقة الاتصالات التي انتزعتها شركة نورثرن تيليكوم (Northern Telecom) بقيمة 480 مليون دولار، وصفقة توربينات الغاز لحساب الشركة الوطنية للكهرباء والغاز (STEG)، التي انتزعتها الشركة الإيطالية (Ansaldo) بقيمة 200 مليون دولار، وصفقة شراء سفن من قبل الشركة الوطنية للملاحة وهي في طور إعادة الهيكلة على طريق عملية تخصيها وقد حصلت كل هذه الصفقات في التسعينات القرن الماضي.
واكدت الصحيفة التي نقلت اخبار سليم شيبوب استنادا إلى تصريحات عدد من الشخصيات المعارضة « ان الشراسة التي كان يبديها سليم شيبوب في ابتزاز شركات القطاع العام  » تثير الدهشة »، فهو يقبض عمولات عن كل مسحوق الحليب المستورد من الشركة التونسية لصناعة الألبان بالتواطؤ مع أصدقائه المقربين وهناك مثال آخر يوضح لنا أسلوب سليم شيبوب في اختلاس الأموال العامة وهي تتعلق بصفقة بناء المدينة الأولمبية برادس والتي بلغت قيمتها حوالي 200 مليون دولار حيث لم يتم الاختيار بين مختلف المترشحين للمناقصة ، وخاصة الفرنسيين والكوريين الجنوبيين حسب المعايير الموضوعية. »وتم تسليمها بشكل غامض للجهة المحظوظة.
ووفقا لما تناقلته المواقع الالكترونية فان سليم شيبوب يحتكر أسواق تجهيزات وزارة الدفاع أيضاً كما استولى على مزرعة تابعة لأملاك الدولة تبلغ مساحتها 1200 هكتار. كما انه يملك وزوجته وبفضل مساعدة « مكلف تونسي » فندقاً خاصاً في مدينة « كان » الفرنسية على الشاطئ الازوردي وبناية في باريس بقيمة عشرات الملايين من اليورو ».
وتقدر الأموال المسروقة حسب تقدير صحيفة الباييس الاسبانية بتاريخ 28 جويلية 1999 « بعدة مئات الملايين من الدولارات، مودعة في عدة بنوك أجنبية في أوروبا، وبعض بلدان أميركا اللاتينية. وقد استخدمت هذا الأموال ظاهرياً لدفع مشتريات الرئيس بن علي في الأرجنتين، وفلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية.
واذ لا يمكن أن تضبط قائمة ماحصل عليه من المكاسب المتأتية بطرق غير شرعية سواء تعلق الامر بالسيد سليم شيبوب أو غيره من المورطين في مثل هذه الممارسات فانه يمكن القول أنه امام اللجنة الوطنية حول الرشوة والفساد عمل كبير ونتمنى أن توفر لنا من المعلومات ما يشفي انتظارات القراء اول باول نظرا لما اظهروه من لهفة لمعرفة الحقائق باسرع وقت.
خليل الحناشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 جانفي 2011)  


مواجهات وترقب لتعديل وزاري تونس تصدر مذكرة لاعتقال بن علي


أصدرت الحكومة التونسية المؤقتة مذكرة اعتقال دولية بحق الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وزوجته ليلى وأفراد آخرين من عائلته لمحاكمتهم. يأتي ذلك في وقت يترقب الشارع التونسي إعلان تشكيلة وزارية جديدة وسط اندلاع اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين بالعاصمة. وقال وزير العدل في الحكومة التونسية المؤقتة الأزهر القروي الشابي في مؤتمر صحفي بالعاصمة إن تونس طلبت من الشرطة الدولية (إنتربول) المساعدة في اعتقال الرئيس المخلوع وزوجته وأفراد آخرين في أسرته. وأوضح الشابي أن تونس تريد محاكمة بن علي وزوجته وأفراد من أسرته بخصوص سرقة ممتلكات وتحويل عملات أجنبية. كما أشار إلى أن ستة من حري بن علي الرئاسي سيحاكمون بتهمة التحريض على العنف عقب الإطاحة به، لكنه من ناحية أخرى أوضح أنه لا يجري الإعداد لإجراء قانوني ضد وزير الداخلية السابق في عهد بن علي. وبخصوص فرار السجناء بين الوزير التونسي أن نحو 11 ألف سجين فروا من السجون أثناء الفوضى التي أعقبت الإطاحة بالرئيس بن علي، ودعا من فروا إلى تسليم أنفسهم، مشيرا إلى مقتل 71 سجينا أثناء الاضطرابات الأخيرة. غير أن الشابي أشار أيضا إلى الإفراج عن 2460 سجينا منذ فرار بن علي في انتفاضة شعبية، لكن لم يتضح كم منهم كانوا سجناء سياسيين. مواجهات في غضون ذلك اندلعت اشتباكات بين متظاهرين وقوات الشرطة التونسية بالعاصمة، وقد أصيب أربعة أشخاص نتيجة إطلاق الشرطة التونسية قنابل مدمعة على معتصمين أمام دار الحكومة. كما منع إيصال أطعمة، وذلك سعيا لفض الاعتصام الذي دخل يومه الرابع. وتأتي هذه المواجهات بعد أيام من الاحتجاجات السلمية المطالبة بتخليص الحكومة المؤقتة من الموالين للنظام الحاكم السابق. ولم يتضح كيف بدأت الاشتباكات التي وقعت قرب مكاتب الحكومة في المدينة القديمة (القصبة)، لكن شهودا من رويترز رأوا شرطة مكافحة الشغب وهي تستخدم الغازات المدمعة ضد مئات المحتجين أغلبهم من الشبان الصغار الذين كانوا يقذفون الشرطة بالحجارة. وكان المتظاهرون المعتصمون قدموا من خارج العاصمة ويقيمون في مخيم خارج المجمع الحكومي. وقد هتفوا أثناء المواجهات ضد قوات الأمن ووصفوها بأنها « شرطة ليلى »، في إشارة إلى ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع.   تعديل وزاري وتأتي هذه التطورات في ظل ترقب اليوم للإعلان في تونس عن تعديل وزاري يفضي إلى خروج عناصر محسوبة على حزب التجمع الدستوري الديمقراطي من الحكومة الانتقالية, وضم عناصر جديدة، في محاولة للخروج من المأزق السياسي الراهن. وأكد وزيران تونسيان لاحقا مساء الثلاثاء أن تشكيلة حكومية جديدة ستعلن بالفعل اليوم. وقال وزير التربية الطيب البكوش لرويترز إن التعديل سيهدف أساسا لشغل مناصب شغرت باستقالة خمسة أعضاء من الحكومة الأسبوع الماضي. وقال وزير آخر إنه سيتم تغيير عدد من الولاة, بالإضافة إلى تغييرات في السلك الدبلوماسي. وقررت الحكومة في الأثناء تخصيص منحة شهرية قدرها 150 دينارا (106 دولارات) لكل عاطل. وكان مراسل الجزيرة نقل عن المصدر الحكومي قوله إنه سيجري تعويض الوزراء المحسوبين على حزب التجمع (الحاكم سابقا) بآخرين أكثر انفتاحا على المجتمع المدني. ويفترض وفقا للمصدر نفسه أن تنضم إلى الحكومة الانتقالية بمقتضى التعديل المنتظر عناصر تمثل المناطق التي انطلقت منها شرارة الثورة الشعبية، مثل سيدي بوزيد الواقعة وسط غرب البلاد. وقال مراسل الجزيرة نقلا عن مصادر حكومية إن استمرار الغنوشي في رئاسة الحكومة يعكس عدم استجابة لمطالبة قسم من التونسيين بحكومة جديدة تقطع الصلة تماما مع عهد بن علي, وهو المطلب الذي يردده مئات المعتصمين أمام مقر الحكومة وسط العاصمة منذ ثلاثة أيام. وأضاف أن الشارع لا يتفاعل بعد بإيجابية مع التعديل الوزاري المنتظر، في ظل إصرار قطاع من الشارع على الإطاحة بالحكومة برمتها.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 جانفي 2011)

استجابة لمظاهرات وإضرابات تطالب بخروج أنصار بن علي تعديل وزاري في تونس اليوم


من المقرر الإعلان اليوم الأربعاء في تونس عن تعديل وزاري يفضي إلى خروج عناصر محسوبة على حزب التجمع الدستوري الديمقراطي من الحكومة الانتقالية, وضم عناصر جديدة، في محاولة للخروج من المأزق السياسي الراهن، في ظل الاحتجاجات الشعبية والإضرابات المنادية بحكومة جديدة خالية من الحزب الحاكم السابق، وفق ما قاله مراسل الجزيرة في تونس. وأكد وزيران تونسيان لاحقا مساء الثلاثاء أن تشكيلة حكومية جديدة ستعلن بالفعل اليوم. وقال وزير التربية الطيب بكوش لرويترز إن التعديل سيهدف أساسا لشغل مناصب شغرت باستقالة خمسة أعضاء من الحكومة الأسبوع الماضي. وقال وزير آخر إنه سيتم تغيير عدد من الولاة, بالإضافة إلى تغييرات في السلك الدبلوماسي. وقررت الحكومة في الأثناء تخصيص منحة شهرية قدرها 150 دينارا (106 دولارات) لكل عاطل. وكان مراسل الجزيرة نقل عن المصدر الحكومي قوله إنه سيجري تعويض الوزراء المحسوبين على حزب التجمع (الحاكم سابقا) بآخرين أكثر انفتاحا على المجتمع المدني. ويفترض وفقا للمصدر ذاته أن تنضم إلى الحكومة الانتقالية بمقتضى التعديل المنتظر عناصر تمثل المناطق التي انطلقت منها شرارة الثورة الشعبية، مثل سيدي بوزيد الواقعة وسط غرب البلاد. وكان ضم عناصر من تلك المناطق المحرومة واحدا من المطالب التي يرفعها المطالبون بحكومة إنقاذ وطني، خالية تماما الوجوه التي كانت تعمل تحت إمرة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، ومنها وزراء الداخلية والخارجية والدفاع, والمتهمة بتكريس الدكتاتورية والفساد أو السكوت عنهما، بمن في ذلك الوزير الأول محمد الغنوشي نفسه. تركيبة معدلة وقال مراسل الجزيرة نقلا عن مصادر حكومية إن استمرار الغنوشي في رئاسة الحكومة يعكس عدم استجابة لمطالبة قسم من التونسيين بحكومة جديدة تقطع الصلة تماما مع عهد بن علي, وهو المطلب الذي يردده مئات المعتصمين أمام مقر الحكومة وسط العاصمة منذ ثلاثة أيام. وفي المقابل, يأتي التعديل الوزاري المنتظر ليستجيب لمطلب المنادين بإزاحة الوزراء التجمعيين الذين هيمنوا على الحقائب الرئيسة في الحكومة التي سميت حكومة الوحدة الوطنية. وكان خمسة وزراء قد انسحبوا من الحكومة, قبل وبعد أداء اليمين أمام الرئيس المؤقت, وكان ثلاثة منهم رشحهم الاتحاد العام التونسي للشغل. وكان من بين المنسحبين الوزير المرشح لحقيبة الصحة مصطفى بن جعفر الذي يرأس حزب التكتل من أجل العمل والحريات المعارض, والمرشح لوزارة التنمية الإدارية زهير المظفر الذي يوصف بأنه كان منظرا لنظام بن علي. وينتظر أن يملأ التعديل الوزاري المرتقب الحقائب الوزارية التي لا تزال شاغرة ومن بينها الشؤون الاجتماعية والصحة. وقال مراسل الجزيرة إن الشارع لا يتفاعل بعد بإيجابية مع التعديل الوزاري المنتظر، في ظل إصرار قطاع من الشارع على الإطاحة بالحكومة برمتها. ويأتي الإعلان عن التعديل مع استمرار الضغط الشعبي على حكومة الغنوشي, وتحذير قائد الجيش التونسي الفريق أول رشيد عمار أمس من فراغ سياسي قد يستغله البعض لإعادة الدكتاتورية. وتتم المشاورات بشأن تعديل تشكيلة الحكومة بالتزامن مع مشاورات تجريها أحزاب ومنظمات معارضة للحكومة الانتقالية، للخروج بموقف موحد يساعد على حلحلة الأزمة. وتقول أنباء إنه يجري التشاور لتشكيل مجلس حكماء يضم شخصيات وطنية مرموقة مثل الزعيم التاريخي لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين المعارضة أحمد المستيري, ويُعهد إليه الإشراف على عمل الحكومة. وأُعلن في تونس مساء الثلاثاء أن رئيس مجلس المستشارين عبد الله القلال -الذي يخضع للإقامة الجبرية- استقال من منصبه. مظاهرات وإضرابات وفي الأثناء, يعتصم مناوئون لحكومة الغنوشي لليلة الثالثة أمام مقرها في العاصمة التونسية منادين برحيلها. وبدا هؤلاء -الذين قدموا من مدن داخلية، خاصة من سيدي بوزيد- مصممين على الاعتصام حتى ولو تطلب ذلك البقاء مدة طويلة. ولاحق عدد من هؤلاء المعتصمين اليوم القيادي المعارض منصف المرزوقي، عندما حاول التحدث في ساحة الحكومة، مما اضطره إلى مغادرة المكان. وقد بدا أول مؤشرات الانقسام في الشارع التونسي بشأن الحكومة الانتقالية بتسيير مظاهرة مؤيدة لها وأخرى منددة بها في تونس العاصمة. وتظاهر نحو 500 شخص في شارع الحبيب بورقيبة داعين إلى منح حكومة الغنوشي فرصة للعمل، فيما تظاهر على مقربة منهم ألف متظاهر من المناوئين للحكومة. وقد حصل تدافع بين الطرفين إلا أنه لم يحدث اشتباك حقيقي بينهما. وفي مدينة قفصة الواقعة جنوب غرب البلاد أطلق الجيش النار في الهواء لوقف اشتباك بين نقابيين مناهضين للحكومة وتجار وصناعيين يقولون إن أعمالهم تضررت بسبب الوضع غير المستقر. وقال نقابيون إن الذين هاجموا مقر الاتحاد هم في الواقع عناصر من مليشيات التجمع الدستوري الديمقراطي. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر محلي أن شابا عاطلا عن العمل أقدم على إضرام النار في نفسه أمام المقر الجهوي لاتحاد الشغل بالمدينة بعد أن سكب على جسمه البنزين, إلا أن حروقه كانت طفيفة. وبالتزامن مع المظاهرات, دعا المكتبان الجهويان لاتحاد الشغل في صفاقس (جنوب) والقيروان (وسط) إلى الإضراب العام الأربعاء، وذلك في سياق الضغوط التي تمارس على الحكومة لحملها على الرحيل. وكانت النقابة الأساسية للتعليم الابتدائي قد أعلنت إضرابا مفتوحا عن العمل, فيما دعت نقابة التعليم الثانوي من جهتها إلى إضراب عام يوم الخميس.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 جانفي 2011)


خاص: «الشروق» تنشر نص وثيقة بن صالح والمستيري والفيلالي


 تونس «الشروق»: من فاطمة بن عبد الله الكراي
كانت «الشروق» أول من نشر خبر المبادرة التي صاغها السادة أحمد بن صالح وأحمد المستيري ومصطفى الفيلالي، والتي طالبوا فيها بانشاء مجلس وطني للوفاق والانقاذ من أجل حماية الثورة… وكان ثلاثتهم قد قابلوا الرئيس المؤقت فؤاد المبزع وطرحوا عليه الفكرة التي يتضمنها محتوى المبادرة التالي نصها…
وعلمت «الشروق» أنه من المفترض أن تتم مقابلة ثانية بين أصحاب المبادرة والرئيس المؤقت، غير أن المقابلة لم تتم حيث علموا في آخر لحظة أن اللقاء لن يتم… كما أن ذات المبادرة هي أولى المبادرات ما بعد الثورة التي تقدم بشكل شبه رسمي، وتخضع الى نقاشات وابداء للرأي…  
مجلس وطني للوفاق والانقاذ
1ـ تنبثق عن الثورة الشعبية الصامدة هيئة عليا يطلق عليها اسم المجلس الوطني للوفاق والانقاذ يحفظ للانتفاضة الوطنية جذوتها الأصلية وينجي مقاصدها من الانحراف والزيغ ويصونها من الأعداء المتربصين ويمهد لقيام مؤسسات دستورية بديلة.
2ـ يتألف المجلس الوطني:
أولا: من نواب التنظيمات السياسية والاجتماعية والثقافية الناشطة في المجتمع التونسي على أساس الانابة المسؤولة من جانب هذه التنظيمات. ثانيا: من ثلة من رموز النضال الوطني ورموز الفكر.
3ـ تتلخص صلاحيات المجلس في المهمات التالية:
ـ العون على انتشار الأمن والطمأنينة في البلاد وحفظ الثورة من الانفلات والمخاطر ومن دسائس المتربصين. ـ العمل على اعداد دستور جديد يعرض على استفتاء الشعب. ـ متابعة نشاط الحكومة ورقابة سيرها في نطاق اعتماد الفصل بين السلط الدستورية. ـ السهر على تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية حسب مقتضيات نصوص الدستور الجديد ـ ينتهي دور المجلس الوطني للوفاق والانقاذ عند انتصاب السلط الدستورية واستلام رئيس الجمهورية المنتخب مسؤولياته الدستورية. (المصدر: جريدة « الشروق  » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 جانفي2011)  


