في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس
Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
TUNISNEWS
9 ème année, N 3428 du 11.10 .2009
archives : www.tunisnews.net
السبيل أولاين:خطيــر للغايــة… عون من البوليس السياسي يدعى إشرافه على محاولة إغتيال المحامي عبد الرؤوف العيادي
حــرية و إنـصاف: أخبار الحريات في تونس
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:الحقوقيون والسياسيون في دائرة الإستهداف:حمّة الهمامي…أخر الأطوار
السبيل أولاين:تحميل ثلاث كتب عن دهاليز السلطة التونسية ورئيسها بن علي
قدس برس:تونس: سجناء رأي في إضراب مفتوح عن الطعام لليوم الرابع على التوالي
الحزب الديمقراطي التقدمي : بيان اللجنة المركزية بالإنسحاب ومقاطعة الإنتخابات الرئاسية والتشريعية
بلاغ صحفي من أحمد إبراهيم الأمين الأول لحركة التجديد والمترشح إلى رئاسة الحمهورية
حركة التجديد:بيـــــــــان:حول حجز جريدة الطريق الجديد
فريد خدومة:كتاب الشعب التنظيم ..الشخصية التونسية نموذجا
المنظمة الدّوليّة للمهجّرين التّونسيّين:بيــــــان
حقوقية: القضاء نافذة لوقف ظلم المحجبات بتونس (مقابلة)
اليوم السابع:نقابيو مصر يتضامنون مع عمال تونس المسجونين
الجزيرة.نت:معارضون: انتخابات تونس إقصائية
الصباح:اليوم انطلاق الحملة:( أمس الأحد )وفاء للألوان، وحزبان يخوضان الانتخابات لأوّل مرة
أ ف ب :الرئيس التونسي يؤكد ان الانتخابات ستجري « بشفافية ونزاهة »
رويترز: تونس-انتخابات:بن علي يتعهد بمزيد من الاصلاحات في افتتاح حملته الانتخابية
أحمد الاينوبلي لــ »الصباح » : ننبذ سياسة الكراسي الشاغرة ورهاننا سياسي وليس انتخابيا
الصباح:بعد أن ازداد ثقلهم الانتخابي:العمل السياسي الافتراضي.. لاستقطاب الشباب
كلمة:اتفاق أولي بين ديوان السياحة والنقابة الأساسية للديوان
معلم من جهة بنزرت:هكذا تعامل بعض النقابيين مع اضراب 05 اكتوبرفي بنزرت
حمادي الغربي:توضيح:حول الفتوة الشرعية في انتخاب رئيس تونس
حنان قم:السيرة الذاتية الحقيقية للرئيس المدير العام لوكالة تونس افريقيا للانباء
«الشيخ الظاهرة» محمد مشفر في حديث خاص بـ الصبـاح:لست نسخة من الدكاترة والنخبويين وخطابي موجه للشباب والمسنّين
طارق الكحلاوي :في ضرورة التعمق في معضلة ?التحول الديمقراطي? (3)
عبد الوهاب المسيري :حداثة داروينية أم حداثة إنسانية؟
بشير الأنصاري:الحركة الإسلامية بين الدولة واللادولة.. أفغانستان نموذجاً
مسلمو الدنمارك ينفذون اعتصاماً جماهيرياً في كوبنهاغن دفاعاً عن المسجد الأقصى
حسن عبده:بعد موسم عمرة ناجح.. توقعات بحج صحي وآمن
أنا أحترم هذا الرجل:فريدريك عمر كانوتي
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
جويلية 2009
خطيــر للغايــة…
عون من البوليس السياسي يدعى إشرافه على محاولة إغتيال المحامي عبد الرؤوف العيادي
السبيل أونلاين – تونس – خاص كشفت مصادر خاصة مطلعة وجديرة بالثقة ، للسبيل أونلاين ، عن إعترافات شفهية لأحد أعوان البوليس السياسي التونسي المدعو وائل التركي (وائل المعلاّوي) ، يدعى فيها أنه أشرف على محاولة الإغتيال الآثمة والفاشلة ، التى تعرض لها المحامي والناشط السياسي والحقوقي الأستاذ عبد الرؤوف العيادي قبل عدّة أيّام . واضافت المصادر بأن هناك جريمة ينسج خيوطها هذه الأيام ضد أحد قادة المعارضة ، تستهدف تصفيته ، ولم تتوصل مصادرنا إلى معرفة الإسم ، وسنعلنه حال الإطلاع عليه . ووافتنا مصادرنا بتسجيل صوتي لجانب من حديث العون وائل التركي (وهو إسم الشهرة) مع أحد الأشخاص ، ننشره مصاحبا للخبر، وقد حرصت تلك المصادر على حذف مقاطع مهمة من التسجيلات لدواعي تتعلق بالحفاظ على سرية المعلومات والمصادر ، ونحن نتفهم تلك الدواعي بعد إطلاعنا على حيثياتها . وأكدت مصادرنا أن عون البوليس السياسي المدعو وائل التركي يدعى إشرافه على محاولة إغتيال العيّادي ، وأشارت مصادرنا إلى أن عمّ الأخير كان مدير دائره أمنيه أو مسؤول أمني عالي المستوى ، يصفه العون المذكور بأنه » درعه الذي يحتمي به » ، وقد حصلنا على صورتين له ننشرهما مرفقة للخبر . وكان الصندوق الخلفي لسيارة المحامي عبد الرؤوف تعرض للخلع يوم 04 أكتوبر الجاري ، كما وقع خلع قفل خزان الوقود وسكب مادة كيميائية خطيرة تسببت في تعطيل المحرك بعد انطلاق السيارة لبضعة أمتار وإحداث صوت غليان داخل الخزان وانبعاث غاز كريه الرائحة .
ولم يصب العيادي بأي أذى جراء الحادث . وإعتبرت جهات حقوقية تونسية ، وأيضا « الحزب من أجل الجمهورية » الذى يشغل العيادي مهمات قيادية فيه ، أن ما تعرض له هي محاولة إغتيال فاشلة ، وأشارت تلك الجهات بأصابع الإتهام إلى دوائر رسمية .
وصرّح وائل التركي في التسجيل الصوتي أن لديه حصانة . ويصف وائل التركي تدبير حادث إغتيال العيادي بأنه ناجح ، وهو يشعر بغرور زائد ، بسبب الحصانه التي يتمتع بها والرهبه التي تسببها الوظيفة الأمنية التى يشغلها . وهناك معلومات عن تجنيد البوليس السياسي لعملاء في أسواق المدينة بنهج قفصة ، وعملاء هم أعضاء بالحزب الشيوعي التونسي ، وحزب آخر لم نتحقق منه إلى الآن . لتحميل التسجيل الصوتي انقرعلى الرابط التالي :
http://www.assabilonline.net/Audio/wael-atorki-audio.wma وإليكم صورتي عمّ المدعو وائل التركي : الصورة الأولى على الرابط : http://www.assabilonline.net/images//enkel-wael-maalawi1.jpg الصورة الثانية على الرابط : http://www.assabilonline.net/images//enkel-waael-maalawi2.jpg (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 11 أكتوبر 2009 )
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 21 شوال 1430 الموافق ل 11 أكتوبر 2009
أخبار الحريات في تونس
1) محاصرة منزل المناضل السياسي حمة الهمامي: بعد منعه من السفر إلى فرنسا للمشاركة في ندوة للمعارضة التونسية حول الانتخابات، قام أعوان البوليس السياسي كامل نهار اليوم الأحد 11 أكتوبر 2009 بمحاصرة منزل المناضل السياسي حمة الهمامي وزوجته الناشطة الحقوقية راضية النصراوي، علما بأنه تم استدعاؤهما للمرة الثانية شفويا للمثول بمقر منطقة شرطة القرجاني إلا أنهما رفضا ذلك وطالبا بتوجيه استدعاء رسمي يتضمن سبب الحضور. 2) مضايقة الشابين عامر الحجري وسليم بوعلاق: قام أعوان البوليس السياسي صباح اليوم 11 اكتوبر 2009 بمضايقة الشابين عامر الحجري وسليم بوعلاق اصيلي مدينة منزل بورقيبة وذلك بحجز بطاقتي تعريفهما الوطنية واستدعائهما شفويا للمثول بمقر منطقة الشرطة بالمدينة المذكورة. 3) اعتقال الشاب خالد الغانمي: اعتقل أعوان البوليس السياسي يوم الجمعة 9 أكتوبر 2009 الشاب خالد الغانمي أصيل مدينة منزل بورقيبة واقتادوه إلى جهة مجهولة، ورغم الجهود التي بذلتها أسرته لمعرفة مكان احتجازه إلا أنها بقيت تجهل مصيره وسبب ومكان اعتقاله. علما بأن الشاب الغانمي يعاني من مرض عصبي
