الأربعاء، 21 فبراير 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2466 du 21.02.2007

 archives : www.tunisnews.net


جمعية الزيتونة: اختفاء السيد كريم شعشوعي في ظروف غامضة سليم بوخذير: خط الأنترنت في جمعية مساندة السجناء . . في ذمّة الله حركة النهضة: بــــيـان بلاغ من النقابيين الراديكاليين دائرة الاعلام سامي بدري: بــــيـان يو بي أي: 22 منظمة وجمعية أهلية تونسية ترفض توظيف الإرهاب أو تبرير خطره وات: وزير الدفاع الوطني يستقبل وفدا من كبار مساعدي أعضاء الكنغرس الأمريكي يو بي أي: مباحثات تونسية-أمريكية لتعزيز التعاون في المجال العسكري يو بي أي:تونس تدعو إلى تعزيز الحوار بين أطراف الإنتاج لتكريس الحقوق النقابية رويترز: مؤتمر عربي يدعو لمزيد من الحريات النقابية يو بي أي: ارتفاع تحويلات المغتربين التونسيين بنسبة 17.4 % خلال الشهر الماضي نيويورك تايمز : الإرهاب هل يحول شمال أفريقيا إلى « أفغانستان جديدة »؟ برهان بسيس: الحــركـــة الطــلابيـــة ..!! مرسل الكسيبي: تونس- الامعان في اهانة العلماء مؤشر حقيقي على « صدقية » التنمية المستديمة محمد العروسي الهاني: الرجل المناسب في المكان المناسب والظرف المناسب سفيان الشورابي: من أجل مغرب عربي كبير اجتماعي و ديمقراطي حسونة المصباحي: فى مسرحيّة «خمسون» اضطراب النص وضبابية الرؤية الحياة: توفيق الجبالي: المسرح العربي … ميّت المكتب الدولي للجمعيات الإنسانية و الخيرية: الخزانة الأمريكية تضم « جهاد البناء » إلى لائحة الإرهاب خميس قشة الحزامي : لتكن هولندا للجميع هشام الدجاني : «عمليات التجميل» الديمقراطية في العالم العربي محمد بن الحبيب الدكالي : رفسنجاني وتشخيص مصلحة الأمة الحياة:غالبية مع «حلم» اردوغان وغالبية تعتبره «كابوساً» رويترز: شرطي مصري يضرب عن الطعام احتجاجا على تكليفه بحراسة سفارة إسرائيل


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


 

 

اليوم الدولي لمساندة المساجين السياسيين في تونس

الدورة السادسة

الجمعة 23 فيفري 2007 بباريس

 « من أجل إطلاق سراح المساجين

السياسيين وسن قانون العفو التشريعي العام لفائدة ضحايا القمع في تونس »

 

تستعد تنسيقية الجمعيات التونسية والمغاربية والعربية بباريس بالتعاون مع الجمعيات الحقوقية في

تونس وبمساندة المنظمات الحقوقية الدولية والأحزاب والشخصيات الصديقة على الصعيدين العربي والدولي، لتنظيم فعاليات الدورة السنوية السادسة لليوم الدولي لمساندة المساجين السياسيين في تونس « من أجل إطلاق سراح المساجين السياسيين وسن قانون العفو التشريعي العام لفائدة ضحايا القمع في تونس ».

 وقد بات من الأكيد أن تنظم الدورة السادسة هذه بأوسع نطاق ممكن والحال أنها تعقد في ظرف بالغ الخطورة نتيجة الصّدامات المسلحة التي شهدتها تونس أخيرا. وتسبب هذا الوضع في تكريس سياسة النظام القمعية ومزيد من خنق الحريات، في ظل تعتيم إعلامي تام. الأمر الذي يدعو جميع أطياف الحركة الديمقراطية وأصدقاء تونس إلى التعبئة والحذر الشديد.

 وفي انتظار الإعلان عن برنامج فعاليات الدورة بتفاصيله وطبيعة التحركات المزمع انجازها في باريس تونس وفي باقي العواصم العربية والغربية، تقترح عليكم تنسيقية باريس الخطوط العريضة لمحتوى و أهداف هذا اليوم.

 المحتوى: يمكن تركيز هذه الدورة على:

1-   المساجين:

         مساجين حركة النهضة

         المساجين من ضحايا قانون « الإرهاب »

         السجين محمد عبو

2-   أوضاع المساجين المسرحين

3-   معانات عائلات المساجين

4-   مسألة العفو التشريعي العام

 الأهداف:

         ضمان صدى إعلامي مناسب لهذه المبادرة واستثمار الحملة الانتخابية الرئاسية بفرنسا من أجل الحصول على مواقف واضحة من طرف المرشحين مع الملف الذي يعنينا.

         تعزيز الاهتمام الدولي بهذا الملف.

         التعاون مع شركائنا في تونس لإحداث حركية (ديناميكية) وطنية مستمرة تطالب بـ » قانون العفو التشريعي العام لفائدة ضحايا القمع السياسي في تونس ». 

وتدعوكم الجمعيات المبادرة بهذا المشروع إلى الانضمام إلى اللجنة التنظيمية أو إلى مساندة المبادرة، حتى تكون هذه الدورة السادسة حدثا له صدى واسعا وله نتائج معتبرة فيما يتعلق برفع الظلم المتمثل في سجن مواطنين بسبب أفكارهم أو خياراتهم السياسية.

 

  الجمعيات المنظمة :  لجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس , التضامن التونسي , اللجنة العربية لحقوق الإنسان ,صوت حر , فدرالية التونسيين من أجل مواطنة للضفتين جمعية العمال المغاربة بفرنسا, اللقاء الثقافي الأوروبي العربي ,  جمعية الحقيقة والعمل , لجنة الدفاع عن الأستاذ محمد عبو,    اتحاد العمّال المهاجرين التونسيين.

 

الجمعيات المشاركة :  الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان , الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين, المجلس الوطني للحريات بتونس ,   الجمعية التونسية ضد التعذيب.   

 

الأطراف المساندة :  معا من أجل حقوق الإنسان ,  جمعية حقوق الشخص بالمغرب العربي (كندا) , التجمع من أجل الحريات بتونس (مرسيليا) , الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب (مصر) , الحركة المسيحية لمناهضة التعذيب (فرنسا) , الحزب الديمقراطي التقدمي , الحزب الشيوعي الفرنسي , الحملة الدولية لحقوق الانسان بتونس , الرابطة الاشتراكية الدولية, , السيد جوزي بوفي , السيد روبر برات السيدة بورفو كوهين سيات نيكول, السيدة بومدين-تيري عليمة , السيدة مونيك سيريزيي بن قيقة , الشبكة الأورو متوسطية لحقوق الانسان المؤتر من أجل الجمهورية, المرصد الدولي لحقوق الانسان (هيومن رايتس ووتش) , المركز الدمشقي للدراسات النظرية و الحقوق المدنية (السويد) , المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب , تجمع 18 أكتوبر للحقوق و الحريات (تونس), تجمع محامي المتهمين بالمحكمة العسكرية بتونس صائفة1992  , حركة النهضة, حزب الخضر , حزب العمال الشيوعي التونسي حقوق الإنسان أولا في السعودية (الرياض) رابطة حقوق الانسان ,شبكة جمعيات اكس-مرسيليا لجان إحياء المجتمع المدني في سورية (دمشق) ,لجنة الدفاع عن الاستاذ الدكتور المنصف بن سالم لجنة الدفاع عن السجناء والأسرى في العراق (بغداد) , مؤسسة الضمير للدفاع عن حقوق الإنسان (غزة) مؤسسة حرية الرأي والتعبير ,مراسلون بلا حدود ,مركز النديم لإعادة تأهيل ضحايا العنف (مصر) ,مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان (عمان) , مركز ما بين الشعوب الاعلامي   (قرنوبل) ,منظمة الكرامة للدفاع عن حقوق الإنسان (جنيف)  ,موقع صدى للحقوق والحريات (مدريد) نقابة القضاة ,    نقابة المحامين (فرنسا) , التكتل الديموقراطي من أجل العمل والحريات , جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب , المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف , تنسيقية أبناء و أقارب المساجين  السياسيين, المركز التونسي لإستقلال القضاء.    


اختفاء في ظروف غامضة

علمنا بالمكتب الحقوقي والإعلامي لجمعية الزيتونة، أن السيد كريم شعشوعي أصيل مدينة الكاف التونسية ، المولود في 29/01/1977 والحاصل على الأستاذية في التصرف، والمعروف بحسن خلقه وسيرته بين أهل مدينته والذي كان قد تعرض لمضايقات أمنية كثيرة قد اختفى يوم 12/01/2007 إثر خروجه من بيته لأداء  صلاة الجمعة في ظروف غامضة، ولا يعلم إلى حد كتابة هذا الإعلان أي شيء عنه. هذا ويدعو المكتب الحقوقي والإعلامي للجمعية كل من لديه معلومات ترشد أسرته إليه أن يراسلنا على العنوان الإلكتروني التالي: zeitouna@bluewin.ch أو يتصل بنا على الرقم: +41 31 526 00 11 المكتب الحقوقي والإعلامي لجمعية الزيتونة – سويسرا

 

تعازينا الحارّة :

خط الأنترنت في جمعية مساندة السجناء . . في ذمّة الله

 

في إطار عادة  سخيفة  درجت عليها حكومة الدكتاتور بن علي منذ سنوات مع منظّمات المجتمع المدني و نشطائه، ألحقت اليوم الأربعاء 21 فيفري2007  الأيادي العابثة  في الظلام بشبكة الأنترنت في البلد، الخطّ الهاتفي لمقرّ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسييّن  الكائن بنهج المختار عطية – تونس، بقائمة الخطوط المقطوعة عنها  خدمة الأنترنت ، رغم أن الجمعية مزوّدة بإشتراك « آ.دي.أس.آل. » سدّدت معاليمه كاملة  إلى المُزوّد « توب.نت »  .

 

و من الغريب أنّ المزوّد حين هتف له عناصر الجمعية مُتسائلين عن أسباب قطع الأنترنت أجابهم بأنّ خطُهم يشتغل ، و قد طرح هذا إحتمالا من إثنيْن إمّا أن المُزوّد  أراد بهذه الإجابة غير الصحيحة أن يتفصّى من المسؤولية في ما أقدمت عليه جهات أخرى اكبر منه ، و إمّا أن تكون الجهات الخفيّة المعروفة لم تكتف بالعبث بالشبكة و قطع إرتباط خطّ الجمعيّة بالأنترنت  و لكنّها أيضا حلّت هي محلّ الجمعية و صارت هي من تستعمله بدلا عنها و لذلك إعتبر »توب.نت » الخطّ في وضعية إشتغال .

 

و في الحقيقة لم يكن غريبا قطع الانترنت عن جمعية السجناء السياسيين ، فالذي كان برأيي غريبا  هو أن الأحمرة ذات الآذان الطويلة تركت خط الجمعية غير مقطوع طوال الأشهر الماضية و لم تُلحقه بالخطوط المقطوعة عن الشبكة من زمان من ذلك خطّ مقر الرابطة التونسية لحقوق الإنسان و خط المجلس الوطني للحريات وخط الحزب الديمقراطي التقدمي وخطوط عديد المُعارضين والحقوقيين والمحامين.

 

يفعلون هذا، و مع ذلك ما زالوا يجدون في أنفسهم من قلّة الحياء ما يجعلهم يواصلون صباحا مساء  في صحفهم الصفراء تصديع رؤوسنا بحديثهم  الكاذب عن إرساء حق التعبير في البلد و حرية تبادل الأنترنت . . « وهاك من هاك اللاّوي » . .

 

القلم الحرّ سليم بوخذير  


بسم الله الرحمان الرحيم

حركة النهضة بتونس  

بــــيـان
الاربعاء 21  فيفري 2007
 أصدر القضاء التونسي يوم السبت 17 فيفري 2007 الحكم  الجائر في حق الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بمنع الهيئة المديرة من عقد المؤتمر العام للرابطة مع  « مع الإذن بالنفاذ العاجل ». ان هذا الحكم الصادر عن قضاء فاقد لاستقلاليته وقد تحول الى اداة في ايدي  الاجهزة الامنية يعكس إصرار السلطة على الانغلاق ومزيد التصعيد ضد المجتمع ومحاصرة الجمعيات والهيئات المدافعة عن الحقوق السياسية او الاجتماعية اذ في الوقت الذي تتعالى فيه الاصوات التونسية الوطنية المطالبة بالاصلاح  الجاد أو التغيير يتم مصادرة حق قيادة الرابطة في عقد مؤتمرها ويتزامن مع حملة واسعة من الاعتقالات العشوائية والاختطافات لشبان ضحايا سياسة السلطة من منازلهم ومن الشواع والمؤسسات التعليمية وقد تعرض اغلبهم الى التعذيب الوحشي الذي تورطت فيه اجهزة أمن الدولة  وادى الى وفاة عدد من المعتقلين. ان حركة النهضة وهي تتابع بانشغال كبير هذا التصعيد الخطير: – تعبر عن تضامنها الكامل مع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بتونس ومع قيادتها وحقها المشروع في عقد مؤتمراتها والقيام بدورها نضالا من اجل حقوق الانسان في تونس. – تدين قرار السلطة الجائر بمنع انعقاد المؤتمر في محاولة للهيمنة من جديد على الرابطة ومنعها من القيام بدورها الوطني. – تستنكر حملات الاعتقال التي يتعرض لها الشباب التونسي وممارسات التعذيب التي ترتكبها اجهزة النظام ضدهم والمحاكمات الظالمة وذات الاحكام الثقيلة التي تسلط عليهم. – تطالب بايقاف هذه الاعتقالات والمحاكمات الجائرة واطلاق سراح المعتقلين وايقاف التعذيب ومعاقبة المتورطين فيه. عن حركة النهضة بتونس الشيخ راشد الغنوشي 

بلاغ من النقابيين الراديكاليين دائرة الاعلام

تونس في 21/02/2007

لقد أصدرت اليوم المحكمة الابتدائية بصفاقس حكمها في شان الرفيقين حسين بن عون و الشادلي الكريمي بادانتهما و تغريمهما باربعة دينارات و 800 مليم خطية على تهم تعود الرفاق في جهة صفاقس على توجيهها اليهم ليكون الرفيقين المذكورين قد احيلا للمرة الثالثة على التوالي هذه السنة (اقتحام محل الغير:مبيت جامعي؟عقد اجتماع غير مرخص به …)

       والنقابيون الراديكاليون اذ يستنكرون هذه المهزلة التي تورط فيها القضاء مع البوليس السياسي مع دوائر اخرى تتوهم انها بمنطق المحاكمات والسجون قادرة على ارهاب المناضلين او المس من معنوياتهم و يؤكدون في نفس الوقت تمسكهم بالحوار الجدي باعتباره أفضل وسيلة لمعالجة الملفات العالقة و ايجاد الحلول لمشاكل الطلبة المتراكمة و محاصرة كل التجاوزات وتحميل المسؤولية لاصحابها ممن يحاولون الهروب الى القمع و القضاء و السجون لاخفاء ما بلغته الجامعة من تراجعات مست القيمة العلمية للشهائد و كرست ظواهر غريبة عن الفضاء الطلابي كالرشوة و المحسوبية و اختلاس ممتلكات الاحياء و المبيتات الجامعية و تجهيزات المخابر والكليات و التلاعب بنتائج الامتحانات و ابتزاز المتخرجين في حق الشغل الذي بات اليوم سلعة تباع و تشترى و غنيمة لاثراء بعض المسؤولين الفاسدين الذين كونوا شبكات منظمة تصطاد فرائسها دون حياء أو خجل و في مأمن كامل من كل محاسبة لاطمئنانهم لحالة الفساد المستفحلة في الادارة التونسية و لغياب حركات الاحتجاج الجماهيرية وهشاشة المعارضات النخبوية ليبرالية كانت أو غيرها وضعف الاتحاد العام لطلبة تونس بسبب ما يشقه من صراعات تناحرية تلعب السلطة على تعميقها و التمعش منها و تعطيل كل محاولة لعقد مؤتمر موحد مستغلة سكتارية بعض القوى السياسية و مزايداتها اللفظية, ومراهنة على تحجيم الطرف الاغلبي باعتماد مجالس التأديب و المحاكمات الجائرة و التهم الملفقة لمحاصرة نشاطه و الحد من انتشاره .

      وقد نسيت السلطة و على وجه التحديد الجهة المتنفذة المتورطة في هذا التوجه ان النقابيون الراديكاليون قد خبروا منطق القوة و تأقلموا منذ انطلاقتهم مع ظروف القمع و أنهم على استعداد للسير الى الآخر دفاعا عن قيمهم و مبادئهم و التزاما بواجباتهم النضالية تجاه طلبتهم وشعبهم وأنهم على استعداد لتقديم مزيد التضحيات للتعبير عن رفضهم لكل مظاهر الفساد و التشهير بالمتورطين فيه دفاعا على تكافئ الفرص و على حق أبناء الشعب في الدراسة و النجاح و الشغل في مناخ جامعي يتوفر فيه حد ادنى لحياة طالبية سليمة.

        و لايفوتهم كذلك أن يجددوا شكرهم الجزيل للسادة المحامين بجهة صفاقس ممن وقفوا الى جانب رفاقنا و تولوا الدفاع على أبناء الحركة الطلابية و رموزها الميدانيين و لا يفوتهم كذلك التذكير بصمت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بهيئتها المديرة لانغماسها في قضايا و مهمات أخرى قد ألهتها عن مهماتها الاصلية لتؤكد بحيادها و سلبيتها أنها أعجز من أن تكون اطارا للوحدة أو مكسبا وطنيا ينبغي تجند الجميع للدفاع عنه دون انكار مجهود فرع صفاقس و تضامن بعض الفروع الاخرى. 

