سي أن أن: قتيلان وجريحان في إطلاق نار بين الشرطة و »أشخاص » بتونس رويترز: قتيلان في تبادل إطلاق نار بين مسلحين وقوات الأمن بتونس طلبة تونس: اختطاف الطالب وليد لسود طلبة تونس: تحليل إخباري – انتخابات المجالس العلمية في الجامعة رويترز: منظمة حقوقية تدين غياب تشريعات استخدام الانترنت في الدول العربية الشرق القطرية: تونس: تخوفات من التأثيرات السلبية للضغط على الموازنة البوابة الإجتماعية التونسية: تطوّر المقاربة التونسية في مجال الهجرة العربية.نت: أشار إلى حجب « العربية.نت » في تونس ومنع ذكره بالصحف – تقرير حقوقي ينتقد سياسة الحكومات العربيةفي حجبها للمواقع الحياة: نشاطات مؤسسة التمويل الدولية تتضاعف في الشرق الأوسط وشمال افريقيا مرسل الكسيبي: ليس نزيفا ولكن تحررا من سطوة قولبة الاسلام الطاهر الفازع : يوميّات موظّف في المدن (1) ناجح مبارك: الرقابة على الإبداع : توجيه المبدع أم وصاية على الجمهور إسلام أون لاين: الضاري: لقاء السفير الأمريكي خلال أيام رويترز: الشرطة تغلق مؤسسات تابعة لجماعة الاخوان بمصر إسلام أون لاين: احتجاج عمالي جديد في مصر محمد الحداد: … عن الطائفيّة والإرهاب والفتنة د.خالد شوكات: هزيمة المشروع الأمريكي في قطر صالح بشير: الجهد المطلوب لإعادة اختراع الإجماع الوطني الفلسطيني… فهمي هويدي: ما بين « التوربيني » وطلبة الأزهـر
To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
قناة الحوار تبدأ بث حلقات مراجعات الخاصة بـ: راشد الغنوشي
قتيلان وجريحان في إطلاق نار بين الشرطة و »أشخاص » بتونس
تونس (CNN)– فيما يعدّ حدثا نادرا بتونس، اندلعت معركة بالأسلحة النارية في الليلة الفاصلة بين السبت والأحد، في إحدى ضواحي العاصمة التونسية، بين قوات الأمن و « مجموعة من الأشخاص » وفقا لوكالة تونس أفريقيا للأنباء الرسمية.
وأدّى إطلاق النار إلى مصرع شخصين وجرح اثنين من عناصر قوات الأمن، وفق ما نسبت الوكالة، التي عادة ما لا تورد مثل هذه الأنباء، لبيان من وزارة الداخلية التونسية.
واكتفت الوكالة بنقل بيان وزارة الداخلية المقتضب، فيما لم يتسنّ الحصول على أيّ من المعلومات ولا التفاصيل ولا عدد « الأشخاص » الذين قالت الوكالة إنّهم « من المجرمين الخطيرين المطلوبين. »
وأضافت أنّ « مجموعة الأشخاص » تمّ اعتقالها وفقا عن عضوين آخرين فيها.
وقالت إنّ المجموعة كانت توجد في « مبنى » أوضح شهود عيان فيما بعد أنّه يوجد في ضاحية حمام الأنف التي تقع نحو 15 كلم جنوب تونس.
ويعدّ امتلاك الأسلحة، بجميع أنواعها، ومسكها وحملها، جرما خطيرا في تونس.
والحادث هو الثاني من حيث « غرابته » الذي تشهده العاصمة التونسية في غضون أسابيع قليلة.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني، هاجم « شخصان » وفقا لما أوردت ساعتها الصحف التونسية ملهى ليليا في ضاحية قمرت الفاخرة، شمال تونس.
وأوضحت أنّ « المهاجمين » قتلا شخصا فيما عدّ شخص آخر في عداد المفقودين، وجرح ثمانية آخرون، بعد أن أحرقا الملهى على من فيه.
والقتيل هو أحد طاقم شركة الخطوط الملكية الأردنية.
وعزت الصحف المحلية الهجوم إلى دافع « ثأري » من أحد المهاجمين بسبب طرده من الملهى الذي كان يعمل فيه، وهو نفسه الذي شهد الحريق.
(المصدر: موقع سي أن أن بالعربية بتاريخ 24 ديسمبر 2006)
الرابط: http://arabic.cnn.com/2006/middle_east/12/24/tunis.gun/
قوات الأمن تقتل عنصرين وتلقى القبض على اثنين آخرين من عصابة خطيرة
تونس 24 ديسمبر 2006 ( وات ) أفاد مصدر رسمي بوزارة الداخلية والتنمية المحلية انه جد ليلة 23 ديسمبر 2006 تبادل لإطلاق النار بين مجموعة أنفار مقيمة بأحد المساكن الكائنة بالضاحية الجنوبية للعاصمة ودورية أمنية بالمكان اسفر عن مقتل عنصرين من تلك المجموعة وإلقاء القبض على عنصرين آخرين منها وجرح عوني أمن.
وأشارت الأبحاث الأولية إلى أن عناصر المجموعة المذكورة من المجرمين الخطيرين والمفتش عنهم.
(المصدر: وكالة الأنباء التونسية (رسمية) وات بتاريخ 24 ديسمبر 2006)
الرابط: http://www.tap.info.tn/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=20005&Itemid=227
قتيلان في تبادل إطلاق نار بين مسلحين وقوات الأمن بتونس
تونس (رويترز) – قال مصدر بوزارة الداخلية التونسية يوم الاحد إن مسلحين اثنين قتلا في تبادل لاطلاق نار بين قوات من الامن ومجموعة من المسلحين ليل السبت في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس.
واضاف المصدر « ان المواجهات حصلت بين مجموعة أنفار مقيمين باحد المساكن الكائنة بالضاحية الجنوبية ودورية أمنية بالمكان مما أسفر عن مقتل عنصرين والقاء القبض على عنصرين اخرين منها وجرح عوني أمن ».
وقال مصدر من الشرطة لرويترز « نعم حصلت مواجهة شرسة مع هذه المجموعة بجهة حمام الانف » دون ان يعطي تفاصيل اضافية.
ونقلت وكالة الانباء الحكومية عن مصدر بالداخلية قوله ان « الابحاث الاولية أشارت الى أن المجموعة المذكورة من المجرمين الخطيرين والمفتش عنهم ».
ولم تتسن معرفة عدد افراد الجماعة او بماذا اتهموا او ما كانوا ينوون القيام به.
سياسي /تونس /قوات أمن
تونس – و . أ . س – دخلت دورية من الأمن التونسي الليلة الماضية في مواجهة مع عصابة من المجرمين وصفت بالخطيرة في الضاحية الجنوبية من العاصمة تونس وقتلت اثنين من عناصرها وأسرت اثنين آخرين فيما جرح اثنان من عناصر الأمن التونسي بعد تبادل لإطلاق النار .
أعلن ذلك مصدر رسمي بوزارة الداخلية التونسية اليوم موضحا أن التحقيقات الأولية أفادت بأن عناصر المجموعة هم من المجرمين الخطيرين وكانوا يقيمون في أحد مساكن المنطقة دون أن يقدم تفاصيل أخرى.
(المصدر: برقية لوكالة الأنباء السعودية من تونس بتاريخ 24 ديسمبر 2006)
عـاجــل
بلغنا صبيحة يوم السبت 23 ديسمبر2006 نبأ اختطاف زميلنا الطالب وليد لسود المرسم بالسنة الرابعة علوم الحياة و الأرض بكلية العلوم بصفاقس.
تمت عملية الإختطاف مساء يوم أمس الجمعة (22 ديسمبر 2006، التحرير) من أمام أحد المساجد بمنطقة حي البحري بمدينة صفاقس (بعد صلاة العشاء بالتحديد) و قد كانت أمام المسجد سيارة (تابعة لأحد شركات كراء السيارات) فيها ثلاث أعوان من البوليس السري.
ولا نزال ننتظر المستجدات على أمل الإفراج عن زميلنا المحجوز حتى هذه الساعة من المساء.
(المصدر: موقع « طلبة تونس » بتاريخ 23 ديسمبر 2006)
الرابط: http://www.tunisie-talaba.net
بسم الله الرحمان الرحيم
تحليل إخباري
انتخابات المجالس العلمية في الجامعة
مثلما توقع الكثير من المراقبين للساحة الجامعية عرفت انتخابات ممثلي الطلبة في المجالس العلمية والتي تمت يوم الخميس 14 ديسمبر 2006 تطورات مثيرة حيث تمخضت عن هزيمة مدوية لقائمات الدساترة في أغلب المؤسسات الجامعية وخاصة الكبيرة منها وذلك بالرغم من التعبئة الشاملة التي قامت بها السلط الحزبية والإدارية لضمان تفوق هذه القائمات وهو ما كان سائدا طيلة الخمس عشرة سنة الفارطة أي منذ ضرب التيار الإسلامي خلال الحملة القمعية الشرسة التي حصلت انطلاقا من سنة 1991 وفي مقابل ذلك تمكنت القائمات الموحدة للاتحاد العام لطلبة تونس وهي عبارة عن تحالف بين أنصار ما يعرف ب »القيادة الموحدة « وأنصار المؤتمر 24 تمكنت من حصد ما لا يقل عن 103 مقاعد نذكر منها :
كلية العلوم الإنسانية 9 أفريل ——————–الاتحاد 4- الدساترة 0
كلية العلوم بتونس —————————— الاتحاد 2 – الدساترة 2
معهد ابن شرف ——————————– الاتحاد 3 – الدساترة 1
كلية الآداب منوبة —————————— الاتحاد 4 – الدساترة 0
كلية الحقوق بالمركب الجامعي بتونس ———– الاتحاد 3 – الدساترة 1
كلية العلوم الاقتصادية بالمركب الجامعي بتونس– الاتحاد 4 – الدساترة 0
معهد الصحافة وعلوم الأخبار ——————-الاتحاد 3 – الدساترة 1
معهد بورقيبة للغات الحية بتونس ————— الاتحاد 3 – الدساترة 0
المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس ————– الاتحاد 2 – الدساترة 0
كلية الحقوق بجندوبة ————————– الاتحاد 4 – الدساترة 0
كلية العلوم ببنزرت ————————— الاتحاد 4 – الدساترة 0
كلية الآداب بالقيروان ————————- الاتحاد 2 – الدساترة 0
كلية الآداب بسوسة ————————– الاتحاد 4 – الدساترة 0
كلية الحقوق بسوسة ————————– الاتحاد 1 – الدساترة 3
كلية العلوم بالمنستير ————————- الاتحاد 0 – الدساترة 4
كلية الآداب بصفاقس ————————-الاتحاد 4 – الدساترة 0
كلية الحقوق بصفاقس ————————-الاتحاد 3 – الدساترة 0
كلية العلوم بقابس —————————- الاتحاد 4 – الدساترة 0
كلية العلوم بقفصة ————————— الاتحاد 2 – الدساترة 2
المعهد الأعلى للتصرف بقابس ————— الاتحاد 2 – الدساترة 2
كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بالمهدية —- الاتحاد 2 – الدساترة 0
كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بصفاقس — الاتحاد 3 – الدساترة 1
المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بقابس — الاتحاد1 – الدساترة 1
** تنامي ظاهرة العنف وضعف الإقبال
كما لوحظ خلال هذه الانتخابات تنامي ظاهرة العنف بين مختلف الفصائل الطلابية وبروز النزعة الاقصائية في محاولة للهيمنة على الساحة الجامعية كما لوحظ تدخل إدارات بعض المؤسسات الجامعية لصالح الطلبة الدساترة ودعمهم معنويا ولوجستيا وخاصة في انتخابات ممثلي المرحلة الثالثة 3éme cycle ولعل ثاني أهم ملاحظة بالإضافة إلى هزيمة مرشحي الدساترة هو ضعف نسبة المشاركة التي لم تتجاوز في أحسن الحالات العشرين في المائة (20 % ) وذلك بعد معاينة مجريات عمليات التصويت في عدد كبير من الأجزاء الجامعية وهو ما يعني أن عدد المقترعين من الطلبة لم يتجاوز 80.000 من جملة 400.000 طالب ويفسر ذلك بأن عددا كبيرا من الطلبة غادروا مؤسساتهم الجامعية والتحقوا بمواطن سكناهم في المدن والقرى والأرياف للشروع في التحضير للامتحانات التي ستتم اثر العطلة الشتوية.
** بروز القائمات المستقلة
شكل فوز القائمات المستقلة بكلية العلوم بصفاقس والمترشح المستقل بالمعهد التحضيري للدراسات الهندسية بصفاقس حدثا مهما على الساحة الجامعية باعتبار الخلفية السياسية والفكرية والثقافية التي يتبناها المترشحون وهو ما يؤشر لتطورات مهمة في السنة الجامعية القادمة … ورغم المحاولات المستميتة للدساترة وأعوان الإدارة والبوليس لإقصاء وإعاقة فوز المستقلين فقد فاجأت نتائجهم الباهرة الجميع.
وللعلم فقد فاز مرشحا القائمة المستقلة في المرحلة الأولى.
عـبد الـمنــعم خـلــيل بـ 368 صوت
عمر أولاد أحمد بن علي بـ 344 صوت
في حين لم يفـز مرشحو الدساترة الثلاثة سوى ب 238 و145 و104 أصوات .
أما في المرحلة الثانية فقد فاز المرشح المستقل الـصـحبـي المـخـتاري بـ 268 صوت في حين فاز مرشح الدساترة بـ 156 صوت فقط.