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 11 أكتوبر 2009
الحقوقيون والسياسيون في دائرة الإستهداف: حمّة الهمامي…أخر الأطوار
ضرب أعوان للأمن اليوم 11 أكتوبر 2009 حصاراً حول محل سكنى السيد حمّة الهمامي الناطق الرسمي بإسم حزب العمال الشيوعي التونسي والسيدة حرمه الأستاذة راضية النصراوي رئيسة الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب، وذلك بعد ما وجهوا إستدعاء لكليهما للحضور لدى فرقة مقاومة الإجرام بالقرجاني- تونس ، ولا يزال الحصار مضروبٌ حول محل سكناهما إلى ساعة متأخرة من هذه الليلة. كما كان السيد حمّة الهمّامي والأستاذة راضية النصراوي ، قد تلقيا كل على حدا بعد ظهر يوم الجمعة 9 أكتوبر 2009 إستدعاءاً للحضور لدى فرقة مقاومة الإجرام بالقرجاني ، ويُعتقد أن هذا الإستدعاء جاء ردّا سريعاً ومباشراً للدعوى التي رفعها السيد حمّة الهمامي ضد رئيس الدولة ووزير الداخلية وذلك إثر الإعتداء الذي تعرّض له في مطار تونس قرطاج من قبل أعوان البوليس السياسي بعد التصريحات التي أدلى بها إلى قناة الجزيرة مباشر وقناة فرانس 24 منتقداً فيها الوضع السياسي والحقوقي بالبلاد التونسية. وكانت منعت السلطات التونسية السيّد حمّة الهمامي الناطق من السفر إلى فرنسا يوم السبت 10 أكتوبر 2009 حيث كان يعتزم حضور ندوة سياسية تنظّمها » جمعية العلوم السياسية للعالم العربي » حول موضوع الإنتخابات في تونس، دُعيَ إلى المشاركة فيها عدد من الوجوه السياسية والمدنية التونسية. وكان مجهولون، في وقت سابق يُعتقد أنهم من البوليس السياسي، قد عمدوا يوم الأحد 04 أكتوبر 2009 إلى وضع سائل acide peracetique ( القابل للإنفجار ) بخزان وقود سيارة الأستاذ عبد الرؤوف العيادي مما أدى إلى انبعاث دخان كثيف ورائحة خانقة عرّض راكبي السيارة( الأستاذ العيادي و الأستاذة النصراوي و السيد حمة الهمامي و ابنته) إلى الخطر والضرر. وإذ تعبر الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين عن أسفها لإرتفاع عدد الإعتداءات الأمنية بصورة قياسية ضد السياسيين و نشطاء حقوق الإنسان في تونس خلال سنة 2009 مقارنة مع السنوات السابقة ، فإنها تلفت إنتباه المراقبين للشأن التونسي أن هذه الإعتداءات قد شهدت، إلى تطورها الكمي ، تطوّراً نوعياً ، تخشى الجمعية أن يبلغ حد التصفية الجسدية للمعرضين ونشطاء حقوق الإنسان ، وهي تهيب بالمنظمات الحقوقية المحلية والدولية الإلتفاف حول الرموز السياسية و الشخصيات الحقوقية التونسية المستهدفة أمنياً، من أجل منحهم ما تستدعيه حالتهم من تغطية حقوقية وإعلامية وإسناد مادي ومعنوي وقانوني ، يحقق لهم الحدود الدنيا من الحماية المطلوبة. عن الجمعية الهيئـــــــة المديــــــرة
تحميل ثلاث كتب عن دهاليز السلطة التونسية ورئيسها بن علي
تونس: سجناء رأي في إضراب مفتوح عن الطعام لليوم الرابع على التوالي
تونس- خدمة قدس برس أفادت منظمة حقوقية تونسية أن عشرات المعتقلين تحت طائلة قانون الإرهاب يشنون منذ أربعة أيام إضرابا عن الطعام مفتوحا بسجن برج الرومي بمحافظة بنزرت (شمال البلاد). وقالت منظمة « حرية وإنصاف » التي يترأسها المحامي لدى محكمة التمييز محمد النوري أن الإضراب يأتي « احتجاجا على الوضعية السيئة التي يعيشونها والمعاملة القاسية التي يتعرضون لها من اعتداء بالعنف (مثلما وقع لسجين الرأي حسني اليفرني مؤخرا) واستفزاز وحرمان من الفرش في ظل اكتظاظ رهيب، وكذلك للمطالبة بإطلاق سراحهم »، حسب تعبير البيان. وأوضح بيان المنظمة أن هؤلاء المعتقلين « سجنوا بمقتضى قانون الإرهاب اللادستوري وصدرت ضدهم أحكام جائرة في محاكمات أجمع كل المتتبعين لها على أنها لم تتوفر فيها أدنى شروط المحاكمة العادلة »، حسب وصف البيان. ونقلت المنظمة عن عائلات المعتقلين أن أبناءهم المضربين يحتجون على تجاهل مطالبهم، وهم عازمون على مواصلة الإضراب « للفت نظر كل الأحرار في العالم إلى هذه المأساة المتواصلة منذ سنوات في تونس، وحتى لا يكون مصيرهم الموت البطيء الذي تجرعه من قبلهم مساجين العشريتين »، حسب تعبير البيان.
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 10 أكتوبر 2009)
الحزب الديمقراطي التقدمي 10، نهج إيف نوهال – تونس
بيان اللجنة المركزية بالإنسحاب ومقاطعة الإنتخابات الرئاسية والتشريعية
قرر الحزب الديمقراطي التقدمي خوض الإنتخابات الرئاسية والتشريعية تحت شعار « إحياء الأمل » انطلاقا من إيمانه بأن المشاركة السياسية هي أقوم السبل لكسر الخوف وإخراج المواطن من الإستقالة وإقحامه في تقرير مصير بلاده. وبالرغم من المناخ السياسي المنغلق أطلق حزبنا مبكرا مبادرة ترشيح الأستاذ أحمد نجيب الشابي للرئاسية وأعلن عزمه على المشاركة في الإنتخابات التشريعية في جميع الدوائر. لكن بقدر ما كان متمسكا في ذلك الخيار وبقدر مضيه في تجسيده ميدانيا طيلة السنتين الأخيرتين، وجد من الحكم كل أنواع العراقيل والموانع للحيلولة دون إجراء انتخابات حقيقية تؤدي إلى وضع بلادنا على سكة منعطف ديمقراطي، فأعلن مرشحنا عن انسحابه من المعركة قبل فتح باب الترشحات، وبعد معركة سياسية استمرت ثمانية عشر شهرا عبر أغلبية الولايات، نظرا لسد جميع أبواب المشاركة القانونية أمامه. ورغم ذلك الإقصاء جند حزبنا كل قواه لخوض الإنتخابات التشريعية وضمان أداء جيد في الإستحقاق الحالي. واستطاع فعلا رفع التحدي بالترشح في جميع الدوائر وتقديم 26 قائمة مؤلفة من شخصيات حزبية وديمقراطية ذات إشعاع وطني ومناضلين صمدوا أمام الضغوط والإغراءات. إن هذا المكسب الذي حققه الحزب الديمقراطي التقدمي فاجأ الحكم وحتى بعض المراقبين، إذ أثبت أنه منتشر وطنيا ويحظى بالإشعاع والمصداقية رغم كل محاولات تحجيمه وتهميش دوره. كما برهن على أنه أدار العملية باقتدار واستثمر الرصيد الإيجابي للحزب في جميع مناطق البلاد. لقد كان ديدن حزبنا بتحمله ذلك الرهان هو إقامة الحجة أمام الرأي العام على أننا صادقون في خيار المشاركة ولا نطلب سوى التنافس في الساحة الديمقراطية. فقد دخلنا الإنتخابات انطلاقا من رهان سياسي ولم يكن لدينا أي وهم بشأن النتائج التي لا يمكن أن تخرج عن آلية التعيينات الفردية أسوة بجميع الإنتخابات السابقة. كما أننا دخلناها مع كامل الوعي بأن المناخ السياسي أبعد ما يكون عن تأمين تكافؤ الفرص للجميع، فهو مناخ يتسم بغلق الإعلام بالكامل في وجه الأحزاب الجدية، ومنع الفضاءات العمومية عنها، بل حتى الفضاءات الخاصة، و محاصرة الجمعيات، وانتهاك الحريات على أوسع نطاق. دخلناها في مناخ تُهيمن عليه بروباغندا المبايعة التي غمرت الشوارع والجدران والإدارات العمومية ووسائل الإعلام، ونحن مدركون أن المواطن الخائف لن يتجاسر في ظل هذا الكابوس على الإدلاء بصوته لأنه ليس حرا ولا يشعر بالأمان. إن الحكم لم يتحمل