الأربعاء، 13 أبريل 2011

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°3977 du 13.04.2011  

archives :www.tunisnews.net


المصدر:تونسية تفوز بجائزة » البوبز « لأفضل المدونات في العالم

حركة التجديد:بيان حول التناصف

يو بي أي:وزير الخارجية الليبي يغادر تونس إلى قبرص

كلمة:اللجنة الدولية للحقوقيين تعرب عن استعدادها لمساعدة تونس

محمد القوماني (الأمين العام لحزب الاصلاح والتنمية):المصالحة لا تلغي الحاجة إلى العدالة، وحزبنا لا يتبنّى منطق الأحقاد والاستئصال

ملفات الصباح: بعد إقرار القانون الانتخابي خبراء يصفونه بـ«المؤامرة على سيادة الشعب».. وسياسيون يرحبون

الأستاذ عبد الوهاب معطر:وهكذا تمخض الجبل فولد مخلوقا مشوها و هجينا

طارق الكحلاوي:هيئة تحقيق اهداف عياض بن عاشور أم هيئة تحقيق أهداف الثورة؟

محمد العيادي:الهيئة العليا لتحقيق الالتفاف على الثورة في تونس وبدعتي المناصفة والقوائم

سفيان رجب:بالمناسبة كيف نقبل بالمبزع وقائد السبسي؟

محمد الحبيب الخضراوي:الوعي الثوري ومحكات اختبار الشرعية:ثلاثة أشهر من المسار الثوري

علــــي شرطــــاني:الثورة اليتيمة- هل صحيح أنها كانت ثورة على كل ما هو سياسي ؟

نضال حمادة:سورية في قلب العاصفة – خفايا وأسرار 1/3 ياسر الزعاترة:اليهود إذ ينوون منافسة الجزيرة أيضاً د. عبد الستار قاسم:عودة اللاجئين وليس الدولة الحزيرة نت:التحقيق جار معه ومطالبة بنقله إلى سجن طرة ارتياح لحبس مبارك ونجليه القدس العربي:مبارك ينهار اثناء استجوابه.. والتحقيق معه يتواصل في مستشفى شرم الشيخ


Pourafficherlescaractèresarabessuivreladémarchesuivan:Affichage / Codage / ArabeWindows)Toreadarabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)


تابعوا جديدأخبار تونسنيوز على الفايس بوك
الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141


القضاء التونسي يأمر بإعتقال وزير النقل السابق عبد الرحيم الزواري


 
 
تونس, تونس, 13 (UPI) — أمر القضاء التونسي اليوم الأربعاء باعتقال عبد الرحيم الزواري وزير النقل السابق في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي أُطيح بنظامه في الرابع عشر من يناير/كانون الثاني الماضي.
وقال مصدر قضائي إن قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس العاصمة،إستمع اليوم إلى أقوال عبد الرحيم الزواري خلال جلسة تحقيق،و »أصدر في شأنه بطاقة إيداع بالسجن ».
ولم يقدم المصدر المزيد من التفاصيل حول التهم الموجهة للزواري الذي تولى العديد من الحقائب الوزارية خلال فترة حكم الرئيس المخلوع، منها العدل والخارجية والشباب والرياضة،والتربية والسياحة.
كما تولى الزواري الأمانة العامة للحزب الحاكم سابقا « التجمع الدستوري الديمقراطي »،وذلك خلال فترتين الأولى في العام 1988،والثانية في العام 1999. ولفت مراقبون إلى أن قرار إعتقال الزواري يأتي بعد يومين من إعتقال محمد الغرياني الأمين العام للحزب الحاكم سابقا.كما يأتي بعد إعتقال وزير التجارة السابق سليمان ورق، الذي تولى أيضا منصب مدير عام الجمارك خلال الفترة ما بين 2004 و2010، وصدور أمر قضائي بمنع سفر وزراء ومستشاري الرئيس المخلوع.
 
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 13 أفريل 2011)


تونس- ا ف ب: قال مسؤول عن تقصي الحقائق بشأن انتهاكات نظام زين العابدين بن علي، إن الرئيس المخلوع أعطى أوامر خلال الانتفاضة التي سبقت الاطاحة به بضرب أحد أحياء مدينة القصرين (وسط غربي) بالقنابل.
وقال توفيق بودربالة رئيس اللجنة الوطنية لاستقصاء الحقائق في التجاوزات والانتهاكات خلال تلك الفترة، في تصريحات نقلتها الصحف الثلاثاء إن بن علي أعطى الأوامر لضرب منطقة حي الزهور بالقصرين بالقنابل. واضاف إن « النية كانت واضحة لإركاع الجهة واذلال المواطنين بها (…) والعمل كان جماعيا، من أجل القتل العمد ». وكانت السلطات التونسية طلبت في شباط/ فبراير الماضي من السعودية تسليمها بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي. وكان حي الزهور الشعبي المكتظ بالسكان في مدينة القصرين استهدف بشكل خاص بقمع النظام المترنح في كانون الثاني/ يناير الماضي. وقتل 23 شخصا في المدينة في صدامات عنيفة بين السكان وقوات الأمن قبل فرار بن علي في 14 كانون الثاني/ يناير الى السعودية، بحسب بودربالة. وقال بودربالة إن تحقيقات اللجنة « أظهرت انه تم استخدام الاسلحة النارية بهدف القتل (..) وأغلب الاصابات التي تمت معاينتها كانت في مستوى الراس والقلب وان القمع جرى بشكل جماعي ». وتابع إن « الأمر يتعلق بقناصة تابعين لقوات حفظ النظام ». وأشار رئيس اللجنة إلى أن « عمل اللجنة يواجه بعض الصعوبات الخاصة بالتثبت في أعوان الأمن المتورطين باعتبارهم كانوا يعملون بأسماء حركية ». وقتل أكثر من مئتي شخص خلال الاضطرابات التي بدأت في سيدي بوزيد (وسط غرب) اثر انتحار الشاب محمد البوعزيزي في المدينة حرقا. وحث رئيس اللجنة الحكومة الانتقالية التونسية على التحرك أكثر في اتجاه الاسراع في ايقاف المذنبين ومحاكمة المتورطين في عمليات القتل والقمع الاخرى.
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 14 أفريل 2011)


تؤكد الأخبار الأخيرة أن الرئيس المخلوع أمر بقصف مدينة القصرين التي استشهد فيها ستين تونسيا ذنبهم الوحيد أنهم مع شهداء تالة والرقاب وسيدي بوزيد ودوز أرادوا الحياة وكسر القيود التي كبلها بها هذا الدكتاتور الذي سيبقى وصمة عار في تاريخنا . إنه من الأكيد اليوم أن تطالب حكومتنا المؤقتة وغدا أي حكومة تفرزها إرادة الشعب بالعمل الجدي لاسترداد الرجل من السعودية وعلى تذكير حكام هذا البلاد أن إجارة المستجير لا تكون إلا لمضطهد ناضل من أجل قيم العروبة والإسلام ولا تكون لشخص سرق شعبه وأذلّه واطلق على العزّل من أبنائه وابل الرصاص الحي بنية القتل المتعمد للبقاء في السلطة . ومن الأكيد يوم أن نسترجع الرجل وأن يحاكم محاكمة عادلة ونزيهة تتوفر فيها كل شروط الدفاع في المدينة التي شهدت هذا الكم الهائل من القتلى . بقدر ما يجب أن نكون متسامحين مع الأغلبية الساحقة التي ارتكبت أخطاء في حق شعبها ، وبقدر ما يجب أن تحدث لجان الحقيقة والمصالحة لكشف كل الجرائم التي ارتكبت في حق التونسيين وجعل المتسببين فيها يطلبون العفو ، بقدر ما يجب أن نحاسب من أمروا بالتعذيب والقتل وعلى رأسهم الرئيس المخلوع . إن محاكمة الرجل وكبار أتباعه مسألة حق وعدل وعلاج نفسي ضروري لسلامة المجتمع ومحاكمته في القصرين ردّ الاعتبار للمدينة المناضلة وإنصاف للشهداء وتكريم لهم ومن ثم أدعو كل القوى السياسية في البلاد أن تتجمع حول مطلب استرجاع الفار ومحاكمته في هذه المدينة بالذات. د . منصف المرزوق



سؤال يجب الآن طرحه على هيئة مقاومة الفساد والنيابة العامة: هل أنه سيقع الاقتصار على فتح ملفات الأشخاص الذين كانوا في مراكز القرار في المدة الأخيرة التي تعود إلى ما قبل الرابع عشر من جانفي الماضي، أم سيقع أيضا تتبع من تورط في ملفات فساد ورشوة منذ 1987؟ ذلك لأنّ العديد ممن كانوا في مستوى المسؤولية وغرفوا ما غرفوا من ثروات بدون وجه حق سوى الاحتماء ببن علي الذي حتى بعد إبعادهم عن مراكز القرار ظل متسترا عليهم. ومن بين هؤلاء نذكر جلول الجريبي رئيس المجلس الإسلامي الأعلى حاليا ووزير الشؤون الدينية الأسبق، الذي أصبحت ثروته الآن من عقارات وأموال منقولة تفوق الخمس مليارات من المليمات، بينما كان في نوفمبر 1987 معلما في مدرسة ابتدائية في باب الخضراء بالعاصمة ولا يتجاوز أجره الخمس مائة دينار. فكيف حصل هذا الذي أصبح فيما بعد دكتور بأطروحة حلقة ثالثة عن الشيخ الثعالبي لم يجد الشجاعة لنشرها لما تضمنته من أخطاء معرفية وتاريخية وتأويلية، ولكنه استغلها إعلاميا في سنة 1988 في جريدة الصحافة بتواطئي من محمد البلاجي لأنّ الرئيس المخلوع كان يريد آنذاك أبواقا لتقزيم دور الزعيم الكبير الحبيب بورقيبة في الحركة الوطنية.
إذن كيف تمكن جلول الجريبي أن يستثري؟
1- جرت العادة أن تحجز مصالح الديوانة كميات كبيرة من الزرابي التي يستوردها المواطنون من الخارج ولا يتمكنون من دفع الضرائب المفوضة عليها. هذه الزرابي يقع توجيهها إلى وزارة الشؤون الدينية، بعد أن استحدثت، حتى تؤثث بها المساجد، إلا أنّه في عهد تولي جلول الجريبي على حظوظ وزارة الشؤون الدينية لا تصل هذه الزرابي إلى بيوت الله بل يحولها جلول الجريبي لفائدته ويستحوذ عليها لبيعها في مدينة صفاقس. وأهل هذه المدينة يعرفون، ويشهدون بذلك، المحل الذي كان يبيع هذه الزرابي المحجوزة. فهل وقع التثبت في ذلك؟
2- لمّا كان جلول الجريبي وزيرا للشؤون الدينية بنى لنفسه قصرا في حي النصر، به مسبح فخم وثلاث شقق إضافية للتسويغ بسعر خيالي. وقدر العارفون هذا المجمع بمليارين من المليمات. كما بنى شقتين في الحمامات. والمعروف أن هذه البناءات قام بها المقاولون الذين كان يكلفهم جلول الجريبي بترميم المساجد والزوايا. فتؤذ السلع (أجر وجديد وإسمنت) من المساجد والزوايا إلى حي النصر والحمامات لتضاف إلى حساب وزير الشؤون الدينية، وذلك بعلم من مدير ديوانه بلقاسم العليوي، الذي أفشى سره إلى الرئاسة عندما اختلف معه في قسمة القطعية.
3- عرف الناس أنّ جلول الجريبي كان يبيع الترسيم في قائمات الحج بخمس مائة دينار كرشوة للفرد الواحد، يقوم بتسلمها في السعودية حتى يشتري بها كميات كبيرة من الذهب كان يستطيع إدخالها للبلاد بسهولة بجكم أن مصالح القمارق لا تفتش وزيرا. أمّا الوسطاء في هذه العملية بين المواطنين والوزير فهما محمد المحجوب المدير المُقال من بيت الحكمة وصديقه الحميم جمال الشريف مدير المركز الثقافي بوزيان، وهنالك أيضا في صفاقس شخص يدعى الزوش، وهو عضو في البلدية وله مشاكل مع المواطنين.
4- عندما افتضح أمره، عمل كلّ ما في وسعه للبقاء في الوزارة، فتقرب من جليلة أخت الرئيس المخلوع القاطنة حاليا بالسجن، وكذلك فعل مع صخر الماطري وغير من عصابة الطرابلسية. وهذا ما جعل الرئيس المزرتي يعينه سفيرا في قطر، لعله يفلح في مواجهة الجزيرة.
5- ولكن سارع إلى العودة من هناك، إضافة إلى عدم جواه، ولكن لأنه تيقن أن إمكانية السرقة في السفارة منعدمة. ولذلك وبما أنّ الذئاب لا تأكل بعضها وقع تعيينه في المجلس الإسلامي الأعلى. وفي هذا الموقع، وإمعانا في السرقة، طلع علينا بفكرة نشر الكتب لتبسيط العبادات ــ وكأنما التونسيون يجهلون أسس العبادات ــ فطبع واحدا عن الصلاة وآخر عن الصوم سلم منه إلى وزارة الشؤون الدينية 12 ألف نسخة قبل قيام الثورة بأيام معدودات أشاد فيهما باللص المخلوع. علما بأن طبع هذه الكتب لم يخضع للتراتيب القانونية الجاري به العمل، وهو أمر يحتاج إلى فتح تحقيق من طرف لجنة تقصي الفساد أو من طرف القضاة. كما قام صحبة صديقه المطرود من بيت الحكمة ومركز الترجمة محمد المحجوب بترجمة كتاب الصلاة إلى الفرنسية، وكأننا نقوم بعملية تبشيرية.
6- وبصفته رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى وحتى يستثمر أموال سرقاته افتتح صحبة شريك له قاعة ألعاب Billard بصفاقس، قصد إفساد الشباب وإلهائهم. وهو عمل لا يتناسب ومهمته.
7- أثناء رئاسته للجامعة الزيتونية، وللتقرب من الهارب، خرّب برامجها. فانتقل التعليم فيها من دراسة علم الكلام والفقه وغيرهما إلى ترويج لحوار الحضارات غير المتكافئ وإلى السابع من نوفمبر وغير ذلك وانتدب لهذا الغرض كل من منجية سويح وإقبال الغربي وخيرة الشباني التي حجبت بعد 14 جانفي موقعها الالكتروني « أفكار أونلاين »، ولطيفة لخضر نائبة رئيس اللجنة الطويلة الاسم والتي عملت بمشروعها الانتخابي على عدم حماية نفسها مستقبلا، واستعملت أساليب النظام البائد وهو الإقصاء ممهدين الطريق لمن سيقومون بتصفيتهم لا سياسيا فحسب.
8- أمّا الجريمة الكبرى التي ارتكبها فهي إلغاؤه الكتاتيب وتحويلها إلى رياض أطفال، علما بأن الكتاتيب التي بها يتعلم أطفالنا قراءة القرآن وحسن نطق اللغة العربية هي جزء من الشخصية الوطنية، علما بأن المرحوم الحبيب بورقيبة لم يلغيها. هذا قطرة من محيط وسنعود لجلول الجريبي للجديث عن فساده وتجاوزاته واستثرائه باستغلال موقعه. فتحي خزندار



 
هرب الرئيس السابق زين العابدين بن علي من البلاد بعد أن أكثر فيها الظلم والإستبداد والفساد وكان هروبه نتيجة ثورة مباركة أشعل فتيلها الشهيد محمد البوعزيزي وتراكمات لنضالات المجتمع المدني التي تمحورت أساسا في مطلب العفو التشريعي العام وإطلاق الحريات .
وضمن هذا الإطار واكبتُ إحتفالا تكريميا للمتمتعين بالعفو نظمته الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين يوم الأحد 13 مارس 2011 بقصر المؤتمرات بالعاصمة وقد حضرتُ في فترة سابقة تظاهرة حقوقية حول العفو التشريعي العام نظمتها منظمة حرية وإنصاف يوم 20 فيفري 2011 وندوة سياسية تحت عنوان العفو التشريعي العام وحل الأمن السياسي نظمتها جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي يوم 11 مارس 2011 وأول ما لفت انتباهي الحضور الجماهيري الكبير الذي تزامن مع غياب كلي لوسائل الإعلام الوطنية سواء المرئية أوالمسموعة أوالمكتوبة وهو ما يدعو للإستغراب خاصة وأن هذه الإجتماعات تمس شريحة واسعة من المجتمع التونسي، هذه الشريحة من عائلات الشهداء والمساجين السياسيين والمتضررين من ظلم النظام السابق تبدو أنها في حاجة ماسة إلى التعبير عما وقع لها من قهر وظلم وتعذيب وتنكيل بهم وبذويهم في تلك الفترة المظلمة من تاريخ تونس وهم في حاجة أكيدة الآن إلى اعتذار رسمي من الحكومة التونسية المؤقتة إلى جانب التعجيل بتعويضهم ماديا عن فترة السجن لعل ذلك يكون تضميدا لجراحهم ومعاناتهم التي لم تندمل إلى حد الآن في ظل هذا السكوت الإعلامي الذي يطرح العديد من التساؤلات.
وفي انتظار محاكمة الجلادين والمتسببين في هذه الجرائم البشعة و انتظار الإعتذار الرسمي للحكومة أقدم بصفتي مطلعا عما وقع لهم من تعذيب وتنكيل في بداية التسعينات اعتذاراتي الشخصية. فقد ساهمت ولو بصفة غير مباشرة بالصمت عن هاته الجرائم للنظام السابق .
وكتعبير مني عن إمتناني الكبير لما قدموه من تضحيات في سبيل عزة وكرامة تونس العزيزة أقدم للجميع روابط الحفل التكريمي : رابــــــط مداخلة الأستاذ سمير ديلو http://www.facebook.com/video/video.php?v=1762234707962 رابــــــط مداخلة السيد أحمد الخصخوصي http://www.facebook.com/video/video.php?v=178428608869798 رابــــــط مداخلة الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني http://www.facebook.com/video/video.php?v=1762459033570 رابــــــط مداخلة تكريم الشهيدين المكي والبوعزيزي http://www.facebook.com/video/video.php?v=1762513874941 رابــــــط مداخلة الأستاذ عياشي الهمامي http://www.facebook.com/video/video.php?v=1762685999244 رابــــــط مداخلة الشاعر بحري العرفاوي http://www.facebook.com/video/video.php?v=1763907549782 رابــــــط مداخلة الأستاذ نور الدين البحيري http://www.facebook.com/video/video.php?v=1763940350602 رابــــــط مداخلة الشاب صابر الرقوبي http://www.facebook.com/video/video.php?v=1765505989742 رابــــــط شهادة احد ضحايا التعذيب http://www.facebook.com/video/video.php?v=1768191096868 رابــــــط شهادة أم أيمن http://www.facebook.com/video/video.php?v=1764201557132 رابــــــط مداخلة الأستاذ عمر الشاهد http://www.facebook.com/video/video.php?v=1768256538504 رابــــــط مداخلة محامية وناشط حقوقية بريطانية http://www.facebook.com/video/video.php?v=1774763701179 رابــــــط مداخلة الشاعر سمير طعم الله http://www.facebook.com/video/video.php?v=1781397347016 رابــــــط مداخلة المهندس حمزة حمزة http://www.facebook.com/video/video.php?v=180857978626861 رابــــــط مداخلة الأستاذ محمد القوماني http://www.facebook.com/video/video.php?v=180865098626149 رابــــــط تسليم دروع لعائلات الشهداء http://www.facebook.com/video/video.php?v=1781542710650 رابــــــط مداخلة السيد عبد الله الحاجي http://www.facebook.com/video/video.php?v=1781719915080 رابــــــط مداخلة السيد زهير مخلوف http://www.facebook.com/video/video.php?v=180887205290605 رابــــــط مداخلة أحد المحاكمين في حادثة باب سويقة http://www.facebook.com/video/video.php?v=1781806637248 الشاعر معمر الماجري http://www.facebook.com/video/video.php?v=1782049523320 فرقة الشمس الموسيقي http://www.facebook.com/video/video.php?v=1782222607647 رابــــــط تسليم دروع لعائلات الشهداء http://www.facebook.com/video/video.php?v=1782418492544 رابــــــط مداخلة السيد فتحي الغزواني http://www.facebook.com/video/video.php?v=1782566776251 رابــــــط مداخلة أحد ضحايا بن علي http://www.facebook.com/video/video.php?v=1784269778825  
عادل الفلاح



أعلنت لجنة تحكيم مسابقة »دويتشه فيله العالمية للمدونات » (Best of the Blogs ) يوم أمس الثلاثاء12 افريل في مؤتمر صحفي في مؤسسة دويتشه فيله عن أسماء الفائزين بجوائز هذا العام حيث فازت المدونة التونسية لينا بن مهني بجائزة  » البوبز » لأفضل المدونات. ولينا بن مهني مدرسة في جامعة تونس في السابعة والعشرين من العمر حيث انتقدت في مدونتها المسماة « بنية تونسية » منذ عدة سنوات الأوضاع الاجتماعية والسياسية في تونس ونشرت مدوناتها بالعربية والإنجليزية والفرنسية وتناولت قضايا الاضطهاد والرقابة في ظل حكومة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وخلال الثورة توجهت لينا بن مهني إلى مدينتي سيدي بوزيد والقصرين للكتابة ونقل الأخبار من هناك ولتدوين القمع الذي قامت به الشرطة المحلية ضد المتظاهرين. ومنذ التغيير السياسي الذي حصل في البلاد لتزال لينا تكتب و تدون الصعوبات التي تواجهها الدولة في مسار التغيير الديمقراطي. و يذكر أن مسابقة « البوبز » لأفضل المدونات في العالم تهدف إلى دعم حقوق الإنسان وحرية التعبير و الرأي وحرية الصحافة كما تشمل 17 جائزة موزعة على ست فئات و11 لغة من بينها العربية والفارسية والألمانية والروسية ويتم اختيار الفائزين من قبل لجنة تحكيم تضم مدونين وصحفيين من جميع أنحاء العالم. وسيتم دعوة الفائزين بجوائز هيئة التحكيم إلى مدينة بون الألمانية لاستلام الجوائز على هامش فعاليات منتدى الإعلام العالمي الذي سيعقد في الفترة من 20 وحتى 22 جوان 2011 .

