الأربعاء، 11 أبريل 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2514 du 11.04.2007
 archives : www.tunisnews.net


الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: حرية التعبير في تونس – مواصلة الحصار النقابة الأساسية بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس: لائــحة  عــامة النقابة الأساسية للتعليم العالي والبحث العلمي بالمدرسة الوطنية للمهندسين بتونس: لائحة حول تصريحات السيد وزير العدل وحقوق  الإنسان بمجلس النواب بخصوص جمعية القضاة التونسيين ا ف ب: انشاء نقابة ل »مهن الفنون الدرامية » في تونس رويترز: تونس والامارات وقطر تتصدر الدول العربية علي قائمة التنافسية ا ف ب:  الإمارات تحتل المرتبة الأولى من حيث التنافسية الاقتصادية بين الدول العربية الحياة: المنتدى الاقتصادي العالمي ينصح دول المنطقة بتطوير التعليم ومكافحة البيروقراطية تلفزيون نابلس : قـرار فلسطيني بإغلاق مكاتب ياسر عرفات في تونس الهادي بريك: كلمة على درب الحوار حول مستقبل الحركة الإسلامية في تونس (الحلقة 3 من 3 ) مراد رقية: أيحق لمنتسبي الشبكات الجامعية المشبوهة،راعية المحسوبية والزبائنية،الافتاء والتنظير في الحالة التونسية،العربية،الدولية؟؟؟؟ سيف بن سالم: من ذئاب صفاقس إلى ربيع المستقلة محمد بن جماعة: تحية إلى الحامدي.. المتفائل سنمـّار: سـواك 25

الموقف: قراءة في المخطط العشري 2007-2016: التوازن دون التشغيل

الموقف: متى تزول هذه المظلمة ؟

الموقف: الأساسي والثانوي والإرشاد وعملة التربية بصوت واحد : إضراب 11 أفريل الرد الأدنى المطلوب أمام تعنت الوزارة وتصلبها

الموقف: لا بدّ من إنتشال شاعرنا من مزالق التّصنيم..!! محمد العروسي الهاني: بمناسبة ذكرى عيد الشهداء رويترز: تلفزيون: القاعدة تعلن مسؤوليتها عن تفجيرات الجزائر رويترز: مقتل أربعة يشتبه بأنهم مفجرون انتحاريون في الدار البيضاء الشرق:محمد الغزي: نشهد ميلاد نص شعري جديد يسميه النقاد النص المفتوح د.أحمد القديدي : عادت الولايات المتحدة تمشي على قدمين وتتنفس برئتين فهمي هويدي: سؤال عبثي: إيران أخطر أم إسرائيل؟  رشاد أبوشاور: 9 نيسان 2007


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


للإطلاع على محتويات العدد 400 من صحيفة « الموقف » الأسبوعية

الصادرة يوم الجمعة 6 أفريل 2007 يرجى الضغط على الوصلة التالية:


 

حرية التعبير في تونس مواصلة الحصار

أبريل 2007

I- مقدمة II- حقائق ميدانية 1- مساجين الرأي  

    – محمد عبّو – شبّان جرجيس – عبد الله الزواري

2- الرقابة على الانترنت 3- الرقابة على الكتب  

    – مسرحية خمسون

4 – الجمعيات المستقلّة  

    – المجلس الوطني للحريات بتونس – الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع – الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات

5 – الصحافيّون والمعارضون 6- حرية الصحافة 7- التعذيب والاعتداء والإفلات من العقاب 8 – القضاء 9- الخاتمة I- مقدمة هذا هو التقرير الرابع لمجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس. ويندرج في إطار سلسلة من بعثات التقصي في تونس قام بها أعضاء المجموعة ومتابعة للقمة العالمية لمجتمع المعلومات. وقد قامت البعثة الأولى بمهمّتها في الفترة بين 14 و19 جانفي 2005 تم على إثرها إعداد التقرير الأوّل بعنوان تونس: حرية التعبير تحت الحصار. وقد نشر ذلك التقرير في فيفري 2005. وقد عرض النتائج الأساسية التي توصلنا إليها والتوصيات التي توجّهنا بها إلى الحكومة التونسية. وتلت ذلك بعثات أخرى في ماي وسبتمبر 2005 وفي أفريل 2006. ويمكن الاطلاع على تقاريرها على الرابط التالي http://campaigns.ifex.org/tmg/fr_rapports.html. وقد نشط أعضاء فريق مراقبة حالة حرية التعبير في تونس خلال القمة العالمية لمجتمع المعلومات. وخلال البعثات الخمس تمكنت مجموعة مراقبة حرية التعبير من مقابلة أكثر من 300 شخصية وأكثر من 30 جمعية ومؤسسة بما فيها أعضاء من الحكومة التونسية ومن المعارضة والمسؤولين الرسميين ومنظمات حكومية ومنظمات المجتمع المدني ومدافعين عن حقوق الإنسان وصحافيين وناشرين ومالكي إذاعات خاصة وغيرهم… وخلال زيارتنا الأخيرة لتونس التقينا ممثلا عن وزارة العدل. وبصورة مفاجئة رفض مدير الوكالة التونسية للاتصال الخارجي لقاءنا هذه المرة. منذ القمة العالمية لمجتمع المعلومات ومنذ التقرير الأخير لمجموعة مراقبة حرية التعبير في ماي 2006 لاحظنا مع الأسف تدهورا خطيرا للظروف التي تمارس فيها حرية التعبير في تونس وخاصة فيما يتعلق بالجمعيات المستقلة وباستقلال القضاء وملاحقة الصحافيين والمعارضين والرقابة على الكتب ومواقع الانترنت واستمرار حبس المحامي المدافع عن حقوق الإنسان محمد عبّو بسبب تعبيره عن رأيه في مقالات نشرت على الانترنت. وفي الجملة فإنّ كلّ هذه التطوّرات تقودنا إلى نتيجة مفادها أنّ الحكومة التونسية تسعى لتشديد قبضتها على المعارضة منذ ماي 2006. ولذلك فإنّنا نطالب الحكومة التونسية بأن تقبل بجدّية بالتوصيات التي تضمنها هذا التقرير وبأن تبرهن على الفور على إرادة صادقة لوضع حدّ للممارسات التي قمنا بمعاينتها والتي تمثل خرقا للقوانين والمعايير الدولية في مجال حقوق الإنسان والتي وقّعت عليها الحكومة التونسية. كما ندعو المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته لحمل الحكومة التونسية على احترام تعهداتها الدولية وخاصة تغيير ممارساتها حتى يتم التعامل مع الأصوات المستقلة باحترام شأن أي بلد ديمقراطي لا عبر التجاوزات الخاصة بدولة بوليسية. وسنقوم في الفقرات التالية بالوقوف عند أهم التطوّرات التي تمكّنا من معاينتها منذ تقريرنا الأوّل: مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس هي ائتلاف يضمّ 16 منظمة تأسس في 2004 للقيام بمراقبة مباشرة لوضع حرية التعبير في تونس خلال الأشهر التي سبقت القمة العالمية لمجتمع المعلومات (نوفمبر 2005) وما بعدها. وجميع هذه المنظمات هي أعضاء في الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير وهي شبكة تضم 71 منظمة محلية وإقليمية وعالمية منخرطة في الدفاع عن حرية التعبير. وقد ضمّت البعثة السادسة لمجموعة مراقبة حرية التعبير (من 27 فيفري إلى 4 مارس 2007) كل من كارل مورتن إيفرسن من جمعية PEN النرويجية وأليكسي كريكوريان من الاتحاد الدولي للناشرين ويوسف أحمد من منظمة مؤشر على الرقابة (أنديكس) وفيرجيني جوان من الجمعية الدولية للصحف (AMJ ) وقد امتنعت السفارة التونسية بالقاهرة عن تسليم شريف عازر عضو المنظمة المصرية لحقوق الإنسان تأشيرة دخول في الموعد المطلوب، كما أنّه وقع معاملته بفضاضة في مقر السفارة. وكان قد تم رفض مطلب تأشيرة دخول لجمال عيد من الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان لمرافقة مجموعة حرية التعبير في أفريل 2006. ويشمل أعضاء مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس كل من : الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ومنظمة المادة 19 والهيئة الدولية للمذيعين المجتمعيين ولجنة كتاب في السجون(PEN الدولية) والاتحاد الدولي للجمعيات والمكتبات والمؤسسات والفدرالية الدولية للصحافيين والمعهد الدولي للصحافة وجمعية الصحفيون الكنديون من أجل حرية التعبير والمنظمة المصرية لحقوق الإنسان وجمعية صحفيون في خطر والمعهد الإعلامي لجنوب إفريقيا واللجنة العالمية لحرية الصحافة. II- حقائق ميدانية 1- مساجين الرأي نعيد وبكلّ قوّة توصياتنا من أجل:

  • إطلاق سراح جميع المساجين السياسيين المعتقلين بسبب معتقداتهم الدينية والسياسية والذين لم يدعوا مطلقا إلى العنف أو يمارسوه.  

  • إنهاء العقوبات الإدارية التعسفية المفروضة على الصحفي عبد الله الزواري بأن يعيش بعيدا عن زوجته وأبنائه 500 كلم وضمان حقه في التنقل والتعبير.

وفي هذا السياق أيضا نطالب بالإفراج الفوري عن محمد عبّو المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان.  

  • محمد عبّو قام عدد من الأشخاص بالزي المدني رفضوا الإدلاء بهوياتهم بمنع أعضاء مجموعة مراقبة حرية التعبير في تونس يوم 1 مارس 2007 من دخول الشارع المؤدي إلى سجن مدينة الكاف حيث يحتجز الكاتب و المحامي حقوق الإنسان محمد عبو. وفي نفس الوقت كانت مجموعة أخرى من الأشخاص على مسافة غير بعيدة يلتقطون صورا لأعضاء الوفد. وقام نفس الأشخاص بمنع أعضاء الوفد من التقاط صور. و كان قد تم إيقاف سيارة الوفد على طريق الكاف لمدة تصل إلى عشر دقائق من قبل مجموعة من الضباط التابعين للحرس الوطني و رجال بملابس مدنية رفضوا أيضا التعريف بأنفسهم. (أنظر الملحق عدد 3) كان وفد مجموعة مراقبة حرية التعبير في تونس يريد ببساطة أن يطلب من مدير السجن إن كان بالإمكان أن يقوموا بزيارة محمد عبّو . وقد أعلموا أنّه يجب أن يحصلوا على تصريح للاقتراب من بوابات السجن. و قد حصلت سامية عبّو زوجة محمد عبّو على إذن بالزيارة لمدة 15 دقيقة. وعندما تمكّن أعضاء فريق البعثة من لقاء ممثل عن وزارة العدل أنكر هذا الأخير أن تكون حصلت تلك المضايقات. ويعتقل محمد عبّو منذ 1 مارس 2005 وقد حكم عليه بـ3 سنوات و6 أشهر من أجل نشره مقالات على الانترنت ينتقد فيها السلطات التونسية.  

  • شبّان جرجيس يواجه شبّان جرجيس منذ إطلاق سراحهم في فيفري 2005 مراقبة إدارية مشدّدة تمنعهم من مزاولة حياتهم العادية. وهكذا فإنّ العقوبة التي سلّطت عليهم في بداية سنة 2002 لا تزال متواصلة حتى خارج السجن. فقد أجبروا على الإمضاء يوميا في أوقات مختلفة لدى مراكز أمنية متعددة وهو ما يحرمهم من الحصول على عمل قارّ أو تلقي تكوين مهنيّ. كما وقعت إفادتنا بأنّ ضغوطا سلّطت على مشغّليهم الحاليين والسابقين حتى يفصلوهم أو يمتنعوا عن انتدابهم. وهكذا عزّزت تهمة « إرهابيين » إقصاءهم وعزلتهم. وفي مواجهة العدد الهائل من الصعوبات والملاحقات في جميع شؤون حياتهم، يشعر هؤلاء الشبان بأنّهم عاجزون ومحرومون من حقوقهم المدنية الأساسية. وهم يطلبون أساسا أن ترفع عنهم عقوبة الإقامة المفروضة وأن يعيشوا حياة عادية.  

  • عبد الله الزواري رفضت جميع مطالب السيد عبد الله الزواري إلى الجهات المسؤولة بما فيها رئيس الدولة لتمكينه من زيارة زوجته وأبنائه في تونس العاصمة بمناسبة أعياد دينيّة. ويحجّر على عبد الله الزواري التنقل خارج مدينة جرجيس. فلا يمكنه مثلا الذهاب إلى جربة التي تبعد عن محلّ إقامته 4 كيلومترات. وتفرض عليه المراقبة الإدارية منذ جوان 2002 والتي ستنتهي في جوان2007. ويحرم عبد الله الزواري من حقه في استخدام الأنترنت منذ شهر أفريل 2005 حيث يرفض أصحاب مقاهي الانترنت استقباله بعد ضغوط سلطت عليهم. 2- الرقابة على الانترنت عاينّا في التقارير السابقة لمجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس حجب مواقع انترنت منها مواقع إعلامية وإخبارية بالإضافة إلى مراقبة أمنيّة للمراسلات ولمقاهي الانترنت. وقد طالبنا الحكومة التونسية بوقف حجب مواقع الانترنت الرقابة الأمنيّة على مقاهي الانترنت وروّادها. وعند نشر هذا التقرير لم نر أيّ تقدّم ملحوظ على إثر التوصيات التي توجّهنا بها. إنّنا نشدد من جديد على تلك التوصيات ونحثّ الحكومة التونسية على القيام بإجراءات جدّية لمعالجة هذه الوضعية فممارسات السلطة التونسية في هذا المجال تتعارض مع كليا مع الالتزامات التي توصلت إليها القمة العالمية لمجتمع المعلومات. وقد تناولنا موضوع الرقابة على الانترنت مع بعض ممثلي الحكومة التونسية ومنظمات مجتمع مدني موالية لها. وقد أكّد لنا هؤلاء أنّ هناك رقابة منظمة على الانترنت ولكنّهم ذكروا بأنّ حجب المواقع السياسية والإعلامية يعود إلى مضمونها المرتبط بالإرهاب وبالتعصّب، غير أنّ المسؤولين الحكوميين كانوا غير قادرين على أن يستظهروا بأيّ إجراء قضائي أو إداري يجعل من تلك المبررات ذات مرجع قانوني. قمنا في شهر جانفي 2005 باختيار 20 موقع انترنت قدّرنا أنّها محجوبة في تونس بسبب مضمونها السياسي والإعلامي والتي هي من منظور القوانين الدولية لاتحتوي على أي مضمون قد يعتبر خارجا عن القانون أو يشكّل تهديدا. وفي شهر سبتمبر 2005 قمنا بإجراء اختبارات جديدة على المواقع العشرين التي اخترناها فوجدنا أنّ 19 منها لا تزال محجوبة. وفي مارس 2007 قمنا بنفس البحث على نفس العيّنة من المواقع فوجدنا أنّها محجوبة جميعها خلال عملية الاختبار. (أنظر الملحق عدد5) أصدر المجلس الوطني للحريات (وهي منظمة غير حاصلة على الاعتراف القانوني) بيانا عدّد فيه جملة المضايقات التي تستهدفه ومنها سرقة المراسلات. ويتم عادة تعطيل ارتباط المجلس بشبكة الانترنت ثم تم تمكينه من ذلك أياما قليلة قبل وصول فريق البعثة إلى تونس. وقالت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (وهي منظمة حاصلة على الاعتراف القانوني) إنّ اتصالها بشبكة الانترنت كان معطلا لعدّة أشهر وذلك منذ أفريل 2006. ثم أعيد الاتصال منذ فترة قريبة، إلاّ أنّه لا يمكن إرسال ملفّات مرفقة عبر البريد الالكتروني (وهي مشكلة تواجهها جميع المنظمات المستقلة). ولا يزال موقع المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع محجوبا. كما يقع حجب موقع التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وهو حزب سياسي تأسس في 1994 ووقع الاعتراف به سنة 2001. كما يحجب أيضا موقع الحزب الديمقراطي التقدمي. 3- الرقابة على الكتب لاحظنا في تقاريرنا السابقة أنّه يقع تعطيل طبع الكتب ونشرها. ودعونا الحكومة التونسية إلى السماح بنشر الكتب الممنوعة ووضع حد للرقابة وتبنّي المعايير الدولية في مجال حرية التعبير. وعند نشر هذا التقرير لم نلاحظ أي تقدم ملحوظ على إثر التوصيات التي تقدمنا بها. ولذلك فإنّنا نشدد على تلك التوصيات ونحث الحكومة التونسية بالذات على تعديل المادة 8 من قانون الصحافة بإلغاء الإجراء المفروض على المطابع بإيداع نسخ من الكتب التي يقومون بطبعها لدى المحكمة التي يرجعون إليها بالنظر ولدى وزارة الداخلية ومجلس النوّاب. ويتم العمل بنظام الإيداع القانوني في تونس بشكل مفضوح للتغطية على عملية الرقابة. ويجري في تونس التفاخر بنشر 1400 عنوان سنويا في بلد يعد 10 ملايين نسمة. وفي الحقيقة فإنّ 200 أو 300 عنوان جديد يقع طبعه كل سنة أمّا البقية فهي أساسا إعادة طبع وكتب للأطفال. والناشرون الذين يطبعون مؤلفات لا تروق للسلطات لا يواجهون فقط منع الكتب التي تبقى في المطابع بل يواجهون نوعا آخر من الملاحقات وتتعلق بالضرائب أساسا. (أنظر التقرير الأوّل لمجموعة مراقبة حرية التعبير في تونس) ولا تزال 3 كتب للأستاذ عبد الجليل التميمي صاحب مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات معطّلة بعد طبعها بواسطة إجراء الإيداع القانوني. وهي كتاب عن الرقابة (2000) وكتاب عن الحبيب بورقيبة (2003) وكتاب عن مجتمع المعلومات. ولم تفده دار الكتب الوطنية إلى حدّ الآن بردّ بشأن هذا التعطيل. كما يتم عبر إجراء الإيداع القانوني تعطيل توزيع فعاليات 4 ندوات نظمتها مؤسسة التميمي. وقد يقع نشر تلك الندوات في دولة عربية أخرى. وتقول رابطة الكتاب الأحرار إنّ وضع نشر الكتب في تونس قد زاد سوءا منذ 2005. وتوجد ثلاث حالات أخيرة وقعت معاينتها:  

    • يوميات رأسمالي ناجح، للحبيب الحمدوني (نائب رئيس رابطة الكتاب الأحرار). وقد تم في مرحلة أولى السماح بنشر هذه الرواية في نوفمبر 2006. ولكن بعد 3 أيام قامت مجموعة من أعوان الأمن بالزي المدني بالحضور لدى صاحب المطبعة لحجز نسخ الرواية وسحب وصل الإيداع بالنشر منه. وبحسب رابطة الكتاب الأحرار فإنّ استرجاع الترخيص يعدّ سابقة من نوعها.  

    • الكرسي الهزّاز، لآمال مختار: وهي كاتبة تونسية شابة وقع تعطيل صدور روايتها الثانية بواسطة الإيداع القانوني. وقد وقع الحكم على هذه الرواية بأنّها قد بالغت في الجرأة من الناحية الأخلاقية. وفي المقابل يقع تداول روايتيها الأولى والثالثة.  

    • عدالة، لفضيلة الشابي، وهي شاعرة تونسية معروفة نشرت في السابق حولي 20 كتابا. وفي الكتاب الأخير انتقدت الحكومات العربية لكونها تنفق كثيرا على التسلح بما يضرّ بالنفقات على المجال الاجتماعي. ويحتجز كتاب « عدالة » في المطبعة منذ ربيع 2006.

    كما لا تزال 3 كتب لجلول عزونة معطّلة عن التوزيع بواسطة إجراء الإيداع القانوني. أمّا حفيظة شقير عضوة مكتب جمعية النساء الديمقراطيات فقد حاولت نشر أطروحتها للدكتوراه حول دور القانون في تطوير وضع المرأة في المطابع الجامعية فرفض ذلك، رغم أنّ هذا البحث قد حصل على جائزة حقوق الإنسان من الجمعية الفرنسية للقانون الدولي. وقد حاولت نشر هذا البحث على حسابها الخاص فيما بعد فتم تعطيل ذلك بواسطة الإيداع القانوني. كما يعطّل بنفس الطريقة الدليل الذي أنجزته الأستاذة شقير حول مشاركة المرأة في الحياة السياسية. وهو واحد من 10 كتب معطّلة للمعهد العربي لحقوق الإنسان. ويعطّل كذلك نشر فعاليات الندوة التي نظّمتها جمعية النساء الديمقراطيات سنة 1993 حول العنف المسلط على النساء. ويصدر المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع تقارير وبلاغات كلّما وقع منع كتاب بالإيداع القانوني. وقد أعدّ المرصد تقريرا عن معرض تونس الدولي للكتاب لسنة 2006 وبه قائمة في الكتب التي صادرتها السلطات التونسية بالمعرض. (أنظر الملحق 4)  

  • مسرحية خمسون خمسون (أو أجساد رهينة) هي مسرحية للمخرج المسرحي الكبير فاضل الجعايبي. منعت السلطات التونسية عرض المسرحية في مرحلة أولى. ولكن بعد نجاح عروضها خارج البلاد في باريس لم يبق للسلطات من خيار سوى السماح بعرضها بعد 6 أشهر من المنع من قبل لجنة الرقابة في وزارة الثقافة (التي أعدّت قائمة في الجمل التي يجب حذفها). ولكنّ المجموعة المسرحية رفضت قبول ذلك. وتتناول المسرحية القضايا التي يواجهها المجتمع التونسي بعد 50 سنة من الاستقلال كالتعذيب في السجون والأصولية وفقدان الحريات المدنية والسياسية. وقد كانت المسرحية نفسها ضحية غياب الحريات بتلك الرقابة الشديدة التي واجهتها. وقد قامت السلطات التونسية خلال العروض التجريبية بحذف أسماء السجون والتواريخ المذكورة وعدة آيات قرآنية من النصّ المسرحي. وبعد مفاوضات أشهر عديدة رفض مخرج المسرحية قبول ذلك وسمح له بالعرض على أن لا يكون خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقد كانت العروض خلال شهر فيفري 2007 قليلة. 4 – الجمعيات المستقلّة طالبنا في التقرير الأوّل لمجموعة حرية التعبير في تونس بحرية التنظم وبحق الجمعيات في الاعتراف القانوني وتنظيم الاجتماعات. وقد دعونا الحكومة التونسية إلى احترام المعايير الدولية في مجال حرية الاجتماع والتنظم وإلى الاعتراف القانوني بجمعيات المجتمع المدني المستقلة. ولم نلاحظ خلال التقرير الثاني أي تقدم في هذا المجال بعد توصياتنا. وخلال البعثة الأخيرة عاينّا من جديد اعتداءا أخرى على الجمعيات المستقلّة المعترف بها قانونيا كالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وجمعية القضاة التونسيين والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات. لقد أدّت المشاكل والملاحقات المختلفة (مثل الحملات الإعلامية التشويهية) التي تواجهها هذه الجمعيات القانونية إلى تعطيل شبه كامل لأنشطتها. وقد سعت السلطات التونسية إلى تعطيل أنشطة هذه الجمعيات بتجميد الأرصدة المالية الموجهة إليها وبتعطيل الاتصالات الالكترونية والهاتفية ومراقبتها. ويتم في بعض الأحيان حجز المراسلات البريدية كما توضع المكالمات الهاتفية تحت الرقابة. وهكذا لا يمكن لهذه الجمعيات أن تقوم بالدور الذي أسست من أجل القيام به. ونحن نعتبر أنّ هذه الاعتداءات تمثل تدهورا خطيرا في مجال احترام حقوق الإنسان. ولذلك فإنّنا نجدّد وبكل قوة دعوتنا الحكومة التونسية لاتخاذ التدابير اللازمة للسماح بتأسيس جمعيات مستقلة دون اشتراط الترخيص المسبق من السلطات السياسية.  

