الأحد، 25 فبراير 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS

7 ème année, N° 2470 du 25.02.2007

 archives : www.tunisnews.net


اعتداء بالعنف على السجين السياسي رضا البوكادي و إضراب جوع مجموعة من قيادات حركة النهضة في سجن المرناقية

بلاغ عاجل 16 من قيادات حركة النهضة بسجن المرناقية يدخلون اضرابا عن الطعام …

الصباح: محاكمة مهاجر تونسي من أجل الانضمام إلى تنظيم إرهابي والتزوير والتدليسجريدة الصباح: في منوبة:عام سجنا لشابين تورطا في قضية عقد اجتماعات غير مرخص فيها الخيمة: السلطات التونسية تلاحق كتاب « صديقنا الجنرال » سفيان الشورابي: التفاف مطلق من أجل عفو تشريعي عام صابــر: حوار إفتراضى مع الرئيس التونسى الجنرال بن على الدكتور نادر فرجاني: كتاب جديد للدكتور منصف المرزوقي « حتى يكون للأمة مكان في هذا الزمان » موقع سويس إنفو:تونس وليبيا تتجهان إلى اتحاد جمركي وتكامل نقدي الصباح: هل كانت الكميات المحجوزة فاسدة؟ ضبط لحوم حمـراء مهـرّبة في سوسة… وإحالة الملف على القضاء رويترز: رئيس الشركة: ارامكس ستشتري شركة مغربية وتضع شمال افريقيا نصب عينيها  سي أن أن العربية: هاجس الشيخوخة يؤرق التونسيين الصباح: التشيخ السكاني في تونس وإشكاليات أنظمة التقاعد:التوقعات تشير إلى أن المستقبل سيكون صعبا.. فما هي الحلول الممكنة؟ الصباح: خبير في السكان لـ«الصباح»:لماذا لا يتهيأ التونسي صحيا وماديا لفترة الشيخوخة منذ الشباب؟ الصباح: تتهيّأ لجولة جديدة من المفاوضات مع منظمة التجارة العالمية:تونس تدرس سيناريوهات لتحرير قطاع الخدمات صحيفة « الشروق »:المفكّر والسياسي مسعود الشابي: هذه أسباب خلافــي مع بورقيبة وصدّام وبن بلّة مدونة الشنفرة :خبر عاجل من وحي الخيال الحياة:عائدات التخصيص بليونا دولار … تونس: تراجع خسائر شركات التأمين قناة الجزيرة للأطفال تشارك في المؤتمر الدولي « الطفل بين اللغة الأم و التواصل مع العصر » توفيق المديني: لماذا يخشى الأكراد انسحاب الاحتلال؟ صالح بشير  :جدولة الانسحاب البريطاني: أحادية اميركا عبئاً عليها محمد الحداد: بذور الشقاق في العراق لم يأت بها الاحتلال وحده ديفيد تشينكر :صعود الإسلاميين.. الإستراتيجيات الأمريكية البديلة هادي يحمد :أركون يؤرخ الإسلام في فرنسا موقع « إسلام أون لاين. نت »:السيستاني يخرج عن صمته وينصف السنة شبكة المشكاة الإسلامية :امرأة سودانية تقاضي شركة أمريكية منعتها الصلاة د. عبد الغني التميمي: فأخبرني متى تغضب؟!


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


خبر عاجل:

اعتداء بالعنف على السجين السياسي رضا البوكادي و إضراب جوع مجموعة من قيادات حركة النهضة في سجن المرناقية

 

بلغنا اليوم أن 16 قياديا من حركة النهضة المسجونين بسجن المرناقية قد دخلوا في إضراب جوع احتجاجا على الاعتداء بالعنف الذي تعرض له زميلهم السجين السياسي السيد رضا البوكادي من طرف أحد حراس السجن.

 

السيد رضا البوكادي أصيب أثناء فترة سجنه بفشل كلوي يستوجب معالجة يومية. وقد وصف له الطبيب حمية خاصة في الأكل كي تسهل عملية المعالجة اليومية. ومنذ انتقاله إلى السجن الجديد في المرناقية، رفضت إدارة السجن مده بالحمية الخاصة التي وصفها له الطبيب. ومع تشبث السيد رضا البوكادي وإصراره على حقه في المعالجة وبالتالي حقه في الحمية الخاصة، كان جواب الإدارة أن أوزعت إلى أحد أعوانها فاعتدى بالعنف على السيد رضا البوكادي مما تسبب في ظهور كدمات على وجهه.

 

احتجاجا على هذا الاعتداء وتضامنا مع زميلهم ومطابة لإدارة السجن باحترام المساجين السياسيين وتوفير العلاج اللازم لمرضاهم، دخل مجموعة من قيادات حركة النهضة في سجن المرناقية في إضراب عن الطعام. ومن بين المضربين إضافة إلى السيد رضا البوكادي نجد الرئيس السابق لحركة النهضة  الدكتور صادق شورو والأمين العام الأول للاتحاد العام التونسي للطلبة المهندس عبد الكريم الهاروني والدكتور أحمد الأبيض والسادة دنيال زروق، علي شنيتر والصحبي عتيق.

 

مراسلة خاصة بتاريخ 25 فيفري 207


بلاغ عاجل 16 من قيادات حركة النهضة بسجن المرناقية يدخلوناضرابا عن الطعام بلاغ عاجل

وصلنا منذ لحظات ما يلي:

نتيجةتكرر الإهمال بالسجون التونسيّة أصيب السيّد رضا البوكادي السجن السياسي و أحدقيادات حركة النهضة بفشل كلوي يستدعي منه تغيير الدم باستمرار و أمام تلكأ الإدارةفي تقديم الإسعافات الضروريّة له احتجّ السيّد رضا البوكادي لدى إدارة سجنالمرناقية فكان ردّها أن بعثت إليه بأحد السجانين (لا نملك اسمه بعد) عرف عنهإساءاته المتكرّرة و إهانته للمساجين فقام بالاعتداء بالضرب على السيّد رضاالبوكادي مما تسبّب له في أضرار بدنيّة .أعلن على إثرها كلّ مساجين حركة النهضةالمتواجدين بسجن المرناقية (16) الدخول الفوري في إضراب عن الطعام احتجاجا على هذاالاعتداء الصارخ و تضامنا مع أخيهم و نذكر منهم

منهم السادة:

1. الصادقشورو 2. عبد الكريم الهاروني 3. على شنيتر 4. على الزواغي 5. رضاالبوكادي 6. الصحبي عتيق 7. لطفي السنونسي 8. دنيال زروق 9. رضاالسعيدي

MOHSEN JANDOUBI MAX STR 61 A 53111.BONN Verein.+492289658752 MOBIL:+491736828899 FAX.    + 492289658760

 


 

محاكمة مهاجر تونسي من أجل الانضمام إلى تنظيم إرهابي والتزوير والتدليس

 
ادانت الدائرة الجنائية الاولى بابتدائية تونس في جلستها المنعقدة اول امس متهما في العقد الثالث من عمره وقضت بسجنه عامين لتورطه في قضية بالبلاد الايطالية من اجل تهمة الانضمام الى تنظيم ارهابي وتزوير وتدليس وثائق اصلها صحيح. وحسب مظروفات ملف القضية فان المتهم غادر بتاريخ 2 فيفري 2000 البلاد التونسية في اتجاه البلاد الفرنسية ومكث بفرنسا مدة اربعة اشهر ثم تحول الى ايطاليا للبحث عن عمل ومكث بمدينة «نابولي» ثم انتقل الى «بولونيا» وهناك اصبح يتردد على احد الجوامع وفي الاثناء تعرف على شخص من بلد مجاور وكان حديثهما يدور حول الاوضاع في افغانستان وقد اطره ذلك الشخص وشجعه على الذهاب الى افغانستان والتدرب على فنون القتال. كما تعرف المتهم على شخص تونسي مقيم بمدينة «ميلانو» الايطالية وقد سعى هذا الاخير الى مساعدته على الحصول على تأشيرة سفر الى ايران وقدم مطالب الى وكالة اسفار ولكن جوبه المطلب بالرفض. وعندما فشل المتهم في التحول الى ايران للتدرب على الاسلحة وتعلم فنون القتال انغمس في تجارة الوثائق المفتعلة منها بطاقات التعريف وجوازات السفر لكل المهاجرين وقد ساعده في ذلك شخصان من بلد مغاربي مجاور. وقد عمد المتهم الى تزوير ثلاث بطاقات تعريف وكذلك ثلاث جوازات سفر وثلاث رخص سياقة وذلك بطلب من مهاجر تونسي مقيم بالبلاد الايطالية بعد ان مكنه من ثلاث صور شمسية لثلاثة اشخاص وقد عرف ذلك المهاجر بتهريبه للاشخاص من فرنسا الى ايطاليا وقد كان المتهم يقوم بتزوير وتدليس وثائق السفر بمقابل مادي من العملة الاجنبية. وفي 6 اكتوبر 2002 تم التفطن الى المتهم من قبل السلطات الايطالية واحيل على الدائرة الجنائية بمحكمة الجنايات بمدينة «ميلانو» الايطالية وقضت المحكمة بالحكم بعدم سماع الدعوى في خصوص الانضمام الى تنظيم ارهابي والادانة في خصوص تهمة تدليس وتزوير وثائق السفر. وبعودة المتهم الى تونس في سنة 2005 تم ايقافه واحيل على باحث البداية واعترف بتزوير وتدليس وثائق السفر بايطاليا وانكر تهمة الانضمام الى تنظيم ارهابي. وباحالته على انظار الدائرة الجنائية الاولى بالمحكمة الابتدائية بتونس حضر المتهم بحالة ايقاف واعترف بكونه غادر البلاد التونسية في سنة 2000 في اتجاه فرنسا اين اقام بباريس لدى شقيقته وعمل هناك ثم تحول الى ايطاليا بحثا عن عمل ثم الى مدينة نابولي ومنها الى «بولونيا» وتعرف هناك على شخص من بلد محاور واصبح يتلقى تدريبات دينية باحد المساجد ونفى ان يكون قد انضم الى جماعات ارهابية واعترف بتزوير وتدليس وثائق السفر بمقابل مالي قدره 500 اورو. وقد رافع عنه محاميه ملاحظا انه تطبيقا لاحكام الفصل 305 فقرة ثانية من مجلة الاحكام الجزائية والفصل 52 مكرر من المجلة الجزائية ان منوبه قد مثل لمحاكمته مرة ثانية ولا يمكن ذلك باعتبار انه قد حوكم من قبل الدائرة الجنائية بمدينة «ميلانو» الايطالية. ورأى انه وبالرجوع الى القانون لا يمكن محاكمة شخص مرتين من اجل نفس الافعال وطلب بصفة اصلية الحكم بعدم سماع الدعوي وذلك لاتصال القضاء الايطاليا واحتياطيا الحكم بعدم سماع الدعوى لانتفاء الركن المادي. وبعد المفاوضة قضت المحكمة بسجن المتهم مدة عامين اثنين. صباح ـ ش (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 فيفري 2007)


في منوبة: عام سجنا لشابين تورطا في قضية عقد اجتماعات غير مرخص فيها

 
صدر الحكم في قضية تنظيم اجتماعات غير مرخص فيها وجمع اموال عمومية لاغراض ارهابية خارج الوطن والتي تورط فيها شابان يتراوح عمرهما بين 22 و25 عاما واحيلا بموجبها بحالة ايقاف على انظار الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بمنوبة التي قضت بسجن كل واحد منهما مدة عام واحد. وتذكيرا باطوار القضية فان معلومة سرية بلغت اعوان الامن باحد الاحياء التابعة لولاية منوبة مفادها ان شابين يعقدان اجتماعات سرية ويجمعان اموالا من الاشخاص وذلك لجمع تكاليف رحلة التحاق بالمقاومة العراقية وتنفيذ عمليات انتحارية وبايقافهما واستنطاقهما اعترفا بما نسب اليهما واكدا على انهما كانا يخططان فعلا للسفر للعراق وتنفيذ عمليات جهادية هناك ونظرا لقلة ذات اليد فقد خطر ببالهما طلب المساعدة من الآخرين. وباحالتهما على انظار المحكمة طلبا العفو مبديان ندما شديدا عما خططا له.. وقد قضت هيئة المحكمة بسجنهما مدة عام واحد. نعيمة (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 فيفري 2007)


السلطات التونسية تلاحق كتاب « صديقنا الجنرال »

تواصل السلطات التونسية حملة ملاحقة كتاب  »صديقنا الجنرال زين العابدين بن علي وجه المعجزة التونسية الحقيقي »، فقد طلبت السفارة التونسية في بيروت من السلطات اللبنانية المختصة منع توزيع الكتاب في مكتبات لبنان، ورغم الردود الإيجابية التي تلقتها، إلا أنها لم تبادر إلى الطلب من المكتبات التوقف عن بيعه. بالنظر إلى أن السلطات اللبنانية لا تستجيب لطلب وقف توزيع أي كتاب إلا إذا صدر من مرجعية دينية وطنية.
كما طلبت السلطات التونسية سحب  »صديقنا الجنرال » من السلطات الأردنية التي بادرت إلى حظر توزيعه. ومن المعروف أن السلطات الأردنية سبق لها أن لاحقت إصدارات دار  »قدمس » السورية حيث منعت توزيع عدة كتب منها  »الملك عبد الله وشرق الأردن بين بريطانيا والحركة الصهيونية »، و »جذور الوصاية الأردنية »، و »الحركة القومية العربية بعيون عثمانية ».
وكانت السفارة التونسية في دمشق قد احتجت في وقت سابق لدى وزارة الإعلام، على إجازتها تداول كتاب.
يتحدث كتاب  »صديقنا الجنرال زين العابدين بن علي »، الذي يقع في 274 صفحة، عن نظام حكم زين العابدين بن علي ويرصد تجاوزاته.ويتناول في ثلاثة أقسام تضم عشرة فصول وملاحق، رواية جديدة و مخالفة اما سبق كتابته عن لسيرة الرئيس التونسي الرسمية، إذ يحتوي الكتاب معلومات كثيرة عنه بعضها شخصي للغاية. وظفها الكاتبان للتمكن من عكس نفسية محددة تتجلى أيضا في أسلوب الحكم. ومن ذلك على سبيل المثال حرص الرئيس التونسي على  »صبغ شعره بالزيت ».
ويورد الكتاب في هذا السياق أن السلطات التونسية أتلفت عام 1997 ملحقا لمجلة  »لونوفيل أفريك آزي »، تضمن صورة رئيس الدولة بشعر خطه الشيب.
ومن الأمور  »الشخصية » الأخرى التي تعرض لها الكاتبان مسألة المستوى الدراسي للرئيس حيث ينفيان حصوله على أي مؤهل علمي، ويؤكدان أنه لم يكمل دراسته، بل ترك مقاعد الدراسة في الصف الخامس ثانوي، أي قبل تحصيل البكالوريا بثلاث سنوات. وهو ما حدابأسبوعية  »ليكسبريس » الفرنسية إلى أن تطلق عليه لقب « باكالوريا ناقص3″ ، ويكذب المؤلفان في هذا الصدد ما نقله الكاتب الصحفي جان دانييل، رئيس تحرير مجلة  »نوفيل أوبسرفاتور » الفرنسية من أن زين العابدين بن علي درس الحقوق بعد استقلال تونس.
وبخصوص مسيرة بن علي المهنية يكشف الكتاب أن حماه الجنرال كافي أرسله في دورة إلى المدرسة العسكرية العليا للاستخبارات والأمن في  »بلتيمو » بالولايات المتحدة، وأنه تسلم الأمن العسكري التونسي بعد انتهاء الدورة.
ويرصد الكتاب مسيرة الرئيس التونسي منذ تعيينه ملحقا عسكريا في الرباط، إلى تقلده منصب مدير الأمن الوطني التونسي عام 1978، إلى تعيينه سفيرا لتونس في العاصمة البولندية عام 1980، وحتى عودته إلى تونس عام 1984 رئيسا للإدارة الوطنية للأمن، حيث تابع ترقيه إلى منصب وزير دولة، ثم وزيرا مفوضا، ثم وزيرا للداخلية، ثم رئيسا للوزراء في 1987.
ويلاحظ المؤلفان أن صعود الرئيس التونسي في المناصب حصل في مراحل مواجهة دامية في أحيان كثيرة مع المعارضة التونسية القومية العربية و الهيئات النقابية والجماعات الإسلامية.
ويضم الكتاب كما هائلا من المعلومات عن تونس ورجالاتها في المرحلة التاريخية موضوع الكتاب، مما يوحي بامتلاك المؤلفين أرشيفا خاصا وبأنهما اعتمدا على معلومات المعارضة التونسية، وربما على معلومات من داخل الإستخبارات الفرنسية.
ولايكتفي الكتاب برصد السلبيات التي رافقت حكم بن علي، بل يتحدث كذلك عن إنجازات الرئيس من قبيل  »الربيع الديمقراطي » الذي ساد في تونس فور تسلمه الحكم حيث عمل على إطلاق سراح كثير من المعتقلين السياسيين ومن ضمنهم الحبيب عاشور الزعيم التاريخي لنقابة عمال تونس  »الاتحاد العام التونسي للشغل »، إضافة إلى التصالح مع قيادات من الحركات التونسية المعارضة منهم على سبيل المثال الهادي البكوش، مؤسس حركة الديمقراطيين الاجتماعيين. كما اتخذ الرئيس الجديد سلسلة من الإجراءات التي أشار إليها الكاتبان على أنها أسست دولة القانون، إذ ألغى نظام الإعتقال الإحتياطي وحدده في أربعة أيام فقط، وألغيت محكمة أمن الدولة التي حاكمت أعضاء الحركات الإسلامية التونسية، وألغى التعذيب  »رسميا » وسمح بتأسيس فرع لمنظمة العفو الدولية، وهي الإجراءات التي دفعت بالكثير من مثقفي تونس إلى تأييد الرئيس بن علي، بل نقل عن راشد الغنوشي، زعيم الحركة الإسلامية في تونس، بعد إطلاق النظام الجديد سراحه، قوله  »أثق في الله وفي بن علي ».
غير أن الكاتبين أشارا إلى أن حملة الرئيس الجديد كانت، حسبهما، سطحية، ليؤكدا على أن انتخابات الثاني من أبريل عام 1989 جرت في أجواء تزوير شامل، حصل بموجبه نواب الحكومة على كل مقاعد البرلمان، بينما حصل الرئيس زين العابدين على ما لا يقل عن 99 في الماتئة من أصوات الناخبين.
(المصدر: موقع « الخيمة »، بتاريخ 17 فيفري 2007) الرابط: http://www.al-khayma.com/culture/notreamilegeneral_17022007.htm


التفاف مطلق من أجل عفو تشريعي عام

تونس- سفيان الشورابي
متى تنتهي معاناة السجناء السياسيين؟ متى يمكن القول فعلا أن السجون التونسية لا تحتوي على سجناء رأي و على سجناء ذنبهم الوحيد نشاطهم السياسي و العمل الحر؟ لماذا تتعامل السلطة بكل هذه الطريقة مع هذا الملف؟
فإذا كانت السلطة قد أجابت سابقا عن هذه الأسئلة؛ أولا عندما نفت إطلاقا وجود مساجين سياسيين في معتقلاتها. واعتبرت الموجودين الآن في السجون يعود بالأساس من أجل ارتكابهم جرائم حق عام. وثانيا، بقيامها بمزيد ملئ هذه السجون بسجناء آخرين، غالبيتهم من الشباب. وذلك بالاستناد إلى قانون جائر، رفضته جميع القوى السياسية و المدنية. و يتعلق الشأن بقانون « مكافحة الإرهاب » سيئ الصّيت. فإن المعارضة السياسية و هياكل المجتمع المدني المستقل أجابوا عنها، من جهتهم، وبشكل آخر، بأن عقدوا يوما وطنيا تحت شعار: « يوم السجين السياسي: من أجل العفو التشريعي العام ». تزامنا مع اليوم الذي قامت به جمعيات و أحزاب تونسية و أوروبية في العاصمة الفرنسية باريس، من أجل الدعاية لقضية السجناء التونسيين. والضغط على الحكومة الفرنسية بغرض دفعها إلى اتجاه دعوة السلطة التونسية لإخلاء السجون من هؤلاء.
ففي مقر الحزب الديمقراطي التقدمي، نظّم المشاركون تظاهرة في هذا الموضوع. استهلها السيد منجي اللوز، عضو المكتب السياسي للحزب، أعرب خلالها عن رفضه المطلق لمحاصرة مقر الحزب، ومنْع قوات من البوليس في زي مدني عدد من الشخصيات الوطنية و الرموز الحزبية وعلى رأسها كلمن السادة حمّة الهمامي ومحمد النوري ولطفي حجّي وعلي لعريض، من الولوج إلى مكان انعقاد الندوة. وهو ما يفند حسب رأيه ما قيل عن مبادرات الانفتاح و الانفراج المزعوم، المرددة مؤخرا في عدد من وسائل الإعلام القريبة من السلطة. و أُعلن على إثرها رفع الجلسة و تأجيلها الى وقت لاحق احتجاجا من الحاضرين على المنع المتواصل لأحزاب قانونية عن العمل بحرية و تنظيم نشاطاتها واستدعاء من تُريد .
(المصدر: نص نشر على مدونة سفيان الشورابي (صحافي – تونس) يوم 24 فيفري 2007 على الساعة منتصف الليل و32 دقيقة) الرابط: http://sofinos.maktoobblog.com/?post=223853


حوار إفتراضى مع الرئيس التونسى الجنرال بن على

تندر اللقاءات والمقابلات الصحفية مع الرئيس التونسى بالرغم من وجوده فى سدة رئاسة البلاد التونسية منذ تسعة عشر عاما أو تزيد, ويعود ذلك على ما يبدو إلى كره الرئيس للصحافة والصحفيين فهم بالطبع مزعجين بأسئلتهم التى لاتترك شاردة ولا واردة وتتدخل فى ما لا يعنيها وخاصة أسرار الحكومة والأجهزة الأمنية , أو لأن نشاطاته الرئاسية مضمونة التغطية من خلال القناة التى حجزها بإسم تغييره ورقم الحظ سبعة , الذى يكاد يلصقه بأي شيء ما وسعه ذلك , أو لعله لا يملك الوقت الكافى للتصريحات الصحفية لأن طبعه يملى عليه العمل فى صمت وأن كل الوقت يكرسه لرعاية مواطنية عبر فتح أكثر من نصف مليون عين يوميا لمتابعة حتى الخلايا الجسمية للمواطنين , وخاصة  من لديه حساسية تجاه رقم البلاد السحرى (وهو طبعا رقم سبعة) وكل ما يرمز له, أو لعل الرئيس لا يحسن إرتجال الأجوبة على مشاغبات الصحفيين الذين يأملون العودة إلى قواعدهم سالمين وهذا الإحتمال أستبعده نظرا لأن هذه المهة ليست صعبة وهو من تركها طواعية , أو لعل سبب عدم الرغبة فى مقابلة الصحفيين خشيته نشرهم ما من شأنه تعكير صفو النظام العام … أو أو … وتبقى إحتمالات أخرى كثيرة لا يمكننا تسجيلها كلها , 

وأمام غياب هذه المقابلات قررنا أن نجرى مقابلة إفتراضية مع رئيس الجمهورية التونسية عسانا نقدم إجاباته  للمواطنين التونسيين والمراقبين الدوليين وكل مهتم بالشأن الوطنى ونسجل حضور غيابه الذى هو مبرر فى كل الأحوال لما لديه من عمل يومى شاق يغنيه عن الإلتفات إلى تضييع الوقت مع من يريد تبليغ الحقيقة المزعومة , فى حين أن الحقيقة لدي القصر الجمهورى محروسة ولا يسمح لأحد بأن يعبث بها..

