10ème année, N°3753 du01. 09 .2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
وللصحفي الفاهم بوكدوس
ولضحايا قانون الإرهاب
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: إلى متى تتواصل ملاحقة اللاجئين السياسيين
السبيل أونلاين :السلطات التونسية تمارس التشفي بحق السجين السابق أحمد العماري
كلمة:مشروع لرفع سن التقاعد وصناديق الضمان مهددة بالعجز التام
كلمة:اطلاق نار على سيارة لتهريب البنزين يصيب السائق ومرافقه
كلمة:إجراءات أمنية استثنائية أثناء حفل موسيقي في قابس
حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ:نشرة الكترونيّة عدد 150
جريدة الصباح:بين تونس وليبيا
بحري العرفاوي:برهان بسيس في ندوة فكرية:ما الذي جعل شبابا تونسيا يطلق الرصاص؟
القدس العربي :الفساد في بلادنا العربية
هند الهاروني :عين تونسية على غزّة و فلسطين
جريدة الصباح :من الذاكرة الوطنية:ميراث 69: نويرة يتهم بن صالح بالاستحواذ على السلطة الاقتصادية وهياكل الحزب
الجزيرة.نت :ضغوط لدفع مصر للانفتاح السياسي
القدس العربي :مصر: صراع ‘التوريث’ يحتدم اثر ‘خلاف عائلي’ واعتراض ‘جهة سيادية’
المصريون :جمال مبارك إلى واشنطن وسط تكهنات بطرح ملف ترتيبات الحكم في مصر
علي بوراوي: رمضان فرنسا:تنافس حاد على تقديم اللحم الحلال
القدس العربي :الاصلاح الديني في البلاد العربية…دين الانقياد الأمريكي
عبد الستار قاسم :احتمالات الحرب في المنطقة
القدس العربي :لنفهم ما يحرك اوباما
العرب :مؤسس الكونغرس الإسلامي الكندي في حوار خص به «العرب»
الجزيرة.نت :هل ما زال أوباما يثق في فريقه؟
الجزيرة.نت :نيويورك تايمز: حرب العراق عبثية
Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
جويلية 2010
https://www.tunisnews.net/22Out10a.htm
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispp.free@gmail.com تونس في 01 سبتمبر 2010 بعد الإفراج عن لطفي التونسي.. إلى متى تتواصل ملاحقة اللاجئين السياسيين ..؟!
تم بالأمس الإفراج عن اللاجئ التونسي لطفي التونسي الذي قامت السلطات الأردنية بتسليمه صباح يوم 30 أوت 2010 للبوليس التونسي ، و إذ تعبر الجمعية عن ارتياحها للإفراج عنه و انتهاء معاناة اعتقاله فإنها : – تعتبر الإفراج عنه مجرد تطبيق للقانون بعد سقوط الأحكام الصادرة ضده بالتقادم، – تدين تواصل اعتماد قائمات الأنتربول لملاحقة اللاجئين السياسيين التونسيين في مطارات العالم و تحويل وجهاتهم بشكل تعسفي . – تطالب باحترام دستور البلاد و تمكين كل التونسيين المطالبين بجوازات السفر، داخل البلاد و خارجها ، من حقهم في ذلك دون مساومات سياسية و ابتزاز أمني ، عن الجمعيـــة الرئيس الأستاذ سمير ديلو
السلطات التونسية تمارس التشفي بحق السجين السابق أحمد العماري
السبيل أونلاين – تونس – هام يشكو السجين السياسي السابق أحمد العماري من « سياسة التشفي » التي تعتمدها سلطات بلاده بحق السجناء السياسيين السابقين ، حيث يخضع الى المضايقات منذ مغادرته السجن سنة 2002 ، ويتعرض للإيقاف المتكرر على خلفية برقية تفتيش صادرة ضده منذ بداية تسعينات القرن المنصرم ، ورغم حضوره الشخصي تمتنع السلطات الأمنية على وضع حدّ لها كما يقتضي القانون . وقال العماري في حديث للسبيل أونلاين « بعد قضاء ما يزيد عن 10 سنوات سجن من جنوب البلاد إلى شمالها وقع تسريحي بموجب عفو رئاسي يوم 5/11/2002 ومنذ ذلك التاريخ بدأت معاناة أخرى حيث المراقبة الإدارية و الإمضاءات المتعددة الأماكن والأوقات و دامت المدّة أكثر من 5 سنوات بقليل » . ومع انتهاء العقوبة التكميلية فإن معاناة العماري لم تتوقف « فلم تنتهي المراقبة والوشاية بي ، فعمدة المنطقة مُلمّ بتفاصيل المواطن ويحشر نفسه في أدقها ولا تفوته شاردة .إنهم يؤلفون القصص وهو يُبلغها إلى الأمن فينغّصون على المواطن عيشه حتى في خصوصياته العائلية ومن يريد ممارسة حق المواطنة فهو في دائرة الاتهام عندهم ، ولا سبيل لزيارة الأهل والأحباب في الأفراح والأتراح الا بعلم العمدة والأمن ، وهذه هي معاناة أهل الريف من طرف المتعاونين مع الأمن و المسؤولين في الريف » . وأضاف السجين السياسي السابق : »زارني أحد الإخوة من تونس (العاصمة) لم اره مند 17 سنة ، وكانت الزيارة عائلية أمام أعين العمدة والأمن ، ولكن ما راعنا أنهم وشوا بي وبالأخ فاستجوبونا… ، وفي مرّات عدّة يقع ايقافي عند كل دورية بمجرد الاطلاع على بطاقة التعريف لأمكث هنالك ساعات طوال ، ويوم 04 أوت 2010 كنت ذاهبا الى مدينة مارث (ولاية قابس) لزيارة ابنة اختي ، ولكن وقع ايقافي في دورية أمنية و أودعت في السيارة لساعات طويلة في ما يشبه السجن ، وبعد معاناة مريرة وقع تسليمي الى مركز الحرس الوطني بالمدو (طريق مطماطة – قابس) ، حيث قامت فرقة الابحاث بالإجراءات ثمّ اخلت سبيلي » . ونشير الى أن العماري يقطن بمنطقة الشهبانية بولاية بنقردان ، والتي تقع على الطريق الوطنية رقم 01 و تبعد عن مدنين 40 كم وعن مدينة بنقردان 40 كم وعن مدينة جرجيس 40 كم وعن مدينة تطاوين 55 كم . وبعد كل إيقاف يتعرض العماري الى تهديدات من فرقة الارشاد ببنقردان ، التي تأمره بطلب الاذن عند كل تنقل ، ولكنه يحتجّ « بأن ذلك غير قانوني وأن بقاء برقية التفتيش سيف مسلط على رقبتي ، وكيف يعقل ان تبقى برقي تفتيش بدون انجاز والحال انها صادرة في 1991 !!! » . وأكد أحمد العماري « أن الجهة التي أصدرت برقية التفتيش لم تعد موجودة ، فدائرة الامن بجرجيس لم تعد موجودة في الهيكلة حيث اصبحت منطقة »، مضيفا : »ذهنت الى الجهات الامنية في مسعى لتسوية ملف (برقية التفتيش) ،وقلت لهم أنا موجود وأريد أن أضع حدا لهذه البرقية وطالبت بإيقافي لإنهاء مفعولها ، ولكن دون جدوى فالكل يتهرب من المسؤولية..و ذهبت الى الإقليم بمدنين من أجل تسوية الوضعية ، ولكن لا أحد منهم يريد غلق الملف ، فراسلت وزير الداخلية من أجل التدخل و كان آخر مراسلة في 20 أوت 2010 ولكني لم أتلقى أي اجابة » . وتوجه العماري الى السلطات المعنية بوضع حدّ لهذه الممارسات المنتهكة لأبسط حقوق الحياة ، كما توجه الى جميع الفاعلين الحقوقيين من جمعيات ومنظمات المجتمع المدني لمساندته لإنهاء معاناته ووضح حدّ لبرقية التفتيش « لأصبح مواطنا يمكنه ممارسة حق المواطنة في طلب الرزق والعيش بأمان ، والمحافظة على حرمتي و خصوصيات عائلتي » . بالتعاون مع الناشط الحقوقي سيد المبروك – تونس
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 01 سبتمبر 2010)
مشروع لرفع سن التقاعد وصناديق الضمان مهددة بالعجز التام
حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 31. أوت 2010 أفادت مصادر نقابية أن الإتحاد العام التونسي للشغل وإتحاد الصناعة و التجارة (منظمة الأعراف) تسلما قبل أيام دراسة حول مستقبل التقاعد في تونس أعدها معهد دوليّ مختصّ بتكليف من الحكومة التونسية. وأضافت ذات المصادر أن الدراسة تتضمن عدد من المقترحات لإصلاح منظومة التقاعد، أهمها الترفيع في السن القانونية إلى 62 سنة بحلول سنة 2014 و ذلك عبر 4 مراحل انطلاقا من السنة المقبلة بإضافة 6 أشهر. مشيرة إلى أن الإتحاد لم يصدر أي موقف من الدراسة إلى حدّ الآن و اكتفى بدعوة هياكله لمناقشة الموضوع ورصد آراء المنخرطين المعنيين به. و من جهة أخرى أثبتت دراسة صادرة عن إتحاد الشغل أن صناديق التضامن تعاني منذ سنوات من عجز مالي بسبب التقاعد المبكر الذي تفرضه ظروف صحية وإجتماعية على العامل. و تفاقم هذا العجز نتيجة لاندثار عدد كبير من المؤسسات في القطاع الخاص. وأشارت الدراسة إلى أن الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية سوف يلتهم بالكامل مدخراته في أفق 2015 في حالة استمر الوضع كما هو الآن أما بالنسبة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي فسيسقط في عجز مفزع إذ أنه سيلتهم بالكامل مجمل مدخراته في أفق 2014 وهو ما دفع بخبراء المنظمة الشغيلة إلى دراسة واقع الصناديق المذكورة والتعهد بتقديم مقترحات لاعادة هيكلتها ومحاولة إنقاذها. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 31 أوت 2010)
اطلاق نار على سيارة لتهريب البنزين يصيب السائق ومرافقه
حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 31. أوت 2010 أفادت مصادر حقوقية في منطقة « قلعة السنان » التابعة لولاية الكاف صباح الثلاثاء 31 أوت 2010 أن إطارا أمنيا برتبة ملازم يدعى « بشير العروسي » تعمد إطلاق الرصاص على سيارة تونسية تهرّب البنزين من الجزائر وهو ما تسبب في إصابة سائقها و مرافقه بجروح بليغة ونقلهما إلى العناية الطبية المركزة. و ذكر الناشط السياسي « رضا كارم » في تصريحات خاصة براديو كلمة أن أهالي المنطقة نفذوا اعتصاما أمام مركز الحرس تنديدا بإطلاق النار على السيارة المذكورة، خاصة أن المسافة التي كانت تفصلها عن سيارة الأمن أثناء المطاردة لم تتجاوز 20 متر. وأضاف أن الملازم « بشير العروسي » معروف في الشمال الغربي بتجاوزاته المتكررة للقانون دون تعرضه للمحاسبة. كما أفاد أنه يطارد ويعتقل المهربين الذين يرفضون تمكينه من مبالغ مالية مقابل السماح لهم بإدخال السلع الجزائرية إلى المدينة. يشار إلى أن عمليات المطاردة البوليسية للسيارات التي تتّجر في البنزين المهرب قد تسببت في عدة حوادث قاتلة على كامل تراب الجمهورية، ويجدر الذكر أن الحدود التونسية – الجزائرية تشهد منذ أسابيع حركة نشطة في عمليات تهريب البنزين بعد إغلاق بوابة رأس الجدير الحدودية من الجانب الليبي قبل إعادة فتحها مع فرض إجراءات جمركية معقدة على دخول السيارات التونسية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 31 أوت 2010)
إجراءات أمنية استثنائية أثناء حفل موسيقي في قابس
حرر من قبل معزّ الجماعي في الثلاثاء, 31. أوت 2010 تعرض عدد من أعضاء مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي بقابس ليلة الإثنين 30 أوت إلى مراقبة أمنية لصيقة داخل « مسرح الهواء الطلق ». كما قام أعوان فرقة الشرطة الفنية بتصوير جميع تحركاتهم بأجهزة تصوير متطورة أثناء عرض موسيقي قدمه « الفنان منير الطرودي »الذي شارك بأغنية في حملة « سيب صالح » التي نظمها قبل أشهر عدد من المدونين من أجل فرض حرية الإبحار على شبكة الأنترنت انطلاقا من تونس. و جاءت هذه الإجراءات الأمنية الاستثنائية تحسبا لتنفيذ أي تحرك يندد بسياسة حجب المواقع الالكترونية في تونس. وفي نفس الإطار أكد شهود عيان لراديو كلمة أن عشرات من الجمهور المشارك في الحفل طالبوا خلال العرض برفع الرقابة المفروضة على الانترنت والسماح للمبحرين بالوصول إلى بعض المواقع على غرار « يوتوب » و »ديلي موشن » وهو ما دفع بعناصر الشرطة إلى التقاط صور لعدد منهم مع تدوين بياناتهم بعد انتهاء الحفل. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 31 أوت 2010)
حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 150 – 02 سبتمبر 2010
02 سبتمبر 1969: وفاة هو تشي مين مؤسس الدولة الفييتنامية الشمالية ورائد النهضة القومية في الهند الصينية. نداء: يتعرّض الرفيق محمد جمور إلى مضايقات جديدة اذ عمدت وزارة المالية إلى الاتصال بحرفائه ومطالبتهم بتسديد مستحقاته مباشرة لها وذلك على اساس حكم كيدي قضى بتغريم الرفيق بعشرات الملايين من المليمات. ويدعو حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ السلطة لرفع هذه التدابير كخطوة في اتجاه انفراج حقيقي للاوضاع السياسية في البلاد. دعوة: ستنعقد يوم السبت 4 سبتمبر 2010 بداية من الساعة التاسعة مساء بمقر حركة التجديد بالمنستير -بحي الملعب شارع البيئة- ندوة فكرية سياسية تحت عنوان « تحالف المواطنة والمساواة واشكالية الانتقال الديمقراطي في تونس ». وذلك بحضور وتنشيط كل من السيدة هادية جراد والسادة الجنيدي عبد الجواد ومصطفى بن جعفر ومحمد القوماني وفتحي التوزري وسليم بن عرفة والرفيق محمد جمور. وكان التحالف قد عقد ندوة نهاية الاسبوع الفارط في مدينة صفاقس شارك فيها الرفيق عبد الرزاق الهمامي رئيس الهيئة التأسيسة لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ. تونس، القيروان: نفّذ امس الاربعاء 1 سبتمبر 2010 عمال مصنع « ايسيزو » بالقيروان وقفة احتجاجية بساعتين انطلاقا من الساعة الثامنة صباحا احتجاجا على عدم مراجعة التصنيف المهني وعد صرف المنح و الأجور المتخلّدة بالذمّة. ومن المنتظر ان تنعقد جلسة صلحية في الأيام القادمة يأمل خلالها الطرف النقابي إيجاد حلول منصفة للعمال. عن الشعب الالكترونية. تونس، اضراب: قرر اعوان مجمع « شال » تنفيذ اضراب ثان ايام 20 و21 و22 سبتمبر 2010 بسبب عدم التفاعل الايجابي للادارة مع مطالبهم اثر الاضراب الأول الذي نفذوه الشهر الفارط. ومن المنتظر ان يتحول ممثل شمال افريقيا للمجمع الى تونس وايجاد حلول مع الطرف النقابي في أقرب الآجال باعتبار ان الاضراب عن العمل ساهم في خلق بلبلة كبيرة في المجمع. ويطالب الأعوان بتسوية وضعية حوالي 100 عامل بالمناولة المهنية وترسيمهم وتمتيع جميع الأعوان بمنحة تعويضية عن الضرر المادي والمعنوي بسبب نية الشركة التفويت في قسم من نشاطها. تونس، قمح: تعتزم تونس استيراد أكثر من مليوني طن من الحبوب خلال هذا العام لتلبية احتياجاتها من هذه المادة الغذائية. وذكرت صحيفة (الصحافة) التونسية الحكومية ان استيراد هذه الكميات من الحبوب يأتي لتعويض النقص المسجل في المحاصيل الزراعية للموسم الماضي، والذي قدرته وزارة الفلاحة والموارد المائية بنسبة 50 في المائة. وكانت وزارة الفلاحة والموارد المائية التونسية قد أشارت في وقت سابق إلى ان إجمالي حجم محاصيل الحبوب في تونس وصل إلى 1.2 مليون طن، مقابل 2.45 خلال الموسم الذي سبقه. وأفادت مصادر فلاحية رسمية أن مخزونات تونس من الحبوب بإمكانها أن تغطي جميع الحاجيات الغذائية إلى موفى شهر جانفي المقبل بالنسبة إلى القمح ومنتصف شهر فيفري المقبل بالنسبة إلى الشعير. النرويج مقاطعة الكيان الصهيوني: أعلنت وزارة المالية النرويجية يوم الثلاثاء 31 اوت أن صندوق النفط القومي النرويجي قرر مقاطعة شركتين من كبرى الشركات الصهيونية وهي « إفريقيا-إسرائيل » و »دانيا سيبوس » التي يملكها الملياردير الصهيوني ليف لفياف، بسبب أنشطتها في مستوطنات الضفة الغربية. وتعتبر مجموعة « إفريقيا – إسرائيل » من كبرى الشركات في الكيان الصهيوني ولها أنشطة مالية متفرعة في الكيان وخارجه. مركز الزيتونة، اصدار جديد: أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت كتاباً جديداً بعنوان « فلسطينيون في وطنهم لا دولتهم »، يدرس فيه أوضاع الفلسطينيين في الأرض المحتلة سنة 1948. الكتاب من تأليف مأمون كيوان، ويقع في 413 صفحة من القطع المتوسط. وهو يتحدث عن واقع من تبقّى من الشعب الفلسطيني في أرضه التي احتُلّت سنة 1948، والّذين أصبحوا مواطنين في « إسرائيل »، موضحاً أنهم أُغفلوا إلى درجة صاروا فيها بالنسبة للكثير من الفلسطينيين والعرب في منزلة « الفلسطينيين المنسيين »، فضلاً عن اعتبار الصهاينة لهم بمثابة « الطابور الخامس »، أو « الحاضر الغائب »، في حين أنهم فعلياً « الحاضر المُغيَّب ». ويقدّم الكتاب تعريفاً بأوضاع فلسطينيي 48 الديموغرافية والدينية والتعليمية والاقتصادية وغيرها، مستعرضاً معاناتهم جراء سياسة التمييز العنصري الصهيونية المطبّقة ضدهم، بمختلف أشكالها وأدواتها وغاياتها. كما يبحث الأوجه المختلفة لعملية تهويد الأرض التي يقيمون عليها، بما في ذلك تهويد الأسماء، والتهويد السكاني من خلال الهجرة اليهودية والاستيطان وعدم الاعتراف بالقرى العربية الموجودة في النقب، وغيرها من الإجراءات. ويستعرض الكتاب أيضاً خريطة الأحزاب والحركات السياسية التي شكّلها فلسطينيو 48 خلال العقود المنصرمة، ويتناول دورهم السياسي والعملي في الواقع الإسرائيلي السياسي والاقتصادي والاجتماعي… عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت. محطة بوشهر الكهروذرية: ذكرت صحيفة « تريبونا » الروسية ان الانتهاء من بناء محطة بوشهر الكهروذرية، ووضْـعَـها قيد الاستغلال، يعني أن الخبراء الروس تمكنوا من إنجاز واحد من أكثر المشاريع التكنولوجية تعقيدا. وتعيد الصحيفة للذاكرة أن الخبراء الألمان، وبناء على اتفاق مع حكومة الشاه، باشروا بِـبناء هذه المحطةِ سنة 1975. وبعد قيام الثورة الإسلامية، ونتيجةً لضغوطٍ أمريكية، اضطُـر الألمان لفسخ العقد مع الإيرانيين. وتَـلَـى ذلك، امتناع جمهورية التشيك عن تزويد الإيرانيين بالتجهيزات التقنية اللازمة لتنفيذ المشروع. وفي عام 1975 بدأت أمور المشروع تتحرك نحو التنفيذ. ففي ذلك العام، اتفقت روسيا وإيران على إنشاء الجزء الأول من محطة بوشهر. وتنقل الصحيفة عن الخبير في الشئون الايرانية ـ رجب سافاروف أن قطاع الصناعة النووية في روسيا، مر بأزمة خانقة في التسعينيات. فقد كانت جميع المشاريع متوقفة. وكان الخبراء لا يتقاضوْن مرتباتِـهم لعدة شهور، لهذا اضطر الكثيرون منهم للهجرة. ثم جاء العقد الإيراني بمثابة طوقِ نجاةٍ لقطاع الصناعة النووية في روسيا. أما الخبير أنطون خلوبكوف فيرى أن عَـقـد « محطةِ بوشهر » يمثل قَـرضا قدمته إيران للصناعة النووية في روسيا. ويضيف أن المباشرة بتشغيل تلك المحطة، يمثل تسديدا للدين الإيراني على روسيا.