  • المجلس الوطني للحريات بتونس تتواصل الرقابة الأمنية سائر الأيّام. ويراقب فريق أمنيّ قارّ حركة الدخول والخروج على مقر المجلس الوطني للحريات. وتحتلّ عناصر من البوليس المحلات التجارية القريبة منه وتمنع حتى الاجتماعات المصغّرة حيث يستحيل على المجلس عقد أيّ اجتماع. وقد تقدم المجلس الوطني للحريات بقضية ضد وزير الداخلية في تجاوز السلطة لدى المحكمة الإدارية في مارس 1999. ولم تبتّ المحكمة إلى حدّ الآن في تلك القضيّة. وبحسب المجلس فإنّ الأشخاص الذين يفدون على مقره لعرض شكاواهم يتعرّضون للمضايقات إذ يتم إيقافهم وجلبهم إلى مراكز الشرطة حيث يفرض عليهم توقيع تعهد بعدم الذهاب إلى المجلس مرة أخرى. وقد أصبح المجلس عرضة لشكل جديد من الملاحقات عبر الضرائب. ذلك أنّه نظرا لكون هذه الجمعية غير معترف بها رسميا فإنّ مقرها يوجد في شقة على ملك السيد عمر المستيري الذي يواجه ملاحقة من قبل إدارة الضرائب بإعادة النظر في ديونه الجبائية خلال الفترة التي كان يقيم فيها في تونس إقامة جبرية وفترة إقامته خارج البلاد. وباعتباره عضوا في فريق تحرير مجلة كلمة فإنّ هذه الملاحقة قد تكون لها نتائج وخيمة على هذه النشرية المستقلة. وسيكون ضرب مجلة كلمة نكسة للتعددية في بلد مثل تونس يعرف بفقدان لافت للتعددية.  

  • الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان توضع مقرات فروع الرابطة تحت الرقابة الأمنية. وقد ساءت وضعية الرابطة منذ القمة العالمية لمجتمع المعلومات في نوفمبر2005. ويمكن للهيئة المديرة أن تجتمع في حين يمنع على الرابطة تنظيم ندوات أو دورات تكوينية. ومنذ أفريل 2006 لم يقع أي اجتماع في مقر الرابطة. ولا تتلقى الرابطة أيّ مراسلات. ومنذ 5 جويلية 2006 تم تعطيل الاتصال بشبكة الانترنت في مقر الرابطة. وتتواصل الحملات الإعلامية التشويهية على الرابطة في الصحف التونسية. وقد تم شتم رئيس الرابطة الأستاذ مختار الطريفي داخل البرلمان حيث وُصف بالجاسوس وبرجل أمريكا. وبحسب مختار الطرفي فإنّه لا يمرّ أسبوع إلاّ وتقع مهاجمة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان حتى عبر التلفزة التونسية. وقالت سهير بلحسن نائبة رئيس الرابطة إنّ السلطات التونسية لا تسعى لغلق الرابطة ولكن تريد فقط منعها من القيام بأعمالها. وكانت وزارة الخارجية التونسية قد وجهت في 30 أكتوبر 2006 رسالة شفوية إلى البعثات الدبلوماسية المعتمدة في تونس تذكّرها بأنّ الرابطة ليس لها الحق في القيام بأيّة أنشطة بسبب القضيّة العدلية المرفوعة ضدّها مضيفة أنّ النشاط الوحيد المسموح به هو عقد مؤتمرها. وقد جاءت هذه المراسلة على إثر منع زيارتين كان سيؤدّيهما ممثلون عن سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بتونس إلى فرع الرابطة ببنزرت. كما صدر تذكير آخر في 1 ديسمبر 2006 بعد أن عبّر عدد من الدبلوماسيين عن تضامنهم مع الرابطة بالقيام بزيارات لها بعد مراسلة 30 أكتوبر. وقد بدأ يخفت تضامن عدد من الدبلوماسيين مع الرابطة منذ قمة مجتمع المعلومات. وفي 17 فيفري 2007 وفي تناقض مع الرسالة شفوية الذي وجّه للدبلوماسيين الأجانب صدر الحكم ضد الرابطة بعد سلسلة طويلة من جلسات المحكمة بإبطال الدعوة التي وجهتها الهيئة المديرة للرابطة لعقد مؤتمرها في سبتمبر 2005 وفي ماي 2006. أيّ إنّ الرابطة ليس من حقها عقد مؤتمرها. ونحن نعتقد أنّ الحكومة التونسية قد أصدرت موقفا متناقضا هو التالي: النشاط الوحيد المرخص للرابطة هو الإعداد لمؤتمرها وهي ممنوعة من عقده. وبالتالي فإنّ السلطات التونسية تسعى لأن تجعل أقدم رابطة إفريقية لحقوق الإنسان مفرغة من محتواها. ومجموعة مراقبة حرية التعبير في تونس تعبّر عن قلقها إزاء الضغوطات السياسية الشديدة التي تمارسها السلطات والشخصيات المقرّبة منها على استقلالية الرابطة.  

  • المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع عبّرت هذه الجمعية عن انشغالها لتدهور حالة حرية التعبير في تونس منذ قمة مجتمع المعلومات. وتنشغل فضلا عن ذلك من إمكانية توظيف السلطات التونسية للمواجهات المسلّحة التي حصلت في ديسمبر2006 لتشديد القمع على المجتمع المدني . وكون هذه الجمعية بقيت تعمل يعد إنجازا في حدّ ذاته. لجأ المرصد إلى المحكمة الإدارية في 2001 من أجل حقه في الوجود القانوني غير أنّ المحكمة لم تبتّ بعد في القضيّة. ولذلك فالمرصد هيئة غير قانونية لا يمكن لها فتح مكتب أو حساب بنكي.  

  • الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات هذه الجمعية شأنها شأن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان هي من الجمعيات القليلة في تونس التي تكون معترف بها قانونيا ومستقلّة في نفس الوقت. ذكرت لنا السيدة خديجة الشريف الرئيسة الجديدة لجمعية النساء الديمقراطيات أنّ المنتميات إلى الجمعية تواجهن مضايقات متلاحقة، ومن بينها استبعادهنّ من الندوات الجامعيّة. فقد ألغت كلية الحقوق بصفاقس مؤخّرا ندوة حتى تتجنب مشاركة عضوة بالجمعية فيها. وفي الندوات الدولية تتعرض المشاركات من الجمعية إلى اعتداءات لفظية من قبل ممثلي المنظمات الحكومية. وبحسب الجمعية فإنّ القمع أصبح أكثر شراسة وتنظيما وقوّة في مرحلة ما بعد قمة مجتمع المعلومات. كما أنّ المضايقات المعتادة التي واجهتها الجمعية قبل قمة مجتمع المعلومات (المراقبة البوليسية والتعتيم الإعلامي والحملات الإعلامية التشويهية وغيرها…) تلاها شكل جديد يتمثل في الحصار المالي عبر تجميد الأرصدة الممنوحة للجمعية. فقد جمّدت السلطات التونسية القسط الثالث من التمويل الممنوح من الاتحاد الأوروبي عبر مؤسسة « فريدريش نومان » في إطار برنامج « مساواة » منذ شهر ماي 2006. وقد كاتبت الجمعية إلى حدّ الآن عدة مرات وزير الداخلية في سبتمبر 2006 ونوفمبر 2006 وجانفي 2007 لمعرفة أسباب ذلك التجميد. وعندما تحدثت مستشارة البرلمان الأوربي المكلفة بالعلاقات الخارجية السيدة بنيتا فرّيرو ولدنير مع وزير الشؤون الخارجية التونسي عن هذه القضية في 1 فيفري 2007 نفى علمه بالأمر. وكان جمعية النساء الديمقراطيات قد اضطرّت إلى عقد مؤتمرها في مقرّها بشارع الحرية فقد استحال على الجمعية كراء قاعة عمومية في مدينة تونس. 5 – الصحافيّون والمعارضون لاحظنا في التقرير الأوّل تقييدات مفروضة على حرية المدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين في التنقل، إضافة إلى المراقبة الأمنيّة والمضايقات والتهديدات والتنصت على الاتصالات. وعند نشرنا التقرير الثاني لم نلاحظ أيّ تقدم ملحوظ في هذه الحالة رغم التوصيات التي رفعناها. وقد تدهورت الحالة في مارس 2007 خاصة بالنسبة إلى المضايقات التي يتعرض لها الصحافيّون. ولذلك فإنّنا نجدّد وبكلّ قوّة انشغالنا للمضايقات المنظّمة التي يتعرض لها الصحافيّون والنشطاء والمعارضون ونطالب بالقيام بإجراءات عاجلة لوضع حد للمحاصرة السياسية والمضايقات على الشخصيات المنخرطة في الدفاع المشروع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير. وعبر هذا التقرير ندعو الاتحاد الأوروبي لتفعيل « التزامات الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالمدافعين عن حقوق الإنسان » لـ2004 http://www.consilium.eu.int/uedocs/cmsUpload/ web10056re01.fr04.pdf ألقت البعثة الأخيرة لفريق مراقبة حرية التعبير في تونس الضوء على فقدان أي تقدم في وضعية الصحافيين والمدافعين التونسيين. حيث يلاحق الفريقان بشكل منظم من قبل السلطات من خلال تعطيل المراسلات والبريد الالكتروني والمنع من التنقل بشكل تعسفي وعبر التدخل السافر لأعوان الدولة في حياتهم الخاصّة، وقد يتخذ هذا التدخل شكل المراقبة والمضايقة التي تشمل حتى الأصدقاء والأقارب. ولا يمكن للصحافيين المستقلّين مثل لطفي حجّي العمل بحرية كمراسلين دوليّين. وقد تمكّن الصحفي توفيق بن بريك مؤخرا من نشر مقال في صحيفة تونسية (يملكها حزب معارض). وهي أوّل مرة منذ 18 سنة. ولا يسمح للنشطاء بالعمل داخل تونس وهم يمنحون مساعدات مالية مختلفة حتى يعيشوا حياتهم العادية. 6- حرية الصحافة لاحظنا في التقرير الأوّل لمجموعة مراقبة حرية التعبير في تونس رقابة على الإعلام وغيابا للتنوّع في مضمون الصحف. وقد لاحظنا في التقرير الثاني خطوة تقدمت في الاتجاه الصحيح وهي الإعلان يوم 27 ماي 2005 عن إلغاء إجراء الإيداع القانوني على الصحف والدوريات. ولكن لم يتّخد أي إجراء آخر يندرج في سياق التوصيات التي تقدمنا بها. ومع هذا التقرير نلاحظ استمرار غياب حرية الصحافة في تونس. والأسباب الرئيسة في هذا الوضع ترتبط برقابة الدولة وعدم وجود قنوات مفتوحة للتوزيع تضمّ جميع وسائل الإعلام المكتوبة وتوزيع عادل للموارد المالية. ولذلك فإنّنا نجدّد تأكيد التوصيات التي تقدمنا بها، ونطالب الحكومة التونسية باتخاذ تدابير من شأنها رفع القيود المفروضة على الصحافيين المستقلّين وتشجيع التعددية في مجال محتوى الصحف واتجاهاتها. كما ندعو الحكومة التونسية إلى إلغاء نظام الإيداع القانوني الساري على الصحف الأجنبية الموزّعة في تونس. ونطالب وزارة الداخلية باحترام الفصل 13 من قانون الصحافة وتطبيقه للسماح بإصدار صحف ودوريات جديدة. تهدّد الرقابة باستمرار الصحف التونسية والأجنبية. وخلال بعثة فريق مراقبة حرية التعبير في تونس الأخيرة لم يقع تداول 3 صحف فرنسية لعدة أيام (لوموند وليبيراسيون ولونوفال أوبسيرفاتور) لأنّها نشرت مقالات لا تروق للحكومة التونسية منها مقال ساخر لتوفيق بن بريك نشر في « ليبيراسيون » يوم 21 فيفري 2007 بعنوان « في 2009 أصوّت لبن علي ». وفي الوقت الذي تنشر مقالاته خارج البلاد يمنع توفيق بن بريك من النشر في بلاده. يجري توزيع الصحف بشكل عشوائي وتعطى الأولويّة للصحف المقرّبة من الحكومة. وفي أكشاك البيع يجب أن تطلب من البائع أن يناولك صحيفة المعارضة التي تريد شراءها في حالة ما لم تكن معروضة. وهذه العراقيل تهدف إلى عزل المعارضة عن عموم الناس وللتقليص من حضور أي معلومة أو محتوى منشقّ بين المواطنين التونسيّين. وقد صرّح لنا مدير تحرير صحيفة بأنّه « يكفي أن نفتح جريدة حتى نعرف إن كانت تحت هيمنة الدولة، فهذه الصحف تستأثر بكلّ مساحات الإشهار ». ويخض الصحافيون للرقابة حتى في الصحف الحكومية. فقد منع مقال بعنوان « بايرو، مرشح التوجّهات السليمة » في الصحيفة الحكومية الناطقة بالفرنسية « لابراس ». 7- التعذيب والاعتداء والإفلات من العقاب نقلنا في تقريرنا الأوّل شهادات لحالات حديثة وموثّقة عن التعذيب ارتكبت في ظل إفلات تام من العقاب من قبل الأجهزة الأمنيّة. وقد طالبنا الحكومة التونسية بالإذن بفتح تحقيق مستقل في حالات التعذيب المنسوبة إلى قوّات الأمن. وعند نشر تقريرنا الثاني لاحظنا تقدما جزئيّا في ظروف حبس المساجين. ولكن لم يسجّل أي تقدم ملموس يتعلّق بمطلبنا الأساسي. ورغم ذلك التقدم الجزئي فإنّ الظروف السجنية لا تزال تبعث على الانشغال. ولا يمكن لبعثتنا الأخيرة أن تسجّل أي تقدم في الاتجاه الصحيح. فعلى العكس أصبحت الاعتداءات البوليسية المرتكبة في الأماكن العامّة أمرا واقعا. وتزداد المخاوف بين الناس يوما بعد يوم. ولذلك فإنّنا نجدّد مطلبنا الذي وجّهناه في 2005 بحثّ الحكومة التونسية بشدّة للقيام بالإجراءات اللازمة لوقف ممارسة التعذيب من قبل الأجهزة الأمنيّة. 8 – القضاء يعدّ فقدان استقلالية القضاء وغياب الدور الطبيعي لدولة القانون أحد أهمّ مشاكل المجتمع التونسي. وهذا ما تم تأكيده من مصادر متعددة ومختلفة خلال زيارتنا الأخيرة لتونس. وبحسب نفس المصادر فإنّ معظم المحامين والقضاة يؤيّدون استقلالية القضاء ولكنّ مجموعة ضيّقة تتكوّن من عناصر لها ارتباطات قويّة بالسلطات تنشط بقوّة لتتحكّم في عمل المؤسسة وهو ما خلق مناخا من الخوف داخل المجتمع التونسي. ومن العوامل التي أدّت إلى واقع الحال: الاعتقالات التعسفية وعدم حصول العائلات على أي معلومات تتعلق بالأشخاص الموقوفين، يضاف إلى ذلك التعامل غير الديمقراطي مع القضاة عبر المضايقات والنقل التعسّفية. واستنادا إلى هذه الوقائع نطالب الحكومة التونسية بأن تبذل ما في وسعها من أجل أن يكون النظام القضائي في تونس متناسبا مع المعايير الدولية في مجال استقلالية القضاء ومن أجل احترام دولة القانون حتى يتم تعزيز حرية التعبير. 9- الخاتمة أكّدت الزيارة الأخيرة لمجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس من 27 فيفري إلى 4 مارس 2007 غياب أي تقدم ملحوظ في مجال حرية التعبير منذ القمّة العالمية لمجتمع المعلومات التي عقدت في تونس في نوفمبر 2005. إذ تشير عديد التقارير إلى انسداد الأفق في مجالات وتدهور في مجالات أخرى. وقد شدّد الأشخاص المستجوبون خلال البعثة الأخيرة على الاستخدام المتزايد للملاحقات والعنف معبّرين عن استنكارهم لعدم إمكانية ردع هذه الانتهاكات. لقد قادنا غياب أي تقدم مثلما ذكرنا ذلك في المقدمة إلى استنتاج كون الحكومة التونسية تسعى لمزيد خنق المعارضين التونسيّين منذ تقريرنا السابق في ماي 2006. وبناء على ذلك فإنّ التقرير الحالي يتمسّك بالتوصيات السابقة للحكومة التونسية ويشدّد عليها. لم تبال السلطات التونسية بجميع التوصيات التي رفعتها مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس. بل سعت إلى التشكيك في مصداقيتنا ومصداقية أيفيكس عموما معتبرة أنّها منحازة وذات فكرة مسبقة. ويعود ذلك أساسا لكوننا رفضنا لقاء مجموعات من المجتمع المدني لا نوافقها الرأي حول تونس. وذلك غير صحيح . وفي هذا السياق نشير إلى أنّه خلال البعثات السابقة تمكّن فريق المجموعة من لقاء مسؤولين تونسيين على مستوى الوزراء، غير أنّنا نعبّر عن خيبتنا خلال زيارتنا الأخيرة لعدم وجود رغبة من الحكومة التونسية في تنظيم لقاءات مع وزراء. ولا يفوتنا أن نذكّر قرّاء هذا التقرير بأنّنا لا نطلب من الحكومة التونسية سوى الالتزام بتعهداتها الدولية في مجال حقوق الإنسان وما خلصت إليه القمة العالمية لمجتمع المعلومات. تفتقد في تونس حقوق الإنسان الأساسية كحق التعبير والتنقل والتنظم والبحث العلمي وتبادل المعلومات وتأسيس الجمعيات دون تدخل حكومي في شؤونها. فتلك الحقوق تحترم في البلدان الديمقراطية التي تسودها دولة القانون. ومع الأسف فهذا ليس شأن الدولة التونسية مطلقا. وبناء على ذلك يخلص فريق مراقبة حالة حرية التعبير في تونس إلى أنّه لايزال من الضروري على منظمات حقوق الإنسان ومنظمات حرية التعبير والمجتمع الدولي عامّة (يتحمّل الاتحاد الأوروبي مسؤولية خاصة وأكيدة في الحالة التونسية) أن يواصلوا متابعة التطوّرات في مجال حقوق الإنسان وحرية التعبير في تونس  


  • الاتحاد العام التونسي  للشغل الجامعة العامة للتعليم  العالي والبحث العلمي النقابة الأساسية بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس

    صفاقس في 5 أفـــريل  2007
    لائــــحة  عــــامة
    نحن أساتذة المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس المضربون عن العمل التزاما بقرار الهيئة الإدارية لقطاع أساتذة التعليم العالي  الذي كانت مدرستنا ممثلة فيه عبر نقابتها الأساسية المنتخبة واستجابة لنداء الجامعة العامة للتعليم العالي بالاتحاد العام التونسي للشغل وانضباطا بالقرار  إلى جانب زملائنا في كامل المؤسسات الجامعية نؤكد على ما يلي:
    –        إن الإضراب هو المنفذ الوحيد الذي التجأ إليه الجامعيون للتعبير عن رفضهم لتلكؤ الوزارة ومماطلتها في الجلوس مع الجامعة العامة و حل مشاكل الجامعيين المتراكمة ومحاولة تهميشهم وإثقال كاهلهم لإشغالهم عن المطالبة بحقوقهم المشروعة المادية والمعنوية وفرض الأمر الواقع. –        نعتز بنجاح الإضراب على المستوى الوطني بالرغم من كل الممارسات الغريبة عن الجامعة وكل الضغوطات النفسية والتهديدات المادية اللامسؤولة والحملات الإعلامية التي مورست على العديد من الأساتذة متناسية أن الجامعي يعتز بموقعه النخبوي في المجتمع ولا يستجيب إلى الابتزاز وفرض الاستقالة وهو الذي يربي الأجيال من اجل الكرامة والعزة وعدم التفريط في الحقوق  المشروعة المادية والمعنوية. –        نعبر عن اعتزازنا بالنقابيين في مختلف القطاعات الذين عبروا عن مساندتنا في إضرابنا سواء بإرسال البرقيات أو رفع الشارات الحمراء في مواقع العمل   لتأكيد تفهمهم لحقوقنا ومؤازرتهم  لنا من أجل تحقيق مطالبنا المادية والمعنوية –        نؤكد استعداد الجامعيين للوقوف صفا واحدا للدخول في أي نوع من الأشكال النضالية الأخرى التي تقررها الجامعة العامة وعدم الاستسلام لسياسة اللامبالاة وفرض الأمر الواقع.
    عن المكتب التنفيذي للنقابة                                               الكاتب العام – عارف المعالج   

     

    الاتحاد العام التونسي للشغل الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي  النقابة الأساسية للتعليم العالي والبحث العلمي بالمدرسة الوطنية للمهندسين بتونس

     
     لائحة
    إن مدرسي المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس المجتمعون يوم الخميس 5 أفريل 2007 بمناسبة الإضراب عن العمل:
    1.    يسجلون بكل ارتياح نجاح الإضراب بالمدرسة ويثمنون نضالات الجامعيين المشروعة. 2.    يعبرون عن إستيائهم الشديد من مماطلة وزارة الإشراف للرد على مطالب القطاع المشروعة والمزمنة، ويطالبونها مجددا بالتفاوض الجدي والمسؤول مع الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي حول القضايا المطروحة وخاصة العاجلة وفتح تحقيق حول حادثة الإعتداء بالعنف الجسدي على الزميل معز جابر والإجراءات التأديبية ضد الأخت سعاد موسى عضوة المكتب التنفيذي للجامعة العامة ووضعية الأخ رشيد الشملي وكذلك رفض التمديد في سن التقاعد للعديد من الزملاء مثل الأخ أحمد إبراهيم. 3.    يعلنون تمسكهم بجميع مطالب القطاع التي عبرت عنها الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي (المادية والمعنوية) واستعدادهم اللامشروط لمواصلة النضال بمختلف الأشكال الشرعية والقانونية دفاعا عن الجامعة العمومية وحقوق الجامعيين. 4.    ينددون بمحاولات متعددة الأشكال لوزارة الإشراف قصد إفشال الإضراب (منع الإجتماعات النقابية وتمزيق المعلقات) وحملاتها الإعلامية لمغالطة الرأي العام الجامعي والوطني، وتمكين بعض الأشخاص بعناوين البريد اللكتروني للمدرسين بالجامعة لمراسلتهم وحثهم على تكسير الإضراب في حين أنها تمنع النقابيين من المراسلات اللكترونية العادية. 5.    يستغربون من صدور بيان من ديوان وزارة الإشراف غير ممضى وتعليقه في كل المؤسسات التعليم العالي مع إدراجه في الموقع الواب للوزارة يستهدف الإتحاد العام التونسي للشغل ويستخف بالمدرسين بالجامعة ويطالبون قيادة الإتحاد العام بإتخاذ الإجراءات اللازمة ورفع قضية ضد أصحاب هذا البيان ومن يقف وراء مضامينه. 6.    يعبرون عن مساندتهم لعميد كلية العلوم الإنسانية بتونس ويثمنون موقفه الرافض لتمزيق المعلقات النقابية بدعوة مباشرة من وزير التعليم العالي، ويدعون وزارة الإشراف إلى إحترام القوانين والتشريعات وكافة المشرفين على المؤسسات الجامعية إلى التمسك بالأخلاقيات الجامعية والدفاع عن الحريات الأكاديمية. 7.    يدعون النقابة الأساسية بالمدرسة إلى تنظيم ندوة حول منضومة الإمد بالمدارس الهندسية خلال المدة القادمة.                                         عن الإجتماع                                  الكاتب العام                              

    حول تصريحات السيد وزير العدل وحقوق  الإنسان بمجلس النواب بخصوص جمعية القضاة التونسيين