وفى ما يلى نص الحوار أو لنقل بأمانة مسودة سيناريو الحوار مع الرئيس وإحتمالات الإجابات التى نتمنى أن تشفى غليل تطلعاتكم , هذا ونلفت إنتباه كل السادة والسيدات إلى أن إجابات الرئيس كانت تتخللها  كلمات بالعامية التونسية ونعتذر عن هذه الخصوصية . وفى ما يلى نص الحوار

سؤال : سيادة الرئيس مرحبا بكم فى ساحة الفضاء الإفتراضى؟

جواب :  » عسلامة ..أهلا وسهلا

سؤال : كيف يمكن أن نقدم السيد الرئيس إلى الجمهور العربى والدولى؟

الجواب :  أنا ثانى رئيس لتونس منذ الإستقلال , جنرال , حاصل على شهادات معنوية وطنية ودولية كثيرة وعلى أكثر من دكتورا فخرية من أكثر من جامعة فى العالم مدفوعة الأجر من دون تقسيط , تسلقت سلم الوظيفة بسرعة حتى بلغت منصب وزيرا للداخلية ثم وزيرا أولا فرئيسا للبلاد.. خريج الكلية العسكرية الأمريكية وأحد المتطوعين لقيادة الجمهورية التونسية .. أقدمت على التغيير بتاريخ الشابع من نوفمبر 1987 وأرسلت الزعيم الحبيب بورقيبة إلى جوار قبره بمدينته المنستير فى إنتظار أن توافيه المنية بعد أن أشرف على الهلاك وأصبح يلوك فى الماء ويأكل عبر الحقن , وما أخشاه فعلا هو أن يُفعل بى ما فعلته بالزعيم , أسوس البلاد والعباد من غير سياسة ولا كياسة وهذا هو منهج التغيير الذى أرسيناه فى البلاد التونسية , نهجنا فى الحكم معروف ولا يحتاج إلى تفسير أو توضيح ولا حتى تأويل , العصا   » الزلاط  »  للجميع

سؤال : وقعت فى الآونة الأخيرة مواجهات مسلحة وقد وردت روايات مختلفة حول ذلك فماهى حقيقة ما حدث ؟

جواب

:  الحقيقة أن وسائل الإعلام تبالغ فى نقل الأحداث , فكل القصة أن قواتنا الأمنية شاركت فى تفجير كمية من المتفجرات من آثار الحرب العالمية الأولى

سؤال : لكن الحكومة إعترفت بعد ذلك أن المواجهات وقعت مع مجموعة سلفية مسلحة ؟

جواب

:  لا هذا غير صحيح لا سلفية ولا تقدمية , ولكن هناك إجتهادات شخصية حول ما حدث من طرف أحد الوزراء وهى إحتهادات للإستهلاك الخارجى فقط , فكما تعلم نحن حراس البوابة الجنوبية والواجب يقتضى أن نستثمر هذه الأحداث لصالح البلاد بما يعود عليها بإستمرار مسيرة مشروع التغيير

سؤال : وردت أنباء عن إحتجاب حرمكم بعد الأحداث المذكورة ؟

جواب

:  أمر طبيعى , فهي تنقلت للخارج من أجل إتمام تربصاتها المهنية فى مجال إختصاصها

سؤال :  كيف تقيم الوضع السياسى والإقتصادى والإجتماعى فى تونس؟

جواب :

  » الوضع حلو برشا « ..من ناحية الوضع السياسى أشرفنا منذ تغيير السابع من نوفمبر على إحداث تنمية سياسية حقيقة قضت على كل الطفيليات الحزبية ومارسنا بفعالية عالية مقولة جارنا الزعيم معمر القذافى من تحزب خان وقد أضفنا عليها تحديث بسيط تقتضيه إجتهاداتنا الشخصية وهو إلا من تحزب لصالح مشروعنا الذى لا نسمح بالمرة أن نعرضه لأي أعراض من الزحام الحزبى أو الإحتكاك عبر علب التصويت والتى تسمى مجازا بصناديق الاقتراع 

 أما الناحية الإقتصادية فقد عقدنا شراكة مع عائلة الطرابلسية وزعنا من خلالها حظوظ الإستثمار وجنى العائدات المالية , وقد إعتمدنا فى هذه الخطة الإقتصادية  تطبيق نظرية الإقتصاد العائلى بحكمة تستند إليها خياراتنا التنموية منذ التغيير , وكما تعلم فإن نظرتنا الإستشرافية أثبتت صوابها

سؤال : ولكن عذرا على المقاطعة  , هناك بطالة وخاصة لدى الشباب أصحاب الشهادات الجامعية والمهنية , كما يوجد غلاء أسعار ومشاكل إجتماعية  أخرى ؟

جواب :

 » خلينى إنكملك عاد ما إتقصش علي » و أما من الناحية الاجتماعية فقد أدرجنا بندا ثابتا فى كل المخططات الإقتصادية وهو إستيراد  » المعسل  » و « الشيشة » وكميات كبيرة من البن لتنشيط الفضاءات الوطنية لمقاومة البطالة وتصريف الوقت , أما البطالة التى تتحدث عنها فهى فى الحقيقة ليست بطالة وإنما هى زيادة في المنتوج الوطنى فى هذا الجانب , ونحن ننظر فى عروض التصدير التى تتقدم لنا من قبل قوارب الحياة لندفع بشبابنا إلى مزيد من الشجاعة فى مواجهة  » العملوجيا » الحديثة لتوفير العملة الصعبة , وأيضا لكي نحفز فيهم الشعور بالوطنية  عبر إحياء الشعور بالحنين إلى الوطن بالغربة , أما عن بقية سؤالك فيبدو أنك غير مطلع على واقع البلاد ويكفيك أن تعرف أن ثمن الكيلوغرام من اللحم لم يتجاوز التسعيرة التى وضعتها الحكومة

سؤال : الكثير من الشخصيات التى ساندت مشروعكم وجدناهم بعد ذلك فى السجن كالطيب السحباني مثلا  وغيره ؟

جواب :

رجالات التغيير يتغيرون هم أيضا , ومن لم يحافظ على إمتيازات التغيير سيطاله التغيير لأن الأمر مرتبط كله بالتغيير إلا أن نغير التغيير , لأن تغيير التغيير سيجعلنا خارج حلقات التغيير . لذلك فإن السيد السحبانى مثلا خرج عن مربعات التغيير بعد أن غيرنا وضعه السكنى من بيت متواضع إلى قصر منيف فى قمرت يتجاوز المليار دينار تونسى إضافة إلى إمتيازات تغييرية أخرى كثيرة , ولما أصابه الطموح للعب خارج مربعات التغيير غيرناه بما هو أهل للتغيير . إن فلسفة التغيير تقوم على قاعدة سليمة وهي أنه من لا ينسجم مع مشروع التغيير يكون هدفا مشروعا للتغيير مهما كانت تضحياته لصالح التغيير

سؤال : صدرت فى شأنكم كتب بعضها يذم وأخرى تمدح فبماذا تعلّقون ؟

جواب :

أما من مدح فشكرا له أن إعترف بالنعمة , أما من ذم فهو خارج مجالاتنا الأرضية والبحرية والجوية , وهو أيضا لا يعترف بالعملة التونسية كعملة صعبة وأملنا أن يتوب هؤلاء إلى الدينار , لأن الحياة تحتاج إلى التخلى عن المثالية والإستفادة من الفرص المتاحة ونحن نوفرها لمن أراد   

سؤال : هناك مآخذ من أطراف داخلية وخارجية على التنمية السياسية التى تعتبر لديكم متوقفه فى تونس ؟

جواب :

لم أفهم ولكن سأجيبك , نحن مع الأسف ليس لدينا حقول للديمقراطية نظرا لعدم وجود موارد مائية ترعى تلك النبتة المكلفة جدا على البلاد ولذلك نحن لدينا بدائل نموذجية لتلك النباتات الطفيلية , ومقاربتنا فى ذلك نموذجية بكل ما تحمله الكلمة من مبنى ونستطيع أن نلخصها بكلمة تونسية شعبية لا تخلو من خفة ظل  » سكر فمك وإلا إنكسرهولك  » وهذا ما يجعلنا نفخر بأننا نحيي الثراث الشعبى فى مسيرتنا الديمقراطية الوطنية

سؤال : تحدثت بعض الأوساط عن وجود مشكلات صحية لديكم..ماهى حقيقة ذلك ؟

جواب :

أنا فى صحة جيدة والدليل أننى مترشح لرآسيات 2009 , ثم أن هذه الإشاعات تعبر عن غيرة لدى البعض من شخصى ويراد منها تعطيلى على تحقيق رقم قياسى آخر لتونس فى البقاء فى هذا القصر وأنا فى الحقيقة  » معناها  » مصر على إنتزاع الرقم القياسى من الزعيم الحبيب بورقيبة فى هذا الخصوص خاصة ونحن التوأم الرئاسى منذ إستقلال تونس إلى الآن

سؤال : هناك ملفات عالقة إلى الآن ومنها على الخصوص ملف الإسلاميين والنهضة تحديدا ؟

جواب :

أين وجدت تلك الملفات عالقة ؟ فى الطريق السريعة أو الطريق الوطنية … أنت تردد عليّ مفردات أزلناها بالممحاة من البلاد منذ سنوات طويلة وهذه الملفات التى تتحدث عنها سلمناها لأهل الإختصاص فى البلاد , ثم نحن لا نتحدث مع الأموات ولن نسمح لهم أيضا بممارسة السياسة ولا تشكيل حزب ولا إصدار جريدة ولا المشى على الرصيف ولا شراء الخبز من المخابز ولا مشاهدة المقابلات الرياضية فى الملاعب ولا إرتياد المستشفيات ولا الدخول إلى الجامعات من أبوابها و لا المشي فى الطريق العام بحرية ولا ولا ولا … وإننى ما دمت على قيد الحياة لن أسمح لهم بممارسة هذه الفضيلة

سؤال : لكن سيدى الرئيس من تصفهم بالأموات هم أحياء بطريقة أو بأخرى كما أنهم متواجدون بكل الساحات حتى المقابر؟

جواب :

تواجدهم فى المقابر يعود فيه الفضل إلى كرمنا تجاههم ومن لم ينل هذه الحضوة لدينا أقمنا لهم مبيتات خاصة ندفع عليها من مال الشعب التونسى كل مطلع شمس أما من أبق منهم فقد تنكر لجميل البلاد وأقام فى دول أخرى مخيرا العقوق على نيل الحقوق

سؤال :وماذا عن ملف المساجين السياسيين , ولماذا تنكرون وجود سجناء رأي لديكم ؟

جواب :

يوجد لدينا مساجين ولكن لا يوجد لدينا سياسيين , لأن الجمع بينهما لا يصح حتى لغويا فى قاموسنا السياسى, ثم ألا يكفيكم أن يكونوا سجناء حتى نمنحهم الصفة السياسية , ثم إن مقاربة التغيير لهذه المسألة تقوم على قاعدة أن السجين لا يكون سياسيا بالضرورة مهما كان

سؤال : وماذا عن العفو التشريعى العام الذى ينادى به الجميع ؟

 

جواب : خياراتنا ثابتة ولا توجد فيها هذه المفردات , وهو ما يقتضى منا مواصلة مشوارنا على نفس الخط وبنفس النسق  , أما عن العفو فنحن فى كل مناسبات ذكرى التغيير والكثير من المناسبات الوطنية نطلق سراح الكثيرين وهو عفو منا , إلا إذا كنت أنت وغيرك لا تريدون الإعتراف بذلك . العفو التشريعى غير مشروع  خاصة وأن التجربة قد أثبتت لنا  أن الري قطرة قطرة في مثل هذه المواضيع نهج حكيم لن نستبدله بأي فكرة أخرى

سؤال :قضية الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان لم تنته فصولها وهي تتهمكم بأنكم تتآمرون عليها ؟

 

جواب :  الرابطة أصبحت خطرا على الأمن الوطنى , ومسؤولياتنا تحتم علينا الربط والضبط فى هذا الموضوع , كما أن الرابطة شهدت تجاذبات داخلية ليس لنا علاقة بها

سؤال :ولكن هناك عناصر تنتمى إلى حزبكم تفتعل المشاكل , كما أن بوليس حضرتكم يحاصر الرابطة ؟

جواب :

الأمن الوطنى فى خدمة الرابطة , أما العناصر التى تتحدث عنها فهي تتصرف بواعز ذاتى وليس بأوامر من طرفنا , وإن كانت فى توجهاتها تنسجم مع رؤية التغيير فى المسألة  , وبصراحة نحن الذين أرسلناهم وأرجو أن تحتفظ بهذه الحقيقة ولا تنشرها 

سؤال : ماهي الرسالة التى تودون توجيهها إلى المعارضة ؟

جواب :

الرسالة مختصرة  لمن أراد أن يعى الحقيقة , عين الشمس أقرب لهم من نيل الحدود الدنيا من مطالبهم , ثم أن مايسمي معارضة هي فى الحقيقة ترف سياسى زائد عن الحاجة الوطنية ومن أراد أن يمارس هذه الهواية هنا فعليه مساندة مشروع التغيير الذى نقوم عليه ,  ومن أراد أن يمارس هذه الهواية خارج هذا الإطار فعليه أن يدفع بدون حدود حتى من قوت أبنائه ناهيك عن أثمان أخرى مكلفة

سؤال : هناك قضية مرفوعة ضد النائب السابق لقنصلكم فى ستراسبورغ خالد بن سعيد المتهم فى قضية تعذيب , وهي ليست القضية الأولى التى ترفع ضد أحد المسؤولين فى الخارج بتهم تتعلق بالتعذيب , كما وقع للوزير عبد الله القلال , فماذا تقولون فى تهم التعذيب الموجهة إليكم ؟

جواب :

  التعذيب , هو الإسم القديم لرياضة فردية متروكة عملنا منذ التغيير على إحيائها لتصبح رياضة جماهيرية وهي بمثابة تأهيل بدنى قد يكون مرهق نوعا ما ولكنه فحص بدنى ضروري حتى وإن أدى بحياة بعض الممتحنين . إن الرياضيين الذين ذكرتهم هم أصحاب ميداليات تونسية فى إختصاصهم وأنا الذى سلمتهم تلك المداليات بنفسى, أما رفع القضايا خارج البلاد فى حقهم فهي  » غصرات  » مررنا منها بسلام    

سؤال : هناك مواضيع كثيرة داخلية وخارجية لم تسعفنا هذه المقابلة فى التطرق إليها . هل لديكم كلمة أخيرة ؟

جواب :

  لا ظلم بعد اليوم , ولا رئاسة مدى الحياة . فليطمئن الشعب التونسى إلى عهودنا    

سيناريو وحوار: صابـــــر – سويســـــرا


حتى يكون للأمة مكان في هذا الزمان

كتاب جديد للدكتور منصف المرزوقي صدر هذا الشهر عن دار الأهالي بدمشق يضاف إلى كتبه السياسية  » عن أي ديمقراطية يتحدثون » و » الإنسان الحرام  » و » الاستقلال الثاني و » من الخراب إلى التأسيس  » و » في سجن العقل »، يواصل فيه المؤلف المساهمة في بناء فكر سياسي عربي جديد .

www.moncefmarzouki.net

تصدير

الدكتور نادر فرجاني

عن المواطنة المصادرة والحق المغتصب في البلدان العربية، وضرورة العمل على استرجاعهما من أنظمة حكم الفساد والاستبداد في الدول العربية ومن قبضة القوى المهيمنة في العالم والمستبيحة للأمة العربية، يكتب منصف المرزوقي بقلم أشبه بمبضع الجراح، ومن دون مخدر.

كثيرا ما اتهم « منصف » بأنه مستفز، وأتمنى عليه أن يظل كذلك. فلن تتقدم هذه الأمة من دون استفزاز العقول الراكدة والهمم الخامدة.

وليس بمستغرب أن يستفز مثقفا مثل منصف، كنموذج وكفرد، كل قوى القعود والاستكانة التي تحكم على الوطن العربي بالتخلف والهوان.

لم يكفه التميز في حقل معرفي ومهني معين- الطب في حالة منصف- عن اقتحام الأفاق الرحبة للمعرفة الإنسانية، مثقفا يميل إلى الموسوعية، وإن ظل الطب، بثراء النسق البشري المعجز، مصدر سمة معرفية مميزة. ولم يقعده وضعه الاجتماعي المتميز نسبيا كأستاذ جامعي عن ارتياد القارات الموحشة للفعل النضالي المجتمعي والسياسي تأكيدا لمبدأي الحق والمواطنة الكاملة للناس جميعا، في موطنيه تونس، والوطن العربي الكبير، وإن لم تقف طموحاته عند هذا الحد، فللمطالبة بالحق والمواطنة الكاملة بعد عالمي يطبع أفكاره وأعماله بقوة.

 

يحكم الكتاب، في تقديري، توصيف الكاتب للمواطن بأنه تواق للحرية، مناضل من أجل نوالها أبدا، متجشما الصعاب الحتمية. حيث يحدد للمواطنين « القيمة المركزية التي تقود أفعالهم وتتحكم في مواقفهم » ألا وهي « التوق إلى الحرية عبر مشروع متواصل لا يكتمل أبدا هو التحرّر. » وأن « عليهم أن يدفعوا لتمتعهم بالكرامة والحقوق والحريات أو للمحافظة عليها، ثمنا باهظا قد يكون سلامتهم الشخصية. لكنهم يعتبرونه ثمنا زهيدا »

وهنا يتعين أن نستمع لمنصف المرزوقي، فقد قدم هو نفسه المثال على هذا المواطن دافعا ثمن مواطنيته، فمقال الرجل يصدر عن خبرة نضالية واسعة وعميقة، وليس مجرد سعة أفق معرفية.

 

ولكن رداءة الحال، خاصة استقالة المواطنين المطحونين من السياسة، انسداد أفق الإصلاح في ظل الاستبداد، يترك في الحلق غصة وفي الفم مرارة، « ما أمرّ أن يصبح الوطن هو الأرض التي نهرب منها وليست الأرض التي نهرب إليها. »

ومع ذلك يبقى الكاتب ديمقراطيا حتى النخاع. « الديمقراطية هي الجزء السياسي من الحقوق المضمنة في الإعلان – العالمي لحقوق الإنسان- وهي البند 18 (حرية المعتقد) والبند 19(حرية الرأي ) والبند 20 (حرية المشاركة في الحياة العامة عبر انتخابات حرة ونزيهة ) والبند 21 (حرية تكوين الجمعيات السلمية) ».

بهذا النفس الديمقراطي يتعين التعامل مع توق منصف للحرية والحق الذي يغمر الكتاب. الاحتفاء بالرأي، ولو مع الاختلاف، حيث الرأي الحر، وقدح الرأي بالآخر، مصدر جلاء الحقيقة.

ولا يتوقف منصف عند الساري والمألوف بل يتصدى لهما بأفكار تجديدية قد تصدم البعض، ولكنه يقدم لها تبريرات منطقية مقنعة، وقد راق لي منها اقتراح الرئاسة السباعية للدولة، مدى الحياة(!)

ولا بد من الإشارة إلى رسالة منصف هي، في العموم، إنسانية شاملة: « الحضارات لا تفعل، حتى في أوج الصراع، سوى التبادل والتلاقح. أما الرهان الحقيقي بينها فهو حول من يحمل المشعل أطول وقت من الزمن.. لفائدة الجميع ».

ومع ذلك فإن الرسالة المحورية للكتاب تتقاطع مع ما انتهى إليه تقرير التنمية الإنسانية العربية الثالث من أن مشروعا للنهضة في الوطن العربي يستلزم مكافحة الاستبداد في الداخل واستباحة الأمة من الخارج. « إن كان مشروع الاستقلال الثاني هو تحقيق التحرّر للمواطن وللوطن، فإنه يمرّ إجباريا بالتحرر من هيمنة الاستبداد بما هو استعمار داخلي، ومن هيمنة الاستعمار بما هو استبداد خارجي. »

والغاية هي « ضرورة تواصل البحث عن تحقيق الحد الأقصى من الحرية في ظل العدل والحد الأقصى من العدل في ظل الحرية. »

والدواء الذي يصفه الدكتور منصف في النهاية هو المرور « من المعارضة إلى المقاومة ».

عل الأمة العربية تشفى به من علتي الفساد والاستبداد.

د. نادر فرجاني

مقدمة الكتاب

لنتصوّر عرّافا وقف أمام جيلي سنة 1965 يقرأ لنا بخت الأمّة في كفّ التاريخ وأنه قال لنا ما يلي : أطلب منكم سماعي دون فقدان الصواب فأنا جدّ آسف يا شباب .. سيقع عكس ما ترجون وما تخططون له من وحدة وحرية واشتراكية وتحرير فلسطين ، ناهيكم عن التعامل مع الغرب ندّا لند وعودة الأمة بقوة لساحة العلم والتكنولوجيا والإبداع الفني والفكري .

ففي سنة 2006 أي بعد أربعين سنة من الآن ستكون حصيلة الآمال والأقوال والأفعال لجيلكم وللذي سبقه ما يلي :

– انقلاب الأنظمة التحررية القومية إلى أنظمة طائفية واحتلال داخلي ،أين قمع الاستعمار من قمعها

– هزيمة عسكرية قاصمة للظهر أمام إسرائيل، ثم اعتراف مصر – نعم مصر- بإسرائيل، ثم تسابق الأنظمة للاعتراف بالكيان الصهيوني.

– بلوغ الشعب الفلسطيني البطل ذروة المأساة وهو يحارب ظهره إلى الحائط ، لا نصير له من الشعوب أو من الأنظمة.

– تعمق التبعية و التخلف لا بالنسبة للغرب فحسب وإنما حتى بالنسبة لأمم آسيا التي ستحقق هي المشاريع التي تحلمون بها.

– الانتصار بالضربة القاضية للرجعية العربية على ما تسمونه القوى التقدمية والوطنية.

– تبذير كميات لا تصدق من ثروات الشعوب والأمة في فساد الأشخاص أو في تكديس سلاح مهمته تشغيل مصانع الأجنبي والعمولات للأصدقاء والاستعداد لمواجهة الثورة الشعبية وحتى لضرب فلسطين.

– اندلاع حروب أهلية مدمرة في السودان والجزائر ولبنان والعراق.

– عودة الاحتلال الغربي المباشر للأرض العربية واحتلال عاصمة الرشيد بعد انهيار العراق.

– تكثف موجات هروب العرب من بلدانهم يستجيرون بالغرب الذي تحاربون.

– بداية تفكّك الأقطار نفسها عبر تراجع الحس الوطني وظهور حركات مناهضة لكل ما هو عربي داخل أكثر من قطر في المشرق والمغرب.

– انهيار الشعور القومي وتزايد الفرقة والبغض بين العرب أنفسهم دولا وشعوبا.

– عودة الصراع بين السنة والشيعة.

– تحوّل مشعل المقاومة إلى قوى مرجعيتها الدين وانهيار كل التيارات الاشتراكية والقومية.

ما من شكّ أنه لو قيل لنا مثل هذا الكلام لهزئنا بقائله وسخرنا منه وأشبعناه شتما وتكذيبا ومن المؤكد ضربا بالأحذية.

ولأن كل هذا حدث فلا داعي للسخرية من عرافنا ، بل علينا بعد الاعتذار له ترجيه مواصلة قراءة

مستقبل الأمة…لنقل إلى سنة 2056.

ربما سنسمع شيئا من هذا القبيل:

– تهشم الجزائر والمغرب والعراق وسوريا ولبنان إلى دويلات طائفية وعرقية.

– احتلال مصر لليبيا لتجد مخرجا من الضغط السكاني الهائل وانطلاق المقاومة الليبية الباسلة ضد الاحتلال الفرعوني الغاشم.

