الأربعاء، 11 يونيو 2008

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2941 du 11.06.2008
 archives : www.tunisnews.net   

 

تونس نيوز تمنح قلم الدكتور منصف المرزوقي حق اللجوء حتي وبعد أن يستعيد موقعه المخترق

حــرية و إنـصاف:واقع الحريات في تونس

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:إدارة سجن برج الرومي تتفنن في اضطهاد ..السجين أشرف التونسي ..!

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:فشلنا في منع تسليم ماهر عبد الحميد  ..فلننجح في منع تعذيبه ..!

تونس الحرة: أشرطة فيديو جديدة حول أحداث الرديف (يُرجي إبعاد الأطفال عن شاشة الكمبيوتر)

مختارات من تعليقات المدونين التونسيين حول أحداث الرديف والحوض المنجمي:

رابح الخرايفي : المنسيون على الشريط الحدودي (الجزائر وتونس)…..البركان الخامد

اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي : لا لإطلاق النار على جماهير شعبنا

عبدالحميد العدّاسي : حول الأحداث في الرّديّف

مواطنون : خارطة طريق لقضية الحوض المنجمي  

برهان بسيّس : دروس أزمة الرديّف في تونس

اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي : أعوان من البوليس يوقفون الأخ النقابي حسن المسلم

للتكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات : بيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

منجي الخضراوي: الصحفيون يعبّرون عن رفضهم لمحاولات ضرب وحدة صفّهم   

طلبة تونس :أخبـــــــــــــــــــــــــــــار الجــــــــــــــــــــامعة

حــرية و إنـصاف:القلم الحر يحصل على جائزة القلم الحر

لواء الشريعة : « تونس » تمنع المحجبات الحوامل من دخول المستشفيات للولادة

محيط : بسبب الحجاب…طالبة تونسية تحرم من شهادة تخرجها 

خميس بن بريّك: تأييد لتوسيع هامش حرية الصحافة في تونس

   مكتب حركة النهضة: حوار للاخ وليد البناني مع قناة الحوار الفضائية

رويترز: حقوقيون مغاربة ينددون بتدخل السلطات « الوحشي » لفض اعتصام

قنا : المؤتمر العربي لرؤساء المؤسسات العقابية والإصلاحية

د ب أ : مسئول أمني عربي يدعو لتحسين أوضاع السجون العربية واحترام حقوق الإنسان فيها

قنا:مصرع شخص وإصابة اثنين في انفجار بمصنع تونسي

الصباح : الدقيق والزيوت النباتية وأساليب دعمها

موقع الشيخ عبدالرحمن خليف:  مواد جديدة أضيفت إلى الموقع مؤخرا

صلاح الجورشي  : تونس: الجامعيون يهتمون بقضايا الإسلام والحركات الإسلامية

الصباح : كتاب سياسي جديد لنورة البورصالي :  قراءة للتجربة الديموقراطية الجزائرية في التسعينات…

العادل خضر: في انتهاك العقد الأستطيقيّ… تأمّلات في كتاب خميّس الخيّاطي

رويترز: حقوقيون مغاربة ينددون بتدخل السلطات « الوحشي » لفض اعتصام

د ب أ : مسئول أمني عربي يدعو لتحسين أوضاع السجون العربية واحترام حقوق الإنسان فيها

محمد نور الدين: أردوغـان: قـرار المحكمـة يخالـف الإرادة الوطنيـة «العدالة والتنمية» يباشر تأسيس حزب بديل!


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 

تونس نيوز تمنح قلم الدكتور منصف المرزوقي حق اللجوء حتي وبعد أن يستعيد موقعه المخترق

 
 
تتشرف أسرة تونس نيوز أن تمنح قلم الدكتور منصف المرزوقي حق اللجوء على صفحاتها حتي يبقي صوته عاليا متوهجا دفاعا عن الوطن وعن الحرية, وإذ نمنح الدكتور هذا الحق ليس تفضلا ولكن حقا يناله لصدق
مشاعره تجاه الوطن والشعب و إصراره على النضال السلمي من أجل ان تزهر الحرية في أرض تونس الخضراء فإننا نتضامن معه في محنته ونؤازر صموده حتي ينتصر على ( البلطجة) الإلكترونية التي تعتدي على موقعه ويضع حدا للمحاولات التي تريد أن تكمم فمه وتخرس لسانه وإلى ذلك الحين فإن تونس نيوز ستضل الحضن الدافئ لقلمه الحر يكتب متي يشاء إلى ان ترفع عنه مظلمة المنع والمحاصرة لصوته حتي يصل إلى الناس بكل حرية.  
أسرة تونس نيوز


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 11/06/2008 الموافق ل 7 جمادى الثانية 1429

واقع الحريات في تونس

 

 

* السيدة نزيهة رجيبة تتماثل للشفاء: زار وفد من منظمة حرية و إنصاف يتكون من رئيس المنظمة و الكاتب العام و المكلف بالعلاقة مع المنظمات الداخلية زاروا السيدة نزيهة رجيبة ( أم زياد ) التي دخلت إلى معهد التغذية بتونس لإجراء فحوص طبية و العلاج من ارتفاع نسبة السكري و بلغوا لها تمنيات أعضاء المنظمة لها بالشفاء و قد علمنا أن السيدة نزيهة رجيبة بدأت تتماثل للشفاء و أنها ستغادر معهد التغذية في الأيام القليلة القادمة. * تسليم ماهر عبد الحميد من سوريا: سلمت السلطات السورية الطالب ماهر عبد الحميد صباح هذا اليوم الأربعاء 11 جوان 2008 إلى السلطات التونسية حيث تم ترحيله إلى تونس على متن طائرة تونس الجوية في الرحلة عدد 882 و قد حطت الطائرة في مطار تونس قرطاج على الساعة السادسة و النصف صباحا ، و لم تعلم عائلته إلى حد مساء اليوم مصيره. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


 
 

“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في  11 جوان  2008

إدارة سجن برج الرومي تتفنن في اضطهاد .. السجين أشرف التونسي ..!

 

 
لا يزال السجين أشرف التونسي عرضة لشتى صنوف المضايقات و الإنتهاكات  رغم نجاح عائلته ، و الحملة التي نظمت لمساندته ، في نقله من معتقل المرناقية سيئ الصيت ( حيث تدهورت حالته الصحية نتيجة امتناع إدارة السجن عن معالجته .. ) إلى سجن برج الرومي حيث أصبح يتعرض يوميا لممارسات عقابية يعمد فيها مدير السجن و أعوانه إلى إهانته و منعه من العلاج و إجباره على الإقامة في ظروف لا إنسانية و تمزيق الثياب التي يتلقاها من عائلته ( بتعلة تفتيشها ..! ) و حرمانه من مقابلة عائلته في مناسبات متكررة ( بتعلّة مخالفته لـ  » التراتيب الجاري بها العمل  » بحديثه عن .. » ظروف الإقامة بالسجن  » ..! )       و إذ تطالب الجمعية بوقف الإنتهاكات و الإعتداءات التي يتعرض لها أشرف التونسي ، و غيره من المساجين  المصنفين َضمن  » الصبغة الخاصة  » ( مساجين حركة النهضة )  و  » صنف 1  » ( مساجين  » مكافحة الإرهاب  » )   ، فإنها تجدد الدعوة للقضاء على مناطق الظل الواسعة التي تغطي خارطة السجون التونسية بما يجعلها خارج رقابة القضاء و سلطة القانون و الدستور.. و المواثيق الدولية ..!     عن لجنة متابعة أوضاع المساجين نائب رئيس الجمعية الأستاذ عبد الوهاب معطر

 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 11 جوان 2008

فشلنا في منع تسليم ماهر عبد الحميد  .. فلننجح في منع تعذيبه ..!

 

 
رغم مناشدات اللجنة العربية لحقوق الإنسان  و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين و المحاولات التي بذلتها عائلة الموقوف ماهر عبد الحميد  أصرت السلطات السورية على تسليمه للبوليس التونسي مستخفة بالتحذيرات من تعرضه للتعذيب و سوء المعاملة ..! و قد كانت عائلته في انتظاره بالمطار فجر اليوم و لكن أعوان أمن الدولة كانوا في استقباله أمام مدرج الطائرة على الساعة السادسة و النصف صباحا .. علما أن السيد ماهر عبد الحميد  مواطن تونسي الجنسية من مواليد 23 فيفري 2008 ، بولاية  نابل ، غادر البلاد في 08 جويلية 2004  متوجها إلى سوريا حيث واصل تعليمه بمعهد بدر الدين الحسيني بدمشق ..، وقد تعرض للإعتقال ( حسب عائلته ) في الفترة المتراوحة بين 10 و 21 سبتمبر 2007 دون أن تقدم السلطات السورية ، أو قنصلية تونس بدمشق أي معلومات عن سبب ذلك ، و إذ تستنكر الجمعية إقدام السلطات السورية على تسليم ماهر عبد الحميد دون أن تعبأ بمقتضيات المادة الثالثة من اتفاقية مناهضة التعذيب و غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ، التي تمنع التسليم  » إذا توافرت أسباب حقيقية تدعو للإعتقاد بأن المنويّ تسليمه سيكون في خطر التعرض للتعذيب  » ( و هو ما تؤكده تقارير كل المنظمات و الجمعيات  الحقوقية المستقلة في ما يخص تونس ) ، فإنها تطالب الدوائر التي تتولى احتجازه باحترام حقوقه المكفولة بالقانون و الإفراج عنه إن لم يكن بحقه ( كما تشير المعلومات المتوفرة )  أي تتبع قضائي    أو تهم جدية و تحملها المسؤولية كاملة عن أي مساس بحرمته الجسدية أو المعنوية .         عن الجمعيـــة الرئيس الأستاذة سعيدة العكرمي


أشرطة فيديو جديدة حول أحداث الرديف (يُرجي إبعاد الأطفال عن شاشة الكمبيوتر)

 

أشرطة فيديو جديدة حول أحداث الرديف (نشرها Freetunisie  يوم 9 جوان 2008 على موقع يوتوب) تشمل لقطات تُبث لأول مرة عن إصابات الجرحى جراء استعمال البوليس للرصاص الحي وجثمان الشاب الذي قتل برصاص الشرطة في ثلاجة المستشفى وعائلة الشاب المقتول وهي تبكي ابنها وشاب مُصاب برصاصتين في الظهر اثر إطلاق النار بصفة عشوائية ودون سابق إنذار من طرف الشرطة وعمليات اقتحام قوات الأمن للبيوت والمحلات الخاصة : للمشاهدة، اضغط على الرابط التالي: http://fr.youtube.com/user/freetunisie


 
 

مختارات من تعليقات المدونين التونسيين حول أحداث الرديف والحوض المنجمي:  

 
أحداث الحوض المنجمي: الصحافة التونسية تشن إضرابا عاما بمناسبة الأحداث الأمنية التي يشهدها الحوض المنجمي, تــــشــُــن الصحف الــــتــــونسية المـُــســتــقلة إضرابا عن تــغــطية الحدث. في حـــركة جماعية فريدة, إصطف منظمو الإضراب إصطـفافا , عازمين على الإمتناع عن التحليل و التعتيم على الخبر. يـــشــُــــق هــــذا الصمت الرهـــيـــب بعض الأسطر المـُــــقتضبة الصادرة عن السيد  » مصدر رسمي  » الذي يطلب عادة عدم الكشف عن إسمه. حرصا على صحة الجسد الصـــحـــفـــي المــُــعــتـــل , نتقدم لــلصحف التونسية بدعوة عاجلة لفك هذا الإضراب و إستئناف نشاطها بشكل يتماشى مع ما تمليه ضرورات المرحلة. (المصدر: مدونة « Free Race » بتاريخ 8 جوان 2008) الرابط: http://free-race.blogspot.com/2008/06/blog-post.html عندما يصبح الأحمر سوادا تموت الوعود وتداس الآمال تخان الكلمات …….. يخيّم الصمت و دماؤهم تسيل (المصدر: مدونة « MarioumadeBariz » بتاريخ 9 جوان 2008) الرابط:  http://marioumadebariz.blogspot.com/2008/06/blog-post.html إلى أمّ الحفناوي المغزاوي…لأنّها فيّ « شُدّي عليك الجُرح وانتحبي » فلا دواء لجرحك غير ملح الدموع أنت التي قد عشقت وأنجبت حبّا وأهديته للوطن، انتحبي وحمّليه سلاما للذي نام من قبله نومة الأنبياء. لا دواء لجرحك في غياب المراثي لا لون للقصيدة غير لون البلاد لا بلاد لحزنك فانتظريه « أجمل الأمهات التي انتظرته وعاد مُستشهدا » هل صحيح بأنّا انتصرنا؟ أم انهزم الشعر في حضرة الاكتواء بأي الحروف سنُسند قامتنا؟ وكلّ الحروف خـــــواء أنخجل من حسرتك؟ أنُبطل سحر القصيدة نبوءتها وهل يكذب الشعراء؟ أنصمت حين المُغني يبوح بعشق الموانئ؟ يا دفق الصباح وعبق البيادر وبوح الدماء يا اسم البلاد يا قُدس الحقيقة والانتماء. بلادي تعودين تعودين لي وجها ككلّ الوجوه التي قد مضــــت. لعنة الأنبياء تعفّرها ويبكي النهار على مـــا سقط. لوّحي بمناديل غُربتنا لوّحي لسؤال المدينة عن نجمة الشهداء لوّحي لانكفاء الذين لم يحملوا زاد رحلتهم واكتفوا بعبور النفق. عفاف بالنّصر (المصدر: مدونة قصة أون لاين » بتاريخ 9 جوان 2008) الرابط: http://kissa-online.blogspot.com/2008/06/blog-post_10.html 


المنسيون على الشريط الحدودي (الجزائر وتونس)…..البركان الخامد

 

رابح الخرايفي
ينبغي أن لا يتسرب إلى ذهنك أيها القارئ بأن  العنوان هو عنوان رواية ،انه  واقع أهالي وشتاته  وفج حسين والغوايلية والسلاطنية ….. من معتمديه غارالدماء. إنهم المنسيون لأنهم  بشر ليسوا كالبشر بل يتساوى وضعهم مع وضع الدواب بل أدنى من ذلك ،السكن كوخ « نوالة » كما يسمونها، الأكل وجبة واحدة في اليوم ،يمشون  حفاة ،عراة ،جياع ،القمل والبرغوث و »القراد » و »البق » ينخر أجسادهم وأجساد أبنائهم يشربون مما تشرب الدواب كما يقولون ،تسألهم لماذا انتم كذلك يجيبونك بعفوية ،ماذا نفعل ؟ نحن أناس فقراء  لا نقدر على فعل شيء إننا ننتظر الفرج من العمدة وعدنا بأن « السيد المعتمد سيحسن من وضعكم  »  منذ سنوات مضت.  العمدة هو حاكمنا لا نستطيع ان نفوته ومن تجرئ وذهب إلى المعتمدية  فلا  احد يستقبله ويسمعه لأن السيد المعتمد في اجتماع او انه لا يقبل المواطنين اليوم . لقد صرح  بعض من هؤلاء  » المعذبون في الأرض « أثناء زيارتي الميدانية لهذا المناطق إنهم سيلجئون إلى الجزائر للأكل وفعلت بعض العائلات عندما عزلهم الثلج وجاعت فهربت إلى الجزائر  طلبا  للحياة. لقد لسمت في نفوسهم حقدا على المسؤولين الذين لا يعيرون اهتمام لهؤلاء الفقراء التعساء . هذا الخوف مازال ممزوج بالخوف لكن عندما تسقط ورقة التوت سينهض البركان الخامد ،الم تكن انتفاضة الرديف حجة لذلك فتبعتها فريانة ألا  يتبعها اهالي أولاد مفدة والحوش والمعدن ووشتاتة وفج حسين والمعدن و الصرية والحمام والمهاويد وأولاد ضيف الله  وورغش وبلطة وسيدي عبد الجبار  وتاقمة والرويعي ……

اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي

co_sout_bassinm_sfax@yahoo.fr   صفاقس في 10 جوان 2008 لا لإطلاق النار على جماهير شعبنا لا لمحاكمة وسجن شبابنا المطالب بالشغل والكرامة من أجل محاسبة المسؤولين على الجرائم المقترفة ضد أهلنا بالحوض المنجمي وخاصة قتل الشابين هشام بن سعد علايمي وحفناوي بن رضا المغزاوي

 

 
  شهدت التطورات الحاصلة داخل مدن الحوض المنجمي منعرجا خطيرا. فبعد قتل الشهيد هشام علايمي في 6 ماي 2008 بتبديت حرقا, أقدمت قوات البوليس بمدينة الرديف يوم 6 جوان 2008 على إطلاق الرصاص الحي صوب المتظاهرين العزل. وقد جاءت تلك الخطوة التصعيدية الخطيرة من قبل النظام لتبرهن بذلك عن خوفه الشديد من إمكانية توسع أكثر للحركة الإحتجاجية التي تواصلت لأكثر من 5 أشهر  وامتدت إلى مناطق جديدة وعجزه الكامل عن احتواءها وإخمادها كاشفة بذلك تبلور اتجاه تشديد القبضة الأمنية على مدن الحوض المنجمي وتصعيد القمع ضدّ أبناء شعبنا المنتفض ضدّ سياسة التفقير والتهميش والبطالة. وكانت مدينة الرديف يوم 6 جوان 2008 على موعد نضالي مع اضراب عام دعت له جميع القطاعات كردّ على الإنتهاكات والأعمال الوحشية التي طالت الأهالي خاصة يوم 5 جوان 2008 , فكان نجاح الإضراب باهرا والإستجابة شاملة  تخلّلتها مظاهرات سرعان ما جوبهت بقمع دموي شرس وهو ما دفع أهالي الرديف إلى توجيه نداء استغاثة إلى كلّ القوى التقدمية في تونس من أجل التحرك السريع والعاجل والمساندة لفكّ الحصار وإيقاف الكارثة وحملات القمع والتنكيل … وقد أدّى استعمال الذخيرة الحية إلى سقوط الشهيد حفناوي بن رضا المغزاوي إلى جانب 26 جـريحا بعضهم إصابته بليغة وزّعـوا على مستشفيات الرديف قفصة توزر وصفاقس. وبدمائهم عبّدوا  طريق الخلاص نحو الحرية والكرامة طريق الشهيد هشام علايمي. إنّ اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي إذ تنندّ بشدة بهذه الجريمة النكراء التي ارتكبت في حق أبناء شعبنا وبسياسات القمع السافر والعقاب والتنكيل الجماعي المعادية لأبسط الحقوق المدنية والسياسية فإنّها تعبّر عن: – وقوفها إلى جانب أبناء شعبنا في نضالهم وفي حقهم في الشغل القار والحياة الكريمة. – تنديدها بالتصعيد الخطير الذي انتهجته السلطة والمتمثل في إطلاق الرصاص على المواطنين العزل وقتل وجرح الأبرياء. -استنكارها لعمليات الاقتحام المنظم للبيوت واستباحة الحرمات والاعتداء على الممتلكات بالنهب والتخريب والإيقافات العشوائية المتواصلة. وتطالب بـ: – إجلاء قوات البوليس من مدن الحوض المنجمي وفكّ الحصار البوليسي عنها وخاصة مدينة الرديف ورفـع حالة الطوارئ الغير مُعلنة. – إطلاق سراح كافة الموقوفين والمساجين من أبناء الحركة الإحتجاجية فورا ودون قيد أو شرط ونخصّ منهم بالذكر السيد نجيب زنايدية الأستاذ العاطل عن العمل الذي حوكم يوم الخميس 5 جوان 2008 بستة أشهر ونصف سجنا نافذا. – ضرورة الكف عن الملاحقات البوليسيّة والقضائيّة في حقّ النشطاء من النقابيين والمُحتجّين وإلغاء محاكمتي المتلوي ليومي 12 و13 جوان 2008 – قضيّة عـ08/3103 ـدد جلسة: 12 جوان 2008 المتعلقة بـمحاكمة 14 شاب و قضيّة عـ08/3102ـدد جلسة: 13 جوان 2008 المتعلقة بمحاكمة 7 من الشباب. – محاسبة كل المشاركين في الجرائم والفضاعات المرتكبة بحق الأهالي في الحوض المنجمي. تدعو كلّ فعاليات المجتمع المدني والعمال والنقابيين والشباب لدعم ومؤازرةّ الإحتجاجات بكلّ من قفصة – القصرين – صفاقس, إلخ… والتصدي لحملات القمع الهمجي والإعتقالات والمحاكمات الصورية وفضح  تلك الجرائم وبالنهج القمعي  الذي يتبعه النظام. تتقدّم اللجنة بتعازينا الحارة لعائلة الشهيد حفناوي بن رضا المغزاوي ولبقية العائلات التي فقدت أحد أبنائها في معركة الكرامة والعزة وبمواساتها لكلّ عائلات الجرحى.   اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي co_sout_bassinm_sfax@yahoo.fr المصدر : http://fr.groups.yahoo.com/group/contre_tajrid


 
 

حول الأحداث في الرّديّف

 

 
كتبه عبدالحميد العدّاسي   1 – توضيح: ورد بمقالي المنشور أمس والمُعنون بـ »التغيير المبارك يعرّف أهل الرّديّف على مختلف أجهزة السيادة » جملة إعتراضيّة فُهم منها ربّما تشكيك منّي في صحّة الخبر المتحدّث عن تدخّل الجيش في مدينة الشهداء (نحسبهم) الرّديّف. والحقيقة أنّي لمّا ذكرت بين قوسين، (إن صحّ ذلك)، فإنّما ذكرته استنكارا للتدخّل من ناحية وتحسّبا لتعليقات حرّاس الباطل ممّن تعوّدوا رمينا (نحن المحرومين من العيش في بلدنا) بالاصطياد في الماء العكر وركوب الأحداث وعدم الدقّة والكذب. فقد كان الاحتياط ضروريا، والجميع يرى صبر القوم على الباطل وبالتّالي على النّار بدءا بالوزير مرورا ببسيّس والصغيّر (كما قال « خيبان » الذي أقدّر جهده في إبراز الحقيقة عاليا، وأبلّغه إعجابي بما يكتب) الوضيعين وانتهاء بأسفل قوّاد قد يوجد بين الصفوف. غير أنّي لا أتردّد لحظة في تصديق أهلنا الأشاوس ممّن رفعوا شعار « نحن شعب ينتصر أو يموت »، كما أنّي لن أنحاز إلاّ إليهم، سائلا الله أن يبارك في جهودهم وأن ينصرهم على عدوّهم، وعدوّهم كما قالت شعاراتهم المرفوعة هو الظلم والاضطهاد والفساد وكلّ القائمين بهذه الأعمال الخبيثة…   2 – تعليقات:   أ – تابعت بعضا من الحديث الذي جمع بين السيّد الطّاهر بن حسين وبرهان بسيّس قبيل حصول جريمة قتل الحفناوي بالرّديّف، وقد توقّفت عند أمرين اثنين: أوّلهما يتعلّق بسي الطاهر، فقد وجدته وديعا « متأدّبا » متفهّما مستمعا غيرَ محرج لجليسِه رغم كثرة الحجج والبراهين، وقد عرفته مع الإسلاميين فارسا مفحما « محرجا » كثير الكلام قليل الاستماع والفهم، ففهمت أنّ أهل الباطل لا يخرصهم إلاّ ذووهم ممّن كسبوا الحظوة عند رئيسهم… وأمّا الأمر الثاني فيتعلّق ببرهان هذا الذي جمع فأوعى حتّى لتخطئ بالاعتقاد أنّ أباه ما سمّاه عند مولده برهانا إلاّ لعلمه (ولا يعلم الغيب إلاّ الله) بنبوغه في ترجمة اسمه إلى حقيقة لا تخطئها عين ملاحظ، فقد برهن برهان على قدرته الفائقة في لحن الحديث، وفي كذب الحديث، وفي الاستهانة بالحديث، وفي عدم الحياء عند الحديث، كما برهن على الإخلاص إلى الباطل وأهله فعبّر عن مساندته السياسات الرّعناء والتصرّفات الهمجيّة الصادرة عن التشكيلات الأمنيّة الفاسدة والمؤسّسات الصوريّة العميلة مقابل محاربة الحقيقة وأهلها فبيّن رفضه المطالبة بالحقوق خارج « الشرعيّة »، كما بيّن انسجامه مع ما يرتكبه هذا أو ذاك في حقّ شعب بأسره…    ب – « إنّ أهـالي الرديف شيبا وشبابا، نساء ورجالا: » . هذه جملة من البيان الصادر عن أهل الرّديّف لإعلام الرّأي العام بمجمل الأحداث الدّائرة فيها، وتبيّن كيف أنّ البلدة هبّت بأسرها لمقاومة الظلم بصدور عارية أمام هذا الرّصاص الخائن الذي انطلق من بنادق لا تخشى الله سبحانه وتعالى. وكذلك الشأن في المطالبة بالحقوق بأن يتكاتف الجميع ولا ينتظرون المنظّرين أو السياسيين الذين لا يستفيقون إلاّ على رؤوس الخماسيات…   ج – يقول خبر عزل الرّئيس المدير العام لشركة فسفاط قفصة (كما أورده معزّ الجماعي) بأنّ أهالي الولاية قد تقبّلوا القرار بردود فعل مختلفة حيث اعتبره البعض انتصارا وجزءا من تتويج تحركاتهم النضالية، وفي المقابل رأى البعض الآخر أنّ هذا القرار أتى كمحاولة لامتصاص غضب الجماهير بعد استشهاد شاب وسقوط عدد من الجرحى في مدينة الرّديّف ووصفوه بالمسرحية سيئة الإخراج. والحقيقة أنّ ننظر إلى العزل بالاعتبارين معا: فهو سياسة قديمة جديدة، وقد كانت ديدن بورقيبة الذي بلغ به الأمر إلى عزل الوزراء وسجنهم ثمّ البكاء عليهم وعلى أفعالهم والتشهير بغشّهم إيّاه إذ كان يُعاملهم بثقة كما كان مع الوزيرين البارزين ابن صالح والمزالي، بل لقد كان يتعمّد العزل حتّى للاستراحة من وزير سطع نجمه بشكل يصرف الأنظار عن الزّعيم الأوحد كما كان مع الباهي الأدغم إبّان وساطته في أحداث أيلول الأسود بالشرق الأوسط، غير أنّ عزل مسؤول شركة الفسفاط قد جاء أيضا تحت ضغوط أهلنا الصامدين. وعليه فنفرح (نحن أهل قفصة) بنجاحنا في عزله، ولا نكتفي بذلك. فمطالبنا كما في الشعارات المرفوعة: لا للاضطهاد، لا لإرهاب الدولة، لا للاعتداءات والإيقافات، لا للفساد. نعم للحرّية، نعم للمساواة، نعم للعمل. ولا ننسى أنّنا شعب ينتصر أو يموت. ولا ننسى أنّنا قد صرنا ذوي أرصدة، فأرواح الشهداء تساندنا وتنظر كيف نفعل بعدهم فيما استشهدوا من أجله…   د – نفى الوزير في البداية بشدّة اقتحام الأمن المنازل لترويع الأهالي أو المحلاّت لسرقتها، ثمّ ما لبث أن تراجع بعض الشيء فأشار إلى أنّه اتّصل بممثّل النّيابة العامّة لاستفساره عن السرقات التي نسبت إلى أعوان الأمن، فأفاده بأنّ هناك بعض الأشخاص ليست لهم صفة عمومية أو رسمية (لا إنس لا جان) عمدوا إلى سرقة بعض المحلات وليس المتسبب فيها أعوان أمن وليست له أي شكاية من أي مواطن حول أعوان أمن قاموا بالسرقة (انظروا سماحة القانون وسلاسة تنفيذه). وأنا أشهد الله على أنّ هؤلاء يسرقون ويغتصبون وقد عايشت بعض التّافهين الذين قاموا بهذه الأعمال أيّام كانت الفضيلة قائمة في البلاد، فكيف وقد طغت الرّذائل اليوم بفعل الأراذل؟!…   هـ – « أثناء الاقتحامات جرت فضاعات بحق النّساء والشيوخ والأطفال من ضرب وتعنيف مادي ومعنوي بلغ بأحدهم أن كشف عن عورته أمام النساء »، هذه فقرة من البيان العام حول أحداث الرّديّف، وقد تمنّيت على أهلنا أن يتخطّفوا هذا الفاسق فيقوموا بخصيه كي يكون عبرة لمن يعتبر. فإنّ الدّفاع عن العِرض من المقاصد الشرعية الخمس (الدين – النفس – العقل – العرض – المال). كما أنّ التصدّي للمفسدين من أوكد الواجبات التي يترتّب عليها صلاح المجتمع…      3 – معلومة بسيطة: أكثر الوزير وبرهان والصغير وغيرهم من الحديث عن الزّجاجات الحارقة التي يسمّونها تهويلا وتخويفا  » قنابل مولوتوف »، دفعتهم إلى استعمال الذّخيرة الحيّة لإحداث قتلٍ وصفه الوزير بأنّه قانوني، حيث قال: « … ثم استعماله (أي الرّصاص) إن اقتضى الأمر بالطريقة التي يحتّمها القانون وهو ما انجر عنه حادث القتل ». وحريّ بنا أن نتعرّف على هذا الاسم الكبير « الولوتوف » الذي أخاف الوزير على الأمن في الرّديّف حتّى استهان بقتل الحفناوي رحمه الله: إنّها زجاجة تحتوي على 3 أرباع حجمها بنزين (للاشتعال) مقابل ربع زيت واحد (للمحافظة على الشعلة)، تقفل بأيّ شيء ويُخرج منها فتيل لتُشعل منه. وهي من الوسائل الفقيرة جدّا والبدائيّة جدّا وغير النّاجعة جدّا ولكنّها كانت تستخدم في التصدّي – بأعمال فدائية – لدبّابات العدوّ… وأحسب أنّكم معي، في أنّ القارورة إذا لم تتكسّر على جسم صلب فإنّها لن تُحدث شيئا كما أنّها لو تكسّرت فانتُبه لها مباشرة بعد كسرها فإنّها لن تُحدث شيئا… ومع ذلك فقد عملت استخبارات الأمن التونسي البطل الذي عوّدنا على التصدّي للمخاطر واستباق وقوعها كما كان منه ذلك في مصرع أبي جهاد بالعاصمة، وفي أحداث قفصة، وفي أحداث حمّام الشطّ!…   إنّه الكذب على الذات قبل أن يكون على النّاس…إنّه التلفيق الذي حرم الكثير من شباب تونس الحريّة والمعرفة المباحة… وتعس أمْن تُخيفه قارورة حارقة (زعموا) حتّى يفقد منها عقله، فيقتل، ويسرق، ويكشف عورته الفاجرة للنّساء!..