      كما يتوجه النقابيون الراديكاليون بتحية نضالية الى كافة الطلبة الذين شاركوا في التحركات و وقفوا في وجه سياسة القمع و رموز الفساد ليكونوا حماية حقيقية لرفاقنا مما أثر على الحكم الصادر عن قضاء مغلوب على أمره.

النقابيون الراديكاليون


بــــيـان تونس في 20/02/2007                                      
فوجئت عند تواجدي مع مجموعة من الرفاق بالمبيت الجامعي العمران الأعلى 2 لحل مجموعة من المشاكل المتمثلة في انعدام الدوش وقطع تيار الكهرباء علي غرف المبيت وما عمد اليه طلبة الحزب الحاكم من استفزاز مناضلي الاتحاد ومحاولة تعطيل نشاطهم وقد وقف كل من الرفاق و الزميلات أمام هاته الشرذمة المأجورة الا أنهم تجمعوا من جديد خارج المبيت بعد طردهم واستنجدوا بمجموعة من المنحرفين والمرتزقة تحت إشراف أعضاء بارزين في طلبة التجمع منهم محمد العمري الذي أبدى شراسة في توتير الأوضاع خاصة وأن هدا الأخير له سوابق في التغرير والدفع بأبناء جهته في معارك عنف مع مناضلينا (بدايتها بمناسبة انتخابات المجالس العلمية في مدينة بنزرت حيث قام بدفع مجموعة من الطلاب الي تبادل العنف مع الرفاق بكلية العلوم ببنزرت و حين فشل في ترهيبهم حرض بعضهم علي القيام بدعاوي كاذبة في حق العديد من المناضلين و قاموا بعدها بصياغة بيانات تزيف الحقيقة وتتهجم علي الرفاق النقابيين الراديكاليين و علي عدد من رموز الحركة و الاتحاد)                                                  و غيرة مني علي الحركة و صونا للجامعة أعلن ما يلي:                                   1) مطالبة الحزب الحاكم بالكف عن سياسة التضييق و التصعيد مع مناضلي الاتحاد     2) ندين كل أشكال العنف و كل الاستفزازات المسببة له                               3) مطالبة سلطة الإشراف بالإسراع في حل مشاكل الجامعة المتراكمة و عدم التعويل علي التضييق وحصار مناضلي الاتحاد في تهدئة الأوضاع داخل الجامعة              4) ان منظمة طلبة التجمع هيكل سياسي لا يمكن له أن يحل محل الاتحاد أو أن يسطوا علي مشمولاته رغم ما تقدمه له السلطة من تسهيلات وان سعيها لتخريب الاتحاد يعكس مدى معاداتهم له و يؤكد صحة قرارنا الثابت في منع كل محاولة منهم للتسلل لاتحادنا و الانخراط داخله و ان أدى الأمر حربه فلا صلاح الاتحاد ينتمي إليه أعداؤه و أعداء الحركة.                                                                               سامي بدري طالب سنة ثانية حقوق تونس

 

تونس في ١٩ فيفري ٢٠٠٧ دعــــــــوة تتشرف جمعية الصحافيين التونسيين بدعوتكم لحضور الندوة التــــــي تنظمها بالتعاون مع الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية حول مناهضة عقوبة الإعدام؛ تحت عنـــــوان :

« معــــــا.. ضد عقوبـــة الإعــــــدام »

وذلك يوم الجمعة ٢٣ فيفري ٢٠٠٧ بداية من الساعة الثالثة بعــــد الزوال بمقـر الجمعيــة الكائــن بشــارع الولايـات المتحــدة عدد ١٤ تونس البلفيدير.

 22 منظمة وجمعية أهلية تونسية ترفض توظيف الإرهاب أو تبرير خطره

تونس / 21 فبراير-شباط / يو بي أي: أعربت 22 منظمة وجمعية أهلية تونسية تنشط في مجالات مختلفة عن رفضها القاطع لأي محاولة لتوظيف التطرف والإرهاب أو تبرير خطرهما،وذلك في إشارة إلى مواقف من وصفتهم بـ « المدافعين المزعومين » عن الحريات وحقوق الإنسان،إزاء الاٍشتباكات المسلّحة التي عرفتها البلاد في مطلع العام الجاري. واعتبرت المنظمات في بيان وزعته مساء اليوم الأربعاء أن « خطر التطرف والإرهاب يستهدف مباشرة الديمقراطية وينال من الحرية ومن أسس النظام الجمهوري،مما يستدعي مقاومته بدون أي ضبابية أو تأويلات تبريرية« . وإستنكرت بشدة ما وصفته بـ « المناورات الرامية لإضفاء مسحة من الجمال على الوجه القبيح للإرهاب،وتوظيف الأعمال الإرهابية ديماغوجيا »، معتبرة أن هذا السلوك يعد إنتهاكا خطيرا لحقوق ضحايا الإرهاب . وقالت إن أي محاولة لجني مكاسب سياسية من ممارسات المتطرفين السلفيين « تشكل خطأ جسيما،وعملا لاأخلاقيا وغير وطني،ولا يمكن لأصحاب مثل هذه الحسابات الخاطئة إلا أن يلقوا مزيدا من الرفض والشجب من مجموع الشعب« . ولم تذكر المنظمات والجمعيات والأهلية التونسية أسماء أصحاب الحسابات الخاطئة،وإكتفت بالإشارة في بيانها بوصفهم حينا بـ »المناضلين المزعومين »،وحينا آخر بـ « المدافعين المزعومين عن الحريات وحقوق الإنسان« . وقالت إن الإجماع الذي عرفته تونس ضد الإرهاب خلال أحداث مطلع العام الجاري « أسقط الأقنعة من على وجوه البعض من أولئك الذين يزعمون الدفاع عن قيم الحرية،حيث إنكشف ما يمارسونه من إنتهازية،ومتاجرة بالقيم،وإفتضحت محاولتهم توظيف العمل السياسي لأغراضهم الخسيسة،وبحثهم عن الذرائع والتعلات التي يزعمون أنها تبرر الإرهاب« . ودعت بالمقابل المنظمات غير الحكومية الدولية إلى تحمل مسؤولياتها من خلال « رفع الغطاء غير المبرر الذي وفرته طيلة سنوات لمثل هؤلاء المدافعين المزعومين عن الحريات وحقوق الإنسان الذين يحاولون التنظير لشرعية الإرهاب من منطلق الإنتقام والتشفي من بعض الأنظمة« . وكانت بعض المنظمات الحقوقية والأحزاب التونسية غير المعترف بها قد إنتقدت الأسلوب الذي إنتهجته السلطات التونسية في التعامل مع الإشتباكات المسلحة بين وحدات أمنية وعناصر مجموعة مسلحة التي وقعت في الضّاحية الجنوبية لتونس العاصمة خلال الفترة ما بين الرابع من ديسمبر/كانون الأول الماضي، والثالث من شهر يناير/كانون الثاني الجاري. وطالبت هذه المنظمات والأحزاب بتقديم المزيد من التوضيحات حول ملابسات هذه الإشتباكات التي أدت إلى مصرع 12 فردا من عناصر المجموعة المسلحة،وإثنين من رجال الأمن،وإعتقال 15 مسلحا من هذه المجموعة التي وصفت بأنها « سلفية إرهابية« . وكان محامون تونسيون قد أكدوا في وقت سابق أن التحقيقات مع هؤلاء المعتقلين استُكملت منذ مطلع الشهر الجاري،وقد أحيلت ملفاتهم على القضاء ليقول كلمته الفصل.


وزير الدفاع الوطني يستقبل وفدا من كبار مساعدي أعضاء الكنغرس الأمريكي

تونس 21 فيفري 2007 (وات) استقبل السيد كمال مرجان وزير الدفاع الوطني يوم الاربعاء بمقر الوزارة وفدا من كبار مساعدى اعضاء الكنغرس الامريكي. وقدم الوزير بالمناسبة عرضا عن سياسة تونس الدفاعية التي وضع اسسها الرئيس زين العابدين بن علي القائد الاعلى للقوات المسلحة مبرزا مختلف مهام الجيش الوطني وخاصة منها المساهمة في تنمية البلاد وتكوين الشباب والقيام بتدخلات ذات طابع انساني كالنجدة والانقاذ والمشاركة في عمليات السلم في العالم تحت راية الامم المتحدة. واستعرض السيد كمال مرجان مختلف اوجه التعاون التونسي الامريكي في الميدان العسكرى ومدى مساهمته في تعزيز العلاقات الودية والمتميزة بين البلدين وسبل تطويره خاصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والتكوين والتمارين المشتركة وصيانة المعدات. (المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء بتاريخ 21 فيفري 2007)

 

مباحثات تونسية-أمريكية لتعزيز التعاون في المجال العسكري

تونس / 21 فبراير-شباط / يو بي أي: بحث وزير الدفاع التونسي كمال مرجان اليوم الأربعاء سبل تعزيز التعاون العسكري بين بلاده وأمريكا مع وفد من كبار مساعدي أعضاء الكونغرس الأمريكي يزور البلاد حاليا.
وقال مصدر رسمي إن الجانبين التونسي والأمريكي إستعرضا خلال هذه المحادثات « أوجه التّعاون التونسي-الأمريكي في الميدان العسكري،ومدى مساهمته في تعزيز العلاقات الودية والمتميزة بين البلدين،وسبل تطويره خاصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والتكوين والتمارين المشتركة وصيانة المعدات ». وترتبط تونس والولايات المتحدة بعلاقات عسكرية وطيدة منذ فترة طويلة،أخذت خلال السنوات الماضية أبعادا جديدة مرتبطة بالجهود الدولية لمكافحة الإرهاب. وكان وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد قد أكد خلال زيارته لتونس في الثاني عشر من فبراير/شباط من العام الماضي،عزم بلاده على تعزيز علاقاتها العسكرية والأمنية مع تونس،وكذلك أيضا مع الجزائر والمغرب،واصفا هذه الدول بأنها « شريكة أمريكا في الحرب على الإرهاب ». وأضاف المصدر،أن وزير الدفاع التونسي قدم للوفد الأمريكي عرضا حول سياسة تونس الدفاعية ومختلف مهام الجيش التونسي،وخاصة منها المساهمة في تنمية البلاد،وتكوين الشباب والقيام بتدخلات ذات طابع إنساني مثل عمليات النجدة والإنقاذ ،والمشاركة في عمليات حفظ السلم في العالم تحت راية الأمم المتحدة. وكان الوفد الأمريكي الذي لم تعلن السلطات التونسية عن أسماء أعضائه ولا عددهم،ولا تاريخ وصوله إلى تونس،قد إجتمع قبل ذلك مع وزير الخارجية التونسي عبد الوهاب عبد الله،وبحث معه مسيرة العلاقات بين تونس وأمريكا. وقالت وكالة الأنباء التونسية الحكومية إن وزير الخارجية التونسي أكد على أهمية دعم التّعاون الثنائي بين البلدين،وتنويع مجالاته، بينما « ثمن أعضاء الوفد الأمريكي الدور الفاعل والبناء الذي تلعبه تونس على الساحتين الإقليمية والدولية،وخاصة على صعيدي المغرب العربي والشرق الأوسط ».  

تونس تدعو إلى تعزيز الحوار بين أطراف الإنتاج لتكريس الحقوق النقابية

تونس / 21 فبراير-شباط / يو بي أي: دعا وزير الشؤون الإجتماعية التونسي علي الشاوش إلى تعزيز الحوار بين أطراف الإنتاج لتذليل الصعوبات التي قد تعيق تكريس الحقوق النقابية. وقال في كلمة إفتتح بها اليوم الأربعاء أول مؤتمر عربي حول « الحقوق والحريات النقابية في الدول العربية »، إن هذه الحريات جزء من الحقوق الإجتماعية التي يكرسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وأضاف أن الحرية النقابية،وحق المفاوضة الجماعية « هما تعبير عن حق طرفي الإنتاج في الدفاع عن مصالحهما،وتطوير الأسس القانونية التي تبنى عليها العلاقات المهنية »،كما تعتبران أفضل تكريس للديمقراطية في مجال العمل ». ولئن شدد الوزير التونسي على أن التنمية الإقتصادية لا يمكن تحقيقها بمعزل عن التنمية الإجتماعية،واحترام الحقوق الأساسية في العمل،فإن ابراهيم قويدر المدير العام لمنظمة العمل العربية لم يتردد في الإعتراف بأن واقع الحريات النقابية في الدول العربية ليس بخير. وقال في كلمة خلال هذا المؤتمر »لن أنافقكم القول وأقول إن الحريات النقابية في الوطن العربي بخير،ذلك أن النقابيين العرب يعلمون جيدا المشاكل التي تصادف الحريات النقابية،مثل مشكلة التعددية،والتوحيد،والحقوق،وتدخل الحكومات،والإستقلالية النقابية. ». وحذر من أن مبادئ الحريات النقابية قد تصبح « رسالة مجردة من معانيها فيما لو اشترط على العمال الحصول على أي نوع من التراخيص المسبقة حتى يتمكنوا من إنشاء منظتهم النقابية ».
يشار إلى أن هذا المؤتمر الذي تنظمه منظمة العمل العربية بالتعاون مع الإتحاد العام التونسي للشغل، والإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، ومنظمة العمل الدولية،يهدف إلى التعرف على المشكلات التي تعاني منها المنظمات النقابية في مجال حقّ التنظيم، وإستقلالية القرار،والمشاركة في صنع القرار،إلى جانب البحث عن الحلول، وتحديد المواقف التي تلتزم بها أطراف الإنتاج الثلاثة لتعزيز الحريات والحقوق النقابية. وستتواصل أعمال المؤتمر ثلاثة أيام بمشاركة ممثلين عن وزارات العمل ومنظمات أصحاب الأعمال والعمال والإتحادات المهنية والنقابية في العالم العربي.  


 

مؤتمر عربي يدعو لمزيد من الحريات النقابية

 

تونس (رويترز) – دعا مشاركون في مؤتمر يعقد بتونس حول النقابات العربية يوم الاربعاء الى اتاحة مزيد من الحقوق والحريات للنقابيين ودعم استقلالية منظماتهم مؤكدين ان ذلك ليس عداوة للانظمة والحكومات.

ويشارك نقابيون ومسؤولون حكوميون من عدة دول عربية في مؤتمر « الحريات والحقوق النقابية في الدول العربية » الذي يستمر ثلاثة أيام لبحث سبل تفعيل استقلالية النقابات العربية التي تتطلع لتجاوز محاولات تهميشها.

وقال حسن جمام الامين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب « لايزال هناك تقصير في موضوع الحريات والحقوق النقابية التي مازالت لم تتحقق بعد في كافة أرجاء العالم العربي. »

وأضاف « الحرية النقابية ضرورة من أجل اثبات الحركة النضالية وهذا لا يعني أن الاستقلالية هي عدواة مع الانظمة. »

وتكافح نقابات عديدة في العالم العربي لضمان استقلاليتها عن حكوماتها وتوسيع هامش الحرية بينما تعاني اخرى من عدم اعتراف الانظمة بها.

وقال ابراهيم قويدر المدير العام لمنظمة العمل العربية « لا يمكن أن تنشأ حركة نقابية حرة الا في ظل حكم يضمن الحقوق الاساسية بما في ذلك حق النقابيين في عقد اجتماعاتهم داخل المراكز النقابية وممارسة حرية الرأي المعبر عنها في الخطابة وفي الصحافة. »

وأضاف « النقابيون العرب يعلمون جيدا المشاكل التي تصادف الحريات النقابية بدءا من مشكلة التعددية والتوحيد وتدخل الحكومات والاستقلالية والتمثيل النقابي وأرى في هذا اللقاء بداية.. لننير الطريق أمام حكوماتنا بالاسس العالمية لهذه الحريات. »

وانتقد تقرير للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب عرض خلال المؤتمر « عدم مصادقة عدة دول عربية على الاتفاقيات العالمية بخصوص العمل والعمال. »

وأشار الى ان دولا اخرى لا تتقيد بنصوص الاتفاقيات التي وقعتها دون ان يذكرها بالاسم.

واوصى التقرير بانشاء مرصد لمتابعة أوضاع الحريات والحقوق النقابية في الدول العربية.

أما علي الشاوش وزير الشؤون الاجتماعية التونسي فقد شدد على الدور الذي يمكن ان تقوم به المنظمات النقابية في دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية ودعاها الى « معاضدة جهود الدول في البحث عن الحلول لمسائل جوهرية وذات انعكاسات سابية على استقرار البلدان كالبطالة ولاسيما ظاهرة بطالة اصحاب الشهادات العليا. »

وخلال المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام سيقدم مشاركون من بلدان عربية مداخلات حول « دور الحريات النقابية في النهوض بالحوار الاجتماعي » و »مظاهر التدخل في امور النقابات العمالية » و »الاثار المدمرة للاحتلال والعدوان على الحقوق والحريات ».

وينتظر ان يختتم المؤتمر اعماله باصدار بيان ختامي وتوصيات.

 

(المصدر:  وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 21 فيفري 2007)

 


وثـائق رسمية مهمة متاحة للعموم

تتوفر حاليا على شبكة الإنترنت النصوص الكاملة للتقرير السنوي للمرصد الوطني للشباب

(هيئة رسمية تابعة لوزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية) ولعدد من الدراسات الميدانية التي أنجزها المرصد في الأعوام الأخيرة.