              انتظم صباح الثلاثاء 27 مارس بمقر مجلس النواب حوار مفتوح بين النواب و السيد وزير العدل وحقوق الإنسان في جلسة مفتوحة تم خلالها التطرق إلى اغلب القضايا التي تهم السلك القضائي وخاصة قضية جمعية القضاة التونسيين الشرعية برئاسة السيد احمد الرحموني وفي معرض هذا الحوار تساءل احد النوا ب عن مصير مكتب جمعية القضاة الذي وقع » حله » وناشد النائب الحكومة بتسوية مشكل أعضاء في الهيئة وقع نقلهم إلى داخل البلاد  في ظروف استثنائية مخالفة للأعراف   بينهم أربعة نساء قاضيات لهن اعتبارت  عائلية ملحة .    
                                                                                                        وإجابة عن السؤال قال السيد الوزير أن   داخل الجمهورية جزء من الجمهورية وان كل موظف مطالب بالعمل في كامل التراب الوطني والمعيار الوحيد كم قضى في مركز عمله. وبالنسبة إلى الحالات الأربع فقد قضت كل قاضية بتونس العاصمة أكثر من 10سنوات وجاء دورها لتعمل بمنطقة أخرى…ولا علاقة للنقل بمن عمل بجمعية القضاة السابقة أو لا  فالنقل يقررها المجلس الأعلى للقضاء بصفة عادية وانه بعد أن يقضي القاضي مدة يمكنه أن يرجع إلى تونس أو إلى غيرها وهي قاعدة مطبقة على جميع القضاة ولا استثناء فيها وان كل القضاة يعرفون انه بعد أربع سنوات يمكن نقلتهم  إلى أي مكان يشاءون وقد ذكر السيد الوزير أيضا وفي معرض حديثه عن « أزمة الجمعية » انه قد سحبت الثقة من المكتب التنفيذي وانتخب مكتب جديد آخر خلال مؤتمر استثنائي ثم عقد مؤتمر عادي فلا معنى للحديث عن الحل إذن *.
              ونظرا إلى أن حوارا قد دار في هذه الجلسة حول جمعية القضاة التونسيين وانه تمت الإشارة فيه إلى أربع قاضيات من الهيئة الشرعية فإننا نرى من الواجب بصفتنا القاضيات المعنيات بما وقع التطرق إليه إنارة الرأي العام بما يلي :
              إن مواقفنا من النقل التي سلطت علينا وعلى بقية زملائنا من أعضاء الهياكل الشرعية وناشطي الجمعية ليس رفضا منا العمل داخل البلاد لإيماننا الراسخ بمبادئ وقيم الجمهورية في  العدل والمساواة من خلال تكريس حق كل المتقاضين بكامل الوطن في قضاء  عادل     يؤمنه قضاة نزهاءمستقلون أكفاء .          
                                                              فلئن كان من واجب القضاة تحمل مسؤولية العمل بكامل محاكم    الجمهورية فانه يتعين أن يكون ذلك في نطاق ضوابط الموضوعية والشفافية لتحقيق العدل بين القضاة في تحمل أعباء تلك المسؤولية حتى لا يثقل بها كاهل البعض دون ألآخركما دعت الجمعية إلى ذلك دائما  . إننا نؤكد هنا على أن رفضنا للنقل التى سلطت علينا وعلى بقية زملائنا إنما هو لما اتخذته تلك النقل من صبغة عقابية على خلفية نشاطنا بهياكل الجمعية وتحملنا لمسؤوليتنا في الدفاع على استقلالها و التعبير على مشاغل ومطالب القضاة حول تنقيح قانونهم الأساسي بما يتماشى والمعايير الدولية لاستقلال السلطة القضائية وتكريس الشفافية  في انتخاب نوابهم بالمجلس الأعلى للقضاء وتحسين ظروف عملهم المادية والدفاع على حرمة المحاكم.إن تلك الصبغة العقابية تتوضح إذا ما علم الرأي العام أنها لم تكن قط برضا القضاة المنقولين الذين سبق للعديد منهم أن تحملوا مسؤولية العمل بعيدا عن مقراتهم الأصلية لمدد غير قصيرة وكذلك من خلال عدم الاستجابة لمطالب   نقل الراغبين منهم في النقلة ممن تتوفر فيهم الشروط المطلوبة وخاصة من خلال الشكل الجماعي الذي اتخذته النقل في حركة جويلية 2005 والتي طالت على مستوى الهياكل ثلث أعضاء المجلس الوطني وعضوين من المكتب التنفيذي الحق بهما رئيس الجمعية نفسه في حركة 2006 مما شل عملها ومثل تفكيكا فعليا لتلك الهياكل . وقد تسببت تلك النقل في أوضاع مأساوية للقضاة المنقولين.
              كما فرضت على القضاة المبعدين إلى قابس ومدنين وقبلي وتوزر وتطاوين وقفصة والكاف وجندوبة  والقصرين والقيروان  تضييقات في العمل وذلك بإخضاعهم مرة بعد أخرى إلى استجوابات مهينة دون زملائهم في سائر المحاكم فقد استجوبوا حول عدم حضورهم في مقرات عملهم في أوقات لا ارتباط لهم فيها بأي عمل قضائي ودون أي تقصير ينسب إليهم مع حجز مرتبات البعض منهم هذا فيما يخص وضعية نشطاء الجمعية بشكل عام .أما حول الحالات الخاصة التي ذكرت في مجلس النواب والتي أكد السيد الوزيربصددها انه لا علاقة لنقلة أي كان بعمل في جمعيةا فإننا نقول ما يلي :
              فإذا اعتبرنا نقلة السيدة وسيلة الكعبي إلى قابس على اثر انتخابها عضوا بالمكتب التنفيذي (وهي سابقة إذ لم ينقل أبدا  أي عضو مباشر بالمكتب التنفيذي إلى خارج العاصمة )  والحال أنها تأهلت منذ سنتين للترقية بالرتبة الثالثة  كمستشارة بالتعقيب.. لا علاقة لها بالجمعية كما اكد ذلك السيد الوزير !
              وإذا قبلنا جدلا أن إسنادها خطة قاضي تحقيق وهي خطة مضنية كما ذكر ذلك السيد الوزير نفسه مما فرض عليها الإقامة كامل الأسبوع في قابس بعيدة عن أسرتها في عزلة تامة لأنه لم يوجد غيرها من القضاة من يمكنه أن يتحمل هذه المسؤولية دون أن يناله ضرر كالذي لحق بها .. لا علاقة له بالجمعية!
              وإذا سلمنا أن إسنادها هذه الخطة بالرغم من عدم الإعلان عن شغورها بابتدائية قابس أو إحداث لها… لا علاقة له بالجمعية !
              وإذا اقتنعنا أن جرها إلى سلسلة من الاستجوابات بالتفقدية العامة مرارا وتكرارا لمساءلتها حول ما عبرت عنه من مواقف وآراء بخصوص أزمة الجمعية وما أبدته من تضامن حيال زملائها …   لا علاقة له بالجمعية !
              وإذا صدقنا أن منعها من السفر للمشاركة في مؤتمر عالمي للقضاة رغم أنها كانت في رخصة سنوية و حيازتها لتأشيرة خاصة ودعوة شخصية اسمية موجهة إليها…     لا علاقة له بالجمعية !
    وإذا رضينا بان إسناد خطة حاكم تحقيق للكاتب العام للجمعية القاضية كلثوم كنو رغم عدم الإعلان هنا أيضا عن إحداث أو شغوربهذه الخطة بابتدائية القيروان قبل حركة النقل مع علم الوزارة بالوضعية الاجتماعية الخاصة التي تعيشها والتي تجعلها في حاجة ماسة إلى سند عائلي …   لا علاقة له بالجمعية !
    وإذا قبلنا أيضا أن نقلة السيدة ليلى بحرية رغم  ظرفها الاجتماعي الصعب إلى القصرين وهي الناشطة المعروفة عضو المكتب التنفيذي سابقا وعضو الهيئة الادارية حاليا والحال أنها تاهلت  للترقية إلى الرتبة الثالثة منذ مدة  … لاصلة لها باستماتتها في الدفاع عن الهياكل الشرعيةفي أوج  » الأزمة  » التي عاشتها الجمعية !
              وإذا فهمنا أن نقلة السيدة نورة حمدي من بنزرت التي عملت بها لمدة أربع سنوات والتي رفضت المصادقة على العرائض الجاهزة ودافعت بشجاعة من موقعها كقاعدية على استقلال الجمعية إلى مدنين دون ترقية مما فرض عليها إقامة دائمة في الجنوب بعيدا عن زوجها وأبنائها مع ما تعرضت له من تضييقات واستجوابات …لا صلة لها بالجمعية !
      إذا قبلنا بكل هذا فلا مناص من إلقاء السؤال المحير..فبأي شيء يا ترى لكل ذلك علاقة إذن ? افلعل هؤلاء القاضيات أخللن يوما بواجب مهني.,, ? افلعلهن أسأن لحظة لشرف القضاء الذي تحملنه بكامل المسؤولية والهيبة اللتين تستوجبهما ولايتهن الجليلة . ?.. لا جواب على السؤال غيرالحيرة والاستغراب !!!
              وحول ما قاله السيد الوزير أن القاضي يستجاب إلى طلب نقلته إذا قضى أربع سنوات بمركز معين. فإننا سنقتصر في مناقشة هذه المسالة لعدم الإطالة على مثال واحد يتصل بقاضية من اللاتي أشار إليهن السيد النائب وهي السيدة روضة القرافي عضو المكتب التنفيذي الشرعي التي قضت إلى حد اليوم 5سنوات باستئنافية الكاف و  تسع سنوات داخل البلاد أي أكثر من نصف حياتها المهنية و قد استجيب إلى مطالب من عين بمحكمتها بالكاف قبلها أو معها أو بعدها وهي هناك لايستجاب إلى طلب نقلها إلى تونس حيث مقر إقامتها مما جعل منها « حالة » بمقياس الأربع السنوات.
              وبخصوص ما ذكر السيد الوزير من عدم حل للجمعية  وسحب للثقة من مكتبها التنفيذي نؤكد أن شرح » أزمة الجمعية  » التي آلت إلى حل فعلي لها قد تم في إبانه من خلال بلاغات المكتب التنفيذي برئاسة السيد احمد الرحموني  والتي وقع نشرها بالصحافة الوطنية . وإننا لن نفعل هنا غيرالتذ كيرببعض مما جاء فيها : –         دعوة القضاة منذ 3- 3 -2005 إلى التصديق على عرائض جاهزة بمكاتب رؤساء المحاكم ووكلاء الجمهورية والوكلاء العامين للتشكيك في تمثيلية الجمعية( بلاغا 5- 3 – 2005 و13-6-2005)
    –         عقد اجتماعات موازية في مقرات المحاكم تحت نظر سلطة الإشراف وبتغطية منها خارج إطار الجمعية لزعزعة هياكلها وإفشال اجتماعاتها ومنعها مع تسخير وسائل الإدارة لذلك( بلاغ 13-6-2005 ) –         استعمال الحركة القضائية للمساس بالتمثيلية الانتخابية للقضاة بواسطة النقل الجماعية ذات الصبغة العقابية مما أدى إلى تفكيك تلك الهياكل وإفراغها وشل حركتها ( بلاغ 2-8-2005)  – غلق مقر الجمعية في31–8  2005 بأمر من وزارة العدل ومنع نشاطها بمقرها ثم تسليمه لهيئة منصبة كلفت بعقد مؤتمر استثنائي مستندة في ذلك إلى سحب للثقة من المكتب التنفيذي الشرعي والذي مثل غصبا للسلطة ( بلاغات 1-9-2005 و22-10- 2005 و-12-9-2005 )           ثم إننا نتساءل هل أن أزمة الجمعية قد حسمت فعلا والحال أن طعونا قد قدمت للقضاء قصد إبطال ما عقد من مؤتمرين باطلين و جلسة عامة. بذريعة » سحب الثقة  » من المكتب التنفيذي والحال إن ذلك الإجراء لا ينصص عليه لا قانون الجمعية ولا قانون الجمعيات وان تلك الطعون لم تستكمل بعد جميع مراحل التقاضي لعدم تلخيص الأحكام الصادرة فيها منذ أكثر من سنة. ?
     وفي الأخير نقول إن ضرورات الجواب استوجبت ذكر أسماء بعينها غير أن الأمر لا يعني البتة تشخيصا للأزمة أو دفاعا عن مصائر ذاتية فالقضية اكبر من ذلك بكثير. إنها قضية هيكل بأسره يعيش محنة حقيقية من بعض تجلياتها ما يعيشه  أعضاء الهيئة الشرعية من معاناة في حياتهم المهنية ومصائرهم العائلية.   إننا نؤكد في النهاية أن التزامنا الأساسي يبقى هو صون استقلال الجمعية هيكلا مدافعا عن استقلال القضاء ومصالح القضاة المادية والمعنوية.                                                                      السيدة  كلثوم كنو الكاتب العام للمكتب  التنفيذي الشرعي لجمعية القضاة التونسيين     السيدة   وسيلة الكعبي عضو المكتب التنفيذي الشرعي      السيدة  روضة القرافي عضو المكتب التنفيذي الشرعي  السيدة ليلى بحرية عضو الهيئة الإدارية الشرعية  السيدة  نورة حمدي عضو بالجمعية *  حظيت الجلسة بتغطية واسعة من قبل الصحافة المسموعة والمكتوبة فقد بثت على الهواء بقناة تونس 7 وأعيد بثها يوم 28-03-2007 وغطت أطوارها جل الصحف اليومية. انظر على سبيل المثال جريدة الصباح بتاريخ 28-03-2007  


    انشاء نقابة ل »مهن الفنون الدرامية » في تونس

     

    تونس (ا ف ب) – وقع اكثر من 200 مسرحي تونسي الاربعاء مذكرة لانشاء نقابة مستقلة ل »مهن الفنون الدرامية » هي الثانية من نوعها من اجل « الدفاع عن حرية التعبير الفكري والفني وتحسين شروط العمل والاصول المهنية« . وجاء في بيان للجنة المؤسسة للنقابة انها تقدمت بطلب للحصول على موافقة على وضعها القانوني وفق قانون الشغل التونسي. واوضح البيان الذي حصلت فرانس برس على نسخة منه ان انشاء النقابة هو « رد على التهميش الدائم للفنان الدرامي والتدهور المستمر للمهنة التي مضى اكثر من قرن على وجودها« . وستعمل النقابة بموجب نظامها الداخلي على « تكريس حرية التعبير الفكري والفني كشرط مبدئي لممارسة هذه الاشكال التعبيرية » و »تجاوز الرقابة الذاتية ورقابة الجمهور والاجهزة الرسمية بكل وسائلها« . وستسهر النقابة ايضا على « الدفاع على حقوق التاليف وحماية الملكية الفكرية والادبية والفنية وسن قوانين وحوافز واضحة في هذا المجال« . كما ستعمل على « تفعيل صناديق التمويل الثقافي » و »بناء فضاءات ثقافية جديدة وتمكين القديمة منها من تجهيزات متطورة« . وتضم نقابة « مهن الفنون الدرامية » فنانين وفنيين من « جميع الفئات والجهات على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم واختياراتهم الفنية والفلسفية والعقائدية والسياسية » وفقا للبيان. ومن بين الموقعين الفنانون والمسرحيون جليلة بكار وفاضل الجعايبي ورجاء بن عمار وفاطمة بن سعيدان ومنصف السويسي ونورالدين الورغي وسليم الصنهاجي. وتنضم النقابة الجديدة التي ستعقد مؤتمرها الاول في ايلول/سبتمبر القادم الى « نقابة الممثلين المحترفين » التى تأسست عام 1956 لكنها لا تضم سوى الممثلين.


    تونس والامارات وقطر تتصدر الدول العربية علي قائمة التنافسية

    الدوحة ـ رويترز: تصدرت تونس والامارات وقطر تقرير التنافسية العربية لتصبح علي قدم المساواة مع البرتغال وتايلاند والمجر وفقا لما جاء في تقرير للمنتدي الاقتصادي العالمي. وجاء في تقرير التنافسية العربية 2007 الذي صدر في الدوحة بقطر امس الثلاثاء أن موريتانيا وسورية وليبيا تتذيل القائمة التي أوردها التقرير وتشمل 13 دولة عربية. وقفزت تونس ثمانية مراكز لتحتل المرتبة 29 علي مستوي العالم علي مؤشر يقيس تسعة عوامل من بينها المؤسسات والاقتصاد والتعليم العالي. وجاء في التقرير حققت أسعار الطاقة المرتفعة في السنوات القليلة الماضية أعلي معدلات نمو في العالم العربي فيما يقرب من ثلاثة عقود . وذكر التقرير أن التعليم في تونس قوي كما أن بها مؤسسات عامة مستقرة وتتميز بالكفاءة. ولم يتغير ترتيب الامارات التي جاءت في المركز الثاني والثلاثين وذلك مقارنة بعام 2005، وقال التقرير انها تتميز بادارة اقتصادية قوية ساهمت في دعم المؤسسات العامة. وتابع التقرير أن النمو الاقتصادي قد يؤدي لتأجيل تغييرات ينبغي علي الحكومات العربية تنفيذها لزيادة قدرتها علي المنافسة اقتصاديا بينما تواجه الدولة المنتجة للنفط تهديدا نتيجة انخفاض اسعاره. وتحتاج الامارات ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة العربية لتحسين التعليم والحد من البيروقراطية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » الصادرة يوم  


    الإمارات تحتل المرتبة الأولى من حيث التنافسية الاقتصادية بين الدول العربية

    الدوحة (ا ف ب) – اعلن المنتدى الاقتصادي العالمي الثلاثاء ان الامارات العربية المتحدة احتلت المرتبة الاولى على صعيد التنافسية الاقتصادية العربية وفق « تقرير التنافسية العربية » لعام 2007. وبدورهما تقدمت تونس ومصر كل مجموعتها من الدول ذات التطور المتوسط والادنى على مستوى التنافسية الاقتصادية وفق التقرير. واحتلت الامارات الغنية بالنفط والتي تشهد ازدهارا عقاريا وسياحيا المرتبة الاولى ضمن مجموعة « المرحلة المتقدمة من التطور » تلتها قطر ثم الكويت. وتقدمت تونس مجموعة دول المرحلة المتوسطة من التطور تلتها سلطنة عمان ثم الاردن وليبيا والجزائر. وتقدمت مجموعة دول المرحلة الدنيا من التطور مصر يليها المغرب فسوريا وموريتانيا. وشمل تقرير التنافسية العربية الجديد 13 دولة عربية مع انضمام سوريا وليبيا وسلطنة عمان للمرة الاولى الى التصنيف. وقالت مرغريتا درزينيك هانوز كبيرة الخبراء الاقتصاديين في المنتدى الاقتصادي العالمي انه رغم التقدم الذي احرزته هذه الدول « نجد ان العديد من التحديات لا تزال امامها ولعل ابرز نقاط الضعف تكمن في التعليم وانخفاض كفاءة اسواق السلع وكذلك اسواق العمل بالاضافة الى ضعف القدرة الابداعية بالنسبة للاقصاديات الاكثر تطورا ». واضافت ان التصنيف يؤكد على تنوع الاقتصاديات العربية واختلاف ادائها من منظور التنافسية الوطنية. ويشارك نحو 150 من صناع القرار ورجال الاعمال في طاولة الدوحة المستديرة التي تتمحور حول التنمية المستدامة في العالم العربي والاستراتيجيات الافضل لتعزيز البيئة التنافسية في المنطقة وفي العالم وفق المنظمين. (المصدر: صحيفة « الوطن » (يومية – الكويت) الصادرة يوم 11 أفريل 2007) الرابط: http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?pageID=106&cmid=368&ref=070411061303.7ajhrf32  


    الإمارات الأولى عربياً في «تقرير التنافسية»…

    المنتدى الاقتصادي العالمي ينصح دول المنطقة بتطوير التعليم ومكافحة البيروقراطية

    دبي – دلال أبو غزالة     احتلت الإمارات المرتبة الأولى عربياً على صعيد التنافسية الاقتصادية ضمن «مجموعة دول المرحلة المتقدمة من التطور»، وذلك بحسب «تقرير التنافسية العربية 2007» الذي أطلقه المنتدى الاقتصادي العالمي أمس، تلتها قطر فالكويت على مستوى الدول العربية. وحصلت تونس وعُمان على المرتبتين الأولى والثانية على التوالي، من حيث الأداء الاقتصادي في «مجموعة دول المرحلة المتوسطة من التطور»، في حين أحرزت مصر المرتبة الأولى في مجموعة «دول المرحلة الدنيا من التطور». وعلى رغم ان تقرير التنافسية العربية اشاد بالبيئة الاستثمارية «الحيوية» التي تتمتع بها غالبية الدول العربية في الوقت الراهن، فهو لفت الى انها تواجه تحديات كثيرة تعتبر «مصدراً للقلق» في بعض الدول، مثل مستوى التعليم وغياب الابتكار وانخفاض كفاءة اسواق العمل وتفشي البيروقراطية. وشمل تقرير هذا العام للتنافسية العربية 13 دولة عربية، هي الجزائر والبحرين ومصر والأردن، والكويت، وموريتانيا، والمغرب وتونس، وقطر، والإمارات إضافة إلى ليبيا وسورية وعُمان التي تقوم للمرة الأولى. وصنّفت الدول في ثلاث مجموعات بحسب درجة التطور، ما يتيح تقويم الأداء الاقتصادي مقارنة بدول أخرى في أنحاء أخرى من العالم. وجاءت الإمارات في المرتبة 29 بين 40 دولة حول العالم صنفت ضمن مجموعة دول المرحلة المتقدمة من التطور الاقتصادي. وأشار التقرير الى ان «الإدارة الاقتصادية الرشيدة في الإمارات ساهمت في توفير بيئة مستقرة للاقتصاد الكلي وتعزيز كفاءة المؤسسات العامة»، لكنه حدد قضايا وصفها بأنها «مصدر للقلق» في الدولة، تشمل التعليم الذي «يتطلب معالجة عاجلة نظراً إلى ان الافتقار إلى القوة العاملة المؤهلة قد يعرض الجهود الحالية الرامية الى تنويع الاقتصاد للخطر». وجاءت قطر في المرتبة 32 عالمياً في مجموعة دول المرحلة المتقدمة من التطور. وعلى رغم ان التقرير أشار الى انها تملك «سجلاً جيداً نسبيا» في مجال التعليم على المستوى الإقليمي، لفت الى ضرورة «زيادة عدد الخريجين الجامعيين إذا أرادت المضي قدماً نحو مستويات أعلى من التطور». اما الكويت فاحتلت المرتبة 37 ضمن الاقتصادات الأربعين المؤلفة لهذه المجموعة. وأكد التقرير ان بيئة الاقتصاد الكلي فيها تحسنت في شكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، «إذ تأتي في المرتبة الأولى ضمن المجموعة على هذا المؤشر». وتتمتع الكويت أيضاً ببنية تحتية جيدة جداً للخدمات المالية. واحتلت البحرين المرتبة 39 بين دول المجموعة الأربعين، ووصفها التقرير بأنها «تظهر عدداً من نقاط القوة والضعف». ففي حين «تشمل النقاط الإيجابية أداء متميزاً لمؤشرات الصحة والتعليم الأساسي، لا يزال باستطاعة المدارس ان تعزز مستوى تأهيل الخريجين لدخول سوق العمل من خلال القطاع الخاص وإرساء أسس متينة للابتكار. وتبوأت تونس المرتبة الثالثة كأفضل اقتصاد عربي بين دول المرحلة المتوسطة من التطور، والتي تضم بدورها 40 اقتصاداً أيضاً. وأفاد التقرير بأن «النتائج الجيدة التي حققتها تونس تستند إلى قوتها في مجال التعليم، حيث تصنف جودة التعليم فيها بمستوى جيد جداً، فضلاً عن ان التعليم الأساسي في الدولة يوازي المستويات العالمية». وصنفت عُمان ثاني أفضل بلد عربي ضمن مجموعة دول المرحلة المتوسطة من التطور الاقتصادي. وأشار التقرير الى ان ما اسهم في هذه النتائج الجيدة، «مؤشرات الاقتصاد الكلي وتطور مؤسسات الدولة وكفاءة أسواق العمل». وجاء الأردن في المرتبة 13 بين دول المرحلة المتوسطة من التطور. اما ليبيا التي شملها التقرير للمرة الأولى، فجاءت في المرتبة 26 ضمن مجموعة دول المرحلة المتوسطة من التطور، استناداً الى «طفرة النفط الأخيرة، التي جعلتها تتفوق من حيث مؤشرات الاقتصاد الكلي، إذ يمثل فائض موازنتها واحداً من أعلى فوائض الموازنة على رغم ان أداءها الحكومي هو الأضعف عالمياً». واحتلت الجزائر المرتبة 29 بين دول المرحلة المتوسطة من التطور. واكد التقرير انها «بيئة اقتصادها الكلي تحسن مع ارتفاع أسعار الطاقة». اما مصر، فتعتبر الأفضل عربياً من حيث الأداء بين دول المرحلة الدنيا من التطور، حيث احتلت المرتبة الرابعة من بين 48 بلداً تشملها هذه المجموعة. واكد التقرير ان «البنية التحتية العمرانية المتطورة ساعدت إلى حد بعيد في دعم الاقتصاد، كما ان تقدماً جيداً تحقق على صعيد التعليم الأساسي». واحتل المغرب المركز السابع بين دول المرحلة الدنيا من التطور الـ 48. و»تشمل نقاط القوة التي تتميز بها البلاد جودة البنية التحتية والقوة النسبية للمؤسسات العامة». واحتلت سورية المرتبة 12 بين اقتصادات المرحلة الدنيا من التطور، «خصوصاً وأن انطلاقها على طريق الإصلاح الاقتصادي لم يأت إلا أخيراً. وتشمل نقاط القوة التي تميز البلاد المستويات المنخفضة نسبياً للفساد وكفاءة مرافق البنية التحتية، باستثناء المطارات والموانئ. أما موريتانيا، الدولة صاحبة أدنى دخل للفرد في العالم العربي، فاحتلت المرتبة 38 من أصل 48 دولة في قائمة دول المرحلة الدنيا من التطور. وتوقع التقرير ان يُسهم الاكتشاف الأخير لحقول النفط البحرية في تحقيق نمو قوي خلال السنوات المقبلة وتوفير الأموال اللازمة للاستثمار في الإصلاحات الحافزة للتنافسية. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 11 أفريل 2007)  