 

خارطة طريق لقضية الحوض المنجمي

 

 
   كتبها محمد الأزهر العكرمي إذا أردنا حلاّ عادلا وشاملا، ودائما لقضية الحوض المنجمي، فإنّه لا بد من التفكير في خارطة طريق، تشمل فهما دقيقا، لإشكالات هذه المنطقة، وتفهما عميقا لمطالب السكان، وحقوقهم المشروعة في العمل، والحريات، والتنمية المستديمة، داخل القطاع الذي يتكون من المضيلة، المتلوي، أم العرائس والرديف، لا سيّما وقد أثبت أبناء هذا القطاع وعيا مدنيا حادا بمشاكلهم ومطالبهم، وحسّا وطنيا قلّ نظيره في الاحتجاجات الجماعية، حيث لم يحرقوا سيارات، أو محلاّت، أو مرافق عمومية، فاقتصروا على حرق الإطارات طيلة الأشهر الخمسة الماضية، وحرق أعصابهم. ولما كانت الحقيقة تقال أحيانا، فإني أودّ مصارحة من سيقرأ بطاقة هذا الأسبوع، بأنّي اهتديت إلى هذه الفكرة بعد أن ترافعت الأسبوع الماضي في قضية أمام المحكمة الابتدائية بقفصة عن تسعة شبّان من الرديّف، أحيلوا من أجل السّكر الواضح، وإحداث الهرج والتشويش، ومسك شفرة حلاقة بدون رخصة، والتجاهر بما ينافي الحياء، والاعتداء على الأخلاق الحميدة، وهضم جانب موظف أثناء مباشرته لوظيفه… كنت أعرف سلفا أنهم ممن يتظاهرون، ويعتصمون بحبل الحقّ في العمل والكرامة، وأن الحاكم أحالهم بهذه التّهم حتّى لا يشرّفهم بأن يكونوا خصوما سياسيين، بعد فشل مشروعه التنموي ذي التطور الجهوي اللامتكافىء. دخلت قاعة الجلسة إذن، وأنا أحمل مشاعر مختلطة، فأنا ابن إحدى القبائل التي استوطنت منجم المضيلّة .. مما جعلني أنظر إليهم كأبناء أخوال، وعمومة، وشقيقات، وأشقاء … أي كان قلبي عليهم كما يقال … وبقدر ما أحسست أني محظوظ .. بالنسبة إليهم.. أحسست أيضا أن من واجبي التفكير فيهم في الحد الأدنى.. لأول مرّة منذ دخلت هذه المهنة، رأيت عصفورين يطيران وراء المجلس القضائي تحت السقف بقليل على مدى الساعات الستّ للمحاكمة .. لست روحانيا ولا غيبيا جدّا، لأتحدّث عن معجزة مفادها أنّ رمزا للحرّية رفرف في القاعة، ليلطّف من الجوّ الخانق الذي أضفاه « جنرالات الاستعارة وضبّاط المجاز » الذين انتشروا في القاعة يدوّنون كلّ ما يقوله الدفاع ويتطفّلون من المقعد الخلفي على كلّ ما ندوّنه وهو في أغلب الأحيان رسوم طفولية لا معنى لها… وهم على كل حال دوّنوا علينا، وعلى القاضي الجالس.. كان التسعة فتية يافعين ، لغتهم تنبئ بأنهم لم يقرؤوا كتبا، ولا تسيّسوا بما يكفي ليخطبوا .. إلاّ أنهم كانوا على درجة من الوثوق، والرّجولة، يستحقّون معها صفة المرابطين. فهم لم يتعطّفوا.. ولا انهاروا.. ولا ضعفوا.. أنكروا، وتماسكوا .. واستنكروا .. وما بدّلوا تبديلا … فكانوا كمن يخلق الحياة من الموت .. كانوا أبناء شرعيّين لهذا الوطن الصّغير.. وهذه الأمّة العظيمة التي جُبلت على العطاء، والرّفض، في آن معا .. ما قالوه كان جوابا في حدود السؤال، بما يسمح للقاضي أن يسجّل الجملة الشهيرة،  » وأنكر ما نسب إليه  » و  » ذكر أن الاعترافات انتزعت منه بالقوّة  » وإنّه  » تعرّض للاعتداء بالعنف » و « طلب محاميه عرضه على الفحص الطبّي » إلا أن ما لم يقولوه هو إنهم، بلغوا العقد الرابع دون أن يعرفوا معنى للعمل .. وإنهم لم يوفّروا ما يسمح لهم بالزواج، وإنهم فضّلوا الاحتجاج في بلادهم على الإبحار خلسة إلى لمبادوزا وفيرونا … وإن لهم « أقارب من صلات رحمية وعصبية قتلهم السرطان الناتج عن المعامل الكيمياوية .. وإنهم عاشوا على مستوى الآلة البيولوجية، وإنهم سكتوا خمسين عاما على حقوق الإنسان، وإنهم يطمحون إلى تحصيل نصيبهم في الفسفاط الذي يستخرج من تحت أقدامهم، ومن التنمية، ومن الحق في حياة كريمة … خمسة أشهر كانت مرت على بدء الاحتجاجات في القطاع .. أزهر الحوض أناسا، طرحوا مشكلات البلد، بشكل لم يتجاوز الاحتجاج السلمي للفت الانتباه، لم تذو الزهور، رغم أن أغلب السكان لم يعرفوا شيئا عنها، وقد أريد لها أن تكون كالزهور التي تنبت في المزابل تحت رهان الوقت .. والاحتقار، واللامبالاة، والتعويل على الكَلَل والنّسيان. أخذنا الحديث فلنعد إلى خارطة الطريق. الفصل الأول: يتعهد الطرف الأول بدراسة المشاكل المتراكمة منذ إعلان الاستقلال بما في ذلك التطوّر اللاّمتكافئ بين الجهات لجهة التنمية وتدخّل الدولة وإيجاد الحلول اللازمة ليس فقط لاستتباب الأمن، وإنما أيضا لإشعار أبناء الحوض المنجمي وسائر الجهات المحرومة بأنها ليست من باب فائض القيمة عن الحاجة الوطنية. الفصل الثاني : يتعهد الطرف الثاني بالعودة إلى العمل بعد أن توفره الدولة لهم، ووقف الاعتصامات، والتظاهر، ورشق قوات الأمن بالحجارة، مع التبرّع بأسبوع عمل من كل شهر لصندوق 26/26 لمن يجد شغلا خارج الحظائر. الفصل الثالث: يتعهد الطرف الأول بنقل المعامل الكيمياوية إلى الصحراء، وتوفير المهاجع، والنقل للعمال على غرار، عمال نفط البرمة في أقصى الجنوب وتعويض عائلات ضحايا السرطان الكيمياوي، الذين قضوا نتيجة التلوث البيئي، والإفصاح للرأي العام عن وظيفة هذه المعامل في ملف تلفزي على القناة السابعة مساء الثلاثاء وجلب مختصين، وليس تلك الوجوه المقيتة التي جندت لمهام لا تجيدها. الفصل الرابع: يتعهد الطّرف الثاني بقبول نتائج مناظرات الدخول إلى السي بي – جي، حسب الكفاءة، بعيدا عن محاصصة العروش التي أدخلها عمارة العباسي إلى الجهة قبل أن يطبّقها بول بريمر في العراق. الفصل الخامس: يتعهّد الطرف الأول ، بالإيقاف الفوري للراتب الشهري الذي يتقاضاه طارق ذياب ونبيل معلول وكوارجية آخرون من شركة فسفاط قفصة منذ سنوات طويلة، وتقسيمه على عشرة عاطلين من القطاع، ومطالبة هؤلاء بإرجاع ما قبضوه باعتباره كان على سبيل القرض دون فوائض بعد أن أصبحوا من أصحاب الملايين. الفصل السادس: يتعهد الطرف الأول بالوقف الفوري للمنح السنوية التي تخصصها شركة فسفاط قفصة للنجم الرياضي الساحلي، والترجي والنادي الإفريقي بمئات الملايين، وتحويلها إلى مشاريع عامة يستفيد منها الأهالي، أو على الأقل لبناء مشاريع رياضية لأبنائهم عملا بأن العقل السليم في الجسم السليم. الفصل السابع: تخصيص عشرين بالمائة من عائدات الفسفاط لتنمية هذه الجهات، كما حصل في جنوب السودان وسيحصل في دارفور. الفصل الثامن: تحديد سقف زمني لقضايا الحلّ النهائي، بسنة 2009 ، بالنسبة لحق العودة… ، إلى الحياة الكريمة، وعودة الروح إلى الجهة، على الأقل كما كانت عليه في الأربعينات والخمسينات. كتبها محمد الأزهر العكرمي   (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 65   بتاريخ 2 جوا ن 2008 )


 

دروس أزمة الرديّف في تونس

 

 
بقلم: برهان بسيّس   تونسيّتنا تفرض علينا الإسراع بطيّ الصفحة، لا عبر الأسلوب الخاطئ بالسكوت عن المشاكل والصعوبات والأخطاء، بل بأسلوب المصارحة والحوار وتسليط الضوء الكاشف الحيّ والمركز على المصاعب والإشكالات والإستئناس بكل الآراء المقترحة للحلول شريطة ان يكون سياق هذا المنهج هو أولويّة المصالح العليا للوطن. بلغ الوضع في منطقة الرديّف بعد أحداث يوم الجمعة الماضي منعرجا خطيرا يتطلّب وضع ملفات ما عرف باحتجاجات الحوض المنجمي موضع التناول الباحث عن أقصى درجات الجديّة والنجاعة والمسؤولية. لا أحد في تونس بامكانه ان يرتاح او يهنأ لسماع صوت الرصاص الحيّ أو رؤية الزجاجات الحارقة فهذه الصورة لا يوجد فيها منتصر او مهزوم بل يوجد فيها فقط تونس غير مألوفة تستدعي نفسها فورا وعاجلا بعيدا عن كل أشكال المزايدة الى الاختلاء بعقلها طرحا لكل الأسئلة ونقاشا جديّا وصريحا وشاملا حول كل الإشكالات. ينبغي أن تردم هذه الأحداث في قاع الذكريات الأليمة ولا يمكن ان يتم ذلك الا بتفعيل التواصل بين مطالب الأهالي وسلطة القرار عبر قنوات واضحة ونشيطة وحوار مباشر لا يتم داخل الجدران التقليدية التي تراجعت الثقة في قدرتها على تأطير تواصل طبيعي ناجع بين مختلف الأطراف. لقد انتهت صلوحيّة الصورة التقليديّة لمسؤولين يتنقلّون الى الجهات للقاء موظفين اداريين تدعوهم الاستدعاءات الرسميّة لحضور اجتماعات الإعلان عن الاجراءات ونوايا المشاريع المستقبليّة لتنفضّ اللقاءات تماما بنفس ايقاعات بدايتها واشتغالها الأبدي.. خطب وتصفيق ثم تصفيق وخطب.. أما القلوب فلا يعلم ما فيها الا الله وأما أصحاب المشاكل والمكتوون بنارها فهم خارج هندسة القاعة المغلقة. لا ينبغي ان تكون لنا عقد في مواجهة مشاكلنا بالصراحة المطلوبة لأن الخوف والتوجّس من المصارحة والمطارحة هو ما يفعل فعل التهويل والإثارة والتضخيم ذاك الذي تركبه كل أمواج الإساءة الى صورة البلد والاضرار بمصالحها. حصل الذي حصل في الرديّف بمثل ما يمكن ان يحصل في أي بلد من العالم لكن المطلوب فعلا هو استنفار كل القوى والطاقات حتى لا يتكرر ما حصل، خطاب المصارحة والنقد الذّاتي مطروح في مثل هذه السياقات، ليست الدولة في موقع المعصوم الذي لا يخطئ ولا المحتجّين وحركة الشارع في موقع من لا يخطيء أيضا. تونسيّتنا تفرض علينا الإسراع بطيّ الصفحة لا عبر الأسلوب الخاطئ بالسكوت عن المشاكل والصعوبات والأخطاء وجعل هذا السكوت الوسيلة الأفضل لدى البعض ممّن يخفي المشكلة فيساهم في ازدياد حدّتها بل بأسلوب المصارحة والحوار وتسليط الضوء الكاشف الحيّ والمركز على المصاعب والإشكالات والإستئناس بكل الآراء المقترحة للحلول شريطة ان يكون سياق هذا المنهج هو أولويّة المصالح العليا للوطن تلك التي ينبغي ان تلغي كلّ اختلاف حين يطرح في فضاءات المزايدة الخارجيّة بقدر ما ينبغي ان ترعى هذا الإختلاف وتوفر له مجالات التعبير والتجلّي والحوار داخل فضاءاتنا الوطنيّة. بات واضحا ان تجديدا في أسلوب التعاطي مع المشكلات والمصاعب الطبيعية التي يمكن ان يواجهها أي جسم اجتماعي او سياسي يطرح نفسه بشكل ملحّ لأنه من غير الممكن ولا المعقول في تونس الجديدة الفخورة بنخبها وذكاء أبنائها أن يعتقد البعض ان منوعة ترفيهيّة مهترئة متآكلة تسوّق بأسلوب خشبي ممل للانجازات المحققة في مناطق البلاد ـ ومنها ولاية قفصة ـ تستطيع ان تساهم في حلّ مشاكل الناس او ان برنامجا عن أنواع الحيتان في المحيط الهادي ليلة اليوم الحزين لأحداث الرديّف يمكن ان يكون صورة لشعار اعلام يخدم.. اعلام يعكس.. اعلام ينقل.. اعلام يساند.. اعلام يساعد.. ببساطة لا يمكن ان يكون ما رأيناه صورة لاعلام وكفى.   (*) كاتب تونسي   (المصدر: موقع ميدل إيست أون لاين بتاريخ 11 جوان  2008)

 
بيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان  
 
اجتمع المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات بتاريخ 8 جوان 2008 برئاسة الأخ الأمين العام، و بعد تدارسه الأحداث الأليمة و الخطيرة التي شهدتها مدينة رديّف و التي أفضت يوم الجمعة 6 جوان 2008 إلى اصطدامات عنيفة استعملت فيها قوات البوليس الرصاص مما أدي إلى سقوط  قتيل و عشرات من الجرحى و إلى حملة اعتقالات واسعة، فإن المكتب السياسي: – يقدّم أحرّ تعازيه لعائلة الفقيد الشاب الحفناوي المغزاوي و يعبّر عن تضامنه مع الأهالي و ضحايا القمع, – يندّد  بما حصل من إراقة للدماء وعنف ضدّ مواطنين عزّل قاموا بتحركات احتجاجية سلمية و يعتبر أن ما حدث يشكّل منعرجا خطيرا في تعامل السلطة و معالجتها لقضايا طرحها أصحابها و باستمرار منذ أشهر عديدة  وهو ما لا يترك أي مبرّر للارتباك و التشنج من طرف الجهاز الأمني . – يطالب السلطة بإطلاق سراح الموقوفين و الكفّ عن إحالتهم على القضاء بتهم واهية كما يطالبها بالقيام بتحقيق جدّي و محايد للكشف عن حقيقة ما حصل وعن ضرف موت الضحية و تحديد المسؤوليات و إرجاع الطمأنينة في نفوس الأهالي. – يتفهم مطالب سكّان هذه الجهة في حقوقهم المشروعة في العمل و الحريات و التنمية و يعتبر أن ما يحصل في منطقة الحوض المنجمي ليس سوى أنموذج للمشاكل التي يعاني منها الشباب في مناطق عديدة تشكو، و إن بأشكال متفاوتة الخطورة،. الفقر و البطالة و انسداد الآفاق.كما يعتبر أن الحل يكمن في الإقرار بأهمية المشاكل و معالجة الأسباب العميقة التي أدت إليها عوض السعي بكل الوسائل بما فيها القمع إلى إخماد أصوات الاحتجاج المشروع. – يؤكد على ضرورة العلاج الفوري و اتخاذ التدابير العاجلة و الكفيلة بوضع حدّ للاحتقان و يطالب السلطة باستخلاص الدرس و مراجعة سياستها عبر تشريك كل الأطراف من سلطة و منظمة شغيلة و أحزاب سياسية في تطويق المشكل و معالجته بدل الاحتقار و التهميش و اللاّمبالاة لمشاغل جهة عرفت بنضالها و حبّها لتونس و إسهامها في بنائها.   الأمين العام مصطفى بن جعفر  
 
 
 

اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي

co_sout_bassinm_sfax@yahoo.fr       صفاقس في 8 جوان 2008 أعوان من البوليس يوقفون الأخ النقابي حسن المسلمي عضو اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي ويعتدون عليه بالضرب النقابيون والرابطيون والشباب الطلابي واللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي يتجمعون أمام مقر الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس ويستنكرون تلك الإنتهاكات ويفرضون إطلاق سراحه