هذه المراهنة على الأمل والصمود فبادر إلى إسقاط 17 قائمة من قائماتنا، أي ما يُمثل 80 في المائة من الثقل السكاني والسياسي في البلاد، بما فيها تونس الكبرى بدوائرها الخمس، مما نزع عن الإنتخابات صفة الإنتخابات العامة وألغى منها ركن المنافسة. لقد كان هذا الرد العنيف أعتى من الرد الذي واجه به الحكم قائماتنا في انتخابات 2004 عندما أسقط سبعا منها. وليس هذا الإسقاط الواسع الذي شمل ثلثي القائمات سوى مؤشر على أن الوضع اليوم أسوأ مما كان عليه قبل خمس سنوات. فقد تم إخلاء المجال السياسي من الأصوات المستقلة وتدجين المجتمع المدني مما يُهدد بدفع البلاد إلى منزلقات خطرة تضعها في مواجهة نزعات التطرف والعنف. وما الإبقاء على تسع قائمات فقط من القائمات التي تقدم بها حزبنا، وهو أكبر عدد من القائمات التي تعرضت للإسقاط، سوى رسالة واضحة مفادها أن الحزب لن يكون في وضع انتخابي يسمح له بالوصول إلى البرلمان. إن حزبنا الذي دافع دوما عن المشاركة باعتبارها البديل النضالي عن المقاطعة العقيمة والوقوف على الربوة، يرفض في الوقت نفسه أن يكون جزءا من ديكور تعددي في انتخابات معروفة النتائج سلفا. كما لا يقبل أن يخرق الحزب الحاكم قانون اللعبة بتركيز المعلقات العملاقة في كل مكان واستعمال مؤسسات الدولة والمال العام لحملاته الإشهارية وتسخير وسائل الإعلام العمومية لدعايته، في مقابل فرض مربع ضيق على معارضيه، وبصفة خاصة الحزب الديمقراطي التقدمي الذي سيُجبر تعسفا على التحرك في مساحة لا تُمثل سوى 20 في المائة من سكان البلاد. لقد كان إسقاط قائماتنا قرارا سياسيا لا علاقة له بالقانون أو بمخالفة مزعومة لأحكام المجلة الإنتخابية. إنه إجراء شمل كل قائمات المعارضة الديمقراطية مما أكد مجددا عدم حياد الإدارة وخضوعها للحزب الحاكم، إذ تهرب الوُلاة من إعطاء أي مبرر مقنع لقرارات الإسقاط بالجملة، ثم قدم لنا المجلس الدستوري ذرائع كانت أوهى من خيوط العنكبوت. وهذا برهان ساطع على أن العملية الإنتخابية خاضعة بالكامل لقبضة الحزب الحاكم ولا مجال فيها لأي عمل ميداني أو إعلامي خارج المربع الضيق الذي سطره الحُكم. لقد تعاملت الإدارة في هذه الإنتخابات تعاملا غير مسؤول مع النخب السياسية للبلاد برفضها الرد كتابيا على ملفات الترشح في الآجال القانونية، وسايرها المجلس الدستوري بتبرير تلك القرارات التعسفية، مما أثبت مجددا عدم استقلاليته وخضوعه للتعليمات، وعزز مشروعية مطلبنا بإحداث محكمة دستورية تكون مرجعا محايدا للبت في مثل هذه الطعون. إن الحكم بفرضه هذا الإختلال الفادح في الموازين وإلغاء الطابع الوطني للمنافسة واستهداف حزبنا بصفة خاصة، نزع عن العملية الإنتخابية الجارية أدنى شروط المنافسة وألغى منها أبسط مقومات الاستشارة الشعبية الحرة والنزيهة. وبات واضحا اليوم أن إرادة التقزيم والتهميش والإقصاء هي القاسم المشترك للتعاطي مع المعارضة المستقلة في الرئاسية والتشريعية. وإذ تتوجه اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي بخالص الشكر والإمتنان لكل الأصدقاء الذين وقفوا إلى جانب قائمات الحزب بالترشح أو المؤازرة أو الدعم، تُعلن أنها قررت بالأغلبية وبعد نقاش مستفيض للأوضاع، الإنسحاب من هذه المهزلة الإنتخابية ومقاطعتها حتى لا يكون شاهد زور على انتخابات مغشوشة أعرضت المراصد الدولية والهيآت المختصة في مراقبة الإنتخابات عن مواكبتها بعدما اعتبرتها مخالفة لجميع المعايير الدولية. وتُجدد اللجنة المركزية بهذه المناسبة التأكيد على أحقية الشعب التونسي بانتخابات حرة ومتكافئة وشفافة تنسجم مع المعايير الدولية للإنتخابات، إذ أثبت شعبنا أنه أهل للمنافسة الديمقراطية السلمية ليس اليوم فقط بل منذ ثمانينات القرن الماضي. ويتعهد الحزب الديمقراطي التقدمي بالمثابرة على نهجه النضالي من أجل أن تعم الحريات وتسود دولة القانون وتتكرس الديمقراطية في ربوع بلادنا، فتونس لا تستحق هذا المصير ونحن نشارف على طي العشرية الأولى من الألفية الثالثة. تونس في 9 أكتوبر 2009
بلاغ صحفي من أحمد إبراهيم الأمين الأول لحركة التجديد والمترشح إلى رئاسة الحمهورية
تونس في 10 أكتوبر2009، الساعة الخامسة مساء
اليوم، السبت 10 أكتوبر، ونحن لم تعد تفصلنا إلا بضعة ساعات عن موعد انطلاق الحملة الانتخابية، أرى من واجبي أن لفت انتباه السلط العمومية والرأي العام إلى: 1- أنه – وعلى الرقم من محاولاتي المتكررة بما في ذلك عن طريق المراسلات المكتوبة ولفت انتباه المرصد الوطني للانتخابات – فإن وزارة الداخلية، وهي الطرف المكلف بالاشراف على سير العملية الانتخابية في كافة مراحلها، ما زالت إلى حد الآن ترفض إجابتي أو تعيين مخاطب من بين مسؤليها للتعامل معي، كما لا تستجيب إلى الطلب الذي توجهت به إليها عديد المرات بأن تمدني مباشرة أو عن طريق الولاة بقائمة الأماكن المخصصة لتعليق الإعلانات الانتخابية والقاعات المخصصة لعقد الاجتماعات، خاصة في الدوائر ال13 التي أقصيت منها قائمات « حركة التجديد- المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم » في التشريعية، الأمر الذي يحول عمليا دون قيامي بالمقومات الدنيا للحملة الانتخابية في الرئاسية. 2- أن وزارة الاتصال قد قامت يوم الخميس 8 أكتوبر بعملية القرعة لتوزيع حصص مداخلات المترشحين للرئاسية في الإذاعة والتلفزة دون إعلامي بذلك وتمكيني من حضور عملية القرعة طبقا للقانون، ودون إفادتي رسميا إلى الآن بنتائج القرعة وبتراتيب وتواريخ التسجيل والبث، وهو ما يشكل عقبة أخرى أمام إعداد حملتي في نفس الظروف التي أتيحت لبقية المترشحين. وإزاء تواصل هذا الوضع غير الطبيعي، فإني أعبر عن عميق انشغالي وقلقي للظروف التي ستجري فيها الحملة الانتخابية وأطالب بتدارك الأمور حالا وبالحفاظ عن الحد الأدنى من المعقولية والاحترام لي كمرشح ولمقتضيات القانون روحا ونصا، راجيا أن يتغلب منطق التعقل والحرص على ضمان المتطلبات الدنيا للتعددية والتنافس.
حركة التجديد:
تونس 11 أكتوبر 2009 بيـــــــــان:
حجزت مصالح وزارة الداخلية العدد 149 من جريدة « الطريق الجديد » بجمع كل الأعداد الموجودة بالمطبعة مساء السبت 10 أكتوبر وإشعار صاحب المطبعة بحجز العدد بدعوى تضمنه للبيانين الانتخابيين لحركة التجديد في حين أنه مؤرخ يوم 10 أكتوبر أي قبل انطلاق الحملة الانتخابية وهي تعلات واهية باعتبار أن العدد كان بصدد الطبع مساء السبت 10 أكتوبر ليوزع على الأسواق ابتداء من يوم الأحد 11 أكتوبر الذي تنطلق فيه الحملة الانتخابية. لذلك تعتبر حركة التجديد أن حجز جريدتها عمل تعسفي يدخل في إطار التضييق على الجريدة وعلى الحركة ومحاولة منعها من القيام بحملة انتخابية تبلغ فيها صوتها المعارضة الجدية، وتطالب الحركة بالتراجع على هذا القرار خاصة وأن الحملة الانتخابية انطلقت وبالسماح بترويج هذا العدد واحترام حرية التعبير والصحافة.