** مناظرة الإقامة في الطب: إعلان النتائج
شارك في مناظرة الإقامة في الطب Résidanat التي تم الإعلان عن نتائجها يوم الاثنين 18 ديسمبر 2006 في كليات الطب بتونس وصفاقس وسوسة والمنستير 1298 طالبا وقد نجح منهم 465 طالبا وكان الامتياز في هذه المناظرة للطالب أسامة الباشا من كلية الطب بالمنستير الذي فاز بالمرتبة الأولى وتبعا لذلك تكون نسبة النجاح قد بلغت 35،82 في المائة علما وأن الطلبة الناجحين أنهوا دراستهم الجامعية لمدة خمس سنوات وقاموا بتربص داخلي Internat بالمستشفيات الجامعية لمدة سنتين وسوف يباشر هؤلاء تربص الإقامة Résidanat الذي يدوم 4 سنوات انطلاقا من يوم 2 جانفي 2007 والملاحظ أن توجيههم إلى الاختصاصات التي يرغبون فيها تتم حسب أولوية الترتيب العام أما عمليات التوجيه والاختيار فستنتظم بكلية الطب بتونس العاصمة حسب الجدول التالي :
يوم 27 ديسمبر 2006 الناجحون بين المرتبة الأولى والمرتبة 250
يوم 28 ديسمبر 2006 الناجحون بين المرتبتين 251 و400
يوم 29 ديسمبر 2006 الناجحون بين المرتبتين 401 و465
** طلبة الدكتوراه : فتح آفاق الدراسة في كــنــدا
خصصت جامعة مونريال 15 منحة للطلبة التونسيين المتفوقين والراغبين في مواصلة الدراسة بمرحلة الدكتوراه في اختصاصات الإنجليزية والعلوم الاقتصادية والفيزياء والكيمياء والرياضيات والإعلامية إلى جانب تهيئة المجال لطلبة الهندسة المعمارية.
ويترشح لمواصلة الدراسة الطلبة المسجلون بالسنة الأولى ماجستير خلال السنة الجامعية 2005/2006 والطلبة المسجلون بالسنة الثانية ماجستير خلال السنة الجامعية 2006/2007 على أن لا يقل المعدل عن 12 من 20 .
تقدم مطالب الترشح لوزارة الأشراف في أجل أقصاه 27 جانفي 2008 .
** حــــديث الأرقــام
خلال مناقشة ميزانية وزارة التعليم العالي ذكر الوزير لزهر بوعوني أن المؤسسات الجامعية الداخلية تحتضن خلال السنة الحالية 98 ألف طالب وأن الهدف المحدد هو بلوغ رقم 150 ألف في أفق سنة 2009 – 2010 .
** طــالبة جامعية تتعاطى البغاء …. !!
من مظاهر الانحراف التي لا تخطئها العين بمجرد القيام بجولة قصيرة أمام المبيتات الجامعية المخصصة للفتيات أو المختلطة بين الذكور والإناث هو تواجد أعداد كبيرة من الجنسين في أوضاع مريبة مع وقوف السيارات الخاصة لأشخاص غرباء على الوسط الطالبي أمام هذه المبيتات لربط علاقات مشبوهة مع الطالبات … وقد تطور الأمر-خاصة في المدن الكبيرة- إلى امتهان البعض منهن للدعارة.
وهذا ما حصل لإحداهن مع أحد السائحين العرب من بلد مجاور حيث تم ضبطها وهي تقيم علاقات محرمة معه داخل أحد النزل مقابل مبلغ مالي وصل إلى حد 200 دينارا وقد مثلت في بداية شهر ديسمبر أمام الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الابتدائية بتونس في حالة إيقاف لمقاضاتها طبق الفصل 231 من القانون الجنائي مع العلم أن هذه الطالبة تدرس فن المسرح بالعاصمة .
(المصدر: موقع طلبة تونس، نشرية « أخبار الجامعة »، السنة الأولى- العدد رقم 13 بتاريخ 24 ديسمبر 2006)
الرابط: http://www.tunisie-talaba.net/news/tunisie-talaba13.htm
منظمة حقوقية تدين غياب تشريعات استخدام الانترنت في الدول العربية
القاهرة (رويترز) – أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان غياب تشريعات وقوانين تنظم استخدام الانترنت في الدول العربية وتحمي خصوصية المستخدمين.
وناقشت ندوة نظمتها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان مساء يوم السبت تقريرا للشبكة عن استخدام الانترنت في 18 دولة عربية بعنوان (خصم عنيد.. الانترنت والحكومات العربية).
وقال الصحفي ايهاب الزلاقي معد التقرير انه خلص الى عدم وجود « ضوابط محددة للحجب (حجب المواقع الالكترونية)… ولا تشريعات متعلقة بالانترنت ونشاط استخدامه… وبالتالي تتعامل الدول العربية بترسانات القوانين المقيدة للحرية .. فحينما يعتقل مدون مثلا يحاكم بقانون الطوارئ المعمول به في مصر لغياب قوانين متعلقة بهذا الاطار. »
وقال التقرير الذي صدر هذا الشهر ان « الحكومات العربية -كل الحكومات العربية دون استثناء- حاولت وتحاول أن تفرض سيطرتها على الانترنت وتطوعه لارادتها ولكنها فشلت … فسعت جاهدة لاخضاعه والسيطرة عليه عبر حجب بعض المواقع تارة او حبس كتابه ومستخدميه تارة. »
وأشار التقرير الى أن تونس والامارات العربية المتحدة هما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان توجد بهما قوانين خاصة باستخدام الانترنت. ولكن حتى هذه القوانين لم تتطرق لقضية الجريمة الالكترونية وحماية البيانات في الامارات. كما أنها « تمثل قيدا في حد ذاتها على حقوق التعبير » في تونس.
وقال التقرير ان غالبية الدول العربية تلجأ لمعايير مزدوجة فيما يتعلق بنشر استخدام الانترنت فبينما تروج لنشر التكنولوجيا المتقدمة ونشر استخدام الانترنت لجذب الاستثمارات الخارجية مثلما يحدث في الامارات والاردن الا انها تمارس أنواعا مختلفة من الحظر على المواقع التي تعتبرها « غير مرغوب فيها » والتي تتنوع بين المواقع الاباحية والدينية والسياسية. بالاضافة لاحتكار الحكومات تقديم خدمات الانترنت في غالبية الدول العربية.
وقالت الشبكة وهي مؤسسة قانونية مستقلة للربط بين المؤسسات المختلفة المعنية بحقوق الانسان في العالم العربي وجزء من مشروع (البوابة العربية لحقوق الانسان) في موقعها على شبكة الانترنت ( http: »hrinfo.net/ ) انها واجهت صعوبات في اقامة الندوة اذ اعتذر أحد الفنادق بالقاهرة عن استضافتها فيما أرجعته الشبكة الى « تهديدات بوليسية من (جهاز) أمن الدولة. » وأقيمت الندوة في مقر نقابة الصحفيين بالقاهرة.
وذكر التقرير أن عدد مستخدمي الانترنت في العالم العربي بلغ 26 مليون مستخدم في عام 2006 بعدما كان نحو 14 مليونا في عام 2004. وأضاف ان تونس وسوريا والسعودية كان لها « نصيب الاسد » في حجب الالاف من المواقع لاسباب متعددة.
وتابع انه على الرغم من أن تونس كانت أول دولة عربية ترتبط بشبكة الانترنت العالمية في عام 1991 الا انها كانت أول دولة عربية توضع على قائمة الدول أعداء الانترنت التي تعدها منظمة مراسلون بلاحدود بسبب حجب مواقع الكترونية وملاحقة مستخدمي الانترنت واعتقالهم.
وتشمل القائمة أيضا مصر وتونس والسعودية وسوريا.
وقال الزلاقي ان السعودية تقيد الى حد كبير استخدام الانترنت مشيرا الى قرار وزاري ينص على « حجب المواقع التي تنافي الدين الحنيف والانظمة الوطنية » وتشكيل « لجنة أمنية دائمة للانترنت » قامت بحجب المئات من المواقع المختلفة كما جاء بالتقرير.
كما يجد مستخدمو الانترنت في سوريا « صعوبات بالغة » في استخدام الانترنت بسبب ارتفاع التكلفة ومنع السلطات السورية الوصول « للكثير من المواقع التي تقدم خدمات مجانية لمستخدميها لاجبارهم على استخدام الخدمات التي توفرها الشركة الوطنية .. ويسهل مراقبتها. »
وناقشت الندوة أيضا ظاهرة التدوين التي بدأت تنتشر في الدول العربية. وقالت المدونة المصرية نهى عاطف (المسؤولة عن مدونة التعذيب في مصر) ان التدوين اصبح أحد طرق الاحتجاج السياسي في العالم العربي عامة ومصر خاصة. ووصفه التقرير بانه « أصبح ضمن طرق الاحتجاج السياسي بدرجة لم تكن الحكومة المصرية تتوقعها. »
وقالت ان التدوين له دور فاعل ايضا في تعزيز حرية التعبير حيث وفرت المدونات امكانية « نشر مواد ممنوعة في الاعلام الرسمي أو أخبار أو مواد لا يطلع عليها سوى المتخصصين مثل تقارير حقوق الانسان أو المواد الادبية المحظورة … والاعلان عن فعاليات احتجاجية مثل المظاهرات وتنظيمها. »
كما أتاحت المدونات « للفئات التي لا تحظى بتغطية اعلامية جيدة في الاعلام الرسمي أو التقليدي مثل وجود مدونات عن (أقلية) البدون في الكويت والاكراد في العراق والاقباط في مصر … أو مدونات عن البهائيين والمثليين. »
ودعت الندوة ايضا الى تجريم انتهاك قوانين استخدام الانترنت واختراق البريد الالكتروني للافراد وتجريم الاختراقات غير المشروعة ومضايقة المتعاملين مع الانترنت ونشر الصور الاباحية والمواد الجنسية وانتهاك خصوصية المستخدم.
من ماريان ناجي
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 24 ديسمبر 2006)
تعاني من ارتفاع الموارد الضريبية ..
تونس: تخوفات من التأثيرات السلبية للضغط على الموازنة
تونس – صالح عطية
شرع البرلمان التونسي في تدارس مشروع موازنة الحكومة للسنة المقبلة (2007)، وسط مؤشرات بوضع موازنة شديدة الحذر، تأخذ بعين الاعتبار تقلبات الاقتصاد الدولي، والتزامات الحكومة مع شريكها الأوروبي في ضوء اقتراب موعد إرساء منطقة التبادل الحر المقررة لشهر يناير من عام 2008 بموجب اتفاقية الشراكة بين الجانبين منذ عام 1995.
وتبلغ موازنة الحكومة للعام القادم، نحو 14.460 مليون دينار (8.871 مليون يورو)، مقابل 14.210 مليون دينار متوقعة للسنة الجارية، أي بزيادة تقدر بحوالي 250 مليون دينار تونسي، وهو ما يمثل حوالي ثلث الناتج الإجمالي الوطني.
وكانت الحكومة لجأت إلى تعديل موازنة العام الجاري في ثلاث مناسبات، بسبب الارتفاع المتكرر في أسعار برميل البترول في السوق الدولية، وارتفاع سعر صرف الدولار بشكل زاد في إضعاف الدينار التونسي، المتدهور أصلا في سوق الصرف العالمي منذ عدة سنوات.
طموحات في ظرفية صعبة
وتعتمد تقديرات الموازنة التونسية بالخصوص، على النتائج المتوقعة للسنة الجارية، حيث يفترض التوصل إلى نسبة نمو تناهز 5.3% (بعد أن كان من المتوقع بلوغ نسبة 5.8 من النمو وفق التقديرات الأولية التي وضعتها الحكومة في قانون المالية للعام الجاري)، إلى جانب توقعات بالتوصل إلى تحقيق نسبة نمو بنحو 6% خلال العام القادم، على الرغم من تراجع الموارد الجمركية بموجب تنفيذ الحكومة برنامج تفكيك الرسوم الجمركية المنصوص عليه في اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي منذ نحو عشر سنوات.
وقالت مصادر برلمانية لـ الشرق، أن الحكومة التونسية ستخصص مبلغ 450 مليون دينار (276 مليون يورو) صلب الموازنة، بغاية دعم المحروقات، تم وضعها على أساس فرضية أن يبلغ معدّل سعر برميل النفط 70 دولارا.
وستغطي هذه المنحة، الحاجيات المتبقية والمقدرة بـ357 مليون دينار في صورة عودة الأسعار إلى الارتفاع من جديد.
واعتمدت السلطات التونسية هذه التقديرات في الدعم بالخصوص، على النتائج المنتظرة لباقي سنة 2006، وارتفاع أسعار برميل البترول إلى أرقام غير مسبوقة بداية العام الجاري، إلى جانب الأخذ بعين الاعتبار، تقلبات الظرف العالمي حيث تفيد عديد المؤشرات، إمكانية حصول ارتفاع جديد في الأسعار نتيجة الظروف العالمية الراهنة.
مشكل الديون الخارجية
اللافت للنظر، أن موازنة الحكومة التونسية لعام 2007، تعاني من عدة معضلات أساسية، بينها ارتفاع حجم الموارد الضريبية فيها، حيث تبلغ 8.862 مليون دينار تونسي، وبلوغ نسبة الموارد المتأتية من القروض بجانبيها الداخلي والخارجي، حجم 3.649 مليون دينار ، فيما يتوقع أن يصل حجم الديون العمومية في موفى العام القادم ـ وفق التقديرات الحكومية ـ 24126 مليون دينار، أي ما يعادل 54.5% من الناتج المحلي الإجمالي، مقابل 55.6% متوقعة في نهاية عام 2006.
ويرى مراقبون، أن موازنة السنة القادمة، تبدو شديدة الحذر على اعتبار أن الحكومة متوجسة من الظرفية العالمية، المرشحة لتقلبات قد تعصف حتى بالاقتصاديات التي تتوفر على إمكانيات أفضل مما هو متوفر للحكومة التونسية.
(المصدر: صحيفة « الشرق » القطرية الصادرة يوم 24 ديسمبر 2006)
تطوّر المقاربة التونسية في مجال الهجرة
تشير الإحصائيات المتوفرة في 31/12/2005 أن الجالية التونسية المقيمة بالخارج تعدّ 933.944 نسمة، أكثر من 80 % منهم يقيمون بدول الاتحاد الأوروبي وخاصة بفرنسا.