كمال بن يونس أكد الرئيس زين العابدين بن علي أمس ـ لليوم الثاني على التوالي ـ على الصبغة الإستراتيجية لعلاقات تونس مع الشقيقة ليبيا..فبعد يوم واحد من تكليف الوزير الأول السيد محمد الغنوشي برئاسة الوفد التونسي المشارك في الاحتفالات السنوية بذكرى ثورة الفاتح من سبتمبر وجه رئيس الدولة أمس تهنئة رسمية إلى القائد معمر القذافي. برقية رئيس الدولة أكدت على « متانة العلاقات العريقة وصفائها بين البلدين » وأعربت عن وجود إرادة سياسية عليا وعزم راسخ « على تعزيز أواصر الأخوة والتضامن بين الشعبين الشقيقين ». وإذ اعربت برقية سيادة الرئيس عن « بالغ الارتياح لمسيرة التعاون المثمر بين تونس والجماهيرية العظمى » فقد كانت مناسبة جديدة لإعلان حرص تونس « على مزيد تعزيز هذا التعاون والارتقاء به دوما الى الأفضل بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين ويستجيب إلى تطلعات الشعوب المغاربية نحو التقدم والازدهار. » لقد كان الشعبان التونسي والليبي دوما أقرب العرب إلى بعضهم..في كل المجالات.. وهو معطى استراتيجي يفسر ما انجز ثنائيا خلال العقدين الماضيين لفائدة البلدين.. وفي تحقيق زيادات هائلة في المبادلات في الاتجاهين.. حتى ناهزت لأول مرة ملياري دولار..فيما تقدر قيمة المبادلات الفعلية الـ4 مليار دولار حسب مصادر تونسية وليبية متفرقة.. إن زيارة الوزير الاول إلى ليبيا ـ ممثلا شخصيا لرئيس الدولة ـ مناسبة جديدة لتفعيل العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين والشعبين..وتجاوز بعض النقائص والثغرات التي قد تفرزها مسيرة البناء المشترك.. لأن منطق تقاطع المصالح يؤكد أن تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية قدر البلدين.. مهما كانت الملاحظات التي يمكن أن تقدم هنا وهناك.. بعقلية تطلع إلى المستقبل.. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 01 سبتمبر 2010)
برهان بسيس في ندوة فكرية: ما الذي جعل شبابا تونسيا يطلق الرصاص؟
في ندوة فكرية بعنوان » دور الشباب في التنمية السياسية » نظمتها جامعة حزب الوحدة الشعبية بدار الثقافة بالزهراء قدم لها السيد محمد بوشيحة الأمين العام للحزب وحضرها عدد هام من الشباب والوجوه السياسية والثقافية كانت مداخلة السيد برهان بسيس مثيرة للإنتباه لما تكلم به من شجاعة معرفية ولما أثاره من موضوعات خطيرة يتوجس السياسيون عادة من طرحها بمثل ذاك الوضوح وبمثل تلك الصراحة. ذكر بما قدمه الشباب التونسي للحركة الوطنية حين كان أبرز المؤسسين للنضال الوطني من الشباب من أمثال الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة الذي ترأس الحزب الحر الدستوري الجديد وعمره 31 ومعه رجالات تتراوح أعمارهم بين 26 و 27 سنة …. ذكر أيضا بدور الشباب الطالبي في السبعينات والثمانينات في تنشيط الحياة السياسية وما عرفته الجامعة من حراك إيديولوجي ونقابي بين مختلف التيارات من اليسار إلى اليمين والوسط… كان الشباب الطالبي مندمجا في الشأن العمومي وفي قضايا البلاد… تغيرت المرحلة في التسعينات ـ يقول برهان بسيس ـ حين اتجهت السلطة إلى أولويات جديدة تتمحور حول التنمية وتحقيق الإستقرار. ضمر دور الشباب في الشأن العمومي، تحولت الجامعة إلى جامعة « للكارطة » ـ والعبارة له ـ ويقصد لعبة الورق. وكانت القطيعة بين الشباب وبين قضايا البلاد، قطيعة لا فقط مع الأحزاب المعارضة بل وأيضا مع الحزب الحاكم ومع الإيديولوجيا عموما. في ظل هذا الإنصراف ظل الإعلام يمارس دورا » تسويقيا » لا يمكن تصديقه، من نوع أن شباب اليابان وشباب الولايات المتحدة يبدي إعجابا بتجربة الشباب التونسي ، وهل بمثل هذا الأسلوب ندافع عن إنجازات ومكتسبات نعتز بها فعلا يتساءل بسيس. في شهر ديسمبر من السنة2006 أفاقت البلاد مصدومة إنه » كرتوش حي »ـ يقول بسيس ـ وليس ألعابا نارية يتسلى بها الأطفال، شباب تونسي يقاتل رجال الأمن وقوات الجيش لعدة أيام … ما الذي يجعل شبابا تونسيا يطلق الرصاص؟ إن الأخطر من الرصاصة هي الفكرة القاتلة ، شباب تستهويه خطابات تدميرية حاقدة وعنيفة ، إننا نكتشف على النات تونس أخرى يندفع فيها الشباب إلى خطاب الموت والكراهية، لقد انصرف الشباب عن قضايا الوطن الحقيقية من مثل التنمية والتشغيل والمواطنة …وانساق نحو » مشروع تكفيري » خطر… أشار المحاضر إلى كون الخطاب « السلفي » هو أخطر ما عرفته البلاد ولا يمكن مقارنته بخطابات دينية أخرى يمكن مناقشتها » فيها ما يتمشمش » ـ العبارة له وذكر شخصيتين (الغنوشي ومورو) . المحاضر حاول الحفر عميقا في ظاهرة انجراف الشباب بعيدا عن مسارات الحياة والتمدن، كشف عن سلبية دور الإعلام وعن خواء الخطاب الديني الذي تسوق له بعض قنواتنا، خطاب لا يجيب عن أسئلة الشباب ولا يؤسس وعيا ولا يقدر على تحصين شبابنا من إغراءات خطاب » سلفي » يستظل بشعارات مقدسة تبثه قنوات ومواقع إلكترونية وراءها عقول تدميرية… وفيما يشبه دق الناقوس قال المحاضر أبشروا بالويل إذا لم نطرح الأسئلة الحقيقية وإذا لم نتناول الأمر تناولا جديا متسائلا: ما هو الطرح الذي يمكن أن يؤثر على الشباب، الطرح المدني أم الطرح الديني؟ ملاحظا غياب الطرح المدني لحساب ما سماه » هندسة المقهى قبالة هندسة المسجد « . معركتنا عسيرة ـ يقول المحاضر ـ إنها معركة المفاهيم. يقول السيد برهان بسيس إنه لا يملك أرقاما عن الشباب المنجذب إلى الخطابات الدينية ولكنه يرصد الواقع ويستنتج أن الخطاب الأقدر على التعبئة وعلى التجميع هو الخطاب المستجمع تحت عنوان ديني ، خطاب قادر على التنظم في أي لحظة وإذا سمح له بذلك مشيرا إلى تجربة الإخوان المسلمين بمصر ـ محترزا على مفردة الإسلام السياسي ـ . ثمة من ناقش برهان مختلفا أو معترضا أو متهما إياه بتهويل الأمور… وجدت أن الكثير من الأسئلة التي طرحها هي مما يسكنني ومما أشرت إليه في مقالات عدة قبل أحداث سليمان وبعدها. إن خلايا النحل لا تذهب بعيدا إلا إذا لم تجد الرحيق بمقربة منها، وإنه لا تنقبض إلا الكف الفارغة وإن الدولة المؤتمنة على مصالح العباد الأمنية والسياسية والاقتصادية، هي مؤتمنة أيضا عن مصالحهم المعرفية والدينية وإنه لا ينال من مدنية الدولة وحداثتها اهتمامها بالملف الديني بما هو حاجة نفسية وذهنية وقيمية. يبدو لمن يجيد قراءة المشهد أن الدولة تتجه منذ سنوات نحو أعماقها الحضارية وقد حسم الأمر سيادة رئيس الدولة في اختتام فعاليات » القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية » حين أكد على إسلامية تونس وعلى أن ذلك مما ينص عليه الدستور وهو بذلك يضع حدا للذين حاولوا وتحت شعارات عدة الدفع بالبلاد نحو هويات أخرى بدعوى التعدد والانفتاح. أن السلطة بدأت تتجه نحو الإستثمار في الحقل الديني وهو توجه هام بكل المقاييس يحسم معركة الهوية ويُطمئن الشباب بكونه ليس مهددا في شيء من اعتقاده أو تدينه المتمدن و هو حقل يتسع لجل التونسيين وفيه الكثير من عوامل الإنسجام والتآلف والتوازن النفسي والإستقرار الأمني … إنه حقل الرهانات القادمة وسيجد فيه المستثمرون معينا لا ينضب من مقتضيات التنمية السياسية والاقتصادية والفكرية والروحية . بحري العرفاوي تونس: 30/ أوت/ 2010
محمد كريشان 2010-08-31 لم يبق سوى أفغانستان لنأخذ منها العبر على هذا الصعيد! الخبر يقول التالي: أعلن فضل أحمد فقيريار النائب السابق للمدعي العام في أفغانستان أن الرئيس حامد كرزاي أقاله الأسبوع الماضي لأنه رفض وقف تحقيقات في قضايا فساد طالت مسؤولين كبارا بينهم وزراء في الحكومة وسفراء. وتعيد تصريحات فقيريار التي أدلى بها لصحيفة ‘نيويورك تايمز’ إلى الواجهة اتهامات من عدة أطراف دولية لكرزاي بالسكوت عن ممارسات فساد وتلاعب بالأموال في أوساط المسؤولين الأفغان، أو توفير الحماية لبعض المشتبه فيهم.
أمران في الخبر يستحقان التوقف قليلا: الأول أنه مع كل مصائب أفغانستان متعددة الأوجه أتيح المجال لفتح تحقيق قضائي في فساد وزراء وسفراء وأحد أبرز المقربين من الرئيس، الثاني أنه عندما تدخل الرئيس وأجهض مسعى التحقيق هذا لم يتردد المشرف عليه أن يخرج إلى الإعلام ويفضحه مباشرة وبالاسم بلا لف ولا دوران. كلا الأمرين ببساطة شديدة غير واردي الحدوث في بلادنا العربية.
من شبه المستحيل تقريبا أن نشهد ملاحقة لمسؤول عربي كبير بتهمة الفساد حتى وإن كانت رائحة فساده تزكم الأنوف. أكثر من ذلك من المستحيل أيضا أن نشهد أية ملاحقة ليس لهؤلاء فقط بل لأقربائهم الذين عادة ما يرتعون بالطول والعرض في عالم المال والصفقات والاستحواذ على أراضي الدولة واحتكار تمثيل الشركات العالمية الكبرى في بلدانهم دون وازع ولا رادع. قد نطمع في مرحلة أولى بالحالة الأفغانية، لا بأس اشرعوا في التحقيق ثم أوقفوه لاحقا!! هنا على الأقل نظفر ببعض المعطيات والشهادات الموثقة للفساد في انتظار أيام أفضل. لا محاسبة عندنا إلا في إطار تصفية حسابات عندما يتصارع المفسدون فيما بينهم أو يتضح أن كعكة الفساد أصغر من أن تشبع نهمهم جميعا الذي لا حدود له.
في نهاية شهر تموز/ يوليو الماضي انعقد بالعاصمة اليمنية صنعاء المؤتمر الإقليمي الثاني للشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد بحضور 120 شخصية مختصة من 17 دولة عربية إلى جانب عدد من المنظمات الدولية ذات الصلة. من أبرز ما خلص إليه المؤتمر أن مكافحة الفساد تتطلب شروطا أساسية ‘أهمها توفر الإرادة السياسية’ وأن الفساد لا يحارب فقط من خلال مكافحة جرائمه بل ‘من خلال مقاربة شاملة تشمل معالجة نقاط الضعف في آليات إدارة الحكم و(ضرورة) توسيع المشاركة (السياسية) وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية’.
هنا مربط الفرس، حتى أن الكلمات التي توجد بين قوسين هي من إضافة كاتب المقال ولا أعتقد أن غيابها كان صدفة…إذ كيف لهؤلاء المشاركين أن يملوا على قياداتنا الحكيمة والملهمة ‘ضرورة’ معينة باعتبار أن هذه القيادات هي من تقدر وحدها الضرورات والمحظورات، كما أن ترك مفردة المشاركة دون إضافة ‘السياسية’ أسلم تماما في كل الأحوال. ومع ذلك فإن المؤتمر يكفيه شجاعة الإشارة إلى ‘الإرادة السياسية’ كأهم شرط لمحاربة الفساد في بلادنا العربية وهو بالضبط ما نفتقده. العكس هو الصحيح بالكامل حيث ان القيادات هي من يوفر الغطاء للفساد ويحميه ويستفيد منه كذلك فقد أثبتت التجارب أن الدكتاتورية بكل ما تعنيه من غياب الحريات وعلوية سلطة القانون والقضاء المستقل هي من يقود إلى الفساد كما أن الفساد لا يمكن أن يقود بدوره إلا إلى الدكتاتورية لأنهما كالإناء الذي لا بد له من وعاء وغطاء. لعل المؤتمر الدولي لمكافحة الفساد الرابع عشر الذي سيقام هذا العام في الفترة من 10 – 13 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل في بانكوك سيشكل فرصة جيدة لمعرفة موقع العرب من خارطة الفساد الدولي، ذلك أن هذا المنتدى هو الأبرز دوليا حيث يجمع بين رؤساء الدول، والمجتمع المدني والقطاع الخاص. ويعقد كل سنتين في منطقة مختلفة من العالم، ويجتذب ما يصل إلى 1500 مشارك من أكثر من 135 بلدا. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 01 سبتمبر 2010)
عين تونسية على غزّة و فلسطين
هند الهاروني-تونس
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين
تونس في 1 سبتمبر 2010-22 رمضان 1431
1. التونسيون الأوفياء : لا يهتفوا بحياة قاتل الحياة في غزّة العزّة و فلسطين المحتلة:
بخصوص الفنان التونسي محسن الشريف الذي غنى لليهود « التونسيين » و هتف بحياة رئيسهم « نتنياهو » و قد أعلن (برفع الألف) أن مكان الحفل هو « إيلات » في فيديو الحفل الغنائي الذي تناقلت بثه وسائل الإعلام منذ فترة و الذي انطلق بدأ على « الفايس بوك » و المواقع الالكترونية و من ثمّ القنوات التلفزيونية و الذي عبر عدد كبير من التونسيين إزاءه عن الغضب الشديد المصحوب بالدهشة الهائلة إزاء هذه الكارثة التي من شأنها الإضرار بصورة التونسيين و التونسيات المناصرين للقضية الفلسطينية العادلة فإنّ : ما قام به الفنان التونسي المذكور من تصرف هو أمر غير مقبول و للأسف الشديد و قد اهتزت له مشاعرنا : لا يمكن الهتاف بحياة قاتل طعم الحياة فكم من رضيع قتله هذا العدو في عدوانه على غزة و كم هي عديدة صور الشهداء الرضع رحمهم الله و أدخلهم فراديس جنانه و التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تمحى من ذاكرتنا … . شاهدنا أن لا مانع لهذا الفنان و لا حتى أدنى حرج للامتناع عن الهتاف بحياة شخص تشهد سياسيته الإجرامية عليه على المستوى العالمي. الحديث عن أن الحفل ليهود « توانسة فقط » لكنهم أنفسهم أصروا على أن يعيد الفنان مرات عديدة الهتاف بحياة « رئيسهم » و طبيعة سياسته معلومة لديهم . هؤلاء الفنانين الذين غنّوا في حفلات « لتمتيع اليهود التوانسة ؟ا » كيف يقبلون على أنفسهم ذلك في الوقت الذي يموت فيه إخواننا في غزة من جراء الحصار و سياسة الموت البطئ؟ هذا أمر يدمي القلوب. ثمّ ما دخل الهتاف بحياة الرؤساء في وسط كهذا؟.
