الأحد، 6 مارس 2011

 

Home – Accueil

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°3939 du 06.03.2011  

archives : www.tunisnews.net


كلمة:إحالة محامية تجمعية على التحقيق

كلمة:المبعوث الاممي يطالب باستقلالية القضاء

كلمة:فرار مساجين من برج الرومي

سويس إنفو:اعتقال الفي شخص خلال شهر في تونس بما في ذلك لحيازة اسلحة

بيان حزب العمال بعد خطاب المبزع الأخير:مواصلة اليقظة والتعبئة الشعبية لتحقيق انتصار حاسم للثورة

المؤتمر من أجل الجمهورية:بيان

يو بي أي:الإعلان في تونس عن تأسيس ‘المجموعة العربية لرصد الإعلام’

الصباح:تعوض لجنتي تقصي الحقائق والفساد مقترح لانشاء محكمة خاصة والتحضير للعدالة الانتقالية

الأستاذعبد الوهاب معطر:في أساسيات انتخاب المجلس التأسيسي

الصباح:المنصف المرزوقي على منبر مؤسسة التميمي البوليس السياسي.. فلول التجمع ومافيا الطرابلسية تهدد الثورة

الحوار.نت:سواك حار  177 الشخصية الحدث..

لطفي العريف:أسئلة تبحث عن أجوبة حول حكومة السبسي  

أحمد الصغير:حل أجهزة البوليس السياسي:ضرورة أمنية و شرطا لتقدم البلاد و استقرارها و ليست ترفا أو مطلبا ثانويا.

أبو يعرب المرزوقي:قرائن تدعو إلى التوجس : رسالة إلى الوزير الأول 

د نجيب العاشوري:حتى تنتصر الثورة ولا تهدر دماء الشهداء أمر في غاية الخطورة……حتى لا نتحول إلى « سيدي تاتا »

جمال الدين الحاجي:هل تلزمنا معاهدة مناهضة عقوبة الإعدام؟

مراد بن محمد:الإعلام التونسي والقطيعة مع الماضي

الوطن:نورالدين المبا ركي:سقوط الحكومة الثانية:شرعية الثورة للشعب وحده 

الوطن:عبد الفتاح كحولي:على الجميع الوفاء لثورة الشعب والالتقاء على القواعد الديمقراطية الجامعة

الوطن:وائل بن فرج:معضلة المنظمة الطلابية:هل أن أزمة الاتحاد …أقوى من ثورة البلاد ؟

الوطن:سامية زواغة:المرأة والسياسة   : الوجه الجديد

الوطن:الهادي حامد:رسالة ود إلى القذافي معطرة بالدم.. !

د. فيصل القاسم:بالروح بالدم!

ياسر الزعاترة:من يتظاهر «فاسد وحاقد ونذل وحقير»!!

الشروق:محاكمة وزير داخلية مبارك بتهمة تفجيـر كنيســـة الأقبـــاط


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  نوفمبر 2010

 https://www.tunisnews.net/30Decembre10a.


إحالة محامية تجمعية على التحقيق


حرر من قبل التحرير في السبت, 05. مارس 2011 علمنا أن ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس قد وجه استدعاء إلى الأستاذة عبير موسى لسماعها يوم 8 مارس على خلفية الشكاية الجزائية التي تقدم بها الأستاذ نبيل تشيش ضدها يوم 2 مارس الجاري من أجل رشه بالغاز المشل للحركة والاعتداء عليه بالعنف من قبل مرافقها.

وكانت هذه الواقعة قد جرت يوم 2 مارس على اثر نظر دائرة رئيس المحكمة الابتدائية بتونس في قضية حل التجمع الدستوري الديمقراطي والتي تم تاجيلها ليوم 9 مارس الجاري للنطق بالحكم.
 

(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 5 مارس 2011  )  

المبعوث الاممي يطالب باستقلالية القضاء


حرر من قبل التحرير في السبت, 05. مارس 2011  
أعرب المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة الذي يؤدي زيارة الى تونس عزم المنظمة مساندة التجربة التونسية وإنجاحها حتى تكون نموذجا ديمقراطيا للمنطقة.
وأكد أن المنظمة الأممية عازمة على وضع خبراتها الدولية للمساعدة على تنظيم انتخابات حرة وشفافة في تونس.
وطالب المبعوث الاممي خلال لقائه مع وزير العدل التونسي أمس السبت على دور القضاء في تجسيم الإرادة الحقيقية للشعب التونسي وطالب وزير العدل باتخاذ خطوات جادة لإصلاح المنظومة القضائية بما يحقق استقلاليتها.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 5 مارس 2011  )  


فرار مساجين من برج الرومي


التاريخ: السبت, 05. مارس 2011  
علمت كلمة من مصادر مطلعة بفرار حوالي عشرة مساجين من سجن برج الرومي بولاية بنزرت ليلة الجمعة 4 مارس ، وأفادت نفس المصادر أن الفارين من ذوي الأحكام الخفيفة والمتوسطة وقد استغلوا حالة الانفلات الأمني، إثر الأحداث التي شهدها السجن بعد 14 جانفي، ورغم تطويق الجيش له فقد تمكنوا من الفرار. وكانت كلمة قامت بتحقيق حول أحداث سجن برج الرومي واحتجاجات المساجين فيه وعاينت وضعه من الداخل.  وقد ذكرت نفس المصادر لكلمة بأنه قد تم فتح تحقيق حول الهاربين وظروف فرارهم.  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 5 مارس 2011  )  

اعتقال الفي شخص خلال شهر في تونس بما في ذلك لحيازة اسلحة


التعليق على الصورة: تونسيون يحتفلون بذكرى الشهر الاول على الثورة التونسية في 14 شباط/فبراير 2011 (afp_tickers) اعلنت وزارة الداخلية التونسية في بيان نشر الاحد ان قوات الامن والجيش اعتقلت خلال شهر حوالى الفي شخص بينهم 200 بتهمة الاعتداء و165 لحيازة اسلحة واعمال نهب وسرقة. واضاف البيان انه بعد توقيف « شخصين لحيازة اسلحة نارية سرقت من مقار الحرس الوطني في القصرين (وسط غرب) » تتكثف الجهود « للعثور على المشتبه بهم الاخرين والاسلحة المسروقة ». وفي نهاية شباط/فبراير اشارت وزارة الداخلية الى « فقدان اسلحة وذخائر » في « عمليات نهب وحرائق (…) طالت مراكز امن واخرى تابعة للحرس الوطني » ودعت « المواطنين الذين يعثرون على هذه الاسلحة الى تسليمها » للسلطات. ومن اصل الفي شخص اوقفوا بين الاول من شباط/فبراير والخامس من اذار/مارس هناك « 276 سجينا فارا و700 شخص قاموا باعمال نهب وسلب وتخريب و260 عمدوا الى ترهيب المواطنين و70 اضرموا حرائق والحقوا اضرارا بممتلكات ». ونشرت هذه الحصيلة في حين ان الهدوء عاد في نهاية الاسبوع الى العاصمة بعد اعلان السلطات الموقتة انتخاب مجلس تأسيسي في تموز/يوليو. وكانت قوات الامن والجيش تبحث عن 16 سجينا فروا مساء الجمعة من سجن برج الرومي في بنزرت (شمال) بعد ان احدثوا فجوة في جدار المعتقل، حسب ما نقلت وكالة الانباء التونسية عن مصدر في الاجهزة الامنية. وكان عدد كبير من السجناء فروا خلال التظاهرات التي قمعت بالقوة في تونس وادت في 14 شباط/فبراير الى سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي. وصلة هذا المقال http://www.swissinfo.ch/ara/detail/content.html?cid=29657764  
(المصدر: موقع « سويس إنفو »(سويسرا)  بتاريخ 6 مارس 2011)


بيان حزب العمال بعد خطاب المبزع الأخير : مواصلة اليقظة والتعبئة الشعبية لتحقيق انتصار حاسم للثورة


ألقى الرئيس المؤقت ليلة الخميس 3 مارس الجاري خطابا أعلن فيه التخلي عن الخطة التي كان قرّرها يوم تسلّمه السلطة بعد الإطاحة ببن على والقاضية بإجراء انتخابات رئاسية في إطار الدستور الحالي وأقرّ ضرورة انتخاب مجلس تأسيسي يوم 24 جويلية القادم « يقطع مع العهد البائد ». وأكّد الرئيس المؤقت أنه سيبقى في السلطة هو والحكومة الانتقالية التي عيّن على رأسها الباجي قائد السبسي إلى يوم مباشرة المجلس الوطني التأسيسي مهامه. كما ذكر أن هيئة تسمّى « هيئة تحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي »، ستتولى إعداد النص القانوني الخاص بانتخاب هذا المجلس. إن حزب العمال الشيوعي التونسي يهمّه التوجه إلى الشعب التونسي في ضوء هذا الخطاب بما يلي:
1. إن إقرار الرئيس المؤقت ضرورة انتخاب مجلس تأسيسي لإعداد دستور جديد يمثل انتصارا جديدا للشعب التونسي وثورته وخصوصا للمئات من آلاف التونسيات والتونسيين الذين اعتصموا وتظاهروا وقدّموا من صفوفهم شهداء وجرحى للإطاحة بحكومة محمد الغنوشي، الذي أضاع وقتا ثمينا على الشعب التونسي، ومواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها. 2. إن هذا الانتصار على أهميته يبقى مهدّدا، لأن خطة العمل التي قدّمها الرئيس المؤقت للوصول إلى انتخاب المجلس التأسيسي والتي لم يتشاور فيها مع القوى السياسية والمدنية، المتمسكة بالثورة وأهدافها، غامضة وملغومة، ويمكن إذا لم تقع مراجعتها، أن تمكـّن أعداء الثورة من العودة إلى الحكم بشعارات الثورة.
3. إن انتخاب مجلس تأسيسي يقطع نهائيا مع الاستبداد ويعكس إرادة الشعب التونسي ويحقق أهداف ثورته السياسية والاجتماعية والوطنية يقتضي: أولا: التوافق على تاريخ الانتخابات اجتنابا لأيّ تسرّع حتى تتمكن القوى السياسية من إعداد نفسها الإعداد الجيّد وحتى يتمكن الشعب التونسي أيضا من المساهمة في هذا الموعد مساهمة واعية وفعالة، خصوصا وأن الأمر يتعلق بوضع دستور جديد يحمل رهانات عديدة ومتنوعة ويحدد النظام السياسي والاجتماعية والثقافي لتونس في المستقبل.
ثانيا: اتخاذ جملة الإجراءات العملية والملموسة لخلق مناخ من الحرية يمكـّن الشعب التونسي من ممارسة حقه ويسمح للقوى السياسية من التعريف بمواقفها وآرائها دون ضغوط أو قمع. وتأتي في مقدمة هذه الإجراءات:
أ – حل جهاز البوليس السياسي، ومحاسبة المسؤولين الذين ارتكبوا من بين صفوفه جرائم التعذيب والقتل على حساب الشعب.
ب – إلغاء القوانين المنافية للحريات أو على الأقل توقيف العمل بها: قانون الصحافة، قانون الجمعيات، قانون الأحزاب، قانون الاجتماع والتظاهر، إلخ. وتعويضها بترتيبات مؤقتة ضامنة لممارسة هذه الحريات، والاعتراف بكافة الأحزاب والجمعيات الراغبة في ذلك.
ت – تطهير الإدارة من رموز الاستبداد والفساد وتعيين مسؤولين جدد، بالتوافق، على رأس الولايات والمعتمديات والعمادات، بالنظر إلى تأثير هذه الخطط في العملية الانتخابية.
ث – تطهير الجهاز القضائي من رموز الاستبداد والفساد بمشاركة من جمعية القضاة لضمان استقلالية القضاء خلال الانتخابات.
ج – إعداد القانون الانتخابي الخاص بالمجلس التأسيسي إعدادا يضمن مشاركة كل القوى السياسية والمدنية حتى يكون في مستوى الانتظارات ويمكـّن الشعب التونسي من التعبير عن إرادته: النظام الانتخابي، توزيع الدوائر، إلخ.
ح – تعيين هيئة وطنية مستقلة بالتوافق بين كل القوى السياسية والمدنية، للإشراف على الانتخابات.
خ – ضبط طريقة للتمويل العمومي للانتخابات للتصدي لكل تزوير لإرادة الشعب عن طريق شراء الضمائر بأموال من الداخل، من قوى الثورة المضادة، أو من الخارج من الدول الرجعية والاستعمارية التي تريد إجهاض ثورة الشعب التونسي، وإعادة تنصيب نظام حكم موال لها.
4. إن « المجلس الوطني لحماية الثورة » هو الذي يمثل الإطار الأنسب للتوافق على خطة العمل لإنجاز الانتقال الديمقراطي الذي يقطع مع الدكتاتورية. إن الذين يعترضون على هذا المجلس بدعوى « عدم شرعيته » (أي عدم انبثاقه من انتخاب شعبي) يتناسون أن الشرعية الوحيدة الموجودة اليوم هي شرعية الثورة وأن المجلس هو الإطار الذي يتمتع بتمثيلية واسعة للقوى التي تدافع عن الثورة وتتمسك بأهدافها.
إن الرئاسة المؤقتة والحكومة الانتقالية لا ينبغي أن تبقيا دون رقابة من الشعب وقوى الثورة في ما تتخذانه من قرارات وإجراءات.
5. إن الحفاظ على التعبئة الشعبية وتثبيت الأطر التي خلقتها الثورة (المجالس واللجان الجهوية والمحلية لحماية الثورة) وتفعيلها هو الضامن الأساسي اليوم لمراقبة الرئاسة المؤقتة والحكومة الانتقالية وتعميق العملية الثورية لتحقيق الانتصار الحاسم للثورة في بلادنا.
إن أعداء الثورة مازالوا إلى اليوم أقوياء بالمال والثروة وأجهزة الدولة والدعم الخارجي وهم ينحنون أملا في مرور العاصفة للانقضاض من جديد على الشعب وإخضاعه، وحتى في هذه اللحظة فإنهم لا يتورّعون عن التخريب والاعتداء على المواطنين وأملاكهم باستعمال العصابات الإجرامية وعن شن حملات التشويه والتهديد على القوى الثورية والشعبية.
6. إن جبهة 14 جانفي مدعوّة إلى تحمّل مسؤوليتها في هذا الظرف الحاسم، لحماية الثورة والسير بها إلى الأمام مع العمال والكادحين والفقراء والطلاب والمثقفين والمبدعين التقدميين وكافة فئات الشعب والتصدي لأيّ محاولة لإجهاضها أو الوقوف بها في منتصف الطريق وحصرها في مجرد « إصلاح » للنظام السابق دون المساس بأسسه وبقاعدته الاقتصادية والاجتماعية. حزب العمال الشيوعي التونسي 5 مارس 2011

 

المؤتمر من أجل الجمهورية السيادة للشعب ، الشرعية للدولة ، الكرامة للمواطن  
تونس في 3/4/2011 بيان  


في إطار متابعة الأحداث الوطنية والعربية فإن المؤتمر من أجل الجمهورية
يهنّئ شبابنا الثائر وشعبنا باستجابة الحكومة المؤقتة للمطلب الشعبي العارم أي انتخاب المجلس التأسيسي المكلف بصياغة دستور الجمهورية وإرساء النظام الديمقراطي ويعتبر موقف الحكومة إيجابيا وينتظر التجسيم عبر اتخاذ كل  الاجراءات العملية لكي يقول الشعب كلمته في أحسن الظروف.

يعبّر عن أمله في عودة الثقة بين السلطة والشعب وهذا يمر بالشروع في إصلاح القضاء وبتطهير حازم للمؤسسة الأمنية حتى لا تتواصل خطرا على الثورة وبسياسة إعلامية تضمن وصول كل الأصوات للشعب. كما يعتبر المؤتمر أن عودة الثقة شرط أساسي للاستقرار الذي ننشده جميعا و لتدارك التدهور الاقتصادي الذي يمكن أن يشكل بدوره عاملا مهددا للثورة وأهدافها في تمكين الشعب من الحرية والرخاء والعدل.
يجدد المؤتمر تضامنه مع شعوب أمتنا في نضالها ضد الاستبداد ويشيد بالشباب المصري الذي يحاصر مقرات البوليس السياسي كما يترحم على أرواح شهدائنا في ليبيا ويهنئ المجلس الوطني الانتقالي بقيامه متمنيا له النجاح في القيام بالمهام التي أوكلت له إلى لحظة سقوط الدكتاتور الدموي .
عن المؤتمر من اجل الجمهورية منصف المرزوقي   

 

الإعلان في تونس عن تأسيس ‘المجموعة العربية لرصد الإعلام’


تونس, تونس, 6 (UPI) — أُعلن اليوم الأحد في تونس عن تأسيس « المجموعة العربية لرصد الإعلام » بمشاركة منظمات وأفراد ناشطين في مجال الإعلام وحرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان في المنطقة العربية.
ويأتي الإعلان عن هذه المجموعة الجديدة التي تهتم بشؤون الإعلام، في أعقاب إجتماع تأسيسي عُقد في تونس خلال الفترة ما بين 4 و6 مارس/آذار الجاري، بمشاركة مندوبين عن 18 منظمة حقوقية عربية.