وتحظى الجالية التونسية، التي تمثّل 8 % من مجموع السكان، بمكانة متميّزة وعناية موصولة منذ التحول، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من المجموعة الوطنية. وتتجلّى هذه العناية بالخصوص من خلال النقطة 18 من البرنامج الانتخابي لسيادة رئيس الجمهورية، زين العابدين بن علي، تحت عنوان » التونسيين بالخارج : تواصل حضاري وسند للتنمية » وكذلك من خلال مختلف البرامج والإنجازات التي تحققت لفائدة الجالية والتي يحرص سيادة الرئيس شخصيا على متابعتها لا سيّما تلك التي تهدف إلى تمتين العلاقة مع الوطن وتعزيز الانتماء لتونس والمساهمة في تحديد الاختيارات السياسية الكبرى للبلاد.
الخصائص والمميزات الديمغرافية والاجتماعية
التطـــور العـــددي
يبلغ عـدد التـونسيين المقيميـن بالخـارج 933.944 نسمــة (وفـق إحصــائيات وزارة الشــؤون الخارجيـة لسنـة 2005)، مقابل 416.996 نسمة سنة 1986 أي بنسبة زيادة تقدر بـ 124 %.
الشرائح الاجتماعية
تلاميــــذ |
152107 |
طلبــــة |
44478 |
عمــــال |
356906 |
إطـــارات |
44141 |
مهن حــرة |
56650 |
كفاءات علمية |
8204 |
التوزيع حسب الجنس
الجنــس |
العــــدد |
% |
رجــــال |
504478 |
54 |
نســـــاء |
264106 |
28 |
أطفـــــال |
165360 |
18 |
المجمــــوع |
933944 |
100 |
التوزيع حسب مناطق الإقامة 2005
منطقة الإقامة |
العــــدد |
% |
أوروبـــــا |
779166 |
83,4 |
المغرب العربـي |
90735 |
9,7 |
العالم العربــي |
38138 |
4,0 |
أمريكا وأستراليا |
23698 |
2,5 |
إفريقيـــــا |
1236 |
0,13 |
آسيــــــا |
976 |
0,10 |
المجمـــوع : |
933944 |
100 |
(المصدر: البوابة الإجتماعية التونسية، زيارة 24 ديسمبر 2006)
الرابط: http://www.ijtimaia.tn/masste_ar/index.php?option=com_content&task=view&id=38&Itemid=42
أشار إلى حجب « العربية.نت » في تونس ومنع ذكره بالصحف تقرير حقوقي ينتقد سياسة الحكومات العربيةفي حجبها للمواقع
نشاطات مؤسسة التمويل الدولية تتضاعف في الشرق الأوسط وشمال افريقيا
القاهرة – أمينة خيري
يُعتبر القطاع الخاص والمشاريع الصغيرة والمتوسطة من أبرز الاتجاهات العالمية في الاقتصاد الدولي حالياً، إذ يرتكز عليهما نشاط «مؤسسة التمويل الدولية» ذراع مجموعة البنك الدولي المعنية بالتعامل مع القطاع الخاص.
ففي العام المالي 2006، ارتفعت قيمة نشاط المؤسسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 315 مليون دولار في 21 مشروعاً إلى 668 مليون دولار في 29 مشروعاً، لتحقق بذلك نمواً بنسبة مئة في المئة، ما يعكس اهتماماً، أو حاجة ماسة استشعرتها المؤسسة في المنطقة.
وتقدم «مؤسسة التمويل الدولية» نفسها باعتبارها «مؤسسة تشجع استثمارات القطاع الخاص القابلة للاستمرار في البلدان النامية كوسيلة لخفض أعداد الفقراء وتحسين مستويات المعيشة».
واعتبر نائب الرئيس التنفيذي للمؤسسة لارس ثانيل، في حديث الى «الحياة» أثناء زيارة له إلى المنطقة، أن «النجاح الذي تحقق في الصين ودول آسيوية أخرى خلال الأعوام القلـــيلة الماضـــية ساهم في تحقيق نمو ملحوظ للمؤسسة»، مشـــيراً إلى أن دولاً عدة أيقنت خلال الفترة نفسها الحاجة للقطاع الخاص لتحقيق النمو، ما دفعها إلى «دعم القــــطاع الخـــــاص بمساعـــدة «مؤسسة التمويل الدولية» التي أصبح لها تمثيل عالي المستوى في كل من الجزائر ومصر وباكستان والإمارات العربية المتحدة». ورأى ثانيل «أن دول المنطقة تختلف اختلافاً كبيراً في ما بينها، وأحياناً في داخل الدولة نفسها، من حيث مستوى الدخل وأداء الاقتصاد وحجم النمو، لكن التركيبة السكانية تبدو متشابهة في غالبية الدول».
وأضاف: «أن عدد الشباب دون سن العشرين في دول عدة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يفوق أحياناً نسبة الخمسين في المئة من مجموع السكان، ما يجعل إيجاد فرص عمل هدفاً بالغ الأهمية». واعتبر أن «المشاريع الصغيرة والمتوسطة تقدم إمكانات هائلة، لذلك نعمل مع الحكومات على توفير مناخ استثمار ملائم، وتحسين مناخ العمل المتاح لعمل هذه النوعية من المشاريع، كما نعمل مع شركات القطاع الخاص بتقديم الدعم والمشورة التقنية لها».
قطاع المصارف
وتســاعد المؤسسة بصـــورة غير مباشرة فـــي مخـــاطبة النظام المصرفي لجعل «المصارف تنظر قليلاً إلى الشركات الأصغر حجماً على رغم صعوبة ذلك، إذ أن المصارف بطبيعتها تنظر إلى الشركات الأكبر حجماً وليس العكس نظراً لهامش المخاطرة الكبير والربح الصغير».
يشار إلى أن العمل الاستشاري الذي تقوم به المؤسسة مع الحكومات يساعد على تهيئة الأوضاع التي تنشط تدفق الأموال والاستثمارات المحلية والأجنبية. وشملت استثمارات المؤسسة في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال 2006 مجالات البنية التحتية، وتصنيع النفط والغاز، والمؤسسات المصرفية. وشكلت الأخيرة 40 في المئة من مجموع ارتباطات المؤسسة في المنطقة.
وأشار ثانيل الى ان «جائزة نوبل للسلام هذا العام كانت من نصيب المصرفي البنغالي والخبير الاقتصادي محمد يونس الذي ساهم في إيجاد فرص للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بمنــــح قـــروض ميسرة لأفراد المجتمع البنغالي الفقراء، من أجل مساعدتهم في إنشاء مصالح تنـــمي مجتمعاتهم»، معتبراً أن ذلك يؤكد «أن الاتجاه العالمي السائد حالياً في الدول الأقل نمواً هو دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة».
ويقول ثانيل: «إن المؤسسة تعمل في هذا الصدد مع كل من المنظمات غير الحكومية، والمؤسسات المتخصصة في تمويل المشاريع الصغيرة، والمصارف الكبرى، حيث تتراوح قيمة القروض بين 50 دولاراً بالنسبة للمشاريع التي تنجز من خلال الجمعيات غير الحكومية، و200 دولار للمشاريع من خلال المؤسسات المتخصصة، ونحو ألف دولار للمصارف. أما الطريقة الأخرى للوصول إلى المشاريع الصغيرة فتتم من خلال برنامج «بيزنس إيدج»، وهو الاسم التجاري لسلسلة عالمية من المنتجات والخدمات المتخصصة في التدريب والمصممة خصيصاً لأصحاب ومديري المشاريع الصغيرة».
يذكر أن المؤسسة اشتركت أخيراً مع مركز تلفزيون الشرق الأوسط (إم بي سي) في برنامج «المستثمر» بهدف نشر وتشجيع الاتجاه نحو الاستثمار والمشاريع الخاصة في المنطقة العربية. وقدمت المؤسسة من خلال برنامجها «بيزنس إيدج» تدريباً مركزاً للمشاركين في البرنامج.
وعلى رغم وعود بتحسين الأوضاع المعيــــشية وارتفاع المداخيل على المدى الطــــويل التي يقدمها الاعتماد على القطاع الخاص في عملية التنمية، يبقى عدد كبير من مواطني دول المنطقة العربية والذين اعتادوا الاعتماد على القطاع العام والعمل الحكومي غير متفائلين من الدور المتنامي للقطاع الخاص.
ويرى ثانيل أن «على الحكومات مساعدة الناس على اجتياز مرحلة التحول»، قاصداً الانتقال من الاعتماد على القطاع العام إلى القطاع الخاص، مشيراً الى أن «هناك قرارات مهمة عدة اتخذتها الحكومة المصرية، ينبغي أن تضعها حيز التنفيذ».
وفي هذا الصدد، علق ثانيل على «عدم ارتياح» وزير الاستثمار المصري محمود محيي الدين لتدني المرتبة التي تبوأتها مصر في تقرير «ممارسة أنشطة الأعمال» الذي أصدره البنك الدولي والمؤسسة قبل أسابيع، قائلاً: «حين نتعامل مع 170 دولة مختلفة، فمن الوارد أن يكون للدول والحكومات المختلفة آراء ووجهات نظر. وكانت هناك انتقادات للأداء المصري في هذا الصدد، لكني أوضح أن التقرير يقوم ما أنجز بالفعل وكيفية عمله وليس نيات الحكومة».
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 24 ديسمبر 2006)
ليس نزيفا ولكن تحررا من سطوة قولبة الاسلام
يوميّات موظّف في المدن (1)
الطاهر الفازع
يوم الاثنين هو أطول وأضجر يوم في الأسبوع. يوم الاثنين تتعرقل حركة المرور، ويكثر الازدحام ويكون فيه سائقو السيّارات أكثر استعجالا وعصبيّة، والناس أكثر انفعالا، وتتتالى فيه الشتائم وكأنّ جيوش العمّال وجحافل الموظفين قد اشتاقوا إلى عملهم وينتظرون الوصول إليه بفارغ الصبر، والحال أنّه اليوم الذي يصل فيه أغلب النّاس متأخّرين بسبب الازدحام. في آخر الأمر نستيقظ قبل موعدنا المعتاد، لنصل بعد وقتنا المعتاد. أنا أعشق المنهجيّة التونسيّة.
عند الإشارة تكون الساعة
امتطيت الحافلة الصفراء التي جاءت متأخّرة عن موعدها، وعند الوصول إلى المحطّة، وقفت في الصفّ لأتحصّل على تذكرة تأخير. كانت تقف أمامي سيّدة سمراء جدّا وشقراء جدّا هي أيضا لها تأخير. أتمنّى أن لا تكون حاملا لأنّها تبدو مرهقة. عندما جاء دوري، نفدت التذاكر بسبب المطبعة التي لها بعض التأخير نظرا لتعطّب قطعة ميكانيكيّة تأخّرت في الوصول من الخارج وذلك بسبب تأخير في الملفّ. ازداد تأخيري ولم أتحصّل على تذكرة تأخير، فقصدت الإدارة، وعند وصولي حمدت الله لأنّ رئيس القسم تأخّر هو أيضا ولم يصل بعد.
نظر إليّ العون الذي يهتمّ بورقة الحضور شزرا، فمنحته أجمل ابتسامة لديّ، تلك التي أحتفظ بها للأشخاص الذين أقترض منهم بعض المال في آخر الشهر، وأهديته سيجارة 20 مارس.
– لا أريد هذه، أعطني سيجارة »فاوحة مارلبورو بوذرّوح ».
– تفضّل يا وغد.
وأخرجت العلبة التي لا ترى الشمس إلاّ أمام الفتيات الجميلات.
– هيّا امض بسرعة على الساعة الثامنة والنصف يا حيوان.
كانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف، وكان جميع زملائي مجتمعين في المكتب يعلّقون على مباريات كرة القدم ويشتمون اللاعبين والمسيّرين والحكم. ذكّرني الموقف بنادرة رواها المرحوم سحنون مختار سحنون في الإذاعة مفادها أنّ دار الإضاعة والنرفزة توخّت في وقت ما طريقة جديدة لضبط وقت موظّفيها المنتجين والفنيين، وهي تتمثل في أن يمضي كلّ موظف في دفتر لدى الشاوش بعد أن يسجّل وقت دخوله. وكان من ضمن الموظّفين الشاعر المرحوم مصطفى خريّف وقد اشتهر بأنّه لا يأتي إلى الإذاعة إلاّ في حدود العاشرة صباحا، وعندما قدّم له الشاوش دفتر الإمضاء أخذ القلم وكتب : أشهد أنّني دخلت في الساعة الثامنة ومائة وعشرين دقيقة بالضبط. وكانت مشادّة غاية في الطرافة بين الشاوش الذي لم يدرك أنّ دقائق سيدي مصطفى تساوي ساعتين وبين الشاعر الذي يصرّ على أنّه دخل في الوقت الذي سجّله في الدفتر.
التونسي للتونسي رحمة
بعد أن تظاهرت بالعمل مدّة وجيزة، نزلت رفقة ثلاثة من زملائي لنشرب قهوة وعند وصولنا رأيت حريفا جالسا في ركن من المقهى كان على قدر كبير من النحافة، وكأنّه نسي أن يدفن نفسه. وكان رأسه صغيرا جدّا وجسده هزيلا وكأنّه قطعة من الحبل عقدت في آخرها. كان يرضع شيشة بنهم شديد ويسعل بطريقة فظيعة،. ثمّ يبصق على الأرض، نظرت إليه بقرف، فقال لي : – مالك تنظر إليّ هكذا، أتريد صورة ؟ لم يكن ينقصني سوى هذا، ربّما تصلح صورته لحملة ضدّ مرض السلّ، تكون في لافتة تحمل التعليق التالي : »انقطعوا عن التدخين وإلاّ ستصبحون مثله » أجبته : – أتعرف أنّ للتدخين عدّة فوائد، فمن يدخّن لا يصاب بالشيخوخة ولا يسرق داره اللّصوص، ولا تقترب منه الكلاب.
