الأحد، 25 يناير 2009

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3169 du 25 .01.2009

 archives : www.tunisnews.net


 

الحزب الديمقراطي التقدمي خامعة نابل:مكتب الحقوق والحريات:بيان حول مضايقة مناضلي الحزب بالجهة كلمة : اعتصام مفتوح لعشرات الصحفيين والتقنيين بمقر التلفزة التونسية

IFJ.org : الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب يطالبان بتحرك عاجل لحماية الصحفيين بعد جولتهما في غزة بعد الحرب

كلمة:في ذكرى تأسيس الاتحاد يقفصة، المساجين في صدارة الاهتمام

كلمة:بعد أسبوعين من غرقهنّ انتشال إحدى التلميذات المفقودات

كلمة: بعد 8 سنوات المتضررون من الفيضانات ببوسالم يوقعون عقود التخلي والتعويض النهائي

نورالدين المباركي :جرائم ضد الأطفال و النساء…والكيان الصهيوني في مستنقع الهزيمة

عبد السّلام بو شدّاخ :لابد أن يأتي اليوم الذي يتحقق لدى الجميع بضرورة الحواربلا استثناء او اقصاء

الوطن: »طريق الموت » بين  » سيدي حمادة و  » رأس المال » ( سليانة)

بفضاء «التياترو» وتضامنا مع غـزة : عرض فيلم «جنين ـ جنين» وأنشطة وعروض أخرى متنوعة..

طلبة تونس: العلماء هم ورثة الأنبيــاء

كلمة:تعطّل انطلاق البعثة الطبية التونسية إلى غزّة

الشروق: خالد مشعل ينتظر الضوء الأخضر لزيارة الجزائر

أخبار فلسطين: الدكتور محمد الهندي: أدعو الى وحدة حماس والجهاد الإسلامي كمقدمة لتوافق فلسطيني

د.منصف المرزوقي: إسرائيل والقصاص.. الحاصل والآتي

مـع الأحداث آسيا العتروس :إلا دموع أولمرت!!!

حمزة المورالي :المقاومة …. ثم المقاومة ….. ثم المقاومة …

موقع طلبة تونس: معركة غزة ….. و الطابور الخامس ….

إسلام أونلاين : مصر.. حملة أمنية لـ »كبح » نشاط الأنفاق مع غزة

عدنان المنصر :غزة غراد والدونكيشوتيون الجدد … »نيران صديقة »

أوميد ميماريان:مقابلة مع روبرت باير، المسئول السابق بالمخابرات الأمريكية

ثاليف ديين:وإذا حاربت حماس بمقاتلات أمريكية، وإسرائيل بصواريخ منزلية؟

رسالة الإخوان:المرابطون في غزة: رأينا آيات الله

د. فيصل القاسم:معاذ الله أن نصدقكم أيها « المعتدلون » العرب!

إسلام أونلاين:أردوغان يدعو العرب والمسلمين لوقفة مع النفس

ا ف ب:غرق سيدة في ايطاليا واضطراب حركة النقل البحري مع تونس بسبب سوء الاحوال الجوية


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


الحزب الديمقراطي التقدمي  خامعة نابل مكتب الحقوق والحريات بيان حول مضايقة مناضلي الحزب بالجهة
من جديد تتكرر المضايقات لمناضلي الحزب الديمقراطي التقدمي بنابل فبعد مضايقة الشاب عادل غريب وصل إلى حد اعتقاله في الصائفة الماضية هاهو الدور يأتي الآن على المناضل لطفي المناعي وهو سجين سياسي سابق وعضو في الحزب الديمقراطي التقدمي حاليا وقد تم اعتقاله يوم السبت 24 جانفي 2009 بعد الساعة الحادية عشر من طرف شرطة مركز واد سوحيل بنابل ثم أطلق سراحه بعد أن تمت مساءلته حول حقيقة انخراطه في الحزب والكيفية والدوافع وقد تم تصوير بطاقة انخراطه والاحتفاظ بنسخة منها لديهم. ومكتب الحقوق والحريات بجامعة نابل للحزب الديمقراطي: -يندد بمثل هذه الممارسات اللاقانونية التي ما فتئ يتعرض لها مناضلوا الحزب في الجهة -يستغرب استمرار تعامل الأمن مع أبناء الحزب على أساس ماض فات وانقضى ومر عليه سنين -يعتبر هذا التصرف نوعا من الهرسلة تؤثر سلبا على أداء المنخرطين في الحزب وتصد البعض من المواطنين عن الانضمام إليه. -يؤكد تمسك الحزب بكافة أبنائه والوقوف إلى جانبهم في كافة محنهم جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي      مكتب الحقوق والحريات       المسؤول عن الاعلام           الحبيب ستهم


اعتصام مفتوح لعشرات الصحفيين والتقنيين بمقر التلفزة التونسية

 

 
نشرة مروى الرقيق و محمد ظافرعطي  يواصل نحو 150 صحفيا وتقنيا يعملون كأعوان عرضيين ومتعاونين خارجيّين بمؤسستي الإذاعة والتلفزيون التونسي اعتصاما مفتوحا بمقر التلفزة منذ يوم الاثنين 19 جانفي الجاري احتجاجا على عدم تسوية أوضاعهم ومطالبين بتعجيل النظر فيها. واشترط مسؤولو التلفزة إيقاف الاعتصام قبل بحث المشكلة معهم وهو ما رفضه المعتصمون.  
 وردّا على الاتهامات الموجهة إلى المضربين بوجود دوافع تحريضية لتحركهم فإنّهم يؤكّدون أنّ التحرك انطلق عفويا وكان « القطرة التي أفاضت الكأس » على حد تعبيرهم سلوك مسؤول سياسي زار المؤسسة تجاهلهم وطلب منهم أن يصرفوا النظر عن مطلب تسوية وضعياتهم هذه السنة أو التي تليها لأنّهم حسب قوله لن يحققوا أي نتيجة فكان هذا الاعتصام. تنقل كلمة مداخلات متحدثين باسم المعتصمين بالتلفزة التونسية الذين حضروا الجلسة العامة الدورية للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين.
http://www.youtube.com/watch?v=31M1a8DHRD0 (المصدر: موقع كلمة الإلكتروني ( محجوب في تونس ) بتاريخ 25 جانفي 2009 )

الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب يطالبان بتحرك
عاجل لحماية الصحفيين بعد جولتهما في غزة التي مزقتها الحرب
 
الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب يطالبان بتحرك عاجل لحماية الصحفيين بعد جولتهما في غزة التي مزقتها الحرب اختتم الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وعدد آخر من قادة الصحفيين من اوروبا والعالم العربي زيارة طارئة لمدة يومين إلى غزة وطالبوا بالقيام بتحرك عاجل لتحسين وضع سلامة الصحفيين والإعلام في المنطقة. وقال ايدين وايت، امين عام الاتحاد الدولي للصحفيين: « لقد غادر الجيش الإسرائيلي المكان بعد ثلاثة أسابيع من الصدمات والمأساة، وهي أيام عاشها الإعلام في مرمى النيران. ولكن الترهيب والتهديدات للإعلام لا زالت متواصلة. علينا جميعا القيام بتحرك طاريء لحماية الصحفيين الفلسطينيين. » وقد التقي الوفد مع قادة الصحفيين المحليين، وتحدث مع الإعلاميين الجرحى، وعلق في القتال الدائر، وقام بزيارة ميدانية للمواقع الإعلامية التي قصفتها اسرائيل اثناء الحرب. وقال الوفد ان هناك حاجة لرزمة شاملة من الإجراءات بما فيها: ● تدريب على السلامة وتجهيزات لحماية الصحفيين. ● مساعدة انسانية لعائلات الإعلاميين الذين تضرروا من العنف. ● تحقيق كامل من قبل الأمم المتحدة على إثر استهداف اسرائيل للإعلاميين منتهكة بذلك القانون الدولي ● تحركات جديدة لتشجيع التضامن بين الصحفيين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ومساعدة نقابة الصحفيين الفلسطينيين. ● دعم اجرائي على المستوى المهني لمقاومة التأثير السياسي الجائر على الإعلام في المنطقة التي تسيطر عليها الحزبية والتي أدت إلى تقسيم الضفة الغربية وغزة. وقال وايت: « هناك الكثير من الأسئلة التي يجب على اسرائيل ان تجيب عليها، يجب ان تتم محاسبتها من قبل المجتمع الدولي. ولكن علينا التحرك الآن لضمان حماية الصحفيين، ولضمان وضع حد للمحاولات السياسية الرامية إلى السيطرة على الإعلام والصحفيين. » ويقول الاتحاد الدولي للصحفيين أنه على حماس والسلطة الفلسطينية ان تتوقفا عن التدخل في الإعلام، ويجب عليهما ان تسمحا للصحفيين العمل بحرية. وقال وايت « لقد وجدنا في غزة ادلة على قيام حماس بالترهيب، هذا مرفوض تماما. كما فهمنا أنه تمت مصادرة مساعدات انسانية موجهة إلى الصحفيين، لا يمكن التسامح مع أمر كهذا. على جميع الأطراف ان يرفعوا ايديهم عن الإعلام وأن يسمحوا للصحفيين القيام بعملهم بحرية دون اي شكل من أشكال الترهيب. » وكان الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب قد قررا دعم تحقيق مفصل لتحديد فيما إذا قامت اسرائيل بخرق القانون الدولي بما في ذلك قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1738 والمتعلق بحماية الصحفيين أثناء الصراعات المسلحة. وقاد الوفد الدولي ايدين وايت ومكرم محمد احمد، امين عام اتحاد الصحفيين العرب ونقيب الصحفيين المصريين. وضم الوفد عددا آخر من النقابيين هم: نيكوس ميغريليس (اتحاد صحف أثينا – اليونان)، باتريك كامينكا (النقابة الوطنية للصحفيي/سي جي تي – فرنسا)، كيتيل هانس (اتحاد صحفيي النرويج)، باولو سيرفانتي (اتحاد الصحفيين الايطاليين – ايطاليا)، عمر موسى الشنيكات (نقابة الصحفيين الاردنيين – الاردن)، آني بولسون (مؤسسة دعم الإعلام الدولي-الدنمرك)، حاتم زكريا (اتحاد الصحفيين العرب-مصر). وقد اتفق الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب على أن يؤسسا آلية تساند الصحفيين الفلسطينيين وتساهم في تحقيق وحدتهم. وقال وايت « أن الصحفيين الفلسطينيين هم ضحايا للحزبية والانقسامات. عليهم الآن وضع أساس للوحدة والانسجام وأن يتركوا الأجندات السياسية خارج غرف الأخبار. » وقد وجه الاتحاد الدولي للصحفيين شكره إلى اتحاد الصحفيين على رده العاجل للمناشدة التي وجهها الاتحاد الدولي للصحفيين للقيام بتحرك مشترك ردا على ازمة غزة، واعلن الاتحاد الدولي للصحفيين أن المنظمتان ملتزمتان ببناء الأسس المهنية في صحافة المنطقة. كما واتفق الاتحادان على التشاور حول خطط للقيام بزيارة ثانية تضم قادة اتحادات الصحفيين في الأسابيع القادمة. للمزيد من المعلومات اتصل على الاتحاد الدولي للصحفيين: 003222352211
(IFJ.org – الشرق الأوسط وشمال افريقيا كانون ثاني 25, 2009)


في ذكرى تأسيس الاتحاد يقفصة، المساجين في صدارة الاهتمام

 
نشرة الهادي الرداوي
 
احتفل الشغالون بجهة قفصة يوم 20 جانفي بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بذكرى تأسيس الاتحاد التي جاءت هذه المرة متزامنة مع عدوان غاشم على قطاع غزة ووجود مجموعة من أبناء الحوض المنجمي داخل السجون. الكاتب العام الجهوي للاتحاد عمارة العباسي وقف هذه المرة موقفا مغايرا من النقابيين المسجونين قائلا « سنعمل من أجل الإفراج على أبناء الحوض المنجمي باعتبارهم إخوتنا وأبناءنا ووجب علينا جميعا أن نعمل على الافراج وإخراجهم من السجون ». وكان نفس المتحدث قد وصف المعنيّين في خضم التحركات المنجمية بأنّهم مجموعة أرادت توظيف الاتحاد لمصالحها الضيقة. اقتصر برنامج المداخلات على كلمتي عمارة العباسي وعضو المركزية محمد السحيمي ثم أفسح المجال لبعض القراءات الشعرية لأبناء الجهة وعرض مسرحية الدشرة (وان مان شو) ولم يقع فتح باب الحوار. ولاحظ عمارة العباسي في هذا السياق أنّه سيقع الاكتفاء بالقراءات الشعرية والعرض المسرحي باعتبار أنه يوم احتفالي، لكنّ عددا مهمّا من النقابيين قالوا إنّ الأمر لا يعدو أن يكون سحب بساط حتى لا يعبّر الرأي الآخر عن موقفه من الأحداث الماضية بالجهة خاصة وأنّ مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل بات على الأبواب. 
(المصدر: موقع كلمة الإلكتروني ( محجوب في تونس ) بتاريخ 25 جانفي 2009 )  

بعد أسبوعين من غرقهنّ انتشال إحدى التلميذات المفقودات

 
 
سليانة- المولدي الزوابي انتشلت قوات الحماية المدنية ظهر اليوم الأحد جثة التلميذة إيمان الشلبي(14 سنة) بعد أن طفحت على سطح الماء في سدّ واد الخماس القريب من منطقة رأس الماء بسليانة الجنوبية. وكانت التلميذة إيمان قد فقدت مساء الاثنين 12 جانفي الجاري إلى جانب تلميذتين أخريين لا يزال البحث جاريا عنهما، بعد أن جرفت السيول الحافلة التي كنّ على متنها، في حين كان قد تم فور الحادث انتشال جثة تلميذة أخرى. <!–[endif]–> ودفنت عصر اليوم التلميذة إيمان وسط إجراءات أمنية مشدّدة تحسّبا لأيّ ردّ فعل من الأهالي المتذمّرين من تعامل السلطات مع هذه الحادثة بسعيها للتنصّل من أية مسؤولية وتحميلها لسائق الحافلة وغض الطرف عن حالة الطريق المتردية منذ سنوات وسوء إدارة مسالك تصريف مياه الأمطار.
(المصدر: موقع كلمة الإلكتروني ( محجوب في تونس ) بتاريخ 25 جانفي 2009 )  


بعد 8 سنوات المتضررون من الفيضانات

ببوسالم يوقعون عقود التخلي والتعويض النهائي

 

 
نشرة المولدي الزوابي  أمضى يوم الخميس 22 جانفي الجاري ستة مواطنين من متضرري الفيضانات بمدينة بوسالم العقود النهائية المتعلقة بالتخلي عن عقارات لفائدة إنجاز قناة سيلان مياه وذلك في إطار برنامج حماية مدينة بوسالم من الفيضانات الذي أقر منذ سنة 2003 بعد أن تتالت سلسلة من الفيضانات (سنة 2000-2001-2003) وخلّفت ما يفوق 2000 متضرر. وحسب مصادر مقربة فان السلطة ضربت لهم موعدا بتسديد مستحقاتهم المالية في شهر مارس 2009 وهو المطلب الذي كثيرا ما أثار جدلا وتخوفا لدى عدد من المتضررين لاسيما وأن عقاراتهم قد تم انتزاعها منذ سنوات لم يلقوا خلالها سوى المماطلة والتسويف والروتين الإداري الممل والمعيق لحقهم في الانتفاع بثمن عقاراتهم المنتزعة فضلا على عدم إيفاء الإدارة بواجباتها تجاه الالتزامات والاتفاقات التي عقدتها مع المتضررين.  وحسب عدد من الذين وقّعوا هذه العقود فان سعر المتر المربع الواحد الذي استقرت عليه المفاوضات –أحادية الجانب- قد استقر في حدود 50د للمتر الواحد، علما وان سعر المتر المربع في الأماكن المجاورة لتلك العقارات المنتزعة يصل إلى ثلاثة أضعاف سعر التعويض المذكور؟ من جهة أخرى لازال عدد من المتضررين الآخرين الذين تقرر انتزاع عقاراتهم ينتظرون قرار التعويض وتمكينهم من مستحقاتهم بعد أن قدموا شكايات عديدة فضلا على تلويحهم في وقت سابق باعتصامات بمقر الولاية اضطرت الإدارة على إثرها للتفاوض معهم.  عزلة المواطنين بسبب الانزلاقات الأرضية تشهد قرى وادي الشحم و الصوالحية والعبايدية من عمادة سيدي عمار معتمدية الفرنانة ولاية جندوبة انزلاقات أرضية تسببت في عزلة المواطنين عن محيطهم المهني والصحي والتعليمي وغيره وقد جاءت هذه الانزلاقات نتيجة نزول الأمطار الأخيرة وعدم وجود طرق مهيأة قادرة على الصمود أمام تلك الكميات الهائلة منها والقادمة خاصة من السفوح الجبلية بالجهة والتي تكون عادة محملة بالحجارة وبعض قطع الأشجار التي جرفتها المياه. وانتشر بالمنطقة ما يعبر عنه بالشعاب الجارحة التي أجبرت خاصة التلاميذ عن التغيب عن دروسهم. وقد نجمت هذه الشعاب عن حركة الانجراف التي تشهدها المنطقة منذ سنوات و لاسيما في غياب برامج الصيانة والحماية خاصة لتلك المسالك الفلاحية  الرديئة التي تستعمل من قبل أهالي تلك القرى. وقد طالب المواطنون بإقامة شباك الحماية المعروفة بالأقفاص المعدنية والمصاطب اليدوية بشكل فوري كحلول عملية لوقف تلك الانزلاقات.
(المصدر: موقع كلمة الإلكتروني ( محجوب في تونس ) بتاريخ 25 جانفي 2009 )  


حصاد العدوان على غزة جرائم ضد الأطفال و النساء…والكيان الصهيوني في مستنقع الهزيمة

 
 نورالدين المباركي تونس/ الوطن …من حق المقاومة الفلسطينية أن تحتفل بانتصارها بعد العدوان الصهيوني ضدها، ومن حقها أن تتقبل التهاني على ذلك. المقاومة الفلسطينية انتصرت، وملامح هذا الانتصار واضحة لكل من تابع يوميات العدوان …الكيان الصهيوني لم يتمكّن بآلته العسكرية من تحقيق أهدافه المعلنة و الخفية في هذا العدوان، لم يتمكن من إيقاف الصواريخ ومن القضاء على الأنفاق ولم يتمكن أيضا من الكشف عن مصير الجندي « جلعاط »، كما انه لم يتمكن من إسقاط حماس وإضعافها. قال رئيس الموساد السابق افرايم هليفي في مقال نشرته صحيفة « يديعوت أحرونوت » يوم الاثنين 19 جانفي : ».. « أمطرنا قطاع غزة بالنار برا، بحرا وجوا، لكن حماس خرجت من بين الركام والرماد كطائر الفينيق.. ». وقال رئيس أركان الجيش الصهيوني غابي أشكنازي يوم الأحد 18 جانفي « .. »إنه على الرغم من ذلك فإن قدرات حماس لم تختف.. » وكتب » ألوف بن » المحلل السياسي في صحيفة هآرتس(18 جانفي2009): » لم يتم تحقيق كل الغايات التي حددها الكابينيت -الحكومة المصغرة- في بداية العملية العسكرية … فإطلاق الصواريخ لم يتوقف حتى اللحظة الأخيرة، ولم يتم منع نشوء أزمة إنسانية في القطاع، وليس واضحا إذا تزايد احتمال تحرير (الجندي الأسير في القطاع) جلعاد شاليط، وحتى إن السؤال حول ما إذا كان قد نشأ واقع أمني جديد في جنوب البلاد سيتضح في الأسابيع المقبلة.. » الكيان الصهيوني هزم في هذه الحرب وهذه حقيقة ..لكنه « انتصر » في تقتيل الأطفال و النساء و الشيوخ و الاعتداء على مقرات الأمم المتحدة و قتل الصحافيين .. »انتصر » في إلحاق الدمار في المباني والمنشآت وفي جرف المزارع والحقول …هذا هو « الانتصار  » الذي يفتخر به جنرالات الكيان الصهيوني . عدوان ضد المباني و المنشآت وحسب جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني فإن ثلاثة أسابيع من العدوان على قطاع غزة أدّت إلى تدمير أكثر من 22 ألفا ونصف الألف من المباني منها 4 آلاف كليا و18 ألفا جزئيا. وان الدمار طال البنية التحتية لقطاعات الخدمة العامة وطال مباني المؤسسات العامة والجمعيات والممتلكات الخاصة، والمؤسسات الصحية والتعليمية والرياضية ومباني للأنروا، كما أدى إلى شلل كامل في الحياة الاجتماعية والاقتصادية. وان إجمالي الخسائر الاقتصادية بلغت أكثر من مليار وتسعمائة مليون دولار. وحسب التقرير الذي أصدره جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني بداية هذا الأسبوع، فان العدوان الصهيوني شمل البشر والحجر والشجر والحيوانات والقطاعات الاقتصادية وجميع الفعاليات العامة والممتلكات الخاصة. و أن عدد المساكن المدمرة بشكل كلي وصل إلى 4100 مبنى بتكلفة إعمار 200 مليون دولار، أما عدد المباني والمساكن المتضررة جزئياً فقد وصل الى 17000 مبنى، وتحتاج لترميمها ما قدره 82 مليون دولار. وحسب التقريرذاته، فقد تم تدمير أو إلحاق الضرر، بحوالي 1500 محل صرافة وورش حدادة ومنشآت تجارية، و20 مسجدا، و25 مدرسة وجامعة ومستشفى، و31 مقرا أمنيا، و16 وزارة بالإضافة إلى مجمع الوزارات، و20 سيارة إسعاف، وجسرين، و5 مقرات بلدية وهيئات محلية وملاعب، و4 محطات بنزين، و10 خطوط مياه مجاري، و10 محطات توليد الكهرباء، و50 كيلومترا من الطرق. « انتصار على الأطفال و النساء و الشيوخ » يوم الاثنين 19جانفي  قال مدير عام الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة معاوية حسنين إن عدد شهداء العدوان الصهيوني ضد القطاع منذ السابع والعشرين من ديسمبر الماضي وصل  إلى 1315 شهيداً، ونحو 5500 جريح، نصفهم من الأطفال والنساء والمدنيين. وقال إن من بين الشهداء 418 طفلا و111 امرأة و123 من كبار السن إلى جانب 16 مسعفا وأفراد من طواقم الدفاع المدني وأربعة صحافيين وخمسة أجانب.أي أن أكثر من نصف الشهداء هم من الأطفال و النساء و الشيوخ و الإعلاميين و المسعفين . ويذكر أن تقريرا أمنيا كان نشر في صحيفة هآرتس »الإسرائيلية »(26 ديسمبر 2008) جاء فيه أن « حجم القوة العسكرية التي ستواجه جيش الاحتلال في حال شنه هجوما بريا على قطاع غزة يصل إلى ما يقارب 15 ألف فلسطيني مسلح في الأجهزة العسكرية لحركة حماس، هذا بالإضافة الى بضعة آلاف آخرين من الفلسطينيين المسلحين التابعين لفصائل المقاومة الأخرى مثل الجهاد الإسلامي ». كيف يتحدث جنرالات الكيان الصهيوني بعد كل هذا عن « تحقيق أهدافهم كاملة في قطاع غزة »    « إن إسرائيل ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لوقف الصواريخ، ولن ندخل إلى غزة. هناك وسائل أخرى لا تتوقع بالتأكيد أن أقولها.. » شمعون بيريز(صحيفة الشرق الأوسط 27-12-2008)  » منظمة الانتاج والتخزين للوسائل القتالية التابعة لحماس تضررت بشكل كبير. ولكن ما زال لديها قدرات صاروخية » يوفال ديسكين رئيس جهاز « الشاباك »(موقع عرب48- بتاريخ19-1-2009) « إن الهدف من العملية هو إسقاط نظام حماس…سنوقف إطلاق النار فورا إن تولى احد مسؤولية الحكم، أي احد عدا حماس…نحن نؤيد أي حكومة أخرى تحل محل حماس..إن ما يقوم به الجيش الآن هو منع حماس من السيطرة على الوضع ».       حاييم رامون نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي( قناة التلفزيون » الإسرائيلية » العاشرة 29-12-2008) « ..إن عملية الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة هي بمثابة إشارة قف لإيران حيث ازدادت بشكل ملحوظ قدرة إسرائيل الرادعة كما تم إظهار القدرات العالية لسلاح الجو الإسرائيلي ». يوفال ديسكين رئيس جهاز « الشاباك »(صحيفة الغد الأردنية 19-1-2009)     (المصدر: الوطن(لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي)-العدد 69/ الصادر في 23 جانفي 2009 )