عبد السلام جراد في حديث لـ«الشروق»: الغنّوشي متمسّك بثلاثة وزراء من العهد السابق


حوار: فاطمة بن عبد الله الكرّاي تونس «الشروق»:
ما حقيقة علاقة الاتحاد العام التونسي للشغل مع الحراك السياسي والشعبي الذي تعرفه الساحة التونسية الآن؟ وما سرّ قبول المركزية النقابية الدخول في حكومة الغنوشي ثم الانسحاب منها؟ ثم ما هو برنامج الاتحاد العام التونسي للشغل وهل أن له برنامجا خاصا به، وماذا عن المشاورات التي قام بها ولا يزال مع ألوان الطيف السياسي والفكري في تونس؟
سبق هذا اللقاء الذي خصّ به «الشروق» الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل السيد عبد السلام جراد، جلسة مشتركة تشاورية حول مجريات الوضع في البلاد، بين الاتحاد العام التونسي للشغل وعدد كبير من المنظمات المهنية والحقوقية فيما مقرّر أن يكون اجتماع مماثل بعد الظهر (أمس) بين أعضاء المكتب التنفيذي ومسؤولي الأحزاب السياسية المعارضة…
سألت «سي عبد السلام» عن آخر المستجدات: هل أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل هو الآن في حالة تفاوض مع الحكومة أم لا؟ ثم ما حقيقة انضمام الاتحاد إلى الحكومة الحالية وتراجعه؟
ـ يقول الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وقد قطع كلامه، رنين الهاتف بصنفيه الجوّال والقار:
ـ «الاتحاد في حالة مفاوضات مع رئيس الدولة المؤقت (فؤاد المبزّع) وكذلك مع رئيس الحكومة المؤقت (محمد الغنوشي) وبلغناهما قرار الهيئة الإدارية التالي: حل الحكوومة الحالية وإعادة تشكيلها على أن لا يكون من بين أفرادها أي عضو من الحكومة القديمة… وإذا قبلنا بوجود السيد محمد الغنوشي، فالتزاما بالفصل 57 من الدستور الذي ينصّ على أن يتولى رئاسة الجمهورية رئيس مجلس النواب، والذي بدوره يختار أو يعيّن رئيس الحكومة… وهذا كما أسلفت، احتراما لمبدإ النص 57 من الدستور ما عدا ذلك يجب التشاور في كل الأسماء… ونحن نحبذ أن لا تكون وجوه قديمة ساندت أو عملت مع النظام القديم، أن تكون موجودة في هذه الحكومة… وحتى وإن كانت حكومة مؤقتة.
كيف تتم هذه المشاورات هل هي مشتركة أي أنها تجمع كلا من الرئيس والوزير (المبزع والغنوشي) في نفس الجلسات أو المشاورات أم أنكم تتفاوضون مع كل منهما على حده؟
ـ تتمّ المفاوضات والمشاورات مرة مع الرئيس المؤقت ومرة مع الوزير الأول المؤقت..
. يعني الاتصالات لم تنقطع؟
ـ أبدا…
ماذا تقترحون في هذه المفاوضات أو الاتصالات، على الحكومة إضافة إلى رفضكم كاتحاد لوجود وجوه وزارية من النظام السابق أي عن ماذا عبرتم في هذه الاتصالات؟
ـ أن تكون كل التيارات السياسية موجودة أي من الذين لم تكن أصواتهم مسموعة كلّ الحساسيات السياسية لا بد أن تكون موجودة.. الآن هناك مشروع سوف يقدّم (أي خلال الجلسة التي تلت هذا الحديث)، ما أطلق عليه أصحابه «مجلس صيانة الثورة» ويضم (المجلس) كل الحساسيات والأحزاب السياسية…
هذه المطالب التي يعبّر عنها الاتحاد العام التونسي للشغل، هل هي نتيجة الثورة أو تفاعلا معها أم هو برنامج قديم؟
ـ الاتحاد العام التونسي للشغل لم ينطلق من فراغ، بل انطلق من وضع ومن اعتبار لما يوجد من أصوات… أصوات الشعب… الاتحاد منظمة وطنية معنية بشأن تونس ومصير تونس يعد شأنا من شؤون الاتحاد… هذه ثورة الكرامة والحرية، عبّرت بصدق على أن الشعب التونسي قادر على أن ينظر إلى المستقبل وإلى الوسائل التي تمكنه من حقه في إصلاح سياسي في الدستور وفي الحكم… إصلاحات جوهرية… هل يمكن للأمين العام لأكبر منظمة (نقابية) في البلاد أن يكشف لنا كيف كان انخراط الهيكل (الاتحاد) في مجريات الأمور ما بعد سقوط النظام؟ ـ اجتمع المكتب التنفيذي، ومن منطلق قراراته ومواقفه تناقشنا في كيفية تجميع الأفكار… حتّى لا يكون المجهول هو المتربص بنا… إذ أخشى ما أخشاه هو المجهول…
لقد نادى الاتحاد في بيانه الصادر يوم 15 جانفي بحكومة ائتلافية بدون إقصاء أحد… كان الاتحاد يحاول بكل الوسائل ليجد حجة الاقناع ويوحّد موقفه في جميع الاتجاهات وبها…
قلنا حكومة لتصريف الأعمال وبتشاور وتوافق من كل الأحزاب، لكنها تكون حكومة خالية من المسؤولين الذين كانوا في الحكومة السابقة… ونادى الاتحاد بالعفو التشريعي العام وبفصل الدولة عن الأحزاب وبنظام برلماني وعلى غرار ذلك، قرّر الاتحاد أن يساهم في الحكومة بخبراء من الاتحاد وليس من المسؤولين فيه وفي هذا الشأن قابلت الوزير الأول المؤقت (الغنوشي) وتناقشنا في القاعدة التي يمكن أن تتشكّل على أساسها الحكومة وبينت له أن (الوزير الأول) من المستحب أن يكون شخصية مستقلة لكن نحن بما أننا ملتزمون بالدستور لا نرى مانعا في أن تكون أنت (الغنوشي) لكن البقية لا.. إضافة إلى أن يكون التشاور معمّقا مع كل الأطياف…
ونحن سنساهم بثلاثة حقائب وزارية بعد ذلك، بدأ الوزير الأول المؤقت مشاوراته ولم يرجع لنا ثانية… ثمّ ما راعنا إلا وقد سمعنا أنه سيعلن عن تشكيل الحكومة فرفعت سمّاعة الهاتف وقلت له (للغنوشي): يبدو أن ليس هذا الذي تفاهمنا حوله… لذا نطلب منكم أن تؤجلوا الإعلان عن تشكيل الحكومة لمدة 48 ساعة فقط، حيث كان استحقاق اجتماع الهيئة الإدارية من الغد… فأصر الغنوشي على الإعلان عن الحكومة، إذن وجدنا أنفسنا أمام الحدث… ولأن القاعدة التي اخترناها لأن ندخل على أساسها إلى الحكومة كانت تلك التي ذكرتها، ولا نستطيع أن ندخل ونحن نخالف قراراتنا داخل الهيئة الإدارية التي اتخذناها بكل ديمقراطية، فإننا انسحبنا من الحكومة التي تم الإعلان عن تشكيلها، فيما التزمت الهيئة الإدارية للاتحاد ببيان المكتب التنفيذي الذي أشرت إليه آنفا.
ما الذي وقع السبت الفارط؟
جد لقاء بيني وبين الرئيس المؤقت (فؤاد المبزّع) والوزير الأول المؤقت (محمد الغنوشي) وكان النقاش قويا وصريحا، من ذلك أنه قال إنه مستعد للتنازل على الكل (الوزراء القدم) ما عدا ثلاثة (شلعوم وشلبي والجويني) وقلت للوزير الأول بعد هذا النقاش الطويل أن «الغاية ليست تعجيزكم» ونحن لا نريد أن نتجه إلى المجهول بل إلى تأطير الشارع (عبر الاستماع إليه)…
فالشارع أضفت مخاطبا الوزير الأول لا يسيطر عليه أحد… ووعدته أنني سأبلغ هذا الأمر إلى المكتب التنفيذي وسوف أعود وأجيبك… وواصل الأمين العام حديثه: «نحن لا نركب على الشارع لكن حجة الإقناع لا بد أن تكون موجودة… غايتنا أن نخرج من هذا الوضع وأن يعود الجميع إلى العمل…
ولكن لا بد أن يشعر الشعب أننا أخذنا باقتراحاته…
لقد أصدرنا نداءات حتى تصان المؤسسات وتكون في مأمن… لكي تعود الأمور إلى نصابها… ولكن قلنا نحن نريد أن يكون هناك وفاق… هذه ثورة الكرامة والحرية لا يجب أن يقع السطو عليها من أيّ أحد… مصلحة تونس فوق كل اعتبار، لكنها المصلحة التي تبني وتعطي المجال الدستوري مكانته…
غايتنا الوصول إلى وفاق يجمعنا حول مطالب نعتبرها دستورية حتى نقنع الناس… وهنا ختم السيد عبد السلام جراد، بجواب عن سؤال حول مبادرة بن صالح والمستيري والفيلالي أن: «لا أحد تحدّث معنا بخصوصها»… (المصدر: جريدة « الشروق  » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 جانفي2011)


للـذود عـن ثـورة شعـب وشبـاب تونـس


بينما تتواصل ثورة شعب وشباب تونس من أقصى البلاد إلى أقصاها. بينما تكنس الثورة رموز النظام البائد من ولاة ومعتمدين وعمد ورؤساء منظمات وجمعيات ومن عناصر فاسدة من شتى القطاعات الإدارية والأمنية والاقتصادية والثقافية. بينما تتواصل المطالبة بسقوط حكومة الغنوشي وبحلّ التجمّع الدستوري. ويهمّ حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ أن يؤكد : أ‌)       الاستجابة بصورة فورية للمطالب والتطلعات المشروعة للطبقات والفئات الشعبية الفقيرة والمحرومة التي كانت في طليعة هذه الثورة كمطالب الجهات الداخلية المهمّشة في التنمية والرّفاه. ب‌)   ضرورة حلّ الحكومة الحالية وهي تضمّ أعضاء خدموا الرئيس المخلوع وتستروا عن جرائمه وطبقوا سياساته اللاوطنية واللاشعبية وتشكيل حكومة وطنية مدنية مؤقتة مهمتها تصريف الأعمال والإعداد لانتخابات المجلس التأسيسي. في خضمّ كل ذلك يؤكد حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ أنّ أي حلّ يجب أن يستند على النقاط التالية : 1)     الأخذ بالاعتبار قوى الثورة التي انطلقت من سيدي بوزيد وعمّت كافة أنحاء البلاد والتي وصلت طلائعها إلى قصر الحكومة بالقصبة يوم الأحد 23 جانفي ضمن قافلة التحرير. 2)     الاعتراف باللجان المدنية والشعبية التي تشكلت في عديد المدن والأحياء وخاضت نضالات بطولية ضدّ عصابات النظام البائد ورموزه. 3)     تثمين دور الاتحاد العام التونسي للشغل الذي وضع منذ الوهلة الأولى مقراته وإمكانياته على ذمّة الحركة الثورية وكذلك دور الجمعيات المناضلة كرابطة حقوق الإنسان وعمادة المحامين وجمعية القضاة ونقابة الصحافيين وجمعية النساء الديموقراطيات. 4)     القطع النهائي والجذري مع رموز النظام البائد والانخراط في اتجاه مساءلتهم واسترجاع الأموال والممتلكات التي استحوذوا عليها وإعادة الاعتبار لضحاياهم وتعويض الأضرار التي حصلت لهم. وهو ما يستدعي الإسراع في تشكيل اللجان الثلاثة خاصة للتحقيق في الفساد وفي مسؤولية إطلاق الرصاص الحيّ، كما يستدعي الإسراع في كشف أسماء الموقوفين والإسراع في التحقيق معهم والإسراع في تقديم الملفات القانونية لاسترجاع الأموال والممتلكات الموجودة خارج حدود البلاد. 5)     ضمان استقلالية القرار الوطني والذود عن المصلحة الوطنية وتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني ورفض مطالب الاتحاد الأوروبي بخصوص تحرير المبادلات الفلاحية والخدمات. 6)     مشاركة كل الأحزاب والجمعيات والمجموعات المناضلة بدون إقصاء على أرضية العمل السياسي المدني. تـونس في 26  جانفي 2011 حـزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ www.hezbelamal.org info@hezbelamal.org  


بيان إعلامي من رابطة اليسار العمالي نحن على ذمة ثورة شعبنا المستمرة


كل ما كان يبدو قويا وصلبا يتبخر، كنست الثورة الديكتاتور وها هي تتقدم نحو قبر ذيول الدكتاتورية. حزبها برلمانها كل مؤسساتها القمعية والصورية الفاسدة.

في مواجهة طغمة الفساد والقمع يتقدم شعب الكادحين والعمال والشباب نساء ورجالا للإجهاز عليها ورميها في مزبلة التاريخ من البوعزيزي رمز الشباب المقهور فالجهات المهمشة والمنسية إلى الأحياء الشعبية لكادحي المدن ودخول الشغيلة الحاسم بتجمعاتها واضراباتها القطاعية الجهوية وبالمساهمة والمواكبة الفعالة لشباب النات خاصة على الشبكة الاجتماعية « الفايسبوك » والمحامين والحقوقيين والنسويات والفنانين، مع تعاطف محفّز للجماهير العربية [الجزائر، المغرب ،مصر، اليمن، فلسطين الاردن، لبنان،…] زد على ذلك المساندة اللاّمشروطة لبعض القوى العالمية، تواصلت وتوسعت وتجذرت ثورة شعبنا لتدفع الدكتاتور إلى الفرار.
وبعد فرار الدكتاتور لم تتوقف الانتفاضة بل تواصلت الاحتجاجات وأخذت أشكالا وشعارات مكثفة ولم تثنها مناورات بقايا الدكتاتورية المرتهنة بالسيد الأمريكي [المبزع والغنوشي وقيادات الأجهزة القمعية] ومعهم جماعات المهرولين والليبراليين المستعدين لسرقة انتفاضة الكرامة والحرية والانقلاب على برنامجها الشعبي الاجتماعي والديمقراطي [الشابي واحمد ابراهيم والمستيري ومن معهم].
لقد تواصلت التحركات وأخذت طابعا شعبيا عماليا شبابيا ورفعت شعارات جذرية ربطت بين الاجتماعي والسياسي[شغل حرية كرامة وطنية ـ تلامذة وطلبة وعمال صف واحد في النضال ـ ياشهيد على دربك لن نحيد ـ ثورتنا مستمرة والتجمع على برة ـ الشعب يريد اسقاط الحكومة ـ خبز وماء والتجمع لا.]
إنّ تواصل الثورة على قاعدة المطالب الاجتماعية والديمقراطية يؤكد على رفض الشعب كل الحلول والمخارج الحكومية التي لا تستجيب لمطالب الجماهير الكادحة المفقرة العمالية والشبابية.
ان افشال كل محاولات الالتفاف على الثورة موكول اليوم بشكل مباشر للجماهير الثائرة وقياداتها المحلية والقطاعية المباشرة، كما أنّ لنقابات الشغيلة مسؤولية تاريخية لحماية هذه الثورة وبرنامجها الشعبي.
إنّ على جبهة 14 جانفي ان تدفع هي أيضا في اتجاه تعميق مسار الثورة من حيث التنظيم والبرنامج في اتجاه افق عمالي شعبي ديمقراطي. في اطار هذا المسار الثوري نحن مناضلات ومناضلون عماليون ثوريون وأمميون تجمعنا وأسسنا رابطة اليسار العمالي معلنينها اداة تنظيمية وبرنامجية على ذمة وفي خدمة جماهيرنا الشعبية من اجل المساعدة على الوصول لتحقيق مطالبهاوبلوغ أهدافها.  
نحن رابطة اليسار العمالي واقتناعا منّا بقدرة شعبنا وجذرية مطالب ثورته صممنا على أن نكون ملتصقين بنضالاتكادحيه وكل فكرنا ومبادراتنا وطاقاتنا موجهة لخدمة برنامج الثورة المستمرة لشعبنا والتي سيكون لجانبها والدفاع عليها كل الجماهير العربية وكل الثوريين في العالم.  
ثورتنا مستمرة في برنامجها نحو اسقاط كل بقايا الديكتاتورية لفرض مطالبها المباشرة: فرض الحريات وتحقيق المطالب الاجتماعية من شغل وصحة وتعليم وتوازن جهوي، والتي تكثفها مهمة انجاز المجلس التأسيسي وقيام حكومة شعبية عمالية وديمقراطية ذات برنامج اقتصادي واجتماعي يقطع مع النهج الليبرالي المفروض من دوائر رأس المال العالمي.
كما نؤكد على فصل الدين على الدولة وتعميق الطابع الديمقراطي والمواطني والمساواة بين المرأة والرجل في مسار ثورتنا.
إنّ من المهام الأكيدة للدفاع على الثورة الشعبية والحيلولة دون الالتفاف عليها نؤكد على أهمية وراهنيّة تطوير أشكال التنظم الذاتي من لجان أحياء ولجان مصانع وكل أشكال التسيير الذاتي الشعبية والعمالية.
النضال مستمر، فلتكنس بقايا الدكتاتورية ولتفرض جماهير شعبنا الثائر إرادتها.
رابطة اليسار العمالي تونس في 24 جانفي 2011  


اللجنة المؤقتة للدفاع عن قوات الأمن بيان عدد 2


بعد إطلاعنا على برقية السيد وزير الداخلية تحت عدد 132/7 بتاريخ 24/01/2011 التي جاءت تماهيا مع اللائحة الصادرة باسم قوات الأمن الداخلي ، فإننا و إن نثمن سرعة الرد من حيث التوقيت على مطالبنا و هو ما نعتبره خطوة ايجابية ، بل سابقة في تاريخ وزارتنا التي عودنا كل من أشرف على شؤونها بصم آذانه عن الوضع المتردي لرجل الأمن رغم التضحيات التي كان يبذلها في خدمة الوطن ، و هو ما ينم عن تقليد جديد لم نتعود عليه بادر السيد الوزير بإرسائه يتمثل في الإنصات لمشاغلنا و التفاعل معها ، فإننا نعتبر أن القرارات المتخذة و إن لامست بعض مطالبنا التي نناضل من أجلها إلا أنها لم تفصل المعضلة الرئيسية التي نريده أن يبت فيها قبل الخوض في تفاصيل مطالبنا الاجتماعية . نعم إن الاستجابة لمطلب بعث نقابة بعد تنقيح القانون الأساسي هو مطلب أساسي من مطالبنا نشكر السيد الوزير عليه إلا أننا نعتبر أن مطلبنا الأساسي المتمثل في إعادة هيكلة الوزارة بتطهيرها من رموز الفساد المتسلطة علينا و التي لا تزال ترزح على صدورنا و التي نعلم أنها ستلتف على مطالبنا حالما ستسنح الفرصة بذلك هو من أولويات مطالبنا. إن محاولة شراء دماء شهداءنا و تضحياتنا بمكافئة مالية هي إهانة لنا ، لأن مطالبنا لا يمكن اختزالها في منحة أو مكافئة ، بل هي أعمق من ذالك بكثير فنحن نطلب من السيد الوزير أن يرد لنا اعتبارنا كمواطنين من ناحية ، و كرجال أمن يعيشون وضع استعباد و مهانة من ناحية أخرى ، و تعرض في خضم الأحداث الأخيرة إلى حملة تشويه منظمة و ممنهجة مست من كرامتنا و عزتنا ، ونحن نطالب بأن نسترجع وضعنا الطبيعي في تونسنا العزيزة كحامين لها ،ساهرين على سلامة مواطنيها و حرماتهم و مكتسبات الوطن ،و ذالك لن يكون إلا بإزاحة كل المسؤولين الذين تسببوا في تشويه صورتنا و هم بوضوح كل الذين احتلوا و لا يزالون نضرا لارتباطهم بالنظام البائد و برموزهم حتى  أصبحت إرادتنا عبارة عن نحل و شيع كل منها يرتبط بجناح من الأجنحة التي كانت تتحكم في البلاد فهذا مرتبط ببن علي مباشرة مع زمرته التي هي الأنا ما فارة بالخارج أو تم اعتقالها ، وذالك مرتبط بالسرياطي الذي يعلم القاصي و الداني انه الفاعل الحقيقي في تعيين المديرين العامين و المديرين ذوي الخطط الحساسة ، و آخرين مرتبطين بالطرابلسية … هؤلاء جميعا لا يمكن بوجودهم أن ينهض هذا الجهاز و يلملم جراحه و يسترد هيبته ليضطلع بدوره الطلائعي في البلاد لأنهم فاسدين حتى النخاع و سيبقون كذالك حتى لو أطبقت السماء على الأرض لأنه ليس من السهل أن يتنازلوا عن مصالحهم الشخصية التي لا تمت بصلة لمصلحة رجال الأمن الذي يعتبرونهم قطيعا تابعا لهم ، ولا حتى لمصلحة الوطن . الخلاصة أن هؤلاء هم العقبة الحقيقية أمام استرداد كرامتنا و اعتبارنا ، و عقبة أمام تحقيق مطالبنا التي لا نطلب أن تمتاز عما يتمتع به المواطن العادي. لذا و في انتظار تنقيح القانون الأساسي ، و في انتظار النقابة التي لا نشك في مصداقية السيد الوزير بخصوص بعثها و مع تثميننا للقرارات المعلن عنها فإننا لا زلنا نتمسك بمطلب التعجيل بتطهير الوزارة من رموز الفساد ، و الوزارة تزخر بالكفاءات و الطاقات الصادقة النظيفة القادرة على إرجاعها عن المسار الذي حادت عنه و قادرة على الانسجام مع ثورة شعبنا المباركة و حمايتها من أي محاولة للالتفاف  عليها و نعلن عن بعث هيكل مؤقت في شكل لجنة مؤقتة للدفاع عن مصالحنا سيكون دورها التأطير لتبليغ صوتنا لحين بعث نقابة قانونية نرجو التفاعل و التعامل معها بجدية . تونس في : 26/01/2011 عاشت تونس حرة مستقلة                                                                عاشت الجمهورية عاش الأمن الوطني سدا منيعا للوطن   