في أي إطار غنى هذا الفنان و غيره من فنانين توانسة لليهود سواء في جربة أو في إيلات أو غيرها ؟ شاهدنا كيف أن هذا الفنان يسأل الله بإلحاح بأن يرى اليهود « يحجون » إلى « الغريبة في مدينة جربة التونسية؟ » و « رئيسهم » الذي يهتف باسمه يمنع المسلمين من الصلاة في الأقصى و القدس بكل حرية بل و يسعى عن طرق الحفريات إلى هدم الأقصى -لا سمح الله- و ها هو شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح قد زجّ به مؤخرا في معتقلهم نسأل الله له الفرج و إلى غير ذلك.
ألم يتذكر هذا الفنان و غيره من الفنانين الذين غنوا لليهود في جربة –تونس و / أو في إيلات أو غيرها و لو جريمة واحدة اقترفها هذا العدو عند قبول « الغناء » لهم؟ هذه محاولات من قبل الصهاينة لافتكاك نصيب من « الاعتراف » بهم علهم يحضون بشئ من « القبول » و بشتى الطرق و الوسائل كالغناء و غيره من المداخل. لم نسمع عن ردود أفعال واضحة مباشرة قوية و مقنعة ليهود ‘تونسيين’ يترجمون فيها بالملموس عن رفضهم القاطع لسياسة الصهاينة و يقدمون نتائج ملموسة لفائدة الفلسطينيين و شعب غزة المحاصر بالذات في الاعتراف على أرض الواقع بضرورة إنصافهم لما تعرضوا إليه و ما يزالون من عدوان صهيوني.
2.التونسيون الأوفياء: يدينون الجرائم و المخططات الصهيونية:
إنّ السياسة التي يتبناها العدو الصهيوني تقوم على إضعاف الفلسطينيين و المسلمين و العرب حتى لا يقووا على مواجهتهم في الدفاع عن حقوقهم فضلا عن تقتيل لجميع الأعمار من المدنيين و حتى من غير المدنيين الذين يقاومون هذا المحتل المتغطرس سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة. ناهيك عن ما يفوق حوالي 11.000 أسير حرب فلسطيني معتقل و معتقلة من مختلف الأعمار و من بينهم الأطفال و حتى الرضع الذين ولدوا في معتقلات هذا العدو و سجونه . هم رهائن لدى هذا المحتل المفرط في عدوانه و انتقامه. زد على ذلك المحرقة الفسفورية « الشهيرة » على قطاع غزة العزّة و »شماتة » التجويع و هدم البيوت و حتى القرى بأكملها على من فيها من مخلوقات. لم تسلم من شرّهم مقابر المسلمين و الأرواح الطاهرة الزكية فيها يعتدون عليها ليلا و قبل صلاة الفجر المباركة و في الظلام الدامس و يدمرونها للاستحواذ عليها و إقامة بنيان آخر مكانها …. حتى الشجر لم يسلم منهم إضافة إلى تدنيس للمقدسات و المساجد و التهجير و »الترحيل بعد الأسر » كالتي طالت حتى النوابالمقدسيين المهددين بالإبعاد المعتصمين في مقر البعثة الدولية للصليب الأحمر منذ ما يزيد عن ال60 يوما ،هم الذين بقوا صامدين مقاومين متوكلين على الله متمسكين بحقهم في الحرية و سينصرهم الله بإذنه و من واجب ضمير العالم و الأصوات الداعية إلى احترام تطبيق الديمقراطية في « المجتمع الدولي » إنصافهم بوضع حدّ لهذا التعسف الصهيوني على خلق الله. و تطول القائمة لتشمل اعتقالات على الدوام و اغتيالات داخل أرض فلسطين و حتى خارجها مثل عملية اغتيال الأخ المقاوم الشهيد محمود المبحوح رحمه الله نسأل الله له جنة الفردوس الأعلى و لجميع شهدائنا في غزة و فلسطين و في كل مكان في هذا العالم. كل ذلك يحصل و في ظلّ محاولات لتغييب الحديث عن حق عودة اللاجئين و التمسك إلى ما لا نهاية بعملية الاستيطان و الحفريات الغاية من ورائها هدم المسجد الأقصى و تغيير معالم البلاد و المنطقة بأسرها. إنّ الصهاينة يهدفون من وراء ذلك كله إلى محو كل ما يشهد على أن فلسطين هي للفلسطينيين و هي حق الأمة المسلمة و ليست للصهاينة ف »يبيدون هذا البلد على النحو الذي هو عليه و ينشئون بلدا آخر مكانه و يربحون الوقت بإيهام العالم بكلمات براقة تمنيّ و تستحوذ و لا تعط شيئا كالسلام و المفاوضات و « أمل تجميد الاستيطان الكاذب و آخر ما صدر عنهم و هذا ما يكشف عن المخطط « بأن يعترف العباد بإسرائيل و بيهودية شعبها ؟؟ » حتى يتمّموا مشروعهم الاستعماري العنصري التوسعي ». نحن لا نعترف إلا بتحرير كل شبر من أرض فلسطين المحتلة و عاصمتها القدس الشريف و بالشعب الفلسطيني الحرّ و المقرر لمصيره و بالمقاومة الشريفة. كذلك يفعل من لا شرعية له و لكن فاقد الشرعية يبقى دائما فاقدها و إن غير البنيان لأن القضية قضية حق و دين و شرع الله في هذا الكون يستحيل الانتصار عليها بتغيير المعالم و الملامح و بأي أسلوب كان فإرادة الله هي المنتصرة و التاريخ يشهد. هكذا أثبت الصهاينة و رئيسهم سالف الذكر كيف أنهم اقترفوا هذه الجرائم و غيرها. و كل ما سبق تلخيصه و التذكير به من اعتداءات صارخة قائمة على العنصرية و الاحتلال و انتهاكات فضيعة لحقوق الفلسطينيين و الغزاويين على وجه الخصوص وعلى مقدساتنا المسجد الأقصى المبارك و القدس الشريف و جميع مساجدنا في فلسطين المحتلة يعدّ جريمة في حق القيم الآدمية على وجه الأرض قبل تنزيلها ضمن الخرق الواضح بل و الساطع للقوانين و المواثيق الدولية المتعارف عليها لضمان حق العيش و التعايش في ظلّ احترام مبادئ حقوق الإنسان. ثمّ إن الاعتداء على شعب غزة بالحرب ثم الحصار لإبادة شعب بأكمله يعتبر شن حرب على الأمة المسلمة و العربية و على الإنسانية بأسرها. و بالرغم من ذلك كله فإن المجتمع الدولي لم يوفّ الفلسطينيين حقهم في العيش بحرية و تقرير المصير و هو حق مشروع لجميع شعوب العالم تكفله المواثيق الدولية التي جعلت ضمان احترام حقوق الإنسان أفرادا و جماعات الأساس الذي يتوجب تحقيقه و الدفاع عنه متى اهتزّ . سؤال يطرح نفسه : ما هو وجه الحديث عمّا يسمّى « التعايش و الحوار بين الأديان » في ظل الدمار و الحصار و عدم الإعمار و الاعتقالات و الاستيطان و تدنيس المقدسات … إلخ من الجرائم الصهيونية ؟. هم يقتلون غزة و فلسطين و يروّجون ل : « السلام و المفاوضات و الحوار… » ليدينوا المقاومة الفلسطينية و هي مقاومة مشروعة ، لا أحد يقدر على تصديقهم أو الاقتناع بما يزعمون فالمشهد بات واضحا و قد أثبتوه هم بأنفسهم طيلة فترة احتلالهم لفلسطين.
مع كل الجرائم التي اقترفها و يقترفها الصهاينة… فإنهم يتحدثون عما سمّوه بأنفسهم : » العنصرية و معاداة السامية » هل المطلوب أن « يشكرهم العالم على ما قدموا و يقدموا من مجازر في حق الشعب الفلسطيني و في حق الإنسانية ؟ أليس المقصود ب » العنصرية و معاداة السامية » هو : » العنصرية ضد من هم « لا صهيونيين » و المعاداة للإسلام و للفلسطينيين و لمن يدافع عن تحرير كل شبر من أرض فلسطين ؟ ». كمثال حي،
نشر موقع الحوار نت يوم 30 أوت 2010 نقلا تحت عنوان :حاخام يبتهل للرب كي يقضي على الفلسطينيين ورئيسهم!!؟؟ و هذه الجملة الأولى من نص الخبر : « القدس )رويترز) – دعا الحاخام الإسرائيلي عوفاديا يوسف الرب أن يبتلي الفلسطينيين ورئيسهم بوباء يقضي عليهم وذلك في عظة ألقاها قبل محادثات السلام المقرر استئنافها الاسبوع المقبل ».الخبر كاملا على الرابط التالي :
إن من يحدد المفاهيم و سياقاتها و الغاية من وراء استعمالها معادلة واضحة : ميزان الحق و الباطل و المنتصر في ميزان خالق الخلق الذي لا إله غيره و الذي لا نسجد لأحد سواه الله جلّ في علاه، هو من يتّبع الحقّ و إن تضرّر كثيرا في نفسه و ماله و أرضه. قالالله تعالى : » وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) ». صدق الله مولانا العظيم-سورة آل عمران. و في سياق متصل، فإن الاحتلال الصهيوني يقدم على عقد « المؤتمر اليهودي العالمي الرابع عشر » في مدينة القدس، هذا استفزاز أكبر و تحدّي و عنصرية تجاه الأمة المسلمة و العربية بأسرها. من طبيعة العدو الصهيوني المحتلّ خشيته من المقاومة و فصائل المقاومة و قد أثبتت الطبيعة البشرية و تاريخها بأن المقاومة هي التي حررت البلدان من الاحتلال.
3. التونسيون الأوفياء: يطالبون بإرسال المساعدات إلى قطاع غزّة و كسر الحصار:
إنّ شعبنا التونسيّ المطالب (بفتح اللام) بأن يعتبر بالمقولة الشهيرة للشاعرالراحل أبي القاسم الشابي حول مفهوم تحقيق الحرية المتضمّن لمعنى إرادة التحرّر وحبّ المقاومة :
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر و لا بد لليل أن ينجلي و لا بد للقيد أن ينكسر
وجب عليه أن يعتبر قضية تحرير فلسطين بأكملها و الانتصار لغزة العزة مبدأ لا رجعة فيه و بأن المطلوب منا جميعا بذل الجهد المتواصل كلّ حسب إمكانياته ، خصوصا لما تعرض إليه القطاع و ما يزال من حرب متنوعة و متلونة الأشكال مؤسسة على التفريق بين الفلسطينيين و حيلة « فرق و جزّء المجزأ تسد » . غزة و فلسطين و الأقصى و القدس هم الذين يستحقون الاهتمام و الرعاية و النصرة و القيام بالواجب نحوهم و التغني بهم و نطالب بألا يتكرر تنظيم مثل « تلك الحفلات الغنائية ». و نحن أيضا كتونسيين و تونسيات مطالبون بالقيام بواجبنا و خصوصا في هذا الشهر المبارك شهر رمضان المعظم الذي يضاعف فيه الأجر إن شاء الله و في عيد الفطر المبارك أيضا لإدخال الفرحة على إخواننا و أخواتنا الغزاويين شيبا و شبابا رجالا و نساء أمهات، آباء و أطفالا و رضّعا مثلما سبقنا إلى ذلك متضامنون و متضامنات من دول مسلمة و عربية و أجنبية قاموا بإرسال المساعدات الطبية،الغذائية، السكنية و المعيشية بعد أن هدم العدو الصهيوني مقومات الحياة البشرية لشعب بأكمله حتى أن من بينهم من استشهدوا في سبيل إيصال المساعدات و كسر الحصار عن قطاع غزة العزة على متن أسطول الحرية في 31.05.2010 الذي تعرض إلى قرصنة بحرية صهيونية في المياه الدولية- نسأل الله لهم جنة الفردوس الأعلى- و نسأل الله أن يجازي كل من ساند إخواننا و أخواتنا و أبنائنا في غزة من قريب و من بعيد كل الخير و ندعو إلى المزيد فالمأساة البشرية هناك شديدة. *فنكون بذلك قد : – أدّينا قسطا من واجبنا كتونسيين و تونسيات و لم نتخلف نحو أناس يستحقون المساندة و المساعدة و كسر الحصار الغير القانوني و الغير الإنساني المفروض على أهالي قطاع غزة العزة من قبل العدو الصهيوني المحتلّ. – وساهمنا في إغاثة شعب يعيش في اليتم و المرض و العرى و الجوع و نقص في المياه و الكهرباء و الأموال و غيرها من الاحتياجات و هذا هو الدور الديني، الأخلاقي، الإنساني ، القانوني و التاريخي المطلوب منّا أمام الله و أمام عباده و أمام إخوتنا الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة و أمام الإنسانية كافّة. ختاما : أسأل الله العليّ القدير أن تجد مناشدتي للتضامن مع أهل غزة العزة المحاصرين صداها لدى جهات كثيرة في تونس فكيف نأكل و نشرب و ننام و إخواننا في غزة معظمهم يفتقرون إلى كلّ ذلك في سائر الأيام، في شهر رمضان المعظّم و يأتي عيد الفطر قريبا إن شاء الله فلنسعى إلى إدخال الفرحة على أهل غزة ففي ذلك مع أداء الواجب، أجر كبير عند الله سبحانه و تعالى و احترام و تقدير من أهل غزة و الفلسطينيين و الضمائر الحرة في هذا العالم لنا كتونسيين و تونسيات ينصرون القضية الفلسطينية.
