Home – Accueil –
TUNISNEWS
8 ème année, N° 2913 du 14.05.2008
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: بيـــــــان الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســـان: خطــــة عمــــــل حــرية و إنـصاف:البحث مع الناشطة الحقوقية أسماء القصوري بإدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية حــرية و إنـصاف : فرض الإقامة الجبرية على مسعود الرمضاني حــرية و إنـصاف :أخبار الحريات في تونس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين كشف الحساب..لقضاء .. »يكافح الإرهاب » ..! :الحكم على » المرحوم » ربيع العقربي ..بـ 6 سنوات سجنا .. ! حـــــــــرية و إنــــــــصاف بيان ذكرى ‘’ النكبة ‘’ اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان : الأستاذ مسعود الرمضاني تحت الحصار مراسلة من صفاقس:اضطرابات طلابية وإعتقالات لطلبة المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس النقابة الأساسية لأساتذة التعليم العالي بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس:عريضة جامعية عريضة مساندة للأساتذة المطرودين عمدا الشروق:«الديمقراطي التقدمــــــي»: 6 أعضاء من المكتب السياسي يؤكدون أزمة الحزب وينبّهـون الى مخاطــر التصـدّع خالد الحدّاد:كواليس سياسية إيلاف : تونس: جدل سياسي وحقوقي إثر مقتل شاب في فرنسا أخبار تونس :وزير الدفاع الوطني يلتقي بواشنطن كبار المسؤولين الأمريكيين وات:رئيس الدولة يهتم بمردود مراكز الأعمال الهرماسي رئيسا للمجلس الأعلى للاتصال الصباح:ظرف اقتصادي: مؤشر الاسعار عند الاستهلاك العائلي ارتفاع تكلفة المعيشة بـ8،5% واس : تونس والبنك الافريقي للتنمية واس:تونس: تعيين رئيس للمجلس الأعلى للاتصال الصباح : في «بيت الحكمة» وفي الذّكرى العاشرة لوفاته عن العلاّمة محمّد الشاذلي النّيفر عالما ومحدّثا وأديبا الصباح : الباهي الأدغم ومحمود المستيري اعترضا على «إسلامية» الدّولة التونسية وبورقيبة حسم المسألة! د ب أ: 1500 إسرائيلي يشاركون في الزيارة السنوية لمعبد يهودي بجزيرة جربة التونسية رويترز: مسؤول عربي يدعو لتعزيز حماية السياح من الاعمال الارهابية قدس برس:هلاك 50 مهاجرا جوعا وعطشا تونس: شواطئ تستقبل غرقى وناجين من « رحلات الموت » باتجاه أوروبا الصباح:بعد أن ضبطتهم بارجة بحرية: محاكمة 18 متهما في قضية «حرقان» الشرق : حزب موريتاني يربط مشاركته بالحكم بقطع علاقات نواكشوط مع إسرائيل الحبيب ستهم:حادثة محزنة من صميم الواقع عادل الزّيتوني: السّيّدات والسّادة النّوّاب والمستشارين..في تونس النفطي حولة:: بعد مرور 60 عاما على النكبة أين نحن من تحرير الأرض والإنسان العربي ؟ عبدالحميد العداسي:الاستراحة الأخيرة في كتاب الأذكار السبيل أونلاين :إياك والبعد عن القرآن…(حتى لا تكون من الذين اتخذوا هذا القرآن مهجورا!!!) السبيل أنلاين:الربانية منهج و سلوك السبيل أنلاين: في العلمانية والدين والديمقراطية.. المفاهيم والسياقات (3 من3) عبد اللطيف الفراتي : شهداء أم قتلى؟ د. أحمد القديدي:ساركوزي بعد عام: من الأمل إلى الإحباط توفيق المديني :الرئيس بوش واعتبار إسرائيل دولة يهودية
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين
21- الصادق العكاري
22- هشام بنور
23- منير غيث
24- بشير رمضان
25 – فتحي العلج
|
16- وحيد السرايري
17- بوراوي مخلوف
18- وصفي الزغلامي
19- عبدالباسط الصليعي
20- لطفي الداسي
|
11- كمال الغضبان
12- منير الحناشي
13- بشير اللواتي
14- محمد نجيب اللواتي
15- الشاذلي النقاش/.
|
6- منذر البجاوي
7- الياس بن رمضان
8- عبد النبي بن رابح
9- الهادي الغالي
10- حسين الغضبان
|
1- الصادق شورو
2- ابراهيم الدريدي
3- رضا البوكادي
4-نورالدين العرباوي
5- الكريم بعلوش
|
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تونس في 12 ماي 2008 بيـــــــان
ناقشت الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان على مدار أسابيع عديدة خطة عمل للخروج من الأزمة التي تشهدها الرابطة خاصة في علاقتها بالسلطة منذ مؤتمرها الخامس في نهاية أكتوبر 2000 وانتهت إلى إعداد ورقة في الموضوع (ننشرها صحبة هذا البيان) وقد اتفقت الهيئة المديرة على إبلاغ تلك الورقة للسيد المنصر الرويسي رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات العامة غير أنه اعتذر عن قبول وفد من الهيئة المديرة كان يعتزم مقابلته للغرض. وقررت الهيئة المديرة البدء في تطبيق هذه الخطة بالحوار مع كل الرابطيين في مقراتهم، وهي تطالب السلطة بتسهيل هذا الحوار برفع الحصار على المقر المركزي ومقرات الفروع حتى تحتضن هذا الحوار. وستعلن الهيئة المديرة خلال الأيام القادمة عن مواعيد هذه اللقاءات . عـن الهيئـة المديـرة المختـار الطريفــي رئيـــس الرابطــة
الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســـان تونس في 12 أفريل 2008 خطــــة عمــــــل
حرصت الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان منذ أول لقاء لرئيس الرابطة بالسيد المنصر الرويسي رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات العامة في فيفري 2007 على التقدّم بمقترحات للخروج من الأزمة التي تشهدها الرابطة خاصة في علاقتها بالسلطة منذ مؤتمرها الخامس في نهاية أكتوبر 2000. وهي إذ تفعل ذلك فإنها تنطلق من مبادئ عامة تشكل بالنسبة لها مرجعية ثابتة. من بين هذه المبادئ التمسك باستقلالية الرابطة وصيانة حرية قراراتها والاحتكام إلى هياكلها الشرعية المنتخبة. وهي استقلالية تجاه السلطة وتجاه الأحزاب والتيارات السياسية باعتبار أن الرابطة منظمة حقوقية تحتكم إلى الإعلان العالمي والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان. ومن هذا المنظور، نتمسك بانتماء الرابطة إلى الشبكة الدولية لحقوق الإنسان، وترى فيها السند الطبيعي لها باعتبار أن المنظومة الحقوقية تتجاوز الحدود الجغرافية وتقوم على مبدأ التضامن لمواجهة كل أنماط التجاوزات. والرابطة في المقابل تميز بين ذلك وبين العلاقة بالحكومات التي لا تتجاوز التقاليد البروتوكولية المعمول بها في جميع دول العالم. كما أن الرابطة تعتبر بأن التمويل العمومي غير المشروط حق من حقوقها إضافة إلى كونه الأصل والأساس للقيام بنشاطها وتغطية كل حاجياتها، أما التمويل الخارجي فهو مكمل للأول، ويقع اللجوء إليه عند الضرورة، وبالأخص عندما تحرم منظمات المجتمع المدني من أي سند مالي، كما هو الشأن بالنسبة للرابطة. وأخيرا تمسك الهيئة المديرة بالوفاق كصيغة مثلى لتحقيق التعايش داخل هياكلها بعيدا عن كل إقصاء على أساس سياسي وحزبي. في ظل تلك المبادئ أكّدت الرابطة على استعدادها للوصول إلى حلّ وفاقي مع جميع الأطراف المعنية وفي إطار احترام استقلالية الرابطة وطبيعة مهامها، يتوج بعقد المؤتمر الوطني السادس في أحسن الظروف على أن يتمّ ذلك عبر مسار يتمّ الاتفاق على كافة مراحله ويشكّل « حزمة » لا تتجزّأ. وفي هذا السياق وجّه رئيس الرابطة رسالة بتاريخ 21 جوان 2007 إلى سيادة رئيس الجهورية عن طريق السيد الرويسي أكدنا فيها » إننا نتطلع إلى عنايتكم السامية لكي تثمر الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة وعقد مؤتمر الرابطة في مناخ توافقي بناء… » وقد أكدت الهيئة المديرة خلال كامل هذه الفترة استعدادها لإيجاد حلول للمشاكل العالقة ومنها: – مسألة استكمال الهيكلة وما قد تتطلبه إعادة النظر في بعض جوانبها بما يحقق توافقا بين جميع الرابطيين ليسهل عقد المؤتمر الذي نحرص على أن ينتخب هيئة مديرة توافاقية دون اقصاء. – التأكيد على أنّ كل الرابطيين بمن فيهم الذين تقدموا بقضايا ضدّ الهيئة المديرة والذين مارسوا حقّهم في النقد دون الوصول إلى المحاكم معنيين بالحلّ وأنّ الهيئة المديرة ساعية للحوار مع الجميع للوصول إلى ذلك الحلّ. ولذلك ولتفادي جميع الإشكالات فإنّ الهيئة المديرة تقترح حزمة متكاملة للوصول إلى عقد المؤتمر الوفاقي المنشود. ويكون ذلك عبر المراحل التالية المترابطة : – فتح المقرّ المركزي ليحتضن لقاءات بين الهيئة المديرة وفروع تونس وكذلك بين الهيئة المديرة والذين تقدّموا بشكايات لدى المحاكم وتكون هذه اللّقاءات الأوّلية للوقوف على مواقف الجميع، إذ تقدم الهيئة المديرة تصورها للحلّ فيما يقدّم محاوروها تصوّراتهم أيضا ويتمّ خلال هذه اللّقاءات ضبط رزنامة ما يتوجب من لقاءات لاحقة لإنهاء الحوار والوصول إلى توافقات بشأن المشاكل العالقة. وتتم هذه المرحلة خلال اجل لا يتجاوز شهرا من بداية تطبيق الخطة. – يتم بعد ذلك مباشرة فتح مقرّات الفروع داخل الجمهورية لنفس الغرض وخاصة للقاء هيئات الفروع والمنخرطين بتلك الجهات لإنضاج الحلول المقترحة. وتسعى الهيئة المديرة لإنهاء هذه المرحلة خلال أجل لا يتجاوز شهرا من بداية تطبيقها – مع تقدّم الحوار وبلورة المقترحات المختلفة يتمّ عقد مجلس وطني يدعى إليه بصفة ملاحظين من يمكنهم طرح وجهة النظر غير الممثلة في المجلس أو التي يمكن الاستفادة منها للخروج من الأزمة. – يتمّ الشروع في تنفيذ ما يتّفق عليه بشأن الهيكلة وبالتوازي يتمّ سحب القضايا العدلية التي تمّ القيام بها ضدّ الهيئة المديرة حتى يمكن عقد المؤتمر الوفاقي دون تعطيل. – يتمّ تحديد تاريخ المؤتمر خلال مجلس وطني ثان ( يكون من بين اعضائه رؤساء الفروع التي شملتها عملية استكمال الهيكلة ) يقوم أيضا بتشكيل لجان عمل لإعداد ذلك المؤتمر. – يعقد المؤتمر في اجل لا يتجاوز الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.( 10 ديسمبر 2008) وإنّ الهيئة المديرة التي ترى أنّ هذه المقترحات مترابطة ولا يمكن أن يتمّ تنفيذها إلاّ بالاتفاق المسبق عليها كقاعدة عمل و »حزمة » غير قابلة للتجزئة مستعدّة للشروع حالا في إنجازها عبر المراحل المشار إليها وذلك بالبدء في الحوار داخل المقرّ المركزي مع هيئات فروع تونس ومع غيرهم من الشاكين و »الغاضبين » على أن يتمّ تنفيذ بقية المراحل تباعا حتى نعجّل بإنهاء هذه المهام وعقد المؤتمر في أسرع وقت ممكن. عن الهيئــة المديـــرة الرئيـــس المختــار الطريفـــي
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 14/05/2008 الموافق ل 9 جمادى الأولى 1429 بيان
البحث مع الناشطة الحقوقية أسماء القصوري بإدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية
تم يوم الثلاثاء 13 ماي 2008 على الساعة التاسعة و النصف صباحا اعتقال الناشطة الحقوقية أسماء القصوري العضو المؤسس بمنظمة حرية و إنصاف و الطالبة المرسمة بالسنة الثانية إعلامية و اقتيادها إلى مقر إدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية أين تم إخضاعها للبحث لمدة أربع ساعات حول دورها في توزيع ملصق يدعو إلى مقاطعة البضائع الدانمركية. و تجدر الإشارة إلى أن الناشطة الحقوقية الطالبة أسماء القصوري هي ابنة السجين السياسي السابق السيد علي القصوري. و حرية و إنصاف تندد باعتقال الناشطة الحقوقية عضو منظمة حرية و إنصاف أسماء القصوري و تعتبر أن هذا الاعتقال هو استهداف للناشطين الحقوقيين و استمرار لسياسة معاقبة المساجين السياسيين عبر ترهيب أبنائهم كما تدين أشكال الاعتقال غير القانونية و المهينة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الكاتب العام السيد زهير مخلوف
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 14/05/2008 الموافق ل 9 جمادى الأولى 1429 بيان
فرض الإقامة الجبرية على مسعود الرمضاني
يتعرض السيد مسعود الرمضاني رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان لمضايقات عديدة من بينها المحاصرة الأمنية المستمرة و المتابعة اللصيقة في تحركاته ، و قد أعلمه البوليس السياسي بأنه ممنوع من مغادرة القيروان حتى إشعار آخر. و حرية و إنصاف إذ تتضامن مع السيد مسعود الرمضاني رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان فإنها تندد بالمضايقات المسلطة عليه و تدعو إلى وضع حد لكل الإجراءات التعسفية التي تستهدف الناشطين الحقوقيين. عن المكتب التنفيذي للمنظمة المكلف بالعلاقة مع المنظمات في الداخل المهندس حمزة حمزة
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 14/05/2008 الموافق ل 9 جمادى الأولى 1429
أخبار الحريات في تونس
الاعتداء بالعنف على سجين الرأي أحمد سهيل: بعد زيارتها له يوم الاثنين 12 ماي 2008 بسجن برج العامري صرحت والدة سجين الرأي الشاب أحمد سهيل لحرية و إنصاف أن ابنها الذي اعتقل بتاريخ 27 ديسمبر 2006 في إطار الحملة العشوائية ضد الشباب المتدين إثر أحداث سليمان و الذي يقضي حكما باتا بالسجن مدة ست سنوات يعيش مأساة حقيقية في ظروف جد صعبة إذ عمدت إدارة سجن برج العامري إلى حشره في غرفة لا تتوفر فيها أدنى المرافق الضرورية لحياة البشر صحبة ما يزيد عن المائة من مساجين الحق العام ، كما تعمد الإدارة إلى قطع الماء عن المساجين لفترات طويلة مما يجعلهم يقتصدون في كميات قليلة لا تزيد عن الخمس لترات للأربع و عشرين ساعة مما يؤدي إلى انعدام شبه كلي لشروط النظافة بالإضافة إلى تراكم الأوساخ و الفضلات و انبعاث روائح كريهة و تلوث الغرفة بالدخان لكثرة المدخنين ، كل هذا يسبب عديد الأمراض الجلدية و يؤدي إلى صعوبة التنفس و الربو. كما أن سجين الرأي الشاب أحمد سهيل يتعرض باستمرار للتعنيف من قبل أعوان السجن و لا يمكنه ذكر ذلك لعائلته التي تزوره للاطمئنان عليه إلى أن سمعت والدته أثناء زيارته الأخيرة عون السجن يهدد ابنها بعدم إشعار عائلته بما يتعرض له من تعنيف و إلا فإنه سيلقى تعنيفا أشد و معاملة أسوأ. منع الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للطلبة من النشاط الحقوقي و السياسي: أجرى أعوان فرقة الإرشاد بمنطقة القرجاني على الساعة التاسعة و النصف من يوم الثلاثاء 13 ماي 2008 بحثا مع الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للطلبة الدكتور عبد اللطيف المكي الذي رفض تدخل الأمن في تحديد نوعية علاقاته و أسماء أصدقائه كما أكد لهم أنه ليس من شروط مغادرة السجن أن تضبط الإدارة للسجين المسرح شبكة علاقاته ، و لم يرد في القانون ما ينص على وجوب انسحاب السجين المسرح من الحياة العامة أو حرمانه من ممارسة أي نشاط سياسي أو حقوقي. طرد فتيات محجبات بالمنيهلة: عمد المدعو محمد الهادي البريشني مدير معهد حسن حسني عبد الوهاب بالمنيهلة من ولاية أريانة إلى طرد جميع التلميذات المحجبات المرشحات لاجتياز امتحان شهادة الباكالوريا بسبب ارتدائهن للحجاب ، و قد اشترط عليهن المدير نزع أغطية رؤوسهن ( الفولارة ) للسماح لهن باستئناف دروسهن فرفضن و تمسكن بحقهن في حرية اللباس. السيد توفيق ميزان مهدد بالترحيل إلى تونس: بعد رفض السلطات الهولندية في 11 ماي 2006 لطلب اللجوء السياسي الذي قدمه السيد توفيق ميزان و بعد انقضاء المهلة الممنوحة له و التي انتهت في 20 ماي 2008 أصبح السجين السياسي السابق المقيم حاليا بهولندا مهددا بالترحيل إلى تونس حيث يخشى تعرضه للتعذيب و السجن من جديد. اعتقال و تعنيف تلامذة بمركز شرطة معتمدية سيدي عمر بوحجلة: احتجز المدعو عبد الله الخرداني مدير المعهد الثانوي بمعتمدية سيدي عمر بوحجلة من ولاية القيروان بمكتبه التلامذة وجدي العيفاوي و سامي بوقرّة و زياد لعماري المرسمين بالسنة الثالثة ثانوي بمعهد آخر تابع لنفس المعتمدية و الذين قدموا بغية المراجعة مع زملاء لهم بالمعهد المذكور إلى حين قدوم أعوان الشرطة الذين اقتادوهم إلى مركز أمن المكان حيث تعرضوا للتعنيف على يد رئيس المركز المدعو معز و لم يطلق سراحهم إلا بعد ساعة من اعتقالهم و كانت آثار التعنيف بادية على وجوههم. احتجاز المولدي الزوابي: تعرض السيد المولدي الزوابي عشية يوم الثلاثاء 13/05/2008 إلى الاحتجاز لمدة خمس ساعات و نصف من قبل رئيس مركز بوضلعة ( 30 كلم عن فرنانة بالشمال الغربي ) ياسين الظاهري عندما كان في مهمة صحفية لجريدة الموقف حيث افتك منه هاتفه الجوال و آلة التصوير و الأشرطة و أخضع للاستجواب ثم منع من مواصلة مهمته بعد استرداد أمتعته. و تجدر الإشارة إلى أنه لم يقع إطلاق سراحه إلا بعد أن التحق به كل من الأستاذ الهادي بن رمضان رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بجندوبة و الأستاذ رابح الخرايفي المحامي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي و النقابي الطيب الورغي. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الكاتب العام السيد زهير مخلوف
“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
43 نهج الجزيرة تون e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 14 ماي 2008
كشف الحساب..لقضاء .. »يكافح الإرهاب » ..! : الحكم على » المرحوم » ربيع العقربي .. بـ 6 سنوات سجنا .. !