بسم الله الرحمان الرّحيم صدق من قال : الطريق ليس صعبا ولكن  الصعب هو الطريق لابد أن يأتي اليوم الذي يتحقق لدى الجميع بضرورة الحواربلا استثناء او اقصاء ألمن يحين بعد الأوان للعودة كما كنّا أكثر اتحادا وأكثر إلتحاما و أخوة. كيف نحقق الانفراج و الوئام والعيش المشترك؟ توقفت القافلة لتعود المسير من جديد هل يمكن تحقيق المصالحة بدون الحوارالوطني «التضحية أساس النجاح» و تجفيف منابع الإقصاء و عنف الدولة في تونس  كيف تغيير موازين القوى في الواقع الدكتور الصادق شورو : « أقول لمن يريد توجيه رسالة ترهيب من خلال إيقافي إنه أخطأ العنوان ». ان معركتنا الحقيقية هي ضد الاستبداد ومن اجل استرجاع حقوق المواطنة دون استثناء او اقصاء إنّ إعادة الدكتورالصّادق شورو للسّجن.. هو رسالة إقصاء و استعلاء مضمونة الوصول ترفض الحوارمع المخالف للرأي و طي صفحة الماضي

شعار ابن تونس البار البطل الشجاع فرحات حشاد «التضحية أساس النجاح»

  « قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله »(سورة يوسف 108) (الجزء 5/7 )

 
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، تعهد الرئيس الأمريكي الجديد وهوأول رئيس أمريكي أسود و من أصول إفريقية ومسلمة باراك حسين أوباما في خطاب تنصيبه بفتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي. وقال « بالنسبة للعالم الإسلامي.. نسعى لنهج جديد للمضي قدما استنادا إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل. » العدل أساس العمران :  لا تنتظر من العرب والمسلمين وكل من يناصر الحق والعدل من شعوب العالم علاقات طبيعية ما لم يرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وتعاد له حقوقه وأرضه، وما لم تعد للشعب العراقي والشعب الأفغاني سيادتهما، ويعوضا عما أصابهما من خسائر، وما لم تنجلي قوات الاحتلال المعاصر التي تعيد بالذاكرة إلى حروب القرون الوسطى، والحروب الاستعمارية التي أشعلت نار العداوة بين الشعوب في العالم. إن النقمة العارمة على الولايات المتحدة الأمريكية في العالم كله هو نتيجة العدوان الأمريكي على العالم الإسلامي مباشرة أو دعمها بلا حدود لكل عدوان يتعرض له المسلمون. الحوار أساس التفاهم :  إن الحوار لا يكون مجديا إلا إذا اعتمده الطرفان وسيلة للتفاهم، أمّا إذا كان أحدهما يقوم بالاستبداد والظلم والاحتلال والاجتياح فليس أمام الطرف الآخر إلا المقاومة بكل ما يستطيع، إن المقاومة في بعض البلدان الإسلامية إنما كانت نتيجة للعدوان، والظلم الذي تمارسه أو ترعاه أمريكاو اذنابها، وما المقاومة إلا سببا للإرهاب كما يحلو لبعض الدوائر في أمريكا أن تزعم، فإن الرغبة في أن يعم السلام فهو حسن ولكن إزلة الاحتلال واسترداد الشعوب لحقوقها وسيادتها أهم. لا بد أن يأتي اليوم الذي يتيقن فيه الجميع أنه لا حل لمشكلات البلاد إلا بحوار لا يقصي أحدا ولا يستثني فكرا ولا مرجعية ، ولا بد  من تغيير طريقة التعامل مع ملف حركة النهضة وقيادتها بتمكين المغتربين من العودة إلى وطنهم والمسرحين من استرجاع حقوقهم ووقف المضايقات المسلطة عليهم. أزمة البلاد ليست أزمة  نصوص بل هي أزمة ممارسة وقد سارع العديد من الاحواب السياسية والمنطمات الحقوقية بالمطالبة بإطلاق سراحه فالمطلوب من جميع قوى الحية في البلاد و محبي السلام المسارعة بالامضاء على هذه العريضة ([1]). اعتقال رئيس حركة النهضة  : اعتقل يوم الجمعة 21 نوفمبر  2008 السجين السياسي السابق وعندما اعتقل في بداية التسعينيات كان الدكتور الصادق شورورئيسا لحركة النهضة استجوب من قبل فريق من أعوان إدارة أمن الدولة حول التصريحات التي أدلى بها لموقع  » اسلام أون لاين  » فإن اعتقال د. شورو جاء على خلفية إدلائه بتصريحات لم تلق قبولا من السلطات التونسية، عقب الإفراج عنه مؤخرا، وخاصة تصريحاته لشبكة « إسلام أون لاين. نت » وقناة « الحوار » اللندنية، قال فيها إن حركته لم تتصدع تنظيميا، وإنها بصدد العودة إلى العمل السياسي العام.( القضية عدد 39848 )   لاخيانة في العودة ولابطولة في البقاء بالخارج  :  نحن مع من يرفع شعار  » لا خيانة في العودة ولا بطولة بالبقاء في المنفى »، فمن حيث الأصل، نحن نسعد لإخواننا المناضلين الذين عادوا لوطنهم، ولا ننسي ان الاستاذ راشد استأذن من الرئيس بن علي في الخروج من البلاد اذ انه اختار الاقامة بالخارج لغاية في نفسه. فالعودة في ذاتها ليست جريمة ولا خيانة، بل الأصل في الأشياء العودة، والأصل أن نعتبر عودة أي مهجر هي تعزيز للرصيد البشري لقوى التغيير بالبلاد نحو غد أفضل، وهي مكسب للوطن بأجمعه باعتبار أن جل المهاجرين قد اكتسبوا خبرات وكفاءات نحسب أن الوطن أولى بها. إن عودة اللاجئين والمنفيين تحتاج الى توفر شروطها ومنها الانفتاح السياسي الحقيقي والجاد، على كل مكونات الفضاء العام، والمهجرون اليوم يتابعون باستمرار احوال إخوانهم و  أصدقائهم في المعارضة الوطنية، ونعلم تمام العلم أن الشرط السياسي لتلك العودة المنشودة لم يتحقق بعد لعدم قناعة السلطة بضرورة الانفتاح على الجميع واحترام التعددية القائمة موضوعيًا والتي لا بد لها من مناخ سياسي سليم لتعبر عن نفسها. قال برهان بسيّس ([2])إن مطالبة مجموعة من أبناء حركة «النهضة» في المهجر بالعودة «تثير العديد من نقاط الاحتراز من ناحية التوقيت والخلفيات بما يجعلها أقرب إلى مناورة تقف وراءها القيادة المهجرية الأقلية لحركة «النهضة» من أجل الالتفاف على الحق الشخصي المشروع في العودة وتحويله إلى ورقة للمناورة السياسية بعد أن شحّت هذه الورقات مع إطلاق سراح آخر سجين من الحركة». وأضاف الكاتب والإعلامي التونسي برهان بسيّس في تصريح له  للصحيفة القطرية  «العرب»: «إن باب العودة قد فتح منذ سنوات ودخله العديد من النشطاء السابقين في إطار تسويات شخصية خضعت لضوابط القانون ولتفّهم القيادة السياسية بالبلاد». جاء ذلك بعد الإعلان عن مطالبة أكثر من 150 من أبناء الحركة في المهجر بحقهم في العودة إلى بلدهم، واعتبارهم أن الوقت حان للاهتمام بملف المشتتين بين دول العالم منذ بداية التسعينيات. ودعا المطالبون بالعودة إلى «أن تكون العودة شاملة ولا تستثني أحدا، وأن تضمن لهم الحق في التنقل والإقامة وممارسة حقوقهم العقائدية والسياسية، وحريتهم في مواصلة نضالهم السلمي من أجل المصلحة عامة، بكل الوسائل المشروعة التي يكفلها الدستور والقانون». واعتبر بسيّس أن التصريحات التي أطلقتها قيادات «النهضة» في الآونة الأخيرة «غير واضحة وضوحا كاملا خاصة أنها تتوازى مع تصريحات لا تقل تشنّجا ولهجةً تصعيديةٍ عما صدر عن تلك القيادات في السابق، وهي لغة تعوّد عليها خطاب النهضة. وردا على سؤال لـ «العرب» بأن شورو- وهو الذي خرج حديثا من السجن بعد 17 سنة من الاعتقال- قد لا يكون المثال الأفضل والمعبّر الأكثر «وفاء» عن مواقف الحركة، قال بسيّس «عموما وبغض النظر عن تصريحات شورو فإن خطاب النهضة لم يخرج عن سياق الجملة «التقليدية» التي لا توسّع هامش الإشارات الإيجابية» في إشارة إلى ما يتردد باستمرار على لسان بعض قيادات النهضة عن «الخروج من السجن الصغير إلى السجن الكبير». وعما تردد من أخبار مؤخرا عن مبادرات قامت بها الحركة باتجاه الحكم، وما عبرت عنه من خلال تصريحات عدد من قيادييها عن استعدادها لطيّ صفحة الماضي قال الإعلامي التونسي «إن هذه الأخبار تم إلقاؤها للعموم دون تحديد السياق الذي جاءت فيه ولا الفترة التي تمت فيها وهذا لن يغير شيئا من أن «النهضة» أخطأت في تأجيل ترشيد خطابها، وطلبُ المصالحةِ كان من الممكن أن يكون له صدى لو جاء في فترة مبكّرة». وتابع برهان بسيّس «يعلم الجميع أنه في سنة 1999 عطلت النهضة مبادرة كان من الممكن أن تفضي إلى نتائج، وهي ما زالت إلى حد الآن تنكر وجود هذه المبادرة». واعتبر أن المطلوب من الحركة الآن هو إعادة ترتيب أولوياتها وفق ميزان القوى في الواقع وأن عليها أن تدرك مجموعة من الحقائق الجديدة من بينها أن أولوياتها الآن هي التسوية الإنسانية قبل التسوية السياسية. يذكر أن عدد المهجّرين من النهضة يبلغ وفق آخر إحصاء قدمته الحركة نحو 3000 مهجّر يتوزعون على القارات الخمس، ويتركّزون بالأساس في بلدان الاتحاد الأوروبي حيث يتمتّعون بحق اللجوء السياسي، ويعود تاريخ تهجيرهم إلى بداية التسعينيات حين شنت السلطة حملة لاستئصال الحركة وزجّت بالآلاف من أبنائها في السجون والمعتقلات فيما تمكن عدد قليل منهم من الفرار([3]).  العودة سياسية مدعومة بالقانون  :  وعلى خلاف العادة، جاء رد السلطات التونسية سريعا ومفاجئا، على لسان ناطقها غير الرسمي الأستاذ برهان بسيس لكي يعترف بشرعية المطلب في بعده الإنساني « على الأقل » بل ولتعلن استعدادها للتسوية في صيغتها الفردية المنفصلة عن أي بعد سياسي. لأن حديث الأستاذ بسيس عن حضور النهضويين في المبادرة كمناورة سياسية لحزب سحبت منه كل ورقات الضغط الحقوقي والسياسي ليس له من معنى سوى توظيف العامل الأصولي كمبرر لدفن المبادرة في المهد هي اسطوانة مشروخة لم تعد تنطلي ولا تجد تجاوبا إلا لدى بعض الإيديولوجية البولشيفية المحنطة في تونس أو الدوائرالمتصهينة في العواصم الغربية في الوقت الذي تتكثف فيه الندوات والحوارات واللقاءات والكتابات المتعاطفة مع القضايا النبيلة . الأستاذ برهان بسيس يعلم بأن مبادرة حق العودة إنما ولدت في ظرف غير مناسب لحركة النهضة لأن البيان التأسيسي الصادر في 25 جويلية 2008 و ما يحدثه من تشويش على قضيتهم فضلا عن « لا أخلاقية » الحديث عن مظلمة العودة، عند بعضهم، في واقع لازالت عوامل التهجير القسري قائمة فيه بقوة وهو موقف لا زال يتبناه الكثيرعلى ما يبدو من المتوجسين الريبة في نوايا النظام إلى اليوم من الالتحاق بالمبادرة وبالخصوص قيادات النهضة في المهجر لأنها تعتبر سحب للبساط لورقة يتمعشون منها. كما أن العديد من رواد هذه المبادرة ليسوا من حركة النهضة إلا إذا حمل أي تقارب فكري أو تعاطف سياسي أو « مصاهرة » محمل الانتماء التنظيمي وهو ضرب من ضروب السجال التآمري السخيف والتحامل المغرض الذي تستعمله الأجهزة الإستخباراتية في تشويه خصومها وعزلهم فهوموضوع سياسي مسنود بالقانون – وهذه مساهمة قيمة أعدها الاستاذ عبد الوهاب معطر حول « الجوانب القانونية لعودة المهجرين ». يقول الاستاذ عبد الوهاب معطربتاريخ21 نوفمبر 2008 حول « الجوانب القانونية لعودة المهجرين » إنَّ هذه الورقة لا تهمّ إلاَّ الذين أكرهوا على مغادرة التّراب التونسي لحماية أنفسهم من مظالم التَّتبّع البوليسي  – القضائي .في التسعينات. و هي تتركَّز على الجانب القانوني لوضعيَّة هؤلاء المناضلين من وجهة نظر عزمهم على العودة إلى بلادهم. و إثبات أن هذه العودة يمكن أن تكون في مأمن من التحرشات ليس بسبب أفضال السلطة القائمة بل بموجب الأحكام القانونية نفسها و معنى الجانب القانوني هنا هي النّصوص القانونية النافذة و التَّطبيقات القضائيَّة  لها على عموم المواطنين أي دون الأخذ بعين الإعتبار للآثار السَّلبيَّة للتَّدخّل السياسي المحتمل و الذي قد يؤدّي إلى معاملة المهجرين بطريقة خاصة مخالفة لسائر الناس  تتضمن الدَّوس على القانون من طرف البوليس أو القضاء . فمن النَّاحية الواقعيَّة فإن صعوبة الوضع تتأتَّى من أنَّ أغلب المهجرين صدرت ضدَّهم أحكام جزائيَّة لكنَّ أغلبهم لا يعلم: سواءا طبيعتها جناحيَّة أو جنائيَّة و عددها (حكم واحد أو أكثر) و عن أية محكمة و بخصوص تاريخ صدورها باعتبار أنَّ هذه الأحكام كانت غيابيَّة  و مقترنة بالتَّنفيذ العاجل (أي قابلة للتَّنفيذ بقطع النّظر عن الطَّعن بالاعتراض). و إنَّ هذه الصّعوبة تزداد استفحالا لأنَّ الجهات البوليسيَّة قد احتكرت كلّ المعلومات الخاصة بهذه الأحكام ناهيك أنَّه من غير الثابت أن يحصل المرء على المعلومات الكافية بشأنها من مصالح المحكمة بل أنَّه حتَّى في صورة عرض بطاقة التَّعريف الوطنيَّة للمعني بالأمر على بنك معلومات البوليس فإنَّك لن تجد إلاَّ الإشارة إلى أنَّه مطلوب من البوليس لكن دون بيان السَّند أو الحكم الذي هو مطلوب بموجبه ممَّا يدلّ على أنَّنا لسنا في خانة القانون و يبدو بل من الثَّابت أنَّ قائمة المطلوبين حدَّدها و يحدّدها البوليس بمفرده الذي يتولَّى تحيينها سلبا أو إيجابا طبق المعايير الخاصَّة به و التي ليس من ضمنها بالضَّرورة الأحكام القضائيَّة و تتَّجه الإشارة إلى أنَّه قد يوجد من بين المهجَّرين أشخاص لم تصدر ضدَّهم أحكاما أصلا و على الرَّغم من ذلك نجدهم مدرجين في قائمة البوليس من أجل  » الاشتباه فيهم » في ارتكاب بعض الأفعال. و الوضعيَّة تختلف في الحالتين فإن كان الأمر يتعلَّق بالاشتباه على النَّحو المبيَّن أعلاه فإنَّه و حتَّى في صورة اعتراف المعنيَّ بالأمر بالأفعال و بثبوت قيامه بها فإنَّ العامل الزمني يبقى حاسما ذلك أنَّه من المحتمل أن تكون الدَّعوى العمومية ( أي التَّتبّع و المحاكمة ) قد سقطت بمرور الزَّمن تماما كما أنَّ العقاب الصَّادر عن المعنيَّ بالأمر بموجب حكم قضائي يمكنه هو الآخر أن يسقط بمرور الزمن. و السّقوط الخاص بالدعوى العمومية أو بالعقاب البدني المؤسس على مرور الزمن يخضع إلى نصوص واضحة في مجلَّة الإجراءات الجزائية التي تضع آجالا تختلف مدَّتها حسب الوصف القانوني للفعل المشتبه ارتكابه أو الحكم الصادر سواء كان جناحيّا أو جنائيّا. و المقصود بالجناحي هو الفعل الذي يكون العقاب الأقصى المخصص له لا يزيد عن خمس سنوات سجن و ما يفوق ذلك يكون الأمر جزائيا و هنا يتَّجه إلى لفت النظر إلى أنَّ العبرة ليست في عدد السّنوات المحكوم بها بل بطبيعة الفعل المرتكب ذلك أنَّه كثيرا ما نجد بعض المناضلين محكوم عليه بأكثر من خمس سنوات ( مثال أربع سنوات من أجل الانتماء و ثلاث سنوات من أجل إعداد محلّ و سنتان من أجل توزيع مناشير …). ففي هذه الحالة يظلّ الحكم ذا طبيعة جناحية لأن الأفعال الواقع تتبّعها لا تتجاوز أقصى عقاب مخصَّص لأيّ واحد منها الخمس سنوات. و بالمقابل يمكن أن يكون فعلا واحدا صدر فيه عقاب أقلّ من خمس سنوات لكنَّه يظلّ ذا طبيعة جنائيَّة لأنَّ العقوبة القصوى المنصوص عليها بالقانون لهذا الفعل تتجاوز الخمس سنوات. و على كلّ حال فإنَّه فيما يخصّ الوضعيَّات التي لم تصدر فيها أحكام بل ناتجة عن مجرَّد الاشتباه فإنَّه لو أخذنا بعين الاعتبار المدَّة التي قضاها المهجرون خارج البلاد و التي تتجاوز  في الغالب العشر سنوات، فإنَّه من النَّاحية القانونيَّة الصّرفة لا مجال مبدئيّا لتتبَّعهم إعمالا بالفصل 6 من مجلَّة الإجراءات الجزائية الذي اقتضى أنَّه  » تسقط الدَّعوى العموميَّة بمرور عشرة أعوام كاملة إذا كانت ناتجة عن جناية و بمرور ثلاثة أعوام كاملة إذا كانت ناتجة عن جنحة و بمرور عام كامل إذا كانت ناتجة عن مخالفة و ذلك ابتداء من يوم وقوع الجريمة على شرط أن لا يقع في بحر تلك المدَّة أيّ عمل تحقيق أو تتبّع ». أمَّا فيما يتعلَّق بالوضعيَّات الصَّادرة فيها أحكام فإنَّه و على افتراض أن يقع التَّعرّف على هذه الأحكام الغيابيَّة سواء من حيث العدد أو الطَّبيعة أو تاريخ الصّدور فإنَّ الأمر لا يكمن في سقوط الدَّعوى بمرور الزَّمن بل في سقوط العقاب البدني المنصوص عليه بالحكم. و قد حدَّد الفصل 349 من مجلَّة الإجراءات الجزائيَّة الآجال التي تسقط  بها العقوبات البدنية فجعلها عشرين سنة كاملة بالنّسبة للجنايات و بخمسة أعوام فقط بالنّسبة للجنح.  فإن تقسيم المهجَّرين قسمين: قسم أوَّل يتكون من الشَّخصيَّات التي صدرت ضدَّها أحكام جناحيَّة و ليست جنائية وهي في أغلبها الأحكام الصادرة عن غير المحكمة العسكريَّة، فبالنّسبة لهؤلاء تكون جميع الأحكام الصَّادرة ضدَّهم قبل سنة 2000 غير نافذة المفعول. أمَّا بالنّسبة لمن صدر ضدَّه حكم جنائي فإنَّ مدَّة العشرين سنة لم تكتمل بعد إذا أخذنا سنة 1990 تاريخ انطلاق سنوات الجمر. إنَّ هذه الفئة من المناضلين الذين صدرت ضدَّهم أحكام جنائيَّة يتعيَّن من النَّاحية القانونيَّة إفراد وضعيتهم عن وضعية من صدرت ضدَّهم أحكام جناحية ( مع اتّحاد الفئتين من النَّاحية السّياسيَّة و النّضاليَّة ) و لقد درجت المحاكم في قضايا الحقّ العام أن تسلّم شهادة في سقوط العقاب لمن يطلبها من ذلك أنَّ آلاف المواطنين ممَّن تورَّطوا في قضايا جناحية ( شيكات ، تحيّل، زنا…) و لاذوا بالفرار إلى ليبيا أو المغرب أو غيرهما و بقوا هناك أكثر من خمس سنوات يكفيهم تكليف محام لكي يستخرج لهم شهادة في سقوط العقاب و الحصول على كفّ تفتيش عنهم و طبعا فإنَّ مثل هذا لا يحصل في الأحكام الخاصَّة بالمهجَّرين بسبب عدم علم الشخص على وجه الدقة بالحكم أو الأحكام التي وقع حشره فيها واحتكار البوليس للمعلومات الخاصة بها لكنَّ الاستاذ عبد الوهاب معطريعتقد أنَّه لو وقع تكليف فريق عمل من المحامين في الدَّاخل للقيام بالبحث و التقصي في أرشيف المحاكم  يقول الاستاذ عبد الوهاب معطر ربَّما سيكون بالإمكان حصر الأحكام الخاصة بالمهجَّرين و فرز الجناحيَّة منها و القيام بالإجراءات اللاَّزمة للحصول على   شهادات سقوط العقاب و كفّ التَّفتيش ممَّا يجعل السّلطة البوليسيَّة في التَّسلّل.  لكن يظهر أن مثل هذا الإستقصاء غير ممكن  حاليا وهو يتطلب إسنادا لوجيستيا غير متوفر . وحسب رأي الاستاذ عبد الوهاب معطر أنَّ موضوع عودة المهجرين ليس قانونيّا صرفا  بل يجب مقاربته باعتباره  موضوع سياسي مسنود بالقانون أمَّا كونه موضوع سياسي بامتياز فهو أمر غير خاف لارتباطه  بسلوك السّلطة التي اعتقلت  و عاقبت وحاكمت و شرَّدت بدون وجه حقّ و هو ما لا يجب نسيانه  عند التَّفكير في أيَّة خطَّة عمل للعودة. أمَّا كون الموضوع مسنود بالقانون فهو أمر إيجابي جدّا و يجب استغلاله إعلاميّا على الأقل لإقامة الحجَّة على السّلطة ذلك أنَّ عودة المهجَّرين خاضعة للأحكام القانونية الموجودة بمجلَّة الإجراءات الجزائيَّة كيفما ذكر أعلاه و من ثمَّة فإنَّ أيَّ محاولات ابتزاز أو تعطيل أو تخويف هي أعمال تعسّفيَّة تهدف إلى ارتهان العودة بإرادة السلطة و مزاجها فقط و الحال أنَّ هذه العودة الآمنة متاحة بالقانون و بالقانون لا غير إعمالا للقواعد الخاصة بمرور الزمن و كل ما يطلبه الاستاذ عبد الوهاب معطر من السلطة هو أن ترفع يدها عن التَّلاعب بالقانون و أن تحترمه و لو لمرَّة و أن تعامل المهجرين بنفس ما يعامل به عموم المواطنين . وللمفارقة فإن السلطة تعترف بهذا وأكثر منه في خطابها الرسمي، من خلال بيان السابع من نوفمبر أكد على نضج الشعب التونسي وحقه في الحياة التعددية، وأعلن صراحة وتنصيصًا لا ظلم بعد اليوم، إلا أن سنوات الجمر التي عاشتها تونس عقدين من الزمن وتابعها المراقبون تؤكد أن النخبة الحاكمة لم تستفد من التجارب المريرة السابقة، وما زالت تواصل سياسة الإقصاء الممنهج لخصومها السياسيين.  إن الحديث عن مناخ سياسي مهيئ للعودة اليوم، حديث فيه كثير من المبالغة، ولكن هل يعني ذلك ألا نجتمع على المطالبة بحقنا في العودة وفي المشاركة أساسًا في تهيئة المناخ العام من أجل حياة عامة أكثر انفتاحًا وأكثر تعددًا وأكثر ديمقراطية؟ إن جميع المؤسسات والمنظمات والهيئات، التي تدافع عن حق العودة، مدعوة إلى التنسيق والمساهمة في حشد كل الطاقات والقوى العربية، والإسلامية والإنسانية، والدولية، من أجل تحقيق إجماع عالمي لتطبيق حق العودة والتصدي لأي محاولة لإسقاطه والالتفاف عليه. ويضيف الأفندي مؤكدا الأزمة: «وقد شهدت فترة ما بعد يونيو 1989 تدنيا متزايدا ليس فقط بالالتزام الأخلاقي، بل في الإيمان بدور الأخلاق في المنظومة الاجتماعية، وفي حوار خاص مع أحد كبار المسئولين أخبرني الرجل مرة بأنه أصبح فاقدا للثقة في الدوافع الأخلاقية لكل الخلق، بينما أخبرني الرجل نفسه مرة أخرى في معرض حديث آخر بأن المال قادر على اجتراح المعجزات، وسمعت آخرين يتحدثون عن فاعلية الردع والتخويف، وكان هذا في حال إسلامي مخالف اعتقل بغرض «تلقينه درسا». حتى أضحت الحركة الإسلامية القائمة على رأس المشروع الإسلامي عند بعض دعاتها بمفهومهم عنها (كحركة تلتزم الإسلام وقيمه ـ لا وجود لها، وأن كل ما عندنا هو حفنة من الانتهازيين تجري وراء المكاسب والمغانم). موقف المشروع من مطلوبات الدولة الحديثة بعد انهيار النظم الشمولية في أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا وبعض دول إفريقيا، اتضح بما لا يدع مجالا للتردد أن هناك مطلوبات جوهرية للدولة الحديثة، كالديمقراطية، والتعددية، وقيام الدولة على قاعدة المواطنة، والاحتكام للمؤسسات، واحترام حقوق الإنسان. بالنظر للتجربة في السودان، نجد أن موقف الإسلاميين من الديمقراطية أنها سبيل للفرقة والفتنة مقابل الوحدة والشوكة، وللإسلاميين نظرة أبعد من الرفض سياسيا للتعددية، بل موقف فلسفي ثابت يقود إلى حاكمية الله من خلال التوحيد؛ ففي سؤال عن فكرة النظام الديمقراطي في الحكم وجه للشيخ الترابي: هل تغير موقفك من هذه المسألة وما هو انعكاس ذلك على تجربة الحكم الإسلامي في السودان؟ كانت الإجابة: «إن هدف الفكر الإسلامي والحركة الإسلامية هو العودة بالأمة إلى نقاء المجتمع الأول، والانتقال بها من التمزق والشتات إلى الوحدة والانسجام، ورد الخلق عن كل ما يمكن أن يفتنهم من متعلقات بالله سبحانه وتعالى، ورد القوى المتباينة إلى الله سبحانه وتعالى وإلى هدي الدين، ورد نسبية الظروف والأمكنة إلى الأزلي المطلق الخالد، ولو نزلنا إلى النظام السياسي فهو تقريبا محاولة للربط والبدء بما هو ابتلاء وقدر من تباين المناسك والأعراف ورد إلى أصل الوحدة بالدين لا بوسيلة القهر». فالديمقراطية عند الانقلابيين جميعا ليست مبدأ ولا قيمة فكرية وأخلاقية بل هي واحدة من أدوات الوصول إلى السلطة السياسية، وهذا الفهم الأداتي للديمقراطية سبب الاستخفاف بالممارسة الديمقراطية. ويرى منظر المشروع الإسلامي حسن الترابي ومن سار على نهجه في تونس من الاسلاميين أنه ليس هناك (أي داع لكي يقلد المسلمون هذه الصور، وألا يخجلوا من رفضها مهما كانت التسميات جذابة أو سائدة مثل الديمقراطية أو التعددية الحزبية، وكل هذه النظم – في رأيهم – لا تعبر عن مضمون الإسلام وهو التوحيد والنظرية التوحيدية السياسية، ولكن الذي يعبر عنه، حسن الترابي هو نظام يقوم على الإيمان منطلقا لسيادة الشريعة كدستور في الحياة السياسية العامة، وعلى الحرية رمزا لعقيدة التوحيد حيث ينبغي أن يكون كل فرد متجردا لله. على الحركة الإسلامية ممثلة في قيادتها في الداخل و الخارج أن تفوت الفرصة على المتربصين بها و عليها أن تتحرك إعلاميا لحث السلطة على فتح آليات المصالحة مع الحركة بالإعلان عن طاقم جديد علني في الداخل يحول هذا التوجه الى واقع  متسك بالخيارات الوطنية و الالتزام بالعمل السلمي قولا و عملا باعتباره شريك وطني في التنمية واعتبار أن ما حدث جزء من الماضي فلا ظالم و لا مظلوم و لا غالب و لا مغلوب. اعتبار أن تونس في حاجة لجهد الجميع بدون استثناء و للحركة من الكفاءات و الطاقات الفاعلة ما يعز البلاد و العباد. دعوة إلى الجميع سلطة و حركة و قوى فاعلة أن لا يفوتوا هذه الفرصة فتونس أمانه بين أيدي الجميع . فلتتوحد سواعد أبنائها من أجل مستقبل أفضل و ما هذا على التونسيين بعزيز. ونحن ليست لدينا أوهامًا نعلم ونعي أن ميزان القوى اليوم هو في صالح السلطة، وسنعمل ما استطعنا إلى تحلويله و تغيير ذلك ما استطعناً، لدفعها إلى لحظة تفاوض جدي ومسئول حول الحد الأدنى المقبول من المواطنين لضمان الحياة الآمنة والكريمة في بلادهم التي ليست لهم بلد غيره. اذ ان لهم حقوق وعليهم واجبات مثل غيرهم لا اكثر ولا أقل. ونعبر عن رفضنا للقوانين الجائرة التي تخنق الحياة السياسية ومنها قانون الأحزاب والجمعيات والصحافة وندعو الجميع إلى النضال من أجل  إلغائها، و نعتبر أن محاكمة الدكتور الصادق شورو هي بكل المقاييس فضيحة سياسية ودلالة سافرة على استمرار السلطة في نهج الإقصاء والانغلاق،وانقطاعها عن حركة الزمن. بعد خروج المساجين ليس ما يبررالمواجهة العدائية مع النظام بل من رجاحة العقل البحث عن سبل لتطبيع العلاقة ومد جسور النية الصادقة في طي صفحة الماضي والاعتراف بالأخطاء وندعو  السلطة إلى إطلاق سراح الدكتور الصادق شورو وكل مساجين الحوض المنجمي وشباب الصحوة وتهيب بأبناء حركة النهضة وبكل أنصار الحرية أن يكثفوا الضغوط من أجل ذلك.  » و انّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل… » (الانعام 153) و للحديث بقية ان شاء الله باريس في 25 جانفي  2009 بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس

« طريق الموت » بين  » سيدي حمادة و  » رأس المال » ( سليانة)

في كلّ مرّة يحصد الأرواح والهياكل المعنية لا تتدخّل ! ؟

 
نورالدين المباركي تونس/الوطن

إلى حد كتابة هذه كتابة هذه الورقة ( الاربعاء 21 جانفي) ما زالت الأبحاث والمحاولات جارية للكشف عن المفقودات الثلاث في حادثة  » حافلة سليانة  » التي جدّت مساء الاثنين 12 جانفي. الغوّاصون والفرق المختصّة التي تتابع الموضوع يشيرون إلى أن المجهودات ما زالت تبذل رغم صعوبة المهمّة خاصّة أنّ المساحة التي تمّ البحث فيها واسعة ولم يتمكّنوا من العثور إلاّ على بعض الملابس والأدوات المدرسية للمفقودات اللاّتي جرفتهنّ المياه مساء الاثنين في مستوى الطريق الرابط بين منطقتي  « رأس الماء  » و « سيدي حمادة  » من ولاية سليانة. وما حدث في هذا الطريق مساء الاثنين 12 جانفي فيه عوامل موضوعية ( نزول الأمطار، ارتفاع منسوب مياه أحد الأدوية)..ممّا سبّب في جرف الحافلة التي كانت تقلّ نحو 84 تلميذا، مات أحدهم  وجرفت المياه ثلاث تلميذات مازالت المحاولات جارية للكشف عن مصيرهنّ … لكن هناك أيضا عوامل بشرية ساهمت في أن تحصل هذه المأساة التي مازالت موضوع حديث أهالي ولاية سليانة ومتابعتهم. فقد علمت « الوطن » من مصادر مختلفة أنّ الحافلة التي جرفتها المياه كانت تقل نحو 84 تلميذا والحال أن حمولتها القصوى خمسون تلميذا فقط..وهو ما بعني أن الخطر موجود حتّى في الظروف العادية فعلى أي أساس يتمّ تجاوز الحمولة المسموح بها. إن سلامة التلاميذ تفترض احترام الحمولة القانونية. بالإضافة إلى ذلك فإنّ الطريق الذي يربط منطقتي  » سيدي حمادة  » و  » رأس الماء  » يطلق عليه الأهالي في المنطقة  » طريق الموت  » بسبب تعدّد الحوادث القاتلة فيه…فقد شهد خلال السنوات الأخيرة عدّة حوادث لأنّه غير مهيئ رغم حيويته لأهالي المنطقة واستعماله من قبل وسائل نقل مختلفة ( حافلات نقل عمومي، حافلات نقل التلاميذ، سيارات خاصّة، شاحنات،…الخ) ومع ذلك لم تتدخل الهياكل المعنية والسلط المختصة لتهيئة هذه الطريق …بقي الحال كما هو عليه إلى أن حصلت المأساة، والأكيد ان مثل هذه الحوادث ستتكرّر في المستقبل  إذا لم يتم الانتباه إلى هذا الأمر. وقالت مصادر مطلعة « للوطن » إن من ضمن العوامل اللتي ساهمت في ارتفاع مستوى المياه على الطريق أن أنبوب التنفس تحت ممرّ وادي السمارة كان مسدودا منذ عدّة سنوات بسبب عدم تنظيفه وجهره..وهو أمر غير مقبول خاصّة أنّ المنطقة سبقت أن شهدت نزول كميات هامّة من الأمطار وبيّنت الحاجة إلى جهر الأودية وتنظيفها خاصّة في مستوى الطرقات والمسالك الفلاحية. ما حدث في منطقة  » عين الماء  » وبعيدا عن الأسباب المباشرة ( نزول الأمطار، اجتهاد سائق الحافلة…) سببه الأساسي أن البنية الأساسية في هذه المنطقة في حاجة إلى التهيئة وإنّ الهياكل الجهوية من المفروض أن تتحمل مسؤولياتها في المجالات التي ترجع إليها بالنظر، خاصة ان أبناء الجهة يشيرون إلى غياب التشجيعات لدعم التنمية بالمنطقة وخصوصا على المستوى البنية الأساسية في ظلّ حالة البطالة التي يعيشها أغلب شباب المنطقة. ما حدث في منطقة  » رأس الماء  » إشارة قوية لضرورة مزيد العناية والاهتمام بمثل هذه المناطق حتى لا تتكرّر هذه المآسي.   (المصدر: الوطن(لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي)-العدد 69/ الصادر في 23 جانفي2009)


بفضاء «التياترو» وتضامنا مع غـزة:

عرض فيلم «جنين ـ جنين» وأنشطة وعروض أخرى متنوعة..

 
تحويل الربيع إلى بحر من الدماء القانية هذا اختصاص نقرّ أن دولة اسرائيل تتقنه جيدا. وهو ما قامت به مثلا ذات ربيع من سنة 2002 بجنين الفلسطينية عندما ارتكبت مجازرها ضد الشعب الفلسطيني لتضع حياة الفلسطينيين بين قوسين الوقت الكافي لارتكاب عدوانها أمام مرآى ومسمع من العالم.  ولئن استحوذ عدوانها الاخير على غزة على الاهتمام لما كان عليه من البشاعة ولما قدمه الكيان الصهيوني من أدلة يؤكد من خلالها أنه لا قوانين ولا أخلاق أو معايير إنسانية يمكن أن تحول دون هذا الكيان وممارسة بطشه وعربدته في أراض سكانها عزل وبدون سلاح. لان استحوذ هذا العدوان على غزة بالاهتمام فهو دون أن ينسينا ما قام به هذا الكيان في السابق من مجازر ومحارق ارتكبت ضد الفلسطينيين دون أن نلحظ أن هناك أشبه ما تكون بحركة جدية لوضع حد لعربدة وجبروت هذا الكيان الاسرائيلي. الذاكرة تنفع كثيرا في مثل هذه المناسبات لانها تكبل العدو وتؤكد أن سجله مظلم وتاريخه زاخر بالمجازر والتعدي بقصد على كل ما نتصوره من خطوط حمراء في التعامل مع البشر وخاصة إن كانوا أصحاب حق كالفلسطينيين. تولى فضاء التياترو بالعاصمة هذه المهمة حيث تم عرض الشريط الوثائقي « جنين، جنين » للفنان الفلسطيني محمد بكري الذي فضح بشاعة العدوان الاسرائيلي على منطقة جنين وأماط اللثام على مجازره التي ذهب ضحيتها عدد من المواطنيين والفلسطينين. وقد تسبب هذا الفيلم حينذاك في حنق الكيان الاسرائيلي الذي لا يحب أن يقوم أحد بتسليط الضوء على ممارساته العدوانية ضد المواطنين العزل. لكن فيلم « جنين، جنين » يبقى تلك الوثيقة بالصوت والصورة التي تبين أن الذبح والقتل ومحاولات الابادة الجماعية للشعوب عادة لدى الكيان الاسرائيلي وجزء من طبيعته التي بها يحيى ويتنفس. تم عرض الشريط في إطار الموعد الاسبوعي مع نادي « سينما مامبيتي » الذي يواصل نشاطه للموسم الثامن على التوالي بفضاء التياترو بالعاصمة وتلك كانت طريقة إدارة فضاء التياترو والناشطين به ورواده في إعلان تضامنهم مع الفلسطينيين بغزة ضحايا العدوان الاسرائيلي الحاقد الاخير. المعرض العالمي «صور من العالم» للموسم الثاني يهتم نادي سينما « مامبيتي » كل شهر بموضوع محدد وقد تم الاختيار بالنسبة لشهر جانفي الجاري على موضوع حقوق الانسان. موضوع آني دون شك خاصة وأن مفهوم حقوق الانسان بات يطرح عدة نقاط استفهام إزاء ما تمارسه دولة اسرائيل من تعد على هذه الحقوق وإزاء الصمت المطبق للحكومات الغربية التي تطرح نفسها على أنها درع ضد الدوس على هذه الحقوق. ولرواد فضاء التياترو موعد سينمائي آخر يصادف مساء الاربعاء القادم (28 جانفي الجاري) إذ يقع عرض شريط طويل بعنوان « في الطريق نحو المجد » وهو عبارة عن سيرة ذاتية لاحد أكبر الموسيقيين الامريكيين. تدور الاحداث خلال الثلاثينات من القرن الماضي حيث تدفع الازمة المالية بآلاف من الامريكيين للبحث عن مكان يحيي لديهم الامل في حياة أفضل ومن بين هؤلاء الرسام والموسيقي  » وودي غيتري  » الذي يكتشف أثناء رحلته سحر الموسيقى ودورها الحيوي بالنسبة لمن هم أقل حظ في الحياة. وتتنوع أنشطة فضاء التياترو بين سينما وموسيقى ومسرح ومعارض مختلفة. وقد انتظم في ليلة الجمعة من هذا الاسبوع الموعد الشهري مع موسيقى الجاز بإدارة قيس السلامي.  فيما يتعلق بالنشاط المسرحي يتواصل عرض مسرحية عشق آباد 2 اخراج خولة الهادف وإدارة المسرحي توفيق الجبالي أيام الخميس والجمعة والسبت القادمة. وللتذكير فإن هذه المسرحية تطرح قضية قرية لا تحمل اسما هجرها الحب عن سبق اصرار من سكانها فتشردوا وباتوا ضحية للطقس وللامراض. وينظم فضاء التياترو للموسم الثاني للتوالي المعرض العالمي « صور من العالم ». انطلق المعرض يوم الثلاثاء 20 جانفي ويتواصل إلى السبت 7 فيفري القادم. ويشتمل المعرض على أفضل الصور التي تتقن التعبير عن القضايا التي يعيشها العالم وهي ترصد بالخصوص مآسي عدد من الشعوب لكنه يتطرق لمختلف المواضيع ذات الصلة بحياة الانسان بما في ذلك الفنون والرياضة. وتتواصل بالمناسبة وإلى غاية اليوم ورشة العمل حول « الصورة المدنية » باشراف المصور الفوتوغرافي  » مارتان بيرو  » وبمشاركة حوالي عشرين مصورا فوتوغرافيا تونسيا. مع العلم أن هذا المعرض العالمي يتجول في عدد كبير من مختلف دول العالم وقد انتظم لاول مرة ببلادنا السنة الماضية بفضاء التياترو كما سبق وأشرنا. يحتضن نفس الفضاء وتحديدا بالبهو تنصيبات الفنانة التشكيلية نجاة الغريسي حول موضوع الازمة المالية. وتجدر الاشارة إلى أن فضاء التياترو بالعاصمة الذي يعرف بأنشطته الثقافية والفنية الهادفة يشرف عليه الثنائي توفيق الجبالي وزينب فرحات. حياة السايب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم   25 جانفي  2009)

 


العلماء هم ورثة الأنبيــاء

 

 أفرزت الحرب الصهيونية على غزة نوعين من العلماء : علماء مجاهدون عاملون يتقدمون الصفوف و يوجّهون الجماهير و يستنهضونها و يواجهون جور الحكام و خياناتهم و عمالتهم لأعداء الأمة واضعين نصب أعينهم حديث رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم :  » أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر  » و رافعين لافتة كبيرة عنوانها :  » من أصبح و لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم  » و بذلك بذلوا كل الجهود المادية و المعنوية لنصرة أهلنا في غزة و تحركوا في كل الإتجاهات لنصرة المقاومة و دعمها حتى تحقق الإنتصار بإذن اللّه على العدو الصهيوني …. أما الصنف الثاني من العلماء فقد اختار الركون إلى الدعة و الوقوف على الربوة و موالاة الحكام في تخاذلهم و خيانتهم لقضية الأمة الإستراتيجية و عزلوا أنفسهم عن الجماهير المسلمة و أصبحوا مجرد أرقام لا قيمة لها فلم ينالوا من مواقفهم تلك إلا الخسران المبين و لله الأمر من قبل و من بعد ….  
 ( المصدر: موقع طلبة تونس بتاريخ 25 جانفي 2009 ) 