بيان حول التناصف تونس في 14 أفريل 2011  


قطعت تونس خطوة تاريخية بإقرار قاعدة التناصف بين النساء والرجال في مشروع القانون المتعلق بالانتخابات القادمة للمجلس التأسيسي. وتعتبر حركة التجديد أنه من مسؤولية المواطنات والمواطنين وكافة الشعب التونسي، وقواه التقدمية بالخصوص، أن نجعل من هذه الخطوة مكسبا لا رجعة فيه وواقعا ملموسا في الحياة السياسية التونسية.
وهي تدعو الحكومة المؤقتة إلى اتخاذ التدابير اللاّزمة لتجسيم هذا المبدإ الثوري، في أقرب الآجال، بإصدار المرسوم المقترح من « الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي » المتعلق بالقانون الانتخابي.
كما تدعو الحركة كافة تنظيماتها للعمل من الآن على تطبيق مبدإ التـّناصف في إعداد قائمات المترشحات والمترشحين مع كل من يقبل فكرة الجبهة الوطنية من أجل التقدم والديمقراطية والحداثة.
إنّ حركة التجديد، فيما يخصّها، ستواصل العمل من أجل التنصيص على المساواة الكاملة بين النساء والرجال في دستور البلاد لتتجسّم بذلك إحدى الخاصيات الأساسية لثورة 14 جانفي التي جمعت بين النساء والرجال في وقفة واحدة من الحرية والتضامن. الأمين الأول أحمد إبراهيم

 



تونس, تونس, 13 (UPI) — قال مصدر رسمي تونسي إن وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي دخل اليوم الأربعاء إلى التراب التونسي عبر المعبر الحدودي البري « رأس جدير »، الذي أصبح المنفذ الوحيد أمام حركة مسؤولي النظام الليبي الذين يزورون العواصم العربية والأجنبية. وذكرت وكالة الأنباء التونسية الحكومية أن العبيدي الذي تولى منصب حقيبة الخارجية الليبية في إعقاب إنشقاق كوسا موسى في نهاية الشهر الماضي، توجه مباشرة إلى مطار جزيرة « جربة » التونسية، حيث غادر من خلاله التراب التونسي بإتجاه قبرص. ولا يُعرف الوجهة النهائية لوزير الخارجية الليبي خلال هذه الزيارة التي تتزامن مع تواصل الجهود الدبلوماسية والعمليات العسكرية لوقف القتال بين القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي، والمناهضين لنظامه، حيث بدأت في العاصمة القطرية، الدوحة، إجتماعات مجموعة الإتصال الدولية بشأن ليبيا. ورغم أهمية هذا التزامن، فإن مراقبين ربطوا زيارة وزير الخارجية الليبي لقبرص بالزيارة المثيرة للجدل التي قام بها رئيس هيئة أركان القوات المسلحة القطرية اللواء الركن حمد بن علي العطية إلى قبرص في الثامن من الشهر الجاري. وكان اللواء القطري قد زار مصر وتونس خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري، وتحول من تونس إلى العاصمة القبرصية، حيث تسربت معلومات في حينه تفيد بأن السلطات القبرصية رفضت السماح لطائرات عسكرية قطرية استخدام القواعد الجوية القبرصية أثناء ضربها لبعض الأهداف في عمق ليبيا. وبحسب المعلومات نفسها، فإن القطريين بحثوا مع السلطات المصرية والتونسية أيضا مثل هذا الأمر، كما بحثوا أيضا إمكانية إيجاد قواعد برية في الدول المجاورة لليبيا لشن هجمات برية على المواليين للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي تحت شعار إحداث « ممر إنساني » لنجدة المدنيين. وكانت منسّقة السياسة الخارجية والأمن في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون قد وجهت في وقت سابق رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تبلغه فيها « إستعداد الإتحاد الأوروبي للتحرك بكل الوسائل، ومنها العسكرية » لتنفيذ خطة إنسانية لمساعدة سكان مدينة مصراتة الليبية الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر شرق طرابلس. وسارعت وزارة الخارجية الليبية بالرد على هذه الرسالة بالتحذير من أن « أي إقتراب من الأراضي الليبية بذريعة عملية إنسانية سيواجه بمقاومة عنيفة،وغير متوقعة من الشعب المسلح ».
 
 
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 13 أفريل 2011)



اعتبر رئيس اللجنة الدولية للحقوقيين إن ما يحدث في تونس من تطورات على الصعيد السياسي هو مسار فريد يمكن تونس من الانتقال الديمقراطي، وأعرب المسؤول الأوروبي عن استعداد اللجنة بان تضع على ذمة تونس تجربتها و خبرتها في مجال الانتقال الديمقراطي. وقال في أعقاب لقاءه الوزير الاول الباجي قائد السبسي أمس ان زيارته لتونس تأتي في سياق البحث مع المسؤولين التونسيين عن طرق دعم التجربة الديمقراطية التونسية ». واللجنة الدولية للحقوقيين منظمة دولية غير حكومية أحدثت سنة 1952 ببرلين للدفاع عن حقوق الإنسان. ويوجد مقر هذه اللجنة بجنيف ومن بين أهدافها السهر على احترام الحريات الفردية من خلال التصدي لأي مضايقات أو ضغوطات تمارس على القضاة والمحامين.  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 13 أفريل 2011)


محمد القوماني (الأمين العام لحزب الاصلاح والتنمية) المصالحة لا تلغي الحاجة إلى العدالة، وحزبنا لا يتبنّى منطق الأحقاد والاستئصال

 


نشط ضمن الحركة الطلابية في النصف الأول من الثمانينات، بدأ الكتابة عبر مقالات فكرية بمجلة 21/15، وكان عضوا بأسرة تحريرها، انخرط بالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وصار عضوا بهيئتها المديرة منذ 1994، كان مؤسسا لجمعية منتدى الجاحظ الثقافية وكاتبا عاما لها الى حدود 2010.
انخرط في تأسيس الحزب الديمقراطي التقدمي سنة 2001 وظل عضوا بمكتبه السياسي ومحررا ومديرا ماليا بجريدة الموقف وانتخب أمينا عاما مساعدا بهذا الحزب خلال مؤتمر 2006، قبل أن ينسحب مع ثلة من الكوادر في أفريل 2009 ويؤسسوا تيار الاصلاح والتنمية الذي شارك في الانتخابات التشريعية 2009 ضمن قائمات مستقلة تحمل هذه التسمية.
وكان هذا التيار أحد مكونات تحالف المواطنة والمساواة الذي ضم حركة التجديد والتكتل الديمقراطي وحزب العمل الوطني الديمقراطي ومستقلين بعد ثورة 14 جانفي توسعت المجموعة ونظمت حوارات بالعاصمة والجهات أفضت الى وضع أرضية تحدد أهداف حزب الاصلاح والتنمية الذي قدم طلبا للتأشيرة بهيئة تأسيسية ضمت 59 عضوا من 16 ولاية. عن برامج حزبه وموقفه من مستجدات الساحة الوطنية تحدث السيد محمد القوماني لـ«الصحافة»، فكان الحوار التالي: تسمية الحزب تحيل مباشرة الى الاتجاه الاصلاحي التنموي الذي ينهض على التغيير المتدرج، هل من فكرة عن الخلفية المرجعية لحزبكم؟
ـ الاصلاح في نظرنا هو الوجه الآخر لسنة التطور في الحياة، وهو بهذا المعنى حركة دائبة ومتجددة، والاصلاح يتخذ مضمونه ومجالاته بحسب كل مرحلة، والاصلاح الذي نراه اليوم يمتد الى مختلف المجالات بدءا بالمجال السياسي وبالثقافة السائدة من أجل تحقيق أهداف الثورة التونسية في الحرية والكرامة والنماء والعدل والرفاه ونحن نعتبر أنفسنا تواصلا مع اسهامات من سبقونا في مسيرة الاصلاح من أجل دعم مكتسبات المجتمع التونسي والعمل على تطويرها والتطلع الى التعبير عن طموحات الأجيال الجديدة ومشاغلهم والانخراط في الحداثة من موقع الابداع لا الاتباع.
وحزب الاصلاح والتنمية حزب سياسي تونسي متجذر في الثقافة الوطنية العربية الاسلامية ويتحرك بروح العصر ولا يرى تناقضا بين الهوية والحداثة. وهو بهذا المعنى يتجاوز الاستقطابات الايديولوجية ويرفض التصنيفات النمطية والتقليدية.
أما في الخلفية الاجتماعية فان حزبنا يعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية وينحاز الى مطالب الشعب مع الاقرار بمقتضيات اقتصاد السوق المقيد بمسؤولية الدولة في حسن توزيع ثمرات النماء بين الفئات والجهات في ضمان تكافؤ الفرص وتحمّل المسؤولية في دفع الاستثمار في القطاعات الاستراتيجية.
وفي المجال السياسي يستند الحزب الى مبدإ المواطنة وقيم الجمهورية ويعمل على تعزيز الوحدة الوطنية وضمان استقلال البلاد ودعم مقوّمات دولة مدنية متصالحةمع بيئتها الثقافية والحضارية. في المجال التنموي يتطلع حزبنا الى تحقيق تنمية عادلة وشاملة تستجيب لطلبات التشغيل وتحارب الفقر وتحسّن مستوى عيش المواطنين وترفع من منسوب كفاءة الأفراد وقدراتهم الابداعية وسعادتهم وتجعل الانسان محور التنمية وغايتها.
طوال مسيرتكم السياسية، تبنيتم رؤية مخصوصة للهوية العربية الاسلامية، وتحدثتم عن طريق ثالث يكون بديلا للائكية وللإسلام السياسي، هل من توضيح؟
ـ حزب الاصلاح والتنمية تأسس قانونيا بعد 14 جانفي لكنّ كثيرا من مؤسسيه كانت لهم إسهامات في الحياة العامة من مواقع مختلفة وأغلبهم ينخرطون من الناحية الفكرية فيما أسميه التيار النقدي في الفكر العربي المعاصر الذي اشتغل على نقد تيارات الفكر العربي الكبرى القومية والاسلامية واليسارية والليبيرالية وأكد على أنّ اختلاف العناوين لا يخفي الذهنية المشتركة التي وصفها المرحوم محمد عابد الجابري بالسلفيّة مع اختلاف النموذج السلف الذي نقيس عليه واعتبر أنّ الفكر الابداعي قد يستأنس بأيّ تجربة ماضية لكنه لا يعمل على استنساخها اذ أنّ القياس على نموذج جاهز يجعل الفكر مستلبا، وفي هذا الاطار تبنينا ما وصفتموه بالخطّ الثالث الذي يرفض الاستقطاب الايديولوجي كما أسلفت ويحاول التحرر من هذا الاستقطاب المبني عادة على زوج مفهومي (إسلام ـ حداثة) (يمين ـ يسار) (إسلامية ـ لائكية)… فنحن نرى أنّ أغلب التونسيين تجاوزوا انقسام النخب حول الهوية والحداثة ويعيشون عصرهم دون توتر مع تدينهم أو تراثهم.
إنّ المطلوب هو تعميق نظرتنا لتراثنا للقضاء على معوّقات التنمية والتقدم في جذورها التاريخيّة والاستئناس بما هو مستنير في ماضينا من أجل تنمية قيم المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان ومن الأفضل اليوم أن نحدد أسس الدولة الديمقراطية والنظام السياسي الذي سيعكسه الدستور الجديد ونستبعد الانقسام الإيديولوجي حول الإسلامية واللائكية فالجميع يقرّ بمدنية الدولة وبمطلب الشعب في القطع مع الاستبداد والمهمّ أن تكون المواطنة أساس الانتماء للدولة وأن تكون الانتخابات التي تكرّس سيادة الشعب أساسا وحيدا لشرعية الحكم.
تخوضون داخل الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة نقاشا حول نظام الاقتراع الخاص بانتخابات المجلس التأسيسي، ويبدو أنّ الأمور تتجه الى إقرار التصويت على القائمات بدل التصويت على الأفراد ـ ما رأيكم؟ ـ أيدنا داخل الهيئة نظام الاقتراع على القائمات مع اعتماد النسبية لأنّه يعطي أكثر جدية للترشحات ويمنح الأحزاب دورها الطبيعي في العملية السياسية ولا يحرم الأفراد من امكانية الترشح ضمن قائمات مستقلة، كما أنّ اعتماد النسبيّة يعطي فرصة لتمثيل أكثر من قائمة في الدائرة الواحدة، هذا اضافة الى أنّ نظام القائمات يمكن من فرض تمثيل النساء أو الشباب ضمن المترشحين ويمكن أن يعطي فرصة للتحالفات وهذه الامكانيات منعدمة في نظام الترشح الفردي.
بدأ الحديث عن الجبهات والتحالفات الانتخابية، فما هو موقع حزبكم ضمن أجندة الاستحقاق المقبل وهل تنوون خوضه ضمن صيغ تحالفية ؟
ـ نحن من حيث المبدإ نقدّم المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية، ولذلك نتمسّك بموعد الانتخابات على سبيل المثال بصرف النظر عن استعداداتنا الحزبيّة، وبخصوص انتخابات المجلس التأسيسي يهمّ التنبيه الى أنّ طبيعة المهمة في هذا المجلس مركّزة على الدستور الجديد وعلى منظومة القوانين التي تكرّس الديمقراطية، ونحن نعطي الأولوية لهذه المسائل في أي تحالفات محتملة لأنّ الاختلاف حول الاقتصاد أو البرامج الاجتماعية والفكرية والثقافية سيكون مجاله الانتخابات الرئاسية والتشريعية والبلدية القادمة أي بعد مرحلة التأسيس التي تختص أساسا بوضع دستور جديد للجمهورية، إنّ حزب الإصلاح والتنمية الذي يستعد لخوض استحقاق 24 جويلية سيكون منفتحا على جميع الأطراف لبحث أفضل الصيّغ التحالفية التي نراها متأكدة في هذه المرحلة والى حدّ الان لم تتبلور تحالفات محددة ولم ينخرط الحزب في أي منها.
بصراحة، هل يتبنّى حزبكم فكرة المصالحة الوطنية مع رموز المرحلة القديمة أم فكرة القطع الكامل مع هذه الرموز ؟
ـ من الأهداف التي نص عليها النظام الأساسي لحزبنا العمل على بناء حياة سياسية تطور مشروعا وطنيا لتونس يبني على المشترك ولا يلغي التنافس، كما اكدت اهدافنا على ضمان مشاركة جميع الأطراف في مسار البناء الديمقراطي الذي لا يقصي أحدا، واستبعاد التنافي والإكراه، وتحصين المجتمع ضدّ جاذبية الاستبداد واحلال التنافس السياسي بدل العداوة ومعالجة مختلف القضايا دون تشنج ايديولوجي او سياسي.
واستنادا الى هذه المنطلقات نحن نتبنى فكرة المصالحة الوطنية التي تنهي ازمة الثقة وعقودا من الاحتراب السياسي والايديولوجي بين أطراف عديدة سياسية واجتماعية سواء بين الأحزاب او بين الأعراف ومنظمة العمال.
وهذه المصالحة لا تلغي الحاجة الى العدالة وتحميل جميع الأطراف مسؤولياتها السياسية والقانونية عما حصل في الماضي وهي محاسبة ومصالحة تشمل من كانوا في الحكم او من كانوا خارجه، ونحن في حزب الاصلاح والتنمية اذ ندعم بعض الاجراءات التي تؤمّن الانتقال الديمقراطي ضدّ رموز الفساد والاستبداد في المرحلة السابقة، فإنّنا لا نتبنى منطق الاحقاد والاستئصال ونعتقد ان المصالحة الحقيقية لا تتوفر شروطها الا بعد قيام سلطة شرعية منتخبة والعمل على تطوير عقد اجتماعي يؤسس لدولة الحقوق والمؤسسات. أجرى الحوار: خليل الرقيق ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جريدة الصحافة، الأحد 10 أفريل 2011، العدد6885. السنة


ملفات الصباح: بعد إقرار القانون الانتخابي خبراء يصفونه بـ«المؤامرة على سيادة الشعب».. وسياسيون يرحبون