    قـرار فلسطيني بإغلاق مكاتب ياسر عرفات في تونس

    محمود برهم تلفزيون نابلس – قالت مصادر فلسطينية مسؤولة حضرت الاجتماع الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان طوال الأيام الثلاثة الماضية، إن اللجنة الفنية والإدارية التي شكلها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لتوحيد الأنظمة الإدارية والمالية ما بين السلطة الفلسطينية ومؤسسات منظمة التحرير، ستواصل اجتماعاتها على مدى ثلاثة أشهر، دون أن يحدد مكان انعقاد تلك الاجتماعات. ولمح المسؤول الفلسطيني في تصريحات خاصة إلى أن اللجنة ستتابع إغلاق مكتب الزعيم الراحل ياسر عرفات في تونس، وكذلك إغلاق مقر الصندوق القومي الفلسطيني إغلاقا تاما، مشيراً إلى أن مكتب الدائرة السياسية الذي يرأسه فاروق القدومي (أبو اللطف) فقط هو الذي سيبقى من مكاتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في تونس والخارج. يذكر أن ممثلون عن الرئاسة الفلسطينية ووزارتي الخارجية والمالية والدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية والصندوق القومي الفلسطيني عقدوا اجتماعا في عمان بحثوا خلاله على مدى ثلاثة أيام أوضاع السفارات والممثليات الفلسطينية في الخارج وآليات تطويرها وتفعيل أدائها. ورفع المشاركون في الاجتماع توصيات إلى رئيس السلطة الفلسطينية تتضمن إحالة ما يقارب 100 من الموظفين الذين بلغوا السن التقاعدية إلى التقاعد، وتقليص عدد السفارات والممثليات الفلسطينية في الخارج بمعدل 20 سفارة وممثلية من أصل 90، ليصبح عددها بحدود 70 سفارة وممثلية، وترشيد الإنفاق و إقرار نظام السفير غير المقيم. وأثارت تلك الاجتماعات جدلا وقلقا، حيث اعتبرها بعض المراقبين بأنها محاولة للالتفاف على منظمة التحرير الفلسطينية، التي تطالب مختلف القوى الفلسطينية بإعادة دورها كممثل للشعب الفلسطيني، بعدما تم تقليص هذا الدور من قبل مؤسسة السلطة الفلسطينية. (المصدر: موقع تلفزيون نابلس (فلسطين) بتاريخ 11 أفريل 2007) الرابط: http://www.nablustv.net/details.asp?newsID=2466&cat=21  


    اقتصادي / تونس والبلدان العربية / تبادل تجارى

      تونس – واس – بلغت قيمة صادرات تونس للبلدان العربية خلال العام الميلادى الماضى 1440مليون دينار /1082 مليون دولار/ بزيادة نسبتها 19 بالمائة عن عام 2005 الذى قدرت فيه تلك الصادرات بـ 3ر1209 مليون دينار/ 909 مليون دولار/ وهو ما يمثل 7 ر9 بالمائة من جملة صادراتها الى الاسواق العالمية . كما تطور حجم الواردات التونسية من الدول العربية خلال سنة 2006 واستقر فى حدود 6ر1822 مليون دينار/ 1370 مليون دولار / مقابل 8ر1325 مليون دينار/ 996 مليون دولار / سنة 2005 أي بنسبة نمو تقدر بـ 9ر27 بالمائة . (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس – رسمية) بتاريخ 11 أفريل 2007)

     


    كلمة على درب الحوار حول مستقبل الحركة الإسلامية في تونس (الحلقة 3 من 3 )

    بقلم الهادي بريك – ألمانيا ** معالم الإستراتيجية الجديدة : 1 ــ الفصل بين الحركة الإسلامية والحزب السياسي: لك أن تقول  » حزبها السياسي  » أي الحزب السياسي للحركة الإسلامية حتى تقصر مسافة التأويل لدى الأنصار والخصوم على حد سواء. ليس الحديث هنا بين الراشدين من الإسلاميين والراسخين في العلم منهم حديث تأصيل شرعي بسبب وضوح إندراجه تحت المصالح المرسلة المنشودة أبدا بضوابطها المعلومة كما أنه ليس حديث بدعة واقعية بسبب ما جرى عليه العمل في مشارق الأرض ومغاربها على إختلاف في درجات النجاح ولكنه ليس بالتأكيد فشل خيار ولكن الحديث لا يبرح مجالين إثنين : مدى تلبية ذلك الفصل لحاجة أو ضرورة عند الحركة الإسلامية في تونس وعند المجتمع والمجتمع المدني والسلطة. ومدى تهيئ الأوضاع داخل الحركة الإسلامية للخضوع لعملية جراحية هي الأولى من نوعها درجة أما نوعا فليس إعلان السادس من حزيران يونيو عام 1981 بأدنى من ذلك ولا منعرجات أخرى حادة في مناسبات أخرى مختلفة بين 1987 و 1995. إذا جاز لك أن تقول أن ذلك الحزب السياسي الجديد هو  » الحزب السياسي للحركة الإسلامية  » وهو كذلك بالنتيجة فإنه ما يجوز لك بحال أن تشعر بألم العملية الجراحية ورب عملية جراحية جلبت إلى جسم صاحبها عافية لم يكن يشعر قبلها سوى بالحرج والتأثم والعنت والمشقة يعيش كالضرة المعلقة إن رضيت يوما سخطت آخر. لك أن تحاج ضدي بأن أقوى ضرورات ذلك الفصل إلى زوال بزوال ما بقي من مواقع علمانية متغلبة في السلطة أو المعارضة. ذاك أمر أعد له الجواب : أجل. زالت ضرورة ولكن نبتت أخرى : الصحوة الإسلامية الممتدة المتوسعة المتنوعة صاحبة الشأن في المستقبل إن شاء الله تعالى. إني أرى أن نبات الضرورة الثانية أولى بتلك العملية الجراحية. ربما لا يحتمل هذا المقال إسهابا في شرح المسوغات لذلك الفصل وهي في الحقيقة ذاتية وموضوعية وليست الأولى بأقل شأنا من الثانية. كنت مترددا فيما مضى في هذه القضية فتجدني أتوسل إليها بقولي : علاقة وصل وفصل. لا يعكس ذلك عندي سوى قدرا من التردد. أنا اليوم مقتنع بعلاقة فصل حقيقية أما علاقات الوصل فهي أكثر وأكبر من أن تبسط في ورقة أو يتجادل حولها. علاقة الفصل تلك شرط في نظري مشروط لنجاح العملية ولا ينفي ذلك كون ذلك الفصل مصلحة ضرورية لإنتشار الحركة الإسلامية خارج حدود العمل السياسي والتنظيمي والدعوي لتنداح في سرادقات المجتمع الضيقة المهددة بالتفكك إن لم تكن قد تفككت أو بالإنقراض التدريجي ولتنبسط نحو آمال الناس وآلامهم من خارج المؤسسات التي حكم عليها السلطان بالتجميد. أو هي مصلحة حاجية كحاجة الناس إلى عقد إستصناع يضمن فيه الصانع قيمة ما أتلف من بضاعة مخالفة للقياس بمثل ما إجتهد في ذلك الإمام علي ومن معه عليهم الرضوان جميعا. بمعنى أن عملية الفصل خلاف الأولى ولكن يعيش الناس أحقابا طويلة على خلاف الأولى جمعا للواجب بالممكن وتلك هي عين السياسة الحصيفة الأريبة أما الجمود أو المنع فيحسنهما كل غر يلهو. كلمة أخيرة هنا : ربما تكون المبادرة ـ حينما تتهيأ الأوضاع ـ لإختيار هذا الفصل ( عملية جراحية ) بوعي ذاتي أيسر مما تفرضه لاحقا ضرورات ذاتية أيضا ملحة أبرز عناوينها : عسر الموافقة بين خطاب سياسي فيه جرعات مفروضة وبين ما أسماه محمد النوري  » الإنفاق من الرساميل الشرعية والفكرية « . فليكن التفريق بإحسان إذا تعذر الإمساك بمعروف. 2 ــ تحويل وجهة حركة النهضة لتصبح هي حركة الصحوة الثانية الجديدة: لا يكون تحويل الوجهة ذاك بقرار من مؤسسة ولو كان المؤتمر ذاته ولكن يكون بإندياح وعي جماعي عام ليصنع إرادة. المجادلة حول الأفكار من آفاتها المنتشرة بيننا : مراعاة هذا الطرف أو ذاك فيها قياسا لها على المواقف السياسية. كتب بعض ممن خرج من الحركة ثم عليها شاهرا سيفه قبل سنوات محذرا من وضع الحركة يدها على الصحوة الجديدة. لو كان ذاك يفقه شيئا من تداول الحركة الإجتماعية بين الناس بمختلف قوانين التداول لأخضع قوله لتلك القوانين لا إلى حصد ثارات عمياء إذ ليست الحركة آلة يحركها هذا أو أولئك لتمسك بتلابيت صحوة عارمة. لقد قال حكيم : لا تعطني فكرة بل علمني كيف أفكر. كل من تعلم كيف يفكر من الغربيين إعتنق الإسلام في النهاية وكل من فعل ذلك من المسلمين حسن إسلامه بإحسان فكره وعمله توحيدا بين المسلمين. قال حكيم آخر : العقل الساذج يناقش الأشخاص والعقل المتوسط يناقش الأشياء والعقل الكبير يناقش الأفكار. رغم كل الإختلافات الممكن توليدها شعرا ونثرا فإن أقرب قوة إلى حركة النهضة هي حركة الصحوة الثانية الجديدة. لم يعد في متناول حركة النهضة أن تنفذ إلى المجتمع في عمقه الحقيقي بعد غيابين : غياب أولي إختارته الحركة أو فرضته المواجهات وغياب آخر فرضته خطة تجفيف منابع التدين .. إلا من خلال تلك الصحوة لأنها حديثة عهد بالمجتمع تتوقد حيوية وحركة. فسيفساء الإجتماع التونسي في ذهني هكذا : مجتمع فصحوة فحركة النهضة وما في حكمها من حركات إسلامية أخرى صغيرة فالمجتمع المدني بمؤسساته الإجتماعية والحقوقية والسياسية فالسلطة. حركة النهضة لا زالت هي الجسر الأوفى والأنسب للمساهمة في تحقيق أكبر قدر ممكن من الوفاقات والإجماعات بين كل تلك القوى من المجتمع حتى السلطة. الإستراتيجية الجديدة تقوم فيما تقوم عليه على : أن تتحول من حركة في شكل حزب أو تنظيم أو تيار فكري سمته كذا وكذا إلى حركة صحوة أي تستعيد ذات الأبجديات والخطوات الأولى التي ولدتها ونضجتها ورشدتها. كلما إقتربت حركة النهضة من الصحوة ـ أي صحوة ـ إلتحمت مع نفسها وشعبها وشكلت مضغة حية وقلبا نابضا للمجتمع ضد سياسات البغي والظلم وكلما إبتعدت عن ذلك نحو أعلى الفسيفساء وذروة البناء في ظروف قهر الحرية ووأد الإنسان تنكرت لنفسها ولشعبها ونجحت المؤامرات في ترويض جيشها وتمييع عودها. 3 ــ إستغلال كل غض طرف من السلطة وأزلامها أو ضعف فيها لفعل شيء لأجل إستعادة المناعة الذاتية المهددة بالتفكك أو عدم العمل في المجتمع. ذاك أمر يشغلني كثيرا بسبب ما أقرأ من إحصائيات ثابتة عن حالة التذبذب والإنقراض التي تنخر المجتمع بفعل خطة تجفيف منابع التدين. قد يجهل طائش مرة أخرى فيستهجن العلاقة بين تلك الخطة وبين ما آل إليه المجتمع من نشوء ظواهر إجتماعية تهدده بالتفكك بسبب صغر حجمه وتجانس بنيته الدينية والمذهبية واللغوية. الدين الإسلامي هو المكون الأكبر لهوية المجتمع التونسي وإن لم يكن الوحيد بحكم طبيعة الأشياء ولكونه محور كل مكونات الهوية فإن كل ضربة ضده توجه بالضرورة ضد غيره من المكونات من حوله من مثل اللغة والعادات والتقاليد. ماذا تجني الحركة وغيرها في البلاد لو تحققت الحرية السياسية بأقدار مبسوطة فوق أديم مجتمع مفكك الأوصال مهدد بالإنقراض طغت فيه مظاهر التمرد على الأسرة وقيمها وأخلاقها وسائر الوحدات الصغرى التي يتشكل منها ذلك المجتمع؟ لذلك تبدو الحاجة إلى إصلاح إجتماعي كبير طويل عميق سيما عبر مؤسسات إغاثية وإجتماعية وإنسانية وثقافية وفنية ودراسية .. ضرورة ماسة بل عليا بالمعنى المقاصدي. هل ننتظر ذلك حتى تنداح الحرية؟ وإن لم تندح؟ لقد جرب الناس في تونس على مدى سنوات الجمر الطويلة الحامية في عقد التسعينيات بأن عملا صغيرا جدا في غمرة ألسنة النيران الملتهبة قد يؤسس لغرس قيمة معنوية في أسرة أو رجل أو إمرأة تظل لها راعية عليها ثابتة تتأبى عن المشاركة في الإثم والعدوان برغم الخوف والجوع. برغم ضراوة الحرب ضد الحريات في تونس وبرغم أن الجهاد السياسي على درب الحرية جهاد في سبيل الله سبحانه فإن عين الباصر الناقد تنفذ إلى التخطيط لمشروعات إجتماعية مفيدة رغم صمتها وقلتها وقلة زادها كلما غفلت أزلام عصابة الفساد عنها. ذلك الجهاد الإجتماعي هو الذي يعضد الجهاد السياسي هذا يجلب الأمن بعد خوف وذاك الطعام بعد جوع. وبهما معا يستعيد المجتمع تكافله وتضامنه. 4 ــ إعادة البناء الداخلي للحركة على أساس: تعقب مواضع الألم لمواساتها ومعالجتها بما تيسر ماديا ومعنويا فرديا وجماعيا مع الأسرة ومع الرحم ومع المحيط الأدنى فالأدنى وبناء مناخ يتيح للحركة التفرغ نسبيا لتجديد إرثها والإجتهاد في تراثها لحسن مواجهة التحديات المعاصرة في العلاقة مع الإسلام ومع الفكر الإسلامي ومع متطلبات الواقع. لا ينكر غير جاهل بأن مطلب إعادة البناء الداخلي وفق تلك الأسس وغيرها مما لا ينفسح له المجال هنا لضيقه مطلب تقتضيه حالة ما بعد كل محنة بل في أثناء المحنة أحيانا. لقد توفرت للحركة فرصة مناسبة في مهاجرها الأروبية على مدى عقد كامل ونصف لبناء شيء من ذلك ولكن لم يكن ليقنعني يوما بأن مناخات الحرب الدائرة في تونس هي العائق الوحيد دون ذلك. مفهوم جدا بالنظر إلى طبيعة التكوين الإنساني فطرة وغريزة أن لا يرحب الإنسان بصفة عامة بالنقد مهما كان مؤدبا أو بليغا. إلحاحي على ذلك ينطلق من كون الإلتحام بصفوف الصحوة يستدعي إجتهادا وتجديدا للبنية الفكرية التي عليها الحركة إجتهاد ترجيح وإنتقاء  أو إنشاء داخل الإجماع الإسلامي الذي تمثله اليوم ثمانية مذاهب كبرى فلا تخدم طبيعة التنوع سوى بذلك وإلا ضاقت عن جهل به فآلت إلى مقولات إنحطاطية أخذت طريقها إلينا في غفلة عن محركات التجديد وباعثات الإجتهاد في إثر سنوات الحزن البغيضة من 1987 حتى 1995. لا يختلف مشروع إعادة البناء الداخلي عن سابقيه في إثر كل محنة سوى أنه عليه أن يتوجه هذه المرة إلى الصحوة وإلى المجتمع المدني بكل فعالياته الحقوقية والنقابية والسياسية وإلى السلطة معا. الصحوة معبر إلى الهموم الحقيقية للمجتمع والمجتمع المدني معبر إلى إكمال بناء مشروع الديمقراطية فوق أديم الفكر الإسلامي المعاصر والسلطة معبر إلى مناخ جديد يغلب عليه التدافع الهادئ والتغالب السلمي. إعادة البناء الداخلي هذه  المرة يجمع آلافا مؤلفة من أبناء الحركة وأنصارها والمتعاطفين معها ممن ضاقت بهم سبل العيش والحياة تجانسا مع ما إختاروه من قيم ومثل وتقطعت بهم دروب التواصل مع معين الدعوة الإسلامية. وربما آلاف أخرى مؤلفة ممن قلوبهم مع الحركة وضعوا تحت أسياف الإكراه البغيض. مشروع إعادة البناء بأي صيغة وصورة ممكنة يجمع شمل الحركة وهو مشروع بطبعه يكون صامتا يتسلل تحت جنح الخوف يرقب الفجر الصادق لا يتطلب أدبا ولا قلما ولكن كلمة حانية تمسح آلام سنوات طويلة حامية من عقود الجمر. أهل المبادئ لا ينفضون عنها فلا تزيدهم المحن القاسية إلا تشبثا بها. ** رسم عام للإستراتيجية الجديدة: 1 ــ تثبيت إستراتيجية الجهاد السياسي إفتكاكا لأقصى مساحات ممكنة من الحريات الخاصة والعامة في كل الميادين والمجالات ولكل الناس والتوجهات من هيمنة السلطة بمكوناتها الأمنية والمالية المتغلبة ولا يكون تثبيت تلك الإستراتيجية القديمة سوى بوسائلها الخاصة بها أي بالتمحض لذلك بحزب سياسي مستقل بالكامل عن الحركة الإسلامية وهو إستقلال له إستحقاقاته المعروفة. إذا آل الحوار إلى تلك النتيجة فإن السؤال عن التفاصيل الآن ضرب من ضروب السذاجة والبلاهة. 2 ــ تثبيت إستراتيجية العمل الإجتماعي بأوسع معانيه وصوره إستراتيجية جديدة تعضد الإستراتيجية السياسية ضمن فضاء الحركة الإسلامية العامة الكبيرة تلمسا لجراحات المجتمع وآلامه الضارمة التي تنطق بها إحصائيات الظواهر الإجتماعية المخيفة ورصدا لسبل العلاج ضمن مشروعات فردية صغيرة وجماعية ومؤسسات تحد من وتيرة التفكك والإنقراض. تلك هي إستراتيجية الحركة الإسلامية بعد فصل  » حزبها السياسي  » عنها فصلا كاملا لتتفرغ لعمل طويل صامت هادئ عميق بعيد عن أضواء السياسة وهرج الإعلام. 3 ــ ما بقي من النخب الإسلامية المحسوبة على الحركة أو الصحوة الإسلامية بأي نوع من أنواع الحسبان ممن لا يستوعبهم الحزب السياسي لظروف معلومة ولا العمل الإجتماعي بإمتداداته الثقافية والفنية والإغاثية والإنسانية والإصلاحية العامة .. تكون رصيدا في مؤسسات المجتمع المدني تحفظ له حدا أدنى من إنسجامه مع المجتمع الكبير وهويته العربية الإسلامية وتحقق له شرط التنوع وتيسر اللقاء بينه وبين الحركة والصحوة والمجتمع من جهة وبينه وبين المجتمع السياسي والسلطة من جهة أخرى. ** علامتان أخيرتان بعد الكلمة: 1 ــ لو تنجح الحركة الإسلامية في تونس ( نواتها الصلبة حركة النهضة ) فيما تستقبل من عقود في مهمة كبيرة عظيمة هي : المساهمة في إحياء دور جامع الزيتونة معلما دينيا ودعويا وعلميا على مستوى دولي بتوازن مع تقدم مسار الحريات ومسار الإصلاح الإجتماعي .. لأهدت إلى البشرية وإلى أمة الإسلام قاطبة وإلى تونس خاصة أجمل هدية. حين تفعل الحركة ذلك تكون في إنسجام مع بيانها التأسيسي في السادس من حزيران بل مع أول هدف من أهداف ذلك البيان. لا يمكن القول أن الحركة حادت عن ذلك لا قليلا وكثيرا ولكن يمكن القول أن وهج ذلك الخطاب بالغ التأصل في الإسلام وفي الواقع ذوى قليلا أو كثيرا. من يظن أن ذلك من باب أحلام اليقظة فعليه أن يذكر أن الآمال الكبيرة هي التي تصنع المشاريع العظيمة.  » وإجعلنا للمتقين إماما « . 2 ــ تلك كلمات قليلة صغيرة حبرتها على عجل دون شرح ولا تذييل ومستقبل الحركة الإسلامية في تونس خاصة يهزني أملا ويعتصرني ألما. كلمات قليلة أدلف بها مجددا إلى من يهمه أمر ذلك المستقبل وهم كثر داخل البلاد وخارجها. ساحة الحوار تجمعنا بهم بفضل الله الذي أذن بتحطيم الثورة الإعلامية الهادرة لحدود وهمية إحتمى بها المستبدون طويلا ثم ضاقت عليهم بما رحبت. تلك هي قوة الكلمة وذلك هو سحرها فهي سلاح القرآن الكريم :  » وجاهدهم به جهادا كبيرا « . حتى ألقاكم في مصافحة جديدة وموضوع جديد في يوم جديد دمتم في حفظ الرحمان سبحانه. (المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 11 أفريل 2007)

     

    أيحق لمنتسبي الشبكات الجامعية المشبوهة، راعية المحسوبية والزبائنية،الافتاء والتنظير في الحالة التونسية،العربية،الدولية؟؟؟؟