وتتألف الهيئة الإدارية لهذه المجموعة التي ترأسها الناشطة الحقوقية التونسية سهام بن سدرين، من نبيل رجب (البحرين) وجهاد حرب (فلسطين) وسالي الخضري (مصر) ومحمد الخوالدة (الأردن) وخليل عبد المؤمن(الجزائر) ومها السبلاتي (سوريا).
ووصفت بن سدرين خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم هذه المجموعة بـ »المستقلة »، وقالت إنها تهدف « إلى بناء إعلام عربي مهني مستقل وذي مصداقية، وإلى دعم حرية الرأي والتعبير وتطوير القدرات المهنية للصحافيين ».
وأشارت إلى أن « المجموعة العربية لرصد الإعلام » ستعمل على إصدار تقارير تتضمن ملاحظات وتوصيات حول أوضاع الإعلام في الوطن العربي، والأطر القانونية للممارسة الصحفية، وإحترام أخلاقيات المهنة والعلاقة بين السلطات العامة والإعلام ». (المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 6 مارس 2011)
 


تعوض لجنتي تقصي الحقائق والفساد

مقترح لانشاء محكمة خاصة والتحضير للعدالة الانتقالية


لم يتطرق رئيس الحكومة المؤقتة في كلمته أول أمس إلى موضوع لجنتي تقصى الأحداث الأخيرة والفساد والرشوة، مما طرح أسئلة لدى البعض عن مصير هذه اللجان في ظل الحكومة المؤقتة الجديدة. وإن حسم موضوع لجنة الإصلاح السياسي بعد توسيع تركيبة هذه اللجنة وتحديد جدول أعمالها وحصول شبه اجماع حولها، تظل بعض الأسئلة العالقة بشأن لجنة تقصى الحقائق في الأحداث الأخيرة ولجنة الفساد والرشوة.
فرغم صدور المرسوم المتعلق باحداث هذه اللجان وتحديد طبيعة عملها ومهامها مازالت مطروحة بعض المواقف المعترضة على عمل اللجنتين لما يبدو فيه من تداخل مع صلاحيات المؤسسة القضائية كما لم تسقط بعض المخاوف حول مدى توفر الرغبة صلب اللجنتين في التوصل إلى الحقائق وكشفها إلى الرأي العام بكل تجرد وفي ظل ما تنص عليه الإجراءات القانونية.
ولعل في صدور الحكم القضائي بإيقاف نشاط لجنة الفساد وتسليم ملفاتها للقضاء بعد طريقة الكشف عن كنوز قصر سيدي بوسعيد وذلك الجدل الذي برز حول عدم احترام الاجراءات القانونية الذي أفضى إلى رفع قضية من قبل بعض المحامين في حق رئيس اللجنة، ما يدعم وجاهة طرح التساؤلات بشأن مصير لجنتي تقصى الحقائق والفساد بعد التطورات الأخيرة.
حول هدا الموضوع أكد لـ « الصباح » المحامي شوقي الطبيب أن التمشي المعتمد مند البداية بشأن احداث لجنان للتقصى في التجاوزات والقتل وفي الفساد هو تمش خاطئ من حيث أنه مخالف للقانون وللإجراءات الجزائية وللمنظومة القضائية.ويضيف شوقي الطبيب أنه كان مقبولا أن تشكل مثل هذه اللجان لمعرفة الحقيقة والمحاسبة في إطار تمشي كامل لعدالة انتقالية على غررا تجارب بلدان أخرى مثل المغرب وجنوب افريقيا والشيلي.
« … لكن شروط العدالة الانتقالية اليوم غير متوفرة في تونس في غياب سلطة تنفيذية لها الشرعية الكافية وفي غياب معارضة قوية ممثلة ومنظمة الصفوف وبالتالي فالأجدى ترك المجال للقضاء للقيام بمهامه في هذه المرحلة في انتظار توفر الوقت الكافي ومتطلبات العدالة الانتقالية… »
واقترح محدثنا احداث فرع خاص للمحكمة الابتدائية بتونس بمقر مستقل يمنح له اختصاص النظر في التجاوزات وفي ملفات الفساد يتم احداثه بمرسوم وتوضع على ذمته كافة الامكانيات المادية والبشرية ويسخر له عدد كاف من قضاة التحقيق ومن المساعدين القضائيين للنظر والتحقيق في الملفات المقدمة من المتضررين في أحداث القتل وأيضا من الفساد والرشوة.
وفي المقابل اقترح شوقي الطبيب الشروع في فتح ملف العدالة الانتقالية والنقاش حول الشروط الكفيلة بتحقيقها ويمكن أن تلعب اللجان في صيغتها الحالية دورا في الإعداد النظري وتقديم دراسات ومقترحات حول الوصول إلى العدالة الانتقالية.
منى اليحياوي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم  6 مارس 2011)  


في أساسيات انتخاب المجلس التأسيسي


بقلم الأستاذ , عبد الوهاب معطر محامي
 
و أستاذ جامعي في القانون الدستوري و العلوم السياسية
 ( الجزء الأول)
أولا , القواعد المتعين مراعاتها
إن إرادة الشعب هي إرساء لنفوذ السلطات العامة، وعلى هذه الإرادة أن تعبر عن نفسها من خلال انتخابات نزيهة تقوم عبر اقتراع عام ومتساو وبتصويت سري و وفقا لعملية معادلة تضمن حرية التصويت ( المادة 21، 3 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان )  
وأشار الإعلان العالمي لمعايير انتخابات حرة ونزيهة الصادر عن اتحاد البرلمان الدولي في باريس 26/3/1994 إلى أن سلطة الحكم في أي دولة تستمد شرعيتها فقط من الشعب، كما يعبر عن ذلك في انتخابات حرة ونزيهة تعقد في فترات منتظمة على أساس التصويت السري العادل. ويحق لكل ناخب أن يمارس حقه في التصويت مع الآخرين وان يكون لصوته نفس الثقل لأصوات الآخرين، وان تضمن سرية الاقتراع.
وأكدت وثائق الأمم المتحدة على عمومية الاقتراع والتساوي في الاقتراع العام، أي أن يكون لكل مواطن الحق في التصويت في أي انتخاب وطني أو استفتاء عام يجري في بلده.  
– ويكون لكل صوت من الأصوات نفس الوزن، – وعندما يجري التصويت على أساس الدوائر الانتخابية تحدد الدوائر على أساس منصف بما يجعل النتائج تعكس بشكل أدق واشمل إرادة جميع الناخبين، – ولضمان سرية الانتخاب يجب أن يكون بإمكان كل ناخب أن يصوت بطريقة لا سبيل فيها للكشف عن الطريقة التي صوت أو ينوي التصويت فيها، – ولتعزيز نزاهة الانتخابات لا بد من أن يكون كل ناخب حرا في التصويت للمرشح الذي يفضله أو لقائمة المرشحين التي يفضلها ، ولا يرغم بالترهيب أو بالترغيب غير المشروع على التصويت لمرشح معين أو لقائمة معينة، – وان تشرف على الانتخابات سلطات تكفل استقلالها وتكفل نزاهتها وتكون قراراتها قابلة للطعن أمام السلطات القضائية، – ويجب أن تشكل آليات حيادية، غير منحازة أو آلية متوازنة لإدارة الانتخابات  – ومن اجل تعزيز نزاهة الانتخابات، يجب أن تتخذ الإجراءات الضرورية حتى تضمن أن الأحزاب والمرشحين يحصلون على فرص متساوية لعرض برامجهم الانتخابية.
ثانيا , التوافق على نظام اقتراع عادل

من المتعارف عليه اليوم  في بلادنا أن اللجنة الخاصة بالإصلاح السياسي  بمكوناتها  هي التي ستضع قانون انتخاب المجلس التأسيسي و لعل من أهم المسائل التي ستحظى بجدل واسع هي الإتفاق حول ضبط نظام الإقتراع المتعين إعتماده لتحويل الأصوات المدلى بها إلى مقاعد ، ذلك أن اختيار هذا النظام أو ذاك ليس أمرا حياديا بل أن له أثرا حاسما في الشخص الذي سينتخب وفي الجهة أو التيار أو الحزب الذي سيقع انتخابه. ذلك أنه حين يحصل حزبان مثلا على عدد مماثل من الأصوات، فان نظاما انتخابيا معينا قد يعطي السيطرة  في هذه الحالة لهذا الطرف أو ذاك، في حين قد يمنح نظام آخر تمثيلية أوسع لجميع الأطراف و بالإضافة إلى ذلك فإن لأنظمة الإقتراع انعكاسات أخرى تتجاوز هذا الأثر الأولي، فلها على سبيل المثال تأثير كبير في نظام الأحزاب السياسية القائمة، وبخاصة في عددها وأهميتهاالنسبية داخل المجلس، كما أنها تؤثر على تماسك الأحزاب وانضباطها الداخليين. فبعض الأنظمة يشجع التجزئة ، اذ تكون أجنحة عدة لحزب واحد على خلاف متواصل، في حين أن أنظمة أخرى تشجع الأحزاب على التحدث بصوت واحد واستبعاد أسباب الخلاف. كذلك يمكن أن تؤدي الأنظمة الانتخابية دورا حاسما في مجرى الحملات الانتخابية وتصرف النخب السياسية، إذ تساهم في تجديد المناخ السياسي العام، فهي يمكن أن تشجع أو تؤخر تكوين تحالفات بين أحزاب، كما يمكن أن تحفز الأحزاب و الجماعات على امتلاك قاعدة واسعة وإبداء نزعة توفيقية، أو على العكس يمكن أن تستثير شعور الانتماء الجهوي أو العائلي.
مع ذلك تجدر الإشارة إلى انه ليس من الضروري أن يفضي نظام انتخابي معين إلى النتائج نفسها بحسب البلد الذي يطبق فيه. فعلى الرغم من التجارب المشتركة، تتوقف آثار نظام انتخابي ما، إلى حد كبير، على الوضع الاجتماعي-السياسي القائم في البلد المعني  ، إذ تدخل في الحسبان هنا عوامل عدة : بنية المجتمع على الصعد الأيديولوجية والدينية أو الاجتماعية، ثم نمط الديمقراطية ( راسخة، انتقالية أو جديدة ) ، ووجود منظومة أحزاب في حالة تكوينية وقيد التكون، وعدد الأحزاب  » الجدية  » ، والتركز الجغرافي لناخبي حزب معين أو تشتتهم.
كذلك يؤثر نموذج النظام الانتخابي في جوانب أخرى إدارية وقانونية، مثل توزيع مراكز الاقتراع، وتحديد المرشحين، وتسجيل الناخبين، وإسناد المسؤولية للإدارة الانتخابية، وتقسيم الدوائر، وشكل بطاقات الاقتراع و طريقة فرز البطاقات، وإعلان النتائج.
ولهذا فان النظام الانتخابي، بالمعنى الواسع، يحول الأصوات المدلى بها في انتخاب عام إلى مقاعد مخصصة للأحزاب والمرشحين. أما المتغيرات الأساسية، فهي التالية :
– الصيغة الانتخابية المطبقة ( مثلا، هل نحن في صدد نظام اكثري أو تمثيل نسبي أو مختلط؟ وما هي القاعدة الرياضية المستخدمة لحساب توزيع المقاعد ؟ ). – وزن الدائرة ( حصة الدائرة من المقاعد وما هو المعيار لتقسيم الدوائر ؟ )، هل يعتمد معيار عدد السكان
** المبادئ الرئيسية لوضع نظام انتخابي
لوضع نظام انتخابي، من المستحسن البدء بالاتفاق على المعايير التي تلخص ما يراد تحقيقه أو اجتنابه، وبصورة عامة، نوع المجلس والحكومة المنشودين. وأن المعايير التي نذكرها أدناه تغطي ميادين عدة، ولكنها غير كاملة،و بالإمكان إضافة معايير أخرى لا تقل أهمية.
و الواقع أن بعض المعايير تتشابك وتبدو أحيانا متناقضة، وغالبا ما تكون كذلك فعلا. و الحال أن التوفيق بين أهداف متضاربة هو أحد الجوانب الأساسية لمفهوم المؤسسات، مثلا ، يمكن السعي في وقت واحد لمنح المرشحين المستقلين الفرصة لانتخابهم، وتشجيع انطلاق الأحزاب السياسية القوية. أو انه يمكن التصور بأنه من الحكمة إقرار نظام يتيح للناخبين خيارا واسعا من المرشحين والأحزاب، إلا أن ذلك قد يجعل بطاقة الاقتراع اكثر تعقيدا ويسبب مشاكل للناخبين الأقل تعلما. فحين نختار نظاما انتخابيا معينا، لا بد من وضع لائحة بالأهداف الأساسية، بحسب أولويتها. ثم نقدر أي نظام انتخابي أو أي تركيبة من الأنظمة هو الذي يخدم هذه الأهداف على الوجه الأفضل.
أن صوغ النظام الانتخابي يجب أن يأخذ في الحسبان الأهداف التالية : – ضمان قيام مجلس تأسيسي ذي صفة تمثيلية واسعة . – التأكد من أن الانتخابات هي في متناول الناخب العادي وأنها صحيحة. – تشجيع التوافق بين أحزاب متناقضة من قبل. – تعزيز شرعية السلطة التأسيسية. – تشجيع قيام حكومة مستقرة وفعالة. – تنمية حس المسؤولية إلى أعلى درجة لدى النواب المنتخبين. – تشجيع التقارب داخل الأحزاب السياسية. – – مراعاة طاقات وامكانيات البلد الإدارية والمالية. – تشجيع المواطنين على المشاركة في الانتخابات ولذلك لا بد من تسهيل الإجراءات على المواطنين وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة في العملية الانتخابية اقتراعا وترشيحا . – تشجيع التنمية السياسية والتعددية الحزبية . – تشجيع الشباب والنساء على المشاركة الفاعلة في الانتخابات ولهذا مهما كانت أية عملية انتخابية نزيهة و منتظمة فان نتائجها السياسية تعتمد بشكل أساسي على النظام الانتخابي المعمول به، وبما أن اختيار النظام يتأثر غالبا باعتبارات سياسية فلا بد  لأفراد الشعب و نخبه من امتلاك المعرفة الضرورية بالأنظمة الانتخابية المعمول بها في العالم والتجارب المختلفة في هذا المجال ولهذا سنحاول استعراض ابرز النظم الانتخابية  في الجزء الثاني من هذه المساهمة لتمكين سائر المواطنين من التأثير في مجريات هذا الموضوع الحاسم (الجزء الثاني أنظمة الإقتراع )
 و( الجزء الثالث , المقترحات أو ما هو منشود ) صفاقس في 5 مارس 2011


المنصف المرزوقي على منبر مؤسسة التميمي البوليس السياسي.. فلول التجمع ومافيا الطرابلسية تهدد الثورة


قال الدكتور المنصف المرزوقي إن الثورة التونسية حققت إلى حد الآن أهم ما كان يجب أن تحققه إذ أرست المواطن التونسي، والشعب التونسي، والأمة العربية، لكن هذه المكاسب يجب ألا تحجب عن الأنظار الأخطار التي تهددها والمتمثلة أساسا في البوليس السياسي وفلول التجمع الدستوري الديمقراطي وفلول مافيا الطرابلسية.
وشدد المرزوقي خلال لقاء نظمته مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات أمس على ضرورة التقدم بسرعة في أعمال المجلس التأسيسي قصد الإنهاء مع هذه الفترة الانتقالية. وذكر أن لديه أملا كبيرا في إقامة الدولة الديمقراطية في تونس وفي بقية الدول العربية.. وهو يرى أن الوقت قد حان للتفكير من جديد في الاتحاد العربي هذا الحلم الذي نسفته الأنظمة المستبدة..
وعبر المرزوقي في بداية محاضرته أنه فوجئ بمن قال إن الثورة في تونس هي ثورة شباب وليست ثورة كهول واعتبر ذلك في غير محلة فالثورة هي ثورة شعبية وثورة تواصل الأجيال كما أنها ثورة عربية انطلقت في تونس ثم تحولت إلى مصر وليبيا واليمن ونجاحها رهن نجاح هذه الثورات.  وهو يرى أن هذه الثورات واحدة في أسبابها إذ كانت جميعها ضد النظام السياسي الفاسد.. وواحدة في أهدافها المتمثلة في الإطاحة بالنظام  المستبد.. وواحدة في وسائلها وهي المقامة الميدانية.. كما أنها واحدة في الأحاسيس إذ غذت الشعور العظيم بالانتماء لهذه الأمة العربية.. 
وفسر المرزوقي ـ العروبي الوحدوي  ـ  قوله إن ما حققته الثورة خلال شهرين من  إرساء المواطن والشعب والأمة بأنه يعني أنها أنهت مع النظام الاستبدادي الحقير المبني على فكرة « رجل كألف وألف كأف » وعلى فكرة أنه لا وجود للشعب مع الزعيم الأوحد أي أنها أرست المواطن التونسي والشعب التونسي الذين اكتشفوا أنهم قادرون على زحزحة الطاغية وأنهم ليس كما اعتقد الطاغية غبار من الأفراد وتحولوا إلى قوة واجهت الدكتاتورية وجهاز القمع والفساد.. كما ساهمت الثورة في تكوين الأمة بعد أن انهارت فكرة الوحدة العربية والأمة العربية.. وأثبتت الوقائع بعدها أن العرب متضامون وقلوبهم على بعضهم البعض.
أكد الدكتور المنصف المرزوقي على أن الحديث عن هذه المكاسب الهامة التي حققتها الثورة لا ينفي وجود أخطار وصعوبات تتهددها وهي كثيرة.. وفسّر  : »في تاريخ الثورات نرى أنه مع كل ثورة.. لا بد أن تبرز ثورة مضادة..ونلاحظ أن من يقومون بالثورة ليس هم الذين ينعمون بحصادها فهم يزرعون لتتمتع بالحصيلة عادة فئة البورجوازية.. وأكد على أن هذه الأمور يجب ألا تحصل في تونس حتى لا يعود أهالي سيدي بوزيد والقصرين والرقاب إلى فقرهم مقابل أن تنعم فئة البورجوازية بالحرية والديمقراطية.. واعتبر أن أولية تنمية الجهات المحرومة واجب وطني وأخلاقي بعد الثورة.. واقترح تحويل العاصمة بما هي مركز الثقل السياسي والاقتصادي على سبيل المثال إلى القيروان قصد الحد من التفاوت بين الجهات على المستوى التنموي..   
وبالإضافة إلى مخاوفه من مواصلة تهميش الجهات المحرومة اعتبر المرزوقي أن البوليس السياسي الذي مازال يعذب التونسيين دليل على وجود الثورة المضادة.. كما أن كل إرهاصات العنف في الشارع هي وليدة الثورة المضادة. وكذلك أوجه الفوضى وعدم الاستقرار والمطلبية المشطة.. وهي على حد قوله أمور طبيعية تبرز بعد الثورة ويتعين التعامل معها بشيء من الهدوء والصبر.
وأضاف: « لمواجهة هذا الواقع سياسيا يجب عدم العودة إلى الوضع الذي عشناه وهو ما يتطلب مجابهة أعداء الثورة بتطهير وزارة الداخلية من البوليس السياسي.. وإنني أعتبر هذه الوزارة مماثلة لـ « الباستي » فهي « باستي تونس » يجب إسقاطه وتحويله إلى حديقة أو متحف  في أقرب وقت ممكن مع إحالة رموز التعذيب فيها على المحاكمة وهو أمر لا يتحقق إلا بالإرادة السياسية القوية وضغط الشارع ».
وبالإضافة إلى خطر البوليس السياسي هناك على حد قوله الخطر الذي مأتاه المافيات التي تركها الطرابلسية وفلول » الآرسيدي »  وهو يرى أن الشارع لن يهدأ والمظاهرات لن تتوقف إلا بعد تصفية البوليس السياسي وفلول التجمع وفلول مافيات الطرابلسية.
وقال المرزوقي إنه بغض النظر عن الآليات القانونية الدستورية التي سيتم وضعها، يجب إيجاد صيغة قانونية لإعطاء ضمانات وصلاحيات لمجالس الثورة في الجهات.. واعتبر أن تنمية وعي المواطنين وتشكله في هذه اللجان القاعدية الشعبية المنتخبة هي التي سترسي الديمقراطية وأن مجالس حماية الثورة يجب أن تكون موجودة دائما لمراقبة الخطأ الذي يمكن أن ترتكبه أي سلطة..
وعن المجلس التأسيسي بين أنه كان يود لو أن انتخاباته تتم في وقت قريب حتى لا تخسر البلاد مزيدا من الوقت.. وسيسمي هذا المجلس حكومة تقوم بالإصلاحات اللازمة وتدعو لانتخابات برلمانية أو رئاسية وهي عملية ستأخذ وقتا طويلا لأن البناء سيتم بعد حالة كبيرة من الخراب.  وأضاف: » وستثار خلال الفترة القادمة مسألة ما الدستور الذي يجب أن يكون؟ وسيكون هناك جدل حول الفصل الأول منه لكن أعتقد أن الشعب سيبقي عليه ».. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن الفصل الأول من الدستور ينص على أن « تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة الإسلام دينها والعربية لغتها والجمهورية نظامها ».  وأردف قائلا: كما سيكون هناك جدل حول ما نوعية النظام السياسي الذي يجب أن يكون. نظاما رئاسيا أم برلمانيا.  وقد طرحنا في المؤتمر من أجل الجمهورية ورقة (خارطة طريق) لتقديمها للمجلس التأسيسي وفيها إبراز لحسنات وعيوب النظام الرئاسي والنظام التمثيلي والنظام بالنسبية.
وعن سؤال يتعلق بوضعية القضاء، أجاب أنه يجب تطهير هذه المؤسسة « الخربانة » وإعادة هيكلتها وهو يرى أنه لا يمكن تحميل الحكومة الانتقالية القيام بهذا الأمر فالأمر يتطلب وقتا طويلا وجهدا كبيرا.. 
وسؤال آخر حول علاقته بالنهضة فبين أن هناك من يتهمه في الفيس بوك بأنه « خوانجي » وهناك من يتهمه بأنه « ملحد » لكنه ليس هذا ولا ذاك وإنما يؤمن بأنه من حق النهضة أن تكون موجودة على الساحة و من حقها المشاركة بما أنها قابلة للحداثة وللحريات والمساواة بين الرجل والمرأة. 
وقال: « ليست لي مشكلة مع الإسلاميين لكن مرجعياتنا تختلف فمرجعيتي علمانية والعلماني هو الذي لا يريد أن يستبد أحدا باسم الدين.. وأرى أن الدولة المدنية تحمي من له عقيدة ومن ليس له عقيدة وهو ما أطمح إليه »..
وردا على أحد الحاضرين الذين أعابوا عليه إثارة مسألة الجهوية واقتراح تغيير مقر العاصمة إلى جهة داخلية قال: » أنا إنسان عالمي أولا وعربي ثانيا ولا اعترف بالجهوية ولا انخرط فيها واقتراحي بان تكون العاصمة في القيروان هي مجرد فكرة لا غير. وفي ما يتعلق بموقفي من اللغة العربية فإني أعتبر أنها يمكن أن تكون لغة العلوم.. وأرى أن هذه الأمة يجب أن تسترجع لغتها العربية كلغة علم لأنه من الممكن تعريب كل العلوم..  وبين متحدثا عن موقفه من القوميين انه لا احد يزايد على عروبته لكنه يتحفظ على العنف الذي انتهجه القوميون وهو لا يرى مانعا في قبولهم إذا غيروا اسمهم من القوميين إلى العروبيين..
وبين المرزوقي مجيبا عن سؤال يتعلق بتقصيره في استعمال الفيس بوك للتعريف بنفسه وأفكاره لدى الشباب التونسي  أنه لا يريد الاستسلام لدكتاتورية الفيس بوك ودعا الشباب للقراءة والكتابة والتفكير عوضا عن استسهال مشاهدة فيديوهات الفيس بوك.. وبين أنه محروم من المشاركة في البرامج التلفزية ولا يعرف الأسباب.
وفي ما يتعلق بتأثير الثورة على الاقتصاد قال إنه يجب تركيز الجهود أولا لحل المشكلة السياسية لأن الاستقرار السياسي يساعد على بناء اقتصاد سليم.. وعن تفسيره للرفض الذي استقبل به في القصرين والقصبة وجهات أخرى بعد الثورة وهل يعود ذلك لإسراعه في الكشف عن رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية ودماء الشهداء لم تجف بعد قال إن المشكلة تكمن في أن وسيلة الإعلام التي تحدث إليها وقفت عند ويل للمصلين.. فقد اقتصرت على إبراز نيته في الترشح للرئاسية رغم أن ما قاله هو أنه يقبل الترشح لانتخابات رئاسية في صورة استعادة الشعب سيادته كاملة وإعداد قوانين انتخابية جديدة حتى يكون من حق أي تونسي الترشح لهذه الانتخابات.
وعن رأيه في ما يحدث في ليبيا بين أنها كارثة حقيقية وأن القذافي « المجنون » حوّل الحركة السلمية التي شهدتها ليبيا إلى حرب أهلية.. ولاحظ أن كل الدكتاتوريات العربية متخوفة من الثورة التونسية وتريد لها الفشل
سعيدة بوهلال
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم  6 مارس 2011)  