ملف من اعداد صالح عطية ـ صادقت الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة أمس،على القانون الانتخابي الخاص بتنظيم انتخابات المجلس التأسيسي المقررة في جويلية القادم.. وأثار هذا النص منذ اللحظات الأولى لاعلانه، ردود فعل مختلفة من قبل السياسيين والنخب وخبراء القانون الدستوري، خاصة فيما يتعلق بنظام الاقتراع الذي تم الاختيار عليه، ونعني هنا الاقتراع على القائمات… فقد أبان القانون الانتخابي على وجهتي نظر مختلفتين، إن لم نقل متناقضتين: الاولى تنتصر لنظام التصويت على القائمات، وتعتبره مدخلا لتأسيس الممارسة الديمقراطية، وتشجيع الأحزاب على لعب دور اساسي في المشهد السياسي والانتخابي سواء عبر التنافس المباشر، او من خلال التحالفات الحزبية بشكل يسمح بتمثيلية شعبية في المجلس التأسيسي.. فيما يرى الشق الثاني، أن التصويت على القائمات، لن يعكس حقيقة موازين القوى السياسية والحزبية في البلاد، سيما وأن الخارطة الحزبية، تشكلت حديثا، من احزاب جديدة معظمها «جنيني»، وبالتالي تعوزه الخبرة «مغشوشة» الى حد بعيد… ومن هذا المنظور، يعتبر أصحاب هذا الرأي، أن التصويت على القائمات يشكل «مؤامرة» ـ كما وصفت ـ على سيادة الشعب، فيما اعتبره آخرون يوما اسود في تاريخ القانون الدستوري في تونس، على حد تعبير الأستاذ قيس سعيد، وصنفه مواطنون من سيدي بوزيد على انه «مرحلة جديدة من الاقصاء والتهميش». وبالطبع، ذهب الشق الثاني باتجاه خيار التصويت على الافراد، لأنه يلغي «ديكتاتورية الاحزاب» ويعيد للتمثيل الشعبي الحقيقي، دوره وأهميته، حسب وجهة نظرهم. فكيف يبدو التصويت على القائمات؟ ما هي مزاياه، وما هي المحاذير التي يطرحها؟ ولماذا يتجه شق من النخب والمجتمع نحو التصويت على الافراد؟ هل يؤسس ذلك للديمقراطية التمثيلية فعلا، وينهي احتكار الأحزاب للسياسة والحكم؟ ثم كيف يرى السياسيون هذا الجدل؟ وماذا سيكون رد فعل الرأي العام التونسي؟ في هذا الملف، «استفتت» الصباح السادة الصادق بلعيد، استاذ الجامعة التونسية وقيس سعيد أستاذ القانون الدستوري، والدكتور كمال الغربي، رئيس مركز المواطنة والديمقراطية بتونس، كما شركنا مواطنا من سيدي بوزيد للإدلاء بدلوه في هذا السياق. الصادق بلعيد لـ«الصباح» «شعوذة» الهيئة العليا أنتجت قانونا انتخابيا لا يلبي انتظارات الرأي العامعلى الحكومة أن تتدخل لإيقاف هذه الخزعبلات والمؤامرات الحزبيةلا نستبعد إنتاج مجلس تأسيسي غير متناسق.. ودستور هزيل لماذا لا تقوم الحكومة المؤقتة بسبر للآراء لمعرفة اتجاهات الناس ـ وصف الاستاذ الصادق بلعيد، أستاذ الجامعة التونسية وأحد أبرز خبراء القانون الدستوري في تونس، القانون الانتخابي المتعلق بانتخابات المجلس التأسيسي بـ»المؤامرة على سيادة الشعب». وقال بلعيد في حديث خص به «الصباح»، ان الهيئة العليا التي وضعت هذا القانون غير ممثلة شعبيا، وأغلب مكوناتها من أحزاب ضعيفة وذات أغراض سياسية. ودعا الحكومة المؤقتة الى تشكيل لجنة حكماء تكون مستقلة وسرية لبحث الخيار الأنسب للبلاد بين التصويت على القائمات او على الافراد. واقترح الدكتور الصادق بلعيد، إجراء عملية سبر للآراء لمعرفة حقيقة الموقف الشعبي واتجاهاته بهذا الخصوص.. وهذا نص الحوار.. الهيئة العليا لحماية أهداف الثورة اختارت نظام الاقتراع على القائمات، الدكتور الصادق بلعيد كيف يقيم هذا الخيار؟ اعتبر أن هذا الخيار غير مصيب، وأخشى أن تكون له انعكاسات سلبية على طريقة الانتخاب، وعلى نتيجة الاقتراع، أي على عمل المجلس التأسيسي الذي سيقع انتخابه يوم 24 جويلية القادم.. لماذا هذا الحكم السلبي؟ لأن هذا النظام، صادر عن هيئة تزعم أن لها تمثيلية ومشروعية، وهي ليست كذلك إطلاقا، سيما وأن عملية تشكيلها تمت في إطار مناورات وتحالفات ومساومات غير جدية، بين أحزاب لا ندري إذا كانت ذات وزن على الصعيد السياسي والمجتمعي ومشعة في أوساط الرأي العام التونسي.. فهذه الهيئة، وبالصورة التي هي عليها الآن، عملت على انتاج نظام انتخابي، لا يعكس بالضرورة تطلعات الشعب التونسي، ولا يخالج أذهان الرأي العام في بلادنا.. وأنا أتحدى هذه الهيئة، القيام بعملية سبر آراء لمعرفة وجهة نظر التونسيين بهذا الشأن، عساها تدرك حقيقة الموقف الشعبي.. لكن هنالك من يقول أن الاقتراع على القائمات، يعكس تمثيلية حقيقية للأحزاب، وبالتالي يترجم العملية الديمقراطية بصورة واقعية.. هذا كلام مردود على أصحابه، لأنه لكي تكون هذه الانتخابات تمثيلية للأحزاب، يجب أن تتوفر شروط جدية في هذه الأحزاب، ولكن هذا أمر مشكوك فيه بصفة قطعية.. فنحن نعلم أن 90 % من هذه الأحزاب أسست قبل أسبوعين، فكيف يمكن الاعتماد على رأي هذه المكونات وهي محدودة التجربة؟ ! فهذا كلام غير معقول إطلاقا.. بل حتى أحزاب 14 جانفي وتلك التي شكلت مجلس حماية الثورة، ليست ممثلة للشعب التونسي، وبعضها مشكوك في حجمه ووزنه السياسي ولذلك عندما اتصل هؤلاء بالشعب في عديد الولايات، وقع رفضهم وطردهم، وهو دليل كاف على ما نقول.. لهذا السبب أكرر القول بأن الهيئة العليا محل شكوك، وما أنتجته إلى حد الآن، يعد التفافا على إرادة الشعب وسيادته ـ لقد تعاملت مع المسائل التي عرضت عليها، وكأنها لعبة بين أعضائها، وذلك على حساب الإرادة الشعبية ومصالح التونسيين.. لنعود إلى موضوع الاقتراع على القائمات، أنصار هذا الخيار يعتبر الأكثر عدلا، سياسيا وانتخابيا، ما هو رأيك؟ أنت تعلم أن هذا النظام يقوم على أساس الدوائر الانتخابية، وسيكيف حجم هذه الدوائر بصورة أنها تمكن من تطبيق مبدأ «النسبية».. وحسب ما يتردد من الهيئة، فإن الاتجاه نحو اعتماد 4 مقاعد لكل دائرة، وهذا إيجابي إذا ما تعلق الأمر بالولايات الكبرى (تونس ـ صفاقس..) التي يعد سكانها بالملايين. أما في حالة الدوائر الصغيرة، فسيعطى لها 4 نواب، وهذا ما سوف تستفيد منه الأحزاب الكبرى أو التحالفات الحزبية، وبالنتيجة، فالعملية الديمقراطية ـ بموجب هذا الخيار ـ تساوي ما يقرب من الصفر، ما يجعلها عملية غير عادلة تماما.. ما الحل في هذا السياق؟ ما دمنا في سياق قانون خاص لانتخابات مجلس تأسيسي، وانتخابات هذا المجلس هيكلية بالأساس وليست سياسية، وبالتالي ينبغي أن يكون ممثلا لجميع الأطياف والجهات والقوى، بعيدا عن النعرات الموغلة في الحزبية، فنحن بحاجة إلى ما يجمع، وليس إلى ما يفرق.. والسياسة عامل تفريق، وكان يفترض أن تخرج الأحزاب تماما عن لعبة الهيئة العليا، لكي يكون الخيار الشعبي هو المهيمن، وهو القول الفصل في الهيئة.. هل لهذه الاعتبارات، اخترت مع ثلة من خبراء القانون الدستوري، نظام التصويت على الأفراد؟ هذه هي الأسباب الرئيسية التي دفعتني إلى ذلك، فنحن مطالبون بايجاد نظام انتخابي يعكس لنا صورة حقيقية عن توجهات الرأي العام التونسي، وأن نبتعد ـ بكل ما أوتينا ـ عن كل ما يمكن أن يؤدي بنا إلى خزعبلات أو مؤامرات حزبية، من شأنها تحريف إرادة الشعب.. وبكل صراحة ووضوح، ومن خلال ما لاحظته واستمعت إليه من التونسيين في عديد الجهات والولايات، فإن الناس قد ملت من الأحزاب، وليست لديها الثقة في هذه المكونات… وكلنا يعلم، أن اليمين واليسار، لقوا نفس المصير، وهو الطرد والرفض، عندما توجهوا للولايات الداخلية، لأن الشعب هناك فقد ثقته فيهم، فهي أحزاب لا تمثل شيئا، فكيف يمكن للحكومة المؤقتة أن تؤمنها على هيئة نصبت نفسها برلمانا.. فليس من الحصافة أو الجدارة السياسية، تكليف هذه الأحزاب والمجموعات، بالبت في مسائل أساسية تهم مستقبل الشعب ومصيره.. شعبنا هو الذي قام بهذه الثورة، وليست الأحزاب، وهو يريد من انتخابات المجلس التأسيسي، أن تمثل قطيعة نهائية مع النظام السابق، فليس من حق أي كان، خذلان الشعب ونحرمه من هذه الفرصة التاريخية، ونعطي للبعض الإمكانية للالتفاف على ثورة شعبنا.. وأوصي الحكومة المؤقتة بالقيام بعملية سبر للآراء لمعرفة الريح التي تتجه نحوها إرادة الشعب التونسي، بحيث تتجنب رد فعل شعبي متوقع، وقد يكون مأساويا.. لكن في المقابل، هناك من يعتبر أن التصويت على الأفراد، قد يفتح لنا «جهنم العروشات»، ولوبيات المال، أو ما يعرف بـ»المال السياسي» ما هو رأيك؟ هذا التخوف ينسحب في الحقيقة حتى على نظام الاقتراع بالقائمات، ففزاعة «العروشات» ستحضر، سواء كان المرشح فردا، او مجموعة في اطار قائمة.. كما أن خطر الأموال، يمكن استخدامه، في حال التصويت على الأفراد أو على القائمات… لكنني أقول، أن التصويت على الأفراد، يمنح الناخبين إمكانية التمييز بين هذا المرشح وذاك بكامل الوضوح والشفافية، ويكون استخدام المال السياسي مفضوحا لأن الناس سينتبهون إلى ذلك بسرعة، وهو أمر لا يتوفر في نظام التصويت على القائمات، وأشير في هذا السياق الى أن مشروع القانون الذي أعددته رفقة الزميلين الأستاذين قيس سعيد وهيكل بن محفوظ، والذي تولت «الصباح» نشره، نص على تجريم أي خزعبلات مالية أو غيرها تظهر في الانتخابات، واقترحنا تشكيل هيئة قضائية مستقلة تتولى النظر في سير العملية الانتخابية والتجاوزات التي تحف بها. ألا ترى أن مسألة التمويل الانتخابي، لابد أن تخضع لرؤية مختلفة عن النمط القديم؟ هذا أمر مفروغ منه، ونحن في اطار مشروع القانون الذي أشرت إليه، اقترحنا نظاما لتمويل الأحزاب والمرشحين خلال الحملة الانتخابية بوسعه أن يجنبنا حوالي 90% من إمكانيات حصول تجاوزات، وهي مقترحات تتنافى تماما مع ما نص عليه القانون الهزيل الذي وضعته الهيئة العليا.. فهذه الأخيرة تبنت مبدأ تمكين كل مترشح من منحة، وهذا ما رفضناه جملة وتفصيلا، لأننا نرفض أن تقدم الدولة ولو مليما واحدا للمرشحين بصفة مسبقة.. كيف سيتم الأمر حينئذ؟ نحن اقترحنا طريقة «السداد» (le remboursement) بالنسبة للمرشحين.. بحيث يتولى المرشح القيام بحملته الانتخابية بصورة ذاتية، ثم يقدم الفواتير والوثائق التي تدلل على نفقاته، لكي يتسنى له استرجاع أمواله.. ووضعنا لذلك شروطا دقيقة اعتبارا للظروف المالية التي تمر بها بلادنا.. ما هي هذه الشروط؟ أن لا يتجاوز أي استرجاع للأموال، سقف 10 آلاف دينار، مهما صرف المرشح وأنفق على حملته الانتخابية.. لكن هذا سينفر عديد الأطراف من المشاركة في الانتخابات؟ نعم… وهذا ما قصدناه بالتحديد، فمن الأفضل أن لا تكون المشاركة في الانتخابات، غير مسؤولة… الديمقراطية مشاركة واعية، وليست عملية عشوائية، وهذا أمر موجود في جميع الديمقراطيات الحقيقية في العالم. اسمح لي، ربما يقول لك البعض، هذا ما فعله بن علي بالضبط.. فقد اختار منافسيه وأقصى كثيرين تحت عنوان «الديمقراطية المسؤولة»؟ لا.. لا.. لا يا سيدي.. فنحن قلنا بوضوح، أن لكل ناخب تونسي، تتوفر فيه الشروط حق الترشح للانتخابات، لكننا ضد الترشح لمجرد الترشح، لذلك اشترطنا مبدأ استرجاع النفقات الانتخابية، كما وضعنا شروطا اضافية، بينها ان يحصل الفائز بـ10 الاف دينار، ومن جاء في المرتبة الثانية يكون نصيبه 5 آلاف دينار فقط، فيما يكتفي الثالث بمبلغ 2.5 الف دينار ودون ذلك يكون نصيبه صفرا من المليمات، لأن هؤلاء نعتبرهم متطفلين على الانتخابات.. ومن هنا أقول، إن المخاوف من «المال السياسي»، أوجدنا لها اطارا قانونيا لتجنبها، لأننا مدركون مخاطر هذا الموضوع على مصداقية الانتخابات وشفافيتها.. الآن.. أقر النظام الانتخابي على القائمات، ويتردد من كواليس الحكومة، أنها لن تتدخل الا في مستوى «الرتوش».. عندئذ، ماذا تقول للحكومة؟ اذا ما أخذت الحكومة المؤقتة بهذا القانون، ولم تتحمل مسؤولياتها في مراجعة مضمونه، تكون قد تخلت عن مسؤوليتها الأخلاقية والسياسية والتاريخية، وهذا خطير للغاية. الهيئة العليا، هيكل استشاري، والقرار النهائي بيد الحكومة، ومن مسؤوليتها تقييم نتائج عمل الهيئة، فلا يجب عليها أن تأخذ هذه الصيغة و»العصابة على عينيها»، بل ليس من حقها أن تقول أن هذا نتاج عمل الخبراء والأخصائيين، وعليها مسؤولية سياسية ينبغي الانتباه إليها، لأنها هي صاحبة القرار وليست الهيئة.. عمليا كيف يمكن ان تتحرك الحكومة؟ عليها أن تستفتي الرأي العام بواسطة عمليات سبر للآراء، لكي تدرك حقيقة موقفه… وليس لها أن تقول مثلما قال الرئيس المخلوع، «لقد أضلوني»، فهذا غير مقبول منها… ومن واجب الحكومة المؤقتة استشارة مختصين وخبراء وشخصيات سياسية خارجة عن لعبة الأحزاب وحسابات الحكم بشأن القانون الانتخابي، سواء في مستوى الاليات التقنية التي يقترحها، أو في مستوى الجوانب السياسية.. ويكون لها أن تفعل ذلك في تمام السرية.. لكن بوسع الحكومة أيضا، ان تشكل لجنة حكماء لتقييم القانون الانتخابي الخاص الذي توصلت اليه الهيئة العليا… أنت زرت الكثير من الولايات وتحسست وجهة نظر المواطنين هناك من الهيئة ومن نظام الاقتراع المرتقب ما هو الرأي السائد في تلك الربوع؟ كما تفضلت، شاركت في ندوات في ولايات سيدي بوزيد والمهدية وسوسة وصفاقس وجربة والقيروان، بالاضافة الى إقليم تونس الكبرى، وبكل أمانة وجدت الرأي العام، متحفزا لهذه الانتخابات، ويريد ان تكون شفافة وذات مصداقية، وبالتالي إذا ما جاءت دون انتظاراته ستشكل صدمة كبيرة له… ولكن الأمر الأكثر أهمية، هو التقييم السلبي الذي لمسته، ضد الهيئة العليا وتطلع الناس هناك لنظام الاقتراع على الأفراد، وسأضرب لك مثلا على ما أقول،، فقد حضرت مؤخرا ندوة في جربة، ودعوت الحاضرين (وكانوا في حدود 350 شخصية، بينهم أعضاء من الهيئة العليا ومسؤول عن السلطة) للتصويت برفع الأيدي على خياري التصويت على الأفراد أو على القائمات، وكانت النتيجةـ ان 99% من الحضور صوتوا لصالح الاقتراع على الأفراد بحماسة لافتة.. هل المشكل في تركيبة الهيئة العليا أم في طريقة عملها؟ في الاثنين معا.. لكن التركيبة توسعت في مرات عديدة لتبلغ في النهاية 155 شخصا؟ اتساع دائرة الهيئة العليا، يعكس ضعفا في الحكومة المؤقتة، إذ ليس من المعقول أن تشهد تركيبتها تعديلات ناهزت الخمسة في ظرف وجيز، ما جعلها تقوم على الترضيات، وكان من واجب الحكومة اعتماد صيغة نهائية من خبراء ومختصين بعيدا عن الأحزاب.. ثم كيف يسمح لهذه الهيئة ان تجتمع في مؤسسة دستورية (مجلس المستشارين)، والحال أن صبغتها مؤقتة واستشارية؟ ! لقد سمح ذلك لأعضائها بأن ينصبوا أنفسهم كهيئة رقابة على عمل الحكومة. ولم أفهم شخصيا، كيف سمح الوزير الأول، السيد الباجي قائد السبسي لنفسه، بأن يذهب إلى المجلس ويجري حوارا مع الهيئة، فذلك خطأ سياسي فادح في تقديري، وقد حصل هذا كله لكون الحكومة لم تنظر في الانعكاسات السلبية الممكنة لمثل هذه «الشعوذة» صلب الهيئة العليا.. ولابد من القول، ان فكرة الهيئة ولدت من رحم النظام السابق، الفاسد، وكان ينبغي على الحكومة أن تتراجع عنها وتنشئ هيئة او لجنة بديلة عنها.. لقد باتت الهيئة العليا عبئا على الحكومة، وهذه مسألة شديدة الحساسية والخطورة.. بعض المراقبين ينتقدون النص المنظم للهيئة العليا، على أساس أنه لم يضبط مدة محددة لنشاطها، كيف ترون هذا الموضوع؟ هذا أمر صحيح… فهذا النص لم تنظر فيه الحكومة عن كثب، بحيث ترك هذا الفراغ الخطير، بل إنه أعطاها صلاحيات يمكن ان تمتد الى ما بعد المجلس التأسيسي.. ما هو الحل في هذا السياق؟ أنا اعتبر أن حل اللجان الثلاثة أمر لم يعد يحتمل الانتظار، فيما الهيئة العليا تجاوزت صلاحياتها، وهي تضطلع اليوم بادوار تتعدى ما هو موكول اليها.. ولابد على الحكومة ـ بعد ان تختار نظام الاقتراع الذي تراه مناسبا ـ من ان تحصر مهمة الهيئة العليا في النصوص التطبيقية، وعدم تكليفها بأي دور آخر.. هل تخشى على المجلس التأسيسي بموجب هذه التطورات؟ إذا تغلب المفرطون، فخوفي كبير على المجلس التأسيسي بالنظر الى كونه لن يكون في موقع يمكنه من القيام بالمسؤولية العظمى التي ستوضع على كاهله.. فإذا ما نجحت الشعوذة الموجودة حاليا في مستوى الهيئة، في أن توصلنا إلى مجلس تأسيسي غير متناسق ثقافيا وسياسيا واجتماعيا، ستحصل فوضى، وسننتهي إلى دستور هزيل، ولباس مثقوب من مواطن كثيرة، بحيث يجعل رؤيتنا غير واضحة تماما لمستقبل البلاد… بعد إقرار القانون الانتخابي.. أستاذ القانون الدستوري يكتب لـ «الصباح» يوم أسود في تاريخ القانون الدستوري في تونس أقترح استفتاء الشعب صاحب السيادة حول طريقة الاقتراع.. ـ إذا كان يوم الثالث من مارس من سنة إحدى عشرة وألفين يوما مشرقا في تاريخ تونس بعد يوم الرابع عشر من جانفي، اذ استرد الشعب يومها سيادته كاملة، وتم القطع نهائيا مع دستور 1 جوان 1959، فإن يوم الحادي عشر من شهر أفريل جاء ليعيد إلى الأذهان ما كان قد تم ترتيبه عند وضع هذا الدستور في شهر جانفي 1956. فقد تم الاختيار بمقتضى الأمر العلي الصادر في 6 جانفي 1956 على الاقتراع على القائمة التي تحرز على الأغلبية من دورة واحدة كما جاء ذلك في الفقرة الأولى من الفصل السادس عشر من الأمر المذكور. ولم تعرف تونس بمناسبة كل انتخابات أعضاء مجلس الأمة أو مجلس النواب سوى الانتخابات على القائمات حتى يتمكن حزب واحد أو جبهة قومية يسيطر داخلها هذا الحزب من الحصول على كل المقاعد، ولم يحقق المزج بين الأغلبية والتمثيل النسبي سوى إضفاء مشروعية شكلية وهمية حتى يتم تمكين بعض الأحزاب من الحصول على عدد من المقاعد ولم يكن لحضورها أي تأثير لا على التوازنات القائمة داخل المجلس التشريعي ولا بين هذا المجلس والسلطة التنفيذية. فقد كانت الانتخابات الرئاسية بمثابة البيعة التي يستأنس فيها بالحساب إذا تغيرت الأرقام حتى يقال ان المعارضة موجودة، وكانت انتخابات أعضاء مجلس النواب حسابا يستأنس فيها بالبيعة فتسند المقاعد للأحزاب الموصوفة بأنها معارضة على قدر ولائها ومناشدتها ومبايعتها. لا يبدو الوضع للأسف مختلفا اليوم في هذا القانون الانتخابي، فالإصرار على الاقتراع على القائمات ينطلق من إرادة واضحة في تغليب الأحزاب والحركات السياسية التي تعتقد أنها كبرى وان لها قاعدة شعبية واسعة، فهي وحدها القادرة على تقديم قائمات انتخابية في مختلف الدوائر الانتخابية وهي التي ستتحالف حتى مع فرقاء الأمس حتى تحاول السيطرة على المشهد السياسي من جديد. ولن يكون اعتماد التمثيل النسبي حسب طريقة اكبر البقايا أو أي طريقة أخرى كفيلا بتحقيق تمثيل عادل للآراء، فرئيس القائمة وحده هو الذي ستكون له اكبر الحظوظ في الفوز، وسيتم تقديم قائمات انتخابية بألوان مختلفة تضع في الاعتبار هذه الطريقة في توزيع المقاعد وفي إسنادها. ولتبرير عدم الأخذ بالاقتراع على الأفراد، تم تقديم جملة من الحجج التي يمكن ان تكون في نقس الوقت حججا على من قدموها. ومن بين التبريرات المقدمة لرفض الاقتراع على الأفراد هو ان هذه الطريقة تؤدي إلى تغذية النزاعات القبلية والى ظهور الوجهاء في الجهات والى الرشاوى للحصول على الأصوات في حين أن الأحزاب تسعى دائما عند تشكيلها للقائمات الانتخابية إلى استقطاب الوجهاء الذين يسعون إلى تأكيد انتمائهم للجهة للقبيلة من اجل الحصول على اكبر عدد من الأصوات. أما عن الرشاوى، فان إمكانية اللجوء إليها تكون اكبر عندما تكون الدائرة الانتخابية أوسع، فمن يقدم رشاوى أو يعد بتقديمها يستطيع تقديمها في أماكن قد تخفى عن أعين اغلب الناخبين على عكس الاقتراع على الأفراد الذي يقتضي أن تكون الدائرة الانتخابية ضيقة فتكون الرقابة التي يمارسها الناخبون والمرشحون المتنافسون أكثر قربا واكبر نجاعة. ومن المغالطات التي سادت هذه الأسابيع الماضية القول إن الاقتراع على الأفراد يؤدي إلى إقصاء الأحزاب السياسية في حين ان العديد من الدول التي تأخذ بهذه الطريقة لم تشهد مثل هذا الإقصاء. فهذه الطريقة لم تكن لمنع أحد من الترشح إذا توفرت فيه شروط الترشح، بل هي الأفضل حتى يستعيد الناخب ثقته في نوابه الذين سيختارهم لأنه سيعرفهم وسيعرف قدراتهم وتصوراتهم وله ان يسائلهم مدة نيابتهم وعلى عكس الاقتراع على القائمات، فلن يعرف الناخب في أحسن الأحوال سوى من سيتقدمون كرؤساء لها. وأما بقية المترشحين فلن يعرف سوى صورهم في أوراق الدعاية الانتخابية. ان الثورة التونسية لم يقدها أي حزب أو تنظيم، وليس لأي كان الحق في أن يدعي اليوم انه يمثلها، كما ليس لأي كان أن يقرر مصيرها، ويقرر طرق تحقيق أهدافها، وطريقة الاقتراع التي تم اعتمادها سيكون لها الأثر الكبير على تركيبة المجلس التأسيسي وعلى الاختيارات الكبرى التي سيتم تضمينها في نص الدستور. -في مساوئ الاقتراع على القائمات وعلى صعيد آخر فإن التمثيل النسبي كما تم اعتماده سيؤدي إلى نوع من الاقتراع على الأفراد، فرئيس القائمة هو الأكثر حظا في الفوز، وهو ما سيؤدي إلى وضع قائمات لا تحتوي على مرشحين حقيقيين باستثناء رئيس القائمة خاصة وان القائمات ستكون محدودة العدد كما تم الإعلان عن ذلك في أكثر من مناسبة هذا فضلا عن الانشقاقات التي ستعرفها الأحزاب عند تشكيل القائمات الانتخابية، فمن سيترشح في المرتبة الثانية سيكون اقل حظا من رئيس القائمة، ومن سيضع اسمه في المرتبة الثالثة، أو في المرتبة الرابعة لن تكون له تقريبا أي إمكانية للفوز. إنه في النهاية اختيار فيه من المساوئ الكثير، وفيه من المخاطر الكثير هذا فضلا عن أنه تم من قبل أعضاء ليسوا ممثلين للشعب، فالشعب صاحب السيادة يصير بهذا الشكل مدعوا للانتخاب في ظل نظام انتخابي اختاره بعض من نصبوا أنفسهم أوصياء عليه. إن أفضل طريقة لتجاوز كل هذه العقبات، هو عرض هذه المسائل على الشعب بواسطة الاستفتاء حتى يقول صاحب السيادة كلمته الفصل في طريقة الاقتراع على القائمات أو على الأفراد… رئيس مركز المواطنة والديمقراطية لـ«الصباح» الاقتراع على القائمات يغذي الممارسة الديمقراطية الحديث عن ديكتاتورية الأحزاب مغالطة سياسوية ـ فرصة حقيقية لجميع أطياف المجتمع السياسي ـ قال الدكتور كمال الغربي، رئيس مركز المواطنة والديمقراطية بتونس، ان انتخابات المجلس التأسيسي تمثل لحظة تاريخية وفارقة بين عهود الاستبداد والانتقال الديمقراطي. ونوه بنظام الاقتراع على القائمات، معتبرا انه يشجع على التحالفات على أساس الافكار، ويمثل قاعدة لأرضيات مشتركة تقوم على البرامج والمقترحات. ورفض رئيس المركز ان يكون نظام التصويت على القائمات يؤسس لـ»ديكتاتورية الاحزاب» كما ذهب الى ذلك بعض السياسيين، موضحا ان هذا النظام الانتخابي سيوفر فرصا حقيقية لجميع أطياف المجتمع السياسي.. وفيما يلي نص الحوار.. 1 ـ كيف تنظرون في المركز إلى التداعيات القادمة لهذا الخيار؟ في اعتقادي أعتبر أن التصويت في انتخابات المجلس التأسيسي مسألة مهمة في تاريخ تونس المعاصر وهي لحظة تاريخية فارقة بين عهود الإستبداد والإنتقال الديمقراطي الحقيقي ولذلك نعتبر نحن في مركز المواطنة والديمقراطية أن تدريب المواطنين على مواطنيتهم هي جوهر الممارسة الديمقراطية ومن ثم نثني على طريقة الاقتراع حسب القائمات المغلقة مع الاعتماد على النسبية حتى نشجع المترشحين على الائتلاف حول أفكار وأرضيات مشتركة ويكون التنافس على أساس البرامج والمقترحات وهذا ما لا يوفره الإقتراع على الأفراد الذي يمهد الطريق إلى الولاء الجهوي والعروشي والشخصي انطلاقا من استعمال المال السياسي والوجاهة في الدائرة الترابية وانتهاء بخطرعودة رموز الفساد والإفساد من النظام السابق، ونعني بذلك التجمع الدستوري المنحل.. 2 ـ أحد رموز الأحزاب حذر مما سماه بديكتاتورية الأحزاب على خلفية نظام الإقتراع على القائمات في ضوء الضعف الحالي للأحزاب ومحدودية شعبيتها؟ هذا الكلام مردود على أصحابه باعتبار أن الفاعلين الأساسيين في أي ديمقراطية ناشئة هي الأحزاب السياسية والإعلام الحر وهيئات المجتمع المدني ولذلك نعتبر الحديث عن ديكتاتورية الأحزاب من قبيل المغالطات السياسوية وتخويف الناس والمواطنين من العمل الحزبي وتنظيم المواطنين في أحزاب حول أفكار مشتركة تكون الجامع بينهم في عملهم السياسي. وفي هذا الإطار ندعو الأحزاب السياسية إلى ائتلافات بينها حول أرضيات التقاء تعبر بها عن قواسم مشتركة قصد التقدم بقوائم موحدة لخوض إنتخابات المجلس التأسيسي وإننا نرى الآن إمكانية أن تكون أربعة ائتلافات انتخابية وهي فضاء الهوية والعروبة والإسلام وفضاء اليسار التقدمي وفضاء أحزاب الوسط وفضاء المستقلين. 3 ـ ألا ترى أن المجلس التأسيسي ـ ربما كان تأسيسا جديدا للرأي الواحد ـ خطر الرأي الواحد في المرحلة المقبلة وبالتالي إعادة إنتاج لحكم نمطي باسم الديمقراطية، إذا ما تم الاختيار على الاقتراع على القائمات؟ حسب رأينا نعتقد أن طريقة الاقتراع بنظام النسبية على القائمات سيوفرفرصا حقيقية لجميع أطياف المجتمع السياسي من التواجد داخل المجلس وكذلك سيسمح بهامش كبير من الالتقاءات داخله بين مختلف مكوناته الفائزين في الإنتخابات وذلك من أجل العمل بالديمقراطية التوافقية التونسية لصياغة دستور تونسي ديمقراطي في أقرب وقت ممكن وتسيير البلاد في المرحلة الإنتقالية بكل اقتدار. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 أفريل 2011)