* أصدرت الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي المنوبي حميدان مساء أمس الثلاثاء 13 ماي 2008 أحكاما في : – القضية عدد 11044 قاضية بإقرار الأحكام الإبتدائية بسجن كل من : مالك الشراحيلي و مجدي الزريبي و ربيع العقربي مدة 6 سنوات سجنا ، و كل من إبراهيم القارسي و ميمون علوشة و محمد العقربي مدة 3 سنوات سجنا بموجب قانون 10 ديسمبر 2003 » لمكافحة الإرهاب » ، و إذ تعتبر الجمعية أن الأحكام قاسية و غير مبررة إطلاقا اعتبارا لعدم تمتع المتهمين بأبسط شروط المحاكمة العادلة فإنها تطالب بفتح تحقيق يكشف المتورطين في تعذيبهم و يحيلهم للمحاكمة ، كما تجدد دعوتها لإلغاء قانون » مكافحة الإرهاب » سيئ الذكر و معالجة آثاره الدمرة على آلاف الشبان التونسيين ، * كما نظرت الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي محرز الهمامي اليوم الإربعاء 14 ماي 2008 في : * القضية عدد 15248 التي أحيل فيها كل من : رجب المديوني و أسامة بنور و وليد بنور و أنور الفرجاني و عبد اللطيف الشنيني و محمد سامي الشايب و أحمد المديوني و هشام الشاهد و خليل الصغير و محمد أنيس الشايب بتهم الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و استعمال اسم و كلمة ورمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و الإنضمام إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الإنضمام داخل تراب الجمهورية و خارجه إلى تنظيم إرهابي و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخله و خارجه و إعداد محل لاجتماع و إيواء أعضاء وفاق و أشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية و المشاركة في الإنضمام خارج تراب الجمهورية إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و تلقي تدريبات عسكرية خارج تراب الجمهورية بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية وخارجه ، و قد حضر للدفاع عنهم الأستاذان سمير بن عمر و صبيحة بن سالم و جمال مارس ، و قرر القاضي ، بعد تلاوة قرار دائرة الإتهام و استنطاق المتهمين ، تأخير النظر في القضية لجلسة يوم 17 ماي 2008. * و القضية عدد 15390 التي أحيل فيها كل من : عبد الرحيم حفصاوي و معز جملاوي و صبر عواينية و صالح يوسفي و علالة العبدلي و عماد حفصاوي و الجمعي يوسفي و بسام يوسفي ( بحالة إيقاف ) ، و كل من كارم حفصاوي و عبد القادر بسدوري و نضال صغراوي و علي رابحي و جمال عروسي و عبد الله عوايني و وناس خدمي و صابر يوسفي ( بحالة سراح ) بتهم الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و استعمال اسم و كلمة ورمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و الإنضمام إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الإنضمام داخل تراب الجمهورية و خارجه إلى تنظيم إرهابي و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخله و خارجه و إعداد محل لاجتماع و إيواء أعضاء وفاق و أشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية و المشاركة في الإنضمام خارج تراب الجمهورية إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و تلقي تدريبات عسكرية خارج تراب الجمهورية بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية وخارجه ، و بعد الإستماع لمرافعات الأساتذة العبدلي و بن مسعود و اليوسفي و عواينية ، قرر القاضي حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة . * و نظرت الدائرة الجنائية 13 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي الطاهر اليفرني في القضية عدد 11046 التي يحال فيها وليد العيوني بتهمة التبرع بأموال مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية و قد قرر القاضي تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 28 ماي 2008 استجابة لطلب محاميه الأستاذ سمير بن عمر . عن لجنة متابعة المحاكمات الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 14/05/2008 الموافق ل 9 جمادى الأولى 1429
أخبار الحريات في تونس
الاعتداء بالعنف على سجين الرأي أحمد سهيل:
بعد زيارتها له يوم الاثنين 12 ماي 2008 بسجن برج العامري صرحت والدة سجين الرأي الشاب أحمد سهيل لحرية و إنصاف أن ابنها الذي اعتقل بتاريخ 27 ديسمبر 2006 في إطار الحملة العشوائية ضد الشباب المتدين إثر أحداث سليمان و الذي يقضي حكما باتا بالسجن مدة ست سنوات يعيش مأساة حقيقية في ظروف جد صعبة إذ عمدت إدارة سجن برج العامري إلى حشره في غرفة لا تتوفر فيها أدنى المرافق الضرورية لحياة البشر صحبة ما يزيد عن المائة من مساجين الحق العام ، كما تعمد الإدارة إلى قطع الماء عن المساجين لفترات طويلة مما يجعلهم يقتصدون في كميات قليلة لا تزيد عن الخمس لترات للأربع و عشرين ساعة مما يؤدي إلى انعدام شبه كلي لشروط النظافة بالإضافة إلى تراكم الأوساخ و الفضلات و انبعاث روائح كريهة و تلوث الغرفة بالدخان لكثرة المدخنين ، كل هذا يسبب عديد الأمراض الجلدية و يؤدي إلى صعوبة التنفس و الربو. كما أن سجين الرأي الشاب أحمد سهيل يتعرض باستمرار للتعنيف من قبل أعوان السجن و لا يمكنه ذكر ذلك لعائلته التي تزوره للاطمئنان عليه إلى أن سمعت والدته أثناء زيارته الأخيرة عون السجن يهدد ابنها بعدم إشعار عائلته بما يتعرض له من تعنيف و إلا فإنه سيلقى تعنيفا أشد و معاملة أسوأ. منع الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للطلبة من النشاط الحقوقي و السياسي: أجرى أعوان فرقة الإرشاد بمنطقة القرجاني على الساعة التاسعة و النصف من يوم الثلاثاء 13 ماي 2008 بحثا مع الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للطلبة الدكتور عبد اللطيف المكي الذي رفض تدخل الأمن في تحديد نوعية علاقاته و أسماء أصدقائه كما أكد لهم أنه ليس من شروط مغادرة السجن أن تضبط الإدارة للسجين المسرح شبكة علاقاته ، و لم يرد في القانون ما ينص على وجوب انسحاب السجين المسرح من الحياة العامة أو حرمانه من ممارسة أي نشاط سياسي أو حقوقي. طرد فتيات محجبات بالمنيهلة: عمد المدعو محمد الهادي البريشني مدير معهد حسن حسني عبد الوهاب بالمنيهلة من ولاية أريانة إلى طرد جميع التلميذات المحجبات المرشحات لاجتياز امتحان شهادة الباكالوريا بسبب ارتدائهن للحجاب ، و قد اشترط عليهن المدير نزع أغطية رؤوسهن ( الفولارة ) للسماح لهن باستئناف دروسهن فرفضن و تمسكن بحقهن في حرية اللباس. السيد توفيق ميزان مهدد بالترحيل إلى تونس: بعد رفض السلطات الهولندية في 11 ماي 2006 لطلب اللجوء السياسي الذي قدمه السيد توفيق ميزان و بعد انقضاء المهلة الممنوحة له و التي انتهت في 20 ماي 2008 أصبح السجين السياسي السابق المقيم حاليا بهولندا مهددا بالترحيل إلى تونس حيث يخشى تعرضه للتعذيب و السجن من جديد. اعتقال و تعنيف تلامذة بمركز شرطة معتمدية سيدي عمر بوحجلة: احتجز المدعو عبد الله الخرداني مدير المعهد الثانوي بمعتمدية سيدي عمر بوحجلة من ولاية القيروان بمكتبه التلامذة وجدي العيفاوي و سامي بوقرّة و زياد لعماري المرسمين بالسنة الثالثة ثانوي بمعهد آخر تابع لنفس المعتمدية و الذين قدموا بغية المراجعة مع زملاء لهم بالمعهد المذكور إلى حين قدوم أعوان الشرطة الذين اقتادوهم إلى مركز أمن المكان حيث تعرضوا للتعنيف على يد رئيس المركز المدعو معز و لم يطلق سراحهم إلا بعد ساعة من اعتقالهم و كانت آثار التعنيف بادية على وجوههم. احتجاز المولدي الزوابي: تعرض السيد المولدي الزوابي عشية يوم الثلاثاء 13/05/2008 إلى الاحتجاز لمدة خمس ساعات و نصف من قبل رئيس مركز بوضلعة ( 30 كلم عن فرنانة بالشمال الغربي ) ياسين الظاهري عندما كان في مهمة صحفية لجريدة الموقف حيث افتك منه هاتفه الجوال و آلة التصوير و الأشرطة و أخضع للاستجواب ثم منع من مواصلة مهمته بعد استرداد أمتعته. و تجدر الإشارة إلى أنه لم يقع إطلاق سراحه إلا بعد أن التحق به كل من الأستاذ الهادي بن رمضان رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بجندوبة و الأستاذ رابح الخرايفي المحامي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي و النقابي الطيب الورغي. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الكاتب العام السيد زهير مخلوف
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير
حـــــــــرية و إنــــــــصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 13/05/2008 الموافق ل 8 جمادى الأولى 1429
بيان ذكرى ‘’ النكبة ‘’
تحية لنضال الشعب الفلسطيني الصامد تمر اليوم ستون سنة على ذكرى ‘’ النكبة ‘’ و احتلال فلسطين ، ستون سنة من المجازر ، و الاعتقالات ، و التعذيب و التجويع ، و هدم البيوت و جرف الأراضي ، و بناء المستوطنات ، و تدنيس المقدسات ، و تهجير أصحاب الأرض. وستون سنة من الصمود و النضال و المقاومة للاحتلال و الثبات على الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني . و منظمة حرية و إنصاف و هي تقف إجلالا و إكبارا لأرواح الشهداء و للذين هجروا و أسروا و حوصروا و جوعوا في سبيل تحرير أرض فلسطين تؤكد : 1) حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال من أجل استرجاع أرضهم السليبة و هو حق تكفله كل الشرائع السماوية و التشاريع الدولية 2) حق اللاجئين في العودة إلى الديار و الوطن ، إذ لا حل دون عودة المبعدين و المغربين الصامدين في مخيمات اللاجئين و في الشتات 3) حق كافة الأسيرات و الأسرى في الحرية و الذين يعانون الويلات من التعذيب الجسدي و النفسي من قبل الاحتلال 4) حق كل العرب و المسلمين في صون المسجد الأقصى قبلتهم الأولى و ثالث الحرمين الشريفين الذي يتعرض لمؤامرات الهدم المتواصلة 5) حق الفلسطينيين في الحياة الحرة و الكريمة و هم الذين يتعرضون لحصار جائر خاصة في قطاع غزة يحرمهم من أبسط حقوق الوجود مثل الماء والغذاء و الدواء و الكهرباء. 6) تطالب برفع الحصار الجائر عن الشعب الفلسطيني و فتح المعابر عن المكتب التنفيذي للمنظمة المكلف بملف قضايا التحرر في الوطن العربي و في العالم الأستاذ حاتم الفقيه
الأستاذ مسعود الرمضاني تحت الحصار
تواصل السلط الأمنية بالقيروان مضايقتها للأستاذ مسعود الرمضاني رئيس فرع القيروان للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ومنسق اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي ، ففرضت عليه مراقبة لصيقة ومرابطة أكثر من سيارة أمام منزله وتعرضت عائلته لذات المضايقات وصلت حد استباحة حرمة المنزل العائلي من خلال ارتقاء رافعة خاصة لإصلاح الأعمدة الكهربائية لمعاينة غرف المنزل .. وأمام هذا السلوك الأمني المتخلف الذي يستهدف الأستاذ الرمضاني لا يسع اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان إلا أن تندد بهذا الإصرار المشين على هذا النهج الأمني المتكلس في التعاطي مع نشطاء المجتمع المدني ، وتعبر عن صادق مساندتها للأستاذ مسعود الرمضاني في محنته . اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان المنسق : محمود قويعة
اضطرابات طلابية وإعتقالات لطلبة المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس
دخل طلبة المدرسة الوطنية للمهندسين في إضراب مفتوح بعد حملة الاعتقال العشوائي التي شملت مجموعة من زملائهم وهم على أبواب الامتحانات ونذكر منهم نور الدين الزاوي وموسى اليحياوي و توفيق الحجري وسهيل الشيحاوي وشكري الهذلي، وقد تم إيقاف أغلبهم من المساجد ومن بيوتهم، كما شملت الاعتقالات عدد آخر من الطلبة الذين أطلق سراحهم بعد قضاء يوم أو أكثر في اللإيقاف. وتلقت الإدارة مكالمات من الأولياء تبحث عن أبنائها وقد خلق هذا الأمر جوا من الهلع في صفوف الطلبة والأهالي وقد تحول العديد من أولياء الطلبة الوافدين من خارج صفاقس إلى المدينة للبحث عن أبنائهم بعد أن انقطع الاتصال بهم، وقد خلقت هذه الأحداث جوا من الاحتقان وتعطلت الدروس مما أثار استياء الأساتذة من هذا الاستهداف الغير المبرر للطلبة وأصدروا عريضة دعوا فيها إلى ضرورة تجنيب المؤسسات الجامعية مثل هذه الاضطرابات التي تؤثر على حسن سير الدروس وخاصة في ختام السنة الدراسية وقد أمضى على هذه العريضة حوالي ثمانون استاذا. مراسلة من صفاقس
الاتـحــاد العـام التونــسي للشغــل الاتـحــاد الـجهـــوي للشغــل بصفــاقـــس النقابة الأساسية لأساتذة التعليم العالي بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس عريضة جامعية
نحن أساتذة المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس و على أبواب الامتحانات النهائية وفي ظل محاولات بعضنا لتدارك التأخير في الدروس ببرمجة حصص إضافية فوجئنا بتوقف الدروس في العديد من الأقسام يوم الاثنين 12 ماي 2008 نتيجة لامتناع الطلبة عن متابعتها بعد أن علموا باعتقال عدد من زملائهم من قبل الأجهزة الأمنية، وبعد التحري والمساءلة والتعرف على نوعية الأسئلة الموجهة للبعض ممن اعتقلوا وأطلق سراحهم لاحقا ومع استمرار الاحتفاظ بعدد من الطلبة رهن الاعتقال: 1- نعبر عن عميق استيائنا من استمرار مثل هذه الحملات التي تربك سير الدروس في المؤسسة الجامعية وتعيقنا من أداء دورنا التربوي على الوجه المطلوب 2- ندعو إلى التخلي عن التعامل مع طلبتنا بهذا الأسلوب الأمني الذي يمس من الحريات الشخصية و يخلق جوّا من الرعب والارتباك داخل الحرم الجامعي. 3- نحذر بأن استمرار هذه الوضعية من الإرباك ونحن على أبواب الامتحانات سينعكس سلبا على سير الامتحانات و نزاهتها وسيجعلها عرضة لتأثيرات خارجية عن عناصر التقييم البيداغوجي السليم للطلبة 4- ندعو إلى الإطلاق الفوري لسراح الطلبة الذين لا يزالون قيد الاعتقال ليلتحقوا بمقاعد الدروس وتوفير الظروف النفسية الملائمة لهم ولبقية زملائهم لإجراء الامتحانات النهائية. 5-نطالب الإدارة بالتحقيق فيما راج بأن الاعتقال استهدف عددا من الطلبة الذين شاركوا في ندوة مفتوحة للحوار نظمتها الإدارة و شهدت مشادات كلامية بين أحد الضيوف وعدد من الطلبة الإمضاءات: (أساتذة تعليم عالي، أساتذة محاضرون، أساتذة مساعدون، مساعدون) عارف المعالجمحمد بن علي كمون أحمد المصموديعبد الستار الشعري محمد صالح عبيدنبيل دربال عبد الرزاق ذياب عبد المجيد ولها زوبير بوعزيزصلوحة اللجمي عبد الحق العياديكمال الزواري الطاهر الفخفاخفؤاد الحلواني جلال بوزيدعبد القادر كريشان أنيس العموصحسن قوبعة حافظ الطرابلسيمريد المراكشي محمد الجلوليمحي الدين فراتي شكري الرقيقمنصف زائري عبد الناصر القشوريمحمد المصمودي منير الصامتعبد الرزاق والي نورالدين الغمقيمنصف الشرفي عبد الستار القرمازيماهر بن جماعة أحمد بن حميدةمحمد الجميل سمير بوعزيزمحمد شورى عبد الرزاق المزغنيمنعم القلال نادر الهدارمحمد منصف السرباحي شكري يعيشبسام الزواري طارق دمقفوزي المصمودي لطفي الحماميمنير بكار زياد ادريسمحمد شطورو طاهر مشيشيحسين فريد العيادي العيادي منعمأحمد السلامي جمال بوعزيزعادل السياري الشادلي البرادعييوسف القرقوري محمد بوعزيزقاسم ساعي محمد جمال رويسراضية القرقوري المنجي اللحيانيمنجي الفقي حمادي الغريانيمنير كمون حسن الحاج عبد اللهنايلة المصمودي لطفي كريشانزبير غربال محمد العموريعبد الرزاق اليانقي محمد بن الطاهر كمونفخر الدين دمق فتحي الغريبيمحمد شعبان يسرى بن جماعةمحمد الجمل
عريضة مساندة للأساتذة المطرودين عمدا
نحن الموقعون أدناه و بعد متابعتنا لملف الأساتذة المطرودين عمدا: محمد مومني، على الجلولي و معز الزغلامي منذ إعلان وزارة التربية والتكوين طردهم دون موجب قانوني في 11/9/2007 و ما حف بملفهم بداية من المطالبة بتسويته ورفض الوزارة حتى مجرد شرح أسباب التخلي عنهم ثم دخولهم في إضراب عن الطعام احتجاجا على اللامبالاة دام 39 يوما بتبني مطلق من النقابة العامة للتعليم الثانوي و المركزية النقابية يهمنا أن نعلن الأتي: 1- نحيي الأساتذة الثلاثة لما أبدوه من نضج كبير و التزامهم بقرارات نقابتهم العامة قبل الدخول في الإضراب و بعده. 2- تنديدنا بوزارة التربية و التكوين التي تتجاهل ملف الأساتذة و قطاع التعليم و استمرارها في الانتداب بالطرق المشبوهة للمئات خلال هذه السنة الدارسية. 3- ندعو سلطة الإشراف إلى فتح حوار جدي ومسؤول من شـأنه فض كل الإشكالات العالقة مع وزارة التربية. 4- ندعو نقابة الثانوي الى مزيد تفعيل المساندة و التحضير لجدول تحركات من شانها إعادة الأساتذة الثلاثة إلى سالف عملهم. 5- ندعو الأخ الأمين العام للاتحاد أن يضع قضية المطرودين في كل القطاعات على رأس المفاوضات مع الحكومة. هذا و نعبر عن استعدادنا اللامشروط للدفاع عن الأساتذة المطرودين عمدا ماديا و معنويا بكل الأشكال. ملاحظة: ترسل الإمضاءات إلى العنوان الالكتروني moussanada@gmail.com و يمكن الإطلاع على المظلمة المسلطة على الأساتذة من الخلال الروابط التالية: http://3profexclu.blogspot.com/ http://professors-expelled.blogspot.com/ http://moumni2.maktoobblog.com/ و لأن الأساتذة على حق فقد وقع حجب هده المدونة في تونس لاحتوائها على الوثائق التي تثبت جدارتهم في التدريس. http://moumni.maktoobblog.com/
تنظم جريدة الوحدة بالتنسيق مع لجنة مناهضة الصهيونية ودعم المقاومة ندوة سياسية فكرية تحت عنوان:
نكبة 48 :
الفلسطيني بين واقع الشتات والتشبث بالهوية
وذلك يوم الجمعة 17 ماي 2008 على الساعة الخامسة مساء بمقر جريدة الوحدة 7 نهج النمسا 1002 تونس البلفيدير. والدعوة مفتوحة للجميع للمشاركة واثراء النقاش
الشؤون الوطنية «الديمقراطي التقدمــــــي»: 6 أعضاء من المكتب السياسي يؤكدون أزمة الحزب وينبّهـون الى مخاطــر التصـدّع
* تونس ـ «الشروق»: في تطوّر مثير ولافت للأنظار، أصدر ستة من أعضاء المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدّمي بيانا ألمحوا فيه الى ان أرضية الوفاق والتنوّع والاختلاف التي تأسس عليها الحزب اعتراها التداخل وأصبحت مهددة بمخاطر التصدّع على حد عبارة البيان. الممضون على البيان الذي حصلت عليه «الشروق» هم السادة فتحي التوزري وجيلاني العبدلي ومحمد الحامدي وعبد العزيز التميمي وهشام بوعتور والحبيب بوعجيلة، أبرزوا خطورة المرحلة التي يمرّ بها الحزب وأكدوا ان الإدانة المتكررة لعضو المكتب السياسي السيد محمد القوماني تؤشر الى حالة تأزم قصوى في العلاقات الحزبية وتعدّ منعرجا خطيرا في إدارة الاختلافات الداخلية. وأضاف الموقعون على البيان انهم يعبّرون عن تباينهم مع آخر بيانين صادرين عن المكتب السياسي منبهين الى التداعيات السلبية لهذه المعالجة الخاطئة لخلاف لم يعد خافيا حول التمشّي السياسي للحزب والتي برزت حدتها في التفاعل مع مشاركة القوماني في منتدى الدوحة الثامن للتنمية والديمقراطية والتجارة الحرّة. ودعا أصحاب «البيان» كافة أعضاء المكتب السياسي وسائر مناضلي الحزب الى التعقل ومراعاة ارضية الوفاق والتنوّع والاختلاف التي تأسس عليها الحزب الديمقراطي التقدّمي وذلك لتجنيب هذه التجربة المتميّزة ـ على حدّ عبارة البيان ـ التي ساهم الموقّعون على البيان في بنائها وعلّق عليها كثيرون آمالا عريضة خشية مخاطر التصدّع. يذكر ان عددا من الموقّعين على بيان «الدعوة الى التعقّل» كانوا اصدروا عددا من الوثائق بمناسبة الاحتفال بخمسينية عيد الاستقلال وعيد الجمهورية وبمناسبة عشرينية التحوّل وثائق اعتبرت انتهاجا لمسلك سياسي جديد لا فقط داخل الحزب الديمقراطي التقدّمي بل كذلك داخل المشهد السياسي الوطني المعارض، مسلك وصفه بعض المتابعين والمحللين السياسيين بالخط الثالث، خط وسطي يتنحّى عن المطلبية المجحفة ولا يقع في الموالاة العمياء والديكورية. البيان بما فيه من لهجة جادة يُنبئ بتطوّرات أخرى ويعكس حالة الاختلاف التي اصبحت تحكم الحزب، حالة اختلاف لم تعد تتناغم مع ما تردده قيادة الحزب من أنه اختلاف بنّاء، اختلاف يؤشر الى تأزّم حقيقي ويوجد مخاطر تصدّع حقيقية كما جاء في البيان… لننتظر. * خالد الحدّاد
(المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 ماي 2008)
الشؤون الوطنية كواليس سياسية
* جمعها: خالد الحدّاد * «ذاكرة وطنية!» جدل مهم جرى في منتدى الوحدة الشعبية مؤخرا حول الذاكرة الوطنية، ووجد ضيف المنتدى الأستاذ المتميّز عبد الجليل التميمي رؤى متقاطعة معه أكدت ان تهجمات كبيرة تضمّنتها الشهادات التاريخية التي يتمّ الاستماع إليها في سيمينارات الذاكرة الوطنية التي تنظمها مؤسسته. «منتدى الشعبية» يعتبر حدثا مهما لأنه ابرز رغبة النخب والجامعيين في المساهمة السياسية. * مؤتمر قومي ـ عربي سافر السيد محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الى اليمن للمشاركة في المؤتمر القومي العربي الذي انطلق أول أمس ويتواصل الى حدود غد الاربعاء. هناك أسباب مختلفة منعت أعضاء آخرين في المؤتمر من السفر وهم السادة: منصف الشابي وهشام الحاجي وشكري الهرماسي. * جدل اعلامي ـ سياسي بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة انفتح جدل واسع بين الاعلاميين ورجال السياسة حول تقييم المشهد الاعلامي الوطني، البعض يرى ان مقولة «الأزمة» في حاجة الى مراجعة وآخرون قالوا ان الفاعلين الاعلاميين أنفسهم لا يحترمون الرأي المخالف. * عودة «إعلامية» عودة قوية هذه الايام للسيد محمد مواعدة الأمين العام السابق لـ «ح.د.ش» فبالاضافة الى تواجده في اللجنة الوطنية للاعداد للمؤتمر القادم للحركة، يُمضي السيد مواعدة حاليا وبصفة مستمرة مقالين تحليليين اسبوعيين في «المستقبل» و»الملاحظ». * توجه جديد تتجه صحيفة «الملاحظ» وشقيقتها «Lصobservateur» الى التعويل على مقالات تحليلية لبعض الوجوه الثقافية والسياسية والفكرية. البعض يرى في ذلك التوجّه سعيا الى تجاوز هنة طبعت الأداء الاعلامي وهي تقلّص هامش وحجم المقالات التحليلية ومقالات الرأي. * «مرأة تحررية» قد يكون تم مساء السبت تركيز المكتب المؤقت لمنظمة المرأة التحررية التابعة للحزب الاجتماعي التحرري . المنظمة سترأسها السيدة روضة الشايبي زوجة الأمين العام للحزب السيد منذر ثابت. * «عريضة وإثارة!» أثارت عريضة نُشرت مؤخرا على الأنترنات جدلا في أوساط عدد من السياسيين. بعض من وردت أسماؤهم في العريضة أكدوا انهم أمضوا على مساندة ولم ينخرطوا في اي لجنة من اللجان. * هدوء «وحدوي» عكس المجلس الوطني الأخير للاتحاد الديمقراطي الوحدوي حالة من الهدوء والتوافق برغم عدم اتخاذ موقف من «رئاسية 2009» الذي قال عنه الأمين العام للحزب السيد احمد الاينوبلي انه سيصدر في اعقاب القراءة الثانية والمصادقة البرلمانية النهائية على مشروع قانون تعديل الفصل 40 من الدستور. * ليبرالية أممية يُسافر الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرري السيد منذر ثابت الى بلفاست (إيرلندا الشمالية) للمشاركة في المؤتمر 55 للأممية الليبرالية الذي سينعقد في الفترة من 14 الى 16 ماي الجاري. * موالاة ومعارضة من المنتظران يتم خلال مؤتمر الأممية الليبرالية الـ 55 سعي الى تقريب بين شقي الموالاة والمعارضة في لبنان اللذين سيشاركان في هذا المؤتمر (ميشال عون وكميل شمعون). * ديبلوماسية استقبل رئيس الكوت ديفوار السيد لوران قباقبو السفير التونسي السيد رضا المسعودي وهو أحد خمسة سفراء من المعارضة وينتمي الى حزب الخضر للتقدم. * سفر يسافر السيد منجي الخماسي الأمين العام لحزب الخضر للتقدم الى ايطاليا قريبا للمشاركة في مؤتمر عالمي حول استهلاك المنتوجات البيولوجية وسيُلقي الخماسي بالمناسبة مداخلة.
(المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 ماي 2008)
تونس: جدل سياسي وحقوقي إثر مقتل شاب في فرنسا
إسماعيل دبارة من تونس:
قال مصدر رسمي تونسي إنّ النيابة العامة فتحت تحقيقا قضائيا حول مقتل مواطن تونسي بمنطقة « قراس » بالقرب من مدينة نيس الفرنسية. وكان الشاب التونسي المقيم بفرنسا عبد الحكيم العجيمي ( 22 عاما) قد قتل يوم 9 أيار (مايو) الجاري إثر إيقافه بشكل عنيف من قبل أعوان أمن فرنسيين.ونقلت تقارير صحفية غير مؤكدة إلى حد اللحظة أنّه تم خنقه والاعتداء عليه بالعنف الشديد عند إيقافه بسبب خلاف بينه وبين موظف في أحد البنوك الفرنسية. وأكد التلفزيون الرسمي في تونس نبأ مقتل الشاب والتحقيق الذي فتحته النيابة العامة في الغرض. كما تداولت الصحف المحلية هذا الخبر و تحدثت عدة مقالات عن » قضية ذات بعد عنصري ». وفي نفس السياق استنكرت ست جمعيات شبه حكومية في بيان مشترك حصلت إيلاف على نسخة منه « صمت بعض المنظمات غير الحكومية المدعية الدفاع عن حقوق الإنسان التي تعتمد المكيالين بناء على خلفيات سياسية ». و في اتصال بمنظمة حرية وإنصاف الحقوقية المستقلة قال مصدر رفض الكشف عن اسمه لإيلاف: نخشى أن تكون الأفعال المنسوبة لأعوان الأمن الفرنسيين الذين مارسوا الأفعال التي نتجت عنها وفاة الشاب التونسي ذات خلفية عنصرية و في انتظار أعمال التحقيق فإن منظمتنا تندد بعملية القتل و تطالب السلطات الفرنسية بضرورة حماية الأجانب من الممارسات التعسفية و العنصرية. (المصدر: موقع إيلاف (بريطانيا) بتاريخ 14 ماي 2008)
وزير الدفاع الوطني يلتقي بواشنطن كبار المسؤولين الأمريكيين
في إطار الزيارة التي يؤديها حاليا الى واشنطن حيث يرأس الوفد التونسي الى أعمال اللجنة العسكرية المشتركة التونسية الأمريكية التقى السيد كمال مرجان وزير الدفاع الوطني يوم الاثنين بالبنتاغون السيد « روبرت غيتس » وزير الدفاع الأمريكي . كما التقى بمقر وزارة الخارجية الأمريكية السيدين « ديفد ويلش » مساعد وزير الخارجية المكلف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا و »ستيفن مول » مساعد وزير الخارجية المكلف بالشؤون السياسية والعسكرية . واستعرض وزير الدفاع الوطني خلال هذه المحادثات واقع العلاقات الثنائية وآفاق تطويرها خدمة للمصالح المشتركة للبلدين . وقدم السيد كمال مرجان لمخاطبيه عرضا حول تقدم تونس في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وحول الإصلاحات السياسية لترسيخ المسار الديمقراطي في تونس في ظل القيادة الحكيمة للرئيس زين العابدين بن علي. كما تناول الوزير سياسة تونس في مجال الدفاع الوطني وبحث مع مخاطبيه الوضع في المنطقة المغاربية والمتوسطية . وأكد المسؤولون الأمريكيون على متانة العلاقات بين واشنطن وتونس ورغبة الولايات المتحدة الأمريكية في مزيد تعزيز هذه العلاقات . ووصف السيد روبرت غيتس تونس بالشريك الذي يحظى بالمصداقية ويتميز بالجدية في المنطقة مؤكدا أن تونس يمكنها أن تعول دائما على مساندة الولايات المتحدة الأمريكية . وأكد السيدان ديفد ويلش وستيفن مول من جانبهما على الطابع الممتاز للعلاقات بين البلدين وثمنا المجهود التنموي الشامل في تونس ودورها البناء في تعزيز السلام والتسامح والانفتاح في المنطقة وفي العالم مكبرين جهودها في مجال مكافحة الإرهاب . (المصدر موقع أخبار تونس بتاريخ 13 ماي 2008 )
ظرف اقتصادي: مؤشر الاسعار عند الاستهلاك العائلي ارتفاع تكلفة المعيشة بـ8،5%
تونس ـ الصباح: ارتفع معدل الاسعار عند الاستهلاك العائلي خلال الثلث الاول من العام بـ8،5% مقارنة بنفس الفترة من سنة 2007 حيث سجل مؤشر الاسعار عند الاستهلاك العائلي لشهر افريل نموا بـ6% مقارنة بنفس الشهر من السنة الماضية وبـ8،0% مقارنة بشهر مارس حسب الارقام الصادرة عن المعهد الوطني للاحصاء. ويعود ارتفاع تكلفة السلة الاستهلاكية للتونسي بدرجة اولى الى ارتفاع اسعار المواد الغذائية خلال الأربع اشهر الماضية من العام بمعدل 6،8% مقارنة بنفس الفترة من سنة 2007 حيث تدخل اسعار المواد الغذائية بمستوى 5،36% في تركيبة مؤشر الاسعار عند الاستهلاك العائلي وارتفعت اسعار المواد الغذائية في تونس بسبب ارتفاع اسعار المنتوجات الفلاحية في الاسواق العالمية وخاصة اسعار الحبوب حيث تؤمن تونس قرابة نصف احتياجاتها الاستهلاكية من الحبوب عبر التوريد. ويعود التهاب اسعار الحبوب في الاسواق العالمية الى ارتفاع اسعار النفط حيث تمثل بعض انواع الحبوب ومنتوجات فلاحية اخرى مصدرا للانتاج الايثانول الطاقة البديلة للنفط ويشير في هذا السياق صندوق النقد الدولي بان النهوض بانتاج الطاقة البديلة خاصة في البلدان المتقدمة مسؤول عن 70% من ارتفاع اسعار الذرى في الاسواق العالمية وعن 50% من ارتفاع اسعار حبوب الصوجا. وتشير الارقام الصادرة عن المعهد الوطني للاحصاء الى ارتفاع اسعار الطاقة في تونس بنسبة 9،11% خلال الثلث الاول من العام وذلك مقارنة بنفس الفترة من سنة 2007 لتساهم بذلك اسعار الطاقة في ارتفاع المعدل العام لاسعار المواد الاستهلاكية بـ4،0 نقاط حيث ارتفع مؤشر الاسعار عند الاستهلاك العائلي بدون احتساب الطاقة 4،5% وتمثل اسعار النقل والتي تدخل في تركيبة السلة الاستهلاكية للتونسي بمستوى 5،10% المصدر الثاني لارتفاع معدل اسعار المواد الاستهلاكية اذ ارتفعت خلال الاربع اشهر الماضية من العام بـ9،5% مقارنة بنفس الفترة من سنة 2007. وتشمل المجموعة الاستهلاكية للنقل كل من تكلفة النقل العمومي وتكلفة اقتناء سيارة خاصة واستهلاك الوقود. وسجلت أسعار الملابس في الثلث الاول من العام اقل مستوى للنمو بـ1،2% وذلك بفضل موسم الانخفاض الذي شاركت فيه اغلب محلات بيع الملابس في تونس خلال شهري فيفري ومارس وتتعهد المحلات المشاركة في هذه التظاهرة بعرض انخفاض على اسعار منتوجاتهم لا يقل عن 20%. ويذكر ان معدل ارتفاع الاسعار عند الاستهلاك العائلي المنتظر لكامل العام الحالي قدر بـ4% حيث تعمل الدولة للسيطرة على تسارع نسق ارتفاع الاسعار وحفظه لهذا المستوى عبر التحكم في تزود السوق ودعم اسعار المواد الاساسية. نبيل الغربي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 ماي 2008)
تونس والبنك الافريقي للتنمية
تونس: يعتزم البنك الافريقي للتنمية الاستمرار فى تونس كمقر مؤقت له حتى شهر مايو من العام القادم موعد إنعقاد الاجتماعات السنوية التى تعقد فى السنغال وتدرس هذا الموضوع. وكان البنك قد ترك مقره الاصلي في ابيدجان بساحل العاج قبل خمس سنوات بسبب الاوضاع السياسية // المتقلبة // هناك آنذاك ليتخذ من تونس مقرا مؤقتا له. وتضم مجموعة البنك الافريقي التي يراسها الروندى دونالد كابروكا الى جانب 53 دولة افريقية 24 دولة من خارج القارة الافريقية بينها المملكة والصين والولايات المتحدة الامريكية وفرنسا والهند واليابان. وقدمت تركيا ترشحها للانضمام الى المجموعة والمساهمة في رأس مالها بقيمة 41 مليون دولار أمريكي. (المصدر وكالة الانباء السعودية(واس) بتاريخ 14 ماي 2008 )
رئيس الدولة يهتم بمردود مراكز الأعمال الهرماسي رئيسا للمجلس الأعلى للاتصال
قرطاج (وات) ـ توجهت عناية الرئيس زين العابدين بن علي لدى اجتماعه صباح امس الثلاثاء بالسيد محمد الغنوشي الوزير الاول الى سير آليات حفز المبادرة واحداث المؤسسات والاحاطة بالباعثين واصحاب أفكار المشاريع. واهتم رئيس الدولة في هذا السياق بمردود مراكز الاعمال التي تابعت الى حد الان انجاز زهاء 2700 مشروع دخل منها طور الاستغلال 510 مشاريع باستثمارات جملية بـ76 مليون دينار بما يتيح احداث 4400 موطن شغل. كما اطلع في السياق ذاته على أداء محاضن المؤسسات التي بلغ عددها 27 محضنة أمنت خدمات احاطة ومرافقة لفائدة 1200 حامل فكرة مشروع خلال سنة2007. واسدى سيادة الرئيس تعليماته بمواصلة الجهود لدعم التنسيق والتكامل بين مختلف هياكل المساندة والتأطير والاحاطة بالباعثين في كافة مراحل استنباط وانجاز مشاريعهم بما يدعم حركية الاستثمار واحداث المؤسسات. وعلى صعيد اخر اطلع رئيس الدولة على الاستعدادات الجارية لتنظيم الاستشارة الوطنية حول التشغيل. وأوصى في هذا السياق بتشريك الكفاءات من مختلف الاوساط والجهات في بلورة السبل الكفيلة بتطوير أداء آليات التكوين والتدريب والتأهيل لاحداث موارد الرزق وبعث المشاريع ومزيد تفعيل آليات الاحاطة والمساندة والمساعدة على اندماج الشباب في الحياة المهنية. كما أكد سيادة الرئيس أهمية التعمق في التحولات الجارية والمنتظرة على المستوى الاقتصادي وعلى مستوى منظومة المهن والتقنيات وما يتطلبه ذلك من توفير المهارات المستجيبة لحاجيات المؤسسات على الامدين القصير والبعيد. واهتم رئيس الدولة أيضا بفحوى اجتماع المجلس الاعلى لرعاية الاشخاص المعوقين الذي انعقد في نهاية الاسبوع المنقضي موصيا بمتابعة ما انبثق عنه من أفكار ومقترحات لدعم الاحاطة بهذه الفئة وتعزيز اندماجها في مسارات التعليم والتكوين والتشغيل وذلك في اطار الشراكة والتكامل بين الهياكل الرسمية والنسيج الجمعياتي. ومن جهة أخرى أعلن الوزير الاول أن رئيس الدولة قرر تعيين السيد عبد الباقي الهرماسي رئيسا للمجلس الاعلى للاتصال. ( المصدر وكالة تونس افريقيا للانباء بتاريخ 13 ماي 2008 )
تونس: تعيين رئيس للمجلس الأعلى للاتصال
تونس – واس – عين الرئيس التونسي زين العابدن بن علي الوزير السابق عبد الباقي الهرماسي رئيسا للمجلس الاعلى للاتصال الذي يُعنى بتقييم أداء وسائل الإعلام في تونس. وكان الهرماسي قد شغل منصب وزير الخارجية التونسي من عام 2004 الى 2005 وقبل ذلك كان وزيرا للثقافة .يشار إلى أن المجلس الأعلى للاتصال جهاز ذو طابع استشاري وسعت صلاحياته مؤخرا لتشمل تقديم المقترحات بشان تطوير الأداء الإعلامي في تونس. (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 14 ماي 2008)
في «بيت الحكمة» وفي الذّكرى العاشرة لوفاته عن العلاّمة محمّد الشاذلي النّيفر عالما ومحدّثا وأديبا
تونس ـ الصباح ـ بمناسبة مرور عشر سنوات على رحيل العلامة الزيتوني الشيخ محمد الشاذلي النيفر نظم المجمّع التونسي للعلوم والآداب والفنون (بيت الحكمة) بالتعاون مع الجمعية التونسية للدراسات والبحوث حول التراث الفكري التونسي ومكتبة آل النيفر يوما دراسيا بتاريخ امس الاول الاثنين 12 ماي 2008 اشتمل على جلستين علميتين: واحدة صباحية والثانية مسائية حاضر خلالها عدد كبير من الاساتذة والباحثين الاكاديميين من تونس والجزائر والمغرب حول فكر وشخصية وعلم الشيخ الراحل بوصفه ـ لا فقط ـ عالما ومربيا وباحثا وفقيها بل وايضا بوصفه شخصية وطنية بارزة كان لها دورها في حركة الاصلاح والنضال الوطني من أجل الاستقلال وبناء الدولة الوطنية الحديثة. الجلسة الافتتاحية الدكتور عبد الوهاب بوحديبة هو من اعطى اشارة انطلاق هذا اليوم الدراسي وذلك من خلال كلمة تقديمية وصف فيها الشيخ الراحل محمد الشاذلي النيفر بانه احد علماء تونس وأحد اعلام الزيتونة المنارة العلمية التي صاغت ـ والكلام له ـ الشخصية التونسية في كل مظاهرها الثقافية والعلمية والسياسية.. معتبرا ان تخصيص يوم دراسي لتناول جوانب من جهود وفكر الشيخ محمد الشاذلي النيفر يعدّ بمثابة فعل انصاف لشخصية وطنية ساهمت مساهمة كبيرة في صياغة تاريخ تونس الحاضر في مختلف جوانبه العلمية والثقافية والتربوية والسياسية. بدوره وصف الدكتور كمال عمران رئيس الجمعية التونسية للدراسات والبحوث حول التراث الفكري التونسي في كلمته التقديمية وصف الشيخ محمد الشاذلي النيفر بانه علم من اعلام الزيتونة الذين رفعوا لواء العلم والمعرفة معتبرا ان تخصيص يوم دراسي اكاديمي له يمثل عنوان وفاء لعلماء كانوا في مستوى الرسالة العلمية التي حملوها وفي مستوى مسؤولية العمل بها. الجلسة العلمية الاولى الجلسة العلمية الاولى من هذا اليوم الدراسي ترأس اشغالها سماحة الشيخ محمد المختار السلامي الذي أبى الا ان يمهد لها بمداخلة بليغة ارتجلها نزل من خلالها جهود الشيخ العلامة محمد الشاذلي النيفر في نشر العلم في سياق المسار التاريخي الذي عرّفته بلادنا (افريقية) منذ بعثة الفقهاء العشر التي ارسلها الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز لنشر العلم في هذه الربوع.. فالشيخ العلامة محمد الشاذلي النيفر هو امتداد لهؤلاء.. شخصية الشيخ محمد الشاذلي النيفر ذلك هو عنوان المداخلة الاولى وكانت بامضاء الاستاذ الطاهر النيفر (نجل الشيخ الشاذلي النيفر) وقد خصصها للحديث عن جوانب متعددة ومختلفة في شخصية العلامة الراحل الذي قال عنه بانه الى جانب كونه كان محققا وعالم ومؤلفا خلف مكتبة ثرية فانه كان ايضا ناشطا سياسيا دخل مبكرا حقل النشاط السياسي من أجل المساهمة في جهود النضال الوطني لنيل الاستقلال. وقد اتى الاستاذ المحاضر على ذكر عدد من المهام التي تكفّل بها الشيخ في هذا المجال مثل سفره الى المملكة العربية السعودية في نهاية اربعينات القرن المنقضي حاملا معه عريضتين صادرتين عن رموز الحركة الوطنية بتونس لابلاغهما الى الجامعة العربية من أجل ادراج القضية التونسية لدى الجامعة العربية. وكذلك سفره سنة 1951 مع الزعيم الحبيب بورقيبة لتبليغ صوت تونس في احد المؤتمرات الاسلامية التي انعقدت بباكستان. اما عن الشاذلي النيفر المحدّث والمحقق والمفكر فانها جوانب اخرى في شخصية ومسيرة هذا العالم الزيتوني الجليل تعرض لها تباعا كل من الاساتذة طه بوسريح الذي تحدهث في مداخلته عن الشاذلي النيفر محدثا مبرزا بالخصوص جهوده الكبيرة في مجال الاعتناء بالسنة النبوية اعتبارا لقيمة وضخامة مؤلفاته ودراساته حول علوم السنّة واعلامها مثل عنايته بموطأ الامام مالك ومدوّنة الامام سحنون وتقديمه لكتاب «المعلم بفوائد الامام مسلم» باجزائه الثلاثة. اما عن الشاذلي النيفر المحقق فقد قدم الاستاذ محمد الحبيب الهيلة مداخلة عن قيمة جهود الشيخ في هذا المجال العلمي والبحثي المضني والهام.. مؤكدز ان اعمال الشيخ في هذا المجال والتي أثمرت 15 عنوان اهمها واولها تحقيقه لكتاب «المعلم بفوائد الامام مسلم» كانت اعمالا لا تتسم اكاديميا بكل مواصفات التحقيق العلمي كما نجدها لدى أهل الاختصاص من ذوي الثقافة الجديدة. اما الاستاذ احميدة النيفر فقد تحدّث في مداخلته عن «قضايا الفكر والمجتمع عند الشيخ محمد الشاذلي النيفر» مبرزا ان هاجس الاهتمام بالقضايا الاجتماعية الراهنة والخارقة بدا حاضرا بصفة مبكرة في بعض كتابات ومحاضرات الشيخ بما فيها تلك التي عالج من خلالها مسائل فقهية.. وهو ما يدل على انه كان منتبها لما كان يعتمل من قضايا في العالم الاسلامي.. (انظر محاضرته عن محمد اقبال بتاريخ 1938). اشعاع مغاربي أما الاستاذان عبد الهادي التازي (المغرب) وعمار الطالبي (الجزائر) فانهما تحدثا عن الجهود العلمية للشيخ الشاذلي النيفر مغاربيا. ففي مداخلته التي وضعها تحت عنوان «خاتمة الذين اهتموا بصحيح مسلم من المغاربة» تحدث الدكتور عبد الهادي التازي عن القيمة العلمية الكبيرة للدراسات التي أمضاها الشيخ الشاذلي النيفر في اطار اهتمامه واعتنائه بكتاب صحيح مسلم مؤكدا انه يعد احد المراجع الكبرى في هذا الاطار. اما الدكتور عمار الطالبي (من الجزائر) فانه تعرض في مداخلته للجهود العلمية الهامة والنوعية للشيخ الشاذلي النيفر التي كانت تعكسها مساهماته العشر في ملتقيات الفكر الاسلامي بالجزائر.. واصفا اياه بانه «أحد الائمة الكبار الذين اخذ عنهم الجزائريون وتتلمذوا على ايديهم في مجال العلوم الشرعية». شهــادات الاساتذة الشاذلي القليبي ومصطفى الفيلالي وزكريا بن مصطفى كانوا من بين الشخصيات الوطنية السياسية التي حضرت وتابعت اشغال الجلسة العلمية الاولى من هذا اليوم الدراسي في الذكرى العاشرة لوفاة الشيخ العلامة محمد الشاذلي النيفر وقد أدلوا بشهاداتهم حول شخصية وجهود الشيخ الراحل لكونهم عاصروه وتتلمذوا عنه في المدرسة الصادقية. كان متفتحا على العصر الاستاذ الشاذلي القليبي اكد في شهادته على القيمة العلمية والوطنية للدروس التي كان يلقيها الشيخ الشاذلي النيفر على تلامذته المدرسيين من غير الزيتونيين بفضاء واقسام المدرسة الصادقية وهي دروس كان لها الفضل الكبير في تجذير الحس الوطني في نفوس تلامذته وجعلهم معتزين بهويتهم الثقافية الام.. هذا فضلا عن ان الشيخ كان احد ابرز اعلام الزيتونة الذين حاولوا واجتهدوا من أجل ان يكونوا متفتحين على العصر. أما الاستاذ زكريا بن مصطفى فقد تحدث في شهادته التي قدمها بوصفه أحد الذين تعرّفوا على الشيخ الشاذلي النيفر عن قرب في مناسبات مختلفة عن خصال الشيخ العلمية والانسانية وعن جهوده في مجال دعم العمل الجمعياتي بوصفه احد الذين دعموا جمعية «معالم ومواقع» التي يرأسها. الجلسة العلمية الثانية الجلسة العلمية الثانية من هذا اليوم الدراسي حول الشيخ العلامة محمد الشاذلي النيفر ترأس اشغالها الدكتور عبد الهادي التازي (من المغرب) وشهدت سبع مداخلات، اولها للأستاذ كمال عمران تحدّث فيها عن «فكرة التجديد عند الشيخ محمد الشاذلي النيفر» وهي محاضرة اثارت الانتباه لانها بدت نقدية وغير «مجاملة» اكد فيها الدكتور كمال عمران في البداية على اهمية «التجديد» باعتباره رحيق كل فكر في الثقافة العربية الاسلامية.. وذلك قبل ان تعرض لمفهوم التجديد في فكر الشيخ الشاذلي النيفر اعتمادا على مقال للشيخ منشور بمجلة «الهداية» التونسية بتاريخ ماي 1977.. يقول الدكتور كمال عمران «وقد تعرّض الشيخ الشاذلي النيفر لموضوع (التجديد في مقال له منشور بمجلة «الهداية» (ماي 1997) وحدد مفهومه على نحو جعله مقترنا بالعودة الى الجيل الاول وهو جيل النبي والصحابة والانسلاخ منه لمعالجة كل ما يطرأ من عوائق دون القرآن والسنّة كالبدع والمحدثات.. وليس التجديد عند الشيخ الشاذلي النيفر اضافة او زيادة او اجتهادا بقدرما هو جمع القوة الذهنية اخذا عن الاصل.. وقد حدد اجيالا في الثقافة الاسلامية منها جيل النبي والصحابة ومنها الجيل الذي ضعف الدين عنده ومنها الجيل الذي اضاع الدين لذلك فان الحاجة الى التجديد بالنسبة للجيلين الاخيرين تمحض لعمل اجتهادي يسعى الى تجاوز الاخطاء بالنهل من القرآن والسنّة. الاشكال في هذه الدعوة النابعة من رجل علم لا شك في علكه ومن رجل عمل لا شك في عمله في كونها ثرية بالقياس الى الماضي اي الى الاصل ولكنها تحتاج الى ثقافة تخاطب الناس في صميم المشكلات المطروحة لان التجديد عند الشيخ الشاذلي النيفر يبدو متشبعا بالقديم مفتقرا الى الثقافة المعاصرة وهي ما احتفل بها المثقف بدل الشيخ…» ايضا شهدت هذه الجلسة العلمية الثانية مجموعة مداخلات اخرى تعرض من خلالها اصحابها الى امثلة من فتاوى الشيخ محمد الشاذلي النيفر وهي محاضرة الدكتور فتحي القاسمي او الى مختارات من اشعار الشيخ وهو موضوع مداخلة الدكتور نور الدين صمود والتي جاءت بعنوان «الشيخ الشاذلي النيفر اديبا».. او مداخلة الاستاذ محمد المختار النيفر وقد جاءت بعنوان «الشيخ الشاذلي النيفر كما عرفته» او مداخلة الاستاذ برهان النفاتي حول «الشاذلي النيفر فقيها» او مداخلة الاستاذ محمد العزيز الساحلي حول «الشيخ محمد الشاذلي النيفر اماما وخطيبا». هذا فضلا عن شهادة قدمها الاستاذ محمد الكامل سعادة حول جهود الشيخ الشاذلي النيفر في مجال تدريس القرآن الكريم وحفظه.. محسن الزغلامي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 ماي 2008)
الباهي الأدغم ومحمود المستيري اعترضا على «إسلامية» الدّولة التونسية وبورقيبة حسم المسألة!
تونس ـ الصباح: في اطار الجلسة العلمية الأولى من أشغال اليوم الدراسي الذي نظمه مجمع «بيت الحكمة» بقرطاج في الذكرى العاشرة لوفاة الشيخ العلامة محمد الشاذلي النيفر كانت للأستاذ مصطفى الفيلالي مداخلة جد هامة القاها في قالب شهادة باعتباره أحد الذين عرفوا الشيخ الشاذلي النيفر عن قرب.. هذه الشهادة التي أِثنى فيها الاستاذ مصطفى الفيلالي خاصة على اهمية الجهد العلمي الذي ميّز بحوث ومؤلفات الشيخ الشاذلي النيفر في مجال الاعتناء بموطأ الامام مالك ومدونة الامام سحنون على اعتبار انه جهد علمي حصّن تاريخيا تونس بل وشمال افريقيا من ظاهرة التغرّق الفقهي والمذهبي التي تعاني منها بعض الاقطار في المشرق.. وقد ذكّر الاستاذ مصطفى الفيلالي في هذا السياق بما يجري هذه الايام على أرض لبنان من تناحر وتقاتل مذهبي.. على أن الجانب الأهم في هذه الشهادة هو ما اشار اليه الاستاذ مصطفى الفيلالي في سياق حديثه عن حيثيات اشغال جلسة المجلس التأسيسي التي انعقدت لوضع دستور للجمهورية التونسية على اثر الغاء النظام الملكي والتي حضرها الشيخ محمد الشاذلي النيفر بوصفه عضوا بالمجلس وذلك عندما قال بان الشيخ الشاذلي النيفر هو من بادر باقتراح صيغة الفصل الاول من هذا الدستور التونسي الذي نصت على عقيدة ولغة الدولة التونسية المستقلة وقد اقترحها على النحو التالي: «تونس دولة عربية اسلامية» غير ان الاستاذ الباهي الادغم وكذلك الاستاذ أحمد المستيري اعترضا على هذه الصيغة وخاصة في جانبها الذي ينص على «اسلامية» الدولة التونسية مبررين ذلك بضرورة مراعاة المجتمع الدولي ومؤسساته التي سيعهد اليها بمسألة الاعتراف باستقلال تونس وقيام جمهوريتها.. بل ان الاستاذ الباهي الأدغم ذهب الى حد التذكير بان في تونس مواطنين تونسيين غير مسلمين ويجب مراعاة شعورهم.. الاستاذ مصطفى الفيلالي صاحب هذه الشهادة التاريخية ذكر ايضا بان الزعيم الحبيب بورقيبة هو من حسم المسألة ووضع حدا للخلاف باقتراحه الصيغة التي لا تزال الى اليوم مثبتة في الدستور والتي تنص على ان «تونس دولة حرة مستقلة، الاسلام دينها والعربية لغتها». محسن الزغلامي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 ماي 2008)
1500 إسرائيلي يشاركون في الزيارة السنوية لمعبد يهودي بجزيرة جربة التونسية
تونس د ب أ – أعلن رئيس الطائفة اليهودية في جزيرة جربة التونسية بيريز الطرابلسي اليوم أن آلاف اليهود من مختلف أنحاء العالم بينهم 1500 إسرائيلي « سيحجون يومي 22 و23 أيار(مايو) الجاري إلى الجزيرة لأداء شعائر دينية تقام سنويا بكنيس الغريبة »، أقدم معبد يهودي في إفريقيا. وقال الطرابلسي : » أتممنا كل الاستعدادات من أجل استقبال ما بين 6 آلاف و7 آلاف حاج يهودي من فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسرائيل أساسا » موضحا أن: « عدد الحجاج ازداد هذا العام بنحو 40 بالمائة مقارنة بحج الموسم الماضي ». وأوضح أن: :عدد « الحجاج الإسرائيليين سيرتفع هذا العام إلى حوالي 1500 مقابل أقل من 1000 العام الماضي معربا عن أسفه لغياب « ربط جوي مباشر بين جربة وإسرائيل لعدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين ». قال الطرابلسي : « لو كان هناك ربط جوي مباشر لارتفع عدد الحجاج الإسرائيليين إلى 20 ألفا في السنة »، موضحا أن الوضع الحالي يجبر اليهود الإسرائيليين على السفر لتونس عبر مطارات أوروبية. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي السابق سيلفان شالوم قد طلب خلال مشاركته عام 2005 في القمة العالمية لمجتمع المعلومات ، التي نظمتها الأمم المتحدة بتونس ، من السلطات التونسية إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل لكن لم تستجب تونس لطلبه. وتجرى شعائر زيارة كنيس الغريبة وسط إجراءات أمنية مشددة للغاية منذ وقوع هجوم على الكنيس عام 2002 تبناه تنظيم القاعدة وخلف 21 قتيلا بينهم 16 سائحا. ويعيش في تونس نحو 2000 يهودي يتركز أكثر من نصفهم في جزيرة جربة. (المصدر: وكالة (د ب أ – إفي) الألمانية للأنباء بتاريخ 13 ماي 2008)
مسؤول عربي يدعو لتعزيز حماية السياح من الاعمال الارهابية
تونس (رويترز) – دعا مسؤول عربي كبير يوم الثلاثاء الى مزيد من التنسيق بين مختلف الاجهزة الامنية في البلدان العربية لتوفير مزيد من الحماية للسياح من الاعمال الارهابية في المنطقة المستهدفة من قبل تنظيمات متشددة. وقال محمد بن علي كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب في كلمة امام مؤتمر أمني عربي بتونس « اذا كانت الاولوية لتأمين ووقاية المرافق السياحية والسياح من اي عمل ارهابي او اجرامي فان ذلك لا ينفي ضرورة العمل الجاد لمنع كل ما من شأنه التأثير بشكل سلبي على قطاع السياحة. » وتصنف صناعة السياحة في عدة بلدان عربية من بينها مصر وتونس والاردن والمغرب على انها من القطاعات الحيوية في اقتصاداتها حيث تدر عوائد كبيرة بالعملات الاجنبية اضافة لتوفيرها لعشرات الالاف من فرص العمل. وشدد كومان على أن توفير الحماية للسياح يحتاج الى « رفع القدرات التدريبية لاجهزة الامن السياحي وتزويدها بالمعدات والتقنيات اللازمة » اضافة « للتنسيق مع الاجهزة الامنية الاخرى العاملة في المراكز الحدودية والمطارات والموانيئ والتعاون مع الاجهزة الاقليمية والدولية. » وشهدت مصر والجزائر والاردن شن تنظيمات اسلامية متشددة لهجمات على سياح غربيين وهو ما نجم عنه ركود وقتي لصناعة السياحة فيها. ووقع اخر هجوم على سياح في 22 فبراير شباط الماضي حين تبنى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي اختطاف سائحين نمساويين اثنين اثناء زيارتهما تونس. ودعا كومان الى ضرورة حماية المواقع الاثرية ليس نظرا لقيمتها الحضارية والفنية فحسب بل لكونها تشكل عامل جذب يسهم في تنمية السياحة وازدهارها. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 13 ماي 2008)
هلاك 50 مهاجرا جوعا وعطشا تونس: شواطئ تستقبل غرقى وناجين من « رحلات الموت » باتجاه أوروبا
تونس – خدمة قدس برس تكثّفت في الأسابيع الماضية قرب السواحل التونسية حوادث غرق مراكب تقل مهاجرين غير شرعيين من جنسيات تونسية وإفريقية متعددة. فقد غرق بداية الشهر الجاري أيار (مايو) ثمانية مهاجرين وظلّ آخرون في عداد المفقودين بعد أن غرق مركب كان يقلهم باتجاه أوروبا. وعثرت السلطات التونسية على جثث الضحايا قبالة سواحل مدينة الشابة الواقعة شرقي العاصمة تونس. كما تحدثت تقارير صحفية بداية هذا الأسبوع عن هلاك 50 مهاجرا سريا بينهم تونسي جوعا وعطشا ونجاة 16 آخرين بعد 5 أيّام من الصراع مع الموت. وقد تم العثور مساء السبت الماضي (10/5) على زورق من نوع « زودياك » بشاطئ محافظة المنستير وبداخله ثلاث جثث آدمية و 15 شابا وفتاة في حالة يرثى لها. وأفادت المعلومات الأولية أنّ الزورق توقف محركه على بعد بضعة أميال من جزيرة « لمبدوزا » جنوب إيطاليا بنفاد الوقود بعد يومين من الإبحار. كما وردت أنباء عن إحباط وحدات الحرس الوطني بمحافظة صفاقس جنوب العاصمة عملية إبحار تورط فيها خمسة شبان فيما وتجري التحريات بشأن آخرين. وكان هؤلاء يخططون لسرقة مركب صيد ومحرك للتوجه بحرا نحو الأراضي الإيطالية. ورغم تكثيف حملات التمشيط على السواحل التونسية والرقابة الأمنية فإنّ موجات الرحلات السرية لا تزال تغري الحالمين بالوصول إلى الضفة الشمالية من المتوسط بحثا عن حياة أفضل وهروبا من الفقر والبطالة. ويختار هؤلاء ما أصبح يعرف « بطريق الموت » نظرا لاستحالة حصول معظمهم على الوثائق القانونية التي تمكّنهم من الهجرة بالطرق الشرعية. كما ضاعف نظام الحصص الذي أعلنته بعض الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا من صعوبة الهجرة. ويهدف هذا النظام إلى تشجيع ما يسمّى « الهجرة المهنيّة للكفاءات ». وأدانت جمعية « اتحاد التونسيين لمواطني الضفتين » في بيان اطلعت « قدس برس » التقييدات التي تضعها الدول الأوروبية على حرية التنقل للحد من تدفق مواطني الجنوب إليها وحمّلتها مسؤولية هلاك آلاف الأشخاص على طريق الهجرة السرية. وقالت هذه الجمعية و مقرها باريس إنّ النضال من أجل حرية التنقل هو نضال من أجل الحرية والمساواة. وانتقد اتحاد مواطني الضفتين نظام الحصص المذكور واعتبره غير عادل ويساهم في تعميق استغلال مئات الآلاف من العمال الذين يعيشون في وضع أشبه بالاستعباد في كثير من بلدان الجنوب مقابل منح امتياز لفئة قليلة من الكوادر والفنيين.