ضحك أحد زملائي وقال لي كيف ذلك ؟
– طبعا لأنّه لن يعيش حتّى يصل لسنّ الشيخوخة، وسيقضي اللّيل يسعل، فيظنّه اللصوص مستيقظا، وسيحمل العكّاز باكرا فلا تقترب منه الكلاب، وهذا خاصّة إذا دخّن الشيشة لأنّ ساعة من رضّاع الشيشة تساوي مائة سيجارة. وامتعض منّي الشبح الذي نسي أن يدفن نفسه فنبح في وجهي :
– احتفظ بنصائحك الثمينة لنفسك، من أين تعرفني يا سيّد ؟
فأجبته بكلّ برودة دم: – عفوا يا صديقي، ولكنّي اعتقدتك شخصا آخر لأنّك تشبه كثيرا ممثلا سينمائيّا اسمه أرنولد شوارزينيار.
لم أكد أتمم جملتي حتّى اشتدّ غضبه وأخذ في شتمي وسبّي لأنّه لم يكن باستطاعته ضربي، أمّا أنا فقد كنت أضحك لأنّه كان يقطّب وجهه ويكشّر، والغريب أنّه كان على قدر من الدّمامة تجعله عندما يفعل ذلك، يبدو أقلّ بشاعة. خرج الرّجل المومياء، فقلت له : وداعا أيّها السلّ، فشتمني وسبّ الجلالة وواصل طريقه. الآن أحسست بنفسي أحسن حالا. ليس هناك أفضل من أن تفرغ غضبك وسمومك في شخص آخر، شرط أن يكون أضعف منك بالطبع. مثلا رئيس القسم إلى مرؤوسه أو من الزّوج إلى الزوجة، أو من السائق إلى الرّاجل، أو من الموظّف إلى المواطن العادي، فهذا النوع من العلاقات الوديّة يخلق جوّا اجتماعيّا لطيفا جدّا، ملؤه التسامح والمحبّة.
لبلابي حار
أخيرا وصلت القهوة، دفعنا ثمنها لصاحب المقهى الذي كان ينظر إلى خزينته بحبّ وحنان أبوي، وأخذنا مكانا لنشرب على راحتنا في العاشرة والنصف. قال أحدنا : لقد حان وقت اللّبلابي، لنذهب يا جماعة.
– آه اللّبلابي ! ردّدها الجميع، فاركين أيديهم بلذّة.
– أرأيتم، ما زالت هناك أشياء طيّبة في تونسنا العزيزة، أضاف زميل.
اتّجهنا إلى محلّ »ولد أمّو الكلبة »، عبرنا بحذر القمامة الفائضة التي تتقيّأ فضلاتها منذ أشهر في مدخل حانوته، قطّعنا الخبز في صحافنا، ثمّ قدّمناها، فأضافوا لنا ماء ساخنا يطفو فيه بعض الحمص الذائب بفعل الكربوناتو، وبعد إضافة بعض الهريسة وزيت الصوجا والكمّون والقارص والتحريك المتتالي، أخذت شكل فطور كلب عربي، والغريب أنّ هذا الحساء الذي يذكّر بالإسهال كان لذيذا جدّا ولاسعا (ولذلك نحن التوانسة حارّين ومسرارين ولا نمرض بالسيدا لأننا نأكل كثيرا من الهريسة) وهذا ما فسّره لي الشاوش حيسون. كنّا نأكل أمام القمامة الفائضة وعند خروجنا لاحظنا عونا بلديّا كان بصدد إعداد سيّارة رابضة في مكان غير قانوني حتّى يتسنّى للرافعة أن تحملها إلى مستودع الحجز. كان يفعل ذلك بكلّ حبّ وتفان ودقّة وسعادة. لقد كان من المثلج للفؤاد رؤيته بصدد العمل وأرى أنّه يستحق ميداليّة العامل المثالي في غرّة ماي.
(المصدر: مجلة حقائق (تونس) العدد 1093 بتاريخ 7 ديسمبر 2006)
الرقابة على الإبداع : توجيه المبدع أم وصاية على الجمهور
ناجح مبارك
تعالت الأصوات مؤخّرا لطرح مسألة الرقابة على الانتاج الفنّي وصدى هذه الأصوات قد وصل قبّة البرلمان وفضاء مجلس المستشارين من خلال أنموذج »خمسون » لفاضل الجعايبي ليطرح الجدل من جديد حول الإبداع والسلطة الثقافيّة. كما أنّ هذا الجدل قد تناسل من عدّة حالات اشتغلت عليها لجنة التوجيه المسرحي في العلن، في حالة مسرحيّة »خمسون » وفي السرّ في حالة مسرحيّة »طائر الميرافا » لسليم الصنهاجي »ومرّ الكلام » لوجيهة الجندوبي وظافر ناجي. حالات التوجيه حسب الإدارة والرقابة حسب المبدعين أحالت على السؤال المحوري والخاص بدور لجنة التوجيه المسرحي ومهامها وتوصياتها والأعضاء المكونين لها. منذ قرار تأسيسها… ما هي الحالات التي تعرضت إلى التوجيه أو الرقابة وكيف ينظر المبدعون والإدارة إلى هذه العمليّة التي تسبق عمليّات الولادة الإبداعيّة القيصريّة أحيانا ؟ وما هو رأي الكاتب العام لاتّحاد الممثلين وأهل الذكر؟ تكوّنت لجنة التوجيه المسرحي سنة 1963 وهي تقوم بقراءة النصوص المسرحيّة قبل إعطائها تأشيرة العرض ثمّ تشاهد العرض قبل أن يقدّم للجمهور وهي تعتمد في عملها على عدّة مقاييس نذكر منها اللغة والموضوع والأسلوب. التوجيه والإرشاد ؟ ثمّ جاء قانون 1966 المؤرّخ في 9 جويلية والمتعلّق بالتأشيرة على المسرحيّات. وكما يرى الأستاذ عزالدين العباسي فإنّ الغرض من ذلك هو التوجيه والإرشاد قصد الحيلولة دون كلّ محاولة لتسميم الرأي العام التونسي. وذلك من خلال قراءته للكتابة المسرحيّة في تونس بعد الاستقلال. وجاء قانون 1989 لتنقيح النصّ المنظّم وطرق عمل اللجنة بالتأكيد على طابع إبداء الرأي ولهذا الغرض تكلّف اللجنة بحضور العرض الأوّل دون جمهور للمسرحيّات المزمع تقديمها أمام الجمهور على أن تعرض رأيها على وزير الإشراف معللا بخصوص : – منح التأشيرة للعروض المسرحيّة. – انتقاء المسرحيّات التي يمكن اقتناء عروضها من أجل توزيعها في مختلف الفضاءات. – يبلّغ وزير الثقافة قراره بخصوص التأشيرة، تأشيرة العرض إلى الفرق المسرحيّة المعنيّة عن طريق مراسلة وعبر المصالح المسرحيّة المعنيّة في أجل أقصاه أسبوع من تاريخ المشاهدة. مراعاة الشروط ويوفد رئيس اللجنة حسب القانون عضوين لحضور المسرحيّات عند تقديمها للجمهور للتحقق من أنّه وقعت مراعاة الشروط التي تمّ ضبطها، إلاّ أنّ لجنة التوجيه المسرحي لا تقوم بفعل الرقابة والتوجيه والحفظ باعتبار أنّ الرقيب حسب ابن منظور الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء، بل تتعدّى ذلك إلى أن تعدّ تقريرا حول موضوع الفنون الدراميّة واقتراحات عامّة للنهوض بالعمل الدرامي على مستويات الانتاج والتوزيع والتنشيط. ملاحظات أستاذ مختصّ وفي ملاحظاته حول نصّ تنظيم الرقابة على العمل المسرحي رأى الباحث المسرحي عزالدين العباسي أنّ لجنة التوجيه جاءت نتيجة لقرار بعثها قبل 1966 بثلاث سنوات أي منذ 14 جانفي 1963 وهذه اللجنة استشاريّة بالأساس لذلك فإنّ مهمّتها إبداء رأيها في خصوص التأشيرة التي يمنحها الوزير وأنّ حلّ هذه اللجنة لا يؤثّر في سير الرقابة في شيء ولا يمنع وجودها طالما أنّ منح التأشيرة موكول بالأساس ومباشرة إلى سلطة الإشراف التي تشرف على العمليّة رأسا… ويشير المهتمّون بالشأن المسرحي إلى أنّ قرار منح التأشيرة من عدمه هو قرار إداري يمكن الطعن فيه لدى المحكمة الإداريّة إذ لم تتضح الشروط، شروط منح التأشيرة إلاّ بعد 13 سنة من قرار بعثها وذلك خلال منشور وزاري مؤرّخ في 12-5-.1979 وقد نصّ ذلك المنشور على أنّه »يمكن عرض المسرحيّة ما لم تسىء إلى ديانة الأمّة ومعتقداتها والقيم الأخلاقيّة ودستور البلاد والأمن العام ». مسرحيّات منعت سنة 1986 تمّ رفض 92 نصّا من مجموع 204 نصوص. وسنة 1985 تمّ رفض 54 وسنة 1984 حوالي 43 نصّا وسنة 1988 لوحظ انفراج إذ لم ترفض إلاّ أربعة نصوص فقط من مجموع 54 نصّا بالفصحى ، وتظلّ نسبة النصوص المرفوضة بالدارجة أرفع مقارنة بنصوص الفصحى وذلك خلال عشريات ما قبل التحوّل وبنسبة 83.3%. وتنتصب آليّات الرقابة على اللغة خاصّة في وضع اتّسم فيه عمل المسرحي خاصّة بالاعتماد على لهجة حادّة وقاسية وتطويعها للراهن الاجتماعي خاصّة مع الاعتماد على تقنية التوليد اللغوي للخطاب من على الركح، توليد يقوم به الممثل فلا نصّ سابقا بل فكرة تتطوّر في خطاب على الركح. رقابة على اللغة أم على الإخراج ؟ إنّ تقنية الارتجال عبر الكتابة الجماعيّة استوجبت سيرا متوازنا بين كتابة النص بالتوازي مع كتابة العرض لذلك تتحوّل آليّات الرقابة من الرقابة على اللغة إلى الرقابة على الحركة، حركة الممثل واسمه المستعار. وهنا يمكن أن تتدخّل آليّات الرقابة على النص أوّلا منذ عرض، سيناريو المسرحيّة أو الفيلم على لجنة الدعم قبل تحويله إلى نص متحرّك دراميّا وفنيّا. ولذلك قد تترصّد هذه اللجان عمليّة التوجيه منذ اللحظات الأولى للولادة فتعيق عمليّة دعمه. وعمليّا تعرضت الفرق والمؤسسات المنتجة للمعنى الثقافي إلى عدّة إشكاليّات مع لجنة التوجيه المسرحي ولجان الرقابة على الانتاج السينمائي ومن ذلك ما طلبت به اللجنة من فريق عمل مسرحيّة »مرّ الكلام » لظافر ناجي ووجيهة الجندوبي وإخراج للشاذلي العرفاوي، من حذف لبعض الفقرات وهذاما تمّ بالفعل. ومنذ مدّة ترددت لجنة التوجيه المسرحي كذلك في منح تأشيرة عرض »طائر المنرفا » لصباح بوزويتة وسليم الصنهاجي رغم أنّ مجموعة العمل اشتغلت على نص عالمي سبق أن اشتغل عليه غيرها وهو نص لتشيكوف »بستان الكرز » لكن الوزير محمد العزيز ابن عاشور حضر العرض الأوّل للمسرحيّة. ومنذ سنوات، تعرضت عدّة مسرحيّات لمنع العرض ومن ذلك أعمال الأمين النهدي »في بلاد الهاو هاو » و »الفرجة » وذلك بعد أن سمح بعرضهما في البداية ومن حيث المبدأ إلى جانب مسرحيّات أخرى للممثل نفسه. وأحيانا تطلب اللجنة حذف بعض المقاطع فقط مثلما حصل في مسرحيّة الأمين النهدي الذي أجبر على حذف 10 دقائق من مسرحيّة »في هاك السردوك نريشو ». وهذا ما لاحظه عدد من النقاد بعد مقارنة بين العرض الأوّل والعروض اللاحقة للمسرحيّة. اللجنة ذاتها بوجوهها الجديدة من الموظفين والفنانين لم تطلب فقط حذف عشر دقائق من مسرحيّة الفاضل الجعايبي »خمسون » بل إنّها حددت له المواضع والأسطر بل الفقرات والأسماء والوقائع التاريخيّة الواجب حذفها قبل الحصول على التأشيرة وهو ما رفضه مخرج العمل الذي رأى أنّ رأي اللجنة غير قانوني ولا يمكن قبول طلبها بعد أن عوّدها بالأسلوب الفني والجمالي اللغوي والحركي منذ مسرحيّاته الأولى مع »فاميليا » للانتاج وانطلاقا من »فاميليا » و »عشاق المقهى المهجور » مرورا بـ »سهرة خاصّة » و »عائدة ». لجنة التوجيه طالبت الجعايبي بحذف عشرات التعابير والألفاظ التي بدت لها نابية أو مخلّة بالذوق العام والحال أنّ المسرح الذي نمارسه كما يقول أصحاب »جنون » مدجج بها منذ السبعينات لأنّها تحكي عن وعي وحسّ وشاعريّة وقابليّة للتفاعل مع الواقع الشيء الذي جعل جلّ نصوصنا تدرّس في الجامعات التونسيّة كـ »غسّالة النوادر » و »التحقيق » و »فاميليا » و »جنون ». رقابة تختلف ولا تتخلف سينمائيّا فإنّ الرقابة قد تختلف وتبدأ مع التقدّم إلى لجنة الدعم أو التشجيع على الانتاج السينمائي رغم أنّ المخرج له الحقّ في مناقشة اللجنة وإقناعها بصواب اختياراته ثمّ تكون الرقابة بعد تقديم الفيلم وعموما فإنّ المسموح بعرضه أكثر من الممنوع الذي ظلّ في حدود الاستثناءات. ومن هذه الاستثناءات ما تعرّض له الفنان النوري بوزيد في فيلم »صفائح من ذهب » وكذلك »ريح السد » وهو يرى أنّ الرقابة هي رقابة جمهور يمكن أن يسلّط عقوبة اللافرجة على الفنان وأثره. وهو يتمنّى أن يعرض فيلم »آخر فيلم » دون حذف رغم أنّه خاض في المحظور السياسي والديني من خلال طرح مسألة التطرّف. جمال العروي (الكاتب العام لاتّحاد الممثلين 🙂 لا… للرقابة مهما كان نوعها أكّد الفنان جمال العروي لـ »حقائق » أنّه يرفض كلّ أشكال الرقابة مهما كان نوعها ومأتاها لأنّ الفنان حرّ ولا سلطان عليه سوى إبداعه ووعيه بحاضره وما النص المسرحي أو الأثر الفنّي السينمائي إلاّ نتاج تفاعل حرّ وبنّاء بين المبدع ومجتمعه. ودعا العروي إلى أن تكون العلاقة بين الفنانين وأعضاء لجنة التوجيه المسرحي بناءة وفاعلة على أن يتفهم هؤلاء طبيعة الإبداع المسرحي والفنّي عموما، خاصّة أنّ أغلبهم قد مارس الإبداع واكتوى بناره. وفي المقابل دعا الفنان جمال العروي المبدعين إلى الأخذ بعين الاعتبار الواقع الاجتماعي والسياسي وقيم هذا المجتمع وأخلاقيّاته. كما نبّه إلى أنّه ثمّة رقابة أخرى هي رقابة الجمهور، ولاحظ أنّ عدد المسرحيّات التي تمّ تعطيل عرضها لأيّام محدودة جدّا وهذا يعود إلى المناخ العام القائم على الثقة بين مختلف الأطراف المتدخلة في الممارسة الإبداعيّة. الإفراج عن »خمسون » يبدو أنّ »الحظر » قد رفع عن مسرحيّة »خمسون »، فقد تحدث الفاضل الجعايبي في إذاعة »موزاييك » وقال إنّه التقى الوزير محمد العزيز ابن عاشور رفقة جليلة بكّار وتمّ الاتّفاق على عرض المسرحيّة بفضاء المسرح البلدي، وقد تكون هديّة الوزارة لعشاق »المسرح المهجور » خلال رأس السنة الإداريّة. (المصدر: مجلة حقائق (تونس) العدد 1095 بتاريخ 17 ديسمبر 2006)
الضاري: لقاء السفير الأمريكي خلال أيام
الدوحة – محمد صبرة – إسلام أون لاين.نت
كشف الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين عن لقاء مرتقب مع السفير الأمريكي في العراق زالماي خليل زاده قبل نهاية الشهر الجاري بناء على طلب السفير. ورفض الضاري وصف اللقاء بأنه تفاوض بين الهيئة والسفير الأمريكي.