لقد سبق لنا أن أكدنا في مواقع و كتابات عديدة إلى أن اللجنة التي بشر بها الفاسد الهارب و التي أصبحت فيما بعد ‘ لجنة عليا لتحقيق أهداف الثورة ,,, الخ ‘ هي جهاز حمل في طياته سعيا محموما لترويض المد الثوري لشعبنا أو حتى الإلتفاف على ثورته وهو ما برهنا عليه سواءا من خلال المهام الموكولة إليها أو من خلال تركيبتها القائمة على المحاصة مما دعاني شخصيا من هذا المنظور إلى رفض قبول عضويتها ولو باعتباري خبيرا في القانون الدستوري, و كنت و أنا أرى العديد من الأحزاب و الشخصيات ممن هم من رفاق النضال يحضرون أعمالها و مداولاتها أتمنى أن أكون مخطئا في تقييمي لهذه اللجنة التي كانت تمثل في تركيبتها النهائية نوعا من التسوية الوفاقية بين سلطة ماسكة بدواليب الدولة تعود إلى العهد البائد و مدعومة من حكومة ظل ذات امتدادات أجنبية من جهة و مجموعة أحزاب و شخصيات لا يمكنها بأي حال من الأحوال ادعاء تمثيل الإرادة الشعبية سيما أن الشخصيات لا تمثل إلا نفسها و الأحزاب منقطعة عن الشعب في أغلبها , وكانت هذه التسوية في تركيبة اللجنة تهدف إلى الوصول بأعمالها إلى اقتراح قانون لانتخاب المجلس التأسيسي يراد منه بالأساس التحكم في تركيبة هذا المجلس و كانت الوسيلة لذلك هو استبعاد طريقة الإقتراع على الأفراد و إقرار نظام الإقتراع على القائمات بالتمثيل النسبي,
فالنظام المقترح هو في حقيقته الأسلوب الأمثل للتحاصص بين أحزاب لا تمثل اليوم في مجموعها الرأي العام وهذا التحاصص كان على حساب الرغبة الشعبية الملموسة في اعتماد الإقتراع على الأفراد و بذلك فإن ما وقع التوافق عليه داخل اللجنة يعتبر التفافا واضحا على إرادة الشعب من طرف هيكل ليس له أية شرعية فيما عدا تماهيه المفترض مع ما يريده الشعب وهو ما حصل عكسه.
فالمواطن الذي لا يعرف اليوم هذه الأحزاب و هو الذي مازال يعاني من آثار الديكتاتورية في تدجين الأحزاب و توضيفها لصالحها أو قمعها بما خلق لديه إما عدم الثقة أو الخوف من التنظم نقول هذا المواطن الذي شارك في الثورة و قدم التضحيات بمعزل عن الأحزاب كان و ما يزال يطالب بأن يكون المجلس التأسيسي ممثلا حقيقيا لإرادته بدون وسائط مفروضة عليه و خارجة عنه و هذا لا يكون إلا باعتماد نظام الإقتراع على الأفراد بوصفه في المشهد السياسي- الإجتماعي لتونس ما قبل 24 جويلية الكفيل وحده بتصعيد الشخصيات المساهمة و المنتصرة حقيقة للثورة .
 
 
( يراجع في ذلكhttp://www.facebook.com/note.php?note_id=209034042443463 وhttp://www.facebook.com/note.php?note_id=206433566036844 ) إن نظام الإقتراع على القائمات بالتمثيل النسبي سيكون غنيمة لأحزاب قد لا يكون لبعضها أية مساهمة فعلية في النضال ضد الديكتاتورية و في التمهيد للثورة وبموجب ذلك سيعطي من لا يملك لمن لا يستحق إمكانية التواجد في المجلس التأسيسي على حساب الأشخاص و القوى ذات المصلحة الحقيقية في الثورة و بهذا المعنى فإن إقرار هذا النظام من هكذا لجنة غير شرعية يمثل انتكاسة للثورة و أداة فعالة لضبطها و كبح جماح مسيرتها . و على الشعب الذي اغتصبت إرادته استخلاص ما يجب حتى لا تتقلص شرعية المجلس التأسيسي القادم بحكم تقلص و ضعف المشاركة الشعبية في الإنتخابات وهو أمر نراه اليوم على مرمى البصر لغربة أكثر الأحزاب على تعددها عن الشعب و بقاء عموم الشعب في غربة عن التنظيمات الحزبية في الظرف الراهن الأستاذ عبد الوهاب معطر أستاذ القانون الدستوري – محام لدى التعقيب


طارق الكحلاوي
1. في 12 افريل الماضي نقلت وكالات الانباء ما يلي: ” أكد عياض بن عاشور رئيس مجلس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي على ضرورة وضع ما أسماه بالميثاق أو العقد الجمهوري “على أن تكون له صبغة اعتبارية أكثر منها قانونية” بالنظر إلى الإجماع الحاصل حول هذه المسألة من قبل أعضاء الهيئة في الاجتماعات السابقة “.

تبين فيما بعد أن هذا “الميثاق الجمهوري” هو تسمية اخرى لـ”ميثاق المواطنة” تم إطلاقه يوم 2 أفريل في اجتماع في القبة بإمضاء من جمعية تسمى “مبادرة المواطنة” (يرأسها شخص اسمه فوزي معاوية) و شارك في الاجتماع ممثلون عن الأحزاب الثلاثة التي دعاها بن علي قبل هروبه للمشاركة في “حكومة الوحدة الوطنية” يوم 13 جانفي أي الحزب الديمقراطي التقدمي و حركة التجديد و التكتل من أجل العمل و الحريات. ارضية الاجتماع الذي تم خلاله اطلاق المبادرة هو التأسيس لتحالف مضاد لـ”التطرف” (دينيا أو من منشأ آخر بما يعني أنه موجه ضد اطراف سياسية مثل “النهضة” و “جبهة 14 جانفي”). و هكذا فإننا إزاء عريضة ولدت في سياق صراع سياسي و فكري محدد و ليس وثيقة “مستقلة”. ميثاق المواطنة الذي تم توزيعه على الهيئة كمقترح للنقاش
و قد تعرضت الوثيقة في نقطتين الى ما يمكن أن يجعلها سياسيا تستهدف دعم هذا “التحالف الحداثي” ضد “التطرف” المفترض المقصود به أطراف سياسية محددة اذ تضمنت في نقطتها الثالثة (“النأي بالاسلام عن كل الصراعات العقائدية والتوظيفات الايديولوجية والسياسية.”) و هو بذلك لا يطالب فقط برفض ادعاء اي طرف احتكار التكلم باسم الاسلام (الأمر المشروع تماما) بل بالفصل بين السياسة و الاسلام و هو الأمر الذي يعني عمليا رفض لوجود عدد من التيارات الاسلامية في تونس. هذا عدى عن أن نقطة كهذه لا يتضمنها الدستور التونسي الحالي، و كأن “الاجماع” عليها الآن (من خلال الهيئة المعينة) تعني عمليا كتابة دستور قبل انتخاب المجلس التأسيسي المكلف وحده بذلك.
كما تضمنت الوثيقة في نقطتها التاسعة (“الاقرار الصريح بالحق في الترشح لكل التونسيين والتونسيات الى كافة المسؤوليات بما فيها رئاسة الجمهورية”)، و التي تتعارض مع ما تم إقراراه في مشروع القانون الانتخابي القادم الذي يقصي “الكوادر التجمعية”، بما يعني أن هذه المبادرة تعارض بالأساس اقصاءهم. للتذكير أن هذه النقطة كانت محل اصرار عديد الاطراف السياسية الموصوفة بـ”التطرف” (يسارا او يمينا) مقابل رفضها من قبل بعض الاطراف التي كانت سباقة في رعاية “مبادرة المواطنة” منذ اجتماع 2 أفريل.
إلى جانب “مبادرة المواطنة” تم تداول وثيقة اخرى تحت عنوان “التزام ديمقراطي وطني” روجها أحد الاطراف اليسارية في قاعة المجلس و لا لايبدو أنها لاقت حظا كبيرا مقارنة بالوثيقة الأولى خاصة بسبب تأكيدها على الطابع “الالزامي” لها في حين بن عاشور اكد على الطابع “الاخلاقي” لأي عقد من هذا النوع. بالمناسبة تم تأجيل نقاش هذا الموضوع الى جلسة 20 أفريل و من المنتظر ان يتم تشكيل لجنة مخصصة لذلك. « التزام ديمقراطي وطني » تم توزيعه في جلسة الأمس لكن لاقى حماسا اقل بسبب طرحه بمثابة القانون و هو غير ممكن لكن في كل الاحوال حتى “ميثاق المواطنة” الذي تم ترويجه “لا يوجد عليها إجماع” مثلما يقول عياض بن عاشور. حتى 12 أفريل (و حسب نص الخبر الصادر من وكالة تونس افريقيا للأنباء) امضى عليها 12 حزبا من اكثر من خمسين و لم تعارضه من بين الاحزاب الممثلة في الهيئة (و ليست كل الاحزاب ممثلة فيها خاصة الاحزاب ذات التوجه القومي) مبدئيا “النهضة” فقط بل أيضا ممثل حزب “المؤتمر من أجل الجمهورية” (الذي يقوده المنصف المرزوقي و المعروف بعلمانيته). و لكن امضى عليها الكثير من “الشخصيات الوطنية” التي تم تعيينها في هيئة تحقيق أهداف الثورة. و هنا ربما نفهم لما عياض بن عاشور يبدو متحمسا بشكل لافت لعرض هذه الوثيقة على التصويت في حين أنها خارج المهام الموكلة لهيئة تحقيق أهداف الثورة.
إن موضوع تركيبة الهيئة يصبح في هذه الحالة مهما للغاية إذ أن “أغلبيتها” أو حتى “اجماعها” يتم التعامل معه، كما يبدو من تصرفات الحكومة و من كلام بن عاشور، على أنها “اغلبية” شعبية أو “اجماع” شعبي، و تعبير عن “شرعية ثورية” ما لأعضائها. فهل تركيبة الهيئة فعلا تعكس ذلك، الارادة الشعبية و “الشرعية الثورية”؟
2. تم تعيين اعضاء هيئة تحقيق اهداف الثورة على مرحلتين. اذ الاحتجاجات الموجهة الى تركيبة الهيئة في المرحلة الاولى ادت الى تعديل جزئي فيها بـ “توسيعها” في مرحلة ثانية. وتم إحداث الهيئة بقرار مرسوم للرئيس المؤقت مؤرخ في غرة مارس و ضم في المرحلة الاولى 71 عضوا. حسب المرسوم الرئاسي فإن الرئيس المؤقت هو الذي يعين رئيس الهيئة و هو ما كان من خلال تعيين عياض بن عاشور الذي كان رئيس لجنة الاصلاح السياسي فيما قبل. للتذكير اللجنة الأخيرة عينها محمد الغنوشي اول وزير مؤقت بعد هروب بن علي. إذ كان عياض بن عاشور خيار السلطة المؤقتة في مرحلة محمد الغنوشي او قائد السبسي.
بالنسبة لتعيين بقية الاعضاء ينص المرسوم الرئاسي لغرة مارس على ما يلي: “يتم تعيينهم بقرار من الوزير الأول باقتراح من الهياكل المعنية “. و اذ لم يتم تعريف “الهياكل المعنية” فإن الوزير الأول المؤقت الباجي قائد السبسي سبق أن قال في أحد الحوارات بأنه لم يشارك في الاختيار بل أمضى على القائمة التي قدمت اليه، و ذلك لا يعني طبعا أن قائد السبسي لم يشارك بالضرورة في عملية الاختيار. لا يمكن التخمين كثيرا لكن الشخصين الرئيسيين الذين يبدوان مسؤولين مباشرين على اختيار اعضاء الهيئة هما قائد السبسي و لكن طبعا عياض بن عاشور.
قائمة الأعضاء كانت تتضمن ثلاثة أصناف: أقلهم عددا اعضاء أحزاب سياسية (12 عضوا)، ثم ممثلي منظمات المجتمع المدني (17)، و الأكثر عددا “الشخصيات الوطنية” (42). الملفت في القائمة وجود بارز لوجوه يمكن تصنيفها بميلها للتيار “اليساري-العلماني”. اذا تركنا جانبا ممثلي الاحزاب و المنظمات الذين يمكن تصنيفهم كذلك (سمير الطيب، منجي اللوز، مولدي الرياحي، البشير العبيدي، محمد جمور، عبد القادر الزيتوني، شكري بلعيد، مختار الطريفي، سناء بن عاشور، راضية بالحاج زكري، نجيبة الحمروني…) فإن قائمة “الشخصيات الوطنية” تحتوي العديد من الوجوه التي يمكن تصنيفها كذلك و بعضهم لم يشارك في الثورة. وهنا يجب الوقوف في نقطة محددة و هي أنه رغم أنه لا توجد قيادة للثورة فإن هناك جزء من النخبة شارك فيها مثل بقية المشاركين (في الشارع أو عبر المواقف العلنية و المساندة النشيطة) و هناك جزء آخر إما بقي صامتا و لم يعلن بشكل واضح موقفه أو كان متعاطفا مع النظام.
بالنسبة لـ”الشخصيات الوطنية” ذات الميل الواضح و المعروف للتيار “اليساري-العلماني” أو “العلماني” بشكل عام (بعضها شارك في الثورة و أثبت مواقف جدية ضد النظام و بعضها لم يكن كذلك) يمكن أن نشير الى قائمة ليست قصيرة (25) من ضمن 42 شخصا (العياشي الهمامي، جليلة بكار، انور بن قدور، محمد البصيري بوعبدلي، محمد الصغير اولاد احمد، عبد العزيز المزوغي، عبد الحميد الارقش، سفيان بالحاج محمد، هادية جراد، علي المحجوبي، عبد المجيد الشرفي، نورة البورصالي، درة محفوظ، خديجة الشريف، زينب فرحات، هالة عبد الجواد، محسن مرزوق، لطيفة لخضر، عدنان الحاجي، سمير الرابحي، علياء الشريف، احلام بالحاج، كلثوم كنو، جلبار نقاش، سوفي بيسيس). و يلاحظ ضمن هذه القائمة وجود بارز لنخبة جامعية ذات ثقافة فرنكفونية منخرطة أو متعاطفة مع الحركة “النسوية”. و هو الامر الذي يفسر تركز مداولات الهيئة على مطلب “المناصفة”. للاشارة طبعا هذه القائمة لا تضم من لم يعرف عنهم تعبير واضح عن مواقف مماثلة. و طبعا الاشارة الى هذا الميل هنا لا يأتي في سياق وسمهم بشكل سلبي بقدر ما يقصد منه عدم اعتباطية الاختيار. و من البين أن هذا الحضور البارز بقي قويا حتى اثر “توسيع الهيئة” في مرحلة ثانية (منذ 26 مارس لتضم 130 عضوا عوض 72 اثر احتجاجات على محدودية تمثيلية التركيبة الأولى)، و بدا ذلك من خلال عملية التصويت لنائب الرئيس. اذ تحصلا كل من لطيفة لخضر (43 صوتا) و العياشي الهمامي (31 صوتا) المحسوبين على التيار أعلاه مجتمعين على أغلبية ساحقة من الاصوات مقابل نسبة أقلية لسعيدة العكرمي (34 صوتا) التي لا تنتمي اليه و المحسوبة على التيار الاسلامي. لكن هل هذا الاختيار على اطراف معينة من قبل بن عاشور متناسق مع ما نعرفه عنه أم الرجل مستقل تماما عن أي طرف أو ميول سياسية او فكرية؟ 3. لا يمكن اتهام عياض بن عاشور بأنه كان خادما للنظام السابق برغم أنه لم يبرز بموقف ناقد للنظام خلال قمعه الشرس للثورة بعكس بعض وجوه النخبة التونسية. بل ان بن عاشور اتخذ مواقف مشرفة في بعض المحطات مثل معارضته القوية و الواضحة للتعديلات الدستورية سنة 2002 التي سمحت للرئيس المخلوع تمديد ولايته في خرق واضح لمبدأ التداول على السلطة. غير أنه من غير الممكن أن نصنف بن عاشور كما يريد تصنيف نفسه عادة أي أنه “مستقل” تماما عن أي طرف سياسي و فكري.
و إذ لا يعرف عنه الانتماء الى أي حزب سياسي بما في ذلك “التجمع” فإنه لم يكن أيضا منفصلا تماما عن النظام. كما أنه ليس منفصلا تماما عن تصورات سياسية موجودة داخل تونس أو خارجها. و ربما من بين المؤشرات على استعداد بن عاشور للانخراط في أطر ذات علاقة بالتصورات السياسية القريبة من النظام لتونس و المنطقة وجوده في “لجنة الرعاية السياسية” لمركز بحث مرتبط بأوساط فرنسية نافذة تدافع عن مشروع “الاتحاد المتوسطي” الذي يحاول ساركوزي التأسيس له، و جنبا الى جنب مع رجال اعمال مرتبطين بشكل وثيق بنظام بن علي.
“معهد الأفق الاقتصادي للعالم المتوسطي” (IPEMED) يحتوي على حضور تونسي بارز و نجد فيه الى جانب عياض بن عاشور من ممولي المعهد أقرب رجلي اعمال للنظام و العائلة الحاكمة الهادي الجيلاني و عزيز ميلاد. بل أن من بين الممولين أيضا للمعهد شركة “ماغراب انفاست” للاخوة مبروك أصهار الرئيس. يوجد أيضا الوزير المكلف بالاشراف على التوجه الاقتصادي لحكومة الغنوشي الثانية إلياس الجويني (و الذي لم يكن بعيدا عن النظام حيث شغل في السابق مناصب عالية في وزارات تعنى بالاقتصاد). المعهد يضم شخصيات سياسية “متوسطية” معروفة في “لجنة الرعاية السياسية” الى جانب عياض بن عاشور سواء في السياق الفرنسي (هوبير فدرين) أو الاوروبي عموما (فيليبي غونزاليز) أو المغاربي (اندري أزولاي مستشار ملك المغرب و مولود حمروش الوزير الأول الجزائري الأسبق) أو الاسرائيلي ( يوسي بيلين نائب وزير الخارجية و زعيم حزب “العمل”). و في الشأن الفكري فالرجل لديه مواقف واضحة في دعم الرؤى التي تدعو للفصل بين السياسي و الديني (آخر تعبير عن ذلك حوار أجرته معه صحيفة “الشروق” التونسية 9 مارس 2011)، بالضبط مثلما هو وارد في وثيقة “مبادرة المواطنة”، و يفرق بين ذلك و بين الفصل بين الدين و الدولة، لكن مبديا ميلا واضحا لـ”اللائيكية”
يقول بن عاشور في هذا الحوار: “إذا أردنا أن يكون الدين مبني على الحرية لابد أن يكون هنالك فصل بين الدين والسياسة وليس الدين عن الدولة. أستطيع أن أقول تونس جمهورية الاسلام دينها والعربية لغتها لكن الخطير هو يستعمل الدين لأغراض سياسية وهنا نسقط في السيطرة والطغيان ويصبح الدين دين اكراه وليس حرية. الدين فلسفة شخصية وكل انسان حر في قناعاته وليس لأحد أن يحاسبه على معتقده. هذه هي اللائكية التي تبدو مخيفة كمصطلح ولكن هي شيء بسيط جدا فصل الدين عن السياسة حتى يكون الدين مسألة شخصية تماما.” للتذكير طبعا لا يوجد في الدستور التونسي فرض للفصل المطلق بين السياسي و الديني، هذا عدى عن أن ذلك غير ممكن واقعيا حتى في دول راسخة في العلمانية.
عياض بن عاشور ليس مجرد خبير قانوني كفء، و هو كذلك فعلا، بل هو أيضا شخص له ميوله السياسية و تصوراته الفكرية غير المحايدة بالضرورة. و اختيار تركيبة الهيئة و اصراره على مناقشة و التصويت على نقاط و مبادرات مثل “المناصفة” و “العقد الجمهوري” (“عقد المواطنة”) تكرس عدم حياديته. الإصرار عليه من قبل حكومة الغنوشي ثم قائد السبسي، ملفت للانتباه أيضا. اذ رغم أنه لم يكن من “رجال النظام” قبل 14 جانفي يبدو كذلك بعد ذلك التاريخ. و هذا يعني تحديدا أنه بقي واقفا مع النظام بشكل ثابت بمعزل حتى عن التغيرات التي مر بها. و من الضروري أن نتذكر هنا أن بن عاشور، رغم كفائته القانونية، برر سياسويا ليلة 14 جانفي تعيين محمد الغنوشي رئيسا بالنيابة (تبعا للفصل 56) رغم أن ذلك كان يعني بقاء بن علي رئيسا، و بدى عمليا كأنه المستشار الرئيسي للسلطة منذ تلك اللحظة. و لولا ضغط الكثيرين من بينهم القانوني الصادق بلعيد لما غير النظام موقفه و اتجه نحو تبني الفصل 57 و انضم بن عاشور للموقف الجديد دون ان يبرر موقفه السابق.اذ يبدو على مبدأ الاتفاق مع النظام بمعزل عن المتغيرات.
إن تمسك السلطة الحالية ببن عاشور في مراحلها المختلفة منذ 14 جانفي خاصة مع المؤشرات الواضحة على السعي الحثيث للسلطة لإعادة التموقع في المشهد السياسي من خلال “النيوبورقيبية” و شعارات “معاداة الظلامية و التطرف”، كل هذه المعطيات تبدو سلوكيات مترابطة و غير اعتباطية. إن هيئة تحقيق أهداف الثورة محددة المهام و لا يجب استعمالها للمناورة السياسية أو خدمة أجندة سياسية و ايديولوجية معينة تستبدل ارادة الشعب بارادة فوقية نخبوية. و لا يجب بالتأكيد أن تتحول الى شأن شخصي لبن عاشور أو هيئة لتحقيق أهدافه.
4. إن اليقظة تجاه أي محاولة لاختطاف الارادة الشعبية سواء كانت في شكل “تطرف ديني” أو “تطرف لاديني” امر ضروري لكن لن يتم ضمانها بـ”ميثاق” لا يوجد أي قانون يجعله “ملزما” (تجربة “الميثاق الوطني” سنة 1988 مثال على ذلك). إن برامج الاحزاب التي تم منحها تراخيص بما في ذلك “النهضة” تعبر عن ايمانها بالنظام الديمقراطي، في حين تم تجنب منح تراخيص لأحزاب لم تعبر عن ذات الالتزام. و هو موقف سليم. و رغم ذلك من الايجابي أن تحاول مختلف القوى السياسية التوصل الى عقد مشترك، لكن ذلك يتم بشكل مشترك و ليس بطريقة الإسقاط الفوقي. و لقد خاضت تيارات علمانية و اسلامية في اطار “منتدى 18 اكتوبر” نقاشات في هذا الشأن و توصلت الى وثائق بما في ذلك ما يخص علاقة الدين بالدولة، و اذا كانت هناك رغبة جدية للتوصل لتوافقات عامة كان يمكن الانطلاق من هذه الوثائق. إذ تاريخ الجدال حول هذه المواضيع لم يبدأ يوم 2 أفريل في اجتماع القبة مع “عقد المواطنة”. و في جميع الاحوال سيكون من الخطير تضمين اي “عقد مشترك” نقاطا لا يتضمنها الدستور الحالي، اذ ذلك يعني أن الاطراف الممثلة في هيئة تحقيق اهداف الثورة كتبت دستورا و صوتت عليه بـ”الاغلبية” (المصطنعة و غير الشعبية) قبل انتخاب المجلس التأسيسي من الشعب التونسي و هو الهيئة الوحيدة المكلفة بكتابة الدستور. و المثير أ، البعض اقترح “استفتاءا شعبيا” على هذا الميثاق، فلماذا ننتخب مجلسا تأسيسيا ليكلف بتحرير دستور إن كنا سنقوم بالاستفتاء على “ضمانات دستور ديمقراطي”؟ لقد حان الوقت للثقة في نضج الشعب التونسي و رفع الوصابة عنه و تركه يصوت براحة بال يوم 24 جويلية لأول مرة في تاريخه. تلك هي الضمانة الأساسية للمسار الديمقراطي. http://www.machhad.com/?p=1158