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 13 ماي 2008)
بعد أن ضبطتهم بارجة بحرية: محاكمة 18 متهما في قضية «حرقان»
فاطمة الجلاصي باشرت هيئة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية النظر في ملف قضية «حرقان» تورط فيها تسعة متهمين وجهت إليهم دائرة الاتهام تهمة المشاركة في وفاق يهدف إلى مغادرة التراب التونسي خلسة بحرا. وقد تم إيقاف المتهمين بصدد تنفيذ عملية إبحار خلسة إلى التراب الإيطالي وقد ارتأت الهيئة تأجيل محاكمتهم لتسخير محامين للدفاع. … و9 «حارقين» من الهوارية من جهة أخرى أدانت هيئة الدائرة الجنائية بقرمبالية ثمانية متهمين في قضية إبحار خلسة وقضت في شأنهم بأحكام تتراوح بين 6 أشهر سجنا وعامين سجنا مع تأجيل التنفيذ للبقية وعامين مع النفاذ العاجل لأحدهم من أجل تهم المشاركة في وفاق يهدف إلى مغادرة التراب التونسي خلسة بحرا والإبحار خلسة وتم إفراد المتهم التاسع بالتتبع باعتباره مازال طفلا.
وكانت الابحاث قد انطلقت في القضية يوم 28 أوت2007 حيث تمكنت بارجة عسكرية تابعة للبحرية الوطنية من ضبط مركب بحري مجهز بمحرك على مسافة 24 ميلا بحريا شمال الهوارية وعلى متنه تسعة شبان بصدد اجتياز الحدود البحرية خلسة إلى إيطاليا. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 ماي 2008)
حزب موريتاني يربط مشاركته بالحكم بقطع علاقات نواكشوط مع إسرائيل
نواكشوط – (وكالة أنباء الشرق الأوسط – أ ش أ) – لخص حزب « الفضيلة » الموريتاني المشارك فى الحكومة الجديدة، علاقته بالسلطة فى ثلاث قضايا اعتبرها جوهرية وفاصلة . وقال رئيس حزب الفضيلة عثمان ولد أبو المعالى إن القضايا الثلاث هى قطع العلاقات مع إسرائيل ومحاربة الفساد والدفاع عن اللغة العربية . وأضاف ولد أبو المعالى، فى مؤتمر صحفى، أن أبرز هذه القضايا هى قطع العلاقات مع إسرائيل؛ مؤكدا أنها محل إجماع من قبل كافة مكونات المجتمع الموريتانى،كما أنها تدخل ضمن تعهدات رئيس الجمهورية فى حملته الانتخابية وتابع رئيس حزب الفضيلة » أن تنفيذ البرنامج الانتخابى المتعلق بالتنمية يتطلب الكثير من الوقت ، أما قطع العلاقات مع إسرائيل فلا يحتاج إلا إلى قرار » .. مشيرا إلى أن القضية الثانية التى لا تقل أهمية عن الأولى هى الابتعاد عن الفساد والمفسدين . وهدد ولد أبو المعالى بالانسحاب من الحكومة فى حال عدم إعادة المكانة اللائقة للغة العربية، والتى اعتبرها الحزب ثالث قضاياه، داعيا الحكومة للاهتمام باللغة كما ينص على ذلك الدستور .وطالب رئيس حزب الفضيلة بضرورة مكافحة الإرهاب والجريمة..مشددا على أهمية محاربة الرذيلة والانحلال الخلقي وحماية الشارع وتقوية الوحدة الوطنية من خلال تسوية مشكل اللاجئين، والاهتمام بالأمن المعيشى للسكان . يذكر أن حزب الفضيلة الموريتانى يشارك في الحكومة عبر نائب رئيسه دحان ولد أحمد محمود الذى يتولى حقيبة الشؤون الإسلامية . (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 14 ماي 2008)
حادثة محزنة من صميم الواقع
الحبيب ستهم
لي زميلة في الشغل قاربت الأربعين من عمرها، يصفها الجميع بالبشوشة لأنه قلما تفارق البسمة وجهها هذا إضافة إلى دماثة أخلاقها وحسن معاملتها للجميع. في الأشهر الأخيرة لاحظت مثل بقية الزملاء تغيرا في مزاجها الذي أصبح يتسم بالحدة والعصبية ناهيك عن الفترات الطوال التي تسافر فيها بذهنها وجسمها باق في مكانه بحيث أصبحت كثيرة الشرود وغابت البسمة عن وجهها وحلت محله مسحة ممزوجة بالحزن والخوف والحيرة. دفعني فضولي وجرأتي التي طالما سببت لي الكثير من المشاكل إلى استفسارها عن أسباب التحول والانقلاب الصارخ والمخيف في مزاجها وحالتها النفسية. لقد كانت إجابتها واضحة وغامضة في نفس الوقت: حبها لإبنها البالغ من العمر ثمانية عشر سنة نعم إنه الحب الذي أنتج الخوف.. ليس الخوف من البطالة فتلك أصبحت عادية كما هو ليس الخوف من الضياع والانحراف فهي لم تغرس فيه سوى الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة وليس الخوف من رفاق السوء فقد حرصت على تجنيبه إياهم.. فقط إنه الخوف من فقانه وابتعاده عنها وفصله قهرا عنها.. لقد أصبح ابنها يصلي ويرتاد المسجد الموجود في الحي المشكل أن الأم واعية وتتابع الأخبار ومنها الحملات المتواصلة التي تطال الكثير من الشباب المتدين في كافة أنحاء البلاد وهي ترى أن الصفات الحميدة التي وطنت عليها ابنها وفلذة كبدها إضافة لتلك الشعيرات التي بدأت تبرز في وجهه تجعل منه مع ارتياده للمسجد وخاصة في صلاة الصبح تجعل منه مشروع معتقل وتجعله على الأقل عرضة للسين والجيم خدمة وطاعة لسلطان العصر ما اصطلح على تسميته بقانون الإرهاب . ببساطة طلبت مني أن أدعوا الله بأن يحفظه ويقيه شر البلية خاصة وهو لا يفقه من السياسة سوى الاسم، دعوت له ودعوت لها بالصبر وطمأنتها بأن لا خوف عليه مادام كما قالت ووصفت..ولم أكن أعلم البتتة أن دعوتي مستجابة وربما كنت أيضا من أصحاب الكرامات وأنا غافل عنها.. المهم أقبلت علي زميلتي وهي فرحة ومستبشرة تتشكرني عل دعائي وابتهالاتي لابنها فقد استجاب الله دعائي وزال الخطر عن ابنها نهائيا وارتاح بالها فقد قالت لي بعبارة العائد من المجهول: الحمد لله لقد انقطع ابني عن الصلاة….
السّيّدات والسّادة النّوّاب والمستشارين..في تونس..
أكتب هذه الكلمات تفاعلا مع مقال قيّم آطّلعت عليه صباح هذا اليوم بصحيفة الصّباح ورد تحت عنوان « ليس بصياح الغراب يجيئ المطر » لصاحبه السّيد حافظ الغريبي والّذي أعتبره مساهمة صحفيّة رفيعة و قيّمة تعبّر عن إجلال وتقدير لشهداء تونس, أولائك الّذين سقطوا تحت رصاص الحماية منادين ببرلمان تونسي. كما أنّي تفاعلت مع المقال لما فيه من عمق وروح تفتقدهما عادة صحافتنا في تونس – بسبب أمراض مزمنة أنهكتها كالرّضاء على الذّات والرّقابة الذّاتيّة – إذا تناولت بالحديث واقع مؤسّسات الدّولة وآداء السّادة والسّيّدات المؤتمنين على حسن سيرها وتسييرها . إنّ خانة المقدّس رحبة وفسيحة في الوعي العامّ والمخيال الجماعي لمجتمعاتنا العربيّة/ المسلمة وهذا من أسباب تخلّلفنا. فمجتمعاتنا مهيّئة ثقافيّا وتاريخيّا للتّنافر مع معطى المواطنة بما هي حقّ الأفراد في مسائلة من كلّفوا با لسّهر على حسن تصريف شؤونهم العامّة. لذلك لا يبقى عادة للوطنيّين منّا سوى أضعف الإيمان بمسائلة « المسؤول » جدلا… بعد موته! وإنّ هذا الصّنف من الدّيموقراطيّة / البرزخيّة المتاحة تثير حفيظة « الأوفياء » الّذين قد يرون فيها كفرا وخروجا على الملّة… و قاعدة « آذكروا موتاكم بخير » .في حين أنّ ذات « الزّعيم »…الفذّ المحفوظة ذكراه لو شاء قدره وأوجده في أصغر الدّيموقراطيّات الغربيّة كمالطا على سبيل الذّكر لخانته الأقنعة و آنتهى به المآل في مقام حياته إلى مجرم حقّ عامّ … أمّا الوزير وكاتب الدّولة والسّفير والمدير العامّ …بل حتّى المدير العام المساعد … فيتمتّعون أحيانا [و ما لم يخرجوا من دائرة الولاءٍٍِ] في أوطاننا العربية بمقام جليل غير بعيد عن ولاية الفقيه وأولياء الّله الصّالحين! …. فلا يجوز أبدا التّحدّث إلاّ مجاملة وإطراءا حول ما أخطؤا أو أخفقوا في تقديره وإنجازه !. وإنّ التّاريخ ليسجّل للرّئيس بن علي محاولته القطع مع هكذا آنحراف عبر تلكم المجالس الّتي دأب على تنظيمها أثناء السّنوات الأولى للتّغيير والّتي كنّا نرى ونسمع من خلالها أسلوبا جديدا للحكم يصنع « هيبة الدّولة » لا من بريق الألقاب وحجم الإمتيازات بأصنافها بل من مدى آلتحام مؤسّسة الحكم بمشاغل مواطنيها والتزامها بقيمتي العدل والمسائلة …
فنظام الحكم مثلما شكّله البورقيبيّون أعطى لمفهوم « هيبة الدّولة » محتوى « عثماني » متحجّر ومتخلّف بائس ليس له من صنو في التّاريخ السّياسي الحديث سوى أنظمة البعث . ولقد أسّس من داخل منظومة الحكم تلك, الرّافظة للمحاسبة, لعقيدة حكم عشائريّة جهويّة خصخصت مؤسّسات الدّولة و أجازت توريثها…لأحد أبناء العشيرة..من دون معارظة ولا حرج يذكر .و إلى يوم النّاس هذا لا يزال الوريث تعيس الحظّ وأصدقاءه « الشّرفاء » يتكلّمون ويكتبون حول الدّيموقراطيّة وحقوق اللإنسان والحقّ النّقابي في تونس من دون خجل و لا وجل..أو مراجعات عميقة صادقة وحقيقيّة لأخطاء الماضي والّتي أوّلها آغتيال الجمهوريّة الأ ولى في تونس.
و إنّه لمن باب النّزاهة وإحقاق الحقّ والشّجاعة في الرّأي الإعتراف بأنّ الرّئيس بن علي هو من قال » لا »… للإنحراف بمؤسّسة الدّولة عن دورها الدّستوري …و « لا » لتشويه الجمهوريّة داعيا لإعادة صياغة القانون المنظّم لسلطة الدّولة والظّامن للحرّيّات الأساسيّة بما يكفي لقيام جمهوريّة ثانية…لم يعلن عنها…بل إنّ جلّ المتخلّفين اليوم عن حالة الإجماع الوطني حول برنامج الرّئيس بن علي قبلوا جميعا بالصّمت أوبا لمشاركة الفعليّة شخصنة الدّولة والتّوريث و تجريم تعدّد التّرشّحات للإنتخابات الرّئاسيّة في ضلّ حكم البورقيبيّين…ومشوا كالأيتام وراء جثمان من يصفونه إلى اليوم بأب الإستقلال باكين مستبكين. إنّ من يضمر لتونس وأبنائها الإنتكاس والفوضى…والتّفريط في المكتسبات الّتي دفع ثمنها الّشهداء من حقّهم في الحياة كمن زاغ به الضّمير فصار لا يرى في مسؤوليّاته الوطنيّة سوى مصدرا للثّراء والنّفوذ.
لأجل كلّ هذا يبدو لي أنّ السّيّد الغريبي ضمن مقاله المعنون « ليس بصياح الغراب يجيئ المطر »قد أحدث بالمعنى الدّستوري للكلمة حالة من حالات ممارسة الصّحافة لدورها كسلطة مضادّة على غرار ما يحصل لدى الدّيموقراطيّات الكبرى. إنّ تعاطي بعض السّادة والسّيّدات النّوّاب والمستشارين مع حقيقة دورهم و ما شاع من تحويل البعض منهم هذه الفظاءات الوطنيّة لما قد يشبه حديقة باريسيّة يحلو فيها …للبعض… الغزل والتّودّد والتّمدّد بالمعنى السّياسي للكلمة ! و بدون عقد أو خجل …تقرّبا: ل » الحكومة »….و رغبة في نيابة مدى الحياة!! إنهاّ حقّا حالة تستدعي الدرس من خبراء تونسيّين قلبا وقالبا فهذه من آفات الحكم الّتي لم يتعرّض لها لا الفقهاء المراجع في القانون العامّ والعلوم السّياسيّة من أمثال موريس دو فرجي و برنار شونتبو..و لا أتحفت آبن أبي الضّياف في عهده… أخيرا لي رجاء لدى السّيّدات والسّادة النّوّاب والمستشارين… والوطن العزيز يتهيّأ لمواعيد تاريخيّة مصيريّة… هو طلب/ هاجس على علاقة لصيقة بضرورة تعجيل الخطى باتّجاه المصالحة مع الذّات ويتعلّق بضرورة إعادة الإعتبار والوفاء لمن قدّم حياته فداءا لآستقلال تونس..و عزّة شعبها إنّي أقصد.. الشّهيد لزهر الشّرايطي بما يختزله آسمه من وطنيّة لا يشكّك فيها إلاّ عليل نفس وأخلاق…إنّه من غير المقنع أخلاقيّا و من غير المنصف إنسانيّا أن يبقى هذا الشّهيد منبوذا من التّاريخ الرّسمي لتونس بل ويضلّ آسمه مقترنا بالخيانة العظمى…..من غير المنصف تاريخيّا أن تبقى أرملته إلى سنة 2004 تطالب برفاته… السّيّدات والسّادة النّوّاب والمستشارين أسألكم هل منكم من آطّلع على سيرة الماريشال بيتان؟ أعتقد ذلك… إنّ آحترام الذّاكرة الوطنيّة لكلّ الشّعب الفرنسي جعلت فرنسوا ميتران سنة 1984 يضع إكليل ورود على قبر بيتان ومنذ ذلك التّاريخ تحوّل الحادي عشر من نوفمبر إلى موعد سنوي يوضع فيه إكليل من الورود على قبر الماريشال بيتان بآسم الجمهوريّة…عرفانا له بالجميل على الرّغم من آتّهامه بالخيانة العظمى والجدل المظني الّذي دار في أوساط السّاسة والمثقّفين بفرنسا…حول مدى صواب الحكم بتخوينه. أجل , أجرم بيتان لمّا قبل بقرارات لا إنسانيّة في حقّ مواطنيه من اليهود …و كان يعتقد ( خطأ) أنّ في ذلك حماية لفرنسا من دمار شامل….كذلك آعتقد الشّهيد لزهر الشّرايطي أنّ في إزاحة بورقيبة إنقاذ للبلاد…نعم لقد أخطأ الشّهيد لزهر الشّرايطي في الأسلوب …فالجريمة لا تأسّس للحرّيّة , لكن لنعترف له على الأقلّ بأنّه فهم سنة 1962 أنّ بورقيبة سيقود البلاد إلى آختيارات خاطئة…. فلنتذكّر جريمة ما سمّي « التّعاضد » و كم من جريمة آرتكب بورقيبة في حق تونس والتّونسيّين؟ لمّا تصلني بالمنفى أخبار مؤلمة ومخيفة لحالة التّصحّر الشّامل الّذي أصاب مسقط رأسي ولاية الكاف (كعديد الجهات الدّاخليّة) والّذي صار يكنّى اليوم بالفلّوجة! بعد أن كان « مطمورة روما » و موطن الثّروة…أرض ماسينيسا و يوغورطة الحقيقي… لا المزيّف و منتحل الصّفة! ألم يكن بورقيبة مرتكبا للخيانة العظمى في حقّ الجهات الغير ساحليّة؟ و سلطة الباي ….الباي الحسيني كان محبوبا من كلّ فئات الشّعب في تونس …ولا يو جد باستثناء بورقيبة تونسيّ واحد طمع في إزاحته والتّنكيل به.و بالحسينيّين أبناءه وأحفاده…ولمّا دفع بآلاف المدنيّين أشلاءا للحديد والنّار ببنزرت وقال لهم وهو كعادته مختفيا أو متمارضا..هذا طريق الجلاء!. ألم يساهم في جريمة ضدّ الأنسانيّة ؟ ولمّا قتل الزّعيم الحقيقي للإ ستقلال الشّهيد صالح بن يوسف…ألم يرتكب جريمة نكراء؟؟ لي رجاء وحيد لديكم السّيّدات والسّادة النّوّاب والمستشارين… أن تفكّروا في مشروع قانون يعيد الإعتبار لهذا الشّهيد…لزهر الشّرايطي ….قانون يعيد الإعتبار للذّاكرة الوطنيّة…
عادل الزّيتوني
باريس 12 ماي 2008
بعد مرور 60 عاما على النكبة أين نحن من تحرير الأرض والإنسان العربي ؟
في مثل هذا اليوم 15 ماي 1948 أعلنت العصابات الإرهابية الصهيونية عن تأسيس دولة الكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة . وكان ذلك بتدعيم وتشجيع من الاستعمار والامبريالية والتي كانت على رأسها في تلك الفترة الإمبراطورية البريطانية وفرنسا كقوتين عظميين وقد بدأت العصابات الصهيونية المتعددة كعصابة شتييرن والارغون والهافانا التي تأسست في مؤتمر بال بسويسرا سنة 1897الذي اشرف عليه الزعيمين هرتزل وروتشلد اكبر أثرياء اليهود تنشط بحماية وتغطية من بريطانيا . وتدعو إلى هجرة اليهود تحت غطاء ديني مستغلة الديانة اليهودية تحت ذريعة ارض الميعاد وشعب الله المختار وارض إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل .وقد تخرج العديد من الإرهابيين الصهاينة نذكر منهم ميناحيم بيغن الذي اشرف على مجزرة دير ياسين وجزار صبرا وشاتيلا الإرهابي شارون وقاتل الأطفال والذي قضى ببتر أيادي شباب الانتفاضة الأولى وقاتل أبو جهاد المجرم باراك وبن غوريون وغيرهم كثيرون . كانت بريطانيا في عهد الانتداب على فلسطين سنة 1918 تؤيد كل أعمال هذه العصابات بكل الطرق والوسائل وخاصة تسهيل الهجرة اليهودية وبيع الأراضي من الأهالي سواء بالترهيب أو الترغيب . ويذكر الكاتب شفيق الرشيدات في كتابه الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية : فلسطين تاريخا وعبرة ومصيرا ما يلي :فقد دخل البلاد بين عامي 1919 و 1943 -381.873 يهوديا كان من بينهم 142.322 بولنديا و..051 45 ألمانيا و223. 31سوفياتيا و9908 نمساويا …….- إلى أن يقول : هذه لمحة موجزة عن أساليب بريطانيا في تهويد فلسطين وعن نوعية المهاجرين اليهود وعددهم خلال هذه الفترة الوجيزة. فإذا عرفنا أن سكان فلسطين عام 1918 كان700 ألف نسمة منهم 650الف عربي وخمسون ألف يهودي أدركنا الخطة المجرمة التي رمت إليها بريطانيا من عملية التهجير الواسعة السريعة . . ولا يخفى على احد ذلك الوعد المشئوم الذي أعطاه وزير الخارجية البريطاني آنذاك بلفور والذي وعد العصابات الصهيونية بإنشاء وطن قومي لليهود في 2 نوفمبر 1917 بإعطاء ارض لمن يستحقها تحت خرافة :-ارض بلاشعب لشعب بلا ارض -ويقول الدكتور علي محجوبي في كتابه : جذور الاستعمار الصهيوني بفلسطين في ما يخص الانتداب البريطاني والاستيطان الصهيوني بفلسطين : -كما عملت الحكومة البريطانية على إقرار وعد بلفور من طرف القوى العظمى.ووقع ذلك في مجلس الحلفاء الذي أكد في اجتماعه بسان ريمو على تطبيق هذا الوعد….ثم حرصت بريطانيا على أن ينص صك الانتداب الذي صدر عن عصبة الأمم في 24 جويلية 1922 على تنفيذ وعد بلفور وتسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين … فكان أول مندوب سامي تعينه بفلسطين اثر إنهاء الحكم العسكري في شهر جويلية 1920 هو هربرت صموئيل وهو يهودي من أنصار الصهيونية كان قد قدم في شهر جانفي 1915 مذكرة إلى وزارة الخارجية يدعو فيها إلى ضرورة ضم فلسطين إلى الإمبراطورية البريطانية لدعم الحركة الصهيونية…- إلا أن ذلك لم يكن بمعزل عن الكفاح المبكر الذي بدأه شعبنا في فلسطين في شكل مظاهرات واحتجاجات وإضرابات عامة خلفت العديد من الشهداء . وفي كل مرة يتطور العمل الكفاحي ضد الهجرة المستمرة لليهود والتفويت في الأراضي غصبا للجالية اليهودية التي لقيت كل الدعم وال المساندة من المندوب السامي البريطاني ويذكر الدكتور علي محجوب في المرجع السابق – كما منح هربرت صموئيل بعض الشركات اليهودية امتيازات استثمارية مثل امتياز كهرباء فلسطين وامتياز معادن البحر الميت وسن كذلك قوانين لحماية الصناعة اليهودية….-وقد واجهت بريطاني هذه الثورات والاحتجاجات المستمرة في كل مرة باتفاقيات عرفت بالكتب البيضاء حيث أصدرت الكتاب الأبيض لسنة 1922 ثم الكتاب الأبيض لسنة 1930 وأخيرا الكتاب الأبيض لسنة 1939 وكل هذه الكتب تشترك في صيغة واحدة وهي طمأنة العرب و الفلسطينيين خاصة ببعض الحلول المؤقتة التي تشدد على الهجرة اليهودية وعلى عدم التفويت بفلسطين لليهود وهي كلها خدع لتهدئة الرأي العام العربي هروبا من المقاومة العنيدة التي أبداها و لاسيما في ثورة 1936 التي قادها الشيخ عزا لدين القسام ومما تجدر الإشارة إليه في هذه الكتب البيضاء هو التنصيص على -1- وضع حد لإجلاء المزارعين العرب عن أراضيهم وإعادة فتح البنك الزراعي وتحسين أحوال العرب المعاشية والزراعية 2-اصدر بيان صريح عن الهجرة اليهودية بقصد وضع حد لتكرار الزيادة من الهجرة3- وأوردت اللجنة العبارة التالية تحت عنوان الحكم الذاتي -:أن الشعب العربي متحد اليوم في مطالبته بحكومة نيابية, وقد يجوز……-وتحت وطأة الثورة العربية واكتساحها اضطرت الحكومة البريطانية إلى المضي في دراسة توصيات اللجنة المذكورة . فعينت لجانا فنية لدرس مواضيع الهجرة وانتقال الأراضي كانت منها لجنة السير هوب –سمبسون ,الخبير البريطاني بشؤون الأراضي ….