تعطّل انطلاق البعثة الطبية التونسية إلى غزّة

 
نشرة في اجتماعيّة  أكّدت مصادر طبية أنّ البعثة الطبية النقابية التي كان من المفترض توجهها برّا إلى قطاع غزة تواجه عراقيل إدارية خلقت يأسا لدى عدد من المشاركين فيها من نجاحها. وكان عدد من هؤلاء المتطوّعين قد حصلوا على إجازات للتغيب عن عملهم والتي قد تكون نفدت بالنسبة إلى بعضهم. هذا ويبدو أنّه إذا لم يحصل الأطباء يوم الاثنين المقبل 26 جانفي على جواب نهائي في هذا الشأن من جمعية الهلال الأحمر التونسي الوسيط في تنظيم الرحلة فإنّ البعثة ستلغى نهائيا. مواطنون يشتكون غياب عدد من الأودية اشتكى عدد من المواطنين بعدد من المؤسسات العمومية التابعة للإدارة الجهوية للصحة العمومية بجندوبة من غياب عدد من الأدوية بصيدليات تلك المؤسسات، ممّا اضطرّ عددا كبيرا منهم لشرائه من الصيدليات الخاصة. يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه عدد من جهات الولاية موجة من البرد ساهمت في بروز عدد من الأمراض التي تتطلب معالجة طبية عاجلة لا سيما بالنسبة للأطفال والمسنين. توفره لا يتعدى « غير موجود » لذلك يضطر عدد و قد عبر عدد منهم على قدم قدرته لتوفير ثمن الدواء. من جهة أخرى يشتكي عدد كبير من مرضى السكري والقلب وضغط الدم والمعاقين ذهنيا من افتقار المستشفيات إلى عدد من الأدوية الهامة الأمر الذي زاد في تعكير حالاتهم الصحية.
 (المصدر: موقع كلمة الإلكتروني ( محجوب في تونس ) بتاريخ 25 جانفي 2009 )


أبو جرة سلطاني يلتقي قيادات المقاومة في دمشق ويكشف للشروق خالد مشعل ينتظر الضوء الأخضر لزيارة الجزائر

 

 
 سميرة بلعمري   رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية: خالد مشعل نقل رئيس حركة مجتمع السلم، وزير الدولة أبو جرة سلطاني، عن فصائل المقاومة الفلسطينية ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية خالد مشعل، رغبته في زيارة الجزائر قريبا جدا على رأس وفد رفيع المستوى يمثل حركة المقاومة، مؤكدا استعداد هؤلاء وترقبهم للضوء الأخضر من السلطات الجزائرية لتجسيد هذه الرغبة. خالد مشعل هنأ الجزائر على موقفها حكومة وشعبا قيادات الفصائل الفلسطينية تؤكد خروجها منتصرة من العدوان على غزة و أشار أبوجرة إلى إكبار المقاومة الفلسطينية للموقف الرسمي الجزائري المشرف خلال العدوان، بداية من الجسر المفتوح بين مطار بوفاريك والعريش بمصر مرورا بعدم تخلف رئيس الجمهورية عن قمتي الدوحة والكويت، وصولا إلى الدعم المادي المعلن من قبل بوتفليقة إسهاما في إعادة إعمار غزة. وقال أمس رئيس حركة مجتمع السلم في تصريح خاص « للشروق اليومي » من العاصمة السورية دمشق حيث يتواجد بمعية أعضاء من مكتبه التنفيذي لنقل تهاني حركته لفصائل المقاومة الفلسطينية ومشاركتهم نشوى نصرهم، نتوسل من الرئيس بوتفليقة تحقيق الرغبة الملحة المعبر عنها من فصائل المقاومة في زيارة الجزائر زيارة رسمية، مشيرا إلى أن هذا الترخيص سيسمح لخالد مشعل قيادة وفد رفيع المستوى. وأضاف أبو جرة أن لقاءه برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وممثلي فصائل المقاومة، مكنه والوفد المرافق من الإطلاع على مدى تقدير المقاومة الفلسطينية للثورة الجزائرية، ونقل عن هؤلاء مدى استلهامهم العبر من الثورة الجزائرية، موضحا أنه تلقى عرضا وافيا عن الوضع في غزة قبل العدوان وبعده، وكذا تصورات المقاومة للفترة اللاحقة، مشيرا إلى أن المقاومة أكبرت مسيرات الجزائريين ودعم الشارع الجزائري، وإسهامه في تنشيط جمعة الغضب على الرغم من حالة الطوارئ التي تعرفها الجزائر منذ مدة، وحضر المسيرات في العاصمة. بالمقابل تكفل رئيس حمس بتقديم عرض كامل عن الموقف الرسمي الجزائري، منذ بداية العدوان على غزة، بداية بالجسر الجوي للإعانات، وتنقل الوفود الطبية ومشاركة الرئيس في قمتي الدوحة والكويت، وقال أبو جرة إن خالد مشعل أخطره بأن العدوان وغباء الهولوكست الصهيوني حوّل بعض أصدقاء إسرائيل من المعتدلين إلى متطرفين، كما أحرج بعض حلفاء الكيان الصهيوني مع شعوبهم، ونقل عنه أن أهداف العدوان لم تتحقق وإيقاف صواريخ المقاومة لن يكون، بل سيزداد مداها وأن المقاومة التي كانت محصورة في غزة تحررت وانتشرت في كامل فلسطين.
( المصدر: صحيفة « الشروق » ( يومية- الجزائر ) الصادرة يوم 25 جانفي 2009)  


أدعو الى وحدة حماس والجهاد الإسلامي كمقدمة لتوافق فلسطيني
 
 
الدكتور محمد الهندي دعا د.محمد الهندي، أبرز قادة حركة الجهاد الإسلامي في غزة الى وحدة سريعة بين حركتي «حماس» و «الجهاد الإسلامي» تكون مقدمة لتوافق فلسطيني ضروري بعد الحرب على غزة، والى حل السلطة الفلسطينية فوراً والعودة الى صيغة تشبه الصيغة التي كانت سائدة خلال الانتفاضة الأولى. وقال في حوار مع «الحياة» إن الوحدة الفلسطينية اليوم ضرورة كبيرة ولكنها يجب أن لا تكون شرطاً لإرسال المساعدات الى غزة، داعياً الجهات العربية المانحة الى تقديم مساعدات صادقة وغير مشروطة وسريعة. أما في موضوع التهدئة فأشار الى أن المقاومة لم تكن هي من خرق التهدئة بل إسرائيل ولذلك فمن المرجح أن لا تكون التهدئة المنشودة مصلحة اسرائيلية. وهنا نص الحديث: > ما هو تقويمكم الحقيقي للحرب في غزة؟ – إذا أردنا تقويم الحرب يجب أن نتكلم عن أهدافها ونتائجها. اسرائيل كان هدفها باستمرار كسر المقاومة الفلسطينية، والأهداف المعلنة لإسرائيل من هذه الحرب كانت منع تهريب الأسلحة وحكم «حماس» ووقف الصواريخ. وهذه الأهداف الثلاثة متعلقة بكسر المقاومة. وإذا فشلت إسرائيل في تحقيق هذه الأهداف فهذا فشل لها. الأهداف الفلسطينية مرتبطة بمنع اسرائيل من تحقيق النصر، وبالتالي هذا يقوّض هيبة العدو. أعتقد أن اسرائيل لم تحقق أهدافها، والصواريخ الفلسطينية التي يحلو للبعض أن يسميها عبثية انطلقت حتى آخر لحظة، وحتى اليوم الثاني لإعلان اسرائيل التهدئة، وهذه كانت رسالة فحواها ان المقاومة باقية بعافية وانها لن تتأثر وهذا حقيقي. فالخسائر بين المدنيين تقترب من 94 في المئة، والمقاومة بجميع فصائلها 6 في المئة من مجموع الخسائر. ولذلك المقاومة موجودة وسليمة، وحكم «حماس» بقي، والصواريخ بقيت، وموضوع التهريب، أعتقد أن فيه لغطاً وتضخيماً كبيرين. الآن هناك اتفاقات دولية لمحاصرة البحار، ونحن نضع ذلك في إطار الهيمنة على المنطقة وليس لمنع تدفق الأسلحة الينا. الصواريخ 90 في المئة منها محلية الصنع، والباقي مهرب، وهذا لأننا شعب يقاوم، وهو موجود قبل الأنفاق، وأثناء احتلال اسرائيل القطاع. فإذا اعتبرنا انه يهرّب عبر الأنفاق من سيناء، فمن أين يأتي سلاح الضفة الغربية، هو يهرب ولكن بوسائل مختلفة، والكثير منه يهرب عبر إسرائيل نفسها. الالتفاف حول المقاومة زادت نسبته. فشلت الأهداف الاسرائيلية، ونحن حققنا هدفنا المتعلق بمنع اسرائيل من أن تخلق ردعاً حقيقياً لقطاع غزة. حققنا ذلك بصمودنا وإصرارنا وبسلاح متواضع. > لم تذكر أن نصراً قد تحقق؟ – النصر أو الهزيمة لهما علاقة بتحقيق الأهداف وليس بأعداد الشهداء والقتلى. وإسرائيل لم تحقق أهدافها، والشعب الفلسطيني حقق أهدافه، وهذا يعد انتصاراً. لا أريد أن أدخل في التصفيق الكبير، لأن هذه جولة وليس نهاية الحرب. العبرة بالجولة القادمة. لأن اسرائيل أرسلت رسائل دموية، والمواجهات القادمة ستكون أكثر شراسة ودموية. لقد بدأت مرحلة انحدارها والامبراطوريات في لحظات انحدارها تكون أكثر عنفاً. > ألا تعتقد أن توافر شبكة أمان دولي لإسرائيل، وعقد اتفاقات وقف إطلاق نار دائم هو إنجاز إسرائيلي تماماً كما جرى في لبنان في أعقاب حرب تموز؟ – القبول في لبنان بقوات دولية على المستوى الاستراتيجي يعكس مأزقاً اسرائيلياً، لأنه منذ متى تقبل اسرائيل أن ينوب عنها المجتمع الدولي لحمايتها. انه انحراف استراتيجي حدث في لبنان، وهذه مسألة للمرة الأولى تحدث في تاريخ اسرائيل. على كل حال في غزة الوضع مختلف وتحدثت قبل قليل عن الشراسة، نحن في فلسطين نتصارع على الأرض نفسها ونقول أن هذه الأرض لنا. في لبنان يمكن أن تنسحب اسرائيل وتقبل بقوات دولية وتنسحب من قرية الغجر ومن شبعا وتقول للبنانيين تفضلوا وحلوا مشاكلكم الداخلية. الوضع في فلسطين مختلف وسنبقى في جولات صراع متصاعدة حتى تحدث تغييرات تساعد الشعب الفلسطيني على دفع هذا الكيان خطوة بعد خطوة الى الخلف. الآن لا أعتقد ان القوات الدولية مطروحة، فالاتفاقات على الحدود مع مصر تم تشديدها، ولكن أنا أعتقد انها لا تمنع وصول السلاح. الأنفاق الكل يعلم أنها استحدثت بعد الحصار لتهريب الأدوية والأغذية وهي مفتوحة الآن لكل الصحافيين، وهي ليست للسلاح. وكان هناك سلاح قبل الأنفاق. قضية السلاح يتم تضخيمها لأهداف أخرى لدى الفرقاء الدوليين. الذين يقولون أن السلاح والتهريب يجب وقفه نجيبهم نحن شعب تحت الاحتلال ومن حقنا أن نقاوم. > الثمن البشري والمادي الكبير الذي دفعته غزة في هذه الحرب ألا يشعركم بالمسؤولية والتردد في الانخراط في مواجهات من هذا النوع؟ – نحن نعرف حجم الوجع الكبير الذي يتراكم طبقة فوق طبقة على الشعب الفلسطيني، لكن شعبنا يدرك أنه يدافع عن شرف الأمة ومقدساتها، وهو يثبت أن هذا الوطن وطنه وليس وطن الغرباء القادمين من أصقاع الأرض، ومع ذلك هذه مسألة توضع في الحسبان ويجب أن توضع في الحسبان وأعتقد أن حركات المقاومة يجب أن تبادر الى تخفيف الجراح ووقف هذا النزف حتى يشعر الشعب بالتلاحم، لأنه هو من دفع الثمن الكبير في هذه المعركة. > هذا النوع من الحروب يدفع ثمنها المدنيون، ألا تفكرون في ابتداع أساليب مقاومة تخفف من خسائر المدنيين؟ – في الحقيقة هذه مسألة يجب توضيحها، أولاً هذه معركة فرضت علينا، ونحن كنا ندافع عن شعبنا. المقاومة قدّمت للتهدئة مرات عدة واسرائيل تريد أن تستعيد قوة الردع التي فقدتها عام 2006 في غزة، وخلقت كل المبررات. الذي خرق التهدئة هو (وزير الدفاع إيهود) باراك، قتل 6 أشخاص ثم 5 أشخاص ثم 4 أشخاص، والكل يذكر أنه قتل 19 شخص خلال يومين أو ثلاثة الشهر الماضي. المسألة الأخرى وما يقال اننا اخترنا الاختفاء بين المدنيين، غير صحيحة، فالمراقب يرى أن اسرائيل كانت تدخل الى المناطق وتجتاحها من دون مقاومة، وتقصفها بالفوسفور، وتدمر المنازل على من فيها وتحتلها، وكانت «العربة الثعبان» التي تحدثوا عنها والتي تفرغ كميات كبيرة من المتفجرات في منطقة وتفجرها قبل دخولها، خوفاً من الأنفاق والمتفجرات، لذلك المقاومة لم تستخدم المدنيين كدرع، بل اسرائيل دمرت وقتلت بهذه الشدة خوفاً من المقاومة تحت الأرض أو الألغام، وهذا يفسر أن المدنيين في المناطق الحدودية هم من دفع الثمن، فهم بقوا في مناطقهم على أساس أن ليست لهم علاقة بالمقاومة، وهم من قتلوا. جميع المدنيين قالوا لم يكن عندنا مقاومة، وأن الاسرائيليين استخدمونا كدروع بشرية. المقاومة قامت بمهمة دفاعية واسرائيل استخدمت المواطنين كدروع بشرية. > تحدثت عن جولات قادمة، وثمة حديث عن تهدئة. كم تتوقع أن تستمر التهدئة؟ – الحقيقة هذا الأمر لا يعتمد على المقاومة فقط، فإسرائيل هي التي أفشلت التهدئات السابقة. إسرائيل لا تحتاج الى مبررات لخوض معارك لتحقيق أهدافها. الحديث عن سنة تهدئة، ليس بالضرورة صحيحاً، ربما تقوم اسرائيل بخرق التهدئة إذا وجدت أن للمقاومة إمكانات، وهذه مسألة متروكة للمستقبل. > السؤال هل تقبلون بتهدئة لمدة سنة؟ – حتى الآن لم تطرح هذه الفكرة بشكل رسمي. هي الآن تطرح في إطار المداولات… > لكن المحادثات في القاهرة تتناول تثبيت التهدئة. ما هو سقف هذه التهدئة؟ – اسرائيل قالت لا يهمنا مدى التهدئة سواء كانت سنة أو ستة شهور، وقالت ما يهمنا هو وقف تهريب السلاح. اسرائيل تريد أن لا تبقى مقاومة في فلسطين، لذلك مسألة التهدئة ومدتها ليست مهمة عند الاسرائيليين، يمكن أن يكون هناك تهدئة، ولكن هذه المرة انتهت التهدئة واسرائيل تجهز نفسها لجولة جديدة. > هل أنتم معنيون بالتهدئة أم لا؟ – نحن معنيون بحماية شعبنا وباستمرار المقاومة وباستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، إذا كانت التهدئة تخدم هذه القضايا سنكون معنيين فيها، وإذا لم تخدم فستكون وراء ظهرنا. أعطينا التهدئة في السابق أكثر من مرة، لذلك المسألة في التهدئة لها علاقة بالحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية والحفاظ على الشعب والحفاظ على المقاومة. > ماذا عن الانقسام الفلسطيني الحاد؟ – الانقسام الفلسطيني يقصم ظهر المقاومة، وهو أخطر من المواجهة مع العدو. الخطورة في الحرب الأخيرة على غزة قاتل ابن «القسام» وابن «سرايا القدس» وابن «شهداء الأقصى»، ولذلك أعتقد أن الظرف مناسب لاستعادة الوحدة الفلسطينية، أنا أدعو بداية الى وحدة حركتي «حماس» و «الجهاد الإسلامي» ومن دون تأخير، وأن يحصل لقاء سريع لبحث هذه المسألة، وأن يكون ذلك مدخلاً للقاء فلسطيني واسع، وهذا يستدعي جهداً حقيقياً، فالمسألة ليست «حماس» و «الجهاد الإسلامي» أو الأذرع العسكرية إنما استعادة الوحدة كاملة. ثم أن إعادة إعمار غزة مرتبطة بالتوافق الفلسطيني. > هل خلافاتكم كبيرة مع «حماس» حتى تتحدث عن ضرورة الوحدة؟ – لو لم تكن هناك خلافات لما كنا تنظيمين أو حركتين، ولكن الآن هذه الخلافات تتقلص في شكل كبير، الاقتراب على المستوى السياسي والميداني كبير، وجاء الوقت لتوحيد «حماس» و «الجهاد الإسلامي» وهذا نداء لتوحيدهما، ولبحث الوحدة الكاملة، وأن يكون ذلك مدخلاً لوحدة البيت الفلسطيني. > ألا تعتبرون أن مسؤوليتكم تجاه الشعب الفلسطيني هي في جمع البيت الفلسطيني وما هي التنازلات المطلوبة في ظل الحاجة الى إعادة إعمار غزة؟ – لا نريد أن يكون الإعمار مدخلاً الى حرب داخلية جديدة، لأن الأعداء يريدون ذلك. المساعدات التي يحتاجها شعبنا يجب أن تكون صادقة ومن دون مقابل وحالاً. لا نريد ربط المساعدات باستعادة الوحدة الفلسطينية، وأين يسكن هؤلاء المشردون والأيتام. نحن نحتاج الى مساعدة صادقة ومن دون شروط وحالاً. > إذاً الوحدة حالاً؟ – لا مشكلة في ذلك ولكن ربط المساعدات بذلك غير صحيح. > ولكن الى من ستعطى هذه المساعدات؟ – يا أخي فلتعط للأونروا، وهناك آليات أخرى، كأن نتفق على لجنة وطنية من كل الفصائل تتلقى المساعدات ونتفق على آليات المحادثات. لجنة سيدة نفسها من شخصيات وطنية وموافق عليها من الجميع، لأن الناس لا تنتظر. > هل تقبل «حماس» بوجود لجنة محايدة؟ – تقبل «حماس» لأن مصلحتها في إعادة الإعمار، ومن مصلحة رام الله أيضاً ذلك. > هل الوحدة الفلسطينية صعبة الى هذا الحد؟ – الوحدة الفلسطينية ليست صعبة. الأطراف الفلسطينية لها مصلحة في الوحدة. رام الله وغزة والجميع. من كان يراهن على كسر «حماس» خسر، و «حماس» بدورها لا تستطيع تجاوز «فتح»، وذلك الرهان على الانقسام يسقط. الآن «حماس» متضررة من الانقسام في رام الله، مثلما «فتح» متضررة في غزة. الذي يمنع استعادة الوحدة هو القوى الخارجية المؤثرة، وإذا رهنا إعادة الإعمار باستعادة الوحدة فهذه المسألة تأخذ وقتاً. ولذلك فلنبدأ محادثات الوحدة حالاً ولكن من دون ان يربط الإعمار فيها. > هل هناك مساعٍ جديدة في موضوع الوحدة؟ – هناك مداولات. في الحقيقة اننا ما زلنا خارجين من المعارك وبعضنا لم يخرج بعد. لكن الشعور بالمسؤولية تجاه الشعب تتطلب أن لا يربط العرب المساعدات بإعادة الوحدة. الأوروبيون والأميركيين يقولون إن المساعدات يجب أن لا تمر عبر «حماس»، فلتعط المؤسسات الدولية هذه المساعدات، للأونروا مثلاً. > ماذا عن حوارات القاهرة؟ – هناك من طالب بإرسال وفد من رام الله الى دمشق للبحث مع «حماس»، وهناك من طلب العكس. أين وصلت الأمور؟ الوحدة الوطنية ثقيلة على أرض الواقع. كنا ننتظر من القيادة الفلسطينية أن ترتفع الى مستوى شلال الدم وتعلن في هذه الحرب ليس تعليق المفاوضات إنما تحريم الاعتقال السياسي والتعاون الأمني مع العدو. هناك تصريحات إيجابية، ولكن هناك أصوات خرجت لتحميل المقاومة وزر الجرائم الاسرائيلية في غزة، هل تحجرت قلوب هؤلاء؟ ألم يروا مشاهد الدم؟ لذلك يجب أن تصمت هذه الأصوات، والقضية الأخرى، وجوب أن تلحظ الوحدة صمود المقاومة التي ثبتت في الميدان ودافعت عن الأمة. من غير المعقول الاستمرار في الدعوة الى شروط «الرباعية» والاعتراف باسرائيل فأي مصالحة يجب أن تدرك أن هناك وقائع جديدة بعد معركة غزة. > هل تعتقد ان الرئيس محمود عباس يريد المصالحة؟ – لا أريد الكلام عن النيات، هو الآن يقول إنه يريد المصالحة وهذه مسألة إيجابية. > ما هو تقويمك لأداء السلطة الوطنية خلال الحرب؟ – هناك شلال دم في غزة، ويبقى هناك تنسيق أمني مع إسرائيل وتستمر الاعتقالات وفقط تعلق المفاوضات! المطلوب من أبو مازن وقف كل المحادثات وليس تعليقها والإفراج عن المعتقلين. إنها فرصة لالتقاط اللحظة التاريخية. لقد فوتت القيادة الفلسطينية هذه اللحظة. > تسرب كلام عن رعاية مصرية وسورية وترتيب للمصالحة الفلسطينية ما هي حقيقته؟ – أنا أعتقد ان هذا كلام قديم وليس جديداً، انه الاقتراح اليمني القديم. اليوم لا جديد على هذا الصعيد، المسألة في القمة العربية وان مصر أعطيت ضوء أخضر لأن تمشي في هذا الموضوع، هذا الملف مع مصر. ولكن نحن نتكلم عن المصالحة الحقيقية التي تلحظ متطلبات وحاجات المقاومة والتمسك بثوابت المقاومة بعد هذه المعركة الشرسة في غزة. هناك مستجدات وصفحة جديدة وليس معقولاً أن نبقى في المكان نفسه. > هل أنت راضٍ عن الأداء العسكري للمقاومة في غزة، خصوصاً أننا لم نرَ مفاجآت من قبلكم خلال هذه الحرب؟ – أنا أقول لك أن إسرائيل كانت عنيفة وتجنبت خوض المعارك مع المجاهدين، ولذلك الشهداء المدنيون كانوا 94 في المئة. اسرائيل دخلت بقوة تدميرية هائلة، ولذلك كانت هذه النتيجة. أما المفاجآت، فقد كانت الصواريخ مفاجأة أيضاً. > هل أنتم كـ«جهاد إسلامي» مع خيار حل السلطة الفلسطينية؟ – السلطة ليست عنواناً. السلطة تفقد محتواها، وهي اليوم صرّاف لدى المانحين، وليست صرافاً نزيهاً، ولذلك نحن مع خيار حل السلطة، وإعادة ترتيب أوضاعنا الداخلية بناء على ذلك. نحن في الانتفاضة الأولى لم تكن لدينا سلطة وتمكنا من تنظيم أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية أفضل بكثير من اليوم. > ما البديل؟ – هيئة عمل وطني مثلاً أو أية بدائل أخرى. ولكن أن ترتهن تحت اسم سلطة، فهذا وهم. > في هذه الحال كيف ستتعاملون مع الخيارات المطروحة مثل المبادرة العربية مثلاً؟ – أنا أدعو الى دفن المبادرة العربية، لأنها ماتت منذ فترة، وان تطرح مبادرة عربية جديدة تحمي الشعب الفلسطيني وتؤكد على خيار المقاومة. إسرائيل تغيرت وهي لم تستطع ان تردع غزة، فكيف يمكن أن تردع عواصم كبرى. انتهت أسطورتها، وهذه مسألة يجب أن تدخل في الحسابات العربية، ويمكن المراهنة على مقاومتنا. > أنتم في «الجهاد الإسلامي» جزء من محور في سورية وإيران يمر في «حزب الله» وينتهي عندكم، ماذا تقولون لمن يقول لكم أنكم مرتهنون لإيران؟ – نحن شعب محتل وكل مَن يمد يد المساعدة لنا من دون شروط نقول له شكراً جميلك محفوظ؟ أما أن يقولوا أن لإيران مشروعاً وأنتم جزء منه، نقول لهم قدموا مشروعاً عربياً للمقاومة وسنكون جزءاً منه. إيران تساعدنا من دون شروط وهي مشكورة.  (المصدر: أخبار فلسطين عن جريدة الحياة اللندنية25  جانفي 2009)