من الذاكرة الوطنية
ميراث 69: نويرة يتهم بن صالح بالاستحواذ على السلطة الاقتصادية وهياكل الحزب
في تحليله لما أسماه بــ»ميراث 69»، بسط الوزير الاول الجديد، الهادي نويرة في بيان ألقاه في مجلس الأمة بعد تعيينه يوم 6 نوفمبر 1970، تصوره للمرحلة الجديدة وشروط التدارك. وجاء في ذلك البيان: الدولة والحزب «اذا كانت الدولة هي الحزب والحزب هو الدولة، فذلك من المميزات الأساسية لنظام التنمية التي أكدتها مؤتمرات الحزب منذ 1955، وفي السنوات الأولى من الاستقلال كان جميع رجال الدولة من رجالات الحزب ممن لهم ماض طويل في النضال، وأمام التشعب المتزايد لمهام التنمية فإن توحد هوية الدولة والحزب لا يستطيع الحفاظ على دوره الحركي في التنمية الا اذا ازداد تفتح قاعدة الحزب، أي قاعدة الدولة، واتسعت في الآن نفسه للأجيال الجديدة من المناضلين ورجال الدولة مما يكفل للحزب عناصر فتية من المناضلين، وللدولة مسؤولين شبانا ملتزمين، ولكن هذه المسيرة الطيبة تثاقل خطوها ويا للأسف، ثم تعطلت تماما، ثم انبثقت منها حكومة احتلت منها مراكز التقرير فئة من الشبان لا مكانة سياسية لهم، حول رجل آل أمره الى الاستحواذ على جل مقاليد السلطة الاقتصادية كما استحوذ على الحزب وهياكله ليسلك سياسة يعرف الجميع ما كان من نتائجها، وهذا التوحد الخلاق في هوية الحزب والدولة انقلب إلى التباس، كما أدى توسيع القاعدة الى الانتهازية وآل الأمر بالنظام السياسي الى توقف عجلة التطور فيه، بينما المجتمع يتزايد فيه التعليم شمولا ويرتفع مستوى، كما انه يزداد وعيا ويقظة وتعطشا الى الرقي والرفاهية والمساهمة في تحمل المسؤوليات، وكانت القطيعة بين ذلك النظام السياسي وبين الشباب والمثقفين ورجال التعليم والاطارات المنتظرة وجماهير العمال أي بين ذلك النظام وبين القوى الخلاقة، ذلك هو ميراث سبتمبر 1969». شروط التدارك «اما رسالة المستقبل فهي تقتضي استئناف المسيرة المزدوجة للدولة والحزب وإعادة بعث تلك الهوية التوحيدية واثراء المعين الذي تستمد منه البلاد رجال الحكم ورجال الدولة وكل الذين يتوقف عليهم التقرير في المستقبل، وهذا الاتجاه المذهبي الجديد يقتضي من جهة ثانية أن يكون المسؤولون في جهاز الدولة لا أصحاب كفاءة فقط، بل مناضلين متحدين سياسيا حول برنامج سياسي واحد وبرنامج اقتصادي واجتماعي واحد يعتمدهما الحزب». بيروقراطية خانقة ومضى نويرة يقول «اقتصاديا وفي عديد القطاعات كالطاقة والنقل العمومي ـ وهي من المصالح العمومية الاقتصادية الحقيقية ـ الى النزل والمطاعم ، مرورا بجميع ما يتصوره العقل من الأرزاق المنتوجة والموزعة وجدت الدولة نفسها مزجوجا بها مباشرة، تمارس صلاحيات السلطة العمومية، وانتشرت بيروقراطية جديدة في كل مكان خانقة من حولها أنفاس القوى العاملة الأخرى، ومكبلة بالأصفاد للأمة من مواهب خلق وابداع وهذه المأساة نفسها عانتها بلدان أخرى ولاتزال تعانيها. وأمام هذا الغزو العارم المكتسح لكل ميادين الحياة الاقتصادية من قبل الدولة سرعان ما اندثرت فلسفة تعايش القطاعات الثلاثة، العمومي والخاص والتعاضدي، التي وضعها مؤتمر بنزرت ولم تمض الا خمس سنوات حتى أصبحت نسيا منسيا. الدولة والاقتصاد يجب أن يدرك الجميع أن استحواذ الدولة على الاقتصاد التونسي مر بمرحلتين متعاقبتين ولكنهما منفصلتان، مرحلة تاريخية ومرحلة عقائدية، وتمثلت المرحلة التاريخية في حضور الدولة في الحياة الاقتصادية سواء نتيجة الإرث الاضطراري، مثلما كان بالنسبة لانتاج الطاقة الكهربائية او تأميم أراضي المعمرين، او الاضطلاع بالنشاطات التي هجرها الفرنسيون او الزيادة في رأس مال المؤسسات مما جعل الدولة صاحبة القسط الأوفر من رأس المال في الصناعات الأساسية مثل الفسفاط أو نتيجة إحجام ـ حتى تقاعس ـ الخواص في بعض ميادين الحياة الاقتصادية او بدافع الضرورة في مجالات حيوية وفي مصالح عمومية وتمثلت المرحلة العقائدية التي بدأت غداة مؤتمر بنزرت سنة1964 في إقرار سياسة شاملة لتأميم اقتصاد البلاد بصورة مباشرة في أشكال قانونية مختلفة وبحجج متنوعة وهذه المسيرة توقفت كما هو معروف في سبتمبر 1969. يتبــع محمد علي الحباشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 01 سبتمبر 2010)
ضغوط لدفع مصر للانفتاح السياسي
تواجه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ضغوطا من الكونغرس وجماعات حقوق الإنسان للضغط على الرئيس المصري حسني مبارك للعمل على جعل النظام السياسي في بلاده منفتحا قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة هناك العام المقبل. ومن المقرر أن يلتقي أوباما في البيت الأبيض مساء الأربعاء مع مبارك البالغ من العمر 82 عاما، والذي يحكم مصر منذ 29 عاما وذلك مع بدء الجولة الأولى من المفاوضات المباشرة بين العرب وإسرائيل المتوقفة منذ ما يقرب من عامين. وحسب بعض المسؤولين فإن مصر التي تربطها بإسرائيل معاهدة سلام مرشحة للعب دور مركزي في هذه العملية، بل إنها ستتولى على الأرجح استضافة الجولات اللاحقة من تلك المفاوضات. وقد رفض البيت الأبيض التعليق على احتمال ممارسة أوباما ضغوطا على مبارك بشأن الانتخابات خلال اجتماع يوم الأربعاء. تمهيد الطريق ومع اقتراب تلك الانتخابات، يتهم البعض في واشنطن الولايات المتحدة الأميركية بأنها لا تقوم بما يكفي لضمان حريتها ونزاهتها. ويسود اعتقاد في أوساط العديد من متابعي شؤون الشرق الأوسط بأن حسني مبارك يمهد الطريق أمام تمرير السلطة لابنه جمال (47 عاما)، في خطوة يحذر بعض المحللين من أنها قد تعرض للخطر التطور الديمقراطي في دولة عربية رئيسية. وحسب مسؤول مصري، فإن جمال يرافق أباه في رحلته إلى واشنطن إلا أنه لن يشارك في المفاوضات المرتقبة. وإذا ما تمخضت الانتخابات المذكورة عن قلاقل وعدم استقرار في مصر، فإن ذلك سيتسبب في صداع لواشنطن التي تعتبر منذ أمد بعيد مصر الدعامة الأساسية لسياساتها الشرق أوسطية. ويمكن لإدارة أوباما أن تتعرض لانتقادات في الشرق الأوسط إذا تركت انطباعا لدى الجماهير بأنها تساعد في تمديد فترة قبضة عائلة مبارك على السلطة في مصر. وفي هذا الإطار، يتساءل المحلل الأمني في مؤسسة كارنغي للسلام في واشنطن روبرت كاغان قائلا « هل ستبقى واشنطن مكتوفة الأيدي وتسمح بكل بساطة بأن يحدد مبارك من يخلفه؟ », مضيفا أن واشنطن « تعيش في الوقت الضائع مع مبارك ». وكثيرا ما اصطدمت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش مع القاهرة عندما كانت الولايات المتحدة تدعم بقوة الديمقراطية في الشرق الأوسط بعد غزوها للعراق عام 2003. ولم يقم مبارك بزيارة واشنطن خلال فترة ولاية بوش الثانية، الأمر الذي فسره العديد من المسؤولين الأميركيين على أنه احتجاج على دعوة الولايات المتحدة لإحداث تغيير سياسي في مصر. يذكر أن أوباما كان أقل صراحة في دعوته إلى الانفتاح السياسي في الشرق الأوسط مقارنة بسلفه بوش. التمويلات وقد خفضت وزارة الخارجية الأميركية من تمويلاتها المخصصة لتعزيز الديمقراطية. كما وافقت في العام الماضي على مطلب مصري بأن تتولى الحكومة المصرية تحديد الجماعات المحلية التي تنطبق عليها صفة « منظمات غير حكومية » مما يخولها لتلقى المساعدات الخارجية. ويقول النشطاء المصريون إن هذا الموقف الأميركي، سمح للحكومة المصرية بتعزيز سيطرتها على العملية السياسية في البلاد وتجفيف منابع تمويل المجتمع المدني في مصر. ويقول مدير مركز دراسات حقوق الإنسان بالقاهرة بهاء الدين حسان إن العديد من المنظمات غير الحكومية التي تعتبرها الحكومة المصرية غير قانونية لم تعد تحصل على التمويل الأميركي ولا حتى الأوروبي. ويؤكد المتحدث باسم السفارة المصرية في واشنطن كريم حجاج أن حكومة بلاده تعمل على تهيئة الظروف لانتخابات نزيهة. ويرى أن « القانون الانتخابي المصري يوفر ضمانات كافية لإجراء انتخابات نزيهة »، وهو ما قال إن حسني مبارك حريص عليه كذلك. ضغوط غير أن عددا من المشرعين الأميركيين يضغطون على الإدارة الأميركية لحمل القاهرة على فعل المزيد. ويناقش مجلس الشيوخ مشروع قرار غير ملزم من يرمي لجعل الحوار حول الديمقراطية وحقوق الإنسان جزءا رسميا من العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة ويدعو كذلك واشنطن لممارسة مزيد من الضغوط على القاهرة لإنهاء قانون الطوارئ المطبق في مصر منذ عام 1981، والذي يسمح لقوات الأمن باحتجاز المشتبه فيهم دون توجيه تهم لهم. وفي الآونة الأخيرة، تقدم عدد من المنظمات التي تتخذ من أميركا مقرا لها، مثل المعهد الديمقراطي الوطني والمعهد الجمهوري الدولي, بطلب مكتوب إلى مبارك للسماح لهم بمراقبة الانتخابات الرئاسية القادمة, غير أن حجاج أكد أنه من غير المرجح أن يتم ذلك. تحد صعب ويرى العديد من خبراء الشرق الأوسط أن حكومة مبارك قد تواجه تحديا سياسيا صعبا في انتخابات العام القادم إذا ما جعلت القاهرة نظامها السياسي أكثر انفتاحا. ويبدو المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أبرز الشخصيات المعارضة، خاصة بعد إعلانه في الأسابيع القليلة الماضية عن التحالف السياسي مع جماعة الإخوان المسلمين المصرية القوية. المصدر:وول ستريت جورنال (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 01 سبتمبر 2010)
مصر: صراع ‘التوريث’ يحتدم اثر ‘خلاف عائلي’ واعتراض ‘جهة سيادية’ جمال مبارك يصحب والده في قمة واشنطن.. والنظام تعاقد مع شركة علاقات عامة بريطانية لتحسين صورته
2010-08-31 لندن ـ ‘القدس العربي’ ـ من خالد الشامي: بينما يواصل المصريون ضرب اخماسهم في اسداسهم بشأن مستقبل بلادهم، يصل الرئيس المصري الى واشنطن لحضور القمة الخماسية لاطلاق المفاوضات المباشرة لتحقيق السلام مصطحبا نجله جمال، ما اعتبر دليلا اضافيا على انه قد يكون الخليفة المرتقب لوالده. الا ان مصادر متطابقة اعتبرت ان سيناريو التوريث تراجع مجددا، وان الرئيس المصري حسني مبارك (82 عاما) يعتزم خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة ان استطاع ذلك، بعد ان كان يدرس التنحي لمصلحة نجله جمال بعد الانتخابات التشريعية المقررة في نهاية شهر اكتوبر المقبل. وعزت المصادر التحول في موقف الرئيس الى عدة عوامل بينها: اولا – قدمت ‘جهة سيادية’ الى الرئيس تقريرا حذر من ان البلاد ربما تتجه الى انفجار في ظل استمرار تدهور الخدمات المعيشية الاساسية وخاصة المياه والكهرباء، وتفشي الفساد، بقيادة الحكومة التي يحركها جمال من وراء الستار، بينما يمسك حلفاؤه بزمام الامور فيها. واستجاب الرئيس باصدار القرار المفاجئ بحسم الجدل لمصلحة اختيار ارض الضبعة موقعا لاول مفاعل نووي مصري رغم طمع مقربين من جمال في الاستيلاء عليها. وكذلك امهاله الحكومة ثلاثين يوما لاغلاق ملف تخصيص اراضي الدولة التي يقال ان مقربين من جمال حققوا ثروات طائلة من المتاجرة فيها. وحذر التقرير من ان استمرار جمال مبارك وحلفائه في دفع اقتصاد البلاد بالاتجاه الليبرالي دون وجود شبكة امان للفقراء يمثل تهديدا حقيقيا لبقاء النظام، كما ان توليه الحكم سيتيح لمعارضيه الاستفادة من تدهور الاوضاع في اطلاق حركة رفض شعبية واسعة قد تصحبها اعمال عنف. ثانيا- ان اعلان صفوت الشريف ان الرئيس مبارك هو مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة المقبلة ما كان ليصدر دون تعليمات مباشرة من الرئيس، وربما استهدف طمأنة المؤسسة المتربصة في اعقاب انطلاق ما سمي بالحملة الشعبية لتأييد جمال مبارك، وهي التي اغرقت شوارع القاهرة بصور جمال مبارك مرشحا للرئاسة ثم اضطرت لاضافة عبارة ‘ما لم يترشح الرئيس’. وترمي الحملة الى اقناع الرئيس بالتنحي ليفسح المجال امام جمال، وهو السيناريو الذي يضغط ‘جناح البيزنس’ في الحزب والحكومة للتعجيل به، وتؤيده السيدة قرينة الرئيس، بينما يعارضه رموز المؤسسة الحاكمة في اجهزة الامن والحرس القديم في الحزب. ثالثا- اشارت تقارير صحافية مصرية الى تصاعد الخلاف بين نجلي الرئيس حول هوية المرشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، اذ ابدى علاء النجل الاكبر معارضته لسيناريو التنحي المبكر لوالده واعتبر ان انتشار اللافتات المؤيدة لجمال مرشحا تنتقص من هيبة الرئيس وتسعى الى وراثته وهو على قيد الحياة. ولاحظ مراقبون ان علاء (49 عاما) وجمال (46 عاما) حضرا بشكل منفصل مؤخرا مناسبة عزاء في القاهرة خلاف عادتهما. كما لاحظوا ان الصراع على مستقبل الحكم ربما يمتد اعمق كثيرا من الحزب والعائلة، الى مستويات اخرى في الدولة تخشى ان تفقد امتيازاتها في ظل ما قد تشهده فترة ما بعد مبارك من فوضى وصراعات. ورجحت المصادر ان النظام قرر ان يمسك بالعصا من الوسط بالاحتشاد وراء مبارك مرشحا للرئاسة، والسماح باستمرار حملات ترشيح جمال كـ’مرشح احتياطي’ لكن دون ان يعني هذا انه سيكون الرئيس المقبل بينما تسعى الاطراف الفاعلة في النظام الى اقتراح صيغة توافقية للحكم بعد الرئيس مبارك، تجنبا لوقوع البلاد في صراع على السلطة، باختيار شخصية من المؤسسة لخوض الانتخابات. واشارت المصادر الى ان النظام تعاقد مؤخرا مع شركة علاقات عامة بريطانية تدعى ‘بيل بوتينجر’ لتحسين صورته دوليا، بعد انتشار تقارير لمنظمات دولية اكدت تراجع مكانة مصر المتسارعة في قوائم الشفافية (105) وحريات التعبير (135) ومستوى المعيشة (74). (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 01 سبتمبر 2010)
جمال مبارك إلى واشنطن وسط تكهنات بطرح ملف ترتيبات الحكم في مصر
كتب أحمد حسن بكر (المصريون): | 01-09-2010 02:48 غادر جمال مبارك، أمين « السياسات » بالحزب « الوطني » إلى الولايات المتحدة أمس بصورة مفاجئة ، بعدما تغيب عن حضور حفل إفطار الوحدة الوطنية، الذي تقيمه الكنيسة سنويًا، مقدمًا اعتذاره قبل ساعات فقط من حفل الإفطار. وسيلحق جمال بالرئيس حسني مبارك الذي يحضر الجلسة الافتتاحية المقررة اليوم لإطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. فيما ينتظر أن يلتقي الرئيس مبارك الرئيس باراك أوباما صباح الخميس. ولم تكن زيارة جمال محددة سلفًا إلى واشنطن، وهو ما أثار تكهنات حول توقيتها المفاجئ، وما إذا كان لسفره علاقة بترتيبات الحكم في مصر، وقضية ترشحه للانتخابات الرئاسية العام المقبل، فيما قالت مصادر متابعة لملف « توريث السلطة » إن هذا قد يكون السبب الأرجح للزيارة. وربط محللون بين توقيت الزيارة، وإجراء محادثات مع المسئولين الأمريكيين حول الترتيب نقل السلطة في مصر، قبل شهور من الإعلان بشكل رسمي عن اسم مرشح الحزب « الوطني » إلى انتخابات الرئاسة المقررة العام القادم. وقالت مصادر مطلعة لـ « المصريون »، إن الرئيس مبارك كان يخطط لزيارة واشنطن في كل الأحوال خلال أسابيع، لكن دعوة الرئيس أوباما له وللعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لحضور جلسة انطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين هي التي عجلت بالزيارة. ورجحت المصادر أن تستحوذ المناقشات بشأن مستقبل الحكم في مصر على المشاورات التي سيجريها الرئيس مبارك ونجله مع مسئولي الإدارة الأمريكية خلال الزيارة، حيث رجحت أن يتم حسم العديد من النقاط محل الجدل فيما يتعلق خصوصًا بترتيبات نقل السلطة، وضمان عدم إثارة الولايات المتحدة لقضايا الديمقراطية والحريات في المرحلة المقبلة، مع التوقعات بتصاعد وتيرة الغضب في مصر ضد « توريث السلطة ». ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن الرئيس مبارك سيطلب من الإدارة الأمريكية أن تكف السفارة الأمريكية في القاهرة يدها عن دعم قوى المعارضة والصحف التي تهاجم « توريث السلطة »، بعد أن تأكدت السلطات الأمنية في مصر بضلوعها في ذلك. في المقابل، ستطلب الولايات المتحدة من مصر التدخل بقوة لإقناع الجانب الفلسطيني بإبداء المرونة في مفاوضات السلام مع إسرائيل، والضغط على السلطة الفلسطينية، وتهديدها برفع الدعم العربي عنها في حال عدم التوقيع على اتفاق سلام، مقابل مساعدات أمريكية سخية للسلطة. كما يرجح أن تثار قضية الخلاف بين مصر ودول منابع النيل حول إقامة مشروعات على مجرى النهر دون التشاور معها، ما يهدد من كميات المياه الواصلة لمصر، حيث سيطلب من واشنطن الضغط على إسرائيل لوقف تحريضها دول الحوض على مصر حتى تسمح بإمدادها بمياه النيل، الأمر الذي رفضه الرئيس مبارك خلال الأسابيع الماضية، مؤكدا أن مصر ترفض بشكل تام نقل مياه النيل خارج الحدود. كما ستكون القضايا الإقليمية في صلب محادثات مبارك، وخاصة الملف العراقي في ظل إعلان الولايات المتحدة انتهاء عملياتها القتالية بالعراق، في إطار خطة الانسحاب الأمريكي العام القادم، وستثار قضية إرسال قوات عربية إلى العراق لحفظ الأمن هناك، بعد إتمام الانسحاب الأمريكي من هناك. ويضم الوفد المرافق للرئيس مبارك في زيارته كلا من أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، وأنس الفقى، وزير الإعلام، والوزير عمر سليمان، والدكتور زكريا عزمي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية وكان الرئيس مبارك قد اختتم الاثنين الماضي زيارة لفرنسا استغرقت 24 ساعة فقط التقى خلالها مع الرئيس نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء فرانسوا فيون في قصر الإليزية لمدة ساعة فقط. وترددت أنباء أن زيارة الرئيس مبارك لفرنسا كانت من أجل فحوصات طبية سريعة، وهو ما فسره تمركز المصورين الصحفيين حول بعض المراكز الطبية المتخصصة الهامة هناك لمراقبة دخوله أي منها.