سواك حار  177 الشخصية الحدث..


شخص لم  يتوقف عنده فقط التفوه بالكلمات والعبارات بما قد  يجعل المستمع أو   المشاهد يعيش حالة من عدم  التركيز التي يصاحبها الضحك في معظم الأحيان جرّاء الخطابات التي يلقيها، ولم يتوقف عنده أيضا التميّز بالأزياء الرهيبة والعجيبة من حيث اختيار  ألوانها وأشكالها وما يصاحبها من اكسسوارات مجنونة كالصور والشعارات والتيجان والنظارات والقبعات على اختلاف أنواعها.. ولعل هذه الأمور كان لها الحق أن  تبرز الوجه الحقيقي والمتقلب لهذه الشخصية الغريبة وأنها من الممكن أن تتعدى المعقول وحتى اللامعقول ، هذه الشخصية التي لا يمكننا أن نصنّفها اليوم خارج خانة « الإجرام  » كان لصاحبها جرائم بشعة لم يسلم منها الأموات ناهيك عن الأحياء، فصاحبها هو:
– الذي هدم ضريح المجاهد عمر المختار بعد منتصف ليلة 15 تموز 2000 في الساعة الثانية صباحاً في مدينة بنغازي ونقله إلى مدينة نائية يقال لها سلوق لأنه يثير في الليبين الشرفاء حينما يمرون بقربه كل معاني الإيمان والفخار والعزة والجهاد والذكر والذكريات الخالدة. إضافة لهدمه نادي الأهلي الذي هو امتداد لجمعية عمر المختار.
-متهم بتفجير طائرة ليبية فوق بنغازي في العام 1992 في 22 كانون الاول ووجه التهمة للغرب لمقايضة ضحايا طائرة لوكيربي ومات فيها 157 ليبيا . – متهم بالتآمر لحقن 400 طفل في مدينة بنغازي بفايرس الأيدز القاتل في العام 1997 .
– استبدال الشريعة الإسلامية بالكتاب الأخضر، وقوله عنها أنها قانون وضعي كقانون نابليون وكالقانون اليوناني، وطعنه في الدين وتشكيكه بالثوابت، والاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، وإنكاره للسنة النبوية وجعل التمسك بها طريقاً وباباً للشرك وعبادة الأوثان والأصنام ،وأن كتابه الأخضر يعد إنجيل العصر الحديث.
– وهو من قال أن الكعبة هي آخر صنم لا يزال باقيا من الأصنام، وأن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له أي قدسية وأنه كالفاتيكان. -وهو الذي استحل دماء الناس من أبناء شعبه وأبناء غير المسلمين بتفجير الطائرة الأميركية فوق لوكيربي، و الطائرة الفرنسية فوق النيجر. ثم يعترف ويعتذر ويقبل بدفع أموال الشعب الليبي البطل كتعويض عن غلطته إرضاء للغرب.
-وهو الذي نكّل بأبناء شعبه وصلاهم بالحديد والنار وشرد منهم ما يقارب 70,000 بين قتيل وسجين وطريد عام 1985 وحدها. – زجّه بالشباب الليبي غب الحروب الخاسرة دونما فائدة في تشاد وأوغندا ولبنان وغيرها.
-من أقوال المشهورة:*  » أنا لا أتكلم كليبي طز في ليبيا وفي كل البلاد العربية في النهاية تمنيت لو أني لم أكن عربياً يا ليت أصلي غير عربي كردي أو أسباني » السجل القومي الليبي 665 ـ 11.
 * » أنا لست ضد اليهود ولا ضد بني اسرائيل بل على العكس فإن بني اسرائيل وبني يعقوب هم ساميون وأبناء عمومة العرب » السجل القومي 9 ـ ,828 – الأمر بإعدام 600 سجين أضربوا في سجن أبوسالم في طرابلس رمياً بالرصاص.
– منظمة العفو الدولية في وثيقتها رقم  MDE91/400/2002 قالت أن عشرات المهنيين والطلاب مهددون لمحاكمة جائرة واحتمال صدور أحكام بالإعدام عليهم.
– كما حكم على الأستاذ الجامعي\رئيس قسم الكيمياء في كلية العلوم بجامعة قار يونس في بنغازي سالم أبوحنك بالإعدام لانتماءاته الإسلامية وهو أب لخمسة أطفال.. وحكم بالإعدام أيضا على الأستاذ الجامعي عبدالله أحمد عزالدين\ أستاذ في كلية الهندسة بجامعة الفاتح في طرابلس وهو أب لأربعة أطفال لنفس التهمة… والحكم على 73 متهما بالسجن مدى الحياة إضافة إلى 11 متهما بالسجن 10 سنوات محجوزون في سجن أبوسالم في طرابلس لنفس التهمة.
-بيان آخر لمنظمة العفو الدولية تقول فيه « إن في ليبيا كثيرا من حالات السجناء السياسين الذين لا يزالون محتجزين منذ فترات طويلة ومن بينهم أشخاص يتعرضون للاعتقال التعسفي بما في ذلك من حرموا من حريتهم بدون تهمة ولا محاكمة وأشخاص أمضوا أحكاماً بالسجن لفترات طويلة صدرت بعد محاكمات فادحة الجور وأشخاص لايزالون رهن الاعتقال رغم صدور أوامر بالإفراج عنهم ولك أن تقارن بين ما يفعله بشعبه وما يتلمس به عفو الغرب عنه وشراء ودَهم ورضاهم بمئات الملايين من الدولارات واستسلامه وتسليم جميع اسلحته للغرب ». وقد قامت مظاهرات من قبل منظمات حقوق الإنسان في أوروبا في 11 – 3 – 2002 تطالب بالافراج عن المعتقلين في السجون الليبية كمؤسسة الرقيب لحقوق الإنسان ومؤسسة التضامن لحقوق الإنسان واللجنة العربية لحقوق الإنسان.
– جاك تايلور مؤلف كتاب أوراق الموساد المفقود اتهمه صراحة بأن جذوره يهودية من حيث الأم اليهودية ودلل على ذلك بأدلة منها :*حرص القذافي على لقاء تاجر السلام اليهودي يعقوب نمرودي.. *تحقيقا نشر عام 1970 في صحيفة أوجي OGGI الايطالية حول نسب القذافي وأن أمه يهودية كانت تعيش في منطقة سرت الليبية. ودلل على ذلك بالرسالة التي وردت للخارجية الليبية عام 1972 للرئيس القذافي باللغة الإيطالية وترجمها للعربية السفير خليفة عبدالمجيد المنتصر وقد أرسلت من قبل كاردينال مدينة ميلانو يذكره فيها بالدماء اليهودية والمسيحية التي تجري في عروقه ويناشده بموجب ذلك أن يلعب دوراً في التقريب بين أبناء الديانات الثلاث.
– يختار كل عام 7 من أبريل موعداً سنويا لإعدام الأحرار من أبناء ليبيا لأنه يوافق عيد الفطر التلمودي.
-هو من أمر بهدم ضريح « سيدي حمودة » أحد المجاهدين الذين حرضوا أهالي طرابلس على اليهود فقتله اليهود ، فهدم ضريحه عام 1980 وجعله موقفا للسيارات بميدان الشهداء بطرابلس.    (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 5 مارس 2011)  


أسئلة تبحث عن أجوبة حول حكومة السبسي


   بقلم لطفي العريف  
١- لماذا لا نجد فيها أي مناضل قاوم الدكتاتور بن علي طوال عهد الطغان ؟ ٢- لماذا لا نجد فيها أي مضطهد من ضحايا بن علي ؟ ٣- لماذا لا يتضمن برنامجها أي إشارة إلى إسلام الأمة و المستضعفين؟ ٤- لماذا عوضوا الغنوشي برجل يتكلم لغة العروي البلدية لينضم إلى البلدية المبزع و عياض بن عاشور ؟ ٥ – لماذا تضم الحكومة وزيرين لا يفهمان العربية لغة الشعب و يتكلما ن الفرنسية فقط ؟ ٦- لماذا لم يعد أي كلام عن مغارة علي بابا بقصر سيدي بوسعيد ؟ ٧- لماذا لم يفضح عبد الفتاح عمر أسماء زعماء الأحزاب الذين تلقوا مبالغ من الطاغية يوم ٥ و ٧ و ١٢ جانفي يدا بيد في قصر قرطاج ؟ ٨- لماذا أخفى السبسي من سيرته الذاتية مروره بإدارة الأمن أيام سجن غار الملح الذي أودع فيه المعذبون في مؤامرة الشرايطي ؟ ٩- من الذي رفض تعيين كمال النابلي محافظ البنك المركزي وزيرا أولا مؤقتا وهو المؤهل لذلك دون شك ؟

 


حل أجهزة البوليس السياسي من فرق أمن الدولة، و الارشاد، و الابحاث و التفتيش

ضرورة أمنية و شرطا لتقدم البلاد و استقرارها و ليست ترفا أو مطلبا ثانويا.