**

المرصد الوطني للشباب: التقرير السنوي 2005

فيفري ‏2007‏‏

** المرصد الوطني للشباب – الدراسة الميدانية حول الطلبة التونسيين بفرنسا. 2006-12-05

** المرصد الوطني للشباب: دراسة استشرافية حول »القيم لدى الشباب التونسي ». 2005-06-09

** المرصد الوطني للشباب: الدراسة الميدانية حول «  الممارسات الثقافية والتعبيرات المستحدثة لدى الشباب  » . 2005-03-21

** المرصد الوطني للشباب – دراسة حول: ظاهرة العنف اللفظي لدى الشباب التونسي 2004-03-21

 

 

ارتفاع تحويلات المغتربين التونسيين بنسبة 17.4 % خلال الشهر الماضي

تونس / 21 فبراير-شباط / يو بي أي: ارتفعت تحويلات المغتربين التونسيين خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي بنسبة 17.4 % بالمقارنة مع النتائج المسجلة خلال الشهر نفسه من العام الماضي. وبحسب بيانات إحصائية نشرها اليوم الأربعاء المعهد الوطني التونسي للإحصاء(مؤسسة حكومية)، فإن إجمالي قيمة هذه التحويلات بلغت خلال الفترة المذكورة 169.4 مليون دينار(128.33 مليون دولار). وتعتبر تحويلات المغتربين وعائدات السياحة، من أهم مصادر الاحتياطي التونسي من النقد الأجنبي، علما وأن عدد المغتربين التونسيين ناهز العام الماضي المليون مغترب، بينهم نحو 900 ألف مغترب يقيمون في الدول الأوروبية. ووفقا لدراسة حديثة صادرة عن ديوان التونسيين بالخارج (مؤسسة حكومية)، فإن 83.5 % من إجمالي المغتربين التونسيين يعيشون في أوروبا منهم 57.8 % في فرنسا، وتليها إيطاليا بنحو 112 ألف مغترب، بينما تستقبل الدول العربية 120 ألف مغترب تونسي بينهم 85 ألفا يعيشون في دول المغرب العربي. وكان تقرير صدر أخيراُ عن البنك الدولي أظهر ارتفاع حجم تحويلات المغتربين من دول العالم من 257 مليار دولار عام 2005 إلى 268 مليار دولار عام 2006. وبحسب هذا التقرير، فإن حجم تحويلات المغتربين من الدول النامية بلغ حوالي 199 مليار دولار عام 2006، مقابل 188 مليار دولار عام 2005. وأوضح أن إجمالي التحويلات التي تلقتها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا استقر في حدود 25 مليار دولار، مقابل 53 مليار دولار لمنطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، و45 مليار دولار لمنطقة شرق آسيا والباسيفك، و36 مليار لمنطقة جنوبي آسيا، و32 مليار دولار لمنطقة أوروبا وأمريكا الوسطى.


بداية من 20 مارس:

تبـادل الدينـار التونسي والليبـي لــــــدى مصــــــارف البلديــــن

تمخضت عن اللجنة العليا التنفيذية المشتركة التونسية الليبية في دورتها العشرين والمنعقدة بطرابلس يومي 17 و18 فيفري 2007 قرارات اقتصادية تهم مجال الصــــــرف والمبادلات التجارية بين البلدين حسب البيان الصحفي الوارد يوم أمس من البنك المركزي التونســــــــــي. وقد تم خلال هذا الاجتماع اجراء تقييم شامل لمختلف مجالات التعاون وتوصلت اللجنة الى قرارات واجراءات هامة تتعلق بالخصوص بإزالة كافة الحواجز والعراقيل الجمركية وغير الجمركية بما يضمن انسيـــــــــاب السلـــــع المتبادلة في الاتجاهين وتطبيق مبدإ المعاملة الوطنية. وسيسمح هذا الاجراء بتكثيف وتنويع حجم المبادلات التجارية بين البلدين وتحديد مستهدف بـ2 مليار دينار تونسي للمبادلات لسنة 2007 بعد أن فاقت المبادلات التجارية حجم 1.5 مليار دينار سنة 2006. وسيبدأ تنفيذ هذا القرار اعتبارا من 1 مارس 2007. أما في المجال المالي والمصرفي ولغاية تسهيل حركـــــــــة تنقل المواطنين بين البلدين تم التوقيع على اتفاق تبادل الأوراق النقدية للدينار التونسي والدينار الليبي.  وقد شكل هذا الحدث أهمية بالغة ونقطة بارزة ضمن القرارات التي تم اعتمادها خلال اللجنة العليا التنفيذية المشتركة حيث أن هذا الاجراء يهم مباشرة المواطن في كلا البلدين. وسيتم بموجب هذا الاتفاق: ـ الترخيص لتبادل الدينار التونسي والدينار الليبي نقدا لدى المصارف والصرافات المعتمدة في القطرين لتلبية حاجيات الاشخاص الطبيعيين لأغراض سياحية أو شخصية، ولهذا الغرض يمكن للمواطن التونسي عند سفره للجماهيرية أن يحول حقوقه السنوية في المنحة السياحية بالدينار أو بالدينار الليبي دون المرور بعملات اخرى كالدولار أو الأورو. بالتوازي فإن المسافر الليبي القاصد التراب التونسي يمكنه تحويل مبلغ أربعة آلاف دينار بالدينار الليبي أو الدينار التونسي. ـ تحديد المبالغ المرخص سنويا بتبادلها عبر المصارف والصرافات المعتمدة في كلا البلدين بأربعة آلاف دينار تونسي لكل شخص طبيعي تونسي وبأربعة آلاف دينار ليبي لكل شخص طبيعي ليبي. ـ تبادل العملتين الوطنيتين لدى المصارف والصرافات المعتمدة في كلا البلدين باستعمال أسعار الصرف المعلنة يوميا طبقا للتشريعات الجاري بها العمل في القطريــــــــــن. ـ اجراء مقاصة شهرية بين المبالغ المتبادلة من العملتين الوطنيتين بين البنكين المركزيين وتسوية الرصيد بالعملة الأجنبية القابلة للتحويل. وسيدخل هذا الاجراء حيز التنفيذ بداية من يوم 20 مارس 2007 بعد استكمال الاجراءات الضرورية في البلدين من بينها خاصة: * اصدار منشور من طرف البنك المركزي التونسي يبين التراتيب الواجب اتباعها من طرف المصارف التونسية. * تبادل البنكين المركزيين لنماذج الاوراق النقدية التي لها رواج قانوني * ادراج تسعيرة الأوراق النقدية للدينار الليبي مقابل الدينار التونسي. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 فيفري 2007)  


توضيــــــــح
بقلم: عائشة بن محمود تكاد ان تتوضح الصورة أخيرا للمواطن التونسي والليبي حول المعلومة الخاصة بتداول الدينار التونسي والدينار الليبي المنتشرة من دون فهم منذ شهر ديسمبر الى الآن والى حد اعتبار – وربما من باب التمني – ان استعمال العملتين سيتم دون قيود ادارية خاصة تلك الضابطة لمقدار العملة التي سيتم تحويلها بالنسبة للتونسي طبعا عند السفــر والى حد الإعتقاد ايضا انه يمكن استعمـال العملة التونسية او الليبية على حد السواء لدى المغازات ومحلات البيع بالتفصيل او الجملة.. وعلى مستوى الاعمال اعتقد بعض الملاحظين « المختصين » ان مثل هذا الإجراء سيجنب التاجر التكاليف الإضافية التي تتطلبها عملية تحويل العملة او ما يسمى بعمولات الصرف التي تقبضها البنوك في الصفقات التجارية التي تتم بالعملة الاجنبية. أخيرا جاء التوضيح ليبدد ربما هذه «التمنيات» فانطلاقا من 20 مارس يستطيع التونسي أن  يحوّل عملته الوطنية الى نظيرتها الليبية في المصارف الليبية عند سفره الى ليبيا دون ان يحمل نفسه عناء تحويلها في تونس وقد يسهو حينها ويحوّلها الى عملة اخرى اجنبية. مع التذكير ان مقدار العملة غير مفتوح ولا يتجاوز ماهو مسموح به سنويا. في الاثناء يمكن القول انه بهذا الإجراء سوف تلغى  تكاليف التحويل . البيان الذي جاء امس من البنك المركزي يتضمن ان التجار غير معنيين بهذا الإجراء الا أنهم وحسب مصدر مطلع اتصلنا به، سيتمتعون بإجراء آخر يتمثل وانطلاقا من غرة مارس في استثناء السلع التونسية من القرارات الليبية المتخذة في صائفة العام الماضي والتي فرضت اجراءات حددت بمقتضاها قائمة السلع المحظورة من الاستيراد بالاضافة الى الرسوم مثل ضريبة الاستهلاك التي ستتكبدها باقي السلع المسموح باستيرادها، ليعتبر المنتوج التونسي في ليبيا منتوجا وطنيا تشمله الإجراءات الخاصة بالمنتوج الليبي. بهذا التوضيح بالتأكيد ان اللبس قد ارتفع ومهما اختلفت الزاوية التي ينظر منها الى هذا التوضيح فان ما يمكن ملاحظته ان مثل هذه الإجراءات تؤكد العلاقة التونسية الليبية الإستثناء. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 فيفري 2007)
 

ترجمة للمقال الذي نشرته نيويورك تايمز يوم 20 فيفري 2007

الإرهاب هل يحول شمال أفريقيا إلى « أفغانستان جديدة »؟

كريج سميث (*) المخطط، الذي حيك بسرية لعدة أشهر في جبال شمال أفريقيا القاحلة، كان يروم شن هجوم على السفارتين الأميركية والبريطانية في تونس العاصمة؛ غير أنه انتهى إلى معارك بالسلاح أسفرت عن مقتل اثني عشر ناشطاً ورجلي أمن تونسيين. والحال أن أكثر ما يثير القلق بخصوص العنف في تونس، البلد الهادئ والسياحي هو أنه عبر الحدود قادماً من الجزائر، التي تعهد بها تنظيم إرهابي إسلامي بتوحيد الجماعات الإسلامية الراديكالية في منطقة شمال أفريقيا. ويرى مسؤولو محاربة الإرهاب من ثلاث قارات أن الاضطراب في تونس يمثل أحدث دليل على انكباب مجموعة جزائرية متطرفة لها تاريخ طويل في العنف حالياً على ترجمة ما تعهدت به: أي تنظيم المتطرفين عبر شمال أفريقيا والانضمام إلى فلول « القاعدة » بهدف التحول إلى قوة دولية للجهاد. والأسبوع الماضي، تبنت المجموعة مسؤولية سبع عمليات متزامنة تقريباً دمرت مراكز للشرطة في مدن شرق الجزائر العاصمة، وأسفرت عن مقتل ستة أشخاص. ويرى مسؤولو محاربة الإرهاب الدوليون إن شمال أفريقيا يمكن أن يتحول، بحكم تضاريسه الصعبة حيث تنتشر الجبال والصحراء، إلى قاعدة للإرهاب شبيهة بأفغانستان وعلى مقربة من أوروبا. وهو أمر يبعث على القلق لاسيما بالنظر إلى الجذور العميقة لسكان شمال أفريقيا في أوروبا وسهولة السفر بين المنطقتين. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن التهديد لا يقل خطورة على اعتبار أن معظم حاملي جوازات السفر الأوروبية غير مطالبين بالحصول على تأشيرات قصد السفر إلى المدن الأميركية. ويذكر هنا أن المجموعة الجزائرية العنيفة، »الجماعة السلفية للدعوة والقتال »، تخضع منذ سنوات لمراقبة أجهزة الأمن الأميركية. وفي هذا السياق، قال « هنري كرامبتون »، سفير الولايات المتحدة المتنقل السابق المكلف بمحاربة الإرهاب، في مؤتمر لمحاربة الإرهاب في الجزائر العاصمة العام الماضي: »لقد أصبحت « الجماعة السلفية للدعوى والقتال » منظمة إرهابية إقليمية، تُجند المتطوعين وتَنشط في بلدانكم- وماوراءها »، مضيفاً « إنها تنسج علاقات مع مجموعات إرهابية في المغرب ونيجيريا وموريتانيا وتونس وغيرها ». والواقع أن طموحات الجماعة تؤرق مسؤولي محاربة الإرهاب الذين يحرصون على عدم انبعاث شبكات تم كبحها بشكل كبير عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر من جديد. وإذا كانت جل التقديرات ترى أن أعضاء المنظمة يُعدون بالمئات، فإنها صمدت رغم أزيد من عشر سنوات من محاولات الحكومة الجزائرية القضاء عليها. بل إنها اليوم تُعد أفضل تنظيم إرهابي من حيث التنظيم وطرق التمويل في المنطقة. العام الماضي، اختارت « القاعدة » في الذكرى الخامسة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » ممثلا لها في شمال أفريقيا. وفي يناير، قامت هذه الأخيرة بتغيير اسمها إلى « القاعدة في المغرب الإسلامي »، معلنة أن زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، هو من أمر بهذا التغيير. وفي هذا الإطار، يقول « جون لوي بريجيار »، القاضي الفرنسي المتخصص في محاربة الإرهاب في باريس، « إن القاعدة ترمي إلى جعل « الجماعة السلفية للدعوى والقتال » قوة إقليمية، وليس قوة جزائرية فحسب »، معتبراً الجماعة الجزائرية أكبر تهديد إرهابي يواجه فرنسا اليوم. ويضيف الخبير الفرنسي قائلاً: « إننا نعلم انطلاقا من القضايا التي نشتغل عليها أن مهمة « الجماعة السلفية للدعوى والقتال » اليوم هي تجنيد الأشخاص في المغرب وتونس، وتدريبهم وإرسالهم إلى بلدانهم الأصلية أو أوروبا لشن هجمات ». أُنشأت « الجماعة السلفية للدعوى والقتال » كفرع لـ »الجماعة الإسلامية المسلحة »، التي خاضت إلى جانب ميليشيات إسلامية أخرى حرباً أهلية استمرت عقداً من الزمن بعد أن قام الجيش الجزائري بإلغاء انتخابات 1992 لأن حزباً إسلامياً كان قريباً من الفوز. وفي 2003، اختطف زعيم « الجماعة السلفية للدعوى والقتال » 32 سائحاً أوروبياً، أُطلق لاحقاً سراح بعضهم مقابل فدية بلغت 5 ملايين يورو (6.5 مليون دولار) دفعتها ألمانيا. ويقول المسؤولون إن « عماري الصيفي »، اشترى أسلحة وجند المقاتلين قبل أن يقوم الجيش الأميركي بالمساعدة على محاصرته والقبض عليه في 2004. واليوم يقضي « الصيفي » عقوبة بالسجن المؤبد في الجزائر. ومنذ ذلك الوقت، تولى قيادةَ الجماعة زعيمٌ أكثر تشدداً هو « عبد المالك دروكدل ». وحسب الجيش الجزائري، فإن »دروكدل » بدأ مشواره في التسعينيات كعضو في عصبة « أهوال » المنتمية إلى « الجماعة الإسلامية المسلحة »، والتي تُنسب إليها بعض من أفظع مذابح الحرب الأهلية في الجزائر. وقد أعلن « دروكدل » عن قدومه عبر هجوم بشاحنة ملغومة على أهم منشأة لإنتاج الكهرباء في البلاد في يونيو 2004، ووضع نصب عينيه ربط الجماعة مع « القاعدة ». وبعد ذلك، سرعان ما بدأت تظهر الصلة بـ »الجماعة السلفية للدعوى والقتال » في قضايا الإرهاب بأماكن أخرى في شمال أفريقيا وأوروبا. وبدا أن « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » وأعضاءها أصبحوا قِبلة للمجموعات المشتبه في صلتها بالإرهاب في المنطقة، على غرار العلاقة التي كانت قائمة بين ممثلي « القاعدة » في لندن قبل عقد من الزمن بالمتطرفين في أوروبا. وقد ظهرت المؤشرات على وجود تحالف يتعدى الحدود في يونيو 2005 عندما هاجمت « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » مركزاً عسكرياً في موريتانيا، أسفر عن مقتل 15 جندياً. وحسب الجيش الأميركي، فإن المهاجمين فروا إلى الجارة مالي. ويرى مسؤولو الاستخبارات الدوليون إن المسؤولين الأمنيين المغاربة وجدوا، على إثر غارات استهدفت خلايا مشتبه في صلتها بالإرهاب الصيف الماضي، وثائق تتحدث عن اتحاد بين « الجماعة السلفية للدعوى والقتال » و »الجماعة المقاتلة الإسلامية في المغرب »، و »الجماعة المقاتلة الإسلامية في ليبيا »، ومجموعات تونسية صغيرة. وعلاوة على ذلك، فقد أعلن الرجل الثاني في تنظيم « القاعدة » أيمن الظواهري في شريط فيديو في سبتمبر المنصرم أن شبكته الإرهابية العالمية اتحدت مع « الجماعة السلفية للدعوى والقتال ». على أن أقوى دليل حتى الآن على تعاون « الجماعة السلفية للدعوى والقتال » العابر للحدود في شمال أفريقيا جاء في يناير بعدما أعلنت تونس أنها قتلت 12 متطرفاً إسلامياً واعتقلت 15 آخرين. وباعتبار تونس وجهة سياحية مفضلة للأوروبيين، فإن هذا يجعل منها هدفاً مفضلاً. وقد وجدت قوات الأمن التونسية صوراً بالأقمار الاصطناعية من « غوغل أورث » للسفارتين الأميركية والبريطانية، إضافة إلى أسماء دبلوماسيين يعملون في السفارتين. غير أن الأهداف كانت تضم أيضاً، حسب مسؤولين أمنيين وصحافيين في تونس العاصمة، فنادق ونوادي ليلية. والواقع أن هجوماً على هذه المواقع كان سيوجه ضربة قوية للقطاع السياحي في تونس، والذي يشكل أهم مصدر للعملات الأجنبية. ففي أبريل 2002، أدى هجوم تبنته « الجماعة السلفية للدعوى والقتال » على كنيس يهودي في جزيرة « جربة » السياحية، إلى إلحاق الضرر بالنمو الاقتصادي في البلاد، ليشهد العام ذاته أكثر معدلات النمو انخفاضاً في فترة عشر سنوات. (*) مراسل »نيويورك تايمز » في تونس (المصدر: صحيفة الاتحاد (يومية – الإمارات العربية المتحدة) الصادرة يوم 21 فيفري 2007)  

 برهان بسيس يدعو الرئيس التونسي إلى أن يشمل بعطفه القياديين الطلابيين عبد الكريم الهاروني والعجمي الوريمي المسجونين منذ 16 عاما

الحــركـــة الطــلابيـــة ..!!