– إعلان الخلافة الإسلامية في الحجاز المحرّر من مملكة نجد المتحدة.

– اختفاء السودان من الخارطة بعد أن أخذت مصر شماله وتشاد غربه والجنوب جنوبه.

– مطالبة الهند الحازمة باحترام حقوق الأغلبية الهندية المدنية والسياسية في الخليج والتهديد بالتدخل العسكري وإعلان الحرب على إيران التي بسطت حمايتها على دول الخليج منذ سنة 2020

– اندلاع الحرب الهندية الإيرانية وتدمير كل منطقة الخليج.

– احتلال دولة إسرائيل الكبرى لمنابع النفط في إمارة البصرة التي طلبت حمايتها من مطامع إمارة العمارة.

– انتصاب دكتاتوريات إسلامية في الدويلات الناجية وهاجسها الوحيد تغطية شعر النساء وفرض الصلاة في أوقاتها في المدارس والجامعات والإدارات . تصاعد التململ داخل الشعوب من الجور الإسلامي وبداية المقاومة وتزايد عدد معتنقي الكاثوليكية وبداية الخصومات بين المغاربين الكاثوليك

و البروتستانت.

– على الصعيد الخارجي انضمام  »جملكيات » تونس و قسنطينة ووهران و تطوان إلى الاتحاد الأوروبي بصفتها محميات ديمقراطية ( إضافة إلى إمارة بيت الدين المسيحية الديمقراطية وسلطنة جبل العلويين الديمقراطية ة ودولة أسوان الديمقراطية الفرعونية غير المعترف بها من الأسرة الدولية )

كل هذا بجانب » الجملكيات » الأمازيغية المعترف بها و التي تضم كنفدرالية تيزي وزّو وأقادير والحسيمة وبني ملال ولها وضع مراقب فقط .

– قرار مجلس الأمن بإلغاء اللغة العربية كلغة رسمية في الأمم المتحدة .

– ظهور الطاعون في موجات متتالية في كامل المنطقة العربية (سابقا) واستشراء المجاعات نظرا تفاقم الجفاف الناجم عن تغير المناخ…ناهيك عن وصول أزمة المياه الصالحة للشرب إلى قمم أصبحت تهدد وجود الملايين.

– ظهور دين جديد في مصر يدعو إلى عبادة الملك فاروق ويبشّر بعودته القريبة ليحرر الشعب من الإسلاميين ومن الإسلام.

إذا اعتبر أحدكم أن مثل هذه الأفكار علامات سوداوية في المزاج تستوجب الالتجاء إلى أدوية مقاومة الانهيار لعصبي الحاد، فما عليه إلا أن يتصور نفسه شابا في الستينات وأن يعيد قراءة ما ورد في بداية الصفحة، ليتأكد أن ما حدث لنا بالمقارنة مع ما كنا نأمل ونتوقع، ليس أغرب مما قد ينتظرنا في منعطفات طريق يبدو أننا فقدنا السيطرة عليه ، تماما كما يقع لقائد سيارة في منحدرات جبلية وقد أصبحت بلا فرامل.

من يستطيع أن يكابر اليوم والقول أننا نعرف إلى أين نحن ذاهبون وعبر أي طريق.فأنظمتنا التي تفتعل قيادة الباخرة السكرى هي أول من يعلم أنها لا تتحكّم إلا في الركاب المحشورين في العنابر

و مسار الباخرة متروك للقضاء والقدر وإرادة القوى العظمى.

أما مجتمعاتنا فهي بصدد الانفجار إلى الداخل عبر تصاعد كل مؤشرات التحلل والتفكك، من ارتفاع نسب الطلاق والانتحار والإدمان والبطالة والهجرة والجريمة والتدين واللجوء للعنف الداخلي والإرهاب الخارجي.كل هذا في ظل تفاقم الأزمات البيئية والاقتصادية والاجتماعية وتحت حكم دول

كأنك تسمع طقطقة عظامها وهي بصدد الانهيار والتفكك.

كأننا انخرطنا منذ نصف قرن في الاتجاه المعاكس للذي كان بوسعه أن يصل بنا إلى برّ النجاة وكأنه ما زال أمامنا الكثير لننزلق حتى نرتمي في أحضان الخواء …الفوضى المطلقة.

بالطبع لا بد من رفض الاستسلام لأمر كهذا ، لكن من أين الطريق ؟

لو فكرنا في الطريقة التي نتقدم بها عليه ، أمما وأشخاصا، لاكتشفنا أن نتحرك بفعل أربعة قوى أساسية . الأولى هي قوة الدفع الآتية من أعماق التاريخ. إنها جملة العوامل البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي حددت لحد الآن مصير المجموعات والأفراد.القوة الثانية هي قوة الجذب الآتية من أعماق المستقبل وهي مكونة من جملة الأحلام والمشاريع المبهمة التي نحملها في أعماقنا. أما القوة الثالثة فهي الصدف الناجمة عن تصادم عوامل بالغة التعقيد والتشابك . وفي الأخير تشكل أرادتنا وقدراتنا الواعية القوة الرابعة وهي قوة لا يجب أن نستهين بها حتى ولو بدت لنا متواضعة الفعل أمام القوى الثلاثة الأخرى.

لكن إشكالية هذه القوة الرابعة اعتمادها الكلي على المعلومات الدقيقة والتشخيص الصحيح والخيار الأنجع. هنا نصطدم بأننا، شعوبا وأفرادا، نتحرك داخل ضباب معرفي متواصل. فالمعلومات عن وضعنا الحقيقي إما ناقصة وإما مغلوطة وإما مشوشة بالهوس الأيدولوجي.

نحن لا نعي بما كنا نتخبط فيه إلا بعد الدروس القاسية للتجارب . آنذاك نتذكر كما كنا ساذجين في رؤانا ، لكن قل ما يخطر على بالنا أننا ربما نواصل أخطاء أخرى سيظهر حجمها بعد زمن ما.

لقائل أن يقول إذن من يضمن أن الوصفة المعقدة التي يوحي هذا الكتاب بوجودها ، حتى وإن يعرف صعوبة تطبيقها، ليست مرحلة جديدة من التخبط داخل الضباب.

الجواب بسيط : لا أحد.

كل ما يمكن التأكد منه والتأكيد عليه، أننا سنتقدم أكثر فأكثر على الطريق الصحيح وسنستطيع تدارك الأخطاء بسرعة أكبر، إذا وضعنا نصب أعيننا.. أنه علينا أن نكون حذرين من قناعاتنا أكثر من حذرنا من قناعات الآخرين … أن علينا ترك باب الحوار دوما مفتوحا لا محضورات ولا مقدسات ولا من يحزنون … أن علينا متابعة كل التجارب في العالم بعين يقظة وفكر نهم لنتعلم من التجارب الناجحة ونستولي عليها دون تردد … أن علينا قبول الطبيعة التجريبية والتخبرية empirique للمسار البشري.

بهذه الذهنية وبهذه الذهنية وحدها ، يمكننا أن نرفع نسبة التخيير في مسارنا على نسبة التسيير ، علما ،وأننا شعوبا وأفرادا، سنبقى إلى ابد الدهر مسيرين ومخيرين.

هذا الكتاب هو دعوة لتنبني هذه الذهنية ، أكثر مما هو دعوة لتبني المقولات والآراء التى وردت فيه.

إن مسئولية المثقف ليست في التأثير على العوامل الموضوعية مثل البيئة والاقتصاد فهي تتجاوز كل الأشخاص وكل الفاعلين , لكن مسئوليته محددة بضرورة المتابعة الدقيقة لتطور المعلومات والأفكار واكتشاف خطوط القوة فيها والتوعية بها حوله لأنه بقدر ما تكون الأفكار التي يعمل المجتمع عليها واضحة وصحيحة، بقدر ما يسهل اتخاذ المواقف السياسية الأقل ضررا.

المثقف الملتزم ( وهو نقيض الأكاديمي من جهة وخادم السلطان من جهة أخرى) جزء هام من الآليات التي يضعها المجتمع لرفع مستوى نجاعة أخذ القرارات . وبقدر ما يلتزم هذا المثقف بمطلق الاستقلالية والنزاهة بقدر ما ينجح في لعب دور في جوقة لها عديد من العازفين ، لكنهم للأسف في نشاز أغلب الوقت.

وسواء أضاف هذا الكتاب- وهو في جزءه الأساسي مقالات نشرتها متفرقة على موقعي وفي الصحف وأخرى لم يسبق نشرها – شيئا جديدا أم زاد في الضجيج المنكر للأصوات المتنافرة ، فما أتمناه هو أن يضع على الأقل بعض العلامات على طريق صعب وغامض وخطير ، حتى يمكن لرفاق المغامرة الجماعية تبين بعض معالمه داخل الضباب الكثيف و كلما تطلب الأمر تحويل العلامات من مكان لآخر وتحسينها والإضافة إليها ، لنخرج جميعا بأسرع ما يمكن من الحلقات المفرغة ونتجه أخيرا إلى الأمام …على الأقل ألا نتجه في الطريق المعاكس لنرمي أنفسنا في براثن أخشى ما نخشاه.

قد نكون دخلنا منعرجات طريق ليس له إلا وجهة واحدة ونحن ما زلنا نتوهم قدرة الفعل.

قد لا نكون دخلنا مثل هذا المنعرج ولا زال أمامنا متسع الوقت لإنقاذ مستقبل أبنائنا وأحفادنا.

وفي كلتي الحالتين، نحن مطالبون بالأمل والعمل، لأن هذه سنة الحياة، والأمر كان ولا يزال : اعملوا فسيرى اللّه…


منح رخصة التنقيب عن المحروقات « الفحص »

تونس 24 فيفري 2007 (وات) تم يوم السبت منح رخصة التنقيب عن المحروقات « الفحص » للشركة البريطانية « سوباكس ليميتد » والشركة التونسية للنشاطات البترولية. وتغطي رخصة « الفحص » مساحة 3116 كيلومترا مربعا وتمتد على ولايات زغوان وباجة وسليانة. وتتولى الشركة البريطانية تمويل استثمارات تقدر ب 5ر3 مليون دولار اى ما يعادل حوالي 5ر4 مليون دينار. ويتضمن برنامج عمل الفترة الاولية للرخصة والمحددة بثلاث سنوات ونصف لانجاز المسح الزلزالي الى جانب حفر بئر استكشافية. وتولى التوقيع على الاتفاقية الخاصة بهذه الرخصة كل من السادة عفيف شلبي وزير الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة وخالد بالشيخ الرئيس المدير العام للشركة التونسية للانشطة البترولية وواك كاني مدير شركة « سوباكس ليميتيد ».

(المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 24 فيفري 2007)

(القنزوعي) سفير تونس بلافاليت، يقدم أوراق اعتماده إلى رئيس مالطا

حرص على توثيق علاقات الصداقة بين البلدين وعلى مزيد ترسيخ تقاليد التشاور بينهما حول المسائل الثنائية والدولية ذات الاهتمام المشترك قدم السيد محمد علي القنزوعي خلال موكب انتظم يوم الخميس (22 فيفري 2007، التحرير) بالقصر الرئاسي بلافاليت الى الرئيس ادوارد فينيش ادامي الاوراق التي تعتمده سفيرا فوق العادة ومفوضا لتونس لدى مالطا .
وابلغ السفير بالمناسبة الرئيس المالطي تحيات الرئيس زين العابدين بن علي الحارة والودية وحرصه على توثيق علاقات الصداقة مع جمهورية مالطا ومزيد تنويعها . ومن جهته حمل الرئيس ادوارد فينيش ادامي السفير التونسي مشاعر مودته وتقديره البالغين للرئيس زين العابدين بن علي .
وذكر الرئيس ادوارد فينيش ادامي بزيارة سيادة الرئيس الى مالطا في جوان 2005 وبزيارته الى تونس في جويلية 2006 مبينا ان الزيارتين مكنتا من اعطاء دفع جديد للعلاقات بين البلدين الصديقين ومزيد ترسيخ تقاليد التشاور بينهما حول المسائل الثنائية والدولية ذات الاهتمام المشترك .
(المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 23 فيفري 2007)

 


تونس وليبيا تتجهان إلى اتحاد جمركي وتكامل نقدي

 
رشيد خشانة – تونس في ظل الجمود الذي يطبع المؤسسات المغاربية، يبدو الإتحاد الجمركي والتكامل النقدي الذي يتشكل هذه الأيام بين تونس وليبيا حدثا استثنائيا بل مفارقة « إيجابية ». فتونس وليبيا مُقبلتان على إلغاء الحواجز الجمركية والتداول بالعملتين في البلدين الشهر القادم في خطوة تُكرس أول تشابك بين اقتصادين مغاربيين. « كل سنة، لابد من أن أزور جزيرة جربة (جنوب تونس) مع أسرتي لتمضية قسم من الإجازة »، هكذا قال الدكتور أحمد الأطرش، الأستاذ في الجامعة الليبية. وسرعان ما استدرك كأنما شعر أن كلامه لم يكن دقيقا « أذهب أحيانا إلى بلدان أخرى، لكن تونس تبقى وجهة ثابتة أيا كانت الرحلات الإضافية ». وما يفعله الأطرش لا مندوحة لأكثر من مليون ليبي من فعله تلقائيا، فالقرب الجغرافي بين تونس ومراكز الكثافة السكانية الليبية، وخاصة العاصمة طرابلس، تجعل جزيرة جربة السياحية في دائرة لا تزيد عن 300 كيلومتر، أما العاصمة تونس والمدن السياحية الأخرى في الشمال، فهي لا تبعد أكثر من 500 كيلومتر عن الحدود المشتركة، وهذا ما يفسر كثافة السيارات الليبية في طرقات تونس وشوارع المدن الرئيسية، حيث يأتي الليبيون لتغيير الأجواء، وعزا مسؤول سياحي هذا الإقبال الذي يُقدر بمليون ونصف مليون سائح سنويا إلى عنصرين أساسيين، هما السياحة والتداوي. واللافت أن أعداد الليبيين الذين يؤمون المستشفيات والمصحات الخاصة في تونس زاد بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة إلى حد إنشاء مصحات في مدينتي تونس وصفاقس مُخصصة بالكامل لاستيعاب الليبيين. وطالما أن أوروبا باتت متشددة في منح تأشيرات الدخول للعرب، لا يجد الليبيون وجهة أفضل من تونس عند مغادرة بلدهم إلى الخارج، لكنهم صاروا يعتمدون كثيرا على استئجار شقق أو فلل بدل النزول في الفنادق، لأنهم يسافرون عادة في إطار أسري. وشرح مدير مصحة خاصة لسويس أنفو أن « كل مريض يدخل إلى المصحة يرافقه قريبان أو أكثر، في المتوسط يقيمان في شقة في أحد الأحياء المحيطة بالمصحة »، ولعل هذا ما يفسر كثرة الليبيين المقيمين في أحياء المنارات والمنازه، وهي من أرقى أحياء العاصمة التونسية.
مبادلات تجارية كثيفة
غير أن كثافة الإقبال على زيارة تونس لأغراض متعددة، ليست الوجه الوحيد للعلاقات الخاصة التي نُسجت بين الجارين بعد عقدين من الصراع والأزمات العاصفة في السبعينات والثمانينات، فالمبادلات التجارية تضاعفت أيضا على نحو جعل ليبيا الزبون الأول للإقتصاد التونسي. وعندما تدخل إلى متجر في زوارة أو مصراتة أو طرابلس، تصيبك الدهشة لأنك تخال نفسك في متجر تونسي، فالمعلبات والعجائن والكسكس وكراتين الحليب المعقم وحتى اليوغرت (الألبان)، هي نفسها المعروضة في المحلات التونسية. ويلاحظ المسافر على الطرقات الجنوبية التونسية أن عشرات الشاحنات الثقيلة التي تحمل لوحات « الجماهيرية » تتحرك ليلا في اتجاه الحدود مُحمَلة بالسلع التونسية أو بمنتوجات مستوردة من الخارج تم إفراغها في موانئ تونسية. وأظهرت إحصاءات حديثة أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين بلغ في سنة 2006 ألفا و900 مليون دينار مقابل ألف و350 مليون دينار في سنة 2005، وهو رقم يجعل من التبادل التجاري بينهما حالة فريدة بين البلدان المغاربية، خصوصا في ظل استمرار غلق الحدود بين المغرب والجزائر. وتعد ليبيا الشريك الاقتصادي الأول لتونس بعد الاتحاد الأوروبي. وهذه المبادلات التجارية الكثيفة ليست جديدة، وإنما كانت كذلك، وإن بحجم أقل، أيام العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على ليبيا إلى سنة 1999، وهذا ما يُفسر القدرة على تطويق أي أزمة كلما تلبدت السحب في سماء العلاقات الثنائية. ففي يوليو 2005، مرت العلاقات في « خضة » حرجة بعد قرار ليبيا مطالبة الأجانب الراغبين في دخول أراضيها بالإستظهار بما يعادل 700 دولار بإحدى العملات الدولية، مما شكل تهديدا بشل التجارة بين البلدين على جانبي الحدود، لكن في أواخر سبتمبر من نفس السنة، شكلت الإجتماعات نصف السنوية التي عقدتها اللجنة العليا المشتركة في تونس برئاسة رئيس الوزراء الليبي آنذاك شكري غانم والوزير الأول التونسي محمد الغنوشي مناسبة لإيجاد حلول عملية للمشكل الذي سمَم العلاقات الثنائية، خاصة بعد بقاء أعداد كبيرة من التونسيين عالقين أمام معبر « رأس جدير » الحدودي. وسبق اجتماع اللجنة العليا، تبادل الموفدين الخاصين بين رئيسي الدولتين لتطويق الخلاف.
أسواق موازية

ويقدَر الخبراء أعداد التونسيين الذين يعيشون من المبادلات الرسمية وغير الرسمية مع ليبيا بأكثر من مليون ونصف مليون شخص، غالبيتهم في المناطق الجنوبية، وتكاد لا توجد مدينة تونسية ليست فيها « سوق ليبية »، مثلما يسميها التونسيون كناية على الأسواق التي تباع فيها سلع رخيصة الثمن لا تمر من البوابات الجمركية. وكلما احتج أصحاب المحلات التجارية التونسيون من خلال منظمة التجار والصناعيين « الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية » على وجود « الأسواق الموازية » والباعة المنتشرين على قارعة الطريق أمام المحلات، أتى رد الفعل الحكومي ناعما « لأن الحزم في هذه الأمور يؤدي إلى حرمان مئات الآلاف من مصدر الرزق »، على رأي مسؤول في جهاز مكافحة الغش. كذلك من الخلافات التي ظهرت في السنوات الأخيرة، طلب الليبيين من الحكومة التونسية تسديد قرضين مستحقين لليبيا قيمتهما الإجمالية 163 مليون دولار كانت تونس حصلت عليهما في سنتي 1973 و1980، إلا أن الأزمات التي اندلعت بين البلدين عطلت عملية السداد. وبرر الليبيون الطلب بأنهم يخشون أن يشكل سابقة تستند عليها بلدان أخرى للإمتناع من تسديد ديون. وفي هذا السياق، وافق مجلس النواب التونسي في سنة 2005 على تسديد القرضين بعدما توصلت الحكومتان إلى اتفاق سياسي تم بموجبه التخلي عن الفوائد ومعاودة جدولة السداد على عشر سنوات اعتبارا من مطلع 2006، على أن تكون القاعدة هي مبلغ 63 مليون دلار فقط ومن دون تسديد الفوائد. ويمكن القول أن البلدين استطاعا تطويق كل الخلافات التي ظهرت طيلة عقدين من التقارب السياسي والإقتصادي المطرد والمُرشح للتطوير مع قرار التعامل بالعملتين الوطنيتين في كلا البلدين اعتبارا من 20 مارس المقبل، والذي يتزامن مع يوم الإستقلال في تونس. وأفاد مصدر في البنك المركزي التونسي أن تعميما سيصدر قريبا إلى المصارف المحلية يحدد التراتيب التي ينبغي اتباعها لتكريس هذا الإجراء بالإضافة لنماذج الأوراق النقدية التي سيكون لها رواج قانوني مع إدراج تسعيرة الأوراق النقدية بالنظر لارتفاع قيمة الدينار الليبي قياسا على الدينار التونسي. وبموجب هذا التعميم، سيحق للسياح التونسيين المسافرين إلى ليبيا الحصول على المنحة السياحية بعملة بلدهم من دون الإضطرار لاستخدام الدولار أواليورو. والعكس صحيح ايضا، إذ سيكون في وسع الليبيين تحويل مبلغ أربعة آلاف دينار بالعملة التونسية أو الليبية لدى دخولهم إلى تونس. وأوضح المصدر أن اللجنة العليا للمتابعة التي اجتمعت أخيرا في طرابلس قررت « إزالة الحواجز الجمركية وغير الجمركية بين البلدين، اعتبارا من 20 مارس المقبل »، ما سيؤدي إلى تكثيف المبادلات التجارية التي يُتوقع أن ترتفع إلى ملياري دينار في أواخر العام الجاري. كما يمضي الجانبان في تنفيذ مشاريع مشتركة مختلفة، من أبرزها أنبوب الغاز الذي سينقل الغاز الطبيعي من الحقول الليبية إلى مدينة قابس الصناعية في جنوب تونس، مما سيخفف من وطأة أزمة الطاقة عن التونسيين بعد نضوب النفط في الحقول القديمة، وخاصة حقل البرمة بأقصى الجنوب. ومن المشاريع الأخرى التي ناقشتها اللجنة المشتركة في دورتها الأخيرة، إنشاء مصفاة للنفط في ميناء الصخيرة التونسي بطاقة إنتاج تعادل 120 ألف برميل يوميا، والتي يرجّـح أن يفوز بها الليبيون بعد عطاء دولي برز فيه أساسا القطريون والليبيون، وتقدر كلفة إنجازها 1.3 مليار دولار. وفي هذا السياق، ناقشت اللجنة العليا أيضا مشروعا لإقامة مدينتين سياحيتين على الحدود المشتركة، والظاهر أنه سيأخذ طريقه للتنفيذ بعد استكمال الدراسات الفنية اللازمة. وعلى هذا الأساس، يُتوقع أن يرتفع حجم الإستثمارات الليبية في تونس خلال السنة الجارية إلى ثلاثة مليارات دولار مقابل 2.3 مليار دولار خلال السنة الماضية.
استثناء التونسيين
وتأتي النقلة المرتقبة في العلاقات الثنائية بإزالة الحواجز الجمركية واعتماد التعامل بالعملتين في أعقاب إشارات أظهرت الطابع الخاص للعلاقات بين تونس وليبيا، وأبرزها استثناء التونسيين من قرار فرض تأشيرة الدخول اٍلى التّراب الليبي الذي سبق لوزير الأمن العام (الداخلية) صالح رجب أن أعلن عنه على هامش مشاركته في الإجتماعات السنوية لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس أواخر شهر يناير الماضي، مؤكدا أن « الاٍجراء يشمل جميع العرب من دون اٍستثناء »، غير أن ذلك لا يعني أن العلاقات « سمن على عسل »، فوراء الواجهة التي تطغى عليها الإبتسامات والكلمات الرقيقة، توجد مصادر خلاف تقلل من الثقة بين الحكومتين. وفي معلومات مصادر مطلعة على العلاقات الثنائية أن هناك توجسا لدى كل طرف من اللعب في الوضع الداخلي للطرف الآخر، خصوصا بناء على تجارب مريرة سابقة في مجال الإحتضان المتبادل لمعارضي الطرف المقابل. والأرجح أن قانون اللعبة الجديد ارتكز منذ المصالحة التي انطلقت في أواخر الثمانينات من القرن الماضي على ألا يكون الحوار إلا مع السلطات الرسمية في البلدين، وهو ما تجلى في تخلي ليبيا عن دعم المعارضين التونسيين الذين كانوا محسوبين عليها وقطع الجهات التونسية اتصالاتها مع المعارضة الليبية في الخارج (رسميا على الأقل)، تكريسا لمبدإ « لا حوار مع مواطني أي من البلدين، إلا من خلال الحكومة ». ومن المسائل التي يبدو أنها مازالت تثير قلق الليبيين، العلاقات العسكرية والإستخباراتية الوثيقة مع الولايات المتحدة، وبخاصة بعد انضمام تونس للحوار المتوسطي مع الحلف الأطلسي إلى جانب ست دول عربية أخرى اعتبارا من سنة 1994 وما ترتب عليه من إجراء مناورات وتدريبات عسكرية مشتركة، غير أن مصادر تونسية نفت ذلك مشيرة إلى أن ليبيا ترغب بضمها إلى تلك الشراكة مع الحلف. قصارى القول، أن الحكومتين استطاعتا، على رغم ضعف الثقة السياسية بينهما، إقامة درجة متقدمة من التكامل الإقتصادي القائم على المصالح المشتركة، وسط جمود مؤسسات اتحاد المغاربي العربي، مما أعطى دليلا لباقي البلدان المغاربية على إمكان فصل السياسة عن المعاملات الإقتصادية.

(المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 25 فيفري 2007) الرابط: http://www.swissinfo.org/ara/front/detail.html?siteSect=105&sid=7558316&cKey=1172394118000


هل كانت الكميات المحجوزة فاسدة؟ ضبط لحوم حمـراء مهـرّبة في سوسة… وإحالة الملف على القضاء

 
تونس – الصباح: علمت «الصّباح» أنه تم في سوسة ضبط كميات من اللحوم الحمراء الفاسدة تم تهريبها من قطر شقيق وضبطت من قبل مصالح الديوانة. وحسب بعض المصادر التي أكدت هذا الخبر فقد تم إيقاف شاحنة صغيرة قادمة من قطر شقيق محملة بالأسماك، ولدى تفتيشها من قبل مصالح الديوانة تم العثور على كمية من اللحوم الحمراء مخفية تحت حاويات الأسماك وبالتثبت في وثائق التوريد تأكد أن طريقة توريد هذه اللحوم تمت بصفة غير قانونية وبالتالي عدت العملية في إطار عمليات التهريب. وأفادنا المصدر أن عملية توريد اللحوم تخضع لحصص محددة، كما أن المتعاونين والمتدخلين في توريد اللحوم هم من المختصين في هذا النشاط. وأفاد المصدر أن المشكل في هذه اللحوم ينحصر في طريقة توريدها ودخولها البلاد وأن الديوانة التونسية باشرت التحقيق في هذا الملف وأحالته على القضاء. وأضاف المصدر أن الكمية المهربة هي عبارة عن لحوم مجمدة تجاوزت كمياتها الطن الواحد وهي من أصل أمريكي – لاتيني دخلت بكميات كبيرة إلى قطر شقيق، وتم تهريب جزء منها إلى تونس دون تصريح توريد. وأفاد المصدر أن الكمية المضبوطة، على ملك سائق الشاحنة (رغم أن بعض الأطراف تناقلت أسماء أخرى) وأشار إلى ضبط كميات أخرى من اللحوم الفاسدة داخل مخزن لتبريد وتصبير منتوجات البحر. وأوضح نفس المصدر أن المعاينات الأولية لكمية اللحوم المهربة تشير إلى أنها قد تكون غير صالحة للاستهلاك وقد تمت إحالتها إلى مخابر المراقبة الصحية في انتظار النتائج الرسمية للتحاليل، مع العلم أن بعض هذه اللحوم تم توزيعها في بعض الأسواق وضبطت وجمعت من قبل مصالح المراقبة الصحية. وعلمت «الصّباح» أن سائق الشاحنة تمت إحالته على القضاء لاستكمال الأبحاث في هذه القضية. سفيان رجب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 فيفري 2007)


رئيس الشركة: ارامكس ستشتري شركة مغربية وتضع شمال افريقيا نصب عينيها

 
جدة (السعودية) (رويترز) – قال الرئيس التنفيذي لشركة ارامكس المدرجة في دبي يوم الاحد إن الشركة تنوي شراء شركة للتخليص الجمركي في المغرب في اطار خطط لدخول سوق شمال افريقيا. وقال فادي الغندور الرئيس التنفيذي للشركة إن ارامكس تتوقع نمو الارباح بنسبة عشرة في المئة او اكثر في الربع الاول بعد ان استكملت عملية دمج شركة شحن ايرلندية استحوذت عليها العام الماضي. وحققت ارامكس لعمليات النقل السريع ومقرها الاردن والتي انفقت 40 مليون دولار في العام الماضي على صفقات تملك واستحواذ ربحا صافيا قدره 24.33 مليون درهم (6.63 مليون دولار) في الربع الاول من العام الماضي بزيادة نسبتها 38.9 في المئة مقارنة مع نفس الفترة قبل عام. وتباطأ نمو الارباح في الارباع التالية فيما يرجع جزئيا لتكاليف عملية الاستحواذ على شركة توواي فانجارد ومقرها دبلن والتي تقدم خدمات النقل بالشاحنات في شمال اوروبا وهي الصفقة التي اعلنتها الشركة في ابريل نيسان. وامتنع الغندور عن ذكر اسم الشركة المغربية التي تستهدف ارامكس شراؤها. وقال الغندور لرويترز على هامش منتدى اقتصادي في مدينة جدة الساحلية السعودية ان ارامكس تدرس فتح مكاتب في تونس والجزائر. وتنوي ارامكس ايضا تعزيز عملياتها في سنغافورة من خلال فتح فرع ثان هناك. وقالت ارامكس في سبتمبر ايلول انها تنوي شراء شركات في الولايات المتحدة والصين والشرق الاوسط لتنافس آخرين في القطاع منهم شركة دي.اتش.ال التابعة لشركة دويتشه بوست وشركة تي.ان.تي. وقال الغندور إن ارامكس استكملت الان دمج عمليات الشركة الايرلندية في عملياتها. وقال ان دمج عمليات الشركة الايرلندية سيضيف بين 10 في المئة و12 في المئة الى صافي ربح ارامكس مضيفا ان عمليات ارامكس حققت نموا قويا في يناير كانون الثاني. واشار الى انه يتوقع ان تحقق الشركة بسهولة نمو في صافي الربح بمعدل 10 في المئة او اكثر. وقال بشار عبيد كبير المديرين الماليين في ارامكس الشهر الماضي ان توواي فانجارد ساهمت بنحو ربع ايرادات ارامكس في الربع الاخير والتي زادت 68 في المئة الى 402 مليون درهم. (الدولار يساوي 3.672 درهم) (المصدر: وكالة رويترز بالعربية بتاريخ 25 فيفري 2007)


تفضيل 6% فقط من الفلاحين منخرطون في نظام التأمين… هذا ما تأكد خلال ندوة حول التمويل عند صغار الفلاحين. هذه النسبة ضئيلة جدا تبعث على الحيرة والاستغراب!… فلماذا ينفر الفلاحون من التأمين؟ هل هناك من بحث عن الأسباب؟ وقد يكون السبب بسيط لا يتطلب بحوث الباحثين… فلربما يفضل الفلاح كارثة السماء على «كارثة» التأمين؟! محمد قلبي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 فيفري 2007)


هاجس الشيخوخة يؤرق التونسيين

 
تونس (CNN)– صعد ملف « تشيّخ » المجتمع التونسي ليصبح أحد أبرز الملفات التي تؤرق الحكومة هناك فضلا عن منظمات المجتمع المدني. ولا يخلو شهر من دون أن تقام مؤتمرات وندوات واجتماعات وزارية للنظر في « التداعيات » التي تخلفها ظاهرة تزايد نسبة كبار السنّ بما سيصبح معه المجتمع التونسي في غضون عقد من الزمان « هرما. » وحذّر منتدى السكان والصحة الإنجابية في دورته السادسة المنتظم ببادرة من الديوان الوطني التونسي للأسرة والعمران البشري من تداعيات خطيرة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي ناهيك عن الديمغرافي. ونقلت جريدة الصباح اليومية التونسية عن مدير مركز البحوث والدراسات في ميدان التغطية الاجتماعية محمد شعبان قوله إنّ نسبة السكان التونسيين الذين يتجاوزون الـ 60 سنة بلغت 9 بالمائة سنة 2006 وستصبح 29 بالمائة سنة 2050 وأن نسبة الشيوخ الذين تزيد أعمارهم عن ثمانين سنة بلغت 10 بالمائة سنة 2006 وستصل إلى 70 بالمائة سنة 2050. ومما « فاقم » من الوضع أنّ تطوّر النظام الصحي في تونس ساهم في زيادة نسبة الأمل في الحياة بعد سن التقاعد إلى 17 سنة سنة 2005 وسيصل إلى 20 سنة سنة 2010. وتعدّ تونس الأولى عربيا في نسبة الأمل في الحياة بنحو 77 سنة منا يجعلها أيضا متقدمة على عدة دول أوروبية على هذا الصعيد. وأضاف شعبان أنّ الهرم السكاني التونسي سيتغير، حيث سيتراجع عدد الأطفال والشباب ليتطور في المقابل عدد المسنين. وانتهجت تونس منذ استقلالها عام 1956 سياسة سكانية تشجّع على « الإنجاب الرشيد » بحيث بات معدل عدد أفراد العائلة الواحدة لا يتجاوز في الأغلب خمسة أشخاص. وأدى ذلك إلى تدن كبير في نسبة النمو الديمغرافي بحيث تشير دراسات إلى أنّ عدد سكان تونس لن يتجاوز بحلول 2030 عدد سكان لبنان مثلا. وبالنظر لتطور نظام التقاعد والتغطية الاجتماعية في تونس فإنّ تبعية المسنين للفئة النشيطة ـ بين 15 و59 سنةـ تساوي 14 فاصل 5 سنة 2005، على أنها ستبلغ 32 بالمائة سنة 2035 و46 بالمائة سنة 2055 وستصل إلى 68 بالمائة سنة 2085، وفقا لدراسات رسمية. كما ينتظر أن يتطور عدد المسنين من 348 ألف و228 سنة 2005 ليبلغ أكثر من 406 آلاف سنة 2010 وما يزيد عن 663 ألف سنة 2020 وعن مليون و140 ألف سنة 2030. ونتيجة لذلك، ستتطور النفقات الصحية والطلبات على العلاج نظرا لتحسن أمل الحياة وتحسن مستوى العيش وتشيخ المجتمع وسيتضاعف عدد السكان الذين تفوق أعمارهم الستين ثلاث مرات بين 2004 و2034 وسيتطور من 943 ألف إلى مليونين و519 ألف وسيتطور عدد المتقاعدين المضمونين اجتماعيا خلال نفس الفترة من 327 ألف و700 إلى مليون و402 ألف، وهو ما يمثل تحديا صعبا أمام الحكومة التونسية التي بدأت منذ الآن في التفكير في حلول لمواجهة « ضغوطات مالية متنامية على أنظمة الضمان الاجتماعي وخاصة أنظمة التقاعد. » ومن جهتها، قالت الباحثة في المدرسة العليا للتجارة بمنوبة شروق حوسي أن نتائج التغيرات الديمغرافية تتمثل في تراجع عدد المواليد الجدد وفي تراجع عدد الشبان، وفي المقابل في ارتفاع عدد المسنين ونسبة الوفيات لدى هذه الفئة حيث ستبرز إشكاليات رعاية المسنين نظرا لتراجع عدد مواليد الأسرة الواحدة. وحذرت أنه في المستقبل ستظهر مشكلة من سيمول جرايات المتقاعدين « إذ نجد حاليا 4 عمال يمولون جراية متقاعد واحد وفي المستقبل ستنعكس الآية وهو ما يفسر أن الصعوبات ستكون كبيرة في المستقبل. »
(المصدر: موقع سي أن أن العربية (دبي) بتاريخ 25 فيفري 2007) الرابط: http://arabic.cnn.com/2007/scitech/2/25/tunisia.society


التشيخ السكاني في تونس وإشكاليات أنظمة التقاعد:

التوقعات تشير إلى أن المستقبل سيكون صعبا.. فما هي الحلول الممكنة؟

 
تونس – الصباح كشف السيد محمد شعبان مدير مركز البحوث والدراسات في ميدان التغطية الاجتماعية عند حديثه عن مسألة التشيخ السكاني والتقاعد والتأمين على المرض أن نسبة السكان التونسيين الذين يتجاوزون الـ 60 سنة بلغت 9 بالمائة سنة 2006 وستصبح 29 بالمائة سنة 2050 وأن نسبة الشيوخ الذين تزيد أعمارهم عن ثمانين سنة بلغت 10 بالمائة سنة 2006 وستصل إلى 70 بالمائة سنة 2050 وأن أمل الحياة بعد سن التقاعد بلغ 17 سنة سنة 2005 وسيصل إلى 20 سنة سنة 2010.. هذه الارقام تبرز بالكاشف أن المجتمع التونسي يسير نحو التشيخ كما أنها أرقام تخفي وراءها الكثير من الإشكاليات.. تغطية سعيدة بوهلال فكيف يعيش التونسي سن التقاعد؟ هل يشعر بالراحة النفسية والاستقرار؟؟ وهل ستنجم عن التشيخ السكاني إشكاليات تتعلق بأنظمة التقاعد والتأمين على المرض وأية تحديات يجب رفعها لتأمين شيخوخة مريحة للمتقاعدين التونسيين مستقبلا؟؟ عن هذه الأسئلة وغيرها أجاب عدد من الخبراء والمهتمين بالسكان من بينهم السيد محمد شعبان في منتدى السكان والصحة الإنجابية في دورته السادسة المنتظم ببادرة من الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري.. وقال السيد شعبان إن الهرم السكاني التونسي سيتغير.. وسيتراجع عدد الأطفال والشباب ليتطور في المقابل عدد المسنين. وبين أن أنظمة الضمان الاجتماعي هي وسيلة لإعادة توزيع المداخيل وتحويل جزء من ثروات العناصر المنتجة على العناصر غير المنتجة أي أن الفئة العاملة ستكون مضطرة لتوزيع ثرواتها على الفئات غير المنتجة من مسنين وعاطلين عن العمل وأطفال.. ولئن كانت نسبة تبعية المسنين للفئة النشيطة ـ بين 15 و59 سنةـ تساوي 14 فاصل 5 سنة 2005 فإنها ستبلغ 32 بالمائة سنة 2035 و46 بالمائة سنة 2055 وستصل إلى 68 بالمائة سنة 2085.. وينتظر أن يتطور عدد المسنين من 348 ألف و228 سنة 2005 ليبلغ أكثر من 406 آلاف سنة 2010 وما يزيد عن 663 ألف سنة 2020 وعن مليون و140 ألف سنة 2030.. وبين السيد شعبان أن تونس الآن تعيش فترة مريحة لكن هذا لن يدوم طويلا.. لأن عدد المتقاعدين سيتطور ولكن في المقابل فإن موارد التغطية الاجتماعية لن تتطور بنفس النسق..
التأمين على المرض

على مستوى التأمين على المرض ستتطور النفقات الصحية والطلبات على العلاج نظرا لتحسن أمل الحياة وتحسن مستوى العيش وتشيخ المجتمع وسيتضاعف عدد السكان الذين تفوق أعمارهم الستين ثلاث مرات بين 2004 و2034 وسيتطور من 943 ألف إلى مليونين و519 ألف وسيتطور عدد المتقاعدين المضمونين اجتماعيا خلال نفس الفترة من 327 ألف و700 إلى مليون و402 ألف.. وقال السيد شعبان «سترتفع تكاليف العلاج نظرا لأن المسن يحتاج أكثر من غيره إلى الأدوية.. كما أن العلاج يتطلب إدخال تجهيزات جديدة وهي مكلفة.. وخلص إلى أن النفقات على الصحة ستكون في حدود 3320 مليون دينار سنة 2010 و6600 مليون دينارا سنة 2019 وسيكون معدل النفقات للفرد الواحد 317 دينارا سنة 2010 و585 دينارا سنة 2019.. وبالتالي ستبرز على حد قوله «ضغوطات مالية متنامية على أنظمة الضمان الاجتماعي وخاصة أنظمة التقاعد». ولتجنب انفجار نفقات الصناديق الاجتماعية على التقاعد تحدث المدير عن عدة فرضيات ممكنة وقال إنها لا تهم تونس فحسب بل هي موجودة ومعمول بها حاليا في بلدان عدة في العالم ولاحظ أن التشيّخ هو نتيجة سياسة سكانية تم اختيارها وأنه لا توجد معجزة لحل المشكل بل هناك عدة مقترحات وشدد على أن التنمية الاقتصادية ضرورية جدا للحد من مشاكل التهرّم السكاني وتساءل هل يمكن أن نرفّع في سن التقاعد قبل أن نحدّ من مشكلة البطالة ومشاكل المؤسسات.. وذكر أنه يتعين المحافظة على المقدرة الشرائية للمتقاعدين. ومن الفرضيات نجد ما يتعلق بالتقاعد وما يتعلق بالتامين على المرض وبالنسبة للتقاعد فهناك فرضية تتعلق بالإصلاحات : (قاعدة احتساب الجرايات ومراجعة طرق النفقات وتأخير سن التقاعد والترفيع في الأقساط المستوجبة من الأجور لفائدة جرايات التقاعد.. ) وفرضية تتعلق بالمرور من نظام التوزيع إلى نظام الرأس مال والمرور من السحب على الأجور إلى السحب على رأس المال والمرور من التغطية الجماعية لمخاطر التشيّخ إلى التغطية الفردية وهناك فرضية الأرصدة الافتراضية وأخرى تتعلق بدمج الأنظمة. وفي ما يتعلق بالتأمين على المرض فتتمثل أهم الفرضيات في التحكم في عروض العلاج وطلباته وتنظيم مسالك العلاج وتحسين توزيع الأدوار بين الفاعلين الاقتصاديين والحد من تكاليف الأدوية الجنيسة.. واستنتج أنه من الضروري التفكير في كثير من الحلول وفي الحلول التي تكون الأقل مضرة..
دعوة إلى التريث
بينت الدكتورة نبيهة قدانة المديرة العامة للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري أن تونس مازالت بعيدة عن نسبة التشيّخ التي نجدها لدى المجتمع الأوربي لكن هذه النسبة ستتضاعف ثلاث مرات قبل سنة 2050.. وبينت أن تونس تعيش فترة دقيقة جدا تتعلق بالتأمين على المرض.. وذكرت أن المجتمع يطمح إلى التغطية الصحية الضرورية بعد سن التقاعد خاصة مع زيادة أمل الحياة لذلك يجب أن تساير نظم التقاعد رغبات التونسيين لكن هناك عدم توازن بين الأموال الموجودة والرغبات الصحية للمواطن الأمر الذي يستدعي التريث والتفكير في نظم تمكن أكثر ما يمكن المسن من العيش في رفاه ودون تبذير.. وتحدثت الأستاذة شروق حوسي وهي جامعية من المدرسة العليا للتجارة بمنوبة عن مشاكل التهرّم وتأثيرها على الصناديق الاجتماعية.. وبينت أن نتائج التغيرات الديمغرافية تتمثل في تراجع عدد المواليد الجدد وفي تراجع عدد الشبان.. وفي المقابل في ارتفاع عدد المسنين ونسبة الوفيات لدى هذه الفئة كما ستبرز إشكاليات رعاية المسنين نظرا لتراجع عدد مواليد الأسرة الواحدة. وبينت أن شكل الهرم السكاني سيتغير وأنه يوجد حاليا صندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية الذي يهتم بالمتقاعدين من القطاع العمومي والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الذي يهتم بالمتقاعدين من القطاع الخاص وذكرت أنه في المستقبل ستظهر مشكلة من سيمول جرايات المتقاعدين إذ نجد حاليا 4 عمال يمولون جراية متقاعد واحد وفي المستقبل ستنعكس الآية وهو ما يفسر أن الصعوبات ستكون كبيرة في المستقبل. ودعا الأستاذ الجامعي جمال الدين الشيشتي إلى توخي الشفافية عند تقديم المعلومة للمواطن وأنه يجب إعلامه بما سيكون عليه حال المتقاعد مستقبلا.. وقال إن المواطن يطمح في قائم حياته المهنية إلى شراء مسكن وسيارة ولكنه لا يفكر في التقاعد.. وفسر أن التونسي لا يفكر في صغره في اقتصاد المال لضمان شيخوخة مريحة.. ولكن التونسي الذي واجه دائما تحديات عدة من التخلص من المستعمر وتحرير البلاد الى معركة التنمية والاحوال الشخصية والتعليم هو قادر شرط وجود إعلام جيد ودقيق وشفاف على حل مشكلة التقاعد وهو سيعمل على عقلنة استهلاكه.. وبين أنه يجب أن تكون السياسة الجبائية المتبعة من قبل الدولة متوازنة.. ودعا لتطوير قطاع التأمين والبنوك ومحافظة الدولة على دورها التعديلي وحسن الإدارة للحد من إشكاليات التقاعد.. وقال إن هناك بديلا آخر وهو صندوق الجرايات الذي يمكن أن يكون صندوقا حرا ويجب أن يكون هناك تكامل بين النظم وتحرر السوق المالية.. وخلال النقاش أثار أحد الأساتذة الجامعيين مشكلة تقاعد الأساتذة الجامعيين وقال إنه في بلدان أخرى نجد الجامعي لا يتقاعد لكن في تونس يتم الاستغناء عن خدماته بمجرد بلوغه سن التقاعد رغم أنه لا أحد يقدر على تعويض خبراته.
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 فيفري 2007)


خبير في السكان لـ«الصباح»: لماذا لا يتهيأ التونسي صحيا وماديا لفترة الشيخوخة منذ الشباب؟

 
تونس – الصباح: في حوار معه أفادنا السيد مراد غشام الخبير في السكان أن التونسي عليه أن يتهيأ للشيخوخة ماديا وصحيا منذ صغر سنه.. وقال إن تونس تعيش الآن فترة ديموغرافية جيدة يمكن أن نطلق عليها الفترة الذهبية وقال إن الفئة العمرية المتراوحة بين 15 سنة و59 سنة تمثل نحو 64 بالمائة.. وهي الفئة النشيطة وبالتالي فإن عدد النشيطين أكثر من عدد الأطفال وعدد المتقاعدين. وبين الخبير في السكان إن تونس تجاوزت فترة التحولات الديمغرافية الصعبة التي مازالت الكثير من الدول الإفريقية تعيشها حيث تكون قاعدة الهرم السكاني عريضة جدا وقمته حادة في حين نجد مشكلة سكانية مختلفة في البلدان الأوربية حيث تكون قاعدة الهرم وبطنه صغيرتان في حين نجد القمة كبيرة.. لكن بالنسبة لتونس نجد بطن الهرم السكاني كبير وهو أفضل هرم سكاني وسيدوم هذا الوضع السكاني المريح قرابة ثلاثين سنة. وقال إن البلدان الأوربية ستكون في حاجة متزايدة لليد العاملة ويمكن لتونس أن تستغل هذا الأمر لترويج اليد العاملة وبين أن نسبة البطالة الحالية في تونس والتي هي حسب الاحصائيات الرسمية في حدود 14 بالمائة تعد نسبة جيدة ولكن يجب السعي إلى التخفيض منها أكثر فأكثر حتى تقارب ما هو عليه الحال في بلدان أوربية… . ولاحظ الخبير أن الإشكال لا يكمن في تطور عدد السكان أو تضاؤله بقدر ما يتمثل في عدم القدرة على استغلال مهارات السكان لتحقيق التنمية.. وبين أن التشيخ لا يعد حاليا مشكلة لكن يجب الاستعداد للمستقبل.. ودعا للعناية اكثر بالجانب الصحي حتى يقضى المتقاعد شيخوخة آمنة ومريحة وبعيدة عن الأمراض المزمنة.. وقال إن أمل الحياة في تونس ارتفع وتجاوز السبعين وقد يبلغ في العقود القادمة المائة سنة لذلك يجب العناية بصحة المسنين ويجب على الجميع الحفاظ على صحتهم لكي يعيشوا شيخوخة مريحة..  
** عـدد من المتقاعدين:

سن التقاعد صعبة.. في غيـــاب الجراية

تونس – الصباح: قبل انطلاق جلسة الحوار حول مشاكل التشيخ وأنظمة التقاعد شاهد الحاضرون فيلما وثائقيا أعده الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري وفيه شهادات حية لعدد من المتقاعدين أبرز جلهم أن سن التقاعد صعب على النفوس وخاصة على الرجال وأثار البعض إشكاليات صحية أو مادية خاصة عند غياب جراية التقاعد.. وتحدث أحد المتقاعدين وقال « تقاعد مرض وإنني مريض.. بالفعل مريض » وقال آخر « متقاعد هي كلمة معناها مات ـ قاعد » وقالت أخرى إنها عندما بلغت سن التقاعد أصبحت تشعر بالراحة أكثر من ذي قبل فهي لم تعد تعاني من متاعب وسائل النقل العمومي ولا من الضغوطات النفسية والجري وراء لقمة العيش وهي سعيدة بتقاعدها خاصة وأنها مطمئنة البال لأن جميع أبنائها متزوجون ومستقرون لذلك تقضي يومها في العناية بترتيب شؤون المنزل.. وأصبحت تجد الوقت الكافي لزيارة الأقارب.. وقالت إن وضع المرأة المتقاعدة يختلف عن وضع الرجل وبينت أن زوجها يعيش صعوبات ناجمة عن خروجه في التقاعد فقد كان ممرنا رياضيا ولكنه عندما تقاعد أصبح يشعر بالملل ويتردد على المقاهي حتى أنه أصبح يدخن.. وقال آخر إن المتقاعد يشعر خلال العام الأول بعد التقاعد بالملل لكنه سرعان ما يتعود على النمط الجديد الذي يطبع حياته.. وبين أحد المتقاعدين أنه حينما كان يشتغل كان يساعد زملاءه بخبراته ويسعى لتمرير معارفه لهم لكنه الآن يحاول تمرير خبراته لجميع المحيطين به. وقال آخر إن المتقاعد يستعد قبل سنوات من خروجه في التقاعد لحياة جديدة بعد التقاعد وتراه ينهمك في إعداد مشروع حتى لا يبقى عاطلا عن العمل.. وقال أحد المربين إن المربي الذي يتقاعد عن العمل يشعر بالفراغ.. وذكر أن المسن يحتاج أكثر من غيره للأدوية ولكن أسعار الدواء والتداوي عادة ما تكون مرتفعة ولا تناسب مقدرة المتقاعد كما أن المستشفيات العمومية والمستوصفات لا توفر حاجيات المسن من الدواء وكثيرا ما تفتقر صيدلياتها للأدوية التي يحتاجها المتقاعد.. وقال آخر إنه من حق المتقاعد التمتع بتعريفات منخفضة للتنقل وللترفيه عن نفسه.؟… وذكر السيد علي أنه كان يشتغل نجارا وقد توقف عن العمل منذ سنة 1985 وأبلغه الصندوق الاجتماعي أنه بلغ سن الستين من العمر وعليه الاتصال بالإدارة لتسوية وضعيته ولكنه واجه عدة صعوبات للحصول على جراية التقاعد نظرا لأنه اشتغل لدى أكثر من مشغل.. وقال آخر وقد حرم من جراية التقاعد إنه حينما كان يشتغل.. لم يفكر وقتها في المستقبل ولم يدفع معاليم جراية التقاعد خاصة وأن راتبه الشهري لم يكن يفي بالحاجيات الأسرية.. ولكنه الآن وبعد فوات الأوان أدرك حجم المعضلة..

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 فيفري 2007)


تتهيّأ لجولة جديدة من المفاوضات مع منظمة التجارة العالمية: تونس تدرس سيناريوهات لتحرير قطاع الخدمات

 
تونس – الصباح: تدرس الحكومة حاليا، سيناريوهات تحرير المبادرة الخاصة في قطاع الخدمات، ذلك في سياق إعداد قائمة بالأنشطة الخدمية المرشحة للتحرير الكامل، من المنتظر تسليمها إلى منظمة التجارة العالمية ضمن أفق المفاوضات المقررة بين الطرفين في الفترة القادمة.. ويمثل تحرير قطاع الخدمات، المرحلة الثانية من اتفاق الشراكة الذي وقعته الحكومة مع الاتحاد الأوروبي في العام 1995، وذلك بعد المرحلة الأولى التي انتهت بموجبها عملية تحرير تبادل المنتجات الصناعية بين الطرفين.. وكانت الحكومة، قامت بتصنيف الأنشطة الخدمية إلى أربعة فروع، هي الخدمات الاجتماعية (ممثلة في القطاع الصحي) وخدمات النقل والسياحة والخدمات الداعمة للقطاعات الإنتاجية، إلى جانب الإعلام والاتصالات.. وأظهرت بيانات جديدة، أن قطاع الخدمات في تونس، يوفر نحو 43 في المائة من الناتج الوطني الخام، بالإضافة إلى تأمينه حوالي 64 في المائة من فرص العمل التي تم توفيرها في العام المنقضي، فيما استأثر بما يزيد عن 53 في المائة من الاستثمارات المحلية والأجنبية خلال العام 2006، سيما في قطاعات النقل والاتصالات.. ويرى مراقبون أن قطاع الخدمات، سيكون أحد أبرز القطاعات التي ستستقطب استثمارات ضخمة للبلاد في غضون المرحلة المقبلة، خصوصا في قطاعات السياحة والخدمات المالية والتأمينات وغيرها.. الجدير بالذكر، أن الحكومة خططت منذ فترة، لتحويل العاصمة التونسية مركزا إقليميا لتصدير الخدمات، وهو السيناريو الذي تم التوصل إليه في ضوء ندرة الإمكانيات الطبيعية في تونس وتقلب السوق السياحية العالمية، بالإضافة إلى فعالية قطاع الخدمات الذي يعد الأكثر تطورا قياسا بما هو متوفر في منطقة المغرب العربي ودول جنوب الساحل والصحراء.. صالح عطية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 فيفري 2007)


المفكّر والسياسي مسعود الشابي: هذه أسباب خلافــي مع بورقيبة وصدّام وبن بلّة

 
* تونس ـ «الشروق»
خُصّص منبر الذاكرة الوطنية أمس للاستماع الى السياسي والمفكّر المعروف مسعود الشابي الذي صرّح في شهادته بين الحديث عن أنشطة «الديمقراطيين التونسيين» في باريس في الفترة من 1974 الى 1987 واستحضار عدّة مسائل متّصلة بمسار «البعث» فكرا وممارسة. أشار الأستاذ مسعود الشابي الى أنه أكمل بعض النقائص في أفكار «البعث» من خلال العديد من الكتابات ومن أبرزها كتابي «استراتيجية الثورة العربية» و «لا تراجع، خطّة الى الأمام» وقال الشابي إن أكبر هواجسه كانت تصوّر استراتيجية لفكرة العروبة من خلال «البعث». وأفاد المتحدّث أن نشاطه في باريس كان تواصلا لنشاطه في تونس في الستينات والذي عرف خلاله السجن ثم الهروب وهو كذلك تواصل مع سعيه للتفكير في استراتيجية للبعث والقومية العربية. «توحيد الأمّة العربية من المحيط الى الخليج» خاصة وأن الظرفية كانت تشهد عدم تواصل بين المشرق والمغرب وهو ما كان يتطلّب شرح فكرة العروبة لدى النخبة التونسية في باريس في ظل تواصل استراتيجية فرنسية ترفض دخول أي نفس عروبي الى تونس.
* هاجسان
وقال الشابي إن وجوده في باريس تنازعه هاجسان الأول قطري تونسي والثاني قومي بعثي وأوضح أن القومية العربية ليست مشكلة مشرقيّة فقط بل على دول المغرب ان تساهم فيها. وذكر المتحدّث أنه لما انتقل الى باريس سنة 1975 ذهب الى «السوربون» وطرح موضوعا لـ»الدكتوراه» حول «استراتيجية الثورة العربية» في مبحث علم الاجتماع السياسي وبعد اتصاله بأحد الأساتذة قدّم له فكرة البحث وهي القائمة على أن العرب لا يمكن لهم التوحّد الا بوجود حركة عربية تجمعهم… فأجابه الأستاذ بأن هذا الأمر بديهي ولا يتطلّب بحثا! وقال الشابي إنه حاول لفترة 3 سنوات اقناع حزب البعث السوري بتلك الفكرة الا أنه فشل في ذلك. وأضاف الشابي أنه كان مشغولا جدّا بتصحيح مسار حزب البعث كان هناك تراجع وتأخّر وكان الأمر يتطلّب دوما التصحيح! وقال إن الانحراف في مسار البعث حدث في 23 فيفري سنة 1966 بالانقلاب التي حصل من القيادة القطريّة في سوريا على القيادة القومية.
* الخلاف مع بورقيبة
وتحدّث الشابي عن خلافه مع توجّهات الرئيس الحبيب بوريبة فقال لم تكن خلافات شخصية بل كانت خلافات فكريّة، بوريبة كان يرى أن تونس كبلد صغير في حاجة الى قوّة عظمى تحميها ووجد ذلك في أمريكا في حين أنه ـ أي الشابي ـ كان يرى أنه لا يمكن التقدّم وحماية استقلال تونس دون حل مشكلة القوميّة العربية، وقال إن الاستقلال الذي حصل لم يكن ليرضي الشباب المتعطّش للحرية الحقيقية. وأشار المتحدّث الى أنه عبّر وجهة رأيه هذه كذلك في العراق وسوريا إذ «لا يمكن التقدّم الاقتصادي أو السياسي أو الأمني إذا بقينا محصورين في حزب البعث القطري»! وأضاف: «إذا أرادت تونس الاستقلال الحقيقي لا يمكن أن يكون بقدرات ذاتيه» وعبّر المتحدّث عن اعجابه بصدق الرئيس بوريبة مع نفسه وأن اختياره ـ طوعا ـ الاحتماء بأمريكا جرّه لاحقا الى أن يكون ضدّ عبد الناصر والقومية… وقال: كان ذلك هو المأزق الذي عارضناه. بوريبة اختار اتجاها يتعارض مع هوية الشعب».
* الدولة والحزب
وأضاف المتحدّث أنه لما ذهب الى العراق بعد نشاطات في تونس عرف أن العراق فيه امكانية انحراف عن خط البعث العربي.. «وهذا أحسسته بالنظرة الحصيفة وشيئا فشيئا». وتحدّث الشابي عن لقاء له مع المرحوم صدّام حسين هذا البطل الحقيقي ـ على حدّ عبارته ـ وقع فيه خلاف استراتيجي. يقول الشابي: «أنا مقتنع بأن الوحدة العربية تكون عن طريق الحزب وصدّام مقتنع بأنها لا تكون إلا عن طريق الدولة». ويضيف: «المثال السوري كان واضحا في ذهني وقاومته طويلا… الحزب هو المهم». وأشار الشابي الى أن الحديث مع صدّام كان ودّيا كان بالنسبة لي جسّ نبض للسياسات التي يسير فيها العراق، وقال لي صدّام حينها: «نحن في العراق نخلق نموذجا تسير عليه سائر العرب..» ويقول الشابي: «كان هذا نهج عبدالناصر (النموذج) الذي أوصلنا الى الانهيار.. الدولة معرّضة للتهديم ولكن الحزب لا.. «لا يمكن تهديم الحزب»! ويقول الشابي: «إن فكرة الحزب أساسية في تفكيري». وتحدّث الشابي كذلك عن لقاء له مع الرئيس الجزائري أحمد بن بلّة الذي جاء الى باريس وحدث نقاش بينهما وتمّ التباحث في فكرة إقامة حزب قومي، وأشار الشابي الى أن بن بلّة كان يسير في تلك الفكرة ولكنه تراجع لأسباب منها أنه وقع تحت تأثير إيراني ـ ليبي وكان لذلك معبأ ضدّ صدّام حسين. على الرغم من أن الاتفاق معه كان على خلق بديل قومي ليس بالضرورة بعثيا. ويضيف الشابي أنه لم يكن يرى مانعا في وجود حزب آخر يقوم بتصحيح مسار حزب البعث إذا انحرف. وقال الشابي إنه دخل الى «البعث العربي الاشتراكي» وهو غير حزب البعث العراقي وغير حزب البعث السوري، فحزب البعث لا يكون إلا عربيا شاملا وعندما يتحوّل الى حزب قطري فإنه لا يعد بعثيا. حزب البعث لمّا يصل الى السلطة يصبح في اطار دولة قطريّة ويصبح بذلك الحزب قطريّا. * البعث ليس كسائر الأحزاب وفي تعريفه لحزب البعث يقول الشابي: «إن حزب البعث ليس حزبا كسائر الأحزاب هو حزب لأمة ليست موحّدة ويراد توحيدها، وهدفه ليس الحكم، هدفه الرئيسي هو توحيد والتوحيد يمكن تحقيقه أحيانا عند الوصول الى الحكم ولكن يمكن أن يكون كذلك دون الوصول الى الحكم مثلما حدث ذلك في سوريا قبل 1958 في الوحدة مع مصر، لم يكن حزب البعث حاكما لكن كان قوّة ضاغطة مطالبة بالوحدة مع مصر. * تغطية خالد الحداد

(البقية في عدد الثلاثاء 28 فيفري 2007)

(المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 فيفري 2007)


خبر عاجل من وحي الخيال

 
تونس في 06-04-2015
أخبرنا مراسلنا في تونس منذ قليل أن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية التي أعلن عنها المرصد الوطني للانتخابات أسفرت عن فوز اليسار الموحد بقيادة « أحمد العربي » بما يقارب 60 بالمائة من الأصوات وهو ما يعني أنه لن يتم اللجوء لدورة ثانية. هذه الانتخابات هي الثانية من نوعها في تونس منذ سقوط الدكتاتورية و نشوء المرحلة الانتقالية التي دامت سنتين و التي أسست لمرحلة ديمقراطية جديدة جعلت من تونس أول بلد عربي ديمقراطي في المنطقة وهي فترة شهدت بعد ذك السقوط المتتالي للدكتاتوريات في المنطقة عبر ثورات شعبية شاملة. لع أبرز ما يمكن الحديث عنه في تلك الفترة هو تحالف المعارضة القوي رغم اختلافاتهم الاديولوجية الذي ضم اليسار و القوميين و الإسلاميين و الليبراليين، ذلك التحالف الذي أسس لأول ثورة شعبية من نوعها في العالم تضم أضداد سياسية و إيديولوجية لتؤرخ لفترة مهمة في التاريخ السياسي للمنطقة العربية و العالم. الكل يذكر كيف فاز مرشح الإسلاميين « أحمد الطرابلسي » على خصمه « الشنفرة » في الانتخابات الأولى التي تمت منذ 5 سنوات وذلك بعد المرور إلى دورة ثانية اختصّت بتحالف اليمين الإسلامي مع اليمين اللبرالي ضد مرشح اليسار و القوميين. كل المؤشرات و المحللين السياسيين في ذلك الوقت قالوا بأن المرشح الإسلامي هو الأكثر حظا والأبرز للفوز خاصة و أن هذا التيار كان من أكثر التيارات التي قمعت في الفترة التي سبقتها و أيضا لموجة التعاطف الشعبي مع التيارات الدينية في ذلك الوقت. يؤكد الجميع أيضا أنّ هذا السقوط لمرشح اليمين في الانتخابات الحالية كان متوقعا و ذلك لغياب البرنامج السياسي الواضح لهذا التيار في تلك الفترة و خاصة مع فشله في وعوده التي قطعها لناخبيه من تقليص البطالة و كل ما هو اقتصادي عموما حيث واصل سياسة الخصخصة التي يتبعها اليمين عادة. لمحة عن الرئيس الجديد « أحمد العربي »: ولد سنة 1975 في مدينة « بلطة » من الشمال الغربي. زاول تعليمه الابتدائي و الثانوي بها ثم انتقل لدراسة الطب في العاصمة. عرف أثناء شبابه بنضاله في صلب « الاتحاد العام لطلبة تونس » تلك المنظمة النقابية الجامعية ثم بعد إنهاء دراسته أصبح أحد نشطاء المجتمع المدني المعروفين في الدفاع عن حقوق الإنسان. تعرض للاعتقال و السجن عديد المرات. لم يعرف عنه انتماء حزبي سابق في تلك الفترة و لكن عرف عنه قربه لليسار عموما و القوميين خصوصا رغم أنه لم ينضم فعليا معهم لا في الجامعة و لا خارجها. السؤال المطروح هنا: هل سينجح « أحمد العربي » في الوفاء ببرنامجه الانتخابي؟ أم بعد 5 سنوات سيكون مصيره مثل سابقه؟ ما مدى صحة ما تناقل من أخبار عن نيته المشاركة في مناقشات الوحدة التي تدور حاليا بين الجزائر و المغرب خاصة و أنه منذ سنة تقريبا نجح بالتوالي كل من مرشح الناصريين و البعثيين في الوصول إلى الرئاسة في تلك الدول؟ وهل سيتم تأسيس وحدة فدرالية فعلية للمغرب العربي خاصة و أن هذه الإشاعات لعبت في صالحه أثناء الانتخابات؟ وما موقف الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي من هكذا نتائج و هما اللتان أعلنتا قلقهما وخشيتهما من وحدة قد تتم بين هذه الأقطار؟ موقع قناة « الفقيرة » للأخبار ملاحظة: الأسماء المذكورة أعلاه كلها من وحي الخيال

(المصدر: مدونة الشنفرة بتاريخ 23 فيفري 2007) الرابط: http://chanfara.blogspot.com


عائدات التخصيص بليونا دولار … تونس: تراجع خسائر شركات التأمين

 
تونس – سميرة الصدفي

أفادت إحصاءات حديثة بأن خسائر شركات التأمين التونسية تراجعت من 58 مليون دينار (40 مليون دولار) في عام 2005، إلى 42 مليون دينار (30 مليون دولار) في السنة الماضية. وكانت خسائر هذه الشركات وصلت إلى 91 مليون دينار (70 مليون دولار) في عام 2004. وعزت الاحصاءات هذا التراجع إلى تحسّن مؤشرات قطاع التأمين على السيارات، ونسبته أكثر من 35 في المئة من نشاط التأمين في البلاد. وفي سياق متّصل، أفاد مصدر مطّلع أمس بأن تونس تدرس تخصيص «الشركة التونسية للتأمين وإعادة التأمين»، وهي أكبر شركة تأمين في البلد، في إطار استكمال خطة التخصيص التي باشرت تنفيذها اعتباراً من عام 1986.
وأظهرت إحصاءات أعدتها وزارة التنمية الاقتصادية أن إيرادات عمليات التخصيص، التي شملت أكثر من 205 مؤسسة ومنشأة عمومية، بلغت أكثر من 2.6 بليون دينار (بليوني دولار)، أفادت مصادر رسمية بأنها ستستثمر أساساً في دعم كل من «صندوق التشغيل الوطني» و «صندوق معاودة هيكلة المنشآت العامة». وخضعت 100 منشأة عمومية للتخصيص الكامل، فيما شملت عمليات التخصيص الجزئية 39 منشأة، في حين صفيت 40 منشأة أخرى، بسبب ضعف الأمل بإنقاذها وإصلاح أوضاعها. كما فُتح رأس مال 11 مؤسسة أمام القطاع الخاص في إطار مناقصات عمومية، وأعيدت هيكلة 6 مؤسسات أخرى.
وأتت غالبية إيرادات التخصيص من قطاع الاتصالات، نتجت عن بيع 35 في المئة من رأس مال «اتصالات تونس» لمجموعة «تيكوم ديغ» الإماراتية، فيما حلّ القطاع الصـناعي في المرتبة الثانية من حيث إيرادات التخصيص. ولا تزال هناك مؤسسات كبيرة معروضة للتخصيص في مقدمها مصانع «الشركة الوطنية لدواليب السيارات» (ستيب)، وورشات «الشركة الوطنية لتجميع السيارات» (ستيا) و «الشركة الوطنية لتوزيع مشتقات النفط» (عجيل) التي تخطط الحكومة للتخلي عن 35 في المئة من رأس مالها في الفترة المقبلة. وتستأثر «عجيل» بـ47 في المئة من السوق المحلية لتوزيع المحروقات. وترتبط خطوة تحرير قطاع الخدمات باتفاق الشراكة الذي توصلت إليه تونس مع الاتحاد الأوروبي في عام 1995، الذي يقضي بإنشاء منطقة للتبادل الحر بحلول عام 2012، حيث يشكل تحرير الخدمات المرحلة الثانية من الاتفاق بعد تحرير تبادل المنتوجات الصناعية في المرحلة الأولى.
كذلك تعتزم الحكومة التونسية بيع حصتها في كل من «الشركة التونسية السعودية للاستثمار الإنمائي» (ستوسيد) و «بنك تونس والإمارات» و «البنك التونسي – الكويتي» المقدرة بـ50 في المئة من رأس مال المصارف الثلاثة، التي تحولت في السنوات الأخيرة من مصارف تنمية إلى مصارف تجارية. وكان وفد من المستثمرين السعوديين، في مقدمهم الشيخ محمد أبا الخيل وعبدالعزيز القريشي وعمران العمران، زار تونس في عام 2002 واطلع على مشاريع «الشركة التونسية -السعودية للاستثمار الإنمائي» ودرس أداءها في إطار التخطيط لشراء أسهم الحكومتين التونسية والسعودية فيها، لكن لم تُعرف القرارات التي اتخذت في هذا الشأن. وفي الإطار نفسه، تطلق تونس قريباً عملية تخصيص «البنك الفرنسي – التونسي»، في خطوة ثانية من نوعها بعد تخصيص «الاتحاد الدولي للبنوك» عام 2004 و «بنك الجنوب» في السنة الماضية، وهما مصرفان تجاريان كانت تسيطر المؤسسات العامة على غالبية رأسمالهما. لكن «البنك الفرنسي – التونسي» ليس مصرفاًَ مشتركاً، وهو مصرف تجاري تسيطر «الشركة التونسية للبنك» على 78 في المئة من رأسماله.
اخطار التصحر
من جهة اخرى، أعلن المسؤول في «المركز الوطني للدراسات الفلاحية» في تونس محفوظ المنجلي لوكالة رويترز ان أربعة في المئة فقط من مساحة تونس، البالغة 164 ألف كيلومتر مربع، غير مهددة بخطر التصحر. وأوضح ان الأراضي المعرضة لتدهور متوسط، تصل نسبتها إلى 14 في المئة من مساحة البلاد، بينما تتجاوز مساحة الأراضي المهددة بقوة للتصحر نسبة 43 في المئة، ونسبة 31 في المئة من الأراضي معرضة للتصحر في شكل كبير جداً. وأعدت تونس استراتيجية لمقاومة التصحر ترتكز على تثبيت الكثبان الرملية، واستصلاح الأراضي من خلال زراعة محاصيل العلف، واقامة صادّات الرياح، والاهتمام بالمناطق شبه القاحلة من خلال إقامة مشاريع تنموية.