الاتـحــاد العـام التونــسي للشغــل الاتـحــاد الـجهـــوي للشغــل بصفــاقـــس صفاقس في 24 جانفي2011

بيان الأساتذة الجامعيين بصفاقس


نحن الأساتذة الجامعيّون المجتمعون بدار الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس وبعد تدارس الواقع السياسي بالبلاد  والتطورات التي شهدها المشهد  العام منذ اجتماعنا الأخير بوم 18/01 نعلن عن ما يلي :

– نعبّر عن سخطنا لتشبّث بعض رموز التجمّع بالسلطة وبالمناصب السياديّة داخل الحكومة الإئتلافيّة  ونستنكر استعدادهم للتضحية بالمصلحة الوطنيّة مقابل ضمان استمرار تحكمهم بمفاصل الدولة في تونس، ونحملهم المسؤولية الكاملة عن المخلفات الاقتصادية والاجتماعية لاستمرار هذا الوضع الغير المستقر، وندعو إلى الحلّ الفوري للحكومة الحالية وقيام حكومة إنقاذ وطني تشارك فيها كلّ الأطراف الفاعلة في السّاحة بدون وصاية أو إقصاء.
– نستنكر المحاولات المريبة للارتداد عن حرّية الإعلام وندعو إلى تـفعيل كلّ أشكال النضال الميدانية  لتحرير وسائل الإعلام من هيمنة الحزب الواحد والتوجيهات من وراء الكواليس وضمان انفتاحه على كلّ التيّارات الفكريّة والسياسيّة بدون فرز أو إقصاء.
– يقرّرون الإضراب المفتوح الحضوري داخل المؤسسات الجامعيّة بجهة صفاقس إلى حدّ يوم السبت على أن تتم مراجعة الموقف من العودة الجامعية حسب التطوّرات الميدانيّة ومدى استجابة الحكومة  الحالية المنصبة لمطلب الجماهير الشعبيّة والعماليّة لها بالرّحيل.
-يحيون ثبات  الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس في مواقفه المبدئيّة واصطفافه إلى جانب الجماهير العمالية.    الكاتب العام للفرع الجامعي عارف المعالج  


بلاغ من حركة التجديد


إن حركة التجديد، حرصا منها على حماية مكاسب الثورة وسعيا إلى دعم المسار نحو تحقيق الحرية والديمقراطية والقطع النهائي مع عهد الاستبداد والفساد، توضح ما يلي:
إن الحركة تؤيد كل المبادرات الرامية إلى تعبئة الشعب من أجل الحفاظ على تلك المكاسب والدفع إلى مزيد الإنجازات وترى أنه من الضروري تجنب كل تمش يسعى إلى تقويض الآليات التي تم تركيزها (الهيئة الوطنية للإصلاح السياسي، ولجنتا تقصي الحقائق في التجاوزات وملف الفساد والرشوة والحكومة المؤقتة…) والتي بدأت تعطي أكلها.
وفي هذا الاتجاه، فإنها تدعو إلى اليقظة إزاء المبادرات التي من شأنها أن تشوش على آليات الانتقال الديمقراطي وتخلق بلبلة في الرأي العام، من قبيل مشروع تأسيس « مجلس حماية الثورة ». تونس في 26 جانفي 2011 عن حركة التجديد جنيدي عبد الجواد


تونس، في 24 جانفي 2011

بلاغ المجلس الوطني


اجتمع المجلس الوطني بإعتباره أعلى سلطة في الحزب بعد المؤتمر يوم الأحد 23 جانفي 2011 بصفة استثنائية لتدارس التطوّرات التي عرفتها البلاد منذ يوم 14 جانفي الجاري وبعد الترحّم على شهداء الثورة المباركة الذين سقطوا دفاعا عن الحريّة والكرامة وقف الحضور دقيقة صمت وقراءة الفاتحة اجلالا واكبارا على  أرواحهم الطاهرة.
ونظر المجلس الوطني في الوضع العام الذي تمر به البلاد وتداعياته على الحياة السياسية وعلى حزب الخضر للتقدّم وأكّد على ضرورة تغيير الخطّ السياسي للحزب مع التمسّك بالنهج المعتدل الوسطيّ خاصّة وأنّ الدكتاتورية قد ولّى عهدها والإتّفق الحضور على جملة القرارات التالية:
1. قرّر المجلس عدم الاعتراف بـ « حكومة الوحدة الوطنيّة » الحاليّة التي لم تعبّر تركيبتها عن رغبة حقيقّة لتحقيق الانتقال الديمقراطي وجاءت خلافا لما تمّ التشاور حوله مع الوزير الأوّل الذي كان قد شدّد على حقّ كلّ الأطراف السياسيّة في المشاركة في الشأن العام وخدمة المصلحة الوطنيّة، ويدعو المجلس الوطني الوزير الأوّل إلى تطبيق الدستور القائم بالذهاب إلى انتخابات رئاسية في أجل أقصاه 60 يوما وفقا لما يقّره الفصل 57 منه والتنبيه إلى خطورة التلاعب بإرادة الشعب ووأد الإنتفاضة بما من شأنه أن يُدخل البلاد في حالة من الفوضى والإرباك لكلّ أطياف المجتمع.
2. ويحيي المجلس الوطنيّ موقف الاتحاد العام التونسي الرافض للالتفاف على إرادة الشعب وتمسكّه بإقرار جملة من الإصلاحات الاجتماعية والسياسية التي تستجيب مع تطلّعات الشعب التونسي بمختلف الحساسيّات الفكريّة والإيديولوجيّة الراغبة في تجاوز الممارسات القديمة القائمة على مبدأ الإقصاء والتهميش للعديد من مكوّنات الطيف السياسي الوطني.
3.يبارك المجلس الوطنيّ انتفاضة شعبنا الأبيّ والّتي عبّرت عن رغبة حقيقّة للتغيير وتحقيق الانتقال الديمقراطي والمطالبة بالشغل ومُكافحة كلّ مظاهر الظلم والفساد، هذه الانتفاضة التي شكّلت منعرجا حقيقيا في تاريخ بلادنا لرسم صفحة جديدة عنوانها الحرية والكرامة والعزّة ويدعو المجلس إلى إقرار يوم 14 جانفي يوما وطنيا للشهيد والثورة بدلا من يوم 7 نوفمبر، هذا المطلب الشعبي الهام الذي من شأنه أن يؤسّس لمرحلة جديدة تقطع نهائيا مع ما خطّط له في العهد السابق.
4.يطالب المجلس بتتبّع جميع رموز الفساد الموالين للتجمّع الدستوري الديمقراطي الذين استغلوا مواقعهم لتحقيق الثراء الفاحش على حساب الشعب من بعض رؤساء شعب وعمد ومعتمدين وولاة وميليشيات والتي مازالت تواصل سياسة الأرض المحروقة وإثارة البلبلة في صفوف الأحزاب السياسيّة الوطنيّة.
5. وفيما يخصّ الوضع العام بالبلاد جدّد المجلس الوطني تمسّك الحزب بضرورة تغيير نظام الحكم الحالي من رئاسي إلى برلمانيّ يقوم أساسا على الفصل بين السلطات التنفيذيّة والتشريعيّة ويشكّل فيه الوزراء في الفرع التنفيذي من البرلمان ويكون فيه رئيس الحكومة الرئيس التنفيذي، ويرى المجلس الوطني أنّ ذلك من شأنه أن يضمن التمييز الواضح بين رئيس الحكومة ورئيس الدولة ويؤسس لبعث جمهوريّة ثانية بتونس.
6.يجدّد الحزب تنبيهه إلى فداحة الإجراء الذي اتخذته ما تسمّى بـ « حكومة الوحدة الوطنية » والقاضي بإلغاء وزارة البيئة والتنمية المستدامة وإدماجها مع وزارة الفلاحة، كما يعبّر عن استنكاره الشديد لهذا الإجراء التقهقري والعكسي الذي من شأنه أن يخلّ بالالتزامات الماليّة والأدبيّة لبلادنا في المجال البيئي مع العديد من الأطراف الدولية والشركاء والمؤسسات العالميّة العاملة في المجال، إلى جانب عرقلة الأشواط التي قطعتها تونس في إنجاح إستراتيجية التنمية الشاملة التي أقدمت عليها بلادنا في إطار انخراطها في تحقيق الأهداف الإنمائية الألفية.
7.يندّد المجلس بما يروّج البعض من المندسّين في الحزب من تشكيك صارخ في شرعية قيادة الحاليّة داعيا جميع المناضلين والمناضلات إلى الالتفاف حول قيادة الحزب وهياكله التي انتخبها المؤتمر كما يشدّد المجلس على ضرورة رصّ الصفوف حفاظا على وحدة الجسم الحزبي وللوقوف في وجه الحملة المسعورة التي بلغت حدّ التهديد باقتحام المقرّ المركزي للحزب وبالتعرّض لقيادته الشرعية وعدد من مناضليه، وفي هذا السياق قرّر المجلس إيقاف وتجميد عضوية كلّ من طارق النفزي عضو المكتب السياسي ويوسف السبوعي وفؤاد الخليفي ورمزي الخليفي ومحمّد صالح رديد أعضاء المجلس الوطني.
8.يستنكر الحزب التخريب الذي طال موقعه على الانترنيت بشكل يتنافى مع الوعود التي أطلقتها الحكومة بعدم صنصرة المواقع الإخبارية ومواقع الرأي والأحزاب.
9.طالب المجلس الوطني السيّد منجي الخماسي الأمين العام للحزب إلى إعلان ترشّحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.
10.قرّر المجلس تكوين لجنة للإصلاح السياسي صلب الحزب متكوّنة من الإخوة والأخوات فاتن الشرقاوي ونبيل زغدود ونبيه القابسي ونيزار نصرالله وشكري العيّادي وفيصل كعنيش وتوفيق بن فرج وفاطمة بن سالم وعائشة الخماسي وناريمان دخيل وسهيل بوحجر ومنال العبروقي ولجنة للحكماء وتتمثّل تركيبتها من كلّ من الإخوة والأخوات الهادي العشّي وزهير دخيل وسمير سعدانة ومحمد هميلة ولمياء بن كيلاني وهادي الجويني وعبد الجليل المولدي وفرج قنهوبة ومجلسا للجامعات، إلى جانب المصادقة على تطعيم المجلس الوطني بكل من الإخوة والأخوات سمير سعدانة ولمياء بن كيلاني ورمزي جبرين والمولدي القابسي وتطعيم المكتب السياسي بكل من الأخوين نبيل زغدود ونيزار نصر الله. 11.يعبّر المجلس عن استعداد الحزب للمساهمة في الانتخابات المقبلة التي يجب أن يسهر على ضمان شفافيتها وحسن سيرها مراقبون وملاحظون دوليون وبمشاركة جميع الأطراف السياسية والإيديولوجية دون أي استثناء بما يؤسس لمجتمع ديمقراطي يقطع مع الإقصاء والإبعاد التي طالما عانت منها العديد من الأطراف طيلة العقود الفارطة.
12.يطالب المجلس بإلغاء بطاقات الناخب واعتماد بطاقة التعريف الوطنية، وثيقة وحيدة للإدلاء بالتصويت في المحطات الانتخابية الرئاسية والتشريعية المقبلة وهو ما من شأنه أن يقطع مع الممارسات التي كانت قائمة والمتمثّلة في حرمان العديد من المواطنين من ممارسة حقّهم وواجبهم الانتخابي، ويدعو المجلس إلى ضرورة تعميم قاعدة البطاقة الوطنية حتى حين يتعلق الأمر بالتسجيل في اللوائح الانتخابية، على أن يتمّ تكوين لجنة وطنية للإعداد للانتخابات والسهر على حسن سيرها وتسند رئاستها إلى قاض مستقلّ.
13.في سياق متّصل بتدعيم حرية الإعلام دعا المجلس الوطني إلى ضرورة إلغاء مجلّة الصحافة والتحرير الفعلي للإعلام عبر حلّ المجلس الأعلى للاتصال والوكالة التونسية للاتصال الخارجي وتشكيل هيكل مستقلّ يدير شؤون الإعلام في بلادنا ويكون أكثر تنظيما واستقلالية ليتمكّن من القيام بدوره على أكمل وجه وفي هذا السياق يرى المجلس الوطني أنّه من الضروري كشف النقاب عن الشكوك المالية التي تحوم حول هذه الوكالة خاصّة وأنّ مهمّتها سابقا كانت تقتصر على تجميل صورة الرئيس المخلوع وحرمه، كما ينبّه المجلس الوطني إلى خطورة الانفلات الإعلامي وزيغ وسائل الإعلام السمعية والبصرية والمكتوبة وبمختلف أشكالها وأنواعها الذي تشهده الساحة الإعلامية منذ يوم 14 جانفي الجاري والذي له تأثير مباشر وعميق على مستوى توجيه الرأي العام في البلاد.
14.أخيرا يندّد المجلس بالتعتيم الإعلامي الذي تمارسه المؤسسات الرسمية عبر الامتناع عن نشر بيانات حزبنا وهو ما يعتبر إقصاء مقنّعا ومخالفا مع مبادئ الثورة التي كان التعتيم الإعلامي سببا في انفجارها، ويحذّر من أنّ المنظومة السياسية الجديدة في طريقها إلى ارتكاب نفس المطب ونفس الخطأ الّذي انحدرت إليه المنظومة السابقة التي لجأت طويلا إلى مبدأ الإقصاء والتهميش وما تستبطنه من استراتيجيّة للإلتفاف عن مطالب الشعب والتي من شأنها أن تعيد قوى الشدّ على الوراء إلى الساحة السياسيّة بطرق غير شرعيّة نظرا إلى أنّها غير نابعة عن إرادة الشعب. حزب الخضر للتقدّم عن/ المكتب السياسي الأمين العام منجي الخماسي Zaghdoud Nébil Rédacteur en chef adjoint de «Le Tunisien» Correspondant de la  Revue « AL-BIA  WAL-TANMIA »  Beyrouth Membre de conseil national du Parti des Verts pour le Progrès (PVP) Tel : 00216 22 93 08 84 Fax : 00216 71 32 84 38 www.partivert-tunisie.com www.mectat.com.lb

 

اعوان واطارات البنك الوطني الفلاحي يتعرضون الى تهديدات


على اثر الوقفة الإحتجاجية التي قام بها أعوان واطارات البنك الوطني الفلاحي يوم الخميس الفارط والتي سجلنا فيها غياب كل لأعضاء المكتب النقابي تعرض زميلنا مراد العبيدي إلى تهديدات ومضايقات من قبل بعض أعضاء المكتب النقابي مطالبينه بالكف عن التعبير على رأيه —————- اليوم المديرة المركزية للقروض الصناعية والتجارية قامت بمحاولة توزيع عريضة مطالبة ارجاع السيد DGA للعمل الذي أقيل منه وهو من اقرباء وزير الداخلية السابق لولا تصدي احد الزملاء لذلك – كما تعرضت الى تهديد وكلام بذيئ عبر الهاتف الداخلي – سياسة الترهيب متواصلة في البنك الوطني الفلاحي – ونقابتنا نائمة في العسل بالله هذي ضروف عمل  
اعوان واطارات البنك الوطني الفلاحي يتعرضون الى تهديدات http://infos-banks.over-blog.net/article-65781195.html  
 

تحليل إخباري لماذا تبدو الحكومة الانتقالية مربكة في مواقفها؟  

بقلم صالح عطية ـ
 
هناك حالة من الإرباك تعيشها الحكومة الانتقالية منذ مدة، بل منذ انطلاق عملها إبان الإطاحة بالرئيس السابق.. في البداية اصدر السيد محمد الغنوشي بيانا أعلن فيه توليه رئاسة البلاد بموجب البند 56 من الدستور، قبل أن يتراجع ويحيل الرئاسة إلى رئيس مجلس النواب، السيد فؤاد المبزع، بعد انتقادات فقهاء القانون الدستوري، الذين طعنوا في بيان الغنوشي واعتبروا رئاسته لا شرعية ولا دستورية، مشددين على أن انتقال السلطة ينبغي أن يتم بمقتضى البند 57 من الدستور، وهو ما تم لاحقا…
وفي تصريح مثير لحظة الإعلان عن تركيبة «حكومة الوحدة الوطنية» تحدث الغنوشي عن المكالمة الهاتفية التي أجراها مع الرئيس المخلوع، والتي تردد أنه طمأن فيها بن علي عن الوضع في البلاد، عندئذ قال الوزير الأول، انه فوجئ بالرئيس السابق على الخط وهو ما لم يكن يتوقعه، ولم يقدم للصحفيين تفاصيل المكالمة الأمر الذي وضعه في دائرة الشكوك أمام الرأي العام والملاحظين والإعلاميين، فيما ان إجابة الغنوشي على استفسارات الرئيس المخلوع لم يكن فيها ما يثير حفيظة الناس، لو انه أفصح عن بعض تفاصيلها… وبالطبع أثارت هذه المكالمة انتقادات للوزير الأول، وربما هزت ثقة الناس فيه مجددا..   التصريح المثير   وفي الوقت الذي كانت بعض النخب وجزء من الطبقة السياسية تحرص على لملمة وضع الحكومة والانحياز لدورها المؤقت والانتقالي، خرج وزير الداخلية في مؤتمره الصحفي الأول ليعيد إلى ذاكرة الرأي العام في تونس لخطاب الرئيس المخلوع، من خلال لغته المزمجرة، وبخاصة تحفظه على وصف الشبان والأطفال الذين سقطوا برصاص امن بن علي بـ»الشهداء» حيث تلعثم قبل أن يعتبرهم قتلى، وهو ما زاد في إضعاف ثقة الناس في الحكومة، وخاصة في الوجوه القديمة لحكم بن علي، على الرغم من كفاءة الرجل العالية التي لا يشك فيها اثنان… واقتضى الأمر ظهور الرئيس الانتقالي، السيد فؤاد المبزع لكي يسمي الأسماء بمسمياتها متحدثا عن «شهداء الكرامة».. ليس هذا فحسب، بل إن من مظاهر الإرباك، ودليل على عدم وجود بوصلة سياسية واضحة، ما لاحظه المراقبون خلال الأيام العشرة الماضية، من تعقب الحكومة لمطالب الرأي العام التونسي.. فطورا يستقيل الرئيس الانتقالي والوزير الأول، وتارة يتم حل اللجنة المركزية للتجمع الدستوري ثم الديوان السياسي، تحت ضغط الشارع ومظاهراته المتصاعدة، قبل أن يستقيل السيد زهير المظفر من الحكومة لاحقا، بفعل الضغوط ذاتها التي كانت تتنامى يوما بعد يوم..   قرار غير مفهوم   وبالطبع، في منطق العمل السياسي، ليس من المقبول إطلاقا ان تكون سياسة الحكومة ومواقفها، رهن رد فعل الشارع والمظاهرات والمطالبات اليومية..
ولعل ما زاد الطين بلة، القرار الأخير المتعلق بقناة حنبعل، حيث تم ايقاف بث القناة أمس الاول لمدة نحو الساعة بذريعة اتهام باعث القناة بالعمل على «إجهاض ثورة الشباب وبث البلبلة والتحريض على العصيان ونشر معلومات مغلوطة هدفها خلق فراغ دستوري»، الغاية منه «إرجاع ديكتاتورية الرئيس السابق»… ووجهت للرجل تهمة الخيانة العظمى والتآمر على أمن البلاد..
ولكن بعد ساعة من انقطاع البث، استعادت القناة نشاطها، وبعد يوم من إيقاف السيد العربي نصرة، تم إطلاق سراحه، وهو ما يعني ان ثمة نوعا من الإرباك في اتخاذ المواقف صلب الحكومة… الأمر الذي يطرح تساؤلات عديدة: هل هذا الإرباك ناتج عن وجود أكثر من طرف يتخذ القرارات السياسية؟ ام لوجود موازين قوى متعددة لم تستقر بعد على رؤية واضحة لعديد الملفات والأمور؟ ام بسبب ضعف التقاليد السياسية في عمل حكومي يجري تحت الرقابة الإعلامية والسياسية الواسعة، وهو أمر لم تتعود عليه عديد الوجوه «القديمة» في الحكومة الحالية؟ وفي الحقيقة، فإن الحكومة الراهنة تمر بفترة انتقالية، تبدو فيها الأجهزة والمؤسسات والإعلام والخطاب السياسي والرأي العام الوطني خارج السيطرة نسبيا، ما يعني ان الأمر يحتاج إلى بعض الوقت لأن بناء الحكومة الجديدة، لن يكون بذات الآليات القديمة، ولن يتم بنفس الخطاب السياسي، وليس بالسقف المتعارف عليه خلال عقود طويلة..
لاشك أن الحكومة الانتقالية تحرص ـ أو هي مطالبة على الأقل ـ ببناء دولة بمعايير دستورية وسياسية جديدة، وهذا يفترض قاموسا سياسيا مختلفا عن المرحلة السابقة… وإذا أضفنا الى ذلك حجم التجاذبات التي تشق الحكومة والدوائر المحيطة بها، يمكن ان نتفهم هذا الارباك ونجد له المبررات الممكنة..
لكن حذار، من استمرار هذا الارباك، لأنه سيعطي الانطباع لدى الرأي العام بوجود هشاشة صلب الحكومة، وهذا ما قد تكون له تداعيات سلبية على مصداقيتها والصورة التي ستتشكل للناس عنها… (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 جانفي 2011)  