إسرائيل والقصاص.. الحاصل والآتي
 
 
د.منصف المرزوقي في 22 يناير/كانون الثاني من هذه السنة سلمت 350 جمعية مدنية من كل العالم شكوى ضد جرائم غزة إلى مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بلاهاي، وذلك طبقا للفصل الخامس عشر من القانون الداخلي للمحكمة الذي يخوّل له حق المبادرة بفتح تحقيق في الجرائم التي يحاط علما بها. كل هذه الجمعيات والمحامين الذين نابوا عنها وحملوا ملف الشكوى المدعم بكل الحجج القانونية لدى السيد أوكامبو يعلمون أصدق العلم أن ليفني وباراك وأولمرت وطغمة من الجنرالات لن يقفوا غدا أمام القضاة الذين وقف أمامهم ميلوسوفيتش وأنهم لن يكملوا حياتهم في زنزانات معقمة في سجن دولة تقبل باستضافتهم على نفقتها إلى آخر حياتهم.  » هل نحن إذا أمام احتجاج رمزي لا تبعات له وسينتهي في غياهب النسيان بعد أن يرفض المدعي العام الملف بحجة أن الشكوى لا تكون إلا من دولة موقعة لا من جمعيات مدنية  » هل نحن إذا أمام احتجاج رمزي لا تبعات له وسينتهي في غياهب النسيان بعد أن يرفض المدعي العام الملف بحجة أن الشكوى لا تكون إلا من دولة موقعة لا من جمعيات مدنية، أو أن إسرائيل لم تبرم اتفاقية روما؟ وهي حجة بحصافة تلك التي تقول إن مجتمعا متحضرا لا يستطيع أن يقاضي قاتلا، لأن سيادة القاتل قرّر عدم الاعتراف بالقضاء الذي يفصل في النزاعات ولا بد أن يكون سيادته معترفا بالمحكمة التي سيقف أمامها. يخطئ من يتصور، خاصة المعنيين بالأمر، أن القضية بمثل هذه البساطة، فمشاكل مجرمي الحرب الصهاينة ليست إلا في بدايتها نظرا لتعدد الجبهات المفتوحة ضدهم: 1- مطالبة السكرتير العام للأمم المتحدة بفتح تحقيق حول تدمير مباني وكالة الغوث الدولي. 2- المطالبة بالتحقيق في إمكانية استعمال إسرائيل قنابل اليورانيوم المنضب كالتي استعملتها القوات الأميركية في العراق. 3- مطالبة منظمة العفو الدولية بالتحقيق في قضية استعمال الفوسفور الأبيض ضد المدنيين. 4- رفع قضايا من قبل عرب يحملون جنسيات أوروبية وتعرضوا هم أو أقاربهم لتبعات العدوان للمطالبة كمواطنين أوروبيين أمام محاكم بلدانهم بالتبني بإنصافهم من مجرمي الحرب الإسرائيليين. 5- بداية الملاحقات بحق ضباط إسرائيليين كبار يحملون هم أيضا جنسيات بلدان أوروبية وسيقع تتبعهم في هذه البلدان كمواطنين أوروبيين ارتكبوا أعمالا يعاقب عليها القانون الأوروبي. هذا ما جعل الجيش الإسرائيلي يسحب من موقعه أسماء كبار الضباط حتى لا يتم التعرف عليهم والبحث في أي جنسية أوروبية يمكن أن يحملوها وتجعلهم قابلين للملاحقة. 6- رفع منظمات يهودية قضايا ضد جزاري غزة داخل إسرائيل نفسها. 7- استعداد نخبة من المحامين الدوليين للبحث عن منافذ أخرى في حالة رفض محكمة الجنايات الدولية قبول الشكوى، ومن بينها الالتجاء إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، أو العودة للجمعية العامة للأمم المتحدة لتشكل محكمة خاصة بجرائم الحرب الإسرائيلية.  » ربما لا يوجد شعب تلعب أساطيره دورا مركزيا في وجوده قدر إسرائيل  » كل هذا سيجعل ليالي بعض قادة إسرائيل أقل صفاء مما توقعوا وهم يشنون حربا كانوا يظنون أنها ستجلب لهم المجد ولم تجلب إلا الخزي والعار. لكن أي أهمية للقصاص من كمشة من الأشخاص قد لا يتعدون أصابع اليدين والحال أن عقوبة الجريمة قد تمّت وعلى أوسع نطاق؟ لنقدر حق قدرها خطورة العقاب الذي حلّ بإسرائيل وذلك حتى قبل أن تجتمع أي محكمة، يجب أن نتذكّر وزن الأساطير في « الملحمة » الصهيونية. فأسطورة « الشعب النقي عرقيا الذي طرد من أرضه ويعود لها عن حق » لبنة أساسية لتكوين اللحمة بين أشخاص ينتمون لأعراق مختلفة وثقافات متباينة والرابط الوحيد بينهم دين يقبل به عن مضض الجزء اللائيكي من « الشعب ». إنها أسطورة التسويق الداخلي للأيديولوجيا الصهيونية. لكن هناك أيضا أسطورة التسويق الخارجي لجلب تعاطف العالم ودعمه للمشروع الصهيوني. إنها أسطورة داود الصغير الواقف في وجه العملاق الشرير المسمى قوليات والمتغلب عليه بضربة بارعة تقلب موازين القوى لصالح الضعيف ظاهريا. من لم يواجه يوما بجبروت من هو أضخم منه وأقوى؟ طبيعي إذن أن يتماهى كل إنسان عادي مع داود الصغير، الشاطر والشجاع القادر على هزيمة العملاق الغبي البشع الذي يمثل القوة الفجّة. ولهذه الأسطورة إخراج آخر يستدعى عندما تتغلب هذه القوة الفجة على الشاطر داود. آنذاك يجب أن تروى قصة الضحية البريئة التي تشتكي لله والإنسان بعقاب تطالب بحقها. هنا أيضا من لم يتعاطف يوما مع ضحية بريئة ولم يلعن الجلاد. ومن أهم الثوابت في الأسطورة أن داود الصغير رمز الفضيلة المستباحة إن هزم.. ورمز الفضيلة التي لا تقهر إن كان منتصرا وأيا كان وضعه. فهو دوما صاحب القضايا العادلة والنبيلة وبجانب الخير والعدل. كل الدعاية الصهيونية طوال النصف القرن الماضي كانت عزفا متواصلا على هذا الوتر الحساس البالغ العمق والتأثير في المخيال الفردي والجماعي خاصة في الغرب. وهذه الدعاية المتواصلة التي تسللت للعالم عبر ما لا يحصى من الأفلام والكتب والمقالات والمسلسلات التلفزية والتي تحافظ على نفس النسق منذ قرن، هي ركن أساسي من أركان سياسة إسرائيل الإستراتيجية، لأنها أحسن من يعلم أن الحروب تربح في العقول والقلوب، وعندما تخسر فيها فإن النهاية تكون قد بدأت. ربما لا يوجد شعب تلعب أساطيره دورا مركزيا في وجوده قدر إسرائيل. نحن العرب ككل شعوب وأمم الأرض لنا أساطيرنا الخاصة، لكننا لسنا بحاجة لأسطورة تبرّر تملكنا للأرض التي نسكنها بصفة طبيعية وقد ورثناها عن الآباء والأجداد. نحن لسنا بحاجة للتركيز على ما يجمعنا وقد أصبحت العروة الوثقى غير قابلة للتمزيق. كذلك نحن لا نرتبط ارتباط الجنين بأمه بالدعم الخارجي سواء كان من جالية عربية ذات نفوذ في قلب الإمبراطورية الحاكمة أو من هذه الإمبراطورية وبصفة عامة من الرأي العام الدولي. أي ضمان أكبر لتواصل الدعم وتكثيفه غير صورة الضحية الجالبة لكل التعاطف والتضامن لأنها الحافظة لكل القيم؟ هذه الصورة بالضبط هي التي دمّرها من قادوا الحرب الهمجية على غزة، بصفة ساطعة لا تقبل جدلا أو شكا. والصور تغني عن كل حديث وتكذب كل المزاعم.  » هذه الحرب قضت في قطاعات واسعة من العالم، خاصة في الغرب، على أسطورة التسويق الخارجي بما يعني أن نصف الأسس الفكرية الرمزية التي بنيت عليها الصهيونية غزوها للقلوب والعقول قد انهارت  » ما من شك أن ضحايا نفس الحرب الهمجية من اليهود الذين حوصروا في قتو فارسوفيا وذبح أطفالهم ونساؤهم قد تقلبوا في قبورهم وهم « يرون » ما يفعله من يدعون أنهم أحفادهم والحال أنهم يحملون نفس أيديولوجيا جلاديهم النازيين: غطرسة القوة.. عنصرية فجة تجعل حياة ألف عربي تساوي جرجا طفيفا في أفراد « الشعب المختار » حتى لا نقول « العرق الأرقى ». هنا لا يجب على أي عربي يحترم الحقيقة أن ينكر هول المحرقة التي تعرّض لها يهود أوروبا في الحرب العالمية الثانية، أو أن يحاول التقليل من فظاعتها باسم الفظاعة التي ارتكبها الصهاينة في فلسطين، وإنما من حقه أن يقول كعربي إن الصهيونية وظفتها أبشع توظيف ضد مصالح شعب مسالم ليس له ذنب فيها وضد أمة حضنت قرونا اليهود، وإن الحرب على غزة تمنع من هنا فصاعدا قادة إسرائيل من تجنيد هذه المأساة البشرية وقد انتفت عنهم كل مصداقية لإدانة الغيتوات والتمييز العنصري والاستعمال المفرط للقوة والاستيلاء على أراضي الغير واستهداف المدنيين على قاعدة انتمائهم العرقي والديني. المهم أن هذه الحرب قضت في قطاعات واسعة من العالم، وخاصة في الغرب، على أسطورة التسويق الخارجي بما يعني أن نصف الأسس الفكرية الرمزية التي بنيت عليها الصهيونية غزوها للقلوب والعقول قد انهارت بصفة نهائية، وأن قرنا من الدعاية المحمومة التي سخرت لها كميات هائلة من الموارد البشرية والمادية قد ذهب هباء منثورا.. مع كل التبعات التي ستبرز عاجلا أو آجلا في الحقل السياسي الفعلي. يا لسخرية التاريخ وهو يجعل الجريمة ترتدّ آليا على مقترفيها وتشكل لهم أقصى العقاب. أي مثال ينطبق على من قادوا الحرب على غزة أحسن من « طبها فعماها ». هل يغني هذا أن نقول لا داعي لمتابعة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية؟ طبعا لا، وإنما تكثيف العمل من أجل مثولهم هو المطلوب أكثر من أي وقت مضى.  » هكذا تكون محرقة غزة منعطفا تاريخيا ليس فقط في انهيار النظام السياسي العربي الفاسد وصورة إسرائيل، وإنما منعطفا في تاريخ بلورة عدالة دولية جديرة بهذا الاسم  » هذا ليس من باب السعي للانتقام من حفنة أشخاص سيعيشون من هنا فصاعدا بهاجس الملاحقة وربما إن كان لهم ضمير ببعض كوابيس عن أطفال مزقت أجسادهم قنابلهم الذكية ونساء حرق الفوسفور الأبيض أجسادهن، إنما الإصرار ناجم عن كون العقاب الآلي الذي رأيناه في حالة غزة مرتبط بالوضع الخاص لإسرائيل ولا يمكن أن يتجدد في وضع آخر. لذلك لا بد من مواصلة الملاحقة إلى الآخر ليصبح ليفني وباراك وأولمرت علامات مفصلية عند الذين يتصورون أن احتلال مراكز القيادة في الدول القوية أو الضعيفة درع يقي من المحاسبة. ويوم يفهم كل رئيس دولة وكل جنرال كبير أنه مسؤول عن أفعاله كشخص وفق المادة 26 و27 من النظام الداخلي للمحكمة الجنائية الدولية ليس فقط في جرائم الحرب وإنما أيضا في جريمة التعذيب، فإننا نكون قد مشينا خطوات جبارة على طريق التحضّر الإنساني الشامل. لذلك سيصاب المجتمع المدني الدولي بصدمة هائلة في حالة رفض الدعوى وسيعود للقانون الأساسي للمحكمة مطالبا برفع هذه السخافة المطلقة التي تجعل إحالة المجرم رهن باعترافه بالمحكمة. أكيد أن هناك عملا جبارا ينتظر أجيالا من المدافعين عن قيم العدل والسلام لفرض استقلال المحكمة عن مجلس الأمن وحقها في إحالة المجرمين اعترفت دولهم أم لم تعترف بالمحكمة.. خاصة حقها في إحالة صغار الأسماك بنفس الكيفية التي تحيل بها كبارها. هكذا تكون محرقة غزة منعطفا تاريخيا ليس فقط في انهيار النظام السياسي العربي الفاسد وصورة إسرائيل، وإنما منعطفا في تاريخ بلورة عدالة دولية جديرة بهذا الاسم تكون أساس العمران.. عمران العالم بأسره. رحم الله شهداءنا الأبرار وأشفى جرحانا في أسرع وقت، فبدمائهم الزكية تحققت كل هذه الانتصارات. ــــــــــــــــ كاتب تونسي (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 25 جانفي  2009)
 


مـع الأحداث آسيا العتروس :إلا دموع أولمرت!!!

 
بقلم: آسيا العتروس تقرأ عن احصائيات الشهداء والمصابين في غزة وترى حجم الخراب والدمار الحاصل في كل مكان وتسمع مآسي اهالي غزة وروايات المنكوبين وشهاداتهم في فلذات اكبادهم وشبابهم وما عاشوه طوال اثنين وعشرين يوما من الابادة الجماعية وما رافقها من صمت دولي مخجل،  فتتوقع انها نهاية القضية ونهاية ملحمة لم يكتب لها ان تكتمل، ولكنك سرعان ما تستفيق على مشاهد مئات، بل آلاف الاطفال في غزة وهم يشقون الطريق بين الركام ويتوجهون للدراسة تحت انقاض ما كان بالامس مدارس للاونروا تأويهم فتعود تلك القناعة الراسخة لكي تحيا وتجدد الآمال بان هناك في غزة، بل وفي كل شبر من ارض فلسطين جيل فلسطيني جديد قادم، سلاحه المعرفة والايمان بالقضية وسينتفض من بين الركام ليمسك زمام اموره ويصنع من ضعفه قوة ويضع وراءه مرحلة مزرية من الصراعات غير البريئة والاتهامات المتبادلة بين فصائل انستها خلافاتها القضية الاساسية فاختارت طريق قابيل وهابيل وتجاهلت دماء شهدائها وكل الذين سالت دماؤهم من اجل الحلم الفلسطيني لتغرق في متاهات قد لا تنتهي قريبا وليس قبل ان يظهر جيل مختلف في توجهاته وخياراته وقدراته سلاحه المعرفة والصمود ورفض الاستسلام وولاؤه لراية فلسطينية واحدة لا تخضع للابتزاز ولا تقبل المساومات… بالامس خرج اولمرت بعد ان غسل يديه مما علق بهما من بقية دماء اطفال غزة ونسائها ليصرح للعالم بانه بكى وهو يشاهد صرخات استغاثة طبيب فلسطيني فقد بناته الثلاث في الحرب الهمجية الاسرائيلية على القطاع، متسائلا في نفس الوقت: ومن لم يبك؟! » لا شك ان ولمرت وعصابته التي اشتركت معه في الجريمة اكثر من يدرك ان اطفال غزة يرفضون شفقته، تماما كما رفضوا من قبل دموع ضيفه بان كي مون الاصطناعية على ما اصاب اطفال غزة الذين لم يكن لديه الجراة الكافية للاطلاع على مآسيهم في المستشفيات، وانهم اكثر من يدرك ان اولمرت وامثاله لا يحق لهم ان يجعلوا من مجازر غزة واشلاء اطفالها المبعثرة بين الانقاض، مطية للتعجيل في استصدار صك البراءة الجاهز الذي ينتظر الاعلان في اروقة الامم المتحدة لاسقاط جرائم اسرائيل المتواترة بفتوى الحرب على الارهاب والدفاع المشروع عن الامن الاسرائيلي… عمليا وبعيدا عن لغة العواطف فان دموع اولمرت انما هي اعلان لمرحلة ما بعد العدوان على غزة، وهي خطوة غير مفاجئة من جانبه لاستباق الاحداث وبداية الحملة الدعائية الاسرائيلية في مختلف انحاء العالم على طريقته الخاصة وهو الخبير في المغالطات والتزييف والقفز على الحقائق.. فقد كان اولمرت يريد من عملية الرصاص المنصهر على غزة ان تمنحه المخرج المطلوب لسلسلة الجرائم السياسية والفضائح المالية والاخلاقية التي تورط فيها امام الراي العام الاسرائيلي، والتي كانت الدافع وراء استقالته… والحقيقة انه الى جانب اولمرت سيكون هناك الكثير من الوجوه الاسرائيلية التي ستبدأ مهمة الترويج للمرحلة القادمة واعادة اصلاح ما اهتز من علاقات اسرائيل مع عديد الدول الاوروبية وغيرها التي شهدت تحركات مكثفة سواء من جانب الراي العام او كذلك من جانب منظمات ومؤسسات حقوقية تطالب بمساءلة اسرائيل ومحاكمة قادتها.. وقد لا تكون زيارة وزير الحرب الاسرائيلي مطلع هذا الاسبوع الى واشنطن سوى حلقة البداية المتوقعة، لا سيما بعد اقرار اولمرت ضرورة تشكيل خلية مختصة استعدادا لمواجهة اتهامات بارتكاب جرائم حرب في اسرائيل قد تكون مصدر ازعاج كبير للدولة العبرية في المستقبل.. الحملة الدعائية الاسرائيلية سوف تبدا بالتاكيد على حق اسرائيل المشروع في الدفاع عن النفس والترويج بان الافراج عن الجندي شاليط تستحق قتل الالاف واكثر، وتنتهي الى التغني بحرص اسرائيل على تجنيب المدنيين الخطر وهو حرص تؤكده اكوام الجثث واللحم الادمي ورؤوس الاطفال المقطوعة، مرورا بدروس الهولوكوست وتحريك ورقة المحرقة التي ستجد لها اكثر من جبهة في الغرب مستعدة لقبول تبريرات اسرائيل وتجنب الوقوع تحت طائلة تهمة معاداة السامية التي طالما وفرت للقيادات الاسرائيلية الحصانة في وجه العدالة الدولية والتي لم يعد بالامكان وبعد كل الجرائم الموثقة في غزة ان تبقى المظلة الدائمة التي تحمي اسرائيل.. ان الارجح وهذا ما ستكشفه الايام القليلة القادمة ان تبدا الوفود الاسرائيلية في سباق مع الزمن لنقل الرسائل الاعلامية الدعائية قبل حتى بداية الانتخابات الاسرائيلية الوشيكة والسعي لدى الغرب ولدى مختلف الادارات والحكومات التي لاسرائيل علاقات معها لاعادة رسم صورة اسرائيل وازالة ما علق بجيشها كما بقياداتها السياسية والعسكرية من اتهامات ومن انتهاكات وتجاوزات لابسط قواعد حقوق الانسان، وهي خطوات لم تتاخر اسرائيل يوما في اللجوء اليها بعد كل مجزرة تقترفها لتبرئة جيشها الذي تصفه بانه « الاكثر اخلاقية » في العالم… لقد اعتقد اولمرت خطا ان دموعه على غزة قد تعفيه من المسؤولية او تمنحه الحصانة وتبرئ ذمته امام اطفال غزة الذين كانوا يرددون وهم في طريقهم الى ما بقي من مدارسهم برغم احزانهم وماسيهم ان ما شهدته غزة لم يزيدهم سوى اصرارا وتمسكا بحقهم المشروع في الحياة والبقاء والاستمرار رغم كل مخططات الابادة والترانسفير لاولمرت ومن سبقه او من يخلفه وهي الرسالة التي لا يبدو حتى الان ان القيادات الاسرائيلية تفهمها او تريد ان تفهمها…  

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 جانفي 2009)


 

المقاومة …. ثم المقاومة ….. ثم المقاومة …

سكتت مدافع الدبابات الصهيونية و توقفت القنابل الفسفورية عن الإنهمار على رؤوس السكان الآمنين في غزة و أعلنت المقاومة الفلسطينية انتصارها في هذه الجولة من المعارك مع الصهاينة في انتظار – ربما – جولات أخرى طالما أن الإحتلال لم يندحر وهو ما يجعلها في استعداد دائم و استنفار متواصل و لا تعني استراحة المحارب أن المقاومة قد توقفت إذ هي تبرز في أشكال أخرى ثقافية و إعلامية و اجتماعية و سياسية و اقتصادية و لا تقتصر على أهلنا في غزة بل تشمل كل أبناء الأمة العربية الإسلامية من جاكرتا إلى الرباط و أينما وجد إنسان عربي أو مسلم لأن الصراع متواصل و الجهاد ( بمفهومه الشامل ) ماض إلى يوم القيامة فلا مجال للإستكانة و لا مجال للقعود 1 – المقاومة الثقافية : بتنشيط الإنتاج الفكري و الثقافي و دعم الأقلام الموهوبة و توظيف المسرح و السينما و التظاهرات الثقافية لخدمة قضايانا و التعريف بواقع الأمة السياسي و الثقافي و الإجتماعي و مواجهة الحملات المعادية بطريقة علمية و تخطيط محكم و ناجع 2 – المقاومة الإعلامية : بتعبئة مختلف وسائل الإعلام من صحف و إذاعات و قنوات تلفزية و مواقع انترنت  للتعريف بقضايانا و فتح قنوات الحوار لتدارس مشاكل الأمة و قضاياها المصيرية و تيسير التواصل بين أهل الإختصاص للإرتقاء بواقع الأمة حاضرا و مستقبلا 3 – المقاومة السياسية : من خلال رفع شعار  » الحرية السياسية  » و العمل على تحقيقه في واقع بلداننا حتى نظفر بانتخابات حرة و نزيهة و مؤسسات سياسية تعكس طموحات شعوبنا لأنه بدون حرية سياسية لا يمكن أن نتقدم  و لا بد كذلك من نشر ثقافة حرية التعبير التي تعتبر الحجر الأساس لمقاومة الدكتاتورية و التسلط 4 – المقاومة الإجتماعية : بالإنحياز إلى صف الجماهير التي يعاني جزء كبير منها من الأمية و الفقر و البطالة و الظلم و لابد في ذلك من إحياء قيم التآزر و ترسيخ سلوكيات التضامن حتى نكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمّى فلا بد أن تتكثف الجمعيات الخيرية و الطوعية لنجدة الضعفاء و المحتاجين و لا بد أن يتدعم النشاط النقابي حتى يكون نصيرا للعمال و الموظفين في مواجهة مظالم بعض أصحاب العمل ممن يهضمون حقوق العمال 5 – المقاومة الإقتصادية : بإعطاء الأولوية لمنتوج الدول العربية الإسلامية و مقاطعة كل الشركات و المؤسسات الأجنبية التي تدعم الكيان الصهيوني أو تتعامل معه و أصحاب رؤوس الأموال الذين يعادون الأمة العربية الإسلامية و شعوبها و ثقافتها و يشمل ذلك البنوك و المصانع و الشركات و المؤسسات الإعلامية و الثقافية و لا بد من الإشارة إلى أهمية تبادل التجارب و الخبرات بين مختلف مكونات الأمة العربية الإسلامية و في جميع المجالات خاصة و أن وسائل الإتصال الحديثة من قنوات فضائية و هاتف جوال و خاصةالإ نترنت قد سهّلت عمليات التواصل و نقل المعلومة و الصوت و الصورة بسرعة الضوء حمزة المورالي طالب – تونس – الخميس 22 جانفي 2009 
 
 ( المصدر: موقع طلبة تونس بتاريخ 25 جانفي 2009 )   

 
معركة غزة ….. و الطابور الخامس ….