    مراد رقية يطالعنا العديد من الجامعيين الأفذاذ(من أقصى اليمين،كما من أقصى اليسار،ومن الخضر والحمر على السواء؟؟) الذين ثبت بما لا يدعو للشك والالتباس ،وبالحجة القريبة والبعيدة،انتسابهم لمراكز القوىوالظلام الجامعية المستفيدة من الشبكات »الاجرامية الأكاديمية »والراعية لها،مكرّسة تعدد المعايير والموازين،من الذين يشتغلون ويتحركون ويتخذون المواقف (طبقا لبطاقاتهم الممغنطة المشحونة مسبقا؟؟؟) والذين يتميزون
    بفرادة مواهبهم وسلوكاتهم الزئبقية التي تنم عن رياء ونفاق وعدم استقرار وتقلب مرضي يكرسونه لخدمة أهدافهم المشبوهة في الارتقاء هم ومنظوريهم في سلم الافتراء العلمي والكذب الاجتماعي والسياسي من خلال احتكار الخطط والمهام الوظيفية  الطلائعية(التي تصمم في عديد الأحيان على مقاسهم)تدريسا وبحثا وتأطيرا في مختلف المناسبات والمحطات الحاسمة،بفتاوى مصيرية لا يشق لها غبار وبخطب عصماء(يستعملونها عند الحاجة للمساومة تسريعا للصعود والارتقاء الصاروخي)باعتبارهم أصحاب رسالة مقدسة ومهمة توعوية أكيدة؟؟؟
    فيحاولون كشف العيوب والعورات على أنواعها،منصبين أنفسهم حماة للجنس البشري »المغدور »والمهدد بالانقراض السريع الأكيد مما يقدمهم لقوى المجتمع المدني المتحفز لنصرة المظلومين(حتى عندما يدافع عنهم عن رياء ومكر جلادوهم؟؟ باعتبارهم »مؤمّنين على المصير »ومن منتسبي الصف الأول من المعارضة الديمقرطية،راعية حقوق الانسان والحيوان والنبات وكل قوى الطبيعة ماظهر منها وما بطن؟؟؟ ويدخل
    كل ذلك في سياق تعددية  لغة الخطاب لدى هذا الصنف المتحول »جينيا وسلوكيا وسياسيا » ليستفيد من كل الفرص المتاحة لدى  ملتزمي الشبكات ولدى مختلف سلط القرار الاداري والأمني والعلمي والبيئي فيناور مع المناورين،ويخادع مع المخادعين، وينظّر مع المنظّرين،ويغني مع المغنين،ويستهجن مع المستهجنين،ويفتي مع مختلف المرجعيات سعيا للفوز الأكبر والأعظم لدىكل الأوساط الوضعية والدينية والسياسية والبيئة بالسباحة في كل المياه العكرة والشفافة على حد سواء؟؟؟
    ولعل من الأسباب الرئيسية لـتأخر قيام دولة القانون والمؤسسات »الملاذ الحقيقي لأصحاب الحقوق والحاجات »وتكريس المواطنة وعلوية القانون والحقوق على اختلافها تنصيب العديد من هذه النماذج المستهترة
    العابثة ،الرامية عرض الحائط بالقيم الأصيلة والمبادىء الديمقراطية الحقة وليست »المسوّقة اعلانيا »نفسها وصية بتوكيل مفوض غير محدود الصلاحية ولدى أمهات المجتمع عبر القارات ،والعابرة للقارات العربية والاسلامية والغربية وحتى الآسيوية،معنية أساسية ودون منازع ومنافس بالحفاض على التوازن البيئي والأخلاقي للأنواع والسلالات المتعايشة بقدرة الله وعظمته على وجه البسيطة ،وذلك بالرغم من ممارستها
    للبغاء والبغي بأنواعه المسجلين بأسمائهم كعلامة مميزة حفاظا »على الملكيةالنفاقية »،لأنواع الانحرافوالخطايا المختلفة لحساب مصالحهم المشبوهة التي لا يترددون دون أي تردد في التضحية بها،فتساوى هؤلاء مع وزارة البيئة والتنمية المستديمة عندنا التي تدعو وتنظم المسابقات وتسند الجوائز لحماية البيئة والمحيط وتسمح « مضطرة غير عابئة » للمؤسسات البلدية باقامة « براكين القمامة » المكونة من المزابل المتراكمة التي تعدد فيها الفوهات القاذفة للغازات والروائح الكريهة القاتلة المسرطنة برغم وجود شارع للبيئة بكل مدينة وقرية وتمثال لحبيبنا « المغرّربه »لبيب للطبيعة وللبيئة حبيب….وفي الختام يخيل اليّ كأني بدأت أسمع
    أصواتا تعلن دون أن ترتفع خشية القصاص والخوف المستشري داخل « دهاليزالجامعة »بمكوناتها المختلفة،تردد وتلوم مستنكرة  مستعملة أبيات قصيدة »مجنون ليلى » للفنان الرائع المغفورله محمد عبد الوهاب: »قالت أو »قال-سررت الأعداء،فمنهم الأعداء(الحقيقيون)ومن يكون الأصدقاء،هل من اجابة شافية ممن يقولون الحق ولو كان مرّا،ولو كان عن أنفسهم….؟؟؟
    السلام عليكم ،والى لقاء قريب باذن الله ،القادر على مغتصبي براءة وكرامة جامعتنا التونسيةالتي هي في حاجة الى بعث جديد أكيد لا في مستوى البنية التحتية،ولكن في مستوى العقول والممارسات؟؟؟؟  
     


    من ذئاب صفاقس إلى ربيع المستقلة

    بقلم: سيف بن سالم saif@ifrance.com لفصل الربيع في بلادنا نكهة خاصة يتميز بها عن بقية الفصول، فهو فصل الزهور والطقس الجميل حيث تستعد فيه البلاد لاستقبال موسم السياحة التي تُعد من أهم مواردنا، بعد الزيتون، خاصة في العهد الجديد. و في هذا الإطار ّيُجنِد النظام سنويا وسائله الأمنية لتهيئة البلاد لهذا الحدث، فيكون الربيع موسما لسحب رخص السياقة من المواطنين بصفة ملحوظة خاصة في المناطق السياحية، وقد  سمعت أن ذلك يندرج ضمن مخططات الدولة لتسهيل عملية استقبال السياح و عودة المهاجرين دون اكتظاظ في الطرقات و لا فوضى. يبدو أن نجاح هذا المخطط في السنوات السابقة قد شجع النظام للمضي قدما في تلك  السياسة فقرر أن يرافق موسم جني الرخص، حملات اعتقال الشباب إذ نلاحظ تميز ربيع 2007 بعودة الرافل بقوة، شملت كذلك ولاية صفاقس رغم أنها لا تعد منطقة سياحية. و قد ذكر في قائمة مراسلة حزب العمال التونسي بتاريخ 9 أفريل 2006 و كانت قد نقلته تونس نيوز أن مدينة صفاقس قد شهدت (كباقي مناطق البلاد) في الآونة الأخيرة عودة مكثفة للرافل بشكل غير مسبوق في تاريخ البلاد حيث شمل قاعات الانتظار بالمستشفيات ومكاتب التشغيل أينما وجد الشباب. و حتى يكون الربيع ربيعا و صافيا من زوابع سوء الظن بدولة العهد الجديد و التي لم تتجاوز ربيعها العشرين بعد، أقول ربما تكون الدولة فكرت هذه المرة في ذاك الفلاح الذي يخرج من سيدي بوزيد بشاحنته فقررت أن تؤمّن له الطريق من ذئاب صفاقس (عفوا من شباب صفاقس).   ولعلم القارئ الكريم فإن مقال السيد الحامدي جاء مباشرة بعد بث مسلسل ربيع قرطبة في إحدى عدد من الفضائيات العربية. و هو مسلسل نال عدة جوائز عربية و يروى قصة محمد ابن أبي عامر الملك المنصور مؤسس الدولة العامرية، كما يظهر الطريقة التي تمكن بها ابن أبي عامر من افتكاك الحكم من الأمويين وهي السياسة و الولاء و التقرب من جارية أمير المؤمنين الحكم بن عبد الرحمن و أم ولي العهد « الجارية صبح ». فكأني به يشبّه ربيع قرطبة بربيع تونس و ولاء ابن  عامر بولائه لبن علي والجارية صبح بالحاجة ليلى وهو الذي شهد لها على رؤوس الأشهاد بحسن الإيمان بعد أن رآها بأم عينه تعلم بناتها القرآن متناسيا أن القرآن قد يأتي حجة على صاحبه يوم الحساب. نسيت أن أذكر السيد الحامدي أن الدولة العامرية رغم مآثرها في تطور العمران وتحقيق الانتصارات الإسلامية حيث خاض محمد ابن أبي عامر 52 معركة لم يهزم فيها قط واتبع سياسة الهجوم الكاسح وعدم الهوادة أو المسالمة فكسر بذلك شوكة صليبيي أسبانيا، إلا أنه كان مستبدا قتل كل من خالفه الرأي من أبناء عمه و وزرائه فلم ينج منه حتى ابنه عبد الله، و هو الذي قضى على الخلافة الأموية ومهد الطريق لظهور ملوك الطوائف بعده ومن هناك بداية النكسة. 
     

    تحية إلى الحامدي.. المتفائل

     

    محمد بن جماعة

    يعجبني تفاؤلك، وأحييك على الإصرار عليه، رغم الأشواك الذي تلقاها في الطريق، أو يتعمد إلقاءها عليك بعض المحيطين. وأرجو أن تستمر في ذلك بما أوتيت من قوة.

    فالتفاؤل والأمل قوة.. واليأس والتشاؤم ضعف..

    الأمل والتفاؤل حياة.. واليأس والتشاؤم موت..

    ولا شيءَ كالأمل والتفاؤل – بعد الإيمان – يولّد الطّاقة، ويَحْفز الهمم، ويدفع إلى العمل، ويساعد على مواجهة الحاضر، وصنع المستقبل الأفضل.

    وما لنا ألا نتفاءل ما دام الزمنُ يجري، وما دامت الأيامُ يُداولها الله بينَ الناس، وما دام التغييرُ سنّة الحياة، وما دمنا نثق بربّنا، ونثق بأنفسنا؟

    يصر الآخرون على أن لا يظهر للناس سوى جانب مظلم (حقا أو باطلا) من واقع الوطن، ويدعون مع ذلك الحنين إلى الوطن، والشوق إليه، والدفاع عنه. وينسون للأسف أن الحنين الحقيقي لا يورث سوى الرقة في المشاعر..

    يظنون أن كل مدح لجانب مشرق من الوطن يشكل مديحا للسلطان ورضى بما يحصل من زلات وأخطاء ومظالم.. فيصبح كل مديح في حق الوطن محرّما.. وينسون أن مدح الوطن هو مدح للأهل وللأرض أساسا.. وأن العدل يقتضي أيضا أن يقال للمحسن أحسنت عند تحقق إحسانه.

    يريدون منك أن تنسى الأشياء الجميلة في حياتك، وتدوس على قلبك لمجرد أن ترضي غيرك، أو لمجرد أن ظروفا أخرى شوهت وجه الوطن.. بينما تصر أنت على إظهار مواطن الجمال في الوطن، واستحضار الذكريات الجميلة.

    يريد الآخرون أن لا نرى سوى كل شيء مظلم في الوطن.. بينما تريد أنت أن نرى النور في الأرجاء الأخرى منه.

    يريد الآخرون أن نصر على الحزن.. بينما تريد أنت أن نسعد رغم كل شيء.

    لذلك، دعني أهمس في أذنك: كلامك أحبّ إلي من كلامهم. فاستمر في الحديث عن الزيتون، والدقلة، والبحر، والرمال، وكل جميل في الوطن.

    فكلامك يحيي الأمل في قلوبنا، ليوقظ إحساسنا بالجمال، ويشعرنا أن الحياة تستحق أن نعيش من أجلها.


    ســـواك 25

    أعــدّه: ســنــمـّـار

    قــالــوا   : و قد أخبرتنا والدة السجين وليد العيوني  اليوم الجمعة 6 أفريل ، و كانت تتحدّث بصوت متقطع و مجهشة بالبكاء من فرط الحسرة ، أنها فُجعت اليوم لدى زيارتها لإبنها بسجن المرناقية ،بفقدانه لمداركه العقلية إذ لم يتعرّف عليها و قد وجدته بحالة هيجان ومُنتفخ الوجه متورّم العينين و كان ينظرإليها شزرا وأخبرها أنه لا يعرفها أصلا و ليست أمه كما تدّعي . الحوارنت.

    قـلـنـا    : هْــربْ  م الــغــولْ   طــاحْ  فـي  ســلاّبْ  الـعْـــقــول

    قــالــوا   :  إن السلطة في تـونس أقدمت خلال الأسـبوع المـنقضي فهـدمت السجن المـدنـي – شارع 9أفـريل بالعاصمة- وآزالت أتـربته في محاولة لطمس معالم جـرائـمها طيلة عـقود من الزمن

    قـلـنـا  

      :  حـتى إذا أزلـتم الـحـجارة وطـمـستم المـعالم ، فلن تـقدروا على محوي ذاكرتنا ولا على إزالة أنفاس المظـلومين التي تعـشش في المـكان وتـطالـب بـالـقـصاص الـعادل من كل الـجلاديـن . . .

    أنـفاسك الـحـراء و إن هي أخمـدت        فـسـتـظل تـعـمـر أفـقـهـم بـدخــان

    قــالــوا 

      : إنّ تحسين وضع المرأة وضمان حقوقها، يقتضي – في تقديرنا – حركة إصلاح شامل للمجتمع التونسي كلّه برجاله ونسائه، وكافّة مؤسّساته وتشريعاته، على وفق المنهج الإسلامي من الإيمان والحقّ والعدل والاستقامة والصلاح والتقوى والإيثار والرحمة. وصدق الله العظيم حيث يقول { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [النحل : 97] .      الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس

    قـلـنـا 

       :   أوّلـُـهــا  وفـقـا   و عْـقـابـهـا  سْــلامــهْ

    قــالــوا 

      : 7 نوفمبر 1911قامت سلطات الأحتلال الفرنسي بأعلان القرار المسمى بقرار « ألابتيت » والذي عطلت بموجبه جميع الصحف العربية وأنسدل الستار بموجبه على حركة التأسيس الأولى وأصيبت الحركة الفكرية والأدبية بأولى انتكاساتها التي جعلتها تنكمش في انتظار ما ستأتي به الأحداث.عن كتاب الشعر التونسي المعاصر

    قـلـنـا 

         : كــبْ الـمـقفـولْ عـلى قـفاه ، الـولـد يـطـلـع لي بابـاه

    قــالــوا  

    : *توفي الشهيد عزالدين بن عائشة في سجن برج الرومي في أوت 1994 نتيجة تعرضه للضرب الشديد على رأسه من قبل أحد أعوان السجن بسبب حديثه مع والدته أثناء الزيارة وهو يعلمها بفرح وبصوت مرتفع أنه قد أتم حفظ القرآن الكريم,فنقل مباشرة الى المستشفى أين فاضت روحه الطاهرة .عن كتاب مأساة مساجين الرأي في تونس

    قـلـنـا 

         :          يــا قــاتــلْ الروحْ  ويـنْ   تــروحْ

    قــالــوا  

    : *تم صباح يوم الجمعة قبل الماضية إيقاف كل من السادة: فراس مهوب ، أمين الويسي ، حسني الشريطي ، علاء الظاهري ، حيدر شرطاني إثر خروجهم من المسجد بعد أداء صلاة الفجر، وتوجههم للملعب الـبلـدي لإجــراء مـبارات رياضـية .كما تمّ نقل الأولين من منطقة الأمن بقفصة إلى وزارة الداخلية ولا زلنا نجهل سبب إعتقالهم ومصيرهم الى الان … الحوار نت

    قـلـنـا 

        :   » يحـسبـون كـل صـيـحـة عـليهم. . . « 

    قــالــوا

    : كـل المنظمات الحقوقية في تـونس تعيش أزمات داخـلية بسبب الإرتهانات السياسية التي حـولتـها إلى خـلايا حقـوقـية والضغوطات الأمنية. .

    قـلـنـا  :         

    الخلطة بـلطه و الـجـرب يــعـدي

    قــالــوا  

    : أولت تونس منذ التغيير عناية موصولة بالإسلام الحنيف وبشعائره السمحة إيمانا بأن تعاليم الإسلام ومبادئه وقيمه تمثل مكونا أساسيا من مكونات المجتمع التونسي لذلك ما انفك الرئيس زين العابدين بن علي يشمل برعايته كل المجالات المتعلقة بالإسلام سواء منها العقيدة أو الفقه أو بالقرآن الكريم وبالقائمين على بيوت الله. موقع جامع الزيتونة »أخبار تونس »

    قـلـنـا 

         :  ألــيس غــلق مــدرســة الـنخـلة لـتلاوة الـقرآن الكـريـم(  مـاي 1991) بنهج الـقـشـاشـيـن عـ17ـدد والـتي تـأسست سـ1714ـنـة– وتحويل مساجـد بقية المـدارس  ( السليمانية ، الشماعية ، وغيرهما من فروع جامع الـزيـتونـة المعمور) إلى قـاعـات عـروض فنية خـير دلـيل على حـسن عـنايـته بالـديـن الإسلامـي و مؤسساته الـتعليمية !!! ألــيس كـذلـك. . . ؟؟؟

    قــالــوا 

      :تحول الرئيس زين العابدين بن علي يوم الجمعة الى المنستير حيث أشرف علي موكب خاشع بروضة آل بورقيبة إحياء للذكرى السابعة لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة. وتلا رئيس الدولة بضريح الزعيم فاتحة الكتاب ترحما علي روحه الطاهرة ووضع إكليلا من الزهور . أخبار تونس 6 أفريل 2007

    قـلـنـا

        :         مــحـبّـة  بـالشوارب و الـقـلـب هـارب . . .

    قــالــوا  

    : لم يستغرب مراقبون ما أقدمت عليه السلطات التونسية، من منع للخبير الاقتصادي الليبي، ذي التوجهات الإسلامية، من دخول ترابها، إذ أنها حسب قولهم، دائما لا تبدي ارتياحا لدخول شخصيات محسوبة على تيارات إسلامية البلاد، انسجاما مع موقفها المبدئي في تصنيف الإسلاميين « كإرهابيين »، بغض النظر عن اعتدالهم من عدمه.  وكالة قدس ـ 7 مارس 2007

    قـلـنـا

      :  تعـيا أم المهـبول من عـضّان شـفايفها. . .

    قــالــوا 

      : * منذ توليه السلطة حرص الرئيس بن علي على الإيفاء بالالتزامات والوعود التي تضمنها بيان السابع من نوفمبر وهي دولة القانون والمؤسسات سيادة الشعب المصالحة الوطنية  • احترام الحريات الأساسية الديمقراطية التعددية  • العدالة الاجتماعية التضامن البذل والعطاء التفتّح والتحديث، وهو برنامج انخرطت فيه الأغلبية الساحقة من التونسيين لأنه يستجيب لتطلعاتها. الذكرى التاسعة عشرة للتغيير

    قـلـنـا

        : قـالـوا للصيـني   =

    س/ آش كـون بـوك    ؟           ج/  مـــاو

    س /آش كـونـي أمـك  ؟           ج/ الثـورة الثقافية

    س/آش هـية أمـنـيتك  ؟           ج/ أعــيش يـتيم

    قــالــوا 

      : عندما انتقلت مبادرة 18 أكتوبر في تونس من مستوى الإضـراب الإحتجاجي إلى التمهيد لإقـامـة تحـالف سـياسي بين أحزاب و شخصيات علمانية من جهة و …حركة النهضة…من جهة أخـرى . . . الجـورشي ليس دفاعا … صحيفة الحياة 06-04-2007

    قـلـنـا

         :    مـا يـقـوّدش  أمّــا يـعـاودْ الــكــلامْ  ( أنظر تعليق الجورشي مجلة حقايق02-10-1989 )

    قــالــوا

       لهذا الاعتبار، لم يكن يومها موقف «حركة النهضة» واضحا، ومما زاده غموضاً الدعوة التي أطلقها أحد قادة الحركة حول تنظيم استفتاء شعبي حول مجلة الاحوال الشخصية، وهو ما أثار رد فعل واسع النطاق داخل أوساط النخبة عموما والحركة النسوية خصوصا. ويعود غموض الموقف يومها إلى عائقين. الأول فقهي، حيث لم يكن خطاب الحركة قد هضم من الناحية المنهجية والأصولية ما نصت عليه المجلة من مسائل مثل منع تعدد الزوجات الذي يعتبر في الفقه السائد رخصة لا يجوز منعها، أو تقنين إجراء التبني الذي لا يزال يثير تحفظات لها صلة بالخوف من اختلاط الأنساب. أما العائق الثاني الذي كان يشد موقف الحركة إلى الخلف فهو عامل سياسي ونفسي، حيث ارتبطت المجلة بشخصية بورقيبة ومشروعه التحديثي، في حين أن قيادة الحركة، وبالأخص زعيمها الشيخ راشد الغنوشي يرى فيه «رمزا للتغريب والعداء للإسلام». وبالتالي فإن إقرار شرعية ما تضمنته المجلة من حقوق يشكل في حد ذاته اعترافا بشرعية بورقيبة، وبصحة ما اتخذه من قرارات تخص النهوض بالمرأة التونسية.    الجـورشي ص –ليس دفاعا . .. صحيفة الحياة 06-04– 2007

    قـلـنـا

      يسبّح و يـدّو  تـذبـّحْ

    قــالــوا   : 

      إن مـحـترفـي الـدجـل في تـونـس « حـكـيم روحـاني » فـاق عـــ145000 ـــددهـم حسب آخــر الإحصائيات الرسمية جـريدة الصـباح الأسبوعي 02- 04-2007

    قـلـنـا

       اللـحـية صــابـة و الـعـقـل عـجـرودة

    أعــدّه: ســنــمـّـار

    11-04-2007


     

    قراءة في المخطط العشري 2007-2016: التوازن دون التشغيل

    توفيق الفخري

     

    قد يفتخر بعض التونسيين بما تقدمه المؤسسات المالية العالمية عن المؤشرات الإيجابية في ميدان الإقتصاد و الشؤون المالية في بلادنا و ما قيل في قمة دافوس عن الرتبة المتميزة لتونس فيما يخص توازنها الاقتصادي و طاقتها على المنافسة و ذلك رغم تفاقم البطالة و غيرها من المظاهر السلبية. و في ظل هذا الوضع تم إقرار المخطط العشري 2007 – 2016

     

    الأبعاد و الإبعاد

     

    و تعتبر مدة المخطط العشري التي تمتد على مدى 10 سنوات طويلة جدا و هو حدث نادر في ميدان التخطيط. و للمرء أن يتساءل لماذا اللجوء إلى هذه الأفاق البعيدة و ما هي المشاريع الضخمة التي لها انعكاسات إيجابية مرتقبة و طويلة المدى أم أن هنالك تخوف من المدى القريب و إرجاء طرح القضايا و المشاكل إلى أقصى أجل؟؟ و معلوم انه بقدر ما تكون المدة أطول بقدر ما تكون التكهنات أبعد عن الحقيقة و تتناقص الثقة في المؤشرات الموضوعية و يصبح التخطيط بمثابة التنجيم مما ينجر عنه تلاشي المسؤولية و انعدام المحاسبة.

     

    إن هذا المخطط الذي سرعان ما تم ضبطه لم يتم تشريك أحزاب المعارضة في مناقشته و الحال أنها لم تتمكن حتى من نسخة منه و كأن هذا المخطط يهم بعض التونسيين دون غيرهم. و قد كان من الأجدى لو أجاب هذا المخطط على تساؤلات حول ما سيكون عليه المجتمع التونسي سنة 2016 و ما هي الانعكاسات الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية و البيئية و ذلك في تصور أكثر إلماما بالواقع بعد 30 سنة من التغيير؟ و قد كنا نتطلع أن يكون المخطط وجهة نظر و تصورات مستقبلية و لا أرقاما مبهمة.