-مأخوذ من كتاب شفيق الرشيدات المشار إليه سابقا صفحة 90 تواصل الصراع على هذا المنحى في حركة مد وجزر بين المقاومة العربية من جهة والاستعمار البريطاني وحليفه العدو الصهيوني من جهة أخرى . وشهدت المقاومة تطورا غير مسبوق إذ أصبحت بعد استنفاذ كل التحركات ذات الطابع السلمي المدني حركة مسلحة بدأت في الريف وفي هذا الإطار يقول الدكتور علي المحجوبي في نفس المرجع السابق :لقد اندلعت هذه الثورة في 15 افريل 1936 وبدأت باشتباكات بين الفلسطينيين والصهاينة وذلك اثر تشكيل عصابات عربية للتصدي للوضع المتردي الذي كانت عليه البلاد من جراء استفحال الهجرة اليهودية والاستعمار الزراعي والبطالة والمنافسة الأجنبية . واستأنفت هذه الاصطدامات بين العرب واليهود في 19 افريل 1936 عند حدود يافا- تل أبيب حيث احرق الصهاينة العديد من المنازل العربية . واحتجاجا على هذه التصرفات دخلت مدينة يافا في 20 افريل 1936 في إضراب شمل أسواقها وميناءها. وفي نفس اليوم تشكلت بمدينة نابلس لجنة قومية عربية دعت إلى الإضراب العام في كامل البلاد تضامنا مع أهالي يافا . ثم تشكلت على هذا المنوال لجان في مدن فلسطينية أخرى بلغ عددها 22 وأيدت مواصلة الإضراب العام . وفي 24 افريل شكل بمدينة القدس جهاز خاص للإشراف على الإضراب العام ولجان لجمع التبرعات وإعانة المحتاجين لتمكينهم من الاستمرار في الإضراب في ص76 –إلى أن يقول في ص 78 أخذت الاضطرابات طابعا عنيفا وامتدت الثورة إلى الريف حيث أصبحت مسلحة. وتمثل ذلك علاوة على المظاهرات الشعبية العارمة في إطلاق النار والقنابل على المراكز الحكومية وفي تخريب السكك الحديدية والطرقات وخط اانابيب الشركة العراقية للنفط. وفي المرجع السابق لشفيق الرشيدات وفي صفحة 167 يقول في نفس الغرض:-فعلى اثر إعلان حاكم فلسطين العسكري نص وعد بلفور 1920, وتأكيده له كحقيقة واقعة تعمل بريطانيا على تنفيذها بكل الوسائل, هاجم العرب المهاجرين اليهود بالسلاح, وقتلوا عددا كبيرا منهم ودمروا مستعمراتهم.ولكن القوات البريطانية المحتلة أسرعت إلى نجدة اليهود وقضت على الثورة العربية المحدودة بقسوة وفضاعة……- هذا يؤكد على أن شعبنا العربي بفلسطين لم يكن يوما من الأيام بعيدا عن معركته في التحرر من العدو الصهيوني بدليل انه وفي سنة 1921 يبرز مرة أخرى السيد شفيق في نفس الصفحة من نفس المرجع كيف أن الصهاينة كادوا يفقدون الأمل :- وعلى اثر نزول قافلة كبيرة من المهاجرين اليهود إلى ساحل يافا العام 1921هاجم العرب المسلحون اليهود في يافا ومنطقتها وفتكوا بقسم كبير منهم. وكادت هذه الثورة أن تقضي على آمال الصهيونية نهائيا في فلسطين , لو لا سرعة تدخل الجيش البريطاني لحماية مراكز المهاجرين وضرب الثورة بعنف ووحشية .- ولان ميلاد الحركة الصهيونية كان في حضن الامبريالية والاستعمار فهي لم ولن تستغني يوما عن التحالف الاستراتيجي معهما سواء قبل تأسيس الدولة أو بعدها . فهي وان اختلفت معهما إلا من حيث التكتيك والشكل فمثلا بعد دخول أمريكا في الحرب العالمية الثانية ولما تأكد للحركة الصهيونية بداية أفول نجم بريطانيا كقوة عالمية حيث يقول الدكتور المحجوبي في المرجع السابق :- وبرز التكتيك في المؤتمر الصهيوني العام الذي انعقد بمدينة نيويورك من 9 إلى 11 ماي 1942 بفندق بلتمور والذي أصبح يعرف بمؤتمر بلتمور . وقد أعلن هذا المؤتمر والذي طغى عليه يهود الولايات المتحدة الأمريكية عن التزامه بقرارات مؤتمر بازل …….وعبر المؤتمر من جهة أخرى عن مساندته للحلفاء وكذلك عن مطلب الحركة الصهيونية من غنائم الحرب وهو : جعل فلسطين دولة يهودية في بناء العالم الديمقراطي الحديث :…. وفي صفحة 86 من نفس المصدر للدكتور المحجوبي يقول –لذلك عملت على تكثيف نشاطها في الولايات المتحدة الأمريكية لتجعل منها وطنا جديدا يعينها على تحقيق هدفها المتمثل في قيام دولة يهودية بفلسطين . فلا جرم إذن أن ينتقل خلال الحرب العالمية الثانية الثقل السياسي والدعائي الصهيوني من بريطانيا العظمى إلى الولايات المتحدة الأمريكية – وبالفعل منذ الحرب العالمية الثانية وسقوط الإمبريالية العجوز أصبحت الامبريالية الأمريكية الحليف الاستراتيجي في السر والعلن للكيان الصهيوني وهذا لا يعني اختفاء الدور الذي مازالت تلعبه الدول الغربية مجتمعة إلى جانب الحركة الصهيونية وعلى رأسها كل من بريطانيا وفرنسا . فإذا كان تكتيك بريطانيا في الكتاب الأبيض الثالث هو الاستجابة للثورة العربية في ما يخص مواجهة الهجرة اليهودية وبناء المستوطنان والتساهل في بيع الأراضي فهو من اجل توفير الظروف الملائمة للحركة الصهيونية عالميا خاصة غداة الحرب العالمية الثانية وإيجاد الصيغة المقبولة باسم فرار التقسيم الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947 أولا والذي يدعو إلى دولتين : الدولة اليهودية والدولة الفلسطينية والذي مثل السند القانوني لمجلس الأمن والجمعية العامة لدراسة الخطوات التالية : – إنهاء حالة الانتداب البريطاني – خطوات تمهيدية للاستقلال – التصريح بالإعلان عن تأسيس الدولة اليهودية . هذا ويشمل هذا القرار العديد من الفصول . انظر المرجع السابق للدكتور علي المحجوبي في الصثفحة163 ويصف الدكتور شفيق الرشيدات في المرجع السابق وضع العرب شعوبا وحكومات حيث ذهلوا بهذا القرار فيقول . – كان صدمة عنيفة للعرب’ نزل على رؤوسهم نزول الصاعقة في فلسطين وفي كل البلاد العربية . واستفاقوا مكن هول الفاجعة وذهول الكارثة فكانوا وحدهم في المعركة , فقد اتفق الشرق والغرب على تقسيم فلسطين واتفقت أمريكا والاتحاد السوفيتي على قيام الدولة اليهودية في فلسطين . وكان عرب فلسطين أسرع من غيرهم في مقاومة قيام الكارثة , فهاجموا الإنكليز واليهود على السواء في جميع أنحاء فلسطين واشتبكوا في مصادمات ومعارك دامية مع المستعمرين والغزاة سلاحهم اليمان وبعض البنادق الألمانية والعثمانية القديمة. وعمت المظاهرات جميع أنحاء الوطن العربي.- وفي هذا الظرف العصيب تنادت المؤسسات العربية حكومات برلمانات وجماهير من اجل التعبئة العامة للدخول في حرب عربية ضد العدو الصهيوني وكانت الجامعة العربية هي الإطار الذي تقررت فيه مساعدة الفلسطينيين بالمال والسلاح والمتطوعين الذين تدربوا في دمشق ويقول الدكتور شفيق في هذا الغرض في نفس المرجع – وفي أوائل 1948, انتهت لجنة الجامعة العسكرية من إعداد وتدريب المتطوعين العرب في المعسكرات الخاصة التي إقامتها دمشق . وفي نفس الوقت دخلت فلسطين ثلاثة كتائب من هؤلاء المتطوعين بلغ عدد إفرادها ثلاثة آلاف مسلح أطلق عليهم اسم – جيش الإنقاذ العربي – وبما أن هذا العمل التطوعي فرضه واقع الجماهير العربية وإرادتها في القتال إلى جانب إخوانها العرب في فلسطين كان هذا العمل الذي تبنته الجامعة مرغمة خارجا عن سيطرتها . ولقد أبدع المتطوعون العرب في فنون القتال والصمود مع إخوانهم في فلسطين وكبدوا العدو خسائر هامة بالرغم من استعمالهم لسلاح تقليدي كبنادق الصيد وغيرها مما بحوزتهم وكادوا أن يسقطوا قرار التقسيم لولا تدخل بريطانيا عن طريق العملاء العرب في الأردن ومصر وعراق حلف بغداد السعودية في إطار الجامعة العربية ف. فعمدت بريطانيا العجوز إلى تكتيكها المعهود وهو إعادة النظر في القرار في حين كانت خطتها العملية هي تسليم كل المناطق التي تسيطر عليها لليهود الصهاينة وحمايتهم في الأماكن التي تتواجد فيها مقاومة عربية . وقد تدخلت في العديد من المناسبات لحماية المهاجرين وقطعان المستوطنين من اليهود وكانت لهم الدرع الواقي فمثلا في مجزرة دير ياسين المشهورة أوائل سنة 1948 حيث ذبح الصهاينة 250 من نساء وشيوخ وقاموا بالتنكيل بهم وحتى الجثث لم تسلم إذ شوهوها , وكان ذلك الحقد العنصري بغاية بث الرعب في أهالي فلسطين للهجرة وكذلك فعلوا في قرية ناصر الدين من طبريا وهذا كله جرى بمباركة بريطانيا ومساعدتها . كما عمدت بريطانيا على عزل المقاومة بمحيطها العربي الشعبي فحاولت عزل كل اللجان الشعبية المقاومة وأفرغتها من سلطات قرارها وأوعزت للجامعة العربية بتبني المقاومة . وهكذا وجدت العصابات الصهيونية نفسها في أمان فتمكنت من الاستيلاء على كل المدن الساحلية من طرف القوة البريطانية إلى أن جاء اليوم المشئوم الذي أعلنوا فيه عن تأسيس الدولة الصهيونية . وفي 14 ماي 1948 يصدر إعلان قيام دولة الكيان الصهيوني – إسرائيل –والذي يلخص فيه كل ما قام به الصهاينة من أنشطة وجمعيات ومنظمات بمساندة تامة من الحكومة البريطانية والدول الغربية من اجل بلوغ هدفهم المنشود في تأسيس كيان قومي لليهود . ونجد أول الموقعين على الإعلان دافيد بن غريون وهكذا تعرفنا عن الوضع العالمي والظروف السياسية الإقليمية والعربية والدولية قبل وبعد الحرب العالمية الثانية التي أدت إلى تأسيس هذا الكيان الغاصب . والآن نتساءل أين نحن العرب من قضية شعبنا بفلسطين والتي عرفت باسم القضية المركزية للأمة العربية . وهذا يحيلنا إلى الواقع المر الذي عايشته المقاومة العربية في فلسطين قبل وبعد قرار التقسيم والتآمر الذي قامت به الرجعية العربية ممثلة في الأنظمة العميلة والتسهيلات التي لاقتها بريطانيا في تنفيذ مشروعها والمسرحية الهزلية التي قامت بها الدول العربية حينما قررت الدخول في حرب 1948 بأسلحة فاسدة وقيادات متورطة مع البريطانيين مثل ما قيل عن -توفيق أبو الهدى الذي كان يمثل الأردن في الجامعة العربية وفي اجتماعات لجنة سياستها وهو الذي يشترك في وضع القرارات الوطنية العامة التي تعلن عزم البلدان العربية على مقاومة مشروعين مفاوضاته مع بيفن وزير الخارجية البريطانية في اجتماعات لجنة الجامعة السياسية ووافق على قرار 12 افريل التاريخي باشتراك الجيوش العربية في معركة فلسطين ….-المرجع السابق لشفيق الرشيدات ص 208. ويضيف السيد شفيق في الصفحة الموالية :- وليس من المستبعد أو المستغرب أن تكون بريطانيا قد أجرت مكثل هذه المفاوضة السرية مع قطر أو أقطار أخرى من أقطار الجامعة العربية سواء عن طريق وفد لها في لندن أو عن طريق حكامها مباشرة بواسطة أو المعتمدين أو المبعوثين في العواصم العربية . – أن هذه الحقيقة لتقف لوحدها شاهدة عن مدى تورط الأنظمة العربية الرجعية في خيانة قضية الشعب والوطن والأمة .والأمر ليس علينا ببعيد في السيناريو الذي اعد لبغداد حتى نشهد اليوم احتلالها من طرف الأمريكان والبريطانيين .إن الأنظمة الإقليمية العميلة التابعة لأمريكا هي التي أعطت الضوء الأخضر لأمريكا لتغزوه باسم تهديد ه لجيرانه وامتلاكه الأسلحة الجرثومية والنووية . وها هو العراق المحتل يضاف إلى فلسطين المحتلة بتواطىء سافر مع الأعداء ونحن لا نزال نتجرع الهزيمة والخيبة من نفس الأطراف . إن عدو الأمس هو عدو اليوم . إن الرجعية العربية هي التي حمت ولا تزال تحمي مشاريع الهيمنة والغزو والاحتلال لوطننا العربي الكبير . فالتحالف الطبيعي بين الرجعية والإمبريالية والاستعمار ضد طموحات الأمة في التحرر لا يزال هو الحاجز الذي يكبل جماهير الأمة العربية ويمنعها من المشاركة في معركتها المصيرية من اجل الحرية والاشتراكية والوحدة . فكيف لمواطن عربي مغلوب على أمره مكبل بالاستبداد والدكتاتورية أن يقف في وجه الاستعمار والصهيونية ؟ إن شعبا لا يستطيع فك أغلاله وقيوده من الرجعية العربية الجاثمة فوق صدره لا يستطيع أبدا أن يتحرر من الاستعمار والصهيونية . إن شعبا لا يؤمن بحقوقه المدنية بل يفرط فيها للرجعية العربية والمستبدين لا يمكنه أن يتحرر من الاستعمار والصهيونية . إن شعبا يسكنه الخوف والقهر من جبروت الحكام والأنظمة الرجعية لا يمكنه أن يتحرر من الاستعمار والصهيونية . نعم إن المقاومة العربية هي الحل وهي الخيار الوحيد ضد العدو الصهيوني والاستعمار لكن دعم المقاومة يقتضي من الشعب العربي وقواه التقدمية النضال في سبيل الحكم الديمقراطي الرشيد الذي ينبع من إرادة الشعب دون تزييف ودون التردد على السفارات أو اخذ الضوء الأخضر من الأجنبي الذي لا يرى فينا إلا مصلحته فقط . فالنضال في سبيل الديمقراطية بالأشكال المدنية والسلمية لا يتناقض مع المقاومة ضد الصهيونية والاستعمار. فلا بد أن يتحرر الإنسان العربي أولا من الخوف والاستبداد حتى يستطيع تحرير أرضه ويبني وحدة أمته . النفطي حولة: 15ماي 2008
الاستراحة الأخيرة في كتاب الأذكار
لعلّ فيكم ومنكم أيّها الاخوة والأخوات الكرام من يذكر أنّ آخر حلقة من هذه السلسلة التي عُرفت بـ »استراحة الأسبوع » كانت يوم 2 سبتمبر 2007، وقد وفّقني الله اليوم في الإتيان على تلخيص بقيّة الكتاب. أسأل الله أن يبارك لكم فيما تقرؤون…
باب تشميت العاطس وحكم التثاؤب:
فائدة: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: « إنّ الله تعالى يحبّ العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدُكم وحَمِدَ الله تعالى كان حقّا على كلّ مسلم سمعه أن يقول له: يَرْحَمُك اللهُ. وأمّا التثاؤب فإنّما هو من الشيطان، فإذا تثاءبَ أحدُكم فليردَّه ما استطاعَ. فإنّ أحدَكم إذا تثاءبَ ضحِكَ منه الشيطانُ ». رواه البخاري في صحيحه. العاطس: الحمد لله… السامع: يرحمك الله…. العاطس: يهدِيكُم اللهُ ويُصلِحُ بالَكُم (أي: شأنكم). فصل: والسنّة أن يضع العاطس يده أو ثوبه على فيه وأن يخفض صوته… والسنّة أن يضع المتثائبُ يده على فمه، لقوله صلّى الله عليه وسلّم فيما ورد في صحيح مسلم من رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: « إذا تثاءبَ أحدُكم فليُمسِكْ بيده على فمه، فإنّ الشيطان يدخلُ ». باب المدح: تنبيه: عن المقداد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « إذا رأيتم المدّاحين فاحثوا في وُجوههم التراب ». رواه مسلم في صحيحه. توجيه: جاء في الصحيحين عن أبي بكرة رضي الله عنه، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: « … إن كان أحدُكم مادحا أخاه لا محالة، قليقل: أحسِب أنّه كذا وكذا إن كان يرى أنّه كذلك، وحسيبه الله، ولا يُزكّي على الله أحدا ». الحديث… لطيفة: قال سفيان الثوري رحمه الله: مَن عرف نفسه لم يضرّه مدح النّاس… كتاب أذكار النّكاح وما يتعلّق به: باب ما يقوله مَن جاء يخطب امرأة من أهلها لنفسه أو لغيره: يبدأ بالحمد لله والثّتاء عليه، والصلاة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويقول: أشهد ألاّ إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدا عبدُه ورسولُه، جئتكم راغبا في فتاتكم (أو في كريمتكم) فلانة بنت فلان أو نحو ذلك. باب ما يقوله عند عقد النّكاح: أزوّجك على ما أمر الله عزّ وجلّ ورسولُه به، من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان. الوليّ: زوّجتك فلانة، الزوج (متّصلا): قبلت تزويجها (قبلت نكاحها). فائدة: ويكون هذا بعد الخُطبة التي يُلقيها العاقدُ أو غيرُه، ويقع فيها حمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كما يقع ذكر الآيات التي فيها الحديث عن أصل الخليقة وعن السكن الذي أنعم الله تعالى به بنعمة الزواج… باب ما يقال للزوج بعد عقد النّكاح: بارك الله لك وبارك عليك، وجمع بينكما في خير… بارك الله لكلّ واحد منكما في صاحبه، وجمع بينكما في خير… تنبيه: وأمّا ما تعارف عليه النّاس على قول: « بالرِّفاه والبنين »، فهو مكروه. باب ما يقول الزوج إذا دخلت عليه امرأتُه ليلة الزّفاف: يستحبّ أن يسمّي الله تعالى ويأخذ بناصيتها أوّل ما يلقاها، ويقول: بارك الله لكلّ واحد منّا في صاحبه. اللهمّ إنّي أسألك خيرها وخير ما جبَلتها عليه، وأعوذ بك من شرّها وشرّ ما جبلتها عليه. باب ما يقوله عند الجماع: باسم الله، اللهمّ جنّبنا الشيطان وجنّب الشيطان ما رزقتنا. باب الأذان في أذن المولود: يستحبّ أن يؤذّن في أذنه اليمنى ويقيم الصلاة في أذنه اليسرى. فائدة: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يُؤتى بالصبيان فيدعو لهم (بالبركة) ويحنّكهم. والتحنيك هو دلك حنك الصبيّ بتمر مُليَّن. باب استحباب تحسين الاسم: قال صلّى الله عليه وسلّم: « إنّ أحبّ أسمائكم إلى الله عزّ وجلّ عبدالله وعبدالرحمن »، « تسمَّوا بأسماء الأنبياء، وأحبّ الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن، وأصدقها: حارثٌ وهمّامٌ، وأقبحها: حربٌ ومرّةٌ ». الأوّل في مسلم والثاني في سنن أبي داود والنّسائي… باب استحباب التهنئة وجواب المهنَّأ: بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرتَ الواهب، وبلغ أشدّه ورزقت برّه. المهنَّأٌ للمهنّئ: بارك الله لك وبارك عليك، أو يقول: جزاك الله خيرا ورزقك الله مثله، أو يقول: أجزل الله ثوابك. باب النهي عن التسمية بالأسماء المكروهة: جاء في صحيح مسلم، عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « لا تُسَمِّيَنَّ غلامَك يسارا ولا رباحا ولا نجاحا ولا أفلحَ، فإنّك تقول أثمَّ هو؟ فلا يكونُ، فتقول لا، إنّما هنّ أربعٌ فلا تزيدُنَّ عليَّ » كما جاء النهيُ عن تسمية بركة. وفي رواية لمسلم أيضا: « أغيظ رجُلٍ عند الله تعالى يوم القيامة وأخبثُه رجلٌ كان يسمّى مَلِكَ الأملاكِ، لا مَلِكَ إلاّ اللهُ ». باب نهي الولد والمتعلّم والتلميذ أن يُناديَ أباه ومعلّمه وشيخه باسمه: عن أبي هريرة رضي الله عنه: « أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم رأى رجُلا معه غلام، فقال للغلام: مَنْ هذا؟ قال: أبي، قال: فلا تمشِ أمامه، ولا تستسبّ له، ولا تجلس قبله، ولا تَدْعُهُ باسمِه »… ومعنى تستبّ له: أي لا تفعل فعلا يتعرّض فيه لأن يسبّك أبوك زجرا لك وتأديبا على فعلك القبيح. باب النهي عن الألقاب التي يكرهها صاحبها: اعتمادا على قوله تعالى: « ولا تنابزوا بالألقاب » اتّفق العلماء على تحريم تلقيب الإنسان بما يكره، سواء كان صفة له كالأعمش والأجلح والأعمى والأعرج والأحول والأبرص والأشجّ والأصفر والأحدب والأصمّ والأزرق والأفطس والأشتر والأشتر والأثرم والأقطع والزمن والمقعد والأشلّ، أو صفة لأبيه أو لأمّه أو غير ذلك ممّا يكره. واتّفقوا على جواز ذكره بذلك على جهة التعريف لمن لا يعرفه إلاّ بذلك. ويقابله: جواز واستحباب اللقب الذي يحبّه صاحبه. كـ: أبو بكر الصدّيق (واسمه عبدالله بن عثمان عتيق)، أبو تراب (واسمه علي بن أبي طالب)، ذو اليدين (واسمه الخرباق)… باب تكنية الرّجل بأبي فلانة وأبي فلان والمرأة بأمّ فلان وأمّ فلانة: اعلم أنّ هذا كلّه لا حجر فيه، وقد تكنّى جماعات من أفاضل سلف الأمّة من الصحابة والتّابعين فَمَن بعدهم بأبي فلانة، فمنهم عثمان بن عفّان رضي الله عنه (أبو ليلى). ومنهم أبو الدرداء وأمّ الدرداء رضي الله عنهما. ومنهم أبو أمامة وأبو ريحانة وأبو رمثة وغيرهم كثير، رضي الله عنهم أجمعين.