(المصدر: « المصريون » (يومية مستقلة – مصر) بتاريخ 01 سبتمبر 2010)
حجمها المالي 5،5 مليار يورو رمضان فرنسا تنافس حاد على تقديم اللحم الحلال
باريس – علي بوراوي أكثر من ستّة آلاف لوحة إعلانات، شملت أزيد من مائة وخمسين مدينة فرنسية، ثبّتت في العاصمة باريس بداية من شارع الإيليزي، وغيرها من كبريات المدن الفرنسية، ترغّب في استهلاك اللحم الحلال الذي يحمل ماركة « ايسلا ديليس » (Isla Delice)، وكتب في أسفلها « حلال بافتخار ». هكذا اختارت شركة « زفير » الفرنسية استقبال شهر رمضان، وبداية حملتها المبكّرة لتسويق موادها من اللحم الحلال. ولم تتخلّف بقية الشركات التي دخلت سوق المواد الحلال لتظفر بأكبر نسبة من الحرفاء المسلمين، الذين أصبح لهم ثقلهم التجاري، في بلاد ساركوزي، ووجدوا في شهر رمضان المبارك، منافع لهم، فأصبحوا خلال السنوات الأخيرة يعدّون له: يدرسون حاجات الصّائمين، ويوفّرون لهم ما يطلبون، ويتحرّون هلاله، ليقدّموا لهم تهاني دخول الشهر الكريم، ويهدونهم إمساكيته. نعم، أصبح لرمضان في فرنسا وزنه في الأسواق، بعد أن عمرت المساجد وانتشرت ثقافة الصّحوة. وها هي كبريات الشركات المتخصّصة في تسويق اللّحم وغيره من المواد الغذائية الحلال، ومطاعم الوجبات السريعة، تنفق مئات آلاف اليورو، لتقنع المسلمين بما أعدّته لهم من مواد حلال. فقد سجّل الملاحظون خلال العامين الأخيرين، تنافسا شديدا بين الشركات المتخصّصة في المواد الغذائية، في اقتحام سوق الحلال، من خلال تنويع المواد، وتوسيع دوائر عرضها على المستهلكين، وتخصيص ميزانيات ضخمة للإعلانات التي ترغّب في ماركاتهم. فانطلقت حملة التنافس بينهم مبكّرا، قبيل حلول شهر رمضان الكريم. حملة الإعلانات غير المسبوقة للحم الحلال، التي أطلقتها شركة « زفير » لترويج ماركتها « إيسلا ديليس » سابقة الذّكر، ليست سوى نموذج من المعركة الحامية التي تخوضها هذه الشركات، لربح سوق الحلال الفرنسية. وقد قال جان دانيال ايرزوق، الرئيس المدير العام للشركة « نريد بهذه الحملة أن نعزّز علاقتنا بالحرفاء، ونضع إمضاءنا على موادنا الحلال ». وأكّد ستيفان رينو، أحد المسؤولين في سلسلة مغازات « اوشان »(Auchan) التجارية الفرنسية، في تعليقه على الإهتمام الذي يوليه للمستهلك المسلم « إنّ عدم الإهتمام بحاجات المسلمين، معناه أنّنا لا نحترم مهنتنا ». أمّا مجموعة مطاعم الوجبات السريعة « كويك » (Quick) التي بدأت مطلع العام الجاري تجربة تقديم وجبات حلال في ثمانية من مطاعمها في فرنسا، فقد أعلنت الأسبوع الماضي أنّها ستوسّع هذه التّجربة إلى 14 مطعما آخر جديد خلال شهر سبتمبر المقبل، من بينها مطعم في مدينة ليل Lille شمال البلاد. وتحدّثت صحف فرنسية عن ثمانية مطاعم للمجموعة مهدّدة بالإغلاق، سيقع تحويلها إلى مطاعم وجبات سريعة حلال، بناء على دراسة أكّدت أنّ تقديم وجبات الطعام الحلال يمكن أن ينقذها من الإغلاق. وأكّد مسؤول في المجموعة، أنّ مطعم مدينة قيلوربان Villeurbanne القريبة من مدينة ليون، قد شهد تحسّنا ملحوظا في رقم معاملاته بعد تحويله إلى مطعم يقدم الأكلات السريعة الحلال، فارتفعت مداخيله بنسبة 30 بالمائة خلال أسابيع قليلة، ما سمح بتعزيز طاقم عماله بـ 14 عاملا جديدا. وكانت مبادرة المجموعة إلى تقديم وجبات سريعة حلال، في عدد من مطاعمها، في فبراير الماضي، قد أثارت ضجّة واسعة في فرنسا. وقدّم عمدة مدينة روباي (Roubaix) شمال فرنسا، قضية لدى القضاء، احتجاجا على هذا الإجراء، لكنّه سحبها بعد ذلك. منافسة شديدة كانت شركة « بانزاني » (Panzani) قد أطلقت العام الماضي حملة إعلانات واسعة لماركة « زكية حلال » التي خصّصتها لإنتاجها من المواد الحلال، بعد أن نوّعتها لتشمل الصلصات والأكلات الجاهزة. فكانت أوّل ماركة حلال تدخل سوق الإعلان التلفزيوني في فرنسا، من خلال القناة الأولى وقناة ام 6 (M6). ثم التحقت بها شركات أخرى في إنتاج مواد غذائية حلال، بدءا باللحم (يشمل لحوم الطيور والدجاج والغنم والبقر) إلى الأطباق الجاهزة والحلوى وحليب الأطفال وغير ذلك من المواد الحلال، بديلا عن مواد تستعمل فيها شحوم الخنازير والكحول المحرّمة. فدخلت ماركات كثيرة سوق التنافس، مثل « فلوري ميشون »، و »مدينة حلال »، « ودنيا »، و »زكية حلال »، و »هيرتا » و »كنور » و »ماجي » وغيرها. ولم تتخلّف المغازات الكبرى عن هذه السوق، فحرصت معظم المغازات الفرنسية على إنشاء أجنحة خاصة للمواد الحلال، مثل سلسلة مغازات « أوشان » (Auchan) و »كارفور » (Carrefour) و ولو كلير (Leclerc) وكازينو (Casino) التي أنشأت لها منذ سبتمبر 2009 ماركة خاصة لموادها الحلال أطلقت عليها اسم « وسيلة ». كما اقتحم هذه السوق عدد غير قليل من المستثمرين المسلمين، مثل سعيد بوعقلين، الرئيس المدير العام لقناة BeurTV التلفزيونية، بعد نجاح تجربته في مجالي الصلصات والحلويات، وعدد من المستثمرين الشباب. وقد صرّح مسؤول في مجموعة مغارات « أوشان » (Auchan) أنّ نحو 98 بالمائة من مغازات المجموعة تتوفّر على جناح خاص بالمواد الحلال. سوق واعدة ظلّ توفّر اللحم الحلال مشكلة حقيقية يعاني منها مسلمو فرنسا حتّى الثمانينيات من القرن الماضي، عندما اتجه بعض المسلمين إلى إقامة مجازر خاصة بهم. ثمّ تطوّرت هذه السوق في منتصف تسعينيات القرن الماضي، عندما أصدرت الحكومة الفرنسية سنة 1995 قرارا يمنع الذبح العشوائي، ويقصر العملية على المسالخ التي تراقبها الدولة ومصالح الطب البيطري. ومنحت ثلاثة مساجد كبيرة صلاحية الإشراف على الذبح الحلال وفق الشريعة الإسلامية في كامل فرنسا، وهي مسجد باريس الكبير، ومسجد أيفري، إحدى الضواحي الجنوبية لباريس، ومسجد مدينة ليون. فارتفع عدد المجارز الإسلامية إلى أن بلغ حاليا تسعة آلاف مجزرة، توفّر نحو 80 بالمائة من حاجة الجالية المسلمة من اللحم الحلال، يوجد معظمها في منطقة باريس الكبرى، وجنوب شرق فرنسا. لكن ارتفاع الطلب فتح شهية الشركات الكبيرة المتخصصة في اللحوم والمواد الغذائية، وأغرى أصحاب المتاجر الكبرى باقتحام هذه السوق، رغم أنّهم غير مسلمين. فانتدبوا للعمل معهم ما يفي بحاجتهم من المسلمين، للإشراف على إنتاج موادهم من الحلال، والبحث معهم عن الطرق الأفضل لتقريبها إلى المستهلكين. المهمّ بالنسبة لهم ولحرفائهم المسلمين أيضا، أنّهم يوفّرون مختلف أنواع اللحم الحلال المذبوح وفق الشريعة الإسلامية، وبشهادة مكتوبة من أحد المساجد الثلاثة المخوّلة حقّ تقديم هذه الشهادة. بل إنّ هذه الشركات، أعادت تصميم مواقعها على الأنترنيت، فخصّصت مساحات واسعة للمستهلك المسلم، تخاطبه بلغته، وتعرّفه بموادها، وتهنّئه وتهنّئ الأمة الإسلامية بحلول شهر رمضان، وبعيد الإضحى، وتوزّع عبر متاجرها إمساكيات شهر رمضان وجداول أوقات الصلاة طيلة السنة، مجانا. يقول مدير مؤسسة « وصفات نوردان » (Recettes de Nurdan) التي بدأت في تسويق مواد غذائية حلال في أبريل الماضي، إنّ مؤسسته نجحت في تسويق مواده هذه إلى 150 مغازة تجارية في فرنسا خلال شهرين فقط. وتقول دراسة حديثة قام بها مختصون في هذا المجال، إنّ نفقات الأسر في المواد الغذائية الحلال، قد تضاعف في فرنسا عشرين مرّة، خلال الخمس سنوات الأخيرة. وتضيف الدراسة أنّ نسبة نموّ هذه السوق، ومنذ سنة 1998، تتراوح ما بين 10 و 15 بالمائة سنويا. ويتوقّع أن يبلغ حجمها خلال العام الحالي 2010 ، نحو 5،5 مليار يورو، وأنّ كمية اللحم الحلال المستهلك في فرنسا يتراوح ما بين 300 و 400 ألف طن سنويا. هذا ما حدا بالعاملين في هذا القطاع، إلى إحداث معرض سنوي للمواد الحلال، احتضنت باريس في حزيران (يونيو) الماضي دورته الثالثة، وكانت ماليزيا ضيفة الشرف فيه. ظاهرة اجتماعية ما لفت انتباه الدارسين لتطوّر سوق الحلال في فرنسا، هو تمسّك الجيل الثالث من أبناء المهاجرين المسلمين به. فقد اضطرّ المهاجرون الأوائل من العمال القادمين من دول المغرب العربي وإفريقيا، إلى إهمال اللّحم الحلال من موائدهم، لأنهم قادمون من دول وأسر فقيرة، ولأنّه غير متوفّر في السوق. وكانوا إذا اشتدّت حاجتهم إلى اللحم، لجأوا إلى طرق الذبح العشوائي للدجاج في سائر الأيام، والخرفان في أعياد الإضحى. لكن الجيل الثالث من أبناء هؤلاء العمال، ولدوا في فرنسا وتربّوا فيها، وألفوا العادات الغذائية الفرنسية، ونمط الحياة السائد في البلاد، مثل سائر الفرنسيين. لكنهم كما تقول عالمة الإجتماع فلورانس برجو بلاك لي « أشد تمسّكا وحرصا على الأكل الحلال من آبائهم ». ثم إنّ قدراتهم الشرائية، أرفع بدون، شك مما كان عليه آباؤهم. يريدون أن يأكلوا في مطاعم الوجبات الخفيفة، ويشترون حاجاتهم من المغازات التجارية الكبرى، ومن ضمنها اللحم الحلال، والمواد الغذائية الحلال (الخالية من لحم الخنزير وشحمه، ومن الكحول). والتقى ارتفاع عددهم، بتغيّر التركيبة الإجتماعية والمستوى الثقافي لأبناء الجالية المسلمة، واتّساع دائرة الصّحوة الإسلامية، فأصبحت الحاجة إلى المواد الغذائية الحلال مسألة ملحّة وبارزة في حياتهم. يقول فاتح كيموش، مؤسس موقع « الكنز » (Al-Kanz) وهو موقع فرنسي متخصّص في المواد الحلال « إنّ سوق الحلال في فرنسا، تعتبر ترجمة اقتصادية لحقيقة اجتماعية ». ويضيف أنّها « تعبير أيضا، عن تطوّر القدرة الشرائية لأبناء الجالية المسلمة ». هذا التطوّر، وجد صداه في المدارس والمستشفيات التي تقدّم وجبات الطعام، وأصبحت تتلقّى مطالب ملحّة بضرورة توفير وجبات حلال، ما حدا بكثير منها إلى توفير السمك في اليوم الذي يقدّم فيه لحم الخنزير. وقد اختارت المطاعم المدرسية في بعض المدن مثل ليون (Lyon) وروباي (Roubaix) تقديم وجبات حلال مع الوجبة التقليدية لطلاب المدارس. وصرّح ايف فورنال، المدير المساعد المكلف بالتعليم إنّ ربع أطفال المدارس، يختارون الوجبات الحلال. هذا الطّلب الذي ظل منذ عقود أمنية المسلمين في فرنسا، بدأ يجد طريقه إلى واقعهم بثبات. ورغم أنّ معظم المطاعم المدرسية لا توفّر الطعام الحلال حاليا، فإنّ تلبية طلب المسلمين بهذا الخصوص، أصبح غير بعيد، ومرشّح إلى أن يشمل المستشفيات والسجون، خلال السنوات القليلة القادمة.