وفي تصريحات خاصة لإسلام أون لاين.نت قال الضاري: « سألتقي السفير الأمريكي في العراق خليل زاده قبل نهاية الشهر الجاري بناء على طلب منه ». ولم يكشف الضاري عن مكان اللقاء.
وعن سبب اللقاء، قال الضاري المتواجد في العاصمة القطرية الدوحة لحضور المؤتمر القومي الإسلامي السادس: « ربما يلتمس الأمريكيون رأيا أو موقفا قد يساعدهم على حكم العراق ولو مؤقتا ». رافضا وصف اللقاء بأنه تفاوض بين هيئة علماء المسلمين والسفير الأمريكي.
وأوضح أن « الهيئة ستسمع من الأمريكيين وستسمعهم ما ينبغي أن يسمعوا بعد 4 سنوات من وجودهم بالعراق« .
وفي تصريحات صحفية سابقة وضع الضاري شرطين للقاء خليل زاده، وهما حضور ممثل عن الجامعة العربية اللقاء، ووجود رغبة حقيقية في الوصول لتصور يساعد على إنهاء الاحتلال والقضية العراقية.وكان محمد بشار الفيضي المتحدث الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين قد أشار إلي إمكانية انعقاد اللقاء في مقر الهيئة في بغداد أو بالعاصمة الأردنية عمان.
فتنة سياسية
وعما يجري حاليا في العراق قال الضاري على هامش المؤتمر الذي اختتم الجمعة: « ما يحدث في العراق فتنة سياسية يقف وراءها سياسيون معروفون، وتدعمها ميليشات معروفة هي ميليشيا بدر وجيش المهدي وعصابات مجرمة مأجورة تنشر الفساد في أرض العراق« .
وأوضح أنه يقصد بـ: » فتنة سياسية » أن وراءها سياسيين يخططون لفتنة من أجل أغراض معروفة هي تقسيم العراق لدويلات من أجل تحقيق أغراض داخلية وخارجية.
ما يحدث في العراق بحسب الضاري ليس « فتنة سنية ولا شيعية » واستدل على صحة كلامه بقوله: « إن ما يقرب من 80% من الشيعة في جنوب العراق رافضون للاحتلال الأمريكي والعملية السياسية والشر الذي يحدث في بلدنا وهم متضامنون مع جبهة علماء العراق في رفض الاحتلال والمطالبة برحيله اليوم قبل الغد« .
وذكر الضاري أن « الاحتلال يقف وراء الفتنة الطائفية في العراق وحينما يرحل فإن العراق سينجو من الكارثة المنتظرة، مناشدا حكام العرب وشعوبهم ألا يطلبوا من أمريكا البقاء في العراق وألا يتخوفوا من حرب أهلية إذا ذهب الاحتلال.
وقال: « ربما تقع الحرب الأهلية إذا استمر الاحتلال لأنه المدبر لها والساعي لتحقيقها تطبيقا لسياسة فرق تسد« .
أمريكا ستخسر المعركة
رئيس هيئة علماء المسلمين توقع أن تخسر أمريكا المعركة وتنسحب من العراق إن آجلا أو عاجلا.
وفي الوقت نفسه اعترف الضاري بوجود تجاوزات من بعض فصائل المقاومة العراقية وقال: « إنها مرفوضة ورفضناها قبل غيرنا ورفضنا موثق بالبيانات المكتوبة والمنطوقة والمرئية« .
وأضاف أن أخطاء بعض فصائل المقاومة العراقية استغلتها أطراف أخرى عممتها على المخطئ والبريء حتى وصلنا إلى ما يراد لها من أطراف عديدة أن تكون حربا أهلية ولن تكون بإذن الله.
وتابع موضحا: « عندما أقول إن بعض فصائلها لا تتقيد بالضوابط الشرعية والجهادية فأنا أعني عمل الفصائل لا المقاومة« .
العودة للعراق
وعن مذكرة التوقيف التي أصدرتها وزارة الداخلية العراقية بحقه، لم يبد الشيخ الضاري اهتماما بالمذكرة، وذكر أنه سيعود للعراق في الوقت المناسب الذي يحدده هو.
وكانت الداخلية العراقية أصدرت في 16-11-2006 مذكرة اعتقال بحق الشيخ حارث الضاري الذي يعتبر أحد أبرز الشخصيات السنية في العراق.
وقال وزير الداخلية العراقي جواد البولاني في تصريح له عبر التلفزيون الرسمي العراقي إن المذكرة التي صدرت تتعلق باتهام الضاري بدعم الإرهاب والحض على العنف وإثارة الفتنة. وأضاف البولاني أن الضاري متهم « بدعم الإرهاب« .
لكن المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية أعلن في الـ17 من الشهر نفسه أن ما صدر بحق الشيخ الضاري ليس مذكرة توقيف وإنما مذكرة تحقيق.
وسبق للرئيس العراقي جلال الطالباني اتهام الضاري بأنه « متطرف لا هم له سوى إثارة التوتر الطائفي والقومي في العراق« .
ووجه الضاري مرارا انتقادات عنيفة لحكومة نوري المالكي التي يسيطر عليها الشيعة، كما يعارض بشدة احتلال العراق، ويقيم الشيخ الضاري منذ صدور مذكرة توقيفه في الأردن ويزور بشكل دائم كل من مصر وسوريا ودول الخليج.
(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 24 ديسمبر 2006)
الرابط: http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-12/24/02.shtml
الشرطة تغلق مؤسسات تابعة لجماعة الاخوان بمصر
القاهرة (رويترز) – قالت جماعة الإخوان المسلمين بمصر إن الشرطة أغلقت يوم الأحد مؤسسات تابعة لها أو مملوكة لأعضاء فيها أغلبها دور نشر وألقت القبض على 25 شخصا من أصحاب المؤسسات والعاملين فيها.
وقال موقع الجماعة على الإنترنت www.ikhwanonline.com « أغلقت (الشرطة) مكاتب دار التوزيع والنشر الإسلامية ودار البشائر بالهرم (غرب القاهرة) ومكتبة الإعلام بمدينة نصر (شرق القاهرة) ودار الطباعة للنشر والتوزيع. »
وأضاف البيان « تم تشميع المخزن التابع لدار التوزيع والنشر بمدينة قليوب (شمالي القاهرة) وإغلاق المطبعة التابعة لدار الطباعة للنشر والتوزيع بمدينة العاشر من رمضان (شمال شرقي القاهرة) وإغلاق مكاتبها بمدينة نصر. »
وتابع أن الشرطة ألقت القبض على أحمد أشرف مدير إحدى دور النشر وأكثم الطويل صاحب دار أخرى.
وتعمل جماعة الإخوان المسلمين في العلن نسبيا رغم أنها جماعة محظورة وتستهدفها الحكومة بحملات أمنية مشددة. ويشغل أعضاء في الجماعة انتخبوا كمستقلين 88 مقعدا في البرلمان المكون من 454 مقعدا.
وقال الموقع « في حملة أخرى أغلقت قوات الأمن عددا من الشركات الخاصة المملوكة لأفراد من الإخوان المسلمين من بينها شركة حياة للأدوية التي تم اعتقال مديرها ومالكها الدكتور محمد حافظ كما اعتقلت المهندس أحمد شوشة صاحب شركة مقاولات وحسن مالك صاحب شركة استيراد وتصدير و20 عاملا كانوا في شقتين يملكهما. »
ولم يتضح على الفور ما إذا كان العمال المدعى إلقاء القبض عليهم ينتمون للجماعة.
وقال بيان الجماعة إن الشرطة صادرت مئة وخمسة وستين ألف جنيه (28 ألف دولار) من مكاتب شركة الاستيراد والتصدير.
وقال العضو القيادي في الجماعة جمال نصار إن إغلاق المؤسسات هو حملة أمنية جديدة على الإخوان.
ومضى يقول لرويترز « هذه الحملة غير مبررة ولعل النظام المصري أراد بها توصيل رسالة إلى الإخوان ألا يتمادوا في المطالبة بالإصلاح. »
وأضاف « هذا الأمر لن يثنينا عن مطالبتنا بالإصلاح ومحاربة الفساد والاستبداد. »
وتقول الحكومة إنها تواصل برنامجا للإصلاح الديمقراطي سيشمل إدخال تعديلات دستورية العام القادم لكن معارضين يقولون إن الإصلاحات الحكومية ليس من شأنها إحداث تغيير يحد من هيمنة الحزب الوطني الديمقراطي على الحكم.
وفي الأسبوع الماضي ألقت الشرطة القبض على خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد العام للجماعة و139 من القياديين والنشطين فيها بعد أحداث عنف وقعت في جامعة الأزهر.
وتركزت الحملة على قيادات الجماعة المرتبطة بحركة طلابية في جامعة الأزهر أسست اتحادا طلابيا حرا بعد شطب طلاب من الإخوان رشحوا أنفسهم للاتحاد الرسمي.
وفصلت الجامعة ثمانية من مؤسسي اتحاد الطلاب الحر.
وخلال مظاهرة احتجاج على فصل مؤسسي الاتحاد الحر أجرى عشرات من طلاب الجماعة استعراضا شبه عسكري أمام مكتب رئيس الجامعة مما أثار تساؤلات بشأن ما إذا كانت لدى الجماعة تشكيلات شبه عسكرية لكن الجماعة نفت ذلك.
(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 24 ديسمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
احتجاج عمالي جديد في مصر
القاهرة- عادل صبري- إسلام أون لاين.نت
بدأ نحو ألفي عامل بورش السكك الحديدية في مصر اعتصاما مفتوحا اليوم السبت احتجاجا على عدم صرف حوافر لهم تعادل حوافز سائقي القطارات؛ وهو ما أسفر عن تعطل بعض رحلات القطارات التي تربط بين القاهرة والمحافظات المختلفة.
ويعد هذا ثالث اعتصام عمالي تشهده مصر منذ مطلع الشهر الجاري في مؤشر واضح على تزايد الاحتجاجات العمالية التي عادة ما تسفر في النهاية عن الاستجابة لمطالب منفذيها.
وأفاد مراسل « إسلام أون لاين.نت » أن قوات الأمن طوقت المركز الرئيسي لإصلاح وصيانة القطارات التي تربط بين القاهرة والمحافظات في منطقة الشرابية بالعاصمة إثر تجمهر نحو ألفي عامل في اعتصام مفتوح وقرارهم بالامتناع عن العمل والبقاء في أماكنهم داخل الورش لحين استجابة الإدارة لمطالبهم بشأن الحوافز.
ويطالب العمال المعتصمون بصرف حوافز تعادل ما يحصل عليه سائقو القطارات وقيادات هيئة السكك الحديدية، معتبرين أنه لا مبرر لانخفاض حوافزهم عن الباقي.
على صعيد متصل، دخل اعتصام نحو 3 آلاف عامل بشركتي حلوان للأسمنت وأسمنت طرة، جنوب القاهرة، يومه الرابع وسط بوادر على استجابة الشركة الإيطالية المالكة للمصنعين لمطالب العمال بإحدى الشركتين.
وعلم مراسل « إسلام أون لاين.نت » أن الشركة المالكة توصلت لاتفاق مبدئي مع العمال المعتصمين بشركة أسمنت حلوان على صرف 67% من الحوافز لهم مقابل وقف الإضراب عن العمل.