 
أوقفت قوات من البوليس الأخ النقابي حسن المسلمي كاتب عام النقابة الأساسية للتجهيز والإسكان وكاتب عام الفرع الجامعي للأشغال العمومية بصفاقس عضو اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي صباح اليوم 8 جوان 2008 على الساعة العاشرة عندما كان يهم بالإلتحاق بمقر الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس. وقد قامت تلك العناصر بمنعه من التوجه للإتحاد ومحاولة إرغامه للرجوع إلى منزله. وعند إصراره على حقه بالمرور بالطريق العام وحقه بالإلتحاق بالإتحاد انهالوا عليه ضربا واختطفوا هاتفه الجواب واقتادوه عنوة إلى مركز للشرطة. وبمجرد علمهم تجمع النقابيون والرابطيون والشباب الطلابي واللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي أمام مقر الإتحاد الجهوي بصفاقس بأعداد غفيرة وهتفوا بشعارات تندد بعملية الإيقاف وتطالب بإطلاق سراحه فورا معبرة عن تمسكهم بالحق النقابي. كما تنقل وفد من النقابيين على رأسهم الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس إلى منطة الشرطة وطالبوا بإطلاق سراحه فورا. وقد كان ذلك بعد وقت قليل. وقد عقدوا اجتماعا عاما تداول فيه على الكلام العديد من النقابيين الذين نددوا بشدة بتلك العملية وجددوا تمسكهم بمواقفهم المتضامنة مع أهالي الحوض المنجمي وتنديدهم بكلّ الجرائم التي اقترفت في حق الشباب والنقابيين والأهالي. إن اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي: – تستنكر بشدة إيقاف الأخ حسن المسلمي وتعتبر ذلك انتهاكا للحق النقابي وحرية التنقل وتصعيدا خطيرا ومجانيا يأتي بعد إيقاف الأخ علي الزيتوني يوم 3 جوان 2008 عضو اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي طيلة 6 ساعات. -تعبر عن تضامنها ووقوفها مع الأخ حسن المسلمي في دفاعه عن حقه في النشاط. -تطالب السلطة بالكف عن مثل هذه الممارسات وتحملها المسؤولية كاملة في كلّ ما يمكن أن ينجرّ عن تلك الإنتهاكات  وتطالب بمحاسبة الذين قاموا بها. -تجدد تمسكها بمواقفها المبدئية في مساندة أهالي الحوض المنجمي وكامل جماهير شعبنا من أجل الحق في الحياة الكريمة وتعلم أنه لن يثنيها عن القيام بواجباتها النضالية مثل هذه والإنتهاكات. – تدعو كافة هيئات المجتمع المدني للتنديد بهذه الإنتهاكات. -تتقدم بالشكر لكلّ العمال ولكلّ النقابيين والرابطيين والشباب والطلبة الذي هبوا للدفاع عن الأخ حسن المسلمي بوقوفهم صفا واحدا دفاعا عن الحقوق النقابية والسياسية. عاشت النضالات الجماهيرية لأهالي الحوض المنجمي عاشت الوقفة النضالية المساندة لها يسقط القمع المسلط على المناضلين وعلى الجماهير.   اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي co_sout_bassinm_sfax@yahoo.fr المصدر : http://fr.groups.yahoo.com/group/contre_tajrid


 

الصحفيون يعبّرون عن رفضهم لمحاولات ضرب وحدة صفّهم

     

حضرعدد من الصحفيين التونسيين من مؤسستي الإذاعة والتلفزة التونسية ومن مختلف المؤسسات الإعلامية الاجتماع الذي دعا له المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين يوم الثلاثاء 10 جوان 2008  وقد تدارسوا مجمل التطورات الأخيرة بخصوص سعي بعث هياكل نقابية موازية للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ، وعبّروا عن تمسّكهم بنقابتهم ورفضهم المبدئي والحاسم لأيّ محاولة لضرب وحدة الصف الصحفي  كما أكّدوا على استعدادهم للدفاع عن هيكلهم الممثل الشرعي والوحيد، وطالبوا المكتب التنفيذي بالإسراع بانجاز الهياكل، وأكّد الزملاء في  مؤسستي الإذاعة والتلفزة التونسية عن حاجتهم الأكيدة لوجود فرع للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بالمؤسستين. منجي الخضراوي www.snjt.org


  طلبة تونس WWW.TUNISIE-TALABA.NET

تم يوم الاثنين 2 أكتوبر 2006 حجب هذا الموقع في تونس    أخبار الجامعة

 

 
الحوار مع الشباب : 1 – تكثفت خلال الأسابيع الأخيرة لقاءات الحوار مع التلاميذ و الطلبة في أقبية المعتقلات و السجون و قاعات المحاكم و كان من آخرها ما تم خلال انعقاد جلسة الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الإبتدائية بتونس يوم الخميس 29 ماي 2008 حيث مثل أمام هيئة المحكمة خمسة طلبة أصيلي قابس و مدنين و زرمدين بحالة إيقاف تحت طائلة  » قانون الإرهاب  » سيئ الذكر و وجهت لهم تهمة تكوين  » خلية إرهابية  » و زعم قرار الإتهام أنهم سعوا إلى شراء مكونات لصناعة المتفجرات و البارود الأسود و قاموا باستخراج وثائق – عن طريق الإنترنت – تتعلق بكيفية صنع المتفجرات و العبوات و ادعى قرار الإتهام أن أحد الطلبة المتهمين نجح في صنع هيكل صاروخ أطلقوا عليه اسم  » جهاد واحد  » و قد أنكر الطلبة الخمسة- الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و 26 سنة – التهم الموجهة إليهم جملة و تفصيلا …… و من عاش و عايش المحاكمات السياسية يعلم كيف تلفق التهم و تنتزع الإعترافات … ولا غرابة إذن أن نسمع في إحدى المحاكمات القادمة – و التي يبدو أنها لن تتوقف – سعي بعض التلاميذ و الطلبة إلى صنع أسلحة نووية …؟؟؟  2 – على إثر التجمع الذي نظمه مواطنو أهالي مدينة الرديف صباح يوم الأحد 18 ماي 2008 بحومة السوق بالرديف للتباحث حول موضوع المناولة قام البوليس بالإعتداء على المواطنين المتجمعين و قام بتفريقهم و أعقب ذلك إيقاف عدد من المواطنين و من بينهم الطالب جهاد بن محمد بن علي العياط ( 23 سنة ) الذي يزاول دراسته بالسنة الأولى بإحدى المؤسسات في المركب الجامعي بمنوبة .. الكاباس : دورة جديدة خلال شهر جويلية …. قررت وزارة التربية إجراء دورة جديدة لمناظرة الكفاءة لأستاذية التعليم الثانوي  » الكاباس  » خلال شهر جويلية القادم 2008 و قد حددت عدد المراكز المخصصة للمناظرات بـــ 162 1 مركزا مقسمة على 19 اختصاص كان أغلبها ( حوالي 70 في المائة ) في مواد : – التربية التقنية :                          181 – العربية :                                  164 – الفرنسية :                                155 – الرياضيات :                             113 – العلوم الفيزيائية :                       112 – التاريخ و الجغرافيا :                   86 و قد حدد تاريخ إجراء المناظرات ليوم الجمعة 11 جويلية 2008 و الأيام الموالية على أن يغلق باب الترشح يوم السبت 7 جوان 2008 و يتم التسجيل عن بعد عن طريق الشبكة التربوية www.capes.edunet .tn ثم يقوم بعد ذلك بإيداع ملف ترشحه لدى الإدارة الجهوية للتربية و التكوين الراجعة بالنظر إلى الولاية التي ينتمي إليها المترشح حسب عنوانه المذكور ببطاقة تعريفه الوطنية قفصة : قرابة نصف المشاركين في مناظرة الباكالوريا من شعبة الآداب …. ظاهرة جديرة بالدراسة و البحث تخص التلامذة المشاركين في مناظرة الباكالوريا من شعبة الآداب في ولاية قفصة  حيث ارتفع عددهم إلى 038 4 من مجموع 435 8 مترشح أي بنسبة 47,87 في المائة من مجموع المترشحين وهي أعلى نسبة على الإطلاق على المستوى الوطني انتخاب العمداء و رؤساء الأقسام : انتظمت خلال الأيام الماضية في مختلف الكليات عمليات تجديد العمداء و رؤساء الأقسام عبر الإنتخاب و يشارك فيها الأساتذة من صنف – أ – ( الأساتذة المحاضرون ) و لا يشارك فيها الأساتذة المساعدون و تتم هذه الإنتخابات مرة كل ثلاث سنوات  و لا يمكن للمترشح التجديد إلا مرة واحدة – أي ست سنوات متتالية – أما فيما يخص المجالس العلمية فيترشح لها اثنان من الأساتذة : واحد من صنف – أ – و آخر من صنف – ب –

قائمة سوداء مفتوحة في أعداء الحجاب :

هذه قائمة أولية في أعداء الحجاب الذين لم ينفكوا عن مضايقة و قمع و اضطهاد التلميذات و الطالبات المحجبات في خرق كامل لدستور البلاد الذي يضمن الحريات الشخصية …. 1 –  سمير بن أحمد :                 مدير المعهد الوطني للعلوم التطبيقية و التكنولوجيا 2-  توفيق قسطنطيني :              كاتب عام المعهد الوطني للعلوم التطبيقية و التكنولوجيا 3 –  محمود العويني :                كاتب عام المدرسة العليا للتكنولوجيا و الإعلامية 4 –  بشير بن ثائر :                   مدير المدرسة العليا للتجهيز الريفي بمجاز الباب 5 – عز الدين بريك :                 مدير المعهد العالي للدراسات التكنولوجية ببنزرت  6 –  حذامي بالإمام :                  مديرة المبيت الجامعي للفتيات باردو1 – تونس – 7-  صالح الجملي :                   مدير معهد محمود المسعدي بنابل 8-  خالد ساسي :                     مدير معهد الوفاء – حي الغزالة – ولاية أريانة – 9 –  ناجية العياشي :                 مديرة المعهد العلوي – باب الجديد – تونس – 10 – عادل الفهري :                 مدير معهد الإمتياز بالجديدة 11 – صلاح الدين القيطوني :      مدير معهد بن عروس 12 – المختار العيساوي :           قيم عام المعهد الثانوي ببوحجلة 13 – فيصل عبد ربه :               مدير المعهد الثانوي بزهانة – معتمدية أوتيك – ولاية بنزرت – 14 – محمد الهادي البريشني :     مدير معهد حسن حسني عبد الوهاب بالمنيهلة – ولاية أريانة – من مآسي الصيف و البحر : وفاة تلميذ غرقا …. كان يوم الإثنين 2 جوان 2008 آخر يوم في حياة تلميذ يبلغ من العمر ثمانية عشر سنة و يزاول دراسته بالسنة الثالثة من التعليم الثانوي في معهد ابن منظور ببرج العامري التي تبعد حوالي 30 كيلومتر جنوب غرب تونس العاصمة و قد ذهب الفقيد في رحلة إلى المنطقة السياحية  » ياسمين الحمامات  » و كانت درجة الحرارة – رغم تقلب الجو – تغري بالسباحة فولج البحر و لكن المنية كانت في انتظاره حيث مات غرقا – رحمه الله – و تتكرر سنويا حوادث الغرق في صفوف الشباب الذي لا يحسن السباحة أو لا يكونون مرفوقين بأصدقاء قادرين على مساعدتهم في صورة حصول مكروه لا قدر الله …. و في الختام :   » و لسنا نستطيع ، بكل أسف ، و بتأثير أوضاعنا العقلية ، أن نفهم عمل الإستعمار إلا ريثما يثير ضجيجا ، كضجيج الدبابة و المدفع و الطائرة . أما حين يكون من تدبير فنان ، أو من عمل قارض فإنه يغيب عن وعينا ، لسبب واحد هو أنه لا يثير ضجيجا .  » مالك بن نبي – ميلاد مجتمع –  

موقع طلبة تونس بتاريخ 5 جوان 2008


 

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 11/06/2008 الموافق ل 7 جمادى الثانية 1429

القلم الحر يحصل على جائزة القلم الحر

 

 

منحت لجنة بنشيكو من أحل الحرية جائزة القلم الحر للصحفي سليم بوخذير صاحب القلم الحر العضو المؤسس لمنظمة حرية و إنصاف ، و قد تعذر تسليم الجائزة المذكورة إليه نظرا لكونه رهن الاعتقال بسجن صفاقس و قد أجمع الملاحظون الذين تابعوا ملف قضيته أن الوقائع كانت ملفقة و أن السبب الحقيق في تقديمه للمحاكمة هو الاصداع بآراء و انتقادات لا تروق للسلطة الحاكمة. وتمنح لجنة بنشيكو الجزائرية جائزة القلم الحر سنويا لاثنين من الصحافيين ممن عرفوا بحرية الكتابة والتفكير. و حرية و إنصاف تهنئ سليم بوخذير بهذا التقدير من طرف زملائه الصحفيين و تطالب بإطلاق سراحه. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


 