حكومة لتصريف الأعمال أم لتحديد المصير؟

علي بوراوي     قالوا إنّها حكومة تصريف أعمال. فقط لمنع حصول الفراغ الدستوري، ريثما يستقرّ الوضع، وتجري الإنتخابات. هكذا تحدّث وزراؤها. لكنهم في ممارساتهم تجاوزوا ذلك بأشواط. السيد كمال مرجان وزير الخارجية، بدأ مشواره الحكومي الجديد بالتهكم على من أسماهم بـ »المتطرفين من الشيوعيين والإسلاميين »! وكأنّه هو صاحب الشرعية، ومانحها!!! السيد أحمد فريعة وزير الداخلية، لم يوضّح بعد للتونسيين لماذا يستمرّ بعض رجال الأمن، وبعض أجهزة وزارته، في التنكيل بالناس، تماما كما كان يأمر بن علي. لم يقل كلمة واحدة عن أجهزة الأمن السري وأعوانها الذين يعدّون بالآلاف، ماذا يفعلون الآن، وما مصيرهم؟ وقد وجدناهم ينظّمون مظاهرة تأييد لحكومته « الرشيدة » ويبثون الإشاعات المغرضة بحق معارضيها، ويعتدون بالعنف على منصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية أمام قصر الحكومة بالقصبة. وزارة العدل، لم تسمع بعد بالعفو التشريعي العام، فأطلقت سراح نفر قليل منهم، لتتمكّن وسائل الإعلام من الحديث عن عفو تشريعي عام، وغلّقت أبواب سجونها على الآلاف منهم، لتذيقهم ما لم تفعله فيهم حكومة الرئيس الهارب بن علي، فقطعت عليهم الغذاء، ومنعت عنهم زيارات ذويهم، وأحرق رجالها على المساجين غرفهم، وأطلقوا عليها الرصاص. لم نسمع منه كلمة واحدة تدين هذه التصرفات، وتعلن التحقيق مع ممارسيها. لم نسمع بعد بصدور مذكرات إيقاف بحق أصهار بن علي، مثل  صخر الماطري وأسرته الذي فرّ إلى كندا، وعماد الطرابلسي الذي فرّ إلى سوسرا (بعد أن قالوا إنه مات مطعونا!!!). السيد الطيب البكوش، وزير التربية والناطق باسم الحكومة، اعتبر إضراب رجال التعليم غير مهني، ودعاهم إلى التمهل أسبوعا آخر ليدرس مطالبهم المهنية ويبدأ المفاوضات مع نقاباتهم! نعم، يريد أن يتفاوض معهم لعلّ ذلك يساعده في الحفاظ على كرسيّه الحكوميّ الوثير. وكلّ من نجيب الشابي وأحمد إبراهيم « المعارضان »، اللذين يبشّران بشرعيّة الحكومة، ويهددان التونسيين من مغبّة « استمرار اعتصامهم أمام قصر الحكومة بالقصبة »!!!
لم نسمع كلمة واحدة من أيّ وزير، تدين ما مورس على أبناء تونس خلال العشرين عاما المنقضية، من أبناء حركة النّهضة، وحزب العمال الشيوعي، والناشطين القوميين، والسّلفيين، وغيرهم من التيارات السياسية والدينية. مازال أعضاء حكومة « الإنقاذ الوطني »، يخافون من أن ينطقوا باسم حزب أو حركة من هذه الأحزاب والحركات. لم نسمع كلمة واحدة عن أزيد من ثلاثين شهيدا من أبناء حركة النّهضة، قتلهم النظام البائد لبن علي. لم يتحدّث مسؤول حكومي واحد عن الذين قتلهم بن علي أو شمت بهم، حتّى ممن كانوا يحسبون على نظامه، بسبب مواقفهم الجريئة منه. لم يتح لأيّ مسؤول من جمعية المساجين السياسيين، أو جمعية ضحايا التعذيب، أو المجلس الوطني للحريات، وأمثالها من الجمعيات الجادة التي قالت كلمة الحقّ في وجه الدكتاتور الهارب، من التحدّث عبر التلفزيون الحكومي، ولا في صحف الحكومة. فهل مازالت حكومة بن علي قائمة؟ نحن نرى أن مقاييسها مازالت هي المعتمدة في التعامل مع الأحزاب والجمعيات. فمتى تعترف هذه الحكومة بتلك الجرائم؟ متى تتعامل مع التونسيين جميعا بنفس المقاييس، دون إقصاء أو تجاهل أو فرز؟ إنّهم يخافون حتّى من النطق بأسماء الأحزاب والجمعيات والشخصيات، التي كان بن علي يرفض سماعها. لم نسمع واحدا منهم يتجرّأ فينطق باسم حركة النّهضة أو الشيخ راشد الغنوشي أو حمادي الجبالي، ولا باسم حزب العمال الشيوعي أو زعيمه حمه الهمامي، ولا باسم المؤتمر من أجل الجمهورية، وزعيمه منصف المرزوقي. وكذلك الأمر بالنسبة لمعظم الجمعيات التي ناضلت لتحرير البلاد من بطش النظام المتهالك! ويخافون من أن يطل أحد رموزها من شاشة التلفزيون الحكومي! مازالوا يتعاملون مع المشهد السياسي، كما رسمه عهد بن علي. فالشرعي هو ما اعترف به الدكتاتور، والبقية غير شرعيين. كذلك الأمر بالنسبة للجمعيات ومختلف مؤسسات المجتمع المدني. مازالت ألسنتهم لا تستطيع النّطق بألفاظ مثل الثورة، والدكتاتور، والعهد البائد.
 لقد قال الشعب كلمته، فمن أين ينتظرون الضوء الأخضر حتى تنطلق ألسنتهم بتلك الكلمات؟
شكّلوا لجانا وصفوها بالمستقلّة. فماذا تعني الإستقلالية عندكم يا أعضاء حكومة تصريف الأعمال؟ لماذا كلّ هذا التنكر للجيل الجديد وللكفاءات الشابة؟ متى ستعترفون بأبناء الثورة يا من تتدثّرون باسم الثورة، وتزعمون أنّكم من « حكومة الثورة »؟ ومتى تتصرّفون على أنّكم حكومة تصريف أعمال مؤقتة، ولستم حكومة تحديد مصير ثورة تونس؟
لقد اعترفتم يا وزراء حكومة تصريف الأعمال، أنّ ثورة تونس، كانت ثورة الشباب بامتياز. اقتاتت من معاناة شباب تونس. وهم الذين أشعلوا فتيلها وحملوا لواءها. هم الذين سقوها دمائهم، وحموها بأرواحهم، فعرضوا صدورهم للرصاص، وسهروا لحماية أهاليهم، وضحوا بكلّ ما يملكون من أجل تونس جديدة. تونس الحرية والعدالة. فلماذا كوفئ التونسيون، بحكومة، معدّل أعمار أعضائها فوق الستين عاما!!! جاء معظمهم من الحزب الذي استعمله بن علي لإذلال التونسيين وقتل الرجولة فيهم؟
لماذا يوضع الرجال الذين جاء بهم الدكتاتور بن علي لقمع التونسيين، وتوضع بين أيديهم أهم الحقائب الوزارية والمسؤوليات الحكومية والدستورية؟ أهم أحرص على الثورة من أبنائها؟ كيف تقولون إنكم أوفياء لأهداف الثورة، وأنتم تُقصون أبناءها؟ هاتوا لي اسما واحدا ممّن أوكلتم إليهم مهام جديدة، ممن أفرزتهم هذه الثورة. أم إنّ شبح بن علي مازال يرعبكم، ومازلتم تخشون عودته؟ أم إنّ طول فترة عملكم معه، قتل فيكم السّمع والبصر، وصرتم عاجزين عن رؤية شعب تونس، مهما علا صوته، وقويت إرادته؟
حتّى المعارضون والمستقلّون من أعضاء هذه الحكومة، ورؤساء اللجان التي وصفت بالمستقلّة، وجوه كان بورقيبة وبن علي يستدعيهم كلّما مرّ أحدهما بضائقة. لا أقدح في رؤساء هذه اللجان، ولكني أريد أن أقول أنّ في تونس آلافا من الكفاءات في مختلف المجالات، فلماذا اختصار التونسيين في أسماء معدودة، حفظناها منذ كنّا صغارا؟
يا شيوخ البلاد، ويا مخزونها المعرفي، من علماء ونشطاء حقوقيين وقادة أحزاب. لا تتركوا النّار التي أوقدها محمد البوعزيزي وإخوانه تمتدّ إليكم، بعد أن أتت على نظام بن علي ورجاله. إنّكم تطعنونها بهذه التصرفات. لا يأخذكم الإعجاب بالنفس، فتحاولون أن تدوسوا إرادة هؤلاء الشباب، ولو عن غير قصد. ألم تقولوا إنّكم أعطيتم للبلاد الكثير؟ فهل أنتم عاقرون عن إنجاب أمثالكم، أو من هم أكفأ منكم؟ أتركتم البلاد وراءكم أرضا مواتا بلا رجال ولا حياة؟ فلماذا لا تنصتوا إليهم؟ ولماذا لا تثقون في كفاءاتهم مثلما هم وثقوا في قدراتكم؟
هؤلاء الذين أشعلوا ثورة الحرية في تونس الخضراء، شباب متعلّم، واع جدّا بواقع بلاده وأحوال العالم. اتركوهم ينعمون بثورتهم، ويساهمون بشكل مباشر، معكم، في صياغة مستقبلها.
هؤلاء الشباب يتّهمونكم بأنّكم خرجتم من مكاتبكم الدافئة، بعد أن نضجت ثورتهم وأثمرت، فلا تفرحوا بإخماد أصواتهم، ولا تُمعِنوا في تجاهلهم، لأنّكم لو استمررتم على هذه الحال، فإنّهم جاهزون لمواصلة طريق ثورتهم، ولن يسمعوا لكم بعد ذلك. والشعب الذي قدّم لهم الدعم بما يستطيع، لن يبخل عليهم بما يستطيع.
هذه الثّورة، ترفض أن يهيمن عليها حزب سياسي، أو زعيم سياسي. فحزبها الوحيد، وزعيمها الوحيد، هي تونس، وفقط تونس. ولأنّها ثورة الشعب، فإنّها غير قابلة للمقايضة، ومستعصية عن السّرقة، مهما أعدّ محترفو السرقات السياسية – وما أكثرهم- من وسائل وعتاد. إنّها ثورة حتى تحقيق إرادة الشّعب، والوفاء لدماء الشّهداء. وشتّان بين ما تفصح عنه دماء الشهداء، وما يريده الإنتهازيون.    

تونس ـ حتى لا يقع وقف المسار الثوري وإجهاض الثورة

للرد على إقتحام عصابات بقايا حزب التجمع الدستوري المنحل بإرادة شعبية ـ حزب الفساد ـ  حزب بن على والغنوشي والمبزع ـ لبعض مقرات الإتحاد العام التونسي للشغل ولتصدي قوات الجيش للمسيرة التي دعا إليها الاتحاد العام الجهوي للشغل في مدينة الكاف اليوم ولإغلاق هذه القوات لمقر الاتحاد واعتدئها على المتظاهرين إضافة لمحاولات البوليس المتواصلة والفاشلة لفك الإعتصام بالقوة من أمام قصر الحكومة وهو ما يؤشر لإنطلاق حكومة العار في تنفيذ مؤامرة جديدة على يد بقايا التجمع وبالإعتماد على جهازي البوليس والجيش ندعو النقابيين إلى تشكيل لجان حماية لمقرات الإتحاد في كامل البلاد ولجان شعبية في الأماكن التي لم توجد فيها بعد ومواصلة التحركات والمظاهرات كما نؤكد على ضرورة أن تنسق لجان حماية الإتحاد النقابية مع اللجان الشعبية المكونة في الجهات ومع لجنة الإعتصام المتواصل في ساحة القصبة ومع كل الهيئات والأحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية التقدمية المنادية بإسقاط الحكومة لإفشال هذه المؤامرة الجديدة والإستمرار في النضال من أجل تحقيق مطالب ثورة الحرية والكرامة والمثمثلة في: ـ إسقاط حكومة العار. ـ حل التجمع الدستوري ـ حل البرلمان ومجلس المستشارين ـ حل جهاز البوليس السياسي وكل اجهزة القمع الخاصة ـ مصادرة أملاك التجمع وأملاك العائلة الفاسدة ـ رفع حالة الطوارئ ـ تكوين حكومة مؤقتة [مكونة من الإتحاد  العام التونسي للشغل ومن الهيئات والإحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية التقدمية] إعلان برنامج إصلاحات  فوري يقوم على ـ تشغيل  المعطلين عن العمل ـ حل شركات المناولة ـ ترسيم كل العمال الوقتيين ـ تخفيض مباشر في أسعارالمواد والخدمات الأساسية ـ إتاحة أوسع مجال لممارسة الحريات لتنظيم إنتخابات مجلس شعبي تنبثق عنه حكومة شعبية عمالية حتى لا يقع وقف المسار الثوري وإجهاض الثورة. ـــــــــــــــــــــ بشير الحامدي 26 ـ 01 ـ 2011  

لماذا … وكيف يقع حل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي من الناحية القانونية؟

 بقلم الأستاذ فوزي بن مراد لقد كان من اهم تداعيات ثورة الحرية والكرامة مطالبة أغلبية الشعب التونسي حل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي ومصادرة ممتلكاته وأرصدته المالية, واعتبارها من أملاك الشعب وأمواله, … اذ لا تخلو مسيرة – في أي شبر من البلاد-  من لافتات أو هتافات تؤكد على هذا المطلب… كما أن عديد الأحزاب ,  والتيارات السياسية  دفعت بدورها في هذا الاتجاه اذ اعتبرت جبهة 14 جانفي في بيانها التأسيسي أنه من « المهام الملحة لهذه الجبهة  حل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي ومصادرة مقراته وممتلكاته وأرصدته المالية باعتبارها من أموال الشعب وتسريح متفرغيه»
(أنظر البيان التأسيسي – جريدة الشروق 22 جانفي 2011 )
ان ثورتنا- وككل الثورات – تحطم كل الهياكل والهيئات والنظم القانونية القائمة قبلها  مهما كانت درجتها في السلم التفاضلي… الا أنه لاعتبارات يطول شرحها تخرج عن غاية هذا المقال  تم الالتجاء الى الدستور الذي كان من المفروض أن يذهب في حقيبة الرئيس المخلوع اذ  تم اعتماد الفصل 57 منه لسد الشعور في منصب رئيس الجمهورية… وفي نفس الوقت  خرقه لعدم احترام الأجل المحدد لإجراء الإنتخابات الرئاسية الذي أدناه 45 يوما وأقصاه 60 يوما…بناءا على ذلك واعتبارا للأسلوب التلفيقي الواقع اعتماده يمكن كذلك الاستناد الى القانون المنظم للأحزاب السياسية لحل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي .
يخضع الترخيص للأحزاب السياسية أو حلها  الى القانون الأساسي المؤرخ في 03 ماي 1988-  الذي يحتاج الى صياغة جديدة نظرا لطابعه البوليسي ومرجعيته غير الديمقراطية-  الا أنه يمكن استعماله كما تم استعمال الدستور  – لحل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي.  اقتضت أحكام الفصل 19 من القانون المنظم للأحزاب السياسية أنه
 « يمكن لوزير الداخلية أن يتقدم بطلب للمحكمة الابتدائية بتونس قصد حل حزب سياسي في صورة خرق فادح لأحكام هذا القانون وخاصة في الحالات الآتية
أ- اذ نالت برامج الحزب أو نشاطه من المبادئ المنبنية بالفصلين 2 و3 من هذا القانون»  وبمراجعة الفصلين المشار اليهما أعلاه يتضح أن الفصل 2 هو الذي وقع خرقه من طرف حزب التجمع الدستوري الديمقراطي اذ اقتضت أحكامه أنه على الحزب السياسي « أن يحترم ويدافع عن  مكاسب الأمة وخاصة منها النظام الجمهوري وأسسه ومبدأ سيادة الشعب»  يعلم الجميع أن الدستور التونسي قد عرف  منذ 7 نوفمبر 1987 عدة تنقيحات بلغ عددها  سبعة وتمت في التواريخ التالية: (-26 /07/ 1988 –  8 /11/ 1993 – 06/11/1995 -27/10/1997 -02/11/1998 – 30/06/1999 –01/06/2002 ) وقد أدت هذه التنقيحات الى تجميع كافة السلطات بين يدي « رئيس الجمهورية » وتكريس الحكم الفردي وسن  عديد الآليات القانونية لمنع التداول على السلطة بطريقة سلمية فضلا على التداخل بين السلط وانعدام مطلق لاستقلالية القضاء مع تزوير الانتخابات والاعتداء على ارادة الشعب  مما نتج عنه دستوريا وسياسيا تفكيك النظام الجمهوري وتحويله الى نظام فردي  استبدادي
ان  هذه  التنقيحات والممارسات صدرت عن حزب التجمع الدستوري الديمقراطي حينما كان مهيمنا  على كامل  المؤسسات… التنفيذية والتشريعية والقضائية … مما يجعله تحت طائلة أحكام الفصل 19 من قانون الأحزاب الذي يرتب جزاء الحل في هذه الصورة . وفضلا على ذلك وبالرجوع الى أحكام النظام الداخلي للتجمع الدستوري الديمقراطي يتضح أن كافة الصلاحيات في يد رئيس التجمع : فهو الذي يعين  الكاتب العام للجنة التنسيق… ويعين جزءا من أعضاء اللجنة المركزية … ويعين من بين أعضاء اللجنة المركزية أعضاء الديوان السياسي… و يوزع- بقرار فردي منه – المسؤوليات داخله … وبالتالي فهذا الحزب لم يكن منظما على قواعد ديمقراطية كما نص على ذلك أحكام الفصل 5 من قانون الأحزاب الذي أوجب تنظيم الحزب السياسي «على أسس ومبادئ ديمقراطية ويكون نظامه الأساسي مطابقا لها »… الشيئ المنعدم مطلقا في جانب التجمع
بناءا على ذلك تضمن  الفصلان 19 و20 من القانون المنظم للأحزاب الاجراءات الواجب اتباعها لحل أي حزب سياسي… فقد منح  المشرع النوفمبري حق رفع الدعوى في حل الحزب الذي ارتكب الخروقات المذكورة أعلاه- كما هو الشأن بالنسبة للتجمع- الى وزير الداخلية وذلك بمقتضى عريضة ترفع الى المحكمة الابتدائية بتونس التي أوجب عليها القانون – اتباع اجراءات خاصة ذات صبغة استعجالية – والحكم في الدعوى في أجل أقصاه 30 يوما من تاريخ رفعها … وتؤول أمواله وأملاكه الى ادارة أملاك الدولة عملا بأحكام الفصل 24 من القانون المنظم للأحزاب .
ان من أهم القواعد النضالية التي انتجتها الثورة التونسية القاعدة التالية : « كانت موازين القوى ضد الثورة فلم تستسلم  وحينما أصبحت موازين القوى لصالحها لم تنتقم »  … وبالتالي فمن يريد ممارسة النشاط السياسي من طرف التجمعيين عليهم بناء حزب جديد وباسم جديد … الأستـــاذ   فـوزي بـن مـراد  المحـامي لـدى التعقيـب عمـارة زروق سنتر الطابق الأول  نهج إبن خلدون تونس الهاتف : 17.338.960/ الفاكس: 17.338996  