الاصلاح الديني في البلاد العربية…دين الانقياد الأمريكي
2010-08-31 سعيد مولاي التاج بعد سنوات ظل فيها الشأن الديني في عالمنا الإسلامي مقصيا ومنسيا، وكانت المساجد ودور العبادة مهمشة ومهملة من السياسات الرسمية المتعاقبة، لا يكاد يذكرها أحد إلا في الأعياد والموالد، فإلى عهد قريب كانت أغلب المساجد لا تستفيد من ميزانيات الدولة فلا ترمم – حتى تنهار- ولا تفرش ولا تنظف ولا يزودها بالماء والكهرباء إلا الأسخياء من المحسنين، بل حتى إن من يتولى الإشراف على المساجد من الأئمة والمؤذنين والقيمين يكون إما متطوعا أو تتكفل صدقات الناس وهباتهم بأجرته الهزيلة آخر كل شهر. فماذا حدث الآن وما سر هذا التحول المفاجئ في سياسات الحكومات الإسلامية وما سر هذا الكرم الحاتمي والاهتمام غير المسبوق بـ’الحقل الديني’ وبالمساجد والأئمة؟ ففي هذا الشهر وحده أو قبله بقليل تناقلت وسائل الإعلام أخبارا من شتى بقاع العالم الإسلامي عن الموضوع، فالسعودية تقصر الفتوى على هيئة كبار العلماء بأمر من الملك عبد الله، ومصر تغلق المساجد وتوحد الأذان بقرار من محمد زقزوق، والمغرب يعزل الأئمة والمرشدين والخطباء بل ويدعو السيد وزير الأوقاف إلى فرض ‘حسبة علمية’ على المتكلمين في الدين، وحتى سلطة أبو مازن في الضفة الغربية تمنع قراءة القرآن في مكبرات الأصوات وتعزل أئمة حماس وتأمر بتوحيد خطبة الجمعة. لن نقف عند حجج أصحاب القرار فكلهم يبرر فعله بأوامر الدين ـ ظاهرا – وبالحرص على الأمن الديني والروحي للمواطنين وتجنب الفتنة، ومن يعارضون القرارات لهم مبرراتهم من الكتاب والسنة وأدلة العلماء والسلف الصالح أيضا، وفي الدين ‘متسع للجميع من الشيخ حتى الرضيع’ على رأي درويش. سنطرح السؤال على خلفيات هذه القرارات وسابقاتها مما يطلق عليه ورش ‘إصلاح الحقل الديني’ في دول العالم الإسلامي بهذا الشكل الموحد وبهذه الروح والعزيمة والجدية التي تفتقدها سائر القطاعات لنفهم السبب وإذا عرف السبب بطل العجب كما يقال. لا يخفى على أحد أن ما تقوم به الأنظمة العربية التي تخلت عن تعاليم الدين منذ سنوات ولا زالت تغيبه في تشريعاتها وفي مظاهر الحياة الأخرى، لا يهدف إلى إصلاح الشأن الديني بدون شك، فالدين آخر ما تفكر فيه الحكومات العلمانية في العالم الإسلامي، بل إن وراء شعار الإصلاح مجموعة من الأهداف غير المعلن عنها بشكل واضح لعل أهمها: ـ تنفيذ الإملاءات الأمريكية بخصوص الإصلاح الديني في العالم الإسلامي: إن قراءة سريعة في مبررات القرارات السالفة تضعنا أمام حقيقة أننا أمام تعليمات موحدة لدول لا يجمع بينها جامع في السياسات ولا في التوجهات إلا أن تكون الجهة الآمرة واحدة. مبكرا وضع ‘وليم جيمس’ منظر الفلسفة البراغماتية مفهوما للدين في أمريكا، فالدين يعتبر صحيحاً حين يقدم نفعاً عملياً للمعتقد أو المؤمن به وهذا المفهوم طبع الحياة الدينية الأمريكية بشكل كامل إلى حد جعل هارولد بلوم في كتابه (الدين الأمريكي ـ 1992) يقول عنه: ‘إن المسيحية تجربة براغماتية أمريكية، وإن ‘يسوع الأمريكي’ أقرب لما هو أمريكي مما هو مسيحي’. وعلى ضوء هذه الفلسفة للدين اهتمت الولايات المتحدة الأمريكية وعبر أجهزتها الاستخباراتية منذ أربعينات هذا القرن اهتماما بالغا بمتابعة المجال الديني في العالم الإسلامي لأسباب سياسية وثقافية واستعمارية، بل ونسجت علاقات متينة مع بعض القيادات والرموز الدينية في العالم الإسلامي وزعماء الحركات الإسلامية المختلفة وبلغت العلاقة ذروتها إبان الغزو السوفياتي لأفغانستان حين حظي المجاهدون بالدعم السياسي واللوجيستي المباشر من أمريكا وحلفائها الخليجيين، غير أن هذه العلاقة ستعرف تصادما متوقعا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي لسببين أولهما التناقض الإيديولوجي بسبب مفهوم الدين عند الأمريكان وثانيهما بروز تيارات متمردة ومهددة لمصالح أمريكا وحلفائها في المنطقة، وسيتفجر الوضع أكثر بعد ظهور تنظيم القاعدة وأحداث 11 ايلول/سبتمبر التي خلصت من خلالها أمريكا إلى أن هناك موجة من العداء لأمريكا وتهديدا لمصالحها ومصالح حليفتها في المنطقة ‘إسرائيل’. والآن وبعد هيمنة أمريكا على العالم الإسلامي يعمل الأمريكيون على التعامل مع الدين الإسلامي برؤية براغماتية أي العمل على توظيفه لخدمة المصالح الأمريكية في المنطقة، لهذا بلوروا مجموعة من البرامج في إطار ما أطلق عليه ‘الشرق الأوسط الكبير أو الموسع’ تطالب بإصلاحات في المجالين الديني والتعليمي بل وتفرضها على الدول من أجل فرض ‘إسلام ليبرالي ديمقراطي’ معتدل في المنطقة وخلاصة هذا الإسلام الليبرالي كما يقول الدكتور محمد إبراهيم مبروك: ‘إنه إسلام يتم تفريغه من الداخل من العقائد والقواعد والأحكام التي يتم استبدالها بمحتوى علماني يسقط كل ما له علاقة بالوحي والمقدس والمرجعية الإسلامية ويضع مكانه العقل والمصلحة كمرجعية وحيدة للإنسان في تصوراته وسلوكه بينما يحتفظ بالشعارات والمظاهر الدينية من الخارج إسلام مزيف يتفق مع العلمانية والديمقراطية والعولمة الأمريكية ومبادئ حقوق الإنسان الغربية ومقررات المؤتمرات النسوية، ويتفق مع كل شيء في العالم إلا مع الإسلام الحقيقي نفسه. إسلام يدعو إلى السلام والتسامح والتعايش ويلغي الجهاد والمقاومة’ وقد خطت أمريكا خطوات عملية في تمويل هذه البرامج بالأموال والخبراء والدراسات، وليس خافيا أن مجموعة من وزارات الأوقاف والإرشاد الديني استفادت من خدمات مستشارين أمريكيين ومن بينها المغرب. ـ الحد من قوة وتجذر الحركات الإسلامية كانت استراتيجية الأنظمة في مواجهة الحركة الإسلامية – وبدعم أمريكي – ترتكز على دعم إسلام تقليدي/وراثي وآخر’وهابي/تكفيري ممول بالبترو دولار السعودي’ ومتحكم فيه للوقوف في وجه الحركات ‘الإخوانية’ أو ما عرف بالإسلام السياسي، لكن بعد تمرد العديد من هذه الحركات وخروج التيارات الجهادية من عباءتها، تبين أن هذا الرهان فاشل، خاصة أنه لم يحد من قوة حركات الإسلام السياسي المعتدل في العالم، بل وكانت له مضاعفات جانبية، أخطرها بروز التيارات القتالية العنيفة وعلى رأسها تنظيم القاعدة، وهو ما تنبهت له دوائر القرار في واشنطن، فمنذ مدة نشرت مؤسسة (راند كوربريشن) دراسة عن الإسلام الديمقراطي! تشرح فيها الباحثة النمساوية شاريل بنار( زوجة ‘زلماي خليل زاد’ السفير الأمريكي في بغداد حالياً) كيف يجب أن نتعامل مع الإسلام والإسلاميين، وأن هناك حركات إسلامية يجب أن تستبعد، وحركات إسلامية يجب أن تقرب، وحركات إسلامية يجب أن تستأصل. وقد أصبحت ورقة (راند) مرجعاً لكيفية العمل لدى أجهزة الأمن. في العالم العربي خاصة في الخليج. ومن المعلوم أنه يوجد الآن أكثر من تيار يوجه سياسة الولايات المتحدة تجاه العالم الإسلامي والحركات الإسلامية خصوصا ويتراوح الأمر ما بين التطويع والتدجين لخدمة المصالح الأمريكية وما بين الإقصاء والمواجهة الحاسمة للإسلاميين ‘الأصوليين’: اتجاه أول ممثل في مؤسسة كارنيجي ومركز سابان ومركز بروكينجز وهدفه تطويع فكر بعض الاتجاهات الإسلامية ممن يسمون بالإسلاميين المعتدلين بما يتماشى مع المصالح الأمريكية العالمية، وذلك عبر عقد المؤتمرات المتتالية والندوات واللقاءات الفكرية والثقافية في إطار ما يسمى بالحوار الغربي/الإسلامي، هذا فضلاً عن اللقاءات الخاصة والزيارات والمنح التي تستهدف إشراك هذا النوع من الإسلاميين في الحكم والنفوذ في مقابل تقديم تنازلات عن ثوابت الإسلام مثل الحكم والشريعة والجهاد. اتجاه ثان يرى ضرورة إقصاء ومواجهة الإسلاميين الأصوليين تقوده مؤسسة ‘راند’ التابعة لـ’سي آي إيه’ – وهي أكبر مؤسسة فكرية في العالم – وقد أصدرت تقريرين حول الموضوع في عامي 2003 و 2007 الأول يدور حول إقصاء الإسلاميين الأصوليين، وإلى وجوب دعم وتقوية العلمانيين والحداثيين في مواجهة الإسلاميين. أما التقريرالثاني فيذهب إلى أنه لا بد من إعادة تفسير مبادئ الإسلام لتستجيب للمصالح الغربية بل وجوب استخدام الإسلام نفسه والمؤسسات التقليدية القائمة لمواجهة الإسلاميين الذين يجب نعتهم بالإرهاب والتطرف والجمود. ـ تأميم الشأن الديني وإعادة السيطرة عليه: لم تجد الحركة الإسلامية إلا المساجد والمدارس الدينية والجمعيات الخيرية أمامها لتمارس دورها في الدعوة والإرشاد الديني، بعد أن أغلقت عليها منافذ العمل الشرعي وأوصدت في وجه المنتسبين إليها أبواب الأحزاب والعمل السياسي والنوادي خاصة في دول شمال إفريقيا ومصر. لهذا ركزت على المساجد، وصارت منابرها واجهة لمعارضة سياسة الدولة ورموزها، وقد استطاعت الحركة الإسلامية أن توظف بنجاح المساجد في تعليم الناس أمور دينهم وفضح مظاهر الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتستثمر دورها الفعال في التعبئة والتحريض و الحشد، وحتى الاستقطاب لصالح حلفائها السياسيين. بالمقابل أفقدت – عقود من تهميش المجال الديني على مستوى البرامج والمخططات مركزيا ومحليا – الأنظمة السيطرة على المساجد والمدارس الدينية ودور تحفيظ القرآن والجمعيات الدينية، وجعلت العلاقة معها تنحصر في المجال الأمني أي في التقارير التي يقدمها المقدمون والشيوخ والمخبرون أما التأهيل والتكوين والتجهيز فقد كان غائبا فمثلا في المغرب يقر وزير الأوقاف في أحد تصريحاته ‘لدينا أكثر من 45 ألف إمام وتبين من إحصائيات 2006 أنه للأسف 82′ من الأئمة ليس لديهم أي مستوى تعليمي وإنما هم يحفظون القرآن’ لذا وجدت الأنظمة نفسها أمام قطاع حيوي غير مهيكل ولا منظم يفتقد رؤية جامعة وموحدة حيث تجد كل مسجد يطبق أجندة إمامه تبعا لمدرسته الفكرية (صوفي تقليدي حركي وهابي) وهو ما تنبهت له الدولة في المغرب فجعلت من أولوياتها وضع برنامج لتأهيل الأئمة يشمل ‘من بين عناصره مذهب أهل السنة والجماعة والفقه المالكي وفقه السلوك وفقه الإمامة العظمى’ وهو ما تظهر ثماره حاليا للأسف – فالمساجد ازدادت تمخزنا وتحولت إلى مؤسسات لتدجين المواطنين، وبدأ التعصب للمذهب المالكي وإن كان مرجوحا في بعض مسائل الفقه، وتم دعم التيار الصوفي في دواليب صناعة القرار الديني، كما بدأ التحول بالعلماء إلى موظفين لدى الدولة يروجون لسياساتها ويسبحون بحمدها. ومن خالف له العزل والتوقيف أو تمارس عليه الحسبة! ولنا أن نسأل لماذا أوقف الدكتور رضوان بن شقرون من المجلس العلمي بمدينة الدار البيضاء؟ ونفس الأمر في سائر الدول الإسلامية ففي السعودية أوقف الشيخ علي الركبان لكونه متقاعدا من هيئة كبار العلماء! كما أوقف العبيكان والكلباني لمخالفتهم المؤسسة التقليدية بفتاواهم، وفي ضفة أبو مازن أوقف خطباء حماس المقاومة والمبرر موجود فوزير الأوقاف يقولها صراحة ‘المساجد جميعها تتبع لإشراف وزارة الأوقاف، فلن نقبل أن تكون هناك مساجد محسوبة على أية جهة حزبية، ولن نقبل بأن تكون هناك مساجد خاصة’ فمساجد السلطة تضيق بخطاب الجهاد والمقاومة، وفي مصر قام السيد زقزوق بمنع ثلاثة من قيادات وزارة الأوقاف هم: الشيخ عبد الغفار رمضان، والشيخ خالد راجح، والشيخ يسري توفيق فاضل من الحصول على رواتبهم، بعد رفضهم توجيه الأئمة للدعاية له في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى. ولكم حرية التعليق! إن الهدف مما يطلق عليه إصلاح ديني هو إعادة ضبط و’بولسة’ المؤسسات الدينية والوقفية حتى لا تشكل خطورة أو تهديدا للخطاب الرسمي، فهناك حملة لشراء ذمم الأئمة والخطباء بجعلهم موظفين ومأجورين لدى الدولة ينفذون أوامرها وسياساتها وينسجمون مع خطها الرسمي إما تبريرا أو تفسيرا وأي مخالفة للدولة لا للدين تتسبب في إبعادهم. فنحن في المحصلة أمام إملاءات وتوصيات أمريكية تفرض على أنظمة المنطقة إدخال تغييرات جذرية على المؤسسة الدينية، حتى تنسجم مع السياسات الصهيونية في العالم الإسلامي، الغاية منها الحد من فاعلية الحركة الإسلامية والقضاء على روافد ‘التطرف والإرهاب’. ففي التعريف الأمريكي كل من يختلف مع مشاريع الهيمنة الصهيونية الأمريكية هو ‘إرهابي ومتطرف’، وإن كان يرفض العنف والعمل المسلح وإن لم يكن حتى إسلاميا أصلا. وذلك بفرض مزيد من القيود على المؤسسات الدينية والأئمة والعلماء، وتشكيل مؤسسة دينية حديثة رسمية مؤهلة وممولة جيدا قادرة على التواصل، في مواجهة مؤسسة دينية شعبية تشكلت سابقا في غفلة عن الدول ومؤسساتها، ويساهم في تكريس هذا التوجه تيار علماني/حداثي استئصالي تحريضي مسيطر على الإعلام والتعليم. لهذا فلولا يقيننا في الحفظ الإلهي للوحي لما ضمنا أن نجد أنفسنا في يوم من الأيام أمام نسخة منقحة من القرآن والسنة لا تكرس ‘دين الانقياد القروني’ المحلي فحسب كما أسماه ابن خلدون بل تكرس دين انقياد أمريكي جديدا. فالمفكر الإسلامي عبد الله النفيسي** كتب بمرارة عن زيارة ليز تشيني للخليج يوضح مدى الاختراق الثقافي والسياسي والديني الذي تتعرض له المجتمعات الإسلامية: ‘منذ فترة كانت منطقة الخليج بكل أسف تستقبل ‘ليز تشيني’ ابنة ‘ديك تشيني’ وكأنها فاتح للمستقبل؟ وباب إليه؟ وتظهر في المؤتمرات الصحافية لتقول: ‘أنا غير متزوجة، ولن أتزوج، فأنا سحاقية.. وسأظل إلى الموت سحاقية’! يستقبلها أناس عندهم لحى.. وزراء ومسؤولون في دول الخليج، لتقول لهم: ‘يجب أن تعيدوا النظر في مناهجكم التعليمية، يجب أن لا تعلموا أولادكم هذا، ويجب أن تعلموا أولادكم هذا’، وطافت ‘ليز’ على وزارات التربية والتعليم في دول مجلس التعاون الخليجي، والتقت بلجان المناهج، وقالت: هذا الكتاب يلغى وهذا يقرر! وأين أنتم من ثقافة المستقبل والحب والود بين الشعوب؟! وهذه الآيات في القرآن الكريم التي تتحدث عن اليهود آيات تبث الكراهية بين الشعوب، وبالتالي لا بد من إلغائها تماماً من الذاكرة العربية والإسلامية؟! ‘ كاتب مغربي
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 31 أوت 2010)
احتمالات الحرب في المنطقة