لا يمكن لدولة تقوم على مبدأ سيادة الشعب، و القانون، و الديمقراطية أن تحتفظ بأجهزة قهرية و قمعية كان هدف ايجادها مراقبة المواطن، و اذلاله و دحره و استعباده لفائدة حاكم معربد و مجنون بهوس الامن الذي ليس في النهاية الا رعبا، رعب المواطن وقهره و تكميم فمه و تغليل يديه، و تقييد رجليه. أي وضع اليد على المواطن و حيازته بدنا و نفسا فيصيرعبدا مملوكا لا يقدر على شيء. إن مفهوم الأمن الذي كان سائدا في تونس قبل تاريخ 14 جانفي 2011، ليس في الحقيقة الا أمن بن علي و عائلته، و أمن ليلى الطرابلسي و عائلتها، ومن التحق بالعائلتين من مرتزقة و انتهازيين خصوصا من بين المتنفذين من الاجهزة الامنية و البورجوازية المتسلقة ممن استجد ثراؤه بدون حق. و قد كان لفرق البوليس السياسي الدور الفصل في التمكين لنظام بن علي، لا من حيث محاربة و تعذيب و قتل المعارضين، و بث الخوف و الرعب في قلوب التونسيين حتى لا يجرأوا على نقد النظام أو التفكير في تحديه فحسب، بل ان دور هذه الفرق الارهابية و الاجرامية امتد ليشمل التمكين اللاقتصادي لبن علي و ليلى و حاشيتهما، حيث يتم الاستلاء على الاموال المنقولة و العقارية للمواطنين و اختلاسها، تحت سطوة تهديد هذه الفرق، بحيث تقوم هذه الاجهزة عن طريق الافراد المنتسبة اليها بتخويف، و قهر، و قمع المواطن المراد الاستلاء على ملكه. حتى اذا لم يُجد الخوف معه، يتم ايقافه وسوقه الى المقار المرعبة لهذه الفرق التي هي عبارة عن مسالخ للأحياء، يخرج منها المواطن ليس منزوع الملكية فقط، بل منزوع الكرامة و العزة، ترهقه ذلة. لذلك فانه حسب اعتقادنا لابد من وضع مفهوم جديد للامن، أمن من؟ و ماذا يقصد بالأمن؟ و ما الهدف من الأمن؟ و كيف يمارس الموظفون المكلفون بالأمن مهامهم؟ و ضمن أي اطار؟ فيجب التحول من نهج يقوم على أساس معادلة فاسدة و مقلوبة تتمثل في أمن الحاكم، مقابل رعب و تخويف المحكوم، باعتبار أن أمن الحاكم لا يتحقق الا برعب المواطن وتخويفه و اذلاله، بحسب الفلسفة الأمنية لبن علي،  الى معادلة جديدة تقوم على اساس توفير الأمن للمواطن، أمن يستوي فيه جميع الموطنين بمن فيهم الحاكم الذي ليس في النهاية الا مواطنا يقوم بمهمة محدودة في الزمن تتمثل في ولاية رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء الى أجل مسمى، ينصرف بعدها ليتحول من جديد الى مواطن عادي شأنه شأن أي مواطن آخر. كما أن المشمولين بالأمن هم جميع المواطنين و المتساكنين، دون استثناء، بحيث يشعر الجميع بالأمن من الخوف، و الرعب، و التهديد و الخطر على النفس و الاهل و الولد و المال و الشرف. و بهذا المعنى يكون الامن تحقيقا للتحرر من الخوف، بكافة أنواعه. أما هدف الأمن فهو خدمة المواطن و تبجيله وتسهيل حياته و ضمان عدم تعرضه للخطر و الاعتداء و انتهاك حقوقه. و في حالة وقوع أي اعتداء او انتهاك يكون دور السلطات الامنية تتبع المعتدين و بحثهم و تقديمهم للمحاكمة. أما عن كيفية ممارسة أعون الامن لمهامهم فهي تكون وفقا لرؤية تقوم على أساس احترام كرامة الانسان و حريته و حرمته البدنية و النفسية. بمعنى احترام حقوق الانسان وفقا للقواعد القانونية التي تضعها الدولة و كذلك وفقا للمعايير الدولية للقانون الدولي لحقوق الانسان. أما الاطار العام الذي ضمنه يتم ممراسة الامن، فهو احترام القانون الذي يحدد مهام أعوان الامن. بمعنى احترام مجموع القواعد القانونية الشكلية والموضوعية المحددة لممارسة عمل أعوان الامن، بما في ذلك القواعد التشريعية، والمراسيم، و الاوامر، و القرارات، و المناشير، و االمقررات، و التعليمات، على شرط عدم مخالفتها للمبادئ العامة للقانون، خصوصا حقوق الانسان، و كذلك عدم مخالفتها للنظام العام و الاخلاق الحميدة.         لاجل ذلك نتساءل اليوم عن سبب عدم الجدية في اصلاح و تنظيف وزارة الداخلية ومختلف أجهزتها الامنية من خلال استبعاد المتورطين في جرائم الفساد، والتعذيب، والقتل، والاختفاء القصري. و حل فرق البوليس السياسي، خصوصا فرق الارشاد، وأمن الدولة، والابحاث و التفتيش التابعة للحرس الوطني؟ ففلسفة قيام هذه الاجهزة القمعية مخالفة تماما للامن الحقيقي، و استمرارها من شأنه أن يهدد أمن الافراد، علاوة على أمن الدولة نفسه الذي هو ليس في النهاية الا أمن المواطنين و سلامة حياتهم وأملاكهم، علاوة على أمن مؤسسات الدولة التي هي ملك للشعب. فلا يمكن في هذه الفترة الانتقالية المحافظة على هذه الاجهزة التي ستشكل لا محالة تهديدا كبيرا للثورة قد يؤدي بوأدها، فالتأخير في اتخاذ قرار بحل هذه الاجهزة أو على الاقل اعادة بنائها، واصلاحها، و تحديد مهماها بشكل دقيق وفقا للقانون، و ضمان اخضاع الاعوان التابعين الى هذه الاجهزة للتثقيف و التكوين في مجال حقوق الانسان، و مراقبة سلوكهم، و معاقبة كل من يسيئ الى المواطنين منهم بشكل حازم. ان عدم اتخاذ قرار بهذا الشأن أعطى انطباعا بأن الثورة لم تنجز و أنه قد صار انقلاب على الثورة من خلال المحافظة على ما هو قائم كأنه قضاء و قدر لا يمكن تغييره ويجب على الجميع القبول و التسليم به. كما أن عدم اتخاذ خطوات وترتيبات عملية من أجل اصلاح القضاء، خصوصا من خلال استبعاد القضاة والمسؤولين في وزارة العدل المعروفين بتورطهم في جرائم الفساد، و التواطؤ مع النظام و الحزب الحاكم ضد الشعب من خلال اصدار الاحكام الجائرة، سواء تعلقت هذه الاحكام  بالقضايا السياسية أو القضايا الاقتصادية و المالية، يعد مشينة كبرى للحكومة السابقة، و هو ما نرجو تداركه من طرف حكومة السيد قايد السبسي. فكيف يمكن الحديث عن ثورة كرامة وحرية دون القطع مع ثقافة القمع و الاستبداد والاستغال و الفساد؟ كيف يمكن لتونس أن تنعم بالحرية و الكرامة في ظل وجود أجهزة و فرق البوليس السياسي الذي أرهب الناس و روعهم و صيّرهم عبيدا تساق الى حيث شاءت ارادة الجلاد؟ كيف يمكن الوثوق باشخاص تربوا على أن العدو هو المواطن، وأنه يجب في كل الاحوال دحر المواطن، و اذلاله، و سومه سوء العذاب حتى يُشرب في قلبه الخوف و الجبن فلا يثور أبدا؟ كيف يمكن لدولة الحق و القانون أن تقوم دون « تنظيف » وزارة العدل و تهيئة المحاكم و دعم استقلال القضاء ليكون الضامن لاحترام القانون و تطبيقه، صونا للحقوق و تحقيقا للعدل و المساواة و الانصاف؟ كيف يمكن للمواطن أن يثق في تلفزة لا تزال تمارس الرقابة و المنع و الحجب و التعتيم؟ ختاما، نعتقد أنه لابد من تحقق الامور التالية للوصول بالبلاد و العباد الى شاطئ الامان: – يجب تشريك الشباب في مسؤوليات ادارة الدولة و مختلف أجهزتها قدر الامكان، حتى يتم فعلا بث روح الثورة في مؤسسات الدولة بشكل يعبر عن حلم الشباب و طموحاته ، فلا ننسى أن الشباب من قام بالثورة. كما يجب على أعضاء الحكومة الجديدة أن يكونوا مسكونين بهواجس الثورة و بمشاعر وطموحات الشباب. يجب أن تكون دمائهم دماء شباب ثوري، لا دماء قد شاخت و ابدان قد هرمت و أصبح باطن الارض أقرب اليها من ظهرها. هذا مع الاستعانة بمشورة ذوي التجربة والخبرة السياسية والفنية ممن تقدمت بهم السن، بطبيعة الحال. -يجب أن يصار حالا الى حل حزب التجمع و حظر أنشطته و استرجاع الدولة التونسية لاملاكه المنقولة و العقارية، و تجيرم أي نشاط يمت له بصلة -يجب حل فرق البوليس السياسي و القطع مع ثقافة الرقابة البوليسية و العنف والتعذيب و غيره من المعاملات القاسية والمهينة و اللاانسانية، و تقديم من قام باقتراف جرائم الى المحاكمة، محاكمة قاونية عادلة، بعيدا عن الانتقام. -انشاء لجنة وطنية مستقلة يسند اليها التحقيق في انتهاكات حقوق الانسان وجرائم التعذيب، و الاهانة، و التضييق على المعارضين السياسيين و منعهم من ممارسة حقوقهم الاساسية كالعمل، والغذاء، و الصحة، و التعليم، و حرية الحركة و التنقل طيلة فترة بن علي. و هو ما يدعونا الى التحذير من محاولات اتلاف الوثائق الموجودة في مقر و زارة الداخلية، و ادارات الامن و الحرس، ومناطق و مراكز الشرطة و الحرس، و أمن الدولة.    -ابعاد كل العناصر المسؤولة المتورطة في جرائم النظام السابق، والتي قد تشير أو ترمز الى بن علي أو حزبه، من أجهزة الدولة ومؤسساتها ذات الصبغة الادارية، و المؤسسات ذات الصبغة الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية، على المستوى الوطني والجهوي و المحلي. -تنظيف سلك القضاء من المفسدين، و ترتيب و اعادة تنظيم وزارة العدل وسلك القضاء بشكل يضمن استقلال القضاء و نزاهته، بما من شأنه ان يسهم في استعادة دور القانون و كسب ثقة المواطن و المستثمر الاجنبي على حد سواء. – اعتماد، بشكل عاجل، برامج للتثقيف و التكوين في مجال حقوق الانسان موجهة خصوصا لافراد الشرطة، و الحرس الوطني، و أعوان السجون، و سلك الديوانة، و القضاة و المحامين، و مساعدي القضاء، و غيرهم من موظفي الدولة. و في هذا الاطار يمكن للمفوضة السامية لحقوق الانسان بجنيف أن تلعب دورا هاما في تقديم المساعدة الفنية للحكومة و الدولة التونسية في اعداد وبعث و تنفيذ هذه البرامج، وفقا للمعايير الدولية و القانون الدولي لحقوق الانسان. مع الشكر و التقدير. أحمد الصغير، باحث تونسي، جنيف. 


قرائن تدعو إلى التوجس : رسالة إلى الوزير الأول


  أبو يعرب المرزوقي  
كلي رجاء ممن اقتنع بما جاء في خطاب رئيس الحكومة المعين والمؤقت أن يقنعني بما اقتنع به. وأول من يمكن أن يفعل صاحب الخطاب نفسه لأني لا أتصور نفسي الوحيد الذي لم يقتنع. ذلك أن الكثير من القرائن جعلتني أتوجس ليس خيفة إذ لا شيء بعد 14 جانفي يمكن أن يخيف أحدا بل حذرا ودعوة إلى اليقظة: فالشباب لم يعد مستسلما لتذاكي الساسة مهما كانت لهم من الخبرة التي يزعمونها. وهي خبرة وحصافة لو صح أنهما فعليتان لما جاء النظام الذي يتفصون منه الآن رغم سكوتهم عليه عقدين من الزمان ناهيك عمن لم يكتف منهم بالسكوت بل كان شاهد زور خلالهما على رأس المؤسسة التشريعية التي لا تشرع إلا لما هو غير شرعي بدءا بوجودها نفسه.
وليعذرني كل الذين اقتنعوا فدعوا إلى فض الاعتصام أو سكتوا فلم يعارضوا فضه. فليس في كلامي هذا تشكيكا في فهمهم لما يجري بل لعلهم أدرى مني بالساحة السياسية وبما يحاك من خلف ستار في الداخل والخارج فضلا عن أن يكون تشكيكا في ذكاء أي منهم. إنما أنا أسائل نفسي لأني لم أقتنع قبل أن أسائل أحدا غيري إلا من يشعر أنه لم يقتنع مثلي إذ قد آليت على نفسي أن أفكر بصوت عال في هذه الحقبة الحرجة من تاريخ الأمة العربية الإسلامية التي أنزل الأحداث فيها ولا أقتصر على النزعة القطرية الصرفة في الخطاب الذي استمعنا إليه أمس مع واضح التلميح إلى مواصلة سياسة التبعية خلال الكلام على الفصل السياحي. وسأذكر بعض القرائن التي جعلتني شديد الحذر من شيوخ السياسة المتمرسين بالخطاب المزدوج أعني الذين يعتبرهم « الاستابلشمنت=بطانة المسرح السياسي الرسمي » دهاة  متناسين أن الحيلة هي في ترك الحيلة وخاصة في الملمات. وهذه القرائن صنفان: الصنف الأول شكلي: وأهم عناصره عنصران هما :  1-كثرة الإحالات الدينية في نص الخطاب لكأننا في صلاة جمعة وليس في عرض خطة إنقاذ لبلد يئن تحت ضربات الأجهزة المتغولة .  2-كثرة الإحالات لضرب الأمثال الشعبية التي هي في الحقيقة منطلق تأويلي لهذا اللجوء للتضمين الديني في الخطاب كما هو بين من آخر الأمثلة التي ضربها: وأظن الأستاذ السبسي قد شفر رسالة لمن نصبوه في هذه المهمة دون أن يدري ربما أن العلاقة بين هاتين القرينتين يؤدي وظيفة تأويلية كما سنرى من مثال الحائكين اللذين خاطا لخروتشاف كسوته. والصنف الثاني مضموني: وأهم عناصره عنصران كذلك هما: 3- الكلام على الاعتصامين اعتصام القصبة الذي وصف بكونه انفجارا مفهوما لا غير واعتصام القبة الذي اعتبر عين التشخيص الحقيقي للمشكل المطروح بعد الثورة. 4-ومفهوم هيبة الدولة الذي جعل مشروطا بالأمن بدلا من أن يكون الأمن من ثمراتها إذا كانت الهيبة مهابة (أعني قوة خلقية واستقامة تفرض الاحترام) وليس « تهييبا » أعني الأمن بالإكراه. أما أصل الصنفين الجامع بين هذه القرائن الأربعة فهو: 5- طبيعة السياسة المقترحة والمتمثلة في العودة إلى ما تقدم على الثورة أي ما يسمى بإرجاع الأمور التي كانت سائدة قبل فترة بن علي إلى نصابها: فقد كان ذلك موضوع مرافعة بمعناها في المحاكم. ولما كانت هذه المرافعة مستمدة من مادة كتابه الذي وجهه إلى الشباب فإن المحامي الذي يرافع بلهجة « الكنتية » يتصور الجيل الحالي لا منجاة له إلا بالعودة إلى ما كان عليه جيل المرافع أعني الحقبة التي بنت الدولة دون أن يدرك أن هذه الدولة هي التي أنجبت بن علي ومن لف لفه ومن ثم فهي تتضمن منذ نشأتها جرثومة ما حل بنا من نكبات. وبذلك فالخطاب الذي استمعنا إليه وطبيعة الحضور للاستماع إليه أعني « الاستابلشمنت » الرسمي بينا دلالة الخطاب العامة بيناها لكل ذي بصيرة: فالعلاج عند المرافع هو العودة إلى البورقيبية وخياراتها السياسية والتربوية والاقتصادية والثقافية مع افتراض حلول سحرية الكل يعلم استحالتها أعني وصول النمو إلى 9 في المائة. وما أتصور المرافع يجهل أن الداء الذي أصاب الدولة التي يريد إرجاع هيبتها لم تمرض به في العقدين الأخيرين فحسب بل هي مريضة منذ ولادتها لكونها كانت في الحقيقة دولة ذات خطاب سياسي مزدوج من جنس الخطاب الذي سمعناه أمس:  1-فهي تكتب في دستورها تحت ضغط الشارع الذي كان لا يزال معتدا بأهداف ثورة التحرير أنها دولة حرة (أعني حرية المواطن والوطن) ومستقلة (أعني عدم التبعية) دينها الإسلام (أعني حرية العقد للشعب) ولغتها العربية (أعني جعل اللغة الوطنية الأداة الفعلية لكل أبعاد الحياة الوطنية  وليس مجرد لغة خطب في المناسبات الدينية). 2-وتفعل في ممارستها بدهاء الساسة في مغالطة الشعب (أعني خروتشاف في مثال صاحبنا) نقائض ذلك كله حتى لا تكون حرة (الدكتاتورية) ولا مستقلة (التبعية لفرنسا) ولا عربية (بدليل ما آلت إليه لغة مؤسساتها الإعلامية من مالطية فضلا عن إدارتها التي لا تزال فرنسية) وتحاول ألا تبقي عليها إسلامية وهو الأمر الوحيد الذي عجزت دونه لأن الشعب لم يتبعها على الأقل في هذه وصمد إلى أن حصلت ثورته.  السياق  الذي أفهم  من خلاله هذه القرائن ولأبدأ فأقول إني أرجو من كل قلبي ألا أكون على صواب في ما فهمت بشرط أن يقنعني من اقتنع بالخطاب بأساليب تحليل الخطاب ضمن السياق الذي يجعل كل الذين يريدون تسيير دفة الإنقاذ المقترح هم ممن ساهم بالفعل أو بالسكوت  في جعل ما يسعى الشباب لإنقاذ البلاد منه جعله ممكنا ويبعد منها كل الذين قاموا بالثورة بالقول أو بالفعل المباشر (في الأحداث الأخيرة التي أطاحت ببن علي) أو غير المباشر (أعني في كل الأحداث التي صمدت أمام نظام بن علي طيلة العقدين بالشهادة والتشريد والتعذيب والحرمان من شروط الحياة أدناها).  لذلك فأول ما أريد أن أسأل عنه بإلحاح وتدقيق هو:
ما الذي يجعل هذه البطانة تتصور أن الإنقاذ لا يمكن أن يحصل من دونها ؟ وما الذي يجعلهم يغالطون فيتصورون رفض الثوار لوصايتهم يعني أنهم لا يدركون أن البلاد بحاجة إلى الاستقرار والأمن وبأن وضعها الاقتصادي هش ويحتاج إلى الكثير من الصبر والحذر لئلا تفسد الأمور أكثر مما كانت فاسدة في عهد بن علي؟ فمطالب معتصمي القبة كلمات حق يراد بها باطل: ليس الاستقرار والعمل هو مطلبهم بل الاستقرار والعمل اللذين من جنس ما كان متوفرا لهم دون سواهم ذلك هو مطلبهم. مطلبهم يمكن أن يلخص في جملة واحدة: من هؤلاء النازحين الذين يريدون أن يغيروا قواعد اللعب في تونس فيجعلوا الاستقرار والعمل حقا للجميع وليس للمتظاهرين في القبة وحدهم؟.
وما الذي يجعلها تتصور أن الشباب التونسي من دونها عاجز عن تدبير شؤون ثورته بنفسه ؟ كيف لمن أهموا في إصابة البلد بالدائين اللذين أنهيا الدولة بأن جعلاها هشة تزعزعها رعشة نسيم دائي الاستبداد والفساد: ما قبل بن علي أعني ما جعله يكون ممكنا ثم ما بعد بن علي أعني ما جعل الوضعية الحالية تصبح ممكنة ؟ ألا يدرك أصحاب هذا التصور أن الثورة لو كانت تريد أن يدير شؤونها من كان يديرها في عهد بن علي وحتى قبله لكان من الأفضل لهم ألا يثوروا: لأن من صنع الأجهزة أقدر على التحكم فيها من هؤلاء الذين كانوا بيادق في رقعته يحركها كما يريد ثم ها هم الآن يتفاحلون علينا لينقذوا البلاد كما يزعمون ؟ أما خطر على بالهم هذا السؤال: ما لهؤلاء الدهاة والشجعان في آخر الزمان لم ينقذوا البلاد طيلة العقدين بل وقبل ذلك بكثير ؟ أليس ما يريدون إنقاذ البلاد منه هو في الحقيقة ما عبر عنه بوقاحة أحد المعلقين مباشرة بعد الخطاب إذ دعته التلفزة التي ما تزال « ابنعلوية » حتى وإن تخلت عن البنفسج معتبرة إياه بجرة قلم خبيرا استراتيجيا رغم أميته: فتكلم عن هيجان الشعب وليس عن ثورته ؟ إنهم يرون الأمور بعين المروض للحيوانات وليس بعين السائس للشعوب الحرة .
في دلالة القرينتين المضمونيتين
ولأبدأ بالعنصرين المضمونيين (الكلام على الاعتصامين ومفهوم هيبة الدولة) رغم أن العنصرين الشكليين (التضمين الديني والأمثلة الشعبية) أهم بكثير من حيث الدلالة على ما جعلني أتوجس فأدعو إلى المزيد من الحذر واليقظة.
أولا الكلام على الاعتصامين:
فاعتصام القصبة يصفه السيد قائد السبسي بحق الشعب في الانفجار ثم يمر عليه مرور الكرام في حين أنه هو الذي جعل ما يريد هو وغيره الالتفاف عليه ممكنا. أما اعتصام القبة فهو البوصلة التي توجه حكومته نحو الحل وإنقاذ البلاد. والمعادلة بسيطة: حل أزمة البطالة يعني ضرورة الاستقرار والعمل حتى تصبح تونس مثل الصين معدل النمو فيها 9 في المائة. برافو. صارت الجماعة تفكر في توفير فرص الشغل للبطالين وما على هؤلاء لا أن يتركوهم يعملون ويوفروا لهم الاستقرار وهدوء البال. ومعنى ذلك أن نمط التنمية والسياسة الاقتصادية والثقافية والتربوية والسياسية كل ذلك ليس مشكلا بل المشكل هو من يريد أن يعيد النظر فيها فيكون بذلك ليس ثائرا على قوسي بن علي فسحب بل على ما جعل مثله يكون ممكنا بل ويريد أن يحافظ على نفس الشروط بدعوى المحافظة على الاستقرار لتوفير الأمن و شروط تمويل الاستثمار حتى يتغلبوا على بطالة النازحين ويزول الخطر.  
تونس فيها بطالة لأن النازحين جاءوا ومنعوا العاملين من العمل وحالوا دون الحكومة التي لم تعالج المشكل طيلة عقدي حكمها. لكنها تحولت إلى ساحرة  تحقق المعجزات بعد الثورة إذ هي قد كانت قاب قوسين أو أدنى من أن تصبح ثورية هي بدروها فتحقق ما وعدت به الثورة  لولا نازحي القصبة. فهؤلاء النازحون هداهم الله منعوها من العمل فاستقال وزيرها الأول الذي ينسى أنه كان شاهد زور على النهب والسلب عقدا كاملا ثم صار شجاعا مع وزيريه المعارضين المزعومين وممثلي فرنسا والفاسد من اليمين واليسار فيدعو الأغلبية الصامتة للتحرك ما ولد اعتصام القبة أعني الذين يريدون حماية الثورة بتوفير شرطي حل مشاكل البلد أي الاستقرار والأمن للعمل المنتج: عجبي لماذا لم يدعهم السيد الغنوشي قبل ذلك عندما كان بيدقا تحركه وصيفة الملكة فيعني زيدا أو عمرا في وزارته ؟ ألم يكونوا صامتين صمت القبور وهو حارس المقبرة التي لم يرجع إليها الحياة إلا هؤلاء النازحين في القصبة وأمثالهم في كل جهات الوطن ؟
 المشكل عند هؤلاء هو النزوح ولا مشكل عداه. نسوا أنهم كانوا يعملون وينعمون بالأمن والاستقرار خمسة عقود وكانت النتيجة أنهم جعلوا البلاد تنقسم إلى جالية من المعمرين وانديجان من المستعمَرين بحيث إن عينة مما آلت إليه أمورها هو ما يحصل في قصر هلال: أصحاب اعتصام القبة من جالية المعمرين وأصحاب اعتصام القصبة من الانديجان.
 
