TUNISNEWS
8 ème année, N 3211 du 08 .03 .2009
حــرية و إنـصاف:لنجعل الثامن من مارس يوما عالميا للتضامن مع الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الصهيوني
د أ ب:الرئيس التونسي « يلازم الراحة » بسبب إصابته بـ « زكام حاد »
الجـمـعـيـة الـتـونـسـيـة لـمـقـاومة الـتعـذيـب:أوضاع الناشطات في تونس: مزيدا من العنف والتنكيل
العرب:تونس: «البراءة» لسجين متوفى
شبكات إخبارية : أمنيستي تطالب برفع حظر السفر عن الحقوقي محمد عبو
اللقــاء الإصـلاحي الديمقراطــي : في الذكرى الأولى لمطلب التأشيرة [28 فيفري 2008 ]
الطاهر بوبحري:هل مات حقا الشيخ ضو صويد؟
البشير بوشيبة : ترجل أحد رجالات حركة الاتجاه الإسلامي
كلمة:الحوض المنجمي والمعاناة المستمرة
كلمة:اتحاد الشغل يحتفل ب8 مارس و يغيّب نساء الحوض المنجمي
كلمة: زيــــــــــــــــــــــــــارة ليليّة عادية!
كلمة:علــــــــــى الحــــــــــــــــــــــدود
مواطنون:منع بثّ برنامج على قناة حنبعل : سقوط قناع حرية الاعلام الزائف
إلى وزير الاتصال و العلاقات مع مجلس النواب و مجلس المستشارين : »مواطنون » تدعوك إلى رحابها
مواطنون:2009… سنة المئويات والانتخابات والملفّات المًهمَلة
العرب:القرضاوي يقبل دعوة تونسية للمشاركة باحتفالات القيروان
قدس برس:تونس: الدكتور القرضاوي يحل ضيفا رسميا على تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية
كلمة:استعدادات أمنية للاحتفال بالمولد النبوي الشريف
الجزيرة.نت: دبي تحتفل بمئوية أبو القاسم الشابي
جمعية أهــــــــــــــــــــل البيت الثّقافيّة تونس:تهنئة
ثامر الزغلامي :الاعلام الالكتروني : مستقبل الصحافة « موضوع الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للصحافة ببيروجيا الايطالية
الخبير االاقتصادي الأستاذ حسين الديماسي لـ »مواطنون »:لابد من معالجة كونية وفاقية للأزمة المالية الحالية
طهران ـ الصباح:اليوم اجتماع اللجنة المشتـركـة التونسية ـ الايرانية: 5 آلاف سائح إيراني.. وتضاعف قيمة المبادلات 6 مرات
كلمة:مقابلة رياضية في جندوبة تنتهي بتبادل العنف وعرقلة الفريق الضيف
كلمة:الإتحاد المنستيري، تداخل بين الرياضي والسياسي
سليم بوخذير:الترجي يعيد البنزرتي بعد فسخ تعاقده مع منتخب ليبيا
الصباح:فشلا في اغتصابها فقتلاها
محمـد العـروسـي الهانـي مقترحات جريئة لدعم التشغيل و ما أدراك ما التشغيل
الشيخ راشد الغنوشي : مدى قابلية النظم العربية للتحول الديمقراطي.. تونس نموذجا
محمد شمّام: هل انتهت أحداث غزة ؟ (3)
الصباح :المناضلة الفلسطينية ليلى خالد: «أعتز بأنّي جزء من النساء اللائي حملن السلاح من أجل عزة الشعب»
الجزء الثاني من حواره المفتوح مع جمهور « إسلام اون لاين.نت »عزمي بشارة : النضال المسلح ليس مفضلا لدى عرب 48
طارق الكحلاوي :في الإسلاموفوبيا (4)
إسلام أون لاين.نت:متزامنة مع « انفتاح » السلطات على الإسلاميين صراعات الحرس القديم والجديد تصل ليبيا
الجزيرة نت :جلاّد سجن أبو غريب يلقى مصرعه بأفغانستان
هآرتس:مصر والسعودية تسعيان لاستعادة زعامتهما بشق الأنفس خشية تهديدات اللاعبين الجدد
يديعوت أحرونوت:يا اوباما دعك من حل الدولتين
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:
أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 11 ربيع الأول 1430 الموافق ل 08 مارس 2009
لنجعل الثامن من مارس يوما عالميا للتضامن مع الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الصهيوني
يحيي العالم يوم 8 مارس من كل عام اليوم العالمي للمرأة و يحتفل به تقديرا لدورها ووفاء لنضالها و تضحياتها و مطالبا بمنحها حقوقها المسلوبة و تحسين أوضاعها الحياتية و في هذا الإطار لا يمكن تجاهل معاناة آلاف الفلسطينيات اللواتي تعرضن للاعتقال و زج بهن في غياهب سجون الاحتلال و يتعرضن لصنوف مختلفة من التعذيب الجسدي و النفسي و المعاملة القاسية بما فيها التحرش الجنسي أو الاعتداء الجنسي أحيانا حيث لا يزلن يعانين من آثارها النفسية و الجسدية ولا تزال العشرات منهن يقبعن في السجون في ظروف قاسية فمنهن أمهات أنجبن داخل الأسر أو تركن أطفالهن دون رعاية و منهن زوجات و أزواجهن أو أشقاؤهن معتقلين في سجون أخرى و بعضهن طالبات و فتيات قاصرات دون سن 18 عاما و منهن من تعاني من أمراض خطيرة كحالة الأسيرة أمل جمعة المصابة بمرض سرطاني خطير و تماطل سلطات الاحتلال في علاجها و ترفض إطلاق سراحها رغم أنها قضت خمس سنوات من 11 عاما هي مدة حكمها كما أن بعضهن قد صدر بحقهن حكم بالسجن وصل للمؤبد مرة واحدة أو عدة مرات مثل الأسيرة أحلام التميمي التي تقضي حكما بالسجن المؤبد 16 مرة و قاهرة السعدي ثلاث مؤبدات وثلاثين سنة و أمنة منى و سناء شحادة و دعاء الجيوسي يقضين حكما بالمؤبد و غيرهن كثيرات. و لم يعد الأمر مقتصرا على اعتقال الأحياء منهن حيث لازالت سلطات الاحتلال تحتجز العديد من الشهيدات كعقاب لهن إذ تحتفظ بجثامينهن الطاهرة و ترفض تسليمهن لأهاليهن أمثال الشهيدات آيات الأخرس و دارين أبو عيشة و وفاء إدريس و هنادي جرادات و هبة ضراغمة.
و حرية و إنصاف
1) تحيي بهذه المناسبة المرأة الفلسطينية المناضلة و دورها الطلائعي في مقاومة الاحتلال و تقدر تضحياتها حق قدرها شهيدة و أسيرة و مقاومة و مرابطة و في مختلف مواقع الفعل في المجتمع و تعتز بما قدمته المرأة الفلسطينية من مثال للمرأة الحرة و المسؤولة و الصامدة. 2) تدين الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين و سياسته الممنهجة لاستئصال شعب بأكمله و تعتبر أن ما تتعرض له الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال من الإيقاف الإداري و الإبعاد و الإهمال الصحي و التفتيش المفاجئ و تعرية الأسيرات و الأطفال و العزل الانفرادي و الحرمان من مواصلة التحصيل العلمي و الإجراءات التعسفية في الزيارة العائلية هو جزء من محاولة يائسة لإخضاع شعب كامل للهيمنة الإسرائيلية. 3) تدعو كل أحرار العالم للعمل على تحرير الأسيرات الفلسطينيات و وضع حد لكل جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل و تعتبر أن هذا الصمت هو مشاركة في جريمة نكراء ضد الإنسانية. عن المكتب التنفيذي للمنظمة المكلف بمكتب قضايا التحرر في الوطن العربي و في العالم الأستاذ حاتم الفقيه
الرئيس التونسي « يلازم الراحة » بسبب إصابته بـ « زكام حاد »
(د ب أ)- أعلن الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية التونسية اليوم الأحد أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي /72 عاما/ « سيلازم الراحة » بسبب « زكام حاد ». وقال المتحدث في بيان نشرته وكالة الانباء التونسية: « على إثر زكام حاد وبإشارة من طبييه الخاص سيلازم الرئيس زين العابدين بن علي الراحة.. وتبعا لذلك يتعذر على سيادته الإشراف بالقيروان /160 كلم جنوب العاصمة تونس/ على الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وإعطاء اشارة انطلاق برنامج القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية 2009 ». وأوضح المصدر الذي لم يحدد مده هذه الراحة أن بن علي كلف رئيس وزرائه محمد الغنوشي « بالإشراف على هذه المناسبات ». (المصدر: وكالة أنباء ( د أ ب ) بتاريخ 8 مارس 2009 )
الجـمـعـيـة الـتـونـسـيـة لـمـقـــــــــــــاومة الــــتــعــذيـــب ASSOCIATION DE LUTTE CONTRE LA TORTURE EN TUNISIE
أوضاع الناشطات في تونس: مزيدا من العنف والتنكيل
تحيي النساء في تونس اليوم العالمي للمرأة في وقت تزداد فيه أوضاعهن قساوة,فالبطالة والفقر والتهميش ما تنفك تتفاقم يوما بعد يوم, في حين تواصل السلطة الإيهام بأن النساء في تونس تتمتعن بكل الحقوق. جاءت أحداث الحوض المنجمي, والتي تواصلت كامل النصف الأول من السنة المنقضية,لتكشف عن حقيقة أوضاع النساء,فخروج المئات منهن في المسيرات ومشاركاتهن في الإعتصامات و قيامهن بإضرابات عن الطعام كشف عن حجم معاناتهن ومعاناة كل متساكني المنطقة. و قد واجهت السلطة تلك التحرّكات بالقمع والتنكيل.ولم يكن وضع النساء في بقية الجهات بأفضل حال . وتتعرّض الناشطات للهر سلة والاعتداء في خرق سافر للقانون و الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها تونس.ويكفي الإطلاع على الحالات الموالية لكشف حقيقة أوضاعهنّ:
1ـ جمعة الجلابي: 45سنة,ربة بيت ,زوجة السجين عدنان الحاجي.تعرضت يوم09افريل2008 إلى اعتداء بوليسي فظيع أدّى إلى نقلها إلى المستشفى وإخضاعها إلى عملية جراحية , مع العلم انه لم يكن خافيا على البوليس أن حالتها الصحيّة متدهورة باعتبارها تعيش بكلية واحدة تبرّع بها لها زوجها .وكانت قد قادت جملة من الاحتجاجات النسائية سواء عند اعتقال قادة الحركة الاحتجاجية في أفريل2008أو إثر اعتقالات شهر جوان 2008 و آخرها مسيرة27جويلية الماضي. و منعت جمعة الحاجي العديد من المرات من الوصول إلى تونس العاصمة أوجندوبة حيث دعيت من قبل أحزاب المعارضة وجمعيات المجتمع المدني لتقديم شهادتها حول أحداث الحوض المنجمي. وتتواصل معاناتها سواء مع المراقبة البوليسية التي جعلتها تعيش مع ابنتها في عزلة, أو في تحمّل أعباء السفر أسبوعيّا إلى سجن القصرين , حوالي320كلم ذهابا وإيابا, في الوقت الذي أوقفت فيه جراية زوجها منذ اعتقاله في 23جوان الماضي. 2ـ غزالة محمدي:30سنة,صاحبة شهادة معطلة عن العمل,من مؤسسي حركة المعطّلين عن العمل بجهة قفصة,مناضلة حقوقية وسياسية.أطردت من العمل بجمعية التنمية بقفصة يوم30أكتوبر 2008 بسبب نشاطها لفائدة معتقلي الحوض المنجمي.تعرضت للاعتداء بالعنف العديد من المرات على يد مسؤولين أمنيّين بالجهة. ففي يوم5جوان2008إعتدى عليها محمد اليوسفي رئيس فرقة الإرشاد بقفصة بالمستشفى الجهوي حيث كانت تزور ضحايا إطلاق الرصاص بالرديف وتلتقط صورا لهم .وبمناسبة محاكمة عدنان الحاجي ورفاقه يوم11ديسمبر2008تعرّضت غزالة محمدي من جديد للاعتداء على يد كلّ من محمد اليوسفي وفاكر فيّالة,رئيس منطقة الشرطة بقفصة,لمنعها من حضور المحاكمة.وفي يوم23جانفي2009وبينما كانت غزالة محمدي بمركز الولاية بقفصة للمطالبة بإرجاعها للعمل هاجمها فاكر فيالة واعتدى عليها محدثا لها أضرارا بدنية جسيمة منها كسر على مستوى الأنف حصلت بموجبها على راحة طبيّة بثلاثين يوما. وبناء على ذلك تقدمت بشكاية إلى وكيل الجمهورية بقفصة حيث وقع سماعها يوم31جانفي2009.وفي يوم03فيفري الماضي ولما كانت غزالة المحمدي مارّة بالشارع هاجمها ثلاثة أعوان من البوليس السياسي من بينهم حسين النصيري رئيس فرقة بالمتلوّي الذي اعتدى عليها بالعنف الشديد بحضور ناشطين حقوقيين من الجهة,وكانت الرسالة أنّ البوليس السياسي لا يخشى القضاء. وما تزال غزالة محمدي إلى اليوم مطرودة من العمل وعرضة للاستفزاز من قبل المعتدين عليها الفالتين من العقاب. 3ـ زكية الضيفاوي:43سنة, أستاذة تعليم ثانوي بالقيروان مطرودة على خلفية نشاطها السياسي والحقوقي.اعتقلت يوم27جويلية2008بالرديف إثر حضورها مسيرة نظمها الأهالي للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم الموقوفين.وتعرّضت زكيّة الضّيفاوي للتحرّش الجنسيّ والتّهديد بالاغتصاب من قبل محمد اليوسفي رئيس فرقة الإرشاد بقفصة.ورغم إثارتها لهذه المسألة أثناء محاكمتها فإنّ القضاء تجاهلها تماما كما تجاهل تعذيب بقية المحالين معها وحكم عليها ابتدائيا ب8أشهر ثم نزل بالحكم استئنافيا إلى4أشهر. وفي الآونة الأخيرة وإثر تعاونها مع إذاعة »كلمة » الإلكترونية بتونس العاصمة أصبحت عرضة إلى الضّغوط البوليسيّة : مراقبة لصيقة,تفتيش جسدي بمركز الشرطة بنهج يوغسلافيا,تهديد…. و في يوم 26 فيفري2008 أبلغت بطردها نهائيّا من التعليم دون إحالتها على مجلس التأديب بدعوى فقدانها لحقوقها المدنية. 4ـ عفاف بالناصر:38سنة,أستاذة معطّلة عن العمل,سجينة سياسيّة سابقة,منسقة اللجنة الجهوية للدّفاع عن أصحاب الشهائد المعطّلين عن العمل بقفصة. قضّت النصف الأول من سنة2008تحت المراقبة البوليسية مخافة تنظيم تحرّكات احتجاجيّة مناصرة لانتفاضة المناجم وصلت حد المنع من الوصول إلى وسط قفصة.وقضت النصف الثاني مراقبة نتيجة إقحام زوجها الصحفي الفاهم بوكدوس في قضيّة الحوض المنجمي والحكم عليه غيابيّا بستة سنوات. وقد منعت أكثر من مرّة من حضور جلسات محاكمة زوجها وذلك باستعمال العنف الشديد أحيانا والسبّ والعبارات النابية. وقد كانت تقدمت بشكوى ضد فاكر فيّالة, رئيس منطقة الشرطة بقفصة , منذ أكثر من سنة دون أن يقع النظر فيها من قبل القضاء. 5ـ ليلى خالد:47سنة,زوجة السجين بشير العبيدي. ربّة بيت. داهم البوليس منزلها عديد المرات باللّيل والنّهار بحثا عن زوجها بشير العبيدي المسجون حاليا والمحكوم بثماني سنوات على خلفية احتجاجات الحوض المنجمي,وإبنها مظفّر المحكوم في نفس القضية بأربع سنوات,وفتشوا المنزل بدقّة وعبثوا بمحتوياته وعنّفوا ابنها غسّان الذي تعرض إلى الرفس والرّكل والجرّ ممّا خلّف له أضرارا بليغة خاصة على مستوى الركبة.وتعاني ليلى خالد مشاقّ الزيارة فزوجها الذي كان مودعا بسجن القصرين نقل في الأسابيع الأخيرة إلى مستشفى الأمراض الصدرية باريانة,وإبنها مظفّر نقل أخيرا من السّجن المدني بقفصة إلى سجن صفاقس,فهي تقضّي الأسبوع متنقّلة بين الرّديف وقفصة والقصرين أحيانا وبين الرديف وصفا قس وتونس والمرناقية أحيانا أخرى بما يتطلبه ذلك من مصاريف كبيرة في الوقت الذي أوقفت فيه جراية زوجها. وقد منعت عديد المرات من قبل البوليس السياسي من حضور ندوات وأيّام تضامنيّة مع معتقلي الحوض المنجمي نظّمتها منظّمات وأحزاب معارضة. 6ـ سهام بن سدرين:58سنة,إعلامية وحقوقية.تعرضت عديد المرات إلى التعنيف البوليسي على خلفية نشاطها الصحفي والحقوقي:اعتداء بالعنف عليها وعلى زوجها الناشط الحقوقي عمر المستيري بميناء حلق الوادي واحتجاز جهاز الإعلامية الخاص بها وأقراص مضغوطة, محاولة إخضاعها للتفتيش الجسدي أكثر من مرة بمطار تونس قرطاج الدولي….وفي يوم30جانفي الماضي تمّ غلق مقرّ راديو »كلمة » الذي تديره وحجز جميع معداته من قبل قاضي التحقيق بعد أن ألصقت بها تهم » توفير خدمات اتصالات بدون ترخيص مسبق وصنع وتوريد وتركيز واستغلال أجهزة الاتصالات والبث المستعملة للترددات الراديوية دون موافقة الوكالة الوطنية للترددات طبق الفصول5و46و52و82من مجلة الاتصالات » . والملاحظ أن الحملة الدعائية ضدّ سهام بن سدرين قد تكثّفت في الأشهر الأخيرة من قبل بعض الصحف المأجورة وأشباه الصحفيين المتواطئين مع السلطة . والجدير بالذكر أن القضاء تجاهل كل الشكاوى التي تقدمت بها خلال السنوات الأخيرة. 7ـ فاتن الحمدي:26سنة, صحفية براديو »كلمة ». تتعرض إلى هرسلة بوليسية متواصلة منذ التحاقها ب »كلمة » فقد تمّ إيقافها يوم24 نوفمبر2008 بمنطقة الشرطة » سيدي البشير » بعد تغطيتها لتحرّك طلّابي » بمعهد القرجاني » حيث تمّ الاعتداء عليها بالضرب والسب والشتم وتهديدها بالسجن إن واصلت ممارسة مهنة الصحافة. ومنذ إغلاق راديو »كلمة » كثّف البوليس السياسي من هرسلتها واستفزازها حيث أخذها عديد المرات إلى مراكزه وأخضعها إلى استجوابات وتهديدات وفي يوم07 فيفري الماضي تمّ احتجازها لمدة ثلاث ساعات بمركز شرطة نهج يوغسلافيا والضغط عليها وتهديدها بتلفيق قضية ضدّها. وقد كان والد فاتن حمدي جُلب يوم31 جانفي الماضي إلى منطقة الأمن ب »الفحْص » وسُلّطت عليه كل الضّغوط من قبل أعوان البوليس من أجل أن يدفعها للتخلّي عن عملها. 8ـ نزيهة رجيبةـ أم زيادـ:62سنة,صحفية وحقوقية.تتعرض للرقابة البوليسية على خلفية مقالاتها النقدية في مجلة « كلمة » والتي كثيرا ما تتعرض فيها لاستشراء الفساد في البلاد .وقد أحيلت على القضاء بسبب مقال تعرض لقرصنة موقع « كلمة » و كان ذلك في نفس الوقت الذي أوقف فيه زوجها الأستاذ مختار الجلالي إثر حادث طريق قاتل,وقد عدّ هذا الإيقاف انتقاميّا لكونه لا يتحمل مسؤوليته,ولكونه قد ارتبط أيضا باستدعاء أم زياد من قبل النيابة العمومية. ومن ناحية أخرى فقد كانت أم زياد كالعديد من المدافعات عرضة للاعتداء الجسدي واللفظي حيث وقع دفعها في إحدى المرات داخل سيارة أجرة ومنعها بالعنف من الدخول إلى مقر »المجلس الوطني للحريات »بعد إسماعها وابلا من الكلام البذيء والنعوت السوقية. 9ـ أمينة جبلون:24سنة, صحفية بفضائية »الحوار التونسي » المستقلّة. تتعرّض باستمرار إلى الضغط والمنع من القيام بعملها الصحفي. ويعمد البوليس منذ مدة إلى إيقافها هي وزملائها كلّما حاولوا تغطية أحداث مهما كان نوعها, ويفتّشهم ويفتكّ منهم معدّاتهم. ويقع اقتياد أمينة جبلون أحيانا إلى مركز نهج كولونيا بالعاصمة حيث تُفتَّش حقيبة يدها الخاصة وتُساوَم على ترك عملها ب »الحوار التونسي » مثلما حصل معها يوم07فيفري الماضي. وقد وصل الأمر بالبوليس السياسي حدّ تسليط الضّغوط على من تعتزم استجوابهم مثلما حدث معها بمنطقة « حمام الغزاز ». وتخضع عائلتها إلى هرسلة متصاعدة للتدخل لمنع أمينة جبلون من مواصلة عملها. إن هذه الحالات ليست إلا عينات من العنف السياسي الذي تتعرض له النساء في تونس,والذي يتمتع المسؤولون عنه أمرا و تنفيذا, بحماية تامة من السلطة السياسية والقضائية ,فرغم العدد المتزايد من الشكاوى المرفوعة من قبل الناشطات,فإن أي تحقيق جدّي لم يُفتح ضدّ المعتدين .والجدير بالذكر أن واحدة من ضحايا التعذيب في تونس, زليخة الغربي,كانت قد استصدرت, بدعم من الفدرالية الدولية لرابطات حقوق الإنسان, من محكمة سترازبورغ بفرنسا يوم15ديسمبر2008 حكما يقضي بإدانة الجلاد خالد بن سعيد وبسجنه لمدة ثمانية سنوات وتغريمه لها ولعائلتها. وللتذكير فإن زليخة الغربي هي واحدة من عشرات النساء زوجات الإسلاميين اللاتي تعرّضن خلال التسعينات للهرسلة والتنكيل والتعذيب. وليس هذا الحكم في الحقيقة انتصارا لزليخة الغربي فقط وإنما هو انتصار لكل ضحايا العنف السياسي والتعذيب في تونس. إن الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب:
1ـ تحيّي صمود نساء الحوض المنجمي في نضالهن من أجل الحق في الشغل والكرامة,وصمود كل الناشطات في الحقل السياسي والنقابي والحقوقي والنسائي والثقافي…و كذلك استماتة الجمعيات و الأطر المستقلّة التي تناضل من أجل حقوق النساء و نخصّ بالذكر منها الجمعية التونسية للنّساء الديمقراطيّات وجمعية النساء التونسيات من أجل البحث والتنمية. 2ـ تعبّر عن مساندتها لكل النساء ضحايا العنف السياسي,وتؤكد لهن استعدادها الدائم للوقوف إلى جانبهن وتدعوهنّ إلى التمسك بحقهن في مقاضاة المعتدين,إنْ في تونس أوفي بقية دول العالم. 3ـ تدعو السلطة القضائية للكفّ عن حماية الجلاّدين وذلك بفتح تحقيق في كل الشكاوى المقدمة بالمحاكم التونسية ضد أعوان البوليس ,ومحاكمة كل من تورّط في ممارسة التعذيب أوالعنف الجسدي أو اللفظي ضد النساء. 4ـ تطالب السلطات باحترام كل الإتفاقيات الدولية التي صادقت عليها البلاد التونسية في الصدد وباتخاذ كل التدابير الضرورية للقضاء على ظاهرة العنف السياسي ضد النساء. حرر بتونس في 8 مارس 2009 عن الجمعية الرئيسة راضية النصراوي للإتصال بالجمعية : 0021625339960
0021698351584
0021621029582
تونس: «البراءة» لسجين متوفى
تونس – محمد الحمروني قضت محكمة تونسية بتبرئة الشاب أنيس الشوك الذي توفي في السجن بعد 73 يوما من الإضراب عن الطعام احتجاجا على اتهامه باطلا في قضية «سلب أموال بالقوة». وكان الشوك دخل في إضراب عن الطعام بعد إيداعه السجن بتهمة «السلب», وأكد حينها لعائلته وللمحامين أن التهمة الموجهة إليه «كيدية»، وأنه لن يفك الإضراب حتى يفرج عنه وتتوقف المظلمة المسلطة عليه. في تلك الأثناء أرسلت عائلة الشاب لكل من وزارة الداخلية ووزارة العدل والإدارة العامة للسجون والإصلاح والوكيل العام للجمهورية، كما نشرت منظمة «حرية وإنصاف» الحقوقية عددا من النداءات راجية الجهات المسؤولة التدخل لإنقاذ حياته، لكن هذه الجهات لم تحرك ساكنا. ورغم المناشدات المتكررة التي وجهت له من أمه وعدد كبير من أفراد العائلة فإن أنيس رفض إيقاف إضراب الجوع الذي كان بالنسبة إليه الوسيلة الوحيدة الممكنة للاحتجاج على الظلم الذي تعرض له ولإعادة الاعتبار لنفسه، مثلما قالت والدته. وبعد نحو 70 يوما من الجوع والعطش قضى أنيس في سجن المرناقية القريبة من تونس العاصمة في أغسطس من السنة الماضية وووري الثرى في مسقط رأسه بالوطن القبلي. وكانت المحامية إيمان الطريقي أعلنت بعد وفاته مباشرة «أن السلطات القضائية أمرت بفتح تحقيق في وفاته». ونقلت «العرب» سابقا عن المحامية «مطالبتها مع عدد من المنظمات الحقوقية التونسية بتشريح الجثة وتحديد أسباب الوفاة، ومن ثمة تحديد المسؤوليات عن الإهمال الذي تعرض له موكلها». ولم يعلن إلى الآن عن أي نتيجة لذلك التحقيق وتتوقع عائلة الشوك أن يسرع الحكم الصادر بتبرئة ابنها في التحقيق الذي تجريه الجهات القضائية والأمنية في الحادثة. (المصدر: جريدة العرب ( يومية –قطر) بتاريخ 8 مارس 2009)
أمنيستي تطالب برفع حظر السفر عن الحقوقي محمد عبو
دعت منظمة العفو الدولية »أمنيتسي أنترناشيونال » السلطات التونسية إلى ضرورة رفع الحظر عن سفر الحقوقي وسجين الرأي السابق محمد عبو. وقال بيان أصدرته المنظمة الحقوقية الدولية »على السلطات التونسية أن ترفع المنع غير المبرر للسفر المفروض على الحقوقي وسجين الرأي محمد عبو الذي منع من السفر اليوم، أي يوم أمس، للمرة السابعة على التوالي منذ إطلاق سراحه في جويلية . »2007 وكان محمد عبو يعتزم التوجه، يوم الثالث مارس، إلى هولندا وبعدها إلى بريطانيا بدعوة من منظمة العفو الدولية لعقد لقاءات مع مدافعين عن حقوق الإنسان ومسؤولين بخارجية البلدين وإلقاء محاضرات، لكنه منع من السفر. (المصدر : شبكات إخبارية ووكالات أنباء بتاريخ 7 مارس 2009 )
بسم اللـــه الرحمــان الرحيــم اللقــاء الإصـلاحي الديمقراطــي www.liqaa.net
في الذكرى الأولى لمطلب التأشيرة [28 فيفري 2008 ]
عجيب أمرنا أو يكاد، أن نحتفل بذكرى تقديم مطلب الحصول على تأشيرة العمل السياسي كما يسمح به قانون البلاد، عجيب أن نبقى ننتظر هذه اللحظات العسيرة للتمتع بإحدى لبنات حقوق المواطنة، طيلة سنة كاملة دون استجابة أو رد! هذا هو حالنا وحال البعض من قومنا في هذا المشهد القاصر، عزائنا تحمله رباعية لا نخالها إلا دافعة لنا لمزيد الفعل السلمي والتفاعل الديمقراطي مع تحديات هذا الواقع المتأزم: 1 / ثقة في النفس، فإننا أصحاب حق وما ضاع حق وراءه طالبه، ولن يثنينا هذا التجاهل عن اعتبارنا نحمل مشروعا إصلاحيا مغايرا للمطروح ومستعدين لرفع تحديات الواقع ومستجداته. 2 / صبر على البلاء والإقصاء والتهميش عبر تأكيد النهج السلمي والإصلاحي لمشروعنا وأدواته النضالية والتغييرية. 3 / ثبات على المبادئ وإرادة لا تنتكس وعزم على مواصلة طريق البناء والمطالبة رغم وعورته والأشواك المحيطة به. 4 / أمل في أن يسود التعقل والوعي وأن يفهم أصحاب القرار في تونس أن وجود حركة إصلاحية ديمقراطية ذات مرجعية إسلامية تمثل أكثر من استجابة لمطلب جماهيري وحزام أمان ضد التطرف والإرهاب. هذه هي رباعية الإرادة والعزم تحدد أطوار انطلاقتنا وأطوار حاضرنا ومستقبلنا من أجل مشهد سياسي تونسي متعدد ومستقل دون إقصاء وتهميش.