إضراب عن الطعام
وفي ضوء عدم توصل الشركة الإيطالية لاتفاق مماثل مع شركة أسمنت طرة، قررت رابطة تجار ووكلاء الأسمنت في مصر التضامن مع عمال الشركة ووقف توزيع أسمنت الشركة لحين حصول العمال على كامل الحوافز ربع السنوية، في الوقت الذي نقل فيه محمد عبد المنصف أمين عام اللجنة النقابية للعاملين بالشركة للعناية المركزة إثر تدهور حالته الصحية نتيجة لاستمراره في الإضراب عن الطعام منذ يومين مع 5 آخرين من القيادات العمالية.
وأفادت مصادر نقابية لـ »إسلام أون لاين.نت » أنه يتوقع أمام ضغوط العمال أن تبدأ مساء اليوم السبت 23 ديسمبر 2006 جولة خامسة من المفاوضات بين الشركة واللجنة النقابية للعاملين بأسمنت طرة.
وتبرر الشركة الإيطالية رفضها دفع الحوافز كاملة لعمال أسمنت طرة بسبب توقف العمل عدة أسابيع في أحد خطوط الإنتاج إثر احتراق محطة الكهرباء المغذية لأفران إنتاج الأسمنت، وتحمل الشركة قيمة خسائر الإنتاج ودفع المرتبات للعمال دون الحصول على عوائد مالية، غير أن العمال يؤكدون أن هذا الأمر خارج عن إرادتهم.
(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 23 ديسمبر 2006)
الرابط: http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-12/23/09.shtml
… عن الطائفيّة والإرهاب والفتنة
محمد الحداد (*)
تقول الأساطير الشرقيّة القديمة إنّ نوحا حمل على ظهر سفينته ثلاثة أبناء هم سام وحام ويافث فمنهم انحدرت شعوب المعمورة. وإذا كان هذا الثالوث قد صنع الذاكرة الأسطوريّة للبشرية فإنّ أسطورة الإسلامويّة الحديثة التي تقول إنّها ستعيد أمجاد الأمّة قد فرّخت أبناء ثلاثة هم الطائفيّة والإرهاب والفتنة. إنّه الثالوث الذي خرج من رحم الإسلامويّة وسيقبرها اليوم ويقوم بديلا عنها ويحمّل الأمّة المثقلة بالمشاكل والمآسي مزيدا من الضعف والوهن.
لم تكن المجتمعات العربيّة والإسلاميّة على أحسن ما يرام عندما اكتسحتها الإسلامويّة، لكنّ الطبيب الذي يقدّم نفسه للعلاج فيتسبّب في علّة أكبر يصبح أكثر جدارة بالتنديد من العلّة نفسها التي زعم علاجها. وقد وعدت الإسلامويّة بأنّها ستوحّد المسلمين فانتهت بتأجيج التنازع الطائفي بينهم، ووعدت بتربية أجيال جديدة على الأخلاق الحميدة فانتهت بتفريخ الإرهاب الذي لا يعدو أن يكون إجراما مغلّفا بالدعاوى السياسيّة، ووعدت برفع راية الجهاد ضدّ الغزاة فأحلّت الفتنة بين المسلمين في كلّ مكان. ولقد قال الحكماء والفقهاء قديما إنّ الاحتجاج على الباطل يصير مذموما إذا ترتّب عليه باطل أكبر، ولئن استهزأ ثورويّونا اليوم بهذه الحكمة القديمة فإنّها تختزل خبرات عصور طالما شهدت الأدعياء يخرّبون باسم الإصلاح.
والإسلامويّة التي هي أيديولوجيا سياسيّة وليست فكرا دينيّا لم تكن في الأصل أيديولوجيا طائفيّة لكنّ الطائفيّة هي إحدى نتائجها الطبيعيّة. طرحت الإسلامويّة شعار توحيد المسلمين لكنّها لم تقدّم أي تجديد في الفكر الديني يمكن أن يكون قاعدة الوحدة المرجوّة، بل لم تكن قادرة على تمثّل الثراء والتنوّع الذي كان يميّز الحضارة الإسلاميّة في الماضي. وترتّب على ذلك اختزال تلك الحضارة في قواعد ضيقة لا توحّد بقدر ما تضيّق على الناس أمر دينهم ودنياهم. وبدأ التحوّل من مقولة الوحدة الإسلاميّة إلى مقولة «الجماعة» الضيّقة الأفق التكفيريّة المنحى. وانتشرت الفئات الصغيرة التي تدّعي كلّ منها تمثيل الدين والتاريخ والهويّة مكفّرة من لم يكن من صفّها ولا دان بالولاء لأميرها. فلمّا تعدّدت الجماعات التي تدعي احتكار الحقيقة الدينيّة بدأ الصدام بينها يحتدّ ويتعاظم. ولقد عاشت المجتمعات الإسلاميّة في السابق قرونا من التعدديّة بين الأديان والمذاهب والملل والنحل. لكنّ الطائفيّة بدأت تطلّ برأسها يوم حاولت كلّ جماعة فرض نفسها بديلا للخلافة الإسلاميّة المنهارة أو وليّا عن الإمام الغائب. وكان إخوان الوطن من غير المسلمين أوّل ضحايا هذا التحوّل الخطير فبات وجودهم مهدّدا في أوطانهم وبين ذويهم فرحل منهم من رحل ولاذ بالصمت من لم يجد إلى غير ذلك سبيلا. ثمّ تحوّل النزاع الطائفي إلى داخل الدائرة الإسلاميّة نفسها فشهدت أفغانستان وباكستان خاصة عقداً من المنازعات العنيفة بين الفرق الإسلامويّة تسبّبت في دمار كبير وأعداد وفيرة من القتلى. وأخيرا بلغ الصراع الطائفي المجتمعات العربيّة وهو في سبيله إلى التوسّع والانتشار ليزيد الأوضاع العربيّة تعقيدا والمشهد العربي قتامة.
وكذلك الإرهاب ليس من صلب المشروع الإسلاموي لكنّه أحد نتائجه اليوم. كانت الإسلامويّة تعد بأن تربّي أتباعها على ما تراه المبادئ الحقيقيّة للإسلام، فإذا انتشرت هذه التربية في المجتمع وصلت الإسلامويّة إلى السلطة محمولة على أعناق الشعوب. لكنّ الشعوب أو جزءا كبيرا منها على الأقلّ قد استعصى على هذه التربية ولم يسلّم للإسلامويّة بالريادة فصارت هذه مضطرّة إلى أن تتخلّى عن برامجها التربويّة الطويلة والمملّة وتنخرط في العراك السياسي المباشر وأصبح طريقها إلى الاستيلاء على السلطة المناورات والانقلابات وادعاء الديمقراطيّة وتهييج المشاعر بالشعارات الغوغائيّة. أصبحت الغاية عندها تبرّر الوسيلة بعد أن كانت تعد بالأخلاق والتقوى وتلعن ماكيافيلي صباح مساء. وجاء الإرهاب نتيجة المزايدات المتواصلة في صفوف أتباعها، فلم يعد بعض هؤلاء مستعدّا لأن ينتظر المسار الطويل الذي أراده الشيوخ وسيلة لإقامة المجتمع الموعود، وصار يستعجل النتيجة بالمعنيين الأخروي والدنيوي. ولم يعد شيوخ الإسلامويّة قادرين على كبح جماح المتنطعين والحدّ من مزالق العنف والتشدّد، خاصة وقد طالت المدّة ولم يتحقّق الموعود. ولئن كان العنف خاصيّة الممارسة السياسيّة في المجتمعات التي لم تتربّ على الديمقراطيّة، ومنها المجتمعات العربيّة والإسلاميّة، فإنّ الإرهاب هو شكل أعلى في ممارسة العنف. فالعنف السياسي الذي كان سائدا هو عنف ضدّ الخصوم السياسيّين، أمّا الإرهاب فهو عنف عشوائي يقع ضحيّته الأبرياء الذين لم يخطر في بالهم ممارسة السياسة أصلا. وقد مهّد لذلك اعتبار الإسلامويّة الممارسة السياسيّة جزءا من الفروض الدينيّة، فصار المجتمع كلّه مدانا بالجاهليّة إذا لم ينخرط في المشروع الإسلاموي، ثم تحوّل الاتهام بالجاهليّة إلى حكم بالتكفير، ثمّ تحوّل الحكم بالتكفير إلى حدّ مسلّط على الرقاب، فلم تبق إلا خطوة أخيرة وهي تنفيذه من قبل من نصّبوا أنفسهم أوصياء على عباد الله متصرّفين في أرواحهم ودمائهم.
هنا نصل إلى خاتمة الثالوث وهو الفتنة. لقد وعدت الإسلامويّة في أصل نشأتها بأن تجاهد أعداء الإسلام، فهيّأت لفكرة المواجهة مع كلّ قوى العالم وحملت مشروع حرب عالميّة ضدّ الجميع، ولم تكتف بالتلويح بتحرير ما تعدّه الشرعيّة الدوليّة أراضي محتلّة بل ذهبت إلى حدّ التأكيد على استعادة الأندلس وكلّ أرض كانت تعدّ في يوم بين ديار الإسلام (راجع رسائل حسن البنّا)، فورّطت المجتمعات الإسلاميّة الضعيفة في مواجهات لا طاقة لها بها، وضيّعت الممكن بسبب المطالبة بالمستحيل. فلمّا فشلت في تحقيق ما حمّلت به نفسها ولم يطلبه منها أحد اتجهت للتعويض عن فشلها بتحويل معاركها إلى الداخل، في الوقت الذي أصبحت فيه عواصم «العدوّ» المزعوم مقرّ إقامة دائمة لكبار زعمائها ومنظرّيها. وابتدعت شعار «أعداء الداخل» سبيلا لتحويل وجهة العنف إلى من كان مجرّدا من السلاح والعتاد، فأصبحت البطولة متمثلة في الاعتداء على الأقليّات والمثقفين وغيرهم، وما قويت الإسلامويّة في مجتمع إلاّ وخرّبته. فقد تحوّل الجهاد إلى فتنة داخل المجتمعات يزيدها ضعفا على ضعفها ويقحمها في صراعات داخليّة لا قرار لها، وصارت الحروب الأهليّة هي القاعدة والمواجهات مع الأعداء المزعومين استثناءات أو دعاوى.
إنّ من زعم أنّه أتى ليصلح الفساد فتسبّب في فساد أكبر منه يكون قد ارتكب أقصى الشطط، والإسلامويّة تقع اليوم بدورها ضحيّة المزايدات وتفقد القدرة على إيقاف هذا الثالوث الرهيب الناشئ في صلبها، ثالوث الطائفيّة والإرهاب والفتنة. وهي تتحمّل تاريخيّا وزر تعميق أزمات مجتمعات ادعت أنّها قامت بقصد إصلاحها واستدرّت تعاطفها بأسطورة إعادتها إلى أمجادها.
(*) كاتب وجامعي من تونس
(المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة الحياة الصادرة يوم 24 ديسمبر 2006)
هزيمة المشروع الأمريكي في قطر
كتبه د.خالد شوكات (*)
ذكرني انعقاد الدورة السادسة للمؤتمر القومي الإسلامي في الدوحة، بدعوة رسمية من الحكومة القطرية، بحادثة وقعت أوائل السبعينيات من القرن العشرين، إبان زيارة قام بها الرئيس الأمريكي نيكسون إلى الفيلبين، التي كانت حينها قاعدة إستراتيجية وعسكرية أمريكية هامة في منطقة جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ، في مواجهة العدو السوفيتي الشيوعي الذي نافس واشنطن طيلة نصف قرن من الحرب الباردة، على تقاسم العالم مناطق نفوذ ومصلحة.
في كونجرس الفيلبين صديقة الولايات المتحدة الحميمة، استمع الرئيس نيكسون حينها إلى خطبة عصماء ألقاها أحد النواب، هاجم فيها الامبريالية الأمريكية ومشاريعها المشبوهة في المنطقة، ودعا عبرها حكومة بلده إلى الانحياز لصالح الشعب وإعلان العصيان في وجه واشنطن..الخطبة أثارت الضيف الأمريكي الكبير، لكن الرئيس الفلبيني طمأنه بالعبارة التالية: » لا تبالي سيدي الرئيس، هذا واحد من أهم أصدقاء الولايات المتحدة، لكنه يرغب في العودة إلى الكونجرس الجديد، فنحن على أبواب انتخابات.. »، ففي الفلبين أيضا، يعمل الساسة بالقاعدة المصرية الشهيرة « الجمهور عايز كده ».
لنتخيل أيها السيدات والسادة، هذا المشهد المسرحي الأخاذ، قادة المقاومة العربية الأشاوس، الإخوة قادة التيارين القومي والإسلامي في العالم العربي، يركبون كلا من بلد إقامته، مقاعد الدرجة الأولى أو درجة رجال الأعمال، في طائرات « البوينغ » أمريكية الصنع التابعة لشركة طيران « القطرية » التي يرأس مجلس إدارتها شاب قطري لا يتقن غير الأنجليزية (لغة الأمريكان)، ثم ينزلون من الطائرة ليركبوا سيارات الضيافة الرسمية القطرية، التي قد يكون بعضها من نوع « شيفروليه » أو « فورد » أو غيرها من ماركات السيارات الأمريكية الشهيرة والمحبذة في دول الخليج العربية، ويصلوا قبل انعقاد مؤتمرهم بسويعات، إلى غرفهم وأجنحتهم في فندق « كارلتون-ريتز » أفخم فنادق العاصمة القطرية، وهو حلقة من سلسلة فنادق أمريكية ذائعة الصيت، لم يفتتح إلا قبل أشهر قليلة بمناسبة تحول الدوحة – ما شاء الله- إلى قبلة المقاومين وكعبة أعداء المشروع الأمريكي – الصهيوني في المنطقة العربية الإسلامية.