بقلم: برهان بسيس منذ ما يزيد عن اسبوعين استحضر نشطاء الحركة الطلابية التونسية ذكرى حركة فيفري 72 التي جسدت تطلع جيل من النشطاء نحو ترسيخ استقلالية منظمهتم النقابية الطلابية الاتحاد العام لطلبة تونس. والحقيقة فانه بغض النظر عن التقييمات المختلفة لتجربة الحركة الطلابية التونسية والحراك السياسي والمدني الذي اطلقته في اوساط الشبيبة طيلة عشريات متعاقبة من تاريخ دولة الاستقلال ومجتمعنا المعاصر فانه لا بد من الوقوف بشيء من التبصر والاستنتاج الموضوعي لتقييم تراث هذه التجربة والارصدة التي قدمتها للبلاد والمجتمع. ففرادة التجربة وغناها وثراءها لا يمكن ان يكون رغم اختلاف التقييم وتعدد زوايا النظر سوى مكسب مدني وسياسي لفائدة ارث الحراك السياسي وعراقة البناء المدني والاختلاف السياسي في تجربة تونس المعاصرة. تصفّح اوراق قصة طلاب تونس ومنظمتهم النقابية تؤكد ان ارتباطا وثيقا جعل الحركة الطلابية التونسية مصنع الاطارات والكوادر والكفاءات الذي اعطى للدولة الوطنية الرجال والنساء الذين سيتصدون لاحقا لمهام المشاركة في بناء الدولة وصياغة نموذج المجتمع سواء من  مواقع حزب الحكم او تيارات المعارضة المدنية. منذ الخمسينات مرورا بعشريات المصير التي شكلت ملامح الدولة والمجتمع في تونس كان فوران الشبيبة الطلابية التونسية مختبر الصقل والبناء  لتشكل وعي النخب السياسية التي تحملت لاحقا عديد المسؤوليات في مواقع مختلفة وهو مختبر على درجة من النشاط والحيوية التي تقاطعت ضمنها الاحلام الكبرى والطوباويات الفسيحة والطموحات المشروعة بعالم دسم من الشقاوات والحماقات التي تعطي للتجربة مداها في حلاوة الاستحضار ولذة تداعي الذكريات رغم ما شابها في تجربة عدد من النشطاء من مرارة وقساوة فرضتها لحظات الجد والصدام المتعاقبة في تاريخ العلاقة بين سلطة الدولة المستبطنة لدورها التاريخي والطبيعي في الضبط والاحتواء والجموح المحافظ من جهة واندفاع حركة الشباب التائق بحكم السن وطبيعة قوانين النفس الاجتماعي الى الرفض والتمرد ورغبة قلب نطام العالم والطبيعة والاشياء من جهة أخرى. وطد ووطج ومود وشود ونقابيين ثوريين وشيوعيين ثوريين ودساترة ولجان نقابية مؤقتة ومجالسيين وطلبة عرب وحدويين تقدميين، ناصريين وعصمتيين وبعثيين موزعين بين طليعة قبلتها بغداد وآخرين مرجعهم دمشق، «حرايرية» يخطبون ود الطلاب بدعوتهم لاستحضار مآثر الخلافة وشرور الدنيا التي يلخصها الانقليز منذ نزول آدم على الارض الى يوم الناس هذا واسلاميين مبتهجين بثورة الخميني وجهاد الافغان ضد الغزو السوفياتي قبل ان يستفيق بعضهم متأخرا للأسف ان اللعبة اكبر من شقاوة الشباب لان الشيوخ خارج الجامعة أرادوها اخطر والعن!!! جامعة تونس كانت على درجة من الثراء البانورامي الذي يمنح للناظر مشهدا كرنفاليا لذيذا تعايش داخله الجميع: نشطاء عاقلين ومجانين  وشرطة سرية وامن جامعي ومعلقات حائطية واجتماعات عامة وحلقات نقاش صاخبة تنتهي احيانا بالعرق والغبار واللكمات لان احد العابثين نطق بكلمة سوء في حق الرفيق ماو او ستالين او لعن الرفيق انور خوجة او غمز من قيمة الامام المودودي او تهكم على شعارات عبد الناصر او شكك في شرعية تصفية الرفيق ستالين للرفيق تروتسكي بضربة مطرقة نزل بها احد عملاء بيريا على رأس الرفيق ليون في منفاه المكسيكي!! كم كانت حركة طلاب تونس قادرة على اختزال العالم داخلها بمسحة فولكلورية لذيذة اقامت حدودها كجزر معزولة عائمة اذكر انني كنت أُصْدَمُ حين اغادرها في طريق العودة الى المنزل حين أجد بشرا عاديين خارج اسوار الكلية يسيرون بشكل عادي فوق ارصفة الشوارع ويتجولون في الاسواق ويرتادون المقاهي ويتبادلون الحديث عن اسعار الخضر والغلال واحوال الطقس وبرنامج مباريات الاحد دون تعقيد او تنغيص او انتباه الى التوقيت الذي حددناه نحن الاطراف السياسية المجتمعة للثورة القادمة التي ستقلب حياة هذه الكائنات الروتينية المنمطة رأسا على عقب!! استحضر بكل فخر واعتزاز هذه التجربة التي تشرفت شخصيا بخوضها ـ على خلاف ما قد يعتقد البعض اننا نعمل على الغائها من ذاكرتنا لتنظيف ملفاتنا السرية ـ نعتز بها بحماقاتها وشقاوتها بجماليتها «النوستالجية» وثرائها الفكري والمعرفي، فيها تعلمنا النقاش والمحاورة والجدل والاستماع الى الآخر وداخلها كانت الدرجة الحقيقية لوعي معنى الحلم الجماعي المدخل الاستراتيجي للوعي الحقيقي بحب الوطن. تصارعنا من اجل ماو وستالين وخوجة وتنديدا بالمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي ورسالة النقاط العشر من قيادة حزب العمل الالباني الى التحريفي نيكيتا خروتشيف ولكننا في الحقيقة كنا نتدرب على معاني تبني قضية جماعية تلك المعاني التي ستشكل لاحقا بعد ان تتخلص من تفاصيل كوميديا التجربة وحواشيها العبثية نواة الاحساس المدني والاخلاقي بوجود واجب في الوعي والالتزام هو واجب الاخلاص للوطن الذي علمنا مجانا وفتح لنا مدارج الكلية لندرس فيها وننال شهائدنا ونعيش لحظات الاحلام المجنونة قبل ان نفكر جديا في رد الجميل لاحقا. اعتقد وبشيء من الصواب النسبي ان من عاش مثل هذه التجربة بوعيه الجمالي والنقدي الخصب لا يمكن ان نخاف عليه او منه لأنه تخرّج من مدرسة التربية على الالتزام الجماعي بغض النظر عن بهلوانياتها ومارس العمل العلني تحت الاضواء الكاشفة ـ طبعا رغم اننا كنا نعتقد بظرف الشباب الثوري اننا كنا نمارس العمل السري ـ ناقش، تجادل، اختلف، قرأ الكتب، تبنى قضايا عملاقة تتجاوز سنه ووصايا والديه، احترم اساتذته وتذوّق كلمات اغاني الحلم والالتزام ورقص على انغامها مشيرا بقبضته صحبة رفاقه بشارات النصر ـ لا أعرف على مَنْ ـ انبهر بخطباء حجرة سقراط والساحة الحمراء ـ ثم شاركهم هواية الكلام في الجموع بعض الشيء لارضاء قيادته الاممية وجزء من الشيء لمغازلة الحبيبة الواقفة بين الجماهير. بعيدا عن صحراء التقييمات السياسية الجادة والمقطّبة لتلك الايام وبالرغم من قساوة مآلاتها عند البعض الذين كانوا في المربع الخاطئ لتقاطع الجِدّ بالهواية اعتقد جازما ان حلاوتها لا يمكن ان تكون سوى جزءا من أرصدة الوطن الايجابية وهي التي خرّجت  أجيالا من الذين عرفوا معنى الالتزام الجماعي ووازنوا المشهد مع الجيوش الجرارة لشباب جديد ناشئ لا قضية له، لا فكرة له ولا التزام يعنيه ولا معنى جماعي يستبطنه، هو بالذات هذا الجيل الذي ينبغي ان نخاف عليه من نفسه ذاك الذي يترادف في وعيه كلمة الوطن بالنكتة والالتزام الجماعي بالغباء والإيمان بقضية بالوحوش المنقرضة. في مثل هذا الفراغ يعشش التطرف الاعمى المزعج، هل عرفتم الان لماذا اضحك حين يتحدث عني بعضهم وقد ظنوا انهم اكتشفوا حقيقة اسرار الانفجار الكوني الاول ليحذروا المدينة واهلها: «احذروا منه لقد كان مشوشا طلابيا». قبل ان أختم يستحضرني الان بقسوة الطرق العنيف على الروح والنفس والمشاعر الانسانية التي لا يمكن ان اضعها تحت الحذاء صورة طالبين يقبعان منذ اكثر من عقد في السجن: واحد عرفته عن قرب وشهدت رغم الاختلاف الجذري خلقه واخلاقه وآخر لم اعرفه لكن كلما اتذكّر كلمات تأبينه لأمّه أتصبّب عرقا حزنا وحرجا. العجمي الوريمي وعبد الكريم الهاروني، التماس حار ارفعه للأخ الأكبر لكل التونسيين، الرئيس العطوف ان يشملهما بعطفه. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 فيفري 2007)


تونس : الامعان في اهانة العلماء مؤشر حقيقي على « صدقية » التنمية المستديمة

 

مرسل الكسيبي– صحف وشبكات اخبارية: عندما تشرفت لأول مرة سنة 1989بلقاء العالم الفيزيائي والرياضي والمهندس التونسي الدكتور المنصف بن سالم ,كنت فخورا جدا بأن بلادنا العربية والاسلامية أنجبت رجالا بحجم تلك القمم المعرفية السامقة التي قلما تجد لها مثيلا في كثير من بلاد العالم المتحضر والصناعي برغم ضخامة الامكانيات وحجم ماتلقاه حقول المعرفة والبحث العلمي والتقني من ميزانيات تفوق في سيولتها ماتقدمه بلداننا العربية مجتمعة لتلك الحقول بمئات المرات … غير أن الفارق بين واقع منطقتنا العربية وواقع البلدان الصناعية الكبرى لايكمن فقط فيما توفره هذه البلدان من سيولة مالية لمجالات العلم والتقنية ,بل يكمن قطعا في مدى احترام كل بلاد الغرب للشخصيات العلمية البارزة ومدى توقيرها لها ,هذا علاوة على ماتتمتع به هذه الشخصيات من حظوة سياسية واجتماعية لافتة في ربوع هذه المجتمعات . ليس المقصود بالعلماء فقط أولئك الذين يتمتعون بسلطان الفتوى الدينية كما هو حاصل في كثير من بلدان المنطقة ,وانما أيضا وفي مقام أول أولئك الذين صنعوا للغرب مجده وعزه البحثي والمعرفي والتقني ,ومن ثمة كان لعلماء الرياضيات والفيزياء والكيمياء والفلك والهندسة والطوبوغرافيا والأحياء …مكانة تقدر وتجل في كل متاحف وشوارع وساحات أوربا وأمريكا وكندا , حتى أن أسماءهم تعد معلما أساسيا وحجرا رئيسا في فهم الحضارة الغربية منذ أن عرفت أوربا النهضة الصناعية الكبرى … ولازلت أذكر قبل أكثر من عشر سنوات محاور التاريخ والثقافة العامة التي عرضت علينا في المؤسسات العلمية الألمانية ,حين لاحظت نباهة الأوربيين الشرقيين والغربيين في الاجابة على أسئلة تتعلق بمحاور مفصلية في تحولات صناعية وتقنية عرفها العالم ,وهو ماعكس لدي انطباعا بأن مظاهر التفسخ الأخلاقي والعلاقات الجنسية المفتوحة وبعض الانحرافات الحديثة التي تعرفها كثير من بلاد أوربا لايمكن أن تكون غطاء لانكار عمق ماتعرفه هذه المجتمعات من تقدم علمي وصناعي ونهضة سياسية وادارية ونظامية قائمة على احترام كرامة الانسان وحرياته وحقوقه الأساسية … وعودة الى عالم الرياضيات والفيزياء والمهندس التونسي البروفسور المنصف بن سالم كنموذج لرجال العلم البررة وأصحاب الرأي الحر في الجمهورية التونسية ,فانني لابد أن أقف في اجلال واكبار أمام هامة هذا الرجل الشهم الذي رفع مكانة تونس والتونسيين عاليا في أبرز المحافل العلمية والدولية الى حدود سنة 1987 حين بدأت رحلته الأولى مع متاعب الجور والتسلط الرسمي,غير أن ظلم رجال السياسة ومنظومتهم الأمنية المهووسة بالخوف من الرأي الحر وحق الاخرين في التعبير والتنظم لم تحل برغم مالقيه من عذاب واهانة غير موصوفين دون أن يبقى وأفراد عائلته الكريمة مرفوعي الرأس برغم ماحل بهما مع الاف التونسيين والتونسيات من سياسة عقابية نتيجة اعتزازهم بالهوية العربية الاسلامية أو نتيجة رفضهم لأساليب التسلط والجور في الادارة والتسيير الرسميين… وبالوقوف على رسالة العلامة المنصف بن سالم التي نشرتها صحيفة الوسط التونسية www.tunisalwasat.com  صبيحة هذا اليوم 21 فبراير 2007 فانه أمكن لنا تلخيص جملة من النقاط الواردة فيها وذلك قصد اطلاع الرأي العام العربي والانساني على مأساة هذا الرجل ومن ثمة مأساة الالاف من التونسيين والتونسيات بعد مرور مالايقل عن عقد ونصف من تاريخ أبرز محاكمات سياسية عرفتها تونس في تاريخها الحديث : -تحدث الدكتور بن سالم في رسالته عن عشرين سنة من الاضطهاد تمر على التونسيين والتونسيات,ومن ثمة فانه أطر محنته ومحنة أفراد عائلته ضمن وضع عام مر ويمر به عشرات الالاف من التونسيين والتونسيات. -سياسات السلطة تتسبب بحسب ماورد في الرسالة في صعود التطرف في تونس كما تعميق الهوة بينها وبين الغرب وذلك برغم مايجمع هذا البلد من أواصر قربى علمية وثقافية واقتصادية مع الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط . -الرسالة تحدثت عن شكل من أشكال « الأبرتايد » يمارس على عائلات المعتقلين السياسيين أو الذين سبق اعتقالهم في قضايا سياسية كما عوائل هؤلاء المعتقلين. -السلطة تمارس حملة تدمير كلي على كل من يشتبه في انتمائه الى التيار الاسلامي المعتدل : اجبار الزوجات على الطلاق + ترويع الأطفال الى درجة التسبب في الفشل الدراسي+ محاصرة مادية لعوائل المعتقلين + اخضاع المطلق سراحهم الى مراقبة ادارية اجبارية + الحرمان من حق الشغل + الحرمان من التغطية الاجتماعية ومن الأوراق الرسمية والادارية + المضايقات الأمنية + الاستيلاء على وسائل الاتصال والتثقيف كالحواسيب والكتب … – ذكر الدكتور بن سالم في رسالته المنشورة على صحيفة الوسط التونسية بأنه محروم من مرتباته الشهرية منذ سنة 1987 ,برغم وعود رئاسية بتسوية وضعه المادي منذ تاريخ اطلاق سراحه سنة 1989. – الرسالة تروي قصة حرمانه من التدريس الجامعي حتى بعد أن أخلي سبيله من السجن سنة 1989. -لخصت الرسالة قصة عذاب داخل وخارج السجن ,والذي أعيد اليه مرة ثانية سنة 1990 على خلفية تصريحات صحفية عن الأوضاع العامة بتونس. -من أمثلة ماتعرض له من عقاب وتشفي داخل السجن : الحرمان من حق الاستحمام لمدة خمسة أشهر متتالية ,الحلاقة بنفس الأداة الحادة المستعملة من قبل 15 عشر سجينا اخر, وضعه في زنزانات تعشش فيها الفئران, الحرمان المطلق من المطالعة, وضعه في زنزانة ضمت بين جدرانها ملايقل عن 100 سجين من سجناء الحق العام , وضعه في غرفة بعرض مترين وطول خمسة أمتار مع ثلاثين مجرم من الشواذ جنسيا … – تواصل قصة الحصار المادي والأمني الذي تعرض له لمدة 8 سنوات بعد الافراج عنه من السجن سنة 1993 , ومن ثمة تعرض نجله عباس بن سالم لحادث كيدي تسبب له في اعاقة بدنية بنسبة 70 بالمائة (وهو مادعاه لمغادرة البلاد التونسية باتجاه ميونيخ قصد تلقي العلاج بالمصحات الألمانية )… -أوردت رسالة العلامة بن سالم في نهايتها خبر رفض طلب تمكينه وتمكين ابنيه من جوازات سفر وذلك برغم مرور الموضوع على القضاء الاداري , حيث وقع تبرير الرفض بدواعي أمنية تافهة لم تلتفت اطلاقا الى الوضع الانساني المستشكل للعائلة ولاسيما في ظل ماأصبح يعانيه البروفيسور من مشاكل صحية برزت جليا في أعراض السكري درجة ثانية مع مشاكل في الكلى وأخرى على مستوى الام في الرأس … وفي الختام لن أسمح لنفسي بعد هذا الملخص الذي عرضت فيه أهم ماورد في الرسالة بالتعليق على هذا الوضع المأساوي لبعض علمائنا العرب, ولكن سوف أسمح لنفسي بطرح السؤال , ان كان لخطاب التنمية الذي يروج له باستمرار في خطابنا الاعلامي الرسمي من معنى ولاسيما أن الشرط البشري الأهم في هذه التنمية بات من قبيل العناصر الأقل أهمية والأكثر احتقارا في معادلات مااصطلح عليه تونسيا بالتنمية المستديمة؟! حرر بتاريخ 21 فبراير 2007  