     

    كم كان من الأجدى تقييم ما أنجز في المخطط العاشر و دراسة الوضع الحالي و تدقيق الإشكاليات المطروحة و معرفة أسباب العجز و مواطن الاختناق و العوائق حتى نتمكن من تفاديها في المستقبل. و كان من الضروري أن تتفادى منهجية التخطيط الخلط بين الأهداف و الإمكانيات إذ من الخطإ أن نرسم أهدافا ثم نبحث بعد ذلك عن التمويل. فالتقليص من حدة البطالة على سبيل المثال ليس هدفا اقتصاديا في حد ذاته بل هو نتيجة لمجمل السياسات الاقتصادية و الاجتماعية و هو يعكس الثقة في المستقبل و ربحية المشاريع. كذلك الشأن بالنسبة لتحسين الدخل الفردي فهو ليس هدفا مطلقا بل هو نتيجة للدورة الاقتصادية و نلاحظ أنه و حسب المخطط سوف لن يتطور هذا المؤشر كثيرا إذا اعتبرنا أنه محتسب بالدينار الجاري كما لا نعلم من هي الفئات الاجتماعية التي ستنتفع بتحسين مستوى الدخل و كيف سيتم توزيعها على المجموعة الوطنية. فالتقليص في البطالة و تحسين الدخل الفردي لا يقرر بأمر أو بقانون.

     

    إن التنمية الاقتصادية لا تعني التطور الاقتصادي. ذلك أن التطور الاقتصادي هو التنمية مع تغيير الهياكل. و في هذا الصدد يبدو المخطط العشري اقرب منه إلى مخطط نمو اقتصادي أي احتساب الزيادات الرقمية و الارتكاز على المعطيات المالية أكثر منه مخطط للتطور الاقتصادي الذي يتطلب تغيير الأوضاع و الهياكل و الإطار العام. و فيما يخص نسق التنمية الذي تم تقديره بنسبة 6 بالمائة خلال عشرية المخطط فإنه لن يفضي حسب التقديرات سوى إلى تقليص نسبة البطالة بنقطتين و هو ما لا يكفي لحل معضلة البطالة بصورة ملموسة. و هذه التقديرات المتشائمة تعكس الصعوبات الاقتصادية الداخلية و المنافسة الخارجية الشديدة. و يبدو الإقتصاد التونسي حينئذ قد دخل في حالة يسميها المختصون في الإقتصاد بالتوازن دون التشغيل équilibre de sous emploi حيث أن جميع المؤشرات المالية متوازنة و تتوافق مع مواصفات مؤسسات التمويل و لكن هذه التوازنات الإيجابية في ميزانية الدولة و مديونتها و ميزانية الدفوعات و توازن البنوك و البنك المركزي و الإحتياطيات….أصبحت و كأنها دائرة مفرغة وجب كسرها من أجل بعث مبادرات شجاعة و ديناميكية أفضل.

     

    نظريات أم تلفيق؟؟

     

    ما هي النظريات العلمية و الاقتصادية التي اعتمد عليها المخطط العشري؟؟ نلاحظ أن سياسة القروض البنكية أصبحت أكثر تسيبا و تسهيلا و يمكن اعتبار هذه السياسة انتحارية في الوضع الدولي الحالي. ذلك أن تسهيل الاقتراض لن يفضي إلى تشجيع الصناعة الداخلية عبر اقتناء السلع التونسية بل إلى شراء سلع مستوردة و لن يزيد إلا في تضخم كتلة الأموال المتداولة و الارتفاع المشط للأسعار مع ملاحظة أن أغلب المشاريع لها نزعة تجارية أكثر من النزعة الصناعية بالنظر لأن التجارة تمثل أقل مخاطرة من الصناعة. فسياسة القروض تؤدي إلى تشجيع فئة من المجتمع تتعاطى الاحتكار و المضاربة. و لا تساهم على عكس ما يعتبر البعض في دفع نسق التنمية بل إن تضخم القروض يؤدي إلى التضخم المالي بدون تنمية و بدون تشغيل و هو ما وقع في أوروبا خلال السبعينات حيث وجدت حالة من التضخم المالي مع ركود اقتصادي و بطالة. و بالتالي فليس هنالك جدوى من سياسة القروض سوى انتهازية البنوك التي تمكنها من تحسين ربحيتها و توازنها المالي على حساب الإقتصاد الوطني و الجميع يعلم ما يؤول له الشخص الذي يستهلك مسبقا مداخيله عبر اللجوء إلى الاقتراض من حرمان و فقد للحرية. و كذلك الشان بالنسبة للقروض التي تعطى قصد بعث المشاريع الصغرى فهي تبدو و كأنها سياسة تلفيقية و الحال أن البلاد تزخر بالكفاءات الصناعية و التجارية و المشاريع الناجحة و التي لا يريد أصحابها تطويرها أو بعث مشاريع أخرى نظرا لتشاؤمهم و حيرتهم من المستقبل

     

    و يمكن أن نتساءل على ما قد يكون عليه الفائض السنوي المعتمد عليه في تقديرات المخطط إذ انه يمثل أداة مركزية في السياسات المالية و هو مؤشر يعتمد عليه الرأسمال الأجنبي. أما السؤال الأساسي الذي يطرح فيتعلق بقيمة الدينار التونسي بالنسبة للعملة الأجنبية. إن تدني قيمة الدينار التونسي تتواصل منذ سنوات مع بعض الاستقرار من حين لأخر. و إن كان هذا الانخفاض الهيكلي يحسن المنافسة العالمية و يستقطب التمويل الأجنبي و لكنه لا يخلو من سلبيات حيث أن تسديد الديون الخارجية سيرتفع و تصبح أسعار المواد المستوردة مشطة ( مواد أولية، تجهيزات، قطع الغيار…) كما أن المستثمرين الأجانب يتوقعون الخسائر عندما يسترجعون أموالهم بأقل قيمة و هو ما وقع في قطاع التمويل الخارجي المتاتي خاصة من الخليج مما يقلل من ثقتهم في الاستقرار الاقتصادي ببلادنا. أما على الصعيد الداخلي فإن تدني قيمة الدينار ستؤدي حتما إلى التضخم المالي و تراجع القيمة الشرائية للمواطن التونسي.

     

    و قد كان من الضروري أن يتطرق مشروع المخطط إلى تقلص دور الدولة و مدى نجاعة الإدارة إثر الإدخال المكثف للإعلامية و تكنولوجيا الاتصال الحديثة في التصرف و هي وسائل من شأنها تقليص حجم الإدارة و التقليص من دور الدولة و شموليتها إضافة إلى مخططات اللامركزية و خوصصة عديد المؤسسات التي كانت تحت تصرف الدولة. ذلك أن الإيديولوجيا الحديثة تقتضي التقليص من نفوذ الإدارة و من سلطة الدولة. و في هذا الصدد فإن المؤسسات الإدارية لها نزعة طبيعية و غريزية للدفاع عن وجودها و استمراريتها بل تدعيمها عبر خلق مصالح و هيكل جديدة مع ما يقتضيه من تجهيزات و وسائل ليس أقلها السيارات الإدارية..و بالتالي وجب طرح قضية مردودية الإدارة التونسية حتى لا تبقى مستهلكا لا غير لأموال المجموعة الوطنية. و في هذا الصدد نلاحظ أن الدولة التونسية تتحمل دفوعات كبيرة تضاهي الدول المتقدمة من شانها أن تثقل كاهل المجموعة الوطنية مثل العدد الكبير للوزراء و كتاب الدولة و مرتب مدى الحياة للنواب و الوزراء أو مصاريف وكالة الاتصال الخارجي أو تضخم ميزانية وزارة الداخلية……

     

    (المصدر:  صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 400 بتاريخ 6 أفريل 2007)


     

    متى تزول هذه المظلمة ؟

    عبد الجبار الرقيقي

     

    اتصل بجريدة الموقف المواطن محمد الحبيب بن إبراهيم كريم و أطلعنا على مجموعة من الوثائق و المراسلات المتعلقة بالمظلمة التي يتعرض إليها منذ فترة طويلة دون أن تنصفه الجهات الإدارية أو القضائية .

     

    و تتمثل مشكلة المواطن الحبيب كريم في أنه صاحب مناب و حق في الأرض المسماة « الظهرة » من معتمدية « شنني » بولاية قابس إلا أنه فوجئ سنة 1995 بوزارة التربية تنشئ على هذه الأرض « المدرسة الإعدادية العهد الجديد » دون أي تعويض عن الضرر المادي الحاصل كما تنص على ذلك فصول مجلة الحقوق المعنية . و يقول السيد الحبيب كريم : <كاتبت جميع مصالح سلطة الإشراف أملا في تسوية النزاع و مستفسرا عن الصيغ القانونية التي تم بموجبها الانتزاع و لكني لم أظفر سوى ببعض المقابلات التي تنتهي جميعها بوعد لم ينجز بالنظر في الأمر>.

     

    إن مشكلة هذا المواطن التي طالت أكثر من عشر سنوات دون أن تجد لها الجهات المعنية حلا قد دفعت بأحد أبناء المعني بالأمر, حين شعر بالظلم المسلط على عائلته , إلى اعتلاء عمود الاتصالات الهاتفية و هدد بإلقاء نفسه إذا لم تتم تسوية الوضعية . و حضرت يومها أطراف رسمية و أمنية ووعدت الشاب بالنظر في الأمر . و لكن الحال ظلت كما كانت . و العاقل يتساءل :

     

    –  من سمح لنفسه بانتزاع أرضٍ أصحابها يتمسكون بملكيتها و يهديها إلى وزارة التربية ؟

     

    –  إذا كانت السلطات الجهوية و وزارة التربية على علم بما حدث فلماذا لم تمنع حدوث المشكلة ؟ و حين وقعت المشكلة , لماذا لم يقع إنصاف المتضرر ؟

     

    إن المواطن محمد الحبيب كريم متمسك بحقه و يطالب الجهات المعنية بإنصافه و تعويضه عن الضرر الذي لحق به إما عن طريق التسوية الصلحية و إما عن طريق القضاء لأنه في أشد الحاجة هو و عائلته إلى ذلك ماديا و معنويا .

     

    (المصدر:  صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 400 بتاريخ 6 أفريل 2007)


     

    الأساسي والثانوي والإرشاد وعملة التربية بصوت واحد :

    إضراب 11 أفريل الرد الأدنى المطلوب أمام تعنت الوزارة وتصلبها

    أحمد أبو ياسين

     

    انعقدت يوم الأحد 1 أفريل بمقر الاتحاد العام التونسي للشغل بصفاقس ندوة إطارات مشتركة حضرتها جميع النقابات المعنية ( النقابة الجهوية للتعليم الثانوي , النقابة الجهوية للتعليم الأساسي , النقابة الجهوية لعملة التربية , نقابة المرشدين التربويين والإداريين) ممثلة في كتابها العامين و إطاراتها النقابية . وقد تدولت بينهم الكلمة فتوقفوا عند أبرز النقاط التي كانت سببا في اتخاذ هدا القرار التاريخي في المنظمة النقابية: إضراب عام في قطاع التربية (يسبق بإضراب 5 أفريل في قطاع الاساتدة الجامعيين ) .

     

    ويمكن تلخيص هده النقاط على تشعبها وتعلقها بمختلف خصوصيات هده القطاعات في سمة بارزة وسمت وزارات الإشراف (التعليم ,الرياضة ) هده السنوات : تنصلها من جميع الاتفاقات المبرمة سابقا والتفافها العجيب على جميع المكاسب القديمة والضرب عرض الحائط بمختلف القوانين التي تنظم هده المهن وعلاقاتها مع باقي الأطراف(يمكن الاطلاع على اللوائح المهنية التى نتناول منها بعض العيينات ) مما ينبئ برغبة محمومة قديمة جديدة في ضرب الاتحاد العام وتركيعه بما هو القوة الوحيدة القادرة على الحفاظ على توازن نسبي بين الأجير والمؤجر .

     

    وعلى سبيل المثال ضمنت اتفاقية 17 أكتوبر 2006 الحد الأدنى من مطالب قطاع التعليم الثانوي كما أنصفت اتفاقية مارس 2005 قطاع الرياضة ودون الدخول في التفاصيل وكما جاء على لسان مختلف الكتاب العاميين لهده النقابات الجهوية وعلى بساطة حصيلة هده الاتفاقات تعاملت وزارتا الإشراف معها بكثير من اللامبالاة والمغالطة محاولة منها تحويل القضية إلى قضية رأي عام (وهي كذلك في الحقيقة) يعبأ بطريقة مشوهة ضد المربين ودلك بتجنيد وسائل الإعلام (الوطنية) وتزويدها بإعلام مزيف مغالط يؤلب الناس جميعا ضد رجالات هدا القطاع كالقول بأن النقابة في الأساسي والثانوي تطالب بزيادة قدرها 695 دينار شهريا في حين أن الزيادة المطلوبة هي زيادة سنوية ما كانت لتطلب لو لم تتخلى الوزارة عن دورها في تمويل المؤسسات التربوية وصيانتها دلك أنها أصبحت في غالب الأحيان تفتقر إلى الحد الأدنى المطلوب لانجاز درس : بناءات متهالكة ,إنارة , مجموعات صحية في حالة يرثى لها, تجهيزات غائبة أوضعيفة : آلات نسخ ’أجهزة اعلامية ,خرائط,طباشير أقلام……. أمام هده الظروف يجد المربي نفسه مضطرا للإنفاق من جيبه الخاص .

     

    ولا فائدة من الإشهار الموظف سياسيا ومن الأرقام التي تتلى على أساس أنها ميزانيات ضخمة ترصد لتعليم فالانفراد بالتسيير والتصرف من خلال مشرفين يعوزهم التأهيل وتحكمهم المناشير المناسبتية المسقطة كالأمر المنظم للحياة المدرسية وما انجر عنه من تنصيب عشوائي لمجالس المؤسسة التي لم تتقيد حتى بالأوامر المنظمة لها زاد في تعكير أجواء التسلط والقهر التي تسود هده المؤسسة . فالمطلوب ادن في هدا المجال وغيره مثلما أصدح بدلك مناضلو مختلف النقابات :

     

    –   تطبيق القانون في خصوص هده الاتفاقات المعلقة واستكمال التفاوض بجدية مع الهياكل الشرعية المنتخبة دون استهزاء أواثارة أو مغالطة فالحقيقة ماثلة أمام الجميع ولا حاجة لاستنفار الرأي العام فهو مدرك من خلال مرتادي المدرسة من أبنائه طبيعة المعاناة .

     

    –   تطبيق القانون بخصوص ترقيات التربية البدنية وفق اتفاقية مارس 2005

     

    –   تطبيق القانون بخصوص الانتدابات والترقيات بالنسبة إلى المرشدين والإداريين واعتماد المبدأ القانوني القائم على المناظرات .

     

    –   تطبيق القانون بخصوص العملة التربويين وعدم التفويت في هدا القطاع الذي يشغل الآلاف إلى شركات المقاولات والمناولة. فكما هو ملاحظ لا يطلب المربي أو المنتمي إلى هدا القطاع سوى تطبيق القانون .

     

    وفي ظل غياب إرادة صادقة لتسوية هده الملفات الجزئية وفي ظل اختصار الوزارة لقضايا التعليم في المستحقات المادية تشويها للمدرس و حطا من كرامته وإظهاره بمظهر المتسول البائس الأناني غير المسؤول يبقى الإضراب الانداري وسيلة يتوخاها مناضلو هده القطاعات تنبيها للوزارة وكذلك للقوي الوطنية الحية إلى أن قضية التعليم قضية وطنية لا حق لطرف وإن كان سلطة الإشراف على الاستئثار بها والنظر إليها بمثابة المسألة الإدارية الخالية من الأبعاد الحيوية.

     

    فالأزمة اليوم ماانفكت تتفاقم و الحركة الاضرابية مست قطاعات التعليم بمختلف مستوياته والمشاكل الحقيقية التي لاتبرز في مختلف وسائل الاعلام ليست في المليمات الممنوحة أو غير الممنوحة من الوزارة وانما في المواطن الذي تروم الوزارة وهياكلها صياغته : في البرامج ..في هيكلة التعليم.. في التقييمات ..في المناظرات العشوائية ..في تسيير المؤسسة وتمويلها .. في التقنين لمؤسسات بسرعات مختلفة .. في عدالة توزيع الثروة الوطنية…في …في..في… ولا حل لها إلا بإعادة النظر في المنظومة كلها وبتشريك الفاعلين الحقيقيين في استشراف الحلول والأفاق دون تهميش أو إقصاء أو اعتماد للحلول الأحادية غير المدروسة التي تفاجئنا بها وزارة الإشراف في شكل مناشير وأوامر هي إلى السحر أقرب منها الى الحلول وان استحال تطبيقها فلها من البدائل الوهمية الصورية الشيء الكثير .

     

    وعلى هدا الاساس لابد من التنبه إلى هدا التعسف في توجيه القضية الوجهة المادية الممجوجة ومحاولة خلق فجوة بين مواطني البلاد بدعوى أن المدرسين بشتى أصنافهم يخربون الاقتصاد بطلبات الزيادة هده.كما تجدر الإشارة إن هدا الإضراب ليس إلا فاتحة نضالات يخوضها هدا القطاع لاسترجاع مكانته وللدود عن مؤسسة وطنية ومكسب وطني لايمكن لأي فرد أومجموعة مهما علا شأنها أن تنال منه أو أن تحرك مناضليه قيد أنملة عن التمسك بمبادئه ألا وهو الاتحاد العام التونسي للشغل.

     

    (المصدر:  صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 400 بتاريخ 6 أفريل 2007)


     

    لا بدّ من إنتشال شاعرنا من مزالق التّصنيم..!!

    شاهين السافي

     

    يحقّ لكلّ شعب أن يحتفي بمبدع يراه يجسّد أبدع ما أنتجته ثقافته الوطنيّة، وأن يفاخر به الشّعوب الأخرى، مبيّنا أنه لا يقلّ عنها خلقا وإبداعا، كما هو الحال بالنّسبة لـ »دانتي » عند الإيطاليّين و »سيرفنتس » عند الإسبان وشكسبير عند الإنكليز. ولكنّ هذه الشّعوب، وإن احتفت بمبدعيها أحسن احتفاء، لا تعدم إيجاد مسافات نقديّة إزاء ما أنتجته هذه الرّموز الخالدة حتّى تقيها من الوقوع في مزلق « التصنيم » الذي يُلحق المبدع بعالم آخر غير عالم البشر، فيكون مصيره الفناء. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، حتّى لا نغمط حقّ مبدعين آخرين أسهموا بجدّيّة في نحت معالم الحضارة، وتجاوزوا بإبداعاتهم ما أنتجه « السّلف الصّالح ».

     

    مثل باقي الشّعوب، تحتفي تونس بشاعرها أبي القاسم الشّابّي أحسن احتفاء، فتقيم الجمعيّات والنّوادي الثّقافيّة، على شرف « ذكراه »، ندوات علميّة أو ملتقيات أدبيّة تُستهلّ بالتّمجيد وتختم بالتمجيد، حتى أن الأصوات التي تدعو إلى الاحتياط من مغبّة « التصنيم » (بالإضافة إلى قلّة عددها وقلّة حيلتها) لا تلبث أن ترمقها العيون شزرا تنبّهها إلى كونها قد وقعت في « المحظور ».

     

    وإنّا لنتساءل ما إذا كان اطّلع « أرباب التّمجيد » بشكل جيّد على الإرث الإبداعي والتّنظيري لأبي القاسم الشّابّي. فلو كانوا اطّلعوا، لأيقنوا أنّ أوّل لبنة في مشروع شاعرنا، تنظيرا وإبداعا، هي الثّورة على الأنماط الكلاسيكيّة في الكتابة الأدبيّة، أي عدم الانصياع لمن حاولوا « تصنيم » من سبقوه من الشعراء الكلاسيكيّين. لكنّهم حتّى وإن اطّلعوا، فهم « أرباب التّمجيد » يعلمون أصول اللّعبة جيّدا ويسوءهم أن يدبّ الحراك في الجسم الثقافيّ، لحظة يعود إليه ألقه النّقديّ، فيفقدوا مورد معاشهم لأنهم حينذاك لن يكون هناك مكان للتمجيد.

     

    لا ينكر مطّلع على الأعمال الكاملة للشّابّي ثراءها وتنوّعها، ذلك أنها تنفتح على أكثر من مجال، فنجد فيها الإبداعي، والصّحفيّ، والنّقديّ التّنظيريّ. إلاّ أنّ عوامل عديدة، منها قصر عمر الشاعر (إذ فارق الحياة وهو ابن الخمسة والعشرين ربيعا)، ومنها عدم إجادته للغة أخرى غير العربيّة (حيث كان على حدّ تعبيره كالطّائر الذي يحلّق بجناح واحد)، ومنها تذبذبه في تطبيق ما نظّر له، جعلت مشروعه الشعري مشروعا غير ناجز. ومن مظاهر ذلك:

     

    1- عودة الشابي إلى اعتماد النّمط الكلاسيكي في الكتابة الشعريّة، متوسّلا البحور الشّعريّة في استعمالاتها التامّة، بعد أن كان يستعملها مجزوءة. وعدوله عن اعتماد القوافي المتعدّدة والمسكّنة، وكان ذلك من سنة 1930 إلى حين وفاته (انظر كتاب « كيف نعتبر الشابي مجدّدا » للطّاهر الهمّامي) ممّا يعني أن ثورته على النمط الكلاسيكي لم تكن غير شطحة من شطحات المراهقة..

     

    2- الإغراق في الحلم والغلوّ في الانحراف عن العمق الفكري الذي حملته أشعار غيره من الرّومنطيقيّين، سواء العرب أمثال ميخائيل نعيمة وجبران أو الغربيّين أمثال « شيلّي » و »غوته » و »هيقو »..

     

    3- عندما كان الشابي يحتفي بالمنحى الرومنطيقي وما أنتجه من إبداعات، كان « أندريه بروطون » يعدّ مع رفاقه « بيان السّرياليّة ». فالشابّي وباقي الرومنطيقيّين العرب تخلّفوا عن العالم بما يقدّر زمنيّا بقرن كامل، حيث ظهرت الرومنطيقيّة عند الغرب في مستهلّ القرن 19، ولم تصل إلى الوطن العربي إلاّ بعد موتها هناك وظهور ستّة مدارس بعدها وهي: « البرناسيّة » والرّمزيّة والواقعيّة والطّبيعانيّة والدّادائيّة والسرياليّة.

     

    في خضمّ هذه التّحفّظات، لا بدّ أن نشير إلى فضل الشابّي وغيره من الرومنطيقيّين العرب في إطلاق أوّل شرارة نحو تحديث الأدب العربي، وذلك من خلال الإقرار أن قوس قزح الأدب لا ينطوي على لون واحد، وإنّما على عدّة ألوان. فكان الانفتاح على إبداعات الثقافات الأخرى واستحداث أنماط جديدة في الكتابة، ثائرة على الأنماط الكلاسيكيّة، وإن كان الشابي لم يكن لها وفيّا حتّى النهاية.

     

    إقرارنا بهذه الحقيقة (والحقيقة لا تقاوَم لأنها دائما ثوريّة)، إنّما يتنزّل في سياق التمرّد على التقديمات « المناقبيّة » التمجيديّة كما لو أنّنا بصدد تأبين لأموات نذكر مناقبهم قائلين: « واذكروا موتاكم بخير »، والحال أنّنا إزاء أثر أدبيّ إبداعيّ قدره أن يكون حيّا حتى وإن قضى مؤلّفه. ونحن نخشى فيما نخشاه أن يأتي يوم تكون فيه قيمة الشاعر أبي القاسم الشّابيّ لا تعدو قيمة الورقة النّقديّة من فئة ثلاثين دينارا!