كتاب الأذكار المتفرّقة:
باب استحباب حمد الله تعالى والثناء عليه عند البشارة بما يسرّه: اعلم أنّه يستحبّ لمن تجدّدت له نعمة ظاهرة، أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكرا لله تعالى، وأن يحمد الله تعالى أو يثنيَ عليه بما هو أهله. باب ما يقول إذا سمع صياح الدّيك ونهيق الحمار ونباح الكلب: جاء في صحيحي البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: « إذا سمعتم نُهاق الحمير فتعوّذوا بالله من الشيطان، فإنّها رأت شيطانا؛ وإذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنّها رأت مَلَكًا ». وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « إذا سمعتم نُباح الكلب ونهيق الحمير بالليل فتعوّذوا بالله، فإنّهنّ يَرَيْنَ مَا لاَ تَرَوْنَ » باب ما يقول إذا رأى الحريق: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « إذا رأيتم الحريق فكبّروا، فإنّ التكبير يُطفئُه ». ويستحبّ أن يدعو مع ذلك بدعاء الكرب. باب ما يقول عند القيام من المجلس: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « من جلس في مجلِسٍ، فكثُر فيه لغَطَه، فقال قبل أن يقوم من مجلسِه ذلك: سبحانك اللهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك، إلاّ غُفِر له ما في مجلِسِه ذلك ». وجاء في حلية الألياء، عن عليّ رضي الله عنه قال: مَن أحبّ أن يكتال بالمكيال الأوفى، فليقل في آخر مجلسه أو حين يقوم: « سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ». باب دعاء الجالس في جمع لنفسه ومن معه: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: « قلّما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقوم من مجلس حتّى يدعو بهؤلاء الدّعوات لأصحابه: اللهمّ اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنّتك، ومن اليقين ما تُهوّن به علينا مصائب الدّنيا والآخرة؛ اللهمّ متّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوّتنا ما أحييتنا، واجعله الوارِثَ منّا، واجعل ثأرنا على مَن ظلمنا، وانصُرنا على مَن عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدّنيا أكبر همّنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلّط علينا بذنوبنا مَن لا يرحمُنا ». احذر أخي المسلم! عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلاّ قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة ». وعنه أيضا قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « مَن قعد مقعدا لم يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله تِرَةٌ، ومن اضطجع مضجعا لا يذكر اسم الله تعالى فيه كانت عليه من الله تِرَةٌ »… وتِرَةٌ (بكسر التاء وتخفيف الراء) معناه نقص، ويجوز أن تكون حسرة كما في الرّواية الأخرى. باب ما يقول إذا غضب: – اللهمّ اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجِرني من الشيطان. – وجاء في سنن أبي داود، عن عطيّة بن عروة السعدي الصحابي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « إنّ الغضب من الشيطان، وإنّ الشيطان خُلِق من النّار، وإنّما تُطفأ النّار بالماء، فإذا غضب أحدُكم فليتوضّأ ». باب استحباب إعلام الرجل من يحبّه أنّه يحبّه، وما يقوله له إذا أعلمه: فعن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: « إذا أحبّ الرّجُلُ أخاه فليخبِرْهُ أنّه يحبُّهُ ». يقول له: إنّي أحبّك في الله! فيردّ هو: أحبّك الذي أحببتني له. باب ما يقول إذا رأى مُبتَلى بمرض أو غيره: الحمد لله الذي عافاني ممّا ابتلاك به وفضّلني على كثير ممّن خلق تفضيلا. (ويجتنب إسماع ذلك المبتلى). باب ما يقول إذا دخل السوق: – لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يُحيي ويميت، بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير. – باسم الله، اللهمّ إنّي أسألك خير هذه السوق وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرّها وشرّ ما فيها؛ اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أصيب فيها يمينا فاجرة أو صفقة خاسرة. باب ما يقول إذا نظر في المرآة: – الحمد لله، اللهمّ كما حسّنت خَلقي فحسّن خُلُقي. – الحمد لله الذي سوّى خَلقي فعدّلَه، وكرّم صورة وجهي فحسّنَها وجعلني من المسلمين. باب جواز دعاء الإنسان على من ظلم المسلمين أو ظلمه وحده: جاء في صحيحي البخاري ومسلم عن عليّ رضي الله عنه: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال يوم الأحزاب: « ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى ». وفي الصحيحين أنّه صلّى الله عليه وسلّم دعا على الذين قتلوا القرّاء رضي الله عنهم، وأدام الدعاء عليهم شهرا يقول: « اللهمّ الْعَنْ رِعلاً وذكوانَ وعُصيَّةَ ». باب التبرّي (التبرُّؤ) من أهل البدع: جاء في صحيحي البخاري ومسلم، عن أبي بردة بن أبي موسى رضي الله عنه أنّه قال: « أنا بريء ممّا برئ منه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإنّ رسول الله صلّى الله صلّى الله عليه وسلّم برئ من الصالقة والحالقة والشاقّة »… والصالقة هي التي تصيح بصوت شديد، والحالقة هي التي تحلق رأسها عند المصيبة، والشاقّة هي التي تشقّ ثوبها عند المصيبة. لطيفة: من كان في لسانه فحش (ذرب لسان) فليكثر من الاستغفار. باب دعاء الإنسان لمن صنع معروفا إليه أو إلى النّاس، والثناء عليه وتحريضه على ذلك: – اللهمّ فقّهه، أو اللهمّ فقّهه في الدّين. – حفظك الله بما حفظتني به (أو بما حفظت به دينك أو أهلك أو قومك) وأصْلُ الدعاءِ دعا به الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم لأبي قتادة الذي بات يحرسه دون تكليف منه « حفظك الله بما حفظت به نبيّك ». – جزاك الله خيرا (وهو أبلغ دعاء في الثّناء). – بارك الله لك في أهلك ومالك، (يقوله لمن أقرضه مالا)، « إنّما جزاء السّلف الحمد والأداء » كما قال سيّدنا التّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. باب ما يقول لمن أزال عنه أذى: – مسح الله عنك ما تكره. – لا يكن بك السوء، لا يكُن بك السوء. – أخذت يداك خيرا. باب ما يقول إذا رأى الباكورة من الثمر: – اللهمّ بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدّنا. – بركة مع بركة. – اللهمّ كما أريتنا أوّلَه فأرِنا آخره، يقول هذا بعد أن يضعه على عينيه ثمّ على شفتيه. لطيفة: والسنّة أن يدعو أصغر وليد فيطعمه ذلك الثمر. باب ما يقول مَن دُعِي إلى حكم الله: – سمعنا وأطعنا، أو سمعا وطاعة. – نعم وكرامة. – أسأل الله التوفيق لذلك. – أسأل الله الكريم لطفه. مستوحيا ذلك كلّه من قوله تعالى: « إنّما كان قولَ المؤمنين إذا دُعُوا إلى الله ورسولِه ليحكمَ بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ». باب ما يقوله المسلم لغير المسلم إذا فعل به معروفا: اعلم أنّه لا يجوز أن يُدْعَى له بالمغفرة وما أشبهها ممّا لا يكون للكفّار، لكن يجوز أن يُدْعَى له بالهداية وصحّة البدن والعافية وشبه ذلك. فقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليهوديّ سقاه: « جمّلك الله »، فما رأى الشيب حتّى مات. فائدة: اعلم أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: « العينُ حقٌّ، ولو كان شيءٌ سابقَ القدرَ سبقته العينُ، وإذا استُغسلتُم فاغتسلوا ». وثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: « كان يُؤمَرُ العائنُ أن يتوضّأ ثمّ يغتسلُ منه المعينُ ». وهو تفسير وإذا استغسلتم فاغتسلوا، والله أعلم. اعلم أنّ قراءة المعوّذتين هي ديدن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فاتّبعه. وإذا كنت تخاف أن تصيب شيئا بعينك فقل اقتداء بالرّسول صلّى الله عليه وسلّم: « اللهمّ بارك فيه ولا تضرّه »، وإذا أعجبك شيء فقل: « ما شاء الله لا قوّة إلاّ بالله »، وإذا أعجبك قوم في صلاحهم أو تديّنهم فحصّنهم بقولك: « حصّنتكم بالحيّ القيّوم الذي لا يموت أبدا، ودفعتُ عنكم السوء بلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم ». والله أعلم. باب ما يقول إذا رأى ما يحبّ وما يكره: إذا رأى ما يحبّ، يقول: « الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات ». إذا رأى ما يكره، يقول: « الحمد لله على كلّ حال ». باب ما يقول إذا نظر إلى السماء: « ربّنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النّار » باب ما يقول إذا تطيّر بشيء: اللهمّ لا يأتي بالحسنات إلاّ أنت، ولا يذهبُ بالسيّئات إلاّ أنت، ولا حول ولا قوّّة إلاّ بالله. باب ما يقول إذا قضى دينا: بارك الله لك في أهلك ومالك وجزاك الله خيرا. باب الحثّ على طيّب الكلام: فقد جاء في الصحيحين عن عديّ بن حاتم الطائي رضي الله عنه عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: « اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة، فمن لم يجد فبكلمةٍ طيّبةٍ ». وفي صحيح مسلم عن أبي ذرّ رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « لا تحقّرنّ من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طلقٍ ». فائدة: اعلم أنّ علماءنا قد توقّفوا عند باب المزاح فقالوا:المزاح المنهيّ عنه هو الذي فيه إفراط ويُداوم عليه، فإنّه يورث الضحك وقسوة القلب، ويشغل عن ذكر الله تعالى والفكر في مهمّات الدّين، ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء، ويورث الأحقاد، ويسقط المهابة والوقار… كتاب حفظ اللّسان: هذا الكتاب يلخّصه قوله صلّى الله عليه وسلّم: « مَن كان يُؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليَصمُت ». قال الشيخ الإمام: فهذا الحديث المتّفق على صحّته نصّ صريح في أنّه لا ينبغي أن يتكلّم إلاّ إذا كان الكلام خيرا. وفي الحديث أفضل المسلمين « من سلم المسلمون من لسانه ويده ». ولذلك جاءت نصيحة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعقبة بن عامر رضي الله عنه الذي سأله عن النّجاة وبما تكون: « أمسِك عليك لسانك، وليَسَعْكَ بيتُك، وابكِ على خطيئتِك ».
باب تحريم الغِيبة والنّميمة:
فقد صحّ عنه صلّى الله عليه وسلّم قوله: « لا يدخل الجنّةَ نمّام ». وقوله: « أتدرون ما الغِيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرُكَ أخيكَ بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتَّه ». باب بيان ما يُباح من الغيبة: اعلم أنّ الغِيبة، وإن كانت محرّمة فإنّها تباح في أحوال للمصلحة: 1- التظلّم: (إلى السلطان والقاضي وغيرهما)، فيذكر أنّ فلانا ظلمني وفعل بي كذا وأخذ لي كذا ونحوه. 2 – الاستعانة على تغيير المنكر وردّ العاصي إلى الصواب. 3 – الاستفتاء: والأحوط أن يقول: ما تقول في رجل كان من أمره كذا وكذا، أو في زوج أو زوجة تفعل كذا، فإنّه يحصل به الغرض. 4 – تحذير المسلمين من الشرّ ونصيحتهم. كنصيحتهم بعدم التردّد على ذي بدعة. 5 – أن يكون مجاهرا بفسقه أو بدعته كالمجاهر بشرب الخمر وتولّي الأمور الباطلة وما شاكل ذلك. 6 – التعريف: فإذا كان معروفا بلقب كالأعمش والأعرج والأصمّ، جاز تعريفه بذلك بنيّة التعريف (كما سبق). باب النهي عن الافتخار: فقد جاء في صحيح مسلم وسنن أبي داود وغيرهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: « إنّ الله تعالى أوحى إليّ أن تواضعوا حتّى لا يبغي أحدٌ على أحد ولا يفخر أحدٌ على أحد ». باب تحريم احتقار المسلمين والسخرية منهم: جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبغ بعضكم على بعضٍ وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلِمُهُ ولا يخذُلُه ولا يحقِرُه، التقوى ههنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امرئٍ من الشرّ أن يحقر أخاه المسلم. كلّ المسلم على المسلم حرام: دمُه ومَالُه وعرضُه ». باب غلظ تحريم شهادة الزور: عن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا أنبِّئكم بأكبر الكبائر؟ – ثلاثا – قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين » وكان متكئا فجلس فقال: « ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يكرّرها حتى قلنا ليته سكت ». علّق الشيخ بقوله: « والإجماع منعقد عليه ». باب النهي عن المنّ بالعطيّة (قلت وهذا من أمراض العصر) ونحوها: قال تعالى: « يا أيّها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى » وقال صلّى الله عليه وسلّم فيما ورد في صحيح مسلم عن أبي ذرّ رضي الله عنه: « ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم – ثلاث مرّات -، قال أبو ذرّ : خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: المسبل والمنّان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ». باب النهي عن اللعن: فقد قال صلّى الله عليه وسلّم: « لعنُ المؤمنِ كقتلِهِ ». صحيحي البخاري ومسلم. وفي حديث ينبئ بخطورة الأمر يقول صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه: « لا يكون اللّعّانون شفعاء ولا شهداءَ يومَ القيامةِ ». باب في ألفاظ يكره استعمالها: فصل: في رواية لمسلم يقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: « لا تُسَمُّوا العِنَبَ الكرم، فإنّ الكرمَ المسلمُ ». وفي رواية له: « فإنّ الكرم قلبُ المؤمنِ ». فصل: يحرم عليه تحريما مغلظا أن يقول لمسلم: يا كافر وقد جاء في صحيحي البخاري ومسلم، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « إذا قال الرّجلُ لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدُهُمَا، فإن كان كما قال، وإلاّ رجعت عليه ». فصل: يُكره سبُّ الحمّى: لحديث مسلم عن جابر رضي الله عنه: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، دخل على أمّ السائب أو أمّ المسيّب فقال: « مالك يا أمّ السائب – أو يا أمّ المسيّب – تُزفزِفين؟ قالت: الحمّى، لا بارك الله فيها، فقال: لا تُسبّي الحمّى، فإنّها تُذهبُ خطايا بني آدم كما يُذهِبُ الكيرُ خَبَثَ الحديدِ ». فصل: جاء النهي عن سبّ الديك: ففي الصحيح قال صلّى الله عليه وسلّم: « لا تسبّوا الدّيك، فإنّه يوقظ للصّلاةِ ». فصل: يُحرم سبّ المسلم من غير سبب شرعي، لما جاء في الصحيحين، عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: « سبابُ المسلمِ فسوقٌ ». فصل: في النهي أن يتناجى الرّجلان (قلت: وما أكثرها في أيّامنا هذه) إذا كان معهما ثالث وحده، فقد صحّ في البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: « إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتّى تختلطوا بالنّاس من أجل أنّ ذلك يُحزِنُهُ ». فصل: يُكره للإنسان إذا ابتلي بمعصيّة أو نحوها أن يُخبر غيره بذلك، بل ينبغي أن يتوب إلى الله تعالى فيُقلع عنها في الحال ويندم على ما فعل ويعزم ألاّ يعود إلى مثلها أبدا؛ فهذه الثلاثة هي أركان التوبة لا تصحّ إلاّ باجتماعها، فإن أخبر بمعصيته شيخَه أو شبهه ممّن يرجو بإخباره أن يعلّمه مخرجا من معصيته أو نحو ذلك، فلا بأس به، بل هو حسن، وإنّما يُكره إذا انتفت هذه المصلحة. فصل: يُحرم على المكلّف أن يُحدّث زوجة الإنسان أو ابنه أو خادمه أو نحوهم بما يفسدهم به عليه إذا لم يكن ما يحدّثهم به أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر. (قلت: ويحدث منه كثير في أيّامنا هذه فتُخرَّبُ به البيوتُ). عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « مَن خبّبَ زوجةَ امرئٍ أو مملوكه فليس منّا ». رواه أبو داود والنّسائي. فصل: وممّا يُذمّ من الألفاظ: المراء والجدل والخصومة. فصل: يُكره التقعير في الكلام بالتشدّق وتكلّف السجع والفصاحة… بل ينبغي أن يقصد في مخاطبته لفظا يفهمه صاحبه فهما جليّا ولا يستثقله. وفي صحيح مسلم نقف عند قوله صلّى الله عليه وسلّم: « هلك المتنطّعون ». والمتنطّعون هم المبالغون في الأمور. كما يُنهى عن الفحش وبذاءة اللّسان.فـ »ليس المؤمن بالطعّان ولا اللّعّان ولا الفاحش ولا البذيء » فصل في الشعر: فقد قال عنه صلّى الله عليه وسلّم لمّا سُئل: « هو كلام حَسَنُهُ حَسَنٌ وقبيحُهُ قبيحٌ ». وثبت عنه صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: « إنّ من الشعر لحِكمةً ». وثبت أنّه قال: « لأنْ يمتلئ جوفُ أحدِكم قيحا خيرٌ له من أن يمتلئَ شعرًا ». باب النهي عن الكذب وبيان أقسامه: جاء في البخاري ومسلم عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: « أربع من كنّ فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من نفاق حتّى يدعها: إذا اؤتُمِن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر ». وفي رواية مسلم: « إذا وعد أخلف » بدل « إذا اؤتُمِنَ خانَ »… هذا وقد رخّص الرّسول صلّى الله غيه وسلّم الكذب في ثلاث، هي: الحرب، والإصلاح بين النّاس، وحديث الرّجل امرأته والمرأة زوجها. يقول صاحب الأذكار: « وأحسن ما رأيته في ضبطه، ما ذكره الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله فقال: الكلام وسيلة إلى المقاصد، فكلّ مقصود محمود يمكن التوصّل إليه بالصدق والكذب جميعا، فالكذب فيه حرام لعدم الحاجة إليه، وإن أمكن التوصّل إليه بالكذب ولم يمكن بالصدق، فالكذب فيه مباح إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحا، وواجب إن كان المقصود واجبا؛ فإذا اختفى مسلم من ظالم وسأل عنه، وجب الكذب بإخفائه… حتّى يقول: فالكذب ليس بحرام، وهذا إذا لم يحصل الغرض إلاّ بالكذب!… ». والله أعلم.
كتاب جامع الدعوات:
اعلم أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: « الدّعاء هو العبادة »، وقال: « ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدّعاء ». وكان صلّى الله عليه وسلّم يستحبّ الجوامع من الدّعاء ويدع ما سوى ذلك. كان أكثر دعاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: « اللهمّ ( ربّنا ) آتنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار ». كان صلّى الله عليه وسلّم يقول: « تعوّذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء ». كان صلّى الله عليه وسلّم يقول: « اللهمّ إنّي أسألك الهدى والتّقى والعفاف والغنى » « اللهمّ يا مصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك ». « اللهمّ اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني » « اللهمّ إنّي أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ». وفي رواية « وضلع الدّين وغلبة الرّجال ». « اللهمّ إنّي أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوّل عافيتك، وفجأة نقمتك، وجميع سخطك » « اللهمّ اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمّن سواك ». « لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين ». قلت: والأدعية في الباب كثيرة، وهي موجودة أيضا في غيره من الكتب الصحيحة الأخرى، كما أنّي لم أذكر آخر أبواب هذا الكتاب القيّم وهو باب الاستغفار، وأكتفي هنا – مرغّبا فيه – بالتذكير بأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان – كما جاء في صحيح البخاري من رواية أبي هريرة رضي الله عنه – يقول: « والله إنّي لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرّة » . واعلم – نفعني الله وإيّاك بما نقرأ – أنّ للدّعاء شرائط أهمّها أن يكون مأكل الدّاعي حلالا. كما أنّ له آدابا منها بالأساس حضور القلب. وقد جمعها الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في الإحياء فعدّها عشرة، وهي: – أن يترصّد الأزمان الشريفة كيوم عرفة وشهر رمضان ويوم الجمعة والثلث الأخير من الليل ووقت الأسحار. – أن يغتنم الأحوال الشريفة كحالة السجود والتقاء الجيوش ونزول الغيث وحالة رقّة القلب. – استقبال القبلة ورفع اليدين ويمسح بهما وجهه في آخره. – خفض الصوت بين المخافتة والجهر – ألاّ يتكلّف السجع، والأولى أن يقتصر على الأدعية المأثورة – التضرّع والخشوع والرهبة – أن يجزم بالطلب ويوقن بالإجابة ويصدق رجاءه فيها – أن يلحّ في الدّعاء ويكرّره ثلاثا ولا يستبطئ الإجابة – أن يفتتح الدّعاء بذكر الله تعالى – (وهذا هو أهمّها والأصل في الإجابة)، التوبة وردّ المظالم والإقبال على الله تعالى وفي الكتاب فوائد أخرى كثيرة لا يحصيها هذا التلخيص الذي أردت به حصول بعض النفع، سائلا الله أن يتقبّل منّي ذلك وأن ينفع به كلّ من قرأ وأن يجعل أضعاف أضعافه في ميزان حسنات سيّدي الشيخ أبي زكريّا يحيى بن شرف بن مرّي بن حسن الحزامي الحوراني النووي الدمشقي، المتوفّى سنة 676 هـ الموافق 1277 م، رحمه الله وطيّب ثراه وجمعنا في زمرته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم. والله أعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته… عبدالحميد العداسي
السبيل أونلاين إياك والبعد عن القرآن… (حتى لا تكون من الذين اتخذوا هذا القرآن مهجورا!!!)
بقلم: محب الدين التونسي إلا أنا!!!.. إذا قرأ الواحد منا الآية التي يشير إليها العنوان وهي قوله تعالى:(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا) فإنه للوهلة الأولى قد يخامره شعور بأنّه بعيد كل البعد عن الاتصاف بما جاءت الآية تحذر منه.. شعور بأنّ الآية تتحدث عن أناس آخرين مختلفين بعيدين في الزمان والمكان. إلاّ أنّ المرء إذا تأمل الآية وتأمل نفسه فإنّه قد يغير رأيه، وربما سيلاحظ أنّ المعنى المذكور قد ينطبق عليه بدرجة أو أخرى. درجة حرارة الهجران… وبصفة عامة فإنّ هجران القرآن يأخذ مستويات متعددة: فعدم امتلاك مصحف في البيت نوع من الهجران، وامتلاك مصحف وعدم فتحه والنظر فيه نوع من الهجران، وقلة النظر فيه وقلة تلاوته نوع من الهجران، وعدم الالتزام ببرنامج شخصي يومي للتلاوة أو الحفظ أو المراجعة نوع من الهجران، والتلاوة والحفظ دون التدبر والفهم نوع من الهجران، وعدم التزام السلوك والخلق القرآني هو نوع من الهجران. هذا من جهة الفرد، ولو تأمل كل واحد منّا إلى الأصناف المذكورة وقيم نفسه من خلالها لتعرف على حقيقة درجة علاقته بالكتاب الكريم. واللافت أن الآية تتحدث عن الذين هجروا القرآن وسمتهم (قومي)، بمعنى أن الهجران يأخذ هنا شكلا جماعيا؛ ومن مظاهر ذلك عدم الاجتماع على تلاوته ومدارسته والنبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: (ما جلس قوم في مسجد من مساجد الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلاّ نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطا به عمله لم يسرع به نسبه)، ومن مظاهر الهجران أيضا عدم اتخاذ القرآن مرجعا في توجيه أمر المجتمع، ومن ذلك أيضا اتخاذ مناهج غير المنهج القرآني في التحليل والتخطيط للمستقبل، وكذلك مخافته في منهج التفكير والنظر في الكون والحياة والتاريخ… كل الطرق تؤدي إلى القرآن… والحقيقة الواضحة أنّ أي إصلاح للفرد أو للمجتمع المسلم يمر بالضرورة بتمتين العلاقة بالقرآن العظيم: فالقرآن هو شافي الأرواح العليلة (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)، والقرآن هو مثبت القلوب الحائرة (كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا)، والقرآن هو منبع الطاقة الإيمانية الدافعة (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)، والقرآن هو المرشد إلى أقوم المسالك للنجاح والفلاح (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)، والقرآن هو حبل الله الجامع لشتات مجتمعات المؤمنين (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)، والقرآن هو السلاح لمجاهدة الأعداء (وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا)، والقرآن هو المحدد لموقعك في درجات الجنة (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا فإنّ منزلتك عند آخر آية كنت تقراها)(الحديث). رسالة .. مهمة للغاية!!.. والقرآن كلام الله وخطابه لك ورسالته إليك أيها الإنسان.. تصور لو أنّ عظيما من العظماء أو ملكا أو رئيسا كتب إليك رسالة ووجهها خصيصا لك!!.. فكيف كنت ستستقبلها وتتصرف معها؟؟.. أغلب الظنّ أنّك كنت ستعاملها بحرص شديد، وستحفظها في مكان لائق جدا وبطريقة جميلة جدا، وستقرؤها بانتباه وتمعّن وستعيد قراءتها مرات ومرات، وسوف تركّز على كل كلمة وتغوص في معانيها.. وعلى كل حرف مفتشا عن دلالاته.. تفعل ذلك وأنت تستمتع بتلك المعاني.. مزهوّا بمخاطبة هذا العظيم لك شخصيا.. وربما استيقظت بالليل بعد أن فارق النوم أجفانك لفرط التفكير في تلك الرسالة.. وأخذت تقرؤها وتعيد القراءة.. وتتذكر أنّ الملك قد راسلك سخصيا وأنك بالتالي شخص مهم… تصور هذا وتذكر أنّ القرآن ليس مجرد رسالة رئيس أو ملك.. بل هو رسالة خالق الأكوان وملك الملوك إليك!!.. وقديما قيل: (إذا أردت أن تكلم الله فعليك بالصلاة.. وإذا أردت أن يكلمك الله فعليك بالقرآن). ختام الوحي.. في بيتنا!! والقرآن الكريم هو آخر سلسلة الكتب السماوية من الله تعالى إلى الإنسان.. وبعدها انقطع الوحي نهائيا عن الأرض.. وكل الكتب السابقة إمّا أنّها اندثرت أو حرفت واختلط فيها الحق بالباطل وفقدت بذلك خاصيتها الربانية.. هذا ما نصّ عليه القرآن وما اعترف به كثير من أهل تلك الديانات وما أكدته مجالات البحث التاريخي والعلمي ونقد النصوص.. تصوّر أيّها المسلم أنّ الكتاب الذي يوجد الآن برفّ مكتبتك على بعد أمتار منك هو آخر وحي ينزل من عند الله على هذه البشرية.. تصور ذلك!!.. الحقيقة الوحيدة عن الله المتبقية والمحفوظة من بين كتبه المنزلة تصور أيّها المسلم أنّها توجد الآن برفّ مكتبتك على بعد أمتار منك!!.. تصور ذلك!!.. الميراث الأصلي والصادق الوحيد لآلاف الأنبياء والرسل على مدار تاريخ الإنسانية جمعاء تصور أيّها المسلم أنّه يوجد في كتاب هو الآن برفّ مكتبتك على بعد أمتار منك!!.. إنّه في ركن بيتك.. في متناول يدك.. قريب منك.. أفلا تكون أنت قريبا منه بالتلاوة والاستيعاب حفظا وفهما ؟؟… (البقية في الحلقة القادمة إن شاء الله)
الربانية منهج و سلوك و الصلاة و السلام على النبي الكريم