ينشر بالتزامن على مجموعة من الصحف والشبكات الاخبارية العربية والدولية ** *كاتب من أسرة الحقائق الدولية الصادرة من لندن  ورئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية  reporteur2005@yahoo.de   

 في: 16/02/2007 بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا الرسالة 198 على موقع الأنترنت تونس نيوز

عاشت حرية الإعلام

الحلقة الثانية: الرجل المناسب في المكان المناسب والظرف المناسب

 
 

أواصل الكتابة حول موضوع هام يشغل بال الرأي العام الوطني التونسي هو مكانة الرجل المناسب في المكان المناسب والظرف المناسب. وقد أشرت في مقالي الأول الصادر بموقع الإنترنت تونس نيوز يوم 12/02/2007 حول بعض العناصر الصادقة المؤمنة برسالة العمل النبيل والمعاملة الحسنة والعلاقات الأخوية الصادقة والمبنية على الوفاء والإحترام ومصلحة الوطن قبل كل إعتبار وفعلا كانت العلاقات مع هؤلاء الأبطال علاقات أخوية مبنية على مفهوم الوطنية والقيم والثوابت والمبادئ والصدق والإخلاص وحب الوطن ولا تشوبها أي نوع من الإستغلال والمصالح الفردية أو المصالح الشخصية وبفضل هذا المفهوم السائد توطدت العلاقات وإزداد رسوخا ومتانة ووفاء وتضاعف رصيد الثقة وأصبحت الروح الوطنية هي الطاغية على العلاقات الحميمة من الطرفين وهذه الروح العالية هي التي ولدت الحب والتعاون والثقة المتبادلة وبالتالي التعاون النزيه والمثمر من أجل الوطن العزيز وإستمرت هذه الروح العالية التي طغت على متاع الدنيا ووسخ الدار الفانية حتى أن أحدهم كان وزيرا للتجهيز والإسكان برك الله في سعيه المبارك إقترح على صديقه الوفي الوطني أنه يعبر عن رغبته في الحصول على مسكن وهو جدير به إلا أن الصديق رفض الطلب وقال صداقتنا كانت لوجه الله وللوطن العزيز وذات مرة قابل هذا المواطن الصالح السيد الوزير صحبة رجل آخر جاء معه لقضاء حاجته أي حاجة صاحبه لكن الوزير قال أمام رئيس ديوانه الفاضل هذه المرة لم ألبي طلبك فتأثر الصديق وذهب به الظن بأن السيد الوزير ربما سمع كلام غير دقيق على صديقه وبقى الضيف الصديق حائرا مفكرا مستعرضا ملفه مع الوزير ثم قال والله علاقتي بكم علاقة الحب والوفاء والوطنية ولا تشوبها المطامع والأغراض المادية، فإبتسم الوزير وقال بالحرف الواحد قلت لك هذا الكلام عسى أن تهتم بمشاغل أسرتك وأولادك ففهم المقاصد الصديق الحميم وقال لسيادة الوزير فهمت الآن القصد ولكن سأبقى على تلك الروح العالية وردد كلمة الشاعر إذا كانت النفوس كبار تعبت في مرادها الأجسام.

وبعد هذه المحادثة أذن الوزير بقضاء حاجة المصاحب وأزاد إعجابة بصاحبه وتوطدت اللحمة بينهما. تلك هي العلاقات التي كانت سائدة وأثمرت ولنا عديد العينات الحية التي نمت وأينعت وتطورت بفضل عقلية الإنتماء الصادق للوطن وخدمة الغير وإقتداء بما كان يفعله المصلحون من الرجال الخلص الذين عاهدوا الله على خدمة الوطن والشعب وتكريسا للشعار الخالد عش لغيرك وقد علمنا الزعيم الحبيب بورقيبة هذا الشعار واليوم عندما نذكر خصال هذه العناصر الوطنية ونمجد خصالها ونذكر بصماتها ونردد مواقفها ونستعرض تاريخها المجيد الحافل بالإثارة وحب الغير وطيب المعاشرة والسمو في ربط العلاقات الأخوية. نطمح من وراء ذلك إلى إحياء هذه الروح العالية الصادقة ونرجوا إستمرارها ودعمها ومزيد تفعيلها حتى يبقى رصيد السخاء والعطاء وحب الإثارة وخدمة الغير هي السائدة عند البعض كما كانت في رجال الأمس وبعضهم كان لا يفكر في نفسه ويفكر في الآخرين ويساعدهم ويدخل عليهم الفرحة والبهجة والسرور وكم من يتيم دخل العمل بفضل المخلصين وكم من فقير دخل الإدارة بفضل الصادقين وكم من ضعيف تحصل على مراتب عليا بفضل المناضلين الخلص أمثال الطيب المهيري وقد عشنا تلك الفترة وعلمنا أن منزل المناضل الزعيم الطيب المهيري وزير الداخلية في أول عهد الإستقلال كان مأوى للمناضلين والفقراء والشيوخ والأرامل والمساكين يحتضنهم ويرعاهم ويمسح دموعهم ويصغى إليهم ويساعدهم ويأخذ بأيديهم ويرعاهم ويتحمس لهم ويسعى بكل طاقته لمساعدتهم على إيجاد الشغل وقضاء حاجتهم وبعضهم يساعده ماليا ويدعمهم معنويا وأدبيا تلك هي خصال الطيب المهيري رحمه الله. وأمثاله من الزعماء مثل الزعيم المنجي سليم رحمه الله هذه النخبة زرعت بذور الخير وتواصل زرع الخير بعدهم والحمد لله. ونسج على منوالهم نخبة وطنية صادقة أمثال لسعد بن عصمان وحسان بلخوجة والحبيب بالشيخ وفتحي زهير وقاسم بوسنينة والهادي البكوش ومحمد الصياح ومصطفى بدرالدين وحمادي السخيري وإرشيد صفر ومحمد الناصر ومحمود شرشور وعامر بن عائشة ومصطفى الفيلالي وغيرهم كلهم زرعوا بذرة الخير وساعدوا غيرهم ولا ننسى الإخوة المخلصين الأكارم وأبناء النضال الوطني والحزب العريق حزب التحرير والبناء والسيادة والإصلاح. وهم على التوالي أحمد الحباسي واحمد بالاسود واحمد بللونة وعبد المجيد رزق الله والباجي قائد السبسي ومحمد بوليلة والحبيب فتح الله والتهامي دخيلة شفاه الله وعبد الحق الاسود ومحمد الجمل والبشير يعيش والقنطاري مرجان والحسين الحاج خالد هؤلاء الأسود كانوا في مواقع المسؤولية صناديد وفاعلين ساعدوا أخوانهم ونصحوهم ووقفوا إلى جانبهم وتحمسوا لقضاء شؤونهم بقدر الإمكان وكانوا في مستوى الأمانة فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا صدق الله العظيم.

نذكرهم اليوم بكل إجلال وإكبار وتقدير لمن هم على قيد الحياة ونترحم بكل خشوع على أرواحهم الذين فارقونا بالأجسام وبقت أرواحهم ترفرف عالية خالدة الذكر تلك هي سنة الله في خلقه تفنى الجسام وتبقى الأعمال خالدة راسخة سامخة عبرة للأجيال المتلاحقة ونبراسا قويا حيا للمناضلين ومنارة مضيئة على مر السنين لا يمكن طمسها ولا إخفائها ولا تهشيمها مهما سعت الأيادي ومهما تجاهلت وسائل الإعلام المحطات التاريخية المشرقة ومهما حاول البعض عملية الإقصاء والتهميش وإعتماد النسيان ومهما طال الزمان فذكرهم لا يمحى وشأنهم شأن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله. كلما بعدت حقبة التاريخ وكلما إزداد وتقدم العصر وتطور البشر وكلما تحررت العقول ووسائل الإعلام في الداخل والخارج كلما إزداد ذكر ومحاسن وصورة وتاريخ العملاق والبطل والرمز التونسي صانع الوحدة الوطنية وباني مجد الوطن ومحرر الوطن والمرأة معا الزعيم الفذ المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله. الذي أصبح اليوم مرجعا للجميع. الشبان يذكرونه بإجلال وإحترام وإكبار والطلبة يقدرونه ويكبرون فيه الشهامة والكرامة والرجولة والشجاعة والإثارة وخصوم الامس يحترمونه ويعترفون بخصاله ومعارضوه يقرون بصواب فكره وبعد نظرة ونقاوة قلبه وسخاء ضميره ورفعة عقله وعفوه على الدوام وتسامحه وقوة عزيمته وصلابة إرادته وأبناء حزبه يعشقونه ويعتبرونه الأب الروحي والمرجع والقدوة والقائد الرمز والأجانب يعترفون بزعامته وسياسته العالمية التي كانت محل تقدير العالم بما في ذلك خصوم الأمس وهذا أكبر رهان وأعظم برهان وأبلغ حجة على شهادة الصديق والخصم بأن بورقيبة زعيما دوليا عالميا ورمزا عربيا على الدوام ومازال التاريخ يكتشف الأسرار ويبحث عن مناقب أخرى مازالت محل تمحيص وتدقيق وإضافة ولعل السنوات القادمة تظيف أسرار ومناقب جديدة لا فحسب في النطاق الوطني بل على صعيد العالم بأسره ونطمح أن يأتي اليوم المناسب ليصبح الزعيم بورقيبة محل أبحاث جامعية في العالم وربما نظرية ومرحلية الزعيم بورقيبة تصبح تدرس في الجامعات العليا وعسى أن يكون الوقت قريبا خاصة والعالم ينشد مزيد التعلق بنظافة الرموز العالمية ومن بينهم الزعيم بورقيبة وقتها ترصد لهؤلاء الرموز جائزة العالم ويكون الشرف لتونس التي أنجبت بعد عصور عملاق في حجم الزعيم الأوحد الحبيب بورقيبة بلا منازع وصدق الدكتور عياض بن عاشور الذي صرح عام 2005 في لقاء ثقافي لمناقشة كتاب بورقيبة والإسلام قال إن التاريخ لن ينجب زعيما عالميا مثل الزعيم الحبيب بورقيبة ربما لثلاثة قرون أخرى فعلا كلام جميل للغاية هذا كلام هام للغاية قاله من يعرف وزن وحجم الزعيم بورقيبة أما غيره من المنتنكرين الجدد فهم يعتبرونه جاء لوضع تغير في منطقة ما. بينما بورقيبة جاء لتحرير العقول وتعبيدها وتنويرها وتعليمها وصقل مواهبها وتحريرها من الخوف والوهن ومذلة الإستعمار الفرنسي والحمد الله الآن غزت العقول التونسية العالم كله بفضل حكمة حكمة القيادة التونسية وإحترامها في العالم كله بفضل حكمة بورقيبة ورهانه الكبير على العلم ومعرفته للرجال وكما قال السيد محمد المصمودي في حديث تاريخي بورقيبة عملاق كبير وزعيم عظيم لا يقاس في عصره إلا بالعمالقة مثله.                 

  قال الله تعالى:«  ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون«  صدق الله العظيم.    

محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري


من أجل مغرب عربي كبير اجتماعي و ديمقراطي

سفيان الشورابي* لا شك أن مرور 18  عاما على الانطلاق الفعلي لمسيرة بناء المغرب العربي الكبير، تطرح اليوم الكثير من التساؤلات المشروعة حول الحصيلة الناتجة لفائدة شعوب المنطقة، منذ تاريخ 17 فيفري 1989. ففي ذلك الوقت، وفي مدينة طنجة المغربية، تمّ التوقيع على الأحرف الأولى لمعاهدة بعث اتحاد دول المغرب الكبير، الذي يهدف إلى إذابة الحواجز بجميع أصنافها و أشكالها بين سكان دول شمال إفريقيا، و اعتبار « بأن مغربا عربيا موحدا يشكل مرحلة أساسية في طريق الوحدة العربية »(البيان الختامي). و لكن الظاهر الآن، بأن النتائج كانت هزيلة و محبطة للآمال و مثبطة للعزائم للقطار المغاربي الذي يتعثر أكثر فأكثر.لمشروع أرادته أجيال سابقة حلما رافعا لهواجس سكان البلدان الخمس المكونة له، و قنطرة نحو مستقبل أفضل، و ضمانة للأجيال القادمة. إلحاحية الاندماج المغاربي عديدة هي العوامل و الأسباب التي تضغط على دوائر القرار في بلدان المغرب العربي، للاندماج فيما بينها. فالسوابق التاريخية في هذا المجال كانت تعبّر بوضوح عن وجود تفاعل من قبل العديد من الشخصيات و الزعامات و الحركات التي تشبعت بمبدأ الوحدة المغاربية، كمخلّص لشعوب المنطقة من براثن التخلف و التبعية ( لنتذكر على الأقل درجة اللّحمة مغاربيا بعد اغتيال المناضل النقابي التونسي فرحات حشّاد في 6 ديسمبر 1952 ) .  فالعامل الجغرافي البحت، يُكسب بدرجة أولى، المُتبنّين للطرح المغاربي حُججا ثابتة لممكنات نشأة اتحاد جامع للدول الواقعة شمال القارة الإفريقية. إذ أن المساحة الشاسعة (حوالي 6 مليون كم²) تعرف تجانسا تضاريسيا و طوبوغرافيا يُسهّل عملية التنقل و السفر بسلاسة بين مدن و أرياف الدول المذكورة. فإنشاء شبكة من الطرقات و السكك الحديد يشكل مشترك لا يجابه حواجز كبيرة باعتبار انعدام وجود فواصل جغرافية تقف حاجزا بين البلدان المغاربية. و طبيعي أن يُحدث هذا  التطابق الجغرافي تأثيرات على مستوى الثقافة و الحضارة و الذاكرة و الأنتربولوجيا للشعوب التي، نتيجة للتراكم السابق، أصبحت تشترك في العديد من الخصوصيات. فالتاريخ المعيش طوال القرون الفارطة، كان   منسجما في الغالب و مشتركا في الكثير من أحقابه. فتتالي الحضارات، سواء كان مصدرها و جذورها من الفضاءات الجغرافية المحلية، أو قادمة و وافدة من الجوار، تتسم بشدة الروابط البينية ثقافيا. إذ أن الحركات الثقافية التي تعاقبت بمرور الزمن، كانت منسجمة بشكل خاص. و لم تعترف بحدود و حواجز معيّنة. بل انه كان من يُنظر إلى منطقة المغرب العربي دوما ككتلة فكرية متجانسة و متراصة. و كان التكامل أيضا الصفة الرئيسية  المتداولة في المجال الديني حيث قلّت الصراعات المذهبية و الطائفية. و كان انتشار المذهب السني المالكي المعروف بالوسطية و الاعتدال  بأريحية،  دورا هاما في دينامية استيعاب المتغيرات الفكرية الحاصلة بتغير الأزمان. و انعدمت بالكاد التناحرات الدينية التي طالت بقاع أخرى من العالم خلال العصور الوسطى. إضافة إلى ذلك، لم تحمل عمليات الاحتكاك مع أوربا الأنوار، في جزء كبير منها، صداما مروعا مهدما. و لم تُفرز عودة قوية إلى الخلف و انغلاقا شديدا على الذات. فالمفكرين المغاربة استطاعوا، ولو بدرجات، الموازنة بين الأصالة في جانبه النير و المشرق، و الحداثة في مبادئها الشاملة و العامة و الإنسانية. فكانت مرحلة بناء الدولة الحديثة، و لو كانت السبل و الطرق المودية لها مختلفة، خطوة في نفس المستوى لمأسسة النمط السياسي و القطع مع النماذج القبائلية  و العروشية. إن هيمنة التجانس الاثني ( قرابة 20.5 مليون بربري من جملة 80 مليون ساكن مغاربي) و الديني و الثقافي و الديمغرافي، يُعتبر من عناصر القوة التي من المفروض أن تكون حافزا و محرّكا نشطا من أجل صهر الاختلافات التي قد تبرز في بعض الأحيان. و تُضخم في الكثير منها في غير صالح الشعوب المغاربية. و إذا كان لا بد، في هذا الشأن، التعريج على فترة ما بعد موجة الاستقلال لهذه البلدان، التي شهدت خلالها طغيان نزعات « وطنية » لقيادات كارزماتية، عرقلت في عديد من الأحيان التوجه الوحدوي المتميّز زمن الاستعمار. و ذلك لحساب روى برامج أيديولوجية تبدو في ظاهرها متباينة فيما بينها ( بين شق ليبرالي متجه رأسا نحو الدول الرأسمالية الغربية – تونس  و المغرب – و شق آخر متعاون بالأساس مع المعسكر الشرقي و مؤمن بضرورة فك الارتباط مع دول المركز المتقدم لكل من الجزائر و ليبيا ) . و لكنها في الجوهر، تُرسي قواعد التنافر بين البلدان المغاربية رضوخا لأجندة دولية، تتمعّش من الحروب والتفرقة. هذا و الغريب في هذا الصدد، أنه لم يكن للشعوب و هياكلها المدنية و نخبها الثقافية ، دورا بارزا في تسطير هذه الاختلافات. و ظلّت في غالب الأحيان تُواكب عن بُعد ما يحدث بين ظهريها من نسج تحالفات ( المشروع الوحدوي بين تونس و الجزائر سنة 1973؛ معاهدة الوحدة التونسية-الليبية سنة 1974 ) أو بروز النزاعات المسلّحة ( تعقّد الوضع في الصحراء المغربية؛ حرب الرمال بين الجزائر و المغرب سنة 1963؛ المناوشات الحدودية بين تونس ليبيا ). لتكون في الأخير، فترة أواخر التسعينات حاسمة للدول المغاربية، بعد اقتناع القادة على ما يبدو، بأنه لم يعد من الممكن في مواجهة المتغيرات الدولية و التحولات الاقتصادية، المحافظة على العزلة و البقاء في وضعيات منفردة. المحرّك الاقتصادي في بناء الاتحاد الأكيد بأن المنطلقات الأولى لاقتصاديات المنطقة تختلف بدرجة كبيرة. فكل من الدولة المغربية و الدولة التونسية الفتيّتين راهنتا، في الأول، على ضخ الأموال العمومية لوضع اللبنات الأساسية للاقتصاد المحلي لهما. أخذا بعين الاعتبار ضعف وزن البورجوازية الوطنية و عدم قدرتها على تحمل عبء تركيز صناعة وطنية متكاملة. قبل أن يقتنعا بانعدام جدوى هذا الأسلوب و يلتجئا  إلى الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاعات التصديرية و السياحية، كنهج قادر على استيعاب جحافل العمالة المحلية ، و التقليص من حدّة الاعتماد على التوريد، و الاندماج في السوق التجارية العالمية. أما فيما يخصّ في كل من الجزائر و ليبيا، فإن العائدات المالية الضخمة العائدة من مداخيل النفط و الغاز، وفّر لهما عناء الاقتراض و الانصياع المطلق لأهواء رؤوس الأموال الأجنبية. فعن طريق السيولة الكبيرة للريع النفطي ساهم في تنمية صناعة محلية متنوعة و ثقيلة، ترضخ  للحاجيات الشعبية و نُحاول تحقيق الاكتفاء الذاتي. و ذلك رغم الضغوطات التي كانوا عرضة إليها من قبل الدوائر الغربية. و لكن تجربة البلدين سرعان ما انهارت لعدة أسباب أهمها شدّة ترابط المصالح و تعقّدها بين المراكز الاقتصادية  والمالية العالمية. وصعوبة النمو و الرقي الذاتيين، المنفصل و المنعزل. هذا إضافة إلى عدم جدية البرامج الموضوعة و تقلص آفاقها و سقوطها في مستنقع البيروقراطية و الزبونية. فرغم حجم الإمكانيات الهائلة، بشريا و طاقيّا و ماليّا، فإن الدول الخمس بقيت عاجزة إلى اليوم عن بناء نهضة اقتصادية شاملة. و تحقيق قفزة نوعية في هذا الميدان تكفل للشعوب العيش بكرامة والقطع مع الارتهان و التبعية للغير. ذلك أن التعامل الأُحادي من قبل هذه البلدان من حيث تسطير مخططاتها الاقتصادية، أفقدتها القدرة على تحقيق أهدافها المرجوة على الرغم من تأسيس لجنة استشارية دائمة للمغرب العربي سنة 1964 لدراسة شروط إمكانيات التعاون الاقتصادي؛ فان جميع مقرراتها لم تجد سبيلا للتطبيق في الواقع. حيث لم تتجاوز مثلا نسبة التجارة بين دول الاتحاد 4% من إجمالي مبادلاتها مع بقية بلدان العالم. فتونس و المغرب عضويْن في المنظمة العالمية للتجارة. و هما من أوائل الدول التي وقّعت على اتفاقيّات للتبادل الحرّ مع الاتحاد الأوربي. و هو ما يفترض عليْهما استعدادا و تأهبا لمواجهة المنافسة المحتدمة مع اقتصاديات مُماثلة. كما أن هذين البلدين، أضاف إلى الجزائر، يرتبطون بشكل متطور بعلاقات مع دول شمال المتوسط في مختلف الميادين. و يتأثرون جماعيّا بما يحدث لمواطنيهم المهجّرين، سواء إيجابيا أو سلبيا. أما من جهة أخرى، فان فرص الاندماج الاقتصادي بين هاته الدول، كبيرة للغاية. فلو أخذنا كل دولة على حدة، لوجدنا أن الحاجة الماسّة و الملموسة لكل منها واضحة جدّاً. فمثلاً، تعرف ليبيا ضعفا ديمغرافياًّ وهو ما يجعلها تحتاج بصورة مستمرة ليد عاملة متدفّقة لتنمية اقتصادها. وهو ما يُمكن أن تُوفّره لها دول الجوار المغاربي. كما أن كل من تونس و المغرب يعيشان في الكثير من الوقت أزمات ماليّة نتيجة للارتفاع الدائم لأسعار النفط. و هما اللذيْن يقعان إلى جوار أكبر الدول المنتجة له. هذا دون أن ننسى ما يُمكن أن يوفره هاذيْن البلديْن في المقابل من منتجات مصنّعة و شبه-مصنّعة، و بُنى أساسية لمنتجعات سياحية تفتقرها بقية الدول. فمجالات الشراكة بين الشعوب المغاربية في مواجهة التطورات العاصفة التي تواجهها الإنسانية هي أقل صعوبة من مثيلاتها مع الدول الأخرى. وهي تحتاج لإرادة حقيقية و جادّة و لجهود حثيثة و صادقة من أجل البناء الفعلي لمغرب كبير، مُشترك، اجتماعي و ديمقراطي. تكون لشعوبه الكلمة الأولى و الأخيرة في ذلك.