     

    (المصدر:  صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 400 بتاريخ 6 أفريل 2007)


     

     بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين تونس في: 08/04/2007 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا الرسالة 217 على موقع الانترنت تونس نيوز

     

    بمناسبة ذكرى عيد الشهداء إحياء ذكرى وفاة الرمز الخالد الزعيم الحبيب بورقيبة يوم 06 أفريل 2007

     

     

    في جو من التأثر والخشوع إحياء المناضلون الدستوريون وكل شرائح المجتمع التونسي ذكرى وفاة زعيمهم المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله وقد أشرف على إحياء الذكرى الخالد سيادة الرئيس زين العابدين بن علي شخصيا وفي تأثر بالغ وخشوع أمام ضريح المغفور له المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة . لتلاوة فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة الزكية . بمعية مرافقيه من أعضاء الديوان السياسي للتجمع و أعضاء الحكومة و رئيس مجلس النواب و المستشارين و ثلثه من إطارات الأمة و المسئولين وأعضاء المجلس الاستشاري للمناضلين و المقاومين و أمام مدخل الروضة كانت الجماهير الغفيرة في الاستقبال الرئيس بن علي تهتف بحياة تونس و الرئيس و امتلأت ساحة الروضة التي تسمى التربة  بعدد هام من الشباب والنساء والأطفال و في كل أرجاء التربية عشرات اللافتات كلها تعبر على الحاضر و المستقبل أما الماضي رحمه الله لا إشارة الماضي المجيد.

    هذه الجولة الأولى من أحياء الذكري التي لم تخلو من مظاهر البهجة و الزينة  و الفلكلور الشعبي و ضرب البنادر والطبل و المزمار والطار حتى إني تأثرت و قلت لقائد إحدى الفرق كف على ضرب البندير فالساعة ساعة خشوع و تلاوة فاتحة الكتاب على روح الزعيم الأكبر. أجابني المندوب الثقافي أعطانا تعليمات بذالك ونحن مؤمرين… قلت له سامح الله المندوب الثقافي ومن معه. أما الجولة الثانية للذكرى الخالدة فقد امتازت بحضور السيد الحبيب بورقيبة الابن نجل الزعيم الراحل. وقد كان مرفوقا بحرمه ونجله مهدي بورقيبة وكان في استقباله السادة محمد الصياح واحمد قلاله وعبد الله بشير ومحمد بن نصر و الحبيب الورداني و لطفي بن جنات و محمد العروسي الهاني كاتب عام جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة وعبد الحميد العلاني الكاتب العام المساعد للجمعية الذي أهدى بالمناسبة نسخة من كتابه للسيد الحبيب بورقيبة الابن ونسخة ثانية لنجله مهدي بورقيبة . كما حضرت الاستقبال السيدة هاجر بورقيبة . و بعد التحية الحارة و استعراض بعض الذكريات حول مناقب الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله .     

    و استعراض بعض الجوانب من الحوار الذي دار في 3 حلقات بقناة العربية مشكورة على هذا المجهود الجبار والعمل الإعلامي الهادف و الصادق و النزيه دون تعتيم حقا كانت حلقات ممتازة. و قد أعطانا السيد محمد الصياح لمحة عن الحوار التلفزي مما زاد في إعجابنا و إكبارنا بمجهود قناة العربية… وقد علقت على ذالك و قلت لو يفتح الله بصائر إخوتنا في إدارة التلفزة الوطنية التونسية . و تشرع في إعداد حلقات على خصال و مناقب و المسيرة النضالية الوطنية و المعجزة الكبرى والملحمة البورقيبية الرائعة مثل ما قامت به قناة العربية مشكورة  مؤخرا و لازالت مواصلة الحلقات القادمة إن شاء الله وبعد هذا الاستعراض السريع الخاطف و الشيق و الرائع… دخلنا الروضة لتلاوة فاتحة الكتاب على روح الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة في جو من التأثير البالغ و الإكبار لعظمة هذا الرمز الذي أفنى عمره و شبابه من اجل تونس و شعبها و قرأنا و سمعنا بكل خشوع إلى الدعاء المؤثر للغاية الذي قرأه الأخ محمد بن نصر والي المنستير سابقا و الذي ابتهل فيه إلى رب العالمين رب العزة  أن يتغمد الفقيد العزيز الكبير المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة وأن يجزيه الله خير الجزاء على ما قدمه من تضحيات جسام لفائدة الشعب التونسي وما حقّقه لفائدة الوطن و ابتهل إلى الله أن ينصر بلادنا وأن يسبغ على شعبها نعمه وأن يكلل جهودها بالنجاح والتوفيق.

    وأن يرعى ويصلح ويحفظ نجله الحبيب بورقيبة خالدا وأثر الدعاء وتلاوة الفاتحة توجه الجميع إلى روضة اَل بورقيبة لتلاوة الفاتحة على أرواحهم وبعد ذلك قام الأخوة الذين حضروا الذكريات مع نجله بورقيبة الابن بالتجول في المتحف الذي تخلد بعض الذكريات المؤثرة. من ذالك ملابسه المتواضعة وأدوات العمل وبعض الصور والرسائل طيلة الحركة الوطنية والمقالات الصحفية و غيرها. وغادر الجميع الروضة التي تسمى التربة بمقبرة اَل بورقيبة وكلهم تأثر بهذا المشهد الخالد والزعيم الرمز الذي خلد التاريخ ذكره وبالمناسبة لا بد من بعض التعاليق حول الذكرى الخالدة في المقال الصادر يوم 04/04/2007   الموقع تونس نيوز حول إبراز مظاهر الزينة والطار … ولكن لم يقع العمل بهذا النداء الصادق من الأعماق.

    و التصفيق في الروضة لا يتماشى مع الخشوع و التأثر ولاستحضار عظمة الله و الخشوع إلى الله واحترام الأموات  و احترم الزعيم و هو ميت في قبره و هذا لا يليق .

    ويوم الذكرى الخالدة المؤثرة تنشر جريدة الصباح الجريدة الوطنية التونسية العريقة على امتداد 57 سنة تنشر بكل أسف وبكل لوعة و بكل مرارة تدخلات بعض المتدخلين والمؤرخين في منتدى التميمي وخاصة شهادة المؤرخ الحناشي و المؤرخ عميره الصغير اللذان عودنا على الإساءة والتحامل والنظر إلى الأمور بمنظار أسود لا يعرفان إطلاقا البياض كل شيء عندهما أسود لا يعترفان بتضحيات الزعيم ولا يعترفان بنضالاته وصولاته وجولانه ونجاحاته وانتصاراته وكأنهما في الكون وحدهما واعتقد أن للإساءة حدود وللحوار حدود وللتحامل حدود و للأحقاد حدود لم يستوعبا الدرس من فرنسا الوفية للزعيم الراحل ولم يفهما القصد من إقامة ساحة كبرى باريس للزعيم الخالد عام 2004 ولم يستوعبا الدرس من إقامة متحف لبورقيبة بمصر مؤخرا ولم تستوعبا الدرس من الحلقات التي نظمتها قناة العربية مشكورة ولم يستوعبا الدرس من تدخلات 13 وزيرا عهد بورقيبة قالوا كلمتهم بكل صدق ولم يستوعبا الدرس من شهادة المؤرخ أحمد المحجوبي النزيه زميلهما التونسي … ولم يستوعبا الدرس من مقالات الأخ المنصف بن فرج ولا مقالاتي عبر الإنترنت 75 مقالا ولا ينفع معهما موعضة ودرس فالرجالان حاقدان ولله يشفي الحاقدين من حقدهم كما أدعو جريدة الصباح أن تحترم مشاعر المناضلين الدستورين الأحرار الوطنين ومشاعر البورقيبيّن وان تفسح المجال لهم للرد عن الافتراءات وإذا كانت الصباح نزيهة صادقة لا تريد أثارة البلبلة ونشر الافتراءات والفتنة لماذا لم تفتح أعمدتها لرأي المناضلين البورقيبين لماذا لم تنشر مقالاتي وقد حاولت نشرها في الصباح لست أدري لماذا هل هناك تعليمات أم أحبتها ذات أم كل كلام في صالح التاريخ وفي ميزان بورقيبة لم يعجب الجريدة ربي يهديهم أخواننا في الصباح وربي يهديهم للخير حتى يدركوا انه ليست في صالح الجريدة الإساءة لبورقيبة لان كل البورقيبين قاطعوا الجريدة وقاطعوا مقالاتها لأنها أصبحت تسعى لإثارة الفتنة والذي قال في شأنها الزعيم الخالد عفا لله عما سلف لماذا يحلوا للجريدة مواصلة نبش الماضي و التشجيع على دعم أقلام أصحاب الإساءة وتعطيهم كل الأدوية في الكتابة ولكن كما قال الأخ  عبيد المؤرخ  بورقيبة سيبقى الرمز بإنجازاته وبصماته وتاريخه الطويل قال الله تعالى: يا أيها اللذين آمنوا أتقو الله و قولوا قولا سديدا .صدق الله العظيم .

     

    و للحديث بقية

    رحم الله شهداء الوطن في عيدهم

    ملاحظة هامة : أستغرب من مقال السيد حافظ الغريبي الذي قال الشابي و الحداد و حشاد و شاكر يستحقوا جميعا اعداد مسلسلات تاريخية و تجاهل الزعيم الرمز الحبيب بورقيبة وقل ربي زدني علما

    محمد العروسي الهاني


     

    تلفزيون: القاعدة تعلن مسؤوليتها عن تفجيرات الجزائر

    دبي (رويترز) – قال تلفزيون الجزيرة ان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي اعلن المسؤولية عن التفجيرات المميتة في الجزائر يوم الاربعاء. واضاف التلفزيون ان التنظيم الذي كان يعرف في الماضي باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال اعلن المسؤولية في اتصال هاتفي مع القناة الفضائية. ولم يعط المزيد من التفاصيل. (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 11 أفريل 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)  
     

    مقتل أربعة يشتبه بأنهم مفجرون انتحاريون في الدار البيضاء

    الدار البيضاء (المغرب) (رويترز) – قالت مصادر الشرطة المغربية ان ثلاثة مهاجمين انتحاريين فجروا انفسهم يوم الثلاثاء بعد وقت قصير من مداهمة الشرطة لمنزل في احدى المناطق الفقيرة في الدار البيضاء واطلقت الشرطة النار فقتلت شخصا رابعا. وقالت مصادر وشهود عيان ان رجلين كانا قد فرا منذ مداهمة الشرطة لمنطقة الفداء التي قتلت فيها من يشتبه بانه اسلامي متشدد كما فجر شريك له نفسه بعد ان حوصر على سطح منزل. وقال مصدر أمني رفيع لرويترز « المفجر الانتحاري الرابع فجر نفسه حينما رأى انه لا مهرب له من الطوق الذي فرضته الشرطة. » واضاف انه كان المشتبه به الاخير في مجموعة تستهدفها الغارة. وأضافت المصادر ان الشرطة تبحث عن عدد يصل الى 12 شخصا اخرين يشتبه في انهم مهاجمون انتحاريون منذ 11 مارس اذار عندما فجر زعيم مجموعة المهاجمين الانتحاريين حزامه الناسف فى مقهى للانترنت لمنع الشرطة من اعتقاله. وقالت مصادر الشرطة انها تعتقد ان المهاجمين بدأوا ارتداء احزمة ناسفة في جميع الاوقات لمنع قوات الامن من القبض عليهم احياء. وقال سكان ان الشرطة أغلقت منطقة الفداء وهي ضاحية فقيرة يسكنها عمال في العاصمة الاقتصادية للمغرب ويحاولون تعقب المشتبه بهم الاخرين الذين تمكنوا من الفرار. وقالت وكالة المغرب العربي للانباء ان احد ضابطي الشرطة اللذين اصيبا عندما فجر الانتحاري الثالث نفسه مات متأثرا بجراحه. ولم يصب احد في التفجير الرابع. وحددت الوكالة هوية المفجر الثالث بانه رشيدي محمد وقالت انه ينتمي الى « خلية ارهابية » تقف خلف مقتل جندي درك في عام 2003. وتجمع مئات من الاشخاص قرب المنزل فيما نقب فريق من وحدة الطب الشرعي في أنقاض المنزل حيث فجر الانتحاري الثاني نفسه. وقال سكان انه جرى استدعاء خبراء ابطال مفعول القنابل تحسبا لان تكون بالمنزل شراك خداعية أو متفجرات مخبأة هناك. ووقعت مشاحنات لفترة قصيرة بين مصورين صحفيين وجنود منعوهم من الاقتراب من المنزل. والمغرب في حالة تأهب أمني منذ عام 2003 عندما قتل 13 مهاجما انتحاريا انفسهم و32 شخصا اخرين في وسط الدار البيضاء في محاولة لمعاقبة المغرب لكونه حليف قوي للولايات المتحدة في « حربها ضد الارهاب ». وقالت زهرة التي تعيش في المنزل المجاور وكانت تنتظر في الشارع بعد اخلاء المنزل من السكان انها استيقظت على صوت اطلاق نيران ثم سمعت دوي انفجار بعد ذلك بفترة قصيرة. واضافت أن الجيران أبلغوها أن شابا فجر نفسه على السطح بعد أن حاصرته الشرطة. وقالت لرويترز ان الشاب « وثلاثة أو أربعة شبان اخرين انتقلوا لشقة في المبنى قبل نحو شهرين. » ومضت تقول « ليسوا من هذه المنطقة. كانوا منغلقين على أنفسهم. كانوا يرتدون ملابس عادية.. جينز وملابس تدريب رياضية. » وقال عبد اللطيف (40 عاما) وعاطل عن العمل انه كان قريبا من منطقة الفداء مع بعض الاصدقاء عندما توقفت سيارة شرطة فجأة أمامهم واندفع ضباط الى شارع جانبي. وقال عبد اللطيف « بعد فترة قصيرة خرج شابان يجريان من منزل والشرطة تطاردهما.. وأمر الضباط الرجلين بالتوقف وأطلق أحد الرجلين النار عليهم. وردت الشرطة باطلاق النار وسقط. والاخر هرب. » وقال ساكن اخر يدعى محمد ان المشتبه به الثالث صعد الى السطح لكن الشرطة حاصرته. وأضاف « كان ذلك عندما فجر نفسه. انهار السقف ورأيت أشلاء من الجثث متناثرة في أنحاء المكان. » وقال مسؤولون أمنيون في الشهر الماضي ان المهاجمين الاسلاميين خططوا لتفجير سفن أجنبية في ميناء الدار البيضاء العاصمة التجارية للمغرب ومعالم مغربية اخرى من بينها فنادق في مراكش وأغادير. وقالوا ان الشرطة أحبطت المؤامرة باعتقال أكثر من 40 شخصا معظمهم يعيشون في مناطق فقيرة بالدار البيضاء. وثلاثة من الذين تم اعتقالهم كانوا يعيشون في منزل مستأجر في منطقة فقيرة ضبطت فيه 6.5 كيلوجرام من المتفجرات. وقال مسؤولون حكوميون كبار ان المهاجمين المشتبه بهم والشبكة التي ينتمون اليها هي جزء من « الارهاب الذي نما محليا » بإيعاز من الجهاد الاسلامي من الخارج بما في ذلك تنظيم القاعدة. من توم فايفر (شارك في التغطية الامين الغانمي في الرباط) (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 11 أفريل 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


    قصائدي مفتونة بالحياة ومرتبطة بالأرض والإنسان

    محمد الغزي: نشهد ميلاد نص شعري جديد يسميه النقاد النص المفتوح

    محمد فوراتي : جاء من القيروان حاملا أجمل قصائده مهديا إياها إلى عروس الخليج الدوحة. هو شاعر صعب المراس، كلماته تنساب كالسحر في أناشيد ممتعة وصفها النقاد بأنها شعر صوفي يمتزج بمعجم العشق الحديث، يحلّق بك في عالم الجمال. ذلك هو الشاعر محمد الغزي أستاذ الأدب بالجامعة التونسية. الشرق التقت مع الشاعر عقب مشاركته ضمن فعاليات مهرجان الدوحة الثقافي السادس. ماهي آخر إنتاجاتك الشعرية؟ عندي عدد من الدواوين الشعرية آخرها « كالليل أستضيء بنجومي ». يصفك النقاد بأنك شاعر تَنظُم الشعر بنفس صوفي فماهي حكايتك مع التصوف؟ خلع النقاد على القصائد التي أكتب صفة التصوف بل اعتبرها البعض امتدادا لشعر بن الفارض والحلاج والسهروري. والواقع أني كثيرا ما أناقش هذه الصفة وربما أعمد أحيانا إلى رفضها وذلك لسببين أولا: أن التصوف ينسب إلى حقبة تاريخية وحضارية معينة ومخصوصة، ولا يمكن بأية حال من الأحوال أن نستعيد تلك التجربة أو أن نستنسخها، وثانيا أن القصائد التي أكتب أفادت من المعجم الصوفي فحسب، أما همومها وأسئلتها فهي هموم وأسئلة حديثة موصولة بتجربتي الخاصة. وفي كل الأحوال التصوف ظاهرة دينية بينما الشعر الذي أكتب مفتون بالحياة مقبل عليها بشغف كبير، شعري إذا مرتبط بالأرض وبالإنسان. كيف ترى مستقبل المشهد الشعري العربي؟ لاشك أن الوسائل الحديثة التي وظفها الشعراء جعلت القصائد تنتشر بسرعة كبيرة، فبتنا لا ننتظر المجلة أو الصحيفة حتى تقدم إلينا القصيدة بل تصلنا بسرعة البرق عبر الأثير أو شبكة الإنترنت. حسب الشاعر أن يكتب القصيدة على حاسوبه الخاص حتى نلتقطها بعد لحظات قليلة. أما فيما يخص المشهد الشعري العربي فانا أردد دائما أن هناك تداخلا بين الأزمنة الشعرية في مختلف الأقطار العربية، أعني أننا نجد قصيدة النثر، وقصيدة التفعيلة والقصيدة العمودية، تتآخى كلها في مشهد شعري واحد. بل أستطيع القول إننا نشهد اليوم ميلاد نص جديد يوظف كل هذه الأساليب فيما يسميه بعض النقاد النص المفتوح. هذا النص الذي يستفيد من كل الأجناس الأدبية، ولا يلتزم بأحدها على الإطلاق. والطريف أن كل الأقطار العربية تشترك في هذه الأنواع الشعرية لا فرق في ذلك بين مشرق ومغرب. لكن ألا تخشى من ذوبان القصيدة العربية الأصيلة في خضم هذا التجديد؟ نعم وأذهب إلى أن القصيدة العربية القديمة فقدت في خضم هذه « التجريبية المفرطة » كل حضور ولم يبق إلا عدد قليل من الشعراء متشبثين بها، وإننا في حاجة إلى إحيائها من جديد وتحديثها لأنها تمثل طاقة من الإيقاع والصور لا تنضب. وماذا عن المشهد الشعري في تونس؟ تحدثت منذ قليل عن تداخل الأزمنة الشعرية في الوطن العربي وهذا ينسحب أيضا على المشهد الشعري التونسي، وما ألفت الانتباه إليه هو أن القصيدة التونسية أخذت في السنوات الأخيرة تبتكر من نفسها رموزا خاصة وتحاول أن توظف تاريخ تونس القديم وبذلك أرادت أن تستقلّ بصورها واستعاراتها وتبتكر لنفسها طقوسها الشعرية التي تميزها. كيف رأيت مهرجان الدوحة الثقافي في هذه الدورة؟ ينبغي الاعتراف أن هذه المهرجانات من شأنها أن تصل الشعراء ببعضهم وأن تتيح لهم الاطلاع على تجاربهم المختلفة، كما تتيح للمثقف الإختلاط بالجمهور والنقاد وتطوير تجربته الإبداعية. وفي هذا السياق أريد أن أشيد وأحيي القائمين على هذا المهرجان الذي جمع بين المشرق والمغرب في أماس واحدة فألغى بذلك الحدود، وأكد على وحدة الثقافة العربية، خاصة على وحدة النص الشعري العربي. ومازلت أؤكد أن الثقافة هي الآصرة الكبيرة التي تجمع العرب على بعد المسافة بينهم، فلنحافظ على هذه الآصرة ولنشدّ عليها بالنواجذ. (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 11 أفريل 2007)


     

    عادت الولايات المتحدة تمشي على قدمين وتتنفس برئتين

    د.أحمد القديدي لم يكن الرئيسان الراحلان بورقيبة والسادات رحمهما الله مبالغين حين اعتقدا بأن الجزء الأهم من حل معضلات الشرق الأوسط يبقى بيد واشنطن ، وكان الزعيم التونسي يعتقد ذلك منذ الستينات ، وكان خطابه الشهير في أريحا يوم 11 مارس 1965 أمام الفلسطينيين في الحقيقة تكريسا استراتيجيا لذلك الاعتقاد ، وبالطبع فإن الرجل من منطلق الواقعية والعقلانية كان يجسد مبدأ كون السياسة هي فن الممكن والمتاح ولا بد من الاعتراف اليوم بعد 42 عاما من ذلك الموقف بأن الممكن المتاح آنذاك كان في غاية الأهمية والجرأة ، لكن الرياح العربية جرت بما لا تشتهيه سفينة بورقيبة ثم جاء السادات .  فالتفت أيضا الى الأميركان يريد أن يشعرهم بأن مصالحهم هي كذلك مع العرب وبأن اسرائيل وحدها لا يمكن أن تضمن تلك المصالح وسعت واشنطن منذ الستينات الى التوفيق بين عقيدتها الثابتة في ضمان التفوق الاسرائيلي ورغبتها في هندسة حلول توفيقية لعل كامب ديفد عام 1977 مع الرئيس جيمي كارتر وبعده كامب ديفيد 2 على أيدي بيل كلينتون شكلا محطتين للتتويج العملي والفاشل لحل القضية الفلسطينية ، لأسباب لا فائدة من الرجوع اليها انما تجدر الاشارة إلى أن الولايات المتحدة في كل محاولاتها السياسية تلك كانت ثنائية القرار .  يخضع نظام الحكم فيها الى التوازن الدستوري بين البيت الأبيض والكونغرس ، وكان ذلك هو صمام الأمان الذي وقانا نحن العرب ويلات انفراد الادارة أو انفراد الكونغرس بالسلطة في أميركا ثم جاء الرئيس بوش الابن الى سدة الرئاسة عام 2000 بالفارق الانتخابي البسيط بينه وبين منافسه( آل غور)، وصدر هذا الأسبوع كتاب خطير وبالغ الأهمية بقلم الصحفي الأميركي الشهير الذي أسقط الرئيس نيكسون عام 1972 ( بوب وودوورد) ليسلط أضواء مدهشة وغير متوقعة على المنطلقات الفكرية والدينية والخلفيات الاستراتيجية لسياسات الرئيس بوش الابن منذ 11 سبتمبر 2001 الى حدود زيارة بيلوسي هذه الأيام الى دمشق هذا الكتاب ترجم الى الفرنسية وصدر هذا الأسبوع عن مؤسسة بلفون للنشر بباريس ، وهو كتاب أمين لأنه لا يصدر عن مناضل سياسي لديه ايديولوجية معينة ضد المحافظين الجدد .  ولا عن رافع شعارات ساذجة معادية لمصالح أميركا، بل بالعكس فان( بوب وودوورد) كان من المقربين جدا من الرئيسين بوش الأب وبوش الابن ، واحتك بهما عن كثب ، وسمح له الرئيس الحالي بنقل أسرار الكواليس والتصريحات وحتى الوشوشات والهمسات التي تصدر عن بطانة البيت الأبيض ، في ثلاثة كتب سابقة كتبها الصحفي اللامع بعد الحادي عشر من سبتمبر وخلال الحرب العراقية والأفغانية. أما اليوم، وتحديدا منذ السابع من نوفمبر 2006، حين فازت المعارضة الديمقراطية بالأكثرية البرلمانية، اضطر الرئيس بوش الى ابعاد وزيره للدفاع دونالد رامسفيلد واطلاق أيدي وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، التي يقول عنها( بوب وودوورد) بأنها على طرفي نقيض مع رامسفيلد وأصبحت الامبراطورية الأميركية تمشي على قدمين اثنتين وتتنفس برئتين اثنتين ، وهو ما يبعد أشباح الحروب المدمرة المعلنة في منطقتنا وينقذ بعض فرص السلام العادل في كل من العراق وفلسطين وفي هذا الاطار يجب أن يضع العرب تحركات السيدة بيلوسي، للتلاؤم مع ما يعتبره الصحفي (وودوورد) عصرا أميركيا جديدا يعيد الأمور الجيو-  ستراتيجية إلى نصابها، ويخدم القضايا العربية بقدر ما يريده العرب أي في حال تشكل تنسيق عربي ناجع وفاعل وبصراحة فإن القمة العربية الأخيرة في الرياض تفتح أبواب الأمل ، لأنها تعطي الانطباع بأن القادة استوعبوا دروس التحولات الهامة الطارئة على الولايات المتحدة ، وشرعوا بذكاء في مساعدة الادارة الأميركية على إنجاز التغيير الدستوري في واشنطن والتعاطي مع الرئيس بوش ومع الأكثرية الديمقراطية بتوازن وحكمة وبعد نظر، بعيدا عن الشعارات التي لا تغني ولا تسمن من جوع وذلك ما أشارت اليه افتتاحية اليومية الاسرائيلية (ها أرتس) يوم 2 أبريل حين عبرت عن خوف الأوساط السياسية الاسرائيلية من انقلاب الموازين الأميركية لصالح العرب.  ولعل هذا الخوف هو الذي يدفع ايهود أولمرت الى كسب الوقت والتراجع التكتيكي عن رفض المخطط العربي للسلام، والاعلان عن استعداده للقاءات مع الحكومات العربية بما فيها دمشق ، إننا اليوم كعرب في تقاطع طرقات متشعبة وصعبة وكأداء، لا نملك مفاتيح المعضلات التي تتعلق بمصيرنا لوحدنا ولا بد أن نناور كما يناور أعداؤنا لنجنب المنطقة والأمة مخاطر أكبر من أن نتحمل تبعاتها وفي عودة الولايات المتحدة إلى ثنائية القرار أمل لنرى واشنطن تميل إلى اعتدال ينقصها وإلى عدل يعيد إليها هيبتها ويخدم السلام العالمي . (*) كاتب وسياسي من تونس (المصدر: صحيفة « الوطن » (يومية – سلطنة عُمان) الصادرة يوم 11 أفريل 2007)  