سمحت معركة غزة التي خاضها المجاهدون بكل اقتدار في مواجهة آلة الحرب الصهيونية المدعومة أمريكيا و أوروبيا بفضح العديد من الأطراف المرتبطة بالمشروع الصهيوني الإمبريالي السائر في ركب الإستعمار الجديد في تناقض تام مع مصالح الأمة العربية الإسلامية و قد عملت هذه الأطراف من خلال انبثاثها في العديد من وسائل الإعلام المكتوبة و السمعية و المرئية و كذلك المتواجدة منها في بعض الجمعيات و المنظمات و المؤسسات إلى التشويش على الأداء المتميز للمقاومة و ما حققته من انتصارات على العدو الصهيوني و في نفس الوقت سعت بكل ما أوتيت من إمكانيات و وسائل و علاقات و تأثير في صنّاع القرار إلى بث حالة الوهن و الإستسلام و الخنوع و التأكيد على أنه لا قبل للمقاومة و من يدعمها من أبناء الأمة المخلصين بمواجهة الصهاينة المتفوقين عسكريا و حاولوا بكل ما أوتوا من قوة طمس حقيقة أن  » إرادة الشعوب من إرادة الله و إرادة الله لا تقهر  » و أن الإحتلال مهما طال فهو إلى زوال و قد قهرت أمم و شعوب عديدة عبر تاريخ الإنسانية الطويل جيوش جرارة لم تستطع أن تخمد فيها جذوة المقاومة و قد دحرت الأمة العربية الإستعمار العسكري الفرنسي و البريطاني بإرادة فولاذية تمسّك بها أبناء الأمة دون أن تلين لهم قناة لدرجة أن الإستعمار الفرنسي ظل يمنّي نفسه باحتلال الجزائر الحبيبة إلى الأبد و لكنه لم يستطع أن يركّع شعبنا الجزائري البطل على مدى 132 سنة ( 1830 – 1962 ) و قدّم القوافل تلو القوافل من الشهداء تجاوز عددهم المليون و نصف المليون و قد ارتكب الإستعمار الفرنسي مجزرة رهيبة سنة 1945 سقط خلالها في يوم واحد أكثر من 000 45 خمسة و أربعين ألف شهيد …. و بعد كل تلك التضحيات نال الشعب الجزائري استقلاله الذي ظل و لا زال غصّة في حلوق المستعمرين ….. هذا هو التاريخ الذي يريد الطابور الخامس أن يطمسه و يلغيه من كتب التاريخ المقرّرة في المدارس و الجامعات و من التداول في وسائل الإعلام حتى ينشأ جيل فاقد للهوية و للحصانة العقائدية و الفكرية و له القابلية الكاملة للإستعمار الثقافي و الفكري و من أكثر الجمعيات الناشطة في إطار هذا الطابور الخامس الماسونية العالمية و النوادي المرتبطة بالصهيونية على مستوى عالمي وهي نوادي  » الروتاري  » و  » الليونز  » و  » الكيوانيس  » و نوادي  » البحر الأبيض المتوسط  »  Rotary club – kiwanis club – lyon’s club – club mediterranee و تتواجد هذه الجمعيات في أغلب البلدان العربية و الإسلامية خاصة منها المصنّفة في القاموس الغربي بأنها  » معتدلة  » و يضاف إليها منظمة  » شهود يهوه  » التي تنشط في تونس و المغرب و لبنان و العديد من البلدان العربية الأخرى و تحاول استدراج الشباب و حتى الكهول للتخلي عن الإسلام و تبني معتقداتها الفاسدة و كذلك  » يهود الدونمة  » الذين ساهموا بدسائسهم و مؤامراتهم و نفاقهم من خلال إدعائهم بأنهم مسلمون من إسقاط الخلافة العثمانية بإسطنبول سنة 1924 و لازال لهؤلاء بعض التأثير في بعض الأوساط التركية و يساهمون في ربط الصلة بين العديد من المنظمات المنحرفة و الكيان الصهيوني   أما الجمعيات المنحرفة الهدّامة الأخرى و التي نشأت كلها في شبه القارة الهندية و إيران خلال القرن التاسع عشر و أخذت تنتشر و تتمدّد في إفريقيا و بعض البلدان العربية فيأتي على رأسها  » البهائية  » التي تعتبر أخطر فرقة باطنية منحرفة زاد انتشارها خاصة بعد انتصار الثورة في إيران بسبب محاصرتها و ملاحقة أنصارها ففرّعدد كبير منهم إلى مصر و تونس و المغرب و لبنان و أخذوا يبثون عقيدتهم الباطنية الفاسدة خاصة في أوساط الشباب و وقع في حبالهم العديد منهم و يحضى هؤلاء بشبه حصانة بسبب ارتباط أنظمة البلدان التي يتواجدون بها بالغرب و وجود حتى بعض المسؤولين السياسيين و الإعلاميين كأعضاء فيها مع العلم أن المقر الرئيسي لهذه الفرقة الضالة يوجد تحت حماية دولة الكيان الصهيوني في جبل الكرمل بمدينة  » حيفا  » الفلسطينية …                                                                                 و إضافة للبهائية توجد فرق منحرفة أخرى وهي  » القاديانية  » و  » الأحمدية  » و  » الإسماعيلية  » التي لقيت و تلقى دعما ماديا و إعلاميا من أعداء الأمة بهدف تشويه الإسلام و عقائده و بث روح الوهن و التخاذل في صفوف أبنائه و يندسّ عدد كبير من أنصار هذه الفرق الضالة المنحرفة في العديد من المواقع المؤثرة و تشترك كل هذه الجمعيات و المنظمات المنضوية تحت لواء الطابور الخامس في مسألة رئيسية وهي إنكار الجهاد و بالتالي تدعو إلى الإستسلام و القبول بما يمليه الإستعمار الجديد على مجتمعاتنا باحث في التاريخ الحديث المهدية في 20 جانفي 2009  ( المصدر: موقع طلبة تونس بتاريخ 25 جانفي 2009 )

بالتزامن مع عدد من التحركات الإسرائيلية والدولية بنفس الهدف مصر.. حملة أمنية لـ »كبح » نشاط الأنفاق مع غزة

محمد أبو عيطة   ترميم أحد الأنفاق التجارية بعد العدوان رفح المصرية- بدأت الشرطة المصرية منذ يومين حملة موسعة لكبح نشاط الأنفاق الموجودة أسفل الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، والتي استأنفت نشاطها بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي الأحد 18-1-2009 والذي استمر 22 يوما مسفرا عن 1412 شهيدا و5450 جريحا، وتقول إسرائيل إنه يتم « تهريب الأسلحة » عبر تلك الأنفاق إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس. يأتي هذا بالتزامن مع تصريحات إعلامية لرئيس الهيئة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية جلعاد عاموس أكد فيها أن « مصر قادرة على منع تهريب الأسلحة من أراضيها إلى قطاع غزة.. وإسرائيل ترى أن مصر في وضع يمكنها من التصدي لتلك المسألة ووضع حد له.. كما أن لديها رغبة غير مسبوقة لوقف تهريب الأسلحة ». بحسب وكالة الأنباء الفرنسية السبت 24-1-2009. وأضاف المبعوث الإسرائيلي في المحادثات المصرية لوقف إطلاق النار أن « مصر تتفهم أن حماس لا تشكل تهديدا لإسرائيل فقط وإنما لها أيضا، حيث تعمل حماس بالتنسيق مع إيران وجماعة الإخوان المسلمين المعارضة في مصر ». طالع أيضا: أنفاق رفح.. « طريق الحرير » الخشن للطعام لا للتسلح دبلوماسيون: مصر ترفض قوات دولية على حدودها مع غزة الأمم المتحدة: الأنفاق شريان حياة لقطاع غزة تفاصيل خطة رايس – ليفني لمنع السلاح عن غزة أسرار صمود المقاومة في غزة غزة المكشوفة تتسلح بالأفخاخ..الأنفاق والإرادة و قصفت طائرات الاحتلال خلال عدوانها على غزة الشريط الحدودي مع مصر أكثر من مرة، بحجة تدمير الأنفاق، كما قامت إسرائيل بعدة مساع دولية لترتيب جهود الشركاء الأمريكيين والأوروبيين، في مقدمتها الاتفاق الأمني الذي وقعته الجمعة 16-1-2009 وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس، ونظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني، ويقضي بأن تقوم واشنطن بتوفير المعونة الفنية والاستخباراتية على الحدود المصرية مع غزة لمنع تهريب حماس للسلاح. اعتقال 2.. وضبط 3 أنفاق الحملة المصرية على الأنفاق الحدودية في رفح بدأت بملاحقة المسؤلين عنها ونشر قوات أمنية جديدة ومداهمة العديد من منازل سكان رفح الذين قالوا لـ »إسلام اون لاين.نت »: إن « أصحاب المنازل الملاصقة للشريط الحدودى قد تلقوا تحذيرات شديدة اللهجة من الأجهزة الأمنية بعدم التعامل مع الأنفاق، وتم تهديدهم باتخاذ خطوات رادعة لمن يعثر في منزله أو مزرعته على نفق أيا كان نشاطه ». وشددت الشرطة على مشايخ قبائل البدو القاطنين فى مناطق وسط سيناء بضرورة الإبلاغ الفوري عن أي تحركات لـ »عصابات » يشتبه أنها تقوم بنقل أسلحة أو توصيلها لمناطق الأنفاق على الشريط الحدودى مع الجانب الفلسطيني. بحسب مراسل « إسلام أون لاين.نت ». وأسفرت الحملة الأمنية حتى الآن عن اعتقال شخصين من سكان رفح تشتبه الشرطة المصرية في علاقتهما بنشاط تهريب عبر الأنفاق، دون الكشف عن نوع ما يهربان، بالإضافة إلى العثور على ثلاثة أنفاق تم وضعها تحت الحراسة لحين هدمها. وصاحب هذه الحملة إعادة نشر نحو 400 جندي من قوات الأمن المركزي المصري بمحيط المنطقة السكنية الملاصقة للشريط الحدودي، في إشارات واضحة على إصرار الحكومة هذه المرة على كبح جماح ظاهرة الأنفاق التى استشرت بصورة مكثفة وعلنية خلال الفترة الماضية، بحسب أهالي رفح. كما أعادت الشرطة المصرية مراقبة الطريق الدولي الرابط بين القاهرة ورفح بعدد من نقاط التفتيش الأمنية، التي تستوقف من يحملون البضائع وخزانات الوقود للتفتيش والتأكد من مسارهما. سبب اقتصادي من جانبها، رفضت المصادر الأمنية المسئولة بالمدينة الحدودية التعليق على الأمر، مؤكدة أن « الحكومة تحارب الأنفاق بصفة مستمرة لما تمثله من خطورة اقتصادية على مصر.. لأنها تتيح تهريب بضائع بأسعار مدعمة للمواطن المصري كي تباع بأسعار مضاعفة فى غزة، لتستفيد منها فئة محدودة من المهربين والتجار ». وتعد هذه الأنفاق شرايين الحياة لغزة، منذ بداية الحصار الإسرائيلي على القطاع في يونيو 2007، لما تقوم به من دور فى توصيل الأغذية والوقود، غير أن إسرائيل تقول إن حركة حماس تستخدمها كوسيلة لتهريب السلاح للقطاع. وشهد الأسبوع الأخير عدة تحركات دولية قيل إنها لمنع « تهريب الأسلحة » عبر الأنفاق بين مصر وغزة، كان آخرها ما ذكرته صحيفة « ذا صنداي تايمز » البريطانية اليوم من أن القوات البحرية الأمريكية تلقت أوامر بتعقب السفن الإيرانية التي يحتمل أن تقوم بنقل شحنات أسلحة إلى القطاع، وذلك بعد يوم واحد من قيام فرنسا بإرسال فرقاطة حربية « لمراقبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة بالتنسيق مع مصر وإسرائيل » بحسب الرئاسة الفرنسية. وفي اتصال هاتفي بينهما حث الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بعد يومين من توليه مهام منصبه العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، على دعم الجهود الدولية الجارية لوقف « تهريب » الأسلحة إلى غزة. وأعلن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر الجمعة الماضية موافقته على ترتيبات أمنية مع مصر لوقف تهريب الأسلحة للقطاع تشمل زيادة عدد القوات المصرية على الحدود مع غزة، وهو ما نفته القاهرة رسميا.
(المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 25 جانفي 2009)

غزة غراد والدونكيشوتيون الجدد … « نيران صديقة »

   

 
عدنان المنصر، مؤرخ من تونس   بدأ غبار المعركة ينقشع بعد عدوان لم تشهد البشرية مثالا له في الوحشية والهمجية، وبدأ عرب الإعتدال في حساب المنافع التي نشأت أو كان يمكن أن تنشأ من انكسار شامل للمقاومة التي واجهت، وحيدة، هذا  العدوان. هرع شركاء العدوان إلى شرم الشيخ تاركين جانبا كل المشاغل التي « أعاقت » اطلاعهم على فظائع المحرقة الجديدة و إدانتهم لها. أصبخ المشهد، رغم عهره الواضح، تقليديا: حرب ثم مؤتمر لتشريع العدوان وإعطائه مكاسب سياسية، ثم « معونات إنسانية » ثم ملاحظة أن المقاومة لا تزال موجودة فحصار ثم حرب جديدة. لم تكن غزة المسرح الوحيد لصراع لا يبدو أن العدوان الأخير قد شكل حلقته النهائية، وهو أمر يعود لعاملين أساسيين: حركة التعبئة السياسية والعاطفية التي أدى إليها العدوان على المستوى العالمي عموما وعلى مستوى الشعوب العربية والإسلامية خصوصا باعتباره تمظهرا لصراع جاوز عمره القرن، وطبيعة المواجهة التي جعلت حماس، بما هي سياسيا وإيديولوجيا، في مقدمة القوى المقاومة لمشروع وأد القضية الفلسطينية. هل العاملان وجهان لمسألة واحدة؟ يميل الكثير إلى القول بذلك، وفي حين يرى قسم منهم القضية بوصفها تأكيدا لدينية و قومية الصراع ضد إسرائيل ويسعى لاستثمار ذلك بكل السبل الممكنة في معارك أقل أهمية، يرى قسم آخر أن المسألة لا تعدو أن تكون « هيجانا عاطفيا » سرعان ما سينقشع غباره مع نهاية المواجهة الحالية وبالتالي مبررا للمحافظة على نوع من المسافة « العقلانية » والهدوء المتعالي عما يحدث. لا نعتقد أن الصراع في فلسطين ديني بالأساس، وإن كان العامل الديني شديد الحضور فيه, كما أننا لا نعتقد أنه قومي بالأساس، وإن كان العامل القومي، هو الآخر، حاضرا بقوة في ثناياه، غير أننا لا نعتقد أيضا أن المسألة يمكن حصرها في حالة « هيجان عاطفي » لا تستحق منا سوى نظرة باردة متعالية. يمكن، إذا ما نظرنا على المدى البعيد، أن نرى بالعين المجردة، أنه فيما عدا صلب الصراع بوصفه صراعا بين الإنسانية والهمجية، بين العدل والظلم، بين القاهرين والمقهورين، بين أصحاب الأرض ومغتصبيها، فإن كل شيء آخر خضع لقانون النسبية التاريخية. ليست حماس ولا غيرها من الفصائل المقاومة سوى أحد الأشكال التي يتخذها نضال شعب يرفض أن يموت ضد أعتى وأكثر القوى دموية ووحشية في تاريخ البشرية الحديث. لا لزوم لتأكيد هذا الأمر بأمثلة إذ أنه من أكثر الأشياء وضوحا حتى بالنسبة لضعاف البصر والذاكرة. في كل مرحلة من مراحل النضال من أجل التحرر، تظهر حركات تحظى بشعبية هائلة لدى جمهور المقهورين تؤدي وظيفتها « الوجودية » فتنجح أو تمضي كمن سبقها. هذا أمر لا مراء فيه، ورغم ذلك فإن كلا المعسكرين يمانع في النظر إليه على هذا الشكل ويعتقد أنه الوضع النهائي لصراع لا يزال مفتوحا. هل يحدد تنسيبنا للأمر، أو يفترض منه أن يحدد، درجة الإلتزام الذي ينبغي أن يحرك كل فرد منا تجاه الصراع الدائر؟ قطعا لا وإن بدا الأمر كذلك لدى بعض المغرقين في العقلانية الباردة من أيتام الحداثة المجهضة. ينظر هؤلاء إلى المسألة باستمرار وكأنها لا تهمهم، فينهالون نقدا وانتقادا على المقاومة والمتعاطفين معها، لا يحتفظون من الصراع كله سوى بالحد الأدنى المضمون: إبداء التعاطف مع الضحايا الأبرياء للمحرقة. فعلا، هم غرباء عن الصراع، وككل مغيبي الوعي، لا يفيقون إلا بعد فوات الأوان. إن ما يقلق هؤلاء، أو بعضهم، هو حالة التعاطف الجارف الذي حققته المقاومة، اعتقادا منهم أن حماس بصفتها الدينية والإيديولوجية هي من سيستثمر ذلك. لا يهمهم الصراع إلا من هذا الوجه، فيلقون بالرضيع مع ماء الغسيل دون أدنى أسف. قطعا، ليس ذلك من العقلانية في شيء. يسمى هذا السلوك اصطلاحا بالنيران الصديقة، تلك النيران التي لا تأتي من الأعداء وإنما من الصف الذي يفترض أنه يطلق النار حصرا على من هم في الطرف المقابل. وهذه النيران، رغم أنها لا تحدد غالبا مآل المعركة، فإنها كفيلة بإيقاع خسائر غير متوقعة في « الجبهة الداخلية ». فأن يختار أحد سدنة الحداثة في بلادنا يوم الجمعة 16 جانفي 2009 الذي كان أحد الأيام الثلاثة الأكثر تدميرا في قطاع غزة لممارسة هوايته المحببة في « النقد البناء » للمقاومة وثقافتها أمر مثير للتعجب على أدنى تقدير. فكر الرجل وقدر، ثم عبس وبسر، ثم قال بلهجة مطلق الأحكام الواثق من نفسه الذي تعود دائما بأن يقابل كل ما يقوله بالأفواه المفتوحة إعجابا، أن « حماس ليست حركة تحرر وطني ». والسبب الذي بني على أساسه هذا التشخيص: أن « موقفها من حرية المرأة سلبي ». أي إبداع هذا؟ ماهي حركة التحرر الوطني؟ ماهي الشروط التي يجب أن تتوفر في حركة مقاومة للإحتلال وللصهيونية حتى يتكرم عليها صاحبنا بالنعت المذكور؟ لا نعتقد أن المسألة تتعلق بالمرأة وحريتها مطلقا، فهذه المسألة لم تكن أبدا حاضرة كأولوية في حركات التحرر مشرقا ومغربا. هناك درجة دنيا من الواقعية تعوز هواة الإستمناء الثقافي، وهي تتلخص في أن الشعوب عندما تقاوم محتلا غاصبا وهمجيا ونازيا، تترك كل شيء جانبا إلى أن يقع تحقيق الهدف الأساسي من حركتها، وهو التحرر. يسمى ذلك « تكتيلا للجهود » و »ترتيبا للأولويات ». عوضا عن ذلك كله يمضي صاحبنا ومقلدوه قدما في محاربة طواحين الهواء، في غيبوبة كاملة عن الواقع المحيط بهم. يمكن أن نتفهم الدفاع عن الحريات وبالأخص عن حرية المرأة وحتى عن المساواة في الإرث عندما يتعلق الأمر بنضال سياسي في إطار وطني. لا أحد يشكك، منطقيا، في جواز ذلك. أما عندما يكون الإنسان مهددا في وجوده ذاته، في أرضه وهويته وإنسانيته، فهو من الأمور التي يمكن أن تنتظر قليلا. ما عدا ذلك يسمى هذا السلوك إسقاطا لمشاكل وطنية النشأة على قضية لم يحقق حاملوها الحد الأدنى المطلوب للتمتع برفاهية هذا النوع من القضايا. يناضل كثير من الدونكيشوتيين الجدد باستمرار، على النمط المذكور آنفا، من أجل قضايا يعتبرونها « أساسية » لمجرد أنهم يهتمون بها. يمكن أن نتفهم نقاء سريرتهم النضالية لو أرفقوا القول بالفعل وكانوا في مقدمة حركة النضال المدني من أجل الحريات، بما في ذلك حريات المرأة. ما يزعج فعلا هو أن المسألة أصبحت مجرد « رأسمال نضالي » وابتعدت شيئا فشيئا عن الواقعية المنتجة. كم من هؤلاء انتقل إلى الأرياف والأحياء الشعبية (التي لا نظنهم يعرفون أين تقع)  لتوعية النساء بحقوقهن؟ كم منهم يحترم زوجته بالفعل ويرضى بأن تقاسمه أخته الإرث من والديه مناصفة؟ لا نعتقد أنهم كثر مهما ملأوا الدنيا صراخا. كان بالإمكان، لو أرادوا، أن يمجدوا في نصوصهم التي لم يصدروها صمود المرأة الغزاوية الفلسطينية الصابرة التي ترسل بأبنائها الواحد تلو الآخر للموت في سبيل حريتها وحريتهم وبقاء الجنس البشري والمحافظة على الكرامة الإنسانية من المهانة، فتلك أيضا مرأة. كان بإمكانهم أيضا أن يقولوا، في المسيرات التي لم يشاركوا فيها، لأهل فلسطين، ونصفهم نساء، أن كل الإنسانية معهم في دفاعهم عن الحرية ضد الإستبداد والهمجية. كان بإمكانهم أيضا لو تبرعوا بدينار لأهل غزة الصابرين أن يدعموا صمود عائلة لليلة أخرى تحت القصف. ولكن عوضا عن ذلك كله فإن ما فعلوه كان إثارة التساؤلات والإستفهامات وطرح المشكلات في غير وقتها وظرفها. كم كنا نحتاج إليهم ولإبداعهم في وجه الدعاية الغربية المعادية لحق الإنسان في الحياة الحرة والكرامة المحفوظة، كم كنا نحتاج لعلاقاتهم فيما وراء المتوسط والأطلسي لنقل صورة مختلفة عن تلك التي تملأ الشاشات والصحف الغربية والتي تتجاهل مجهود الإبادة الإسرائيلي وتصب غضبها كله على مطلقي تلك « الشماريخ » وتعاقب شعبا كاملا بالحصار والقصف. كم كنا سنسعد لو رأوا في التعاطف الجارف مع الأهل في فلسطين نهوضا جديدا يعيد الحق لأصحاب الحق ولو بعد حين عوضا عن تسخيف وتتفيه كل الأشياء الحسنة التي تبدعها الجماهير المكلومة والعاجزة. لنتساءل جدلا: إذا لم تكن حماس حركة تحرر، فماذا تكون؟ حركة دينية متطرفة مسلحة؟ سنمر سريعا على قضية أنها السلطة الشرعية في قطاع غزة وفي الضفة بعد فوزها في انتخابات حرة ونزيهة شهدت فتح وإسرائيل وواشنطن بنزاهتها، فهذا بالفعل مثير للأعصاب. سنمر أيضا سريعا على التطابق الذي يبدو كليا، في هذه النقطة بالذات، مع وجهات نظر نسميها ولا نصفها بالمنافقة سياسيا. مالذي يمنع شعبا من استخدام كل ما يراه صالحا لمقاومة عدوه وعدو الإنسانية؟ لا يرى هؤلاء أي عيب في الدور الذي لعبه الكاثوليك الفرنسيون في مقاومة النازية إبان الحرب العالمية الثانية، وقد لا يرون أي ضرر أيضا في الدور الخلاق للكنيسة الإفريقية في مواجهة نظام الميز العنصري في جنوب إفريقيا، ولكنهم يرفضون بإصرار غير مبرر أن يكون للإسلام أي وظيفة في مكافحة الصهيونية والصلف الإسرائيلي. يعتبرون ذلك ضد التاريخ، وضد المنطق، وضد الحداثة. يخيل إليهم، سفها، أنهم المؤتمنون على ذلك كله، ولكنهم يغفلون (عن قصد؟) أنهم إنما يروجون لسيادة إسلام من النوع الذي يتطابق مع تصورهم ومع المضمون الذي يشحنون به عقول مريديهم. يصعب عليهم أن يروا في الإسلام غير مصدر للهزء والإستنقاص، وينسون أنهم في مسعاهم ذاك إنما يفهمون، هم أيضا، الواقع من خلال النص وليس النص من خلال الواقع كما يحلو لهم أن يروجوا. نرثي لهم فعلا فهم يرون كل شيء يسقط على رؤوسهم ويكذب « نظرتهم الثاقبة » وحداثتهم « اللاتاريخية » ويوقعهم في الإسقاط تلو الآخر. عوضا عن مراجعة أنفسهم بالشجاعة  التي يطلبونها من غيرهم، يستمر هؤلاء في محاربة طواحين لا تنتج غير الرياح، في النظر إلى الوجود كله من خلال زجاج نوافذهم الضيقة المضببة، فيظلمون الإنسان والتاريخ والعقل والحداثة. ليذهب هؤلاء إلى فلسطين وإلى غزة تحديدا، ولتكن لهم، هم أيضا، الجرأة على مراجعة أفكارهم. سيرون أن هناك شعبا صنع من الحجارة سلاحا، ومن « الشماريخ » سلاحا استراتيجيا ومن الصمود قاعدة ينمو عليها التاريخ من جديد ومن الإسلام دينا يساعد على الحفاظ على الجنس البشري . سيرون أن التاريخ ما يفعل وليس ما يكتب أو يقرأ، وأن الجغرافيا أمر يستحق ولا يوهب، وأن المنطق هناك أن تتمسك بوجودك، وأن كل الباقي، مجددا، مجرد تفاصيل.   (مقال صادر بصحيفة الموقف التونسية بتاريخ 23 جانفي 2009)  