 

 (المصدر: مدونة سفيان الشورابي يوم 21 فيفري 2007)

http://sofinos.maktoobblog.com/?post=220322


المخرج التونسي المخضرم ألغى عرضاً مسرحياً احتجاجاً على الجمهور …

توفيق الجبالي: المسرح العربي … ميّت

لينا العبد     لم يكن المخرج التونسي توفيق الجبالي يعلم وهو يشارك في المسرح المدرسي انه سيصبح يوماً من أهم رواد المسرح في بلاده، وانه سيشعر بالرهبة ذاتها كلما صعد إلى خشبة المسرح. الجبالي وأبناء جيله، مثل محمد ادريسي ورجب فرحات وفاضل الجزيري ومحمود المسعدي وحبيب مسعوقي وعبدالرؤوف الباسطي، لم يكونوا خريجين أكاديميين، بل كوَّنوا تجاربهم الخاصة من الواقع. وأثناء وجوده في فرنسا لأكثر من 12 سنة مارس خلالها العمل الاذاعي والصحافي عمل هو وأصدقاؤه في المسرح كهواة، ليشكلوا لاحقاً «مجموعة العمل الثقافي في فرنسا» التي كان نتاجها مسرحية «القاسم عزاز». وكان الرجوع إلى تونس جماعياً بعدما أصدرت وزارة الثقافة قراراً بإعادة صوغ حركة الفن المسرحي التونسي، فولد «المسرح الجديد». وفي عام 1965، كان «بيان الأحد عشر» لمجموعة من المسرحيين المتأثرين بالمسرح الطليعي والتعليمي والتبشيري، للنظر في أمور المسرح، علماً ان الفكرة كانت أكبر من الواقع لأن الخطابات آنذاك كانت «كلمة غير مفهومة». مسرح «التياترو» كان المحطة الأبرز والأهم في حياة الجبالي. ففي الوقت الذي «تخلت فيه الدولة عن دورها في إنشاء المسارح، كان لا بد من البحث عن فضاءات تحميه من التسكع والتشرد». ومن دون أي مساعدة أو رأس مال، بل من طريق القروض المصرفية تكوّن هذا الفضاء عام 1987 مختبراً للهواجس والتجريب. بدأت مسرحية «كلام الليل» تجربة مسرحية هامشية عام 1989، عندما أحب الجبالي أن يتطرق الى بنية مسرحية جديدة. «فالمسرح الميت هو المسرح الذي يُتداول في شكل من الأشكال، وللأسف فإن المسرح العربي عموماً هو مسرح ميت أخذ قالباً ومات فيه، فجاءت مسرحية «كلام الليل» تجربة حرة في شكل حر»، خصوصاً لجهة التعامل مع مسائل النص والسينوغرافيا والموسيقى. وعندما قدمت هذه التجربة، اتهم الجبالي بالهذيان والتخريف. وجاء الإقبال الجماهيري على مراحل، «فالتلفزيون التونسي كان يذيع أجزاء من العمل، لأن عرض العمل استمر من عام 1989 الى عام 1995، وقدمنا عشرة أعمال من هذه السلسلة مستقلة عن بعضها بعضاً بالمعنى والشكل»، بحسب تعبير الجبالي الذي يرى أن المسرح العربي يفتقر الى مسرحيين ذوي كفاءة «ليفهموا لغة العصر ولغة التخاطب القادرة على تبليغ القيم والمفاهيم الصحيحة. وعلى رغم ذلك، هناك حال دفاع عن النفس من جانب مسارحنا ضد مجتمعاتنا التقليدية والأصولية». ولا يزال الجبالي يتذكر الشعار الذي رفعه أحد المسارح الباريسية، وهو: «فن أن تكون متفرجاً». ولهذا يطالب الجبالي جمهوره بأن يكون له دوره الفني قبل دوره الاجتماعي أو الاستهلاكي، «فنحن نفتقد الحالة المدنية ليكون لدينا جمهور مدني ومن ثم جمهور مسرحي، وأنا شخصياً ما زلت انتظر أكبر الفرص لأثير دهشة الجمهور». لا يبحث الجبالي عن إرضاء المتفرج، لأنه يفسد صدق العمل. ولهذا فقط، لم يكن غريباً أن يلغي هذا المخرج التونسي الجريء عرضاً مسرحياً في «التياترو» ذات مرة «لعدم وجود جمهور جيد». (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 فيفري 2007)  

فى مسرحيّة «خمسون» اضطراب النص وضبابية الرؤية

حسونة المصباحي (*) لم أتفاجأ عندما التقيت أمام المسرح البلدى فى العاصمة التونسية مساء الجمعة 2-2-2007، بعدد كبير من الذين عرفتهم فى السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، والذين ينتسب جلّهم إلى جيل الغضب الذى عرفته بلادنا عقب مرور عقد ونصف على حصولها على الاستقلال. لم أتفاجأ لأنهم ولدوا مثلى عندما كانت البلاد تتهيأ للخلاص النهائى من الاستعمار الفرنسي، أو بعد ذلك بقليل. وبالتالى هم عاشوا كل الأحداث الصغيرة والكبيرة التى تستعرضها مسرحية « خمسون » بحسب ما قاله الذين شاهدوا عرضها الأول فى مسرح « لوديون » بباريس مطلع صيف 2006. جاء « الرفاق » القدامى إذن وقد غزا الشيب رؤوس الكثيرين منهم، وذهب الزمن بجمال من كانت القلوب تخفق بحبهن قبل ثلاثين أو عشرين عاما. لكنهم كانوا فى حالة من البهجة والسعادة التى تكاد تكون طفولية، ليس فقط لأن مسرحية « خمسون » انتصرت أخيرا، وبعد معارك إعلامية استمرت أشهرا طويلة، وإنما أيضا لأن المسرحية سمحت لهم بأن يلتقوا هم الذين لم يعودوا يلتقون إلاّ لماما، وغالبا ما يتمّ ذلك بمحض الصدفة. وأنا انظر فى وجوههم التى استعادت شيئا من بريق الماضي، تذكرت الأجواء البديعة التى سبقت عرض مسرحية « غسّالة النوادر » مطلع الثمانينات من القرن الماضي. وقتها كانت البلاد قد خرجت للتوّ من الأزمات التى هزّتها فى السنتين الأخيرتين من السبعينات وكان « الرفاق » يشعرون أن مسرحية « غسالة النوادر » سوف تخفف عنهم وطأة السنوات الرمادية التى عاشوها، وقد تمّ لهم ذلك بالفعل، فقد كانت « غسالة النوادر » تحفة فنية بالمعنى الحقيقى والعميق للكلمة، وكانت فى مستوى الطموحات والآمال والأحلام التى كانت ما تزال تدغدغ المتفائلين من جيل الغضب والتمرّد. وللحظة فكرت بأن « خمسون » سوف يكون لها وقع « غسّالة النوادر » على الذين جاؤوا متلهفين ومتحمسين مثلى لمشاهدتها. لذا سيخرجون من قاعة المسرح وقد انزاح عنهم الشعور بالاحباط الذى يثقل نفوسهم منذ سنوات طويلة، خصوصا بعد أن تبيّن لهم أن الواقع « أفلت » منهم، وبالتالى لم يعودوا فاعلين فيه مثلما كانوا يتصورون ويظنون.. وهذه الفكرة، فكرة أن يكون لـ »خمسون » نفس وقع « غسالة النوادر » جعلتنى أرقص بخيالى رقصات برازيلية. لكن للأسف الشديد، لم يحدث ما تمنيت! وأول ملاحظة أرغب فى ابدائها تتعلق بالاضطراب الكبير الذى طبع النص من البداية إلى النهاية. وهذا ما يتجلى بوضوح فى المشاهد التى تكرر مشاهد سابقة لها، بل تبدو أحيانا وكأنها نسخة مطابقة للأصل منها. وهذا ما حدث مع المشاهد المتعلقة بالاستنطاق والتى احتلّت الجزء الأكبر من المسرحية. وقد جاءت جميع هذه المشاهد سطحية فى جلّها، وخالية فى العديد من جوانبها من تلك « الشاعرية السوداء » التى تميّزت بها المسرحيات السابقة لفاضل الجعايبى وجليلة بكار. لذا كان من الأفضل الاستغناء عن بعض من هذه المشاهد ذلك أن تاريخ تونس خلال الخمسين سنة الماضية ليس سلسلة متواصلة من الاستنطاقات البوليسية الفظة واللاإنسانية. ويبدو أن اختيار موضوع يتصل بما حدث خلال العقود الخمسة الأخيرة من تاريخ تونس الحديث لم يكن موفّقا من الناحية الفنية والدرامية. فمع هذا الموضوع الفضفاض، بدت كاتبة النص والتى هى الممثلة القديرة جليلة بكار وكأنها غير قادرة على الإمساك كما ينبغى بخيوط الحبكة المسرحية، والسيطرة بالتالى على السّمات الأساسية فى الجوانب التى أرادت معالجتها. والنتيجة أن المسرحية فقدت مبكرا تسلسلها الدرامي، ونغمها الداخلي، لتتحول فى النهاية إلى مجموعة من المشاهد والمواقف المملّة والرتيبة. وقد ركزت كاتبة النصّ، السيدة جليلة بكار، فى « خمسون » على تيارين أساسيين طبعا مرحلة ما بعد الاستقلال، أعنى بذلك التيار اليسارى بجميع فروعه، والذى كان مهيمنا على المشهد السياسى والايديولوجى والعقائدى خلال السبعينات، والتيار الأصولى الذى بدأ يشهد منذ مطلع الثمانينات نفوذا يضعف مرة، ثم لا يلبث أن يستعيد قوته وسيطرته على العديد من القطاعات الاجتماعية، بما فى ذلك الشباب الجامعي، والملفت للانتباه أن اليسار قدم من خلال « خمسون » فى صورة التيّار المهزوم، الذى فقد فعاليته ونفوذه تماما وبات مثل الشخصية التى جسدت دور المثقف الماركسى القديم الذى عاش تجربة السجن المريرة. وبعد أن تقدمت به السن، فقد صوته بسبب سرطان فى الحنجرة، وبات شبحا قاتما من الماضى البعيد. أما التيار الأصولى فيقدّم من خلال المسرحية وكأنه التيار الزاحف بقوة، وذلك برغم الضربات الموجعة التى تعرض لها. وكان النقد لاطروحاته ولنزعاته العنيفة والمتطرفة والتخريبية خصوصا للانجازات الكبيرة التى تحققت على مستوى حرية المرأة، طفيفا للغاية ولا يفى بالحاجة، بحيث بدت المسرحية وكأنها متعاطفة مع هذا التيار الذى قدم كـ »مظلوم » وكـ »ضحية » للقمع. ولعلّ السيدة جليلة بكار نست أن التيار الأصولى كان ضالعا فى حدوث العديد من الأزمات التى تعرضت لها بلادنا خلال العقود الماضية على الأقل، ويجدر بها أن تعرف أن هذا التيار ناهض المشروع الأساسى للاستقلال، المتمثل فى تأسيس الدولة الوطنية الحديثة، ذلك أن تونس بالنسبة لهذا التيار الاسلامى المتطرف ليست سوى قطرة صغيرة فى محيط اسمه « الخلافة الاسلامية ».. لهذا السبب عمل كل ما فى وسعه لافساد وتدمير وعرقلة مشروع الاستقلال الوطني، ثمرة نضال النخبة التونسية منذ خير الدين باشا، وذلك من خلال رفضه لما احتوته مجلة الأحوال الشخصية من اصلاحات هامة لأوضاع المرأة، نصف المجتمع، ولفصل الدين عن الدولة، العماد الأساسى للدولة الحديثة، وللتنوير فى المؤسسات التعليمية. والسؤال الذى يطرح نفسه هنا هو: هل التيّار الأصولى « مظلوم » كما تقدمه مسرحية « خمسون » أم ظالم ومعتد على آمال ومطامح وأحلام مجتمع يطمح إلى بناء الدولة الحديثة كما أثبتت وتثبت العديد من الأحداث التى عاشتها البلاد منذ بروز هذا التيار وحتى هذه الساعة؟! وثمّة خطأ فادح آخر ارتكبته صاحبة النص، فقد أقحمت نفسها أكثر من مرة فى مسائل فقهية عادة ما تكون مستعصية حتى على أهل الاختصاص أنفسهم وربما لأنها شعرت بتورطها فى هذا المجال الفقهى الذى يشبه الرمال المتحركة، فإنها بالغت فى الاستشهاد بالآيات القرآنية، وفى الاستعانة بالأحاديث النبوية محولة النص فى بعض المشاهد إلى مواعظ وارشادات. والجانب الآخر الذى أودّ الإشارة إليه هو « المباشرية » الفجّة التى طغت على مسرحية « خمسون » من البداية حتى النهاية. لذا يمكننى القول إن النص جاء من جملة شعرية واحدة تتيح للمتفرجين متعة الفرجة فى مفهومها الحقيقى لا ايحاء ولا صمت موح هنا وهناك. بل صراخ وهرج كما فى شوارعنا التونسية، وبكاء ونحيب حتى عندما تتلى الآيات القرآنية، والأجساد الأنثوية بدت وكأنها فقدت أنوثتها، ورقة أصواتها، وأناقة حركاتها. سواد على سواد فى تلك الليلة التونسية الجميلة التى كانت فيها النجوم تتلألأ كما فى أرياف طفولتى فى أوقات الصفاء والحب. والغريب فى الأمر أن هذه « المباشرية » لم تكن فى أى يوم من الأيام سمة من سمات مسرح فاضل الجعايبى وجليلة بكار. فلماذا إذن برزت فجأة وعلى هذه الصورة من الركاكة والفجاجة؟! الجواب عند من يهمّهم الأمر. أعرف أن معالجة المواضيع السياسية والايديولوجية أمر صعب للغاية فى الأعمال الأدبية والمسرحية والفنية بصفة عامة. وأعرف أن هذا الأمر يحتاج إلى كفاءة عالية وإلى قدرة فائقة على التحكم فى الأحداث والشخصيات، وعلى خلق الأجواء المناسبة وابتكارها بحيث يقع تجنب كل ما يمكن أن يسقط صاحب العمل فى المباشرية، أو فى الوعظ والارشاد. وهذا ما تحقق عند دستويفسكى فى « المسوسون » عندما عالج التطرف لدى التيارات السياسية المعادية للقيصر، وعند ابسن عندما تطرّق إلى موضوع حرية المرأة فى « بيت الدمية »، ومع برشت فى العديد من مسرحياته المدافعة عن النضال الثورى الذى تخوضه الطبقات الكادحة ضد الرأسمالية والبورجوازية، ومع فريديريكو غارسيا لوركا عندما فضح تزمّت العجائز وتشبثهن بالتقاليد البالية فى اسبانيا الكاثوليكية. وقد حقّق فاضل الجعايبى وجليلة بكار مثل هذا النجاح فى السيطرة على المواضيع السياسية والايديولوجية فى أعمال سابقة، فلماذا إذن هذا الهبوط المؤسف والمؤلم فى « خمسون »؟! مع ذلك صفق الجميع، المعجبون وغير المعجبين بحرارة عند نهاية العرض الأول، وقد كرّروا ذلك عدة مرات، لماذا يا ترى؟ لأنهم بحسب رأيى كانوا على يقين تام بأن فاضل الجعايبى وجليلة بكار يمكن أن يرتكبا بعض الهفوات الخطيرة فى عمل من أعمالهما، لكنهما يظلان رمزا للمسرح التونسى والعربي.. فتحية صادقة لهما إذن! وتحية صادقة أيضا لكل الممثلات والممثلين فى « خمسون »! (*) كاتب تونسي (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 فيفري 2007)