عن حركة التجديد المسؤول على الأعلام حاتم الشعبوني
كتابالشعب التنظيم ..الشخصية التونسية نموذجا
السبيل أونلاين – تونس – كتاب » الشعب التنظيم » إن هذا الكتاب يقدم نموذجا للثورة قد أطلقنا عليه تكتيك الشعب التنظيم وذلك لإيماننا بعدم تلاؤم الأشكال التنظيمية مع الواقع الدكتاتوري ولكن تبقى هذه المحاولة هي الأولى في هذا الفن المقاوم يحتاج إلى جهد كبير من المفكرين والساسة كي يضيفوا عليها رؤاهم وربما ينموها كي تصبح إلى النضج أقرب وربما تكون الفكرة من حيث الفكرة كاملة النضج وهي أبعد ما تكون عن الواقع فنلمع بأننا لنا شرف المحاولة.ويكفي في هذا الوطن الجريح أن نقول لا و أن نسعى لتأسيس التيار الرافض . (فريد خدومة) لتحميل كتاب « الشعب التنظيم..الشخصية التونسية نموذجا » انقرعلى الرابط :
http://www.assabilonline.net/PDFs/Achaab-attandim-khadouma.pdf (الكتاب على صيغة البي دي اف PDF) (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 11 أكتوبر 2009)
المنظمة الدّوليّة للمهجّرين التّونسيّين » من أجل عودة كريمة وآمنة وشاملة لكل المهجرين التونسيين » بيــــــان
نحن مواطنون تونسيون مهجرون من كوادر وإطارات مختلفة الاختصاصات، نعد اليوم بالمئات (إعلاميون، أطباء، مهندسون، محامون، أساتذة، مربون، محاسبون، طلبة… الخ) ونتوزع على القارات الخمس في أكثر من خمسين دولة. تتواصل محنة تهجيرنا من وطننا تونس منذ ما يقارب العشرين سنة ، بسبب أفكارنا ومعارضتنا المدنية والسلمية للنظام الحاكم ونضالنا من اجل احترام الحريات وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. كما تمنع السلطات عنا أبسط الوثائق الإدارية منها بطاقة التعريف وجواز السفر وتقيم الاتفاقيات مع بعض الدول لمنعنا من دخولها وتمنع ذلك حتى عن العديد من أبنائنا. لقد اضطررنا لمغادرة وطننا بسبب حملات الاعتقال والمداهمات والتعذيب والترويع والمحاكمات غير العادلة التي تعرض لها آلاف التونسيين ولغياب الحريات العامة والخاصة. إن المؤلم أكثر، أن تهجيرنا من بلادنا رافقه ولا يزال حملات تشويه استعملت فيها كل الأساليب المشينة عبر وسائل الإعلام والدعاية الرسمية لانتهاك سمعتنا والنيل من أعراضنا، بما يتنافى مع كافة القيم الأخلاقية والإنسانية. وبالرغم من مرور عشريتين يستمر النظام في تجاهل هذه المأساة جملة وتفصيلا، ويرفض رفع المظلمة المسلطة علينا والاستجابة لمطلبنا الإنساني وتمكيننا من حقنا الطبيعي والدستوري في العودة إلى بلادنا بأمن وحرية وكرامة. إن استمرار هذه المظلمة، التي تطال كذلك الكثير من النساء والأطفال هي جريمة نكراء في حقنا وإهانة للشعب التونسي لن نسمح باستمرارها. نحن المهجرين التونسيين نطالب بتمكيننا من العودة إلى بلادنا وتمتعنا بكافة حقوقنا المدنية والسياسية لذلك فإننا نتوجه إلى كافة أبناء شعبنا التونسي لمساندتنا والى كل المنظمات والجمعيات والأحزاب لتبني قضيتنا سواء في تونس أو خارجها. إننا نناشدكم، أيها التونسيون، ويا أحرار العالم، الوقوف معنا ومساندتنا حتى تحقيق مطلبنا المشروع وحلمنا الكبير في عودة آمنة وكريمة إلى بلادنا تونس. عاشت تونس حرة لكل التونسيين باريس في :30 سبتمبر 2009 المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين الرئيس:نور الدين ختروشي
ودعت أيضا في حوار خاص إلى توعية المحجبات المتضررات بطرق ووسائل التظلم لدى المحاكم
حقوقية: القضاء نافذة لوقف ظلم المحجبات بتونس (مقابلة)
محمد أحمد تونس – اعتبرت الناشطة الحقوقية التونسية إيمان الطريقي أن أداء المنظمات الحقوقية التونسية في رفع الظلم عن المحجبات في بلدها « غير كاف »، وطالبت هذه المنظمات باستخدام مختلف الوسائل القضائية والإعلامية لإلغاء ما أسمته بـ »القوانين الظالمة » التي تقيد الحريات في تونس ومنها حرية ارتداء الحجاب. جاء ذلك في حوار خاص مع « إسلام أون لاين.نت »، دعت فيه أيضا لرصد الانتهاكات بحق المحجبات وتوعية المتضررات منهن بطرق ووسائل التظلم لدى المحاكم، مؤكدة أن مضايقة المحجبات في تونس « مساس خطير بحقوق المرأة » في هذا البلد. كما فندت إيمان الطريقي، وهى عضوة مؤسسة في منظمة « حرية وإنصاف » للدفاع عن حقوق الإنسان، ما تقوله السلطات التونسية بأنها لم تمنع اللباس المحتشم وإنما منعت فقط بعض أشكال الحجاب الدخيلة والطائفية، مؤكدة أن ما تقوله السلطات بهذا الخصوص هو مجرد « مبررات واهية » لتفادي الانتقادات المحلية والدولية اللاذعة الموجهة لها، وطالبت النظام التونسي بمراجعة « أهل الذكر في توصيف ارتداء الحجاب وشكله ». وفيما يلي نص الحوار: * المنظمات الحقوقية ومنها منظمتكم عادت مع بداية السنة الحالية للحديث عن حملة مكثفة تستهدف المحجبات فما تعليقكم؟ – مضايقة المحجبات مساس خطير بحقوق المرأة في ارتداء ما ترتضيه لنفسها من لباس دون تحديد أو تفصيل أو تدخل، وإذا كانت المرأة التونسية تصبو إلى الحرية وترفض الوصاية غير الشرعية فليس من حق أي جهة أن تنصب نفسها وصية عليها لترتهن حريتها بقرارات أقل ما يقال فيها إنها لا دستورية ولا قانونية ولا أخلاقية أيضا، وهي تمثل عدوانا صارخا على من فضلن الاحتشام من فتيات تونس. وعلى الذين يتعرضون للمحجبات بحجة تطبيق المنشور 108 سيئ السمعة الصادر سنة 1981، أن يفهموا أن هتك ستر المرأة باقتلاع حجابها عند باب المؤسسات التعليمية أو منعها من العمل لن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، وأن كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين هي السفلى. إضافة إلى ذلك فإن ارتداء الحجاب، وعلاوة على كونه يدخل ضمن الحريات الشخصية التي كفلها الدستور فهو من المسائل التي تتعلق بالقناعات الدينية للأفراد التي نص الدستور على حمايتها من خلال تنصيصه على حماية المعتقد. وحقيقة فإن الكرة الآن بين أيدي السادة علماء الدين في العالم الإسلامي وفي تونس على وجه الخصوص، وعلى هؤلاء وفي مقدمتهم سعادة مفتي الديار التونسية أن يبسطوا رأي الدين في هذه المسألة، وأن يفتونا في الحجاب، ويبينوا لنا هل هو تكليف شرعي علينا نحن نساء المسلمين الالتزام به، أم إنه مجرد « زي طائفي » و »دخيل » كما تروج لذلك الحكومة التونسية. والحقيقة هي أن هذه الحملة ضد المحجبات تندرج ضمن حرب لا هوادة فيها تستهدف الإسلام وأهله، وهي حملة تكالب علينا فيها القريب قبل البعيد، وأصبح الإسلام مستهدفا من الداخل عبر طوابير الإلحاق الحضاري مثلما هو مستهدف من الأعداء الخارجيين وأكثر. وقد تداعت علينا الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها مصداقا لقول الحبيب المصطفى، حتى باتت بعض الدول تتدخل في كيفية فهمنا لديننا، وتضغط من أجل أن نغير مناهجنا التربوية، وحتى لا نذيع بعض الآيات القرآنية التي تتحدث عن الجهاد أو تلك التي تتعرض لليهود. * لكن السلطة التونسية قالت إنها منعت بعض أشكال الحجاب الدخيلة والطائفية فقط، وأنها لم تمنع اللباس المحتشم ومنه غطاء الرأس أو « الفولار » التونسي.. ما قولكم في ذلك؟ – أولا: على النظام أن يراجع أهل الذكر في توصيف ارتداء الحجاب وشكله، وقد طالبنا بذلك مرارا وتكرارا، ولا زلنا ننتظر القول الفصل من المراجع الدينية وعلماء الأمة في هذا الأمر، وبعد ذلك فليتحمل كلّ مسئوليته، وليتذكر أنه سيقف بين يدي ربه يوم لا ينفع مال ولا بنون، ولا جاه ولا سلطان، إلا من أتى الله بقلب سليم. ثانيا: نحن في « حرية وإنصاف » ومعنا بعض النشطاء الحقوقيون سجلنا في أكثر من مناسبة منع الفتيات من مزاولة دراستهن رغم ارتدائهن للفولار، وقد رفع المحامي « عبد الوهاب معطر » قضية عدلية ضد وزير التربية ومدير إحدى المؤسسات التربوية بجهة صفاقس بعد أن أثبت عبر عدل إشهاد منع إحدى الفتيات من الدراسة رغم ارتدائها للفولار. والواضح أن ما تقوله السلطة بهذا الخصوص ليس إلا ذرا للرماد في العيون، وهي تتحجج على ما يبدو بهذه المسألة لتتفادى الانتقادات اللاذعة الموجهة لها من قبل منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية ومن المؤسسات والشخصيات الإسلامية. * أنت محجبة وتعلمين أن الحجاب لم يعد يعني بالضرورة الالتزام مثلما كان في السابق.. ما تعليقك؟ – نحن في عالم الشهادة والله وحده يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم الرجل يرتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان، وبناء على هذا الحديث علينا أن نحسن الظن بالمحجبات مع التأكيد على أنه فعلا هناك بعض أشكال الحجاب التي ربما لا تلتزم بالضوابط الشرعية والله أعلم، وعلى أي حال، فإن ظاهرة ارتداء الحجاب ما تنطوي عليه من نية حسنة هي ظاهرة إيجابية وهي أفضل من السفور. وأنا أقول هذا الكلام لأن هناك من يريد أن يبرز أن الشعب التونسي قليل التمسك بدينه، وأنه بات أقرب في نمط حياته إلى المجتمعات الغربية، وأنا أقدّر أن ظاهرة الحجاب، التي عادت بقوة في بلادنا، دليل قوي على أن هذا الشعب مؤمن رغم بعض الظواهر والانحرافات المارقة، والغالبية العظمى منه مطمئنة لعقيدتها وبعقيدتها الإسلامية، ومتمسكة بها وهي في حاجة إلى مساحات أكبر من الحرية لممارسة شعائرها بعيدا عن الحيطة والاحتياط. إن كثيرا من الشباب الملتحين والفتيات المتحجبات أو حتى خارج هذين الصنفين، متمسكون بشدة بإسلامهم وشعائره، وإيمانهم لا يتزعزع، ولا علاقة لتدينهم هذا بأيّ تعبيرة سياسية، إلا إذا اعتبر البعض أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ممارسة سياسية خارجة عن القانون وتستحق العقاب إذا صدرت من المتدينين وغير سياسية إذا صدرت من غير المتدينين. * أنتم كمنظمات حقوقية تبدون عاجزين عن حماية المحجبات من هذا الاستهداف؟ – بالعكس المنظمات الحقوقية صادقة، ومنها منظمة « حرية وإنصاف » التي أتشرف بعضويتي في مكتبها التأسيسي، متجندة للدفاع عن المحجبات ولإبراز ما يعانينه من تنكيل بسبب هذا التكليف الشرعي، ولكن هذا الذي نقوم به لا يكفي في اعتقادي، والمطلوب اليوم هو السعي بمختلف الوسائل القضائية والإعلامية لإلغاء العمل بالمناشير الظالمة والمعادية للحريات لاسيما المنشورين 108 و102. ولا يكون ذلك إلا بالرصد الدقيق لكل الانتهاكات وتوعية المتضررات بعدم قانونية أي قرار يستند إلى هذه المناشير، وإرشادهن إلى كيفية التظلم لدى المحاكم للدفع بعدم مشروعية ما تعرضن له وهناك سوابق إيجابية في هذا المجال. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 11 أكتوبر 2009)
نقابيو مصر يتضامنون مع عمال تونس المسجونين السبت، 10 أكتوبر 2009 – 19:11
كتب مصطفى النجار فى إطار فعاليات اليوم العالمى للتضامن مع عمال ونقابيى تونس المسجونين، والذى شاركت فيه العديد من المنظمات الحقوقية والاتحادات العمالية الدولية، أقامت دار الخدمات النقابية والعمالية بالتعاون مع مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان مساء أمس الجمعة 9 أكتوبر ندوة تضامنية حضرها العشرات من القيادات العمالية ممثلين للعديد من المناطق الصناعية فى مصر. شارك فى الندوة من المواقع العمالية فى مدن العاشر من رمضان والسادات والمحلة الكبرى، ومن محافظتى الإسماعيلية وحلوان، بالإضافة لممثلين عن النقابة المستقلة لموظفى الضرائب العقارية، وحركة الإداريين وعمال شركة طنطا للكتان والزيوت، وأعلن المشاركون تضامنهم الكامل مع العمال المسجونين مطالبين بسرعة الإفراج عنهم، وعرض فيلم تسجيلى أستعرض الأحداث التى تمت فى يناير 2008. كان العمال المسجونون قد تم سجنهم على خلفية أحداث منطقة الحوض المنجمى بمدينة قفصة التونسية، حيث جرى تنظيم عدة محاكمات غير عادلة ضد النقابيين والمنخرطين فى حركة الاحتجاج السلمى لأهالى الحوض المنجمى، التى نتجت عنها أحكام مغلظة بالسجن على 38 شخصا من النقابيين والعمال بأحكام تتراوح بين عامان إلى عشر أعوام، وعلى الرغم من استئناف الحكم فى فبراير الماضى إلا أن الأحكام التى اعتبروها « جائرة » لم تختلف كثيراً، وكانت قد وجهت إليهم تهم الانخراط فى عصابة، بقصد ارتكاب جرائم اعتداء على النظام العام، والمشاركة فى عصيان وتعطيل السير فى الطرق العمومية. وأشار كمال عباس المنسق العام لدار الخدمات النقابية والعمالية، إلى أن الندوة تأتى للتضامن مع عمال الحوض المنجمى بتونس الذين تعرضوا للتعسف والاعتقال، مضيفاً أن الأوضاع فى تونس تشبه إلى حد كبير ما يحدث بمصر من رشوة وفساد وسيطرة رجال الأعمال على مقاليد الأمور. وأكد صلاح الأنصارى ممثلاً عن عمال حلوان، انه فى عام 1947 اقتحمت قوات الشرطة شركة غزل المحلة واعتقلت العديد من العمال، وهو ما حدث أيضا فى عام 1989 فى إضراب الحديد والصلب بحلوان، وعام 1994 فى إضراب عمال كفر الدوار، أى أن العمال فى كل من مصر وتونس يتعرضون لنفس الانتهاكات. ودعا محمد شلبى منسق حركة الإداريين، إلى توحد جميع الفئات فى مصر وخارج مصر ضد طبقة رأس المال التى استباحت كرامة وحقوق العمال من أجل تحقيق أرباح خيالية على حساب تلك الطبقة الكادحة. فى حين دعا كمال أبو عيطة رئيس النقابة العامة للضرائب العقارية المستقلة إلى وقفة احتجاجية أمام السفارة التونسية تضم جميع الفئات العمالية، كرد فعل عملى على الممارسات الوحشية التى تمارسها السلطات التونسية وقوات الأمن التى اعتقلت وشردت وقتلت عشرات العمال لأنهم احتجوا على الأوضاع المعيشية الصعبة.
(المصدر : صحيفة « اليوم السابع » المصرية بتاريخ 10 أكتوبر 2009 ). الرابط :
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=144250&SecID=97&IssueID=0
معارضون: انتخابات تونس إقصائية
عبد الله بن عالي-باريس قبل نحو أسبوعين من الانتخابات الرئاسية في تونس, تسارعت وتيرة الانتقادات لظروف إجراء تلك الانتخابات التي وصفها معارضون بأنها إقصائية. وفي هذا الصدد ندد معارضون تونسيون بارزون بظروف تنظيم الانتخابات المزمع إجراؤها في 25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري. وقال هؤلاء القادة السياسيون في ندوة بباريس بعنوان « المسألة التونسية عشية الانتخابات الرئاسية » نظمها طلبة مدرسة العلوم السياسية إن الاقتراع يأتي في سياق « إقصائي وسلطوي تغيب فيه أبسط شروط التعددية والتنافس الحر ». وأكد المشاركون أن الاقتراع سيفضي إلى « تجديد البيعة » للرئيس زين العابدين بن علي الذي يحكم البلاد منذ السابع من نوفمبر/تشرين الثاني 1987. وقال زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي أحمد نجيب الشابي إن السلطات التونسية عمدت، العام الماضي، إلى إقرار « قانون على المقاس » بهدف إقصائه شخصيا من المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي قال إنها ستجري مجددا في « سياق إقصائي ». وقال المعارض التونسي إن غياب الحريات العامة واحتكار السلطة القائمة لوسائل الإعلام العمومية وتبعية القضاء للحكومة وهيمنة مؤسسة رئاسة الجمهورية على مؤسسات الدولة الأخرى أدت إلى « انسداد كامل في الحقل السياسي ». واعتبر الشابي أن بن علي « يحذو حذو الدكتاتوريين الإسباني فرانسيسكو فرانكو والتشيلي أوغيستو بينوشيه اللذين كانا يبرران الاستبداد بالنجاح الاقتصادي »، مؤكدا أن وضع هذين البلدين تحسن اجتماعيا واقتصاديا بعد خلاصهما من الدكتاتورية. وأردف القيادي في الحزب الديمقراطي التقدمي أنه « رغم تبجح السلطات بإنجازاتها الاقتصادية مازالت تعترف بأن معدل البطالة في البلاد يصل إلى 15% ». من جانبه أقر زعيم التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات مصطفى بن جعفر المشارك في الانتخابات بما أسماه صورية الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأكد أنها ستفضي بالضرورة إلى « تجديد المبايعة » لبن علي (73 عاما) لولاية رئاسية خامسة مدتها خمس سنوات. وأوضح المعارض التونسي أن قراره بالمشاركة في الاقتراع يهدف « حصرا » إلى بعث حركية في الحياة العامة بالبلاد، مشيرا إلى أن أكبر خطر يهدد تونس هو « عزوف الناس خاصة فئة الشباب عن السياسة ». وذكر بن جعفر أن حزبه يراهن على النضال السياسي السلمي من أجل إحداث التغيير المنشود في تونس. أما رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية منصف المرزوقي الذي دعا لمقاطعة الاقتراع، فقد شكك في سلامة حجج أطياف المعارضة التي تتبنى خيار المشاركة في ظل النظام القائم، وشدد على أنه « لا معارضة تحت سقف الاستبداد ». واعتبر المرزوقي أن ما أسماه عبثية اللعبة الانتخابية في تونس هي التي قادت حزبه وأطرافا معارضة أساسية أخرى مثل حزب النهضة الإسلامي إلى الابتعاد عن الانتخابات. وقال المرزوقي إن هدف تنظيمه هو التخلص من النظام القائم عن طريق ما سماه النضال السلمي. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 أكتوبر2009)