لم تكن في نيتي الكتابة هذه الأيام لاعتبارات عدة أهمها أني كتبت بما فيه الكفاية خلال أيام صعبة كان فيها لكل كلمة ثمن ثم أن وضعي الصحي الحالي لا يسمح لي بالكثير من الجهد والوقت والأعصاب … مع ذلك لم اعد قادرا على الصمت أمام فداحة ما يحاك ضد ثورة شعبنا من مؤامرات وارتدادات وتراجعات لعل بعضها تراجع السلطة المؤقتة عن تطبيق بعض الاتفاقات في خصوص عملة الحضائر والعملة الوقتيين والمتعاقدين ولعل بعضها أيضا هذه الهيئة العليا التي أصبحت تختار بدلا عن الشعب وكأنها صاحبة شرعية دستورية أو انتخابية . يجدر التذكير بداية أن هذه الهيئة الموقرة صاحبة الاسم الطويل واللقب العريض التي تسمى اختصارا بالهيئة العليا ليست محل إجماع وطني وشعبي وهو ما يطعن في شرعية قراراتها واختياراتها فكيف لهذه الهيئة المنصبة أن تفكر وتختار وتقرر نيابة عن الشعب في أمور مصيرية ؟ آخر صولات الهيئة الموقرة كانت في القانون الانتخابي الخاص بانتخاب أعضاء المجلس التأسيسي , حيث تضمن هذا القانون بدعا كثيرة سأقتصر على بدعتين هما بدعة القوائم وبدعة المناصفة البدعة الأولى اختيار الانتخاب على القوائم وليس على الأفراد : اعتبر هذا الأمر بدعة لأننا في وضع انتقالي واغلب الأحزاب مازالت في مرحلة التأسيس وغير مهيئة في اغلبها لخوض غمار معارك انتخابية بعد بضع أشهر. هل يعرف أعضاء الهيئة الموقرون أن هذا الخيار سيحرم طاقات كثيرة من المستقلين من الترشح ؟ خاصة وان نسبة الانخراط الحزبي في تونس مازلت ضئيلة للغاية رغم كثرة عدد الأحزاب وبلوغها أرقاما قياسية ربما عربيا وإفريقيا؟ هل يعرف أعضاء الهيئة الموقرون أن التصويت عبر نظام القوائم سيجبر الكثيرين على التصويت لقوائم حزبية قد لا تتوافق كليا مع رغباتهم وسيفقد انتخابات المجلس التأسيسي من نكهة التشطيب التي يتيحها نظام الانتخاب على الأفراد ؟ في وضع انتقالي وحسب تجارب مشابهة يحسن اختيار نظام الانتخاب على الأفراد لأنه يتيح للجميع أحزاب ومستقلين ومختلف الكفاءات الترشح لهذا الموعد الانتخابي الهام كما يتيح للناخب في مختلف الجهات اختيار مرشحين اقرب إلى التعبير عن رغباته وتطلعاته , إن اختيار نظام الانتخاب على القوائم يلغي كل توجه نحو تشريك حقيقي لكل الكفاءات خاصة المستقلة في رسم مستقبل البلاد وحصر ذلك في مناضلي بعض الأحزاب ذات القدرة الكبيرة على التعبئة خلال فترة وجيزة وهو ما يعني انه اختيار إقصائي . البدعة الثانية ضرورة المناصفة في كل قائمة مرشحة بين الرجال والنساء : وهي بدعة قد تكون ماركة مسجلة للهيئة العليا أدام الله خيرها وبركتها على شعبنا الطيب . أوضح بداية أن لا مشكلة عندي مع العنصر النسائي واني من أنصار المساواة بين الجنسين بل قد امنح صوتي لامرأة مترشحة إذا تأكدت من كفاءتها ولو حتى لمنصب رئيس الجمهورية لكن هل يعرف أعضاء الهيئة الموقرون أن العمل في الشأن العام والسياسي عموما يتطلب بعضا من المواهب والميول الخاصة وان الترشح للعمل في هذا الشأن يجب أن يرتبط برغبة فردية وليست تحت دافع آو ضغط من اي كان ؟ أكيد انه بفضل قانونكم ستجبر الكثير من النساء على الدخول إلى معترك الحياة السياسية دون رغبة ملحة منهم وربما حتى دون كفاءات او مهارات لذلك فقط حتى تكتسب القائمة المترشحة شرعية قانونية لكنها في نهاية الأمر ديكورية . إن وجود المرأة في المجلس التأسيسي ضروري لكن ليس بقوانين فوقية بل عبر معارك انتخابية حقيقية نزيهة وشفافة تخوضها النساء والرجال جنبا إلى جنب وعبر الإرادة الحرة للناخب , إن هذا القانون البدعة قد يعطينا في نهاية الأمر مجلسا ديكوريا نصفه رجال ونصفه نساء لكنه سيكون مجلسا دون روح خلاقة ليس لان نصف أعضائه نساء بل لان نصف أعضائه فرضن فرضا على الناخب في نهاية الأمر . إن هذه الهيئة العليا ذات الاسم الطويل واللقب العريض ولأنها هيئة تفتقد إلى الشرعية اللازمة تريد أن تقرر لنا أنظمة وقوانين ظاهرها الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين وباطنها امتصاص ما حققته الثورة من مكتسبات جزئية عبر بدع وقوانين هدفها مزيد تفكيك قوى المجتمع وتأجيج الصراعات الجانبية والهامشية وتأصيل مبدأ الإقصاء ضد كفاءات وقوى وطنية كثيرة .

محمد العيادي منسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية



صادق مجلس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي أول أمس بأغلبية الاصوات على الفصل 15 من المرسوم المتعلق بانتخاب المجلس الوطني التأسيسي والذي ينص على حظر الترشح الى عضوية المجلس الوطني التأسيسي على كل من تحمل مسؤولية في الحكومة و »التجمع » طيلة 23 سنة والذين تورطوا في مناشدة ترشح الرئيس المخلوع للترشح…
قرار يبدو غير منطقي وغير معقول واقصائيا في وقت جاءت فيه الثورة ومبادؤها لتقطع مع التفكير الاقصائي وتؤسس فيه لدولة ديمقراطية.. مع محاسبة ونبذ كل من تورط من رموز النظام السابق ومسؤوليه في قضايا فساد سياسي ومالي وكل من قال فيه القضاء كلمته.. لكن أن نسحب هذا الإقصاء على كل من خدم في النظام السابق ووجد نفسه صلب منظومة فاسدة لم يتورط فيها فهذا يعد خرقا لكل القوانين والأعراف ومعاقبة أشخاص دون جرم… فإذا ما افترضنا جدلا أن كل من خدم في الحكومة « فاسدا » (ومنهم من انضم إليها لأيام فقط) وبالتالي وجب نبذه وإقصاؤه وحرمانه من « حقوقه ».. فكيف نقبل اليوم بأن يرأسنا – ولو بصفة مؤقتة- رئيس- ان طبقنا عليه ما ذهب اليه مجلس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي- لاعتبرناه « غير مؤهل » وهو الذي خدم لاكثر من 23 سنة في السلطة من حكومة ومجلس نواب سواء في عهد الزعيم بورقيبة او في عهد « المخلوع ».. وكيف نقبل أن يترأس حكومتنا ولو بصفة مؤقتة الباجي قائد السبسي ونعطيه صلاحيات إنقاذ البلاد وتحديد مستقبلها إلى شخصية « غير مؤهلة » (دائما من منظور الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي) وهو الذي خدم في حكومات سابقة وترأس في بداية التسعينات مجلس النواب (مع احترامنا الشديد للمبزع وقائد السبسي).. أليس في الأمر تناقضا وهل فكر »جهابذة » التشريع والسياسة في مجلسنا « الموقر » في هذه المسألة.
سفيان رجب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 أفريل 2011)
 

الوعي الثوري ومحكات اختبار الشرعية: ثلاثة أشهر من المسار الثوري

 