(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 فيفري 2007)


قناة الجزيرة للأطفال تشارك في المؤتمر الدولي « الطفل بين اللغة الأم و التواصل مع العصر »

 
مساهمة منها في إبراز جميع الأنشطة و الفعاليات التي تهتم بقضايا الطفل العربي، و في إطار دعمها للمؤتمر الدولي الأول حول « الطفل بين اللغة الأم و التواصل مع العصر » الذي يقام في الدوحة من 21 فبراير إلى 23 فبراير 2007 أعلنت إدارة القناة عن مشاركتها في هذا المؤتمر من خلال مجموعة من النشاطات و الفعاليات. وفي هذا الإطار يقدم السيد محمود بوناب، المدير العام التنفيذي لقناة الجزيرة الأطفال مداخلة يتناول فيها « دور قناة الجزيرة للأطفال في ترسيخ اللغة العربية ». هذا و تستضيف القناة مجموعة من المفكرين و الباحثين العرب في مجال اللغة و شؤون الطفولة ليقدموا ورقات عمل ضمن محاور المؤتمر المختلفة: الأستاذ الدكتور أحمد أوزي، أستاذ جامعي في علم النفس في جامعة محمد السادس – المملكة المغربية، يقدّم ورقة تحت عنوان « اللغة الأم و التركيز على تنمية المواطنة » و الأستاذ الدكتور شفيق المهدي، مدير دار ثقافة الأطفال – العراق، ورقة بعنوان « لغة الطفل بين النوعي و العادي ». و الأستاذ الدكتور محسن بوعزيزي، أستاذ جامعي في علم الاجتماع جامعة المنار و رئيس الجمعية التونسية لعلم الاجتماع – تونس، يشارك في تقديم دراسة بعنوان « اللغة و الفقر: دراسة في الاستعمالات الاجتماعية لدى أطفال الشوارع ». و يناقش الدكتور بوعزيزي نيابة عن الأستاذ الدكتور محمد نعيم فرحات، أستاذ مساعد – قسم علم الاجتماع في جامعتي بيت لحم و القدس المفتوحة- فلسطين، ورقة بعنوان « مقاربة لدور اللغة في إعادة بناء الوعي الجماعي الفلسطيني المعاصر ». كما تقدم قناة الجزيرة للأطفال برنامجاً يومياً بعنوان « رسالة المؤتمر » يواكب أحداث المؤتمر. و قد استقبلت القناة من قطر و من مختلف دول المنطقة مجموعة من الأطفال ليقدموا هذه المادة التلفزيونية و يعدّوها تحت إشراف فريق متخصص من قناة الجزيرة للأطفال. كما تستضيف « رسالة المؤتمر » عدداً من الأطفال ليبدوا رأيهم في فعاليات المؤتمر و يبرزوا انطباعاتهم حول ما استمعوا إليه من ورقات و يقدموا اقتراحاتهم بشأنها. و تشارك قناة الجزيرة للأطفال أيضًا في المعرض الذي ينظمّه المركز الثقافي للطفولة و اللجنة العليا المنظمة على هامش المؤتمر، فتعرض برامجها التربوية الترفيهية للزوار و المشاركين من الأطفال والتربويين. و يجيب فريق عمل القناة عن استفسارات المشاهدين و يصغي إلى مقترحاتهم.
(المصدر: موقع AME info (دبي) بتاريخ 25 فيفري 2007) الرابط: http://www.ameinfo.com/ar-66138.html


 
 

لماذا يخشى الأكراد انسحاب الاحتلال؟

 

توفيق المديني
في الوقت الذي تتزايد فيه الانتقادات حدة من جانب الرأي العام الأميركي ، و لاسيما من المتخصصين في العلاقات الدولية ، و أعضاء الكونغرس، ضد « استراتيجية بوش الجديدة » ، إذ يطالب هؤلاء الخبراء الجيش الأميركي بالانسحاب قبل نهاية العام 2008، أيا كانت نتائج التعزيزات العسكرية في العراق،موضحين أن النصر في العراق أصبح مستحيلا، و أن السياسة الأميركية المتبعة منذ غزو2003 باءت بالإخفاق، بعد أن قادت العراق إلى حرب أهلية ، في هذا الوقت بالذات يعتبر أكراد العراق، أن الرئيس بوش »محبوب »، و أن الجنود الأميركيين مرحب بهم. فبفضلهم تم إسقاط نظام صدام حسين،و أصبح الأكراد ينعمون بحكم ذاتي حقيقي و باستقرار أمني نسبي.
وعلى الرغم من أن القوات الأميركية قتلت « عن طريق الخطأ » ثمانية عنصر من البشمركة في الموصل يوم 9 فبراير الجاري ، محدثة بذلك غضب الحكومة المحلية، فإن هذه القوات لاتزال تعتبر الضمانة الحقيقية لهذا الوضع الممتاز. وإذا كانت المعارضة الأميركية المتنامية ضد الحرب، و هزيمة الجمهوريين في انتخابات نوفمبر عام 2006، قدمرتا مرور الكرام في نظر الأكراد، فإنه بالمقابل كان لنشر تقرير بيكير-هاميلتون وقع الصاعقة عليهم.لأن تعزيز الحكومة المركزية كما اقترح صراحة تقرير بيكر-هاميلتون ، يهدد الفيدرالية و مفهوم الاستقلال الذاتي.كما أن الأكراد يرفضون الاستفتاء المقرر إجراؤه في نهاية 2007، و الذي سيقرر ارتباط حكومة كركوك بكردستان، لأنه يعتبر عامل « تفجير » من وجهة نظرهم،و سيخلف « عنفا طائفيا ».و أخيرا، فإن تقرير بيكر لم يكن مرنا إزاء الأكراد الذين يعتبرون أنفسهم التلاميذ النجباء لمدرسة  » العراق الجديد ».فالأكراد لا يقومون بأي مجهود نحو تحقيق المصالحة الوطنية.
عقب جلسة استثنائية عقدت في 17 ديسمبر الماضي ، أرسلت الجمعية الوطنية في كردستان العراق رسالة مثيرة إلى الرئيس جورج و الكونغرس الأميركي ، تندد بنقص « الموضوعية »في تقرير بيكر. فقد قال قيادي كردي عن التقرير، أنه أنجز » بمال عربي و عقلية تركية ».وتساءل قائد آخر، قائلا: »لماذالا يتفضلوا محققيهم للاتصال بنا هاتفيا في القسم الوحيد من العراق حيث أصبح حلم جورج بوش واقعاً معاشاً ». ولأول مرة منذ بداية الحرب ، شعر الأكراد أنهم خدعوا.فالقناعة التي ترسخت بشأن بناء كردستان بمنأى عن التقلبات، و محمي من قبل القوة العظمى الوحيدة في العالم،حلّ محلّها الخوف من المجهول المعلوم القادم.ولم يبدد إعلان الرئيس الأميركي استمراه في أداء مهمته في العراق هذا الخوف.و تشكك قيادات كردية من الآن فصاعدا بوجود « استراتيجية أميركية لكردستان  » العراق.ذلك أن القضية الكبرى لجورج بوش حسب قولها ، هي معركة بغداد،وإذا أخفقت،فإن تقرير بيكر سيعود إلى الواجهة مجددا.
إن تعيين الجنرال ديفيد بيتراوس في منصب آمر للقوات الأميركية في العراق يثيرتحفظات أيضا.فقبل استبدال الجنرال كازي ، عمل بيتروس قائدا في منطقة الموصل ، المحاذية لكردستان العراق في سنة 2004-2005 . وقد أحدثت عدة عمليات عسكرية نفذتها المقاومة العراقية في نوفمبر 2004،فلول 8000 عراقي يعملون في قوات الشرطة في مدينة الموصل ، كان الجنرال بيتراوس مكلفا بإعادة تنظيمها. بالنسبة للأكراد المسألة التي تؤرقهم هي بوجه خاص مواعيد الانسحاب.فلم يبق سوى 23 شهرا قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، و لايعرف أحد ماذا سيقرر خليفة بوش . و السيناريو الأسوأ الذي يتوقعه الأكراد هو انسحاب القوات الأميركية ، الذي سيشكل لهم أكبر تحدي يواجهونه .فالأكراد ليسوا واثقين من أنهم يملكون القدرات العسكرية للدفاع عن أنفسهم ضد إيران أو تركيا.ذلك أن شجاعة البشمركة لا تكفي ، فهي ميليشسيا متدربة على حرب العصابات وخوض الهجمات التكتيكية، لكنها ليست مهياة للدفاع عن إقليم كردستان . وقد أثار قرار السيد مسعود البرازاني إرسال لواءين (رسميا 6000 رجلا) إلى بغداد، في إطارالاستراتيجية الأميركية الجديدة قلقا جديدا.إذ أصدر عشرات من الأئمة فتاوي تمنع ذهابهم، الأمر الذي جعل العديد من الجنود يهربون.فهؤلاء الجنود سينضمون إلى صفوف الجيش العراقي الجديد ، في الموصل وكركوك.بيد أن الأكراد يقولون عن أنفسهم « أن الكردي يظل كرديًا حتى لو لبس اللباس العسكري العراقي « . وهم لا يريدون التورط في حرب الميلشيات في بغداد، لخشيتهم من الانتقام في حال قتلهم للعرب من أي طائفة كانت.
بيد أن السيناريوهات السيئة التي تؤرق الأكراد هي التالية:
إن سنة 2007 ستكون صعبة جدا لكردستان العراق، الذي سيواجه حدثين متلازمين ومتفجرين كمونيا. أولا: هناك الانتخابات في تركيا، إذ أشعل موضوع مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي الذي وجد جناحه العسكري ملجأً له في كردستان العراق، جدلا ساخنا في الصحافة التركية ، وبين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي فاجأالجميع في الداخل والخارج عندما قال الخميس الماضي إن حكومته على استعداد للحوار المباشر مع حكومة إقليم كردستان العراق إن كان ذلك سيخدم الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، ويحقق مصالح الطرفين. وأثارت هذه التصريحات ردود فعل واسعة في الأوساط الإعلامية والسياسية وبالطبع العسكرية، حيث جاء الرد سريعاً من رئيس الأركان الفريق أول يشار بويوك انيت الموجود في واشنطن وقال إنه لن يجري أي حوار مع القيادات الكردية العراقية طالما أنها تقدم أنواع الدعم كافة لعناصر حزب العمال الكردستاني التركي المحظور الموجودين في شمال العراق. وذكر الجنرال أديب باشار المكلف بالتنسيق مع واشنطن في موضوع مقاتلي الحزب الكردستاني التركي، القيادات الكردية العراقية بالدعم الذي حصلت عليه طويلاً قبل الاحتلال الأميركي للعراق، واتهمها بعدم الوفاء. ثانيا: هناك الاستفتاء المتعلق بضم كركوك إلى كردستان العراق ، وهو مطلب جوهري للشعب الكردي، و الذي يجد معارضة قوية من قبل تركيا، وقسم كبير من التركمان و العرب العراقيين.فالأتراك يتخوفون الآن من تحول شمال العراق إلى فدرالية كردية مستقلة يمكن لها أن تتحول بدورها حسب تطور الأوضاع في العراق إلى دولة كردية مستقلة ستؤثر بشكل أو بآخر في أكراد تركيا. لهذه الأسباب مجتمعة ، تظل العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية لأولوية مطلقة لأكراد العراق. وهم يعتقدون أنه بعد رحيل بوش، سوف لن يطرأ تغيير كبير في السياسة الأميركية، لأن الولايات المتحدة بات عليها من الصعب أن تتراجع إلى الوراء،لأنها إن فعلت ذلك ، فستخسر نفوذها في الشرق الأوسط وهيبتها. أما انسحابها فهو سيعادل نصرا للإرهابيين. وهنا ستحل الكارثة على أميركا، و الأكراد ، و العراق
 
(المصدر: صحيفة الخليج  الصادرة يوم 25 فيفري 2007)


 
جدولة الانسحاب البريطاني:

أحادية اميركا عبئاً عليها

 
صالح بشير (*)

قد يكون قرار رئيس الوزراء البريطاني توني بلير جدولة انسحاب القوات البريطانية من بلاد الرافدين، المؤشر الفصل الى المآل الذي بلغته سياسة بوش العراقية تأزماً وانسداد أفق، والاعتراف الأبلغ بفشلها. فبريطانيا هي آخر حليف كان يُتوقع منه أن «يخذل»، متوخياً حل الخلاص الفردي، الإدارة البوشية. بل أن «قوات التحالف» في العراق، تكاد تكون أميركية – بريطانية حصراً، من حيث دلالات الفعل والقوة، في حين ينحصر دور بقية الأطراف الضالعة في تلك المغامرة إلى جانب الثنائي الأنكلوساكسوني، في إسباغ صفة «الدولي» على ذلك التحالف من دون اقتناع أو قدرة على الاقناع. بإمكان ديك تشيني، نائب بوش وأحد دافعيه إلى ارتكاب ما ارتكب، أن ينكر دلالة خطوة توني بلير تلك، بل وأن يرى فيها، على ما فعل، دليلاً على أن تقدماً حصل وقدراً من الأمن استتب، حتى أضحى تسليم زمام الأمور الأمنية إلى السلطات العراقية ممكناً يكلله الانسحاب. وهو كلام لا يتطلب، بطبيعة الحال، عناء الدحض، إذ تتولى ذلك مجريات الأمور في العراق، وقائع التقتيل اليومي، وفشل الخطة الأمنية الأميركية في بغداد، تلك التي لا يمكنها، في غياب الحل السياسي، أن تصيب من النجاح غير ما كان، في أفضل حالاته، وقتياً قابلاً للانتكاس، إلا إذا اعتبر نائب الرئيس الأميركي البصرةَ، حيث تنتشر القوات البريطانية، جزيرة يسري عليها ما لا يسري على سائر العراق، وهو إن فعل، نفى عنها صفة النموذج من حيث أراد أو زعم تأكيدها.
وهكذا، فإن قرار جدولة الانسحاب البريطاني لا يدعم حجة رجال الإدارة الأميركية، مهما اجتهد ديك تشيني وأمثاله، بقدر ما يدعم حجة المعترضين على المغامرة العراقية، شأن الديموقراطيين الأميركيين الذين سارعوا إلى مطالبة بوش بأن يحذو حذو الحليف البريطاني وينسج على منواله، وأن يضع خطة انسحاب، وذلك ما يبدو متعذراً، دونه تعنت الإدارة ومكابرتها، وإن لاح التعنت والمكابرة ذانك نسبييْن، في حديث تشيني الآنف الذكر، غير جازمين، إذ أعلن الرجل رفضه «انسحاباً غير مشرّف»… وهو تعبير لافت، ربما أوحى بأن فكرة الانسحاب، شرط أن يكون مشرّفاً، أو شرط أن تتوافر له أسباب الشرف، ما عادت مستبعدة أو هي ما عادت من المحرمات التي لا يُخاض فيها. ذلك أن القرار البريطاني هو مما لا يمكن للإدارة الأميركية أن تتعامل معه بالتجاهل أو بالتهوين من أمره، شأن قرارات سابقة، مماثلة أو أبعد شأواً، اتخذتها إسبانيا، عقب وصول خوسيه لويس ثاباتيرو إلى رئاسة حكومتها، أو إيطاليا، بعد أن خلف اليساري رومانو برودي اليميني سيلفيو بيرلوسكوني، أو دول أخرى كان حضورها العسكري أكثر تواضعاً وانسحبت كما انخرطت، على قدر من استحياء أو ما يدانيه. القرار البريطاني، على العكس من كل ذلك، ينال من التحالف الذي أقامته الولايات حولها في حربها العراقية عميقاً وبليغاً، وهو بذلك قد يكون التعبير الأجلى عن نهاية البوشية دولياً، بعد أن أفلت محلياً، منذ الانتخابات النصفية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
بل أن القرار البريطاني، إن صح ما يُنسب إليه من أنه ينبئ بانفراط التحالف المذكور، يضع الولايات المتحدة أمام مأزق غير مسبوق، ذلك الذي مفاده أن الانفراد أو الأحادية اللذين كانا في ما مضى مشكلة العالم مع الولايات المتحدة، ربما أضحيا الآن مشكلة الولايات المتحدة مع العالم… صحيح أن القوة العظمى الوحيدة لم تأخذ يوماً ذلك التحالف، عدا تلك العلاقة الخاصة التي تربطها ببريطانيا، على محمل الجد، وأنها لم تجند إلى جانبها قوى من مصاف ألبانيا وهندوراس، على سبيل المثال، إلا للبرهنة، غير المقنعة، على أنها إنما تنفذ بتدخلها في العراق إرادة العالم، أو إرادة عالم ما على الأقل، من دون أن تجهد نفسها في ذلك الصدد ومن دون أن تلجّ في إنكار أحادية كانت، من وجه آخر، تتبناها علانية وتعتبرها حقاً لها محفوظاً، فلم تسع بذلك إلا إلى إقناع رأيها العام الداخلي (الذي كان ملتفاً حول الإدارة مقتنعاً سلفاً) بأنها ليست وحيدة في حملتها الكونية «ضد الإرهاب»، ولكن الأمور اختلفت الآن.
فقد أضحت الأحادية عبئاً أميركياً، في العراق أو في سواه، قد يكون القرار البريطاني فضحه وجعله راهناً ملحاً، واضعاً سياسة الرئيس بوش العراقية (وسواها استطراداً) أمام تناقضها المعضل: بين إصرارها على حسم عسكري ما انفك يتأكد تعذره، وبين حل سياسي، هو الوحيد المتاح، لكنها تنكره أو تؤجله، ولا يمكنها على أية حال أن تنهض به منفردة، الآن أكثر من أي وقت مضى، ويُستبعد أن تنجدها في المساعدة على إحلاله القوى الدولية أو الإقليمية، المعترضة أو المتحفظة عن سياساتها والمستفيدة من مصاعبها، وهي ترى أقرب حلفائها ينفضون من حولها أو يهمون بالانفضاض. هناك، على الأرجح، ميزان قوة جديد، ربما كان القرار البريطاني أبرز علاماته، بصدد النشوء، قد يكون الميل إلى انتظار نضوجه هو الغالب على مسلك القوى المعنية بالنفوذ الأميركي في المنطقة في التعاطي معه… استنفاداً لمدى المصاعب الأميركية ومراهنة على تفاقمها واستفحالها.
أما كون الأمر ذاك يطيل أمد الأزمة العراقية ومعاناة العراقيين، فذلك ما قد لا يدخل كثيراً في حسابات الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة طبعاً، تلك التي قد لا تجد من يساعدها على تحقيق شروط «الانسحاب المشرف»، ما دام العراقيون، ممن يتوقف توفير تلك الشروط على وفاقهم، ضالعين في اقتتال أهلي وقوده العراق. (*) كاتب تونسي (المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 فيفري 2007)


بذور الشقاق في العراق لم يأت بها الاحتلال وحده

 
محمد الحداد (*) نقلت إحدى الصحف أن الرئيس الأميركي الحالي ألحّ على والده الرئيس الأميركي الأسبق كي يتوقّف عن مشاهدة النشرات والتحاليل الإخبارية على شاشات التلفزة، وقالت الصحيفة إنّ بوش الأب يعاني أعراض مرض الإحباط النفسي نتيجة قضائه ساعات طوالاً يومياً في متابعة الوضع العراقي، فهو لم يعد يحتمل ما ينال ابنه من انتقادات وربّما كان يشعر بشيء من المسؤوليّة بسبب نصائح لم تكن صائبة وتوقّعات لم تكن في محلّها.
وتضطرّ الإدارة الأميركية لاتخاذ إجراءات لا تتناسب والروح والمبادئ الأميركية، مثل الخطّة الأمنيّة الأخيرة في بغداد القائمة على استباحة كلّ بيت وإيقاف أي شخص وقصف البيوت لمجرّد الشبهة، ولم يكن ذلك بدافع العبث ولا من باب التشفّي، لكنّ الإدارة الأميركية الحاليّة تعلم أنّها تجتاز الاختبار الأخير وأنّ ليس أمامها فرصة اخيرة وسيكون الحساب بعدها عسيراً إذا أخطأتها. ومع ذلك، فإنّ المرجّح بل شبه المؤكّد أنّ ما سمّي بالاستراتيجيّة الجديدة لا يعدو كونه محاولة أخرى لفرض الأمن بالعنف، وهو مشروع مستحيل لأنّ قضيّة العراق أكبر من أن تكون قضيّة أمنيّة، إنها قضيّة سياسيّة إقليميّة من الوزن الثقيل أخطأت الإدارة الأميركية عندما استسهلتها وظنت أنها قادرة على معالجتها منفردة خارج إطار الأمم المتحدة والشرعية الدوليّة وفي غياب التشاور المعمّق مع المجموعة الدوليّة ومن دون الاستماع بجديّة إلى حلفائها في المنطقة ومن موقع الاغترار بتحاليل المحافظين الجدد وتقاريرهم ومؤسساتهم والانغلاق على كلّ وجهات النظر الأخرى. قد يضطر بوش الأب الى إطفاء جهاز التلفزيون، أمّا ابنه فسيواصل على الأرجح القول أمام الشاشات الأميركية انّ الأمور في طريقها الى التحسّن، مع أنّ عدد المقتنعين بقراراته في طريقه إلى التقلّص، إذ بدأ الإعلام والرأي العام الأميركي يطرحان بقوّة الأسئلة المحرجة حول الوضع العراقي وأخطاء الإدارة وقضايا الرشوة والتعدّي على حقوق الإنسان وخروق عدة، فضلاً عن تواصل التعداد اليومي للضحايا من الجنود. دعنا الآن ننظر إلى الأمر من الضفة الأخرى، أي الضفة الشرق – أوسطيّة. نرى أن إيران ستكون المستفيد الأوّل من النكبة العراقيّة والفشل الأميركي، وتركيا بدأت تتحرّك باتجاه كردستان لأنّها تدرك أنّ الظرف أصبح مناسباً. أما من الجهة العربيّة، فإنّ غاية ما قد يحصل من فائدة هو أن تعمّم وصفة بوش ولكن بطريقة عكسيّة. فينصح بالإكثار هذه الأيام من مشاهدة البرامج السياسيّة الأميركيّة التي أصبحت تضاهي أحياناً بعض القنوات العربيّة في حدّة نقدها لأداء الإدارة الأميركية. ولا شكّ في ان مشهداً كهذا يخفّف من حالات الإحباط النفسي لدى المشاهدين العرب، لكنّ الأرجح أنّ الاستفادة العربيّة لن تتخطى هذا المستوى النفسي ولن تتحوّل مكسباً سياسياً استراتيجياً.
ذلك أنّ نكبة العراق ليست فشلاً أميركيّاً وحسب، بل هي أيضاً علامة فشل بالغ للعقل السياسي العربي الذي لم يقدر على تصوّر الوحدة الوطنيّة خارج إطار الزعامة الملهمة المستبدّة. فلمّا أطيح الزعيم ذهبت الوحدة أدراج الرياح وانفتحت قلاع القومية العربيّة المجيدة على عراك قروسطي بين زعماء الطوائف والعشائر وقطّاع الطرق ولصوص القوافل. لا يمكن الاحتلال أن يبرّر كلّ شيء، فالأمتان الألمانيّة والفرنسيّة لم تنهارا بانتحار هتلر وإعدام المارشال بيتان. بل إنّ مفهوم الأمّة العربية ذاته لم ينشأ إلا بفضل الاحتلالات التركية والفرنسية والإنكليزية، وقبل ذلك لا توجد تيارات سياسية تتحدّث عن أمّة عربيّة وقوميّة عربيّة. وكذلك قامت الوحدات الوطنيّة في معظم الأقطار العربيّة في عهود مقاومة الاستعمار أو الانتداب، ولولا هذا التحدّي لما نشأت الأقطار العربيّة في شكلها الحالي. لماذا لم يكن الاحتلال الأميركي حافزاً لتوحّد العراقيين، كما حدث سابقاً أيام الانتداب البريطاني، ولماذا كانت نتيجته عكسيّة فتعمّق الشرخ بينهم؟ السبب أن القوى الأساسيّة المعارضة للنظام السابق لم تتأسس على مبادئ ديموقراطيّة ومدنيّة وإنما كانت قائمة على أيديولوجيات طائفيّة متسترة بالدين أو روابط عصبيّة متغلفة بالديموقراطيّة. هناك طبعاً مئات الآلاف من الأشخاص الذين حلموا ولا يزالون بوطن آمن وعيش كريم، لكنهم أشخاص وليسوا قوى سياسيّة فاعلة. كانت السياسة الأميركية في العراق حافزاً للانقسام والعنف الطائفي، لكنها لم تجعل العراق مزيجاً غير منصهر من العرب وغير العرب والشيعة والسنّة، ولم تزرع بالتالي في أعماق الوعي ثقافة الانقسام والطائفية.
إنّ أية وحدة وطنية لا تكون ممكنة إلا إذا التقت القوى الفاعلة حول مطالب معقولة وواضحة، وليس هذا شأن القوى العراقيّة الفاعلة حاليّاً، التي تتصرّف بحسب مقتضيات تتراوح بين حسابات إقليميّة تتجاوز العراق ودوافع نفسيّة مما قبل العصر الحديث. الوضع الحالي سبب لأكثر من الإحباط، لكن لا يمكن العراقيّين أن يطبقوا نصيحة الرئيس الابن إلى أبيه، فهم يعيشون المأساة مباشرة ومن دون وسائط. (*) كاتب تونسي

(المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 فيفري 2007)


أركون يؤرخ الإسلام في فرنسا

 
هادي يحمد (*)
يمثِّل كتاب « تاريخ الإسلام والمسلمين بفرنسا » والذي صدر مؤخرًا بفرنسا مرحلة جديدة، لا في عالم الكتابات التاريخية التي تبحث في ماضي الوجود الإسلامي بأوروبا فحسب، بل إنه بحسب مؤلفيه « تأسيسًا » وإنجاحًا لحاضر الاندماج الإسلامي بفرنسا. الكتاب يقع في حوالي (1250) صفحة، وهو عبارة عن مجموعة أبحاث تاريخية من تأليف (70) باحثا ومؤرخا فرنسيا، مبوبة زمنيا وموضوعيا، أشرف على إنجازها كل من المفكر المعروف الدكتور « محمد أركون » وبمقدمة لـ « جاك لي قوف » أبرز مؤرخي فرنسا في العصر الحديث؛ وحظي بطبعة مميزة لدار النشر الفرنسية المميزة « البان ميشال « .
الصورة.. والبداية
حُليت الموسوعة في صفحتها الأولى بثمانية صور تمثل محطات مهمة في علاقة فرنسا بالإسلام والمسلمين، إذ يمكننا أن نشاهد صورة لوحة يرجح أن تكون « لمعركة بواتييه »، والتي أوقف فيها الملك « شارلمان » الزحف الإسلامي في بلدة « بواتييه » في جنوب غرب فرنسا، كما يمكننا أن نشاهد صورة « للأمير عبد القادر الجزائري » الذي طبع مرحلة مقاومة الاستعمار الفرنسي للجزائر؛ هذا إضافة لصورة أخرى يرجح أن تكون لمجندين مسلمين في الجيش الفرنسي في إبان الحرب العالمية الأولى، وصورة زيتية لرسام فرنسي تصور « امرأتين شرقيتين » تظهر مدى الانجذاب الفرنسي بالروح الشرقية، كذلك صورة -بدو حديثة- فتاة مغربية في إحدى الضواحي الباريسية قرب أمها، ويرجح أن تكون من فتيات الجيل الثاني أو الثالث من أصول مسلمة، وصورة مقابلة أخرى تجسد مرحلة الهجرة وأب عربي حمل ابنه قرب ميناء فرنسي في دلالة للبدايات الأولى للهجرة . ولا شك أن الصور الثمانية تحاول أن تلخص كل هذا التاريخ الحافل بمحطات اللقاء والاقتراب والتباعد والحب والكراهية والحرب والسلم والجاذبية والتنافر بين عالمي الشرق الإسلامي والغرب عامة، وبين فرنسا والإسلام، خاصة أنه كتاب كما يقول عنوانه الفرعي رد هذا التاريخ كله « من القرون الوسطى إلى أيامنا هذه ».
التاريخ حاضر بيننا
في آخر المقدمة الأولى للكتاب -الذي احتوى على مقدمتين وتوطئة- والتي خطها المؤرخ الشهير الفرنسي « جاك لي قوف »، لا يتردد شيخ المؤرخين الفرنسيين، وأحد أهم معالم فرنسا الأكاديمية في الجهر بأن أحد أهداف هذا المجهود هو إنجاح انصهار المكون الإسلامي في فرنسا الحاضرة، إذ يقول « إن هدف هذا الكتاب هو الإعانة على النجاح، إذ يخيل للبعض أننا هنا نتحدث عن الماضي البعيد أو القريب الإيجابي منه والأليم، ولكن في الحقيقة فإن هذا الكتاب يتحدث عن حاضرنا الآن في حاضرنا يعيش التاريخ المعقد للأجيال الماضية كما يعيش مستقبلنا الذي أصبح مشتركا « . فرنسا الحاضرة وكما تبدو في الدراسات الأخيرة للكتاب: هي أيضا أبناء الجيل الثاني والثالث الذين أصبحوا جزءًا من الثقافة الفرنسية المعاصرة؛ فمفخرة الشباب الفرنسي الكروي « زين الدين زيدان » والفنان الكوميدي الشهير « جمال دبوز » وفنان الراب الأسود المعتنق للإسلام « عبد المالك » والفنانة « شيرين بادي » وآخرون، هم جزء من فرنسا الحديثة الذين يُفرد لهم الكتاب مكانًا في صفحاته الأخيرة، فهي ثمرة كل هذا التاريخ المشترك بين فرنسا والإسلام والمسلمين، غير أنه وبالرغم من قدم العلاقة والتواصل والتبادل المشترك، فإن هناك حقيقة لا يتردد المؤرخ « جاك لي قوف » في الإفصاح عنها وهي أن « العلاقة بين فرنسا والمسلمين، والتي كانت على الدوام ثانوية في حياة الفرنسيين لم تصبح إلا مؤخرا مكونا مهما في تاريخ الوطن، ولكن هذه الأهمية اتخذت وجهين فأحيانا مأساوية وأحيانا أخرى مضيئة « . حقيقة أخرى يقرُّ بها المؤرخ الفرنسي الأشهر، وهي أن صورة الإسلام والمسلمين لم تكن أبدا ذات وجه واحد، فيقول: « فبالرغم من العداوة القوية من قبل الفرنسيين للمسلمين؛ فإن فرنسا ومنذ القرون الوسطى -إلى يومنا هذا- لم تتردد في أخذ أشياء ذات قيمة من الجانب الثقافي والإنساني للمسلمين ».
فثمَّة شيء في هذه العلاقة يمكن أن نسميه « حدثًا مؤسسًا » وربما أحد أهم محطاتها، وهي معركة « بواتييه »، التي تمكَّن فيها الملك الفرنسي « شارل مارتال » (ت 741م) من وقف الزحف الإسلامي داخل الأراضي الفرنسية بعد أن تمكن المسلمون من احتلال كامل الجزيرة الأيبيرية أو الأندلس . معركة « بواتييه » والملك « شارل مارتال » أصبحت اليوم أحد مفاتيح فهم رموز اليمين المتطرف بقيادة « جون ماري لوبان » وغيره من الأحزاب والتوجهات اليمينية المتطرفة عامة . فعندما يتطرق « لوبان » أو » نجم العنصريين الطالع « فيليب ديفلي » إلى خطر ما يسمونه في أدبياتهم « أسلمة فرنسا » والخطر الذي يمثله المهاجرون في تغيير المعطى الديمغرافي بفرنسا، و »جاك لي قوف » يقول حول هذا الحدث المؤسس ماضيًا وحاضرًا الكتيبة التي تقدمت باتجاه « بواتييه » هزمت من قبل الملك « شارل مارتال » هذا الحدث قدم طويلا على كونه الحدث المؤسس لولادة اليمين المتطرف في القرن العشرين والذي اعتبر أن معركة « بواتييه » النصر الحاسم للمسيحية والتحضر على البربرية الإسلامية ».
المسلمون في المخيلة الفرنسية
ولكن « جاك لي قوف » يشير إلى أن « هذا التحليل ومن حسن الحظ لم يؤخذ على محمل الجد من قبل الجمهور الغالب »، ولكن المؤرخ الأشهر يذهب إلى مسألة على غاية من الأهمية، والتي تشكل العمود الفقري للكتاب ولكل الأبحاث التي احتواها الكتاب، وهي عملية « تصور وتخيل المسلمين في الذهنية الفرنسية » . عندما تدخل أحد عروض المسرح الفرنسي اليوم أو عندما يشار إلى الرقص والفن الحركي الإسلامي في دور الرقص والفن الفرنسي، فإن هناك صورة غالبة للشرقيين والمسلمين على المستويات والحركات والأزياء، هذه بعض آثار الصورة المتخيلة للمسلمين . صورة الإسلام والمسلمين لا ترتبط في نظر « جاك لي قوف » في الصورة التاريخية من هي، ولكنها « الصورة المتخيلة »، حيث كانت جذور العداوة تعود إلى صورة « المسلمين غير المسيحيين الملحدين » غير أن التحديد الديني للمسلمين -من حيث كونهم مسلمين- لم يأت إلا متأخرًا، ففي القرون الأولى بعد معركة « بواتييه » برزت فيها تسميات كثيرة لتعيين المسلمين، كانت جلُّها مصطلحات تدور حول تسمية الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) ؛ فالمسلمين « محميست » (في نهاية القرون الوسطى) وهم « محمدون » (في القرن السادس عشر)، ولم تبرز كلمة « مسلمون » لتعيين هذه الديانة الجديدة إلا في نهاية القرن السادس عشر . غير أن الإسلام كان على الدوام ينظر إليه على أنه الديانة الشرقية -بكل ما تحمله كلمة شرق من معاني- ولم تكن معركة « بواتييه » لتحجب بعضا من صورة هذا الشرق الحالم في الذهنية الفرنسية وهم ينظرون لأول مرة  » للفيل  » الذي قدمه الخليفة هارون الرشيد سنة 801 م هدية إلى ملك فرنسا آنذاك شالمان. صورة الإسلام المتخيلة على غرار هذا الفيل القادم من الشرق ترافقت مع صورة الحركات والرقص الشرقي الذي يتصوره الفرنسيون عن المسلمين، وإنها صور عمقت بحسب المؤرخ محمد أركون « الجهل الكامل بالآخر »، حيث لم يستطع الفرنسيون حقيقة أن يقرءوا أول ترجمة للقرآن إلا في سنة ،1154 وهي ترجمة القس الفرنسي « بيير لي فينرابل » حيث لم يتردد المؤرخ « جاك لي قوف » في اعتبارها « نسيج من الأخطاء والخلط بصورة بشعة « .
الشيطنة المتعمدة
لا يمكن أن نتحدث عن هذا الخلط والفهم السيئ، وأحيانا « الشيطنة » المتعمدة لهذه الديانة الشرقية دون الحديث عن الصورة البشعة التي قُدم بها رسول الإسلام، حيث يقول المؤرخ « جاك لي قوف »: « إن تعدد طريقة النطق باسم الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، والأخطاء التي ارتكبت في كتابة اسمه لم تكن تظهر إلا مدى الجهل والإهانة لهذا الشخص ». تتبادر إلى الذهن « الصور الكاريكاتورية » للصحيفة الدانمركية الساخرة من شخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- والتي أعادت نشرها صحيفتان فرنسيتان، ونحن نقٍرأ تعليق شيخ المؤرخين الفرنسيين وهو يقول: « إن التركيز على شخصية الرسول(صلى الله عليه وسلم) باعتبارها بابا لابتذال الإسلام تلعب دورًا مهما في رسم هذه الصورة حتى أيامنا هذه ». طبعا الصورة لم تكن سيئة إلى هذا الحد في العلاقة بين فرنسا والفرنسيين، والإسلام والمسلمين، فيؤكد محمد أركون في المقدمة أننا أمام عملية موازية قوامها التبادل والتأثير الإيجابي المتبادل، فبين سنتي 797-807م يمكننا أن نشهد أول تبادل واعتراف متبادل بين عالمي الإسلام وفرنسا حينما تبادل الخليفة العباسي هارون الرشيد رسله ورسائله مع الملك شارلمان، وبعدها بحوالي خمسين سنة أي في 863 م بدأ عهد التبادل « الدبلوماسي » بين فرنسا وقرطبة الإسلامية بأرض الأندلس . فصل كامل خصص للحروب الصليبية ومشاركة الفرنسيين الفاعلة فيها، والتي تواصلت حتى بعد استعادة صلاح الدين الأيوبي للقدس سنة 1189م؛ وصولا إلى حملة نابليون على مصر سنة 1798 واحتلاله للإسكندرية كمحطة أولى حتى دقه أبواب القاهرة واحتلالها . غير أن تاريخ الحروب هذا والذي بلغ ذروته باحتلال الجزائر، وفرض الحماية على تونس والمغرب غربا، وعلى سوريا ولبنان شرقا فيما بعد؛ لم يمنع المؤرخين من تخصيص مقاطع كاملة أخرى للحديث عن ترجمة « ألف ليلة وليلة وغاية احتفال الفرنسيين بها إلى اليوم، وترجمة كتب العلوم الإسلامية ومنها؛ كتاب الخوارزمي في الحساب سنة 1145م، وترجمة مؤلفات ابن رشد سنة 1225م، وابن سينا وصولا إلى إعادة ترجمة القرآن الكريم مرة ثانية سنة 1455 م من قبل » جون دي سوقافي ». كان الأمر يتعلق في كل هذه المراحل-التي اختلطت فيها الدماء نتيجة الحروب المتبادلة بين المسلمين والفرنسيين- بالحبر السائل لترجمة أمهات الكتب العلمية العربية لترسم بعضا من تاريخ العلاقة في واقعها، وهنا يقول أركون: إن دور المؤرخ هو « عمل التهدئة وإعادة اكتشاف الجروح، وخاصة تجاوز تاريخ التصورات والمتخيل إلى تاريخ موضوعي، يمكِّن اليوم من الوعي بحجم التقارب بعيدا عن أيديولوجية الإقصاء المتبادل ».

(*) مراسل شبكة « إسلام اون لاين » في فرنسا (المصدر: موقع « إسلام أون لاين. نت » (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 25 فيفري 2007)


صعود الإسلاميين.. الإستراتيجيات الأمريكية البديلة (**)

ديفيد تشينكر (*) ترجمة – سلمى نيازي

كيف يمكن مواجهة الإسلاميين في صناديق الاقتراع؟ ما هي الإستراتيجيات التي يمكن تطبيقها لدعم وتمكين الليبراليين في الانتخابات بما يتماشى مع السياسة الأمريكية في تحقيق الديمقراطية؟. سؤالان كبيران يشتغل بالإجابة عليهما مراكز الأبحاث والدراسات بواشنطن بعد أن قادت قضية الترويج الأمريكي للديمقراطية إلى نتائج غير مرغوبة أمريكيًّا، ففي الوقت الذي شهدت فيه المنطقة حالة غير مسبوقة من الحراك السياسي بإجراء العديد من الانتخابات -من المغرب إلى السعودية- سجلت العديد من البلدان نجاحًا كبيرًا وصعودًا للإسلاميين في تلك الانتخابات؛ ليصطدم ذلك واقعيًّا بالرغبة الأمريكية في نشر الديمقراطية. وقد اعتبر العديد من المحللين الغربيين ذلك فشلاً سياسيًّا للإدارة الأمريكية في التعامل مع قضية الديمقراطية التي أضحت جسرًا يعبر عليه الإسلاميون إلى الحكم، وهو ما وضع هذه الإدارة أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاستمرار في نشر الديمقراطية والقبول بنجاح الإسلاميين في الانتخابات، أو دعم الأنظمة الديكتاتورية الموالية لها والمخاطرة بالتالي باحتمال اندلاع ثورة إسلامية ثانية ضد تلك الأنظمة، وهو الخيار الأقرب للإدارة الأمريكية، حيث هدأت في الفترة الأخيرة حديثها عن نشر الديمقراطية، الأمر الذي لم يجد صداه عند كل من الإسلاميين والليبراليين على حد سواء. وفي هذا السياق، عقد معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى مؤتمرًا تحت عنوان « الطرق المختلفة لمواجهة الإسلاميين في صناديق الاقتراع »، ونشر موجزًا لأعماله على الموقع الإلكتروني للمعهد في نوفمبر 2006.
تمكين الليبراليين وعزل الإسلاميين

يرى سونر كاجابتاي مدير مركز الأبحاث التركية في معهد واشنطن أن الوسيلة الوحيدة والمناسبة لمواجهة الإسلاميين هي قيام الولايات المتحدة بدعم وتمكين الأحزاب الليبرالية والعلمانية في الشرق الأوسط في مقابل الأحزاب الإسلامية، ويقارن بين واقع كل من التيارين، فالأولى تتميز بضعف وهشاشة بنيتها الداخلية كما في حالة تركيا -أحد أعرق الدول ذات النظام العلماني-، حيث تراجع دور الأحزاب العلمانية أمام نظيرتها الإسلامية في السنوات الأخيرة، وهو ما انتهى بوصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة عام 2002، ويرجع ذلك لعدد من الأسباب منها: أولاً: انعدام الديمقراطية الداخلية بين أعضاء الأحزاب الليبرالية وتمركز السلطات والسياسات في شخص رئيس الحزب أو قائد الحزب فيما يعرف بحزب الفرد. ثانيًا: انتشار قضايا الفساد وقيام الصحف التركية بنشر فضائح ضلوع الكثير من قياديي الأحزاب العلمانية في التسعينيات، مما كان له تأثير كبير على مصداقية تلك الأحزاب. ثالثًا: قيام الحكومات الديكتاتورية في تركيا والدول العربية بقمع وتضييق الخناق على أنشطة الأحزاب الليبرالية والعلمانية، مما أفسح الطريق أمام الإسلاميين منتهزين فرصة خلو الساحة لتنظيم أنفسهم وتعبئة الجماهير.
وعلى نقيض ذلك تتمتع الأحزاب الإسلامية بقوة مادية وتنظيمية، تؤهلها لتكوين قاعدة شعبية وجماهيرية واسعة النطاق، ويرجع ذلك إلى سببين أولهما مادي والآخر أيديولوجي. من الناحية المادية، وعلى عكس الأحزاب العلمانية التي تعاني من قلة التمويل، يعتقد كاجابتاي « أن الأحزاب الإسلامية تحصل على تمويل ودعم مادي كبير لا حصر له من الدول النفطية الإسلامية في الخليج وإيران، وهو ما أطلق عليه البعض اصطلاح « الإسلامية الدولية » على غرار مصطلح « الشيوعية الدولية » والذي كان سائدًا في فترة الحرب الباردة عندما كانت تحصل الدول الشيوعية والاشتراكية على الدعم والسند المالي من الاتحاد السوفيتي السابق. وعليه تمكن الإسلاميون من إنشاء مؤسسات اجتماعية وخيرية تقوم بتقديم شبكة من الخدمات الصحية والتعليمية، في وقت تراجع فيه دور الدولة إلى حد كبير إما لعجزها عن تقديم تلك الخدمات للمواطنين؛ بسبب النمو المتزايد للسكان، أو لضعف كفاءة وجودة تلك الخدمات. ومن الناحية الأيديولوجية والفكرية، فإن الأحزاب الإسلامية استطاعت أن تقدم رؤى وبرامج مثالية لحياة أفضل، مما جذب لها أعدادًا كبيرة من المواطنين الذين سئموا من البرامج والأهداف التقليدية التي تقدمها الأحزاب الليبرالية والعلمانية على مدار 60 أو 70 سنة ولم تحقق شيئًا.
وبالنظر لهذه الاعتبارات، يرى كاجابتاي أن أمريكا تستطيع مواجهة الإسلاميين ومحاصرتهم من خلال تفعيل ودعم الأحزاب الليبرالية، وذلك بالعودة إلى تجربة ما بعد الحرب العالمية الثانية عندما وضعت الولايات المتحدة خطة سياسية محكمة طويلة المدى لمكافحة صعود الأحزاب الشيوعية في إيطاليا، ففي عام 1947 نجح الشيوعيون في إزاحة الحزب المسيحي الديمقراطي والسيطرة على البرلمان الإيطالي، حيث كان الحزب الشيوعي الإيطالي يتمتع بكافة أنواع الدعم المالي والإعلامي والعسكري من الاتحاد السوفيتى السابق، في سياق ما عرف وقتذاك بالشيوعية العالمية. في هذا الوقت وضع صانعو القرار الأمريكي -وعلى رأسهم جورج كينان مؤسس مكتب التخطيط السياسي- خطة أمريكية لخوض حرب سياسية ضد الأحزاب الشيوعية من خلال تفعيل كافة الوسائل لمحاصرة الأحزاب الشيوعية، ومنها إقامة تحالفات سياسية قوية قادرة على منافسة هذه الأحزاب، وتوفير الدعم الاقتصادي للحلفاء الليبراليين، وتقديم الدعم لمؤسسات المجتمع المدني، واستخدام الوسائل الإعلامية للدعاية لصالح الأحزاب الليبرالية الحليفة من جهة، وتشويه صورة الأحزاب الشيوعية من جهة أخرى.
ويقترح كاجابتاي أن تستفيد الولايات المتحدة من التجربة الإيطالية في تفعيل دور الأحزاب الليبرالية أمام الإسلاميين في الشرق الأوسط من خلال عدة خطوات: أولاً: إقامة تحالفات سياسية مع الليبراليين وعدم الوقوع في فخ ما يسمى بالإسلام المعتدل، ففي الواقع لا يوجد خلاف بين الإسلاميين والإسلام المعتدل، فجميعهم لديهم نفس الأهداف والرؤى، وبالتالي فإن سياسة دمج الإسلاميين المعتدلين ستسفر عن نتائج خطيرة. ثانيًا: استثمار الكثير من الأموال وتقديمها كدعم مادي للأحزاب الليبرالية؛ لتتمكن من إنشاء مؤسسات وجمعيات خدمية قادرة على منافسة أنشطة الأحزاب الإسلامية؛ إذ لا بد من مواجهة الإسلاميين بنفس السلاح، أي بتوفير الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية التي يقدمها الإسلاميون. ثالثًا: عزل الإسلاميين، بحيث يدفع ذوي الانتماء الإسلامي ثمن انتمائهم لحزب أو حركة إسلامية، وذلك من خلال حظر هجرتهم إلى الولايات المتحدة من دول الشرق الأوسط أو من الدول الإسلامية، كما كان يحدث أثناء الحرب الباردة عندما يتم تحديد ما إذا كان الشخص المهاجر إلى الولايات المتحدة ينتمي إلى أحد الأحزاب الشيوعية، فإذا ثبت ذلك كان يمنع من الهجرة إليها. ويعتبر كاجابتاي هذه الخطة هي إستراتيجية سياسية قد تستغرق سنوات عديدة حتى يمكن بالفعل تمكين الأحزاب الليبرالية ويتم عزل ومحاصرة الأحزاب الإسلامية، ويعتقد أن نتائجها مضمونة، حيث نجحت من قبل في إيطاليا عام 1950 في وقت كان يعتبر فيه الشيوعيون أحد أهم وأقوى الأحزاب في إيطاليا. وقف تشجيع الديمقراطية في الشرق الأوسط أما جريجيورى جويز أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز الدراسات الشرق أوسطية في جامعة فيرمونت، فيرى أن الحل الأمثل لمنع الإسلاميين من الوصول إلى سدة الحكم هو التوقف عن تشجيع الديمقراطية في الدول العربية والشرق أوسطية في الوقت الراهن، وذلك لسببين: أولهما: عدم وجود علاقة بين تعزيز الديمقراطية داخل الأنظمة وبين الحد من الإرهاب؛ إذ انطلقت الرؤية الأمريكية لنشر الديمقراطية عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 من وجود علاقة طردية بين نشر قيم الديمقراطية وبين الحد من ظاهرة الإرهاب، وهذا برأي جويز يعود إلى عدد من الشواهد منها: في السبعينيات -ووفقًا للإحصائيات الأمريكية- فإن ظاهرة الإرهاب كانت إحدى المشاكل التي تولدت داخل الدول الديمقراطية، فقد ظهرت الكثير من الجماعات الإرهابية داخل المجتمعات الديمقراطية مثل الحزب الجمهوري الأيرلندي ومنظمة إيتا الانفصالية بأسبانيا والجيش الأحمر الياباني وغيرها، كما أن الهند أحد أكثر النظم الديمقراطية في العالم يصيبها أكبر عدد من العمليات الإرهابية، بينما نجد دولة أقل ديمقراطية كالصين تواجه واحد على عشرة من العمليات الإرهابية التي تواجهها الهند، وما يعزز هذا الاتجاه أيضًا أن تفجيرات لندن 2005 تم تنفيذها من قبل عناصر ذات أصول إسلامية عاشت في ظل دولة ديمقراطية عريقة تشبعت بقيم الحرية والليبرالية. ثانيهما: إنه من غير المتوقع أن تنجح الديمقراطية في إقناع تنظيم القاعدة بالتخلي عن مفهوم الجهاد، فالديمقراطية من وجهة نظر بعض الإسلاميين الراديكاليين مصطلح غربي وبدعة غير مقبولة ولا يمكن أن تكون أبدًا بديلاً أو نظيرًا للشريعة الإسلامية.
وبالتالي لن تكون الديمقراطية هي الخيار الأمثل في الوقت الراهن؛ لأن إجراء الانتخابات الديمقراطية في المنطقة سوف يفتح الباب على مصراعيه للإسلاميين، وكذلك لا يمكن الاعتماد على الأحزاب الليبرالية التي تعاني من الضعف وعدم القدرة على تنظيم نفسها، وهذا ما أثبتته الانتخابات الأخيرة التي جرت في دول المنطقة، وأسفرت عن فوز ساحق للإسلاميين في كل من العراق ومصر وحتى في الأراضي الفلسطينية، على الرغم مما تتمتع به فلسطين من قدر لا بأس به من الديمقراطية، خاصة في مجال المؤسسات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني. وبالإضافة إلى ذلك يؤكد جويز أن الإسلاميين قد يكونون أكثر عدلاً واستقرارًا من الحكومات الديكتاتورية العربية، إلا أنهم لن يتفقوا أبدًا مع السياسة الخارجية الأمريكية وأهدافها في المنطقة، وعلى سبيل المثال نجد أن جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر تتمتع بقدرة تنظيمية عالية ولديها حزمة من الآراء المعتدلة، لكن الجماعة في المقابل لن تتقابل أبدًا مع المصالح الأمريكية، ويؤكد ذلك التصريحات المتتالية لزعماء وقياديي الإخوان المسلمين، ففي عام 2003 وأثناء الحرب الأمريكية على العراق أصدر المرشد السابق للإخوان مأمون الهضيبي فتوى تؤكد مشروعية الجهاد ضد القوات الأمريكية في العراق، كما أعلن المرشد الحالي للإخوان محمد مهدي عاكف ضرورة إلغاء معاهدة كامب ديفيد. ومما سبق يرى جويز أن منع الإسلاميين من الوصول إلى السلطة لن يكون أمرًا سهلاً مطلقًا، كما أن عملية دعم الأحزاب الليبرالية من خلال ما اقترحه كاجابتاي قد يأخذ سنوات عديدة وهو غير مضمون النجاح، وبالتالي فإن السبيل الوحيد هو أن تتخلى الولايات المتحدة عن الديمقراطية في الوقت الحالي إلى حين أن تصبح المنطقة مهيأة لمثل هذا التغيير.
دمج الإسلاميين المعتدلين في العملية السياسية