الجنرال » بوعزيزي يهزم الجنرال بن علي: الشباب العاطلون لاعب جديد على المسرح السياسي (2 من 3)

تونس –  من رشيد خشانة   على خلاف الهبات الإجتماعية النادرة التي عرفتها تونس خلال فترة حكم زين العابدين بن علي (1987 – 2011) كانت ميزة الإنتفاضة التي تُوجت بثورة شعبية أطاحت راس النظام، بكونها سحبت في أمواجها المتحركة صغار الموظفين والفئات الوسطى، خاصة في المناطق الواقعة وراء خط الفقر المُمتد من محافظة جندوبة شمالا إلى محافظتي قبلي وتطاوين جنوبا.
وعمّق نمط التنمية الذي أرسته حكومات بن علي التباعد بين الشريط الساحلي الممتد من بنزرت إلى صفاقس من جهة، وباقي المحافظات الداخلية من جهة أخرى، بما فيها أطراف الساحل شمالا (طبرقة) وجنوبا (قابس وجرجيس)، وهو تباعد كان قائما في عهد سلفه الحبيب بورقيبة وإن بدرجة أقل. وبلغ حجم الإستثمار في قطاع الصناعة في المناطق الشرقية 689 مليون دينار في الأشهر الثلاثة الأولى من 2009 و 587 م د خلال الفترة نفسها من 2010، فيما لم يتجاوز الحجم في المناطق الغربية، التي تُعتبر مناطق ظل، 258 م د في 2009 و172 م د في 2010. بل إن التفاوت ظهر جليا حتى في نسبة التراجع بين مناطق وأخرى، إذ لم يتجاوز 15 في المئة في المحافظات الساحلية، فيما وصل إلى أكثر من الضعف (33  في المئة) في المحافظات الداخلية.
لاشك بأن منطلق حركات التمرد الشعبية خلال نصف القرن الأخير كان اجتماعيا، وإن تحولت في كثير من الحالات إلى صدام سياسي مع السلطات، فالإضراب العام الذي شنه الإتحاد العام التونسي للشغل في 26 كانون الثاني (يناير) 1978 كان، رسميا، للدفاع عن حرية العمل النقابي في وجه ميليشيات الحزب الحاكم. إلا أنه لم يكن بعيدا عن الصراع على خلافة الرجل العجوز الحبيب بورقيبة، والتي كان الحبيب عاشور زعيم الإتحاد وغريم الرئيس الراحل أحد فرسانها البارزين. وأتت الإنتفاضة الثانية الكبرى التي سُميت بـ »انتفاضة الخبز »، والتي اندلعت في أواخر 1983 وانتهت يوم 4 كانون الثاني (يناير) الموالي، ردا شعبيا عارما على الزيادة في أسعار الخبز، ولم تهدأ إلا بعدما خاطب بورقيبة المواطنين عبر التليفزيون ليُعلن إعادة الأسعار إلى ما كانت عليه قبل الإنتفاضة. وكانت انتفاضة الحوض المنجمي (2008) آخر الحركات الجماهيرية التي قادها نقابيون، وإن كان زعماء تلك الإنتفاضة مُجردين من مسؤولياتهم النقابية لدى اندلاعها بقرار من قيادة الإتحاد العام التونسي للشغل، قبل الرجوع عن القرار والمطالبة بإخلاء سبيلهم. أما انتفاضة سيدي بوزيد فأتت ممن هم على هامش الدولة والهيآت النقابية والسياسية، إذ لم يجد هؤلاء الشباب محلا لهم من الإعراب في التوليفة الجديدة التي آلت إليها تونس بعد 23 سنة من « عهد التغيير »، والتي لم تمنحهم الوظيفة ولا لقمة العيش ولا حتى الحد الأدنى من الكرامة.
وعلى رغم أن مركز ثقل الإنتفاضة ظل طيلة نحو أسبوعين متمحورا في منطقة الوسط الغربي (سيدي بوزيد والقصرين)، إلا أنها سرعان ما اجتاحت محافظات تُعتبر أوفر حظا نسبيا مثل صفاقس وبنزرت وسوسة. وهذا يعني أن انتفاضة الكرامة، التي انطلقت من سيدي بوزيد، ارتدت طابعا وطنيا شاملا خلافا لجميع الهبات السابقة في عهد بن علي، وآخرها هبات قصيرة الأمد اندلعت خلال العامين الماضيين في كل من الصخيرة وبن قردان وجبنيانة وقصر قفصة بالتلقائية نفسها، ورافعة أيضا الشعارات نفسها، وهو دليل على أن العناوين التي طرحتها انتفاضة سيدي بوزيد كانت نابعة من شعور عام بالظلم وامتهان الكرامة وغياب الحرية. وشمل هذا المطلب السياسي البحت، الذي كانت تحجبه حملات القمع القاسية، جميع المناطق بلا استثناء، وهي لم تتحرك فقط احتجاجا على بطالة الشباب والتفاوت بين المناطق، وإنما أساسا من أجل مطلبين سياسيين هما الحرية ومكافحة الفساد.
ذكاء الشباب وأصابع الرقباء
والثابت أن أجهزة بن علي التي قرأت حسابا لكل شيء وحاولت سد جميع منافذ المعلومات عن المواطنين من خلال السيطرة على البريد الألكتروني، لم تقرأ حسابا لجسارة الشباب وقدرتهم الفائقة على التسلل بين أصابع الرقباء لالتقاط خيوطك الضوء. من هذه الزاوية شكلت العولمة فرصة فريدة لنجاح الثورة التونسية، إذ منحتها القدرة على إيصال صوتها وصورتها إلى العالم ساعة بساعة تقريبا، ومكنت المناطق الأخرى من مواكبتها والتجاوب الفوري معها. فما أن سمع الناس بمجزرة القصرين وتالة والرقاب يومي 8 و9 كانون الثاني (يناير) حتى سارت المظاهرات في شوارع سوسة وصفاقس، وأعلن النقابيون إضرابا عاما في صفاقس ثاني أكبر مدن البلاد يوم 10 من الشهر نفسه. ومن المهم الإشارة في هذا السياق إلى أن الإنتفاضة اتسمت بكثرة عدد المدونين الذين لاحقتهم السلطات بالإعتقال وقصف المواقع ومصادرة الحواسيب، بعدما أدركت خطورة دورهم في تغذية التمرد. وبدأت هذه الحرب بقصف مواقع الكترونية منتقدة أو ساخرة وتطورت إلى اعتقال مدونين شبان وإقفال البريد الأكتروني لآخرين، من أجل قطع الشباب عن العالم الخارجي، وخاصة عن حركة التدوين الجريئة في العالم العربي، وبخاصة في مصر. وكان الحكم يخشى، مع انتعاش الحركة النقابية في بعض الجامعات، أن تستعيد الحركة الطلابية الزخم الذي عرفته أيام العهد البورقيبي، وتتحول إلى قوة رفض يصعب ترويضها. لكن لم يتوقع الحكم أن يخرج الشبان بتلك القوة والكثافة إلى الشوارع خلال الإنتفاضة، إذ كانوا العمود الفقري للمظاهرات، وإن لوحظ أيضا أنها لم تقتصر عليهم، وإنما شارك فيها أيضا المدرسون والموظفون والنقابيون وكوادر بعض الأحزاب السياسية. وخلافا للحركة الإحتجاجية التي اندلعت في منطقة الحوض المنجمي في محافظة قفصة سنة 2008، اخترقت الحركة الإجتماعية في سيدي بوزيد الحدود التي أريد حصرها فيها، وانتشرت في المحافظات المجاورة لتمتد إلى أرخبيل قرقنة شرقا وبن قردان جنوبا وجندوبة شمالا. وكان في مقدمة العوامل المُحرضة على التظاهر في تلك المدن الرسائل المتناقلة بواسطة الإنترنت والصور المتبادلة عن طريق « فيس بوك »، حتى أن الدعوة للمظاهرات كانت تنطلق أحيانا من « فيس بوك » لتتناقلها ألسنة الناس وتشيع في أنحاء المدينة أو القرية. إنها ثورة معلوماتية جديدة فرضها الشباب على السلطات فرضا، فاستطاعت الإلتفاف على جميع الحواجز وتدمير قواطع الرقابة التي كانت تصادر صحيفة وتحجب مدونة وتقطع خط هاتف جوال.
لم يكن هذا العنصر حاضرا بمثل هذه القوة خلال هبة الحوض المنجمي، ما سهل على السلطات الأمنية السيطرة على الوضع هناك واتخاذ إجراءات انتقامية بعد تهدئة التوتر، بما فيها سجن من اعتبرتهم « رؤوس الفتنة » ومحاكمتهم. وتقودنا هذه الملاحظة إلى محاولة تبين موقع انتفاضة سيدي بوزيد من الحركات الإجتماعية السابقة في تونس، وكذلك مواطن التشابه والإختلاف بينها وبين هبة الحوض المنجمي القريبة منها زمنيا. ولابد هنا من إضافة عنصر آخر يُكمل الصورة هو استفادة الإنتفاضة من تأطير الكوادر السياسية والنقابية الوسطى في مختلف المدن والقرى، وذلك خلافا لبعض التحاليل التي أطنبت في الحديث عن « غياب التأطير السياسي ». ويكفي استعراض أسماء اللجنة التي قادت التحركات في سيدي بوزيد على إثر انتحار محمد بوعزيزي لندرك ثقل الحضور السياسي، ناهيك أن الناطق الرسمي باسمها (الذي اعتقلته السلطات ثم اضطرت لإطلاقه) هو عضو قيادي في حزب معارضة بارز.
(المصدر: « القدس » (يومية تصدر في القدس المحتلة) بتاريخ 26 يناير 2011) الرابط: http://www.alquds.com/node/322252  


لن يخنع الشعب و لن يبيع

هذا الشباب يأبى أن يبيع***ثورته ولا الالتفاف الفضيع خرج اللواء الرشيد إليه***قال أهدأ أيّها الشعب المطيع إنّني والجيش ضامن حكم***للشّعب و أنّ حقّه لا يضيع أمام الوزارة الأولى كان***اعتصام الشعب خطب مريع أزعج السلطة وهي حيرى***كيف تنجو والحصار منيع صمم الشعب أن ينال انتصارا *سـاحقا دون عنف شنيع لن ينال التجمع أيّ حظّ***في البلاد والشعب قال لا أبيع كفانا منك هوانا وخسفا**نلت منّا المال والعرض يا خليع ساندت جلاّدينا وأنت منهم*أهنتنا يا نظام ذلّنا رآه الجميع ارحلوا عنّا فلسنا نرضى**بكم ولا بطاغوت جديد وضيع هنيئا لشعب تونس يرنو** لحياة الكرامة والعيش الرفيع شعرأبوجعفرالعويني/في الثلاثاء, 25. جانفي 2011

نداء إلى شعب تونس ونخبها

سهيل الغنوشي  بعد تسعة عقود من النضال من أجل التحرر من الاستعمار ثم من النظام الذي ورثه تخللتها « هدنة » تلت الاستقلال ودامت حوالي عقدين انتظر التونسيون خلالها ولادة دولة الحرية والعدالة والقانون والمؤسسات، فاصطدمت تطلعاتهم ونضالاتهم بنظام الحزب الواحد والفرد الصنم. وبعد أربعة أسابيع من الانتفاضة التي بدأت احتجاجية اجتماعية وتطورت لتصبح سياسية تطالب برحيل الدكتاتور، فتم ذلك بسرعة فاقت كل التوقعات نتيجة إصرار الشعب وتدخل الجيش. وبعد أسبوع من رحيل الدكتاتور تهاوى خلاله النظام والحزب الحاكمين، وتحققت خلاله حزمة من المطالب التي ناضلت من أجلها أجيال من التونسيين على مدى عقود من الزمن. بعد كل ذلك الذي تم بصورة عفوية وفي غياب قيادة وتأطير، وجد التونسيون أنفسهم في وضع غريب اختلطت فيه نشوة الانتصار مع الحذر والترقب لأحداث اليوم التالي: ما الذي يمكن أن يحدث وما الذي ينبغي فعله، خاصة مع ارتباك النخبة –التي لا تزال تحت وطأة المفاجأة– وانقطاعها عن الشارع ، وحيرتها واختلافها في تقدير الموقف وتحديد المسار والأولويات، وعجزها عن –أو ترددها في– الالتحام بالجماهير من أجل قيادة مرحلة العبور نحو التحول الديمقراطي. الوضع في تونس يكتنفه الغموض وتمسك به العديد من الأطراف الداخلية والخارجية وبالتالي فهو مفتوح على كل الاحتمالات ليس واحدا منها عودة نظام الحزب الواحد والفرد الواحد وتعافي حزب الدستور الذي تلقى ضربة في مقتل وهو في حالة موت سريري. في ضوء موقف الجيش وما رشح من معلومات حول تحركه لإجلاء الدكتاتور بطريقة هي أقرب للانقلاب، لا بد أن نتساءل عن الجهة الفعلية التي تدير البلاد، خاصة وأن الطريقة التي تدار بها البلاد منذ سقوط بن علي لا توحي بأن الرئيس المؤقت ورئيس الحكومة المكلف هما القادة الفعليون للبلاد. وإذا كانت الحكومة المؤقتة هي ستار بين الجماهير والقيادة الفعلية للبلاد (تحديدا الجيش)، فهل من المصلحة إسقاطها وإزالة هذا الستار مهما كان مرقعا، خاصة في ظل القرارات والإجراءات المتخذة، والذي يتفق الجميع على أنها لبت جل مطالب المجتمع المدني، وأوجدت ديناميكية جديدة عززت عملية قطع خط الرجعة. تشكيلة الحكومة جاءت دون المأمول، واستفزت الشعب باستبعادها لبعض الأطراف وإبقائها على عناصر من الحكومة السابقة في وزارات مهمة، فاستمر الشعب في تظاهره –وحق له ذلك– للمطالبة بحل التجمع الدستوري وحل الحكومة المؤقتة، وكل ذلك معقول ومفهوم ومقدر ومشروع. ولكن هل هذا هو واجب الوقت الذي يتوقف عليه بناء المستقبل وبالتالي يصرف فيه كل المخزون النضالي دون غيره ودون ادخار جزء من المخزون لما هو آت؟ إن نجاح أي تغيير يستوجب خوض المعركة المناسبة في الوقت المناسب وبالوسائل المناسبة، والتوقيت مسألة حيوية جدا وعامل حاسم في النجاح والفشل، وبالتالي لا بد من تجنب كل المطبات المتعلقة بالتوقيت وعلى رأسها خوض معركة قبل أو بعد أوانها أو السكون المبكر قبل نهاية المعركة، أو الاستمرار في خوض معركة بعد أن حسمت، وبالتالي استوجب الانتقال إلى ساحة أخرى أو معركة أخرى. وتجنب كل هذه المطبات هو مسؤولية النخبة حتى وإن لم تكن في قيادة المرحلة الأولى من التغيير كما حدث في تونس. ولكن أداء النخب العربية والإسلامية في هذا المجال لا يطمئن. فكثيرة هي المرات التي أساءت فيها النخبة تقدير التوقيت، أو فشلت في استثمار هبات شعوبها واستشراف المرحلة اللاحقة وقيادة الجماهير نحوها، بل إن الجماهير كثيرا ما فاجأت النخبة وسبقتها. وفي تقديري فإن أحد الأسباب الرئيسية في نجاح حزب العدالة والتنمية في تركيا في إحداث تغييرات جذرية ومتلاحقة في تركيا يتمثل في إتقان لعبة التوقيت، والانتقال السلس من أي معركة فور نهايتها إلى التي تليها مما أربك خصومهم ففقدوا توازنهم وعجزوا على مواكبة الخطوات المتلاحقة. ولكنها كانت خطوات مدروسة ومتصلة أنجزت بمستوى عال من الكفاءة والانضباط. ففي يوم النجاح في تمرير التعديلات الدستورية في تركيا أعلن رجب طيب أردوغان أن تركيا قد كبرت على الدستور الحالي وأنها بحاجة إلى دستور جديد. لم يكن ذلك شعارا ولا خطابة ولكن خطوة لاحقة طبيعية يسمح موقعه وإمكاناته وظرفه بالشروع في تنفيذها فورا. وانتفاضة تونس المباركة والمبتكرة، برغم عفويتها وافتقادها لقيادة موحدة، تجنبت المطبات الثلاثة الأولى المتعلقة بالتوقيت. فالانهيار السريع للنظام أكد أن التوقيت كان مثاليا، والشعب لم يسكن حتى بعد انهيار الحزب الحاكم وتشكيل حكومة مؤقتة ومتنوعة أعلنت عن برنامج لبى مطالب الشعب ونفذت جزءا مهما منه في ظرف أسبوع وفي اجتماعها الأول، وذلك تحت ضغط الشارع وضغط النخبة المشاركة وغير المشاركة في الحكومة. بقي المطب الأخير والذي ينبغي تجنبه: الاستمرار في خوض معركة بعد أن حسمت أو خوض المعركة التي تليها بنفس أسلوب المعركة السابق أو وسائلها. فما ابتكره ووظفه شباب الانتفاضة من وسائل للاحتجاج على النظام السابق والإطاحة به قد لا يجدي كثيرا في إدارة المرحلة الانتقالية نحو التحول الديمقراطي. فالأولى معركة الشارع والعاطفة بينما الثانية معركة النخبة والحكمة، وتقتضي التفاعل السريع والناجع مع التطورات السريعة والمتلاحقة وتوجيه الشارع نحو المعركة القادمة بالتوازي مع الاستمرار في الضغط على الحكومة المؤقتة للتعجيل في تنفيذ البرنامج المعلن وتحسين تركيبتها دون السعي إلى إسقاطها. أما الحزب الحاكم فقد انفرط عقده وأصبح من الماضي ولم يعد يستحق أن يصرف نحوه إلا الشيء اليسير من الرصيد النضالي على سبيل اليقظة وليس على سبيل المطالبة بحله، خاصة وأنه لم يبق فيه ما يحل أصلا. بناء على كل ما تقدم وفي ظل المخاطر التي تترصد لانتفاضة تونس، أعتقد أن المعركة المصيرية التي ينبغي أن تركز عليها النخبة وأن يوجه نحوها الحراك والزخم والغضب الشعبي هي معركة الانتخابات الكفيلة بتحقيق المطالب الآنية وإنهاء المرحلة الانتقالية والتمهيد للتحول الديمقراطي. فتونس بحاجة إلى دستور جديد لا يمكن أن يصيغه إلا مجلس منتخب. وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. الآن وقد رفع الحظر على الأحزاب والجمعيات ووسائل الإعلام وصدر العفو التشريعي العام وخلا الميدان من التجمع، ينبغي أن ينصب تركيز النخبة وزخم الشارع على الانتخابات ومستلزماتها، فيصبح مطلب الشارع الرئيسي تشكيل لجنة للانتخابات لا مساومة فيها على نزاهة الأعضاء ووطنيتهم واستقلاليتهم وعدم ارتباطهم من قريب ولا من بعيد بالعهد البائد حزبا ونظاما. ومن ثم إعداد قانون انتخابي جديد يؤسس لانتخابات حرة ونزيهة لا تقصي أحدا. كما ينبغي أن تنطلق الأحزاب –خاصة التي كانت محظورة سابقا– في عملها العلني والقانوني وإقامة مؤتمراتها وتأسيس فروعها ومقراتها، والشروع في العملية الانتخابية بما تتطلبه من حملات وبرامج واختيار مرشحين…، وتأطير الزخم الشعبي في العملية الانتخابية. وفي هذا الإطار أعتقد أن الدكتور منصف المرزوقي أصاب مقتلا بعودته وإعلان عزمه الترشح للرئاسة، وجولته في البلاد التي كانت حملة انتخابية بامتياز، واعتباره أن « المسألة الأكثر أهمية في هذا التوقيت هي وجود انتخابات حرة ونزيهة وتوفير الحرية للجميع للترشح » في الوقت الذي ما زال يطالب فيه بتشكيل حكومة إنقاذ وطني دون أن يتوقف عند هذا المطلب أو يجعل منه الشغل الشاغل. وفي الوقت الذي ما زال غيره متوقفا عند نقطة تشكيل الحكومة مستبعدين إمكانية القيام بأي خطوة قبل إسقاطها واستبدالها بحكومة أخرى وبتشكيل مجلس تأسيسي لا يعلم كيفية تشكيله وممارسته لمهامه وصياغته لدستور جديد بل وشرعيته من دون أن يكون منتخبا. وربما تساءل البعض كيف يمكن أن نثق في هذه الحكومة؟ كيف يمكن أن تجرى انتخابات نزيهة في ظلها؟ وتلك أسئلة وجيهة جدا إذا كانت تونس اليوم تحكم بنفس المعادلة: دكتاتور وعصابة وحزب واحد مهيمن وأجهزة أمنية فتاكة. ولكن تونس اليوم تحكم بمعادلة مختلفة جدا قوامها شعب يقظ ومعبأ وواع، وجيش وطني منحاز إلى الشعب ولا تملك جهة أن توظفه لصالحها، وحكومة على علاتها فيها حضور معقول مراقب وضاغط من المعارضين والمستقلين، وأحزاب وجمعيات رفع الحظر عليها، وإعلام متحرر، مع تفكك أجهزة الحكم السابقة من حزب وأجهزة أمنية وعصابة السراق فلماذا كل هذا التخوف من نمر ورقي. فالمسألة ليست مسألة ثقة لأننا بصدد الحديث في السياسة وليس في العلاقات الاجتماعية، ثم إن الثقة غير مطلوبة لأننا بصدد حكومة –أو بالأحرى أعضاء في الحكومة– لا يملكون لا سلطة مطلقة ولا حتى سلطة كافية يفرضون بها إرادتهم على الشعب، والقرارات كما الخطابات والتراجاعات خلال الأسبوع الأخير تثبت ذلك، وإذا كان الجيش لم يستجب لأمر بن علي فهل سيستجيب لرئيس حكومة مؤقت؟ فما حقيقة السلطة التي تملكها حكومة لا تستطيع أن تعتمد على أو تلجأ إلى القوة الخشنة؟ فلماذا صرف الجهد في المعركة المنتهية والانشغال عن المعارك الحقيقية. صحيح أن أي مقارنة مع التجربة التركية لا بد ألا تغفل الفوارق، ولكني لا أعتقد أن حزب العدالة والتنمية أنجز ما أنجز في ظروف أحسن بكثير من ظروف تونس اليوم في ظل هذه الحكومة الانتقالية، بل وربما كانت الظروف التي عمل فيها الأتراك أسوأ من هذه في ظل سيطرة خصومهم على مفاصل الدولة كالجيش والقضاء ومجلس الأمن القومي. إنها الرؤية الثاقبة والحكمة والانضباط وإتقان مسألة التوقيت بخوض المعركة المناسبة في الوقت المناسب وبالوسائل المناسبة، والانتقال السلس من معركة إلى الأخرى دون توقف أو تردد، من أجل تحقيق أكبر قدر من المكاسب بأقل التكاليف والتضحيات. لقد تحول شعار انتفاضة تونس من اجتماعي يطالب بالتشغيل وتحسين الأوضاع الاجتماعية ويندد بنهب المال العام وغياب العدالة بين الجهات، إلى سياسي يطالب أولا برحيل الدكتاتور ثم يضغط لتفكيك منظومة الحكم البائد، وقد تحقق الكثير من المطالب السياسية بانهيار الحزب وتفكيك الأجهزة الأمنية الخاصة وبحزمة القرارات الجريئة التي اتخذتها ونفذتها الحكومة المؤقتة. كما تحقق كل ذلك أرجو أن ينتقل الشارع والنخبة فورا إلى معركة الانتخابات التي تبقي على التعبئة والضغط ولكن مع التقدم في مسار التحول الديمقراطي. ويزداد التحول إلى معركة الانتخابات أهمية نظرا لأننا بصدد مرحلة انتقالية وديمقراطية وليدة وانتخابات هي الأولى من نوعها وأحزاب وجمعيات كثيرة ستستأنف نشاطها أو تولد من جديد، وغياب للبنية التحتية الديمقراطية، وبالتالي فنحن مقدمون على مخاض عسير سيحتاج إلى كثير من المشاورات والتوافقات، وبالتالي إلى كثير من الوقت كما ستحتاج الانتخابات إلى كثير من التعبئة لضمان سلامتها ومنع انحرافها. فإلى الانتخابات يا شعب تونس ونخبها. ولتكن الانتخابات هي المعركة الفاصلة التي تقطع بها الصلة مع الماضي نهائيا، ويؤسس بها لدولة الحرية والعدالة والكرامة والتنمية، المحكومة بالقانون والمؤسسات والخاضعة لإرادة الشعب. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 جانفي 2011)