عن اللقاء الإصلاحي الديمقراطي د.خــالد الطـراولي
هل مات حقا الشيخ ضو صويد؟
الأحد, 08. مارس 2009
الطاهر بوبحري
لست ادري هل يجوز للمرء ان يكتب عن احاسيسه ومشاعره الخاصة وان ينشرها ولست ادري وبصورة اكثر حدة ان يكتب عن تجربته الخاصة و » مذكراته » الاكثر خصوصية ؟ ام هل من الاصوب ان يخلي سبيل النفس ويتركها لعنانها ؟ لست ادري في هذه اللحظات وانا اسمع بانتقال الاخ الشيخ ضو صويد الى الدار الباقية اي السبيلين اصوب؟ لم اكن لاكتب شيئا غير ان مصيبة فقدان الشيخ تفرض ذلك اعترافا له بجميل وتعريفا به بين العالمين فقد انتقل الى جوار ربه ولن يضره او يحرجه ذلك ابدا. عرفت مع الكثيرين من الإخوة الفقيد منذ حوالي 35عاما حين قدم الى المعهد الثانوي بمدينة تطاوين استاذا للغة العربية كوضيفة وجاء معها كمسؤول اول عن العمل الاسلامي بولاية مدنين ( وتطاوين التي فصلت عنها لاحقا) والشاملة حينها لثلث مساحة تونس. لقد كان بحق المحور والمؤسس للعمل الاسلامي المنظم والحركي بالجنوب التونسي فضلا أنه كان من جيل التأسيس الاول للحركة الأسلامية بتونس كان منبعا للعطاء وطاقة لا تنظب كان مربيا من طراز رفيع. اذكر جيدا جهوده وحرصه على تركيز أسس العمل الإسلامي بجهة الجنوب التونسي وكذلك وعيه الحاد بالتعقيدات الاجتماعية والقبلية بالجهة فتراه حريصا على مراعاة كل ذلك والحرص على ولوج التجمعات العشائرية بأبنائها . واذكر أكثر حرصه على تأسيس العمل التلمذي وكان ذلك ربما بسبب تخرجه الحديث من الجامعة ووعيه المبكر بأهمية العنصر التلمذي في مستقبل الايام و كان محقا تماما ولقد كان لأبناء الجهة من مدنين وجربة وتطاوين وجرجيس وبن قردان وغمراسن ورمادة وبني خداش وذهيبة ونكريف والبئر الاحمر حضور في مختلف مجالات العمل الاسلامي ممن هم معروفون وأكثرهم من اولائك الاحفياء الاخفياء. وكانت له جهود مشهودة في تأسيس عمل دعوي تربوي في مساجد الولايتين وإن كنت انسى فلن أنسى جهوده المكثفة والدؤوبة التي كان يقوم بها لبناء مسجد في معهد مطاوين حيث كان يدرس الى ان استوى معلما وبيتا من بيوت الله تربى فيه المئات من تلاميذ تلك الفترة الى ان جائت الايادي غير المتوضئة في الزمن المتأخر لتغلقه وهو الذي بني بتبرعات اهل الخير وبايادي وجهود امثالهم , ومازلت اذكر حماستنا ونحن مازلنا صبية نتنافس ونتدافع للمشاركة في الأشغال في ما نسترقه من أوقاتنا حتى يتحقق حلمنا الدي كان يسكننا في ان يكون لنا مسجد نحن « المصلين » ( هكذا كنا نتسمى) مثلما كان لاترابنا في معهدي مدنين وجربة. كان – اكيد مع إخوة آخرين وفي كل ما قام به– وراء تأسيس الحلقة العامة الكبرى في المسجد الكبير عشية كل جمعة والتي كان يحضرها المئات في حينها وتربوا فيها فكريا وتربويا وسياسيا وكانت ساحة للتدافع والصراع مع أطراف كانت « خبيثة » مبكرا وكانت تسعى لإيقاف مارد » غامض مجهول لم تتحدد ملامحه ومعالمه بعد » وكان هذا » الوعي » المبكر « وحيا » ما في ذلك شك {يوحي بعضهم الى بعض….}. بالنسبة لي كان استاذا في الدراسة وشيخا خارجها وهو احد إثنين اذا قيل « الشيخ » لم يذهب خلدي لغيرهما كان هو في بداية سني عمري وكان الثاني في ما تلاها. كان الشيخ ضو من ادخلني هذه الحركة المباركة وكان اول لقاء لي فيها في بيته كان صباح يوم احد اذكرذلك جيدا كما اذكر الغرفة الصغيرة البسيطة التي جلسنا فيها والبساط الذي جلسنا عليه ارضا واذكر فطورالصباح الذي قدمه لنا اذكر معان مما قاله لنا… اذكر توزيعنا داخل البيت من حوله قبالة مكتبته كنا اربعة…وما زلنا في هذه الحركة. و قبله وخلال نفس الاسبوع طلب مني صديقي وندي اخي توفيق ان علي والاخوة الثلاثة الآخرين ان نأتي بيت الشيخ بعد صلاة الصبح , طلب منا الاحتياط في الدخول « اجتهدنا » على قدر « تجربتنا » وكان من نصيبنا « الاجر الواحد » توزعنا اثنين اثنين كلا سلك طريقا وحين الوصول امام باب البيت كنا اربعا … ولم يفت الشيخ ان ينبهنا كان ذلك درسا من الدروس وكان اولها ورسخ في الذهن بقية العمر. كان نبيها ذكيا فطنا كنت تصحبه في الطريق فلا تدري إلا وقد تركك تسير وحدك بلا سابق اعلام او اعتذار او تنبيه ينكرك فجأة فلا يترك مجالا لمن يكون مرشحا ليرقبكما فرصة في ان يشك ان بينكما حديثا او معرفة. كان بين اخوانه ممن هم في سنه مطاعا في احترام محترما بلا تكلف لم اره يوما في خلاف مع احد حازما بلا شدة ولينا بلا ضعف أو تصنع. غرس(وا) فينا معنى الاخوة الخالصة والصادقة ومعنى القدوة والقيادة كانت هذه الاخيرة تعني عندنا نوعا من الطهورية والتنزيه عن صفاة الخطأ والغلط و… اذكر عن الفقيد خطب الجمعة التي كان يلقيها أمام المآت في مسجد المعهد والذي كان يمتلئ من داخل المعهد وخصوصا من خارجه واذكر جيدا سلسلته الرائعة التي تناول فيه سير عدد من الانبياء والصحابة والتابعين اذكر منهم ربما لانني سمعت به لاول مرة حينها التابعي الفاضل العز بن عبد السلام. وكما كان يربينا كان يكوننا حركيا اذكر مجلات « المجتمع » الكويتية و »الامان » اللبنانية كانت سلعة نادرة وكانت من « الممنوعات » كنا تناولها سرا لست ادري من اين كانت تأتي ولكنها كانت تأتينا وكانت مادة أساسية للتكوين الحركي والسياسي و الفكري. لم يكن يعني الحاكم شيئا ان نصوم او لا نصوم ولكنه كان يتجند ويسعر في ان لا نصلي العيد قبله بيوم او بعده بآخر وكان « للمصلين » رأي آخر كان نوعا من التحدي ونوعا من فرض الذات وكانت الجبال الشاهقات من حول مدينة تطاوين « شعابا » نهوي اليها للصلاة سواء للفطر او للاضحية وكان من المستحيل ان يصل الينا الحاكم فوسائله الدراجة والسيارة والعيون فأما الوسائل الميكانيكية فالغوص في البحر ايسر لها من ان تصعد امتارا في هاتيك التلال واما العيون فظلام الفجر واجراءات « الحيطة » كفيلة بها. ربما كانت تلك الجوانب ليست ذات بال كبير ولكنها كانت تأسس لسلوك وتربية اثرت في تجارب الكثيرين. في اواخر الثمانينيات كان لي مع الشيخ ضو وهو من رباني وعلمني الكثير موقف لم انسه ولم يفارقني الى يوم الناس هذا فقد إقتضت الدواعي ان اسافر من العاصمة الى تطاوين قاصدا الشيخ واصطحبت في طريقي « متشجعا » به الاخ احمد لعماري بصفته مسؤولا عن منطقة مدنين/ تطاوين وقصدنا الفقيد في بيته وفاتحته الحديث أنه لم يدر بخلدي يوما ولا استسيغ ان أقف امامه مسائلا فما كان منه رحمه الله إلا ان قال لي انت الان مسؤول وما عليك إلا أن تؤدي ما عليك وكان ذلك اللقاء آخر ما كان من إتصال معه أذكر هذه الحادثة لإبراز أي قيمة لهذا الرجل.وهذه حال المرحوم الشيخ ضو صويد. غني عن القول في تونس أن نتحدث عن إسلامي من حركة النهضة فضلا عن أن يكون قياديا دون أن نتبع ذلك بأنه سجن في كذا مرات وتعرض في كذا سنوات إن لم نقل جل سني عمره الى المضايقة والمتابعة والمراقبة والمنع من الإرتزاق وإنقطع الاتصال للسبب القاهر المعروف الى أن أعلمني احد الاخوة من تونس ان الشيخ ستجرى له عملية غدا صباحا (الاربعاء 4 مارس) وذلك بسبب انسداد في أحد العروق فهاتفته لاول مرة منذ عشرين عاما لم تتغير نبرات صوته والذي عبره تلقيت الكثير, كان فيه خفوت ربما بسبب السن والراجح انه كان بسبب المرض وقال ان الامر مرتبط بالكبد والمرارة لم يكن قلقا ولكنه بدا متعبا. وكانت مشيئة الله القاهرة وارادته الغالبة وكتابه المؤجل حان أوانه. أمنية على الله وثقة به سبحانه أن يرينا مكانته في الجنة هذا ظننا بظاهره وربنا اعلم بسريرته فاللهم اجعل الثانية اصدق من الاولى. والحقنا به في جنتك واصبغ الصبر والسلوان على أهله وإخوانه. ايها الرجل الكبير حق القول فيك قول ربنا عز وجل << إنا لله وإنا وإنا أليه راجعون >>. أوليس هو القائل << وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولائك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون>>البقرة/155-157 , هل مات الشيخ ضو؟ نعم غادرنا ببدنه اليوم السبت 7 مارس عن سن متوسط عمر أمة محمد 63 عاما بمصحة النجدة بتونس العاصمة .وطار النبأ المؤلم سريعا ثقيلا حزينا بلا مقدمات فكان قدر الله الذي لا يقاوم وحكمه الذي لا يرد وكان أجل الشيخ ضو الذي لا يملك له احد من البرية تقديما أو تأخيرا فرحمة الله عليه مجاهدا صلبا مخلصا عاش لهدف ومات عليه فاللهم أرزقنا حسن العاقبة. لن نسمع صوته ابدا في ما تبقى من حياتنا الدنيا لن نراه كذلك لن نجتمع به. لكنه باق ذكرى وباق أثرا وباق في ما ترك من غرس غرسه في أجيال متعاقبة من أبنائه وإخوانه هم الآن في مشارق الارض ومغاربها يستلهمون من ذكراه مددا آخر لمواصلة الطريق وحمل الرسالة ودفعها الى الامام الى الاجيال القادمة أذكر من خريجي معهد تطاوين وممن عاشروا الفقيد وتربوا على يديه قليلا او كثيرا عرضا لا حصرا الإخوة صالح التقاز, نورالدين الجويني , عامر العريض , بوبكر التائب , محمد العلاني , احمد الصويعي , لزهر الحاجي , علي كردي , توفيق البيولي وآخرين كثرا أعرض عن ذكرهم قصدا ومن باب << ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات…>> أو غافلا ناسيا فوجب الاعتذار. ولله الامر من قبل ومن بعد الطاهر بوبحري – فرنسا
بسم الله الرحمان الرحيم ترجل أحد رجالات حركة الاتجاه الإسلامي
كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور * لقد لبى نداء ربه شيخنا المناضل الصابر ضو صويد : وأمام هذا المصاب الجلل ماذا عسانا أن نقول، إلا إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،وإنا والله على فقدانك لمحزونون يا شيخنا الصابر صبر أيوب أسأل الله لك ألجنة بجوار سيدنا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام والله إنها لوعات زادها البعد حسرات….. ماذا عساني أن أٌقول وأحكي على رجل مثل الشيخ ضو صويد والله إن اللسان ليعجز أمام مناقب هذا الرجل ألمجاهد ولكن سأحاول أن أجمع شتات ذاكرتي وأحكي عليه رغم أني أعرف بأني لا أوفيه حقه…… عرفت الشيخ ضو صويد عليه رحمة الله منذ أيام الطفولة بحكم الجوار وتوطدت معرفتي به من بداية سنوات الشباب ،وهو من أسرة ذات توجه ديني متمسكة ومحافظة وهو من رجالات التعليم المعروفين والمشهود له بالكفاءة وحسن السيرة ودماثة الأخلاق، تربى على يديه أعداد من الشباب والشابات من أبناء الحركة الإسلامية في الجنوب خاصة وبصيفه أخص ولاية تطاوين كان له الفضل الكبير في التأسيس للعمل الإسلامي في ربوع الجنوب بولايتي مدنين وتطاوين وهو كما هو معروف من مؤسسي حركة الاتجاه الإسلامي ومنا ضليها الكبار، ناله ما ناله من التنكيل والتعذيب والحرمان والسجون كل ما حدثت حاثة في تلك الربوع صغيرة أو كبيرة إلا والتهم توجه إلى الشيخ ضو صويد ويناله نصيب منها حوكم وسجن عليه رحمة الله سنة 81 وسنة 87 وشاءت الأقدار أن جمعتني به في الزنزانة رقم 6 في دهاليز الداخلية في محنة 87 وكذلك بنفس الزنزانة في معتقل بوشوشة مما أضاف لي معرفة الرجل عن قرب في مكان وزمان غير عاديين لقد كان الشيخ ضو صويد رمزا بما للكلمة من معنى ، رمز الحركة الإسلامية في تونس ، رمز العروبة ، رمز الشجاعة والتضحية والصبر و الجود والكرم فهو ذلك الرجل الذي جمع بين العروبي الجنوبي البسيط المحافظ على تقاليده وبين الإسلامي القوي الملتزم المتمسك بمبادئه المستميت في سبيلها ، فما عرفت ولا شاهدت يوما الشيخ يتشبه بشيء من صنيع الإفرنج ، فهو الذي يذكرك في الله إذا لقيته ، فهو الذي يذكرك بالسنة إذا تعاملت معه تشهدها في بيته إذا زرته في جلساته التنظيمية وغيرها فهو يدفعك إلى الاقتداء به ويحاول كل من عرفه واقترب منه أن يقتدي به أو يقلده إلا في شيء واحد لم يقدر أحد أن يقلده فيه ألا وهو لباسه العربي الأصيل لأهل الجنوب الجبة ، الشاشية ،البلغة ،فما رأيته يوما بلباس غيرها أبدا أبتلي عليه رحمة الله بمرض السكر من بداية محنة 81 وكان صابرا محتسبا لله أمره ما سمعته يوما يشتكي من شيء لا أيام الاقاف التي عشناها معا ولا في غيرها رغم استفحال المرض به وطول مدة ملازمته له كان عليه رحمة الله مرجعا في الحكمة والفصل بين الجماعة له هيبة خاصة تجعله أهل لذلك لا يتوانى في إحقاق الحق مهما كان ومع أي كان لا يجامل ولا يهادن ومشهور بنفس المواقف داخل السجون وخارجها، وهو المدافعين والمتمسكين بالمبادئ التي تأسست عليها الحركة وهو من الرافضين رفضا مطلقا للخروج من تونس تحت أي سبب من الأسباب ، ويعتبر الصبر على الحال في تونس أفضل من أي شيء آخر خارجها ، وهو كذلك ممن يعتمد على الله و على نفسه في تدبير رزق أسرته ولا يرتاح للإعانات بل يخير إعطاءها إلى غيره ممن هم أولى منه كما يقول ، وصمد عليه رحمة الله على هذا الحال من التنكيل والتضييق عليه منذ بداية سنة 90 أي منذ بداية المحنة الراهنة وهو يكابد المرض والاضطهاد والحرمان حتى وافته المنية ولبى نداء ربه ، نسال الله أن يتغمده برحمته ويغفر ذنوبه ، اللهم أكرم نزله ووسع مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من خطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار وارزق أهله جميل ألصبر والسلوان واجمعهم به في جنات النعيم آمين آمين آمين . البشير بوشيبة سويسرا
الحوض المنجمي والمعاناة المستمرة
نشرة الهادي الرداوي ما تزال المشاكل الإجتماعية في مناطق الحوض المنجمي متفاقمة دون حلول أو تدخل من السلطة لرفع معاناة المواطنين، وفي نفس الإطار يأتي إعلان نقابة المعمل الكيميائي بالمظيلة التي دعت العمال إلى تجمع يوم الثلاثاء 10 مارس المقبل بمقر المعمل بعد أن تعثرت المفاوضات الإجتماعية بينها وبين الادارة. المسلخ البلدي يؤذي متساكني منطقة « لالة » بالقصر من ولاية قفصة يشتكي متساكنو منطقة لالة بالقصر من ولاية قفصة، وخاصة السكان القريبين من المسلخ البلدي الذي يتوسط الحي السكني من الأوساخ والروائح الكريهة المنبعثة من المكان ويطالبون بتدخل السلطة العاجل لحل الإشكال وتجنيبهم وأطفالهم ما يمكن أن يجلبه عليهم المسلخ البلدي الذي يتوسط الحي السكني من أمراض وإذاية ويطالبون بوضع حد لمعاناتهم. (المصدر: موقع مجلة « كلمة » (اليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 8 مارس 2009)
اتحاد الشغل يحتفل ب8 مارس و يغيّب نساء الحوض المنجمي
نشرة في اجتماعيّة, نظم قسم المرأة والشباب العامل والجمعيات التابع للإتحاد العام التونسي للشعل يوم الجمعة 06 مارس 2009 تظاهرة إحتفالية إحياءً لليوم العالمي للمرأة بالمقر المركزي للإتحاد بتونس العاصمة تحت شعار المرأة الفلسطينية رمز الوجود والنضال المتواصل، تناولت الكلمة خلالها ممثلة عن منظمة التحرير الفلسطينية كما عُرض شريط وثائقي يصور أنشطة الإتحاد أثناء الحملة الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة. وقد أبدت بعض الحاضرات إعجابهن بالتظاهرة ولكنهن أبدين إستياءهن لعدم الإشارة إلى معاناة نساء الحوض المنجمي في اليوم العالمي للمرأة.
(المصدر: موقع مجلة « كلمة » (اليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 8 مارس 2009)
زيارة ليليّة عادية!
نشرة في القديد المالح, جاء في بيان حرية وإنصاف أن أعوان البوليس الذين اقتحموا منزل الشيخ عبد الوهاب الكافي بمدينة القيروان في ساعة متأخرة من الليل قد صرحوا بأن الزيارة تندرج ضمن عملِهم العادي! … ورغم أنهم قليلا ما يصدقون! إلا أنهم قد صدقوا هذه المرة فالزيارة عادية تمام الإعتياد وليس فيها ما يخرق العادة عندهم أبدا! ذلك أن العادة عندهم أن بيوت المواطنين لاحرمة لها! ذلك أن العادة عندهم أنهم لايعرفون شيئا اسمه استدعاء رسمي لمواطن إن تعلق الأمر بتهمة أو اشتباه! ذلك أن العادة عندهم أن المواطن متهم ولن تثبت له براءة! خاصة ما دام معارضا أو مستقلا!! ذلك أن العادة عندهم، أن يتخيلوا أشياء تخل بأمنهم ثم يبحثوا لها عن مصداق في واقعهم! ذلك أن العادة عندهم، أن يمارسوا حملات مسعورة في المدن التي يعتزم سيدهم زيارتها! ذلك أن العادة عندهم أن يعودوا لدفاترهم الصفراء ولسجلاتهم القديمة فيستخرجوا منها الأسماء « المشبوهة »، … يؤدون لها واجب الزيارة « العادية »! وقد يفاجؤون أحيانا بأن الشخص المُزار قد أقعده المرض أو الشيخوخة أو تحول عنوانه من البيت إلى المقبرة! ذلك أن العادة عندهم، أن يحاصروا المعارضين ويجعلوهم تحت إقامة جبرية حتى تنقضي الزيارة! … فمن يدري قد يقومون بما ينغصها! ذلك أن العادة عندهم أن يجمعوا يوم الزيارة كل المساجن السابقين في زنزانة من زنازينهم حتى تنقضي الزيارة ويعود « السيد » إلى قصره فرحا مسرورا! … ومن محاسن هذه العادة أنها تتيح للمساجين السابقين مقابلة بعضهم دون أن تلفيق لهم تهمة الإجتماع بدون رخصة! ذلك هو العمل العادي في مفهوم السلطة وبوليسها! … وذلك هو مفهوم السيادة الوطنية في مفهومها « النوفمبري » أن تقمع المواطنين وتعاملهم كالمتهمين والمنبوذين، وإن تكلم أحد أو تدخل أو لمح أو عارض، جاءه الجواب بأننا « أمة مستقلة ذات سيادة » وسلطتها مخولة للفعل بشعبها ما تشاء دون حساب لمتابعة أو سؤال. ذلك هو عملكم العادي، وهذا هو تعليقنا العادي عسى الله أن يقطع عاداتكم ويبطل تعاليقنا! وتصبحون مواطنين! (المصدر: موقع مجلة « كلمة » (اليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 8 مارس 2009)
على الحدود
نشرة زكية الضيفاوي المنزل لما حواه من رطوبة كأنما قطعة من سيبيريا ،ثم أمطر الطقس فاستبد البرد أكثر ولا بد لها من تدفئة حتى تستطيع الحراك. آلة التدفئة متوفرة لكن قارورة الغاز التي تشغلها قد نفذت، فضلت تحمل قسوة الشارع لبعض الوقت من اجل شحنها فخرجت تجرها وثقل هموم الشتاء والمدينة التي تم تتأقلم معها بعد يرهقانها. وزادت المفاجآت على ذلك الثقل أثقالا . لطالما حلمت بالسكن في العاصمة ، مركز القرار والرفاه وحيث الناس خليط من كل الملل والنِِِحل ولا أحد يجد الوقت للعناية بشؤون الآخرين ..وعندما جاءت الفرصة كانت المفاجآت مذهلة . تلقت الصدمة الأولى عندما تفطنت إلى أن فريقا من البوليس السياسي يتكون من أربعة مترجلين يرصد خطواتها بكل دقة. المطر والبرد ووحل الشوارع يكشفون عن الوجه الحقيقي للمدينة، وثقل القارورة والبطالة وكومة الهموم والمطردة ..ما أجملك عاصمة في أعين السياح !..ولكن … كل ذلك جعلها تنسى نفسها وموجة من الرعب وتساؤلات لا حصر لهالا ولا أجوبة تباغتها؛ هل يمكن أن تكون القارورة قد شحنت، دون علمها، بدل الغاز بمنشورات تحرض على قلب نظام المدينة الهادئة ؟ أو ..هل خمنت دونما وعي في تفجيرها واستطاعت السلط الأمنية اكتشاف نواياها وأخذت الإجراءات اللازمة لإحباط العملية وتعمل الآن على الإمساك بها متلبسة لتعيدها إلى السجن ؟ولكن كيف استطاعوا التجسس على نواياها؟ . واستفاقت من ذهولها عندما طافت بالحي شارعا شارعا دون أن تعثر على ضالتها ،فكلما طرقت باب دكان إلا واعلمها صاحبه أن الحي الذي تسكنه راق جدا حتى أنه يعول على الغاز المنقول عبر الأنابيب فانعدمت فيه مراكز شحن القوارير. عادت تتأمل الحي بدقة تتحسس مظهرا واحدا من مظهر الرقي المزعوم فلم تمر بخيالها سوى المظاهر الخربة للمنازل المتآكلة من القدم حتى أنك تخال بعضها سيسقط أمام أول أمطا ر غزيرة نسبيان ، وتزاحمت أمام أعينها صور الفقر المتقع للسكان وللمساكن وحتى للقطط التي تبدو هزيلة شاحبة . طاف بذهنها كل ذلك وقدماها تقودانها مسافات أطول بحثا عن محطات بيع الوقود وقد أقرت العزم على توفير الدفء، فالبرد والجوع معا لا يمكن مقاومتهما. اضطر الفريق المرافق أيضا إلى مواصلة المتابعة والرقابة واحتضن المطر الجميع فتبللت الأثواب وارتعدت الأجساد. تصورت أن تعب هذه الساعات سيضمن لها دفء الأيام المقبلة لكنها لم تستطع تصور ما سيجنيه الفريق المراقب… قررت وقد أخذ منها التعب مأخذه أن تستأجر عربة « تاكسي » علها تنعم بشيء من الراحة والدفء أثناء مشوار التجوال الذي يبدو أنه لن ينتهي على خير، وتذكرت أن عربات « التاكسي « ممنوعون من حمل قوارير الغاز ـ حتى الفارغة منها ـ وبقيت ساعات تفتش بينهم عن مغامر داعية في سرها أن يكون أعمى كي لا ينتبه إلى الملاحقات ، وعوضتها فرحة العثور عليه عن معانات الساعات المنصرمة، امتطت « التاكسي « أخيرا متنفسة الصعداء متصورة أن المطاردة ـ على الأقل ـ ستنتهي عند هذا الحد. لكن الذهول عاودها ثانية عندما تفطنت إلى أن الأرض انشقت فجأة وقذفت بدراجة نارية يمتطيها اثنان تطاردها من جديد..!!!. خشيت أن يتعرض السائق إلى الإيقاف والمحاسبة وامتلكتها رعشة غامضة لم تتخلص منها إلا عندما تأكدت من أن أعوان الأمن ليسوا معنيين بمتابعة من يتجاوز القانون لمحاسبته، إن مهمتهم الأساسية تتلخص فقط في مضايقتها هي وأمثالها ممن يخالفون النظام الرأي. وعادت بها الذاكرة لتتأمل تاريخها بحثا عن جرم ارتكبته فلم تجد إلى ذلك سبيلا ، وانتبهت في الأثناء إلى أن الفريق المراقب لم يكن يتكون فقط من الأربعة المترجلين بل ربما كان وراءهم العشرات بعضهم يركب الدراجات النارية والبعض الأخر يمتطي السيارات وربما تكون هناك أيضا طائرات غير مرئية والهواتف الجوالة لا تستكين .تذكرت الوجوه التي هاجمتها في الأسبوع الخير وجعلتها عرضة ـ دونما موجب قانوني ـ للإيقافات والاهانات والتفتيشات الجسدية الدقيقة في الزوايا الخالية من شوارع العاصمة وفي مراكز » الأمن » فعجزت عن حصر أعدادهم ،استرجعت شريط الصور في مخيلتها فأقشعر البدن،أكثر من ثلاثين صورة طبعت في ذهنها ،حاولت تقدير الخسائر التي تكتفها للخزينة العامة ،دونما موجب ،فأحست بالذنب أثقل من كل الهموم ، أجرة أكثر من ثلاثين عونا بعضهم يرابط قرب المنزل والبعض الآخر يتابع خطواتها أينما سارت، مع ما يلزمهم لشحن الهواتف الجوالة والسيارات والدراجات النارية وما تستهلكه من وقود… أكل هذا لأجلها ؟ ماذا تراهم يكتبون في تقاريرهم اليومية ؟تناولت غداءها في مطعم كذا..احتست قهوتها في المقهى الفولاني ..جالست فلان وفلان .. زارت مقر الحزب الفلاني أو المنظمة الفلانية.. اشترت خضرا وغلالا .. وماذا بعد؟ عادت تخمن في حل يعفي الخزينة العامة من ثقل هذه المصاريف علها تنفق في أشياء أهم لكنها عجزت مرة أخرى !!! هل تستقيل من كل نشاط حقوقي و سياسي ؟ومن ذا الذي يمكن أن يصدقها إن أعلنت ذلك ؟ لا شئ مؤكد ..فالقاعدة العامة تقول « من ليس معك فهو بالضرورة ضدك » لا مجال إذا للاستقلالية والمحايدة ،ثم ما قيمة أنشطتها هذه التي أحرجت السلط إلى هذا الحد وجعلتها تخصها بكل هذه الرقابة ؟هي ليست إلا منخرطة قاعدية في حزب سياسي وفي بعض الجمعيات الحقوقية التي تعمل في إطار القانون وحتى كتاباتها فنادرا ما تجاوزت القصة القصيرة .. فهل تتخلى أيضا عن النص الأدبي حتى تخفض من مصاريف الرقابة ؟ بل هل يمكن لها أن تخمد ذاك الجهاز الغريب الذي وان كبتته في صحوها فسينفلت أثناء ساعات النوم ،وربما تكون الأحلام أخطر،وهل يمكن للأحلام أن تفلت من الرقابة ؟ .. واستفاقت من معاناتها على وقع المفاجأة الأكبر والأخطر!إذ رفضت كل محطات بيع الوقود شحن القارورة القادمة هي الأخرى من جمهورية ثانية..عفوا من ولاية ثانية … البلد إذا مقسم بين السلع ورؤوس الأموال إلى مناطق نفوذ ولكل مجاله الحيوي الذي إن تعداه أضر بمصالح الآخر ووسائل الإعلام تروج للحرية الاقتصادية وتحرير الأسعار وحذف الحدود الجمركية حتى يستفيد المستهلك من المنافسة النزيهة بين شركات الإنتاج ..!كيف إذا تباع البضائع الصينية على قارعة الطريق العام ؟ … ما أثقل هم السؤال ذي الأجوبة المتعددة فما بالك إذا باغتتك أسئلة لا أجوبة لها، وانتبهت..أنها وقارورة الغاز في نفس الوضعية، كلاهما لفضه مسقط الرأس.. كلاهما مطارد، ومغترب على أرصفة العاصمة.