« تونس » تمنع المحجبات الحوامل من دخول المستشفيات للولادة

 
أطلقت السلطات التونسية حملة عنيفة ضد المحجبات مؤخرًا، تمثلت في منع حوامل محجبات في حالة مخاض من دخول المستشفيات، والتعرض لهن في الشوارع، ووسائل النقل، واقتيادهن إلى مراكز الشرطة لنزع حجابهن بالقوة، وإنذار طالبات بالفصل، وعدم السماح لهن بدخول امتحانات الثانوية العامة والمعاهد والجامعات. وناشد محمد زياد بن سعيد – المنسق الإعلامي للجنة الدفاع عن المحجبات – المنظماتِ الحقوقية بالتدخل لوضع حدٍّ لِما وصفه « بتجاوزاتٍ غير قانونية لا تلتزم بمعايير حقوق الإنسان، أو بالدستور التونسي ». وقال: « الحملة الآن على أشدها ضد المحجبات، وتشمل المنع من حضور امتحانات الثانوية العامة ـ البكالوريا ـ والامتحانات الجامعية، وهي فترة يستغلها النظام في تطبيق إجراءات عنيفة، تحُول دون ارتدائهن غطاء الرأس والرقبة ».  ونقلت مصادر إعلامية غربية عن السلطات التونسية نفيها مطاردة المحجبات، لكنها قالت إنها: « تشجع ارتداء الزيّ اللائق بما يتوافق مع التقاليد التونسية ». وأشار محمد زياد بن سعيد، إلى أن: « المنشور رقم 108 لسنة 1981م، الذي تطبقه السلطات التونسية على النساء بصورة متطرفة، يتعارض مع الدستور التونسي، وقد أثبت ذلك حكمٌ قضائيٌّ، وأيّة إجراءات تُتخذ في إطاره؛ تعتبر غير قانونية ». وقال إن: « البرلمان التركي أبطل قانونًا تمنع الجامعات بمقتضاه؛ الطالبات المحجبات من الالتحاق بها، بينما تطبق السلطات التونسية منشورًا لوزارة الداخلية منافيًا للدستور، يجري تشديده كل فترة بدون أي غطاء قانوني من مجلس النواب ». وشرحَ ابنُ سعيد، ذلك قائلاً إن: « ذلك المنشور هو مجرد أمر لمنع اللباس غير المألوف، أو الخارج عن تقاليد تونس في الجامعات والمعاهد والمقار الحكومية، وبذلك لم يورّط نفسه بمنع الحجاب بصورة صريحة، وفي الوقت نفسه؛ يشير إلى منع الملابس غير اللائقة أو العارية »،  وأضاف: « ما تمارسه السلطات ضد المحجبات، هو أوامر شفهية غير مكتوبة، يتلقاها مديرو المعاهد التعليمية والجامعات؛ لمنع الطالبات المحجبات من الدخول ». وتابع: « اتصلتْ أمس الاثنين، بنا  طالبة  بالسنة النهائية، من مرحلة تكوين المهندسين بالمدرسة العليا لمهندسي التجهيز الريفي، وقالت إنها: على أبواب تقديم مشروعها الختامي؛ لكن رئيس قسم المياه أخبرها يوم السبت الماضي، أنه لا يمكنها ذلك حسب القانون، إلا إذا أحضرت شهادة ختم تربص سابق، كانت قد أجرته في الفترة الممتدة من 1 أغسطس إلى 29 منه سنة 2007 بالمندوبية الجهوية للفلاحة بولاية قبلي ».  وقال إن: « المندوب الجهويّ للفلاحة عبد الحميد حاجي، رفض تسليمها هذه الشهادة، رغم اتصالها به عدة مرّات، وكان في كل مرة يقول لها: إنك مخالفة للقانون بارتدائك غطاءً فوق شعرك، وإني ألتزم بالتعليمات، ولا يمكنني أن أعطيك هذه الشهادة، ما لم تكشفي عن شعر رأسك ».  وأوضحت الطالبة في اتصال بلجنة الدفاع عن المحجبات أنهم: « بسبب غطاء الرأس؛ يعتزمون حرماني من ثمرة جهد، بذلته مدة خمسة عشر عامًا خلف مقاعد الدراسة، حيث كنت دائمًا أحصل على المراتب الأولى ». واستطرد زياد بن سعيد: « الدوائر الرسمية في تونس تتعامل مع الحجاب على أنه لباس طائفيّ ودخيل، ولا ندري المقصود بالطائفي في دولة معظم سكانها من المسلمين السنة »، وقال إن: « الحملة ضد المحجبات تتخذ أشكالاً متفاوتة على مدار العام، ما بين التخفيف والتشدد، وخصوصًا في موسم الامتحانات وبداية العام الدراسي، ووصلت في بعض الفترات لمنع ولادة الحوامل المحجبات في المستشفيات، واعتقال من تغطّي شعرها أثناء سيرها في الشارع، أو وجودها في وسائل النقل العامة، واقتيادها إلى مخافر الشرطة، وترهيبها بالمنع من الدراسة، أو الامتحانات أو دخول السجن، والحصول على توقيعها على التزام بخلع غطاء الرأس ». وتابع بن سعيد: « توقيعاتهن على التزامات نزع الحجاب مخالفة للقانون، ولا يؤاخذن عليها قضائيًّا؛ لأنها تناقض حقوقهن التي كفلها لهُنَّ الدستور التونسي، والمرجعيات الحقوقية الدولية »، وقال إن: « معظم الجامعات والمعاهد تتطرّف في تفسير عبارة « اللباس غير المألوف » الواردة في المنشور « 108 ».. وتعتبر أن المقصود منه غطاء الرأس والرقبة، وبالتالي لا بد من كشفهما تمامًا وبوضوح ليصبح اللباس مألوفا، ولكن البعض يجتهد في محاولة للتخفيف، فيسمح للطالبة بارتداء القبعة ». وأضاف زياد بن سعيد أنه: « تقابل مع عميد إحدى الكليات، وعرف منه أنه يلجأ للحل الوسط، فلا تعرّي المحجبة شعرها، ولا تغطيه بالقماش، وإنما ترتدي قبعة أو ما شابه ذلك، وأغلبية المحجبات في الكلية تفهّمن هذا الوضع ». وأشار إلى أن: « التعرّض للمحجبات في الشوارع يختلف من حيث المكان والزمان؛ فعند زيارة الرئيس الفرنسي ـ ساركوزي ـ لتونس في الشهر الماضي، وكان مقررًا له أن يتجول في الشوارع القديمة، قامت فرق الشرطة، قبل أسبوع من ذلك، بتنظيفها مما تسميه اللباس الطائفي ». وأوضح أن: « بعض المحجبات يقاومْنَ رجال الشرطة، ويرفضن خلع حجابهنّ، فيتم أخذ بطاقات الهوية منهن حتى يذهبن إلى مراكز الشرطة لاستلامها، وفيها يتعرضن للتعنيف والويلات ». وقال إن: « لجنة الدفاع عن المحجبات تقوم بفضح هذه الممارسات إعلاميًّا، خصوصًا، وأن العديد من العائلات لجأت إلى إبقاء بناتها في المنازل، وقطعهن عن التعليم »، مشيرًا إلى أن: « اللجنة تقوم بدور حقوقيٍّ أيضًا لا يشمل المسلمات فقط، فحتى لو انتهكت الشرطة حق راهبة من الراهبات في أي كنيسة بتونس؛ فسوف تدافع عنها ».  وأوضح زياد بن سعيد أن: « لجنة الدفاع عن المحجبات تقوم أيضا بنشر الوعي بين النساء لتعريفهن بأن المنشور رقم (108) لمنع الحجاب غير قانوني، وقد نجحت في جعلهن يقاومنه في كثير من مناطق تونس، وخصوصًا في الكليات والمعاهد، واللجوء إلى القضاء دفاعًا عن حقوقهن ». وأكد أن: « اللجنة تمارس ضغوطًا على مديري المؤسسات التعليمية الذين يتخذون إجراءاتٍ ضد المحجبات، وتقوم بنشر أسمائهم في بيانات، تُبث عبر الإنترنت، وترسل نسخًا منها إلى مكاتبهم، حتى إن البعض بدأ يخشى من مطاردة الإنتربول له؛ إذا خرج من تونس، فيلجأ إلى تطبيق منشور المنع بلطف ». ويعتبر القانون 108 الصادر عام 1981م، في عهد الرئيس الراحل « بورقيبة » الحجابَ زيًّا طائفيًّا، وليس فريضة دينية، ويحظر ارتداءَه في المدارس والجامعات والمعاهد، وجرى تجديده بالمنشور 102 عام 1986م. وفي أكتوبر من العام الماضي، أسقطت المحكمة الإدارية التونسية بحكم ابتدائيّ، قرار وزير التربية والتكوين، إيقاف معلّمة عن العمل في مدرسة بمدينة « حمام الأنف »، ووقف راتبها 3 شهور لارتدائها « لباسًا يوحي بالتطرف »!! واعتبرت المحكمة أن هذا المنشور يدخل في مجال الحريات الفردية نظرًا لما يتميز به اللباس من تعبير عن الانتماء الحضاري والديني والفكري، وما يعكسه من ميول شخصية.  
(المصدر: موقع « لواء الشريعة » بتاريخ 11 جوان 2008 نقلا عن « وكالات ») الرابط: http://www.shareah.com/index.php?/news/view/action/view/id/5785/

 

بسبب الحجاب…طالبة تونسية تحرم من شهادة تخرجها

   

 تونس: رفضت السلطات التونسية منح طالبة بالسنة النهائية من مرحلة تكوين المهندسين بالمدرسة العليا لمهندسي التجهيز الريفي , شهادتها التي تفيد اتمام تدريبها بالمدرسة بسبب إرتدائها للحجاب . وبحسب لجنة الدفاع عن المحجبات ، فإن المندوب الجهوي عبد الحميد حاجي رفض تسليم الطالبة أمال بن رحومة الشهادة , معللا ذلك بقوله « إنك مخالفة للقانون بارتدائك لغطاء فوق شعرك وأني ألتزم بالتعليمات ولا يمكنني أن أعطيك هذه الشهادة ما لم تكشفي عن شعر رأسك » . وحملت لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس ، السلطات الرسمية المسئولية الكاملة عن ذلك وتطالبها بتمكين الطالبة من حقها في الحصول على شهادة تخرجها, والتراجع عن المنشور 108 وما نتج عنه من إجراءات تعسفية تمس بالحرية الشخصية للمرأة التونسية في اختيار شكل لباسها , والذى كرّس التمييز بين المواطنين. وعبرت اللجنة عن رفضها لسياسات السلطة التونسية , التى تقوم على سياسة ممنهجة تهدف إلي إقصاء المتدينين وتهميشهم , وتؤكد أن هذا السلوك يهدد جديا اسقرار المجتمع التونسي , وتدعوها إلى إعادة النظر فيه اذا كانت معنية بإستقرار وأمن البلاد , وتحملها كل النتائج المترتبة عن هذه السياسات الخاطئة .   المصدر: شبكة الأخبار العربية محيط بتاريخ 11 جوان 2008

تأييد لتوسيع هامش حرية الصحافة في تونس

    

 
خميس بن بريّك- تونس   بعد شهر من الاحتفال بحرية الإعلام في العالم وما صاحب ذلك من انتقادات صادرة عن المنظمات الدولية التي تدافع من أجل رفع الوصاية على الصحافة، يستمر الجدل بين الصحفيين والحكومة التونسية. ويرى العديد من الصحفيين أن وضع حرية الإعلام في تونس لم يتحسن وأن الصحفي لا يزال يعيش حالة من الخوف ممارسا رقابة ذاتية على نفسه اتقاء من كل شرّ وحفاظا على لقمة العيش.  قيود لا تكسر  وفي هذا الصدد، قال رئيس تحرير صحيفة « الموقف » الأسبوعية المعارضة رشيد خشانة إن « حرية الإعلام في تونس مكبلة بقيود لا مجال لكسرها ». واشتكت « الموقف » الناطقة باسم « الحزب الديمقراطي التقدمي » المعارض، وصحيفة « مواطنون » الأسبوعية التابعة لـ « التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات » المعارض، من حرمانهما من الإشهار العمومي، إضافة إلى حجب مواقعهما على الإنترنت. وصرح خشانة للجزيرة نت بأن « الرأي العام العالمي والمحلي غير راض بالمرة على تدهور حرية الصحافة في تونس »، محتجا على ما وصفه بالمضايقات التي تمارسها الحكومة على صحف المعارضة « لكسر شوكتها ».  انتقاد أميركي يذكر أن « الموقف » انفردت الشهر الماضي بنشر تقرير في صفحتها الأولى يكشف انتقادات أميركية أطلقها الرئيس جورج بوش بمناسبة اليوم العالمي لحرية الإعلام للاحتجاج عن تضييق حرية الصحافة في تونس وعدة دول أخرى منها الصين. وتساءل خشانة « ما الذي يمنع أن تنقل بقية الصحف مثل هذا البيان؟ أليس الخوف؟ ». من جهته قلّل رئيس تحرير صحيفة « الوحدة » اليومية الناطقة باسم « حركة الوحدة الشعبية » المعارضة هشام الحاجي من شأن الانتقادات التي وجهها الرئيس الأميركي للوضع الإعلامي في تونس. وقال للجزيرة نت إن حزبه تقبّل باستهجان تقييمات وآراء الولايات المتحدة وذلك بالنظر إلى سياسات أميركا الخارجية تجاه الوطن العربي، معتبرا أن « بوش لم يكن يوما من المدافعين الحقيقيين عن حريات الصحافة سواء في أميركا أو خارجها ».  مطالبات بالحرية والحصانة  لكنه أقرّ بأن حرية الإعلام في تونس لم تصل بعد إلى مرحلة النضج وأن الإعلام ما زال متخلفا ويحتاج إلى مساحة شاسعة من الحرية حتى يقوم بأداء مهامه، مشيرا إلى أن هناك انتهاكات لهذه المهنة من قبل أصحاب المؤسسات ورؤساء التحرير أنفسهم الذين يدافعون عن سياساتهم على حساب حرية التعبير لغايات ربحية. ونفى أن يكون حزبه قد واجه مضايقات أو تهديدات، وقال إن « المعارضة في تونس تتمتع بمنشوراتها وصحفها ولديها هامش من الحرية ». وطالب بإعطاء حصانة للصحفي لتمكينه من اقتحام المواضيع الحساسة باعتبار أن هناك عدة ملفات وقضايا في تونس لا يتطرأ إليها الإعلام. وطالب حديثا تقرير لأوّل نقابة تونسية للصحفيين -التي تأسست بداية السنة الحالية- السلطات التونسية برفع كل أشكال التضييق على الصحفيين وفتح مصادر الخبر أمامهم منتقدا تأخر البلاد في مجال حرية الصحافة مقارنة بجيرانها في شمال أفريقيا.  تعددية وحرية التعبير على صعيد آخر، قال الكاتب الصحفي برهان بسيس إن « تمتع صحف المعارضة بعناوينها وما تحمله من اختلاف في المضامين والآراء دليل على أن تونس منخرطة في مجال تعددية الإعلام وحرية التعبير »، مشددا على أن الصحف التونسية لم تعد تخضع منذ العام 2005 إلى إجراء الإيداع القانوني، الذي كان يمثل رقابة مسبقة على الصحف. وأضاف في محادثة هاتفية مع الجزيرة نت أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي كان قد حثّ في عدة مناسبات الصحفيين على تجنب الرقابة الذاتية والالتزام بقواعد وأخلاقيات العمل الصحفي للارتقاء بالخطاب الإعلامي إلى مستوى تطلعات الرأي العام التونسي.   المصدر: الجزيرة نت بتاريخ 11 جوان 2008


حوار للاخ وليد البناني مع قناة الحوار الفضائية

 

 تبث قناة الحوار الفضائية حوارا مع الأخ وليد البناني نائب رئيس حركة النهضة بمناسبة ذكرى تأسيسها يبث الحوار في المواقيت التالية السبت 14 جوان على الساعة السابعة مساء بتوقيت فرنسا وتونس الموافق الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش ويعاد بث الحوار الاحد على الساعة السادسة بتوقيت تونس والساعة الثانية عشر ظهرا من نفس اليوم   مكتب حركة النهضة


حقوقيون مغاربة ينددون بتدخل السلطات « الوحشي » لفض اعتصام

 الرباط (رويترز) – نددت جمعية حقوقية مغربية مستقلة يوم الثلاثاء بما نعتته « التدخل الوحشي » من قبل السلطات المغربية لتفريق اعتصام شبان يحتجون على الفقر والبطالة بميناء سيدي افني في جنوب المغرب. وقالت الجمعية المغربية لحقوق الانسان ان قوات الامن  » لجأت الى الضرب المبرح وكسر العظام والاغتصاب وسرقة الممتلكات. » وكان المئات من أفراد قوات الامن المغربية قد تدخلوا فجر يوم السبت الماضي لفك حصار شبان على ميناء البلدة الصغيرة المطلة على المحيط الاطلسي والواقعة على بعد 700 كيلومتر جنوب غربي العاصمة الرباط . ويحتج الشبان على الفقر والبطالة وما يعتبرونه تهميشا من طرف السلطات لمدينتهم. وقالت السلطات ان الميناء بقي محاصرا منذ 30 مايو ايار الماضي مما عرض السمك المعبأ في الشاحنات للتلف واضطرت السلطات للتدخل. وتحدثت تقارير حقوقية ومن الموقع عن احتمال وجود وفيات لكن السلطات المغربية نفت بشدة سقوط القتلى وتحدثت عن اعتقالات في صفوف المتظاهرين. وقال بيان الجمعية الذي تسلمت رويترز نسخة منه « تابع المكتب المركزي للجمعية باستنكار بالغ الاسلوب الهمجي الذي استعمله رجال القوات العمومية ضد المواطنين والمواطنات في الشارع وفي بيوتهم وهم نيام. » واضاف « تم استعمال الضرب المبرح بالعصي وكسر العظام والاغتصاب والتحرشات الجنسية والاهانات اللفظية وسرقة الممتلكات. » كما أشار بيان الجمعية الى لجوء السلطات الى « القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي والضرب بالحجارة. » وقالت الصحف الصادرة يوم الثلاثاء وسكان من سيدي افني ان المدينة لا تزال « في حالة حصار » كما وصلت تعزيزات أمنية الى المدينة مساء الاثنين. وكتبت يومية المساء على صفحتها الاولى « الرعب ما زال يسكن سيدي افني. » وقالت « ان الحصار الامني المضروب على سيدي افني متواصل… لم تتوقف السلطات عن مداهمة بعض البيوت واعتقال مواطنين شاركوا في مظاهرات اليومين السابقين. » وقال محمد عصام وهو ناشط حقوقي بالمدينة لرويترز  » قوات الامن اقتحمت الجبال المحيطة بالمدينة حيث كان يعتصم فارون من جحيم المظاهرات مما اضطرهم الى الهرب الى وجهة غير معلومة. » واضاف « أكثر من عشرة أشخاص يجهل مصيرهم. » وقالت الجمعية المغربية لحقوق الانسان ان وفدها منع من « ولوج المؤسسات وخاصة المستشفى المحلي يوم الاحد ليتمكن من جمع المعطيات حول وضعية المصابين في هذه الاحداث مما يصعب معه نفي ما تداولته الاخبار وكذبته الحكومة من وجود قتلى. »         (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 11 جوان 2008)

 

المؤتمر العربي لرؤساء المؤسسات العقابية والإصلاحية

 