تونس ودقة المرحلة الانتقالية


محمد كريشان 2011-01-25 ما حصل في تونس ثورة حقيقية على أكثر من مستوى، من ذلك تلك اللقطة التي ما كان لأي تونسي أن يتخيلها في يوم من الأيام: الجنرال رشيد عمار رئيس أركان البر يخاطب الجماهير المعتصمة أمام مقر الحكومة وبمفردات لم تكن يوما متداولة أبدا، ليقول لهم ‘لا تضيعوا هذه الثورة المجيدة’ ومؤكدا لهم أن ‘الجيش هو حامي البلاد والعباد’ وأن ‘كل القوات المسلحة صادقة لكي تصل بالسفينة إلى بر الأمان’. كما طالب الجنرال الحشود بالتحلي بالصبر لأشهر معدودات لا تتجاوز الستة لتتمتع البلاد أخيرا بثمار التحول الديمقراطي الحقيقي. ولم ينس، وهو الذي يكنّ له التونسيون كل احترام لرفضه إطلاق النار على المتظاهرين، من التنبيه من أن ‘الفراغ يولد الرعب والرعب يولد الدكتاتورية’. بعبارة أخرى، قال الجنرال للتونسيين عمليا عودوا إلى أعمالكم ودراستكم واتركوا هذه الحكومة ترتب في آجال محدد الأوضاع الانتقالية بضمانة قطعية من الجيش. يأتي هذا في وقت لم تهدأ فيه بعد تحركات الشارع التونسي، وإن كان بزخم أقل، مطالبا بإسقاط الحكومة، مع أن ذلك لم يتحول – إلى حد الآن على الأقل- إلى مطلب شعبي جارف يلتف حوله الجميع. كما بدا لافتا أن الرأي العام التونسي الذي لم يتعود في تاريخه على تلك النوعية من التحركات الشعبية والإضرابات المفتوحة لم يعد يبدي حماسة في أن تستمر الأوضاع على ما هي عليه خاصة مع شعوره بأن إسقاط الدكتاتورية وهروب رمزها يعد مكسبا كبيرا يحتاج إلى تثمير أوضح. ومن هنا تأتي تصريحات الجنرال عمار كنوع من الطمأنة للجميع بأن الثورة لن تضيع وبأن ذلك يقتضي تعاطيا مختلفا مع الحكومة رغم هناتها ونقائصها درءا للفراغ، كما يخشى كثيرون. وفضلا عن غياب عنصر الثقة الذي جعل الناس هنا شكاكين دائما في التحركات الرسمية، يوجد أمران أساسيان زادا من صعوبة الأوضاع، أولهما غياب شخصيات سياسية كبرى قادرة على توجيه دفة الأمور والتحكم في انفعالات الشارع وتحركاته، وثانيهما أن الإعلام الوطني غير قادر على التأثير في صياغة مزاج الناس ومواقفهم. الأول نتاج طبيعي لتصحر الحياة السياسية لأكثر من عقدين بسبب الاستبداد والفساد والثاني نتيجة منطقية للطابع الدعائي الهزيل الذي صبغ هذا الإعلام طوال نفس الفترة. وعندما يتداخل العنصران نسجل غياب قدرة كثير من الأطراف السياسية على التواصل مع القواعد الشعبية عبر الإعلام الوطني أو الدولي بهدف تكييف تحركاتها أو توجيهها نحو أهداف سياسية واضحة المعالم. كل ذلك أيضا يبدو مفهوما بالقياس مع غياب أي تجربة سياسية حقيقية في البلاد إذ لم يوجد طوال ثلاثة وعشرين عاما أي نوع من الحراك الحقيقي على هذا الصعيد. ومع تسجيل نوع من التراجع الآن في قوة اندفاع الناس للاحتجاج في الشارع إلا أن ذلك لا يقلل من شيء من أهمية استمرار بعض التحركات لإبقاء الفريق الحاكم الجديد تحت حد أدنى من الضغط الدافع للتغيير. لكن ذلك لا يمنع ، كما يرى كثيرون في تونس، من الحذر من طبيعة بعض التحركات كتلك التي يقودها اتحاد النقابات الذي تلام قيادته على ما يوصف بالتواطؤ مع الحكم السابق في وقت نراه اليوم يصعد أكثر من المطلوب. كثيرون يعتقدون أنه لا تناقض بين ضرورة العودة إلى العمل والدراسة في بلد قدرة تحمله للأوضاع المعلقة محدودة وأهمية الإبقاء على جذوة الثورة مشتعلة للدفع بورشات الإصلاح السياسي إلى الأمام. هذه المرحلة الانتقالية تبدو حاسمة في تحديد مستقبل تونس والمطلوب فيها كثير من الانتباه والحذر دون تراخ مبالغ فيه أو مزايدة غير محسوبة، كلاهما خطير. أما الضمانة الأقوى على الإطلاق فتبقى، أولا وأخيرا، في تيقظ الناس الدائم ونضجهم وعدم استعدادهم لتفويت الفرصة التاريخية التي أتاحتها هذه الثورة لجعل البلد أخيرا على سكة الإصلاح الديمقراطي الحقيقي ولو على مراحل. المهم أن تكون مراحل صادقة وثابتة وغير قابلة للانتكاس. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 جانفي 2011)

الانتفاضة.. الثورة..المعجزة التونسية!


رشاد أبوشاور 2011-01-25  
بدأ توصيف الحدث التونسي التاريخي الكبير بالانتفاضة، ومن ثمّ والجماهير التونسية في الشوارع، ومع تنامي فعلها، وتحقيقها إنجازات في الميدان، وبدء فرضها لإرادتها التي توّجت برحيل بن علي، أخذ الحدث وصفا يليق به: الثورة. هذه الثورة لها مطالب تتضح يوما بعد يوم، والجماهير تتقدم للأمام، وتدلل على حركة الشعب، وحيويته، وقدرته على تنظيم نفسه بنفسه ـ علما أنه بدون قيادة ـ رغم عفوية بدء الحدث، متسلحا بثورته، بخبرته بنظام الدكتاتورية والقمع والفساد وأجهزة البطش، وقدرة أزلام النظام وأدواته على التلون الحر بائي بهدف استعادة الحكم من جديد، وإعادة الشعب إلى بيت الطاعة. عوّض الشعب التونسي عن الفراغ السياسي الحزبي القادر على القيادة، بالتجمّع حول الأهداف التي ارتقت عن حد المطالب الإصلاحية الترقيعيّة التي وُعد بها يوما، وتم التراجع عنها إلى ما هو أسوأ بكثير من عهد (بورقيبة)، وبالبقاء في الشارع. هنا أتوقف لأذكّر بأن نظام بن علي قد دمّر الحركة الوطنية التونسية المعارضة، وفتك بالأحزاب، وحاصر ما تبقّى منها بحيث تعجز عن المعارضة الفاعلة، والتبشير بفكرها وخطابها، وأبقاها محاصرة مهددة بشكل دائم، ومحشورة في المكاتب، وفي عزلة بسبب خوّف الشعب من الانتماء لها. ألحق نظام الاستبداد والقمع الأذى ببعض رموز الأحزاب لتكون عبرة، وهذا ما فعله بالمناضلة الصديقة (سهام بن سدرين)، والشيخ عبد الفتاح مورو، وراشد الغنوشي، والمناضل الصلب حمّة الهمامي، والدكتور المنصف المرزوقي، وكثير من الرموز الوطنية التونسية، ومن شتّى الاتجاهات: إسلامية، قومية ديمــقراطية، يسارية شيوعيّة، طُلابيّة، عُمّاليّة، إعلامية، فكرية وثقافية، واضطر كثيرون للهجرة من البلد نجاةً بأنفسهم، أو بحثا عن العمل في بلاد ترحب بكفاءاتهم الأكاديميّة. لم يكتف نظام الاستبداد بالفتك بالحركات الحزبية، بل قمع النقابات، والتحركات الشعبية العلنية التي قادها المحامون، وعمد إلى تزوير وجه الاتحاد التونسي للشغل رغم عراقته، وتاريخه، والذي رغم ذلك برهن على مدى فاعليته بالدور البارز في الثورة عندما دفع بقواه إلى الشارع، فالحركة العمّالية التونسية عريقة، وصاحبة دور وطني مشهود. وراء الجماهير رأينا الأحزاب تخرج متحررة من المكاتب التي سُجنت فيها، لتلتحق بالشعب الذي حررها من قيود سلطة القمع، وإن بدت حائرة ومرتبكة في الأيام الأولى لجهلها بمدى ما ستذهب إليه حركة الجماهير التونسية. في مواجهة عمليات التخريب، والتدمير، لتخويف الجماهير، وردعها، ودفعها للانكفاء، تأججت روح مبدعة، فتشكلت اللجان الشعبية في الأحياء الشعبية، والحارات، والبلدات، وبدأت عملية المواجهة والتصدي لأزلام وأدوات نظام الدكتاتور التي أعدت لمثل هذا اليوم احترازا، وإن كان لا يتوقعه، فهو اقترف كل ما يحول دون رفع الشعب رأسه، وصوته. المفارقة أن نظام الاستبداد استعد لهذا اليوم، وإن استبعده، وأنفق الملايين من المال العام، وهذا ما يبرهن على تأصّل الخوف في نفس النظام وأركانه، ورأسه، لأنه يعرف ما تقترف يداه من ظلم وجور! وصف الحدث التونسي في البداية بالانتفاضة، وفي الحدث كثير من ملامح الانتفاضة، ومع وقوف الجيش على الحياد، وهو حياد إيجابي، دعم الجماهير في مواجهة قوى الأمن المستزلمة والمعتادة على القمع ـ نذكّر بأن من صفع وأهان وطارد محمد البوعزيزي هي شرطية من جهاز الأمن المعروف بعدوانيته! ـ وخذل الدكتاتور، وهو ما عجّل برحيله، وهذا ما جعــــل الشعب التونسي يمحض حبه واحترامه لجيشه الوطني، وهو ما تجلّى في ما نقلته الكاميرات لعناق الشعب والجيش. سيبقى السؤال ماثلاً حتى مدى بعيد: كيف حدث هذا؟ كيف تمكن شعب غير منظم، ليست له قيادات حزبية واسعة الحضور والانتشار، من إسقاط رأس نظام حكم مدجج بكل ما يبقيه (مدى الحياة) كما توهم؟ يعني مدى حياة الدكتاتور ومنتفعي نظامه! من يطرحون السؤال ينقسمون إلى قسمين، معجب بشعب تونس، يريد لروحه الثورية أن تلهم الشعوب العربيّة التي تعيش ظروفا ربما تكون اشد قسوة مما عاناه، مع تشابه الفساد وأدوات الحكم، وارتباط بالخارج الداعم: أمريكا، فرنسا، وعلاقات سريّة مع الكيان الصهيوني، ناهيك عن دعم الرجعية العربية وفي مقدمتها الحكم السعودي الجاهز ليس فقط لاستقبال أي طاغية، ولكن لدعم كل الطغاة التابعين في بلاد العرب، المرتبطين أمريكيا، المسالمين للكيان الصهيوني، المتخلين عن فلسطين كقضية عربية، الفاسدين النهابين لبلدان مبتلاة بهم! أمّا أعداء الجماهير العربيّة، فسيطرحون نفس السؤال ليستنتجوا مّما حدث كيف يجابهونه، من جهة باحتوائه والالتفاف عليه تونسيا، ومواجهته مسبقا في الدول العربيّة المرتبطة التي توصف بالمعتدلة من وجهة نظر أمريكيّة وصهيونيّة، وهي المرشحة للانفجار! ملايين العرب في أقطارهم يتابعون الحدث التونسي، ثورة أو انتفاضة، التغييري، بإعجاب ولهفة وفرح من جهة، وأيضا بقلق، لأن هذه الجماهير ترى في الحدث التونسي حدثا قوميا بامتياز، يهمها في كل أقطارها، ويشكل مقدمة لتغيير طال انتظاره، بعد أن أفرغت نظم الدكتاتوريات البلاد من القوى السياسية الفاعلة، وضاعفت من أجهزة القمع، وجوعت الناس فأذلتهم وجعلت همّ حياتهم الركض وراء الرغيف، وأي فرصة عمل حتى لو كانت غير مناسبة! كعادتها تلجأ نظم حكم الاستبداد في بلاد العرب إلى حلول تسكينيّة مؤقتة تحايلية، فتخفض الأسعار، وتعلن عن تشغيل بعض الشباب، وتعد بتحسين أحوال المواطن، بل ويبدو أنها تقول للمواطن في البلدان العربية على طريقة بن علي: راني فهمتكم.. أنا فهمتكم! ومع ذلك لا يتزحزح الأقارب، والمحاسيب، وميليارديرات النهب من التجارة والسمسرة من مواقعهم..وهم أنفسهم متسلطون على أجهزة القمع، فالتحالف هو: الحكم، الأجهزة، التجارة ..وهو ما يعني الإفقار، والفساد، والسجون التي يختفي فيها المواطن وراء الشمس إذا ما فتح فمه! المواطن العربي متلهف على انتصار الشعب التونسي، على أن يبلغ شاطئ الأمان بتأسيس نظام حكم ديمقراطي: سيادة القانون، انتخاب ممثلي الشعب انتخابا حرا، حرية الصحافة والإعلام، انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، وليس من برلمان مزوّر، ولدورتين بحد أقصى، فلا رئاسة مدى الحياة، ولا توريث، ولا حزب حاكم، فالحاكم هو الشعب وتعبيراته السياسيّة الحرّة، والسيّد هو الدستور الذي ينظّم الحياة ويضمن الحقوق! كل هذا يطالب به المواطن العربي، في تونس، وفي مصر، وفي السعودية، وفي كل بلد عربي من المحيط إلى الخليج! بأخوة، نقول لأهلنا في تونس: انتصروا، فهذا هو ما تبشروننا به، بمعجزة نهوضكم، وثورتكم، فأعداء كثيرون يتربصون بكم، وبنا، وبما بدأ يتمخض به الشارع العربي في أقطار المشرق والمغرب! لقد مزجتم بين الصلابة والتحضر في حركتكم عبر شوارع تونس الخضراء، فلا قتل انتقامي، ولا تخريب، ولكن إصرار على تحقيق الأهداف، ويقظة في الشارع، ومتابعة لكل شيء. عيوننا، وأسماعنا، وأرواحنا، وقلوبنا، وعقولنا..تتابعكم، والعالم يتابعكم، فأنتم اليوم صنّاع الحدث الأبرز، وحملة راية الحريّة، وأنتم الشعب الذي استجاب له القدر… انتصروا يعيّشكم! (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 جانفي 2011)