مقابلة مع روبرت باير، المسئول السابق بالمخابرات الأمريكية:

« يستحيل مهاجمة إيران، حماس باقية وحزب الله غير المفاهيم »

 
بقلم أوميد ميماريان بيركلي، كاليفورنيا, يناير (آي بي إس) – أكد روبرت باير، أحد كبار المسئولين السابقين بوكالة المخابرات الأمريكية، أن إسرائيل ستمارس ضغوطا متواصلة علي الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمهاحمة إيران ومرافقها النووية، وهو ما رفضته واشنطن حتي الآن، وأن حركة حماس باقية رغم الحرب علي غزة، كما غير حزب الله في لبنان المفاهيم القائمة. وتناول روبرت باير، مؤلف كتاب « الشيطان الذي نعرفه: القوة الإيرانية العظمي الجديدة » في مقابلته مع وكالة انتر بريس سيرفس (آي بي اس)، تناول تداعيات حرب غزة، علي كل من الحرس الوطني الإيراني وحماس وحزب الله، « ثلاثة من كبري الجماعات في الشرق الأوسط التي سميت « منظمات إرهابية ». وفيما يلي إبرز ما ورد في مقابلة مسئول المخابرات الأمريكية السابق مع وكالة آي بي اس. آي بي اس: يعتقد محللون سياسيون أن الحرب التي شنتها إسرائيل علي حماس في غزة بعد عامين ونصف عام من حربها علي حزب الله في لبنان، هي جزء من خطة أكبر تنتهي بالهجوم علي مرافق إيران النووية. هل تسير إسرائيل في هذا الإتجاه؟. روبرت باير: كلا. أعتقد أن هناك « فيتو » عسكري (أمريكي) علي مهاجمة إيران. بكل بساطة، ليس هذا ممكنا. آي بي اس: لماذا يعتبر ذلك مستحيلا؟.
 
روبرت باير: لسبب واحد. فنعرف أنه سيكون هناك مفاعلا (نوويا) إيرانيا في الخليج. إيران لن تُهاجم كحماس وترد محليا. سوف ترد دوليا. لا خيار أمامها دون ذلك. في هذا تكمن قوتها الرادعة. من المهم تعلم الكثير من الدروس عندما يتعلق الأمر بإيران. إذا إطلعت علي الموقع الشبكي للحرس الوطني الإيراني، لرأيت الدروس التي تعلموها من الحرب بين إيران والعراق. هذه الحروب هي حروب إنهاك (إستنزاف)، حروب تستمر إلي الأبد، ولا يمكن كسبها خاصة ضد الولايات المتحدة. وبالتالي فقد طوروا قدرة علي الحرب الا متماثلة، حرب العصابات، وهي الفعالة جدا. لقد إنضم عدد من أفضل الأدمغة في إيران ل « باسداران » (حرس الثورة) ولم يكونوا معتصبون بالضرورة. بل ويمكن القول أنهم كانوا إلي حد ما قوميون. وحسب خبرتي، هؤلاء الناس في باسداران ربما هم علي المستوي التشغيلي (العمليات)، المفكرون الأكثر كفاءة إستخباريا، وقوة في حرب العصابات، بل وسياسيا في الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل والأردن. إنهم يعرفون جيدا ما يفعلون، ولا ينطبق عليهم بوضوح أي مفهوم سياسي في إيراني. آي بي اس: هل تعتبر إذن أن إحتمال قيام إسرائيل بهجوم محدود علي المرافق النووية الإيرانية غير وارد؟. لاسيما بعد ما علمنا مؤخرا من مقالة في جريدة نيويورك تايمز، بأن قادة إسرائيل طلبوا في العام الماضي من الرئيس جورج بوش القيام بمثل هذا الهجوم، لكنه إعترض ورفض. روبرت باير: هذا الإحتمال غير وارد علي الإطلاق. حتي بوش فهم ذلك. نيويورك تايمز صائبة في قولها أن بوش إعترض علي الهجوم الإسرائيلي. ويرجع ذلك بكل بساطة إلي توازن القوة في الشرق الأوسط بين الولايات المتحدة وإيران، توازن متكافيء. لا أقصد أنه متكافيء في الطائرات والدبابات والغواصات، وإنما في إحتكار العنف، فهما يتساوان في هذا. لاشك في تساويهما. يمكننا قصف طهران، ولكن إلي إين يقود ذلك؟ إلي لا شيء. إنه مثل قصف إسرائيل لمنشأة تابةع منشئات الأمم المتحدة في غزة. ما الذي حصل عليه الإسرائيليون من وراء ذلك؟ لا شيء. نعم في إمكانهم تدميره، ولكن ما الذي سيحصلون عليه في المقابل؟. حماس سوف تبقي. يمكنك قصف كل القواعد العسكرية في إيران لمدة أسبوعين، لكن إيران لاتزال موجودة، ولا تزال لديها القدرة علي تسليط قوتها، علي تسليط إرادتها، بل وربما الخروج بقوة أكبر من مثل هذا النوع من النزاع. كما أن قوة إيران إقتصادية وهائلة أيضا. ولن يؤثر سعر النفط علي الإطلاق، لأن فكرة تسليح حزب الله أو مساندة حماس في دمشق، لا تعني شيئا من الناحية المالية. آي بي اس: أشار أوباما تكرارا إلي إمكانية التباحث مع قادة إيران وتغيير السياسة الخارجية الأمريكية. ما هي إمكانيات أن يساهم تعيين دينيس روس مستشارا رئيسيا للشئون الإيرانية في تحقيق هذه الوعود؟. روبرت باير: دينيس روس. المهم أن تكون إسرائيل مرتاحة له. فإذا تم التحاور مع إيران، فـإنهم (إسرائيل) يعلمون أنه لن يخونهم. أقصد أنهم إختبروا هذا الرجل لسنوات طويلة. (دينيس روس) يهودي، وكان دائما نزيها مع الإسرائيليين. وتمشي مع مشروعاتهم، حتي الجنونية منها. فإذا فُتح الحوار، يعلم الإسرائيليون أنه لن يفاجئهم. لو كان أوباما أحضر شخصا جديدا، أستاذا من جامعة هارفارد لا يعرفه الإسرائيليون، لكانوا سيجمدوه علي الفور. آي بي اس: علي ضوء مواقف دينيس روس تجاه قضايا معينة في الشرق الأوسط بالأخص إيران علي مدي العقد الماضي، هل سيكون أوباما قادرا علي إتباع مسارا جديدا للسياسة الخارجية في المنطقة؟. روبرت باير: أوباما يحتاج لمساندة الحزب الديمقراطي لتسيير سياسته، ولهذا السبب أحضر أشخاصا مثل دينيس روس وديني بلير مدير المخابرات الوطنية، بكل بساطة لأنه يحتاج إلي هذه المساندة السياسية. أوباما لا يستيطع الإتيان بأشخاص لم يسبق إختبارهم، ووضعهم أمام الحزب الديمقراطي، لأنه لو جري إنفتاح مع إيران سيكون ذلك بتواطؤ مع إسرائيل، ربما تواطؤ صامت، بأن يغض الإسرائيليون النظر عنه. في السياسة الأمريكية، لا يمكنك أن تفعل شيئا دون موافقة تل أبيب، إلي مستوي معين علي الأقل. هذا مستحيل. لا أستطيع أن أتصور أي بلد مرهون إلي هذا الحد بدولة صغيرة مثل هذه أو حتي بقوة عظمي، علي مدي التاريخ كله. أعجز حتي عن التفكير في ذلك. آي بي اس: لماذا؟. روبرت باير: أنظر إلي مدينة نيويورك. أنظر إلي كبري الصحف. كلها تتبني أجندة صهيونية. هذا أمر واقع. أنا لست يهوديا. أنا لا أكترث بالإسرائيليين. ولست مناهضا للسامية. أنا أتحدث عن أمر واقع. لقد إقترحت علي ناشري تأليف كتاب عن إسرائيل، فقال لي إنسي ذلك. لا يمكنك التحدث عن حقيقة إسرائيل. المكان الوحيد الذي يمكنك أن تتحدث فيه عن حقيقة إسرائيل هو إسرائيل. هناك يقولون لك أشياء يستحال أن تسمعها في الولايات المتحدة. آي بي اس: مثل ماذا؟. روبرت باير: مثل القول بأن غزة سجن. لن تقرأ ذلك أبدا علي صفحات نيويوك تايمز. أنظر لنيويورك تايمز. إنها تكاد تكون إمتداد لإسرائيل. آي بي اس: ما هي تداعيات حرب غزة علي مستقبل العلاقات بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة؟ هل دمر الهجوم الأخير حماس؟. روبرت باير: كلا، هذا مستحيل. حماس هي فكرة، لا منظمة. حماس فكرة. ولو ذهبت إسرائيل وأرغمت 1,5 مليون شخصا علي الذهاب إلي مصر، فلن تقهر غزة. يمكنهم (الإسرائيليون) أن يذهبوا ويذبحوا القادة ويسجنوا 10,000 فردا.. حماس ستخرج أكثر قوة. والخاسرة ستكون فتح. آي بي اس: ما هي الخواص الأساسية للتصرفات العسكرية والسياسية لحماس وحزب الله؟. روبرت باير: لقد أعادا صياغة مفهوم الحرب جغرافيا. فكون حزب الله قد حفر الخنادق وإستخدم تكنولوجية الألياف البصرية كوسيلة للإتصال، يبرهن علي مدي تطور أساليبها. ما هو الجيش الذي يستخدم هذه الوسائل في أي مكان في العالم بإستثناء حزب الله؟. لا يمكنك إختراقها. لا يمكنك أن تفعل أي شيء. أنظر إلي زعيم حزب الله حسن نصر الله وإلي سياساته الإسلامية التي أعاد تعريفها، لأنه دخل في تحالف مع المسيحيين. بن لادن يريد قتل المسيحيين إذا جاز القول، لكن نصر الله ينظر إلي اليهم كحلفاء.
(آي بي إس / 2009)
 


الحرب علي غزة: وإذا حاربت حماس بمقاتلات أمريكية، وإسرائيل بصواريخ منزلية؟

 
بقلم ثاليف ديين الأمم المتحدة , يناير (آي بي إس) – في عام 1967 عرض فيلم « معركة الجزائر » عن حرب الإستقلال الجزائرية، مشهدا لقائد بالمقاومة إسمه بن مهيدي، وقد أحضر أمام مجموعة من الصحفيين الفرنسيين لإستجوابه. فسأله أحدهم « ألا تعتقد أنه من الجبن إستخدام الحقائب والمسلات التي تحملها النساء، لنقل متفجرات لقتل العديد من الأبرياء » في المقاهي والنوادي الليلية؟. فأجاب المقاوم الجزائري « ألا تعتقد أنت أنه أكثر جبنا قذف قنابل نابالم علي قري عزل، علي ضحايا أبرياء أكثر ألف مرة؟ ».. « بالبطع لو كانت لدينا مقاتلاتكم الجوية، لكان من الأسهل علينا بكثير ».. »أعطونا قاذفات قنابلكم، وخذوا حقائبنا ومسلاتنا ». شأنها شأن المقاومة الجزائرية، لم تخوض « حماس » معركة متكافئة في غزة، فقد صبت إسرائيل جام طاقتها النارية الجبارة علي المدنيين العزل لتحصد أرواح أكثر من 1,300 فلسطينيا في 22 يوما. وعلق دبلوماسي عربي لدي الأمم المتحدة علي هذا بقوله »ربما يكون من المفيد أن نتخيل الأدوار معكوسة، أي أن نتصور الفلسطينيين بطائرات مقاتلة ودبابات أمريكية، والإسرائيليين بصواريخ « منزلية »”. فبالإضافة إلي المقاتلات « F-16”، إستخدم الإسرائيليون مجموعة كبيرة من الأسلحة الأمريكية، تشمل مروحيات « أباتشي »، ودبابات « M60”، ومدرعات ومدفعية ثقيلة وغيرها. وقد صرحت فريدا بيرريغان، من كبار الباحثين بمركز مورد تجارة الأسلحة التابع لمعهد السياسة الدولية، بأن الترسانة العسكرية الإسرائيلية تتكون من عتاد عسكري قدم إليها بموجب برامج المساعدة الأمريكية. وأضافت أنه تم تزويد إسرائيل ب 226 طائرة مقاتلة من طراز « F-16″، وأكثر من 700 دبابة M60، و6000 مدرعة لنقل الجنود، وطائرات نقل ومروحيات هجومية، ومعدات وطائرات التدريب والقنابل والصواريخ التكتيكية بمختلف أنواعها. وفي المقابل، إعتمدت « حماس » علي بضعة المئات من الصواريخ شبه المرتجلة، التي أخفق أغلبها في ضرب الأهداف. أما د. ناتالي غولدرينغ، من كبار الباحثين بمركز دراسات السلام والأمن بجامعة جورج تاون، فأكدت أن « إسرائيل تملك إمكانيات عسكرية هائلة »، وبرهنت الأحداث الأخيرة أنها قادرة علي تدمير مناطق كبيرة في غزة « لكنها عاجزة عن حماية أهلها من صواريخ غير مطورة نسبيا أطلقت عليها » من القطاع. هذا ولقد إتهمت منظمات حقوق الإنسان إسرائيل بإستخدام مدفعية وذخائر يحظر إستعمالها في مناطق مكتظة بالسكان. وطالبت منظمة العفو الدولية السلطات الإسرائيلية في 22 يناير بتقديم المعلومات عن الأسلحة والذخائر التي إستخدمتها قواتها ضد الفلسطينيين في غزة. وصرحت دوناتيلا روفيرا، رئسية فريق منظمة العفو الدولية في غزة « نعرف الآن أن ذخائر الفوسفور الأبيض قد إستخدمت في مناطق عمرانية مأهولة، علي الرغم من أن السلطات الإسرائيلية سبق وأن نفيت ذلك ». وأكدت روفيرا « الآن لدينا أدلة لا يمكن دحضها علي إستخدام هذا السلاح. الأطباء الذين عالجوا الإصابات الأولي لم يكونوا علي علم بأسباب الإصابات ». وأصدرت منظمة العفو الدولية بيانا جاء فيه أن هناك ضحايا أصيبوا بجراح قال الأطباء أنهم واجهوا مصاعب في علاجها لعدم تأكدهم من طبيعة الذخيرة التي سببتها. ومن ناحيتها، أعلنت منظمة « هيومان رايتس ووتش » الحقوقية العالمية، أن إستخدام إسرائيل للمدفعية الثقيلة في مناطق مأهولة في مدينة غزة، قد إنتهك حظر قوانين الحرب للهجمات دون التمييز. وأفادت « هيومان رايتس ووتش » في بيان أن أحد باحثيها قد تابع من الحدود بين إسرائيل وغزة، الإستخدام الإسرائيلي المتكرر لقذائف المدفعية عيار 155 ملم (كل قذيفة تنشر 116 رأسا مشبعة بالفوسفور الأبيض)، وهي التي تنفجر وتتبعثر علي مناطق تبعد حتي 300 مترا. وصرح مارك غارلاسكو، من كبار المحليين العسكريين في المنظمة أن « إطلاق قذائف مدفعية 155 ملم علي وسط مدينة غزة، أيا كان الهدف، غالبا ما يصيب المدنيين بإصابات فظيعة ». وقال أن إسرائيل بإستخدامها هذا السلاح في مثل هذه الملابسات إنما ترتكب هجمات دون تمييز، تتنافي مع قوانين الحرب. وأخيرا، أجابت الباحثة ناتالي غولدرينغ من جامعة جورج تاون، علي سؤال لانتر بريس سيرفس عن إحتمال وقوع تغييرات سياسية تحت إدارة الرئيس باراك أوباما، مؤكدة أن الرئيس ومبعوثه للشرق الأوسط جورج ميتشل « يواجهان مهمة مروعة »، ومن الواضح أن الخيار العسكري لا يأتي بنتيجة لأي طرف.
(آي بي إس / 2009)
 

بسم الله الرحمن الرحيم

المرابطون في غزة: رأينا آيات الله

 