تونس في 11 يونيو / قنا / بدأ ت اليوم في مقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس أعمال المؤتمر العربي الرابع عشر لرؤساء المؤسسات العقابية والإصلاحية بمشاركة وفود عن ستة عشر بلدا عربيا من بينها دولة قطر، وكذلك ممثلين عن جامعة  الدول العربية وجامعة نايف للعلوم الامنية. ويشارك عن دولة قطر وفد برئاسة العميد ناصر عبد العزيز المسلم مدير إدارة المؤسسات العقابية والإصلاحية بوزارة الداخلية. وأكد الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، في كلمة افتتاحية على ضرورة جعل المؤسسات العقابية والإصلاحية في الدول العربية أداة حقيقية للإصلاح، ومكانا يتجلى فيه احترام حقوق الإنسان 0 0 مشيرا إلى أن دور هذه المؤسسات لا يتعلق بتنفيذ العقاب المفروض على نزلائها بقدر ما يتعلق بإصلاحهم وتأهيلهم للعودة إلى حياة  اجتماعية ناجحة، تسهم في مسيرة التقدم والازدهار. وشدد كومان على أهمية أن تكون أبنية ومنشآت هذه المؤسسات حديثة، وتتمتع بمواصفات ومزايا محددة، تضمن قيامها برسالتها الإصلاحية، داعيا إلى تقييم البرامج الإصلاحية وتطويرها، بما يتناسب مع التطورات والمستجدات المسجلة على الصعيد الدولي، والعمل على تعديل الأنظمة والقوانين اللازمة، إذا تطلب الأمر ذلك، من اجل تحقيق النتائج المتوخاة.   (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 11 جوان  2008)


مسئول أمني عربي يدعو لتحسين أوضاع السجون العربية واحترام حقوق الإنسان فيها

   تونس 11 حزيران/يونيو (د ب أ)- طالب مسئول أمني عربي كبير في افتتاح المؤتمر العربي الـ14 لرؤساء المؤسسات العقابية والإصلاحية الذي بدأ أعماله اليوم الأربعاء بالعاصمة التونسية دول المنطقة بتحسين أوضاع السجون وضمان احترام حقوق الإنسان داخلها. وأكد محمد بن علي كومان أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب ، ومقره تونس، ضرورة جعل المؤسسات العقابية والإصلاحية « أداة حقيقية للإصلاح والتأهيل..ومكانا يتجلى فيه احترام حقوق الإنسان ». وأوصى بتحديث بنايات ومنشآت المعتقلات العربية وتطويرها وتنظيم أنشطة وبرامج رياضية وثقافية وترفيهية لصالح المسجونين حفاظا على « سلامتهم الجسدية وصحتهم النفسية والعقلية ». ودعا كومان هذه المؤسسات لتقييم برامجها الوقائية والإصلاحية باستمرار وتطويرها بما يتناسب مع المستجدات على الصعيد الدولي « ويضمن إصلاح المذنبين والمنحرفين وتغيير سلوكياتهم ». وأكد أهمية البحث عن بدائل مناسبة « للاعتقال الاحتياطي والعقوبة السالبة للحرية قصيرة الأجل » مقترحا اعتماد مبدأ الإفراج المشروط وإمكانية إدخال النزيل المؤسسة الأكثر قربا من مكان إقامته أو بلدته، ومنحه بشروط معينة إجازة قصيرة يقضيها وسط أسرته لتقوية الروابط العائلية والاجتماعية بين النزيل وأسرته وتعزيز فرص اندماجه في المجتمع. وسيبحث المؤتمر الذي يستمر يومين عدة قضايا منها تأهيل المجتمع المحلي لتقبل المفرج عنهم وإنشاء مراكز إصلاح وتأهيل خاصة للموقوفين والمحكومين بسبب إدمانهم للمخدرات.  وينتظر أن يصادق وزراء الداخلية العرب خلال اجتماعهم السنوي بتونس نهاية كانون ثان/يناير القادم على ما سيصدره هذا المؤتمر من توصيات.   (المصدر: وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بتاريخ 11 جوان  2008)  


 

مصرع شخص وإصابة اثنين في انفجار بمصنع تونسي

 

تونس في 11 يونيو /قنا/  لقي شخص مصرعه وأصيب اثنان آخران إصابات خطيرة، وثلاثتهم من عمال مصنع الفولاذ في مدينة  /منزل بورقية / الواقعة على بعد 60 كيلومترا شمالي تونس العاصمة، وذلك نتيجة انفجار جيب يحتوي على كمية من الحديد السائل. ونقلت صحيفة / الصريح / التونسية في عددها الصادر اليوم عن شهود عيان القول ان الانفجار نتج عن ارتفاع درجة الحرارة وعدم  قدرة / الجيب / على استيعاب الضغط الحراري المرتفع للسوائل. ويعمل بمصنع الفولاذ في مدينة منزل بورقية 1100 بين كوادر وعمال.   (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 11 جوان  2008)


 
 

الدقيق والزيوت النباتية وأساليب دعمها

 

 
يجري حاليا وعلى ضوء ارتفاع الاسعار العالمية لبعض المواد الغذائية اصلاح منظومة الدعم. وتشمل الخطة المعتمدة لاحتواء نفقات الدعم عدة محاور منها مواصلة تنويع عرض المواد البديلة للسلع المدعومة لتوجيه جزء منها للمواد غير المدعومة ، تنويع عرض الزيوت النباتية من حيث سعة المعلبات ونوعيتها، واقتصار الدعم على السعات والأًصناف الموجهة للاستهلاك الاسري دون الفنادق والمطاعم. كما يجري أيضا  مزيد تنويع أصناف الدقيق والسميد واقتصار الدعم على الفئات ذات الدخل المحدود. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 جوان 2008)

 

المراسلة الأولى للقائمة البريدية لموقع الشيخ عبدالرحمن خليف رحمه الله وتتضمن المواد الجديدة التي أضيفت إلى الموقع مؤخرا:

 
1- سلسلة: فقه الوضوء http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=news&n=30 2- خطب جمعية: سلسلة التوكل على الله  http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=news&n=28 3- مجموعة جديدة من الكتب العلمية http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=news&n=29 4- ألمانية تشهر إسلامها بجامع عقبة
http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=news&n=27  5- سلسلة: فقه الزكاة  http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=news&n=26  6- درس تفسير القرآن: سورة يس
 http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=news&n=24  7- سلسلة خطب: الشيعة  http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=news&n=23 والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته  


تونس: الجامعيون يهتمون بقضايا الإسلام والحركات الإسلامية

 

 
صلاح الدين الجورشي    عندما نعود إلى عناوين الكتب التي أصدرها باحثون تونسيون خلال السنة الحالية، تشدنا ملاحظة بارزة تتمثل في أن الإسلاميات أصبحت تتصدر مشاغل الجامعيين والدارسين التونسيين، فقضايا الإسلام والفكر الديني تسيطر بشكل واضح على اهتمامات هؤلاء، إلى جانب التحديات الفكرية والسياسية التي يفرضها صعود حركات الإسلام السياسي، رغم التعب الذي أصاب بعضها، وقد زاد هذا الاهتمام بشكل واضح بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، التي أحدثت رجة قوية في أوساط النخبة التونسية، مثلما فعلت مع بقية النخب العربية والإسلامية. لن نستطيع تحليل مضامين هذه الكتب، وهو أمر قد نعود إليه في المستقبل القريب، لكن سنستعرض بعض العناوين لتأكيد ما ذهبنا إليه من وجود مؤشر قوي على هذا التحول الذي طرأ على اهتمامات النخبة العالمة في تونس، وانخراطها المتزايد في الحيرة التي تلف المنطقة برمتها، وهي حيرة معرفية تعكس إلى حد كبير حيرة سياسية واجتماعية. واصل هشام جعيط حفرياته التاريخية من أجل تحقيق إعادة بناء السيرة النبوية، وذلك في كتابه الأخير الذي أثار نقاشا متفاوت الأهمية «في السيرة النبوية: الوحي والقرآن والنبوة». ورغم المخاطر التي تحف بهذه الموضوعات نظرا لحساسيتها، إلا أن جعيط مصر على الاستمرار في جهوده، حتى لو أدى به ذلك إلى التشكيك في بعض ما استقر في الكتب والأذهان حول شخصية الرسول وتاريخه الذاتي، متبعا نفس المنهج الذي سلكه في كتبه السابقة، وبالأخص رسالته عن الوحي التي أثارت تحفظات الكثيرين، وجعلت البعض(مثل رضوان السيد) يعتبر أن جعيط ورط نفسه في غير اختصاصه. وهو اتهام رفضه الأخير بشدة، إذ يعتبر أن كل ما يتعلق بالقرآن والرسول يندرج في صلب اهتمامات المؤرخ. الكتاب الذي أثار عاصفة لم تهدأ إلى حد الآن، هو قطعا كتاب مؤرخ آخر معروف جدا داخل تونس وخارجها، ألا هو محمد الطالبي الذي شهدت مسيرته تحولا سياسيا لافتا خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة، رغم حرصه على استقلاليته واستمرار انشغاله بالبحث العلمي، وكتابه الأخير مثير من عنوانه «ليطمئن قلبي». خصص الجزء الأول منه، بانتظار صدور جزئه الثاني، لـ «قضية الإيمان: من أين أتينا؟ ماذا نحن؟ إلى أين نذهب؟». وبذلك بدا الكتاب وكأنه سيكون صورة حديثة من علم كلام جديد يعيد تأسيس إشكالية الإيمان، لكن المؤلف أضاف في العنوان أيضا عنوانا فرعيا غيّر مجرى الكتاب، وأحدث رجة في الأوساط العلمية والثقافية، مما جعله فعلا كتاب السنة إن لم نقل إنه من أكثر الكتب التي أثارت جدلا في تونس منذ ثلاثين عاما على الأقل، العنوان الفرعي «تحديات الانسلاخسلامية ومسيحية قداسة البابا بنوان 16». والذي ولد ردود فعل عاصفة هو المصطلح الذي صكه المؤلف، وقصد به المثقفين الذين «يتقنعون بقناع الإسلام ويخادعون» من أجل «تأسيس الحداثة على أساس الانسلاخ من الإسلام». ولم يكتف الرجل بترك المصطلح عائما، وإنما وجهه ضد عدد من الكتاب الكبار، مثل محمد أركون، وبالأخص الباحث التونسي في مجال الإسلاميات عبدالمجيد الشرفي. ورغم أن الطالبي مصر على عدم تكفير هؤلاء، باعتباره ممن يعتقدون أن حكم الردة متناقض مع القرآن، وبالتالي لا وجود ولا شرعية له، إلا أن المصطلح الذي استعمله أثار تحفظات معظم الذين ناقشوا كتابه، واتهموه بأنه تورط في لغة التكفير صراحة أو تضمينا. في سياق مشابه لما طرحه الطالبي، نشر الباحث التونسي الذي يعيش بالمهجر عبدالمجيد النجار كتيبا تحت عنوان «القراءة الجديدة للنص الديني»، انتقد فيه بشدة ما وصفه بالمدرسة التأويلية الجديدة من خلال نصر حامد أبو زيد، وجمال البنا، ومحمد سعيد العشماوي، ومحمود طه، ومحمد شحرور، وعبدالمجيد الشرفي، ومحمد الشرفي، ومحمد أركون. هؤلاء من وجهة نظر المؤلف يمثلون رموزا لما سماه بـ «الباطنية الجديدة». بعد فترة قصيرة من صدور كتاب محمد الطالبي، نزل إلى السوق كتاب جديد للباحث عبدالمجيد الشرفي باللغة الفرنسية تحت عنوان «الفكر الإسلامي: قطيعة ووفاء». وهو كتاب يحاول مؤلفه، من خلال استعراض عدد من النصوص، إثبات عدم قدرة الفكر الإسلامي على التأقلم مع مقتضيات الحداثة، كما صدر أيضا كتاب يطعن في أصالة ابن خلدون لتلميذة عبدالمجيد الشرفي «ناجية الوريمي بوعجيلة» تحت عنوان «حفريات في الخطاب الخلدوني: الأصول السلفية ووهم الحداثة». وهي محاولة للبحث عن جذور الفكر السلفي السائد حاليا، والذي عادة ما يقترن أساسا بمنظره الرئيسي ابن تيمية. كما يجدر التنويه أيضا بكتاب «احميده النيفر»، والذي كان في الأصل رسالة دكتوراه، وصدرت تحت عنوان «الخطاب الديني في الصحافة التونسية: قراءة في مرحلة التأسيس من 1881 إلى 1911». وفي هذا الكتاب محاولة لتحديد معالم الفكر الديني في تونس بعد انتصاب الحماية الفرنسية مباشرة، وإذ يبدو الكتاب ذا مسحة تاريخية، إلا أنه في العمق وثيق الصلة بالمرحلة الراهنة، لأنه محاولة لربط المشهد الحالي بجذوره. من جهة أخرى، قذفت الجامعية التونسية «ألفة يوسف» بكتاب جديد إلى السوق تحت عنوان يعكس جانبا من الجدل الدائر في تونس حول عديد المسائل الخاصة بموقف الإسلام من المرأة، والعنوان هو «حيرة مسلمة: في الميراث والزواج والجنسية المثلية»، وهي جزء من قضايا مطروحة على الصعيد المحلي، عملت -ولا تزال- أوساط الحركة النسوية التونسية على إثارتها باعتبارها مسائل لها صلة مباشرة بمبدأ المساواة بين الجنسين. ورغم أن قضايا الحركة الإسلامية كانت تعتبر إلى وقت قريب من المحظورات في تونس، نتيجة المواجهة المستمرة بين السلطة والإسلاميين، إلا أن ذلك لم يمنع صدور كتابين قد نعود إلى تحليل محتواهما في مقال آخر: الأول لأستاذة بالمعهد الأعلى للصحافة هي سلوى الشرفي، وعنوانه «الإسلاميون والديمقراطية»، شككت من خلاله في صدق تبني حركة النهضة التونسية للفكرة الديمقراطية، وهو كتاب بقي ثماني سنوات ممنوعا من التداول. والثاني من تأليف أستاذ التاريخ بكلية الآداب أعلية علاني تحت عنوان «الحركات الإسلامية في الوطن العربي: دراسة مقارنة بالحالة الإسلامية». وقد طبع خارج تونس، وتناول بدوره تاريخ حركة الاتجاه الإسلامي التي سميت فيما بعد بحركة «النهضة». هذه المجموعة من العناوين -بقطع النظر عن محتوياتها- تدل على أن قضايا الإسلام والإسلاميين لا تزال مطروحة بقوة داخل الفضاء الثقافي والسياسي التونسي، بل إنها مرشحة لتتصدر اهتمامات الرأي العام خلال عشر السنوات القادمة على الأقل، بمعنى آخر أن الساحة الثقافية والجامعية التونسية تعيش جدلا قد لا يبدو ظاهرا لغياب حالات الاشتباك المباشر، وبالتالي فإن هذه الساحة تتجه بنسق متسارع نحو العودة من جديد إلى مخاض فكري وأيديولوجي سبق أن ميز مرحلة الثمانيينات إلى مطلع التسعينيات، وذلك قبل أن يتوقف بشكل فجائي وحاد، حيث ظن البعض أن تونس قد تجاوزته بعد أن «حسم» الأمر على الأصعدة غير الثقافية!   • كاتب تونسي   المصدر: جريدة العرب (يومية –قطر) بتاريخ 11 جوان 2008 


 

كتاب سياسي جديد لنورة البورصالي: قراءة للتجربة الديموقراطية الجزائرية في التسعينات… شهادات … وملاحظات صحفية … ونقائص

 