تونس ونحن والأمريكان وعقل الطوائف


أيمن خالد 2011-01-25  
الأرجح أن الصدمة في الدوائر الغربية مما جرى في تونس سوف تؤجل ملفات المنطقة، وسوف تؤجل خطط الأمريكان، وحتى اجتياح غزة هذا العام لم يعد ممكناً، ولا أظن أن هناك مواجهة داخلية ستجري في لبنان، بل على العكس تماماً، فالأيام القادمة سوف تحمل نتائج الصدمة، وهذا يعني أننا أمام سنة من الانتظار، ومزيد من الملفات المعلقة، وسنة من الحيرة، فالمخابر الأمريكية في عالم السياسة، هي اقرب إلى استبدال طواقمها من القيام بدفع المنطقة نحو مغامرات جديدة. والأرجح أن الإدارة الأمريكية، ستعمل على إعادة صياغة الملفات وجعلها معلقة بلا حلول، وقد يكون من هذا الباب تعليق الأزمة اللبنانية، بغض النظر عن دفع وتطلعات بعض الأطراف الداخلية اللبنانية، فإذا كانت بعض أطراف المنطقة جاهزة لمغامرات عديدة، فالأمريكان غير جاهزين، وهم أقرب إلى التعامل بلطف مع القوى الليبرالية القادمة لحكم تونس، وتسهيل انتقالها وتسلمها لإدارة البلاد، مما يعني إعادة إنتاج نمط سياسي متميز في تونس، سوف تكون فيه تونس على المستوى السياسي، رائدة في التحرر، فالأمور في تونس تتجه نحو الاستفادة من المدرسة الغربية وصهر ثقافة المجتمعات الغربية في السياسة، لإنتاج نظام ليبرالي متعدد، سيكون أقرب إلى شكل الحياة السياسية في تركيا، غير أن ليبرالية تونس المرتقبة، مختلفة عن ليبرالية تركيا، لأن الجيش في تونس لا يسبب حرجاً لسياسة الحكومات في المنطقة، كما أن تونس لن تنكفئ على المستوى الداخلي. لماذا كل هذا الافتراض في بلد لا يزال لم يبنِ خطوته الأولى في تكوين الدولة الجديدة، وبالطبع هذا سؤال منطقي، لكن المنطقي أكثر، أن حركة التاريخ تسير باتجاه هذا النوع من الحكم، وهذا النوع من السلطات، لأن المنطقة العربية، استنفدت على المستوى السياسي التجارب الأمريكية ومحاولاتها إعادة إنتاج المنطقة ضمن دائرة الفوضى الأمريكية، من العراق إلى اليمن، والسودان وشمال افريقيا، وحتى في المريخ، فمنطق الاستعباد الأمريكي والتجهيل وصناعة الحروب الصغيرة التي تغرق البلاد بأزمات كبيرة، كل ذلك يمكن أن ينجح في جلب استجابة السياسيين في المنطقة لهذا الفعل، غير أن العقل الشعبي والمزاج الشعبي، لا يستطيع أي عقل سياسي في العالم تحريكهما وفق هواه، فنحن في زمن المعلومة، التي باتت في كل بيت، ويمكن أن نقول ان ثورة تونس، هي ثورة المعلومة، بما تعنيه هذه المعلومة من تطور، وهي ليست ثورة الأحزاب التي تعمل وفق برنامج زمني وسياسي، مع تقديري واحترامي لكل القوى الحية. الجديد ما بعد تونس، هو منطق المعلومة، وبالتالي فالناس تعرف إلى أين تذهب، والمعلومة بالطبع تمارس دور الرقيب في ظل وجود الحرية، واعتقد أن الأيام القادمة سوف تكشف لنا عن أسماء كتاب ومفكرين من تونس، سيعملون على تقديم نماذج في الفكر، تذكرنا بأحمد داوود أوغلو، وبالطبع، فالتجربة التركية هي مجرد تجربة مكاشفة، وتقديم حقائق واضحة للرأي العام، وهو الذي خلق هذا الجو والنهضة الكبيرة في تركيا، ومع نهاية الاستبداد في تونس، فعلينا أن ننتظر من هذه الدولة الصغيرة نسبياً دوراً كبيراً، فلا توجد قوى في تونس تستطيع ممارسة التضليل على الشعب، وعندما يعرف المواطن أين يضع قدمه، ففي كل أرض حرة، هناك مصانع للرجال، فنحن لسنا أمام ثورة عفوية لمجتمع من العبيد بقصد صناعة الحرية، وإنما نحن أمام نموذج صنعته المعلومة. بخلاف ذلك ففي لبنان مهما كان للمعرفة والمعلومة والعلم من دور، فإن الاستفادة من هذا الأمر موضوع مؤجل، لان المشكلة في التفكير ضمن العقل الطائفي، وبرأيي ان أي قوة مهما عظمت، عندما تفكر بمنطق الطائفة، هي تحمل ضعفها في داخلها، لان الكون والحياة ومنطق الحياة هو اكبر من منطق الطائفة مهما كبرت، وباختصار اللبنانيون خارج لبنان هم لبنانيون مبدعون، ولكنهم عندما يعودون إلى لبنان، هناك من يضعهم في صندوق الطوائف، وهذا الصندوق لا ينفعك فيه علمك ولا إبداعك. في فلسطين، عندنا مشكلة صعبة، فالأحزاب تحولت إلى طوائف (سياسية) بمعنى أن الحراك الداخلي للحزب أو الفصيل في الساحة الفلسطينية، يجري وكأن هذا الفصيل أو ذاك هو طائفة بعينها، فالانتقال من فصيل إلى آخر مسألة عظمى، يشبه خروج الرجل من طائفة دينية الى أخرى، والنقد السياسي بين الفصائل لبعضها البعض، او البناء الداخلي، يقوم وفق النظريات التي تحكم الطوائف، فهناك في كل فصيل أو حزب حركة سياسية داخلية، تصنع سيلا من المقدسات التي لا يجوز المساس بها، وهذه المقدسات هي في الأغلب غير مرتبطة بفلسطين وقضيتها، بمقدار ما هي مرتبطة بقضايا هذا التنظيم أو ذاك، فالعدوى اللبنانية أصابتنا بالصميم. الأرجح أن التغيير القادم هو في الأردن، ولن يكون الصراع تحت قبة البرلمان، لأن مشكلة الأردن القادمة، تتمحور في الدور الأمني الأردني، والعلاقة مع إسرائيل وأمريكا، وانكشاف هذا الدور من العراق إلى أفغانستان، وحتى التشويش على قناة رياضية مثل الجزيرة، والسؤال الذي سيحرك الناس، ما هي وظيفة هذه الدولة في هذا المكان من الكون، وما علاقة الحرب ضد طالبان بالخبز اليومي، وحتى شرب الماء، فمعاهدة وادي عربة، منحت إسرائيل مياه وادي عربة لـ99سنة، وفرضت على الأردني أن يصلي صلاة الاستسقاء. أضيق عقل في الدنيا هو التفكير بالعقل الطائفي، والطائفة لا تعني برأيي حركة أو نموذجاً دينياً للعبادة، فالطائفة هي مجموعة من الناس قرروا ألا يفكروا، وأوكلوا لزعمائهم هذه المهمة، فالطائفة يمكن أن تكون حزباً أو دولة، والطائفة هي كل تجمع بشري، يرى نفسه فوق البشر. الأمريكان مأزومون، ولكنهم مرتاحون، والسبب أننا مثلهم في أزمة، لكن سبب راحتهم أن التفكير عندنا مؤجل. ‘ كاتب فلسطيني (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 جانفي 2011)

ثورة تونس.. أشكال جديدة للتسيس


حسن صغير-تونس يجمع أغلب المتابعين للثورة التونسية التي أسقطت نظام الرئيس زين العابدين بن علي أنه كان للشباب الدور الأساسي في هذه الهبة الشعبية التي عمت مختلف انحاء البلاد, رغم سعي النظام السابق إلى منع كل نشاط سياسي أو جمعياتي خارج الأطر المسموح بها وتحت رعاية حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم. كما يجمع المراقبون على أن أغلب الشباب الثائر لا ينتمي إلى أي جهة سياسية أو فكرية بعينها ولا يتبنى أفكارا معينة, فلا هو يساري صرف ولا يميني بحت بل هو مزيج من هذا وذاك أو غير ذلك تماما ثار ضد كل أشكال التهميش والإقصاء والكبت وضد جميع مظاهر الفساد والرشوة والمحسوبية قبل أن تتطور الاحتجاجات لترفع مطالب سياسية. ورغم سعي نظام تونس السابق –حسب الخبراء- إلى خلق جيل مهمش لا يهتم بالسياسة ويصب جل اهتمامه على مسائل أخرى ثانوية كالرياضة والفن والموضة وغيرها, فإن الملاحظ أن هذه السياسة باءت بفشل ذريع، خاصة إذا علمنا أن عددا كبيرا من شباب الثورة لا تتعدى أعمارهم 25 سنة، ما يعني أنهم ولدوا وترعرعوا في ظل نظام بن علي. شباب محتج فتحي شاب لم يتجاوز ربيعه الثامن عشر التقته الجزيرة نت بعد أيام من سقوط نظام الرئيس بن علي وهو يتظاهر في شارع بورقيبة الشارع الرئيسي بالعاصمة التونسية صادحا بشعارات من قبيل « الشعب يريد إسقاط الحكومة » أو « يسقط حزب التجمع ». ولما سئل عن سبب دعوته لإسقاط الحكومة الانتقالية أجاب أنها حكومة لا تمثل كل أطياف الشعب التونسي وفيها وزراء من عهد الرئيس السابق ونظامه الذي لم يعد يحظى بأي ثقة لدى التونسيين, وهو ما يهدد هذه الثورة، على حد تعبيره. وينضم إليه صديقه طارق وهو لا يفوقه كثيرا من حيث السن ويشبهه تماما من حيث اللباس الشبابي العصري، ليؤكد أن التجمع الدستوري الديمقراطي هو سبب جميع المشاكل التي حلت بتونس, وهو لن يغادر الشارع إلا إذا غادر هذا الحزب الساحة السياسية. ولما سئل عن انتمائه السياسي أجاب ببساطة « أنا ابن الشعب ». سباق تناوب ويرى الأستاذ الباحث في علم الاجتماع بالجامعة التونسية مهدي مبروك أنه يمكن القول إن ما حصل في تونس شكل من أشكال الوعي الاحتجاجي البعيد عن بوتقة التسيس التقليدية ولا ينتمي إلى أية أيديولوجيا أو عقيدة، ما يؤكد ضرورة التنبه إلى وجود مسالك جديدة للدخول إلى عالم السياسة بعيدا عن البوابات التقليدية. ويضيف أن المظاهرات التي أدت إلى سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي اعتمدت على تعبئة طاقات فردية بفضل وسائل الاتصال الحديثة وليس على أشكال التعبئة التقليدية, وأضاف أن ثقافة هؤلاء الشباب كانت تظهر من خلال شعاراتهم التي اعتمد بعضها على الألعاب الإلكترونية على غرار « game over » أو « out ». وأشار السيد مهدي مبروك إلى أن الاحتجاجات بدأت تتدرج صعودا، إذ انطلقت من احتجاج على الإهانة إثر تعرض الشاب محمد البوعزيزي للصفع, ثم تطورت لتندد بقضية البطالة والفساد وغياب العدالة بين الجهات قبل أن تبلغ ذروتها وتصبح مطالبها سياسية. ويؤكد مبروك أنه يمكن تسمية هذه الظاهرة « بسباق التناوب الذي تتوالى فيه مجموعات على حمل عصا السباق حتى تصل إلى مرحلتها الأخيرة » التي تمثل في الحالة التونسية طبقة الأحزاب السياسية التي تدخلت في المرحلة الأخيرة من السباق.  
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 جانفي 2011)

مظاهرات مصر تتواصل واعتقال المئات


تحدى المتظاهرون في مصر تحذيرات وزارة الداخلية وتجمعوا اليوم تلبية للدعوة لمواصلة الاحتجاجات عقب « يوم الغضب » الذي شارك فيه الآلاف في القاهرة وعدد من المحافظات، لكن أجهزة الأمن اعتقلت المئات من المشاركين فيها. ورغم التواجد الأمني المكثف في القاهرة والمدن التي شهدت مظاهرات احتجاجية أمس تجمع المئات في القاهرة والإسكندرية والسويس وشبين الكوم استعدادا للتظاهر. وفي القاهرة تجددت الاشتباكات بين قوات الشرطة المصرية ومتظاهرين مع إعلان « حركة 6 أبريل » تواصل المظاهرات لليوم الثاني. ووقعت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين أمام دار القضاء العالي وسط القاهرة أثناء محاولة عدد من النشطاء استئناف المظاهرات، عقب قيام منظمات حقوقية وشخصيات عامة بتقديم بلاغ للنائب العام ضد وزير الداخلية للمطالبة بالتحقيق في مقتل ثلاثة متظاهرين في مدينة السويس (140 كلم شرق القاهرة) على يد قوات الأمن في مظاهرات أمس. وقال نشطاء حقوقيون إن الشرطة « اعتقلت عددا غير معروف من النشطاء أثناء محاولتهم تنظيم مسيرة من أمام دار القضاء العالي، ونجح نحو 200 متظاهر في تجاوز الحصار الأمني ونظموا مسيرة في شارع رمسيس، في محاولة للوصول إلى ميدان التحرير أكبر ميادين القاهرة ». وتقدمت « جبهة الدفاع عن متظاهري مصر » التي تضم نحو 30 منظمة حقوقية ببلاغ للنائب العام وقع عليه عدد من الشخصيات العامة اتهموا فيه كلا من اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة وجهاز مباحث أمن الدولة، باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين أمس واحتجاز أعداد كبيرة منهم دون وجه حق وقتل ثلاثة مواطنين في مدينة السويس. واتهم البلاغ وزارة الصحة بتسليم المتظاهرين المصابين إلى أقسام الشرطة، ووجه البلاغ اتهامات إلى شركات المحمول الثلاث العاملة في مصر، بقطع الخدمة عن المتظاهرين بمنطقة ميدان التحرير والمناطق المجاورة لها أثناء مظاهرات أمس. حشد وفي مدينة السويس التي تقع إلى الشرق من القاهرة تجمع مئات المحتجين أمام مشرحة بالمدينة توجد بها جثة محتج رابع يدعى غريب عبد العزيز عبد اللطيف (45 عاما) قتل أمس برصاص الشرطة، ورددوا هتافات مناوئة لقوات الأمن. وذكرت مصادر أمنية وسكان أن محتجين آخرين قتلا أمس الثلاثاء -جراء إصابتهما برصاص مطاطي- ودفنا في الليل تحت حراسة الشرطة وبمشاركة أفراد من أسرتيهما. وفي الإسكندرية قال مراسل الجزيرة نت أحمد عبد الحافظ إن قوات الأمن المركزي حاصرت الكليات وميادين المنشية ومحطة مصر وميدان سموحة على بعد أمتار من مديرية الأمن وفرضت كردونات أمنية مشددة على الكنائس والقنصليات والبنوك والمصالح الحكومية. كما شددت الإجراءات الأمنية وانتشر رجال الشرطة السريون فى الأماكن التى أعلن المتظاهرون التجمع فيها سواء بميدان المنشية أو سيدى جابر أو العصافرة.  
تحذيرات وتوعدت الحكومة المصرية بمواجهة أي مظاهرات، وجاء في بيان لوزارة الداخلية أنه لن يسمح بأي تحرك إثاري أو تجمع احتجاجي أو تنظيم مسيرات أو تظاهرات، وسوف تتخذ الإجراءات القانونية فورا ويتم تقديم المشاركين إلى جهات التحقيق. وألقت الوزارة باللوم على جماعة الإخوان المسلمين في ما أسمته بأعمال شغب اندلعت، رغم أن الجماعة لم تقم بالدور الرئيسي في الاحتجاجات، بل إن الجماعة أثارت استياء أعضائها الشبان الذين يقولون إنها لم تكن إيجابية بالشكل الكافي، حسب مصادر من داخل الجماعة. وكان أمس عطلة رسمية بمناسبة عيد الشرطة وكانت الوزارات مغلقة، وقال مصدر بالحكومة ان الوزراء طلب منهم أن يتأكدوا من عودة الموظفين للعمل اليوم وعدم  انضمامهم للمحتجين. ومزق متظاهرون صورا للرئيس المصري ونجله جمال الذي يقول كثير من المصريين إنه يجري إعداده لخلافه والده في الرئاسة. وتعد هذه التظاهرات الكبرى التي تشهدها مصر منذ انتفاضة الخبز في يناير/كانون الثاني 1977. ردود فعل وفي إطار ردود الفعل الدولية على الأحداث الجارية في مصر قال وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله اليوم « على مصر أن تحترم حقوق شعبها »، ودعا كل الأطراف إلى الإحجام عن العنف بعد وقوع اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين. وفي وقت سابق قال بيان للبيت الأبيض إنه أمام الحكومة المصرية فرصة هامة كي تستجيب لتطلعات الشعب المصري وتمضي في الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن تحسن حياتهم وتساعد على رخاء مصر. من جانبها استنكرت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل إليو ماري -التي زارت مصر السبت الماضي- سقوط قتلى أثناء الاحتجاجات، لكنها قالت إن الموقف يختلف عما جرى في تونس مع دعوتها للمزيد من الحرية. وتابعت أن الوقت ما زال مبكرا للغاية للقول بأن مبارك أصبح مهددا.  من جهته أعرب نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم عن أمله بألا تؤثر الاضطرابات في مصر على علاقاتها « الجيدة التي تربطها باسرائيل منذ أكثر من 30 عاما ». مضيفا « لا شك في أن الوضع في مصر ليس بسيطا »، وأضاف « قيل على الدوام إنه طالما لم تتم تسوية هذا النزاع فلن تنعم المنطقة بالاستقرار، لكن هناك حالة من عدم الاستقرار في تونس ولبنان والسودان ومصر لا علاقة لها بالنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني ».   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 جانفي 2011)