ساعات الليل تطول مثقلة ببرودتها القاسية عليهم، وهم يتربصون في مكامنهم بانتظار فرصة سانحة للهجوم.. الدبابات رابضة أمامهم كوحوش أسطورية في الظلام.. ترتفع الأكف في ضراعة متوجهة للسماء « اللهم أنزل الغيث، وحرك الريح، وانشر الضباب، وثبت جندك، واهزم أعداءك.. ».. وتنهمر الدموع من أعين طالما أطلقت نظراتها نارا تشعل الخوف في قلوب الأعداء، وتهتز من البكاء خشوعا أجساد لطالما كانت راسخة أمام الآليات والمجنزرات، فتتصل الأرض بالسماء، ويستجاب الدعاء. أبو عبيدة أحد قادة المقاومة الميدانية شرق حي الزيتون في مدينة غزة قال لـ »إسلام أون لاين.نت »: « كنت ومجموعة من المرابطين ننتظر فرصة مناسبة للدخول على الدبابات، وأخذنا ندعو الله أن يهيئ لنا أمرنا، وينزل علينا جندا من السماء يؤازروننا، وفجأة وبدون أي مقدمات نزل ضباب كثيف على المنطقة التي كنا فيها »…. وأردف أبو عبيدة وقد تهدج صوته من أثر الانفعال: « وبعد نزول الضباب استطعنا الدخول بين عشرات الدبابات وزرع العبوات الناسفة قربها والانسحاب بسلام دون أن ترصدنا طائرات الاستطلاع التي تملأ الجو، وتحول الظلام الحالك إلى ضوء نهار، ودون أن يلمحنا أحد من جنود العدو المحتشدين حول الدبابات ». وعلامات النصر تبدو على وجهه أضاف: « استطعنا تفجير كل العبوات الناسفة في الدبابات الموجودة، ومجموعة من جنود فرق الاحتلال الراجلة، وقُتل خلال ذلك أكثر من خمسة جنود وجُرح العشرات ». وبينما طائرات الاحتلال الإسرائيلي تحوم ناشرة الموت في سماء غزة، وينهمر قصفها متحدا مع قذائف الآليات البرية والزوارق الحربية؛ لتحول ليل القطاع إلى جحيم، انهمرت الأمطار بشدة على المناطق الحدودية لمدينة غزة دون غيرها من المناطق الأخرى، والتي تتوغل بها قوات الاحتلال البرية؛ مما أعاق تقدمها، وحال دون توغلها في المناطق السكنية، بينما تعطلت الطائرات لساعات عن رصد حركة المقاومين؛ مما منحهم فرصة لحرية التنقل، ونصب الكمائن للقوات المتوغلة. بركة الجهاد المنتصر بالله مصطفى، والقاطن على شاطئ بحر غزة، تحاصره من الجو الطائرات، والدبابات لا تبعد عن بيتهم سوى كيلو متر واحد، والبوارج البحرية لا تفتأ قذائفها تنهال على كل متحرك على الشاطئ، كانت بطارية هاتفه المحمول فارغة حين استعان به أحد المرابطين المنتشرين في الجوار، فكانت المفاجأة.. مرددا « سبحان الله » في تعجب لم يفارقه بعد أن قال المنتصر بالله: « بطارية هاتفي المحمول كانت فارغة تماما، والكهرباء مقطوعة عن المنزل؛ بسبب الحصار الجائر من قبل العدوان الإسرائيلي الأخير.. أحد المرابطين بجوار البيت طلب هاتفي لاستخدامه فقلت له إنه لن يكفيه لكـلمة واحدة.. فالبطارية أعلنت نفادها »… وعلامات الدهشة على وجهه تابع: « وما إن أمسك المرابط الهاتف بيده حتى امتلأت البطارية كأنما أضعها على الشاحن منذ أيام، وتحدث من خلاله، واستخدمت الهاتف من بعده لعدة أيام أخر.. سبحان الله.. تلك هي آيات الرباط والجهاد والنصر إن شاء الله، فالله ينزل ملائكته على المجاهدين في سبيله لينصرهم ويثبت خطاهم ». أما أبو مجاهد المرابط على ثغور شمال مدينة غزة، فقال: « كنت أرصد حركة الدبابات على حدود المدينة، ولم يكن أحد حولي، فإذا بي أسمع صوتا يسبح ويذكر الله ويستغفر.. حاولت مرارًا أن أتأكد من الصوت، ولكنه بالتأكيد لم يكن صادرًا إلا من الحجارة والرمل التي لم يكن سواها حولي في هذا الخلاء ». محمود الريفي واحد من مجموعات « الاستشهاديون الأشباح » رابط ليومين كاملين في مكمنه، يقتات على بعض التمر والماء وبيمينه سلاحه، وعن يساره جهازه اللاسلكي ليتواصل مع رفاقه وقيادته، وينتظر ملاقاة العدو على أحر من الجمر، لسانه يلهج بالدعاء أن يمن الله عليه بالتمكين من جنود الاحتلال الإسرائيلي وإصابتهم في مقتل. وأخيرا بعد 48 ساعة من الانتظار وحيدا في خندق لا تزيد مساحته على المترين، استطاع الريفي الالتفاف حول مجموعة من جنود الاحتلال الإسرائيلي على جبل الريس شرق مدينة غزة، واشتبك معهم وحده، وهو لا يحمل سوى قطعة سلاح واحدة، فقتل اثنين منهم وجرح آخرين.. »، بحسب أحد القادة الميدانيين بكتائب القسام. وأضاف القائد القسامي: « كما أسر الريفي جنديا حمله على كتفيه وأسرع عائدا إلى مكمنه إلا أن طائرات الاستطلاع أطلقت عليه صاروخا أرداه هو والجندي الإسرائيلي، وخلال قتال الريفي معهم أصابهم الرعب وراحوا يبكون ويصرخون وهم يتخبطون فيما بينهم وكأن الملائكة تكبلهم ». المقاومة بـ »سهام الليل » « اللهم افتح للمجاهدين الأبواب، وأزل عنهم الصعاب، واصرف عنهم كيد الذئاب، وكل منافقٍ وكذاب.. اللهم اجمع حولهم القلوب والرقاب، بقوتك يا رب يا وهاب.. اللهم اربط على قلوبهم وثبت أقدامهم، وسدد رميهم وصوب رأيهم واجعل لهم من كل ضيق فرجا… ». متدثرين بالثرى ملتحفين برد الشتاء، وقد تصدعت الجدران، وتحطمت الشرفات من قصف جنوني لا يتوقف، يتهجد أهل غزة في ظلمة الليل وقلوبهم تلهج بالدعاء للمقاومين. وفي صدور الشيوخ والأطفال والنساء والمصابين منهم، يتردد حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم لأصحابه في غزوة تبوك (إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة؟ قال: نعم؛ حبسهم العذر). وأمام ناظريهم ينعقد الأمل واليقين بالله ولسان حالهم يقول: وإني لأدعو الله حتى كأنني *** أرى بجميل الظن ما الله صانع عائلة أبو الوليد مُراد تقضي ليلتها في الدعاء والاستغفار، وقد أنساهم القصف الإسرائيلي المتواصل معنى النوم، ويقول أبو الوليد: « كل مساء أجمع أسرتي صغارا وكبارا ونبدأ بقيام الليل وندعو للمجاهدين أن ينصرهم الله ويثبت أقدامهم.. ليس لنا سوى الدعاء.. أولادنا يقاومون في ساحة المعركة بأسلحتهم، ونحن نقاوم باللجوء لله وبسلاح الدعاء.. سهام الليل ». أم محمد يوسف كل ليلة تستيقظ من نومها عدة مرات على صوت الصواريخ وقذائف المدفعية ولسانها يُرتل:  » أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ *  أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ ». وتضيف قائلة: « إن الله سيحمي المجاهدين وينزل على عدوهم جندا كطير الأبابيل والمطر والضباب، وسيعمي العدو عنهم، وسيرد كيدهم إلى نحورهم ويدمرهم تدميرا ». وبعيونٍ دامعة أردفت: « أولادي يخرجون كل ليلة للرباط على الثغور.. أقوم الليل وأدعو بأن يحميهم الله ويسدد رميهم.. لن يأتينا النصر سوى بالصبر والصمود.. فهو ليس سوى صبر ساعة ». أم سمير غزال، والدة أحد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قالت بدورها: « الحمد لله على كل حال وأي حال، الله لا يبتلي إلا عبده المؤمن، أنا فقدت ابني، ولكن هناك من فقدوا كل أبنائهم وتشردت عائلتهم، أحتسب مصيبتي عند الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون ». وعلامات الصبر على وجهها تابعت: « أبناؤنا شهداء يمرحون في جنات الخلد.. ولعل ولدي يشفع لي يوم القيامة وأرافقه في الجنة، عندما علمت بنبأ استشهاده حمدت الله وسجدت له شكرا؛ لأنه أعطاه أعلى منزلة في الجنة ». أما أبو عاهد إمام مسجد النور في حي الشيخ رضوان الذي قصفته طائرات العدو بعدة صواريخ قال لـ » إسلام أون لاين.نت »: « قصف المسجد بثلاثة صواريخ.. دمرت المسجد بالكامل، ولم يبق حجر على حجر.. إلا أن المصاحف بقيت كما هي، ولم يمسسها شيء.. سبحان الله.. تلك هي رعايته وعظمته ». وبعيون واثقة بنصر الله أضاف « وجدنا بعض المصاحف مفتوحة على آيات النصر والصبر مثل: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.  

(المصدر: رسالة الإخوان القاهرة فى :21 من المحرم 1430هـ – 18 من ينايــر 2009م)


معاذ الله أن نصدقكم أيها « المعتدلون » العرب!

 
د. فيصل القاسم هل يصدّق الشعب العربي ما جاء في الخطابات المفاجئة واللهجة التضامنية التي سمعناها في قمة الكويت الأخيرة، وخاصة من « المعتدلين » العرب؟ هل نسي تآمر المتآمرين قبل أيام فقط ، ومباركتهم للغزو الصهيوني البربري لقطاع غزة الذي وصفه الأمين العام للأمم المتحدة نفسه بأنه أبشع غزو في التاريخ الحديث؟ ألم يقفلوا المعابر والحدود قبل أيام فقط في وجوه الفارين من جحيم غزة؟ ألم يمنعوا حتى الأطباء العرب من دخول القطاع لمعالجة الجرحى والمصابين؟ ألم تنطلق التهديدات الإسرائيلية بمحو المقاومة الفلسطينية عن بكرة أبيها من أراضيهم أصلاً؟ ألم يذكر المسؤولون الأوروبيون أنهم سمعوا كلاماً من المعتدلين العرب بأنهم لا يودون خروج المقاومة الفلسطينية منتصرة من المعركة مع الصهاينة؟ ألم يحمــّلوا أهالي غزة العزّل مسؤولية الهمجية الصهيونية؟ ألم يسخروا من المظاهرات العربية المناصرة لسكان القطاع المنكوب؟ فلماذا راحوا على حين غرة يزايدون على الشارع العربي، ويستخدمون في الأيام الأخيرة من العدوان نفس اللغة التي يستخدمها المتظاهرون؟ هل غير « المعتدلون » المزعومون مواقفهم، أم كانوا يتخابثون مجاراة صورية للشارع؟ ألم يكونوا في البداية في واد، والشعب العربي في واد آخر تماماً؟ لماذا لم يدعوا إلى وحدة الصف العربي قبل العدوان على غزة لو كانوا صادقين فعلاً في دعواتهم المشكوك في نواياها؟ لماذا لم يطلقوا تهديداً واحداً ضد إسرائيل أثناء العدوان؟ لماذا انتظروا حتى أجهزت آلة الحرب الصهيونية النازية على أبرياء غزة؟ لماذا تغير هؤلاء الحكام بين ليلة وضحاها ليهددوا إسرائيل بقلع ثلاث عيون إسرائيلية مقابل كل عين فلسطينية؟ لماذا لم يهددوا بسحب المبادرة العربية للسلام بعد أسبوع واحد على بدء العدوان على الأقل؟ لماذا انتظروا حتى أنهت إسرائيل تدميرها للقطاع وتشريد أهله المحاصرين أصلاً؟ لماذا لم تظهر عنترياتهم وعواطفهم الجياشة الكاذبة إلا بعد أن انتهى العدوان الهمجي على غزة؟ صدقوني ،لا يصدقكم إلا مخبول. لماذا لم تتداعوا إلى قمة غزة الطارئة التي سبقت قمة الكويت المبرمجة قبل عام، والتي جاءت بعد أن وضعت الحرب أوزارها؟ هل وحدت مأساة غزة صفوفكم فعلاً، وجعلتكم تنسون أحقادكم بشكل مفاجئ؟ هل كنتم بحاجة للانتظار حتى تخرب غزة كي تجتمعوا، وتقبلوا لحى بعضكم البعض؟ على من تضحكون أيها المنافقون الأفاقون؟ هل تعتقدون أنكم تستطيعون الضحك على ذقون الشعب العربي بهذا النفاق المفضوح والعواطف البلاستيكية المستهلكة والممجوجة؟ هل كان بعض المجتمعين في قمة الكويت سيعلنون عن تبرعات سخية لسكان غزة لولا أنهم وجدوا أنفسهم في مأزق حقيقي مع شعوبهم هذه المرة، وبعد أن انفضح أمرهم، ولم يعد بإمكانهم ستر عوراتهم الكثيرة؟ ألم تأت دموع التماسيح التي ذرفوها على محنة الغزاويين لتنفيس الشارع العربي الذي لن يغفر لهم مهما طال الزمن؟ هل يعتقدون أنهم سيقنعون الشعب بخطاباتهم التوفيقية والعنترية ووعودهم السخية؟ أليس حرياً بهم أن يعلموا أن الشعب العربي من المحيط إلى الخليج بات أكثر ذكاء وحنكة مما يتصورون؟ لماذا تصورون لنا مجرد تصالحكم الباهت قفزة نوعية بعد معارككم الصبيانية؟ ماذا يستفيد الشعب المنكوب من تصالحكم؟ ماذا حققتم لنا وأنتم في عز وئامكم ووحدتكم؟ ألم تكن كل مؤتمرات قممكم هراء بهراء، وفي أحسن الأحوال مجرد مؤامرات، كما فعلتم قبيل العدوان الثلاثيني على العراق؟ وهل تعتقدون أن الشارع العربي سيشكركم على التصالح فوق دماء أهالي غزة؟ لماذا استغللتم دماء الأبرياء لتصفية حسابات كان بإمكانكم أن تصفوها بعيداً عن شلالات الدم الفلسطيني؟ لقد عجناكم وخبزناكم مرات ومرات، فلا تتذاكوا علينا. فلولا أنكم تعرفون أنكم سقطتم سقوطاً مريعاً في عيون شعوبكم والعالم أجمع، لما أبديتم لهجة تصالحية وتضامنية في قمتكم الأخيرة للتغطية على تآمركم . نحن نعرف دهاءكم وخبثكم جيداً، فأنتم تعرفون أن الشارع العربي يغلي بشكل غير مسبوق بعدما منعه بعضكم حتى من الصراخ في الشوارع تضامناً مع أهل غزة، وبعدما أوعزتم لخدمكم من شيوخ « الفـُل أوبشن » كي يصدروا فتاوى تحرّم التظاهرات، وتعتبرها رجساً من عمل الشيطان. إن الذي كان يزعم في مؤتمر قمتكم بأن دماء الفلسطينيين الذين قضوا في غزة أغلى على قلبه من كل شيء ما كان ليعطي الضوء الأخضر للصهاينة كي يعيثوا خراباً وتدميراً في أحياء غزة المكتظة بالسكان، ولما كان انتظر حتى سكتت المدافع التي كانت تدك الأبرياء في غرف نومهم حتى يتعاطف مع المنكوبين. العبوا غيرها أيها الحكام! فكل ما تريدونه من قمتكم التي أردتموها مفاجئة في مضمونها أن تستعيدوا بعضاً من هيبتكم المسفوحة، وأن تحفظوا ما تبقى من ماء وجوهكم، وأن تستعيدوا زمام المبادرة بعد أن فلتت من أيديكم تماماً، وأن تمتصوا غضب الجماهير ونقمتها التي- إن شاء الله – لن تنسى لكم فعلتكم الشنعاء هذه المرة، مهما حاولتم استرضاءها بالمؤتمرات والعبارات الناعمة والعطايا السخية. لا تحلموا بأن تغطي مشاهد تبويس اللحى على موائد الغداء على المشاهد النازية والفاشية التي خلفها الصهاينة في غزة. فصور العائلات الفلسطينية الميتة تحت الأنقاض أشد وقعاً وتأثيراً على نفوسنا من عناقكم المزيف وخطاباتكم الانفعالية الزائفة. نعرف يا حكام « الاعتدال » أنه لو استسلمت المقاومة الفلسطينية للعدو الصهيوني الغاشم، لما صدرت عنكم تلك اللهجة التصالحية في قمتكم الأخيرة، ولمضيتم في غيكم، ولكنتم، لو سقطت المقاومة، فركتم أيديكم فرحاً وأنتم تصيحون: « ألم نحذر حماس من مغبة استفزازها لإسرائيل »؟. نحن نعلم جيداً أنه لولا صمود المقاومة، لما تصالحتم على مضض، ولما تبرعتم بملايينكم. وإذا أردتم أن تشكروا أحداً على إعادة اللحمة المزعومة المفاجئة لصفكم فاشكروا المقاومة، ولا أحد غيرها. صدقوني أنكم لا تستطيعون أن تغسلوا عاركم وتواطئكم، ولا أن تشتروا البطولة والشهامة والكرامة بملايينكم، فالدماء الغزيرة التي سالت في غزة أغلى بكثير من تبرعاتكم. ليس العبرة في إعادة الإعمار، بل في منع الدمار في المقام الأول، ويقول المثل الشعبي في هذا الصدد: « لا تقل الله يرحم الذي يجبر العظام المكسورة، بل قل الله يرحم الذي يمنع الكسر ». وأنتم مشهورون في تشجيع كسر العظم العربي في لبنان والعراق وفلسطين هل دعوتم للمصالحة أيها « المعتدلون » فعلاً من أجل رأب الصدع العربي، كما تدّعون، أم أن دعوتكم ما كان لها أن تتم لولا الضوء الأخضر الأمريكي، فقد خشي العم سام عليكم كثيراً بعد محرقة غزة، فطلب منكم توحيد الصفوف، لكن ليس من أجل القضايا العربية، بل من أجل الحفاظ على كراسيكم. كل محرقة وأنتم بألف ويل! ( المصدر: جريدة الشرق ( يومية – قطر 24 بتاريخ 2009)  


أردوغان يدعو العرب والمسلمين لوقفة مع النفس

 

  أردوغان يدعو العرب للتوحد
أنقرة – دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان العالم العربي والإسلامي إلى « وقفة مع النفس » ومراجعة مواقفهما وانقساماتهما إزاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال أردوغان -في حوار أجرته معه صحيفة الحياة اللندنية ونشرته اليوم الأحد-: إن الدول العربية والإسلامية بحاجة إلى السلام فيما بينها أكثر منه مع إسرائيل، مضيفا أنهم الآن بحاجة إلى وقفة مع النفس وتحقيق الوحدة، فهم الآن غير متصالحين مع بعضهم حتى في هذه الفترة التي يجب أن يقفوا خلالها موقفا موحدا تجاه قضية غزة. وأشار أردوغان إلى أن جامعة الدول العربية منقسمة على نفسها، وفشلت فى عقد قمة عربية طارئة لبحث العدوان الذي تعرضت له غزة، كما هو حال منظمة المؤتمر الإسلامي التي عجزت هي الأخرى عن ترتيب قمة لها في هذه الأزمة فى موقف غير مفهوم أو مبرر، على حد قوله. طالع أيضا: اللوبي اليهودي بأمريكا  » يهدد » أردوغان أردوغان يدعو لعدم تهميش حماس الشارع العربي: تركيا.. قلب العروبة النابض وخلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي بدأت يوم 27-12-2008 ووضعت أوزارها صباح يوم 18-1-2009، ظهرت الخلافات بين الدول العربية فى التعامل مع هذه الأزمة، أدت جميعها إلى تعطيل عقد قمة عربية للتصدي لهذا العدوان. وعقدت مجموعات من الزعماء العرب ثلاث قمم تشاورية خلال الأسبوع الأخير للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهي تحركات سلطت الضوء على انقساماتهم. مراقبون مدنيون وفيما يخص الوضع فى غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي، أعرب رئيس الوزراء التركي عن استعداد بلاده لإرسال مراقبين مدنيين إلى القطاع لتثبيت وقف إطلاق النار إذا كان ذلك ضروريا وفي حال طلب الفلسطينيين ذلك، مستبعدا فكرة إرسال قوات عسكرية تركية. وشدد أردوغان على أهمية العمل من أجل حل شامل للقضية الفلسطينية، من خلال وضع خطة سياسية تشمل كل الأطراف الفلسطينية بما فيها حركة المقاومة الإسلامية حماس، تعمل كلها من أجل حل سياسي للقضية الفلسطينية. ولفت إلى أن بلاده أوصت في وقت مبكر من الأزمة بضرورة عدم تهميش حماس، قائلا: « يجب أن تأخذ مكانها على الساحة السياسية الديمقراطية الفلسطينية وأن تكون لاعبا سياسيا وجزءا من مسار التنافس الديمقراطي المتحضر مع بقية القوى السياسية الفلسطينية الأخرى ». استفزاز إسرائيلي وردا على سؤال حول كون حماس أخطأت بإطلاق الصواريخ بعد انتهاء فترة التهدئة يوم الجمعة 19-12-2008، قال أردوغان: « قد تكون حماس أخطأت، لكن هذا أمرا منفصلا ومختلفا، فعلينا أن نأخذ في الاعتبار التزام الحركة باتفاق التهدئة لمدة ستة شهور كاملة، في حين لم تلتزم إسرائيل بشروط ذلك الاتفاق، مما يعد موقفا استفزازيا من الجانب الإسرائيلي لحماس ولأهالي قطاع غزة ». وجدد أردوغان إدانته لما حدث فى غزة، مؤكدا أن الشعب التركي تحرك بشكل يليق به وبتاريخه وبشعوره بالمسئولية تجاه قضايا المنطقة، وانتقد في الوقت نفسه من وقفوا صامتين أمام المذابح فى غزة. ومنذ بدء العدوان على غزة يوم 27-12-2008 رفضت تركيا تحميل حماس مسئولية محرقة غزة، وأطلقت حملة جهود دبلوماسية مكثفة في العالم الإسلامي والغربي لوقف العدوان. واتخذ أردوغان عدة خطوات أعرب بها عن « غضبه » من التعنت الإسرائيلي أمام جهود وقف الحرب؛ حيث رفض طلبا من وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، لزيارة أنقرة من أجل عرض وجهة نظر حكومتها بشأن العدوان، مشترطا أن يكون مجيئها فقط لإعلان موافقتها على وقف إطلاق النار. كما رفض الرد على اتصال هاتفي أجراه رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، وقال إنه لن يجري اتصالا من أي نوع مع أي مسئول إسرائيلي إلى أن « يصدر عن إسرائيل إشارة فعلية على قبول وقف إطلاق النار ». (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 25 جانفي 2009)  

غرق سيدة في ايطاليا واضطراب حركة النقل

البحري مع تونس بسبب سوء الاحوال الجوية

 

روما (ا ف ب) – غرقت امراة الاحد في ايطاليا حين كانت تتجول على شاطىء البحر في الساحل الجنوبي وادى سوء الاحوال الجوية الى اضطراب وحتى توقف حركة النقل البحري خصوصا بين ايطاليا وتونس بحسب وكالة الانباء الايطالية. واوضحت الوكالة ان امواج البحر ابتعلت المراة (37 عاما) حين كانت تتنزه على شاطىء برايانو قرب ساليرني. وتم انتشال جثتها على بعد 40 مترا من الشاطىء من قبل زورق لخفر السواحل. من جهة اخرى اضطرت سفينتان ابحرتا صباح الاحد من ميناء باليرمو في صقلية باتجاه تونس وعلى متنهما 121 و227 راكبا الى العودة ادراجهما بعد ساعة من الانطلاق بسبب صعوبة الابحار بين امواج عالية. كما تم تعليق الرحلات البحرية بين صقلية وجزر صغيرة مثل لامبيدوزا وبانتيلاريا بسبب هبوب رياح عاتية وهطول امطار غزيرة بلا انقطاع بحسب وكالة انسا. اما الرحلات البحرية والجوية انطلاقا من سردينيا التي كانت شهدت اضطرابا شديدا السبت بسبب هبوب رياح عاتية بلغت سرعتها 120 كلم في الساعة فقد استؤنفت الاحد باستثناء الرحلات المتجهة الى جزيرة كورسيكا بسبب هيجان البحر. وتتوقع مصالح الارصاد الجوية تدهور حالة الطقس مجددا الاثنين  
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 25 جانفي2009)

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.