I- معنى الربانية: لا شك أن لفـظ [ربانية] يــوحي بداهة و دون كثيــر عناء بمعاني تنطـوي عـلى الخـيــر و التقوى و الصلاح، و لكن رغم ذلك فالمدلول الدقيق لهذا اللفظ لم يكن دائما بديهيا و لا الوقوف على أبعاده و أغواره كان من تحصيل الحاصل للجميع. من ذلك فإن تمثّل معاني الرّبانية و تحرّي مقتضياتها لـو تحقق فعلا و ساد قـولا و فـهما و عملا بين أفـراد الأمة أو في أيّ مجمــوعة إسلامية لفجّر فيها الكـوامن و حرّك منها السّـواكن و جنّد و قيّض و حَفَّزَ و صنع منها الأعاجيب. و بداية نلاحظ أن لفظ ربّانية لَمْ يتّسع استعماله إلاّ في أوساط الفكر الإسلامي الحديث ثم هو أصلا لم يرد في القرآن إلاّ ثلاث مرّات كلّها بصيغة [ربّانيّون]: فلقد ورد هذا الوصف على أصله اللّغوي في الآية (79) من سورة (آل عمران) و سنعرض له لاحقا إن شاء الله ثم هو ورد بسياق آخر في سورة (المائدة) مرتين: الأولى في الآية (44) بقوله [إنّا أنزلنا التّوراة فيها هُدًى و نور يحكم بها النّبييّون الذين أسلموا للذين هادوا و الرّبّانيون و الأحبار بما اسْتُحْفِظُوا من كتاب الله و كانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس و اخشوني و لا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون] و الثانية في الآية (63) بقوله [و ترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم و العدوان و أكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون (62) لولا ينهاهم الربانيون و الأحبار عن قولهم الإثم و أكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون (63)] و الظاهر أن ورودها هذا في المائدة لم يكن بنفس الدلالة و لا بنفس السياق الذي وردت به في (آل عمران) ذلك أن توبيخ الله الوارد في الآية (63) من (المائدة) لأولئك الذين سمّاهم [ربانيون] و الذي وصل إلى حد التنكير عليهم بسبب عدم نهيهم لعموم أهل الكتاب عن قول الإثم و أكل السحت… هذا التنكير و ذاك التوبيخ يدلان على الـتحـقـيـق أنه قد عُنِيَ هنا بلفظ [الـربانيون] فئة مخصـوصة من عُبَادِ أهــل الكـتـاب و نسّاكهم و الأرجح أنهم قادتهم الروحيون لا سيما و أن هذا اللفظ ورد في آيتي (المائدة) مقرونا بلفظ « الأحبار » و هو جمع حَبر و الحَبْرُ هو العالم المتفقّه في الدين و قد غلب إطلاقه على علماء أهــل الكتاب و من حسـن التقابــل أن ينصـرف معـنـى لفظ [الـربانيون] إلى عبّـادهم و نسّــاكهم و بالذات إلى زعمائهم الرّوحيين باعتبار أنهم كانوا يحكمون فيهم بالتوراة في مقابل انصراف معـنـى الأحبار إلى علمائهم و فقهائهم و هؤلاء إنما رشحـهم للحكـم بالتـوراة علمهـم وفقههـم… و على الأرجح فإن أولائك الذين عُرفوا بالربانيين إنما عُرفوا بذلك لأنهم في أصل مَنْشَئِهِمْ كفئة إنما اتصفوا بالربانية بحق حتى اشتهروا بذلك بين الناس فصار الوصف عَلَمًا عليهم كما توحي به الآية (44) في (المائدة) فلما طال عليهم الأمد و قَسَتْ قلوبهم انحرفوا عنه فلازمهم الاسم دون المُسَمَّى على معنى أنه صار كالاصطلاح الدّال عليهم كفئة مخصوصة معلومة بينهم يُرجع إليها مع الأحبار في تحكيم التوراة أي صار المدلول الاصطلاحي للفظ حقيقة لغوية عندهم ثم عند العرب قبل التنزيل بحكم مجاورتهم لهم فاسْتَعْمَلَهُ القــرآن بدلالته الاصطلاحية تلك في سـورة (المائدة) و لا سيما في الآية (63) و لكـن و كما هو الشأن مع كل اصطلاح فالدلالة الاصطلاحية لا تلغي و لا تنفي الدلالة اللغوية الأصلية و هذا يقتضي أن اصطلاح القرآن على أولئك العباد و الزعماء الروحيين المقصّرين أو المنحرفين من أهل الكتاب [بالـربانيين] لا ينقص شيئا من عمق الدلالة الغوية الأصلية لصفة الربانية و أبعادها و أغوارها و مقتضياتها التي أفادتها آية (آل عمران) و ذلك في قوله سبحانه [ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب و الحكم و النبوءة ثم يقول للناس كـونوا عبادا لي من دون الله و لكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب و بما كنتم تدرسون (79)] و المقابلة التي نصبتها هذه الآية بين أن يكون الناس عبادا لغير الله و بين أن يكونوا ربانيين تؤكد بداهة أن جوهر الربانية في الأصل اللغوي هو انتساب الإنسان إلى ربه بحيث يكون عبدا له وحده دون سواه مع تمام الإخلاص في العبودية قولا و عملا… هذا على مستوى المقصد و الهدف أما على مستوى الوسيلة فالآية كانت صريحة في أن الوسيلة الضامنة لتحقق الربانية هي النهل من كتاب الله تعلما و تدارسا بما يضمن الفهم و الدراية لمعنى التوحيد و الإخلاص فيه و بما يَسْتَتْبِعُه من تجليات إذ لا تصحّ عبادة و لا يصدق إخلاص إلاّ بالعلم و العمل و لذلك نصصت الآية على الوسيلة بقولها [… بما كنتم تعلمون الكتاب و بما كنتم تدرسون] اما عن الأصل الاشتقاقي اللغوي فلفظ [رباني] هو نسبة للرب سبحانه بزيادة ألف و نون في آخر الكلمة و هي صياغة على غير قياس وبعض المفسرين عدوا دلالتها عادية أي تفيد مطلق الإنتساب ولكن معاينة مختلف استعمالات هذه الصياغة تؤكد على التحقيق أن المراد منها في أغلب الأحيان هو إشباع الوصف أو أي خصوصية أخرى زائدة عن الوصف العادي كنسبة روحاني إلى الروح أو نوراني إلى النور أو علماني إلى العلم (بفتح العين وسكون اللام) و هو العالم أي الكون و من ذلك فثمة مثلا فرق بين روحي و روحاني فكل ما له علاقة بالروح يمكن وصفه بالروحي و العدول عن وصف الروحي إلى وصف الروحاني يراد به (كما وردفي بعض المعاجم)إفادة خصوصية زائدة من ذلك فحين تصف الطبيب الذي يستعمل الوسائل الروحية في تطبيبه بالطبيب [الروحاني] إنما يحسن ذلك لخصوصية علاقته المهنية المتميزة بالروح أو حين تصف الملائكة بأنها [كائنات روحانية] لم يحسن هذا الوصف المتميز إلا لأنه أفاد إشباعا للـوصف باعـتـبـار خلــوص الملائكة إلى الجانب الــروحي و تجـردهم من الجانب المادي تماما و كذلك الشأن مع وصف نوراني فيه إشباع للوصف كما ليس هو مع وصف نوري و على نفس هذا المنوال في دلالة الاشتقاق فالربانية وصف يدل على الانتساب المخصوص للرب سبحانه كإشباع الوصف أو أي خصوصية أخرى تبرر زيادة الألف و النون إذ الزيادة اللفظية في الاشتقاق لا تحسن في الغالب إلاّ إذا حصلت منها إفادة إضافية في المعنى و تلك قاعدة بلاغية في اللسان العربي غالبة. هذا هو أصل الكلمة في الاشتقاق اللغوي و لكن لكي لا نقف عند حدود الدلالة اللغوية و اشتقاقاتها فالأجدر بنا أ ن نغوص مع المعاني التي يفيض بها وصف الربانية و لا يكون ذلك إلاّ بتنزيلها على واقعنا المعيش في سياق المرحلة التاريخية التي نمرّ بها و تمرّ بها أمتنا و تمر بها الحركة الإسلامية المعاصرة بمختلف فصائلها و تنويعاتها. II- الربانية همّة و رساليّة إن من اخطر الأمراض التي قد تصيب الحركات الإسلامية هي الذبول التدريجي لمعاني الربانية فتسري تلك الحالة المرضية عبر الأيام والسنين من زوايا حركية متعددة في نشطائها بمختلف مستوياتهم والعجيب في هذه الحالة أنه كثيرا ما يكون انطلاق تسرب هذا المرض من الصفوف الأمامية حين تكبل المهمة القيادية المضنية العديد من عناصر تلك الصفوف و تشغلها بأولوياتها الإشرافية التسييرية المعقدة عن إيفاء الشعائر التعبدية حقها فيبد أ الإخلال التدريجي بالنوافل والذكر والأوراد ثم في مرحلة لاحقة يتخلى البعض من تلك العناصر في الصفوف الأمامية عن الدعوة الفردية بحجة أن ما يقوم عليه من إشراف وتسيير للدعوة والدعاة اشمل و أعظم متناسيا أن الدعوة الفردية مدرسة ميدانية يومية للداعية نفسه ثم لا يلبث ذلك العنصر الأمامي أو الفرد القيادي أن يتخلى شيئا فشيئا عن ارتياد المساجد ومن ثم يبدأ الإنحراف في التصور والتصرف لأن اخطر ما في ذلك التبرير هو ما يضمره من تزكية للنفس إذ يتجاهل ذلك العنصر الطلائعي او المشرف الحركي او الرمز القيادي او الوجه السياسي أنه لا يعدو أن يكون بشرا كسائر البشر لا تسلم حالته التربوية والإيمانية وبالتالي الريادية إلا بكثير ذكر وعمق روحي يناسب موقعه الطلائعي و يناسب إشعاعه وإلا ارتكس ذلك الإشعاع إلى( مثل سيئ) يشيع في المجموعة الكثير من القسوة والجفاف و التدسس إلى حد اختيان النفس لدى من جاوزوا الغفلة إلى الإستهانة فيسري شيئا فشيئا الهزال التربوي في المجموعة ويتطبع ولكن تطبعه لا يمنع تجلي آثاره في سائر مناشط تلك الحركة في أشكال عدة و تمظهرات مختلفة لعل من أ برزها الخمول و القعود عن الفعل و اللامبالاة ثم في مرحلة لاحقة تبرز المشاكسات والإنسحابات و الإنشقاقات لذلك يظل العلاج الحقيقي لهذه الظاهرة الخطيرة هو الوعي الجدي بها ولفت نظر سائر أفراد المجموعة اليها وتطارحها كقضية اساسية على معنى أن ربانية الإنسان المسلم هي بالأساس غاية في حد ذاتها لا نجاة يوم الدين لأي منا إلا بها ثم هي وسيلة أساسية وشرط للنجاعة والفلاح لكل حركة إسلامية ولكل عمل إسلامي إذا انتفت فتحت الأبواب على مصراعيها على كل احتمالات الشر والضياع والفشل و إذا كانت الربانية هي تمام الانتساب المخصوص لله رب العالمين فلن تستطيع أخي المؤمن أن تتمكن من تجديد ربانيتك باستمرار حتى تحدث في نفسك ثورة داخلية عميقة تحيي بها عهدك مع الله و تربط قلبك به و تمحور إرادتـك حــول إرادتـه و تماهـي همّك و همّتك مع ما رضيه الله لك و قيضـك إليـه و أمــرك بـه و حضّك عليه فتكون العبد المجنّد لخدمة الحق لا همّ لك إلاّ نصرة دينه و إقامة شرعه و تمثل وصاياه و تعاليمه و لو حملت نفسك على كلّ هذا ثم جاهدتها لتجديد استحضار رقابة ربك في قلبك مع كل خلجة و خطرة و كل لمحة و نظرة و مع كل قومة و هجعة و كل روحة و رجعة: تحفل لحظة ارتيادك المساجد و تأنس ساعة رباطك فيها و تنتعش مع كل سجدة و ركعة لو فعلت ذلك ما ذبلت ربانيتك أبدا ولظللت دوما قادرا على تجديد إيمانك وهمتك بما يفجر في نفسك الكوامن و يحرك منها السواكن و يهيج فيها الحوافز فكنت بإذن الله طاقة جبارة تتوثب كأنك قدر الله الذي لا يرد، تصنع الأعاجيب و تنجز المفاخر قلبك معلق بالله فلا تخشى سواه همك الأعظم هو عبادة الله و تعبيد الناس له و نشر دينه و بث دعـوته و إقامة دولته و تحكيم شرعته بنصـرة المستضعفين و إنصاف المظلومين و إغاثة المحــرومين و صدّ الطغاة و المستكبرين فالرباني هو بالضرورة رسالي مهموم بقضية الإسلام تسكنه غيرة على الحق لا تذبل و إرادة لإظهار العقيدة و الإصداع بها لا تفتر و همة راقية تفتأ تحض و تستحفز فلا تنكفئ و لا تعجـز و لا تخشى في الله لومة لائم و لا تــرضى بهـوامش المهمات و لا بصغائـر الغايات ذو همة قد زهدته في القعود و استحفزته للمرام الراقيات لم يرض حتى بالهضاب والنجود كالنسريصبو للرواسي الشاهقات و كل هذا لن يكون فيك حتى يماهي فهمك ما لهج به القرآن و لهجت به السنة المعطرة تتلقى منهما في تسليم بروح صافية و عقل مستنير و قلب سليم… وفي تمام التسليم تمام الربانية وتمام التدين الرباني…لا تدين أولئك اللذين تملكتهم قناعاتهم المسبقة فراحوا يسقطونها على لفظ الكتاب والسنة ومعانيهما فبعضهم يريدها رهبانية يصطنعونها كما اصطنعها النصارى وابتدعوها يوما ما تحاشيا لكلفة الاصداع بالحق الذي تقتضيه الدعوة الربانية ويقتضيه الالتزام بقضايا المستضعفين والمظلومين وقضايا الأمة والوطن فنزعوا الى تدين منزوع التسيس يؤول في نهاية المطاف الى نوع آخر من الفصل المقيت بين الدين والسياسة كما تفعل العلمانية بالاضافة الى فصل يتوهمونه بين السياسة والحياة في مقابل فصل تتوهمه العلمانية بين الدين والحياة وبعضهم غرق في سياسوية متهافتة فما عادت تتراءى لهم الحياة الا من ثقب السياسة والتواءاتها وحساباتها وتهافت خصوماتها وشقاوة مشاكساتها وتنمق خطابها وجفاف مفرداته فلا انفكاك لهم من طبيعتها العمومية التي تفتأ تلح على اعادة صياغة حياتنا وعقولنا وامزجتنا من زاوية الإشراف العام والتسيير الإداري والأدوات السلطوية فتختلق مناخات فيها الكثير من الاصطناع في الاهتمامات والأولويات وفي المفاهيم ومفرداتها بما لا تستطيع الجماهير العريضة استساغته ولا هضمه وهذا بعض من الأسباب المؤدية إلى تقوقع العديد من النخب السياسية لاسيما حينما لا يترك ذلك الخطاب المفرط في التسيس أثره الا في عقول تلك النخب وامزجتهم دون سائر الجماهير فيوقعهم ذلك في تسلل عقيم يؤبد عجزهم علي التواصل مع الجماهير فضلا عن القدرة على قيادتها أو تأطيرها أما أنت أيها الداعية الرباني فخطابك يجب ان يكون شيئا آخر بحيث يتميز بعمقه الروحي وصدقه: سهل عذب سلس يخاطب الناس بما يفهمون مفرداته رطبتها ألسن الجماهير ومفاهيمه خالجتها ألبابهم وطبعتها حياتهم عبر الزمن ولو راجعت السيرة للمست تميز الخطاب النبوي في سهولته و صدقه وصراحته يصدع بالحق كما هو بدون تعقيد فلا يجامل ولا يراوغ و لا يتكتك مع المبادئ والقيم يعبق بالإخلاص لله ويحمل هم المستضعفين ويتصدى للظالمين والمستكبرين وينصح للجميع حيثما أفاد النصح ونفع (وذكر ان نفعت الذكرى) سورة الأعلى ولقد أحدث هذا النهج الرباني نقلة جبارة في حياة الصحابة رضوان الله عليهم فلم لايفعل فيك أنت ما فعله فيهم اذ حولهم من مهمّشين في الصحراء إلى صناع أمجاد و تاريخ فبربانيتك أخي المؤمن يسلم خطابك وتتنامى بركات دعوتك ويتدفق زخم عطائك لان ربانيتك هي التي تلد همتك و تجددها وتحييها كلما خفتت أو ذبلت فصنها و اضمنها بإكثــار ذكــر ربك وتعمـيـق التفكــر في آياتــه والمواظبة على قراءة كتابه و المثابرة على ارتياد بيوته و التزام الدعوة إليه في حرص دائم على الاعتزاز بالانتساب لهذا الدين و على التميـز بصفاء العقيـدة وجلائها وعلى التمسك بثوابت الشريعة والزاماتها وعلى التجرؤ على الإصداع بها لا تمنعك من ذلك تحرجات و لا تكتيكات و ذاك هو سَمْتُ الداعية الرّباني… سمتٌ هو أوّل من سيستفيد منه فالداعية باصداعه إنما يدعو نفسه أول ما يدعو و يربيها أول ما يربي و يحاسبها أول ما يحاسب مراسلة موقع السبيل أونلاين: نشرية إعلامية تحتوي على مختارات من جديد الموقع (المصدر: موقع « السبيل أنلاين.نت » بتاريخ 14 ماي 2008)
في العلمانية والدين والديمقراطية.. المفاهيم والسياقات (3 من3)
هذه هي الحلقة الخامسة في محور »المسألة الحضارية »، وقد خصصناها لحوار أجراه الأخ سيد فرجاني باسم ورشة حضاريات بالسبيل أون لاين مع الباحث الأخ رفيق عبد السلام . وقد بدأنا هذا الحوار من طلب تقديم كتابه المنشور أخيرا تحت عنوان « في العلمانية والدين والديمقراطية.. المفاهيم والسياقات » ، ثم مررنا إلى مسائل وقضايا في علاقة بموضوع الكتاب لامسها الباحث ولم يتناولها ، أو تناولها بقدر غير كاف . ومثل هذه القضايا هي أساسية مطلوب إثارتها في هذه المرحلة ، والإجابة عنها بشكل سليم قد يؤسس لمراجعات سليمة لفهمنا للمنظومة الغربية. وجملة هذا الذي تحصل عندنا سنقدمه – إن شاء الله – في أجزاء ثلاثة ، وقد سبق نشر الجزء الأول والثاني منها ، وسنقدم الآن الجزء الثالث والأخير منها : الـحــوار: س5 : لماذا يرى بعض المفكرين قصور قيمة الشورى ومن ثم ضرورة تلبيسها بالديمقراطية؟ ج : هذا الأمر يعود إلى سبب رئيسي هو أن تجربة الشورى التاريخية بما لها وما عليها قد غابت أو في الحد الأدنى ضعف أثرها في حياتنا الراهنة إلى حد بعيد. فحينما تتحدث عن الديمقراطية فأنت تشير إلى نموذج أو نماذج قائمة على الأرض، وهي إلى جانب ذلك نماذج امتلكت سطوة هائلة في التأثير والشيوع العالمي بسبب ما يمتلكه الغرب الليبرالي من أدوات القوة والتأثير الصلب والناعم، خصوصا بعد هزيمة الفاشية والنازية ثم تفكيك النموذج الشيوعي بعد ذلك. كما أن الديمقراطية الغربية أثبت وجوها من النجاعة العملية رغم ما يطبعها من وجوه قصور كثيرة ليس هذا موضع الحديث عنها الآن. أما إذا تحدثت عن الشورى الإسلامية فإنك تحيل غالبا إما إلى تجربة تاريخية انقطع حبل استمرارها، وبقيت مجرد أفكار مبثوثة في بطون الكتب والمدونات الفقهية والأصولية، أو تطلعات تسكن وعي وضمير المسلمين. وأنا لا أرى ضيرا في تجديد الشورى بالديمقراطية أي الأخذ ببعض الوسائل والإجراءات الديمقراطية التي تساعد على تجدد تجربة الشورى وتفعيلها، شريطة الوعي بمحوددية وتاريخية ما يتم أخذه واستعارته. النماذج السياسية ليست مجرد تطلعات وأحلام، على أهمية الأحلام والتطلعات في حياة الأمم والشعوب- بل هي أكثر من ذلك تكتسب أهميتها من خلال قدرتها على تقديم الأجوبة العملية والاستجابة لحاجات الاجتماع السياسي. بقي لي أن أشير هنا أن الآليات الديمقراطية ليست كتلة صماء ومكتملة بدورها بل لا بد من أن تعمل فيها آلية التهذيب والتشذيب من دون خجل أو تردد. ليس عيبا أن يتم استعارة مؤسسات أو حتى أفكار من أمم أو ثقافات أخرى، بيد أن هذه عملية تفاعلية تقتضي أولا: الوعي بتاريخية ونسبية ما يتم نقله ثانيا إعادة تعديل وتصويب ما يتم نقله بما يستجيب لحاجات وأولويات الاجتماع المنقول إليه. س 6 : هل الديمقراطية مسألة إجرائية بريئة، ثم هل هي مدارس شتى أم مدرسة واحدة، وفيها ما يمكن أن ينسجم مع منظومة الاعتقاد والقيم الإسلامية وفيها ما يصل حد ملامسة الشرك؟ ج : هذا الأمر يذكرني بالسجال الفكري غير المباشر الذي دار بين أبي حامد الغزالي وابن تيمية من بعده حول المنطق والقياس الأرسطي تحديدا . فرغم ثورة الغزالي الجامحة على الفلسفة وتشنيعه على الفلاسفة إلى حد التكفير فقد نافح على الصلاحية الكونية لعلم المنطق باعتباره بحسب تعريفه آلة محايدة « تعصم الذهن من الخطأ »، إلا أن ابن تيمية جاء من بعده ليعقب عليه ويقول بأن المنطق اليوناني وخصوصا في صيغته الأرسطية ليس إلا انتزاعا عقليا لنظام اللغة والتصورات الدينية والفلسفية اليونانية ومن ثم ليس من اليسير قبول القول بأنه مجرد آلات إجرائية محايدة بإطلاق. وإذا تأملت الأمر بشيء من التروي تجد أن قراءة ابن تيمية هي الأكثر صحة وتماسكا، بيد أن عملية النقد التيمي ما كان لها أن تتم أو ترى النور من دون الجهد اللاستيعابي والتأسيسي الذي دشنه الغزالي من قبله. نعم لا توجد آليات بريئة وكونية بإطلاق، لأن كل الآليات والإجراءات تتخلق في سياق ثقافة وخبرة تاريخية معينة ، مثلما تقول إن المحراث لا قيمة له من دون عملية الحرث والتربة التي يتعاطى معها، أو المنهج يتخلق ويتطور في إطار الموضوع الذي ولد واشتغل فيه، ولكن هل معنى ذلك أنه لا يوجد محراث أو منهج قابل للاشتغال خارج الحقل الخصوصي الذي ولدا أو نما فيه؟ الجواب نعم الآلات فيها من الخصوصية بقدر ما فيها من آفاق الكونية. بهذا المعنى يسعنا القول بأن الآليات الديمقراطية تحمل في أحشائها قدرا قليلا أو كثيرا من ميراث التجربة الليبرالية الغربية التي تخلقت وتطورت في أجوائها، ومثال ذلك أن المنافسة الانتخابية مثلا إذا نظرت إليها من زاوية فيمكنك أن تقول أنها مجرد آلة من الآلات المحايدة، ولكن إذا نظرت إليها من جانب آخر تجدها تحمل روح الصراع والمنازعة الشديدة التي بنيت عليها الفلسفة السياسية الحديثة منذ مكيالفيلي وهوبس وما بعدهما. ومع كل ذلك أقول إن بعض الآليات والوسائل، لما تثبته من نجاعة عملية، تظل قادرة على تخطي الخصوصية والارتقاء إلى العالمية شريطة أن يعمل فيها منهج التعديل والتطوير. إذا تحدثت عن الديمقراطية بمعنى الأسس الليبرالية التي قامت عليها والتي هي عند التحقيق خليط مركب من المواريث الاغريقية والرومانية والمسيحية المعلمنة، فستجد فيها ما يصادم أساسيات التصور الإسلامي من بعض الوجوه، إلا أنه يبدو لي أن الفكر الإسلامي الحديث قد نحى المنحى البراجماتي والعملي في التعاطي مع الديمقراطية، أي النظر إليها باعتبارها جملة من الإجراءات والوسائل التي تصلح للتخفيف من وطأة الاستبداد وتنظيم الحياة السياسية بشكل رشيد. هذا المسلك الذي سلكه الشيخ عبده والشيخ وتلميذه رشيد رضا وشكيب أرسلان وعبد الرحمان الكواكبي والطاهر بن عاشور منذ أواسط القرن التاسع عشر وما بعده، ونجده اليوم مستمرا مع الكثير من المفكرين والسياسيين الإسلاميين أمثال الشيخ القرضاوي والشيخ الترابي والشيخ الغنوشي والدكتور سليم العوا وغيرهم، وهو منهج ليس مخطئا، إلا أنه يتوجب أن نضيف هنا أن هذه الوسائل على أهميتها هي إجراءات تاريخية تحمل بصمات النشأة والتكوين ومن ثم يتوجب بذل جهد فكري وسياسي في تعديلها وتطويرها، بما يناسب نظام التصورات والقيم الإسلامية، ويستجيب لحاجات المجتمعات الإسلامية. ما يدعو إلى القلق فعلا ليس عملية اقتباس الوسائل والإجراءات في حد ذاتها على نحو ما دعا إلى ذلك رجال التنظيمات ومن بعدهم الإصلاحيين الإسلاميين منذ بداية القرن التاسع عشر، فالحضارات ليست جزرا معزولة ومغلقة بل هي تأخذ من بعضها البعض، ولا ضير في ذلك. المقلق حقا هو أن عملية الاقتباس هذه تتم في ظل سيطرة غربية واسعة النطاق واختلال هائل في موازين القوة الأمر الذي لا يضمن فعلا ألا يتم تجيير أو توظيف عملية الاستيعاب أو الاقتباس هذه لصالح القوي المتغلب على الأرض، على نحو ما جرى في تجارب إصلاحية معوقة سابقا، بدءا من تجربة التنظيمات في الدولة العثمانية ومرورا بتجربة خير الدين باشا في تونس، ومحمد علي في مصر. فقد كان كل هؤلاء يراهنون على تجديد أوضاع العمران الإسلامي وتدارك أخلاله الداخلية، إلا أن هذه العملية انتهت فيما بعد إلى نوع من التفسخ الهائل، بل التطويح بما تبقى من عرى السلطنة العثمانية. بيد أن ما يدعو إل الإطمئنان بعض الشيء ما تشهده الرقعة الإسلامية من استفاقة وحراك محسوسين، بما يجعل من الممكن توجيه عملية الاقتباس أو الإصلاح هذه لصالح القوى المحلية، وتغليب الأجندة الداخلية على الأجندة الخارجية هذه المرة. خذ مثلا مشروع الإصلاحات الأمريكي الذي نادت به إدارة بوش في إطار رؤيتها الطموحة لإعادة تشكيل الخارطة السياسية والثقافية في المنطقة فقد تم التقاطه من أيدي المحافظين الجدد، وأعيد توجيهه من « طرف قوى الممانعة » في فلسطين ومصر وغيرها بما أدخله في مأزق حاد مازال يتخبط فيه إلى يومنا هذا. وهكذا أصبح مشروع الدمقرطة حبل مشنقة لفريق المحافظين الجدد بدل أن يكون حبل مشنقة لخصومهم، خاصة وأنه جاء في أجواء توحل أقدام الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان. ما أردت قوله هنا أنه يتوجب النظر إلى أي مشروع سياسي من خلال موازين القوى التي تحكمه، ونوعية الفاعلين الاجتماعيين الذين يتحركون به على الأرض بدل اختزاله في الجانب النظري المجرد . وحتى مسألة المحافظة والتجديد يجب النظر إليها من هذه الزاوية، فقد تكون المحافظة وحتى الجمود في ظروف معينة مطلوبة وإيجابية، ويكون التجديد في ظروف أخرى هو الأدعى والأهم. فالمحافظة والتجديد ليستا مشاريع نظرية مجردة أو عقائد سياسية مغلقة بل هما حركة حية يقوم عليها بشر وتحكمها موازين قوة على الأرض. وربما يحتاج المرء أن يكون محافظا وتجديديا في نفس الوقت، وكذا هو الأمر بالنسبة لشأن المجتمعات والجماعات التي لن تستطيع الحفاظ على توازنها إلا بضرب من التوليف بين المحافظة على الأسس والتجديد في الوسائل والمناهج. س 7 :الملاحظ أن الدولة في التاريخ الغربي كانت صانعة نظام المعايير والقيم العامة، مثلما كانت تثبت أو تهمش من تشاء، في حين أن وظيفة الدولة في السياق الإسلامي تختلف عن ذلك تماما؟ ج : نعم هذا أمر لا مراء فيه، فالمتابع للتاريخ السياسي الغربي الحديث يلحظ أن الدولة القومية الزمنية قد أصبحت الفاعل الأكبر في صياغة التصورات والقيم وتحديد والمسالك الخاصة والعامة من خلال سيطرتها على حقول التعليم والثقافة العامة وسائر مؤسسات الرعاية والتوجيه، فضلا عن احتكارها للسلاح وأدوات القوة في إطار ما بات يعرف اليوم في علم الاجتماع السياسي بالاستخدام المشروع للعنف تحت دعاوى حماية الأمن العام وضمان السلم المدني. لقد حلت الدولة الحديثة محل الكنيسة، بل أخذت الكثير من وظائفها وأدوارها في قالب زمني. وبغض النظر اليوم عن الطابع الذي أخذته الدولة الحديثة وسواء كانت شمولية أو ليبرالية فإنها تتسم بطابع تدخلي هائل في حياة الأفراد والجماعات، وحتى مقولة الحياد هنا يجب أخذها بقدر من الحذر والحيطة. هكذا تريد الدولة الليبرالية أن تقدم نفسها ولكنها في واقع الحال تشتغل على نحو مغاير.لقد أصبحت الدولة الحديثة بما في ذلك في شكلها الليبرالي الناعم، ومع توسع أدوات الرقابة والضبط التي تتيحها التقنيات الحديثة بمثابة آلة ضخمة وعين خفية ورقيبة على الجميع. خذ مثلا اليوم عمليات الرقابة الهائلة التي تمارسها الدولة الليبرالية على مواطنيها من خلال ترصد المكالمات الهاتفية وشبكة الانترنت وزرع الكاميرات في كل ركز وزاوية، فضلا عن الإجراءات الأمنية التي تمس بأبسط الحقوق المدنية والإنسانية اليوم في أجواء محاربة الإرهاب. إن الدولة الحديثة إلى جانب قوة الاقتصاد الرأسمالي هي من بين أكبر رافعات العلمنة فعلا في عصرنا الراهن ، ولعل أخطر ما في فكرة الحداثة هذا التمركز الشديد حول الدولة، ولهذا السبب يخيفني كثيرا مطلب الدولة الإسلامية، لأن قد يحمل في طياته إعادة استننساخ نموذج الدولة الغربية الحديثة في قالب إسلامي من دون إعمال الفكر والنقد في هذه الآلة التي يراد أسلمتها وتطويعها، وربما المراهنة على أسلمة ما لا يمكن اسلمته أصلا. لست مبالغا إذا قلت إن أقرب طريق للعلمانية، أو حتى لعلمنة الإسلاميين، هو التعلق بالدولة التي هي أشبه ما يكون بالآلة الجهنمية الضخمة التي تطوع الأشخاص وتقهر الأفكار والايديولويجيات، ويزداد الأمر خطورة حينما يفكر الإسلاميون في موضوع الدولة من خلال الأوعية القطرية الضيقة والمأزومة أصلا. للأسف إن موضوع الدولة مازال لم يحظ بعد بما يكفي من التفكير والتأمل الجادين في الساحة الإسلامية. لعل أهم عبقرية توفر عليها التاريخ السياسي الإسلامي ومازالت تحمل قدرا من الصلاحية إلى يومنا الراهن، تلك القدرة الخلاقة في الحد من وظائف الدولة إلى أضيق نطاق ممكن، مقابل توسيع فاعلية المجتمع والمؤسسات الأهلية، فقد تمكن العلماء والجماعات الأهلية منذ وقت مبكر من انتزاع نظام الوقف والمسجد والسوق من تحت أنياب الدولة ومن ثم حولوها إلى مجرد إدارة تنفيذية عامة وليس أكثر. وربما لهذا السبب حافظ الاجتماع الإسلامي على قدر كبير من انتظامه واستمراره رغم تقلبات الحكم وصراع السلاطين. فعلا نحن اليوم في حاجة إلى استلهام هذا النموذج التاريخي ومزيد المراكمة عليه وتطويره بما يستجيب لحاجات مجتمعاتنا الراهنة. ولله الأمر من قبل ومن بعد انتهت بحمد الله الحلقة الخامسة فإلى السادسة إن شاء الله (المصدر: موقع « السبيل أنلاين.نت » بتاريخ 12 ماي 2008)
عبد اللطيف الفراتي (*) يسقط الضحايا يوميا في كل من فلسطين والعراق، ويبدو وكأن العالم قد تعود على مآس لم يعد يشعر بها إلا أهل الضحايا، فيمر الأمر دون رد فعل، أو شعور بفداحة الخطب. وتستعرض القنوات التلفزيونية والإذاعية العربية، والصحف يوميا عدد القتلى، ولكنها تختلف في نعتهم ونكاد نقول إنها لا تتعامل معهم على قدم المساواة. فالقتلى في فلسطين شهداء، وهم يستحقون أن ننعتهم كذلك، وهي عبارة ليست خالية من موقف، بل إنها ولا شك تحمل شحنة من التضامن، أما القتلى في العراق فإنهم مجرد « قتلى » لا يرقون إلى مرتبة الشهداء، وبالتالي لا يستحقون مرتبتهم، وهم « ليسوا موعودين بالجنة » كما تشير إلى ذلك النصوص الدينية والمخيال الشعبي.