ثانيا الكلام على هيبة الدولة:
مفهوم الهيبة سواء نسب إلى الأشخاص أو إلى الدول يجمع بين وجهين أحدهما خلقي هو استقامة الباطن والثاني جمالي هو أناقة الظاهر وعنهما تصدر المهابة التي يعتبرها ابن خلدون شرط الرئاسة أعني السلطان المعنوي لمن يطاع لمجرد اتصافه بهذين الوصفين. لذلك فالأمن الذي هو طاعة القانون بعد أن يكون قد أصبح عادة في سلوك الناس الذي ربوا على احترامه وصيانته فرض عين هو العلامة الأساسية على تمتع الدولة بخاصية الهيبة بل لإت استتباب الأمن في أرض الدولة كلها يدل على وجود الدولة أولا وعلى هيبتها ثانيا. ولهذه العلة جاء في الأثر ما معناه أن من يبيت ليلة من دون أمير  كمن يبيت على كفر: أعني أن أولى علامات الهيبة انعدام الحاجة إلى الخروج على الدولة.
 لذلك فالدولة بمجرد حصول الخروج فإن ولى قوالجماعة تكون بعد قد وصلت إلى حال أخرجتها من عهد القانون إلى عهد الفوضى: وذلك هو المشكل وليس الأمن. ومن ثم فالعلاج ليس استعادة الأمن إلا بصورة ظرفية أما بنيويا فهو علاج العلل التي أخرجت الجماعة: القانون الظالم وانخرام شروط الأمن (أي بالذات ما يحتج ضده معتصمو القصبة) انخرامها الذي أدى إلى فقدان الهيبة بمعيينها الخلقي والجمالي  (أي بالذات ما يدافع عنه معتصمو القبة): استرداد الهيبة ليس بمواصلة ما كان موجودا ولا بالعودة إلى ما تقدم عليه في العهد البورقيبي بل شيء آخر هو مطالب الثورة.
 الأمن ليس هو هيبة الدولة. والعلاقة بين الأمن والهيبة إذا نظرنا إليها بمنظور العلاقة السببية فهي بالأحرى في الاتجاه لمقابل تمام المقابلة لما جاء في الخطاب بسبب طبيعة العلاقة بين بعدي الأمن بعديه المادي والرمزي. فاسترداد الدولة للأمن إذ ينخرم قد يتقدم فيه الأمن المادي على الأمن الرمزي تقدما ظرفيا وبصورة شديدة المؤقتية كما يتم ذلك في كل علاج استعجالي لأي عطب.
لكن ذلك لا ينبغي أن يصبح سياسة انقاذية فضلا عن أن يكون سياسة دائمة إذ هو عندئذ يعني أن شروط الأمن الحقيقي أي الوازع الباطن- العائد في الأصل إلى القبول والرضا العام لما هو في ذاته قابل لذلك-قد انعدمت فلم يبق إلا الأمن المعتمد على البوليس والأجهزة: وفي هذا لا أتصور أحدا ممن يحكم الآن سيفوق ما ثار عليه شباب تونس ه وزعزع أركانه إذ تلك هي الوضعية التي كانت عليها تونس قبل الثورة. لذلك فمشكل هيبة الدولة ينبغي أن يكون بالذات ما تسعى إليه جماعة الاعتصام في القصبة وليس ما تدعو إليه جماعة القبة: ولعل دلالة المكانين بينة فجد القصبة ورهان الأصالة يقابله لعب القبة وقمار كاريكاتور الحداثة.
في دلالة القرينتين الشكليتين

لما كان المثال مثال الحائكين المضروب قد بدا لي مفتاح الفهم للتضمين الديني الوارد في الخطاب فإني سأبدأ به لأمر بعده إلى هذا العنصر الثاني راجيا ألا يكون في ما أقول اتهاما للنوايا بل هو مجرد اجتهاد لفهم الخطاب فهما يجعله متناسقا بالاستناد إلى ما جاء في القرينتين المضمونيتين لأن صاحبه ليس ممن يلقي بالكلام على عوانهه بل هو محام مجرب قدم لنا مرافعة نسقية -مع خيلاء زيادة عن اللزوم وتضخم الأنا لا يخلو منه زعماء المدرسة البورقيبية وإحالة إلى ما كتب فيه كتابا جعل الكثير يتصور أن حل أمراض تونس متمثلا في العودة إلى ما يشبه السياسة المتقدمة على العقدين الأخيرين اللذين يتبرأ منهما السيد الباجي قائد السبسي.
 
ثالثا مثال خروتشوف:
من يكون يكون نظير خروتشوف في وضعيتنا ؟ ومن الحائكان التارزي الأول والتارزي الثاني ؟ ثم ما هما قطعتا قماش « الدورموي » اللذين أهدتهما مملكة بريطانيا العظمى لخروتشوف؟ خروتشوف كما يعلم الجميع رمز الشعب الذي وصل إلى الحكم بما في هذا الرمز من « قُعرية » أي بداوة وجلفية وتخلف و »نزوح ». بعبارة وجيزة  إنه رمز معتصمي القصبة. لكن الرمز في حالتنا يذهب إلى ما هو أكثر: إنه الشعب التونسي بطبقاته الدنيا. ولعلي لا أفرط في ما أجده من تناظر شبه تام بين المثال والممثول: فأضيف أن قطعتي القماش هما الدستوران والتاريزيان هما من فصل الدستور الأول ومن سيفصل الدستور الثاني. والفاهم يفهم.
 ويكفي أن نربط ذلك بالعهد  بالفترة الانتقالية إلى من  كان رئيس مجلس شهادة الزور الرسمي طيلة العقدين الأخيرين أعني مجلس نواب المافيا لمغالطة الشعب وليس نواب الشعب لمحاسبة حكامه مع من عينهم للحكومة المؤقتة بمن فيهم رئيسها الذي يكلمنا بلغة « الكنتية » والنظافة المزعومة لكأنه يمكن لرجل الدولة بحق أن يسكت عقدين ثم يتكلم اليوم عن الخيانة العظمى التي حصرها في ترك البلاد بن علي الذي « زرتا ». فضمير هذا الكلام  هو أنه ترك جماعة القبة لجماعة القصبة أي نظام أهل البلد لفوضى النزوح: لم يدر بخلد المحامي أن الخيانة العظمى متقدمة على ذلك أعني كل ما جعل البلاد تصبح  فوضى قبل الثورة بحيث عم سرطان الاستبداد والفساد في كل أوصال البلاد تشريعا وقضاء وتنفيذا وإدارة سياسية  وتربوية  وثقافية واقتصادية. رابعا التضمين الديني:
تلك هي بداية عمل التارزي الثاني الذي أخد لخروتشاف »سَيْ جوست موزير » الخياطة على « قد اللّبّاس ». والترجمة هذا منطقها: المعلوم أن النخب المتأوربة أو البلدية تعتقد أن « الشعب المحتحت » والنازح سواء في الأحواز الشعبية أو في القصبة يؤمن بالخرافات المستمدة من الدين وانخرام الأمن مصدره هؤلاء (لأن الأجهزة بريئة ). وإذن فالحل هو تنويمنه بها في الخطاب ومظاهر الحياة و »اللي في القلب في القلب ».
فلننومه بالبعض منها في أساليب كلامنا تماما كما فعل بورقيبة طيلة عهود الكفاح حتى كان رمز جريدته آية قرآنية ليست بعيدة عما افتتح به المحامي ندوته الصحفية. وكما يرضى جروتشاف بخياطة الروماني وينفي الخياط الأنيق فعلينا أن نبحث له عن خياط روماني يصنع له خرقة تناسب قياسه فيرضى عنها وكفي  المؤمنين شر القتال: يريد دستورا جديدا بخياطة على قياسه لأن الدستور السابق كانت مما لا يرقى له ذوقه. وأخيرا ما أصل كل هذه القرائن الدافعة إلى توجس الحذر:
إذا كان جل المعارضين قد عينوا شخصا يثق فيه الجميع وأبى الرئيس تعيينه بل عين صاحب هذه المرافعة عن البورقيبية والقطرية والحداثة اللقيطة  التي تواصل علل الهشاشة وتوطيد التبعية في مادة العمران (الاقتصاد والثقافة) وفي صورته (السياسة والتربية) فإن وراء الأكمة ما وراءها. وهذا الماوراء لم يبق مخفيا لأن صاحب المرافعة عينه: إنه بالذات اعتبار الحل في العودة  إلى السياسة البورقيبية التي جعلت تونس حسب زعمه ينتظرها غيرها لكي يقف من القضايا الدولية. وطبعا فالمحامي نسي في مرافعته أن كل من يدرك حجمه كان هو بدوره ينتظر غيره لكي يقف مواقفه من القضايا الدولية لأن عكس ذلك يعني أن بورقيبة لم يكن واقعيا بحيث كان يتوهم أنه رئيس دولة عظمى مثل القدافي.  
لست أشك في أن أي مواطن تونسي من حقه أن يتصور مستقبل تونس وعلاج مشاكلها على النحو الذي يراه ويقتنع به. لكن لا يحق لأي إنسان وخاصة إذا عين ليقود البلاد في أكثر مراحل تاريخها حراجة أن يقدم تصوراته على أنها ما تطلبه الثورة في حين أنه عكس ما تطلبه بصورة مطلقة: الشباب لا يريد العودة إلى السياسة التي أدت إلى أن يكون بن علي ممكنا فضلا عن أن يقبل بأن يقود ثورته من كان مسهما في تلك السياسة ناهيك عمن شارك بن علي طيلة عهده على رأس المؤسسة التي من واجبها مراقبة السلطة التنفيذية لا التغطية على المافيا ثم يدعي الآن أنه حريص على حماية الثورة التي لو حاسبت أحدا لكان عليها أن تفعل ما فعل جحا مع حماره المقيد. فمن ساهم في حكم بن علي ولو في منزلة الدمية أحق بالمحاسبة ممن ساهم في منزلة الفاعل لأنه يضيف إلى المشاركة في الجريمة انتحال صفة السياسي من دون فضائل السياسيين المتحملين للمسؤولية. والله أعلم.  


بسم الله الرحمن الرحيم

حتى تنتصر الثورة ولا تهدر دماء الشهداء أمر في غاية الخطورة……حتى لا نتحول إلى « سيدي تاتا »

د نجيب العاشوري الأحد 06 مارس 2011 لقد كشر السبسي عن أنيابه سريعا وهو لم يشكل بعد أية حكومة.

إن تصريحاته المستهترة بالمطالب الشعبية بحل البوليس السياسي ومحاكمة المتورطين في الجرائم المرعبة ضد أحرار الشعب التونسي قد كشفت بسرعة – ولله الحمد- عن المهمة الحقيقية لهذا القادم من أرشيف الدكتاتورية بإجهاض الثورة ووأد الحلم بالحرية والكرامة.
ولن يجدي أسلوبه المنمق ولا كلامه المعسول في تحريف الانتباه عن الأولويات الحيوية والملحة للثورة. أما عودته إلى الحديث عن « هيبة الدولة » فقد فضحت سبب دفاعه عن البوليس السياسي الذي تتم الاستماتة في الحفاظ عليه ليعيد علينا عهد « هيبة » التعذيب والسحل والقتل.
ما لم يفهمه السبسي أن الثورة قد افتتحت عهد هيبة الشعب ولا مجال لعودة الجلادين والمجرمين لإرهابنا من جديد. على جميع القوى الوطنية أن تتوحد على تحقيق هذا المطلب الحيوي فورا، الآن الآن وليس غدا، فنحن أمام حملات متتالية للتمويه والتخدير. ولا يبدو أن الماسكين من خلف الستار قد يئسوا من إمكانية خداع الشعب التونسي، فهم يحاولون الكرة تلو الكرة، وما الوعد بإجراء الإنتخابات إلا خديعة جديدة. فأية مصداقية لانتخابات في ظل البوليس السياسي؟؟؟ وإفلات الجلادين والقناصة من العقاب؟؟؟ وعدم الإشارة، مجرد الإشارة إلى هذه الأمور الملحة في خطاب الحكومات المتعاقبة؟؟؟
لسنا « سيدي تاتا » » ولن نكون.
 وها قد عادوا بأسرع مما كنا نتصور إلى محاولة خداعنا، فلنعد لهم سريعا قبل أن يتمكنوا من تمرير ألاعيبهم وطعن الثورة في الظهر.  


هل تلزمنا معاهدة مناهضة عقوبة الإعدام؟

بقلم : جمال الدين الحاجي مباشرة بعد قيام الثورة، دخل النظام المخلوع مرحلة ما بعد الثورة قبل الشعب التونسي صاحب الثورة نفسه. عمد أطراف النظام السابق إلى مجموعة من الحركات البهلوانية إلى التلاعب بالدستور التونسي البائد للإبقاء على أكثر ما يمكن من أزلام النظام السابق في أعلى مراكز المسؤولية وأكثرها حساسية، من ذلك رئاسة الوزراء ووزارة الداخلية والولاة وما إلى ذلك. ولم ينتظروا أن تستتب لهم الأمور ليقينهم بأنها لن تستتب، كي يوحوا للسيد الغنوشي والسيد المبزع بسرعة التوقيع على معاهدة دولية مناهضة للإعدام. وفعلا دخلت تونس تاريخ القانون الدولي بتوقيع حكومة مؤقتة على إتفاقية مناهضة الإعدام خارج كل الأطر القانونية شكلا ومضمونا. وكانت ردة فعل الشارع التونسي أن هذا التوقيع لم يكن بريئا بالمرة. ذلك أن الذين يقفون خلف هذه الفكرة الغبية أمدوا الثورة، من حيث يشعرون أو لايشعرون بسيد الأدلة على إقترافهم أعمالا موجبة لحكم الإعدام في حق الأفراد والمنشآت والمجتمع، وخاصة منه ثروته الأولى : شبابه الذي قلب الطاولة عليهم في أقل من أسبوع. هذا التفسير يبقى قاصرا إذا لم نأت على الرابط المنطقي بين التوقيع على الإتفاقية الدولية المناهضة للإعدام وما وقع بعد ذلك. فبمجرد الإعلان عن هذا التوقيع، خرجت إلى الشوارع كل فئات القتلة التي كان نظام بن علي قد أعدها لبث الرعب في النفوس. فكان الإعلان على التوقيع عبارة عن تطمين وإراحة لنفسية القتلة ممن كانوا مترددين آنذاك في النزول إلى الشارع. وحصل ما عشناه من تقتيل لشباب في عمر الزهور في كل أصقاع تونس وأركانها. هذا القتل كان بكل المقاييس مبرمجا سواء من قبل الحرس الرئاسي أو أمن الدولة أو حزب التجمع الدستوري الديمقراطي. وإذا كان ضرب الشباب يمكن فهمه لتواجده في الشارع ومشاركته الفعلية في الثورة فإن حادثة وقعت في حي الزهور بالقصرين تضيف بعدا آخر لجرائم القتل هذه، إذا عمد أحد القناصة إلى إطلاق النار من سطح صيدلية حي الزهور على شيخ طاعن في السن كان سائرا في طريقه إلى بيته. كان واضحا أن الهدف المباشر لم يكن الضحية نفسها، بل التمثيل به، عبرة للمتظاهرين وبذلك يصبح القتل موظفا توظيفا عسكريا تكتيكيا تمنعه كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية المحلية والدولية.
هذا بالنسبة لأيام الثورة. أما ما قبل ذلك فإن الأمر يختلف، إذ أن أغلب من إستشهدوا بغير الرصاص والقنابل المسيلة للدموع قضوا نحبهم تحت التعذيب، أي في وضعيات لم يكونوا فيها أمام أي فرصة للدفاع عن أنفسهم، فضلا عن التخلص من ذلك التعذيب الرهيب.
توقيع السيد الغنوشي على معاهدة مناهضة عقوبة الإعدام، لم تقف آثاره عند هذا الحد. بل إنه ساهم إلى حد بعيد في الرفع من معنويات جلادي الشوارع من قوات الأمن العام الذين عادوا إلى العمل بعيدا عن كل النواميس العسكرية. فإذا كان القانون يمنع منعا باتا المساس بالحرمة الجسدية للهدف بمجرد السيطرة عليه، سواء برضاه (إذا وافق على الإنقياد مع العون) أو بالقوة إذا تم سحبه أو دفعه (وشريطة ألا يكون بيده أداة تهديد مهما كان نوعها)، فإننا رأينا شبابا يقود الواحد منهم أربعة أعوان، ويأتي عون خامس ليسدد للموقوف ضربة مياشرة على وجهه وصدره وهو مقيد بينهم. بقطع النظر عن الفضيحة الأخلاقية التي تمثلها هذه الممارسة والتي تمس في الصميم مروءة قوات الشرطة كجهاز، فإن هذا التصرف يحاكم عليه القانون التونسي والدولي على حد سواء.
لم تكن تلك إلا عينات من تبعات توقيع السيد الغنوشي على إتفاقية مناهضة الإعدام. فالقصد من هذا التوقيع السريع لم يكن أبدا للغاية التي بررت نشوء نص الإتفاقية، بل إن التوقيع كان لغاية جنائية تتمثل في ضمان عدم التعرض للجلادين الذين أصبحت بلادنا تعجّ بهم على إختلاف أشكالهم وأجهزتهم وبدلاتهم الرسمية والمدنية، والأسلحة التي يستخدمونها.
الغريب أن الحقوقيين في تونس لم يعيروا إهتماما على ما يبدو لتوقيع الحكومة المؤقتة، خارج إطار القانون، على إتفاقية ملزمة للبلاد، بل ومورطة لها مستقبلا، وهو أمر أكيد، لأن أحكاما بالإعدام ستصدر سواء من قبل المحاكم العسكرية أو المدنية بحق من تسبب في قتل العشرات من المواطنين الأبرياء لأسباب سياسية وليست فردية.
وكبداية إجابة عن وضعية تونس إزاء هذه الإتفاقية فإن المنطق السليم يحيلنا إلى الإجراءات التي تلزم الدولة بأي إتفاقية توقع عليها حكومتها.
فتوقيع الإتفاقية يتم من قبل الحكومة (سواء على النص الكامل أو مع التحفظ على بعض البنود). إلا أن الإتفاقية لاتصبح ملزمة إلا بعد مصادقة البرلمان عليها (والذي يمكن أن يوافق مع التحفظ على بعض الأبواب أو البنود). بما أن تونس دخلت منذ أيام في مرحلة القطع مع كل مؤسسات النظام البائد، فإن توقيع السيد الغنوشي وما كان سينجر عنه من حماية (تعسفية على حقوق الضحايا وعلى القانون التونسي والدولي)، يصبح في أحسن الحالات معلقا، إلى حين إنتخاب برلمان تونسي في ظروف طبيعية. وليس لأي مؤسسة أخرى تشريعية الحق في الفتوى في هذا الموضوع. لذلك وجب على الحقوقيين التونسيين والإعلاميين تخصيص حيز هام لتفسير هذه المسألة للرأي العام، حتى نتلافى الإحباط الذي يشعر به أهالي الضحايا أولا وأفراد الشعب ثانيا، والتشكيك في مصداقية قضائنا بعد الثورة، خاصة وأن البعض من بقايا النظام المنقرض بدأت تتجرأ على التلاعب بهيبة القضاء على أعمدة بعض الصحف الصفراء.
إذا كان تحليلنا هذا صحيحا، فإن ذلك يعني بالضرورة أن أحكاما بالإعدام ستصدر لامحالة، سواء لدى المحاكم العسكرية أو المدنية. ماذا سيكون الوضع في هذه الحالة؟
دون الدخول في التفاصيل ودون اللجوء إلى الجدل العقيم حول إتفاقية مناهضة الإعدام، يمكن لمن يرغب من المحكوم عليهم أن يطلب العفو، ولكن ليس من رئيس الجمهورية، بل من الشعب مباشرة. إذ يمكن التفكير في توفير هذه الفرصة للمحكومين بالإعدام بتسجيل إعترافاتهم التفصيلية وطلبهم العفو بواسطة التلفزة وداخل زنازين السجن. وسيكون ذلك الإستسماح هو الشرط الأساسي الذي يخول وضع ملف العفو أمام رئيس الجمهورية. وإذا سارت الأمور على مايرام، يمكن شرط العفو بتحويل الحكم إلى مؤبد بالمعنى الحرفي للكلمة، وليس لمدة محددة،وعلى ألا يتمتع بعدها المحكوم عليه بأي تخفيف كان سواء أكان في شكل تقصير لمدد العقاب البدني أو ضمّها تحت أي ذريعة.
بهذه الطريقة يكون القضاء قد إقتصّ لمئات الضحايا وللمجتمع بأسره من السفاحين والقتلة، بقانون لايحرم الإنسان من إنسانيته. كما تكون الثورة التونسية قد أرسلت إلى العالم برسالة إنسانية ذات محتوى فلسفي عميق في تقديسه للحياة، ونزوعه إليها، وعدم التسامح مع من يستهين بها.  