(المصدر: موقع مجلة « كلمة » (اليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 8 مارس 2009)
منع بثّ برنامج على قناة حنبعل : سقوط قناع حرية الاعلام الزائف
حاول البعض لغايات لا تخفى على أحد إعطاء المشهد الإعلامي الرسمي وجها مزيّفا غير وجهه الحقيقي القاتم ،فتطرق على أعمدة الصحف إلى مواضيع بدا وكأنه يقْدِم فيها على فتح جديد في مشهد تغلب عليه اللغة الخشبية والمواضيع تحت الطلب أكثر منها ممارسة حرّة لا تتقيّد إلا بشرف المهنة وبواجب الإعلامي الأخلاقي والحضاري تجاه مشاهديه ومستمعيه وقرائه وشعبه، ولكن المعدن يصّر على المحافظة على أصله ويرفض المساحيق وسرعان ما يكشف الشحذ العملة السَتُوق (العملة الزائفة) ويبرز خصائصها المعدنية الصحيحة عبر إزالة قشرة الذهب لتظهر العملة النحاسية التي يراد لها أن تُصرف على أنها ذهب أو هكذا قال خبراء الدراهم في أواخر عهد الدولة الأغلبية والمشهد الإعلامي « الستوق » الذي نتحدث عنه هو ما حاول انجازه أحدهم عبر قناة حنبعل فتم تأثيث برنامج تحيلك موسيقاه التصويرية إلى أجواء ثورية حيث تسمع أغاني الشيخ إمام وأغاني تمجد البطل الأممي تشي غيفارا ، وهنا لا يستحي صاحب الفكرة من استغلال رمزية رجل رفض ممارسة مهنة الطب في بلاده ليهب نفسه للثورة ورفض وزارة صديقه كاسترو ليناضل مع الأفارقة ضد الظلم والاستعمار ، في حين نرى البعض ممن يحلو لهم استعمال هذه المضامين يتنكرون لماضيهم ويعتبرون نضالهم أيام الشّباب مجرد أطوبيا وعدم معرفة بالواقع إلى درجة أنهم لم يعرفو ثمن البطاطا والبصل إلا بعد أن « فتح « الله عليهم بالاستفاقة من تلك الغيبوبة والرجوع »للواقعية التونسية » ، حاول أصحاب الفكرة (البرنامج ) تأثيث البرنامج بضيوف من جيل طلابي قديم نسبيا له تاريخ نضالي مشرف ومصداقية وبعض الشباب الحالي الذي يبدو للبعض أنه جريء . وأصبح البرنامج يستقطب بعض المشاهدين الذين –ربما- يحلمون بمشهد إعلامي منفتح تتصارع فيه كلّ الأفكار والرؤى صراعا ديمقراطيا بناءا ،وكان صانعو اللعبة والماسكون بخيوطها صابرين على ما قد يقوله بعض الضيوف ويتحملون « أذى « أغاني الشيخ إمام ،وربما يعتبرون ذلك ضريبة لابد منها لصنع المشهد الزائف ولكن الحصة التي صورتها صاحبة برنامج « نقاط على الحروف « يوم الخميس 19 فيفري الفارط سوف لن ترى النور ،فتزييف المشهد لا يحتمِل المسّ من ثوابت المشهد وقواعد اللّعبة ، لم تكن المسكينة تدرك أن من يقف وراءها لا يمتلك قوّة فرض لعبة التزييف وليس بيّده صياغة المشهد والتحكم فيه إلى النهاية ،بل لعلّها لا تدرك أنه هو ذاته جزء من اللعبة وليس من تُدَار اللعبة لفائدته فجاءت الأوامر –لا نعرف إلى حدّ الآن من أين أتت ولعل » الصانع » يعرف ذلك – بوقف المسرحية فالمسألة بدأت تتجه لأن تصبح جدّا والمقصود كان الحوار اللعبة وليس الحوار الحقيقة ،أما ضحيتا هذه « الحقيقة « المرّة فلم يكونا سوى باحثين في اختصاص الحضارة العربية ،أحدهما مرّ بدروب صعبة ومعاناة مرّة ولكنه ثابت على الإيمان بالحوار حتى مع أشد مخالفيه في الرأي ، ولا يرى في تونس سوى واحة خضراء يعيش تحت ظلالها الجميع ،والأخرى باحثة وأستاذة جامعية تتخوف من » بعبع » اسمه التيار الإسلامي ، ويؤسفها أن مشاريع المقاومة في المنطقة لا يمكن أن يستفيد منها إلا مخالفوها في الرأي ،وآلمها ما أقدمت علية إسرائيل من قتل في غزّة لأن « المستفيد الوحيد منه لن يكون سوى حركة حماس الأصولية » وتأمل من « الحداثيين ودولة الحداثة أن يصيغوا برنامجا مضادا للمشروع الأصولي ،هكذا كان حظّ الباحث سامي براهم والباحثة أمال القرامي الباحث سامي براهم والباحثة أمال القرامي حاولا أن يقدما رأيهما بكل حرية وصداقة في قضية الاجتهاد كمبحث من مباحث الفكر العربي المعاصر ولكن الذي »يلعب لكي يغلب ويبقى له الملعب » أراد عكس ذلك وأرجعهما إلى الحقيقة المرّة والمؤلمة لكل التونسيين وهي حقيقة انغلاق المشهد الإعلامي فلم تصل صورتهما ولا صوتهما لمن تبقى من التونسيين وفيّا للقنوات التونسية ، كان لهما شرف المحاولة ،وظهر المشهد الإعلامي بائسا لمن يريد إظهار عكس ذلك رغم إصراره الكبير على تمرير المسرحية فهل سيواصل صنع « الدراهم الزُيُوف أم سيعود له الوعي …الأمل ضعيف في عودة الوعي … ملاحظ تونسي (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 95 بتاريخ 8 مارس 2009 )
إلى وزير الاتصال و العلاقات مع مجلس النواب و مجلس المستشارين السيد وزير الإتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين « مواطنون » تدعوك إلى رحابها
أسعدنا خبر الزيارة التي أديتها إلى مقرّ جريدة الخبير صباح يوم الأربعاء 25 فيفري 2009 ، هذه الزيارة التي اطلعت من خلالها على مختلف وحدات العمل في الجريدة و تعرّفت على المهام التي يضطلع بها كلّ أفراد أسرة التحرير ، و أكدّت بعد ذلك عن ارتياحك لما لمسته من أجواء مريحة و من عزم صادق لدى صحفيي المؤسسة ( بحسب ما ورد في الخبر المنشور بالصفحة الثالثة من العدد 390 من جريدة الخبير الصادرة يوم الخميس 26 فيفري 2009 )… أسعدنا ذلك فعلا لأنّك المسؤول الأوّل عن قطاع حيويّ في حاجة ملحّة إلى المتابعة و التطوير ، كما أسعدنا ذلك لأنّك تابعت عن قرب عيّنة من أكثر المجالات أهميّة في قطاع الاتصال ـ ألا و هو الإعلام و تحديدا الصحافة المكتوبة ـ ؛ و بما أنّك وزير في الحكومة التونسية ، فهذا يعني أنّك مسؤول على كلّ أجهزة الإعلام السمعية و البصرية و الالكترونية و المكتوبة التونسية دون استثناء ، نرى أنّه من المجدي التذكير بأنّ جريدة » مواطنون » وسيلة إعلام تونسية قانونية و لكنّها ـ للأسف ـ محرومة من حقّها في التمويل العمومي لصحافة الأحزاب و من حقها في الإشهار العمومي …لا أعتقد سيدي أنّك تجهل ذلك!!! فقط ، أدعوك إلى زيارة مقرّ جريدتنا الكائن بنهج أنقلترا عدد 4 بالعاصمة حتى تطلّع على ظروف عملنا و تتعرّف على المهام التي يضطلع بها كلّ فرد من أفراد أسرة التحرير… من المؤكد أنّك لن تعبّر عن ارتياحك و لا عن تفاؤلك لما ستكتشفه و تراه بأمّ عينك… قد تستغرب من إصرارنا على الصدور في ظروف شبه مستحيلة ، و قد ترأف لحالنا . زرنا حتى تتأكد من صدقنا و إصرارنا على آداء واجبنا الإعلاميّ بروح وطنية صرفة و بمسؤولية ، لا نجامل و لا نكذب و لا نخون الأمانة كلّفنا ذلك ما كلّفنا … ستجد منّا كلّ الترحيب فافعلها و زرنا ، نحن في انتظارك… رئيس التحرير (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 95 بتاريخ 8 مارس 2009 )
2009… سنة المئويات والانتخابات والملفّات المًهمَلة
بقلم جلال الحبيب مئوية الشاعر أبو القاسم الشابي …مئوية المفكّر المًصلح الطاهر الحدّاد …مئوية الفنان الهادي الجويني … مئوية المسرح التونسي …مئوية الشيخ الفاضل بن عاشور… كلّها أحداث ثقافية تشهدها البلاد التونسية خلال هذه السنة . طبعا كلّ هذه الشخصيات تستحقّ التبجيل و التقدير و الاحتفال، و طبعا أيضا تعبّر هذه الاحتفاليات عن شعور نبيل من لدن المسؤولين عن الثقافة في بلادنا لما فيه من اعتراف بالجميل و تكريم لمبدعين تونسيين قدّموا الغالي و النفيس من أجل إنارة السبيل لبقية أفراد الشعب و الارتفاع بذوقهم ، و طبعا مرة أخرى ستًدخل هذه المئويات حركية على المشهد الثقافي الوطني الراكد منذ زمن… غير أن السؤال الأوّل الذي يتبادر إلى الذهن هو : لماذا يحدث كلّ ذلك في سنة 2009 بالذات ؟؟ قد يجيب أحدهم دونما تفكير لأنّها تصادف مرور 100 سنة على ميلاد أبو القاسم الشابي و الطاهر الحداد و الهادي الجويني و الفاضل بن عاشور و ظهور المسرح التونسي ؛ الإجابة تبدو واضحة و مقنعة ، لكنّي أعود و أسأل : ألم يحدث في السنوات السابقة قبل 100 سنة أن وًلد مبدعون تونسيون في مختلف مجالات الإبداع و الفكر و السياسة ؟؟؟ لماذا لم نحتف بهم و لم نًقم لهم المئويات ؟؟ لا يخفى على أحد ما ستشهده هذه السنة من أحداث على غاية من الأهمية لعلّ أبرزها الانتخابات الرئاسية و التشريعية وقد يكون ذلك سببا مباشرا في هذه الاحتفاليات التي ستتواصل على امتداد سنة كاملة . من المؤكد أنّ هذه الأحداث ستًدخل جوّا من البهجة والفرح على البلاد والعباد ومن المؤكد أيضا أنها ستساهم بشكل كبير في تنشيط الساحة الثقافية ، كما أنّها تتطلب في الآن ذاته تجنيد الطاقات والأوقات وتوفير الأموال الضرورية من الخزينة العامة…وفي مقابل كلّ ذلك تتواصل خلال هذه السنة حالة الرّكود واللافعل في ملفات عديدة بقيت مًهملة منذ فترة غير بعيدة لعلّ أبرزها ملفّ منطقة الحوض المنجمي وما تعلّق به من حلول أمنيّة ردعية لم تساهم بأيّ شكل من الأشكال في حلّه بل زادت في تعقيد الأمور، كما بقي وضع الرابطة التونسية لحقوق الإنسان على حاله منذ مؤتمرها الأخير، ونفس الوضع تقريبا بالنسبة للاتحاد العام لطلبة تونس.. إضافة إلى كلّ ذلك بقيت حال أحزاب المعارضة المستقلّة كما أرادت لها الأوضاع السياسية العامة في البلاد أن تكون والمتمثلة بالأساس في الانغلاق والحصار والحرمان من أغلب الحقوق التي تفرض ممارستها و احترامها أسس التعددية الحقيقية و قواعد التنافس النزيه.. كلّ هذه الملفات يمكن حلّها في زمن وجيز لو توفّرت الإرادة السياسية من طرف نظام الحكم، ولو حدث ذلك فعلا فسيتحقق انفراج حقيقي في عديد المجالات بما سيساهم في الخروج من حالة التوتر التي تهيمن على الوضع السياسي العام بالبلاد، فإطلاق سراح مساجين الرأي وفي مقدمتهم مساجين أحداث الحوض المنجمي، ورفع الحصار على الرابطة التونسية لحقوق الإنسان وعلى الاتحاد العام لطلبة تونس، والتعامل مع كل الأحزاب السياسية بالمثل سيساهم في انفراج الأوضاع والارتقاء بالأداء العام لمكونات المجتمع المدني إلى مستوى الإبداع الذي يليق بتونس حكومة وأحزابا وجمعيات وشعبا… الفرصة مازالت متاحة لنا لنعمل جميعا في هذا الاتجاه حتى تكون سنة المئويات سنة التنشيط الثقافي بعيدا عن كل تهريج و توضيف سياسوي حزبوي و حتى تكون سنة 2009 سنة عودة الحياة السياسية بمشاركة الجميع دون إقصاء ولا استثناء..
(المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 95 بتاريخ 8 مارس 2009 )
القرضاوي يقبل دعوة تونسية للمشاركة باحتفالات القيروان
محمد أحمد تونس – علم مراسل « إسلام أون لاين.نت » في تونس أن السلطات التونسية وجهت دعوة رسمية إلى العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لزيارة البلاد الأسبوع الجاري بمناسبة الاحتفال بالقيروان كعاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2009. وأكدت مصادر مطلعة تونسية لـ »إسلام أون لاين.نت » موافقة الشيخ القرضاوي على الزيارة، مشيرة إلى أن الزيارة في حال إتمامها ستشكل أبرز المحطات في إطار الاحتفالات بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية؛ نظرا للمكانة الدينية الكبيرة التي يحظى بها الشيخ، في الوقت الذي تسعى فيه السلطات التونسية لأن تخرج الاحتفالية بشكل يليق بالمكانة التي تحتلها القيروان في تاريخ تونس والعالمين العربي والإسلامي. وستكون هذه الزيارة الرسمية هي الأولى للشيخ القرضاوي إلى تونس الذي ينتظر أن يصل إلى العاصمة تونس في وقت لاحق اليوم الأحد، وأن يلقي كلمة في إطار احتفالية القيروان. وكان الشيخ قد رفض سنة 2002 دعوة لزيارة تونس، وبرّر حينها رفضه لتلبية الدعوة بوجود مئات المعتقلين الإسلاميين داخل السجون التونسية، في إشارة إلى سجناء حركة النهضة الإسلامية المحظورة الذين أطلق سراحهم جميعا في وقت لاحق. وتعرض الشيخ القرضاوي طيلة العشرية الماضية لهجوم من عدد من الصحف التونسية وخاصة من الكتاب المنتمين للتيار الماركسي، وبلغت الحملة أوجها بمناسبة صدور كتابه « التطرف العلماني في مواجهة الإسلام.. تركيا وتونس نموذجا » نهاية سنة 2001. تغير في المواقف؟ وتتوالى في تونس تقارير إعلامية مفادها أن الزيارة قد تؤشر إلى تغير ما في السياسة التونسية تجاه الظاهرة الإسلامية، خاصة أنها تأتي بعد التراجع اللافت للحملة التي كانت تشنها القوى الأمنية على المحجبات ولعدد الحالات التي تتعرض فيها المحجبات للمضايقة. كما أن إطلاق سراح كل مساجين حركة النهضة وبداية عودة بعض المهجرين منهم، والسماح لرموزهم في تونس ومن بينهم علي العريض وزياد الدولاتلي بالمشاركة في الأنشطة السياسية التي تنظمها أحزاب المعارضة ولو بصفة محدودة، كلها تمثل إشارات إضافية على التحسن في العلاقة بين السلطة وأبناء الحركة الإسلامية في تونس، حتى إن كان ذلك التحسن طفيفا. وستشمل الاحتفالات بهذه التظاهرة إقامة عدة ندوات دولية ووطنية تتناول مواضيع مختلفة بعضها يتصل بتراث القيروان، ومنها ما يهتم بقضايا فكرية معاصرة، إضافة إلى تنظيم موائد مستديرة حول مواضيع مرتبطة بتاريخ القيروان وإسهاماتها العلمية في الحضارة الإنسانية. كما ستقام بالمناسبة عروض فنية إلى جانب عدد من المهرجانات المحلية والوطنية على غرار مهرجان الإنشاد الصوفي الذي سيتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف. ومن الندوات المبرمجة خلال هذه الاحتفاليات ندوة حول دور التربية في تعزيز قيم الحوار في الإسلام في المناهج التعليمية، وملتقى دولي حول إسهامات علماء القيروان في التراث التربوي الإسلامي. وتقع مدينة القيروان على بعد 160 كيلومترا تقريبا عن تونس العاصمة، واكتسبت أهميتها التاريخية من الدور الذي لعبته في الفتوحات الإسلامية بإفريقية -التسمية القديمة لتونس- ويعود تأسيسها إلى سنة 50هـ، وقام ببنائها عقبة بن نافع الذي أرادها أن تكون سكنا وقيروانا -أي حصنا– للفاتحين كما جاء في الخطبة التي ألقاها بالمناسبة. وأول ما بني من المدينة المسجد الجامع الذي تحول في بضع سنين إلى أول جامعة إسلامية تدرّس فيها جميع الاختصاصات من الفقه واللغة إلى الطب وعلم الفلك. ومن أعلام القيروان الإمام سحنون، وابن رشيق القيرواني، وابن شرف، وأسد بن الفرات، وابن الجزار، وغيرهم كثير. وظلت القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية، ووجهة تشد إليها الرحال من المغرب إلى الأندلس حتى زحف بني هلال على إفريقية حوالي 439هـ وتدميرهم القيروان؛ لينتقل بعدها مركز الثقل العلمي والسياسي في إفريقية من القيروان إلى تونس، ومن جامع عقبة إلى جامعة الزيتونة المعمورة. واختارتها منظمة « الإيسيسكو » (المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة) عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2009. (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 8 مارس 2009)
تونس: الدكتور القرضاوي يحل ضيفا رسميا
على تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية
تونس ـ خدمة قدس برس أكد مصدر إعلامي تونسي وصول رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العلامة الدكتور يوسف القرضاوي إلى العاصمة التونسية تلبية لدعوة رسمية وجهت له للمشاركة في فعاليات افتتاح تظاهرة « القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية »، التي انطلقت فعالياتها اليوم. وأوضح الكاتب والإعلامي التونسي برهان بسيس في تصريحات خاصة لـ »قدس برس » أن زيارة الشيخ يوسف القرضاوي إلى تونس للمشاركة في فعاليات « القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية »، تأتي في سياق دعم القيروان كعاصمة للثقافة الإسلامية والإسلام الوسطي المعتدل، وقال: « هذه ليست الزيارة الأولى للقرضاوي إلى تونس، ولكنها الأولى رسميا، وهي زيارة مهمة تأتي في سياق دعم الاسلام الوسطي المعتدل في تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية، وتأكيد آخر على رسوخ الهوية العربية الإسلامية لتونس، وقد سبقت زيارة الشيخ القرضاوي زيارة الداعية السعودي الشيخ سلمان العودة، وهو ما يؤكد أن سقوط الدعاوى أن تونس تحارب التدين »، على حد تعبيره. من جهته استبعد الكاتب والإعلامي التونسي رشيد خشانة في تصريحات خاصة لـ « قدس برس » أن تكون زيارة الدكتور يوسف القرضاوي مقدمة للانفتاح على الحركة الإسلامية، وقال: « ليس هنالك أي انفتاح على الحركة الإسلامية التونسية، وكل المؤشرات تدل على ذلك، لا سيما ما يتعلق بإعادة رئيس الحركة السابق الدكتور الصادق شورو إلى السجن، والمعاملة السيئة التي يحظى بها المساجين السابقون، وإنما زيارة الشيخ القرضاوي تندرج في إطار الانفتاح التونسي على قطر، لأنهم يعرفون الوزن الروحي والسياسي للشيخ القرضاوي، لا سيما بعد تعيين سفير جديد وعقد اللجنة التونسية ـ القطرية المشتركة، وبالتالي دعوة الشيخ القرضاوي لتظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية تأتي في هذا الإطار لا غير »، كما قال. وفي العاصمة الدنماركية كوبنهاغن أعرب رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي عبد الحميد الحمدي في تصريحات خاصة لـ « قدس برس » بدعوة رئيس اتحاد العلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي إلى فعاليات تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية، وقال: « لا شك أن زيارة الشيخ القرضاوي إلى تونس ليست عادية، وهي بادرة إيجابية من الحكومة، نأمل أن تكون بادرة على انفتاح مستمر ومتواصل على أبناء التيار الإسلامي عامة »، على حد تعبيره. وتأتي زيارة رئيس اتحاد العلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي إلى تونس في سياق فعاليات تظاهرة « القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية » التي افتتحت فعالياتها اليوم الأحد.
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 8 مارس 2009)
استعدادات أمنية للاحتفال بالمولد النبوي الشريف
نشرة زكية الضيفاوي لا زالت القيروان العاصة الدينية لتونس وعاصمتها الثقافية لسنة 2009 تعيش حالة شبيهة بحالة الطوارئ حيث يتواجد فيها العنصر الأمني بطريقة غير عادية استعدادا لزيارة الرئيس، بمناسبة المولد النبوي، وقد ذكر فرع الرابطة التونسية لحقوق الإنسان بالقيروان حالات عديدة للإيقافات والإنتهاكات والمداهمات للمنازل، مثل ما حصل من مداهمة لمنزل الشيخ عبد الوهاب الكافي السجين السياسي السابق الذي يبلغ من العمر 80 سنة. فقد اقتحم ثلاثة من أعوان البوليس السياسي على الساعة العاشرة و النصف من ليلة الثلاثاء 03 مارس 2009 منزل الشيخ عبد الوهاب الكافي رغم إعلام ابنه لهم بأنه على فراش المرض ، وقد عبر لهم الشيخ عبد الوهاب الكافي عن استنكاره لهذه الزيارة الليلية المفاجئة إلا أنهم طمأنوه و بكل لطف إلى أن زيارتهم تندرج ضمن عملهم العادي. (المصدر: موقع مجلة « كلمة » (اليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 8 مارس 2009)
دبي تحتفل بمئوية أبو القاسم الشابي
الشيخ محمد بن راشد يحضر الأمسية الاحتفالية بمئوية الشابي (الفرنسية)
احتفل مهرجان دبي الدولي للشعر مساء أمس الجمعة بمرور مائة عام على مولد الشاعر العربي أبو القاسم الشابي، وأقام أمسية خاصة حضرها أفراد من أسرة الشاعرالراحل، ومثقفون وشعراء عرب. وقال محمد الشابي ابن الشاعر الكبير « لم أصدق أن أرى اسم أبي يكرم على شاطئ الخليج العربي، بعد عشرات السنوات من رحيله ». وأضاف « لقد أعادت هذه الأمسية الشاعر أبو القاسم الشابي للحياة، وجعلت محبيه وجمهوره يستمعون مجددا لإبداعاته ». وحضر الأمسية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم -نائب رئيس الإمارات حاكم دبي- وألقى شعراء من دول عربية مقتطفات من قصائد الشاعر الراحل، وألقوا كلمات تعدد مميزات نتاجه الأدبي. وأشاد مثقفون حضروا الأمسية التي أقيمت في بيت دبي للشعر بأشعار الشابي التي ترددها الأجيال رغم مرور عشرات السنوات على كتابتها، لكلماتها النابضة ومعانيها الكبيرة والمؤثرة. واستمع الحضور إلى قصيدة الشابي الشهيرة « إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلابد ان يستجيب القدر، التي غنتها المطربة التونسية علياء بلعيد. ومنحت إدارة المهرجان ابن الشابي درع تكريم لاسم والده، وسط دموع الفرح والتأثر التي لاحظها الحاضرون على وجوه أسرة الشابي. ويقيم المهرجان اليوم السبت احتفالية خاصة للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش بحضور عدد كبير من كبار الشعراء العرب. وكان المهرجان أقام أمسية خاصة للشاعر الفارسي عمر الخيام، وقال متحدثون في الأمسية التي أقيمت مساء أول أمس الخميس إن « شعر الخيام ملأ الدنيا شكاً ويقيناً برباعياته التي كثرت ترجماتها منذ ترجمها البستاني في عام 1912. وأقام المهرجان معرضا للخيام ضم لوحات ورسوما فيها نصوص شعره المترجمة والأصلية، كما ضم رسوماته ومجموعة من الطوابع البريدية التي صدرت في الإمارات في عقد الستينيات من القرن الماضي احتفالاً به. وكانت فعاليات الدورة الأولى لمهرجان دبي الدولي للشعر انطلقت يوم الأربعاء الماضي، وقال رئيس اللجنة المنظمة جمال بن حويرب المهيري إن أكثر من مائة شاعر يشاركون في جلسات وفعاليات المهرجان الذي يستمر حتى يوم الثلاثاء المقبل. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 7 مارس 2009)
تهنئة
بسمه تعالى بمناسبة المولد النّبوي الشّريف ، يسعدنا أن نتقدّم بأحرّ التّهاني و أعلى التبريكات إلى شعبنا العزيز في تونس ، و إلى سيادة رئيس الجمهورية السيّد زين العابدين بن علي و أعضاء الحكومة و السّادة رؤساء الأحزاب الوطنية و الجمعيّات الأهليّة و النّقبات المهنيّة و إلى كافة القوى الحيّة و إلى السّادة العلماء و أئمْة المساجد و إلى الأمّة الإسلاميّة جمعاء. سائلين المولى عزّ و جلّ أن يعيده علينا باليُمْن و السّعادة و الموّدة و الرّحمة بين أبناء شعبنا و يرشدنا لما فيه الصّلاح و الفلاح لتبقى بلادنا تونس منارة الإسلام في منطقتنا و أهلها ، أهل الجهاد و الرّباط. تأتي إحتفالات المولد المبارك هذا العام و القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية لسنة 2009، ما يؤكّد عراقة الهوية الإسلاميّة في بلادنا و إرتباط شعبنا بدينه و تمسّكه بكتاب الله و سنّة نبيّه الكريم صلوات الله عليه و على آله الطيّبين الطاهرين رغم كيد العدى و مؤامرات الحاقدين. إنّ ماضينا المُشرق و الذي إنطلق من القيروان والمهديّة و قابس و تونس ، ليصل إلى إفريقيا جنوبا و إسبانيا و إيطاليا و فرنسا و النمسا شمالا حاملا نور الهداية المحمديّة و أنوار العلوم الرّحمانية التّي أخرجت للنّاس حضارة الأندلس العظيمة ، يرتبط بحاضرنا اليوم ليعطي شعبنا قوة دافعة للنّهوض و التّقدّم على خطى الإسلام المحمّدي الأصيل و يصنع إرادة وطنية مؤمنة و مستقلّة. إن الإحتفالات السنوية التي يقيمها أهلنا في تونس بمناسبة مولد الرسول الأعظم سيدنا محمّد اللهم صلّي وسلّم و بارك عليه و آله منذ أكثر من ألف عام ، لدليل عميق على أصالة هذا الشعب وتعلّقه بل و عشقه لنبيّه وإرتباطه القلبي به و حبّه لآله الكرام الميامين و أصحابه المنتجبين. عيد ميلاد سعيد و كل عام و تونس و أهلها بألف خير بجاه المصطفى خير البريّة و آله. السيّد عماد الدّين الحمروني جمعية أهل البيت الثّقافيّة تونس تونس ١٢ ربيع الأوّل ١٤٣٠
الاعلام الالكتروني : مستقبل الصحافة « موضوع الدورة
الثالثة للمهرجان الدولي للصحافة ببيروجيا الايطالية
تستعد مدينة بيروجيا الايطالية لاحتضان الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للصحافة من الاول من افريل / نيسان الى الخامس من نفس الشهر 2009 . و هذه التظاهرة التي يشارك فيها صحفيون من جميع انحاء العالم تعد اكبر تظاهرة اعلامية تقام سنويا في ايطاليا . و تبحث هذه الدورة الثالثة في المنتوج الاعلامي الالكتروني و التقنيات متعددة الوسائط من جوانب مختلفة و من اهم المحاور التي ستخصص لها المداخلات و المحاضرات في هذا المهرجان المدونات و المجموعات الافتراضية و ماهية الصحافة الالكترونية و الافاق التي يتيحها هذا الشكل الجديد من الصحافة ثم التطور المتنامي في تكنولوجيا الاعلام و الاتصال و اثره على العمل الاعلامي هذا فضلا عن كيفية ادارة العمل الاعلامي الالكتروني ووسائل استقطاب القراء . و يفتح المهرجان الدولي للصحافة ببيروجيا ابوابا للتعرف على الصحافة في امريكا اللاتينية و الصحافة الرياضية و تجارب عدد من الصحفيين في تغطية الاحداث من الميدان بالنسبة للاعلام المكتوب و الالكتروني و السمعي البصري . و يشارك في فعاليات هذه الدورة الجديدة اسماء كبيرة في الاعلام نذكر منهم بالخصوص » جون جاك بوردان » من اشهر مقدمي البرامج في اذاعة مونتيكارلو الفرنسية و « جون بيرن » صحفي و محرر » بيزنيس ويك اون لاين » و » ماركو براتيلسي » محرر ب » كوريي ديلا سيرا اون لاين » الايطالية هذا الى جانب منظمات دولية صحفية من اهمها مراسلون بلاحدود التي يمثلها » جون فرونسوا جيليار ». و تتخلل المهرجان فعاليات عديدة تهم المنطقة العربية مثل التغطية الاعلامية من المنطقة الخضراء في حرب العراق. و استضافة للصحفي الامريكي » سيمور هيرش » اشهر صحفي استقصائي خلال الاربعين سنة الماضية و من اخر تحقيقاته تحقيق كشف انتهاكات الجنود الامركيين في سجن ابو غريب العراقي و ستركز مداخلته على تجاوز او انتهاك ادارة بوش للدستور بمساعدة الصحافة الامريكية . ثامر الزغلامي صحافي من تونس