بــــــــــــيان

لتكن هولندا للجميع

خميس قشة الحزامي (*) – روتردام – هولندا لا يخفى عليكم ما تتعرض له الأقلية المسلمة بهولندا عقب هجمات 11 سبتمبر وما تلاها من أحداث (إسبانيا وبريطانيا)، من مضايقات وتحرشات إعلامية مستفزة أدت إلى حادث اغتيال »تييو فان خوخ » مخرج فيلم « الخضوع » المسئ للإسلام على يد شاب مغربي، تفاقم الوضع الأمني بعدها  و سجلت أكثر من مائتي حادثة ضد المسلمين، تنوعت بين الشتم  في الطريق العام والاعتداء على المحجبات إلى  إحراق المساجد والمدارس والمؤسسات الإسلامية. وقد عبر أغلب  المسلمين عن رفضهم  التام للعنف وأدانوا الإرهاب الذي يقوض السلم والاستقرار، وأكدوا على سلوك نهج الحوار البناء بين جميع الشرائع والمعتقدات لإرساء مبادئ السلام والتعايش السلمي في مجتمعنا. إلا أن ذلك لم يشفع لهم، واستمرت الحملة الممنهجة على الإسلام والمسلمين، فلا يخلوا الإعلام الهولندي يوميا من مقالات وتقارير تسئ للإسلام وتحقر من شأن أهله، وأخرها  التصريحات المسيئة التي  نشرت الأسبوع الماضي في صحيفة « دي بريس » للبرلماني الهولندي (جيرت خيلدر) رئيس حزب « الحرية » الذي حصل في الانتخابات التشريعية الأخيرة على 9 مقاعد من جملة 150 مقعدا في البرلمان الهولندي.  وقد وجه تصريحاته  للمسلمين وقال  بالحرف : »القرآن يحتوي على أشياء مروعة، لذلك على المسلمين أن يمزقوا نصف أوراق القرآن وذلك إذا أرادوا أن يعيشوا في هولندا ». وأضاف: « إن الإسلام يشكل أكبر خطر وتهديد على البلاد، ويضع الساسة والأحزاب في مشاكل كبيرة، ولو كان الرسول محمد حيا ويعيش في هولندا، لدفعته إلى أن يرحل بجلده وريشه عن هذه البلاد ». ومعروف أن هذا الحزب السياسي يسعى إلى إغلاق حدود البلاد أمام المهاجرين المسلمين، ويطالب بعدم فتح  أية مساجد أو مدارسة إسلامية  جديدة في هولندا. إن هذه التصريحات تصب الزيت على النار لدى الشباب المسلم  الذي يتعرض للتجريح والإهانة وإنها تأجج لدى بعض الشباب مشاعر الغضب. والذي نخشاه هو أن يكون الغضب سببا  في سلوك  نهج الغلو والتطرف فينجر بعض المتهورين إلى مثل ما حدث مع المخرج الهولندي  » تيو فان خوخ » في نوفمبر الماضي 2004. إن سكوت المسؤولين الهولنديين، عن هذه الإهانات وغض الطرف عن حقوق  أكثر من مليون مسلم، يشكلون قرابة 10 % من السكان، يمثل تحيزا واضحا ضد هم، و تجاهلا لمشاعر كل المسلمين الذين ُيطعن في عقيدتهم وتمس كرامة نبيهم. وهو ما يناقض مبادئ التسامح والاحترام  بين المجتمعات والحضارات. وفي هذا المقام فإن المركز الثقافي الاجتماعي بهولندا : 1- يدين هذه التصريحات المسيئة للإسلام لما فيها من تهجم  واضح على القرآن الكريم  وتطاول سافر على النبي محمد « صلى الله عليه وسلم ، وتعتبر  انتهاكا صارخا  لحقوق المواطنة لأكثر من مليون  مواطن هولندي وإهانة لأكثر من مليار مسلم في العالم. 2- نشيد بالموقف المشرف لسفير ي المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية اللذان نددا بهذه التصريحات وعبرا لدى السلطات الهولندية عن رفضهما لها .. 3-  ونهيب بحكومات الدول  العربية والإسلامية ودبلوماسييها و سفرائها و الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي وشيخ الأزهر والأمين العام لجامعة الدول العربية، وكل المؤسسات و الهيئات والجمعيات الإسلامية الحقوقية والثقافية – الحكومية منها والأهلية، العربية منها والأوروبية أن تعبر عن استنكارها لهذا التعدي الصارخ باتخاذ خطوات عملية صريحة وحازمة، ترتقي إلى مستوي حجم الإساءة وتقي شباب الأقلية المسلمة بهولندا من أن ينزلق فيما لا تحمد عقباه… وذلك بالمطالبة « فيلدرز » بسحب تصريحاته  العنصرية وأن يعتذر للمسلمين عما بدر منه. وبمطالبة الحكومة الهولندية التي عبرت وزارة خارجيتها  عن أسفها بشأن آراء  عضو البرلمان، وقالت إن الحكومة  لا تشارك « فيلدرز » في توجهاته..بأن تضع حدا نهائيا لمثل هذه التصريحات المستفزة والمسيئة إلى المقدسات وأن تردع المتعصبين والحاقدين المروجين لصدام الحضارات… (*) مدير المركز الثقافي الاجتماعي بهولندا

المكتب الدولي للجمعيات الإنسانية و الخيرية www.ibh.fr ibh.paris@wanadoo.fr fax&tel: 0033147461988

الخزانة الأمريكية تضم « جهاد البناء » إلى لائحة الإرهاب

أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية بيانا بالأمس (20 فبراير 2007، التحرير) تصنف فيه جمعية « مؤسسة جهاد البناء الإنمائية » على لائحة المنظمات الإرهابية والداعمة للإرهاب. وقد شمل البيان كل الأسماء أو الجمعيات التي تحتوي أو يمكن أن تكون فرعا من « مؤسسة جهاد البناء »  في قرار التصنيف. باعتباره أن حزب الله هو المنظمة الإرهابية التي قتلت أكبر عدد من الأمريكيين قبل 11 سبتمبر 2001 وكون جهاد البناء تابعة لمنظمة إرهابية وبتمويل إيراني. هذا القرار، الذي لا يشكل أي تغيير في سياسة الإدارة الأمريكية الحالية القائمة على ما يسمى « تجفيف مصادر الإرهاب المالية » والتي ضربت في الصميم كبريات المؤسسات والمنظمات الإنمائية والخيرية الإسلامية الواقعة خارج الفضاء الغربي. في محاولة واضحة للسيطرة على المجتمعات الأهلية العربية والإسلامية بعد تطويع معظم حكوماتها. يأتي في وقت المجتمع اللبناني الجنوبي فيه بأمس الحاجة لخدمات كل المنظمات الإنسانية والخيرية والإنمائية. ومن المضحك أن  يذكّر بيان وزارة الخزانة بأن الرئيس بوش ووزيرة خارجيته قد وعدا بمبلغ من المال لمساعدة الشعب اللبناني في تأصيل لعقلية مرفوضة تؤثر الارتهان والتسول على سياسات التنمية والبناء والمبادرات الذاتية. ليس سرا على أحد العلاقة العضوية بين مؤسسة جهاد البناء وحزب الله، ولعل هذه العلاقة هي التي تحول دون عضوية هذه المؤسسة في المكتب الدولي الذي يصر على استقلالية المنظمات العضو عن أي حزب سياسي. ولكن ليس سرا أيضا أن أكثر من ثلث المنظمات الخيرية والإنمائية الغربية تخضع لأحزاب سياسية وتسير وفق سياستها العامة، الأمر الذي لا يمنع حتى من نيلها الصفة الاستشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، ولو تحفظ مكتبنا في قبول عضويتها. ثم أن « مؤسسة جهاد البناء الإنمائية » تأسست في لبنان عام 1988، وكان على رأسها باستمرار أعضاء في مجلس شورى حزب الله، ولم يحصل أي تغيير في طبيعة نشاطاتها ومهماتها، فما هو الجديد الذي تحاول الإدارة الأمريكية قوله بهذا القرار. هل تريد أن تغطي على فشلها في إعادة بناء العراق المحتل بل وتحوله بفضل سياساتها لمستنقع للعنف والدمار، في حين أن المؤسسات المحلية اللبنانية قد نجحت في مواجهة نتائج العدوان الإسرائيلي على لبنان بشكل فاق دور الحكومة والدول الغربية؟ هل تريد أن تزكي نيران الحرب على الجمعيات الخيرية الإسلامية بعد خسارة عدة دعوى قضائية في أوربة والولايات المتحدة أعادت الاعتبار لعدد من الجمعيات التي صنفت في لوائح « الحرب على الإرهاب »؟ إن السياسة الأمريكية الحالية لن تؤثر على نشاط الجمعيات القوية والفاعلة في المجتمعات العربية والإسلامية، بل صارت في كل مرة تتهمها فيها، تعطيها ورقة مصداقية وحسن سلوك، في حين ارتدت هذه السياسة على كل من يتمول من السفارة الأمريكية أو المؤسسات التابعة للكونغرس والحكومة الأمريكية، حيث صارت تتهم بالعمالة والسمسرة والارتزاق. الأمر الذي سيخلق شرخا كبيرا حتى على صعيد العلاقات العربية مع المنظمات والهيئات الممولة الأمريكية، ذات الاستقلالية عن قرار إدارة بوش الابن. إن المكتب الدولي للجمعيات الإنسانية والخيرية، الذي يضم منظمات من دول العالم كافة بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، يستنكر هذا الإجراء ويطالب مجلس حقوق الإنسان بموقف واضح من القوائم الاعتباطية التي تصدرها الإدارة الأمريكية، لما في هذه القرارات من نتائج كارثية على المجتمعات العربية والإسلامية. جنيف وباريس، 21/2/2007 لمحة عن مؤسسة جهاد البناء الإنمائية
تأسست جمعـية « مؤسسة جهاد البناء الإنمائية »  في لبنان سنة 1988، شعارها: « إسرائيل تـقــصـف يومــيـاً ونحن نرمم يومياً » وقد اقتصر عملها بعد التأسيس ـ في ظل غياب الدور الخدمي للدولة ـ عـلـى رفع النفايات وتأمين المياه والكهرباء وما شابه ذلك من قضايا تهم اللبنانيين في حياتهم الـيـومـيــة وتفاصيلها. ** ويُـقَــدر عدد المنازل والوحدات السكنية المتضررة في كل من عدواني يوليو 1993م وإبريل 1996م بخـمـسـة آلاف منزل، وأمكن في المرتين إتمام الترميم خلال 3 إلى 4 أشهر، ثم إعادة البناء تماماً لـكــــل ما تهدم، كما أن الـمـؤسـسة عاملة على بناء مدارس ومستشفيات ومستوصفات وملاجئ، وعـلى الـقــيــــام بتمديدات كـهـربـائـيــة بـعــــد القصف وعلى حفر آبار ارتوازية، ويزداد يوماً بعد يوم، ** وللمؤسسة دورها في التنمية الــزراعـــيــــــة؛ فهي تقوم بإرشاد زراعي وبتسليفات وتضع صيدلياتها وتعاونياتها في الجنوب والبقاع في خدمة المزارعين. وقد قامت المؤسسة بإنشاء عشرات المدارس أو تأهيلها، وترميم نحو آلاف المنازل والمساجد والحسينيات والمستوصفات والمشاريع الزراعية والتنموية في السنين العشر الأخيرة. ** استفادت المؤسسة من خبرة 18 عاما في عملية إعادة البناء بعد العدوان الإسرائيلي في تموز/ يوليو 2006  حيث قامت بعملية مسوحات ورصد للخسائر وتحديد للأولويات وتوزيع المال والمعدات الضرورية لتبرز باعتبارها المؤسسة الأكثر فاعلية في ميدان إعادة البناء بعد العدوان.


«عمليات التجميل» الديمقراطية في العالم العربي

هشام الدجاني (*) التجارب العربية الناجحة نسبياً في اتخاذ الديموقراطية نهجاً للحكم، والمتناثرة ما بين المشرق العربي ومغربه تكاد لا تتجاوز أربع أو خمس تجارب على الأكثر في المنطقة العربية، التي تتراوح أنظمة دولها ما بين ملكية وجمهورية واستبدادية. وإذا كان فجر الديموقراطية قد أطل علينا في العقود الأولى من القرن الماضي، فلماذا استعصت المنطقة العربية على الديموقراطية أو التحول الديموقراطي على رغم الثورات الديموقراطية المتعددة التي شهدتها مناطق أخرى من العالم في أميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية؟ في هذا الصدد يلاحظ الباحث السوري رضوان زيادة أن الخطوات أو الانفتاحات الديموقراطية الجزئية التي حدثت خلال نصف القرن الماضي في البلدان العربية، منذ ما بعد الاستقلال، لم تكن خطوات جدية أو حقيقية بل كانت جزءاً من عمليات التجميل الخارجي التي قامت بها الأنظمة العربية بغية التكيف مع أوضاع عالمية مستجدة. قد تتخذ الأنظمة بعض الخطوات المحدودة التي سرعان ما يرحب بها مثقفون وديموقراطيون عرب بوصفها «خطوة في الاتجاه الصحيح». ولكن مثل هذه الخطوات سرعان ما تفقد رصيدها أو مخزونها الاجتماعي الذي يضمن حيوتها و فاعليتها، لأن المجتمعات العربية ستدرك أنها خطوات وهمية لن تثمر شيئاً، أو خطوات تجميلية لا أكثر ولا أقل. وهذا ما يفسر لنا حجم اليأس والاحباط المتراكم في نفوس أفراد هذه المجتمعات، كما يفسر لنا حجم التأزم الاجتماعي الذي نعيشه. وهذا اليأس والتأزم يفسران انصراف الجماهير عن النضال إلى البحث عن لقمة العيش في ظل أنظمة يعشش فيها الفساد والتسلط. هنا يتجلى أمامنا ضعف أو ربما تلاشي دور المثقف العربي الذي تناط به توعية الجماهير وتحفيزها على المطالبة بحقوقها المشروعة في الحرية والديموقراطية. ولعل تجربة المثقفين العرب في التصدي للقمع والاستبداد، أو حتى محاورة السلطة، كانت مؤسفة لأنها غالباً ما انتهت بهم إلى السجون أو اليأس أو الانضواء تحت لواء السلطة. حتى الفضائيات العربية التي استبشر بها المثقف العربي والتي كان يفترض بها أن تخلق هامشاً حقيقياً من الحرية، لم توجد إلا «عالماً افتراضياً» بالنسبة إلى المواطن العربي. إنها ثورة من أجل الحرية والديموقراطية ولكنها على الشاشة فحسب. وكذلك شأن المواقع المعارضة على مواقع الانترنت، والتي تتعرض بدورها للحجب والمحاربة. وظل الفضاء أو المجال السياسي والاجتماعي المعني بالتغيير عصياً على التغيير. هذه الفضائيات خلقت نخبتها الإعلامية الخاصة بها، وراحت تتطارح الآراء عبرها. ومن نافلة القول إنها لم تستطع أن تكون إلا مجرد متنفس. لم تستطع ولن تستطيع إحداث عملية تغيير ديموقراطي حقيقي وظل المجال السياسي الذي يعيش المواطن العربي في ظله مجالاً استبدادياً على وجه العموم. إنه يستطيع التحدث عن فشل الديموقراطية في بلد عربي آخر على سبيل المثال، ولكنه لا يستطيع أن يتحدث عن هذا الإخفاق الذريع في بلده. فيد السلطة سوف تطاله إلا إذا قرر العيش خارج وطنه. ما أحوج المواطنين العرب إلى مصارحة أنفسهم بالحقيقة. فجميع أحلامهم وطموحاتهم تبددت أو أنتجت عكسها: انتهاكات حقوق الإنسان والاستبداد المتفاقم والجمهوريات التي ناضلوا من أجلها طويلاً تحولت إلى ديكتاتوريات، والآمال بإصلاحات سياسية حقيقية تبخرت. عندما كان حكامنا في صفوفنا كانوا يتحدثون مثلنا عن الحرية والديموقراطية. ولكنهم ما أن وصلوا إلى السلطة حتى تبخرت أحلامنا بهم. (*) كاتب سوري (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 فيفري 2007)