    سؤال عبثي: إيران أخطر أم إسرائيل؟

    فهمي هويدي (*) من مفارقات زماننا وعجائبه أننا أصبحنا نبذل جهدا لإثبات البديهيات والمسلمات. يشهد بذلك بعض الذي يحدث الآن، خصوصا ذلك الجدل الذي تردده دوائر بذاتها حول العدو والخطر الذي يهدد العالم العربي، وهل هو إسرائيل أم إيران. وهو ما قد أفهمه إذا كان السؤال مطروحا في الولايات المتحدة مثلا، حيث نجح الإعلام المضاد في إقناع كثيرين بأن الفلسطينيين يعتدون على الإسرائيليين أصحاب الأرض، وأنهم ـ أولئك الفلسطينيون الأشرار ـ يقومون بعملياتهم «الإرهابية» لكي يستولوا على الأرض الإسرائيلية ويحاولون إحتلالها. مثل هذا التدليس ليس مستغربا في بلد ومجتمع لا علاقة لهما بالموضوع، إلا في حدود المشاهدات التلفزيونية، أما حين يحدث في عالمنا العربي، الذي يعيش الجرائم الإسرائيلية ويعاني منها طيلة مائة عام، فأنه لا يبدو غريبا وشاذا فحسب، وإنما هو يعبر أيضا عن درجة عالية من الخلل في الرؤية، لا يطمأن الى دوافعه أو نتائجه. أفهم أيضا أن يروج الإسرائيليون لهذا الكلام، وهم يحتلون الأرض العربية بفلسطين والجولان، ويواصلون غاراتهم وتصفياتهم، ويستمرون في توسيع مستوطناتهم، ولهم في ذلك مصلحة أكيدة، إذ من شأن ذلك أن يضربوا أكثر من عصفور بحجر واحد. فمن ناحية يصرفون الانتباه عن احتلالهم وتوسعاتهم بما يسمح لهم بتكثيف الضغوط على الفلسطينيين على الأقل. ومن ناحية ثانية يسهمون في عزل إيران والتحريض ضدها، على النحو الذي يسوغ توجيه ضربة عسكرية إليها، تدمر مشروعها النووي وتوقف نموها، الأمر الذي يعزز مكانة إسرائيل كقوة عظمى في المنطقة، ومن ناحية ثالثة فإن إيهام العرب بإن إيران هي الخطر الأكبر الذي يهددهم من شأنه أن يوفر أجواء مواتية للتقارب بينهم وبين إسرائيل، باعتبار أن الطرفين يواجهان «خطراً واحداً». لا أستبعد كذلك أن يكون لهذا الكلام صداه في العراق، الذي تجمعت فيه ظروف أقنعت كثيرين من أهل السنة بوجه أخص بأن إيران أخطر على بلدهم من الأمريكان أو الإسرائيليين، ومن أسف أن الممارسات الحاصلة على الأرض أوصلت أغلب أهل السنة الى تلك النتيجة، التي لسنا بصدد تقييمها الآن، لكني فقط أقول أن ثمة مبررات في حالات استثنائية للغاية تسمح بترويج الإدعاء بتقديم الخطر الإيراني على الإسرائيلي، ولا أستطيع أن أتجاهل في تلك الحالات الاستثنائية موقف غلاة السلفيين، الذين لا يرون في العالم مصدرا للخطر والشرور غير الشيعة عموما وإيران خصوصا. إذا فهمنا هذه الحالات وقدرنا ظروفها، فإنني لا أجد تفسيرا موضوعيا لمحاولة إشاعة ذلك الإنطباع المغلوط في بقية أنحاء العالم العربي، الذي يكمن الخطر الإسرائيلي على مرمى حجر من بعض دوله. وقبل أن أشرح لماذا كان الإنطباع مغلوطا، فإنني أرجو أن نتفق على أمور ثلاثة أولها: إن المستفيد الحقيقي من الترويج له هم الإسرائيليون أولا والأمريكيون ثانيا، وقد شرحت قبل قليل جوانب المصلحة الإسرائيلية في ذلك، أما المصلحة الأمريكية، ففضلا عن تداخلها مع الإسرائيليين، فإن تمرد إيران على وصايتها يشكل سببا كافيا لمحاولة عزلها وحصارها وكسر إرادتها، ثم أن هذا الهدف يخدم التطلعات الأمريكية للهيمنة على منابع النفط الذي هو عصب العالم الصناعي. الأمر الثاني: أن تفنيد وجه التغليط في التخويف من الخطر الإيراني ليس المراد به تبرئة ساحة إيران، بقدر ما أن المراد به هو التنبيه الى أهمية الوعي بأولويات المخاطر التي تهدد الأمة العربية. ذلك أنني لا أريد أن أنفي تماما أن ثمة تطلعات إيرانية في العالم العربي، هي في أحسن حالاتها قد تكون استراتيجيات لحماية أمنها القومي، تستفيد فيها من غياب المشروع العربي وتتمدد في الفراغ الناشئ عن ذلك الغياب. لكن الذي أعنيه هو أن التطلعات الإيرانية في أسوأ حالاتها، لا تشكل في الوقت الراهن على الأقل، الخطر الأول الذي يتعين على الأمة العربية أن تتحسب له. الأمر الثالث: أن إيران دولة مسلمة، وجارة مهمة لها وزنها المعتبر، وبكل المعايير والحسابات الاستراتيجية، فإنه لا بديل عن التوصل الى صيغة للتعايش الآمن معها، تكفل الإحترام المتبادل بين الطرفين العربي والإيراني، بما يعزز الثقة ويشيع الإطمئنان بينهما. وحتى إذا تخللت صفحات التاريخ أية حسابات أو ضغائن بينهما، فإن التعايش مطلوب بأمر الجغرافيا، ذلك أن إيران ليست كيانا وافدا مثل إسرائيل، ولا هي زائر عارض مثل الولايات المتحدة في العراق، وإنما هي تتمدد على التخوم العربية منذ آلاف السنين، وإذا لم تكن عونا للعرب في تصديهم للغارات الإسرائيلية والأمريكية، فهي تشكل عند الحد الأدنى عمقا استراتيجيا لهم، يستقوون بها وتستقوي بهم. لقد أقلقني كثيرا التصريح الذي أدلى به في الأسبوع الماضي رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت للصحف الرئيسية الثلاث في بلده، «هآرتس» و«معاريف» و«يديعوت أحرونوت»، وفيه امتدح أجواء قمة الرياض الأخيرة، قائلا إنها عبرت عن «تغير ثوري» في مواقف الدول العربية ـ لماذا؟ ـ لإدراك كثير من القيادات العربية ـ والكلام له ـ أن المنطقة تواجه أخطارا كثيرة، وأن إسرائيل ليست الخطر الأكبر. اعتبر هذا الكلام من دسائس المكر الإسرائيلي الذي أراد به أولمرت أن يوصل للجميع رسالة مفادها أن إيران هي الخطر الأكبر في نظر أغلب القادة العرب، من ثم فإن ترتيب الأولويات يقتضي التوجه صوب ذلك الخطر لإزالته، الأمر الذي يجعل من توجيه الضربة العسكرية الأمريكية لإيران عملا مبررا يخدم مصالح الأمة العربية، ويبعد عنها شبح الخطر الذي جسدته. يوفر مناخا مواتيا لإشاعة تلك الدسائس ضعف الدبلوماسية الإيرانية في العالم العربي، وعجز الإعلام الإيراني أيضا، فلا الدبلوماسية نجحت في مد جسور التفاهم مع العالم العربي، وإنما وجهت كل اهتمامها الى الساحتين العراقية واللبنانية، ولم تهتم بغيرهما في الساحات، ولا الإعلام الإيراني استطاع أن يكون موصلا جيدا لمساعي التعارف والتواصل بين الشعبين الإيراني والعربي، والى حد كبير فإن الإعلام العربي لم يقم بما عليه في هذا الصدد، وكان معبرا عن مؤشرات السياسة بأكثر من تعبيره عن متطلبات ومسؤوليات تلك المساعي المنشودة. وإذا جاز لنا ان نتصارح أكثر فأنني لا أتردد في القول بأن بعض الأقلام في الإعلام العربي روجت للتخويف المستمر من إيران، كما أن هناك أقلاما عربية أخرى عبرت عما قاله إيهود أولمرت، حين قدمت الخطر الإيراني على الخطر الإسرائيلي، ودعت ضمنا الى الاحتشاد لمواجهة الأول دون الثاني. الخلاصة أن ثمة هواجس بحاجة الى تبديد بين العرب وإيران، وهو ما يحتاج إرادة صادقة وشجاعة في التناول والمصارحة، الى جانب الوعي بالأهمية الإستراتيجية الكبرى لإرساء التفاهم بين الطرفين على أسس متينة وراسخة، ذلك أنني أزعم أن مجرد طرح السؤال عمن يكون الخطر الحقيقي الذي يهدد العرب، وهل هو إيران أم إسرائيل، يمثل خطأ جسيما ويجسد الخلل في الرؤية الإستراتيجية، لأن كل الشواهد تدل على أن إسرائيل هي الخطر الذي يهدد الإثنين، العرب وإيران وأنها إذا نجحت في تحريضها على ضرب إيران وكسر إرادتها، فإن تركيع العالم العربي واستتباعه للهيمنة الإسرائيلية والأمريكية سيكون الخطوة التالية مباشرة، بل أنني اذهب الى ما هو أبعد، مدعيا أن إيران بوضعها الراهن، حتى في ظل التوتر المفتعل بينها وبين بعض العرب، تمثل كابحا يحول دون تغول إسرائيل في المنطقة، الأمر الذي يفيد العرب في نهاية المطاف. ولا ينبغي أن ننسى أن تأييد إيران لحزب الله ومساندتها له، كانت من العوامل الأساسية التي أفشلت الإجتياح الإسرائيلي للبنان، ووجهت ضربة موجعة لمزاعم القوة الإسرائيلية التي لا تقهر. إنه كان لا بد لنا أن نقارن بين إيران وإسرائيل من زاوية حسابات المصالح العربية، فقد نقول أن إيران في أسوأ فروضها تشكل خطرا محتملا على منطقة الخليج العربي، أما إسرائيل في أحسن فروضها فهي دولة مغتصبة لفلسطين، ومهددة للأمن القومي العربي، باعتبارها جزءا من مشروع الهيمنة الأمريكية على المنطقة. من ناحية أخرى فإن المشترك بين العرب وإيران يتوزع على التاريخ والجغرافيا، في حين أنه لا يوجد مشترك مع إسرائيل، التي زرعت في المنطقة وفرضت على المنطقة غصبا عن الجغرافيا. أخيرا أكرر أن الذين يريدون تحييد العرب أو تحريضهم على إيران لا يبتغون إسداء أي خدمة لهم، وإنما هم يعتبرون ضرب إيران مقدمة ضرورية لتركيع العرب وافتراسهم. (*) كاتب ومفكر من مصر (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن، الرياض) الصادرة يوم 11 أفريل 2007)

     

    9 نيسان 2007

    رشاد أبوشاور يوم 9 نيسان 2003 تشعبط جندي أمريكي ليصل رأس تمثال الرئيس العراقي صدّام حسين، في ساحة الفردوس، في قلب بغداد. لفّ الرأس بالعلم الأمريكي ـ فالانتصار أمريكي ـ ولكن أصواتاً ارتفعت، فـ..استبدل بعلم عراقي. تبديل العلم كان مسألة شكليّة، لم تغيّر من حقيقة أن المارينز اخترقوا قلب بغداد، وأن تاريخاً جديداً قد بدأ، لا للعراق وحده، ولكن لكّل العرب المعاصرين، وللأجيال العربيّة…
    مشاهد سينمائيّة معدّة لتؤدي أبلغ الأثر في نفوس البشر عبر العالم كلّه:إسقاط التمثال، هبوط بوش علي سطح حاملة للطائرات وهو بملابس طيّار ـ تعويضا عن تهرّبه من المشاركة في حرب فيتنام ـ وإعلانه انتهاء الحرب، وزّف الانتصار المؤزّر (للأمّة) الأمريكيّة، والوعد بالديمقراطيّة لكّل العراقيين! بوش الابن علي موعد مع التاريخ، والتاريخ يبدأ من 9 نيسان2007 في قلب بغداد!
    (الكومبارس) العائدون في ظلال الدبابات عبر الحدود الإيرانيّة، والكويتيّة، والسعوديّة، انتحلوا دور الأبطال، فالتقطوا الصور وهم بملابس المارينز ـ بمن فيهم سارق البنوك ما غيره ـ وحولهم أشخاص يرتدون نفس الزّي، ويتحرّكون في لقطات يؤديها غشماء في أدوار لايصلحون لها، بسبب بلادة وترهل حياتهم في المنافي، والعلف الدسم الذي جعلهم بدناء متكرّشين بطيئي الحركة، لا مقاتلين في الميدان وشركاء في حرب بوش (التحريريّة)! هل انتهت الحرب بمشهد ساحة الفردوس؟!
    لا، لم تنته الحرب، بل بدأت بعد أيّام قليلة، وهاهي علي مدي أربعة أعوام تحصّد أرواح ألوف المارينز، وتفسد أوهام بوش الصغير، الذي يتخبّط في سنتي حكمه الأخيرتين، هو والتيار السياسي المنحّط الذي ينتمي له، تيّار (الرجال البيض الأغبياء). لم يكن نهب، وتخريب متحف بغداد مصادفة، فصواريخ الكروز وحدها لا تكفي لاجتثاث حضارة بشريّة أبدعها الإنسان العراقي لتفيض علي الدنيا حوله: إبداع لغة، ووضع قوانين تصون حقوق البشر، وتنتقل بهم من قوانين القوّة والتوحّش إلي المدنيّة والحضارة . لم تكن تلك الحرب حرباً علي (الدكتاتوريّة) كما ادعّي بوش وبلير الكاذبان، فهي شنّت علي العراق صاحب الدور والطموح، العراق ظهر العرب وظهير كل محارب ومقاوم …
    ما كان صدفةً، أو غلطة غير مقصودة قرار بريمر حاكم العراق الأمريكي حّل الجيش العراقي، الذي زرع في كل ميدان شهداء، وله علي الأرض العربيّة: في فلسطين، وسوريّة، والأردن.. بطولات وصولات، في حرب الـ48، وحرب حزيران 67، وحرب تشرين 73 ـ و..حرب الدفاع عن البوّابة الشرقيّة حماية لأرض الأمّة، التي لا تحميها دويلات هشّة رغم صفقات الطائرات والأسلحة التي تصدأ في مستودعاتها… 9 نيسان 2003 زلزل العقول والنفوس، وأحبط العزائم، وهدّ حيل حتي بعض المؤمنين بحّق الأمة في الحياة فتاهوا إلي أن أعادت (المقاومة) العراقيّة الثقة إلي نفوسهم . في تلك اللحظات التي روّج لها بأنها نهاية و..بداية، وأن شرقاً أوسطا جديداً، صناعة أمريكيّة صهيونيّة قد ولد في ساحة الفردوس .. راهن المؤمنون العنيدون علي قيامة العراق …
    هؤلاء اتهموا بأنهم ينتمون لزمن شعارات الستينات، وأنهم يعيشون في الماضي… هؤلاء مع أوّل عملية تستهدف المارينز، خاطبوا أمّتهم: استيقظي يا أمتنا، افتحي عينيك علي وسعيهما للفرح ببهجة نور المقاومة الذي بدأ يبزغ علي ضفاف دجلة والفرات، وتحت نخيل العراق، وفي شوارع مدنه وقراه… اسمعي يا أمتنا قرع طبول الحرب في ميادين العراق.الحرب لم تنته، الحرب تبدأ … أكنّا متوهمين، منتمين للماضي وشعاراته الحماسيّة؟!
    نعم، نحن نحمل شعارات قيلت في الماضي القريب، شعارات لا تعيبنا، بل إن حملها يدلل علي جوهر كريم أصيل لا يبدّله هبوب رياح السموم، ولا أيدي العابثين وأفعالهم. قلنا : العراق سينهض، وأمريكا ستخسر، ستهوي في الحضيض … وكتبنا في هذه الصحيفة ـ القدس العربي ـ أن النصر الحقيقي سيكون للعراق المقاوم، العربي الانتماء، عراق العدل والتآخي لكّل أهله: عرباً وكرداً وتركماناً … في تلك الأيّام الأولي المحبطة، كتبت في هذه الصحيفة مستلهماً مثلاً عربياً فلسطينياً ساخراً: واوي بلع منجل ..قال : عند ..بتسمع عواه! يوم 9 آذار 2003 انتصرت أمريكا علي التمثال في ساحة الفردوس، واحتفلت بسقوطه … ومع سقوط التمثال بدأت رحلة سقوط الاحتلال الأمريكي في هاوية العراق.
    أمريكا تخسر أبناءها، وملياراتها، وسمعتها، ودورها القيادي علي المستوي العالمي، لظلمها، ولكذب قادتها في البيت الأبيض والبنتاغون، وما يتّصفون به من تهوّر، وتضليل للرأي العام بأكاذيب افتضح زيفها وتلفيقها.
    9 نيسان 2007 !
    ما هي المنجزات الأمريكيّة الموعودة؟! سمعة إدارة بوش في الحضيض، داخل أمريكا، وفي العالم…
    الخسائر البشرية أكثر من ثلاثة آلاف وأربعمائة قتيل ـ هذا المصرّح به ـ والجرحي زادوا علي العشرين ألفاً، والتوابيت تعّد لنقل المزيد من القتلي … نفقات الحرب مئات المليارات، والمعركة تدور بين الرئيس والكونغرس علي إقرار مزيد من النفقات للحرب التي أبلغ بوش العالم بالانتصار المؤزّر فيها يوم 9 نيسان 2003!
    الديمقراطيّة الأمريكيّة: أكثر من مليون قتيل عراقي، ومليونان هجروا العراق وطنهم الحبيب، صاروا لاجئين في الأردن، وسوريّة، وبلدان الخليج، وحتي أمريكا، وكندا، والدول الاسكندنافيّة، وموتي في البحار… الديمقراطيّة البوشيّة الموعودة: موت مجّاني يومي، لا يعرف مقتول من قتله، ولماذا قتله!
    نهب مليارات الدولارات من أموال النفط، واللصوص هم من عادوا إلي العراق بعد أن (عارضوا) في المنافي المريحة، التي أطلقوا منها الوعود للمظلومين والمستضعفين بجعل حياتهم جنّة بعد رحيل صدّام حسين و (اجتثاث البعث)! وعود وشعارات الديمقراطيّة: الإنصاف (الطائفي)، حقوق الأقليّات، تحرير المرأة، فتح آفاق الإبداع للموسيقي والشعر والرقص والمسرح ,و..ماذا جرّت علي العراق؟! فهلوية المعارضات، انهمكوا مع وطء أقدامهم لتراب العراق في اقتراف أكبر عملية نهب وفساد في التاريخ ..وهذا ليس حكمنا، ولكنها تقارير الأمم المتحدة، والهيئات الدولية، والصحافة العالميّة، وصندوق النقد الدولي… العراقيون جوعي، خائفون، يصطفون علي (البنزين خانة) لساعات في بلد النفط، النفط الذي كان يتوفّر لهم رخيصاً غزيراً ..أيّام (الديكتاتوريّة)!.. النفط الذي شنّت إدارة بوش الحرب لتستحوذ عليه!
    بغداد التي كانت حياتها تتواصل ليلاً ونهاراً، حتي في أيّام الحصار الخانق بعد حرب الـ91، يلوذ أهلها ببيوتهم قبل هبوط الظلام في زمن الديمقراطيّة، ومن لا عمل له لا يغادر بيته إلاّ خطفاً لشراء غرض يحتاجه إن كان يملك بعض المال … بغداد منذ احتلال ساحة الفردوس باتت جثثاً مشوهّةً، بقايا آدميّة بلا رؤوس، شوارع بغداد صارت كمائن اختطاف، واغتصاب… بغداد (السلام) في زمن الديمقراطيّة الأمريكيّة لا سلام ولا أمن ! بغداد التي تعرّضت للسخرية والهزء من صمودها، لم تواجه معركة 21 يوماً كما ادعت أبواق العملاء والمشككين ومثبّطي العزائم .. بغداد تواصلت الحرب عليها حصاراً، وغارات، وموجات مفتشين جواسيس.. طيلة 12 عاماً، منذ عام ااـ91 وحتي 9 نيسان 2003 … ومن قادوا الدفاع عنها هي قلب العراق ودرّته، سقطوا في الميادين تحت صواريخ الكروز، وبالأسلحة التي لم تستعمل من قبل في حرب، ومن نجا منهم واصل المقاومة…
    التمثال سقط في ساحة الفردوس، وأمريكا سقطت أخلاقيّاً، وها هي تهوي عسكريّاً… التمثال سقط في ساحة الفردوس، وصاحب التمثال تقدّم إلي حبل المشنقة الذي عوقب علي الصواريخ التي أسقطها علي رؤوس الصهاينة، هاتفاً باسم العراق، والعروبة، وفلسطين… العراق ينهض من عثاره بالمقاومة، ووطن يفتديه أهله لا يسقط ولا يموت… في 9 نيسان 2007 نتأمّل حال من تآمروا علي بغداد : أمريكان وإنكليز وصهاينة، عرباً وعجماً ..نشمت بهم، ونلعنهم جميعاً، ونحيي المقاومة التي عرّتهم جميعاً … (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 11 أفريل 2007)


    Home – Accueil الرئيسية

    أعداد أخرى مُتاحة

    Langue / لغة

    Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

    حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.