الخبير االاقتصادي الأستاذ حسين الديماسي لـ »مواطنون »: لابد من معالجة كونية وفاقية للأزمة المالية الحالية
1- ما هي علاقة الأزمة المالية التي عاش العالم أوجها في الأشهر الأخيرة بهيكلة المنظومة الرأسمالية ? تبدو الأزمة الحالية التي تهز العالم ظاهريا و كأنها أزمة مالية صرفة نتجت عن تفشي أنماط غريبة من القروض التي أسديت بكثافة لا فقط لمتوسطي الحال و إنما أيضا للفقراء و المعوزين. و قد سُوّيت هذه القروض بصورة جهنمية بغاية إغراء المقترضين و حثّهم على الإسراف العشوائي في التداين، ذلك أن أغلب هذه القروض المغشوشة تفتقد للضمانات وتُسدى لمدة طويلة للغاية بأسعار فائدة مرتفعة و متغيرة و تسدّد بأقساط متواضعة في السنوات الأولى من الاقتراض و بأقساط مضنية و خانقة في السنوات الأخيرة من الاقتراض. و الغريب في الأمر أن الأسر تهافتت على هذا النمط من القروض كتهافت الذّباب على المبيدات نظرا لطموحاتهم البشرية من ناحية و لتردي قدراتهم الشرائية الذاتية من ناحية أخرى. و في بعض البلدان حثّ رؤساء الدول كبوش في الولايات المتحدة الأمريكية و ساركزي في فرنسا الأسر على الإقبال على هذا النمط من القروض بغية تحقيق واحد من أحلامهم المتمثل في إفراز مجتمع كلّه مالكين. و سرعان ما عصفت بهذه الأوهام و الأحلام بعض الأحداث الاقتصادية كتدرج أسعار الفائدة نحو الارتفاع و حالة الإشباع التي بلغتها بعض البضائع كالمنازل و السيارات و التجهيزات المنزلية و بالتالي تدرج أسعار هذه البضائع نحو الانخفاض، و تبعا لذلك أصبحت عديد الأسر عاجزة عن تسديد الديون المتراكمة و المتخلّدة بذمتهم مما أخلّ بالتوازنات المالية لعدد كبير من البنوك و شركات الـتأمين ووضعها على أبواب الإفلاس، و هكذا تدرّج العالم بسرعة من حالة تخمة مالية إلى حالة شحّ مالي، حيث عجزت أو أعرضت جلّ البنوك عن إسداء قروض استهلاكية إضافية مما انعكس بصورة سلبية للغاية على قطاعات اقتصادية هامة كالبناء و السيارات و التجهيزات المنزلية و غيرها. و تكمن جذور هذه الهزة المالية الظاهرية التي سرعان ما انقلبت إلى أزمة اقتصادية هيكلية إلى أواسط الثمانينيات حيث تدرّجت العلاقات بين الأطراف الاجتماعية نحو الاختلال لصالح الأعراف و على حساب العمّال، و قد نتج عن ذلك تقزيم الأجور و هشهشة التشغيل و بالتالي تراجع القدرة الشرائية الذاتية للأجراء و تقلص الطلب و تباطؤ الاستثمار و تكدس الأموال العقيمة في البنوك، و لتثمير هذه الأموال لجأت جلّ البنوك مُجبرة إلى هذه الأنماط من القروض المغشوشة. 2- بعبارة أدق هل الأزمة الحالية أزمة تصرف أم أزمة أيدلوجية تطرح على العالم مراجعة شاملة للنظام الاقتصادي و المالي الحالي ? الأزمة المالية الحالية ليست أزمة تصرف ذلك أنه كما بينّاه أعلاه لم تبلور البنوك الأنماط الفتاكة من القروض من باب الخطأ و إنما من باب الضّرورة، إذ لا يمكن لأي بنك أن يعيش دون أن يُثمر بطريقة أو أخرى الأموال المرصودة لديه. و لا تمثل هذه الأزمة أيضا أزمة أيدلوجية ذلك أن البشرية ليس لديها بعد منظومة اقتصادية و اجتماعية بديلة للرأسمالية. إن الأزمة الحالية هي في الواقع أزمة تعديل للمنظومة الرأسمالية، ذلك أن هذه المنظومة غالبا ما كانت تُعدّل من طرف السوق مما يفتح الباب على مصراعيه للاستغلال الفاحش للعماّل مما ينتج عنه تباين فادح بين العرض و الطلب أي بين الإنتاج و الاستهلاك و بالتالي أزمات اقتصادية حادة و متواترة. و لم تشذّ المنظومة الرأسمالية عن هذه القاعدة إلاّ خلال « الثلاثينية المجيدة » أي خلال الفترة المتراوحة بين أواسط الأربعينيات و أواسط السبعينيات من القرن الماضي، و هي فترة عُدّلت فيها المنظومة الرأسمالية لا من طرف السّوق و إنما من طرف الدولة بمفهومها الشاسع (دولة و نقابات مهنية)، و قد اتسّمت هذه الفترة برخاء مسترسل مسّ مختلف الفئات الاجتماعية نتيجة التفاوض المنتظم بين الأطراف الاجتماعية بغية تقسيم الثروة بأقصى ما يمكن من العدالة. غير أنه بداية من أواسط الثمانينيات رجعت حليمة إلى عادتها القديمة أي إلى استبدال تعديل الدولة بتعديل السّوق مما انجرّ عنه توزيع غير عادل للثروة و تصاعد التباين بين الإنتاج و الاستهلاك و بالتالي أزمة اقتصادية هيكلية خانقة. 3- هل أن الحلول التي توختها البلدان الغنية تسير في الاتجاه السليم و هل سيخرج العالم من الأزمة في أمد منظور ? لا تسير الحلول التي توختها البلدان الغنية إلى حدّ الآن في الاتجاه السليم بل إن هذه الحلول يمكن أن تزيد الطين بله و ذلك لعدة أسباب منها أن هذه الحلول لا زالت تُتخذ بصورة فردية عشوائية، و الحال أنه لأزمة عالمية لا توجد حلول وطنية. و من ناحية أخرى لا زالت جلّ هذه الحلول تُعنى بالعرض أي الإنتاج (التخفيض الفادح في سعر الفائدة بغاية دفع الاستثمار أو إسداء منح دولية لبعض مؤسسات الإنتاج،…) و الحال أنّ أصل الداء و البلاء يكمن في تباطؤ الطلب أي الاستهلاك، و أخيرا تسعى جلّ الدّول إلى إنقاذ الأثرياء من الإفلاس عوض أن ترسي سياسة تعديلية لدفع الطلب قوامها تقليص مدة العمل للقضاء على البطالة و تحسين القدرة الشرائية للعمّال لحث الاستهلاك. و عموما برز منذ بضعة أشهر خطاب يدعو الدولة إلى التدخل لا لتعديل المنظومة الرأسمالية تعديلا هيكليا مستديما و إنما لـتأميم الفقر و الإفلاس و خصخصة البحبحة و الثراء. و بالتوازي بدأ يظهر في الأفق خطاب يدعو إلى الحماية المقنّعة كالشعار الذي يرفعه أوباما والقائل « استهلك أمريكيا »، و يمثل هذا النمط من الشعارات بوابة الحماية المطلقة أي الضربة القاضية للاقتصاد العالمي. و في هذا الخضم من اللّخبطة لا يمكن لأي كان أن يتنبأ بتاريخ نهاية هذه الكبوة التي أصابت الاقتصاد العالمي. 4- كيف تعيش بلادنا هذه الأزمة ? و فيم تتجسم تداعياتها الرئيسية ? نشير أولا إلى أن بوادر هذه الأزمة المالية قد ظهرت في بلادنا منذ مدة كأزمة شركة « بطام » الناتجة عن القروض المغشوشة و تهافت الأسر على الاقتراض العشوائي الفاحش و تصاعد الديون الغير مستخلصة بصورة ملحوظة. و لن تبقى تونس في منأى عن الأزمة العالمية و تداعياتها، ذلك أن اقتصادنا لا يعيش في قبة عاجية و هو ليس إلاّ حلقة من الاقتصاد العالمي يستفيد من رخاء هذا الاقتصاد و يتضرّر بالضرورة من تأزمه. و بصورة أدق سوف يتضرر اقتصادنا شديد الضرر من الأزمة الخانقة التي ستمسّ الاتحاد الأوروبي نظرا لكون هذه المنظومة تمثل أهم طرف لتونس في مبادلاتها الخارجية، علما و أنه إلى عهد قريب كانت صادرات السلع و الخدمات تمثل أهم محرّك لاقتصادنا. 5- التصريحات الرسمية تؤكد غالبا على أن خيارات الحكومة جنّبت البلاد انعكاسات الأزمة و بالتوازي نلاحظ تعدّد المجالس الوزارية و كثرة الإجراءات في مختلف القطاعات، أين تكمن الحقيقة ? ما هي التحدّيات التي تواجهها الحكومة في المستقبل القريب ? هذا السؤال يتطلب تقييما شاملا و دقيقا لخيارات الحكومة بقطع النظر عن تداعيات الأزمة العالمية و هو ما يتطلب حوارا آخر في مناسبات مقبلة. أما أهم التحديات التي ستواجهها الحكومة في المستقبل و التي ستزداد حدّة بسبب الأزمة العالمية فإنها ثلاثة : احتداد ظاهرة البطالة بسبب غلق أو انكماش عدد كبير من المؤسسات الاقتصادية، استفحال الخلل في التوازنات المالية لصناديق الضمان الاجتماعي بسبب تردّي مداخيلها و تصاعد نفقاتها, مواجهة الدولة لصعوبات جمّة في الاقتراض الخارجي لتسديد الدّيون السابقة و ذلك بسبب شحّ السيولة على مستوى السوق المالية العالمية. 6 – تحدثتم عن المصاعب التي ستتعرض إليها صناديق الضمان الاجتماعي فما هي الحلول التي يمكن توخيها استباقا لهذه المصاعب ? أولا أريد أن أشير أن الحلول ليست جاهزة آليا لكلّ المصاعب خصوصا إذا تراكمت هذه المصاعب و لم يقع معالجتها في الإبّان قبل فوات الأوان، وهو ما حصل على مستوى صناديق الضمان الاجتماعي إذ ظهرت بوادر الخلل في التوازنات المالية لهذه الصناديق منذ أواسط الثمانينيات، و رغم ذلك فقد تواصل غضّ الطرف عن المتهربين من دفع مستحقات الصناديق و إسداء الإعفاءات من معاليم الاشتراك في الضمان الاجتماعي لعديد المؤسسات و سوء تثمير مدّخرات صناديق الضمان الاجتماعي و تكبيل هذه الصناديق بنفقات ليست من مشمولاتها. و صراحة فإني لا أرى حلولا جذرية و دائمة لمصاعب صناديق الضمان الاجتماعي في مناخ اقتصادي متأزم سماته تقلّص موارد هذه الصناديق بسبب تردّي الأجور و تفشّي البطالة، من ناحية، و تصاعد نفقات هذه الصناديق بسبب التضخّم السريع لتعويضات المرض و منح الشيخوخة، من ناحية أخرى. 6- ذكرتم في بعض لقاءاتكم الصحافية أن تعامل الحكومة مع الأزمة كان « التعامل بالمقلوب ». فماذا تعنون بهذا المصطلح و كيف يكون إن صحّ التعبير « التعامل المستوي » ? قلت ذلك فعلا لا إشارة إلى الحكومة التونسية فحسب و إنما إلى كلّ حكومات العالم و خصوصا إلى حكومات البلدان الغنية منها. و أعتقد إني وضّحت أعلاه بما فيه الكفاية معنى تعامل هذه الدول مع الأزمة بالمقلوب، كأن تعالج كل دولة بمفردها هذه الأزمة عوض أن تسوّى معالجة وفاقية كونية لهذه الأزمة، أو أن تعنى هذا الدول بالعرض و الحال أن العلة تكمن في الطلب، أو أن تساند هذه الدول الأثرياء مع إرهاق الفئات الفقيرة المتوسطة بتجميد الأجور و تشديد الجباية… و خلاصة القول فإن جلّ الدّول لا زالت تعالج ظاهر الأمور لا خفاياها أي علامات العلّة لا العلّة في حدّ ذاتها. و لهذا السبب سوف تدوم طويلا هذه الأزمة و سوف يكون لها انعكاسات وخيمة للغاية على البلاد و العباد./. **** ابرازات**و تكمن جذور هذه الهزة المالية الظاهرية التي سرعان ما انقلبت إلى أزمة اقتصادية هيكلية إلى أواسط الثمانينيات حيث تدرّجت العلاقات بين الأطراف الاجتماعية نحو الاختلال لصالح الأعراف و على حساب العمّال، ** أن بوادر هذه الأزمة المالية قد ظهرت في بلادنا منذ مدة كأزمة شركة « بطام » الناتجة عن القروض المغشوشة و تهافت الأسر على الاقتراض العشوائي الفاحش و تصاعد الديون الغير مستخلصة بصورة ملحوظة (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 95 بتاريخ 8 مارس 2009 )
اليوم اجتماع اللجنة المشتـركـة التونسية ـ الايرانية: 5 آلاف سائح إيراني.. وتضاعف قيمة المبادلات 6 مرات
طهران ـ الصباح: من مبعوثنا – كمال بن يونس الرحلة بين مطار تونس قرطاج الدولي ومطار طهران الجديد (مطارالامام الخميني) تستغرق حوالي 14 ساعة بسبب غياب الرحلات المباشرة وطول مرحلة الانتظار في مطارات العبور.. رغم إبرام البلدين اتفاقية في هذا الاطار خلال زيارة أداها وزير النقل قبل نحو عامين الى العاصمة الإيرانية في سياق سلسلة الاجتماعات الوزارية السياسية والاقتصادية المشتركة وأهمها اللجنة السنوية المشتركة التي تنطلق اليوم بإشراف وزيري التجارة في البلدين.. بعد اتفاق العاصمتين على ذلك بعد سنوات كان فيها الاجتماع يتم تحت إشراف وزيري الخارجية. ترؤس وزيري التجارة للاجتماع الدوري الذي يقيم سنويا ملفات التعاون الثنائي مرده خاصة هيمنة الصبغة الاقتصادية والتجارية على العلاقات بين البلدين بعد أن نجحت السياسة والدبلوماسية في زيادة قيمة المبادلات في الاتجاهين من أقل من 50 مليون دولار إلى ما بين 300 و400 مليون دولار.. أغلبها من الفسفاط والمواد الكيمياوية والفلاحية بالنسبة للصادرات التونسية الى ايران مقابل استيراد تونس منتوجات إيرانية مختلفة من بينها سيارات بيجو تصنع في ايران والصناعات التقليدية. 5 الاف سائح ايراني في تونس ومن بين مجالات التعاون الثنائي الجديدة بين البلدين التي ستبحثها اللجنة المشتركة تطوير التعاون في المجال السياحي.. بعد أن نجحت الجهود القائمين على القطاع في أن ترفع بسرعة عدد السياح الايرانيين من 400 سنويا الى أكثرمن 5 الاف.. النسبة الاكبرمنهم يحلون بتونس في النصف الثاني من الشهر الحالي بمناسبة احتفالات الشعب الايراني باعياد الربيع والورود (أعياد النيروز) الموروثة عن مرحلة ما قبل الاسلام.. وهي أكثر اعياد يستعد لها الايرانيون ويولونها اهتماما اجتماعيا ويخصصون لها نفقات مهمة ـ أكثر من عيدي الاضحى والفطر ـ بما في ذلك بعد الثورة والاطاحة بنظام الشاه قبل 30 عاما.. الرحلات المباشرة وقد أكد لنا سفيرتونس بطهران الاستاذ حاتم الصايم أن السياح الايرانيين يميلون الى زيارة تونس وتركيا التي يحملون عنهما صورة نموذجية من حيث انفتاحهما على الغرب مع تمسكهما بالهوية الثقافية الإسلامية. لكن لا يزال أمام رجال الاعمال في قطاعات السياحة والنقل جهود كثيرة حتى يرتفع عدد السياح الايرانيين أكثرـ ضمن نظام الرحلات الجماعية المنظمة ـ خاصة بعد أن ناهز عددهم في المناطق السياحية التركية المجاورة لبلدهم ـ الميلون ونصف المليون. ومن بين العوامل المشجعة تنظيم الرحلات المباشرة.. حيث تنخفض مدة الرحلة من 14 ساعة ـ أو أكثرـ إلى حوالي 5 ساعات فقط.. فضلا عن التخلص من معاناة « الترنزيت ». السياحة العائلية والثقافية كما تحتاج سياحة العائلات والمجموعات الايرانية (والعربية والخليجية خاصة) إلى أن تتاقلم المؤسسات السياحية التونسية مع طلبات السائح المشرقي.. ومن بينها برامج تنشيط للكبار والأطفال بلغته (العربية او الفارسية أو التركية..) وليس بالايطالية والفرنسية والألمانية.. مثلما يلاحظ في بعض فنادقنا.. كما ينبغي مراعاة عادات السائح المشرقي.. ومن بينها عدم إجباره على تناول وجبة العشاء خلال إجازته قبل الثامنة أو التاسعة ليلا.. صيفا وشتاء.. فضلا عن ضرورة تكريس ما قيل ويقال دوما عن « المسالك الثقافية السياحية ».. لأنه يقبل حاليا اكثرعلى تركيا ومصر وسوريا ولبنان والاردن والمغرب مثلا بفضل توظيف تلك البلدان للمعالم الثقافية والتراثية سياحيا. ومهما كان حرص السائح المشرقي ـ العربي أو الإيراني أو التركي ـ على الترفيه والراحة فان أولويته عند زيارة تونس ليست البحث عن الشمس والبحر والمسبح مثل الأوروبي القادم من مناطق باردة ومغيمة أغلب الوقت ولكنها البحث عن « الجديد ».. وهو ما يستوجب تشجيع أنواع جديدة من السياحة من بينها الثقافية والغذائية والاجتماعية وسياحة المؤتمرات أكثر.. التعليم والثقافة والصحة هذه القضايا وغيرها التي تثار بمناسبة الاجتماع الدوري للجنة المشتركة تطرح أكثر فأكثر موضوع تجسيم القرارات والاتفاقيات السابقة التي سبق أن وقعها وزيرا الخارجية وأعضاء في حكومتي البلدين.. بما في ذلك في قطاعات التربية والتعليم والثقافة والصحة والشؤون الاجتماعية ومختلف المجالات الاقتصادية.. مع تشريك أكبر لممثلي القطاع الخاص. في هذا السياق يشارك منذ يومين في الاجتماعات التحضيرية والموازية للجنة المشتركة ثلة من كبار المسؤولين في الوزرات الاقتصادية والفنية وحوالي 15 رجل أعمال تونسي معروف بعضهم سبق له أن نجح في إبرام صفقات تجارية مهمة مع نظرائه الإيرانيين ومسؤولون عن مكونات صناعة السيارات. وقد زار طهران قبل ايام وزير الصحة السيد المنذر الزنايدي ـ الذي سبق ان زارها بصفته وزيرا للتجارة والسياحة ـ ضمن وفد رفيع شارك في مؤتمر وزراء الصحة في الدول الاسلامية . كما يزور ايران حاليا رئيس الجامعة الزيتونية وسبق ان زارها السيدان الازهر بوعوني وزيرالتعليم العالي وعبد الرحيم الزواري وزيرالنقل . أكثر من 300 مليار دولار لكن المبادلات التجارية ـ التي تضاعفت 6 مرات بسرعة ـ والاستثمارات التونسية الإيرانية يمكن أن تشهد قفزة نوعية خلال المرحلة القادمة.. بحكم الفرص الهائلة الموجودة في إيران التي ارتفعت قيمة مبادلاتها مع العالم اجمع خلال الاعوام الماضية لتفوق الـ300 بليون دولار.. ويحتل الصدارة حاليا في المبادلات الخارجية لإيران كل من الصين (حوالي 20 ملياردولار) وكوريا الجنوبية (حوالي 17 مليار) واليابان (15 مليارا) والهند (13 مليارا) وألمانيا (5 مليارات) وايطاليا (4 مليارات) وفرنسا (3مليارات ).. ودخلت على الخط دول جديدة من بينها دول أمريكا اللاتينية وخاصة فينزويلا التي أبرمت طهران مؤخرا اتفاقا مع قيادتها لإلغاء التأشيرة في الاتجاهين مؤقتا « بصفة تجريبية ».. وهي تجربة يجب أن تعمم بين بعض الدول العربية والاسلامية بينها تونس وايران.. على الاقل بالنسبة لرجال الاعمال والاعلام والثقافة والمسؤولين السياسيين.. بعد أن بدأ تجسيم اتفاقية تونسية ايرانية تلغي التاشيرة بالنسبة لكل حاملي جوازات السفر الخاصة (الحمراء) والديبلوماسية (الزرقاء).. على غرار ما هو معمول به بين تونس والاتحاد الاوروبي وجل الدول العربية. (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 8 مارس 2009)
مقابلة رياضية في جندوبة تنتهي بتبادل العنف وعرقلة الفريق الضيف
نشرة مولدى زوابي تعرض احباء فريق النجم الساحلي لكرة القدم يوم السبت 7 مارس الجاري الى جملة من الاعتداءات تراوحت بين رمي الحجارة على السيارات وركلها بواسطة الارجل فضلا على رمي مواد صلبة اخرى من قبيل القوارير البلورية والبلاستيكية . وقد عمدت اعداد من الشباب الى التجمهر عند مخرج مدينة بوسالم مساء يوم السبت الى التوقف في وجه السيارات والحافلات التي كانت تنقل محبي ولاعبي النجم الساحلي مودعين اياهم بعبارات منافية للاخلاق . بالمقابل رد محبي النجم بعبارات مماثلة تحمل كلاما بذيئا وبصوت مرتفع كما رموا ببعض ما كانوا يصطحبونه من قوارير ومواد اخرى الى جانب ذلك فقد ظهر عدد من شباب النجم من نوافذ الحافلات والسيارات رافعين ايديهم في شكل اشارات بذيئة وحركات تعبيرية عن فشل فريق جندوبة الرياضية وانتصار فريقهم وقد كانت الحركات التي عبر عنها هؤلاء الشباب فيها من الدلالات ما يشير الى ان لغة الحوار والتنافس قد تحولت الى اشكال من التعبير الذي راى بعض الملاحظين والحاضرين انه يعكس ابعاد اعمق من تلك التي عبر عنها الفريق خاصة وان شباب اليوم المنهار والمحبط والمعطل عن العمل وامام صد كل اشكال التعبير عن ارائه ومواقفه فقد حول فضاءات كرة القدم ومناسباتها فرصة للتعبير عما ينتابه من معاناة وما ينتظره من مستقبل اصبح يراه بعيون غامضة لاسيما وسط التعتيم الاعلامي الذي لازالت تضربه السلطة على هذه الاعداد الهائلة من شبابنا والمتاجرة بارائه وتزييفها وتقديمها للراي العام في شكلها المغلوط . هذا وقد حضرت قوات من قوات التدخل والامن العمومي في محاولة لحماية فريق النجم الساحلي واحبائه الى غاية الخروج من مدينة بوسالم وسارعت السلطة لاحضار العمد وبعض رؤساء الشعب وما يعبر عنهم بـ »القوادة » من اجل تسجيل اسماء كل من حضر حادث الاعتداء وعرقلة السير ومن قام بذلك ويتوقع ان تشرع قوات من الامن في كل من مدينة بوسالم وجندوبة في جلب عدد من الشبان الذين حضروا وقاموا بالاعتداء دون التفكير في اسباب تلك الحركات التي لم تعد تخلو منها اية مقابلة رياضية صغر شانها ام كبر. (المصدر: موقع مجلة « كلمة » (اليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 8 مارس 2009)
الإتحاد المنستيري، تداخل بين الرياضي والسياسي
نشرة في مواطنة, اثر المقابلة التي جمعت يوم 15 فيفري الماضي بين فريقي النجم الساحلي والاتحاد المنستيري لكرة القدم وكتعبير عن عدم رضا الجمهور عن نتيجة فريقه الذي خسر المباراة رمى مشجعي الاتحاد المنستيري بالعاب نارية وقوارير بلغت حد ارضية الملعب. وامام تلك التصرفات تقدم احد اعوان البوليس بالزي المدني وكان يحمل على ظهره علامة شرطي واخذ صورة لمشجعي الاتحاد المنستيري فتوجه له السيد حشاد مليكة الرئيس المساعد لرئيس اتحاد المنستير وابن شقيقة الرئيس وحاول بقوة منع الشرطي من اداء مهمته وافتكاك كاميرا التصوير التي كان يحملها من يده. غير انه وامام اصرار الشرطي على عدم تسليمه الكاميرا تعمد هذا الاخير تعنيفه بقوة على مراى من الجمهور. فتوجه الشرطي مباشرة الى رئيسه المباشر ورمى له بالكاميرا وشعار وادوات العمل وقال له انا الان مواطن مدني ويجب ان ارد عن الاعتداء الذي لحقني فما كان من رئيسه وزملائه الا ان يقدموا له التشجيع في اشارة الى قبولهم برد الفعل . ومباشرة انقض الشرطي على السيد مليكة وانهال عليه ضربا تحت تصفيق جمهور النجم الساحلي الذي توجه له بالسب والشتم . وفي اليوم الموالي قدم السيد مليكة استقالته من الهيئة المديرة لاتحاد المنستير فحذى حذوه بقية اعضاء الهيئة اما رئيس الفريق فقد تاسف للعنف الذي تعرض له مليكة وخاصة الشتم الذي لحق شقيقة الرئيس خاصة. وعلى الساعة الثانية من ذلك اليوم استقبل والي المنستير هيئة اتحاد المنستير المستقالة واجتمع معهم قرابة الساعتين وحاول تهدئة الاجواء معلما اياهم بانه لم يقبل الاستقالة وطلب من الهيئة ان تظل هي المباشرة لادارة الجمعية واكد على ان رئيس الجمعية وكافة اعضائها سيظلون هو المباشرين لخططهم . وبعد نحو ساعتين من انتهاء الاجتماع وعلى الساعة السادسة من مساء نفس اليوم صدر قرار مصدره قصر رئاسة الجمهورية جاء مغايرا لقرار الوالي حيث اقر بقبول الاستقالة بعد ان شكر الهياة المستقيلة واشاد بدورها وقضى بتنصيب هياة جديدة فلم يكن امام الوالي الا ان يجتمع باعضاء الهيئة الجديدة ليلا ؟
(المصدر: موقع مجلة « كلمة » (اليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 8 مارس 2009)
السبت 7 مارس 2009م
لإنقاذ ما يمكن إنقاذه الترجي يعيد البنزرتي بعد فسخ تعاقده مع منتخب ليبيا
تونس – سليم بوخذير
عيّن نادي الترجي التونسي المخضرم فوزي البنزرتي مديرا فنيّا للفريق خلفا للبرتغالي دي مورايس، وذلك بعد أن فسخ البنزرتي تعاقده مع المنتخب الليبي بالتراضي بين الطرفين، وذلك لإنقاذ موسم الترجي الذي ساءت نتائجه في الفترة الأخيرة. وقال مصدر عليم في تونس مساء اليوم السبت لـ mbc.net: إن رئيس مجلس إدارة الترجي حمدي المدب تعاقد اليوم رسميّا مع المدير الفني للمنتخب الليبي مديرا فنيّا للترجي، بعد استغناء النادي عن مدربه البرتغالي جوزي دي مورايس. وتابع المصدر: « رئيس الترجي تحول إلى طرابلس الغرب وقام هو وفوزي البنزرتي بالاتفاق مع مسؤولي اتحاد الكرة الليبي على فسخ عقد البنزرتي الذي ينتهي في يونيو المقبل ». وقال المصدر: « بالفعل تم الاتفاق واليوم تعاقد الترجي رسميّا مع البنزرتي، الذي لن يُباشر مهامه على رأس النادي قبل الثلاثاء المقبل؛ حيث ستكون مباراة الترجي غدا الأحد مع مستقبل القصرين، وهي آخر مباراة يشرف عليها البرتغالي جوزي دي مورايس. ولم يعلق البنزرتي من قريب أو بعيد على خبر تعيينه مدربا للترجي، وأغلق هاتفه المحمول. وخسر الترجي مباراته الماضية أمام جاره ومنافسه على الدوري النادي الإفريقي؛ ليسمح له باعتلاء صدارة الدوري التونسي بدلا عنه بفارق نقطة واحدة، وفاز الفريق بصعوبة شديدة على الإسماعيلي المصري بهدفين مقابل هدف -في ذهاب دور الثمانية ببطولة دوري أبطال العرب- وموقفه صعب أيضا للوصول للمربع الذهبي. ولم يُشر المصدر إلى كون الترجي سيتخلى عن مساعده التونسي ماهر الكنزاري، أم أنه سيواصل المشوار مع المدير الفني الجديد فوزي البنزرتي بعد رحيل دي موراليس. يذكر أن البنزرتي سبق له أن تولى الإدارة الفنية للترجي التونسي لأكثر من مرة. (لمصدر : موقع قنوات « أم.بي.سي » الفضائية بتاريخ السبت 7 مارس 2009 )