محمد الحبيب الخضراوي  
بعد مرور ثلاثة أشهر على الإطاحة بالنظام السياسي في تونس وبعد أن أكدت الثورة قوتها في تأثيث الحراك الاجتماعي والسياسي وقيادته، وبناء على أثر الصدمة التي أحدثتها الثورة في المشهد العام بإمكاننا أن نتساءل الآن: ماهي التشكلات الجديدة المحدثة في إطار الثورة؟ وهل تمكنت مختلف الرهانات من تشكيل وعي ثوري تجاوز عتبة الصدمة وردة الفعل الأولية إلى تكوين عقلانية تستعمل لفهم ما حدث وتحليله من ناحية ، كما تستعمل أيضا لعرض برامج عملية للإصلاح والتغيير والبناء من ناحية أخرى؟ وإذا ما اعتبرنا أن الثورة التونسية كانت بلا رأس وفق ما حللنا سابقا فهل بإمكان هذا الوعي الناشئ أن يطرح على نفسه القيادة؟ وهل أن هذا الوعي واحدا أم متعددا ؟ وما هي المحكات التي ستخضع هذا الوعي إلى الشرعية والتقييم والمراجعة؟ بإمكاننا أن ننطلق من المحطات التي سجلتها الثورة في إطار المسار الثوري والتي من أهمها الإطاحة بالحكومة الثانية التي ترأسها محمد الغنوشي والتي لم تستطع أن تصمد كثيرا أمام المطالب الواسعة بفصل البيان بين ما يعود للثورة وما يعود لقوى الارتداد وإعادة انتاج المنظومة السابقة. لقد تشكل وعي ثوري استطاع أن يجمع عناصر قوة تمكنت من دفع المسار الثوري وكسب نقاط أخرى تراكمت لفائدة المد الثوري. وشكلت تظاهرات القصبة 02 بالعاصمة وبأغلب ولايات الجمهورية طاقة الدفع للإنتقال إلى مرحلة الباجي قايد السبسي في إطار مطالب حل الحكومة المؤقتة وتكوين مجلس تأسيسي وتعليق العمل بالدستور وحل مجلسي النواب والمستشارين والبوليس السياسي وجهاز أمن الدولة والقطع مع رموز العهد السابق.[1] لقد كانت هذه المطالب بمثابة عناوين الواجهة الأمامية لمستوى متقدم من الوعي الثوري استطاع أن يحفز جماهير واسعة ويكون زخما اعلاميا ودعائيا لفائدته، وعملت الجمعيات والأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني دورا هاما في صياغة هذه الواجهة النضالية وبلورة صورها فعبرت بذلك على استجابة لحاجة ملحة في تأطير الشارع ورسم أفق واضح للتحرك السياسي والتعاطي مع استحقاقات الثورة. كانت الحاجة الاجتماعية ملحة في توفير عناوين سياسية لمطالب الثورة وهذه الحاجة تدفع نحو تحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعيين من ناحية وإلى تحقيق مناخات للثقة وتوضيح أفق الممارسة في إدارة شؤون البلاد من ناحية أخرى. وتجسد على ذلك الوعي الثوري في قمة نضالاته على مستوى القصبة 2 ، وعبرت الاعتصامات في مظاهرها المتعددة عن نضج في الأداء وتم تجاوز كل سلبيات القصبة 1، وتم تنظيم رفع الشعارات التي جاءت متناسقة وموحدة لكنها مختلفة عن شعارات القصبة 1 وغير متناقضة معها، حيث دعت إلى التكتل والتوحد وراء المطالب الجامعة ولم تنجرف وراء الجهويات والعروش والمطالب الاجتماعية لفئة دون أخرى. وتشكلت هذه الجبهة الموحدة في إطار رمزي جامع بالرغم من الاختلاف الجوهري بين عناصر ومكونات المجلس الوطني لحماية الثورة والأطراف الأخرى الداعمة للإعتصامات من جهات ومؤسسات ومنظمات وجمعيات وشخصيات، وتم ترتيب مختلف العروض بالإحتجاجات بشكل تصاعدي يتوازى فيه المطلب بالدعاية الاعلامية المحلية والوطنية والعالمية وتم السعي نحو توضيح التمايز بين الصفوف والمواقف بحسب المطالب المعروضة وتجسدت قمة التعبئة في مظاهرات يوم الجمعة حيث غطت عشرات الآلاف من المواطنين ساحة القصبة بالعاصمة إضافة إلى عشرات الآلاف الأخرى الموزعة بين كامل أنحاء الجمهورية ولا سيما في ولاية صفاقس. لقد عبر هذا الوعي الثوري عن عقلانية هامة أطرت الممارسة واحتضنتها وعبرت عنها في أشكال تتضمن منطقا مترابطا يتصف بالراديكالية في التعامل مع نواتج النظام السابق. إلا أنه بالإمكان ملاحظة عقلانيات أخرى محايثة أنتجها ضغط الواقع الجديد تختلف عن الأولى لأنها فضلت منطق التدرج في التعاطي مع الواقع بسبب الخوف من العواقب والفزاعات التي تطرع في إطار رهانات مختلفة لفاعلين ينتمون إلى المنظومتين القديمة والجديدة في الآن نفسه. إن تدافع الوعي الثوري بكل عقلانياته كشف عن تنوع منطق المعالجة وعبر عن حركية متميزة أثمرتها التجربة العملية وتكونت على إثر الفراغ والتشتت والانحلال في البنى والروابط الاجتماعية التي أفرزتها صدمة الثورة وقوة أثرها في الواقع. فكان من أهم مواصفات هذا الوعي الثوري هو الإمتداد الطبيعي لحركة الثورة من ناحية، ثم التناغم مع الأحداث وحركة الضغط الاجتماعي والتوافق معها بتعبيرات ملائمة تعبر عنها وتجسدها من ناحية ثانية. المستوى الآخر النوعي من الوعي الثوري تجسد في بداية مرحلة الحكومة الثالثة التي ترأسها الباجي قايد السبسي حيث تمت الاستجابة إلى أهم مطالب المجلس الوطني للدفاع عن الثورة متمثلة في حل الحكومة وإلغاء العمل بالدستور والدعوة إلى انتخابات مجلس تأسيسي يوم 24 جويلية وتشكيل هيئة عليا لحماية أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي مهمتها الأساسية الإعداد لمجلة انتخابية يتوافق عليها جميع الأطراف وتكون أداة قانونية واجرائية لإنجاز انتخابات المجلس التأسيسي. وفي الأثناء تم إصدار حكما قضائيا بحل التجمع الدستوري الديمقراطي وأبطل نشاط أعضاء مجلسي النواب والمستشارين وأوقف صرف مرتباتهم. كما تم الإعلان عن حل البوليس السياسي وجهاز أمن الدولة وأعلنت الحكومة الجديدة أيضا -التي تكون أعضاؤها من شخصيات غير معنية بانتخابات المجلس التأسيسي والترشح لرئاسة الدولة- أهدافا اجرائية وموضعية هامة تمثلت في إعادة الأمن إلى البلاد وتوفير مقومات هيبة الدولة وتسيير شؤونها ودواليبها حماية للاقتصاد الوطني من الانهيار. لقد استطاعت هذه الإجراءات في بداية مرحلة قايد السبسي ، أن توحد مجموعة هامة من العقلانيات التي تختفي وراءها قوى اجتماعية وسياسية وانعكست هذه الاجراءات على الوضع الأمني والحياة اليومية للمواطن خلال الأسابيع الثلاثة الأولى في الحكومة الثالثة ، حيث لوحظ تحسن هام في تحقيق مكاسب متتالية من أجل مقاومة الجريمة الفردية والمنظمة وهو ما لاقى استحسان جميع الأطراف. لقد استقر الوعي الثوري على هذه المكاسب ووجدت فيها ومن خلالها مختلف العقلانيات الداخلية والخارجية معبرا للإنطلاق إلى مرحلة أخرى وإلى إعادة رسم تشكل جديد للوعي الثوري يضمن لها بالأساس حضورها ومشاركتها في صياغة المستقبل السياسي وبلورته ومتابعة الخيارات الأخرى المترتبة عنه. فكيف ستعمل هذه العقلانيات على انتاج هذه النوع المرتقب والمؤمل من المشاركة ؟ وما هي الآليات التي ستلتجئ إليها ؟ وأية محكات ستعترضها في هذا المسار؟ إن أول مظهر لعقلانيات الوعي الثوري الذي سيتأهل للتعامل مع هذه المرحلة الجديدة يكمن في تعدد الأحزاب التي عبرت عن رغبتها بالمشاركة في الحياة السياسية ويرجح أن يتجاوز عددها الثمانين حزبا عند موعد الانتخابات بينما اسند الترخيص لـ 57 حزبا عند تاريخ كتابة هذا التحليل. لقد تفتت الوعي الثوري بهذا المشهد بعدما كان مصطفا وراء مقولتين أو ثلاث مقولات أساسية (مقولة المجلس الوطني لحماية الثورة+ مقولة الحكومة الثانية+ مقولة الأطراف الصامتة)، وانحل العقد السياسي بعدما انتظم جزئيا إلى أجزاء أو جزئيات وهويات أولية في الفكر والثقافة والمرجع والمنهج والرؤية، وبإمكاننا أن نتساءل ما إذا كان هذا التشتت حقيقيا أي يعكس أطروحات متباينة في الشأن السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي أو مصطنعا نتيجة الدخول في اللعبة السياسية اعتمادا على الحسابات والمعادلات والتكتيك والبراغماتية؟ إننا من وجهة نظر هذا التحليل نعتبر أن هذا التشتت هو ظاهرة سليمة لكنها غير صحية. فهي سليمة لأنها ناتجة عن انفجار في التعبير عن الذات بعد انسداد دام أكثر من خمسة عقود، وهي ظاهرة غير صحية لأنه سواء كان التشتت حقيقيا أو مصطنعا فإن هذا الوعي تراجع إلى الذات النواة ، إلى الذات الأولية التي نشأت وتكونت في سياقات تاريخية سابقة للثورة وعبرت جميع تلك الذوات عن نفسها بأشكال مختلفة وبأسماء متباينة، وقد أكدت لنا ثورة 14 جانفي عجز تلك الذوات عن إدراك المنشود وفشلها بمقوماتها تلك وبمنطقها السائد أن تحقق ما ترغب فيه. فلماذا إذن عادت تلك التشكلات إلى ذواتها الماضية بالرغم مما احتوت عليه من عيوب وإخفاقات سابقة؟ ألم يناد الجميع بضرورة مراجعة الذات ونقدها وجلدها حتى تتناغم مع إيقاع الثورة ومنطقها؟ لماذا كثرة الأنا؟ ولسان حال هذا التشتت يقول ها أنا ذا؟ لماذا لم يخضع هذا المظهر الجديد في الوعي الثوري إلى محكات شرعية الثورة التي جمعت، وإلى الوعي الثوري الجمعي الذي نجح في الإيقاع بالنظام السابق وإفشاله؟ وهل يكفي تغيير الإسم والمسمى ورفع الشعارات حتى نشير إلى المراجعة؟ إن العمل على مساءلة هذا الوعي في إطار محكات الثورة لا يعني نقده أو تقييمه، وإنما نعمل على المساءلة من أجل التشخيص والتحليل للمشهد العام ومكوناته بهدف ابراز شكل انتظام تلك المكونات وتموقعها في إطار مسارات الثورة التونسية التي نعتبرها ثورة نموذجية في التاريخ المعاصر لها تداعيات كمية ونوعية على المحيط المحلي الوطني والاقليمي والعربي والعالمي. أما مسألة التقييم فلا تطرح حسب رأيي إلا في إطار رؤية معينة لعناصر هذه العقلانية أو تلك وبعد امتداد زمني كاف يسمح باستيعاب الحركة والفعل. تشير مختلف قراءات أدبيات الفكر الصاعد إبان الثورة إلى التباين الملحوظ بين متطلبات الثورة وبين الواقع الاجتماعي المعيش وعليه يطرح سؤال منهجي هام :هل أن الواقع الاجتماعي مهيأ لمرحلة الإنتقال الديمقراطي؟ طرح هذا السؤال بأشكال مختلفة لدى أوساط النخبة التونسية السياسية والفكرية والحقوقية، ويستبطن هذا السؤال الرغبة في قيادة المجتمع وتطويعه حتى يتقبل وعيا ثوريا قياديا. ومن هنا نتبين عقلانية الأطراف التي دعت إلى تشكيل أحزاب سياسية حيث أنه – بحسب منطقها- ، اعتبارا إلى أن الثورة التونسية كانت بلا رأس ودون قيادة فإنه بالإمكان المراهنة في المجال السياسي والتقدم لعرض قيادة المجتمع بأفكار سياسية تحمل مصطلحات إن في عنوان الحزب أو في أهدافه تصدرت المشهد الاعلامي والسياسي ومسارات الثورة، ومنها الرغبة في توجيه المجتمع من مشروع المناصفة بين الذكور والإناث في القوائم الانتخابية التي أعلنت عنها الهيئة العليا لحماية أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي مستندة في ذلك إلى شرعية انتاجات أعضائها الفكرية النخبوية ومفتقرة إلى شرعية الرصيد الاجتماعي والثقافي. لقد راهنت هذه العقلانيات على قيادة المجتمع وعملت على اغراقه في الذوات والتحزب وهي بذلك عبرت عن فكر استند إلى منطق الذات وإلى قراءة شكلية للحركة الثورية التي أطاحت بالنظام لكنها لم ترتق إلى حد اللحظة، بهذا الإغراق وبهذه الذاتية، إلى منطق الديناميات الاجتماعية وعمقها الثوري والاحتجاجي، بل أنها ساهمت في السماح بالعودة إلى الذات وتوفير مناخ يقوي النزعة نحو المغالاة من خلال الفعل وردود الفعل والخوف من الإقصاء والتهميش. فالإعلان عن الخلافة الاسلامية ولد الدعوة المضادة إلى اللائكية والعلمانية ، فإثارة قضية الهوية العربية الاسلامية واقتراح تغيير البند الأول من الدستور القديم: » تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة ، الإسلام دينها ، العربية لغتها و الجمهورية نظامها « ، ولم تلبث أن حلت مسألة الحجاب حتى ظهرت الدعوات إلى النقاب ثم برزت مسألة حرية الممارسة الثقافية ورموزها وما رافق بعضها من أحداث في الجنوب التونسي على الحدود الليبية. هذه القضايا المحدثة أربكت المسار الثوري واستغلت عن وعي أو عن غير وعي من الأطراف المدعمة لها أو المناهضة لخلق متغيرات جديدة على الوعي الاجتماعي بواقع الثورة وآفاقها، ويتصف هذا الوعي عموما بالريبة والنظر بحذر إلى المستحدث لأنه قد يمس بعمق الوعي الجمعي والانتظارات من الثورة. ونظرا إلى حداثة الممارسة الديمقراطية فإن النقاشات النظرية التي تطرح في كتب ومقالات السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الماضي وكانت تناقش لدى بعض من النخب الفكرية المنفصمة عن الواقع الاجتماعي حتى وجدت لها مجال للتنفيس في الحياة السياسية، فإنه تلك الأطروحات بادرت بالمراهنة على قيادة المجتمع محافظة على نفس خصوصيات الذات التي ارتبطت في مساراتها السابقة بصراعات وصدامات لم تنته بنتائج إيجابية معلومة. وليس من دواع للقول في هذا التحليل بأن لكل ذات الحق بأن ترسم لنفسها مسارا للتعبير ورؤية للتغيير وفق المنهج الذي ترتئيه وتعمل عليه، وقد اعتبرنا أن تعدد الذوات في المشهد السياسي هو ظاهرة سليمة إلا أن مناقشتنا تتجاوز هذا الحق الفردي إلى المحك الاجتماعي واستحقاقاته في علاقة بحدود السياق ومتطلبات حدي الزمان والمكان الذين تفرضها مسارات الثورة التونسية. لئن عجزت الذوات الفكرية والمذهبية منفردة عن التطور نحو الاستجابة لمتطلبات القيادة السياسية ومنها إلى القيادة الاجتماعية حيث بادرت بالبحث عن تأمين حضور الذات وفسحت المجال مجددا أمام تشتيت الوعي العام وتفتيته حيث كان ذلك مدخلا مناسبا لتشغيل رهانات أخرى جديدة أو متجددة باستمرار للبحث هنا وهناك عن موقع ضمن المشهد الجديد وإعادة انتاج مواقع قديمة أو مصالح لا تفهم إلا في إطار تحصين الذات والتسرع في اكتساح المجال داخل حيز الحرية المتاح. إلا أن محصلة هذا الفعل ورد الفعل ولدت المغالاة والتطرف بمعنى الجذب نحو الخصائص الذاتية أكثر من الرغبة في بناء التوافقات وتوفير مناخات العيش المشترك الذي لم تتهيئ إليه ولم تهيئه ولم توفر السياقات الموضوعية التي تنتجه وتعمل على تأسيسه. قد يكون هذا الواقع الجديد بخصائصه المذكورة هو المسار الضروري لبلوغ مرحلة الديمقراطية وكسب رهانات الثورة على جميع المستويات، وقد يعني التعبير الحي عن التجربة المحلية في تكونها ونشأتها وتطورها باعتبارها تبني ذاتها بذاتها وتستفيد من إيجابياتها وعثراتها وأخطائها. إلا أن قراءتنا للمرحلة الراهنة (بعد ثلاثة أشهر) تؤكد أن هذا الواقع السياسي المستحدث كون مشهدا ضبابيا لدى المواطن ولم يساعد على توضيح أفق إيجابي للثورة في شهرها الثالث على مستوى اجتماعي واسع، وعلى ذلك تكثفت عمليات الرغبة في الهجرة غير الشرعية لدى الشباب وأصبحت المحاولات تعد آلاف الشباب اليائس والمهمش ومسدود الأفق (قرابة 22 ألف توجهوا إلى لمبادوزا الإيطالية فقط). وهو تعبير مباشر من هؤلاء المهاجرين على أن الثورة –في حدود شهرها الثالث- لا أمل من ورائها وليس في مقدورها أن تعرض أكثر مما تعرضه البلدان الأوروبية وما توفره من أموال وأمان. لذلك كانت ممارسات الهجرة غير الشرعية أضعاف ما كانت عليه قبل الثورة وكونت ظاهرة حادة مربكة للوضع الأسري والوطني والمتوسطي. هي إذن عقلانية أخرى موازية يحملها هؤلاء الشباب وتنبع من تقييمهم لمخرجات الثورة على أوضاعهم المادية والاجتماعية وعندما لم تتوافق معادلة الانتظارات مع الواقع انتصرت موازنة الهجرة ، وطبعا لم تعد الوعود السياسية بتحقيق الاندماج كافية للضغط على تلك الموازنة، وربما قامت الثورة على أساس هذا الانتقام للوعود ولتلك الصور الزائفة التي غطت المشهد السياسي والإعلامي دون جدوى ودون نجاعة تذكر. وتتفق هذه العقلانية لشباب  » الحرقة » باعتبارها ممارسة تعمل على تحقيق مطالب احتياجات الذات لفئات المهمشين، مع عقلانية أخرى تحملها فئات مهمشة أيضا وتتأثر بشكل مباشر بالمشهد السياسي وتبعاته الأمنية ، فكلما كان ذلك المشهد ضبابيا وقاتما ومظلما وكلما ارتبكت النتائج الأمنية إلا ونشطت تلك الفئات التي جسد تاريخها مسارا اجتماعيا موازيا قائما على السرقة والسطو والتحيل والعنف والاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة. وقد استطاعت السلطة السابقة أن تحاصر هذه الفئات وفق قنوات واستفادت منها في تكوين شبكات متعددة. ولما تفككت منظومة الروابط السابقة عن هذه المجموعات لم تجد بدا إلا أن تعمل على ممارسة ما تأهلت له فعملت على تحقيق مطالبها بالشكل الذي يرضي ذاتها. ولئن برزت مجموعة هامة من المشكلات الأمنية على الواجهة الاعلامية في هذه الفترة مجال الدراسة فإن ذلك لا يمكن أن يخفي أن تلك الظواهر كانت حاضرة بقوة في العهد السابق في إطار مبادرات فردية أو ثنائية أو في شكل عصابات منظمة في شتى المجالات لكنها كانت مطمورة إعلاميا ورسميا على عكس ما هي عليه الآن. ولا يختلف منطق هذه الفئات الاجتماعية عن منطق بعض الأفراد أو الجماعات التي نادت بأخذ زمام الأمور في تطبيق ما تراه صالحا في محيطها سواء كان هذا المحيط عشائريا أو مهنيا أو طلابيا حيث يبيح هؤلاء لأنفسهم أخذ حقهم كما يرونه بأنفسهم مستعملين في ذلك الوسائل المتاحة لهم إما بقطع الطريق أو باستعمال القوة أو بالثلب والشتم والحط من القيمة الأدبية والمعنوية مثلما قامت به بعض الطلبة تجاه الأساتذة بالجامعة التونسية( رسوم كاريكاتورية تحمل اسم ولقب الأستاذ فيها اتهام وثلب). وتم توظيف العنوان الحضاري والتاريخي لكلمة  » ارحل Dégage » إلى استعمالات تخضع إلى رهانات متعددة لم يعد فيها قدر من الوضوح الكافي لتبيان الغث من السمين ، و القديم من الجديد، والمصلحة الخاصة والفئوية من المصلحة العامة، وأهداف الذات والحزب من أهداف الثورة. لكن ما هو لافت للانتباه هنا هو تكون حراك القصبة 3 في نهاية الشهر الثالث لحكومة السبسي ، الذي حشد لفائدته فئات هامة في العاصمة وداخل ولايات الجمهورية. وقد تشكلت هذه العقلانية على أنقاذ فشل بعض الوعود التي أطلقتها حكومة قايد السبسي والغموض الذي لا يزال مطروحا على مستويات عديدة ومنها محاسبة رموز الفساد و تأخر تصحيح اصلاح القضاء وممارسات الأمن في علاقتها بالمتظاهرين وتنقية المشهد السياسي من رموز التجمع. ورغم أن القصبة 1 والقصبة 2 كانتا من أهم التحركات التي اصطف من خلالها الوعي الثوري وأدتا إلى نتائج هامة على المستوى الاجتماعي والسياسي وانتهتا بتوافقات ناجحة تسير على وقعهما الحياة الحالية ، فإن المواجهة التي لقيتها القصبة 3 كانت حادة جدا واستعملت ضدها خطط أمنية عالية التركيز قد تكون مستوردة، وانتهت إلى افشال تمركزها بالقصبة لكنها ظلت تعبر عن مطالبها من خلال أشكال أخرى من الممارسات بهدف التأثير في الحياة السياسية وتطوير الأداء وتصحيح المسار والوقوف أمام التهديدات التي تمر عبر المنافذ ومنها البورقيبية كما يسوقها المراهنون الجدد. إن تفكيك المشهد العام بالبلاد التونسية في أثناء ثلاثة أشهر من اسقاط رمز النظام السابق يبين تعدد عقلانيات متمحورة حول الذات حيث تتضاءل فيما بينها التبادلات الاتصالية وترشح مناخات العنف والصدام والدفع نحو التشبث بالذات كسبيل ضامن لتحقيق المطالب وجني المكاسب . كما برزت عقلانية القصبة 03 التي كانت من خلال القصبة 1 والقصبة 2 المعبر نحو تصحيح المسار السياسي بامتياز. وقد تبين أن تلك العقلانيات جميعا تنشط وتفعل بمقتضى خصوصيات فعلها كلما تضاءلت فرص الوضوح على المستوى السياسي وما يترتب عنه من إيجاد شرعيات بواسطة الانتخاب والتوافق على الدستور وعلى تراتيب المخرج السياسي لترتيب العقد الاجتماعي الجديد على أساس التوافق. فالوعي الثوري مشوش وغير مستقر وهو في حاجة إلى مكاسب يجد فيها كل طرف أملا في حراكه الاجتماعي وأن يكون ذلك الحراك قادرا على تحقيق تلك المطالب بما لا يضر بمطالب الآخرين، وتزداد هذه الحاجة إلحاحا مع التقدم نحو مرحلة الحسم لتحقيق الشرعية الأولى شعبيا بعد الثورة لانتخاب أعضاء المجلس التأسيسي يوم 24 جويلية 2011.  
إعداد: محمد الحبيب الخضراوي (أستاذ العلوم الثقافية بالمعهد العالي للتنشيط الشبابي والثقافي ببئر الباي) كتب بتاريخ: 12-04-2011 [1] نشير هنا إلى تكوين المجلس الوطني لحماية الثورة الذي ضم أهم القوى السياسية والاجتماعية بالبلاد واصطفت وراءه جبهة متعددة الأطراف ومختلفة التوجهات.

 