المشهد الثاني من المسرحية، التي يعتمد مخرجها على ممثلين غير محترفين، لكن درجة التقمص عندهم تصل درجة أعلى من تلك التي يمكن أن يبلغها أي ممثل هوليودي، بحيث يصدقون فعلا ما يقولون (ولا يفعلون)، يبدأ مع انطلاق أشغال المؤتمر، حيث تتوالى الخطب الطنانة والرنانة، في سب الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها في المنطقة إسرائيل، وخصوصا عملاءها حكام الدول العربية والإسلامية، باستثناء إيران وسوريا والسودان وحكومة حماس ودولة حزب الله في لبنان، وقطر بطبيعة الحال، باعتبارها قواعد الصمود والتحدي، دون نسيان التقرب إلى الله عز وجل، بلعن « المارينز العرب » أو « الليبراليين الجدد »، وسواهم من الذين ينظرون لمشروع واشنطن وامبريالتها، ويثبطون عزائم « الانتحاريين العرب » خيرة شباب الأمة، دون أن يسعفهم الحظ لحد الآن بأن يطالهم الكرم القطري، فينظمون بدورهم مؤتمرا جامعا في الدوحة، على غرار ذلك الذي دعيت إليه وزيرة الخارجية الإسرائيلية لتحاضر في فوائد الديمقراطية والسلام والجدار.
المشهد الثالث والأخير، من مسرحية المقاومة القومية الإسلامية الباسلة في قطر، يظهر أبطالها « الملحميين » من ذوي اللحى البيضاء التي أفنت عمرها في سبيل الله، دعوة باللسان والقلب (وذلك أضعف الإيمان)، يؤكدون مشكورين في مسودة بيانهم الختامي (الذي لم يعتمد بعد)، على فضيلة الديمقراطية باعتبارها طوق النجاح الوحيد المتاح للأمة، غير أنهم بعد دقائق فقط يختارون أسلوب « التزكية » على الطريقة السوفيتية، لاختيار منسق عام المؤتمر، ثم يخلصون في قمة تواتر الأحداث، إلى إطلاق صيحة فزع تدعو أبناء العروبة والإسلام إلى التوحد والتعاضد في جبهة واحدة للتصدي للمشروع الأمريكي ونصرة المقاومة الباسلة، ولا أحد يعلم ما إذا كانت الدعوة شاملة للشعب القطري، ولقطر الدولة العربية الوحيدة التي منحت نصف أراضيها لواشنطن لإقامة القاعدة العسكرية الأكبر والأساس في المنطقة، والتي منها أدار البنتاغون حرب تحرير العراق وأفغانستان، ومنها ما تزال تدار الحروب على الإرهاب، بما في ذلك الإرهاب الذي يحصد أرواح العراقيين، ويسمى افتراء مقاومة.
في قطر التي لا تملك الاستمرار في الوجود يوما دون حماية أمريكية، وفي فندق أمريكي في الدوحة، وغير بعيد عن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، التقى جمع من أصحاب اللحى والعمائم والرئاسات الأبدية، ممن تجاوزت أعمارهم في الغالب الستين، ولم يبق لكثير منهم، من دور غير تعليب الأحقاد والمخدرات السياسية والدينية وبيعها لشباب يائس مطحون بالبطالة والديكتاتورية وانسداد الآفاق، ليصدروا دعوات العداء للمشروع الأمريكي..لست متأكدا ما إذا كان هؤلاء المقاومون الأبطال قد التقوا زميلهم الفلبيني، أم أنهم موهوبون بالفطرة في إطراب جمهور مؤهل باستمرار لهجر العقل والرقص على أنغام أي « شعبولا »، فنيا أو دينيا أو سياسيا.
ما أجمل الاستمتاع بمباهج الحياة وفي الوقت ذاته نيل تقدير الجماهير، وما أجمل العيش على الطريقة الأمريكية (طائرات وسيارات وفنادق)، وشتم الولايات المتحدة والانحياز للمقاومة، وما أجمل قيادة المقاومة العراقية والغضب من الحكومة الأمريكية لمطالبتها بجدولة انسحاب القوات الأجنبية، وما أجمل مهاجمة الرئيس جورج بوش والفرح للقاء سفيره في بغداد، وما أجمل مهاجمة الرئيس بن علي لسماحه لوزير الخارجية الإسرائيلية بالمشاركة في قمة دولية تحتضنها تونس، وعذر الأمير القطري لدعوته وزيرة الخارجية الإسرائيلية للمشاركة في قمة خاصة غير أممية تنظمها الدوحة، ثم ما أجمل العيش في فيلا قطرية مكيفة ونيل الهبات الأميرية الكريمة وإلقاء الخطب الرنانة في مساجد الدوحة وفضائياتها المحظية وقيادة الحملات الجهادية الكلامية المظفرة على أعداء الأمة والمتكالبين عليها.
لقد اختارت الحكومة القطرية طيلة السنوات الماضية، سياسة مزدوجة لا تتفق برأيي مع قناعات قادتها العميقة، وخصوصا وزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، الذي بدا صادما مستفزا للرأي العام في البلدان العربية، مذكرا بجرأة قلة من القادة العرب، من الذين فضلوا نهج الصراحة على منطق « الجمهور عايز كده ».
لقد كان الأولى بقيادة قطر أن تسير في اتجاه واحد منسجم داخليا وخارجيا، فالرئيس بورقيبة على سبيل المثال، كان تقدميا وليبراليا في رؤيته للعالم والعلاقات الدولية وقضايا المنطقة العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، كما كان هو هو، نفس الرجل على مستوى رؤيته المستقبلية للمجتمع التونسي، حيث راهن على توعيته وتحديثه وحثه على تحكيم منطق العقل في مواجهة الخرافات والأكاذيب وخطابات الخديعة، لم تثنه الأزمات والمؤامرات المتلاحقة من قبل القوى الشعبوية والشعاراتية، على متابعة مشواره في الطريق نفسه، حتى نال تقدير المنصفين واحترامهم، محليا وعربيا وعالميا.
إن السياسة المزدوجة، التي تعمل « حذلقة » على الجمع بين المتناقضين، سياسة خطرة وغير مأمونة، وأحسب أن الأمير القطري سيورث ولي عهده تركة ثقيلة غير مضمونة من السير المعقدة والأسلاك الشائكة، بدل أن يورثه شعبا قطريا واعيا، عربيا ومسلما كما هو، لكنه في الوقت ذاته متفهم لما يمكن أن تتخذه حكومته من قرارات شجاعة وجريئة تتطلبها مقتضيات العصر والحداثة ومتطلبات أحداث ووقائع العالم والمنطقة..ليت الحكم في قطر يختار سياسة صناعة شعب معاصر بدل سياسة تخدير شعب غير معاصر لتحمل عبء العصر.
(*) كاتب تونسي
(المصدر: صحيفة الوسط التونسية الالكترونية بتاريخ 24 ديسمبر 2006)
الجهد المطلوب لإعادة اختراع الإجماع الوطني الفلسطيني…
صالح بشير (*)
قد يبقى السعي إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية أسلم الخيارت المتاحة، في الظرف الراهن، أمام الفلسطينيين، على قلة تلك الخيارات وضمورها. الفارق بينها وبين الانتخابات المبكرة أن الأولى تفترض الوفاق وتنشده مهما كان عسيرا، وأن الثانية، إن تقررت وخيضت، ستفتح معركة، ستكون ضارية، وإن لم يتخللها السلاح، قوامها تأكيد الاصطفاف والالحاح على تمايز المواقع، وإبراز الخلاف والاختلاف وحشد الأنصار على أساسهما حصرا، واحتداد الانقسام الفلسطيني، وقد بلغ شفير الحرب الأهلية أو ولغ فيها، عوض تذليله.
ليس القول بذلك انتصارا لموقف حركة حماس وحكومتها، اللتين قابلتا دعوة الرئيس محمود عباس إجراء الانتخابات المبكرة باتهامات لا تترفع عن التخوين ولا تتورع عنه، إذ وصمت الرجل بأنه أداة تنفذ إرادة أميركية أو إسرائيلية ونسبت إليه نوايا «انقلابية»، فوضعتا غليظ القول والتحليل موضع المقاربة المتعقلة والمسؤولة. بل إن ما يدعو إلى استبعاد ذلك الاقتراع عوامل أخرى لعل أبرزها وأكثرها بداهة (قبل الخوض في سواه) أن مناخ الحرب الأهلية ليس الظرف المناسب، علما بأن المناخ الفلسطيني الراهن من تلك الطينة وفي ذلك العِداد، لإجراء الاستشارات الانتخابية، إذ بين الأمرين، التنازع الأهلي وفعل الاقتراع، تناقض مبدئي وجوهري وعلاقة إلغاء متبادل، ويُخشى أن يكون الإلغاء ذاك، في مثل هذه الحالات، لفائدة الاحتمال الأنكى والأفدح.
من زاوية النظر هذه، يبدو قرار الرئيس الفلسطيني غير واقعي، مع أنه يتوخى الصواب من الناحية النظرية أو المبدئية… فهاجس الرجل جلي ومشروع، والهاجس ذاك لا يتمثل بطبيعة الحال في الخيانة أو الانقلاب على ما زعمت حماس. فهو من ناحية يسعى إلى تحكيم الناخب الفلسطيني لحل أزمة تفاقمت واستعصت حتى تردّت مواجهات في الشوارع واغتيالا واغتيالا مضادا، وهو من ناحية أخرى، إذ دعا إلى انتخابات مبكرة رئاسية وتشريعية، إنما ينشد إحلال الانسجام بين الرئاستين، رئاسة السلطة ورئاسة الحكومة، ينهي تنافرهما وتناشزهما الحاليين والمتأزميْن والبالغي التكلفة. إذ يُستبعد، مع أن ذلك ليس بالأمر المؤكد، في حال إجراء الاقتراعين متزامنيْن أو متقاربيْن أن يتوزع ولاء الناخب الفلسطيني على نحو لا عقلاني، فيمحض كلاّ من الطرفين أغلبية نقيضا للآخر، فيعيد بذلك إنتاج الاستعصاء الراهن. من هذه الناحية إذاً، لا غبار على مقاربة الرئيس الفلسطيني، ولو تعلق الأمر بمجرد فرض مدرسي، لحصل بالتأكيد على علامة جيدة… وفي هذه الدعوة من قبل أبي مازن إلى إجراء الاقتراعين ما يدحض، بالمناسبة، ما ذهبت إليه حركة حماس من أنه يبيت نية انقلابية، فهو لو أراد انقلابا لاكتفى بقرار بحل البرلمان وبالدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة دون أن يخاطر برئاسته للسلطة.
عاهة المقاربة التي توخاها محمود عباس لا تقع بالتالي على ذلك الصعيد. ليست النوايا الكامنة وراءها هي التي تُبطلها ولا مدى التزامها المعايير الديموقراطية. مشكلتها، على ما سبقت الإشارة، أنها تريد إحلال التنافس الانتخابي، الذي يفترص فيه تعريفا أن يكون سلميا، في مناخ من الاحتراب والعنف الأهليين، وأنها بذلك تجازف بإلحاق هذا بذاك، في حين أن وازعها استبدال هذا بذاك… لا يمكن للانتخاب أن يستوي بديلا عن التنازع إلا بعد استتباب السلم الأهلي. فهو نتاج للسلام الأهلي ووظيفته، من هذه الناحية، في الحفاظ عليه أقرب إلى الإجرائية، أي أنه ليس قابلته أو أداة اجتراحه. مثل تلك القابلة ومثل تلك الأداة تتمثلان في الاهتداء إلى قاعدة إجماعية أو وفاقية، طوعية أو يستقر عليها ميزان القوة الداخلي، تتيح التعبير عن التباين والاختلاف بقدر ما تضبطهما وتحول دون بلوغهما مبلغ الحرب المفتوحة.
والحال أن الفلسطيننيين باتوا يفتقدون تلك القاعدة الإجماعية التي يمكنها أن توفر الأساس لتنافس انتخابي، ويحول دون تردي هذا الأخير إلى بعد من أبعاد نزاع أهلي أضحى ماثلا دمويا، وإلى ساحة من ساحات خوضه. فالمواقف بين الطرفين الفلسطينيين الأكبر متناقضة حول كل ما هو جوهري تقريبا، من تعريف الوطنية الفلسطينية ذاتها إلى شؤون الحرب والسلم (التسوية أو الامتناع عنها في الحالة الفلسطينية)، إلى النظرة إلى التحالفات الخارجية، إلى طبيعة المجتمع، إلى ما يلوح من نذر اصطفاف سكاني-جغرافي، بين قطاعِ غزة، والغلبة فيه لحماس، وبين ضفةٍ غربية أضحت، بقوة الأشياء وبفعل فرز مستجدّ، معقلا لحركة فتح، هذا ناهيك عما يلوح من توزع المنظمتين الفلسطينيتين بين محوري الانقسام الإقليمي: حماس المندرجة في معسكر إيران-سورية-حزب الله، وفتح المنسجمة مع معسكر «الاعتدال» العربي… وبديهي أن لكل تلك التباينات الأساسية امتداداتها داخل الجهمور الفلسطيني وناخبيه.
لكل ذلك، ربما تعين أن ينصرف الجهد إلى إعادة اختراع الإجماع الوطني الفلسطيني، وهو ما لا يمكن للانتخابات المبكرة، للأسباب التي سبقت الإشارة إليها وهي غير أسباب حركة حماس في رفضها، أن تكون فاعلة في تحقيقه، بل ربما كان مفعولها في ذلك الصدد عكسيا. صحيح أن المهمة تلك تبدو شاقة تكاد تكون متعذرة في الظرف الراهن، لكن حكومة الوحدة الوطنية، على تواضع ذلك المطلب وضآلته وصعوبة تحقيقه، تبقى أحد المداخل القليلة، وإن غير المرجحة، للإبقاء على بصيص من تفاوض بين الأطراف الفلسطينية، وعلى إمكانية تطوير ذلك البصيص إلى نصاب توافقي مستجدّ، قد يكون عقد مؤتمر وطني، يضم كافة مكونات الشعب الفلسطيني، أجدى في بلوغه من انتخابات سابقة لأوانها تجري في هذه الظروف.