أحيل مؤخرا على أنظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس متهمان في مقتبل العمر تورطا في جناية القتل المسبوق بجريمة أخرى. وتشير وقائع هذه القضية إلى أن المجني عليها طفلة تجاوزت العاشرة من عمرها ببضعة أعوام وفي تاريخ الحادثة خرجت من منزل أسرتها للذهاب إلى مدرستها ولكن شخصين من متساكني نفس الحي الذي تقطن فيه حوّلا وجهتها إلى منزل عائلة أحدهما وهناك حاولا اغتصابها ولكنها دافعت عن نفسها فما كان منهما إلا أن أجهزا عليها بإرغامها على شرب مبيد قاتل. وفي الأثناء كانت عائلتها تبحث عنها إلا أن الجانيين نقلا الجثة وألقيا بها في مكان بعيد عن العاصمة. وبعد إعلام عائلتها السلطات الأمنية عن غيابها باشر المحققون إجراء تحرياتهم وتمكنوا من التوصل إلى الجانيين، واتضح أن أحدهما كان آواه والد القتيلة في منزله خلال الفيضانات سنوات خلت. وبإيقاف المظنون فيهما اعترفا بما نسب إليهما وتمت إحالتهما على المجلس الجنائي بابتدائية تونس ووقع تأجيل المحاكمة إلى الأيام القليلة القادمة. مفيدة (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس ) بتاريخ 08 مارس 2009 )
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
الرسالة رقم 564 على موقع تونس نيوز
بقلم : محمـد العـروسـي الهانـي
مقترحات جريئة لدعم التشغيل و ما أدراك ما التشغيل منذ سنة 2006 كتبت حوالي 33 رسالة مفتوحة عبر هذا الموقع الإعلامي الممتاز حول موضوع قضية التشغيل
سواء في شكل رسائل مفتوحة إلى سيادة رئيس الدولة أو إلى أعضاء الحكومة كل وزير خصصت له رسالتين أو ثلاثة و أتذكر أن السيد وزير المالية كتبت له 3 رسائل مفتوحة في نوفمبر 2006 و رسالتين إلى السيد وزير التربية و التكوين السابق و رسالتين إلى السيد وزير التشغيل السابق و عدة رسائل مفتوحة تحدثت فيها عن قضية التشغيل القضية الأكثر تعقيدا أو أكثر حساسية لدى شرائح المجتمع . و قد أبرزت بكل وضوح و أمانة الجهود و المتابعة و الدعم و العناية و التشجيع و الأولوية المطلقة و الرعاية التي أعطاها سيادة الرئيس لموضوع التشغيل و أكد مرارا بأن قضية التشغيل من أولوياته و فعلا خصص في الحملة الانتخابية الرئاسية و التشريعة لعام 1999 بندا ضمن برنامجه الرئاسي خاص بالتشغيل و في سنة 2004 دعم هذا البرنامج و أعطى أولوية لقضية التشغيل و أصدر عدة قرارات و أوامر لدعم التشغيل و كذلك أذن سيادته بدعم و تشجيع المؤسسات و منها حوافز و تشجيعات و إعفاءات و دعم مادي كبير للمؤسسات و رجال الأعمال لدعم مواطن الشغل و تحمل الدولة نصف أجور الشبان أصحاب الشهائد العليا عند إستعابهم بالمؤسسات و الشركات و أصحاب المشاريع الخاصة و دعم صندوق 2121 و قد قرر بعث بنك التضامن لدعم مشاريع اصحاب المهن الصغرى و المتوسطة لأصحاب المشاريع من الشبان الذين يقومون بالمبادرة الخاصة و قد حققت هذه الآليات الجديدة العصرية و الحوافز و التشجيعات المختلفة أشواطا هامة في مجال التشغيل لنسبة من الشبان أصحاب الشهائد العليا و المتوسطة و لكن رغم هذه الجهود و العناية و الرعاية الرئاسية لازالت القضية عويصة و أن قضية التشغيل تتطلب جهود أكبر و أعظم و مسؤولية وطنية عالية و مجهودات جماعية لمعاضدة عمل الحكومة مع مزيد الشفافية في العمل المقترحات الجريئة إعتبارا لأهمية قضية الشغل و الغموض أحيانا و الاجتهادات التي ربما لم ترضي كل الأطراف و شرائح الشباب بالخصوص و تبعا لما قدمته من مقترحات منذ سنة 2006 عبر هذا الموقع بشجاعة و جرأة و مسؤولية و روح نضالية عالية و حبا للوطن و دعما لمشاغل الشباب أبنائنا و شعورا بالواجب الوطني المقدس أتقدم بمجموعة من هذه المقترحات : 1 – تكوين لجنة عليا للتشغيل : بإشراف الرئاسة و مسؤولا سامي من رئاسة الجمهورية و الوزير الأول أو من ينوبه و وزير التشغيل تشرف على عملية الإنتدابات لمزيد الشفافية في الانتدابات 2 – دعم عمل وزارة التشغيل : وتوسيع مشمولاتها و مراقبتها بصفة عملية لقضية الإنتدابات في شتى المجالات سواء الحكومية أو الخواص مع التنسيق المحكم مع وزارة المالية بالخصوص . 3 – حذف تحديد السن في بعض الاختصاصات : مثل الديوانة و الأمن و على الأقل تكون السن 28 سنة عوضا عن بعض الشروط الحالية 23 سنة . 4 – حذف إمتحانات الكاباس : بالنسبة لانتدابات الأساتذة في التعليم الثانوي و الإعدادي و جعل الأقدمية هي الشروط و المقاييس الأقرب للعدل الإجتماعي حسب الطريقة السابقة قبل عام 1965 . 5 – سن قوانين جديدة لتحديد سن التقاعد : لسلك المعلمين و الأساتذة في حدود 55 سنةحتى يتسنى فتح المجال لتشغيل عددا هاما من أصحاب الشهائد العليا في مجال التدريس بالخصوص . 6 – إعادة النظر في قضية تشغبل : أبناء المعوزين و ضعاف الحال و إضافة مناطق الظل و أعطى وزارة التشغيل صلوحيات مع وزارة الشؤون الاجتماعية لمراجعة إحصاء أبناء المعوزين و مواصلة عملية أعطى الأولوية لتشغيل بقية الشبان الذين لم يسعفهم الحظ خلال سنتي 2007-2008 و عددهم قرابة 20% 7 – الدعم المتواصل لمواصلة مراقبة المؤسسات : التي تمتعت بالحوافز و التشجيعات قصد احترام عقود الشغل و استمرارية لمدة زمنية و حسب الحوافز فقط ثم يقع فسخ العقد و الإستغناء على الطالب … 8 – العمل على الترفيع من منحة الحكومة : لتشغيل أصحاب الشهائد العليا عن طريق صندوق 2121 من 250 دينار حاليا إلى 350 دينار مستقبلا في إطار العدل الإجتماعي و المساواة بين أصحاب الشهائد في القطاع العام و القطاع الخاص . 9 – مزيد التركيز : على المناطق الداخلية و الأحياء الشعبية و مناطق الظل و الأقل حظا حتى يتسنى لشبان هذه الجهات الحصول على شغل بدعم و عناية الحكومة دون بحث و شروط 10 –جعل الحصول على موطن شغل : حق و واجب وطني لا يخضع إلى إنتماء سياسي باعتبار الخبزة للجميع و شعارنا تونس للجميع و الجميع لتونس و الخبزة عنوان الكرامة للتونسي فلا إذلال للمواطن التونسي 11 – إيجاد حلول ملائمة و عادلة للشبان حاملي الشهائد العليا: و الذين اختاروا العمل ضمن أسرة وزارة التشغيل في مجال المبادرة و العمل المستقبلي فهناك عددا هام من الأساتذة المجازين يعملون كمبسطين لأصحاب المبادرة الجدد و هم يعملون منذ 9 سنوات تقريبا و علمنا إن هذا الميدان سيقع خوصصته قريبا و من الواجب الوطني أعطاء الأولوية لهذه الشريحة للقيام بهذه المبادرة وهم أولى من غيرهم و من المعلوم أن هذه المجموعة يعملون منذ عام 2001 بصفة مؤقتة و ليس لهم ضمانات أو عقود عمل أو ترسيم كيف مصير هؤلاء ؟؟؟ يا ترى وهم أصحاب شهائد عليا . 12 –العمل على دعم المبادرة في مجال الفلاحة : و السعي لاستغلال الأراضي الدولية التي يمكن أن تستوعب عددا هاما من الشبان العاطلون عن العمل سواء من أصحاب الشهائد أو شهادة البكالوريا و غيرها حتى يتسنى استغلال الأراضي الدولية التي تحتاج لمزيد الاستغلال و مزيد الإنتاج خاصة الأراضي شبه المهملة و غير مستغلة كما ينبغي و على وزارة التشغيل السعي الجاد مع وزارة الفلاحة و بدعم رئاسي قصد العمل و السعي لاقتحام مجال الفلاحة مستقبلا هذا أمر ضروري للنهوض بالفلاحة في شتى أنواعها . 13 – دعم المشاريع الصغرى : بالترفيع في قيمة القروض المتوسطة سواء من بنك التضامن أو صندوق المهن الصغرى و مزيد تضافر الجهود لقضية الإنتاج و الترويج و استمرار العمل . 14 – اليقظة التامة لخطر و ظاهرة التشغيل : الوقتي سواء عن طريق العقود أو بصفة وقتية هذه الظاهرة الخطيرة إستفحلت في الأعوام الأخيرة في عديد المؤسسات و القطاعات الهامة مثل الشركة الوطنية للسكك الحديدية و غيرها و هذه الظاهرة بعثت نوعية جديدة من الاستغلال المفرط سواء في القطاع العام أو الخاص لابد من وقفة حازمة من طرف الوزارة و اللجنة العليا التي إقترحتها . هذه بعض الاقتراحات الجريئة أقدمها إلى وزارة التشغيل تبعا لما جاء في مقالاتي رقم 563 بتاريخ 06-03-2009 بعنوان رسالة شكر لعناية الأستاذ محمد الغنوشي الوزير الأول الذي تجاوب مع مقالاتي حسبما أشرت في رسالتي . النقطة 15 و الخاتمة :العمل على بعث صندوق وطني للتشغيل يمول من أهل البر و الإحسان و من نصف كمية البنزين التي توزع شهريا على المسؤولين و حسب التقديرات فإن الكمية كبيرة يمكن أن تشتغل 15 ألف شاب سنويا مع الضغط على أهدار السيارات الإدارية % 30 تستعمل في أغراض خاصة و عائلية هذا العمل إذا تم يمكن أن يشغل 7000 شاب مجاز من أصحاب الشهائد العليا و الصندوق الوطني المقترح لا يمكن بعثه إلا بقرار رئاسي و إرادة سياسية قوية. هذه الخواطر و المقترحات الجريئة هي التي نشرتها مرارا عبر هذا الموقع الإعلامي و في إعادتها الف فائدة للوطن و طبعا لا تصدر إلا من مناضلا وطنيا صادقا و مخلصا للوطن و خادما للشعب و زاهدا في وسخ الدنيا و شجاعا. قال الله تعالى « و لتكن منكم امة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و ألئك هم المفلحون » صدق الله العظيم محمـد العـروسـي الهانـي
مدى قابلية النظم العربية للتحول الديمقراطي.. تونس نموذجا
راشد الغنوشي يعيش النظام العربي أزمة شرعية مستفحلة عبر عنها بجلاء غياب الانتخابات جملة أو ما هو أسوا: العبث بنتائجها، بما أفرغ العملية السياسية المنعوتة بالديمقراطية من هدفها الأساسي في تداول السلطة بين النخب عبر انتخابات دورية نزيهة لا تقصي أحدا. كما عبر عنها تعويلها المتفاقم -كما يشهد عليه النمو المتفاقم لأجهزة القمع أعدادا وميزيانيات- على أدوات القمع في التعامل مع المشكلات السياسية عبر الاعتقال والتعذيب، وبالخصوص في توترها العصبي وهلعها المرضي من كل صوت إعلامي حر أو تحرك شعبي احتجاجي في الشارع سواء إزاء احتجاجات اجتماعية، واضح أنها تتفاقم من المغرب إلى اليمن، أم إزاء تفجر الشارع تضامنا مع غزة، حيث بان أن مدى « تسامح » الأنظمة كان متناسبا مع مستوى شرعيتها واستقلال قراراها عن الضغط الأميركي والصهيوني. كما كشفت عشرات السنين من تجربة »الديمقراطية العربية »حتى في التجارب المنفتحة للمشاركة بما فيها مشاركة إسلاميين أن دار لقمان على حالها، مجرد تزيين للواجهة للتمويه على طبيعة الانفراد والاستبداد والفساد ومقايضة البقاء بالتفويت فيما تبقى من ثروات البلاد واستقلالها وكرامتها. المثال التونسي.. ومن ملامحه: 1- خطاب حداثي وممارسة فاشية: يعد النظام الذي أسسه الرئيس بورقيبة نموذجا متميزا في بلاد العرب من حيث توظيفه لقاموس الحداثة في الخطاب وانتهاكه له في الممارسة. وبسبب نموذج الحزب الواحد والحكم التغريبي الفردي المتصالب، مع هوية الشعب ومصالحه لم يكن عجبا أن يصطدم منذ البداية وحتى يوم الناس هذا بسلسلة لم تنقطع من المعارضات حتى من داخل الحزب الحاكم ومن خارجه على اختلاف ألوانها الإيديولوجية قومية، إسلامية، يسارية، نقابية، ليبرالية، كان يمكن أن تكون قد تداولت السلطة لو جرت نضالاتها في نظام ديمقراطي إلا أنها هنا لم تتداول غير السجون والقمع، بما جعل تاريخ نصف قرن من « الاستقلال » نصف قرن من القمع والمحاكمات الصورية وحملات التضليل. في كل مرة تدور رحى القمع على فريق معارض من أجل احتوائه أو تدميره. ولا يزال في غياهب السجون المئات من سجناء الرأي بشهادة كل المنظمات الحقوقية والإنسانية، بينما ظل يصر على إنكارها، ناهيك عن آلاف المسرحين من السجون هياكل محطمة في أرض الحصار، وشتات بالآلف في عشرات دول العالم. ولا تسأل عن تكميم الأفواه وعسكرة البلاد، بقدر تدهور شرعية الدولة ، تضاعفت مرات أجهزة القمع عددا وميزانيات. 2- وفي ظروف استثنائية تم الانتقال الشكلي من نظام الحزب الواحد إلى التعددية الشكلية: تدهور متفاقم لشرعية الدولة بتدهور صحة الرئيس بورقيبة وفشل المشروع التنموي واندلاع أحداث عنف في بعض المدن وظهور معارضة ليبرالية من داخل الحزب وخارجه تدعو إلى التعددية وحرية الصحافة واستقلال منظمات المجتمعات المدني، قامت الدولة بسلسلة من الإجراءات تستهدف المحافظة على طبيعة السلطة الفردية الاليغارشية باحتواء المطالب اللبرالية والضغوط الاجتماعية وبالاستجابة الشكلية للحليف لضغوط الحليف الغربي، فأعلن المجاهد الأكبر سنة 1981 عن عدم ممانعته تأسيس الأحزاب.. وكان أول اختبار لهذا الإعلان الديمقراطي عندما قدم الاتجاه الإسلامي طلب اعتماده حزبا سياسيا فجاء الرد حملة اعتقالات شملت المئات من قيادته وكوادره. وبعد أزيد من ربع قرن ظل التداول الوحيد المفتوح أمام المعارضات هو تداول السجون: نقابيين ليبراليين يساريين إسلاميين.. وظل القمع متواصلا وظلت التهمة الأساسية التي يساق بها المعارضون للسجون تأسيس جمعيات غير مرخص فيها والانتماء إليها، وتطورت التهمة تناغما مع عقيدة بوش إلى تهمة التورط في الإرهاب. ظلت السلطة تصر على الاحتفاظ بحقها في أنها تحيي وتميت:تسلّم شهادة ولادة وحضانة لمجموعات صغيرة تسميها أحزابا، تصطنعها اصطناعا وتقتطع لها كوتا محددة في البرلمان(20%) وتهب صحافتها منحة، بينما تسلّم شهادة وفاة لمن لا ترضى عنهم، لمن ولدوا ولادة طبيعية خارج محاضنها، هؤلاء يعاملون أنهم ملف أمني يوكل إلى أجهزة الأمن وإلى القضاء الملحق بها، للإجهاز عليهم إما بالتدمير أو التطويع 3- كان يجمع بورقيبة في شرعية حكمه بين السياسة والأمن، باعتبار شرعيته التاريخية قائدا لكفاح شعب بينما خليفته المنقلب عليه، بحكم خلفيته الأمنية سارع إلى تطوير جهاز الأمن كما وكيفا حتى تضاعفت أعداده وميزانياته خلال بضعة سنوات ستة أضعافا. 4- طور نظام ابن علي العلاقة مع أوروبا فكانت تونس أول دولة تقبل شريكا اقتصاديا في جنوب المتوسط. حدث ذلك في أوج قمع السلطة لمعارضتها الأساسية »الإسلاميين » تعبيرا عن الدعم والتشجيع. ورغم أن اتفاقية الشراكة تتضمن التزاما من تونس باحترام الديمقراطية وحقوق الإنسان إلا أن السياسة المتحررة من الأخلاق لدى صناع السياسة في الغرب الديمقراطي لم تلق بالا لآلام شعب تونس. 5- بموازاة اعتماد السلطة المتزايد على القمع مصدرا رئيسيا لشرعيتها، أوغلت في تكثيف طلاء الواجهة بأصباغ حداثوية، فاختلقت آلافا من مؤسسات المجتمع المدني بينما هي تقمع المولودة ولادة طبيعية كالرابطة التونسية لحقوق الإنسان ومجلس الحريات وحرية وإنصاف والجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين، وكذا عمدت إلى سن المزيد من الحقوق الشكلية للنساء، ووقعت على معظم المعاهدات الدولية الضامنة لحقوق الإنسان! ، ولم تتخلف عن تنظيم انتخابات دورية تنافسية شكلية ينافس فيها الرئيس نفسه. عدا دمى يصطنعها ويقصي المرشحين الأكفاء مثل المرزوقي والشابي.. فيفوز فيها الرئيس وحزبه بأكثر من 90% منتهكا بشكل سافر بدهيات الديمقراطية وحقوق الإنسان للرجال وللنساء، بما جعل « التعذيب ممارسة منهجية تجد الدعم من أعلى سلطة في الدولة » حسب عبارات أمنستي في تقاريرها التي حظيت منها تونس بأطولها. أما الحرب على الإعلام الحر داخليا وخارجيا فمتواصلة حتى كان أول سجناء الانترنت تونسي، وتعرضت السفارة التونسية في الدوحة للإغلاق أكثر من مرة بسبب تقارير الجزيرة وفشلت كل محاولات اعتماد مراسل لها في تونس. 6- أمام نهج التغريب والتفسيخ لمقومات الهوية من لغة ودين لدرجة السخرية من عقائد الإسلام وانتهاك رئيس الدولة لحرمة الصيام جهارا ومحاربة الزي الإسلامي للنساء.. في مسعى لإلحاق البلاد بأوروبا.. كان من الطبيعي أن يدافع المجتمع عن هويته، فانبثقت منذ بدايات السعبينيات حركة إحياء إسلامي في شكل جماعة دعوية سرعان ما تفاعلت مع الحركة الاجتماعية والديمقراطية الناشئة، فتطورت إلى حركة سياسية ديمقراطية، بادرت بمجرد إعلان رئيس الدولة سنة 1981 قبوله بالتعددية إلى تقديم طلب اعتمادها حزبا سياسيا يرفض سبيل العنف ويتبنى تعددية غير مشروطة. 7- وخلافا لما كان منتظرا من ترحيب بهذا التطور في اتجاه القبول بالخيار الديمقراطي على امتداد المنطقة العربية والإسلامية، شنت السلطة منذ بداية الثمانينيات وحتى اليوم سلسلة من الحملات على هذا التيار شملت عشرات الآلاف وظفت فيها كل أجهزة الدولة لإقصاء المعارضة الأقوى في الساحة حسبما كشفت عنه انتخابات 1989. وحتى بعد أن ابتهج الناس بخروج آخر دفعة من مساجين النهضة أمضت في الضيافة الجمهورية 18سنة، وبدا حديث عن مصالحة، أبت السلطة إلا أن تبدد كل وهم بذلك، فأعادت الرئيس السابق د.صادق شورو للضيافة وهو لماّ يستكمل استقبال مهنئيه 6-رفضت الحركة الرد على العنف الرسمي بعنف شعبي رغم الأجواء التي كانت ملتهبة وخاصة في التسعينيات. ورغم ما تعرض له كوادرها من فنون تصفية. بل أمكن للحركة أن تستعيد التواصل مع المعارضة الديمقراطية العلمانية وشكلت معها سنة 2004حركة 18 أكتوبر للحريات جمعت أوسع طيف من المعارضة . 9- حاول هذا التجمع النزول بالمعارضة من المكاتب إلى الشارع إلا أن مستوى القمع كان عاليا ما رفع مستوى الاحتقان في المجتمع بسبب تأزم الأوضاع الاجتماعية وتفشي البطالة وأخبار نهب الثروات من قبل عدد من العوائل المرتبطة بالسلطة ، فتصاعدت الإضرابات العمالية، والاحتجاجات الشعبية على الفقر والتمييز، بلغت حد انفجار بعض المناطق مثل منطقة المناجم، ما جعل البلاد تستشرف طورا من الانفجارات الشعبية الأوسع والأخطر بسبب تصاعد الأزمة الاجتماعية والانسداد السياسي. ولا يستبعد أن يكون لحالة الانكماش الاقتصادي وأزمة الرأسمالية انعكاسات سلبية على اقتصاد خدمي سياحي هش. 10- برهنت مظلمة فلسطين مرة أخرى على عمقها في صفوف كل الفئات الشعببية، فنجحت ملاحم غزة فييما فشلت فيه القضية الديمقراطية في تفجير الشارع على امتداد البلاد ، وذلك رغم التعبئة الأمنية الرهيبة. 11- وكان من ردود الأفعال على جملة السياسات الاجتماعية والثقافية وعلى ما تتعرض اليه القضية الفلسطينية والإسلام في العالم من عدوان صارخ، أن تصاعد المد الديني في أوساط الشباب خاصة متأثرا بأحداث العراق وفلسطين والبوسنة وأفغانستان وبثورة الإعلام الحديث. وبسبب إقصاء الحركة الإسلامية الأم النهضة ومنعها من القيام بدورها التاطيري للشباب ضمن منظور إسلامي وسطي معتدل كان « للقاعدة » لأول مرة حضور في تونس، فكانت عملية جربة ضد الكنيس اليهودي الذي لم يمس خلال آلاف السنين، وكانت المواجهة مع ثلة من الشباب المسلح في بداية السنة الماضية، وشهدت ساحات الجهاد الأفغاني والعراقي وغيرها حضورا كثيفا للشباب التونسي. 12- مستبعد جدا أن السلطة المنشغلة بإعادة إنتاج نفسها عبر العبث بالدستور والقانون بما سمح بالتمديد لرأس السلطة للمرة الرابعة وبالبحث عن صيغة توريث، مستبعد أن تقدم على القيام بإصلاحات تطالب بها المعارضة ويطالب بها على استحياء شركاؤه الأوروبيون وبصوت أعلى شركاؤه الأميركان. بينما لم يتحقق شيء من ذلك خلال أكثر من عقدين من حكم ابن علي، بما يرشح البلاد أكثر، لمزيد من الاحتقان وتصاعد الاحتجاج الذي قد يصل طور الانفجار. البلاد تستشرف تحولات مهمة قد تنتهي بمجرد تغيير في مستوى رأس السلطة يعيد إنتاج نفس مؤسسة القمع كما حصل سابقا، ذلك إذا لم تنجح المعارضة في تجاوز خلافاتها من أجل بناء جبهة وطنية تجمع كل التيارات وتقود حركة الشارع داعية إلى إرساء بديل ديمقراطي جاد يفكك قوانين وأجهزة القمع ويرسي مجلسا تأسيسيا منتخبا انتخابا حقيقيا يعيد هيكلة الدولة وتصحيح وضعها المقلوب إزاء الشعب بتوزيع صلاحياتها على أوسع نطاق، بما يلغي النظام الأمني ولم لا النظام الرئاسي لصالح نظام برلماني تتمتع فيه الجهات بأنظمة حكم محلي موسع، وبما يحقق أحلام الاستقلال المجهضة،في برلمان تونسي حقا، ويعيد السلطة للشعب والكرامة للمواطن، والمعنى للسياسة. 13- والسؤال لماذا تمكن الحزب « الحاكم » في بلادنا وحدها – لا يكاد يشاركه حزب آخر في العالم ربما غير الحزب الشيوعي الصيني، في البقاء طيلة هذا الأمد البعيد(تأسس سنة1934) هل هو عائد لقوة ذاتية في هذا الحزب وذكاء خارق لقادته ؟ أم هو عائد إلى طبيعة شعب ومعارضة؟ أم لأسباب خارجية؟ أ- ضريبة الموقع: بلد صغير مفتوح بالقرب من أمم غربية قوية في ظل ميزان قوة مختل بالكامل لصالحها، بدأ يمارس الضغط منذ النصف الأول من القرن التاسع عشر لاختراق البلاد اقتصاديا وثقافيا وتشكيل النخبة، وأدى ذلك إلى احتلال مباشر خلال ثلاثة أرباع قرن عمل فيها المحتل على دمج البلد الصغير ثقافيا واقتصاديا وحوّله قبل « الاستقلال » وبالخصوص خلاله، إلى سوق له وامتدادا لنفوذه السياسي والثقافي وجزء من حزامه الأمني، بما يستحق معه تمويلا وحماية. ب- نجح الاحتلال المباشر والاحتلال غير المباشر »الاستقلال » في تمزيق عالم النخبة ، ليس فقط على خلفية ثقافية بين إسلاميين وعلمانيين وإنما قبل ذلك وأهم منه على أسس سياسية تتعلق بالموقف من السلطة، بما أمكن لهذه أن توظف تناقضات المعارضة فتضرب هذا بذاك. الايجابي أن هذين العاملين أخذ أثرهما الملائم للسلطة يتضاءل: العامل الخارجي الذي ظل باستمرار يشد أزر ها مرشح إلى الضيق بها إذا تحرك الشارع ضدها بقوة فواجهته بالرصاص والقمع الواسع. وربما يكون وضع هذه الدكتاتوريات أكثر حرجا مع الإدارة الأمريكية الجديدة أما العامل الثاني الذي أفاد السلطة فهو الآخر يتضاءل بعد إدراك الكثير لحكمة « أكلت يوم أكل الثور الأبيض » فامتدت خيوط التواصل بينهم، فما يجمعهم أكثر. وأن وطنا يتمتع فيه الجميع على قدم المساواة بحقوق متساوية خير من وطن يتداول فيه الجميع القمع. فالحرية إما أن تكون للجميع أو لن تكون لأحد. وذلك هو الدرس الذي تأسست عليه حركة 18 أكتوبر التي مثلت خطوة صغيرة ولكنها مهمة إذا تطورت إلى جبهة معارضة تأخذ على عاتقها الانتقال من نهج المطالبة الاستجدائية إلى قيادة مشروع التغيير وفرضه، خروجا بالمعارضة من الهامش إلى الشارع، سبيلا للتغيير، تخوض معاركها صفا واحدا في النقابات ومؤسسات المجتمع المدني والشبابي، فتتأهل لتكون بحق بديلا، وفي الأقل تمثل فيتو على 7نوفمبر 2 في الآفاق إذا حلّ. ذلك هو أمل تونس في استقلال حقيقي، وبرلمان تونسي . وعلى كل حال فالحزب مات من زمان مسلّما أمره للأجهزة الأمنية شأن كل مؤسسات « الدولة »بما أمات السياسة لصالح الأمن والمافيا، ليتخذ التطور مسارا تراجعيا.في نهاية السبعينيات كانت في البلاد صحف حرة ونقابات قوية وحياة طلابية رائدة واتجاه إسلامي قوي. فهل بقي من ذلك شيء يجيز الحديث عن معارضة أو مصالحة ؟ الخلاصة من كل ذلك: أن فرص التغيير الديمقراطي للنظام العربي عبر الطرائق المعروفة في الأنظمة الديمقراطية معدومة، هو من قبيل وضع العربة قبل الحصان. يوجد النظام الديمقراطي أولا ثم تتولى أدواته تحقيق التداول بين نخبه. أما في حالة غيابه كما هي صورة الحال فالمهمة المطروحة هي النضال الجماعي والجاد من أجل تأسيسه، وليس إلى ذلك من سبيل متاح بعد فشل نماذج الانقلاب وكارثية تجارب العنف، غير سبيل التغيير الجذري عبر الحركات الشعبية من مسيرات وإضرابات واعتصامات .. تقودها جبهات تضم تيارات مختلفة تلتقي حول مهمة واحدة: استعادة السلطة للشعب ورفض كل وصاية عليه وكل منزع فردي وإقصائي. وهو ما يقيم تمييزا واضحا بين عمل معارض في نظام ديمقراطي يعترف بتداول السلطة عبر الانتخابات الحرة النزيهة وبين عمل « المعارضة » في ظل نظام دكتاتوري هو شبيه إن لم يكن أتعس من حكم الاحتلال، بما يجعل عملها أقرب انتماء إلى عمل المقاومة في ظل الاحتلال، حسب تعبير صديقنا المرزوقي. وهو العمل المطلوب اليوم مع معظم الأنظمة العربية ولا سيما تلك التي فضحتها غزة وكشفت عزلتها عن شعوبها وانحيازها إلى الجهة الأخرى جهة معسكر الاحتلال وحلفائه.والله سبحانه ولي التوفيق. (المصدر: الجزيرة. نت( الدوحة – قطر ) بتاريخ 8 مارس 2009)
السبيل أونلاين – آراء وتحليلات هل انتهت أحداث غزة ؟ (3)
لقد آن للجمهور أن يصنع له صوتا جماعيا مسموعا هل إعلان هنية الانتصار بغزة هو إعلان عن انتهاء القضية؟