الإعلام التونسي والقطيعة مع الماضي   06/03/2011

مراد بن محمد-تونس
يحاول الإعلام التونسي أن يجد طوقا للنجاة يخلصه من مرحلة ما قبل إعلام 14 يناير، وقد أوكلت هذه المهمة إلى الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال التي تنتظرها الكثير من التحديات، خاصة بعد تحذيرات شديدة اللهجة وصلت حد الملاسنة بين الإعلاميين وبعض أعضاء الهيئة.
ورغم أن دور الهيئة استشاري وليس تنفيذيا فإن رئيسها كمال العبيدي هو الوحيد الذي لا يلقى تحفظات، بينما تثير تركيبة بقية الأعضاء التي أعلنت مؤخرا شكوك الإعلاميين حول جدية « الإصلاح » بحكم أن « اللجنة مفروضة » ولا يمكنها تقديم الجديد.  
كما يتساءل صحفيو الجهات عن سبب تجاهلهم، لكن الأعضاء يحاججون بأن الاعتراض يجب أن يبنى على أطروحات الهيئة وبرامجها لا على الأشخاص ونياتهم، داعين الجميع إلى تقديم مقترحات عملية.
فلسفة جديدة
وقال الإعلامي وعضو الهيئة رضا الكافي للجزيرة نت إن تركيبة الهيئة تمثل فريق عمل يتولى القيام بمهمة محدودة في الزمن، من أبرز أهدافها تقديم مقترحات وتوصيات على المستوى التنظيمي والهيكلي واقتراح التصورات الكفيلة بالارتقاء بالمؤسسات الإعلامية.
وأضاف الكافي أن الهيئة تسعى لخلق تصور جديد و »فلسفة وآليات جديدة » خاصة بالنسبة للمؤسسات التي كانت تحت سيطرة الدولة، بحيث تصبح هذه المؤسسات الحكومية سابقا تسيّر « نفسها بنفسها ».
وأفاد بأن الهيئة تتجه نحو الاستئناس بتجارب مكنت عديد البلدان من إرساء إعلام حر مستقل على غرار التجربة الألمانية والإسبانية. وأوضح الأستاذ بمعهد الصحافة وعضو الهيئة العربي شويخة أن الهيئة ستبحث طريقة « انتقال الإعلام من حكومي إلى آخر عمومي »، بحكم أن المواطن يدفع ضريبة لهذه المؤسسات.
وكشف أن أولويات الهيئة في المرحلة المقبلة هو سن دفتر شروط يجسد العلاقة بين المواطن والإعلام الذي يمثل المصلحة العامة (الحكومي سابقا)، مشيرا إلى أن التفكير يتجه الآن نحو رسم دور التلفزة التونسية مثلا في الانتخابات المقبلة من خلال المساواة بين الناخبين.
تفاؤل ولكن
وقالت أميرة عرفاوي -وهي منتجة أخبار في التلفزيون التونسي- إن لديها ثقة في الهيئة التي بإمكانها تقديم « رؤية جديدة وفق متطلبات الحرية التي نحن على أعتابها »، مضيفة أن « هذا ضروري لأن الجميع يتحدث عن حرية الإعلام من دون أن تعيشها أي مؤسسة واقعا وممارسة ».
ورأت عرفاوي أن عمل الهيئة غير الملزم قد يحد من فاعليتها، وأشارت إلى أنه كان على الهيئة ضرورة إشراك عناصر شابة عملت تحت الرقابة والاضطهاد خاصة في الفترة الأخيرة حتى تفهم الهيئة الواقع عن قرب.
وأضافت أن الهيئة أشركت عنصرا شابا ولكنه « ينتمي إلى الإعلام الهاوي »، في إشارة إلى المدونة لينا مهني، متسائلة عن جدوى هذا التعيين. وفي نفس السياق قلل الإعلامي كارم الشريف من إمكانية أن تصل الهيئة إلى ما يطمح إليه المواطن التونسي نظرا « لغياب الكفاءة والتجربة والنزاهة » عند بعض أعضائها.
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة لا يمكن لأحد قراءتها قراءة صحيحة سوى الشباب، وأن الاستعانة بمدونة غير مختصة « في تقييم واقع الإعلام وتقديم تصورات لتطويره يمثل نقطة استفهام كبيرة ». وحاولت الجزيرة نت الاتصال بعضوتي الهيئة القاضية كلثوم كنو والمدونة لينا بن مهني، غير أن الأولى أغلقت الهاتف بعد الموعد الثاني بينما اكتفت الثانية -وبعد الموعد الثاني أيضا- بإرسال رسالة قصيرة تقول فيها إن لديها التزامات.
وقال شويخة إن عمل أي لجنة يتطلب وجود المختصين، مشددا على أن الهيئة ستكون مفتوحة أمام الجميع بحكم أن كل لجنة داخل الهيئة سيسند إليها اختصاص سيشارك فيه الجميع.
بدوره أوضح الكافي أن عمل الهيئة تطوعي، وأن المقترحات والتوصيات سيتم التشاور فيها مع الصحفيين من كافة القطاعات وسيعلم بها الرأي العام عبر جلسة علنية، ثم تحال إلى المجلس التأسيسي المقبل.
من جانبه دعا النوري اللجمي -وهو أستاذ بكلية الصحافة بتونس- إلى ضرورة دمج الصحافة الإلكترونية التونسية « المتخلفة مقارنة حتى بالجوار العربي » ضمن القانون الجديد للصحافة.
وأشار إلى أن اقتصار الهيئة على ثمانية أعضاء لا يكفي، ودعا إلى ضرورة أن يكون أعضاء الهيئة المشرفة من الكبار بينما يفتح الباب عبر لجان موسعة من الشباب لضمان الجدوى، وحتى « لا تقدم تصورات لا نجد لها قدما في الواقع ».  
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 6 مارس 2011)


سقوط الحكومة الثانية:شرعية الثورة للشعب وحده


نورالدين المبا ركي   ما زالت تونس تبحث عن الحلقة الرئيسية في مرحلة الانتقال الديمقراطي بعد ثورة 14 جانفي وهو ما يفسر سقوط الحكومتين في اقل من شهرين والثالثة ما زالت تجمع أعضاءها وسط عديد التساؤلات وخاصة مدى قدرتها على المسك بهذه الحلقة الرئيسية والانتقال بتونس إلى مرحلة جديدة قوامها الحرية والديمقراطية .

لم تتمكن نخب تونس وقواها السياسية والمدنية من المسك بهذه الحلقة رغم أن الشعب أهداها الثورة وأطاح ببن علي تحت شعار كبير هو الحرية والكرامة وشعارات أخرى منها لا للإقصاء تحت أي مبرر . وكان من المفروض أن يشارك جميع التونسيين في رسم مستقبل تونس خاصة ان الجميع يدرك انه لا وجود لأي قوة سياسية أو اجتماعية أو مدنية يمكنها أن تتحدث باسم شرعية الثورة .
ثورة 14 جانفي لم تكن ثورة حزب سياسي او منظمة مهنية ولم تكن ثورة قوى مدنية بل كانت ثورة الشعب بكافة فئاته من اجل الحرية والكرامة والتوزيع العادل للثروة والتكافؤ بن الجهات غير انه منذ اليوم الأول من الإطاحة ببن علي عملت عديد الأطراف على احتكار الثورة والحديث باسمها وفي الوقت نفسه دفعت في اتجاه إقصاء عديد مكونات المجتمع وظهر ذلك في استبعاد هذه الأطراف من المشاركة من المشاورات في تشكيل الحكومة الأولى والثانية وفي تركيبة اللجان وفي تعيين الولاة وغير ذلك وعملت هذه الأطراف على احتكار رسم مستقبل تونس وكأنها الوحيدة التي تملك الشرعية والحقيقة ورغم الإشارات القوية التي وصلتها من الشعب الذي واصل مظاهراته واعتصاما ته واحتجاجاته فان هذه الأطراف استمرت في أدائها الاقصائي ضاربة ظهر الحائط بكافة المطالب وخاصة بمبدإ أن مستقبل تونس يرسمه كافة أبنائها الذين عانوا جميعا من التسلط والقمع .
لقد فهمت هذه الأطراف أن المرحلة الانتقالية تعني قدرتها على المسك بزمام الأمور من الآن لتتمكن من تحقيق أهدافها في المستقبل غير ان الشعب الذي كان سقفه السياسي  أعلى من الجميع يوم 14 جانفي واسقط بن علي تمكن مرة أخرى من إسقاط الحكومة الأولى والثانية وربما إسقاط الحكومة الثالثة إن اختارت السير على الدرب ذاته الذي سارت عليه حكومتي السيد الغنوشي .
إن الحلقة الرئيسية في أي مرحلة انتقالية تعني الخروج من نظام تسلطي استبدادي إلى نظام ديمقراطي قوامه الحرية والديمقراطية والتعددية، هو التفاوض والحوار بين الجميع دون استثناء بعيدا عن الإقصاء تحت أي شعار أو مبرر .
تونس بعد 14 جانفي يجب أن تكون لجميع أبنائها وكفاءاتها سيساهمون في بنائها والارتقاء بها ولا احد له أحقية الحديث عن شرعية الثورة إلا الشعب .
 ( المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 175 بتاريخ 4 مارس 2011)  


على الجميع الوفاء لثورة الشعب والالتقاء على القواعد الديمقراطية الجامعة


بقلم : عبد الفتاح كحولي   تمرّ البلاد بمرحلة دقيقة ستحدّد بشكل كبير معالم المستقبل ويتحتم على كل القوى السياسية في مثل هذه المراحل الانتقالية أن تنتج من الخطاب والسلوك ما يتلاءم مع حقائق المرحلة وتطلعات المستقبل. إن المرحلة التي نحن بصددها هي مرحلة أهم حقائقها تحرّر الإرادة الشعبية من كل الأغلال التي كانت تكبلها، هذه الإرادة التي استطاعت ودون توجيه من أية قوة سياسية أن تنجز حدثا تاريخيا من الحجم الثقيل هو إجبار الرئيس المخلوع على التنحي والفرار وقد أدّى تحرّر هذه الإرادة إلى ارتفاع سقف المطالب من أجل مستقبل يقطع نهائيا مع سلبيات الماضي ولكن في مقابل الانطلاق الأقصى لهذه الإرادة برز خلل كبير في تعامل النخب السياسية مع الحدث . أولى تجليات هذا الخلل أنّ النخب التي بدت عاجزة في أكثر من مناسبة عن قيادة الشعب نحو  تغيير ديمقراطي حقيقي جرّاء علل بنيوية قد تطال كل مكوناتها في الفكر إلى السياسات إلى السلوك لم تستوعب بعد التغيّر الحاصل في المزاج العام للشعب هذا التغير الذي يبدو – حسب ملاحظاتنا الأولية – قد تجاوز كل الأشكال التقليدية في العمل السياسي بل قاد إلى تمثلات جديدة لا بدّ من إدراكها والعمل حسب مقتضياتها. إن الشعب يدرك وبحسّه غير المقيّد بالحسابات الضيّقة أن ثورته نشأت عن عقود من القهر والإذلال وأن ثورته قد خلقت ديناميكيتها الخاصّة ومسارها التطوري بعيدا عن كل توجيه عدا القطع مع كل أشكال القهر والتطلع إلى أفق جديد يصنع العزة والكرامة.  في مثل هذه الأجواء التي طغت على الثورة التونسية يبدو أن القوى السياسية لم تستوعب الدّرس وأنها لا تزال تلوك تكتيكات قديمة فبعضها راح يستثمر في ما قد تتيحه الحكومة الانتقالية من مصادر قوة قد تكون حاسمة في تأكيد الحضور مستقبلا وفي تحقيق ربحيّة أكيدة في المعارك السياسية القادمة وهو خيار ضيق بعيد عن تطلعات الشعب وعن خصائص المرحلة . بعض القوى الأخرى راح يستثمر في الرأسمال الرمزي للثورة بغية تحصين موقعه في الخارطة السياسية الجديدة عبر التأكيد على أنّه يمثل صوت الشعب ويمثل الشرعية الثورية. إن الشرعية الثورية بصدد ثورة لم يخطط لها أي طرف ولم يتحمل مسؤولية قيادتها وما تقتضيه تلك القيادة من « أوضاع احتمالية » تبقى للشعب وحده ولا يحق لأي طرف أن يدّعي امتلاكها والحكمة تقتضي أن يسعى كل طرف إلى تقديم الدّعم السياسي لمطالب الشعب وأن يتناغم معها ولكن دون ادعاء الوصاية والقيادة. لقد تعامل البعض بمنطق استثمار الأوضاع الجديدة على المستوى الرسمي وما فتحه فرار الرئيس السابق من امكانات للاستثمار في هذا المستوى وتعامل البعض الآخر بمنطق الاستثمار في الرّصيد الشعبي للثورة دون أن ننسى من وضع نفسه هنا وهناك في لعبة هي  من خيارات الماضي ولا تستجيب للحقائق الجديدة في الحقل السياسي وفي مستوى وعي الشعب . لقد كانت الأحزاب السياسية بمختلف مواقعها وحضورها غير حاسمة في صنع الحدث وجاءت الثورة لتفتح أمام الجميع أفقا جديدا أكثر رحابة كان عليها أن تتعاطى معه لتصحيح أوضاعها والانخراط في مسار من المصالحة مع الشعب أولى مقتضياته التواضع والاعتراف بالتقصير والذهاب مباشرة إلى مواطن الخلل لإصلاحها خاصة وأن وهج الثورة سيمنح كل إرادة تصحيح العون والإسناد من أجل المساهمة في بناء مستقبل أفضل للبلاد وتأهيل المجال السياسي حتى يستجيب لتطلعات الشعب. إن الظرفية الانتقالية لا تسمح لأيّ أحد بالحديث عن شرعية تمثيل الإرادة العامّة لأن هذه الشرعية تنشأ عن انتخابات حرّة ونزيهة وشفافة وهو ما لم يتحقق بعد كما لا يمكن لأي طرف الحديث باسم الشرعية الثورية للاعتبارات التي سبق ذكرها . نحن إزاء وضع يتسم بتحديد الشعب لأهدافه ومطالبه بشكل واضح وأهمّها : –         القطع مع الاستبداد وبناء تونس الحرية والديمقراطية –         تكافؤ الفرص على المستوى الاجتماعي بين الفئات والجهات وحلّ معضلة التشغيل –         مقاومة الفساد ومحاسبة الضالعين فيه. أما سياسيا فنحن بإزاء وضع لا توجد فيه شرعيات واضحة وحاسمة لأنه وضع انتقالي أهم شروط نجاحه تجنّب كل أشكال الاستقطاب الخطير والمرور إلى حالة من الحوار من أجل التوافق وهذا التوافق لا يعني تخلي كل طرف عن خلفياته الفكرية والسياسية لأن الصراع الإيديولوجي لا يمكن إلغاؤه وحتّى  لا يخطئ البعض فإن التوافق لا يعني إلغاء الاختلاف لأن التوافق في هذه المرحلة لن يتجاوز حدود بناء القواعد العامة وقانون اللعبة من أجل أن يكون التنافس بين جميع الأحزاب قائما على النديّة وتكافؤ الفرص وعلى إمكانية تغيير الأغلبيات مع كل انتخابات وعلى أن المعارك السياسية لا تحتمل هزيمة مطلقة أو انتصارا مطلقا.  إنه التراضي بين كافة مكوّنات المجال السياسي حول المعايير العامة والمشتركة التي يجب أن يلتزم بها الجميع ويذود عنها ولا يتعلق الأمر بأي توافق حول تسويات سياسية أو حوار إيديولوجي من أجل تقريب وجهات النظر على الصعيدين الفكري والسياسي لأن هذا مجال آخر. على كل القوى السياسية أن سواء أكانت في المواقع الرسمية أو الشعبية أن تكون وفيّة لمطالب الشعب من جهة وأن تكون في مستوى عال من النضج السياسي بعيدا عن كل أشكال الإقصاء والاستبعاد حتى نستطيع صياغة المعايير المشتركة بعيدا عن التطاحن. وهذا النضج هو شكل آخر من أشكال الوفاء لثورة الشعب وتضحياته لأن الشعب يهمّه أن تمرّ البلاد إلى حياة ديمقراطية تحمي حريته في الاختيار وتصون إرادته. إن المرحلة الانتقالية التي نحن بصددها هي مرحلة الوفاء وليس القيادة – لثورة الشعب ومطالبه وهي أيضا مرحلة تبنى على التوافق والحوار من أجل نظام ديمقراطي سليم. إنها مرحلة دقيقة في تاريخ تونس ولقد أخطأ الكثيرون في مراحل سابقة شبيهة ثم تناسوا أخطاءهم ولبسوا زيّ البطولة بعد ان أغرقوا البلاد في آليات معطّلة لأي حراك سياسي بعد أن أمضوا على البياض ولن يفيد كثيرا تكرار هذا السيناريو مستقبلا. على الجميع في هذه المرحلة أن يلتفّ حول برنامج الوفاء للثورة وحول برنامج التراضي على القواعد الديمقراطية الجامعة وهذا هو الخيار الأسلم في ظروف المرحلة الانتقالية لأن تطلعات الشعب ومصلحة الوطن تقتضي منا ذلك وتقتضي منا جميعا التأسيس الحقيقي لمرحلة جديدة في تاريخ تونس
 
( المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 175 بتاريخ 4 مارس 2011)

معضلة المنظمة الطلابية: هل أن أزمة الاتحاد …أقوى من ثورة البلاد ؟

بقلم : وائل بن فرج عضو هيئة إدارية بالاتحاد العام لطلبة تونس   شهد الاتحاد العام لطلبة تونس في السنوات الأخيرة أزمة خارقة للعادة بكل المقاييس لم تعترضه منذ تأسيسه سنة 1952 بإجماع التحاليل . أزمة ذهب البعض إلى أنها  في علاقة بالتمثيلية كما ذهب البعض الآخر إلى أنها أزمة  ازدواجية هيكلية  وتعددت من ثمة القراءات والتصنيفات لمعضلة المنظمة الطلابية كل حسب خلفيته ويافطته السياسية وحسب أدائه وحسب درجة ارتباطه بالاتحاد وهياكله . تحليلات وتصنيفات متباينة ظلت رهينة خلفيات أصحابها أدت بدورها إلى حلول قاصرة كل القصور عن انتشال المنظمة من المستنقع الذي هي غارقة فيه مما جعل مطلب الحوار الوطني بين جل مكونات المجتمع والحركة الطلابية مطلبا ملحا عمدت أنا بصفتي كعضو هيئة إدارية وطنية للاتحاد إلى المناداة به وتفعيله رفقة ثلثي أعضاء الهيئة , غير أن نداءنا هذا لم يلق التفاعل الذي كنا نرجوه ونتطلع له لأنه ومن بين الأسباب الرئيسية لذلك ظل عامل سوء النية هو الرّاكن في أذهان جل الطوائف المنضوية تحت راية الاتحاد ولعل هذا العامل كان نتاج الصراع المرير على الشرعية والمشروعية الذي أضنى كاهل جل مكونات الحركة الطلابية دون استثناء وحوّل جهدهم من الدفاع عن مصالح الطلاب المادية والبيداغوجية والذي هو بالمرتبة الأولى دورهم الطبيعي تجاه الجامعة إلى التناحر وتبادل العنف فيما بينهم لإثبات من هو الشرعي الذي يستحق  » الهيمنة المطلقة على هياكل الاتحاد  » وضعية مزرية لها مبرراتها وإطارها الموضوعي آنذاك حيث أن وزارة الإشراف لم تبخل لا بالقليل ولا بالكثير لأجل تعميق هذه الأزمة والإطناب المقصود في شرذمة مكونات الحركة الطلابية وكأنّ شعار المرحلة الذي رفعته وقتها هو  » من اجل القضاء على وحدة الصف الطلابي « . أزمة كانت انعكاساتها وخيمة على الجامعة والبلاد وعلى مناضلي الاتحاد الذين شردوا واعتقلوا في السجون وجوبهوا بالطرد التعسفي من مدارج الدراسة وبالمجالس التأديبية الجائرة بكل المقاييس . وجاءت ثورة الحق والحرية والكرامة التي رجت كيان العالم اجمع وأسقطت امتن الطغاة بطشا ودكتاتورية ثورة الشباب الذي أراد الحياة فقال لها كوني فكانت.  تبدلت الظروف وتغيرت وتشكل وعي عله يغير الخارطة السياسية في تونس حد النهضة الشاملة .  ثورة علقنا عليها آمالا عريضة وحلمنا بملء أفئدتنا أنها ستقطع حتما مع الماضي بممارساته وعقلياته ما دامت الظروف قد تغيرت لكن الغريب والعجيب ظل طلابيا بامتياز حيث أن ثورة الحرية التونسية لم تنعكس لا من بعيد ولا من قريب على اتحاد الطلبة بل ها أننا اليوم نعود إلى نقطة الصفر , أمين عام يرمي إلى بسط هيمنته على المنظمة ويزج بها كما اعتاد قبل 14 جانفي 2011 في مطبات لا صلة لها بإرادة الطلاب ومكتب تنفيذي ما زال يمضي في انقسامه وفي تباين مواقفه ووزارة إشراف تدعي الحياد لكنها في الوقت ذاته تمعن في ترجيح كفة احد الطرفين على الآخر وكأن بقاء الحال على ما هو عليه يخدم فعلا مصلحة الجامعة والبلاد . في ظل هذه الوضعية التي تبدو جليا  أنها لم تتغير عن ما هو سابق أصبحت  « من وجهة نظري » ضرورة الحوار الوطني الطلابي العام اشدّ إلحاحا مما كانت عليه في الماضي كذلك هي ضرورة عودة كل الأطراف المعنية بالمنظمة إلى النقاش الجدي والفعال لأجل خلق أرضية حدّ أدنى يمكن الالتقاء على  أساسها لإعادة الاتحاد إلى مساره الصحيح ليتم لعب دوره في تأطير الجامعة والدفاع عن مصالح الطلبة . وحسب رأيي لا يمكن أن يتم ذلك إلا من خلال الدعوة إلى انعقاد هيئة إدارية وطنية تضم جميع الأعضاء من الطرفين تدعو بدورها المكتب التنفيذي إلى الاجتماع وتسطر له رزنامة يعمل وفقها لإعادة الانتخابات القاعدية بالأجزاء كخطوة أولى في طريق انجاز المؤتمر الوطني الخامس والعشرين . هذا وتبقى ضرورة التزام وزارة الإشراف بالحياد وتمكين الاتحاد من مستحقاته المادية واحترام مقررات هيئاته وهياكله وعدم التدخل في شأنه الداخلي . إنّ التزامنا تجاه المنظمة الطلابية العريقة يقتضي مناّ القيام بدورنا كاملا كلّ من جهته لصيانتها والذود عنها لاعتبارها مكسبا وطنيا لا مجال أبدا للتفريط فيه.  ويمكن اعتبار هذا المقال بمثابة المبادرة العملية التي يمكن البناء على أساسها للخروج بالاتحاد من المطبّ الذي هو عالق فيه … وللحديث بقية .
( المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 175 بتاريخ 4 مارس 2011)  

المرأة والسياسة   : الوجه الجديد

بقلم سامية زواغة بعد اتهامات طويلة للمرأة بأنها مغيبة عن العمل السياسي شكلت المرأة التونسية و العربية عموما  عنصرا أساسيا في ثورة الكرامة ،ووقفت إلى جانب الرجل في تحمل المسؤولية تجاه كل أشكال الطغيان والاستبداد وشكلت بالتالي سندا قويا للزوج الأخ و الابن و الأهل الذين صمدوا في الاحتجاجات الأخيرة لإسقاط النظام الفاسد لتظهر من خلال ذلك أنها النفس الثاني لهذه الثورة المجيدة المباركة.رغم المحاولات السابقة  التي أرادت لها أن تكون مجرد ديكور لتزيين الصفوف في مهرجانات  التكريم والاحتفاء بالحاكم  وهاهي اليوم تعود إلينا بإشعاعها الحقيقي لتقول للمجتمع ولقامعها أنها مستعدة  للفعل وإضاءة وجه تونس و لترسم بمفردها الصورة الحقيقية الجديدة  وبحثا منها في  جانب آخر عن مستقبل أفضل لأولادها وبناتها وبعد انتصار ثورة الشباب أثبتت المرأة في رد واضح على نظام الكوتا النسائية ومجمل الاتفاقيات الموهومة التي أرادت أن تدعم  المرأة وتعزز دورها  في الحياة السياسية والعامة وتواجدها في الكثير من الخطط  أن الرسالة الأكيدة التي ترغب المرأة اليوم  في تبليغها هي قدرتها على قتل  الخوف والصمود  في قلب الميدان حاملة صور أبنائها الشهداء‏ وما أعقبها من نتائج قد  أثلجت قلوب الأمهات  و أرضت الفتيات أو أصابت المرأة التونسية بقلق حول المكاسب  التي  قد تحققت قبل الثورة ويبقي السؤال‏:‏ إلي أين تتجه المرأة بعد ثورة‏14  جانفي ؟‏!‏ الآن قد تم تجاوز مرحلة التمكين السياسي والاجتماعي التي سعى لها النظام السابق شكلا وزيفا من المنتظر أن تشهد  المرحلة المقبلة  مشاركة كاملة للمرأة في الحياة السياسية والاقتصادية بالإضافة إلى أن مبيت المرأة واعتصامها في ساحة القصبة هو الذي سيمنحها  شرعية الوجود في الحياة العامة والحراك السياسي ككل وذلك من اجل تحمل أعباء تصحيح المسار الذي رسم لها مسبقا .والالتفاف حول هدف واحد هو  إصلاح الحياة الاجتماعية والسياسية وإعادة بناء المجتمع وهذا يتوقف في المرحلة المقبلة على مشاركة سيدات الأعمال ودورهن في استعادة كرامة الشعب  واسترداد ثقته بنفسه في مواجهة الأنظمة الجائرة سواء من الداخل أو من الخارج  فمن أهم مكاسب الثورة اليوم هو كسر الحواجز وإذابة الفوارق بين الرجل والمرأة وتأكيد  المفهوم الحقيقي للمواطنة . وبعد أن أضحت المرأة لمدة طويلة فريسة أصحاب القنوات الفضائية المتاجرين بجسدها من جهة، وأنصار الرؤى النسوية المتاجرين بعقيدتها وقيمها من جهة أخرى، تدنت صورة المرأة في وسائل الإعلام إلى أدنى مستوياتها وقد آن الأوان اليوم  لإحداث تغيير في الثقافة المجتمعية المرتبطة بدور المرأة وصورتها وبأهمية الأسرة  فعلينا العمل على تعديل موقف الإعلام وجعله أكثر التزامًا واحترامًا، وأن يصور بشكل أفضل التطورات الاجتماعية للمرأة في محاولة لتصحيح مشاكل التمثيل الحالية. وتسليط الضوء أكثر على مختلف أوضاعها الاجتماعية و المهنية والأسرية و أدوارها الجادة المتعددة والمطلوبة منها كمواطن منتج وكائن بشري له حقوقه ومتطلباته. وهذا ما لابد أن تدركه النساء أولا والمجتمع ثانيا للخروج من العقليات الاجتماعية الجامدة والترسبات التاريخية البالية التي تجعل فاصلا بين المرأة وعالم السياسة خاصة بعد هذا الانتقال الذي تشهده البلاد والذي يستدعي ضرورة التشارك في معالجة الأوضاع السياسية والاجتماعية والحضارية الملقاة على عاتق المواطن رجلا كان أو امرأة من اجل النهوض بالعملية السياسية وبالوطن ككل. والأكيد أن بحث المرأة عن دور أكثر فاعلية وأهمية في المجال السياسي و الذي سيجعلها مواطنة كاملة الحقوق والواجبات أصبح اليوم مسألة حيوية لها وللمجتمع ويتوقف عليه مستقبل الأجيال القادمة بحكم طبيعة العصر وجسامة التحديات المفروضة على البلاد .
( المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 175 بتاريخ 4 مارس 2011)  


رسالة ود إلى القذافي معطرة بالدم.. !


الهادي حامد/تونس أنت قائد تحرري..أنت قائد جماهيري..ثورة1969 أعادت ليبيا لليبيين وللأمة..مواقف مشهودة سجلها لك التاريخ..قدمت كثيرا وضحيت كثيرا..وكثيرا أخطأت أيضا..وهذه طبيعة البشر. اليوم اخترت بين تجنب بحر الدم وبين الاستمرار في الحكم..فكان بحر الدم طريقا للاستمرار في الحكم. وهو امتحان سهل واختيار صعب وغير وجيه. الامتحان سهل لان العاقل يفضل الحفاظ على شعبه وعلى أرواح الأبرياء وتقدير توقهم إلى نظام سياسي بديل والى الحرية مثلهم مثل إخوانهم في الأقطار الأخرى وكل الشعوب.. العاقل لايقبل الحكم فوق بركة من الدماء..لاحاجة له إلى هذا الثمن للحكم..وحتى إلى ثمن اقل..لاحاجة له إلى حكم تحميه القوة ويكون عن طريقها..هذا العاقل في نظري..وهذا الحاكم العادل في نظري..وهذا مزاج القائد الجماهيري في نظري. أما أن الاختيار صعب وغير وجيه ، فلأنه قائم بين شهوة السلطة وبين القيم الإنسانية والديمقراطية والحقوقية في ابسط قواعدها ومبادئها. وانه تناقض أزلي ، لن يتوقف عن التجلي في تجربة القمع التي يقودها نظامك الأمني. انه غير وجيه ، لان السلطة ستكون مشوهة بالدم ، وملاحقة من الضمير الإنساني. ستكون سلطة غير مستحقة وغير شريفة وغير أخلاقية. ليس عيبا أن ترحل ياقذافي ، ليس عيبا أن تفسح المجال لشباب ليبيا الحر التعبير عن إرادته ، ليس عيبا أن تستجيب لإرادته. بل هو شرف عظيم ومدخلك إلى التاريخ والتوغل فيه.   ماذا لو ظهرت لشعبك وقلت :    » انتم لاترغبون في قيادتي لكم..شكرا لكم..شكرا لخدمة بلدكم وأمتكم والإنسانية تحت قيادتي.. احترم واجل رغبتكم هذه..وأنا من اللحظة مجرد مواطن ليبي.. فاختاروا النظام الذي تريدون وأعيدوا صياغة النظام السياسي في ليبيا كما تشاءون..الآن أودعكم.. وليسجل التاريخ أني القائد الذي لم يخذل شعبه حين رغبه وحين رفضه « .. هكذا كنت تختار ياقذافي..وهكذا كنت تتنحى بأسلوب الأبطال والأحرار.   ولكن….ولكن ياقذافي..أيها القائد الذي أحببناك والله…   من موقع عقيدتي القومية والإنسانية..، أفضل تنحيك مقابل أن تحفظ أرواح نفر قليل من شباب ليبيا..يمكن أن نعتبر واحدا عميلا..يمكن أن نعتبر عشرة شباب ليبيين متآمرين مع جهة أجنبية معادية لعقيدة ألقذافي الوطنية والقومية والإنسانية..يمكن أن نعتبر مائة منهم إرهابيين ومتطرفين..لكن أن تخرج مدنا وقرى بأكملها..ويرد نظامك بالقتل فهذا في عرف عقيدتي جريمة..والله أريد أن أجامل ولكن لااستطيع..حياة البشر أهم وأولى بالمساندة (وليس المجاملة) من مواقع السلطة والقيادة..حياة إخواني ، عرب ومسلمين ، في ليبيا أهم عندي من حكمك على أهميته في حراك الأمة التحرري التاريخي ، بل المنطق يقول أن حياتهم يجب أن تكون أهم من حياتك ، والعرف القيادي يشير بان القائد لايضحي بمنصب من اجل حياة أفراد شعبه ، بل يضحي بحياته وأول من يضحي بها..انظر صدام كيف قاتل في الميدان ورفض الإغراءات وانتزع من عقله امتيازات السلطة وأريحيتها ، ومشى- إصرارا على هذا النهج- إلى الحبل راضيا مرضيا. فكيف يعز عليك المنصب ولا تعز عليك الأرواح..؟؟!!..كيف تعز عليك الألقاب ولا يعز عليك شباب ليبيا الحر..؟؟!!..هذا الشباب الذي يستحق منك- لاالقتل والذبح- بل التكريم والاعتزاز ، لأنه شباب رفع رأسكم ياقذافي ، شعب جبار ، تربى على أن يكون حرا. لكن لما اتجهت حريته لتتناقض مع موقعك القيادي ، صار لاشيء. العقيدة القومية هي عقيدة حقوقية وتحررية ، ولا يجب أن يكون هذا مجرد شعار ولا عنوان ولا قصيد شعر. القائد المناضل القومي حين ترفضه الجماهير يحييها، لأنها تعلمت منه درس الحرية كما يجب أن تتعلمه. لااقبل أن يواجه الناس بالقتل ولو كان عبد الناصر أو صدام رحمهما الله. ولما واجه المرحوم صدام عراقيي الجنوب سنة1991 إنما كان يواجه ، في الميدان نفسه ، قوات شوارزكوف. وما كان يمكن أن تسمى تلك الواقعة طلبا للحرية. إن ابلغ اختبار للمناضل القومي حين تتعارض رغباته أيا كانت مع رغبات شعبه ، وأقسى فشل يقع فيه حين يلقي رغبات شعبه عرض الحائط. هذا خط احمر ياقذافي. السلطة بالنسبة لنا ليست هدفا. السلطة ليست ميثاقا أبديا. السلطة ليست رغبة فردية. السلطة عند القوميين أعباء ومهمات والتزامات تجاه أفراد شعبنا : من معنا ، ومن ضدنا ، القروي والحضري ، المتعلم والأمي ، العسكري والمدني ، الصغير والكبير..ولما تتحول إلى أداة للقمع تتحول إلى عار وجريمة. ولأنك اخترت الخيار الخاطئ ياقذافي ، سيجد القوميون أنفسهم متهمون بك وبتجربتك وبجرائمك..وسيحمّل الفكر القومي ، بكافة مدارسه ومكوناته ، وزر مااخترت.   واعلم أيها القائد العنيد ، والعاشق للسلطة في عمر كان يجب أن يتجه فيه العشق كله إلى الله سبحانه وتعالى، انك راحل إلى جواره ، ومن يدري..ربما شهر أو شهرين ، سنة أو سنتين ، وتجد نفسك أمام تجربة الرحيل…عندها لن تفيدك التنظيمات الأمنية المجرمة في شيء..ولا شهوة السلطة…وستقف وحيدا في مواجهة وزر ما اخترت. أما بالنسبة للسلطة ، فإذا كان العمر منته فانه من البديهي أنها منتهية. وياليتك حسبت مايجري حساب المؤمن والمناضل المسؤول والنظيف والشريف والمتواضع والعادل. لكن لايزال في الوقت بقية..احتفل بشبابك الحر.. وأفسح له مجال الخلق والإبداع والتقدم على طريقته.. فإذا عبر شباب ليبيا الحر عن امتعاضه من الاشتراكية فدعه يختار نظاما غيرها ، وإذا أراد النظام الجمهوري بديلا عن النظام الجماهيري ، فله مايختار.وإذا أراد أن يمحو من ذاكرته مقولات الانتماء لإفريقيا أو حتى للأمة العربية فهو حر في ما يريد…حسبك انك عملت لأجل ماتراه مفيدا له طيلة عمرك..وانك أخلصت فيه النوايا.   ( المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 175 بتاريخ 4 مارس 2011)  


بالروح بالدم!  