 

رفسنجاني وتشخيص مصلحة الأمة

  

محمد بن الحبيب الدكالي (*) لم يخرج كثير من المشاهدين الذين تابعوا « الحوار » الذي بثته قناة الجزيرة بين القطبين، الشيخ يوسف القرضاوي وهاشمي رفسنجاني، إلا بنوع من الحسرة وخيبة الأمل في الحصول على نتيجة، أو على الأقل، على مؤشرات تبعث على الاعتقاد بإمكانية حصول تفاهم يفضي إلى وضع حد للفتنة الطائفية السياسية المروّعة التي تسود العراق. ورغم حرص الصحفي المخضرم المتمرس أحمد الشيخ على إدارة « الحوار » (وهو في الحقيقة لم يكن سوى مناقشات غير مباشرة ولم يكن حوارا بالمعنى الحقيقي) بقدر عال من الكياسة والفطنة لكي لا يعطي أي انطباع لأي من الشيخين على وجود أي قدر من التحيز أو اللاموضوعية، وحرصه على تسليط الضوء على منطق ووجهات نظر الطرفين، ومآخذ واتهامات كل طرف تجاه الطرف الآخر، بقدر عال من الإنصاف وبصياغات مهذبة لكنها صريحة. رغم كل هذا الحرص، فإن منطق الشيخين بقي متناقضا طوال مدة « الحوار » الذي لم يصل، في تقديري، إلا إلى نتيجة هزيلة جدا لا تسمن ولا تغني من الخوف على مستقبل العلاقات الإستراتيجية بين الطائفتين المسلمتين في العراق وخارجه. وبقدر ما كان القرضاوي واضحا وصريحا إلى حد ما، في طرح المشكلات الرئيسية، بقدر ما كان رفسنجاني مراوغا ومستعملا للغة دبلوماسية لا أحسب أنها تفيد في شيء أمام خطورة الملفات المطروحة للنقاش والحوار. لقد استخدم رفسنجاني كل المصطلحات والتعبيرات الدبلوماسية حول « وحدة المسلمين » و »الأخوة التي تجمع بين الشيعة والسنة » و »ضرورة مواجهة سياسات الهيمنة الأميركية ».. إلخ. لكنه تهرب بشكل واضح من تحديد مواقف صريحة ومسؤولة من القضايا الحساسة التي طرحها أحمد الشيخ. لكن ثالثة الأثافي هو موقف الشيخ رفسنجاني، الذي يلخص وجهة نظره فيما يجري في العراق من فتنة طائفية سياسية مرعبة عندما قال إن « إيران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للعراق ». هذا الموقف الذي هو في منتهى الغرابة، ليس سوى تهرب من المسؤولية لدى أعلى مستويات المرجعية الدينية والسياسية في إيران. كما أن هذا الموقف في حقيقة الأمر استخفاف بالرأي العام العربي والإسلامي. وقد كان المتوقع من رفسنجاني التعاطي المسؤول والصريح مع مخاوف وانشغالات هذا الرأي العام. ولوضع النقاط على الحروف، يتعين التذكير ببعض المحطات والحقائق الأبرز ذات العلاقة بدور إيران في ما يجري على الساحة العراقية، وهذا يتطلب العودة إلى الوراء قليلا. – الجميع يعرف أن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، الذي كانت قيادته ومراكزه وذراعه العسكري « فيلق بدر » توجد في إيران، وكان المجلس الأعلى يعتمد علي هذه الأخيرة بشكل كامل في التوجيه السياسي والتمويل والتدريب والتسليح والاستخبارات، شكّل -مع تنظيمات شيعية معارضة أخرى مثل حزب الدعوة- أهم أطراف « المعارضة العراقية » التي شاركت في سلسلة طويلة من اللقاءات منذ سنة 1992 (أي بعد حرب الخليج مباشرة) مع الإدارة الأميركية (الشيطان الأكبر حسب التعبيرات الإيرانية) بما فيها أجهزة الاستخبارات الأميركية. هذه اللقاءات التي جرت في نيويورك ولندن وغيرهما، استمرت إلى تاريخ الاحتلال الأميركي للعراق في مارس 2003. فما الذي جرى من تفاهم بين المجلس الأعلى، المعروف بولائه الكامل لإيران، والإدارة الأميركية وأجهزتها الاستخبارية خلال أكثر من عشر سنوات؟ من المستحيل أن تحصل هذه التفاهمات دون علم وموافقة القيادات السياسية والأمنية الإيرانية. – من المعروف كذلك، أن تحديد دور المعارضة العراقية وأهمها المجلس الأعلى (فضلا عن التنظيمات العراقية الموالية مباشرة لأميركا) في احتلال العراق وسقوط بغداد، تمّ بتنسيق مباشر ووثيق بين المجلس الأعلى والأجهزة الأمنية الأميركية التي سنرى نتائجها منذ بداية الاحتلال الأميركي للعراق. ومن المستحيل كذلك أن يحصل هذا التنسيق دون علم وموافقة القيادة الإيرانية. – من المعروف أن المرجعيات والقيادات الدينية والسياسية الشيعية الموالية لإيران في العراق قد أصدرت فتاوى (أو على الأقل تعليمات) بمنع القيام بأية عمليات عسكرية لمقاومة الاحتلال الأميركي. ومن الناحية العملية، تصرفت تلك القيادات والمرجعيات وفق كل الاتفاقات والترتيبات التي كانت موضوع تفاهم بين المعارضة العراقية الموالية لإيران والأجهزة الاستخبارية الأميركية قبل سقوط بغداد، ومن بينها بالبداهة، تأييد تلك المرجعيات والقيادات للاحتلال الأميركي وعدم مقاومته. بالمقابل وقفت هذه القوى بصراحة وبشكل عملي ضد المقاومة العراقية التي تواجه الاحتلال الأميركي، بل بذلت وتبذل كل ما في وسعها، بالتنسيق الكامل مع (الشيطان الأكبر حسب التعبير الإيراني الشهير) لشل تلك المقاومة وسحقها. كما تتعمد وصمها بالإرهاب، وكل هذا بعلم وموافقة القيادة الإيرانية. – الجميع يعرف أن مشاركة التنظيمات السياسية العراقية الموالية لإيران في العملية السياسية في ظل الاحتلال قد تمت من خلال المرجعيات والأهداف والأطر التي حددتها إدارة الاحتلال الأميركية. كما أن بناء العملية السياسية (إعداد الدستور والانتخابات البرلمانية وتشكيل الحكومة) تمّ كذلك بتنسيق وتعاون مباشرين ووثيقين بين تلك التنظيمات العراقية الموالية لإيران وإدارة الاحتلال الأميركية (وهذا يذكّر بحكومة فيشي في فرنسا أثناء الاحتلال الألماني لفرنسا). مرة أخرى لا يمكن أن يتم هذا التنسيق الوثيق دون علم وموافقة القيادة الإيرانية. – الجميع يعرف أن بناء الجيش العراقي الذي تسيطر عليه قيادات موالية لإيران وأبرزها المجلس الأعلى والقيادات العسكرية لفيلق بدر، وكل ما يتعلق بتدريب هذا الجيش وتسليحه وبناء أجهزته الاستخبارية، تمّ على يد قوات الاحتلال الأميركية. وهذا يطرح ألف علامة استفهام حول التنسيق بين القيادات الحاكمة في العراق وإدارة الاحتلال فيما يتعلق بهذا الملف الحساس. وهذا بعلم وموافقة القيادة الإيرانية. – من المعروف كذلك أن محاصرة وتدمير الفلوجة والقائم وإبادة أعداد كبيرة من سكانهما والاجتياحات التي عرفتها كل مدن وسط العراق (مناطق محددة في بغداد وبالذات الأعظمية والرمادي وحديثة والموصل وسامراء وديالى وغيرها) كل هذه الجرائم كانت ترتكب من طرف الجيشين الأميركي والعراقي وبتنسيق كامل بينهما على الأرض بعلم وتوجيه رؤساء الحكومات العراقية المتعاقبين وبالذات الجعفري والمالكي المعروفين بولائهما لإيران. كل تلك الجرائم حدثت وتحدث بعلم القيادة الإيرانية دون أن تتخذ أي موقف إدانة ولو بشكل صوري. – من المعروف أن فيلق بدر الذي ساهم في ارتكاب مجازر مروعة في مناطق مختلفة من العراق قبل اندماج بعض قياداته وعناصره في الجيش واستمراره في ارتكاب جرائمه من خلال المؤسسة العسكرية العراقية التي أشرف الأميركيون على « إعادة بنائها »، دخل هذا الفيلق من إيران إلى العراق تحت سمع وبصر قوات الاحتلال الأميركية. كما مارس ويمارس عملياته العسكرية الإجرامية ضد المقاومة العراقية والمدنيين المشتبه في تأييدهم للمقاومة بتنسيق مباشر مع قوات الاحتلال. كل هذا يتمّ بعلم وصمت القيادة الإيرانية و(إذنها صامتها). الخلاصة: المفترض في رفسنجاني المسؤول عن تشخيص مصلحة النظام الإيراني أن يجعل مصلحة الأمة دليلا وهاديا لمصلحة النظام الإيراني وفقا لمنطق المبادئ الإسلامية. كما أن المفترض في رفسنجاني والقيادة الإيرانية عموما، أن يحولوا الشعارات التي ترددها وسائل الدعاية الإيرانية حول « وحدة الأمة » و »مواجهة الهيمنة الأميركية » إلى ممارسات ملموسة على الأرض. والعراق يشكل فرصة ممتازة لتحقيق هذه الشعارات، وليس العكس كما رأينا عند استعراض المحطات والخلفيات السابقة. إن تصريح رفسنجاني بأن بلاده لا تتدخل في الشأن الداخلي العراقي لا يمكن أن يفهم سوى أنه تهرّب من المسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتق القيادة الإيرانية تجاه ما يحدث في العراق، بضلوعها المباشر وير المباشر في ما يجري على أرض العراق. والمفترض في شخصية قيادية من وزن رفسنجاني أن يدرك أن مصلحة إيران الإستراتيجية الحقيقية، ومكانتها ورفعتها تكمن في تحالف الطائفة الشيعية مع الطائفة السنية لمواجهة « المشروع الاستكباري » الذي تتولى كبره أميركا، وبناء المشروع الحضاري الإسلامي المخلص معا، وليس بتبني إستراتيجية قومية قصيرة المدى ولو على حساب القيم الإسلامية وعلى حساب المصالح العليا للأمة. (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟ كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون). (*) كاتب مغربي (المصدر: موقع الجزيزة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 20 فيفري 2007)

 

معركة الرئاسة التركية احتدمت مبكراً:

غالبية مع «حلم» اردوغان وغالبية تعتبره «كابوساً»

أنقـرة – يوسف الشريف     تشهد تركيا حرباً على صفحات الجرائد وفي وسائل الإعلام وكواليس السياسة، هي حرب استطلاعات الرأي التي بدأت تحتدم قبل ثلاثة اشهر من الانتخابات الرئاسية. اذ يشكل احتمال وصول رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى كرسي رئاسة الجمهورية في انتخابات أيار (مايو)، حلماً ينتظره كثيرون، وفي الوقت ذاته كابوساً مزعجاً لآخرين ليسوا قلة في تركيا. فالتوجهات الإسلامية لأردوغان ليست خافية على أحد على رغم نفيه ان يكون «حزب العدالة والتنمية» الذي يتزعمه حزباً إسلامياً، وتشديده على اعتدال توجهات حزبه اليميني المحافظ، وانسجامها مع النظام العلماني القائم. اذ حذرت المعارضة مراراً – وأيدها الرئيس الحالي احمد نجدت سزار – من أن وصول اردوغان الى الرئاسة سيُحكِم قبضة الإسلاميين على مقاليد الحكم في تركيا، وسيمكّن حكومة «العدالة والتنمية» من تنفيذ مشاريعها التي تعتبر إسلامية وتصدى لها سزار سابقاً من خلال موقعه، بل انه دعا العام الماضي الجيش التركي الى التدخل في حال وصول اردوغان الى الرئاسة. ولم يخفِ الأخير سابقاً رغبته في ذلك المنصب، وسعى الى إشاعة الغموض حول مرشح حزبه للرئاسة لتفادي مواجهة مبكرة مع القوى العلمانية. لكن المواجهة بدأت من خلال زج كل طرف استطلاع رأي يدعمه جماهيرياً. وآخر استطلاعات الرأي نشرته صحيفة «جمهورييت» المعارضة التي أفادت ان اردوغان يحظى بدعم 15 في المئة فقط من الأتراك ليشغل منصب رئيس الجمهورية، وأن الغالبية لا تريد دخوله السباق الذي يحدد الفائز فيه هوية البرلمان التركي (الغالبية فيه لحزب العدالة والتنمية)، تجنباً لأي توتر علماني – اسلامي يعيد البلد الى دوامة عدم الاستقرار، ويهدد اقتصاده مجدداً. ويدعم هذا الرأي مؤسسات رجال الأعمال ذات النفوذ في تركيا، اذ عبّرت جمعية «توسياد»، أقوى تجمع لرجال الأعمال الأتراك، عن رغبتها في بقاء اردوغان في رئاسة الوزراء، بحجة معلنة هي الاستفادة من خبرته وسياساته، وأخرى خفية هي محاولة إقصائه عن ذلك المنصب الحساس. وفي حزب اردوغان مَن ينصحه بعدم الترشح للرئاسة للحفاظ على وحدة حزبه المهدد بالانشقاق، في حال خرج الأول منه ليحتل منصب الرئاسة. وحدث ذلك مع حزبي «الوطن الأم» بزعامة توركوت اوزال و «الطريق الصحيح» برئاسة سليمان ديميريل، وكلاهما وصل الى الرئاسة تاركاً و راءه حزباً هزيلاً. لكن المقربين من اردوغان يؤكدون انه لم يعد يفكر في الترشح لذلك المنصب، لسبب بسيط هو أنه يفكر في تعديل الدستور تعديلاً جذرياً لتحويل تركيا الى نظام رئاسي يُنتخب فيه الرئيس بالاقتراع المباشر من المواطنين، ويؤكدون انه سينفذ هذا التحول إذا فاز حزبه في الانتخابات البرلمانية المقبلة، علماً أن استطلاعات للرأي نشرت العام الماضي وبداية العام الجاري أكدت أن نصف الناخبين يؤيد ترشيح اردوغان للرئاسة، كما ان استطلاعات في الأشهر الستة الماضية أشارت الى ان «حزب العدالة والتنمية» لا يزال في الطليعة بنسبة لا تقل عن 33 في المئة، ما يدعم خطط اردوغان للوصول الى كرسي الرئاسة من خلال انتخابات يقول فيها الشعب كلمته. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 فيفري 2007)


 

شرطي مصري يضرب عن الطعام احتجاجا على تكليفه بحراسة سفارة إسرائيل

 

القاهرة (رويترز) – قالت مصادر في الشرطة المصرية يوم الاربعاء إن شرطيا أضرب عن الطعام احتجاجا على احالته الى مجلس تأديب بعد أن رفض تكليفا صدر له من أحد قادته بحراسة السفارة الاسرائيلية بالقاهرة.

 

وقال مصدر ان الشرطي الذي يحمل رتبة أمين شرطة « يرقد في المستشفى في حالة سيئة بتأثير الاضراب عن الطعام. »

وأضاف أن الشرطي الذي يتوقع احالته الى محاكمة عسكرية بتهمة مخالفة الاوامر نقل إلى المستشفى قبل ثلاثة أيام.

ولم تكشف المصادر عن اسم الشرطي لكنها قالت إنه في العشرينات من العمر.

وتوجد السفارة الاسرائيلية في عدد من طوابق مبنى يطل على النيل في وسط القاهرة وتخضع لاجراءات أمن مشددة لاستهدافها مرات عديدة من متظاهرين يحتجون على السياسات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية.

 

(المصدر:  وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 21 فيفري 2007)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

5 juin 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1477 du 05.06.2004  archives : www.tunisnews.net الجزء الخاص بتونس في التقرير السنوي الصادر عن

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.