لقد كانت فرحة عظيمة ولاشك ولكن لم نستطع الفرح، لأن أهل غزة بما أصابهم لايستطيعون الفرح بل الكثير منهم الآن هو يتألم . هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، فإن القضية لم تنته ولكنها قد بدأت. لقد كان هذا واضحا في خطاب هنية ، وأيضا في كلمة الجمهور بمناسبة النصر، بل إن من أهم ما برز في هذه الكلمة أنها خصصت حلقة كاملة (الحلقة الثانية) لهموم الجمهور بما بعد أحداث غزة ، مع وعي وتخوف كبيرين بحجم المكائد ، وتطلع وشوق كبيرين أيضا إلى الآمال والبشائر. إنه بمجرد إعلان إسرائيل إيقاف النار، وبمجرد ما بان تبعا لذلك فشلها في تحقيق أهدافها ، حتى ثار عند الجمهور وعند النخب وجميع المناصرين سؤال « ماذا بعد غزة؟ » وثارت عندهم هموم عديدة متعلقة بذلك . إن كلا من هنية والجمهور يقولان أن القضية لم تنته بل قد بدأت ، وبالمعنى العاجل (المدى القريب) فإنها دخلت شوطها الثاني كما رأينا في الحلقة الأولى ، وبالمعنى الآجل (المدى المتوسط والبعيد) فهي بداية لمرحلة جديدة ولآفاق المستقبل الأمر الذي يقتضي ، ليس فقط مواصلة نصرة المقاومة بالمعنى المباشر والمحدود، بل وأيضا مواصلة نصرتها بالمعنى الواسع الذي يسع بلاد الإسلام وأمته . يمكن أن نلاحظ أن الحلقتين السابقتين مرتبطتان بوضوح بسياقات تطور الأوضاع ، بما يعني أن الأحداث لم تنته من زاوية سياقات تطورها وتأثيراتها ، ولكن أيضا لم تنته من زاوية التحولات الحاصلة في الجمهور نفسه وإعادة الاعتبار له. هذا هو موضوع حلقتنا هذه ، العنصر البشري في ذاته هو الذي سيكون محل الاهتمام فيها وذلك في الفقرات التالية: 1. نحو إعادة الاعتبار للجمهور 2. إثارات هامة حول موقع تطلعات الجمهور من سياقات تطور الأوضاع 3. الجمهور الذي همشته النخب وتحكمت فيه السلاطين 4. جمهور غزة هو الذي تكلم كلام فعل في أحداث غزة 5. التناغم بين جمهور غزة وبين سلطة ونخبة غزة 6. كان فعل الجمهور العربي والإسلامي صدى لفعل أهل غزة 7. نقترح أن تصدر نشرية تكون صوتا لهذا الجمهور (1) نحو إعادة الاعتبار للجمهور: في خاتمة سلسلة » كلمة الجمهور بمناسبة انتصار غزة »، أثرت إثارات عديدة في خصوص إعادة الاعتبار للجمهور، فقلت : إن لهذا الجمهور في مجموعه رأي وقول وطرح يمكن تحرّيه ومعرفته. 1. فأين – في واقعنا – رأي الجمهور إلى جانب رأي النخب والسلط؟ أليس هو الرأي الأهم بالمعنى الديمقراطي لمن يقولون بالديمقراطية؟ 2. ألا قارنت السلط والنخب رأيها وطرحها برأي وطرح الجمهور؟ أليس من المفروض أن تكون معبرة عنه وممثلة له؟ وأليس من المفروض أنه إذا كان عندها ما ليس عنده أن تطرحه عليه وتقنعه به لتبقى دائما معبرة عنه وممثلة له؟ 3. المفارقة الآن قائمة بين طرح الجمهور من ناحية وطرح السلط وأيضا طرح النخب من ناحية أخرى، أليس هذا ظلما؟ وكيف السبيل لإزالة هذه المفارقة؟ (2) إثارات هامة حول موقع تطلعات الجمهور من سياقات تطور الأوضاع: و في نفس الخاتمة ، أثرت أيضا إثارات أخرى عديدة حول موقع تطلعات الجمهور من سياقات تطور الأوضاع ، فقلت : 1. ألا يمكن أن نستخلص من خلال النظرة الجملية لكلمة الجمهور وعناوينها الصورة الجملية لقول هذا الجمهور ورأيه وطموحه وما يتطلع إليه؟ 2. بل أكثر من ذلك ، ألا يمكن أن نقول فيها أنها تعبر على توجهات المرحلة الجديدة وسياقات تطور الأوضاع؟ 3. أم أن هذا الجمهور يتطلع ويصبو إلى هذا لو يجد القيادة الكفأة التي تتبناه ، متجاوبة مع هذا الجمهور ومع همومه وطموحاته؟ 4. أم أن هذا الجمهور قد حدد ووضع التوجهات، وما على القيادات إلا أن تترجمها إلى خطط وبرامج وإلا فليتخلوا لينتخب الجمهور القيادة التي تمثله وتعبر على إرادته؟ (3) الجمهور الذي همشته النخب وتحكمت فيه السلاطين: والجمهور هو أصل الحكام والسلاطين ، إلا أنهم بدل أن يعبروا عنه ويلتحموا به ويستمدوا شرعيتهم وقوتهم منه انعزلوا عنه ليعيشوا أهواءهم . وبقدر ما ساروا في هذا الطريق بقدر ما أصبحوا فريسة لقوى الشر الداخلية والخارجية. وبقدر كل ذلك بقدر ما انفصلوا عن جمهورهم وتناقضوا معه حتى لم يعد في مقدورهم البقاء في كراسيهم إلا بالتسلط والقمع . والجمهور هو أيضا أصل النخب ، فهو الذي ولدهم واحتضنهم وغذاهم وقواهم، ولكن بعد أن شبوا ظنوا أنهم أصبحوا شيئا أرقى من هذا الجمهور وانفصلوا عنه. وبقدر هذا الانفصال مسافة وزمنا بقدر ما انفصلوا عن حقيقة هذا الجمهور وروحه وأخلاقه وأحلامه، وبقدره أيضا ما تأثروا بالقوى المهيمنة الداخلية (سلطة) والخارجية. وبهذا كله ، غدت مثل هذه النخب حتى وإن حافظت على صدقها لا تعبر على هذا الجمهور . وينسحب هذا حتى على الإسلاميين إلا من رحم ربك، ولذلك فإن الحركات الإسلامية والمشايخ والعلماء لا يعبرون على هذا الجمهور إلا ما ندر منهم رغم أنهم هم الأكثر تعبيرا عنه. (4) جمهور غزة هو الذي تكلم كلام فعل في أحداث غزة: جمهور غزة هو الذي تكلم كلام فعل في أحداث غزة ، من غير حاجة إلى أي برهان بعد أن كان الفعل كل البرهان كما عبر عنه المقطع التالي من خطاب هنية حيث قال: (حينما نطل عليكم يا أهلنا في غزة، يا رجال غزة ونساء غزة وأطفال غزة وبنات غزة، يا كل شوارع وأزقة قطاع غزة، حينما نطل عليكم والله لنستمد منكم الصبر، لنستمد منكم الثبات، لنستمد منكم دروس البطولة، ودروس التضحية لأنكم والله ترسمون تاريخاً جديداً، تكتبون اليوم بالدمّ، تاريخ هذا الشعب الأبي وقضيته المباركة ومشروع تحرره من الاحتلال، هذا المشروع الذي سينتصر بإذن الله، سنحرّر أرضنا وقدسنا وأقصانا، وأن هذه الدماء الزكية لا ولن تضيع هدراً بإذن الله تعالى.) (5) التناغم بين جمهور غزة وبين سلطة ونخبة غزة: هكذا تكلم عنهم رئيسهم وهكذا عبرت عن الواقع وعن الحقيقة سلطتهم . إن أهل غزة جميعهم جمهورا وسلطة ونخبة تكلموا في أحداث غزة كلام فعل في تناغم وتكامل رائعين ، بل إنهم قد ضربوا الأمثال في ذلك . نشر المركز الفلسطيني للإعلام مقالا عن الشهيد ريان ورد فيه : (يتمتع ريان – وهو بروفيسور جامعي – بشعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني، واشتهر بالتصاقه الشديد بالحياة اليومية للمواطنين، وبجرأته في تحدي جيش الاحتلال حتى في أشدّ الاجتياحات العسكرية الصهيونية لشمالي القطاع، كما أنه تمسّك بمنزله في مخيم جباليا المكتظ ، ليعيش حياة متواضعة ومتقشفة، حتى في ملبسه، رغم مكانته العلمية والأكاديمية البارزة. كما قاد البروفيسور نزار ريان مبادرة فلسطينية جريئة، لتحدي سياسة هدم منازل المواطنين الفلسطينيين عبر الإنذارات الهاتفية المسبقة. فقد قاد القيادي الشهيد مبادرة تشكيل دروع بشرية شعبية لحماية منازل المواطنين الفلسطينيين المهددة بقصف طائرات الاحتلال خلال السنتين الماضيتين . كان ريان يصعد مع مئات المواطنين إلى أسطح البنايات، مرددين التكبيرات، لحماية المباني السكنية من القصف، لينتهي ذلك الأسلوب الذي حاول الجانب الصهيوني فرضه. (المركز الفلسطيني للإعلام – 01.01.2009) لقد كانت سلطة ونخبة غزة – المنتمية في أغلبها إلى حركة حماس – من القليل النادر في سلط ونخب العالم العربي والإسلامي المتناغم مع جمهوره . لقد أبانت هذه الحقيقة وبكل روعة أحداث غزة التي عشناها جميعا وعاشها الجمهور العربي والإسلامي بكل كيانه ووجدانه وجوارحه وامكانياته المتاحة. لقد كانت قوة هذه السلطة وهذه النخبة هو في التحامها بأهل غزة وبحقيقتهم وعقيدتهم وروحهم وأحلامهم وهمومهم ، وكانت نموذجا في ذلك . (6) كان فعل الجمهور العربي والإسلامي صدى لفعل أهل غزة: إنه من الطبيعي جدا أن يتفاعل جمهور غزة مع من يعيش معهم ويعيش همومهم ويعبر عنهم ، بل تعدى هذا التفاعل جمهور غزة إلى تفاعل جمهور العرب والمسلمين معهم أيضا ، وكانوا بذلك على النقيض من حكامهم . الذين فعلوا بالعمل والمعاناة والتضحيات هم جمهور غزة، وكان فعل الجمهور العربي والإسلامي فعل التجاوب مع فعلهم والصدى له . الحكام تخاذلوا ، والنخب بعضها تخاذل وأكثرها تأخر؛ وأما الجمهور فهو الذي بادر فلحقت به أكثر النخب وإن كان بدرجات متفاوتة، ولحقت به في الأخير بعض الأنظمة التي عبرت على استحياء عن موقف إيجابي. (7) نقترح أن تصدر نشرية تكون صوتا لهذا الجمهور: الذين تكلموا إذن بصوت مسموع وواضح وجلي بالفعل وبالعمل وبالتحرك هم الجمهور، فكيف لا يكون لهم صوت يعبر عنهم، ويعبرون فيه عن أنفسهم كأفراد وخاصة كمجموع . إن للسلطة أصواتها وأبواقها، وللنخب أيضا بشكل فردي أو جماعي ، إلا الجمهور فلا صوت لهم يسمع ، ولا اعتبار لهم يعتبر. لم يعد مقبولا – بعد أن بان ما يكتنزه من خير ومن وعي ومن فاعلية – أن يبقى هذا الجمهور مهمشا ، بل أظنه أنه لم يعد قابلا أن يبقى مهمشا . وأدنى ما يمكن أن يخرجه من ذلك التهميش أن يصبح له صوت مسموع وقول فاعل. فلماذا لا تصدر لهذا الجمهور نشرية بلغته وبساطته وبراءته وتلقائيته وروحه وحقيقته وأخلاقه وأحلامه ، من أجل إيصال صوته وإعادة الاعتبار لدوره؟ إن منابر التعبير هي الآن ميسرة ولكن مستفاد منها من النخب القادرة على الكتابة وعلى التعامل مع عوالم الإنترنيت ووسائل الاتصال الحديثة. والأمر ليس كذلك بالنسبة للجمهور، وحضوره إذا حضر ففي التعليقات على ما تكتب النخب والسلط ، التي لا تقرأ إلا قليلا، فكيف نتحول بها إلى صوت مسموع ومعتبر ؟ إن هذه النشرية تريد أن تكون صوت ولسان هذا الجمهور غير المسموع الصوت والكلمة ، ليس فقط كأصوات فردية ، ولكن أيضا كصوت جماعي معبر على هذا الجمهور. لا شك أنه ليس للجمهور صوت ولا رأي وطرح جاهز- كما للأفراد وأيضا كما للجماعات والحركات والأحزاب التي لها آلية لصناعة رأيها وموقفها وطرحها – ولذلك فهو في حاجة ليس إلى نشرية عادية بل وإلى صيغة وآلية معها لصناعة رأيه وموقفه وطرحه . ولا شك أيضا أنه ليس هذا عملا بسيطا ولا سهلا ، ولكن هو سبيل الوصول إلى رأي الجمهور ومخزونه الذي تحتاجه المرحلة الحضارية المفصلية التي نمر بها. إنه من الضروري أن نقدم على هذا العمل ، وبقدر ما ندرك قيمته بقدر ما سنزداد إقبالا عليه وحماسا لإنجازه. خاتمة وخلاصة : إن التهميش الذي كان يعيشه الجمهور قبل أحداث غزة بلغ مبلغا لم يعد قابلا للاستمرار ، و لم تعد المرحلة التي تمر بها الأمة والبشرية تقبله . فلما جاءت أحداث غزة ، وبرز فيها دوره وفعله ، وكان فيها القاطرة الذي جرّت وراءها أكثر النخبة وقلة من الأنظمة ، تضاعفت تلك الدواعي ، بل وحولت هذا الجمهور إلى المبادرة ورفض الانتظار لأي أحد. إنه إذن ، بالنظر للدور الفاعل الذي يمكن أن يكون له في الواقع كما أبانته أحداث غزة، وبالنظر لأن السلط والنخب لا تعبر عنه ولا تمثله عموما، فقد أصبح من الطبيعي بل ومن الضروري أن يعمل الجمهور على أن يعبر على نفسه ، خاصة مع انقطاع الأمل في تحول قريب من هذه الزاوية لهذه السلط والنخب ، ولعل المبادرة تدفعهما إلى هذا التحول . فمن أجل أن يعاد للجمهور الاعتبار ، ومن أجل أن يبلغ صوته وأن يأخذ موقعه ، ومن أجل أن يتبلور رأيه في مشاريع عملية وحضارية ، أقترح أن يصبح للجمهور نشرية تحمل صوته وكلمته ورؤاه ومشاريعه، ويتواصل بها وفيها فيما بينه، ويبلور فيها كل ذلك ليبلّغه بهذه النشرية إلى الناس جميعا . أرى أن الظرف مناسب لمثل هذه المبادرة . لا شك أنه من الصعب – في إطار التجزيء المفروض على الأمة العربية والإسلامية – أن يكون صوتا واحدا يعبر على الجمهور العربي والإسلامي ، ولكن يمكن أن تكون أصوات عديدة تعمل على ذلك ، بل يمكن أن يقوم كل جمهور بما يليه من بلاد العرب والمسلمين. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب. كتبه – محمد شمّام
المناضلة الفلسطينية ليلى خالد:
«أعتز بأنّي جزء من النساء اللائي حملن السلاح من أجل عزة الشعب»
لقاء الامس لم يكن عاديا في شيء والذكرى السنوية لليوم العالمي للمراة التي احتضنها حزب الوحدة الشعبية الذي اختار ان تكون » سنة 2009 سنة فلسطين » واراد لها ان تكون مناسبة لدعم المراة العربية في الاراضي الفلسطينية المحتلة وفي العراق والسودان ولبنان،
تحولت الى مصافحة لنضالات المراة الفلسطينية وصمودها استعرضت من خلالها المناضلة الفلسطينية ليلى خالد سجلا ساطعا لملاحم خاضتها المراة الفلسطينية وغذتها بدماء ابنائها واحفادها على مدى عقود طويلة من الاحتلال وقدمت خلالها حكايات عن صمود ونضال المراة الفلسطينية في كل مواقعها لتتوارث المعركة جيلا بعد جيل وتبقي الذاكرة الفلسطينية قائمة لا تقبل النسيان. وقد شاركتها نائلة الورعي رئيسة جمعية نساء من اجل القدس في الكشف عن معاناة المراة الفلسطينية اليومية في غزة بعد عملية الرصاص المسكوب فيما تحدثت نعمات احمد الغندور رئيسة لجنة المراة باتحاد عمال السودان بدورها عن المراة السودانية والقضية الفلسطينية. ولم يغب عن اللقاء صوت الرجل فكان للسيد ابو احمد فؤاد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين العائد من مصر موقف من القضية حيث استعرض تطورات الاحداث الخطيرة المتسارعة على الساحة الفلسطينية بعد العدوان على غزة فيما اختار السيد محمد بوشيحة الامين العام لحزب الوحدة الشعبية الذي تولى افتتاح اللقاء ان يجعل من فعاليات اللقاء هدية معنوية لكل امراة ولكل ام فلسطينية. وشدد الامين العام في كلمته على ان تنظيم الندوة تاكيد متجدد على تاييد موقف تونس المستمر لقضية الشعب الفلسطيني وثبات حزب الوحدة في دعم حقوق الشعب الفلسطيني والتصدي لمخططات اخضاع الامة العربية والتحكم في مصيرها. وقال بوشيحة « كان احرى بالأدعياء الذين يريدون محاكمة الرئيس السوداني ان يلاحقوا مجرمي حرب غزة واعتبر بوشيحة ان حق العودة يبقى رافعة لبقية حقوق الحقوق الفلسطينية وحق اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس واضاف انه في احياء لليوم العالمي للمراة احياء لمرجعية نضالية لنساء العالم وتاكيد على دور المراة في مسيرة الكفاح من اجل الحرية . وقد ادارت اللقاء السيدة وسيلة العياري رئيسة لجنة المراة لحزب الوحدة الشعبية وكذلك السيدة عربية بن عمار. وبالرغم من سوء الاحوال الجوية فان الحضور الذي بدا محتشما في بدايته تكثف على مدى اللقاء الذي شهد حضور العديد من الوجوه النقابية الى جانب ممثلين عن السفارات العربية والمؤسسات الاعلامية… – عندما أبكت ليلى خالد الحضور كعادتها في هكذا مناسبات كان للمناضلة الفلسطينية ليلى خالد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حضورها المميز وهي التي اقضت هاجس الاحتلال طويلا وبعد دعوتها الى الوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء غزة مضت ليلى خالد في استعراض ملاحم ونضالات المراة الفلسطينية وقالت « ناتي اليوم الى جزء من امتنا العربية والى ارض عربية انجبت المناضلين من اجل الحرية ومناضلين من اجل فلسطين ناتي الى اهلنا الذين لم يبخلوا في أية لحظة في دعم القضية الفلسطينية « واضافت ليلى خالد بكلماتها المؤثرة التي كان لها وقعها على الحضور وقد دمعت اعين الكثيرين قائلة « احني راسي امام كل الشهيدات في فلسطين ولبنان والعراق والجزائر وتونس وفي كل ارض عربية قدمت الشهداء من اجل الحرية ». واعتبرت ليلى خالد ان قضية الحرية لا تتجزا وان الحرب الهمجية على غزة ليست آخر الحروب في الصراع مع العدو واستعرضت ليلى خالد بعض الشهيدات من امثال شادية ابوغزالة ووفاء ادريس وايات الاخرس اللائي فجرن انفسهن وقدمن ارواحهن من اجل ان يعيش الشعب الفلسطيني. وقالت ليلى خالد ان اجيالا فلسطينية سابقة كانت اول من بادر بحمل السلاح وان هناك في فلسطين نساء مثل فاطمة عزام وحليمة زيدان حملن منذ 1936 السلاح من اجل ازواجهن واخوانهن وابنائهن وان نساء فلسطين كن ومازلنا جزء من هذا الشعب الذي يحمل على عاتقه دور النضال من اجل التحرر والعودة. واعتبرت ان القضية ليست قضية فلسطينية فحسب بل عربية ودولية ايضا وانه بعد العدوان على غزة ارتفع علم فلسطين في كل شوارع العالم وفي كل العواصم الاوروبية والامريكية للدلالة على عدالة القضية اكثر فاكثر وشددت ليلى خالد على ان العدو اساسه الحركة الصهيونية العالمية وان الجرائم التي ارتكبت في حق نساء واطفال وشيوخ غزة كشفت بشاعة هذا الكيان. وقالت ان الهولوكوست ليس حكرا على اليهود واسرائيل تقترف الهولوكوست كل يوم. ودعت ليلى خالد في كلمتها الى الخروج عن اطار تقديم الدروس الى تقديم الاقتراحات التي يمكن تفعيلها ووجهت نداء الى المنظمة العربية للمراة للمبادرة بتنظيم قافلة الى غزة تتقدمها زوجات الرؤساء والملوك وتشكيل وفد نسائي يتجه الى السودان للتضامن مع نساء دارفور في محنته وقالت ليلى خالد « علينا ان نقول من هناك للرئيس السوداني اننا نقبل ان يحاسبك الشعب السوداني اذا اخطات ولكننا لا نقبل من المجرمين ذلك »… واشارت المناضلة الفلسطينية التي كانت تتصدر قائمة « الارهابيين »المطلوبين لدى الاحتلال الاسرائيلي انه لا بد من اعادة تفعيل القرار الاممي الذي اتخذ سنة 1975 في اول مؤتمر عالمي للمراة يعقد في المكسيك والذي اعتبر ان الصهيونية شكل من اشكال العنصرية قبل ان يتم الغاء ذلك القرار في التسعينات واعتبرت ان نساء العالم التقدميات كن اول من وضعن ذلك القرار بدعم من كوبا والجزائر والدول الاشتراكية وقد امكن للقرار ان يمرر الى الجمعية العامة ثم تثبيته واعتبرت ان الغاء القرار كان نتيجة عدم المتابعة من العالم العربي. وفي تفسيرها لابعاد العدوان على غزة وكم من اعتداءات على مدى ستين عاما كانت تهدف الى انهاء فكرة المقاومة وقد جرب الاحتلال ذلك في 1948 وفي 1967 ثم كانت الغارات على غزة وبرغم اعلان اسرائيل وقف عملياتها العسكرية فقد كانت تخدع العالم وتدعي انها تريد السلام… وفي مجمل حديثها عن تجربتها مع الاحتلال قالت ليلى خالد « اعتبر اني جزء من النساء اللائي حملن السلاح من اجل عزة الشعب واعتز بانتمائي لشعب عظيم شعب مازال يقدم قوافل الشهداء ولا يتراجع عن اهدافه ». وقالت ليلى خالد ان المراة ساهمت ومازالت في تقديم الكثير لانها حارسة النار وهي الام التي انجبت الابطال وهي مناضلة ومعتقلة وشهيدة تحمي الارض الفلسطينية منذ 1917 وهي ايضا التي قادت اول تنظيم نسائي من مائة امراة فلسطينية عقدن مؤتمرا من اجل منع الاستيطان والحفاظ على الارض وكان هذا التنظيم اول من اطلق اطول اضراب في التاريخ فكانت تلك المراة التي باعت الذهب لشراء البندقية لرجال الحارة وهي الفلسطينية التي تخلت عن الكثير من العادات والتقاليد في خضم نضالها الطويل ضد الاحتلال. واذا كانت ليلى خالد استحضرت الكثير من الاسماء لفلسطينيات وعربيات كان لهن دور في رسم الملحمة النضالية ربما لم يكن العالم يسمع عنهن الكثير مثل عصام عبد الهادي رئيسة اول اتحاد نسائي فلسطيني تعرضت للاعتقال مع بناتها بهدف كسر ارادتها فانها لم تنس ذكر ناشطات السلاح اللائي جئن من امريكا واروبا لنصرة الشعب الفلسطيني ولاسيما الامريكية راشيل كوري التي وقفت في وجه البلدوزر لحماية البيت الذي كان ياويها مع العائلة الفلسطينية التي احتضنتها فاختلطت دماؤها بدماء الفلسطينيين. وتوقفت ليلى خالد وهي الام طويلا عند امهات الشهداء في لبنان وفلسطين والعراق واعتبرت ان الام من يعطي الحياة ويدافع عنها ولكنها لاتتردد في تقديم فلذات اكبادها من اجل الوطن واستذكرت صورة الام التي احتضنت شجرة الزيتون لمنع البلدوزر من اقتلاع تلك الشجرة المباركة واستذكرت حكاية ام جبر من غزة التي تبنت المعتقلين العرب في المعتقلات الاسرائيلية وكانت عندما يمنحها جنود الاحتلال وعلى مدى عشرين عاما تصريح واحد لزيارة السجناء تختار زيارة سمير القنطار على رفاقه وتقول ان ام سمير لا يمكنها القدوم لزيارته وان ابنها سيعود اليها وستحتضنه وتستذكر ام عمر والدة الاسيرين فخري ونائل البرغوثي وقد فارقت الحياة دون ان تراهما واستذكرت الى جانب كل ذلك امهات الشهداء اللائي لم يعرفن قبور ابنائهن ولا اين وضعت اشلاءهم كما استعرضت الاسرى والاسيرات وبعضهن امهات وبعضهن ولدن اطفالهن في سجون الاحتلال قبل ان تخلص ليلى خالد الى ان تلك هي صورة المراة المناضلة في فلسطين ومعها نساء العالم وتذكر بانه لا احد ينسى ان ارض تونس التي احتضنت الفلسطينيين في الثمانينات كانت احتضنتهم من قبل ومنذ 1936 وقالت لا زالت المراة الفلسطينية تواجه عنف الاحتلال وهو ابشع وافظع انواع العنف وتواجه معه عنف التشرد في مختلف انحاء العالم وتتطلع الى يوم العودة الى بيوتها وممتلكاتها وتوقعت ان تدوس اقدام الاطفال الفلسطينيين على كل الاتفاقات الموقعة من كامب دايفيد الى وادي عربة وان اطفال العراق سيدوسون باقدامهم كل الاتفاقات الامنية التي فرضها الاحتلال وقالت » نناضل من اجل الاجيال القادمة ومن اجل اطفالنا وانه حيثما يكون الظلم هو القانون فان المقاومة هي الواجب » من جانبه اعتبر المناضل ابو احمد فؤاد ان الكيان الاسرائيلي عدواني منذ تاسيسه وانه لو لم يكن الدعم والتاييد الذي يحظى به هذا الكيان لما امكن له ارتكاب كل تلك المجازر والجرائم دون محاسبة. وشدد على ان المقاومة الفلسطينية لا تمتلك سوى امكانيات محدودة لا تؤهلها للتصدي لاسلحة العدة الفتاكة وانه مع ذلك تمضي الادارة الامريكية قدما في التاكيد حلى حق اسرائيل في الدفاع عن النفس وتساءل ابو احمد كيف يتصور العالم ان يكون ذلك الطفل الفلسطيني الذي فقد عائلته عن بكرة ابيها في العدوان على غزة ورد انه سيكون استشهادي بالتاكيد ولم يقبل التسامح على الاطلاق واضاف بان جرائم اسرائيل لا تمحى بالتقادم واعتبر ان المقاومة تبقى الخيار الوحيد لتحقيق الاهداف الوطنية وان الاتفاقيات لم تحقق شيئا للشعب الفلسطيني وقال ان الخلافات الفلسطينية-الفلسطينية كانت كارثة على الفلسطينيين ولكنه اعتبر انه مهما بلغ حجم تلك الخلافات فلا مجال لرفع السلاح الفلسطيني في وجه أي فصيل فلسطيني واعتبر انه لا خيار الا بالحوار وان استعادة الوحدة الوطنية في ظل منظمة التحرير الفلسطينية والعودة للاحتكام لصوت الشعب يبقى المخرج الوحيد. واعتبر ان الوضع العربي الرسمي المنقسم يعكس نفسه على الوضع الفلسطيني وخلص الى ضرورة عدم الانسياق وراء الاماني بشان ما يمكن ان تقدمه الادارة الامريكية الجديدة وقال « علينا الا ننسى ان غزة ذبحت في عهد اوباما ». وبدورها استعرضت نائلة الورعي صمود المراة الفلسطينية في مواجهتها اليومية للاحتلال وعرضت من خلال شريط مسجل مختلف العراقيل والصعوبات التي اعترضت منظمتها قبل عبورها من رفح الى غزة ونقلت شهادات العائلات الفلسطينية في صراعها اليومي بحثا عن مقومات الحياة بين انقاض الحرب على غزة وذكرت ان الشاحنات التي تنقل المساعدات الانسانية والغذائية والادوية كانت تمتد احيانا على طول خمس كيلومترات في انتظار معاينتها واعادة شحنها قبل السماح بدخولها وكشفت ان قافلة مساعدات قادمة من جنوب افريقيا منعت من الدخول قبل ان يتم اعادة شحنها مع قافلة مساعدات جمعية نسار من آجل القدس وايصالها الى مستحقيها في غزة المدمرة … تغطية: آسيا العتروس (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس ) بتاريخ 08 مارس 2009 )
الجزء الثاني من حواره المفتوح مع جمهور « إسلام اون لاين.نت » عزمي بشارة : النضال المسلح ليس مفضلا لدى عرب 48