 
بقلم: كمال بن يونس تونس الصباح :  » اذا تكلمت ستموت.. وان صمت ستموت.. اذن من الافضل أن تتكلم ».. بهذه المقولة الشهيرة للكاتب الجزائري الكبير الطاهر جاووط.. ضحية حرب العقد الماضي في الجزائر.. قدمت الزميلة الاعلامية والكاتبة التونسية  Algerie : La difficile democratie وهو كتاب صدر عن الدار المغربية للطباعة والاعلان.. وتضمن مجموعة من الشهادات والملاحظات عن التجربة التعددية السياسية والحزبية التي عرفتها الجزائر منذ مظاهرات أكتوبر 1988 التي رفعت شعارات اجتماعية واقتصادية وسياسية « راديكالية ».. بينها شعارات نالت لأول مرة من « الثوابت » و »المسلمات » ومن هيبة مؤسستي الرئاسة والجيش. في الكتاب عرض طريف لمقابلات صحفية أجرتها نورة البورصالي خلال مرحلة عملها في مجلتي المغرب وحقائق في موفى الثمانينات ومطلع التسعينات.. ومن بينها حوار مع عباسي مدني الزعيم الاول سابقا لحزب جبهة الانقاذ المنحل ومع سعيد سعدي زعيم الحزب القبائلي (التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية) ونشطاء اخرين من نفس الحزب بينهم مصطفى باشا.. فضلا عن المناضلات الحقوقيات والنسائيات.. اللاتي كان هاجسهن ولا يزال التخوف على حقوق المرأة.. ومن بعض المقولات السلفية المعادية للدور الاجتماعي والسياسي التحرري للمراة.. كما تناول الكتاب ملفات الحريات واحترام حقوق الانسان وقانون مجلة الاحوال الشخصية الجزائري بين نصه القديم والتباينات بين الليبيراليين والسلفيين.. وقدم وثيقة لعلي بلحاج أبرز خطباء حزب جبهة الانقاذ سابقا.. يقدم فيها قراءة متشددة للدين وموقفا ايديولوجيا معاديا للديمقراطية.. من الحزب الواحد.. الى « التضخم » الحزبي وحتى لا يختزل الكتاب في استعراض تاريخي لبعض التطورات السياسية المهمة التي عرفتها الجزائر خلال العقدين الماضيين.. من مرحلة الحزب الواحد الى التعددية الحزبية غير المقيدة.. مما تسبب في تضخم عدد الاحزاب وتباين مصالح جماعات الضغط السياسي والحزبي واللوبيات الاقتصادية والامنية والعسكرية المؤثرة في صنع القرار.. وقدمت الكاتبة على طريقتها قراءة لمرحلة صراعات 1989 ـ 1991ولايقاف الجيش المسار الانتخابي في جانفي 1992 واقالته للرئيس الشاذلي بن جديد.. وما تلا الانقلاب من مواجهات عميقة ثم من أعمال ارهابية وصراعات دموية.. وصولا الى مرحلة استلام الرئيس بوتفليقة مقاليد الامور وبدء مسار الوئام والمصالحة.. الذي افرز استقرار امنيا كبيرا مقارنة بعقد التسعينات.. قبل أن تتوقف الكاتبة عند ملاحظاتها على الجزائر كما عرفتها في انتخابات 2004 الرئاسية التعددية.. بعد حوالي عشرة أعوام من التغيب عنها.. الهيمنة والهيمنة المضادة وتميز كتاب الزميلة نورة البورصالي الجديد مثل كتابيها السابقين باريحية اسلوب صاحبته.. أريحية ترجمت حيرة الكاتبة وتمزقها كمناضلة حقوقية واعلامية ديمقراطية بين بحثها عن الحقيقة ميدانيا وبعض مسلماتها.. ومواقفها السياسية والفكرية الشخصية.. ومن بينها الايمان بالتعددية السياسية والحزبية مع عدم قبول التنازل عن حقوق المرأة وعن الحق في الاختلاف الفكري والديني والسياسي.. وان كان خصومها في مؤسسات الدولة أو في القوى الدينية والسياسية التي حاولت فرض هيمنتها على المجتمع الجزائري بكل الطرق وعلى راسها حزب جبهة الانقاذ وزعاماته التي انقلبت في وقت قياسي من مجموعة من الواعظين في جوامع الجزائرالى رؤساء اقوى تكتل سياسي رشح لاستلام السلطة .. رغم عدم فهم اغلبهم لقانون اللعبة.. ولابسط شروط العمل السياسي ومبدإ المشاركة في التسيير وفي تحمل مسؤوليات التنمية والبناء.. هل تنجح الديمقراطية عربيا ؟ وانطلقت الكاتبة من الخاص الى العام وطرحت بعض التساؤلات والاشكاليات عن دور الصحافة والصحفيين.. والاحزاب والجمعيات.. ومستقبل الديمقراطية في الجزائر وفي كامل المنطقة العربية.. تساؤلات قدمت للكتاب اضافات.. رغم صبغتها « البرقية » و »الاستعجالية ».. لان ما تحقق في الجزائر من تجارب ايجابية وسلبية فريدة من نوعها خلال العقدين الماضيين يستحق أن يدرس ويعمق من قبل كل الاطراف المعنية بالتنمية السياسية والاقتصادية وبمشاريع الاصلاح الديمقراطي في المنطقة العربية والاسلامية ككل.. الجزائر العميقة لكن الكتاب على اهمية اضافاته تضمن ثغرات بالجملة على راسها « قفزه »بسرعة على عشرية 1993 ـ 2004 التي لم تزر فيها نورة البورصالي الجزائر لاسباب عديدة من بينها خطورة الاوضاع الامنية والعسكرية التي مر بها البلد.. والتي تسببت في سقوط أكثرمن مائة الف قتيل حسب المصادر الرسمية الجزائرية.. بينهم مئات الاعلاميين والكتاب والنشطاء الحقوقيين.. ورغم تشعب ملفات العقد الماضي من التجرية السياسية والاعلامية الجزائرية.. فان الكتاب كان سيفيد أكثر لو اعتمد شهادات ومصادر صحفية وسياسية متفرقة ليدرس بعمق حقبة التسعينات ومرحلة الرئيسين علي الكافي والامين زروال وتطور مضمون الصحافة الجزائرية الناطقة بالعربية منذ موفى الثمانينات.. وخاصة قبيل انتخابات 1991 وبعدها.. وقد سقطت الكاتبة على غرار الغالبية الساحقة من الديبلوماسيين والاعلاميين الغربيين في تتبع ملف الجزائر من خلال وسائل الاعلام الفرنسية واللوبيات الفرنكفونية و »القبائلية » (البربرية المتشددة) ومجموعات « الاستئصال » والرهان على الخيار الامني في معالجة كل الملفات لوحده.. وقد اثبتت الاحداث واعترافات كثيرمن السياسيين والديبلوماسيين والاعلاميين الجزائريين والغربيين خطا النظر الى عمق ما حصل ويجري في الجزائر بعيون « انتقائية » بررت جانبا منها « الاجندا الجزائرية » التي كانت لبعض العواصم الاقليمية والدولية وقتها.. الخارطة السياسية المتحركة الكتاب كان يمكن أن يفيد أكثر لو لم يعن فقط بالاستقطاب الثنائي الظرفي بين حزبي جبهة التحريروحلفائها وجبهة الانقاذ.. بل عني بالجزائر بمختلف ابعادها الثقافية والاعلامية والسياسية: جزائر الاعتدال والوسطية.. التي ترمز اليها قوى سياسية ووطنية علمانية واخرى عديدة ترفع شعارات الهوية تحالف بعضها مع الرئيسين زروال وبوتفيلقة في محاربة الارهاب والتطرف.. وبقي بعضها الاخر في المعارضة او في صف المستقلين وراهن على المجتمع المدني.. الخارطة السياسية والحزبية في الجزائر تتغير بسرعة.. ومن المفيد فهم حدودها وتضاريسها.. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 جوان 2008)


في انتهاك العقد الأستطيقيّ… تأمّلات في كتاب خميّس الخيّاطي « عن بلادي، يوميّات مواطن عاديّ، تونس 2008 (بالفرنسيّة) »

 