والقتلى في فلسطين في الغالب إما من المدنيين الأبرياء الذين تسلطت عليهم آلة الحرب الإسرائيلية، أو من المقاومين من حماس أو الجهاد في الغالب، أما القتلى في العراق فإنهم ضحايا مختلفون، هناك منهم أنصار القاعدة، والمقاومون للاحتلال الأمريكي، ولكن غالبا هم من المدنيين الذين يقضون في الجوامع أو الأسواق أو الشوارع، يغادرون بيوتهم آملين العودة إليها فإذا بعمليات لا مبرر لها تجتثهم وتقصفهم أحيانا بالعشرات وأحيانا بالمئات، والسؤال المطروح هل يستحق هؤلاء أن ينعتوا بالشهداء على قدم المساواة مع من ينعتون بالشهداء الفلسطينيين، أم يكفيهم نعت القتلى المحايد وغير الملتزم بموقف. من وجهة نظرنا فإن إجماع وسائل الإعلام العربية، فيه تعسف بحق هؤلاء القتلى العراقيين وعلى الأقل فيه نوع من التمييز غير المبرر بالمقارنة مع القتلى الفلسطينيين الذين سريعا ما يوصفون بالشهداء، وهم يستحقون ذلك ولا شك، غير أن القتلى العراقيين أو على الأقل أغلبهم يستحقون أيضا ذلك النعت لأنهم بالمفاهيم السائدة يعتبرون بالنظر لظروف استشهادهم شهداء هم الآخرون، لا يقلون شهادة عن إخوانهم الفلسطينيين. وإذا كان صحيحا أن القنوات التلفزيونية العراقية تنعت قتلى العراق من ضحايا الإرهاب الأعمى الذي تمارسه القاعدة أو فلول المقاومة الصدامية، أو من ضحايا العمليات الإرهابية في الأسواق والشوارع والجوامع بالشهداء، فإنها تحجم عن ذلك بالنسبة لغيرهم ممن تعتبرهم قتلة يحق فيهم القتل، سواء من أفراد المقاومة الصدامية أو من أنصار القاعدة أو من أنصار جيش المهدي الصدري.
وفي كل الأحوال وبعكس ذلك فإن بقية التلفزيونات والصحافة العربية تحجم عن اعتبار قتلى العراق في مرتبة الشهداء مهما كان موقعهم، ومهما كان انتماؤهم، وسواء كانوا ضحايا الإرهاب الأعمى، أو ضحايا عمليات تقوم بها قوات الحكومة القائمة أو القوات الأمريكية في سبيل تهدئة الأوضاع في العراق. وتطرح المسألة من الناحية النظرية والعملية عدة أسئلة، ولكن يحق السؤال: هل إن الوجود الأمريكي يتمتع بشرعية ما؟ وهل إن الحكومات العراقية تتمتع بتمثيلية حقيقية تسبغ عليها شرعية معينة وتجعل ما تقوم به من عمليات تطهير واجتثاث للمقاومة يتمتع بأحقية فعلية؟ أولا وبالنسبة للوجود الأمريكي، الذي استقر في العراق منذ انتصار 9 أبريل 2003، فإنه يعتبر بكل المقاييس احتلالا، وهو وإن أسبغت عليه الأمم المتحدة بصورة لاحقة نوعا من الشرعية، واعترفت به وبنتائجه يبقى احتلالا بكل التبعات القانونية للاحتلال، ولذلك هناك اتفاق على مشروعية مقاومته ـ وإن كان مخدوشا في مبرراتها ومخدوش في أهدافها ـ ، غير أنه ومن الناحية العملية يجري التساؤل، وما هو الحل خارج إطار الوجود الأمريكي في العراق البلد الذي يقدر كل المحللين أنه سيسقط في قدر كبير من الفوضى لو زال الوجود الأمريكي قبل الأوان أي قبل أن تتم التهدئة، ولكن هل ستتم تهدئة فعلية في مستقبل منظور، أم إن العراق سيبقى على حاله بوجود القوات الأمريكية أو بعدم وجودها. هذا من جهة الاحتلال الأمريكي، أما من ناحية مدى شرعية الحكومة العراقية، فهناك اعتباران اثنان ينبغي التوقف عندهما: الاعتبار الأول هو ما إذا كانت حكومة قائمة في ظل الاحتلال تتمتع بشرعية ما، وما إذا كانت تستطيع أن تمثل شعبا، أم إنها لا تمثل سوى إرادة القوات المحتلة؟ أما الاعتبار الثاني، فهو أنها أي الحكومة العراقية منبثقة من نتائج انتخابات لا غبار عليها بل لعلها الانتخابات الوحيدة النزيهة في تاريخ العراق من جهة وفي المنطقة العربية بصفة عامة. ومن هنا فإنها اكتسبت شرعيتها من صندوق الانتخاب رغم الاحتلال الأمريكي، وبالتالي فإنها تتمتع بوجود له مشروعيته التي لا يقلل منها الوجود الأمريكي الذي اتخذ هو الآخر شرعية لاحقة باعتبار وجوده ناتجا عن رغبة حكومة قائمة منتخبة وتسيطر على إقليم جغرافي وتتحدث دوليا باسمه وهي حكومة معترف بها ومتعامل معها. ومن هنا يحق التساؤل عودة إلى نقطة الانطلاق من يمكن أن ينعت بالشهيد ومن لا يمكن، والمؤكد وفي كل الأحوال أن كل ضحايا الإرهاب مما يسمى مقاومة ومن يسقطون بصفة عشوائية تحت ضربات عمياء يعتبرون شهداء تماما كإخوانهم ضحايا إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل. (*) كاتب من تونس (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 11 ماي 2008)
ساركوزي بعد عام: من الأمل إلى الإحباط
د. أحمد القديدي (*) بين السادس من مايو 2007والسادس من مايو2008 مضت سنة أولى من رئاسة نيكولا ساركوزي جرت خلالها مياه نهر السين بما لا تشتهيه سفن اليمين الفرنسي. وتكاد كل وسائل الاعلام تجمع على أن الاحباط المرير حل محل الأمل الكبير الذي داعب وجدان الشعب الفرنسي أثناء الحملة الانتخابية، ولم تشذ عن هذا الرأي حتى أكثر الصحف والاذاعات موالاة لليمين ولشخص ساركوزي بالذات، مثل صحيفة لوفيجاروالتي ساندته بقوة، خاصة أن مراكز استطلاع الرأي المستقلة والمحايدة سجلت انعراجات سريعة للتوجهات الشعبية انحدرت بشعبية الرئيس من %65 نسبة المواطنين الراضين عن رئيسهم في مايو2007 الى %28 اليوم وفي ظرف عام واحد هوالعام الأول للولاية الخمسية حسب الدستور! وهذا يعتبر لدى محللي توجهات الرأي العام رقما قياسيا من حيث انهيار صورة الرئيس في وقت قصير. فما الذي وقع حتى كادت الثقة تتقلص تماما بين الشعب وزعيمه وما هي الأسباب التي أدت الى هذا الوضع؟ عندما استفتى الفرنسيون في أبريل الماضي عن أهم سبب لخيبة أملهم في رئيسهم أجاب %63 منهم بأن تدهور القدرة الشرائية هو في طليعة الأسباب لأن المرشح ساركوزي قدم نفسه منذ عام على أنه سيكون رئيس ارتفاع القدرة الشرائية وعلى أنه سيوجه أولوية اهتماماته للرفع من مداخيل الأسرة الفرنسية والضغط على أسعار المواد الأساسية. واليوم يعجز الرئيس تماما عن تنفيذ هذا الالتزام الانتخابي بل بالعكس فان مستوى معيشة الفرنسيين سجل انحدارا كبيرا الى درجة أن نسبة التسوق من المحلات الشعبية بخسة الأثمان ارتفعت في ظرف عام من %13 الى %25 على حساب المحلات التجارية الكبرى المعروفة أمثال (كارفور) والى درجة أن جنحة الفرار بعد ملأ خزان السيارات بالوقود في محطات التزويد على الطرقات ارتفعت من3 حالات فرار بدون دفع أسبوعيا الى 3 حالات يوميا ! وبالطبع فان الحكومة تعالج هذه المعضلة بالترويج الاعلامي للأزمة العالمية الخانقة بسبب جنون أسعار البرميل والارتفاع غير المسبوق لأسعار المواد الغذائية الأساسية كالحبوب والأرز والحليب مما ينعكس على فرنسا وكل بلدان العالم بشظف العيش وضرورة ترشيد الاستهلاك. وهذه الحجج لم تقنع الفرنسي العادي الذي تعود على نمط من الحياة يأبى التقشف بل ان السياسات الاقتصادية لكل الحكومات السابقة اعتنقت عقيدة تشجيع الأسر على المزيد من الاستهلاك لدفع عجلة النمو وتحريك دواليب الصناعة. فالاستهلاك هو المؤشر الدائم على الرفاه في المجتمع الفرنسي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مما يجعل من المستحيل اليوم مطالبة المواطن بالكفاف وتحديد استهلاكه وصف سيارته في موقفها لركوب القطار والباصات. انها في الحقيقة عقبة كأداء أن يطمع ساركوزي في تغيير فلسفة اجتماعية انغرست في العقول على مدى عقود من جراء النعماء التي يمتع بها الفرنسي المتوسط وتعود عليها ورتب حياته على أساسها. أما السبب الثاني للاحباط فهو يمكن نعته بالنفسي السياسي الاعلامي، ويتعلق بنظرة المواطن الفرنسي لمنصب الرئاسة وهوأعلى درجة من المسؤولية السياسية والدستورية في هذه الدولة العريقة. وهنا لم يخف %51 من المستطلعين بأنهم مستاؤون من أسلوب الرئيس ساركوزي في ممارسة الرئاسة. فهم لا يحبذون بالفطرة أن يطرح رئيس الدولة حياته العائلية والشخصية على وسائل الإعلام وعلى الملأ دون ضوابط، فلأول مرة في تاريخ الجمهورية الفرنسية يكتشف الناس أن عائلة الرئيس مركبة أي مشكلة من زوج مطلق وزوجة مطلقة هي السيدة سيسيليا ولكل منهما عيال من زواج أول، ثم يصدمون وهومرشح للرئاسة بصور هذه السيدة وهي مع « صديقها » على صفحات الأسبوعية (باري ماتش) ثم يبلغهم أمر الطلاق الذي تم في قاعة من قاعات قصر الأيليزيه وانصراف السيدة الأولى المطلقة بالتراضي الى نيويورك لتتزوج من السيد ماتياس » الصديق » المعروف ويعلن الرئيس ساركوزي من جهته أنه سيعقد قرانه على النجمة الشابة عارضة الأزياء كارلا برونيه، ويتابع المواطن الفرنسي حلقات مسلسل الخطوبة والمودة في رحلات رئاسية الى مصر والمغرب بعيون مندهشة لأن هذا المواطن تربى وترعرع على أن المنصب الرئاسي له هيبة وتعود على أن الرئيس يعطي المثل في حياة زوجية بلا مشاكل معلنة أوحميمية على المكشوف، لأن المشاكل موجودة في حياة ميتران وشيراك وجيسكار ولكن بالستر الذي تفرضه الوظيفة العليا دون ضجيج اعلامي وبعيدا عن أضواء الشارع. ويأتي السبب الثالث للاحباط وهو يتعلق بتغيير ثوابت السياسة الخارجية الفرنسية، فقد انتهجت الدبلوماسية الفرنسية منذ نشأة الجمهورية الخامسة عام1958 سياسة الاستقلال عن القرار الأمريكي وابتكار توازن ذكي في الشرق الأوسط جعل من باريس عنصر سلام واعتدال في منطقة ساخنة، ثم جاء ساركوزي ليعيد فرنسا الى قيادة الناتو ويزيد من عدد الجنود الفرنسيين في أفغانستان ويؤيد الحضور الأمريكي في العراق ويعلن باستمرار التمسك بأمن اسرائيل وكأنها هي المهددة. وهنا يرد عليه من لا نتوقع أن يرد عليه فهو ليس عربيا ولا حماسيا ولا جهاديا ولكنه الرئيس السابق للكنيست الاسرائيلي (أفراهام بورج) في العدد الأخير من مجلة (لكسبرس) الباريسية فيقول بالحرف: (صفحة64 في حديث للصحفي بنجامان بارت): ان الرئيس ساركوزي وصف انشاء اسرائيل بالمعجزة! وهو يعني أن عناية ربانية أنشأتها ! وأنا شديد القلق من رؤية الرئيس الفرنسي الذي يقحم الدين في شؤون الناس وبخاصة في الشرق الأوسط. فنحن لدينا الحاخامات والمستوطنون وحماس وبوش الأصولي! فهل نحن في حاجة الى أصولي فرنسي؟ (*) كاتب وسياسي من تونس (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 14 ماي 2008)
الرئيس بوش واعتبار إسرائيل دولة يهودية
توفيق المديني كانت الولايات المتحدة الأميركية منذ نهاية الحرب العالمية الأولى هي المتحكمة في حجم الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وليس الحركة الصهيونية، وليس «الحنين التاريخي» لليهود لفلسطين، وبالتأكيد ليس قدرة الحركة الصهيونية على بيع أفكارها عن «الانبعاث القومي» و«القومية اليهودية». الحقيقة أن الولايات المتحدة ليست دولة لا سامية ولا هي دولة خاضعة للنفوذ اليهودي. ونجاح المشروع الصهيوني، في خلق آلة عسكرية ضخمة، تهيمن على منطقة الشرق الأوسط، هو رغبة استعمارية بالأساس، وليس رغبة يهودية. ولكن بما أن المادة البشرية الوحيدة الصالحة للاستعمال هي المادة البشرية اليهودية، وعلى وجه الخصوص ذلك الجزء منها المقيم في أوروبا الشرقية، فقد توجب على بريطانيا أولاً وعلى الولايات المتحدة من بعدها، أن يتخذا هذه السياسة المتناقضة في ظاهرها والمنسجمة والمتماسكة في حقيقتها، وهي سياسة قفل الأبواب في وجه المهاجرين اليهود القادمين من شرقي أوروبا، وإعلان تأييدهما لإقامة الدولة اليهودية. ويترافق ذلك كله مع ترويج الكتب المعادية للسامية، ضمن الحدود التي تخدم رغبة هاتين الدولتين الاستعماريتين في الهيمنة على المنطقة العربية، مع عدم السماح، للأفكار اللاسامية أو لمعاداة اليهود في كلا البلدين بتهديد المواطنين اليهود في كلا البلدين. هذا من حيث التاريخ، أما في الوقت الحاضر، فإن الرئيس جورج بوش الذي يبحث عن تحسين صورة مرفوضة داخلياً ومشوهة خارجياً، بحث في ملفات الأب القديمة ووجد ضالته في الصراع العربي– الصهيوني ليلعب مجدداً على أوتاره علها تعزف لحن السلام.. فبوش الابن انحاز بامتياز إلى جانب إسرائيل على حساب الحقوق العربية على مدى القسم الأكبر من ولايتين رئاسيتين. وتعتبرالادارة الاميركية الحالية من أكثر الإدارات منذ نشأة الولايات المتحدة التي تفضل المصلحة الاسرائيلية على المصلحة الأميركية، وهذا ما سجلته دراسة هارفارد الشهيرة الصادرة في مارس 2006 وهو ما لايمكن المجادلة فيه. وفضلا عن ذلك، فإن الرئيس بوش لايمكن أن يعلن عن أي شيء يتعلق بالمنطقة دون التنسيق مع إسرائيل، وهو لايمكن أن يتخذ مواقف تتعارض مع المواقف الإسرائيلية.وكان الرئيس بوش أطلق مبادرة في 24 يونيو 2002، ترتكز على إقامة دولتين، فلسطين وإسرائيل، تعيشان جنباً إلى جنب بسلام، ولكن بوش هو أيضاً في المقابل أول زعيم دولة كبرى ذات دستور علماني يعتبر إسرائيل دولة يهودية، أي قائمة على أساس الدين، وتعتبر أن حدودها هي الحدود التوراتية، وأن سكانها يجب أن يكونوا جميعاً من اليهود. وفضلا عن ذلك، فإن سياسته اللاحقة تخلت عملياً عن خريطة الطريق التي كانت من المفترض أن تعيد الفلسطينيين وإسرائيل إلى طاولة المفاوضات، وأصبحت مؤيدة بإطلاقية لشارون ومن بعده أولمرت. إن الرئيس بوش الذي ردّد مرارًا رؤية الدولتين في المنطقة واستصدر لذلك قرارًا من مجلس الأمن بهذه الرؤية لم يفِ بأي وعد، وانه وظف هذه الرؤية للتغطية على الدعم الأعمى لإسرائيل ومساعدتها على إبادة الفلسطينيين. ولذلك فإن حديثه عن الدولة الفلسطينية، الذي يتفق في الإخراج المسرحي مع الموقف الإسرائيلي، ليس إلا من قبيل الاستمرار في دغدغة مشاعر شعب مدرك بحاسته أنه يسير نحو الهاوية، وأن مجرد بقائه على قيد الحياة ليس مضمونا ناهيك عن أن يكون هذا البقاء في حدود دولة خاصة به. الحكومة الإسرائيلية جندت كل الأقلام من أجل الدفاع عن فكرة «دولة اليهود». وكتب المستشار السابق لشارون دوف فايسغلاس مقالة في صحيفة «يديعوت أحرونوت» يذكر فيها أن الرئيس جورج بوش كتب إلى شارون في نيسان (أبريل) 2004 يقول فيها: «واضح أن حلاً مناسباً لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين سيتوفر من خلال إقامة دولة فلسطينية وتوطين اللاجئين في داخلها وليس في دولة إسرائيل». ويزعم هذا المستشار أن القبول بقرار حق العودة معناه إحداث خلل في الميزان الديموغرافي بحيث يصبح اليهود أقلية في دولة تضيع طبيعتها اليهودية. وعندما وافق الرئيس بوش على حق المحافظة على الطبيعة اليهودية لـ«إسرائيل»، كان يرفض قرار حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وفي مقالة أخرى كتبها عاموس غلبوع في «معاريف»، حرص على التذكير بأن الرئيس الأميركي أشار في مؤتمر العقبة (2003) إلى طبيعة الدولة «الإسرائيلية»، وقال في كلمته إنه يأمل «بوجود دولة فلسطينية ديموقراطية، تعيش باستقرار الى جانب دولة يهودية آمنة». كذلك أكد الرئيس الفرنسي ساركوزي أثناء استقباله الوزيرة ليفني: «إن دولة إسرائيل هي دولة قومية للشعب اليهودي». لقد طرح الرئيس بوش رؤيته حول الدولتين، في ذروة تحالفه المطلق مع رئيس الوزراء الصهيوني السابق آرييل شارون، الذي كان يخوض حرب إبادة حقيقية ضد الشعب الفلسطيني، وفي وقت كان في أمَسِّ الحاجة لدغدغة المشاعرالعربية حول دولة فلسطينية مؤقتة، بهدف إغواء العالم العربي، وهو يستعد لغزو العراق في بداية سنة 2003، بوصف غزوالعراق هذا،والقضاء عليه كقوة عربية رئيسية على الأقل محسوبة على مجمل القوة العربية تقريبا، مثل أكبر نصر استراتيجي للهيمنة الإسرائيلية في المنطقة. وسبق أن تعهدالرئيس بوش، بأن يتم الإعلان عن الدولة الفلسطينية في بداية عام 2005، أي في نهاية ولايته الأولى، غير أنه لم يلتزم بتنفيذ تعهده. وفاجأ الجميع بعد فوزه في انتخابات الإعادة بتأجيل الإعلان عن هذه الدولة إلى العام 2009، أي بعد انتهاء ولايته الثانية وخروجه من البيت الأبيض!! وكان الرئيس بوش سلم شارون في واشنطن يوم 14 أبريل 2004 وثيقة الضمانات الشهيرة التي نقلت الموقف الأميركي من القضية نقلة نهائية لصالح إسرائيل استخفافًا بكل قواعد التسوية الوهمية في نطاق ما يسمى بالشرعية الدولية. وهي الوثيقة التي عبرت عنها صحيفة الواشنطن بوست برسم كاريكاتوري يوم 15 نيسان (أبريل) بأنها صك التوقيع على بياض الذي سلمه الحمار( بوش) إلى الخنزير ( شارون).. ووفقا لهذا الرسم المعبر تقول الوثيقة باختصار أن ما تقوم به إسرائيل على الأرض هو الذي يرسم خطوط التسوية على عكس الصيغة السابقة القائلة بأن الأمر الواقع لايغيّر قواعد التسوية السياسية والقانونية. وإذا نسي بوش هذه الوثيقة تكفّل سفيره (اليهودي) في إسرائيل (السفير الأميركي السابق في القاهرة) بتذكيره علناً، كما حدث في مرات سابقة، خاصة بعد أن ألفت الإدارة الأميركية أن من حق سفرائها اليهود تغليب الإنتماء اليهودي على الولاء السياسي لبلد الجنسية الأميركية، فهم يهود أكثر من كونهم مبعوثين للإدارة الأميركية، والشاهد على ذلك تجسس السفير الأميركي في إسرائيل ضد حكومته، فكانت مكافأته تعيينه مساعدا لوزيرة الخارجية مادلين أولبرايت. بوش سبق لشؤون الشرق الأوسط في استفتاء نظمه «مركز ابحاث الأمن القومي الإسرائيلي»، أظهر أن 63 في المئة من السكان يؤيدون حل «الدولتين لشعبين». واستغلت حكومة أولمرت هذه النتيجة لتعلن أن الكلمة المركزية في هذه الصيغة هي كلمة «لشعبين». ثم طالبت الفلسطينيين بضرورة الاعتراف بـ«إسرائيل» دولة خاصة بالشعب اليهودي، واتبع أولمرت هذه الحملة بخطاب حدد فيه رؤياه لنتائج «مؤتمر أنابوليس»، فقال: «هدفنا هو التوصل إلى تحقيق رؤية الدولتين… دولة الشعب اليهودي، «إسرائيل».. ودولة الشعب الفلسطيني، فلسطين». ويعترف الباحث الإسرائيلي يهودا مائير بأن صيغة «دولتين لشعبين» تلغي تلقائياً حق عودة اللاجئين، لكونها تحدد هوية السكان وانتماءهم الديني- العنصري. ومثل هذا التعريف لا يلغي حق العودة لأكثر من خمسة ملايين فلسطيني فقط، وإنما يعطي «إسرائيل» حق النقاء العنصري، بل حق طرد مليون ونصف المليون فلسطيني يعيشون داخل«إسرائيل». ولهذه الغاية أمر شارون ببناء جدار الفصل كخطوة أولى لإخراج العنصر العربي وتحويل «دولة اليهود» الى غيتو كبير. كاتب من تونس صحيفة أوان (يومية كويتية)الأربعاء, 14 مايو 2008
Home – Accueil – الرئيسية