وتختلف مُنى مكرم عبيد أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة والناشطة في مجال المجتمع المدني كثيرًا مع الرؤيتين السابقتين، حيث تؤكد ضرورة دمج الأحزاب الإسلامية « المعتدلة » في العملية السياسية -إلى جانب تقوية شوكة الأحزاب الليبرالية-، فمن خلال مشاركتها في الانتخابات البرلمانية المصرية عام 2005 تؤكد منى مكرم أن الناخبين لم يكن لهم سوى خيارين لا ثالث لهما: إما أن يصوتوا للحكومة الحالية أو للإسلاميين، وكانت النتيجة مشاركة حوالي 20% فقط من الناخبين للإدلاء بأصواتهم، وهنا يطرح تساؤل: ماذا كان سيحدث لو كان هناك بديل آخر للناخبين؟ بالطبع سيكون الأمر مختلفًا. وتقول منى مكرم عبيد إن المنطقة تشهد نجاحًا كبيرًا للأحزاب الإسلامية نتيجة ديكتاتورية الأنظمة الحاكمة في الوطن العربي، وضعف الهياكل الداخلية للأحزاب الليبرالية ومؤسسات المجتمع المدني، في مقابل تنظيم وشعبية الأحزاب الإسلامية، الأمر الذي أصبح يشكل تحديًا حقيقيًّا للحكومات العربية وللولايات المتحدة، ولكن ما هو الحل الآن؟ أتغلق الحكومات العربية الباب مرة أخرى أمام الأحزاب الإسلامية؟ أتتخلى الولايات المتحدة عن نشر الديمقراطية في الوقت الحالي إلى أجل غير مسمى؟.
وتقدم منى مكرم عبيد حلاًّ لهذه الإشكالية هو فتح الباب أمام الإسلاميين ودمجهم ومشاركتهم في العملية السياسية وقد تكون مخاطرة كبيرة، إلا أن ذلك أمر لا يمكن تجاهله؛ نظرًا لما تتمتع به هذه الأحزاب من قاعدة شعبية كبيرة، كما أن تلك الإستراتيجية أثبتت نجاحها في تركيا والجزائر، حيث أدى دمج الإسلاميين في الحياة السياسية إلى إعادة صياغة برامجهم وتبني سياسات ديمقراطية، أما سياسة الحظر والقمع ستؤدي حتمًا إلى نتائج عكسية كما حدث في مصر، فقد أدى حظر أنشطة جماعة الإخوان المسلمين إلى العمل الخفي والتسلل لاختراق صفوف العديد من الأحزاب المعترف بها والعمل في كافة الاتجاهات والمستويات وداخل النقابات، مما حوَّلها إلى جماعة ضغط لها شبكة قوية من العلاقات التي لا يمكن الاستهانة بها. وما يؤكد ذلك لجوء العديد من قياديي وزعماء الأحزاب الليبرالية في مصر إلى كسب ودّ جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات الأخيرة، فقد رشح العديد من أعضاء مجلس الشعب أنفسهم في قوائم جماعة الإخوان المسلمين حتى يضمنوا نجاحهم في الانتخابات، وعندما رشح أيمن نور نفسه في انتخابات الرئاسة سعى في مستهل حملته الانتخابية إلى الحصول على تأييد ومباركة الإخوان المسلمين، وبالتالي دفعت الحكومات العربية ثمنًا غاليًا من سياسة القمع وتضييق الخناق على الإسلاميين، ما كانت لتدفعه لو كانت تركت لهم الباب مفتوحًا لممارسة العمل الشرعي. وفي ضوء تلك الحقائق، تقترح منى مكرم عبيد دمج الجماعات الإسلامية في العمل السياسي، خاصة الأجيال الجديدة لتلك الجماعات؛ لأنها الأكثر اعتدالاً وقبولاً للآخر، وكذلك وضع خطة لتحقيق الأهداف الآتية: – التركيز على الإصلاح السياسي بالتوازي مع الإصلاح التعليمي والثقافي للمجتمعات العربية، حيث إن الإصلاح السياسي لا يمكن تحقيقه بمعزل عن تطوير التعليم والنهوض بثقافة المجتمع. – دمج الإسلاميين في عملية الديمقراطية يعتبر ضرورة حتمية لرفع الرغبة التنافسية لدى الأحزاب الليبرالية لتطوير مؤسساتها من جديد، مما يؤدي أيضًا إلى تنشيط القوى السياسية المختلفة في المجتمع وخلق قدر من التنوع الحزبي أمام الناخبين مستقبلاً. – تشجيع ودفع الأنظمة العربية للاهتمام بالأجندة الاجتماعية التي تميزت فيها الجماعات الإسلامية والتي تستطيع الوصول وتحقيق خدمات إلى نحو 90% من المواطنين. – تفعيل دور الإعلام الحر في الترويج لمفهوم الديمقراطية والليبرالية وقيم الحرية والمساواة، وترى منى مكرم عبيد أن الإعلام في مصر يتمتع بقدر كبير من الحرية التي تتيح له الضغط على الحكومة وتعبئة الشعب لتأييد الديمقراطية. – التحدي الحقيقي أمام الحكومات العربية والأحزاب العلمانية هو في كيفية أن يكون الإسلاميون أكثر تأييدًا للديمقراطية، وهذا لن يحول دون دمجهم في العملية السياسة وكذلك ربط مصالحهم بالإصلاحات السياسية. – إضافة إلى تلك الأهداف، لا بد من استثمار الانقسامات الداخلية الموجودة داخل الأحزاب الإسلامية نتيجة صراع الأجيال الدائر بين الجيل الجديد والقديم، وهو ما سيفرز حتمًا جيلاً جديدًا من الإسلاميين أكثر رغبة في المشاركة السياسية وأكثر انفتاحًا، وهو ما قد يؤثر على مستقبل الإصلاحات، وترى منى مكرم عبيد أنه يوجد على الساحة الآن نماذج كثيرة لأحزاب معتدلة ذات خلفية إسلامية تدعو في برنامجها إلى تأسيس نظام سياسي ديمقراطي كحزب الوسط المصري.
وتخلص مُنى مكرم عبيد إلى أنه ليس بإمكاننا الحديث عن العملية الديمقراطية أو حتى الترويج لليبرالية بدون أن نأخذ في الاعتبار تزايد تأثير الحركات الإسلامية، فالحل الآن هو كيف يمكننا أن ندفع بالإسلام المعتدل في مقابل الإسلام الراديكالي؛ لأن دمج الجناح الإصلاحي داخل الحركات الإسلامية سوف يعطي فرصة ذهبية للعلمانيين من تكوين تحالفات سياسية مع الإصلاحيين داخل الأنظمة الحاكمة وكذلك مع الأحزاب الإسلامية المعتدلة، ومن ثَم يمكن أن تشهد الأنظمة العربية حالة من الحراك السياسي أكثر صحية وديمقراطية. (*) كاتب ومحلل سياسي أمريكي، عضو ببرنامج السياسات العربية بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، مستشار سابق بوزارة الدفاع الأمريكية.  (**) موجز لدراسة نشرت على موقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، تحت عنوان: « مواجهة الإسلاميين في صناديق الاقتراع: الخيارات الإستراتيجية البديلة Countering Islamists at the Ballot Box: Alternative Strategies » ، سلسلة بوليس فوكس، العدد 61، نوفمبر 2006.

(المصدر: موقع « إسلام أون لاين. نت » (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 22 فيفري 2007)


 

السيستاني يخرج عن صمته وينصف السنة

 
إسلام أون لاين.نت – أنس العبيدي
منذ مطلع فبراير الجاري توالت التصريحات الصادرة عن المرجع الشيعي العراقي البارز آية الله علي السيستاني الداعية لوحدة الصف والتقارب بين السنة والشيعة بل لإنصاف السنة من أي ظلم تعرضوا له، وذلك بشكل لم يكن معهودا من قبل منذ اندلاع أعمال العنف الطائفي بالعراق. في إحدى هذه التصريحات برأ السيستاني طائفة السنة من تفجير مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري بمدينة سامراء، ودعا الشيعة لعدم التعرض لهم بالقول أو الفعل، وفي تصريح ثان دعا الحكومة لمعاقبة مرتكبي جرائم الاغتصاب بغض النظر عن انتمائهم المذهبي، وفي ثالث شدد على أهمية وحدة المسلمين سنة وشيعة. وأبدى أئمة السنة ارتياحهم لهذه التصريحات، داعين حكومة بلادهم ذات الأغلبية الشيعية للانصياع لنداءات السيستاني باعتباره مرجعية شيعية كبيرة، حظيت الحكومة بدعمه في فترات طويلة، كما اعتبرها مراقبون خروجا عن صمت المرجعيات الشيعية تجاه حوادث العنف الطائفي بحق السنة العراقيين. آخر التصريحات الصادرة عن مكتب السيستاني الداعية للوحدة والإنصاف جاءت على لسان ممثله أحمد الصافي أثناء إلقائه خطبة الجمعة 23-2-2007 في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد)؛ حيث طالب « بمعاقبة مرتكبي الجرائم (الاغتصاب) بغض النظر عن مذاهبهم وانتمائهم السياسي ». ودعا الصافي الحكومة العراقية « إلى تطبيق خطة أمن بغداد على جميع مناطقها، وعدم استثناء أي منها لاعتبارات سياسية أو طائفية ». وجاءت دعوة ممثل السيستاني لمعاقبة مرتكبي الجرائم بعد أيام من الكشف عن جريمتي اغتصاب بحق سيدتين عراقيتين من السنة، إحداهما في بغداد، والأخرى من مدينة تلعفر بشمال البلاد على أيدي عناصر من القوات الحكومية. وكانت حكومة المالكي ذات القيادة الشيعية قد سارعت بتبرئة الضباط المتهمين بالتورط في حادث الاغتصاب ببغداد، وأصدرت رئاسة مجلس الوزراء بيانا يعلن تكريمهم.
براءة من سامراء
ومنذ نحو أسبوعين، أصدر مكتب السيستاني بيانا بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتفجيرات سامراء، دعا فيه الشيعة لأن « يراعوا أقصى درجات الانضباط » خلال إحيائهم لهذه المناسبة، وذلك بـ »عدم الإساءة قولا أو فعلا للعراقيين من أهل السنة، والذين هم براء من تلك الجريمة النكراء، ولا يرضون بها قولا أو فعلا ». وتصاعد العنف الطائفي بالعراق منذ تفجير مرقد الإمامين علي الهادي وحسن العسكري بمدينة سامراء في 22 فبراير 2006، وهو الحادث الذي أعقبته اعتداءات انتقامية على العديد من المساجد السنية. وفي نفس يوم صدور البيان ناشد أحمد الصافي في خطبة الجمعة بكربلاء الحكومة العراقية « أن تعيد هيبة القانون »، منوها بأن « القانون فوق الجميع، ويجب أن يفرض على جميع الكيانات السياسية سواء أكانت مشاركة في الحكومة أم خارجها؛ لأن استهداف كيانات كاملة من السنة أو الشيعة أو الأكراد خاطئ ». وأردف بقوله: « لا يحق لأي جهة أن تحمي قاتلا، وهناك الكثير من القتلة يتمتعون بغطاء رسمي ».
تناغم مع مؤتمر الدوحة
وبعد نحو أسبوعين من مؤتمر التقريب بين المذاهب الذي استضافته العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة أكثر من مائتي عالم وأكاديمي من السنة والشيعة، دعا السيستاني يوم 3-2-2007 كافة العراقيين إلى وحدة الصف ونبذ الفرقة والابتعاد عن النعرات الطائفية وتجنب إثارة الخلافات المذهبية، مؤكدا على ما دعا إليه مؤتمر الدوحة من ضرورة التركيز على المشتركات لتوثيق أواصر المحبة، وبذل ما في وسع أبناء الأمة الإسلامية في سبيل التقريب بينهم. وشدد السيستاني في بيان صدر عن مكتبه على أهمية « التركيز على المشتركات بين طوائف الأمة » قائلا: « ينبغي لكل حريص على رفعة الإسلام ورقي المسلمين أن يبذل ما في وسعه في سبيل التقريب بينهم، والتقليل من حجم التوترات الناجمة عن بعض التجاذبات السياسية لئلا تؤدي لمزيد من التفرق والتبعثر وتفسح المجال لتحقيق مآرب الأعداء الطامعين في الهيمنة على البلاد الإسلامية والاستيلاء على ثرواتها ». وكان القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أكد خلال المؤتمر على ضرورة الوصول إلى حل في قضية العراق، مشيرا إلى أن المراد ليس التقريب بين أصول المذهبين السني والشيعي، ولكن المطلوب أن يتم الاتفاق على جملة من القضايا في مقدمتها وقف عمليات القتل المذهبي من الجانبين، كما دعا المرجعيات الشيعية للخروج عن صمتهم وإبداء رأيهم بموضوعية في أحداث العنف الطائفي.
ترحيب سني
تصريحات السيستاني الداعية لوحدة الصف العراقي، وعدم التعرض لأهل السنة في العراق اعتبرها خطيب سني عراقي -رفض ذكر اسمه- في تصريح لإسلام أون لاين.نت « مهمة ومفيدة للحفاظ على وحدة العراق، خصوصا مع استمرار الخطابات والدعوات الطائفية التي تحرك من ورائها عناصر الميليشيات التي تقتل وتهجر على الهوية والطائفة ». ودعا الخطيب حكومة المالكي إلى الامتثال لتوجيهات السيستاني الداعية للوحدة قائلا: « كما أن الحكومة التي تتزعمها أكبر كتلة شيعية وأكدت مرارا في موسم الانتخابات أنها مدعومة من المرجعية (الشيعية) يتوجب عليها الآن أن تنصاع إلى توجيهاته، خصوصا أن فشلها سينسحب على كل الجهات الدينية والسياسية والجماهيرية التي دعمتها ». وفي تعليق مقتضب اعتبر حامد الخفاف المتحدث السياسي باسم مكتب السيستاني في اتصال تليفوني مع « إسلام أون لاين.نت » أن « موقف سماحة السيد السيستاني تجاه مختلف القضايا العراقية يتسم بالوضوح والشفافية من خلال البيانات التي يصدرها مكتبه ».
(المصدر: موقع « إسلام أون لاين. نت » (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 25 فيفري 2007)


امرأة سودانية تقاضي شركة أمريكية منعتها الصلاة

 
رفعت السيدة سهام نابري السودانية؛ المقيمة بولاية مينسوتا بالولايات المتحدة المريكية؛ والتي تعمل بشركة مواصلات في مدينة برنزفيل؛ دعوة قضائية ضد مديرها في العمل الذي طلب منها عدم الصلاة أثناء ساعات العمل الرسمية وبحجة أن وضوئها للصلاة يصيب الحمام بالإتساخ، وأنه بعد إصرارها على أداء الصلاة مارس عليها ضغوط لترك العمل؛ مما جعلتها تلجأ أخيرا للقضاء. تقول السيدة سهام نابري؛ البالغة من العمر 34 عام: (تجربة قاسية أن تخرج المرأة السودانية للعمل.. وتجربة أقسى أن يكون العمل خارج السودان بل وخارج نطاق أفريقيا والعالم العربي.. سمعت بمقولة – القابض على دينه كالقابض على الجمر- وعشت تجربة القبض على الدين مع الوظيفة في مواجهة تفرقة على أسس دينية تضعك بين أن تختار بين إسلامك وعملك.. والحمد لله كان خياري إسلامي مع عملي وبإذن الله وتوفيقه انتصرت وسيتوج إنتصارى بعائد معنوي ومادي..وأعظمه الانتصار لخياري الإسلامي الذي لم ولن أتخلى عن أي صغيرة أو كبيرة فيه…). ولم تنس نابري أن تتوجه بشكرها لوالدها الذي ربها على الإيمان منذ صغرها و( الذي غرس بداخلي كنزا لا يفنى من المثل والقيم الإسلامية السودانية ) بتعبيرها، وقد أنصفها القضاء وإستطاعت الحفاظ على عملها وصلاتها وإسلامها على حد قولها.

(المصدر: شبكة المشكاة الإسلامية (السودان)، بتاريخ 25 فيفري 2007) الرابط: http://www.meshkat.net/new/contents.php?catid=20&artid=25597


 

فأخبرني متى تغضب؟!

د. عبد الغني التميمي (*)

أعيرونا مدافعَكُمْ ليومٍ… لا مدامعَكُمْ أعيرونا وظلُّوا في مواقعكُمْ بني الإسلام! ما زالت مواجعَنا مواجعُكُمْ مصارعَنا مصارعُكُمْ إذا ما أغرق الطوفان شارعنا سيغرق منه شارعُكُمْ يشق صراخنا الآفاق من وجعٍ فأين تُرى مسامعُكُمْ؟! —– ألسنا إخوةً في الدين قد كنا.. وما زلنا فهل هُنتم ، وهل هُنّا أنصرخ نحن من ألمٍ ويصرخ بعضكم: دعنا؟ أيُعجبكم إذا ضعنا؟ أيُسعدكم إذا جُعنا؟ وما معنى بأن «قلوبكم معنا»؟ أعيرونا ولو شبراً نمر عليه للأقصى أتنتظرون أن يُمحى وجود المسجد الأقصى وأن نُمحى أعيرونا وخلوا الشجب واستحيوا سئمنا الشجب و(الردحا) —– أخي في الله أخبرني متى تغضبْ؟ إذا انتهكت محارمنا إذا نُسفت معالمنا ولم تغضبْ إذا قُتلت شهامتنا إذا ديست كرامتنا إذا قامت قيامتنا ولم تغضبْ فأخبرني متى تغضبْ؟ إذا نُهبت مواردنا إذا نكبت معاهدنا إذا هُدمت مساجدنا وظل المسجد الأقصى وظلت قدسنا تُغصبْ ولم تغضبْ فأخبرني متى تغضبْ؟؟ —– عدوي أو عدوك يهتك الأعراض يعبث في دمي لعبًا وأنت تراقب الملعبْ إذا لله، للحرمات، للإسلام لم تغضبْ فأخبرني متى تغضب؟؟ —– رأيت هناك أهوالاً رأيت الدم شلالاً عجائز شيَّعت للموت أطفالاً رأيت القهر ألوانًا وأشكالاً ولم تغضب —– ألم تنظر إلى الأحجار في كفي تنتفضُ ألم تنظر إلى الأركان في الأقصى بفأس القهر تنتقضُ ألست تتابع الأخبار؟؟ أحيٌّ أنت!! أم يشتد في أعماقك المرضُ!! أتخشى أن يُقال يشجع الإرهاب أو يشكو ويعترضُ ومن تخشى؟!! هو الله الذي يُخشى هو الله الذي يُحيي هو الله الذي يحمي وما ترمي إذا ترمي هو الله الذي يرمي وأهل الأرض كل الأرض لا واللهِ ما ضروا ولا نفعوا، ولا رفعوا ولاخفضوا فما لاقيته في الله لا تحفل إذا سخطوا له ورضوا ألم تنظر إلى الأطفال في الأقصى عمالقة قد انتفضوا؟!! تقول أرى على مضض وماذا ينفع المضض؟!! أتنهض طفلة العامين غاضبة وصناع القرار اليوم لا غضبوا ولا نهضوا؟!!

(*) عضو رابطة علماء فلسطين (المصدر: شبكة المشكاة الإسلامية (السودان)، بتاريخ 25 فيفري 2007) الرابط: http://www.meshkat.net/new/contents.php?catid=6&artid=7611


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

21 mars 2004

Accueil   TUNISNEWS   4 ème année, N° 1401 du 21.03.2004  archives : www.tunisnews.net الإتحاد الإماراتية: تحركات لطرح مشروع إصلاح عربي-

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.