 
بقلم: العادل خضر* *** ليس خميّس الخيّاطي، لمن لا يعرف هذا الكاتب والصّحفي والمحلّل الاجتماعيّ، مواطنا عاديّا كما يدّعي بشيء من التّواضع والمكر في كتابه الأخير « عن بلادي، يوميّات مواطن عاديّ، تونس 2008 (بالفرنسيّة) » ([1]). فسواء أنسبنا هذا المواطن العاديّ إلى « قوم عاد العماليق » أم إلى « العادة » فإنّنا نجد في كتابه أكثر من دليل على أنّه مواطن من طراز خاصّ وغير عاديّ يطالب من بين مطالبه الكثيرة بحقوقه الأستطيقيّة بوصفها شرطا من شروط المواطنة، وشكلا راقيا من أشكال « العيش معًا » في الوطن، أو في بلاده مع سائر المواطنين. وما هذه اليوميّات في عمقها سوى مرافعة plaidoyer ضدّ أشكال القبح المتفشّية في المدينة على نحو يهدّد عقدها الاجتماعيّ بالتّفسّخ والفساد. فصور القبح وظواهر انعدام الذّوق الّتي استعرضها الخيّاطي في كتابه أمثلة تقيم الدّليل عمّا أصاب وجه المدينة من تشويه وانتهاك يوميّ لعقدها الأستطيقيّ، هذا إذا اعتبرنا وجه المدينة لا يمثّل صورة من عقدها الاجتماعيّ وإنّما الأساس الّذي ينهض عليه ذلك العقد. تصوّروا مدينة قد بلغت فيها القذارة مبالغها، فغزتها النّفايات والمزابل، وهجمت عليها الأوبئة، ورابط فيها الذّباب وفرّخ البعوض، وانتشرت فيها الرّوائح الكريهة… هل يمكن في هذه الحال القصوى الحديث عن مدينة، ومواطن ومواطنة وعقد اجتماعيّ وحقوق روحيّة وسياسيّة وأستطيقيّة؟ هل يمكن الحديث عن عقد أستطيقيّ إذا أصيبت التّنظيمات الرّمزيّة، وهي الّتي ينهض عليها كلّ نظام اجتماعيّ لإقصاء النّجاسة والقبح واللاّذوق، في الصّميم؟ هل يمكن في هذه الحال الحديث عن مدينة عندما تدمّر القذارة والقبح عقدها الأستطيقيّ؟ أليس في انتقاض هذا العقد ما يدمّر المدينة من أساسها ويقلبها إلى لا مدينة؟ ثمّ أليست اللامدينة la non ville هي ما أنجبته حداثتنا باعتبارها الزّمان الّذي غزا فيه الاصطناعيّ l’artificiel المدينة وحوّلها إلى مزبلة تتراكم فيها النّفايات وتدفن؟ إنّ هذه الأسئلة موجودة على نحو صريح وضمنيّ في كتاب الخيّاطي الّذي ينبّهنا منذ البداية إلى وجود كارثة حلّت كما تحلّ اللّعنة ببلدنا الجميل تجسّمت في « خسران الذّوق la perte du goût » وحلول نقيضه الّذي لا اسم له، أو الّذي لا يسمّى إلاّ بالسلّب أو النّعوت المشينة (ص15). *** لا يوجد « خسران الذّوق » في موضع واحد من البلد، ولذلك كانت هذه اليوميّات رصدا يوميّا لمظاهر هذه « الكارثة الذّوقيّة » الّتي تعترضنا في صور مختلفة تشي قبل كلّ شيء بأنّ لملتقط هذه الصّور (السّمعيّة والبصريّة) عينا (وأذنا أيضا) بصيرة مفرطة في حدّتها، ويدا غير قصيرة تدلّ على أنّ باع الخيّاطي في الكتابة لا يقتصر على الرّصد اليوميّ لهذه الظّواهر النّافية لكلّ ذوق والمنافية لكلّ أدب وإنّما هو فوق كلّ ذلك تأمّل أستطيقيّ وإيطيقيّ في اليوميّ le quotidien لا يخلو من نفاذ بصر وبصيرة. يكفي أن نقرأ كتاب الخيّاطي السّابق « تسريب الرّمل » ([2]) حتّى نتيقّن أنّه من الكتّاب العرب القلائل ممّن له قدرة فائقة على رصد اليوميّ وتحليله. هذا المجال، أي الكتابة عن اليومي والتّأمّل فيه، يحتاج إلى مؤهّلات مواطن غير عاديّ ينتبه إلى أدنى التّفاصيل وأدقّها فيحوّلها إلى قرائن دالّة على ظاهرة من الظّواهر الّتي تزخر بها الحياة اليوميّة، فيحللّها ويفضحها بكشف أبعادها الخفيّة. ولا تنكشف هذه الأبعاد إلاّ إذا كان راصد الحياة اليوميّة يمتلك منظارا خاصّا، كالمنظار التّحليليّ النّفسيّ الّذي وظّفه فرويد Freud في تحليل الأمراض النّفسيّة في الحياة اليوميّة، أو المنظار السّميولوجيّ الّذي فكّك به بارط Barthes أساطير المجتمع البرجوازيّ، أو المنظور الأنتروبولوجيّ الّذي توخّاه المؤرّخ الفرنسيّ الكبير دو سرتو De Certeau  في كشف الحيل والخطط الّتي يتوخّاها النّاس في ابتداع اليوميّ في مجتمع الاستهلاك. كلّ هذه الأمثلة تؤكّد أنّ قراءة اليوميّ وما يجِدّ فيه من ظواهر متوالدة على مرّ الأيّام تحتاج إلى دربة تكشف لنا تعقّد المشهد اليوميّ وتفضح القوى الخفيّة الّتي تعمل سرّا في تشكيله. ما هو منظار الخيّاطي؟ إنّه الذّوق. ولكن ما الذّوق؟ إنّه تصوّر للعالم، وهو في الآن نفسه التّعبير الأسمى عن ذلك التّصوّر… ولكنّه كذلك تعبير عن تمرّد، وإن كان المقابل العربيّ لا يحيط بكامل ثراء كلمة révolte ولا يأتي على معانيها جميعا. فهذه الكلمة révolte تفيد في اللّسان الفرنسيّ معاني عديدة منها الإعراض وإشاحة الوجه والمعارضة ورفض السّلطة والتّخلّي عن العقيدة… ([3]). وليست هذه المعاني غائبة في كتاب الخيّاطي، فكامل اليوميّات صور مختلفة من التّعبير عن رفض كلّ ما هو جامد وتافه رتيب يهدّد الإنسان والعالم معا بالخراب. وما أكثر صور الخراب في الكتاب تعترضك في الأشياء والأجساد والأمكنة والزّمان وكلّ ما كان من قبيل الظّواهر. تجد الكارثة الذّوقيّة في كلّ شيء تقريبا: في المعمار، فذاكرتنا المعماريّة مهدّدة بتهدّم المباني العتيقة والقديمة، وزوال طابعها المعماريّ، أو هذه العلامات الّتي تميّز أساليب البناء المختلفة، أو الطّابع الّذي نؤرّخ بع لعمر المدينة ونتعرّف بواسطته إلى هويّتها، كعمارات شارع لندرة الّتي بنيت حوالي 1905. هذه العلامات قد ذهب معظمها جفاء كالزّبد وتلاشى من لحم الحجارة، فحلّت محلّها بنايات ذات نمط واحد موحّد لا لون فيها ولا روح، بنايات مصنوعة من نفس الموادّ، الحديد وألواح البلّور، مجرّدة من كلّ طابع فريد ناشرة بذلك أستطيقا الإسمنت المسلّح، وهي أستطيقا تساهم في أمّيّة النّظرة والنّظر وتنميط المعمار وجعله نكرة بلا هويّة ككلّ البنايات المنتشرة في العالم على نحو متشابه. غير أنّ زوال ذاكرتنا المعماريّة وتنميط المعمار ليس الأمارة الوحيدة على خسران الذّوق وفساده. فطريقة تعامل « المواطن؟! » مع كلّ ما هو عموميّ، سواء أكان فضاءً أم ممتلكات هو وجه آخر من وجوه « الكارثة الذّوقيّة ». هذا العموميّ le public  قد أطلق عليه سكّان البلد من المواطنين تسمية « رزق البيليك »، وهو رزق يمتلكه كلّ النّاس ولا أحد. إلاّ أنّ الاستفادة من هذا الرّزق لا تخلو من استهتار. فمن الكتابة على حيطان المدارس، أو إصلاح السّيّارات على قارعة الطّريق، وعدم تنظيف زيوتها وشحومها العالقة بالرّصيف، أو السّير بالسّيارة في الاتّجاه المعاكس الممنوع بسرعة، أو صرف المياه الوسخة من البلكونات وتلويث المارّة المساكين بقذاراتها، أو عبث الرّيح بحاوية المهملات الممتلئة بشعر زبائن الحلاّق، أو الأكياس السّوداء الّتي حوّلت شوارعنا تحيى في حداد وطنيّ مستديم، أو هذا التّكاثر المتعاظم من المزابل الصّناعيّة والمنزليّة، حتّى كاد الفضاء العمرانيّ ينقلب، وهو جزء من الفضاء العموميّ المشترك بين عموم المواطنين ينقلب إلى مزبلة عظيمة تتكدّس فيها النّفايات. ولم تصب « الكارثة الذّوقيّة » الفضاء العموميّ فحسب، وإنّما شملت المجال اللّغويّ. فلغة التّداول اليوميّ قد أصبحت مجنّسة على نحو لا نظير له في البلدان العربيّة، حتّى أنّه يمكن ردّ معظم جذورها الاستعاريّة إلى الأعضاء التّناسليّة… أضف إلى كلّ ذلك هجنة اللّغة وفسادها الّذي ساهمت فيه مؤسّسات الإعلام بما أضحى يهدّد الهويّة الوطنيّة ذاتها. وإلى جانب العنف السّمعيّ الّذي تتعرّض له الأذن يوميّا نجد المحيط البصريّ قد انقلب بدوره إلى برج بابل تتصادم فيه الرّسائل المختلفة اللّغات والجغرافيّات البعيدة ،رسائل تحملها الثّياب وتروّجها بصورة غريبة تكاد تبلغ حدود العبث والحمق. لم يقف استعراض الخيّاطي لوجوه هذه « الكارثة الذّوقيّة » عند مستوى الأشياء والظّواهر الرّمزيّة وإنّما تخطّاها ليتفحّص ملامحها في الإنسان، أو ما يكوّن الإنسانيّ في الإنسان، فإذا هو إنسان مستقيل قد سُرق منه زمانه وهو يسرق الوقت ليقتله، فكان بغيبوبته وغيابه قد تخلّى عن حقّه في المواطنة وممارسة الحرّيّة والاضطلاع بشرف المسؤوليّة ليصبح كدمية تحرّك خيوطها قوّة ليست قوّة الدّولة الوطنيّة وإنّما قوّة تتجاوزه وتتحكّم فيه وتجعله يتصرّف في الزّمن اليوميّ على نحو فيه من التّبدّد والتّراخي واللاّمبالاة ما يقلبه إلى زمن بلا حاضر ولا مستقبل (ص59). هذا التّصرّف اليوميّ تجاه الزّمن محكوم في تحليل الخيّاطي بثقافة « الشّلاكة »، وهي ثقافة تعكس رؤية للعالم متماسكة تحيل في مضمونها على نوع من الاستقالة هي في تعبير الخيّاطي « عطلة حياة » (ص86)، ولكنّها تحمل نظرة عجيبة عن الحياة، حياة بلا أفق سوى ما بعد المتوسّط عند البعض، وأفق بور بورا عند البعض الآخر. يتعرّض الخيّاطي لمظاهر أخرى من « الكارثة الذّوقيّة » أصابت الإنسانيّ في الإنسان ببلدنا مثل جرثومة العنصريّة المتفشّية في صمت في لغتنا، وفي سلوكنا تجاه الأقلّيات (السّود)، وفي طريقة توزيع مناطق القرار السّياسيّ، أو مثل عودة مواطنينا بالخارج، وهي عودة تساهم بما يجلبونه من بضائع رخيصة ولغتهم الهجينة وثقافتهم المحكومة بسموم « الهويّات القاتلة » وعقد مواطن الدّرجة الثّالثة أو الرّابعة… في صناعة الذّوق الفاسد. هذه الصناعة قد ساهمت وسائل الإعلام، الصّحف اليوميّة والتّلفزة، بقسط كبير فيها. يتساءل الخيّاطي في آخر فصل « منبع أم انعكاس » إن كانت هذه الوسائل تنقل محيط البلد الحقيقيّ أم هي تستعير منه أمّيته وجهله؟ (ص78) كلّ هذه الأمثلة هي غيض من فيض كما يقول المثلن وهي من كثرتها وكثاقتها تحمل القارئ على أن يتساءل: إذا كانت هذه الصّور المختلفة من الكارثة الذّوقيّة قد تجلّت في كلّ شيء تقريبا، في الزّمان والمكان والأشياء والإنسان والعالم… ألا نكون إزاء تحوّل عميق أصاب جميع عوالمنا الوجوديّة فغيّر على نحو جذريّ بنود العقد الأستطيقيّ؟ وحينئذ ألا تكون قراءة الخيّاطي لمظاهر القبح والخراب محكومة بالمعنى الأوّل لكلمة révolte، أي معنى العودة بإعادة واستعادة ما جرى تحويل وجهته؟ أليست العودة هاهنا هي محاولة لاستعادة بنود العقد الأستطيقي وجعلها من جديد سارية المفعول في عالم كلّ شيء فيه يدلّ على أنّه آيل إلى فساد (بالمعنى الفلسفيّ للكلمة حين يبلغ فيها تغيّر الشّيء أو الحال أو الظّاهرة… درجة تمنع من تسميته بالاسم نفسه)؟ إنّ ما يستعرضه الخيّاطي في يوميّاته هو صور الأشياء والإنسان، الزّمان والمكان، إلاّ أنّ اللاّشعور السّمعي البصري الّذي كان يتحكّم في توجيه التقاطه لتلك الصّور بالذّات دون غيرها قد كان محكوما بأستطيقا تستقي مفرداتها من معجم الكينونة l’être والطّبيعة. وهذه الأستطيقا تدين بلغتها العنيفة السّاخرة، وتفضح بعباراتها النّاقدة المحاكِمة، كلّ ما هو متصنّع واصطناعي، فتعتبره مجرّد لقيط أنطولوجيّ لا يمكنه أن يوجد بذاته وإنّما بنفي كلّ ما هو طبيعيّ أو أصيل. فكلّ المظاهر الّتي عرّاها الخيّاطي هي من نسل الفساد le néant ([4])، لأنّها وليدة التّخلّي عن عقد المدينة الأستطيقيّ وانتهاكه. ولذلك كان كلّ من ينظر إلى البلد بأشيائه وأناسه ومكانه وزمانه… لا يمكنه إلاّ أن يكون شاهدا على نهاية عقد قديم قد دبّ فيه الفساد منذ ثلاثة عقود أو أكثر، فحوّل بلدا كان يعدّ جوهرة المتوسّط الخضراء إلى مستودع خرداوات (ص26). فـ » فساد الأمكنة  » وخرابها العمرانيّ وتهافت ذاكرتها وتلوّث محيطها السّمعي وهجنة لسانها، وباختصار خسران الذّوق، كلّ ذلك قرائن تشير إلى أنّ العقد الأستطيقي القديم قد فُسخ بتفسّخ الذّوق. فكلّ المظاهر الزّائفة الاصطناعيّة الّتي تمثّلها على نحو شعاريّ emblématique صفرة شعر الفنّانات الرّخيصة المبتذلة (ص64) تدشّن في واقع الأمر تاريخا جديدا للاصطناعيّ، وهو تاريخ لا يمكن في رأينا أن يطرق بأستطيقا الذّوق الّتي قادت الخيّاطي في تحليلاته اللاّمعة لهذه الظّواهر الّتي غزت بلده وبلدي أيضا. فكلّ المظاهر المتصنّعة والظّواهر الاصطناعيّة ستظلّ موسومة بالانحطاط الأنطولوجيّ إن فكّرنا فيها انطلاقا من منظور الطّبيعة وفكر الكينونة الّذي تنهض عليه أستطيقا الذّوق. وهذا المنظور يظلّ رغم كلّ شيء كارثيّا، يرى في « الكارثة الذّوقيّة » المتفشّية في كلّ شيء تقريبا نهاية كلّ شيء. ولكن ما انتهى بالفعل هو إمكانيّة التّفكير في « ما يحدث الآن »، في الحداثة، انطلاقا من أستطيقا الذّوق وتاريخ الكينونة. ورغم ذلك يبقى كتاب خميّس الخيّاطي « عن بلادي، يوميّات مواطن عاديّ » الكثيف على صغر حجمه المزدحم المكتظّ بجزئيّات عوالم الحياة اليوميّة ببلادي، اللاّمع في معظم تحليلاته مقيّدا في نظرته لليوميّ بوعي محاكِم يُدين ويتّهم، يذكّرنا بسلالة المثقّفين، تلك السّلالة الّتي صاغت بيانها الأوّل « بيان المثقّفين » لمساندة مقال زولا التّشهيريّ « أتّهم J’accuse ». غير أنّ الخيّاطي لم يكتب ليساند في كتابه هذا قضيّة معيّنة من القضايا الإنسانيّة وإنّما كتب ليحرس المقدّس، هذا إذا عرّفنا المقدّس بكونه كلّ ما يحفظ الجنس البشريّ ويحافظ على استمرار الإنسانيّ في الإنسان وحمايته من التّلاشي. أليس عقد المدينة الأستطيقيّ أحد مقدّساتها؟ ألا يكون كلّ من تصدّى لصيانة هذا العقد من كلّ انتهاك حارسا من حرّاس المقدّس؟        العادل خضر سوسة، 02 جوان 2008. * أستاذ جامعيّ تونسيّ. [1] Khayati, Khémais: (2008) De mon pays. Journal d’un Citoyen Ordinaire. Photos inédites. Préface de Mondher Thabet, Tunis.  والإحالات على الكتاب ستكون في متن المقال. [2] خيّاطي، خميّس: تسريب الرّمل. الخطاب السّلفي في الفضائيّات العربيّة. تقديم الفاضل الجعايبي، قراءة عادل الحاج سالم، دار سحر للنّشر، تونس، الطّبعة الأولى، 2006. [3]  انظر في معاني التّمرّد كتاب:Kristeva, Julia: (1996)  Sens et non-sens de la révolte. Pouvoirs et limites de la psychanalyse1, Fayard, p.p8-14. [4] نترجم الزّوج L’être et le néant باعتماد التّرجمة القديمة هي الكون والفساد.  

أردوغـان: قـرار المحكمـة يخالـف الإرادة الوطنيـة «العدالة والتنمية» يباشر تأسيس حزب بديل!

 

 
بقلم: محمد نور الدين احتشد أعضاء في مركز اتحاد الحقوقيين الأتراك أمام أحد مراكز البريد في أنقرة، وعرضوا أمام وسائل الإعلام 11 مغلفا قرروا أن يرسلوها إلى أعضاء المحكمة الدستورية الأحد عشر. والأهم أن محتوى هذه المغلفات… نسخة من الدستور التركي لكل عضو من المحكمة. فالمحكمة الأعلى في تركيا، والوصية على حماية الدستور من الانتهاكات، كانت موضع اتهام هو الأكبر منذ تأسيسها عام 1961 بأنها خالفت نصا صريحا للغاية ولا يحتمل أدنى اجتهاد في المادة 148 من الدستور، عندما قررت الخميس الماضي إبطال تعديل دستوري يسمح بارتداء الحجاب في الجامعات. وأدان رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، خلال اجتماع للكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية أمس، حكم المحكمة الدستورية الذي ألغى تعديلا يرفع الحظر المفروض على ارتداء الحجاب في الجامعات التركية. وقال إن «تعطيل إرادة البرلمان سلوك يخالف الإرادة الوطنية». وقال أردوغان، في أول تدخل علني له ضد قرار المحكمة وسط تصفيق نواب حزبه، إن «السلطة التشريعية تعود فقط للجمعية الوطنية. ولا أحد بإمكانه سحب هذه السلطة منها أو الحلول محل المشرعين». واعتبر أن المحكمة الدستورية اتخذت قرارا بشأن مضمون القانون، في حين ينص الدستور بوضوح على تحديد مهمتها بالمسائل الإجرائية. وتابع «يتحــتم على المحكمة الدستورية أن تفسر سبب مناقشتها محتوى التعديل في القضية» الخاصة بالحجاب. وكان قرار المحكمة الدستورية أدخل البلاد في فوضى دستورية وسياسية ما عاد أحد يعرف كيفية الخروج منها، خصوصا أنها متصلة بنيويا بدعوى طلب حظر حزب العدالة والتنمية. وبمعزل عن هذا المناخ المتوتر، فإن الحزب الحاكم لا يريد، على ما يبدو، الاستسلام لما يخطط ضده، فهو قرر ردّ التحدي من خلال استمرار الإمساك بالسلطة السياسية تمهيدا لتهيئة الظروف لتعديل دستوري شامل يغير بنية المحكمة الدستورية، أو يعدّل من صلاحياتها. وذلك لا يتحقق إلا من خلال تأسيس حزب بديل من نواب حزب العدالة والتنمية، الذين لن يطالهم المنع السياسي، وسيبقون يشكلون الأكثرية النيابية. بل إن البعض يتداول باسمين للحزب الجديد يتناسقان موسيقيا ولغويا وحتى مضمونا مع اسم الحزب الحالي (AK PARTISI) وهما: حزب الحق (HAK PARTISI) أو الحزب النظيف (PAK PARTISI). ونقلت صحيفة «راديكال» عن مسؤول رفيع المستوى من حزب العدالة والتنمية خطط الحزب إذا أغلق. ويرجح المسؤول أن يُنشأ حزب جديد من نقطة الصفر، أكثر من احتمال التحرك تحت اسم حزب آخر موجود لكنه غير فاعل. وتوقع المسؤول أن يُنشأ الحزب خلال أسبوعين أو ثلاثة على الأكثر من لحظة صدور قرار الحظر. ويقول رها دينيمتش، أحد نواب رئيس الحزب، إن الحزب الجديد لن يواجه صعوبات بل سينطلق بسرعة في عمله، مستفيدا من أن معظم أعضائه كانوا في حزب العدالة والتنمية. ويوضح أنه لا يريد أن يمرّ في ذهن أي عضو في الحزب أي احتمال، بما فيه الحظر، لكن إذا حصل ذلك فسننتظم من جديد وبسهولة. من جهة ثانية، لا يزال البعض يبحث عن سبل أخرى للرد على فضيحة قرار المحكمة الدستورية. فمن اقتراح رئيس البرلمان كوكسال طوبتان إنشاء مجلس للشيوخ، الذي ووجه ببرودة حتى من جانب حزبه العدالة والتنمية، إلى اقتراح رئيس لجنة العدل في البرلمان أحمد اييمايا اتخاذ البرلمان قرارا بتعليق قرار المحكمة الدستورية. ويقول اييمايا انه يجب عدم الهروب من المسؤولية الديموقراطية والدستورية. ويشير الحقوقي مصطفى شينتوب إلى ان بإمكان البرلمان اعتبار قرار المحكمة كأنه لم يكن. ويقول الكاتب فهمي قورو، في صحيفة «يني شفق»، انه «لو افترضنا أن السيناريوهات ضد حزب العدالة والتنمية كلها تحققت: منع الحجاب، حظر الحزب، منع رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان و71 من قادة الحزب من العمل السياسي، استقالة عبد الله غول من رئاسة الجمهورية، وحتى تولي دينيز بايكال رئاسة الحكومة، فهل تُحل المشكلة؟ وماذا سيفعلون مع 16 مليون ناخب أيدوا حزب العدالة؟ ألم يجربوا ذلك بعد 28 شباط 1997؟ وماذا كانت النتيجة؟ أليس بعد أربع ـ خمس سنوات فقط انتقم الضحايا من الجلادين؟». وحذّر من المغامرات الدموية للبعض، قائلا إنها لن تفضي إلى شيء. ويكتب محمد علي بيراند في صحيفة «ميللييت»، أنه لا حزب العدالة والتنمية يمكن وقفه، ولا حزب العدالة والتنمية يمكن أن يقوم بما يريده، ولا بد من العثور على طريق وسط، محذّرا من زلازل إضافية قريبا بعد أن يصدر قرار المحكمة الدستورية بحلّ الحزب الحاكم وحزب «المجتمع الديموقراطي» الكردي. فمناصرو الحزبين لن يعدموا وسيلة للردّ. (المصدر: صحيفة « السفير » (يومية – بيروت) الصادرة يوم 11 جوان 2008)

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.