بروفيسور عبد الستار قاسم 27/آب/2010 السؤال عن الحرب في المنطقة مطروح منذ عدة سنوات، لكن وتيرة الطرح ترتفع مع كل تصريح ينطلق من هذا الطرف أو ذلك، أو مع كل حدث له علاقة بالتسليح أو بتوتير الأوضاع بين قوى الممانعة العربية والإسلامية وبين إسرائيل وحلفائها. الناس يترقبون بصورة عامة، والمحللون يقدمون الكثير من الأفكار، منهم من يرى أن الحرب ستتنشب، ومنهم من يقول بعكس ذلك، ولكل واحد قرائنه للتدليل على صحة ما يقول. لكن العنصر الذي يمكن أن يتفق عليه الجميع يتمثل في التوتر القائم في المنطقة، ونهم أطراف عدة في البحث عن أسلحة جديدة، والتفكير في أساليب قتالية جديدة يمكن أن تساهم في شل الخصم. رأيي أن الحرب ستنشب في المنطقة في المستقبل المنظور وليس البعيد. متى بالضبط؟ لا أعلم، ولا أظن أن رؤساء أركان الجيوش المعنية يعلمون. ليس من السهل تحديد ساعة الصفر لأن العوامل والحسابات التي تتحكم بذلك كثيرة جدا منها السياسية والاقتصادية والجوية ومواقف دول كثيرة داخل المنطقة وخارجها. الحرب متأخرة الحرب في المنطقة العربية تأخرت عن وقتها، والأطراف المختلفة تلعب الآن في الوقت الضائع. ويمكن تفصيل هذا التأخر بالتالي: أولا: الأصل هو أن تبادر سوريا بالهجوم، ومعها أطراف عربية لأن إسرائيل هي التي تحتل الأراضي العربية وليس العكس. الأراضي العربية في الجولان وفلسطين وجنوب لبنان ووادي الأردن هي الواقعة تحت الاحتلال، والأصل أن يقوم المعتدى عليه بمحاربة المعتدي وتحرير الأرض. وإذا لم تقم سوريا بذلك، فإن الأطراف الفلسطينية واللبنانية تبقى مسؤولة عن تحرير الأرض. سوريا لم تستطع أن تقلب الميزان الاستراتيجي في المنطقة، وهي ما زالت غير قادرة على شن حرب وكسبها بدون مساعدة الآخرين، وليس من المتوقع أن تشارك في حرب إلا إذا كانت على يقين بأن النصر سيكون حليفها وحليف حلفائها. أما حزب الله فيواجه مسألتين وهما انقسام الجبهة الداخلية اللبنانية، وعدم قدرته المكتملة على شن حرب متحركة. تشكل قوى 14/آذار قوة كبيرة في مواجهة حزب الله، ويمكن أن تساهم في إفشاله في الحرب ضد إسرائيل، وقدرة جيش حزب الله على الهجوم لم تكتمل بعد. يمكن لجيش حزب الله أن ينتقل إلى الهجوم بقوة فيما إذا دحر الجيش الإسرائيلي في الجو، أي أنه قادر الآن على خوض حرب دفاعية تنتقل إلى الهجوم، لكنه ليس في وضع يؤهله للهجوم ابتداء. ثانيا: إسرائيل تأخرت في شن الحرب لأنها متشككة في نتيجة الحرب. لدى الإسرائيليين تخوف كبير من خسران الحرب، وفي هذا مغامرة كبيرة قد تنتهي بزوال إسرائيل، ليس بالضرورة كنتيجة لحرب آتية، وإنما نتيجة لحرب ثانية تليها. إسرائيل تقف على خيط رفيع جدا الآن لأنها لم تعد واثقة من أن ميزان القوى مختل لصالحها، وترى في المغامرة مقامرة غير محسوبة النتائج. إيران ميزان القوى تقوم النظرية الأمنية الإسرائيلية على عدد من الأسس منها استمرار التفوق العسكري الإسرائيلي على الدول المعادية مجتمعة ومنفردة. وقد حرصت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة على ترجمة هذا الأساس إلى واقع، فدعمت إسرائيل عسكريا ومن ضمن ذلك إقامة المفاعل النووي في النقب، ومنعت الدول العربية وغير العربية من تطوير قدراتها العسكرية بطريقة تهدد التفوق الإسرائيلي. واضح أن إيران قد أحدثت شرخا كبيرا في ميزان القوى في المنطقة العربية الإسلامية، وأن إسرائيليل لم تعد قادرة على القيام بما كانت تقوم به في السابق. سابقا، كانت ضربات إسرائيل تسبق أقوالها، لكنها الآن تقول كثيرا وتتردد في الفعل. لقد ركزت إسرائيل منذ عام 1981 على تطوير قدراتها العلمية والتقنية والعسكرية، ولا شك أنها حققت إنجازات علمية كبيرة، وطورت تقنيتها المدنية والعسكرية إلى درجة أن الدول الكبرى أخذت تتوجس خيفة وتحسب كثيرا قبل أن تقرر شيئا ضد إيران. أثبتت حرب عام 2006 ضد حزب الله أن قدرات إيران العسكرية متطورة جدا سواء من ناحية التسليح، أو من ناحية الصيالة (التكتيك)، وأعطت درسا مفاده أنه إذا كان حزب الله يمتلك أسلحة مضادة قوية، فإن إيران تمتلك ما هو أكثر قدرة وفتكا. وإذا كان حزب الله قادرا على المحافظة على أسرار أسلحته، فإن إيران تملك ذات القدرة، وأن ما يعرفه الناس عن قدرات إيران العسكرية أقل بكثير مما لا يعرفونه. خاضت إسرائيل عام 2006 حربا عمياء، وتورطت بمفاجآت عدة، فماذا يمكن أن يحصل لو قررت إسرائيل وأمريكا شن ضربات جوية ضد أهداف إيرانية؟ هذه مشكلة خطيرة مطروحة على طاولة المخططين الاستراتيجيين في الولايات المتحدة وإسرائيل، وعليهم أن يجيبوا عن أسئلة كثيرة حول قدرات إيران قبل توجيه ضربات جوية أو بحرية صاروخية. عليهم أن يحيبوا مثلا عن مدى فعالية ودقة الصواريخ الإيرانية، وعن إمكاناتها في الدفاع الجوي، وعن كثافة النيران التي يمكن أن تقذفها في ضربتها المضادة، وعن قدراتها الإليكترونية في التجسس وتعطيل الاتصالات، وعن قدراتها البحرية واحتمال إغراق بوارج حربية أمريكية، واحتمال إغلاق مضيق هرمز وضرب القواعد الأمريكية في الخليج والعراق وأفغانستان، الخ. وكون أمريكا وإسرائيل قد وصلتا إلى هذا الحد من العمى حول قدرات الطرف الآخر، فإنهما على وعي تام بأن ميزان القوى لم يعد كما كان، وأن احتمال الهزيمة في أية مواجهة عسكرية قائم. وما يعزز هذا الأمر هو استمرار إيران في الإفراج عن بعض أسرارها العسكرية كجزء من حرب نفسية ومن رسائل للطرف الآخر لردعه. المغامرة والمغامرة الأكبر إيران هي مصدر القوة التي أدخلت تغييرا على ميزان القوى، وضربها بالتالي الهدف النهائي للقوى التي تريد استمرار هيمنتها على المنطقة العربية الإسلامية، إلا إذا قررت هذه الدول التخلي عن احتكارها للهيمنة ومشاركة إيران في انخاذ القرار على مستوى المنطقة على الأقل. تقديري أن هذه الدول لن تجنح إلى المهادنة وستحاول تقويض معادلة القوى الجديدة والعودة بالتاريخ إلى الوراء. من المحتمل ألا تكون إيران هي هدف الضربة الأولى لأن هناك قوى غير إيران تستفيد من قوة إيران وتعزز مكانة إيران العسكرية وهي حزب الله وسوريا وحماس. أمام المخططين الاستراتيجيين الإسرائيليين والأمريكييين عدة أهداف، ولا أرى أنهم سيضربونها جميعا في آن واحد. هناك معايير يتم أخذها بالحسبان. فمثلا تشكل حماس الحلقة الأضعف، بينما تشكل سوريا حلقة الوصل، في حين يشكل حزب الله القاعدة المتقدمة، أما إيران فالمنبع. من المنطقي أن يختار المخطط ضرب الحلقة الأضعف وذلك لاستعادة جزء من هيبته، ولتكون ضربته درسا لمن ينتظرون. لكن إسرائيل ضربت غزة وفشلت في تحقيق أهدافها، وصنعت لنفسها صورة إعلامية عالمية سيئة، فهل ستعيد الكرة ثانيا؟ خسارة إسرائيل أو فشلها أمام حماس عبارة عن ضربة قوية للجيش الإسرائيلي، وستؤدي إلى مزيد من التدهور في صورته وهيبته. قد تكون حلقة الوصل، وهي سوريا الهدف الآخر لأن ضربها سيؤدي إلى وقف إمدادات إيران لحزب الله، ومن ثم تأليب الداخل اللبناني وتسليحه ضد الحزب مما قد يؤدي إلى انهياره. ضرب سوريا قد يؤدي إلى التخلص من القوة العسكرية السورية، ومن حزب الله في آن واحد. لكن إسرائيل ليست واثقة من نتائج الضربة ذلك لأن على الأراضي السورية أسلحة غير معروفة، وقدرات جوية ما زالت طي الكتمان، وإذا كان لإسرائيل أن تفشل في الحرب فإنها ستضطر للانسحاب من الجولان. الهدف الثالث هو حزب الله الذي ما زال يتوعد ويتهدد، ويبدو أنه ينتظر هجوما إسرائيليا بفارغ الصبر وذلك لكي يجرب أسلحته الجديدة، ولكي يغير المعادلة اللبنانية الداخلية. إسرائيل مترددة جدا، وهي كبالع المنجل: لا تستطيع الصبر على تزايد قوة الحزب، ولا تستطيع أن تضرب وهي واثقة من نفسها. والسؤال المهم: هل تضمن إسرائيل عدم تدخل مختلف قوى الممانعة إذا قررت ضرب أي جهة منها؟ من الوارد أن تشتبك كل قوى الممانعة ضد إسرائيل فيما إذا تمت مهاجمة أي جهة منها، وهذا يدعو إسرائيل إلى التفكير بالمزيد. هناك مغامرة كبيرة في ضرب إيران، لكن المغامرة الأكبر هي ترك إيران تتقدم تقنيا وتصنع عسكريا، وترفع من درجة نفوذها على مستوى المنطقة والعالم. إذا كان الأمريكي والإسرائيلي لا يقبلان شريكا في الهيمنة أو المنافسة، ولا يقبلان التحدي الإيراني فإنهما لا مفر يقبلان بخوض معركة المغامرة الصغرى، ولن ينتظرا المغامرة الكبرى. إسرائيل وأمريكا تخسران كل يوم تصبران فيه لأن قوة الطرف الآخر تتعاظم، لكنهما تدركان أن خسارة الحرب قد تعني تهديد وجود إسرائيل وانهيار بعض الأنظمة العربية وانهيار السلطة الفلسطينية في رام الله. شمولية الحرب من المتوقع أنه إذا تم اتخاذ قرار بضرب إيران فلن تكون الحرب برية شاملة، وإنما ستقتصر على ضربات صاروخية بحرية وبرية وجوية لأهداف منتقاة يُظن أنها أهداف نووية وتقنية عسكرية متطورة. وهذا أمر ينطبق على سوريا. أمريكا ليست معنية بحرب برية أخرى لا تستطيع أن تكسبها، وإسرائيل لا تريد خوض معارك برية مع جيش نظامي سيكبدها خسائر كثيرة. لكن الأمر مختلف بالنسبة لحماس وحزب الله لأن إسرائيل تتطلع إلى القضاء على المنظمتين وليس إلى مجرد تقليص قدراتهما العسكرية. في كل الأحوال، هناك محاذير بأن الأهداف التي سيتم ضربها ليست أهدافا حقيقية. مختلف أطراف الممانعة تتخذ احتياطات أمنية مكثفة بحيث أنها تقيم مواقع مموهة وكاذبة بهدف تضليل العدو، ومن المحتمل أن يتم توجيه الصواريخ ضد أهداف كرتونية لا حراك فيها مثلما حصل في جنوب لبنان عام 2006. الحرب ونتائجها من قراءتي للعقلية الإسرائيلية وللاستراتيجية العسكرية الأمريكية، ستكون هناك ضربات عسكرية ضد إيران وأنصارها، لكن ليس بالضرورة في آن واحد، إلا إذا تراجعت إيران عن طموحاتها وتطلعاتها. علما أن إيران لا تطمح لتكون قوة إقليمية فحسب، وإنما تتطلع إلى دور عالمي تعترف به الدول الكبرى. وكما أشرت أعلاه قرار الحرب يبقى رهنا بعوامل كثيرة، لكنه في كل الأحوال عبارة عن مغامرة ستشهد الكثير من المفاجآت، والكثير من التدمير والقتل. مما تتوفر لدي من معلومات قليلة أجمعها من وسائل الإعلام والتصريحات، تقديري أن أطراف الممانعة العربية والإسلامية ستصمد، وفي الغالب ستكسب الجولة. إسرائيل ستفشل، وإن دخلت أمريكا في مساعدة منها لإسرائيل، فإن أنفها سيمرغ من جديد، وستجد نفسها أمام مشاكل جديدة على المستوى العالمي. ليس بالسلاح فقط ستفشل إسرائيل، وإنما أيضا بنوعية المقاتل الذي ستواجهه. زمن الفرار من المعركة قد ولى، وهي تواجه منذ فترة جنودا يأبون الاستشهاد بظهورهم.
صحف عبرية 2010-08-31 لماذا يلقي الرئيس اوباما كل ثقل وزنه ومكانته على تحقيق هدف معقد، نغـّص عيش كل اسلافه وافشلهم؟ ولماذا يقرر سنة واحدة فقط لانهاء المفاوضات وتحقيق اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين؟ الجواب يخرج جدا عن التطلع الى تبرير جائزة نوبل للسلام التي منحت له ومن هدف منشود لانهاء نزاع يعود الى اكثر من مئة عام. اوباما هو رئيس الانجازات الكبرى والتاريخية. مجرد انتخابه ينطوي على مثل هذا الانجاز. كل سلوكه حتى الان في المواضيع الداخلية والخارجية موجه لترك مثل هذا الاثر. هكذا في الميزانيات الهائلة وفي الاصلاحات التي انتهجها في مجالات المالية، صناعة السيارات والتأمين الصحي. هكذا في المساعي لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع العالم الاسلامي وفي التعاون مع روسيا لتقليص مخزونات السلاح النووي. احلال السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، والذي في نظر الادارة سيجلب سلاما اسرائيليا ـ عربيا، يندرج في قائمة الانجازات التاريخية التي يريد أن يسجلها باسمه. الرئيس يؤمن بأن المواجهة الاسرائيلية ـ الفلسطينية تمنع الولايات المتحدة من تحسين علاقاتها مع العالم العربي، لمنع سلاح نووي عن ايران وتقليص قدرة الارهاب الاسلامي على تجنيد الاعضاء والمصادر، ولا سيما في العراق وفي افغانستان. هذه الفرضيات موضع خلاف، ولكنها تؤدي الى اعتبار حل المواجهة مصلحة استراتيجية اولى في سموها للولايات المتحدة. اوباما خصص سنة واحدة لتحقيق اتفاق بسبب اعتبارات سياسية داخلية واعتبارات استراتيجية دولية. بعد سنة سيبدأ الحملة الانتخابية للولاية الثانية. في اعقاب الانتخابات للكونغرس والتي ستعقد في تشرين الثاني (نوفمبر)، في افضل الاحوال ستتقلص الاغلبية التي لديه وفي اسوئها سيفقد السيطرة، على الاقل في مجلس النواب. من هنا، فان احتمال التشريع الثوري والانجازات التاريخية في الشؤون الداخلية سيكون صفرا. انجازات في السياسة الخارجية لا تمنح الانتصار في انتخابات الرئاسة، ولكن الاخفاقات تؤدي الى الهزائم. الرئيس نيكسون، مثلا، أجل لسنتين خروج الولايات المتحدة من فيتنام لاحداث توازن بين الفشل هناك والانجازات في اماكن اخرى، بما في ذلك العلاقات الدبلوماسية مع الصين واتفاق الحل الوسط مع الاتحاد السوفييتي. اوباما يخشى من اخفاقات متراكمة في الشرق الاوسط. فقد أعلن انه في غضون سنة سيخلي القوات من العراق وافغانستان. احتمال أن تسيطر ايران على العراق أو ان يتفكك هذا عقب حرب أهلية اكبر من احتمال أن يحافظ على الاستقرار وعلى العلاقة مع الولايات المتحدة. احتمالات طالبان في افغانستان للعودة الى الحكم أكبر من احتمالات الادارة الحالية للبقاء. التجربة لوقف البرنامج الايراني لتحقيق السلاح النووي من خلال العقوبات هزيلة، وانضمام تركيا الى المحور الاسلامي المتطرف عززته. بعد سنة ستقف الولايات المتحدة أمام تهديدات متعاظمة وخطيرة على كل مواقفها ومكانتها في الشرق الاوسط، وفي اعقاب ذلك على مكانتها في العالم بأسره. ومثلما في حالة نيكسون، تقدر ادارة اوباما بأن حل المواجهة الفلسطينية ـ الاسرائيلية سيوازن الاخفاقات الاخرى في المنطقة. وعليه، رغم ان احتمالات تحقيق تسوية في غضون سنة متدنية، الا ان اوباما سيبذل جهدا هائلا وسيستخدم كل ما لديه كي يحقق تسوية، ويبني بواسطتها منظومة استراتيجية عربية ـ اسرائيلية حيال المحور الراديكالي المضاد. على حكومة اسرائيل على الاقل أن تفهم، وقدر الامكان ان تراعي دوافع اوباما. ‘ باحث كبير في معهد بيغن السادات جامعة بار ايلان يديعوت 31/8/2010 (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 01 سبتمبر 2010)
مؤسس الكونغرس الإسلامي الكندي في حوار خص به «العرب»: كندا بدأت تقليد أوروبا في التضييق على المحجبات والمنتقبات
2010-08-12 حوار – رانيا غانم كثيرة هي التحديات التي تواجه المسلمين في البلدان الغربية، وتزداد حدتها مع تصاعد موجات العداء ضد الإسلام ورموز الدين الإسلامي، والتي تنتقل عدواها من بلد إلى آخر بسرعة مفرطة تؤدي إلى خلق مشكلات بالجملة للمسلمين في تلك البلدان، وهي مشكلات تنعكس على تفاصيل حياتهم ومستقبلهم ومستقبل أولادهم في بلدان اعتبروها أوطانهم، وعاشوا فيها منذ عشرات السنين على هذا الأساس، وتعمل بعض المنظمات والجهات الإسلامية على جمع أفراد الجالية المسلمة داخلها، وخدمة الإسلام والدفاع عن الإساءات التي يتعرض لها، وعن المسلمين وحريتهم في أداء شعائرهم، فضلاً عن انخراطهم الصحي والإيجابي في المجتمعات التي يعيشون فيها، ويعد الكونغرس الإسلامي الكندي واحداً من أهم تلك المنظمات الموجودة في دولة كندا التي تحتل غالبية مساحة قارة أميركا الشمالية، «العرب» انفردت بحوار مع مؤسس الكونغرس الدكتور محمد إبراهيم المصري، وهو إمام وخطيب بمساجد كندا، اختير من أهم 500 شخصية إسلامية في العالم لعام 2009 عن طريق جامعة جورج واشنطن الأميركية، وله نشاط في خدمة الجالية الإسلامية بكندا خلال الـ40 عاما الماضية، ويمثل الجالية في المؤتمرات العالمية وحاصل على أعلى جوائز كندا في الخدمة العامة، وله 12 كتاباً في الفكر والشعر الإسلامي باللغتين العربية والإنجليزية، ومنها مؤلفه «1000 سؤال عن الإسلام»، وهو مهتم بقضايا العدل الاجتماعي والسلام العالمي والتصدي للعداء للإسلام والحوار بين الأديان، ونشر أكثر من 500 بحث في هذه الموضوعات. من الناحية الأكاديمية يعمل المصري المتخرج من كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1965 أستاذا ورئيسا لمجموعة أبحاث الإلكترونيات بجامعة «واترلو» والتي تعد أكبر جامعة كندية في الهندسة، ومستشارا لعدد من مراكز الأبحاث في كندا واليابان والولايات المتحدة الأميركية، أشرف على أبحاث أكثر من 200 درجة للدكتوراه، وطلبته الآن أساتذة في غالبية جامعات العالم من ضمنهم أساتذة بجامعة قطر وجامعات المدينة التعليمية بمؤسسة قطر يعتز بهم وتواصل معهم خلال زيارته الحالية للدوحة، ومن ضمن طلابه أيضا مؤسس شركة «بلاك بيري» العالمية، وأسس الكثير من المؤتمرات العالمية، فضلا عن ترؤسه لتحرير مجلة كندية The Canadian charger ولها قناة تلفزيونية على الإنترنت تهدف إلى خدمة الإسلام والمسلمين والمجتمع الكندي. وإليكم تفاصيل الحوار: بداية نود أن نعرف ما هو الكونغرس الإسلامي الكندي، وما الدور الذي يقوم به؟ – الكونغرس الإسلامي الكندي هو مؤسسة كندية مسجلة مع الحكومة الفيدرالية، قمت بإنشائها منذ أكثر من 15 سنة، وتحديدا عام 1998 كي تمثل الإسلام والمسلمين في كندا، وهم حوالي مليون شخص من 33 مليوناً هم عدد سكان كندا، وهدفها خدمة الإسلام والمسلمين في أنحاء كندا، فنحن نسبة كبيرة في أميركا الشمالية ونسبتنا أكبر من المسلمين في الولايات المتحدة الأميركية، كما أن مستوى تعليمنا مرتفع، لأن الحكومة الكندية تشترط في قوانين الهجرة الخاصة بها أن يكون المهاجر حاصل على درجة جامعية، كما أن أولادنا كلهم جامعيون، وتقلدنا مناصب عالية، مثل أساتذة ومديرين للجامعات، وفي المحاماة، والنيابة والقضاء، وأعضاء بالبرلمان ومجلس الشيوخ، فنحن موجودون في كل المجالات الحكومية والمرموقة في كندا. وبعد أحداث 11 سبتمبر بدأنا نشعر بقوة الإعلام، وأن صورة الإسلام والمسلمين تسوء بسبب الصورة التي يرسمها الإعلام الكندي في صحافته المرئية أو المكتوبة عن الإسلام والمسلمين، وتصدينا لهم وعملنا تقارير ودراسات عنهم، وحاولنا أن نصلح صورة الإسلام والمسلمين، وبذلنا جهودا كبيرة، وحصلت في 2007 على موافقة الحكومة الكندية بتخصيص شهر أكتوبر من كل عام للتعريف بالإسلام وحضارته والمسلمين في كل الجامعات، وهذا قانون، فهم لا يعطون مالا لذلك، لكنهم يسمحون فيه للمسلمين بالتعريف بالإسلام والمسلمين طوال الشهر المحدد. وكيف يتم ذلك التعريف وما هي آلياته؟ – طوال شهر أكتوبر نقيم الكثير من المحاضرات ومعارض الكتب، والندوات لمتحدثين يتكلمون عن الإسلام، ولإعلاميين يروون قصصاً واقعية عن أحوال المسلمين في المناطق التي عايشوها، ويكون اختلاف الوسائل حسب نشاط الجالية نفسها، فكلما زادت الجالية من نشاطها خلال هذا الشهر ونوّعته، يكون أفضل، وينتظر الكنديون شهر أكتوبر من كل عام ليعرفوا معلومات جديدة عن الإسلام والحضارة والثقافة الإسلامية والمسلمين في كندا وأحوالهم وغيره الكثير. ولقناعاتي أن الإعلام مهم جدا، بدأت من حوالي 3 سنوات إنشاء دار نشر أسميتها «صوت كندا» وهي مسجلة مع الحكومة بحيث تكون صوت لكندا، أو صوت الجماعات المهمشة، والمسلمون مهمشون بدرجة كبيرة في الإعلام الرسمي أو الربحي، وتصدر مجلة إلكترونية وفضائية على الإنترنت. وما الجهود التي تبذلونها في هذا الإطار لتحسين صورة الإسلام من خلال المجلة؟ – مشروعنا متكامل لأنه يخاطب الكنديين كلهم، وثانياً يركز على قضايا أخرى بجانب تحسين صورة الإسلام والمسلمين، لأننا نريد أن يعرف الكنديون أن المسلمين أعضاء في المجتمع وغير منغلقين على شؤونهم الخاصة فقط، لدرجة أنني اخترعت كلمة «الاندماج الذكي»، بأن يكون هدف الشخص ككندي مسلم مواصلة الاندماج في مجتمعه بذكاء، فهو أمر وسط بين الانغلاق، وبين التحلل من القيم الإسلامية والانفتاح على الغرب بنسبة %100، فكلاهما مُضر، وخير الأمور الوسط، وهو أن يكون يتعامل الشخص مع المجتمع الكندي ومشاكله ويحاول حلها، فهو لا بد أن يصوت في الانتخابات، وفي كل انتخابات أخصص خطب الجامعة السابقة لها للحديث عنها، فالتصويت هو كالشهادة التي يأثم كتمانها بالامتناع عنها، ونحن لدينا حرية في الاختيار والتصويت لمن نجده أفضل من يمثل دائرتنا، صحيح قد يكون كل المرشحين غير مسلمين، لكن بالتأكيد هناك من هو الأحسن بينهم، ونقول للمسلم إنه بعدم تصويتك والجلوس في بيتك، فكأنك تمنح صوتك للشخص الآخر الذي يضر بك، وفي نهاية المطاف الراتب الذي يحصل عليه عضو البرلمان يأتي من دافعي الضرائب، فأنت من تعطيه راتبه، لذا عليك واجب الاختيار والتصويت. وأنا عملت دراسة في الانتخابات الفيدرالية قبل الماضية وكررناها في آخر انتخابات أيضا منذ حوالي 4 سنوات، وهي أن نُقيّم من يخوضون الانتخابات ونعطيهم درجات إما A أو B أو F، فنحن ننشر 20 قضية نرى من وجهة نظرنا أنها تخدم الإسلام وتخدم كندا، فكندا ليس لديها مصلحة أن ترسل جنوداً لاحتلال أفغانستان، فنحن هناك لدينا مثل هذه الأمور واضحة، وننشرها ونجري الدراسة على أساسها، ولو وجدنا المرشح ضد هذه الأشياء نعطيه تقييم F، ولو وجدناه مع غالبيتها نعطيه A، أي أنه جيد ونستقبله بترحاب وننتخبه وندعو لانتخابه، أما الدرجة B فنمنحها لمن هو في المنتصف، وأحدث هذا التقييم تأثيراً كبيراً جدا في أوساط المسلمين وغير المسلمين، حيث بدأ المسلمون يهتمون ويعرفون، وإما يوافقون معي على التقييم أو يكونون ضده ويشرحون لماذا، ويقدمون حيثيات وأسباب تقديرهم للمرشح ونحن ننشرها، ونشرنا هذه التقارير في الانتخابات الفيدرالية الماضية، وكذلك التي سبقتها، وحتى غير المسلمين لاحظوا قوتنا، لدرجة أن رئيس الوزراء الكندي هاتفني في البيت وقال لي: أنت أعطيت F لكذا وكذا وكذا، برغم أنهم يستحقون أكثر من هذا، فقلت له: إنه من المفترض أن توضحوا لنا ذلك، وترسلوا لنا أحداً يقول حيثيات منحهم التقديرات الأعلى، فلو اقتنعت بذلك ووجدتها صائبة سأغيرها، فأنا رجل بروفسير في الجامعة وأتعامل مع قرائن وحيثيات واضحة، وبناء عليها أمنح التقدير، والشيء نفسه يحدث مع أي شخص، فنحن نقوم بخطوات عملية على أرض الواقع، نحن الآن لا نبني مساجد أو مدارس أو مقابر، وإنما نُنشئ مؤسسات إعلامية دعوية تتواصل مع المسلمين وغير المسلمين، بحيث يعرف الكنديون أننا لنا تأثير ووزن يعتد به في المجتمع. وما وضع مسلمي كندا في الجانب السياسي، هل وصلوا إلى أن يصبحوا وزراء أو نواباً بالبرلمان؟ – نعم حاليا يوجد 3 نواب في مجلس الشيوخ، رجل وامرأتان وفي البرلمان كان هناك 5 مسلمين والآن هم اثنان، فالأمر يتراوح من دورة لأخرى، ونحن نشجع أولادنا على ذلك خصوصا الجيل الثاني، أن يكون المسلم مهندساً أو محامياً أو طبيباً، وفي الوقت نفسه يهتم بالجانب السياسي ويرشح نفسه، لأن السياسة ليست كلها شيء سيئ، فهناك ساسة محترمون ولديهم أخلاق ومبادئ، ويؤثرون تأثيراً إيجابياً، وهناك العكس سياسيون موبوءون بكل الشر نبتعد عنهم، وأنا أقصد أن السياسة لها جوانبها المختلفة، ونحن لا بد أن نطعمها بعناصر إسلامية صالحة تخدم أهل دائرتها، ويعرفهم الناس ويثقون فيهم وفي أخلاقهم، وفي وعودهم التي ينفذونها، وأن يكونوا قدوة صالحة ونموذجاً طيبا عن المسلمين والإسلام، فيُعرف من خلالهم أن المسلم كلمته موثوقة، ويمكن استئمانه، ويستطيع التحرك في كل شيء موجب لأهل دائرته وبلده، فكندا هي بلدنا ككنديين مسلمين. ما نسبة ذوي الأصول الكندية من تعداد مسلمي كندا المليون؟ – ثلث المسلمين في كندا من أصول هندية وباكستانية بنغلاديشية، والثلث الثاني من الدول العربية، أما الثلث الأخير فهو من جميع أنحاء العالم بما فيها كندا، فنسبة المسلمين من أصل كندي حوالي 10 % من تعداد المسلمين، وأقصد المتحولين إلى الإسلام، لأن نصف المسلمين في كندا مولودون فيها، فهم كنديون بالميلاد. وكيف يمكن للمسلمين هناك الحفاظ على هويتهم؟ – هناك أشياء كثيرة، فهم أولا يتعرفون على دينهم من خلال المدارس في نهاية الأسبوع (الويك إند)، كأن يتعرفوا على القرآن ويقرؤونه، والحديث ويتدارسونه، ويقومون بتطبيقه في حياتهم، وأن يصلوا الجمعة، والجامعات كلها هناك فيها طلاب مسلمون، وأنا أخطب في جامعتي «واترلو»، وهي أكبر جامعة في الهندسة، وفيها حوالي 100 شخص ما بين طالب وأستاذ يحضرون خطبة الجمعة. كما تعد صلاة العيد من وسائل الحفاظ على الهوية، فهي تقام في أماكن كثيرة لأن المساجد لا تكفي، ونأخذ ساحة كبيرة لذلك. الأمر الآخر الهام أن يعرفوا اللغة العربية ويتحدثوا ويقرؤوا بها، وأن يستخدموا أسماء إسلامية لأبنائهم، وأن يقوموا بأداء الحج والعمرة، فنحن تقريبا 5000 حاج كل عام من كندا يقومون بأداء الحج، ونسبة كبيرة منهم شباب، وكل هذا يصب في الحفاظ على الهوية الإسلامية. هل تعانون هناك كمسلمين من مشكلات الانقسامات ما بين سنة وشيعة بشكل كبير كما يحدث في بعض الدول وينعكس على الجاليات المسلمة في الغرب؟ – لا، فالشيعة هناك أقلية، نسبتهم حوالي %10 من إجمالي المسلمين، ونتعاون معاً لأن هناك مشاكل مشتركة وهموماً تجمعنا، فعلى سبيل المثال ليس من مصلحة المسلمين جميعا أن تعتدي أميركا أو إسرائيل على إيران، فنحن بقدر المستطاع نتحاشى الأشياء المذهبية، والكثير من الشيعة يُصلون مع السنة بتفهم، صحيح ليس الأمور جيدة تماماً ولكن على الأقل بنسبة %90. والحمد لله لا يحدث أي تصادمات أو غيره لأن مستوى التعليم في الجانبين عال، ويتفهمون جميعا أن كندا لها خصوصية، ولا بد أن يتعاونوا، وأن كلا الاثنين أقلية، فعندما يشوه أحد صورة الإسلام والمسلمين، فهو يشوه كلا الاثنين معا، محمد وعلي وعمر وفاطمة وعائشة، أقصد أنه لا توجد تفرقة بيننا فكلنا مسلمون. «الكونغرس الإسلامي» هل هو جهة تجمع كل المنظمات الإسلامية أو هو إحداها؟ – هو إحدى المنظمات الإسلامية، وهو يجمع نوعين من العضوية فيه، العضوية الفردية للأشخاص، أو عضوية المنظمات، فأنا كفرد يمكنني الانضمام إلى الكونغرس، كما يمكن لأي منظمة الانضمام إليه. كيف يقضي المسلمون رمضان في كندا، وما مظاهر ذلك؟ – صلاة التراويح مهمة جدا، والمساجد كلها تكون ممتلئة في خلالها، ويكثر الحفّاظ، بعضهم من كندا نفسها، وبعضهم من خارجها يأتون إلينا خلال الشهر المبارك، وكذلك وجود التمر مهم جدا للبيوت الإسلامية، باعتباره سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والعيد وبهجته وصلاته، وألعاب الأطفال فيه ليشعروا به، وزكاة الفطر وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين. وكلها مظاهر يهتم بها المسلمون في رمضان. فيما يتعلق بالإساءات التي يتعرض لها الإسلام تباعا، هناك من يرى بأهمية الرد عليها بشتى الطرق، ومن يرى أن الإسلام أكبر من كل ذلك ولا داعي للاهتمام بتلك التفاهات، فأي الفريقين تؤيد؟ – بالطبع لا بد من الرد عليها، وهناك وسائل عديدة وجهات لذلك، فمثلا في كندا يمكنك أن ترسل خطاب إلى الجهة التي تنشر أو تسيء للإسلام، وتقوم بنشرها غالبا، وإن لم تفعل هناك جمعية للصحافيين نوجه شكوانا لهم، وهي جهة محايدة، ولو وجدوا فعلا أن الجريدة أخطأت بالنشر، وأخطأت مرة أخرى بالامتناع عن نشر الرد يفرضون عليها نشره، وهذا غير موجود في مكان آخر، ونحن نرد على الإساءات بوسائل شتى. لكن ماذا عنا نحن هنا في البلدان الإسلامية كيف يمكننا الرد؟ – بمساعدتكم للمسلمين هناك، وهم من يتولى ذلك، لأننا هناك نفهم طبيعة تلك المجتمعات، فأنا مثلا أفهم المجتمع الكندي أكثر من المجتمع المصري، فأنتم تدعموننا معنويا وماديا، ونحن نتصرف، لأننا نفهم القانون والإعلام والمجتمع الكندي والتفكير هناك، فأحيانا نرفع دعاوى ضد الصحف أو الجهات التي تسيء للإسلام، وهذا يحتاج إلى مصروفات باهظة. هل تتعرض المسلمات لمضايقات مثلما حدث في أوروبا من سن قوانين تمنع النقاب، أو تضييق في ارتداء الحجاب وغيرها؟ – بدؤوا في ذلك، وفي تقليد أوروبا وما يحدث فيها، خصوصاً في مقاطعة لدينا تقلد أوروبا اسمها «كيباك»، هي مقاطعة فرنسية وتقلد فرنسا تحديدا لأن ثقافتها ولغتها فرنسية، ونحن نشرح للكنديين ونضغط على السياسيين ونُحضرهم ونتحدث إليهم، وهناك أشياء كثيرة ننجح فيها وأخرى نفشل فيها، فنحن لنا باع، لكن لا بد أن نقويه وعلى أهل الخير من المسلمين دعمنا في ذلك، حتى نختصر الوقت فالشيء الذي قد نفعله في 6 أشهر يمكننا أن ننجزه في 3 أشهر لو توفر الدعم اللازم لجهودنا.
(المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 01 سبتمبر 2010)
هل ما زال أوباما يثق في فريقه؟
ناشد عالم سياسة أميركي رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما أن يفكر جديا بإعادة النظر في معاونيه الاقتصاديين وفريق السياسة الخارجية التابع له. وأعرب ستيفن وولت -أستاذ العلوم السياسية الأميركي- عن أمله في أن يجد أوباما الوقت للتفكير في أمر فريقه الاقتصادي ونخبة مساعديه التي تضطلع بأمور السياسة الخارجية. وقال إن أوباما ورث من سلفه اقتصادا في حالة سقوط حر، وحربا خاسرة في العراق، وحربا في سبيلها للخسارة في أفغانستان، ناهيك عن تدهور صورة أمبركا في الخارج. وأضاف في مقال نشرته له مجلة فورين بوليسي ذات التأثير على مراكز صنع السياسة الأميركية، أن عملية سلام الشرق الأوسط في حالة غيبوبة علاوة على تحديات مختلفة ومتنوعة في كل من السودان والصومال وكولومبيا. وأشار وولت إلى أنه من العسير على المرء في ضوء تلك المشاكل أن يتوقع من أوباما تحقيق نجاح كامل بعد أكثر من عام ونصف العام بقليل منذ توليه منصبه. وتساءل قائلا « هل هناك هواجس خاصة تخالج أوباما بخصوص الأشخاص الذين كان يعتمد عليهم في تقديم النصح والاستشارة؟ ومع تباطؤ الانتعاش الاقتصادي, فهل ما زالت لديه نفس الثقة في أشخاص مثل وزير الخزانة تيموثي غيثنر, وكبير مستشاريه الاقتصاديين لاري سمر ورئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي بن برنانكي؟ ومضى الكاتب في تساؤلاته ليقول هل ما زال الرئيس يثق بفريقه الخاص بالشرق الأوسط؟ وماذا عن ريتشارد هولبروك وستيفن بوسورث المبعوثين الرفيعي المستوى اللذين كان من المفترض أن ينجح سحرهما في كل من موضوع باكستان وأفغانستان وكوريا الشمالية؟ وهل لمسلسل الأخبار السيئة وندرة النجاح الملموس في كل من أفغانستان وباكستان ستثير الشكوك في رأسه حول الحكمة من بقاء هؤلاء الذين زينوا له التصعيد هناك؟ وخلص أستاذ العلوم السياسية إلى التأكيد بأن انتخابات الكونغرس النصفية ستكون بمثابة استفتاء على أداء أوباما حتى حينه كما أنها لن تكون سهلة أو جيدة, فاليمين يكرهه ويناصبه العداء, أما اليسار التقدمي فهو فقد إيمانه فيه، في حين أن الوسط مشوش ومضطرب. وقال إن على أوباما أن يتطلع قدما إلى العام 2012، مؤكدا أنه يرغب في ضخ بعض الدماء الجديدة في الفرع التنفيذي لإدارته. وختم وولت مقاله بالقول إن الرئيس بحاجة لتحقيق نجاح مهم في مكان ما, « ولكن أين؟ ومن من فريقه الحالي يمكنه أنجاز ذلك؟ المصدر:فورين بوليسي (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 01 سبتمبر 2010)
نيويورك تايمز: حرب العراق عبثية
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن حرب العراق جعلت الأميركيين أقل أماناً، وخلقت تنظيما إرهابيا جديدا، واستنفدت موارد الولايات المتحدة العسكرية وصرفت الانتباه عن أفغانستان. وأضافت أن إيران بعد أن انزاح عن كاهلها ما كان يمثله عراق قوي من خطر عليها، تحررت أكثر لتمضي قدما في تنفيذ برنامجها النووي وتوجيه المنظمات الإرهابية وتمويلها والتدخل في الشؤون العراقية. وأشادت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم بإعلان الرئيس باراك أوباما رسميا في خطابه أمس نهاية العمليات القتالية في العراق، واصفة الحرب التي شنتها الولايات المتحدة هناك بأنها « مأساوية وعبثية ». وقالت إن امتلاك نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أسلحة دمار شامل ثبت أنها لم تكن سوى دعاية روجت لها إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش. وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب لم تدشن عهدا جديدا من الديمقراطية في الشرق الأوسط، ومع ذلك فإن ثمة إرهاصات في العراق على وجود سياسة ديمقراطية تبعث على الأمل. وأقرت نيويورك تايمز أن أوباما كان محقا عندما لم يدَّعِ تحقيق نصر في العراق لأنه لم يكن هناك نصر تحقق، مشيرة إلى أن أميركا لا تزال تواجه تحديات هائلة في الحرب الأخرى التي تدور رحاها في أفغانستان. ومضت الصحيفة الأميركية الواسعة الانتشار إلى القول إن أوباما سيتمسك بخطته الرامية لبدء الانسحاب من أفغانستان في أغسطس/آب المقبل، لكن يتعين عليه أن يشرح بوضوح وعاجلا كيف سيتسنى له « تمزيق وتفكيك تنظيم القاعدة وإلحاق الهزيمة به » والالتزام بذلك الجدول الزمني للانسحاب. المصدر:نيويورك تايمز (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 01 سبتمبر 2010)