د. فيصل القاسم
متى يتوقف البعض عن استهبال الشعوب بتصرفاتهم الصبيانية السخيفة التي لم تعد تنطلي حتى على تلاميذ المدارس؟ إن الزمن الأول تحول. وكما ترون العيال كبرت، وغدت واعية جداً. لم يعد بإمكانكم أن تضحكوا على ذقون الشعوب كما كنتم تفعلون في الماضي، مع العلم أن بعض الشعوب كانت حتى في ماضي الأيام تعرف ألاعيبكم، وتسخر منها في سرها خوفاً على رقابها.
كلنا يتذكر كيف كان البعض يوعز إلى أحزابه وأجهزته كي تـُخرج الناس في مسيرات تأييد للنظام بالقوة، والويل كل الويل لمن لا يخرج في تلك المسيرات الكوميدية السخيفة المسيّرة. لطالما شاهدنا الألوف من تلاميذ وطلاب المدارس وهم يخرجون عنوة من مدارسهم لرفع الصور وإطلاق هتافات جعلوهم يحفظونها عن ظهر قلب بشكل ببغائي. ولطالما شاهدنا مئات الحافلات وهي تنقل الجماهير إلى الساحات والميادين العامة كما لو كانت مجرد قطعان من الماشية لتأييد النظام غصباً عنها والتغني بأمجاده الفارغة.
وتذكر إحدى النكات الشعبية أن حاكماً أراد ذات يوم أن يتعرف على مدى شعبيته في الشارع، فدخل قاعة محاضرات متخفياً، فلما ذكر المحاضر اسم الزعيم صفق الجميع باستثناء الرئيس المتخفي، فما كان من أحد رجال الأمن إلا أن ضرب الزعيم على رأسه بقوة قائلاً له: « صفق يا… ». فعرف الزعيم وقتها أن شعبيته المزعومة مفروضة بالحديد والنار.
لكن على الرغم من أن الزمان تغير، وأصبحنا نعيش في العصر الإلكتروني الرهيب والسموات المفتوحة والفضائيات المتكاثرة على الدوام، إلا أن بعض ما زالوا يعتقدون أنه باستطاعتهم أن يخدعوا الناس، ويلعبوا بعقولهم بالأساليب والحيل السخيفة القديمة الممجوجة.
لقد جاءت الثورات العربية الجارية لتفضح أولئك السخفاء الذين ظنوا أن الجماهير ما زالت تصدق أكاذيبهم وألاعيبهم. لقد حاول الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك أثناء التظاهرات المليونية ضد نظام حكمه أن يُظهر للناس أنه يتمتع بشعبية كبيرة في أوساط الشعب، فأوعز لوزير إعلامه المسجون حالياً بتهمة الفساد ذي العيار الثقيل أن يُخرج المذيعين والمذيعات وبعض البلطجية إلى الشوارع ليصرخوا تأييداً للرئيس المحاصر. ولما وجد الرئيس صعوبة في إيجاد « الهتيفة » المحترفين، لجأ إلى استئجار بعض المرتزقة والمتسكعين، فخرجوا يصرخون بأعلى صوتهم، مهللين لمبارك مقابل بضعة جنيهات. طبعاً كل الذين خرجوا تأييداً لمبارك أثاروا ضحكاً مجلجلاً لدى المشاهدين الذين رأوا في ذلك المشهد أسخف أنواع الكوميديا السوداء التي تثير مختلف مشاعر السخرية والتهكم والقرف.
ولما رأى ملك الملوك معمر القذافي أن الجماهير هجرته، وراحت ترميه بأحذيتها، وتمزق صوره العملاقة التي ألصقها أزلامه على جدران البنايات، شعر « الملك » بأن عليه تسوية وضعه بأسرع وقت ممكن، فكانت كتائبه الأمنية بالمرصاد لتلبية الأوامر، فشنت غارات سريعة وخاطفة على دور الرعاية وبيوت الأيتام لتقوم بشحن ألوف الشباب والأطفال من تلك البيوت إلى الساحة الخضراء كي يخطب فيهم سيادة عقيد العقداء، وكي يهتفوا له: « الله، معمر، ليبيا وبس ». لاحظوا أن معمر يأتي قبل الشعب في الهتاف. ناهيك عن أن مئات رجال الأمن والشرطة والجيش الليبيين قاموا على الفور بتغيير ملابسهم من عسكرية إلى مدنية، وهرعوا إلى تلك الساحة الشهيرة ليهتفوا للقائد المهجور بكليشيهات أكل عليها الدهر وشرب، كما أفصح ممثل ليبيا في الأمم المتحدة. وقد لاحظنا كيف جاء العقيد بثلة من النساء كي يهتفن له أثناء خطابه الأخير، لا بل راح يكذب على الحاضرين بأن كل الليبيين خارج الخيمة ينشدون نفس الهتافات المؤيدة له، مع العلم أن أحد الشبان الليبيين قال لوسائل الإعلام إنه تعرض ورفاقه لضغوط أمنية كي يخرجوا في الشوارع وينشدوا شعرات مؤيدة للقذافي تحت تهديد السلاح.
والأسخف من ذلك أن القذافي قال في مقابلته الأخيرة مع قناة أمريكية: « إن الشعب الليبي يعشقني ومستعد للموت من أجلي »، يبدو أنه كذب الكذبة وصدقها. وكم ضحكت قبل فترة عندما استأجرت إحدى السلطات أناساً من بلد آخر للخروج في مسيرة تأييداً لأحدهم بعد أن شكّت في ولاء السواد الأعظم من شعوبها، وقد حاولت تلك السلطات أن تـُظهر بأن المسيرة كانت عفوية، مع العلم أن كل المؤشرات كانت تدل على أنهم خططوا لها قبل أسابيع، كيف مثلاً عرفت تلك الحشود أن الزعيم سيكون في المكان الفلاني في اليوم الفلاني في الساعة الفلانية؟ من المستحيل أن يتجمع الألوف خلال دقائق. ناهيك عن أن كاميرات التلفزيون كانت بالعشرات تغطي المسيرة « العفوية ». يا سلام! ومما فضح تلك اللعبة السخيفة أن إحدى الدوائر ألبست منسوبيها زياً مدنياً موحداً ظناً منها أنهم سيمتزجون ببقية الناس في المسيرة، ولن يلتفت لزيهم أحد. لكن اللعبة كانت ساذجة جداً، فقد لاحظ المشاهدون على شاشات التلفزيون أن هناك مئات الأشخاص الذين يلبسون جاكيتات جلدية من نوع واحد يطلقون هتافات تأييد للنظام.
لا شك أن القراء الكرام يعرفون مهنة « الهتيفة »، فهم يكونون عادة مجموعة من المدربين على إنشاد شعارات معينة وكليشيهات مختارة بعناية أثناء المهرجانات ومسيرات التأييد وخطابات الزعماء.
ولطالما سمعنا مجموعات من الأشخاص تقاطع الزعيم وهو يخطب لتثني عليه، وتمجده وسط تصفيق الحاضرين وابتسامات الخطيب السخيفة. ربما كان يظن البعض أن أولئك « الهتيفة » أناس عفويون. لا أبداً، فهم غالباً مدربون لذلك الغرض، وفي أحيان كثيرة مستأجرون مقابل أجر مادي لتحميس الجماهير أثناء مسيرات التأييد والمهرجانات الخطابية.  
لا أحد أحسن من أحد، فكما أن الزعماء يستأجرون أشخاصاً مدربين للتهليل لهم أثناء الخطابات والمسيرات، يقوم المطربون والمطربات عادة بدفع مبالغ مالية لبعض الشبان والشابات كي يصرخوا، ويبكوا بشكل هستيري، ويصابوا بالإغماء المزيف أثناء غناء المطرب أو المطربة كي يؤثرا على بقية الحضور ودفعهم لتشجيع المغنين والمغنيات أثناء الغناء والإعجاب بهم.
متى تعلمون يا جماعة الخير أن الشعوب الغربية تحب حكوماتها وأوطانها ربما أكثر منا، مع هذا لم تنظم مسيرة تأييد واحدة لحكوماتها، ولم نسمعها يوماً تفديها لا بالروح ولا حتى بالكتشاب؟
(المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية –  الأردن) الصادرة يوم 6 مارس 2011)  

من يتظاهر «فاسد وحاقد ونذل وحقير»!!


ياسر الزعاترة  
من الواضح أننا في أمسّ الحاجة إلى قانون يجرّم الكلام العنصري ، ليس فقط على صعيد الأفراد ، بل على صعيد الناس والأحزاب والجماعات ، لأن من يشتم شخصا بعينه ليس أقل جرما ممن يشتم عشرات الآلاف ، فضلا عن الملايين. ولا ينبغي أن يستثنى من هذا القانون أي أحد ، أكان من السلطة التنفيذية أم التشريعية أم الصحفيين (السلطة الرابعة) ، وصولا إلى سائر المواقع الأخرى ، فالعنصرية هي العنصرية أيا كان مصدرها. ما تفوه به أحد النواب أول أمس الخميس أمام أعضاء المجلس ومن حضر من أعضاء السلطة التنفيذية هو كلام موغل في الهجاء والعنصرية لا ينبغي أن يمر مرور الكرام ، فهو ابتداءً وجّه إهانة شخصية لقطاع واسع من الناس ، ثم امتد ليشمل نصف المجتمع بطريقة جمعية ومباشرة ، وللنصف الثاني بطريقة غير مباشرة حين جعله غير مؤهل للمطالبة بالإصلاح ، مع أنه كذلك من دون شك ، كما كان في جوهره إهانة لكل أبناء المجتمع الذين يرون أن من حقهم التعبير عن رأيهم ضمن ما يسمح به القانون والدستور من دون أن توجّه لهم الإهانات من أي أحد ، فضلا عن أن يُستهدفوا بشكل مباشر بهذه الطريقة أو تلك.
كيف يقبل عاقل أن يقول نائب على الهواء مباشرة إن من يشارك في المظاهرات هو « فاسد وحاقد ونذل وحقير » ،ولم يتوقف عند ذلك ، بل خصّ فئة من المتظاهرين بالقول إن على من لا يعجبه الوضع أن يتوجّه إلى جسر الملك حسين ، كأن المتظاهرين كانوا من فئة دون غيرها ، مع أن الواقع لم يكن كذلك بحال من الأحوال.
إنه اعتداء سافر على مئات الآلاف ممن خرجوا في المسيرات طوال الأسابيع الأخيرة ، وهم لم يكونوا من مدينة عمان وحدها ، بل من سائر مدن المملكة ، ومن شتى المنابت والأصول ، كما أنهم لم يقولوا إنهم يريدون تغيير النظام حتى لو ذهب بعضهم نحو الحديث عن تغييرات دستورية معينة.
حين يسعى البعض إلى التعبير عن عقده بهذه الطريقة المثيرة فلا ينبغي أن يفعل ذلك أمام مجلس النواب ، بينما « الكاميرات » تصور وتسجل ، فمثل هذا الكلام يسيء للبلد وكافة أبنائه ، وإذا أراد أحدهم أن يتخلى عن أصله وفصله من أجل أن يثبت ولاءه للأردن ، فإن الآخرين لا تتملكهم هذه العقدة ، فهم يعتزون بأصولهم في ذات الوقت الذي ينتمون فيه للأردن ويدافعون عن ترابه ، تماما كما ينتمون لفلسطين ويدافعون عن أرضها ومقدساتها.
لقد زاد الأمر عن الحد المحتمل ، وما نسمعه بين حين وآخر لا يندرج ضمن إطار حرية التعبير ، وحين يقال للمتظاهرين إن على من لا يعجبه الحال أن يذهب إلى جسر الملك حسين ، فذلك تطاول على الناس ، مع العلم أن المعنيين بالخطاب سيذهبون بالفعل حين يكون ذلك ممكنا ، وسيذهب معهم إخوانهم من شتى الأصول والمنابت ، لأن فلسطين ليست للفلسطينيين وحدهم ، وإنما لكل العرب والمسلمين ، ومن أجل تحريرها سيبذل الجميع أغلى ما يملكون ، وقد بذل أردنيون وعرب ومسلمون دما عزيزا بالفعل من أجلها في أزمان ماضية حين سمحت الظروف بذلك.
الذين يتظاهرون في الشوارع ليسوا فاسدين ، وعناوين الفساد معروفة على أي حال ، وهم ليسوا حاقدين (حاقدون على من؟ هل يحقدون على أنفسهم ووطنهم؟،) ، كما أن النذالة والحقارة ليست من أخلاقهم ، ودليل ذلك أن أيا من المتظاهرين لم يتعرض للممتلكات العامة أو الخاصة ، مع أن شيئا كهذا يحدث في أرقى الدول الديمقراطية.
إننا ننتظر مواقف عملية ضد هذا اللون من السباب والتحريض ، أيا يكن مصدره ، هو الذي تكاثر علينا في الآونة الأخيرة في وقت نحن أحوج ما نكون إلى لمّ صفوفنا ، لاسيما أن الخطر الصهيوني على الأردن لا يزال ماثلا أمام أعيننا ونسمعه كل يوم بآذاننا ، ولن نواجه هذا الخطر ، ومعه خطر النزاع الداخلي إلا بوحدة وطنية تحميها قوانين وإجراءات صارمة ضد خطاب العنصرية والتفتيت.  
(المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية –  الأردن) الصادرة يوم 6 مارس 2011)  


محاكمة وزير داخلية مبارك بتهمة تفجيـر كنيســـة الأقبـــاط


القاهرة – (وكالات): مثل وزير الداخلية المصري السابق اللواء حبيب العادلي أمس أمام محكمة الجنايات في ضاحية القاهرة الجديدة، ووقف في قفص الاتهام في أول محاكمة تجري لوزير من عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك تمهيدا  لبدء محاكمته بتهمة غسل الأموال والتربح وتفجير كنيسة الأقباط في الاسكندرية . ويواجه العادلي الذي اعتبر أكثر وزراء الداخلية بطشا في مصر خلال السنوات الماضية، تهما تتعلق بالتربح وغسل الأموال.
كما يواجه تهما أخرى متوقعة يجري حاليا التحقيق معه بشأنها، وتتعلق بقتل متظاهرين وفتح السجون لهروب مجرمين، وكذلك انهيار منظومة الأمن أثناء الثورة الشعبية التي أطاحت بمبارك.

وقتل في تلك الاحتجاجات نحو 385 شخصا وأصيب آلاف آخرون بأيدي قوات الشرطة التي استخدمت الذخيرة الحية وقنابل الغاز المسيلة للدموع لإخماد الانتفاضة الشعبية التي استمرت 18 يوما. ولم يستغرق وقوف العادلي في القفص يوم أمس إلا دقائق، حيث قرر رئيس المحكمة القاضي محمدي قنصوة تأجيل المحاكمة إلى يوم 2 أفريل المقبل بناء على طلب الدفاع للاطلاع وتقديم المستندات.
ووصل العادلي إلى قاعة محكمة بمنطقة القاهرة الجديدة وسط حراسة أمنية مشددة، حيث تم وضع حواجز في الأماكن المعتادة، وانتشر جنود الأمن المركزي على امتداد هذه الحواجز، في حين وُضع عدد قليل من القناصة في أعلى المبنى.
من جانبها أيّدت محكمة استئناف القاهرة أمس قرار النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بالتحفّظ على أموال الرئيس السابق حسني مبارك وعائلته. وذكّرت بوابة «الأهرام» الالكترونية أن المحكمة أيّدت تجميد ثروة مبارك وزوجته سوزان صالح ثابت ونجليه علاء وجمال وزوجتيهما هايدي راسخ وخديجة الجمال وأولادهما القصّر.
ويشمل القرار جميع الأموال المنقولة والعقارية والنقدية والأسهم والسندات ومختلف الأوراق المالية في البنوك والشركات وغيرها. (المصدر: جريدة « الشروق  » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 مارس2011)

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.