مطيع الله تائب شدد المفكر الفلسطيني البارز الدكتور عزمي بشارة، في الجزء الثاني من حواره المفتوح مع قراء شبكة « إسلام أون لاين.نت »، على أن النضال المسلح لم يصبح بعد خيارا شعبيا لدى الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948، معتبرا أن معركتهم الرئيسية هي مواجهة الأسرلة والحفاظ على الهوية الوطنية والقومية. كما رأى د. بشارة أن إسرائيل يجب أن تدفع ثمن الادعاء بأنها ديمقراطية، لافتا إلى أن مشاركة حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الذي يتزعمه، في انتخابات الكنيست في إطار خطاب وطني يرفض الصهيونية، ويعتبر يهودية الدولة عائقا أمام المساواة « شكل مشكلة كبيرة لإسرائيل، تجد صعوبة في هضمها ». التعامل مع فلسطينيي 48 ككتلة واحدة اعتبره « بشارة » أمرًا محبطًا لعزيمة القوى الوطنية في الداخل؛ لأنه لا يميز بينها وبين « من يسارع إلى استنكار أي عملية مقاومة؛ لغرض إثارة إعجاب الإسرائيليين ». وتحفظ على الاقتراح الخاص بتخلي فلسطينيي 48 عن الجنسية الإسرائيلية، موضحًا أن ذلك أمر « غير واقعي ولن يحدث ولن يقتنع به أحد »؛ لأن العربي الذي يتخلى عن الجنسية يصبح مثل أي سائح عليه أن يغادر البلد. وإلى تفاصيل الجزء الثاني من الحوار: – بالنسبة لفلسطينيي الخط الأخضر، ما هو سقف دعمهم لأهلهم في الضفة وغزة؟ لا أفهم هذه الأسئلة التي تشربت اعتبار القضية الفلسطينية هي قضية الضفة وغزة. ماذا بالنسبة لدعم الفلسطينيين في مخيمات لبنان مثلا؟ وفي العراق؟ وماذا بالنسبة لدعم فلسطينيي 48 أنفسهم، بحيث ندعم القوى الوطنية بينهم والقوى التي تحاول الحفاظ على الهوية الوطنية في ظروف إسرائيلية؟ فظروفهم إسرائيلية فعلا من كوب الحليب الذي تنتجه شركة « تنوفا » وحتى التعليم الجامعي والوظيفة، كلها إسرائيلية، أليس الحفاظ على الهوية الوطنية في هذه الظروف تحديا، أليس النضال ضد الأسرلة تحديا كبيرا يحتاج إلى دعم؟ يجب أن ندع جانبا التفكير الذي يجعل من عرب الخارج متضامنين مع الداخل، والداخل متضامن مع الضفة وغزة، والضفة متضامنة مع غزة. هذا النوع من التفكير يقزِّم القضية الفلسطينية، بينما هي تشمل الجميع. التعامل مع عرب الداخل على أنهم إما جميعا إسرائيليون لا فائدة منهم، أو كلهم جيش احتياط للتضامن مع الضفة وغزة، هو تعامل خاطئ، لا يدخل إلى عمق الأمور ويخلط الحابل بالنابل، ويحبط عزيمة القوى الوطنية فعلا في الداخل؛ لأنه لا يحسن التمييز بينها وبين غيرها. فما الفائدة من صراع طويل يدفع المرء ثمنه عشرات المرات (إن كان ذلك ضد نهج التسوية غير العادلة، وإن كان ذلك ضد القوى الإسرائيلية والعربية في الداخل، التي تؤيد أي تسوية ولو كانت غير عادلة، أو تعتبر المساواة مسألة اندماج) إذا كان هذا كله سوف يرمي في سلة واحدة تحت أسماء مثل « أعضاء الكنيست العرب » أو « العرب في إسرائيل » أو « عرب إسرائيل ». هنالك بين القوى العربية في الداخل مثلا من يؤيد نهج التسوية منذ أوسلو (1993) حتى اليوم، ومنهم من يؤيد المقاومة ويتمسك بمبادئ العدالة.. منهم من لا يرى ضيرا في الجلوس في لجنة الخارجية والأمن وحتى في الحكومة، ومنهم من يضع حدودا لا يتجاوزها لكي يبقى هنالك حاجز نفسي وثقافي مع المؤسسة الإسرائيلية.. منهم من يتضامن مع المقاومة ويدفع ثمن ذلك، ومنهم من يسارع لاستنكار أي عملية مقاومة لغرض إثارة إعجاب الإسرائيليين، منهم من يقول بالعبرية شيئا وبالعربية شيئا آخر، فيبدو معتدلا بالعبرية ومزايدا بالعربية… وبالمجمل معركة عرب الداخل للحفاظ على هويتهم الوطنية والقومية تشمل تفاعلا مع النضال ضد احتلال عام 1967، وضد سياسات إسرائيل العدوانية التوسعية، أما النقاش حول رفع السقف فهو نقاش قائم ومستمر. خيار غير جماهيري – ما مدى إمكانية تأسيس مقاومة مسلحة في أراضي 48 ما دام قد تبين أن العدو لا يعرف سوى القوة؟ التجربة تثبت أنها لم تنجح، فحتى عام 1967 كانت هنالك محاولات معدودة ذات علاقة بدول عربية، كالجمهورية العربية المتحدة (مصر سوريا)، وانتهى الناشطون إلى السجن أو المنفى بتهم شبكات تجسس، وبعد هذا العام انتشر التأثر بفصائل المقاومة الفلسطينية، مثل فتح والشعبية، وغيرها، وخاصة في فترات المد الشعبي كما في الانتفاضات الفلسطينية، وقد دخل مئات الشباب الفلسطيني من الداخل السجن بتهم أمنية، وبعضهم ما زال يمضي عقوبة منذ أكثر من عشرين عاما. ولكن هذا الخيار لم يصبح شعبيا جماهيريا؛ لأسباب عديدة متعلقة بطبيعة ظروف عرب الداخل، وأيضا الخيار العام للعمل السياسي الشعبي الجماهيري، وفيه الانتخابات البرلمانية. فمن الخيارات السياسية ما جاء على وزن « مرغم أخوك لا بطل »، ومنه ما تطور نتيجة لدينامكية توفر منزلة مواطن ومواطنة وأفق حقوقي للعمل. علينا أن نتذكر أن الحركة الوطنية الفلسطينية الحديثة بشكلها المنظم في منظمة التحرير الفلسطينية (م. ت. ف) لم تنطلق من الأرض المحتلة عام 48، بل من أوساط اللاجئين في الكويت ولبنان وسوريا وغزة، وأن عرب الداخل كانوا عام 1949 عبارة عن بقايا المجتمع الفلسطيني، 150 ألف نسمة محاصرين وخائفين داخل حدود عداء وحرب بين الدول العربية وإسرائيل، وضعهم السياسي اتخذ بداية شكل مسايرة دولة الاحتلال، ثم انتقل إلى آفاق عمل سياسي في إطار المواطنة وضد الحكم العسكري. لقد تعاملت الدولة بقسوة وبشدة مع مظاهر المعارضة الوطنية، فجرى مثلا حل « حركة الأرض »، لقد منع العرب من إقامة أحزاب، وإلى أن سمح للعرب بإقامة أحزاب في بداية ثمانينيات القرن الماضي كان الحزب الوحيد الذي تمكن من العمل في أوساط العرب هو الحزب الشيوعي الإسرائيلي، الذي ضم في صفوفه عربا ومنهم عرب وطنيون، وقد مثل بالمجمل الموقف السوفيتي، ولكنه كان حزبا إسرائيليا كاسمه يفاخر بأنه حزب الأممية البروليتارية والوطنية الإسرائيلية. « لهذا دخلت الكنيست.. » – ما هو تبريرك لمن يسأل عن السنوات التي أمضيتها في الكنيست كعضو؟ كيف استطعت فعل ذلك؟ وماذا حققت؟ لا أبرر، ولست بحاجة لأن أبرر.. لقد انتخبت كنائب أربع مرات متتالية، ويمكنني أن اعتبر هذه التجربة خلفي الآن، كان الثمن النفسي مرتفعا جدا، والتوتر عاليا وكذلك درجة التحريض المستمر على موقف مثل جديدا في المضمون والأسلوب. وانتهت التجربة الشخصية إلى ما انتهت إليه، ولم يحن الوقت بعد لتلخيصها. لم يكن قرار خوض الانتخابات فرديا، بل قرار حزب، وهنالك مسئولية تجاه من يمثلون نفس التيار في الكنيست حاليا، وما دام السؤال مطروحا فلا بأس أن ألخص للقارئ الذي وجه السؤال دوافع التجمع الوطني الديمقراطي الذي وحد الحركة الوطنية في حينه، ولماذا قرر أخيرا خوض الانتخابات عام 1996، وطبعا كان قسم كبير من أعضائه حتى ذلك الحين يقاطع الانتخابات أو لا يشارك فيها، فالقرار كان حزبيا لحركة أقيمت حديثا، ولم يكن قرار شخصيا: أ. كانت الحركة الوطنية في الماضي تحاول خوض الانتخابات، وكانت إسرائيل تمنعها، وحركة الأرض في بداية ستينيات القرن الماضي هي مثال على ذلك، وإذا كانت إسرائيل تروج مدعية أنها دولة ديمقراطية فمن حيث المبدأ يجب المحاولة، ويجب أن تدفع إسرائيل ثمن الادعاء أنها ديمقراطية أو لتقم هي بمنع التجمع من خوض الانتخابات، لا يمكنك المقاطعة والادعاء أن هذا حق غير قائم، فسيأتيك الجواب: إن الحق قائم وأنك ترفض استخدامه. ب. بعد اتفاقيات أوسلو بدا أن عملية الأسرلة تهيمن على أوساط واسعة من العرب، والمقصود بالأسرلة هو تحول عرب الداخل إلى هوية إسرائيلية ونصف عربية بقبول فكرة الاندماج في دولة تعتبر دولة اليهود، باعتبار أن الشعب الفلسطيني عبر (م. ت. ف) بات يعترف بإسرائيل ويفاوض من أجل قضيته في الضفة وغزة، وما على العرب في الداخل إلا أن يهتموا بشئونهم كـ »إسرائيليين ». كان علينا مواجهة هذه الثقافة الجارفة، لقد استشعرت الحركة خطرا كبيرا في هذا الواقع، ولكن توحيد الحركة الوطنية في تلك الفترة والتحول إلى حركة جماهيرية واسعة ترفض الأسرلة يجري من خلال فرض الخطاب السياسي المتمسك بالعروبة والثوابت (برغم موافقة قيادة م. ت. ف. على أوسلو) وذلك عبر التنافس، « فالمزايدة الانتخابية » تفرض هذا الخطاب على القوى العربية الأخرى المؤيدة لأوسلو والضالعة في الأسرلة وذلك لغرض التنافس. ت. لا يمكن لأي حركة وطنية أن تتحول إلى حركة جماهيرية واسعة في ظروف المواطنة الإسرائيلية دون أن تتعامل مع قضايا الناس، ويجري التعامل مع هذه القضايا في إطار النظام السياسي والحقوقي الإسرائيلي ضمن إطار برلماني وبلديات وغيرها، ويكمن التحدي في ربطها مع القضايا السياسية والتحدي الوطني والقومي. حياة الناس اليومية تفرض عليهم التعامل مع هذه القضايا، وإن لم تمثلها في ذلك القوى الوطنية فسوف تمثلها القوى العربية الانتهازية أو القوى الصهيونية. ث. يكمن التحدي في طرح هذه القضايا في إطار خطاب وطني يرفض الصهيونية ويعتبر يهودية الدولة عائقا أمام المساواة؛ وبالتالي تدخل هذه المطالب في تناقض مع طبيعة الدولة، لقد شكل ذلك وما زال يشكل مشكلة كبيرة لإسرائيل، وهي التي تجد صعوبة في هضمها وليس نحن؛ ولذلك حاولت المؤسسة الحاكمة عموما ليس منع التجمع من خوض الانتخابات فحسب، بل أيضا فرض قيود جديدة بسن قوانين جديدة تقيد العمل السياسي والتواصل مع العالم العربي. ج. لا شك أن التناقض ليس فقط من طرف واحد، وإذا دخل قومي عربي ديمقراطي الكنيست فلا بد أن يجد نفسه في تناقضات، والتناقضات تؤدي إلى معاناة، هناك عدد كبير من النواب العرب الذين يرون في النيابة تشريفا كبيرا، ومجالا للاندماج، وهم مرتاحون لوجودهم في البرلمان وقد يفعل بعضهم أي شيء للوصول إلى هناك… ولكن هنالك من ناحية أخرى من يعتبر وجوده ثمنا يدفعه، وطبعا هنالك أمور لا بد من القيام بها، ولكن نحن وضعنا خطوطا حمراء وميزانا بين ما يضطر النائب لفعله مثل القسم، وبين الخطوات الطوعية التي تزيل الحاجز النفسي تماما والنائب ليس مضطرا أن يقوم بها. فنواب التجمع كما لاحظتم مؤخرا لم يقفوا للنشيد الوطني الإسرائيلي في جلسة الافتتاح، رغم الغضب الذي أثاره موقفهم، ويرفضون المشاركة في لجنة الخارجية والأمن، ولا يشاركون في طقوس ومراسيم، فهم هنالك في مهمة سياسية وطنية وليس للاحتفال. ح. لقد فرض التجمع خطابه السياسي فيما يتعلق ببنية إسرائيل العنصرية وعلاقة عرب الداخل بهذه البنية وبالشعب الفلسطيني، وأصبح هذا الخطاب موضوع النقاش المحوري في الداخل، والمشروع السياسي المتكامل الوحيد المطروح بعبارات مثل المساواة تعني أن تكون الدولة لجميع المواطنين، العرب في الداخل جماعة قومية هي جزء من الأمة العربية والشعب الفلسطيني، ولهم حقوق جماعية وليس فقط فردية، سكان البلاد الأصليون لا يقايضون الحقوق بالواجبات أو نحن وطنيون فلسطينيون ولسنا وطنيين إسرائيليين، وهكذا. كما أنه طرح النضال المطلبي في إطار وطني لا تناقض فيه بين المواقف والهوية الوطنية وبين المطالب المدنية الطابع، ولا مجال لتعداد الإنجازات في هذا السياق لكثرتها وليس لقلتها: من سن القوانين التي تؤكد حقوقا مدنية للعرب، ومعالجة قضايا مواطنين، وإمكانية معالجة القضايا المطلبية بشكل مهني دون التنازل عن الكرامة الوطنية، وطرح خطاب سياسي يمثل حقوق الشعب الفلسطيني.. وإلى ما أصبح مسلما به من ناحية الهوية مثل إحياء ذكرى النكبة، وغيرها. خ. طبعا هنالك ثمن يدفع لهذا كله… من هجوم اليمين واليسار الصهيوني وتحريضهما المستمر على هذا التيار، وحتى تسابق القوى العربية التقليدية لوأد هذا الخط الجديد الذي غير الصورة تماما، فقد خاض نواب التجمع الانتخابات في غيابي لأول مرة مؤخرا (الشهر الماضي) في حالة حصار شامل من قبل اليسار واليمين الصهيوني، في حين كانت الأحزاب العربية الأخرى مدعومة من السلطة الفلسطينية.. هنالك ثمن لهذا كله. د. تبقى المقاطعة خيارا قائما، استخدمناه مؤخرا حين تنافس (إيهود) باراك و(إريل) شارون في بداية الانتفاضة الثانية (2000)، كما فكر التجمع باستخدامه لو منع من خوض الانتخابات بدعوة الجماهير إلى عدم التصويت، ولكن يجب أن يدرس في كل حالة. ذ. لا يتعارض هذا الموقف مع كون التجمع هو القوة السياسية التي دعت في ورقة عمل منذ عام 1998 لكي ينتخب المواطنون العرب مباشرة هيئة عربية تمثلهم جماعيا كجماعة قومية في الداخل والخارج، وتجرى محاولات لنشر هذا البرنامج حاليا بالتعاون مع الحركة الإسلامية (التيار الشمالي)، ويحتاج هذا كله إلى فهم الفروق الدقيقة والتفهم والتضامن وليس إلى البحث عن تبرير. جنسية اضطرارية – هناك سؤال افتراضي: ماذا سيحدث لو تخليت عن جنسية « الكيان الصهيوني » وقدت حملة لإقناع العرب في الأراضي المحتلة بالتخلي عن تلك الجنسية التي تسهم -في رأيي- في تكريس شرعية الكيان الصهيوني الغاصب؟ التخلي عن الجنسية من قبل من هو موجود في بلده يعني التخلي عن الإطار الحقوقي الإسرائيلي لوجوده، وهذا أمر غير واقعي ولن يحدث ولن يقتنع به أحد. ثم إن العربي الذي يتخلى عن الجنسية يصبح مثل أي سائح عليه أن يغادر البلد. انظر ما يحصل لسكان القدس العرب الذين إذا غابوا عن المدينة لفترة محددة يخسرون حق الإقامة فيها بموجب القانون الإسرائيلي الغاصب؛ لأنه ليست لديهم جنسية إسرائيلية بل إقامة. أما في حالتي في المنفى فدعهم هم يسحبون الجنسية إذا شاءوا. التخلي عنها من قبلي سوف يعني التهاون بها بنظر المواطنين العرب، وهذا يعني التهاون بهم وبحقوقهم بعد خروجي، أو كأنه تخلي عن حقي في العودة. – ما هي نقاط الضعف لدى الكيان الصهيوني التي يمكن للمواطن العربي المساهمة في تكريسها واستثمارها للمساهمة في نصرة أهله بفلسطين؟ وهل مقاطعة المنتجات الإسرائيلية مفيدة في هذا الشأن؟ لا يمكن للمواطن العربي في إسرائيل أن يقاطع المنتجات الإسرائيلية، فلا يمكن العيش داخل إسرائيل ذاتها والعيش خارج دائرة الاقتصاد الإسرائيلي في الوقت ذاته. وحتى إذا توجه المرء للبضائع المستوردة بدل الإسرائيلية، فإن المستورد يكون إسرائيليا والضريبة إسرائيلية والبنك إسرائيلي، لا توجد حياة اقتصادية في إسرائيل خارج الاقتصاد الإسرائيلي، ولا بد من ناحية أخرى من تطوير اقتصاد عربي وسوق عربية حتى في الداخل، وذلك دون علاقة بهذه المسألة بالضرورة. أما إذا كان المقصود هو مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في البلدان العربية فهذا أمر طبيعي ومفروغ منه، ويجب أن يكون وجود مثل هذه البضائع في الدول العربية مستغربا. كما أن مقاطعتها من قبل العرب وأصدقائهم الذين يعيشون في الغرب أمر مهم ليس فقط من الناحية الاقتصادية، ولكن أيضا لتعويد الرأي العام على معاملة إسرائيل كدولة مرفوضة. في الخارج المقاطعة ضرورية، مقاطعة البضائع والمقاطعة الأكاديمية ومقاطعة الأبحاث والمشاريع المشتركة ورفض التطبيع، ويجب أن تشن حملة عالمية بهذا الاتجاه أيضا. والأهم من هذا كله مقاطعة المفاهيم الإسرائيلية في التعامل مع الصراع، وهي مفاهيم فرضت مؤخرا على الخطاب السياسي العربي وتسربت إليه عبر النخب ووسائل الإعلام التي تترجم بحرية تامة ودون رقابة كل ما ينشره الإعلام الإسرائيلي، وهذه كلها عناصر ضرورية لإعادة إسرائيل إلى حجمها الطبيعي. وطبعا تنزعج إسرائيل جدا من التعامل معها كنظام فصل عنصري أو ككيان استعماري، وهي ترغب ليس فقط في أن يتم التعامل معها دوليا كدولة عادية، بل ترغب أن يجري التعامل معها كالديمقراطية الوحيدة في المنطقة. لقد ساعد نهج التسوية إسرائيل كثيرا أن تُقبَل كدولة عادية بل مدللة على المستوى العالمي. وذلك ليس فقط في أوروبا والولايات المتحدة. ولذلك ليس لدي شك أن كل ما قيل أعلاه مرتبط بمراجعة نهج التسوية. – هل تتوقع حربا جديدة يشنها اليمين الإسرائيلي ليحقق الأهداف التي لم تتحقق خلال حرب غزة الأخيرة؟ هذا أمر وارد، وإن كان اليمين وحده أقل قدرة على القيام بما قامت به حكومة الوسط واليسار على الساحة الدولية، وعلى مستوى التفاهم مع أعداء المقاومة من العرب. تلزمه للأمرين، الحرب والتسوية، حكومة أوسع. (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ مارس 2009)
طارق الكحلاوي عندما يتعرض الخطاب الناقد للإسلاموفوبيا إلى التشويه، يتم ذلك أساسا من خلال تصويره كخطاب «أصولي» متوارٍ أو اعتذاري في أحسن الحالات. «أصولي» إذا كان مصدره إطار إسلامي، و «اعتذاري» إذا كان قادما من مصدر غربي. لكن في جميع الحالات يتم تقديم ذلك الخطاب على أنه «معاد للحقيقة». في المقابل يقدم الخطاب الإسلاموفوبي نفسه ضمن إطار «كشف حقيقة الإسلام». وهناك في الواقع تاريخان لخطاب «الحقيقة» هذا.. تاريخ «الإسلاموفوبيا الشعبوية» وتاريخ «الإسلاموفوبيا الأكاديمية»، كل له شكل «الحقيقة» الخاص به. وفي أوساط «إسلاموفوبيي الخدمة» أو الإسلاموفوبيين المنحدرين من مجتمعات ذات غالبية مسلمة لدينا النوعان. «الإسلاموفوبيا الشعبوية»، وهي التي تبقى سائدة من حيث الكم (في مواقع إعلامية مختلفة معنونة في السياق العربي بـ «الليبرالية»)، هي خطاب شعاراتي ذو بعد واحد يتوجه لاستنهاض العواطف الجياشة، ومن ثم يجند من يرغبون في الاستماع إليه بالخصوص، مقابل استفزاز حدي لمن لا يرغبون في الاستماع إليه. الكاتبة الأميركية من أصل سوري وفاء سلطان والتي سنتعرض لها لاحقا مع آخرين من المشاركين في «قمة الإسلام العلماني» تنتمي إلى هذا النوع. أما النوع الذي يستحق اهتماما خاصا فهو النوع العامل ضمن أشكال أكاديمية والذي يبني طروحاته على تاريخ «الاستشراق الكولونيالي»، ومن ثم يتوارى وراء «سرد نقدي» للإسلام كمنظومة شمولية (عقيدة وتاريخا). هذا النوع من «إسلاموفوبيي الخدمة» ترعرع تحديدا على تخوم نقاش راهن مثير للانتباه بين تيار سائد من المستشرقين لا يمكن المزايدة عليه من جهة استعماله لمناهج النقد الحديثة في التأريخ للإسلام ودراسة مصادره التاريخية بأجناسها المختلفة بما في ذلك الدينية، مقابل تيار آخر استشراقي هامشي يحاول إحياء مدرسة «الاستشراق الكولونيالي» في التأريخ للإسلام خاصة منذ سبعينيات القرن الماضي. «الإسلاموفوبيا الأكاديمية» في هذه الحالة في صراع مع تيار أكاديمي غربي سائد قبل أن تكون في صراع مع أي طرف آخر. و «إسلاموفوبيو الخدمة» من النوع الأكاديمي هم على هامش صفوف هذا التيار الإسلاموفوبي الأكاديمي الهامشي أصلا. الشخصية المركزية في هذا الفريق من «إسلاموفوبيي الخدمة» من النوع «الأكاديمي» يحمل اسما مستعارا وهو «ابن الوراق» والذي وصف بأنه «الشخصية المحركة» في تنظيم «قمة الإسلام العلماني». سنقوم في هذا المقال بعرض السياق الأكاديمي الذي يرغب وضع نفسه فيه مقابل تقييم الأكاديميين لعمله. وسننتقل إلى مضمون كتاباته، لكن خاصة مضمون بعض «الدراسات القرآنية» التي يعيد إنتاجها في المقال القادم. لا توجد حول «ابن الوراق» معلومات دقيقة ومؤكدة بسبب اختياره السرية. لكن من المرجح حسب معطيات متفرقة أشار إليها في حوارات نشرت معه أنه ينحدر من عائلة مسلمة باكستانية، تلقى تعليمه الجامعي في بريطانيا قبل استقراره وفتحه مطعما في فرنسا، ثم أخيرا تردده على الولايات المتحدة بوصفه «باحثا» في «المركز من أجل التقصي» (Center for Inquiry). «ابن الوراق» بقي مجهولا لسنوات قبل الكشف عن وجهه منذ حوالي سنة في إطار «قمة الإسلام العلماني» في ولاية فلوريدا مع الاحتفاظ باسمه الحقيقي سريا. وقد استلهم «ابن الوراق» اسمه الحركي من أحد علماء الكلام الغامضين من القرن التاسع ميلادي والمعروف باسم أبوعيسى الوراق والذي كتب على الأرجح مع كاتب آخر هو أبوالحسين ابن الراوندي «كتاب الزمرد» والذي يعتبر المؤلف الأكثر تعبيرا عن التيار الإلحادي في الفترة الإسلامية الوسيطة. وعموما يقدم «ابن الوراق» الباكستاني نفسه بأنه لم يقطع مع أصوله الإسلامية فحسب بل يعتبر نفسه ملحدا أساسا. برز «ابن الوراق» سنة 1995 مع نشره كتابا أثار جدلا إعلاميا بعنوان «لماذا لست مسلما؟» والذي لم يكن مؤلفا أكاديميا بالأساس، بل محاججة على موقفه الإلحادي على هامش الجدال الدائر حول سلمان رشدي وعلى خصوصية الإسلام بوصفه «إيديولوجيا توتاليتارية بطبعها» مع نصوص لامست باحتشام بعض المقاربات الأكاديمية للتاريخ الإسلامي. غير أنه تابع ذلك بإصدار مؤلفات «تجميعية» أو شبه أنطولوجية، أي تجمع وتعيد نشر دراسات أكاديمية نشرت سابقا من قبل بعض المستشرقين القدامى (النصف الأول للقرن الـ 20) مع مقدمة تؤطرها يطرح فيها أهم آرائه. الكتاب الأول من هذا النوع «أصول القرآن» نشر سنة 1998. والكتاب الثاني بعنوان «البحث عن محمد التاريخي» نشر سنة 2000. ومع هذين الكتابين بدأت مغامرة «ابن الوراق» في سياق توظيف «إسلاموفوبيي الخدمة» لصراع قائم أصلا بين الأكاديميين المختصين في التاريخ الإسلامي. العروض النقدية (reviews) القليلة التي نشرت خاصة بين سنتي 1999 و2002 من قبل باحثين رئيسيين في الاختصاص مثل فريد دونير (Fred Donner) وتود لاوسن (Todd Lawson) حول كتابي «ابن الوراق» أجمعت على نقطتين: الأولى، أنهما لم يقدما جديدا ليس لأنهما أعادا نشر دراسات قديمة عمرها يزيد عن القرن أحيانا، ولكن أيضا بسبب أن مقدمتي «ابن الوراق» التي كان من المفترض أنهما تؤطران هذه البحوث هي تلخيص «سيئ» و «غير دقيق» لبحوث بعضها من التعقيد إلى درجة ليس من الواضح أنها مفهومة حتى من قبل أقدر المختصين في سيرة الرسول أو «الدراسات القرآنية». النقطة الثانية التي أجمعت حولها هذه العروض النقدية هي موقف ابن الوراق ذاته الذي تم وصفه بأنه «معاد للإسلام» (anti-Islamic) و «جدالي» (polemicist) بمعنى انعزاله عن المنهج النقدي الأكاديمي وتبعيته لخلفيات سياسوية. ويبدو ذلك منسجما مع اعتبار رموز «نيومحافظة» تتعامل مع موضوع التاريخ الإسلامي من زاوية «جدالية» هي أيضا مثل دانيال بايبس الإسهام الخاص لـ «ابن الوراق» في السجال الأكاديمي حول سيرة الرسول أو «الدراسات القرآنية» بناء على كتابه الأول، وليس حتى كتابيه اللذين خاضا مباشرة في الدراسات الأكاديمية كعمل «يجلب مطرقة أكاديمية حادة لمهمة تدمير الإسلام.. إدانة لواحدة من أكبر ديانات العالم قائمة على بحث دقيق ولامع، ولو أنه فوضوي أحيانا» (دورية «الويكلي ستاندارد» يناير 1996). غير أنه من المثير للانتباه أن باتريشيا كرونه (Patricia Crone) كواحدة من أهم المؤرخين المعاصرين للإسلام وأحد الرواد الأحياء لما يسمى بـ «مدرسة المراجعة» (revisionism) للتاريخ الإسلامي المبكر، وهي المدرسة التي قامت وتقوم عمليا بإحياء مقاربات «الاستشراق الكولونيالي» بشكل تجاوزها أحيانا وهي تحديدا المدرسة التي تتقرب منها كتابات «ابن الوراق»، تتجاهل تماما الأخير، بل تقف موقف الريبة من كتابات «جدالية» من هذا النوع. كرونه -وهي بالمناسبة أستاذة سابقة لي تقوم منذ سنوات قليلة بنقد «مراجعاتها» من موقعها كباحثة في «معهد الدراسات المتقدمة في برنستون»- نشرت في يونيو 2008 تقييما عاما لتاريخ الإسلام المبكر بعنوان «ماذا نعرف بالتحديد عن محمد؟» عرجت فيه على التوظيف السياسوي لبعض كتابات مدرسة «المراجعة» المهتمة خاصة بموضوع «الدراسات القرآنية» والتي سقط بعضها في «الهواية» (amateurism) وأقحمت نفسها في سياق «عاطفي» خارج أهداف البحث العلمي من نوع «تلقين المسلمين كيف يجب أن يعيشوا كمتنورين». ردود الأفعال هذه تؤطر بإخلاص المأزق الذي يوجد فيه نموذج «ابن الوراق». فرغم رغبته القوية في التصرف كأكاديمي فإنه يتعرض للتهميش، ليس من قبل الأكاديميين الغربيين المستشرقين المختلفين معه موقفا ومنهجا فحسب، بل حتى من أولئك الذين يتقرب منهم بشكل حثيث. في المقابل، وخارج الأكاديمية، خاصة في حقل «نقد الإسلام» السياسوي النيومحافظ الإسلاموفوبي، يجد «ابن الوراق» له أنصارا متحمسين. وهكذا يبدو العنوان الذي يرفعه «ابن الوراق» لكتاباته أي «نقد الإسلام» أو «كشف حقيقة الإسلام أكاديميا» من الزاوية الأكاديمية بالتحديد إشكاليا، خاصة عندما يكون عرضة للتجاهل، بل أيضا للانتقاد الضمني والمعلن من قبل رموز المدارس الاستشراقية بما في ذلك التي يتقرب منها. إن أدلجة وسياسوية «نقد الإسلام» في هذه الحالة تعني عجزه عن التعبير بالمناهج الأكاديمية السائدة والمهمشة حتى يمثل خاصية أساسية لتعريف «الإسلاموفوبيا الأكاديمية». غير أن ذلك لا يجب أن يعني الاستعاضة عن التعرض لمضمون كتابات «ابن الوراق» بشكل مباشر، والأهم من ذلك مدرسة «المراجعة» التي يحاول استنساخها خاصة في حقل «الدراسات القرآنية» الشائك. وسنركز بالتحديد على كتابه «أصول القرآن» والجدال الدائر بين المختصين حول هذا الموضوع بشكل عام. أستاذ « تاريخ الشرق الأوسط » في جامعة روتغرز (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس ) بتاريخ 08 مارس 2009 )
متزامنة مع « انفتاح » السلطات على الإسلاميين صراعات الحرس القديم والجديد تصل ليبيا
محمد جمال عرفة سيف الإسلام القذافي القاهرة – توقع خبراء ومحللون سياسيون عرب أن تنتقل لعبة الصراع بين الحرس القديم والجديد في العالم العربي إلى ليبيا في الفترة المقبلة بالنظر لما شهدته التطورات السياسية الأخيرة فيما يخص الخلاف حول التعديلات الوزارية التي أقرها المؤتمر الشعبي العام، وقضية توزيع الثروة على الشعب الليبي مباشرة وإلغاء الحكومة والتي جرى رفضها في نهاية المؤتمر. وظهرت خلافات بين الحرس القديم ممثلا في الحكومة والرئيس و »الجديد » ممثلا في نجل الرئيس سيف الإسلام القذافي ومؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية التي يرأسها حول قضيتي توزيع الثروة والتعديل الوزاري لمواجهة انتقادات بتفشي الفساد، بحسب ما يتردد داخل الأوساط السياسية الليبية. وتزامن ذلك مع خطوات « انفتاحية » تجاه الإسلاميين بإطلاق سراح 20 معتقلا منهم في سياق الحوار الجاري معهم منذ عدة أعوام عقب المراجعات الفكرية التي قاموا بها، وأنباء عن ارتباط هذا بالتعديل الوزاري وانفتاح الحرس الجديد على الإسلاميين لغلق هذا الملف.