البيت الأبيض يدعو مصر لرفع الحظر عن التظاهر وكلينتون تطالب « ضبط النفس » و »حرية التعبير »


2011-01-26 واشنطن ـ القاهرة ـ دعا البيت الأبيض الاربعاء الحكومة المصرية إلى رفع الحظر على التظاهر، وذلك بعد إعلانها أنها ستمنع التظاهرات عقب احتجاجات كبرى اندلعت في القاهرة وغيرها من المدن المصرية تطالب بإصلاحات سياسية واجتماعية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية المتجهة إلى ولاية ويسكونسين ردا على سؤال عما إذا كان يتعين على الحكومة المصرية رفع الحظر على التظاهر قائلاً « أجل، نحن ندعم الحقوق العالمية بالتجمع وإبداء الرأي، هذه قيم عالمية ». وشدد على أن الولايات المتحدة تعتبر مصر « حليفاً مهماً »، وستستمر في اعتبارها كذلك. وقال إن واشنطن تراقب الوضع في مصر عن كثب وتستمر في مراقبة الوضع في تونس، وحثّ جميع الأطراف على الامتناع عن استخدام العنف. وأضاف إن « الوقت مهم كي تظهر الحكومة (في مصر) استجابتها لشعب مصر والاعتراف بتلك الحقوق العالمية ». دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاربعاء جميع الاطراف في مصر الى « ضبط النفس » وحضت السلطات على السماح بحرية التعبير ورفع القيود المفروضة على المواقع الاجتماعية على الانترنت. وقالت كلينتون للصحافيين بعد محادثات مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة « ندعو جميع الاطراف لتوخي ضبط النفس والامتناع عن العنف ». وتابعت « اننا ندعم حقوق الشعب المصري الكاملة، بما في ذلك الحق في حرية التعبير والتجمع ونحض السلطات المصرية على عدم حظر الاحتجاجات السلمية او منع الاتصالات بما في ذلك المواقع الاجتماعية على الانترنت ». (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 جانفي 2011)

مظاهرات حاشدة في انحاء مصر و3 قتلى ومئات المصابين والمعتقلين.. والاف يعتصمون في ميدان التحرير انتفاضة شعبية تطالب مبارك بالرحيل

المعارضة تطالب الرئيس ونجله بعدم الترشح بالانتخابات وتتعهد باستمرار الثورة وحشود تهاجم مقرات للحزب الوطني


2011-01-25  
القاهرة الاسكندرية لندن ‘القدس العربي’: تحول يوم الغضب الذي دعت اليه حركات احتجاجية في مصر امس الى انتفاضة شعبية شملت كافة انحاء البلاد، طالبت برحيل الرئيس حسني مبارك والغاء الطوارئ، ورفع الحد الادنى للاجور. وخرج مئات الالاف الى الشوارع في اكبر مظاهرات تعرفها مصر منذ انتفاضة 18 و19 كانون الثاني/يناير عام 1977. وقرر نحو عشرة الاف المبيت في ميدان التحرير والاستمرار في الاعتصامات، رغم تحذيرات من وزارة الداخلية، التي اتهمت جماعة الاخوان المسلمين والجمعية الوطنية للتغيير وحركة 6 ابريل بالتحريض على المظاهرات، باستخدام ‘شعارات مزيفة’. وقتل ثلاثة شبان، هم محمد جمعة ومصطفى رضا محمود وسليمان صابر في المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في مدينة السويس، بينما اصيب عدد كبير من المواطنين في مختلف انحاء البلاد، وقامت الشرطة باعتقال المئات، واستخدمت خراطيم المياه والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين لكن بدون جدوى. وقال الدكتور ايمن نور زعيم حزب ‘الغد’، الذي اعلن مشاركته بالمظاهرات التي امتنعت عن تأييدها احزاب الوفد والتجمع والناصري، ان مطالب المتظاهرين يمكن تلخيصها في جملة واحدة موجهة الى الرئيس مبارك، ‘ارحل مش عاوزينك’ وشدد على ان الانتفاضة مستمرة حتى تتحقق اهدافها. واعلن الدكتور عبد الجليل مصطفى منسق الجمعية الوطنية للتغيير، عددا من مطالب الانتفاضة، اولها ان يتعهد الرئيس مبارك ونجله جمال بعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية، والغاء حالة الطوارئ وحل البرلمان. وذكر شهود عيان أن عشرات الالاف انطلقوا من مناطق شعبية في القاهرة بعد ان فشلت قوات الامن المركزي في منعهم، كما قامت مظاهرة في ميدان روكسي القريب من قصر الرئيس مبارك. وتحول وسط القاهرة الى ثكنة عسكرية، حيث احتل الالاف الشوارع الرئيسية، وسط حصار امني مشدد. وقطعت الشرطة الاتصالات الهاتفية والجسور وشبكة النقل ومواقع التويتر، سعيا الى عزل المتظاهرين عن العالم الخارجي، الا ان الشباب واصلوا بث الصور عبر مواقعهم على الفيس بوك. وهتف متظاهرون أمام دار القضاء العالي بوسط العاصمة قائلين ‘يسقط يسقط حسني مبارك’، و’يا جمال قول لأبوك كل الشعب بيكرهوك’، في إشارة إلى جمال مبارك نجل الرئيس المصري، الذي يعتقدون أنه يجري إعداده لتولي الرئاسة خلفا لوالده البالغ من العمر 82 عاما. وفي مدينة المحلة تظاهر نحو ستين الفا من العمال والطلبة، وفشلت الشرطة في منعهم، وترددت انباء غير مؤكدة عن قيام المتظاهرين باعتقال رئيس مباحث المحلة. كما شهدت محافظات الإسكندرية والاسماعيلية ودمياط واسيوط والمنيا والمنصورة مظاهرات مماثلة، وهتف’الآلاف’بسقوط الرئيس مبارك. وفي مدينة السويس هتف المتظاهرون قائلين ‘بن علي بيناديك، فندق جدة مستنيك’، في إشارة إلى هروب الرئيس التونسي من بلاده إلى السعودية اثر مظاهرات احتجاج عنيفة.’كما رددوا هتافات تقول ‘حكم الأب باطل، حكم الأم باطل، حكم الابن باطل’، في إشارة إلى مبارك وقرينته وابنه، حيث يقول مصريون إن سوزان مبارك تتدخل في شؤون بلادها السياسية.’ وفي مدينة المنصورة، أحاط محتجون بصورة كبيرة مرفوعة لمبارك ورددوا هتافا يقول ‘باطل باطل’، وقال شاهد عيان إن المحتجين حاولوا تحطيم الصورة، لكن قادة لهم هتفوا ‘سلمية سلمية’. واعتبر مراقبون ان النظام المصري بدا مترنحا امام الانتفاضة الشعبية امس، ولم يستبعدوا ان تنجح في اجبار الرئيس مبارك على اتخاذ اجراءات اصلاحية في اقل تقدير. ومن جهتها قالت وزيرة الخارجية الامريكية ان الحكومة المصرية مستقرة لكنها طالبت مبارك ضمنيا بالاستجابة لطموحات شعبه. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 جانفي 2011)

الحزب الحاكم في مصر يقول انه فهم مطالب المتظاهرين


2011-01-26 القاهرة ـ قال الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر الاربعاء انه فهم مطالب المواطنين الذين شاركوا في تظاهرات « يوم الغضب » التي واجهتها قوات الأمن بقسوة أسفرت عن مصرع ثلاثة متظاهرين وإصابة العشرات. وأضاف الحزب، في بيان صادر عن هيئة مكتبه ، انه « تابع باهتمام أحداث يوم الثلاثاء ويؤكد الحزب احترامه لحق المواطنين في التعبير عن آرائهم ومطالبهم باعتباره حقا دستوريا وقانونيا ويعتبره جزءا من عملية التطور الديمقراطي الذي يؤمن به الحزب ». وقال البيان ان الحزب « يتسع صدره لمطالب الشباب ويتفهمها وتتبني سياساته العمل على إيجاد حلول لها وسوف يستمر الحزب في التزامه بذلك ». لكن الحزب رفض « اللجوء الى العنف وتخريب الممتلكات والإخلال بأمن المجتمع كما يرفض دعوات التحريض والإثارة التي تقوم بها جماعة الإخوان المحظورة قانونا وعدد من الأحزاب التي ليس لها وجود شعبي أو ثقل جماهيري وتهدف لاستغلال الشباب لتحقيق أجندات الفوضى التي رفضها الشعب ». وتابع البيان ان « الحزب بفكره الجديد حريص على استمرار التواصل والحوار مع كل شباب مصر مع تنوع أفكارهم ومواقفهم بما يحقق مستقبلا أفضل لهم وللوطن ». (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 جانفي 2011)

علاء عبد المنعم: « يوم الغضب بمصر كسر حاجز الخوف »

بقلم :  همام سرحان – القاهرة- swissinfo.ch أوضح علاء عبد المنعم، المعارض المصري والنائب البرلماني السابق أن خروج هذه الآلاف المؤلفة من جماهير الشعب المصري؛ للتظاهر في « يوم الغضب » أمس الثلاثاء 25 يناير 2011 قد حمل رسالة واضحة للحكومة وللنظام الحاكم مفادها أن هناك غضب عارم، واحتقان شديد، في الشارع المصري بمختلف فئاته، وأنه لم يعد ممكنًا الانتظار أكثر من ذلك؛ مشددًا على أنها كانت مجرد البداية، وأنها ستتكرر كثيرًا، وستستمر حتى تتحقق مطالب الشعب التي أجملها في ثلاثية « التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية ». وفي حوار خاص لـ »swissinfo.ch »؛ نفى المحامي والناشط الحقوقي علاء عبد المنعم؛ أحد أبرز قيادات المعارضة المصرية، ما جاء في بيان وزارة الداخلية من اعتبار أن جماعة الإخوان المسلمين هي من تقف خلف هذه المظاهرات؛ وقال: ليس هناك حزب سياسي بعينه، أو قوة سياسية محددة، هي من نظمت أو وقفت وراء تنظيم هذه التظاهرات الشعبية في معظم محافظات مصر؛ معتبرًا أن « من يستطيع أن يحرك كل هذه الجماهير، بهذه الأعداد الغفيرة، في نفس الوقت، وفي معظم المحافظات؛ يستحق أن يحكم هذه البلاد »!. كم بلغ عدد المشاركين في القاهرة والمحافظات حسب تقديراتكم ؟ علاء عبد المنعم: المشاركون في يوم الغضب تجاوزوا أرقامًا كبيرة، تعد بالآلاف، ففي المظاهرة الأساسية التي كانت في قلب العاصمة بميدان التحرير، وحسب البيان الرسمي لوزارة الداخلية، تجاوز عددهم عشرة آلاف متظاهر، بينما هم في تقديري كانوا من 15 إلى 20 ألف متظاهر، كما وصل عدد المتظاهرين في مدينة الإسكندرية الساحلية وحدها أكثر من 20 ألف متظاهر، إضافة إلى أعدد أخرى تتراوح بين 5 – 10 آلاف متظاهر في كل من المحافظات الأخرى، وهناك تقديرات إجمالية لعدد المتظاهرين يوم أمس تتراوح بين 100 – 150 ألف متظاهر. ما هي المحافظات الأخرى التي تظاهرت في نفس اليوم مع العاصمة؟ علاء عبد المنعم: هناك العديد من المحافظات التي شاركت العاصمة (القاهرة) في التظاهر؛ كان أبرزها: الإسكندرية، والسويس، والغربية (المحلة الكبرى)، الجيزة، دمياط، كفر الشيخ، الفيوم، سوهاج،… إلخ. كيف تم الترتيب والتنسيق لمظاهرة الثلاثاء الغاضب بين الأحزاب والقوى السياسية وجموع الناشطين؟ علاء عبد المنعم: ما حدث أمس لم يتم بالترتيب أو التنسيق بين الأحزاب والقوى السياسية، وإنما فقط انطلقت الدعوة ليوم الغضب من بعض الشباب الغاضبين مما وصل إليه الحال في مصر، وذلك من « ساحات الحوار »، و »المنتديات الإلكترونية »، و »المدونات »، وبعض المواقع الاجتماعية الشهيرة وأبرزها « الفيس بوك »، وتوتير، وهؤلاء الشباب هم من فجّر البداية، وتفاعل مع دعوتهم شباب الجامعات المصرية، واستجابت لهم بعض العناصر من بعض أحزاب المعارضة، إضافة إلى بعض عناصر القوى السياسية الأخرى مثل: الجمعية الوطنية للتغيير، وحركة كفاية، وجماعة الإخوان المسلمين، والبرلمان الشعبي. هل فوجئتم بالأعداد الكبيرة التي شاركت في يوم الغضب أمس الثلاثاء؟ المعارض علاء عبد المنعم: بالفعل نحن فوجئنا بخرج هذه الآلاف المؤلفة من المتظاهرين، وكنا نتوقع ألا يزيد عدد المشاركين في يوم الغضب عن خمسة آلاف مواطن، لكننا عندما وصلنا إلى ميدان التحرير وجدنا قرابة 20 ألف متظاهر، وهناك علمنا أن هناك مظاهرات بالآلاف في الجيزة وحدائق القبة وشبرا والمطرية وامبابة، هذا غير مظاهرة الإسكندرية التي تعدت العشرين ألفًا وحدها، ناهيك عن مظاهرات تراوح أعداد المشاركين فيها من 5 -10 آلاف في السويس والمحلة الكبرى ودمياط وكفر الشيخ والفيوم وسوهاج وغيرها من المدن والمحافظات الأخرى. وإجمالا فقد كان العدد مفاجئًا لكل توقعات قيادات المعارضة من الأحزاب والقوى السياسية بمصر. لماذا حددتم يوم الثلاثاء 25 يناير (الموافق للاحتفال بيوم الشرطة) يومًا للغضب ؟ علاء عبد المنعم: من وجّهوا الدعوة ليوم الغضب من الشباب عبر موقع الفيس بوك اختاروا هذا اليوم؛ الثلاثاء 25 يناير ؛ لأنه يوافق الاحتفال بعيد الشرطة، ليوصلوا رسالة لرجال الشرطة بأننا لسنا ضد الشرطة، لأنها ملك الشعب كله، وليست ملك الحكومة أو الحزب الوطني الديموقراطي (الحاكم)، كما أنه يوافق يوم عطلة رسمية؛ مما يتيح الفرصة لمشاركة اكبر عدد ممكن المتظاهرين. ما هي أهدافكم من هذا الخروج العلني للتظاهر؟ علاء عبد المنعم: أعتقد أن أبرز هذه الأهداف والمطالب وهي سياسية بالأساس؛ يمكن إجمالها في مثلث المطالب الشعبية (التغيير/ الحرية/ العدالة)، ولتحقيق هذه المطالب هناك مطالب تفصيلية يمكن تحديدها في النقاط التالية: 1) حل فوري لمجالس الشعب والشورى والمحليات؛ لأنها تمت جميعا بالتزوير الفاضح. 2) الدعوة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة بنظام القائمة النسبية. 3) أن تتم الانتخابات تحت الإشراف الكامل والشامل للقضاء المصري. 4) محاسبة ومحاكمة لفاسدين والمفسدين، حسابا عسيرًا وسريعًا. وما هي الرسالة التي وجهها الغاضبون أمس إلى النظام السياسي بمصر؟ المعارض علاء عبد المنعم: الرسالة الأساسية التي وجهها المتظاهرون أمس في يوم الغضب للحكومة وللنظام الحاكم هي أن هناك غضب عارم، واحتقان شديد، في الشارع، وأنه لم يعد ممكنًا الانتظار على هذه الحال أكثر من ذلك. هل كان للنموذج التونسي دورٌ في استلهام ثورة الغضب؟ وإلى أي مدى؟ علاء عبد المنعم: طبعًا؛ كان للنموذج التونسي دور كبير في استلهام ثورة الغضب، فمنه حاكي المتظاهرون ما حدث في تونس، ومنه أدرك الشعب المصري أنه يمكن للشعوب التغيير دون انتظار السياسيين وقادة الأحزاب والقوى السياسية، كما كان فيه غيرة مشروعة مما فعله التونسيون. لا شك أن أحد أهم أسباب نجاح الثورة التونسية أنها كانت شعبية بامتياز، فما توصيفك لثورة الغضب المصري هل كانت حزبية أم شعبية؟ علاء عبد المنعم: أؤكد أنها كانت ثورة شعبية بامتياز؛ فليس هناك حزب أو قوة سياسية بمصر يمكنها أن تحرك كل هذه الآلاف الكبيرة، ولا حتى الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم)، الذي يدعي أن عدد أعضائه قد تجاوز الثلاثة ملايين عضو (!)، ولو كان يستطيع لفعلها؛ ولحرك مظاهرة حاشدة مضادة. كما أود أن أوضح أن الغالبية العظمى للشباب المشاركين في يوم الغضب هم ممن لم يسبق لهم التظاهر من قبل. ولكن بيان وزارة الداخلية اتهم جماعة الإخوان بأنها وراء هذا الحشد الكبير من المتظاهرين؟ علاء عبد المنعم: هذا الكلام غير صحيح؛ وهو في الوقت نفسه يدين النظام الذي طالما يردد أن الإخوان جماعة محظورة، وأنها ليس لها شعبية بمصر؛ إذ لو كان بوسع جماعة الإخوان وحدها أن تحشد كل هذه الآلاف للتظاهر في الشارع بهذه الأعداد، وفي نفس الوقت، وفي كل محافظات مصر، لكانت تستحق أن تحكم مصر!، وفي قناعتي أنها كان يومًا للغضب الشعبي، وأي إنسان يدعي أنه كان وراء تنظيم هذه التظاهرات التي اندلعت في كل المحافظات فهو كاذب. هل تعتزمون الإستمرار في التظاهر وإعلان الغضب أم أنه كان يومًا للغضب وولـّـى؟ علاء عبد المنعم: بالتأكيد؛ وخاصة بعدما رأيناه أمس في ثلاثاء الغضب من إقبال منقطع النظير من جماهير الشعب الغاضبة، والتي كنا نظنها سلبية، سنستمر حتى يذعن الحكومة لمطالب الشعب، ويحدث التغيير ونحصل على الحريات، وتتحقق العدالة الاجتماعية. ولعل أكبر الفوائد التي تحققت أمس أنها كسرت حاجز الخوف لدى المصريين. كيف تعاملت مختلف طوائف الشعب المصري مع يوم الغضب؟ وكيف كانت ردود فعلهم؟ علاء عبد المنعم: صحيح أن أغلبية المتظاهرين كانوا من الشباب؛ لكن جميع فئات الشعب انضموا إليهم، والتحموا معهم، في لوحة جميلة لاقت استحسان الشعب بأكمله. أخيرًا؛ ما تعليقكم على التعامل الأمني مع المتظاهرين إجمالا؟ علاء عبد المنعم: الحقيقة أن التعامل الأمني خلال النهار كان جيدًا، وامتاز بالحيادية، واكتفى بتطويق المتظاهرين، وحفظ النظام؛ ومع مرور الوقت حدثت بعض الإحتكاكات مع المتظاهرين في بعض المناطق، والمحافظات أسفرت عن ثلاثة قتلى وبعض المصابين من الجهتين، فيما قامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين بالقوة بعد الساعة الحادية عشر مساءً، مستخدمين مدافع المياة، وقنابل الغازات المسيلة للدموع، لكنه إجمالا أقل مما كان متوقعًا أو متبعًا منهم في مثل هذه التجمعات. همام سرحان – القاهرة-  (المصدر: موقع « سويس انفو » (سويسرا) بتاريخ 26 جانفي 2011)

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.