الثورة اليتيمة – هل صحيح أنها كانت ثورة على كل ما هو سياسي ؟

لقد تم الزج بالشباب التونسي من طرف العقلانيين والديمقراطيين والحداثيين في نظام الرئيس المخلوع كبير الفاسدين بن علي في متاهات لا علاقة لها بواقع حياته، وصرفه إلى ساحات الغرق في المتعة والميوعة والإنحلال والسلبية، ووصد الباب أمامه في ما يتعلق بكل ما هو سياسي واجتماعي وثقافي…حتى لا يكون له دور في إحداث أي تغيير سياسي.
هذه السياسة هي التي كانت عائقا أمام أن تكون للغالبية العظمى من الشباب علاقة بالأحزاب والجمعيات وبالنشاط السياسي. وكان كل الذي يشترك فيه مع باقي مكونات الشعب من أحزاب وجمعيات وغيرها هو حالة الإحتقان، التي كان بفعل التهميش والبطالة خاصة، أكثر إحساس بها والأكثر تضررا منها. فقد كانت ثورته على نظام أصبح يعلم، بالرغم من عدم اهتمامه فيه بالشأن السياسي بما فيه الكفاية، أنه ماض في سلبه حريته وانتهاك كرامته ومصادرة حقوقه، لاسيما أن فيه مئات الآلاف من المثقفين من خريجي الجامعة، وقد كان منقسما في الموقف من الأحزاب السياسية بين أحزاب الموالاة والمعاضدة التي أوجدت لديه نظرة سلبية وكريهة على كل ما هو سياسي معارض، وأحزاب المعارضة التي كان يرى أنها تعاني من التنكيل والسجن والتغريب والتجويع بسبب معارضتها الجادة له، مما جعله يحاول أن يكون بمنآى عنها لما أصبح يعلم بما يمكن أن يحيق به من المخاطر بمجرد الإقتراب منها. فقد كان من الطبيعي أن لا يكون مدينا في ثورته أو في مشاركته فيها لأي طرف سياسي لما سبقت الإشارة إليه، لأنه كاره لأحزاب الموالاة والمعاضدة التي كان الكل يرى أنه لا فرق بينها وبين الحزب الحاكم وأنها جزءا منه ومكونا من مكوناته، ولأنه كان يرى أن مجرد اقترابه من المعارضة الحقيقية الجادة فيه مخاطرة بحياته وحاضره ومستقبله، وآثر الإنتظار والسلبية خوفا وطمعا.
بهذا المعنى يمكن اعتبار ثورة الشباب كأحد أهم القطاعات والجهات ومكونات الشعب الثائرة، كانت ثورة على كل ما هو سياسي في عدم تمييز بين هذا الطرف أو ذاك، ليكون بذلك قد وقع في نفس الظلم الذي وقع فيه غيره من المكونات السياسية والإجتماعية والثقافية والإعلامية والحقوقية…
كان ينبغي أن لا يظلم المؤتمر من أجل الجمهورية الذي كان قد عانى من الظلم والإضطهاد في عهد المجرم بن علي وعصاباته لولا أن زعيمه الدكتور منصف المرزوقي كان قد ارتكب في وقت شديد الحرج والحساسية خطأ فادحا منذ أن وطأت أقدامه أرض الوطن عائدا من المنفى، وهو الذي فرض على الشباب والرأي العام الثائر أن يعتقد أنه قادم لركوب الثورة، وقد جعل منها حدثا مناسبا ليقوم فيه بحملة انتخابية لترشيح نفسه للرئاسة. ولذلك تم الإعتداء عليه في ساحة القصبة من قبل بعض المعتصمين.
وكان ينبغي أن لا يظلم حزب العمال الشيوعي التونسي لولا أنه كان يعلم أنه كان كذلك من الأحزاب التي كانت لها ثلاثة أقدام في السلطة والرابعة خارجها، وأن له من العلاقات المشبوهة ما يسود معه الإعتقاد أن عنترية خطابات زعيمه الرفيق حمة الهمامي ليست إلا للإستهلاك الداخلي، ولذلك تم إسكاته من قبل بعض المعتصمين في نفس الساحة كذلك.
وما كان ينبغي أن لا يظلم الحزب الديمقراطي التقدمي الذي غادر موقع المعاضدة والموالاة، وخاض نضالات سياسية وحقوقية وإعلامية كبيرة بالداخل تذكر له فتشكر، لولا أن زعيمه الأستاذ أحمد نجيب الشابي كان قد أبدى قدرا كبيرا من الإنتهازية والتهافت على الحصول على أي موقع في سدة الحكم، ولتنتهي الأمور عنده بالبلاد إلى ذلك الحد بمجرد الحصول على حقيبة دبلماسية فيها. فهو الذي كان قابلا ببعض الإصلاحات المنتزعة من نظام المجرم بن علي، مع عدم الممانعة بالإبقاء عليه وحزبه..
ويبقى من حق الله والوطن على هذا الشباب أن لا يقع في ظلم حركة النهضة الإسلامية، هذه الحركة التي كان عمر المظلمة التي تعرضت لها، والمدة التي قضاها الكثير من رجالها ونساءها وأطفالها في المهاجر والمنافي، والصامدون بالداخل بين السجن والمحاصرة المتواصلة وقطع الأرزاق، مساويا لعمر هذا الجيل الجديد من الشباب الذي كان العمود الفقري لثورة 14 جانفي 2011.
فالذي يجب أن يعلمه الجميع، أن الذي جعل الضغط يشتد في البلاد، وجعل الإحتقان يزداد شدة يوما بعد يوم، هو محاولة استئصال الحركة الإسلامية التي أجمعت جل مكونات الحركة العلمانية اللائكية، سواء داخل النظام أو خارجه واجتمعت عليها، وظل ذلك الجهد متواصلا حتى سقوط الطاغية.
فقد مثلت سياسة الإستئصال التي كانت خيارا علمانيا لائكيا لحركة النهضة الإسلامية والحركة الإسلامية إجمالا فتيل الثورة وصاعقها الذي كان باروده الشعب المقموع المصادرة كل حقوقه والمنتهكة أعراضه والمجروح كبريائه والمنتزعة منه كرامته. وإذا كان الشعب التونسي، وخاصة فئة الشباب منه، لم يدركوا هذه الحقيقة في حين غفلة منهم حين كانت العتمة تغشي أبصارهم وتحجب عنهم حقيقة المشهد، فإن المستقبل القريب سيكشف لهم عنها وستتكشف حقيقة الأمور وتظهر العورات المغلظة للكثير من الجهات والأطراف التي كان الكثير منها يتدثر بعباءة المعارضة التي كانت ضالعة مع من كان ضالعا في الجريمة.. – فهل أن الثورة التونسية يتيمة حقا ؟
لقد شاءت الأقدار لهذه الثورة في تونس أن لا تكون كغيرها من الثورات القديمة والحديثة في العالم.
فعلى خلاف ما كانت عليه تلك الثورات، فقد كانت الثورة التونسية ثورة شعب لم يقده فيها أي طرف سياسي ولا اجتماعي ولا ثقافي ولا حقوقي، بل كانت ثورة انطلق بها الشباب ليكون المجتمع المدني بأحزابه السياسية المعارضة ومنظماته المهنية وجمعياته الحقوقية والإنسانية ملتحما بها وحاضنا لها، وهو الذي كان لا يرغب في ذلك ويخشى في البداية أن يحسب عليه.
فإذا كان من أصول وثوابت وخصائص الثورات أن تكون لها قياداتها، وأن يكون لها برنامجها، وتكون لها نظريتها ورؤيتها الفكرية ومشروعها الثقافي البديل في عملية الهدم التي تقوم بها والبناء الذي تريد أن تشيد صرحه وتنتظم الحياة على أساس منه، فإن الثورة التونسية وجدت نفسها معنية بالبحث لها عن قيادة وعن بديل ثقافي وسياسي ليس من السهل تحقيق أهدافها على غير أساس منه وهي التي بدون ذلك يمكن أن تكون يتيمة فعلا.
فالثورة التونسية التي تلقفها شباب شعوب المنطقة العربية لتنتشر انتشار النار في الهشيم في حاجة إلى قيادة، وإلى مشروع ثقافي ثوري تغييري هي مضطرة إلى البحث عنه، والتي قد تفقد قيمتها ولا تتحقق أهدافها بدونه. ولعل المشروع المرشح لأن يكون البديل الأنسب لها والذي بدونه تكون يتيمة فعلا بعد فشل وسقوط المشروع العلماني اللائكي التكفيري الدخيل هو المشروع الإسلامي، الذي هو مشروع الشعب العربي المسلم في تونس، وسيكون المشروع العربي الإسلامي في كل أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين إن عاجلا أو آجلا..
فإذا كان المشهد السياسي والإجتماعي الشعبي منقسما إلى ثلاث جهات وأطراف رئيسة :
1- نظام الحكم الذي كانت له الهيمنة الكاملة على كل تفاصيل الحياة بالبلاد. 2- المعارضة التي لم تراوح فيها إلا حركة النهضة الإسلامية مكانها في ساحة المعارضة طوعا أو كرها. 3- الشعب الذي كان بين نظام استبدادي فاسد قامع، ومنظمات وجمعيات واتحادات تابعة، وأحزاب معاضدة ومغالطة غير مرغوب فيها من طرف الشعب، وأخرى معترف لها بالمعارضة مع انتياب الشعب الخوف منها لذلك، فإن انفصاما كان قائما بين المعارضة وقطاعات واسعة من الشعب.
ففي الوقت الذي كانت فيه المعارضة السياسية والحقوقية والإعلامية تخوض معارك شبه يومية مع النظام من أجل جره إلى جملة من التنازلات والإصلاحات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية والإعلامية والحقوقية التي تعيد للشعب هيبته وكرامته وبعض حقوقه في الحرية والكرامة والعدل والعدالة والمساواة..كانت جل تلك القطاعات من الشعب غير مبالية بما يحصل وغير منخرطة فيه، بل كانت تنأى بنفسها عن ذلك الصراع ولا تريد أن تكون طرفا فيه، ولا تريد أن تكون لها أي علاقة بمكونات المجتمع المدني تلك. وكانت بين متجاهلة لذلك الحراك وذلك الصراع وواقفة منه موقف المتفرج ومعرضة عنه ورافضة له خوفا من بطش النظام وطمعا فيه…
وفي الوقت الذي كان المجتمع المدني فيه ثائرا على النظام وواقفا في وجهه ومتصد له ومتصادما معه، كانت جل فئات الشعب، وخاصة فئة الشباب منه متعاملة مع ذلك بسلبية. وفي الوقت الذي تحرك فيه الشعب وفئة الشباب منه خاصة وانطلقت في المواجهة الشاملة كانت المعارضة السياسية والإجتماعية والحقوقية والإعلامية حاضرة للدعم والمساندة والمشاركة في تلك المواجهة بكل ما تملك من قوة.
وإذا كان من غير الممكن للشباب الذي كان قد انفجر في وجه النظام أن يسقطه أو أن ينتزع منه حقوقه وحده، وإذا كان من غير الممكن لمكونات المجتمع المدني وحدها أن تقوم بذلك وأن يكون ممكنا لها ذلك كذلك وحدها، فإن القول أن ثورة الشباب كانت ثورة على كل ما هو سياسي، وكانت متجاوزة لكل مكونات المجتمع المدني لا يمكن أن يكون إلا قول من يريد أن تكون هذه الثورة ثورة يتيمة. وأن حقيقة هذه الثورة هي أنها ثورة شعبية كان الشعب كله منخرطا فيها كل من موقعه. وأنه ما كان لهذه الثورة أن تكون وأن يكون النجاح حليفها لولا تظافر الجهود والانضمام السريع لقوى المعارضة السياسية والجهات الحقوقية والإجتماعية والإعلامية إليها والإنخراط فيها.
إن الذي أكد القول أن هذه الثورة كانت وليدة تحركات عفوية غير منظمة اعتبارات ظرفية كثيرة:
1- محاولة النظام احتسابها على طرف سياسي معين ليسهل عليه إدانتها والإنفراد بها وإخمادها والقضاء عليها، وهو الطرف الإسلامي الذي ظل نظام كبير المجرمين بن علي والنخبة العلمانية اللائكية يبتزان به الشعب التونسي أكثر من عقدين من الزمن، وقد انخرطت كل منابر الإعلام الرسمي والكثير من الوجوه الرسمية والإعلامية في ذلك تصريحا وتلميحا. 2- عدم استعداد أي جهة سياسية أو اجتماعية أو حقوقية تصدرها ومحاولة أو زعم قيادتها لما ينطوي عليه ذلك من مخاطر ومخاوف، مع عدم القدرة على ذلك ومع عدم حقيقة ذلك كذلك. 3- ملازمة الشباب الذي كان الفاعل الأكبر فيها الخوف في البداية خاصة من أن تثبت عليه أي علاقة مع أي جهة سياسية معارضة، مما جعل ما يشبه القطيعة قائمة فعلا بين المكونات الفاعلة فيها والمتظافرة جهودها في تفجير الثورة والإطاحة بالنظام الفاشي للمجرم كبير الفاسدين بن علي.
فليس صحيحا أن المعارضة السياسية ومكونات المجتمع المدني كانت قد التحقت التحاقا بالشباب الثائر، بل الصحيح أنها كانت سابقة له في المواجهة، وأنه هو الذي لم ينظم إليها منذ البداية. والذي ليس صحيحا أنها كانت كذلك تقوده.
وليس صحيحا أن الثورة كانت ثورة الشباب وحده. ولكنها كانت ثورة الشعب التونسي كله. وأن الشباب هو الذي لم يلتحم بالمعارضة السياسية ولم يلتحق في الثورة بها، ولم يجعل منها قيادة له تتحدث باسمه وتفاوض باسمه وهو مسند وداعم لها، مما جعل وللإعتبارات السالف ذكرها، الرأس منفصلا عن الجسم بالرغم من أن الأهداف والغايات والوسائل والآليات كانت واحدة.
فقد كان ينبغي أن لا يكون مقبولا ومستساغا القول أن هذه الثورة هي ثورة يتيمة لا رأس ولا قيادة لها، في الوقت الذي كانت فيه أحزاب المعارضة الجادة طرفا فيها، وفي الوقت الذي كان المحامون التونسيون وبعض النقابيين والفاعلين السياسيين والحقوقيين من أول من كان تأييدهم لها واضحا، ومشاركتهم فيها كبيرة ميدانيا وإعلاميا وسياسيا سواء من داخل البلاد أو من خارجها..
إن الذي أراد لهذه الثورة أن تكون يتيمة بالرغم من وجود من القوى السياسية ما يصلح أن تكون قائدة وممثلة لها هو:
1- النظام الذي يريدها أن تكون بلا رأس وأن لا تكون لها قيادة.. 2- المعارضة التي انظمت للثورة منذ لحظاتها الأولى، والتي لم يستطع كل مكون منها أن يكون وحده قيادة لها، والتي لم تستطع أن تجد صيغة لتنظيمها وإيجاد قيادة موحدة لها، والتي كانت منوهة بعفويتها التي يمكن القول أنها جعلت منها ثورة يتيمة. 3- الشباب الذي لم يلتحم بالحركة السياسية والحقوقية والإعلامية والإجتماعية التي كانت سابقة له في صياغة إرهاصات الثورة ولم يكن طرفا فيها في البداية، والذي يعتبر أن الثورة ثورته وحده ولا يريد أن يكون لأي جهة أو طرف آخر له فيها حق، ولا يسمح لأي جهة أن تكون قائدة له فيها، ولم يفوض وهو غير القادر كذلك على أن يكون له ذلك لأي جهة سياسية أو اجتماعية تولي أمر تنظيمه وتوجيهه، لأن مطلبه كان اجتماعيا بالأساس، ثم سياسيا لما التحمت به القوى السياسية والأطراف الإجتماعية، ولأن للكثير من هذا الشباب نفسه قناعاته السياسية وإن كانت الأغلبية محايدة. بل حرص النظام طيلة سيطرته على الوضع بالبلاد على أن يكون ذلك كذلك. (يتبع)
علــــي شرطــــاني


كتب نضال حمادة عروض تسليح رفضت، وكانت إحداها من جهة لبنانية يروي الدكتور هيثم مناع، الناطق باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان، قصة اتصال هاتفي تلقاه لاجتماع هام في أحد مقاهي العاصمة الفرنسية باريس. ويضيف في حديث لموقع المنار أن رجل أعمال سوري يحمل جنسية ثانية حضر برفقة ثلاثة أشخاص، سورية، وثالث يعمل مراسلاً في قناة عربية تابعة لدولة خليجية كبرى.
في اللقاء، وأثناء الحديث عن سورية، تم التطرق إلى احتياجات الشباب في درعا وسورية عموماً، وعرض رجل الأعمال السوري الأصل والغربي الجنسية تسليح جهات معارضة في سورية بكل ما تريده من سلاح كمّاَ ونوعاَ، ما شكّل مفاجأة كبيرة للدكتور مناع وللأشخاص الذين يرافقون رجل الأعمال. رُفض العرض رفضاً قاطعاً، يقول مناع الذي أبلغ من يعنيهم الأمر في درعا، وهو إبن المدينة، أنه يجب رفض عروض التسلح من أية جهة كانت وعدم استخدام السلاح أبدا، وجاءه الرد بأنه لن تدخل محافظة درعا قطعة سلاح واحدة. لكن الدكتور منّاع صرّح بما هو أخطر من ذلك:عرض التسلح هذا لم يكن الوحيد. « هناك عرضان آخران بالتسلح أحدهما أتى من طرف لبناني على خصومة مباشرة مع السلطات السورية اليوم ». أما عن الجهات التي تتناول أهمية موضوع التسليح تحت عنوان الفعالية والقدرة على كسب المعركة مع النظام السوري فحددها منّاع بالتالية: أ – جهات أميركية أو لها علاقة بالإدارة الأمريكية. ب – جهات لبنانية تلقت ضربات قاسية سياسيا من النظام السوري مؤخرا. ج – بعض الذين جمعوا ثروات في المهجر ولهم أحقاد وثارات وليس عندهم قضية أو لهم علاقة من قريب أو بعيد بالوضع الداخلي السوري. وحول علاقة بعض الأطراف اللبنانية بما يجري في سورية، صرّح مناع بأن ثمة من يتلقى مرتباً في آخر الشهر من (رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية) سعد الحريري ليتحدث عن حزب الله أكثر مما يتحدث عن الشعب السوري.
« أبناء الجنوب اللبناني يعرفون وطنية المواطن السوري الذي استقبل في بيته عائلات النازحين خلال عدوان تموز. إن كل من يحاول زج المقاومة اللبنانية أو المقاومة الفلسطينية في مواجهة الشعب السوري له أجندة خارجية يرفضها كل السوريين جملة وتفصيلا. عنصرا المؤامرة في القانون الجنائي السوري هما المال والسلاح، وكلاهما مرفوض بكل أشكاله من أبناء الشعب السوري. ومن يتلقى المال من أي طرف لبناني أو أميركي يعامل نفس المعاملة بموجب القانون، لذا لا ترضى أسر الشهداء أن تسمع بأسماء أشخاص ممولين من رئيس الوزراء اللبناني السابق أو مؤسسات يمينية متطرفة أميركية. لم يكن هناك عناصر من حزب الله في درعا، وعناصر المشكلة هم من السوريين أنفسهم سواء كانوا في السلطة أو خارجها »، يقول الدكتور مناع. وكان النائب السوري السابق المعارض (مأمون الحمصي) قد زعم أن عناصر من حزب الله كانت موجودة في درعا ولكن تم تكذيب الحمصي في بيان رسمي للحزب. أكثر من ذلك، ادعى مسؤول « إعلان دمشق » في الخارج (عبد الرزاق عيد)، الذي يصف الحريري بـ « مهاتير العرب » أن عناصر إيرانية كانت أيضاً موجودة هناك.
وإذ أكد الدكتور منّاع رفض أهل درعا لأي نوع من أنواع التسلح، نبّه إلى ان من عرض عليه السلاح قد عرضه ايضاً على جهات أخرى في سورية، « ولكن باقي المحافظات تقول إن هناك رفضاً قاطعاً لكل عروض التسلح ».
كما كشف الناطق باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان أن هناك من يوزع بيانات مزورة باسم عشائر وعائلات درعا حيناً، أو إتحاد العشائر السورية حيناً آخر، أو إدخال الخطاب الطائفي والتركيز على ضرورة الانتقام والثأر. « وكل هذه البيانات مصدرها واشنطن وهي توزع عن طريق ما يعرف بحزب الإصلاح بقيادة (فريد الغادري – الذي زار الكنيست الإسرائيلي في حزيران عام 2007) أو أسماء مستعارة مثل « أميرة تعمر » التي تعمل معه ». في الجزء الثاني • معارضتان سوريتان • كيف كانت تدار التحركات على الأرض؟ http://www.almanar.com.lb/adetails.php?fromval=1&cid=83&frid=83&eid=31233


ياسر الزعاترة
بعد أسابيع قليلة من الجدل الإسرائيلي العاصف الذي أداره معهد الحوار الإستراتيجي في الكلية الأكاديمية في مدينة نتانيا حول دور الجزيرة في الثورات العربية، ونظرته المتطرفة لمخاطر المحطة على « إسرائيل » (اعتبرها تشكل تهديداً وجودياً)، ها هو أحد المليارديرات اليهود يستجيب لنداء المؤتمر على ما يبدو فيقرر إطلاق فضائية لمنافسة الجزيرة.
قد يبدو الأمر محض نكتة، لكنه ليس كذلك في واقع الحال، ففي مؤتمر القيادات اليهودية السنوي الذي عقد في الولايات المتحدة مطلع هذا الشهر، أعلن الملياردير اليهودي الروسي الأصل ألكسندر مسكوفيتش عن نيته إقامة محطة إخبارية عالمية مثل الجزيرة و«البي بي سي» تبث باللغات الإنجليزية والعربية والفرنسية والإسبانية، وذلك لكي «تقول الحقيقة فقط»، لأن القنوات الأخرى لا تكشف الحقائق، ما يؤدي برأيه إلى خسارة الحرب «على صورة إسرائيل أمام الرأي العام العالمي».
بدوره رأى رئيس المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة مالكوم هونلاين أن إقامة شبكة إعلامية كالجزيرة أمر ضروري، وكشف أنه التقى مسؤولين إعلاميين أجانب من أجل التعاون بينهم وبين الحكومة الإسرائيلية.
وفيما سنكون في انتظار الفضائية العظيمة (اليهودية الغربية هذه المرة)، فلنا أن نتذكر مسلسل المنافسة الذي تعرضت له الجزيرة منذ سنوات، وما ستتعرض له خلال المرحلة المقبلة، وهو مسلسل بدأ بمحطة «العربية» ذات التمويل الخليجي، والتي صمدت ولا زالت تنافس حتى الآن، مع بقائها في المرتبة الثانية بنسبة بعيدة عن الجزيرة، إضافة إلى أكثر من محاولة مصرية لم تسجل نجاحاً خارج مصر، مع أن نجاحها في الداخل كان محدوداً أيضاً.
نتذكر في هذا السياق محطة إسرائيلية عربية «فضائية الشرق الأوسط» أنشئت مطلع الألفية الجديدة ولم تعمّر طويلاً (أغلقت في العام 2003). كما نتذكر فضائية «الحرة» الأميركية التي انطلقت عام 2004 بعد احتلال العراق، وما زالت تعمل بحضور أكثر من هامشي. ولا خلاف بالطبع على أن منافسة الجزيرة قد حضرت كهدف من أهداف إنشاء المحطة، إلى جانب الأبعاد الأميركية الخاصة (تسويق أميركا ومواقفها بين العرب)، الأمر الذي ينطبق على مجموعة من المحطات التي جمعت بين البُعدين، منافسة الجزيرة وتسويق مواقف الدول التي تنتمي إليها، وفي مقدمتها بالطبع «البي بي سي» العربية التي سجلت بعض الحضور نظراً للخبرة الكبيرة للمحطة الأم وإذاعتها الشهيرة الناطقة بالعربية، وإن لم تنافس بحال محطة الجزيرة، الأمر الذي ينطبق على محطة «فرانس 24»، التابعة لفرنسا، و«روسيا اليوم» الروسية.
لم تتوقف حمّى مطاردة الجزيرة أو منافستها تبعاً لازدياد تأثيرها بين مرحلة وأخرى فقط، بل أيضاً بسبب تصاعد سخونة الأحداث في المنطقة، وها هي المحطة اليهودية تأتي في ذات السياق، سبقتها محطة أخرى لم نعرف اسمها وهي الآن في مرحلة التحضير، أعني محطة الوليد بن طلال الذي قال إنها ستستلهم تجربة محطة «فوكس نيوز» الأميركية و«سكاي نيوز» البريطانية.
لسنا في حاجة إلى الكثير من الذكاء وحاسة التحليل والتنبؤ لكي نقول إن مصير الفضائية الجديدة (ينطبق هذا على فضائية الوليد) لن يختلف عن الفضائيات الأخرى الممولة من الدول الغربية، وإذا كان مصير «الحرة» هو ذلك الحضور الجد هامشي، وهي التي تنتمي إلى الولايات المتحدة ذات التاريخ العدائي مع الأمة، فإن فضائية يمولها ألد أعداء الأمة على الإطلاق، وتهدف إلى تبييض صفحة دولتهم المحتلة والدفاع عنها لن يكون مصيرها سوى مصير فضائية «الشرق الأوسط» اليهودية (العربية) التي حاولت التركيز على عرب 48، فضلاً عن العرب عموماً ولم تفلح بأي حال فكان مصيرها الإغلاق، مع أن مسألة الإغلاق غالباً ما ترتبط بالبعد التمويلي أيضاً، وليس بقضية النجاح وحدها، لاسيما أن المنتفعين من ورائها لن يعترفوا بالفشل في معظم الأحوال.
والحال أن نجاح الجزيرة ليس سر الأسرار، لاسيما إذا استبعدنا مسألة التمويل السخي الذي حضر عند سواها من دون نجاح المنافسة (العربية مثالاً)، فهي نجحت لأنها عبرت عن هواجس أبناء الأمة من دون الخوف من تهمة الانحياز، وإن بدرجة أقل مما عبرت «فوكس نيوز» عن القومية الأميركية أو «سكاي نيوز» عن القومية البريطانية، فكيف يريد هؤلاء وهؤلاء أن ينافسوها فقط بالإمكانات العادية، فضلاً عن يأتي ألد أعداء الأمة لكي يفعلوا ذلك؟! مع أن ألف محطة ومحطة لا يمكنها تغيير نظرة العرب والمسلمين للكيان الصهيوني (لا ينطبق ذلك على المحطات الناطقة باللغات الأخرى بالنسبة لغير العرب والمسلمين).
 
(المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 12 أفريل 2011)


د. عبد الستار قاسم
 
تنشط إسرائيل وأمريكا هذه الأيام في تكثيف البحث عن سبل لتقديم شيء ما زال مجهولا للسلطة الفلسطينية، وذلك كخطوة أو إشارة إلى تعبيد طريق نحو إقامة كيان فلسطيني يسمونه دولة. وتشير أغلب وسائل الإعلام أن هذا التنشيط يستبق اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/2011، والتي يمكن أن تعترف بدولة فلسطينية.
لا علاقة لهذا التنشيط باجتماع الحمعية العامة التي سبق أن اعترفت بحقوق فلسطينية، وإنما علاقته مباشرة بالتغيرات التي تحصل على الساحة العربية. تدرك إسرائيل وأمريكا أن معادلة الذل والخنوع في الساحة العربية قد أخذت تتغير، وأن تلك الأنظمة التي كانت تتلقى الأوامر وتنفذ في غير مصالح الأمة العربية تتهاوى، أو في طريقها إلى التهاوي، وهما تعيان أن المهام التي كانت تقوم بها الأنظمة العربية لصالح إسرائيل وأمريكا ستتوقف، او ستصاب بعطل كبير، وأن ما كان يمكن تمريره على الأمة العربية وعلى الفلسطينيين في السابق، لن يكون متأتيا في اللاحق. ولهذا تريد الدولتان استباق الحدث، وتقديم شيئ قد يبرر للسلطة الفلسطينية المضي يالتفاوض، والموافقة على الكيان الفلسطيني الهزيل، والذي سيعمل وكيلا أمنيا لإسرائيل.
وهنا لا بد من القول أن هناك ثابتين فلسطينيين فقط وهما حق العودة وحق تقرير المصير، وأن كل تجاهل لأي من هذين الثابتين يشكل عدوانا على الشعب الفلسطيني، ومحاولة سافرة لتجاوز الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني. إقامة الدولة ليست من الثوابت، وإنما هي عبارة عن نتاج لحق تقرير المصير. عندما يعود اللاجئون، ويتم الإقرار بحق تقرير المصير لشعب فلسطين، فإن هذا الشعب سيقرر لنفسه وبنفسه فيما إذا كان يريد إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، أو أن ينضم إلى وحدة تجمعه مع دولة أو دول عربية أخرى.
ولهذا من المهم ألا يحاول أحد إضاعة الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني ببريق دولة لن تكون مستقلة، ولن تكون منفصلة عن الأمن الإسرائيلي. وإذا كان للولايات المتحدة والدول الأوروبية ان تصنع سلاما، فإن الاعتراف بحق اللاجئين في العودة إلى بيوتهم وممتلكاتهم في الأرض المحتلة/48 هو المقدمة. قد تنجح هذه الدول الآن بإقناع بعض الفلسطينيين بفكرة توسيع صلاحيات السلطة الفلسطينية، وتوسيع المناطق المصنفة (أ) وفق اتفاقية طابا لعام 1995، لكن هذا لن يقنع الشعب الفلسطيني الذي يصر على كامل حقوقه.
من يبحث عن سلام، لا يهرب من الاستحقاقات. وإسرائيل تعرف تماما أن ميزان القوى قد تغير، وأن البيئة السياسية التي أنتجت اتفاقيات كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة قد تركناها خلفنا، وأن هناك بيئة سياسية جديدة تتبلور الآن في المنطقة العربية. وما كان يصلح لبيئة سياسة سابقة، لا يصلح لبيئة سياسية جديدة، وما كان يمكن أن يكون مقبولا في السابق، ليس مقبولا الآن، وما يمكن أن يكون مقبولا الآن، لن يكون مقبولا بعد عام. عبر سنين طويلة، لم تقتنع الولايات المتحدة بأن العرب لا يختلفون عن الشعوب الأخرى، وأنهم في النهاية سيثورون. وعساها تقتنع الآن بأن عليها احترام إرادة الشعوب بدل البحث عن أساليب التحايل على هذه الإرادة. ولعل علماؤها يؤكدون لها بأن الفلسطينيين لن يعملوا وكلاء لإسرائيل في الوقت الذي تنبثق فيه الأمة وهاماتها مرفوعة بعزة وإباء. ومن الحكمة لمن يريد المستقبل، ألا يبحث عن عناوين أهل الماضي.



أعربت قوى سياسية مصرية اليوم الأربعاء عن ارتياحها إزاء بدء اتخاذ خطوات جدية على صعيد محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك وأسرته، والتي تمثلت في حبسه مع نجليه جمال وعلاء على ذمة التحقيق. جاء ذلك بعدما أجرى جهاز الكسب غير المشروع تحقيقات اليوم مع مبارك في مستشفى بشرم الشيخ، بينما تظاهر العشرات أمام المستشفى للمطالبة بترحيله إلى سجن طرة في القاهرة. وكان النائب العام قد قرر احتجاز مبارك 15 يوما على ذمة التحقيق في تهم بالفساد والتحريض على قتل متظاهرين أثناء الثورة، كما قررت النيابة العامة احتجاز نجليه علاء وجمال بتهم تتعلق بفساد مالي، ووصل الاثنان إلى سجن طرة في القاهرة لتنفيذ القرار. ارتياح ومطالبات وفي ردود الفعل، أكد ائتلاف شباب الثورة في بيان أن ارتياحه للإجراءات ضد مبارك ونجليه « ينبع من إيمان حقيقي بضرورة تطبيق العدالة، بما في ذلك توفير كافة مقومات وضمانات محاكمة عادلة لمبارك وأسرته وغيرهم ممن تورطوا في انتهاكات بحق الشعب المصري ». واعتبر البيان « أن محاكمة مبارك وأسرته وكثير من رؤوس الفساد تعد مكسبا جديدا يضاف إلى قائمة المكاسب التي حققتها الثورة المصرية ». وأعلن الائتلاف تعليق دعوته لجموع الشعب المصري إلى التظاهر يوم الجمعة القادمة، مؤكدا استمرار عمل الائتلاف بكل قوة وباستخدام كل الوسائل المناسبة في كل وقت من أجل تحقيق بقية مطالب الشعب المصري. وأكد مدير مكتب الجزيرة في القاهرة عبد الفتاح فايد أن هناك حالة من الرضا تسود الشارع المصري بعد قرار حجز مبارك ونجليه وأركان نظامه، مشيرا إلى مطالبة عدة جهات بنقل الرئيس المخلوع إلى مستشفى سجن طرة، ومطالبات من نقابة المحامين بحضور التحقيقات التي تجرى معه. تقرير بحالة مبارك وأشار فايد إلى أن كبير الأطباء الشرعيين بمصر قال في تصريح للجزيرة إنه سيقدم تقريرا عن الحالة الصحية لمبارك خلال يومين، وذلك بعد تضارب الأنباء عن وضعه الصحي. وطالب أستاذ القانون الدولي بالجامعة الأميركية عبد الله الأشعل في حديث للجزيرة بنقل مبارك إلى سجن طرة في القاهرة، كما طالب « بضرورة إجراء محاكمة عادلة وعلنية على الجرائم التي ارتكبها مبارك بحق الشعب المصري ». وقد تقدم مؤسس حزب « الغد » المعارض أيمن نور ببلاغ إلى النائب العام المصري للمطالبة بقضاء مبارك مدة الحبس الاحتياطي التي قررتها النيابة العامة بمستشفى سجن مزرعة طرة العمومي. وقال نور لوكالة الأنباء الألمانية إنه تقدم بالبلاغ ظهر الأربعاء بعدما بات متيقنا من بقاء مبارك في مستشفى شرم الشيخ الدولي التي جرى التحقيق معه داخله من جانب النيابة العامة الثلاثاء بناء على تدهور حالته الصحية، معتبرا أن احتجاز متهم في غير الأماكن المقررة قانونا « مخالفة غير مقبولة ويجب تصحيح الوضع فورا ». من جهته قال القيادي في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان « إن الشعب المصري لا يشمت في أحد، ومبارك بتصريحاته الأخيرة قاد ثورة مضادة، ونحن نريد محاكمة عادلة له ». وبدوره أكد المرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية حمدين صباحي على قيمة القضاء العادل في محاكمات عاجلة لرموز النظام السابق، مشددا على أهمية نتائج « جمعة التطهير والمحاكمة » التي طالب الشعب فيها بمختلف فئاته بالتطهير، والتي جاءت نتائجها اليوم بحبس مبارك ونجليه. حبس من ناحية أخرى قررت النيابة العامة في مصر حبس رئيس مجلس الشعب المصري السابق فتحي سرور 15 يوما على ذمة التحقيقات. وقال مصدر قضائي إن المحققين واجهوا سرور بتقارير أعدتها جهات رقابية عن تضخم ثروته بطريقة لا تتناسب مع مصادر دخله، مضيفا أن التحقيق معه استمر ساعات.
وبقرار حبسه ينضم سرور إلى طابور من كبار المسؤولين والوزراء السابقين الذين يقضون فترات حبس احتياطي في سجن مزرعة طرة الواقع في ضاحية بالقاهرة، ومنهم رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف ورئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف ورئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق زكريا عزمي ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي.
كما أمرت النيابة العامة بحبس رئيس نادي الزمالك السابق مرتضى منصور لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق. وقال مصدر بالنيابة إنه وجهت لمنصور تهم التحريض والاتفاق والمساعدة على قتل المتظاهرين بميدان التحرير والشروع في قتل آخرين منهم يومي 2 و3 فبراير/شباط الماضي، وتنظيم وإدارة جماعات من البلطجية للاعتداء على المتظاهرين وقتلهم والاعتداء على حريتهم الشخصية والإضرار بالأمن والسلم العام. وكانت النيابة قد أمرت في وقت سابق بحبس الأمين العام للحزب الوطني السابق صفوت الشريف 15 يوماً على ذمة التحقيقات بتهمة التحريض على قتل متظاهرين. إطلاق معتقلين
من جانب آخر أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة اليوم أنه تم الإفراج عن كافة المعتقلين في ميدان التحرير أمس الثلاثاء بعد التحقق من هوياتهم. وكانت عناصر من الشرطة العسكرية قد ألقت القبض أمس على عدد من الأفراد بميدان التحرير أثناء إخلائه من الحواجز الحديدية والعوائق والباعة الجوالين المفترشين للأرض وعلى جنبات الطرق، الأمر الذي أدى إلى إعادة الحياة والحركة إلى طبيعتها من وإلى الميدان.
وأشار المجلس في بيان له اليوم إلى « أن وجود عناصر من القوات المسلحة بميدان التحرير استهدف حماية شباب الثورة من أي اعتداءات قد يتعرضون لها ». وقام أفراد من عناصر القوات المسلحة اليوم بمساعدة شباب من ثورة يناير بالعمل على تنظيف ميدان التحرير وإعادة طلاء الأرصفة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 13 أفريل 2011)


يواجه تهما بالتربح وقتل المتظاهرين.. ومخاوف من تمارضه تهربا من الحبس.. وجمال وعلاء امام النيابة مبارك ينهار اثناء استجوابه.. والتحقيق معه يتواصل في مستشفى شرم الشيخ


2011-04-12 لندن ـ ‘القدس العربي’ من خالد الشامي: دخل الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك مستشفى شرم الشيخ الدولي بعد تعرضه لوعكة صحية اثناء مثوله امام النيابة العامة للتحقيق معه في اتهامات خطيرة، هي المشاركة والتحريض على قتل المتظاهرين خلال أيام ثورة 25 يناير، والتربح من وظيفته العمومية والتعدي على المال العام. وذكرت القناة الأولى بالتلفزيون المصري مساء امس أن مبارك تم نقله إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي إثر تعرضه لأزمة قلبية اثناء التحقيق معه. واعلن الدكتور محمد فتح الله مدير المستشفى أن الرئيس السابق كان قد وصل الى المستشفى في الخامسة مساء الثلاثاء بصحبة نجليه جمال وعلاء وانه كان يعاني من اضطرابات في القلب، ادخل على اثرها الى العناية المركزة، حيث استقرت حالته وانه الان في غرفة 306 بالمستشفى، ومن الممكن التحقيق معه. وقالت مصادر ان مبارك ربما لجأ الى دخول المستشفى هروبا من استكمال التحقيق معه الذي كان سيؤدي غالبا الى قرار بحبسه احتياطيا على ذمة الاتهامات الموجهة اليه. واضافت ان مبارك، الذي كان قد تسلم استدعاء اصدره النائب العام قبل يومين للمثول امام النيابة، قضى ليلة عصيبة بصحبة فريق من المحامين الانكليز لتحضير مستندات الدفاع، ما جعله مرهقا الى حد الاعياء. واشارت الى ان الاستعدادات لتأمين موكب مبارك الى مقر النيابة حولت شرم الشيخ الى ثكنة امنية، بعد انتشار اعداد كبيرة من عناصر الشرطة والحرس الجمهوري في المدينة. واضافت ان نجلي مبارك ظهرا بصحبته امس، وان جمال بدا وقد فقد كثيرا من وزنه، وظهرت عليهم جميعا حالة من الوجوم الشديد. وقالت وكالة الأنباء الألمانية، إن مبارك، كان وصل امس إلى مدينة الطور بمحافظة جنوب سيناء للمثول أمام النيابة للتحقيق معه. وإن مبارك انتظر في إحدى الوحدات العسكرية القريبة من مديرية الأمن بمحافظة جنوب سيناء وديوان عام المحافظة حتى انتهاء إجراءات تأمين المكان. وأوضح المصدر أن مبارك وصل إلى الوحدة العسكرية في سيارة مصفحة وسط حراسة أمنية مشددة مكونة من أكثر من سيارة وكان مازال داخل الوحدة العسكرية حتى إخلاء المباني الإدارية المحيطة بالمكان الذي سيتم التحقيق معه فيه لتأمينه وتأمين الشوارع المحيطة بالمكان، مشيرا إلى أن المستشار عبد الله الشاذلي المحامي العام الأول لنيابات جنوب سيناء سيقوم بالتحقيق مع مبارك. وكان مبارك نفى في رسالة صوتية بثتها قناة ‘العربية’ امتلاكه او اسرته اي عقارات او ثروات في الخارج الا انه لم ينف وجود ارصدة باسم نجلية في بنوك اجنبية. وعلى مبارك تفسير وجود نحو 145 مليون دولار من اموال مكتبة الاسكندرية في حساب سري باسم زوجته باحد المصارف المصرية. كما سيواجه اتهاما بمساعدة صديقه رجل الأعمال حسين سالم للاستيلاء على أراضي الدولة بشرم الشيخ واسوان بما أضر بأموال الشعب المصري بما قيمته 80 مليار جنيه، وكذلك تسهيل واسناد عملية تصدير الغاز من مصر الى اسرائيل للشخص نفسه بأقل من اسعاره في الأسواق العالمية فيما يعد اهدارا وتسهيلا للاستيلاء على المال العام. ورجحت المصادر ان مبارك فوجئ بوجود ادلة ومعلومات وصلت من الولايات المتحدة ودول اوروبية على وجود ممتلكات وارصدة ضخمة باسم افراد عائلته، ما عجز عن تقديم تفسير له. الا ان الاتهام الاخطر الذي يواجهه مبارك هو اصدار الاوامر باطلاق النار على المتظاهرين، ما ادى لسقوط مئات القتلى اثناء الثورة. وكان وزير داخليته حبيب العادلي قال في التحقيقات ان القيادة السياسية وحدها تملك صلاحية اصدار هكذا اوامر، ونفى مسؤوليته عن مقتل المتظاهرين. ومن المقرر ان يخضع جمال وعلاء مبارك مساء امس في مكان مجهول للتحقيقات التي قد تمتد لساعات الصباح الاولى. ولم تستبعد المصادر ان يصدر قرار بحبس جمال وعلاء احتياطيا اذا وجــدت جهات التحقيق ذلك ضروريا. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 أفريل 2011)



كشف تقرير صحفي إسرائيلي أن إسرائيل احتالت على مليون مهاجر روسي في العام 1989 من خلال فرض قيود تمنع هجرتهم إلى أي دولة في العالم وخصوصا الولايات المتحدة باستثناء إسرائيل، وذلك من خلال دفع رشى للدكتاتور الروماني السابق نيكولاي تشاوشسكو. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية اليوم الأربعاء إن عملية الاحتيال هذه نفذها جهاز استخباري يسمى جهاز ناتيف كان يركز نشاطه على اليهود في دول الاتحاد السوفياتي السابق وأوروبا الشرقية، وبمصادقة رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه إسحاق شامير. وستنشر الصحيفة لاحقا مقابلة مع رئيس جهاز ناتيف في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي يعقوب كيدمي، الذي اعترف بعملية الاحتيال بقوله إن عدد المهاجرين الروس الذين تم إحضارهم إلى إسرائيل بلغ مليون شخص، مضيفاً أنهم برأيه أنقذوا الدولة. يشار إلى أن الهجرة الروسية الكبرى لإسرائيل في بداية التسعينيات غيّرت التوازن الديمغرافي بين العرب واليهود في إسرائيل عموماً، وبين الفلسطينيين والإسرائيليين في المنطقة الواقعة بين نهر الأردن والبحر المتوسط على وجه الخصوص. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن هدف الحملة التي نفذها جهاز ناتيف كان منع اليهود الروس الذين خرجوا من الاتحاد السوفياتي المنهار من الهجرة إلى الولايات المتحدة وذلك وفقا لخطة وضعها كيدمي، علماً بأن قرابة ثلث المهاجرين الروس إلى إسرائيل ليسوا يهودا وفقا للإحصائيات الإسرائيلية. ومن المتوقع أن يصدر الأسبوع المقبل كتاب من تأليف كيدمي تحت عنوان « الحروب الضائعة »، ويتضمن تفاصيل حملة تهجير اليهود الروس إلى إسرائيل. المصدر:يو بي آي (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 13 أفريل 2011)



رصدت صحيفة كريستيان ساينس مونيتورالأميركية خمسة إجراءات سياسية وقانونية اتخذتها دول أوروبية في الآونة الأخيرة ضد الإسلام، وسط الجدل المتنامي بشأن التعددية الثقافية. ففي فرنسا صدق البرلمان في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي على مشروع قانون يحظر ارتداء النساء للبرقع أو النقاب، وفي نفس اليوم الذي دخل فيه القانون حيز التنفيذ (الحادي عشر من الشهر الجاري)، حررت السلطات الفرنسية مخالفة ضد امرأة مسلمة تغطي وجهها. المؤيدون لهذا القانون يتذرعون بأن تغطية الوجه ضرب من ضروب قمع المرأة المسلمة، وانتهاك للقيم الفرنسية الخاصة بالمساواة بين الجنسين، ومصدر قلق أمني يسمح للناس بإخفاء أسلحة أو الهوية الشخصية، وتقويض للانسجام الاجتماعي. أما المعارضون للقانون فيقولون إنه يعزز عدم التسامح ويوصم المسلمين بالعار، رغم أن القانون لا يذكر بالتحديد الأنواع المختلفة لأغطية الوجه. حظر البرقع في هولندا في ديسمبر/كانون الأول من عام 2010، قال غريت وليدر زعيم « حزب الحرية » اليميني المتطرف، لوكالة رويترز إن قانون حظر النقاب وغيره من أنواع تغطية الوجه قد يتم تقديمه للبرلمان هذا العام. وكان الحزب قد عقد صفقة مع أحزاب اليمين الوسط المهيمنة في البرلمان عندما حصل على عدد من المقاعد الدائمة في الانتخابات البرلمانية البلجيكية عام 2010، مفادها أن الحزب على استعداد للانضمام لحكومة ائتلاف مقابل دعم اليمين الوسط لحظر تغطية الوجه للمرأة. حظر المآذن وفي سويسرا أجرت السلطات استفتاء مثيرا للجدل في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2009 بشأن حظر بناء المآذن، وقد صوت السويسريون لصالحه. وقالت كريستيان ساينس مونيتور إن ذلك التصويت عكس القلق المتنامي بشأن ظهور النفوذ الإسلامي في أوروبا، أي المجتمع المسيحي حسب الوصف التقليدي، ولا سيما أن الإسلام أكثر الديانات نموا في أوروبا. وفي ذلك الوقت لم يكن هناك أكثر من أربعة مساجد بمآذن، وقد سبق ذلك الحظر منع بث الآذان عبر مكبرات الصوت. وفي أبريل/نيسان 2010، كانت بلجيكا أولى الدول الأوروبية التي طبقت حظر البرقع، أو كل ما يغطي الوجه. ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فقد كان هناك فقط ثلاثون أمرأة –ضمن جالية مسلمة يصل قوامها إلى نحو نصف مليون- يغطين وجوههن لدى تمرير القانون في مجلس النواب. ولكن الحظر ما زال مجمدا لأن بلجيكا لم تشكل حكومة حتى الآن، وقد سجلت في فبراير/شباط رقما قياسيا من حيث أطول فترة تستغرقها البلاد لتشكيل حكومة بعد الانتخابات. تعطيل بناء مسجد في بريطانيا وفي المملكة المتحدة تحدثت وسائل إعلام بريطانية في يناير/كانون الثاني 2010عن إحباط خطط لبناء أكبر مسجد بعد أربع سنوات من تحقيق تقدم في التغلب على المعارضة. وتشير صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إلى أن حجم المسجد (سعة 12 ألف مصل) ورمزية موقعه (قرب موقع أولمبياد لندن 2012) كانت من الأسباب التي حالت دون بنائه. المصدر:كريستيان ساينس مونيتور (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 13 أفريل 2011)

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.