(*) كاتب تونسي مقيم بإيطاليا
(المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة الحياة الصادرة يوم 24 ديسمبر 2006)
ما بين « التوربيني » وطلبة الأزهـر
فهمي هويدي (*)
بماذا تفسر أن تظل عصابة اغتصاب الأطفال وقتلهم ترتكب جرائمها البشعة في انحاء مصر طوال سبع سنوات دون أن يشعر بها أحد، في حين أن بعض طلاب جامعة الأزهر لما قاموا باستعراض احتجاجي لمدة نصف ساعة أمام مكتب المدير، فإن استنفاراً إعلاميا فورياً حدث، روع الخلق في بر مصر، اعقبته ضربة أمنية قوية، اسفرت عن القبض على 140شخصاً.
(1)
من تابع الإعلام البريطاني خلال الأسبوعين الماضيين لابد أنه لاحظ أن الصحف ومحطات التليفزيون والإذاعة الخاصة والعامة شغلت بقضية سفاح مجهول قتل خمس مومسات في منطقة واحدة. وهو الحدث الذي هز بريطانيا واستنفر اجهزة الشرطة وخبراء البحث الجنائي واساتذة علم النفس والاجتماع، و قد ذكرت صحيفة « التايمز » انه تم تجنيد الفي ضابط وشرطي لملاحقة الفاعل، كما ان فريقاً من الخبراء والعلماء عكفوا على دراسة شخصيته من خلال الجرائم التي ارتكبها ونوعية النماذج التي اختارها والأهداف التي تحراها. ومن هؤلاء عالم النفس دايفيد كارتر الذي قال أن الرجل شديد الذكاء وبالغ الحذر، ورجح أن يكون مقتنعاً بأنه صاحب رسالة « تطهيرية »، وأن تكون دوافعه إلى ارتكاب جرائمه اخلاقية.
إذا قارنت هذا الاستنفار الأمني والمجتمعي الذي شهدته بريطانياً بالاسترخاء المشهود الذي تم التعامل به في مصر مع عصابة اغتصاب الأطفال وقتلهم، فسوف يجسد لك ذلك الفرق بين الجد والهزل. ذلك أنه يحق لنا أن نقول أن قتل 30طفلاً وطفلة في ست محافظات مصرية، على أيدي عصابة واحدة خلال سبع سنوات متتالية، إذا لم يكن خَبَره قد وصل إلى علم أجهزة الأمن، فتلك مصيبة، لأنه يعني ان تلك الأجهزة لا ترى ولا تسمع بما يجري على أرض الواقع. أما إذا كانت قد علمت وغضت الطرف وسكتت فالمصيبة اعظم، لأنها في هذه الحالة تكون قد اهملت إهمالا جسيماً اقرب إلى التستر على الجرائم، والاحتمال الأول عندي أرجح – لماذا؟
الإجابة المختصرة لأن امر العصابة حين تم اكتشافه بالصدفة البحتة، فإن أجهزة الأمن لم تقصر في متابعة القضية وكشف ابعادها، فقد علمنا من التقارير الصحفية أن احد افراد العصابة القي القبض عليه في مدينة طنطا بتهمة « التسول ». وحين تم اقتياده إلى الضابط المختص، فإنه طلب منه أن يحميه من زعيم العصابة الذي كان يترصده لقتله بسبب مشكلة بينهما. وإذ سأله الضابط عن علاقته بالزعيم وعن نشاط العصابة، فإن الفتى افاض في المسألة واعترف ببعض الجرائم التي ارتكبت. وارشد عن الأماكن التي القيت أو دفنت فيها جثث الضحايا. وكانت تلك هي الخيوط التي قادت إلى كشف المأساة وإلي اعتقال عناصرها، واحداً تلو الأخر.
(2)
التراخي الملحوظ في الكشف عن جرائم العصابة، كان له نقيضه في حالة طلاب جامعة الأزهر. لأن الأعين التي نامت طوال السنوات السبع في الحالة الأولى، كانت مفتوحة عن آخرها وهي تتابع ما يجري داخل حرم الجامعة، خصوصاً الاعتصام الذي قام به بعض أولئك الطلاب أمام مكتب مديرها. وهو الاعتصام الذي دعوا إليه تعبيراً عن الاحتجاج على ما تعرضوا له من مظالم، بدأت بمنعهم من الترشيح لانتخابات اتحاد الطلبة وانتهت بفصل ثمانية منهم. غير أن الأمور سارت في اتجاه مغاير، أو قل أنها قرئت على نحو آخر، بعدما نشرت صور لهم، بثتها إحدى المحطات التليفزيونية، وهم يمارسون لعبة « الكاراتيه » في حين ارتدوا ثياباً سوداء وغطوا وجوههم بأقعنة مماثلة، ووصفوا في خطاب الإثارة الإعلامي بأنهم « ميليشيا »!
قراءة الأجهزة الأمنية للحدث عبر عنها بيان الداخلية الذي صدر يوم الخميس 14/12، واعتبر مسلك الطلاب « منعطفاً خطيراً » استهدف فرض اوضاع غير شرعية داخل الجامعة، عن طريق الحث على التظاهر والتحريض على الخروج للطريق العام، في محاولة للاخلال الجسيم بالنظام العام وانتهاك القانون .. الخ.
الطلاب عبروا عن رأيهم في بيان قالوا فيه أنهم ارادوا لفت الأنظار إلى قضيتهم، بعد مسلسل المظالم التي تعرضوا لها من قبل الأجهزة الأمنية وإدارة الجامعة. « وأن ما دفعنا إلى أجراء العرض التمثيلي ناتج عن شعورنا بأن أحداً لا يسمع صوتنا، ولا يتحرك من اجل المطالبة بحريتنا داخل الجامعة .. ولكننا اخطأنا في تقدير حركتنا، ولهذا وجب علينا الاعتذار ».. لجامعتنا و اساتذتنا و زملائنا عن العمل الذي قمنا به. »
حين سألت من اعرف من اساتذة الجامعة عن حقيقة ما جرى، قالوا أن الطلاب المعتصمين لجأوا إلى شغل الوقت من خلال تقديم بعض العروض، فكان منها ما هو خطابي وما هو تمثيلي أو رياضي، والصور التي نشرت لفقرة قدمها طلاب التربية الرياضية بالجامعة.
رغم أن ما سمعته صور ما جرى بحسبانه فقرة عادية لم يكن لها علاقة بأي شكل من اشكال العنف أو ادواته، إلا أن أحداً لا ينكر أن أداء الفقرة لم يكن عادياً وأن الاستعراض أياً كان تسميته جاء ساذجاً وغبياً، فتح الباب واسعاً للقلق والمخاوف، خصوصاً أن الطلاب ظهروا فيه بأردية واقنعة سوداء، قَلّدوا بها شباب الانتفاضة في الأراضي المحتلة.
لقد تحول المشهد إلى قضية يفترض أن يحسم القضاء أمرها، بما يحدد صواب أي من الرؤيتين أو خطئها. لكن المراقب لا يسعه في هذا الصدد إلا أن يسجل أن حملة التصعيد والإثارة التي واكبت المشهد، بدا فيها الخطاب الإعلامي منحازاً إلى التحريض والإثارة، ومتبنياً للقراءة الأمنية دون غيرها.
(3)
هل هناك علاقة بين قضية عصابة « التوربينى » -هكذا سمي زعيمها- وبين قضية طلاب جامعة الأزهر؟ ردي على السؤال أن ثمة علاقة غير مباشرة، من أكثر من زاوية. فمن ناحية نجد في عصابة قتل الأطفال بعد اغتصابهم بعضاً من سمات « مصر الأخرى »، التي لا تذكر في وسائل الإعلام إلا في صفحات الحوادث، ولا يشار إليها إلا مرتبطة بالكوارث والجرائم، وهي العالم الآخر الذي يقبع في المساحة المظلمة من صورة المجتمع، التي تخفي واقعاً عشوائياً تغيب عنه السلطة، وتكاد تحكمه شريعة الغاب.
ولأن أهله هم ضحايا الفقر والبطالة واهمال الدولة واستعلاء النخبة، فلا غرابة أن يصبح موطنا للجريمة والرذيلة ومختلف تجليات التحلل الاجتماعي. ولك أن تذهب إلى ابعد وتقول أن ما اقدمت عليه العصابة إذا كان قد صدم المجتمع المصري واثار اشمئزاز وقرف كل شرائحه، إلا أنه ليس غريباً ولا مفاجئاً تماماً. ذلك أن تقارير منظمات حقوق الإنسان، التي تسجل الانتهاكات التي يتعرض لها البشر، إذا اوقعتهم حظوظهم البائسة في ايدي من لا يرحم في المخافر والسجون والمعتقلات، لا تخلو من افادات من هذا القبيل، تتراوح بين هتك العرض والقتل البطىء (هل تذكر شريط الصور الذي سجل هتك عرض احد المواطنين في مخفر الشرطة بحي امبابة؟) الأمر الذي يعني عند التحليل الأخير أن الاختلاف بين هذه الممارسات وتلك، هو في الدرجة فقط وليس في النوع.
وإذا كانت العصابة رمزاً لحالة اجتماعية بائسة طفحت على جسم مصر الأخرى. فإن ما اقدم عليه اولئك النفر من طلاب جامعة الأزهر يرمز إلى حالة من الاحتقان السياسي الذي ينبغي أن تفهم ابعاده ويدرك سياقه. صحيح أن هذا السلوك شاذ وغريب على جامعاتنا. لكن من الصحيح أيضاً أن الباحثين المنصفين لا يختلفون حول الظروف التي استدعته وافرزته. حيث لا مفر من الإقرار بأن هذا السلوك الشاذ نتاج ظروف شاذة مماثلة. أن شئت فقل أن الإسراف في التعبير عن الاحتجاج والغضب، هو رد فعل مباشر للإسراف في قمع الطلاب والتدخل الأمني في شؤون الجامعات. وهو ما دفع كاتباً نزيهاً مثل الدكتور عمرو الشوبكي إلى القول بأنه » إذا حوسب المسؤول عن ادخال البلطجية إلى جامعة عين شمس (لقمع الطلاب الذين حرموا من الترشيح فلجأوا إلى اقامة اتحاد حر مواز)، فلابد أن نحاسب الميليشيات الطلابية السوداء على ما فعلته في جامعة الأزهر، برعونة لا تعي خطورتها » (المصري اليوم – 14/12).
(4)
في « احلام فترة النقاهة » – الحلم رقم 203 – التي تطبعها الآن « دار الشروق » مكتملة، كتب الاستاذ نجيب محفوظ يقول: رأيتني أقرأ كتاباً وإذا بسكارى رأس السنة يرمون قواريرهم الفارغة، فتطايرت شظايا، وينذرونني بالويل، فجريت إلى اقرب قسم شرطة. ولكني وجدت الشرطة منهمكة في حفظ الأمن العام، فجريت إلى فتوة الحي القديم، وقبل أن انتهي من شكواي هب هو ورجاله وانقضوا على الخمارة التي يشرب فيها المجرمون، وانهالوا عليهم بالعصي حتى استغاثوا بي!
المعنى الذي اراد نجيب محفوظ توصيله أن « الأمن العام » في مفهوم رجال الشرطة ليس هو أمن الناس أو المجتمع، ولكنه امن النظام، وعلى الناس أن يدركوا هذه « الحقيقة » وأن يتصرفوا على هذا الأساس. وملاحظته هذه صائبة و تفسر لنا المفارقة التي نحن بصددها، حيث لم تنتبه الشرطة إلى عمليات القتل التي مارستها عصابة التوربيني طوال السنوات السبع التي خلت، لأنها كانت منشغلة « بالأمن العام » المتمثل في متابعة النشطاء السياسيين، الأمر الذي يجسد تركيز الاهتمام على الأمن السياسي دون الأمن الاجتماعي.
هذا التفسير رددته بعض التحليلات التي نشرتها الصحف المستقلة، حتى اصبح امراً متعارفاً عليه ومسلماً به. ناهيك عن ان شواهد الواقع تؤيده. والانطباع السائد في المجتمع المصري الآن أن اغلب مخافر الشرطة اصبحت تستقبل بفتور وعدم اكتراث أي بلاغ تتلقاه حول قضية جنائية أو مدنية، لكنها تستنفر وتهرول، إذا كانت القضية سياسية أو كان البلاغ يشكك في وجود رائحة للإرهاب في أي مكان.
ليس ذلك فحسب، وإنما بات مستقراً في أوساط الشرطة أن كفاءة الضابط أو القيادي، ومن ثم ارتقاؤه واستمراره، ذلك كله يقاس بمدى الانجاز الذي يحققه في ملاحقة واجهاض العمليات الإرهابية، فضلاً عن كفاءته في « التعامل » مع الإرهابيين بالأسلوب « المناسب ». وهو ما يدفع رجال الأمن إلى التفاني في اتجاه والتراخي في الاتجاه الأخر، وفي ظل ذلك الوضع فلا يستغرب إلا ترصد ممارسات عصابة « التوربيني »، بينما تسلط الأضواء القوية على ممارسات طلاب الجامعة. إذ بحكم ذلك المنطق، فإنه من حسن حظ الرجل وعصابته أنهم ليسوا في عداد « الإرهابيين »، حيث لم يفعلوا اكثر من أنهم اغتصبوا وقتلوا 30 طفلاً فقط!
اعرف صديقاً من انصار نظرية المؤامرة، لاحظ المفارقة في موقف اجهزة الأمن من القضيتين، فحاول اقناعي بأن المبالغة في تضخيم ما جرى في جامعة الأزهر ليست سوى فرقعة اريد بها ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد. إذ من شأن الفرقعة أن تصرف الانتباه عن الفشل الأمني في ضبط عصابة التوربيني في الوقت المناسب، كما أن لها أثرها الأكيد في ترويع الناس وتخويفهم، الأمر الذي يدفعهم إلى التشبث بما هو قائم. ثم أنها تشكل غطاء مناسباً لتوجيه ضربة اجهاضية واستباقية تؤدب المشاغبين وتردعهم بعد تزايد الصداع الذي يسببونه للنظام في الآونة الأخيرة.
إلى هذا المدى ذهب البعض في التأويل والاستنتاج.
(*) كاتب ومفكر من مصر
(المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 19 ديسمبر 2006)