وكان المؤتمر السنوي للمؤتمرات الشعبية الليبية التي أنهى أعماله الأربعاء الماضي قد اتخذ قرارين وصفا بالمهمين: (الأول): هو تشكيل حكومة ليبية جديدة كان أبرز ما فيها هو تعيين رجل المخابرات القوي (موسى كوسا) وزيرا للخارجية وإلغاء عدة وزارات أو دمجها، مع الإبقاء على رئيس الوزراء البغدادي المحمودي في منصبه. (الثاني): تأجيل خطة للزعيم الليبي معمر القذافي تتعلق بإلغاء الحكومة وبتوزيع الأموال على الشعب مباشرة، وهو تطور ديمقراطي مهم، حيث لم يتم فرض خطة الزعيم الليبي وتركت لتقرير مصيرها المؤتمرات الشعبية. رفض مقترح القذافي! ورفضت المؤتمرات الشعبية الليبية السنوية فكرة طرحها الزعيم الليبي معمر القذافي تقوم على توزيع الثروة على الليبيين مباشرة وإلغاء الحكومة وانتقدتها قوى معارضة ليبية، وصوت المؤتمر الشعبي العام لصالح تأجيل الخطة. وصوت 64 مؤتمرا شعبيا أساسيا فقط من أصل 468 لصالح خطة القذافي لتوزيع المال الآن، في حين وافق عليها من حيث المبدأ 251 مؤتمرا، لكن مع إرجاء عملية التوزيع المباشر إلى حين استكمال الإجراءات الخاصة به. ومن جهة أخرى، وافق المؤتمر على ميزانية لهذا العام تبلغ قيمتها 49 مليار دينار (37 مليار دولار) بزيادة في الإنفاق بنسبة 32 بالمائة عن العام الماضي، كما وافق على تأسيس مجلس لاتخاذ إجراءات لتنفيذ خطة القذافي. وقال المؤتمر في بيان ختامي لأعماله السنوية التي انتهت 4 مارس الجاري إنه ستتم مراجعة المستفيدين في السابق من الثروة والتأكد منهم، وذلك في عملية دراسة كيفية توزيع الثروة. وفسر مراقبون هذا الرفض لخطة القذافي لرغبة الحرس الجديد في مناقشة أوسع للفكرة وعدم تنفيذها قبل الرضا العام عنها، خصوصا أن هناك انتقادات وجهت لها من قبل العديد من الليبيين وجرى الحديث حول صعوبات في تنفيذها، واعتبروا التأجيل انتصارا لهذا التيار الذي سبق أن انسحب من الحياة السياسية العام الماضي عندما أعلن « سيف الإسلام » تخليه عن أي منصب سياسي. انتقاد وتراجع وفي أعقاب صدور هذه القرارات بيوم واحد، أصدرت « مؤسسة القذافي » التي يتولاها سيف الإسلام القذافي بيانا تنتقد فيه هذه التغييرات الوزارية، وتسخر منها تحت عنوان « راح البغدادي (رئيس الوزراء).. جاء البغدادي »، وهو ما اعتُبر نقدا من الحرس الجديد الذي يرى المراقبون أن نجل القذافي يقوده ضد هذه التعديلات التي تبقي على الحرس القديم. وقال « مصدر رسمي » في المؤسسة: إن « اللجنة (الحكومة) الجديدة لن تنجح ولن تستمر وستكون مؤقتة لتصريف الأمور، ولن تتجاوز مدتها ستة أشهر »، وإنه « لا حل للخروج من هذه العادة إلا بالدستور وحزمة من القوانين الجديدة التي ينبغي أن تكون محل نقاش مستمر خلال هذه الستة أشهر ». وخصص تلفزيون « الليبية » المقرب من سيف الإسلام القذافي مساحة من بثه لتلقي انتقادات من مختلف شرائح المجتمع لهذه الحكومة الجديدة، حيث نقلت عن « عبد الله مسعود » – وهو مستشار قانوني- قوله للقناة: إن « هذا الاختيار خيبة أمل لكل الليبيين، وكأن ليبيا لم تلد إلا هؤلاء الأباطرة ليخلقوا لنا إحباطات أخرى »، مشيراً إلى أن « حكومة البغدادي فشلت فلماذا الإصرار على تمديد مدتها؟ ». أيضا نقلت « الليبية » عن جمعة الأسطى أمين غرف التجارة والصناعة الليبية أن « الوزارة الجديدة لا تختلف عن سابقاتها (…) مجموعة من نفس الأشخاص على مدى أربعين عامًا ليس لديهم خطة أو إستراتجية »، وهي انتقادات تؤكد أن هناك رفضا لها من قبل الحرس الجديد بدليل صدور بيان رسمي وبث انتقادات في الفضائية الليبية الموالية لهذا التيار. بيد أن المفاجأة الكبرى في نظر المراقبين هي خروج نجل القذافي نفسه -سيف الإسلام- لينفي في اليوم التالي مباشرة أن تكون المؤسسة قد انتقدت التعديل الوزاري ونفى ما تناقلته بعض وسائل الإعلام منسوبا لمن وصفته هذه الوسائل بـ »مصدر رسمي » في المؤسسة حول إعادة تكوين واختيار اللجنة الشعبية العامة في ليبيا. وبرر البيان الجديد صدور البيان القديم بالقول: « إن كثيرين يحاولون الاصطياد في الماء العكر وينسبون آراءهم الشخصية للمؤسسة »، ما أثار الشكوك حول وجود خلافات فعلية في الرؤى بين الحرس القديم والجديد، ولكن البعض رأى أن الخلاف تم احتواؤه في البيان الجديد. الإفراج عن إسلاميين وتزامنت هذه التطورات السياسية مع إفراج السلطات الليبية أول أمس الجمعة عن مجموعة من السجناء الإسلاميين، في سياق الحوار الجاري معهم منذ عدة أعوام، حيث ذكرت صحيفة « ليبيا اليوم » أن حوالي عشرين سجينا من مناطق مختلفة تم الإفراج عنهم الخميس، إضافة إلى مجموعة أخرى تم إبلاغ أهاليهم، بقرب الإفراج عنهم. وكان القيادي السابق في الجماعة الإسلامية المقاتلة نعمان بن عثمان قد أكد لوكالة « قدس برس » أن مجموعات كبيرة من المعتقلين الإسلاميين أنهوا عمليا إجراءات الإفراج بعد المراجعات الفكرية التي أقدموا عليها في جلسات الحوار المختلفة التي أمنتها لهم مصالح الأمن الليبية في السنوات الأخيرة تنفيذا لتوجهات نجل الزعيم الليبي من خلال مؤسسة القذافي للجمعيات الخيرية والتنمية لطي صفحة الخلاف مع الإسلاميين. وأشاد الناشط السياسي والإعلامي الليبي عاشور الشامس بخطوات الانفتاح السياسي الرسمية على التيارات الإسلامية، وما أثمرته من نتائج على الأرض ممثلة في إطلاق سراح العشرات من المعتقلين الإسلاميين، لكنه قال: « مشكلة الحوار بين الإسلاميين والسلطة، أنه جرى بشكل متقطع، فقد عمدت السلطات الأمنية إلى اختيار أسلوب ذكي في حلحلة ملف الإسلاميين من خلال تقطيعهم إلى إخوان مسلمين وجماعات مقاتلة وسجناء أبو سليم، وهذا أسلوب ذكي لتفتيت الخصوم، وقد أثمر نتائج إيجابية في صفوف الإخوان لكنه ما زال دون المطلوب في ملفي الجماعة المقاتلة وسجن أبو سليم ». وانتقد الشامس بطء التجاوب الرسمي مع مراجعات قادة الجماعة المقاتلة في السجون، وقال: « للأسف الشديد فإن المتابع لملف الحوار الجاري بين الجماعات المقاتلة والسلطات الليبية يلاحظ طول مدة الحوار التي بلغت الآن ثلاثة أعوام، ولا يفهم أحدنا سر تأخر السلطات الأمنية في التجاوب مع مراجعات الإسلاميين وإطلاق سراحهم، والانتقال بالحوار إلى مستويات أخرى، ويرجع بعض المراقبين هذا التأخير إلى الخلاف بين الحرسين القديم حول التعامل في هذا الملف. ورفض الشامس المخاوف التي أشاعتها بعض الأوساط السياسية الليبرالية أو الجهات الإقليمية والدولية من مآلات الحوار مع الإسلاميين على المشهد السياسي الليبي في الداخل أو المشهد السياسي الإقليمي، وقال: « لا توجد أي مخاوف سياسية أو أمنية من الحوار بين السلطة والإسلاميين في ليبيا لا على بقية الأطراف السياسية المشكلة للمشهد السياسي في ليبيا، ولا على الأطراف الإقليمية والدولية التي تعارض الحوار مع الإسلاميين التي ترى في ذلك مصدر خطر عليها ». وقال: إن « الحوار بين النظام الليبي والإسلاميين مدخل أساسي لأي تحول ديمقراطي مرتقب، وهو الضمانة الأساسية لترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد، بخلاف ما يروجه البعض »، على حد تعبيره. ورفض الشامس الربط بين خطوات الانفتاح السياسي الليبي على الإسلاميين والتغيير الحكومي الجديد الذي منح الخارجية لموسى كوسا أحد أقوى الشخصيات السياسية والأمنية في البلاد بعد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، وقال: « لا أعتقد أن التحرك لحل ملفات الإسلاميين له علاقة، والأمر يتصل بملف أمني داخلي اختارت الدولة أن تحله بأسلوبها الخاص ». المحلل السياسي بشبكة إسلام أون لاين.نت
جلاّد سجن أبو غريب يلقى مصرعه بأفغانستان
هل تذكرون جلاّد سجن أبو غريب ذلك الجندي الأميركي الذي ارتبط اسمه في أذهان كل العالم بتلك الصورة التي بثتها وسائل الإعلام وهو ممسك بطوق كلب ينبح بوجه سجين عراقي عار من الثياب, مرتعد الفرائص؟ هل تذكرون سانتوس كاردونا, مدرب الكلاب الذي ما برح كابوس سجن أبو غريب يقض مضجعه وينغص عليه حياته حتى بعد أن عاد إلى بلدته بالولايات المتحدة عقب انتهاء خدمته العسكرية في العراق, وفقا لرواية عائلته التي أوردتها صحيفة صنداي تايمز في عددها اليوم؟ كاردونا هذا البالغ من العمر 34 عاما لقي مصرعه هو وكلبه مؤخرا في أفغانستان. لكن ما الذي قاده إلى تلك البلاد حيث تدور رحى حرب ضروس بين حركة طالبان وقوات من حلف شمال الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة؟ تقول الصحيفة البريطانية في تقريرها إن التماس كاردونا التكفير عن الذنب قاده للالتحاق بالعمل في أفغانستان كمقاول حكومي مكلفا بالبحث عن متفجرات وأسلحة مستعينا في ذلك بأحد الكلاب البوليسية. ويشاء القدر أن يقتل كاردونا وكلبه (زومي) عندما اصطدمّت سيارته العسكرية بقنبلة زرعت على جانب الطريق. وقد أدين كاردونا -الرقيب بالجيش الأميركي- بتهمة الاعتداء في 2006 وحكم عليه بالأشغال الشاقة لمدة تسعين يوما وخفضت رتبته بسبب سلوكه في سجن أبو غريب. وبرئت ساحته من تهم أخرى أكثر خطورة بعد أن أقرّت المحكمة بأنه كان ينفذ أوامر كبار الضباط. وفي أوج الصراع الدائر هناك في تلك السنة, حاول كاردونا العودة للعراق « ليثبت أن ليس لديه شيء يخفيه »، على حد قول خاله ستيفن أشيفيدو. وأشار أشيفيدو إلى أن ابن أخته كان شديد الاعتقاد بأهمية عمله, لكنه كان ممتعضا من إدارة رئيس دولته وحكومته الذين أداروا له ظهورهم بعد أن حاولوا استغلاله كبش فداء. وقد أحدث الخبر الذي شاع بأن كاردونا في طريق عودته للعراق ضجة بالولايات المتحدة. وفي ذلك يقول الجنرال المتقاعد باري مكافري إنه قرار سيئ لحد البشاعة « فالرسالة الرمزية التي تفهم من ذلك في العراق هي على الأرجح أن الولايات المتحدة تبدو ببساطة غير مكترثة لما يتعرض له السجناء من سوء معاملة ». وأوقف العمل بالقرار وعاد كاردونا أدراجه للعمل في مراكز تربية الكلاب التابعة للجيش الأميركي بولاية كارولينا الشمالية. وبعد عام من ذلك, حصل على استغناء, وصفته الصحيفة بالمشرف, عن خدماته لكنه ظل مسكونا بهاجس أبو غريب. وقد عرض عليه العمل في أفغانستان عندما كان يبيع الدراجات البخارية ويعمل في إحدى الشركات الأمنية. وتقول صديقته لنحو 11 عاما, هيثر آشبي البالغة من العمر 36 عاما ووالدة طفلته كيلين: « كانت هناك سلسلة من تفجيرات القنابل على جوانب الطرق في المنطقة, وطلبوا منه الذهاب إلى هناك بصحبة كلبه. وقد أدى الانفجار إلى شطر سيارة الهمفي التي كانت تقله فسقطت على رأسه مما أدى إلى وفاته على الفور ». (المصدر: موقع الجزيرة نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 8 مارس 2009)
مصر والسعودية تسعيان لاستعادة زعامتهما بشق الأنفس خشية تهديدات اللاعبين الجدد
تسفي بارئيل كرم جبر رئيس مجلس ادارة صحيفة ‘روزاليوسف’ المصرية هو رجل نظام وفي. الرئيس المصري هو الذي عينه رئيسا للمؤسسة الصحافية القديمة هذه التي تأسست في عام 1928 على يدي الممثلة فاطمة اليوسف، وهو يعرف كيف يخدمه جيدا. جبر المعروف كمتكلم ماهر يعرف جيدا مشاعر الرئيس حسني مبارك وسرائره. في هذا الاسبوع، قبيل انعقاد مؤتمر الدول المانحة في شرم الشيخ، سوى جبر حسابا طويلا مع عدة دول عربية ومع ايران ومع حماس. ما لم يمكن لمبارك ان يقوله في خطابه البهيج لان مصر والسعودية بادرتا مؤخرا بخطوة مصالحة مع سورية ومع قطر ، قام جبر بكتابته. ‘حمدا لله ان دمشق قد رفعت يدها عن حركة حماس اخيرا واعطتها الضوء الاخضر لمواصلة نهج المصالحة بينها وبين فتح … فهي التي امرت حماس بعدم المشاركة في محادثات المصالحة في تشرين الثاني وكانت السبب الاساسي لالغاء التهدئة. لذلك منحت سورية اسرائيل ذريعة مهاجمة غزة’ جاء في مقالة جبر. في الخطاب الذي القاه امام المؤتمر اتهم مبارك اسرائيل تحديدا بخرق التهدئة، ولكن جبر يعرف الحقائق من الجانب الاخر. ايران شعرت بعد سورية بثقل ذراعه: ‘المصالحة الفلسطينية لا تخدم المصلحة الايرانية وهي ستقطع الانف الذي تدسه في الشأن الفلسطيني. المصالحة ستضع الكرة في الملعب المصري بعد ان حاول خالد مشعل نقلها للملعب الايراني، ولذلك ستفعل ايران كل ما بوسعها لتعطيله’، قال مهاجما. قطر كانت التالية في الدور. الدولة الصغيرة التي سجلت لنفسها في السنة الماضية عدة انجازات دبلوماسية هددت الزعامة السعودية المصرية، ‘سحبت يدها من الاعيب الوساطة الصغيرة التي تضر اكثر مما تنفع وتفرق اكثر مما توحد لان قطر تمهد الارض للقمة الناجحة التي ستنعقد في الدوحة في 29 من اذار. قطر تعرف جيدا ان النجاح على تاييد الدول الكبيرة خصوصا مصر والسعودية، ولذلك هدئت وهدأت حروبها الاعلامية (التي تجري بوساطة قناة الجزيرة التي تمتلكها)’. وما هو الخطأ الكبير الذي ارتكبته قطر؟ ‘هي ارادت التبرع بـ 400 مليون دولار لحماس مقابل اطلاق سراح جلعاد شاليط بوساطة مصرية ولكن مصر رفضت ربط اطلاق سراح شليط بالتهدئة، وبالفعل ايدت حماس موقف مصر بعد ان ادركت ان النهج المصري اكثر صحة’. عباس يزرع الالغام ليست سورية وقطر وحدهما اللتين تزاحمتا في الملعب المصري السعودي. محمود عباس ايضا طرح في السنة الاخيرة شروطا مثقلة للمصالحة. هو طالب حماس باعادة الوضع في غزة الى سابق عهده اي الى ما قبل سيطرتها على القطاع في حزيران (يونيو) 2007. هو ايضا عارض دمج حماس في م.ت.ف ضمن الشروط التي طلبت فرضها. عباس اقترح ايضا مطلبا مشابها لمطلب اسرائيل ودول الرباعية: ان تعترف حماس باسرائيل وان تتبنى قرارات الامم المتحدة وقرارات الجامعة العربية والمبادرة العربية. عباس اعتقد ايضا ان الحرب على غزة ستجبر حماس بالقيام بخطوة اخرى. ولكن اتضح له ان حماس حققت سيطرة اكبر وشعبية اكثر اثر الحرب والان ها هي تمتلك حق الفيتو على استخدام الاموال التي يدفعها المانحون وتبلغ 5 مليارات دولار. في الاسبوع الماضي القى عباس مرة اخرى في الاجواء مطلب اعتراف حماس باسرائيل كشرط لاقامة حكومة الوحدة الفلسطينية. هذا كان في الواقع لغما اخر يراد منه تفجير المصالحة. ولكن في بداية شهر شباط عندما زار لندن اوضح مغزى مطلبه. ‘انا لا اطالب حماس بالاعتراف باسرائيل او تبني شروط الرباعية او خريطة الطريق. ولكن عليها ان تميز بين مكانتها كحركة او فصيل او بين مكانتها في الحكومة’. الحكومة حسب رأي عباس هي جسم اكثر مرونة من الحركة الايديولوجية وهذا ما يتوقعه من حماس بالضبط. عباس اوضح ايضا انه ليست اهمية لمن يكون على رأس هذه الحكومة شريطة ان تحول دون فرض الحصار الدولي من جديد على الفلسطينيين. حكومة الوحدة والخمسة مليارات دولار هما الاغراءان الموضوعان امام حماس والان يبدأ الاختبار الحقيقي لحركة حماس. في الواقع لم تكن هناك اية حاجة لتنظيم مؤتمر شرم الشيخ من اجل الحصول على التبرعات الكبيرة التي التزمت بها الدول المانحة. السعودية صرحت انها ستتبرع للفلسطينيين بمليار دولار في المؤتمر الاقتصادي المنعقد في الكويت وقطر تبرعت بـ 250 مليون دولار والجزائر اضافت 300 مليون. هذا المبلغ وحده يكفي على الاقل وفقا لتقديرات السلطة الفلسطينية لاعمار الاضرار التي لحقت بغزة اثر الحرب. كما انه كان من الممكن الحصول على التبرعات الاوروبية والامريكية (900 مليون دولار من امريكا و 554 مليون دولار من اوروبا) من خلال التحويلات البنكية. ولكن من الواضح للجميع ان العقبة الكبرى ليست المبالغ المالية وانما طريقة تحويلها. بكلمات اخرى كيف يمكن تحويل المال بحيث تكون السلطة الفلسطينية مسؤولة عنه ولا تقوم حماس بفرملة وصوله للاهداف المطلوبة والغايات المنشودة. من المهم لاوروبا وامريكا ابداء دعمهم للفلسطينيين، ومن المهم لمصر والسعودية ‘تخليص’ المشكلة الفلسطينية من الهيمنة الايرانية واستعادة سيطرتها على الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني بعد ان فشلت جهودهما لحل الصراعات الداخلية في لبنان وفقدانهما للعلاقة مع العراق لصالح ايران. ربع شهية مصر والسعودية لا تنظران بعين الرضا ايضا لتدخل تركيا في الصراع، لان تركيا تعتبر في نظرهما كرائدة هامة في المثلث السوري الايراني التركي الذي يخوض المنافسة على القلب الفلسطيني. المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس هي المسألة المركزية التي تسعى مصر لدفعها للامام بواسطة عقد قمة الدول المانحة. من دون ذلك لن يكون من الصعب فقط مشاهدة كيف يمكن اعمار غزة، وانما قد لا تتجسد التهدئة التي تسعى لها مصر. وهكذا ستدخل الحدود المصرية الفلسطينية في دائرة الخطر ومكانة مصر ستتزعزع من هنا املت مصر بان تتمكن حتى لقاء الدول المانحة من انجاز المصالحة الفلسطينية والاعلان عن ذلك بصورة بهيجة في قمة شرم الشيخ وحصد الكوبونات ليس فقط في الشرق الاوسط وانما في الولايات المتحدة ايضا، حيث يتطلع حسني مبارك لزيارة واشنطن بعد فترة من ‘الخصام’ امتدت لخمس سنوات. الزعيم المصري نجح في تحقيق ربع شهيته. حماس وفتح شرعتا في محادثات مصالحة واللهجة كانت هادئة بينما كفت وسائل الاعلام في الطرفين عن الهجمات المتبادلة لعدة ايام، كما شكلت لجان مشتركة لمعالجة القضايا الخلافية بينهما. في الاسبوع القادم سيعود الطرفان للاجتماع في القاهرة لمواصلة المباحثات. الهدف الان هو التوصل الى مصالحة كاملة حتى قمة قطر القادمة. (المصدر: جريدة هآرتس (يومية – الكيان الصهيوني) بتاريخ 6 مارس 2009)
يا اوباما دعك من حل الدولتين تعزيز سيطرة اسرائيل بالمناطق الحيوية لأمنها يشكل ايضا مصلحة امريكية هامة
ايرز شوشاني الرئيس الامريكي في بداية القرن العشرين، ثيودور رزفيلت، ادخل الى السياسة الخارجية الامريكية عبارة: Speak softly and carry a big stick (تحدث بلطف واحمل عصا كبيرة). يبدو ان الرئيس الامريكي في بداية القرن الواحد والعشرين، باراك اوباما، يعتزم تبني هذا القول في كل ما يتعلق بتصميم السياسة في الشرق الاوسط، واتخاذ نهج دبلوماسي واحاديث مسنودة بقوة الولايات المتحدة، ولا سيما في السياق الايراني. خطوط السياسة الخارجية للولايات المتحدة في المنطقة وان كانت تجتاز تغييرا، الا ان مصالحها هنا بقيت كما كانت عليه. هكذا، منذ 11 ايلول (سبتمبر)، المصلحة السياسية الامنية لامريكا هي القضاء على الارهاب الدولي والانظمة المرتبطة به في منطقتنا. وشددت الولايات المتحدة على نحو خاص على منع الوصول الى اسلحة الدمار الشامل. المصلحة الاقتصادية التي لا تقل منقطعة عن المصلحة السياسية الامنية هي الحفاظ على اسعار نفط معقولة ومنع ازمة طاقة عالمية. لا ريب أن ايران واتباعها في الشرق الاوسط تهدد هاتين المصلحتين الهامتين. وقد اختار اوباما التصدي للتهديدات بطريقين متوازيين: فتح قنوات حوار مباشرة مع ايران وسوريا حليفتها، وتعزيز تلك المحافل التي يراها معتدلة في المنطقة. ولهذا الغرض فانه يستخدم ايضا السياقات السياسية بين اسرائيل وجيرانها. للوهلة الاولى يمكن الاستنتاج ربما بان المسيرة السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين والسوريين، والتي تنطوي على تنازلات من اسرائيل عن ذخائر استراتيجية هامة، يمكنها أن تدفع الى الامام سبل التصدي الامريكي للتهديدات على المصالح الامريكية في المنطقة. من جهة اخرى، فان التحليل الواقعي لخطوط السياسة الهامة للولايات المتحدة وللواقع السياسي الامني في المنطقة يثبت ان العكس بالذات هو الصحيح. سياسة ‘الاحاديث’ التي ينتهجها اوباما تحتاج الى ظهر قوي الى ‘عصا كبيرة’، وفي ظل ذلك الى مشجعين محليين لهذه المصالح. وذلك بالذات على خلفية النية لسحب الجيش الامريكي من العراق. وهكذا، فان الحفاظ على السيطرة الاسرائيلية في يهودا والسامرة بالذات ستعزز القوى الفلسطينية المعتدلة، واستمرار السيطرة الاسرائيلية في غور الاردن بالذات ستعزز نظام عبدالله، وتعمل كعنصر ردع حيال القوى العدوانية الشيعية من الشرق. هذه القوى تعمل بكثافة كي تخلق أثر دومينو من الثورات الاسلامية المتطرفة، ومن شأنها أن تهدد الانظمة المؤيدة لامريكا في العراق وفي الاردن. اضافة الى ذلك فان استمرار وتعزيز السيطرة الاسرائيلية في هضبة الجولان سيكون مثابة الردع لهذه القوى في سوريا وفي لبنان. وعليه، فان تعزيز سيطرة اسرائيل في هذه المناطق الحيوية جدا لامنها، يتناسب بالتالي ايضا مع السياسة الخارجية الامريكية في منطقتنا. السياقات السياسية بوساطة الولايات المتحدة في العقدين الاخيرين لم تؤد الى النتائج المنشودة للاستقرار الاقليمي. وذلك ضمن امور اخرى كنتيجة لاتباع خطاب يعبر عن واقع موهوم من ضرورة ‘حل الدولتين’ رغم انه في العالم توجد نماذج عديدة عن جماعات عرقية تقيم حكما مدنيا ذاتيا بنجاح، تبعا لسياسة خارجية وامن تحافظ على مصالح الدول التي تعيش فيها. اختيار استمرار السياقات السياسية تبعا للخطاب القائم لن يؤدي ايضا في المستقبل الى نتائج. ولكن التغيير في ذلك يمكنه أن يساهم في الاستقرار الاقليمي، نجاح مساعي الولايات المتحدة في المنطقة وكنتيجة ثانوية تعزيز علاقاتها مع اسرائيل. في التاريخ يوجد الكثير من النماذج لدفع المصالح الامريكية في المنطقة، كنتيجة لموقف اسرائيلي مصر على مصالحها الاستراتيجية، فيما انه كنتيجة فرعية لذلك تتعزز العلاقة بين الولايات المتحدة واسرائيل. النموذج الاكثر وضوحا على ذلك قد يكون حرب الايام الستة، التي احدثت فيها اسرائيل تحولا استراتيجيا في صالحها، في ظل السيطرة على المناطق الحيوية جدا لامنها. نتائج الحرب التي تطابقت جدا مع المصلحة الامريكية، ولا سيما في سياق الحرب الباردة في تعبيرها الشرق اوسطي، ادت الى تحسن غير مسبوق للعلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل. بين النماذج الاخرى للمبادرة بل والعدوان الاسرائيلي جرت اسنادا امريكيا حيث انسجمت الاعمال الاسرائيلية مع المصالح الامريكية، يمكن ان نذكر الهجوم على المفاعل في العراق في 1981 وفي الزمن الاخير حملة ‘الرصاص المصهور’ في قطاع غزة. في ضوء المصالح الامريكية الحالية والنماذج من الماضي، حسناً يفعل ايضا السياسيون الاسرائيليون اذا ما ابدوا كفاءاتهم الدبلوماسية واتخذوا هم ايضا سياسة الحديث والاقناع، حيال الولايات المتحدة نفسها. عليهم ان يشرحوا بان تعزيز سيطرة اسرائيل في المناطق الحيوية لامنها يشكل ايضا مصلحة امريكية هامة. (المصدر: جريدة يديعوت أحرونوت (يومية – الكيان الصهيوني) بتاريخ 6 مارس 2009)