اليوم انطلاق الحملة: وفاء للألوان، وحزبان يخوضان الانتخابات لأوّل مرة
تونس-الصباح انطلقت الحملة الانتخابية لانتخاب رئيس الجمهورية وأعضاء مجلس النواب اليوم الأحد 11 أكتوبر 2009 في الساعة صفر على أن تنتهي يوم الجمعة 23 أكتوبر 2009 عند منتصف الليل. وتم ترسيم ما يزيد عن الـ5 ملايين و200 ألف ناخب… (مقابل 4620371 ناخبا وناخبة سنة 2004) للمشاركة في هذه الانتخابات. وقد تم تحديد القائمات النهائية للمترشحين بعد تعليقها في الولايات واعلان المجلس الدستوري عن قراراته بشأن الطعون المقدمة اليه فيما يتعلق بالترشحات. ثم كانت عملية القرعة الخاصة بالحصص الاذاعية والتلفزية التي ستنطلق غدا 12 أكتوبرفي حصص صباحية ومسائية. وانطلقت الاحزاب والقائمات المستقلة في الاستعداد المادي واللوجستي للحملة. كما قامت السلطات الجهوية بتخصيص اماكن تعليق البيانات والصور الخاصة بالمترشحين للرئاسية والقائمات المترشحة للتشريعية وفق ضوابط محددة في المجلة الانتخابية التي نصت في فصلها 33 « تخصص السلطة الإدارية طيلة الحملة الانتخابية أماكن معينة لوضع الإعلانات الانتخابية. وفي هذه الأماكن تخصص مساحات متساوية لكل مترشح بالنسبة للانتخابات الرئاسية أو لكل قائمة من قائمات المترشحين بالنسبة للانتخابات الأخرى… » ونص الفصل 34 كذلك: »تخصص الأماكن حسب ترتيب ورود المطالب التي يجب تقديمها خلال :الخمسة أيام الموالية ليوم إعلان المجلس الدستوري عن القائمة النهائية للمترشحين لرئاسة الجمهورية،واليومين المواليين ليوم تعليق القائمات النهائية من قبل الوالي بالنسبة إلى انتخاب أعضاء مجلس النواب… » وحدد الفصل 35 حتّى حجم المعلقات والأعلام والصور. الترشحات الرئاسية والتشريعية ويذكر أن المجلس الدستوري وفيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية كان اعلن صحة ترشح كل من الرئيس زين العابدين بن علي مرشح التجمع الدستوري الديمقراطي، السيد محمد بوشيحة: مرشح حزب الوحدة الشعبية ،السيد أحمد الاينوبلي: مرشح الاتحاد الديمقراطي الوحدوى والسيد أحمد ابراهيم: مرشح حركة التجديد. كما تم الاقراربصحة ترشح 182 قائمة بين قائمات أحزاب (9 أحزاب مترشحة ممثلة بـ167 قائمة) وقائمات مستقلة (15 قائمة). وقد حدد عدد المقاعد في مجلس النواب بـ214 في 26 دائرة (مقابل 189 مقعدا في 26 دائرة انتخابية سنة 2004). وترشحت في هذه الدوائر 9 أحزاب (مقابل 7 احزاب سنة 2004). الأحزاب المترشحة وقد ترشحت الاحزاب التالية لانتخابات 25 أكتوبر 2009 وهي: ـ التجمع الدستوري الديمقراطي بـ26 قائمة (26 قائمة سنة 2004) اللون الاحمر(نفس اللون سنة 2004) – حركة الديمقراطيين الاشتراكيين:23 قائمة (26 قائمة سنة 2004) اللون الاخضر. (نفس اللون سنة 2004) – حزب الوحدة الشعبيّة:23 قائمة (26 قائمة سنة 2004) اللون الذهبي (نفس اللون سنة 2004) ـ الاتحاد الديمقراطي الوحدوي 22 قائمة (23 قائمة سنة 2004) اللون البني (نفس اللون سنة 2004) – الحزب الاجتماعي التحرّري:22 قائمة (23 قائمة سنة 2004) اللون البرتقالي. (نفس اللون سنة 2004) – حزب الخضر للتقدّم: 21 قائمة (أول مشاركة في الانتخابات) اللون سفرجلي – حركة التجديد / المبادرة الوطنيّة من أجل الديمقراطيّة والتقدّم:13 قائمة (21 قائمة سنة 2004) اللون الازرق (نفس اللون سنة 2004) – الحزب الديمقراطي التقدمي:9 قائمات (16 قائمة سنة 2004) اللون الاصفر (نفس اللون سنة 2004) – التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات:7 قائمات (أول مشاركة في الانتخابات). اللون عاجي القائمات المستقلة وبخصوص القائمات المستقلة ترشحت لانتخابات 25 اكتوبر15 قائمة مقابل 7 قائمات فقط سنة 2004 وكانت في كل من بنزرت (قائمة الطليعة) لون مرمري، نابل (قائمة التحالف الوحدوي) لون شكلاطي، زغوان (قائمة الضمير) لون عسلي، زغوان (قائمة من اجل الوطن) لون سفرجلي، القيروان (قائمة من اجل الوطن) لون رملي، توزر (قائمة من اجل الوطن) لون فستقي، صفاقس الاولى (قائمة المساندة للسابع من نوفمبر) لون مرمري. والقائمات المستقلة المترشحة لانتخابات 25 اكتوبر2009 هي: – الديمقراطية والعدالة الاجتماعية:تونس2 برئاسة نوفل الزيادي(اللون بحري) – الديمقراطية والعدالة الاجتماعية: نابل برئاسة نور الدين شواطي(اللون بحري) – الديمقراطية والعدالة الاجتماعية: منوبة برئاسة منير خير الدين(اللون بحري) – الديمقراطية والعدالة الاجتماعية: القيروان برئاسة كمال عبداوي(اللون رملي) – الديمقراطية والعدالة الاجتماعية:القصرين برئاسة عمري الزواوي(اللون نعناعي) – الديمقراطية والعدالة الاجتماعية:اريانة برئاسة فرحات رداوي(اللون مشمشي) – الديمقراطية والعدالة الاجتماعية:سليانة برئاسة عادل العلوي(اللون مشمشي) – الديمقراطية والعدالة الاجتماعية:الكاف برئاسة عادل العياري (اللون عسلي) – الديمقراطية والعدالة الاجتماعية:تونس 1 برئاسة منى الوسلاتي(اللون نعناعي) – الديمقراطية والتنمية: قفصة برئاسة محمد الخليفي(اللون رملي) – لاجلك يا تونس الخضراء: قفصة برئاسة توفيق جلول (اللون بحري) – التفاؤل بالمستقبل: قبلي برئاسة عثمان عكرمي (اللون نعناعي) – تنمية،ديمقراطية،وحدة: توزر برئاسة عبد الرحمان خليفي(اللون فزدقي) – الاصلاح والتنمية: زغوان برئاسة محمد الحبيب المستيري(اللون نحاسي) – الاصلاح والتنمية:تونس1 برئاسة فتحي التوزري(اللون زيتوني) سفيان رجب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية ? تونس) الصادرة يوم 11 أكتوبر 2009)
الرئيس التونسي يؤكد ان الانتخابات ستجري « بشفافية ونزاهة »
اعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الاحد ان الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في 25 تشرين لاول/اكتوبر ستجري « بشفافية ونزاهة ». وجاء كلام بن علي المرشح لولاية خامسة في مواجهة ثلاثة مرشحين من المعارضة خلال تجمع انتخابي سجل انطلاق الحملة الانتخابية في تونس. وقال بن علي (73 عاما) امام الاف من ناشطي حزبه في قصر الرياضة في رادس في الضاحية الجنوبية للعاصمة « لقد حرصنا على ان نوفر لهذه الانتخابات كل ضمانات الشفافية والنزاهة. واتحنا لمن يرغب في متابعتها من البلدان الشقيقة والصديقة مواكبة سيرها. وبعثنا مرصدا وطنيا لمراقبة فعالياتها يضم شخصيات معروفة بكفاءتها ونزاهتها واستقلاليتها ». واضاف ان « الانتخابات عنوان نضج وحضارة. وهي مظهر من مظاهر سيادة الشعب. وهي التعبير الراقي عن السلوك الديموقراطي وعن الوعي بواجبات المواطن وحقوقه ». واعتبر بن علي، وهو مرشح حزب التجمع الدستوري الديموقراطي الذي يهيمن على البرلمان بغالبية ساحقة، ان الانتخابات « مناسبة متجددة لترسيخ تعدد الترشحات للرئاسة وتعدد الالوان السياسية في قائمات المترشحين لمجلس النواب ». ووعد « ببذل كل الجهود لتطوير الاعلام وتنويعه »، مؤكدا « عدم وجود محظورات لما يتناوله الاعلام من قضايا وملفات، الا ما يتنافى مع ضوابط القانون واخلاقيات المهنة ». وجاءت مواقف الرئيس التونسي بعدما اعلن الحزب الديموقراطي التقدمي المعارض الاحد انه قرر مقاطعة الانتخابات التشريعية، متهما السلطات بتهميش المعارضة. وقال الحزب في بيان « قررت اغلبية اعضاء اللجنة المركزية (…) بعد نقاش مستفيض للاوضاع، مقاطعة الحزب لهذه المهزلة الانتخابية حتى لا يكون شاهد زور على انتخابات مغشوشة ». كذلك، اعلنت هيئة تحرير صحيفة « الطريق الجديد » الاسبوعية لسان حال حركة التجديد المعارضة انه تمت مصادرة عددها ليوم السبت بداعي « انتهاك القانون الانتخابي ». واوضح حاتم الشعبوني مدير الصحيفة التي تصدر باللغتين العربية والفرنسية، ان العدد الذي صودر يتضمن البرنامج الانتخابي لاحمد ابراهيم الامين العام لحركة التجديد والذي ترشح للانتخابات الرئاسية. وكان بن علي اعلن ترشحه لولاية خامسة في اب/اغسطس 2008، ويخوض الانتخابات الرئاسية في مواجهة ثلاثة منافسين هم قادة احزاب من المعارضة البرلمانية المعتدلة. وتنظم الانتخابات الرئاسية والانتخابات التشريعية في شكل متزامن. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية ( أ ف ب) بتاريخ 11 أكتوبر 2009 )
تونس-انتخابات-/بن علي:بن علي يتعهد بمزيد من الاصلاحات في افتتاح حملته الانتخابية
من طارق عمارة تونس 11 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) – تعهد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي – الذي يخوض هذا الشهر سباق الانتخابات الرئاسية – اليوم الاحد بتوسيع الحريات والديمقراطية في البلاد واتاحة المزيد من فرص العمل امام الشبان اذا اعيد انتخابه لفترة ولاية رئاسية خامسة. ويعتقد على نطاق واسع ان بن علي (73 عاما) امامه طريق مفتوح للفوز بولاية رئاسية خامسة حينما تجري الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 25 من الشهر الحالي. ويخوض السباق ثلاثة معارضين لمنافسة الرئيس في انتخابات الرئاسة المقبلة وهم أحمد ابراهيم مرشح حركة التجديد اليسارية ومحمد بوشيحة مرشح حزب الوحدة الشعبية واحمد الاينوبيلي مرشح حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وهو ذو توجه قومي. وقال بن علي متحدثا أمام الاف من انصاره برادس في خطاب افتتح به حملته الانتخابية « ستكون الفترة القادمة مرحلة دعم أكبر من الدولة للاحزاب السياسية ولصحافتها وصحافة الرأي بصورة عامة ». وأضاف « سنعمل خلال الفترة القادمة على بذل مزيد الجهود لتطوير اداء الاعلام وتنويعه ..وحتى يتطرق الى المواضيع بأكثر جرأة ». ومضى يقول « كما سنعمل على ترسيخ مقومات الديمقراطية المحلية وتوسيع مجالات الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني ». وتواجه تونس انتقادات واسعة بالتضييق على المعارضين وتشديد الرقابة على الصحافة وحرية التعبير. ويقول مؤيدو بن علي إنه حقق رخاء اقتصاديا واجتماعيا في البلاد التي يبلغ عدد سكانها حوالي عشرة ملايين نسمة. لكن منتقدي حكومة بن علي يقولون إنه يتعين عليه فعل الكثير في مجال الديمقراطية وتوسيع حرية التعبير والصحافة. وتعهد بن علي باتاحة مزيد من فرص العمل أمام الشبان وقال » سنعمل على تغطية الطلبات الاضافية للسنوات الخمس القادمة باحداث 425 الف موطن شغل بما يقلص نسبة البطالة بنقطة ونصف مع نهاية الفترة ». وتعتبر بطالة خريجي الجامعات الذي يبلغ عددهم 80 الف شاب سنويا من اهم المعضلات التي تؤرق حكومة بن علي. وتسعى الحكومة إلى جذب مزيد من الاستثمارات لتسريع وتيرة النمو الاقتصادي وتخفيض نسبة البطالة التي تصل إلى نحو 14 بالمئة. لكن بن علي شدد على ان توفير فرص العمل سيكون اولويته خلال السنوات الخمس المقبلة وقال ان « شعار الخماسية المقبلة لا اسرة تونسية دون شغل او مورد رزق لأحد افرادها على الاقل قبل 2014 ». وقال انه سيعمل على تحقيق مستوى أفضل لمعدل الدخل الفردي يصل الى نسبة 40 بالمئة اي ليبلغ 7 الاف دينار عام 2014 . ويحكم بن علي تونس منذ 1987 خلفا للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 11 أكتوبر 2009 )
أحمد الاينوبلي لــ »الصباح » :
ننبذ سياسة الكراسي الشاغرة ورهاننا سياسي وليس انتخابيا نشارك في الاستحقاق الانتخابي من أجل التضامن بين الفئات والتكافؤ بين الجهات
تونس- الصباح: دعا مرشح الانتخابات الرئاسية 2009 احمد الاينوبلي الى ايجاد جيل جديد من الاصلاحات السياسية افقها جمهورية برلمانية تقوم على مبادئ واسس وطنية. وكشف الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي بان برنامجه الانتخابي رؤية لم يطرحها اي حزب من الأحزاب المنافسة. وشن الاينوبلي حربا شديدة على من يصفون حزبه بالموالي. الصباح التقت السيد احمد الأينوبلي وكان لها معه الحوار التالي: بداية لو تحدثنا عن برنامجكم الانتخابي ومجالات اختلافه مع بقية المترشحين للانتخابات الرئاسية؟ برنامجنا الانتخابي « للرئاسية » يرتكز على عدة مفاصل.. فنحن ندعو الى جيل جديد من الاصلاحات السياسية افقها جمهورية برلمانية بما يعنيه من تثبيت وترسيخ لقيم ومبادئ الجمهورية ومؤسساتها ومن خلال توسيع مجال الرقابة البرلمانية لعمل الحكومة. وفي الجانب الاقتصادي فإن أهم عنصر هو اعتبارنا ان القطاع العام هو قاطرة التنمية ومحركها الرئيسي مع توخي اسلوب الشراكة الفاعلة بين القطاع العام والقطاع الخاص في أغلب المجالات التنموية وخاصة في المناطق الداخلية التي لم تأخذ حظها المطلوب في التنمية وفي الشراكة بين القطاعين التي من شأنها ان ترتقي بالجهات الداخلية وتحقق توازنا وتكافؤا بين الجهات فضلا عما يترتب عن ذلك من مواجهة المشكلات الاجتماعية المطروحة اهمها مشكلة البطالة خاصة في صفوف الشباب خريجي الجامعات. اما بخصوص اختلافنا مع بقية المترشحين وهو ان برنامجنا يمس الخيار التنموي اذ أننا نختلف مع بقية البرامج في مسألة الشراكة بين القطاع العام والخاص وهي رؤية ـ وعلى حد علمي ـ لم يطرحها أي حزب من الأحزاب المتنافسة على الساحة الوطنية. وعلى مستوى رؤيتنا للعلاقات الاقليمية والدولية هو ان حزبنا يتمسك بوحدة الوطن العربي بداية من التكامل الاقتصادي الى مرحلة الانتاج في هيكل تنظيمي عبر الأسلوب الديمقراطي الذي يرتقي بمجتمعنا العربي وفعله في مواجهة مشكلات التخلف والتنمية، فضلا عن تأكيدنا على العمق المغاربي والعربي لعلاقاتنا وضرورة توطيد علاقاتنا الاقتصادية والسياسية نحو محيطنا الافريقي ونحو دول امريكا الجنوبية ودول اسيا التي يمكن ان تمثل لنا فضاء اقتصاديا منتجا وهذا ما يعني الغاء او التخلي عن العلاقات الاقتصادية التقليدية. دعنا نتحدث عن خلفيات شعاركم الانتخابي وما هي طبيعة الخطاب الذي ستتقدمون به الى الناخب التونسي؟ شعارنا من اجل التضامن بين الفئات والتكافؤ بين الجهات ومن هذا المنطلق فنحن نتوجه للمواطن بحلول لمشكلات الواقع المعيش من اجل تجاوز بعض النقائص او المعوقات التي تعترضنا ومن بين هذه المشكلات المطروحة اليوم مشكلة التفاوت بين الجهات على المستوى التنموي لذلك ركزنا على هذا الجانب ونرى اليوم انه صار لزاما على الدولة ان تنهض أكثر بالجهات الاقل حظا وذلك تدعيما للعدالة بين مناطق البلاد وهي التي ستفرز بدورها عدالة بين فئات المجتمع على مستوى الدخل والعيش. كما تعلمون سي احمد، هناك من يصف حزبكم بانه مجرد قطعة كبيرة في ديكور الحياة السياسية فكيف تردون؟ بعد ان صمت قليلا وأشعل سيجارته قال الاينوبلي « بداية هذا التصنيف لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بانه قطعة ديكور هو تصنيف ينم عن جهل اصحابه بمنطلقات واهداف الحزب وبرنامجه ورؤيته المجتمعية لأن هذا البرنامج يختلف في عديد النقاط على المكونات الأخرى في الساحة السياسية وبالتالي لا يمكن وصف حزبنا بانه قطعة ديكور. اما اذا كان المقصود بقطعة الديكور التنوع السياسي فكل مكونات الساحة السياسية تمثل فسيفساء متعددة الألوان. واذا كان المقصود به شيئا آخر بمعنى الموالاة للسلطة فنقول لهؤلاء رجاءا قليلا من الأخلاق السياسية فمن اعطاكم الحق بان تصنفوا الاحزاب وان تنصّبوا انفسكم حكما وانتم في ذات الوقت طرف في المنافسة.. اما اذا كانت الغاية من وراء هذا التصنيف من لدن البعض محاولة للارتزاق السياسي على حساب الآخر فان التجربة اثبتت افلاس هذا الخيار والعمل السياسي يجب ان يكون مسؤولا. والاتحاد الديمقراطي الوحدوي حزب نأى بنفسه عن الدنكيشوطية وعن سحب الدخان التي لا تترك اثرا على الأرض فبعض هذه الأطراف ممن تصفنا بالموالاة كنت تسمع لها ضجيج الفرسان التي لا ترد صولاتهم ولما حانت لحظة الجد حينما قدموا قائماتهم الانتاخبية تجد جلها ان لم تكن جميعها مكونة من عناصر كانت مناضلة باحزاب وصفوها دائما بالموالاة فنحن الوحيدون المسؤولون عن خط وخيارات حزبنا ونحن لسنا من القيادات التي تحمل رتب « جينرالات دون عسكر ». هناك بعض الدعاة لمقاطعة الاستحقاق الانتخابي 2009 بدعوى معرفة النتائج مسبقا فكيف تردون؟ نحن لسنا دعاة للمقاطعة لايماننا بان شرف الانسان يكمن في محاولة تجاوز الصعاب ومصارعة الواقع مهما كانت مفرداته. كما اننا ندرك حقيقة حجمنا التنظيمي ومع ذلك نحاول حلحلة الواقع الوطني باتجاه التطوير والتحديث ولسنا من دعاة « الكراسي الشاغرة ». اما الذين اختاروا هذا النهج فهم يحاولون البحث عن رتبة متقدمة دون « خوض المعارك » اما الحديث على ان الانتخابات نتائجها محسومة سلفا فاذا كان المقصود به بان الانتخابات ستكون غير شفافة وغير نزيهة الى آخر مصطلحات هذا القاموس فجوابنا لهؤلاء هو ان الانتخابات لم تقع بعد حتى يحكم عليها سلفا وهو ما يجعل هذا الحكم اعتباطيا وتخمينيا ويدخل في باب التنجيم والماورائيات. اما اذا كان الموقف مبنيا على حقائق الواقع فإن للتجمع الدستوري الدمقراطي الذي سيخوض الانتخابات التشريعية ومرشحه سيخوض الانتخابات الرئاسية 3.8 مليون منخرط وجلهم ناخبون من مجموع 5.2 مليون ناخب ولو جاء طفل صغير لكان باستطاعته القيام بعملية حسابية ليعطيهم النتائج الانتخابية فلماذا اذا كل هذا الضجيج؟ اذا كان هذا رأيكم مسبقا فلماذا ترشحتم اذا؟ الا يعني هذا ديكورا؟ نحن ترشحنا ونعلم هذه المعادلة الحسابية من خلال تتبعنا للحجم التنظيمي لكل فاعل سياسي لذلك اعلنا ابان ترشحنا بأن رهاننا رهان سياسي وحضاري وليس انتخابيا. وترشحنا لا يأتي في سياق الديكور بل محاولة دعوة المواطن للاطلاع على برنامجنا ورؤانا المجتمعية سياسيا واقتصاديا وثقافيا في محاولة منا لاستمالته لأن شعبنا في تونس الذي يحق له الانتخاب ليس 5.2 مليون فقط بل قد يصل الى ضعف هذا العدد وحينما يقتنع بدوره فسيتبنى طروحات الاحزاب ويصبح مهتما بالشأن العام ويبادر بتسجيل اسمه في القائمات الانتخابية ليقوم بدوره، لهذا ترشحنا ولم نستسلم لواقع الاغلبية القائمة الآن ولم نفعل كغيرنا الذي يريد ان يقود الشعب ويحكمه بلا فعل ولا حتى محاولة الفعل. ختاما ماذا تقولون؟ نختم بالقول ان تونس وطن الجميع ولا يحق لاي كان مهما علا شانه وصراخه التفريط فيه او في جزء منه او في مكتسباته لانه لا احد يملك حق التفويت فيه او المساس بالمنجز الوطني لانه ليس ملكا لاحد بل هو ملك للاجيال المتعاقبة. ومن خلال هذا النداء نقول لمن يصفنا بالديكور والموالاة نعم نحن ديكور يزين وطننا وموالون للوطن ولامتنا العربية ولمكتسباتها الحضارية. خليل الحناشي (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 11 أكتوبر 2009 )
بعد أن ازداد ثقلهم الانتخابي:
العمل السياسي الافتراضي.. لاستقطاب الشباب
تونس-الصباح قبل اقل من أسبوعين عن يوم الاقتراع للانتخابات التشريعية والرئاسية المقرر في 25 أكتوبر الجاري، كثفت الأحزاب السياسية المتنافسة على كسب صوت الشباب، بطرق وأساليب مختلفة، هذه الفئة التي ازداد وزنها الانتخابي ثقلا بعد تعديل المجلة الانتخابية الذي أضاف نصف مليون ناخب جديد من الشباب ممن تبلغ أعمارهم 18 سنة. وقد ساهم التخفيض في السن الدنيا للانتخاب إلى 18 سنة في مزيد إنعاش الحياة السياسية بدم جديد وروح شبابية. وهو ما دفع مختلف الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات إلى إقرار برامج وخطط دعائية لاستقطاب هذه الفئة المهمة واقناعها بالمشاركة في العملية الانتخابية. فضلا عن تشريك نسب متفاوتة من الكفاءات الشبابية ضمن قائماتها الانتخابية. ورغم حضورهم النسبي في أحزاب المعارضة المشاركة في الانتخابات، سواء من حيث المنخرطين، او من حيث المشاركين في مختلف حلقات النقاش والمنتديات السياسية، أو في القائمات الانتخابية، تبين أن حزب التجمع الدستوري الديمقراطي يظل دون منازع أكثر حزب نجح ليس فقط في استقطاب نسب كبيرة من الشباب في صفوف منخرطيه، لكن أيضا بادر بتشريك نسبة ليست بالهينة من الشباب تفوق 30 بالمائة ضمن أعضاء قائماته الانتخابية المرشحة للانتخابات التشريعية. فضلا عن حضروهم المكثف ضمن اللجنة المركزية للحزب. كسب صوت الشباب لكن كسب صوت الشباب ليس بالأمر الهين، إذ أن المعضلة الأساسية التي باتت تعيق الأحزاب السياسية هي في كيفية مخاطبة هذه الفئة بلغة تفهمها وقريبة من أبجديات مشاغلها واهتماماتها اليومية. خاصة وأنه اتضح أن الأساليب القديمة، والخطاب الدعائي الكلاسيكي لم تجد نفعا في اقناع نسبة كبيرة من الشباب على المشاركة الفاعلة ليس فقط في الحياة السياسية والجمعياتية، ولكن أيضا في ممارسة حقه في الانتخاب. وهو دفع، والحال كذلك، جل الأحزاب، بأشكال وتعبئة متفاوتة إلى الرهان على الشباب، في المحطة الانتخابية الحالية. مستغلة ما تتيحه الإمكانيات الحديثة للاتصال من فضاءات رحبة سهلة الولوج يمكن عبرها لفت انتباه جيل الانترنيت والجوال والتطبيقات الإعلامية.. النضال الالكتروني.. وقد بات اليوم استغلال تكنولوجيات الاتصال خاصة شبكة الانترنيت للدعاية للبرامج الانتخابية والاستقطاب السياسي خاصة لفئة الشباب واقعا ملموسا، بل إن مفاهيم جديدة في العمل السياسي فرضت نفسها، على غرار العمل السياسي الافتراضي أو ما يسمى بالنضال الالكتروني، عبر شبكة الانترنت التي مكنت الشباب التونسي من الخروج من الانكماش والتعبير عن رأيه والمشاركة في الحياة العامة ولو عن بعد. واتجهت بعض الأحزاب السياسية إلى مخاطبة الشباب من خلال مجموعات الأصدقاء على شبكات الانترنت، وهي فضاءات افتراضية منتشرة أساسا في مواقع دردشة الكترونية تستقطب آلاف الشباب التونسي مثل الفايس بوك، او تويتر او غيرها من المواقع التي تعج بها الشبكة الالكترونية. وتمثل تلك المجموعات الخاصة فضاءات شبابية معروفة للتعبير عن آرائها وأفكارها وانتظاراتها.. أو عبر تشكيل مجموعات مساندة لهذا الحزب أو ذلك.. كما أحدث بعض الأحزاب منتديات الكترونية خاصة بها على شبكة الانترنيت للتعريف بنفسها واستقطاب أكثر ما يمكن من مستخدمي الانترنيت في تونس. وتمرير آراء ممثليهم في الانتخابات.. نشاط مكثف للتجمع لكن التجمع لاح من أبرز الأحزاب التي ينشط منخرطوه بكثرة لافتة لاستقطاب الشباب من خلال استغلال شبكة الانترنيت، فعديدة هي المنتديات، والمواقع، والمجموعات الالكترونية المساندة لأكبر واعرق حزب في البلاد.. وما من شك في أن التجمع الدستوري الديمقراطي حزب يتميز بانتشار واسع وثقل سياسي من حيث عدد المنخرطين، إضافة إلى أنه يضم أرحب الفضاءات السياسية التي تستقطب الشباب بمختلف فئاته ومستوياته الثقافية والاجتماعية تعمل على تأطير الشباب وتكوينه وتنمية وعيه السياسي ودفع مشاركته في الحياة العامة. كما يستقطب التجمع آلاف الشباب صلب هياكل منظمتي الشباب الدستوري الديمقراطي وطلبة التجمع أو في مختلف المنظمات المنضوية تحت لواء الاتحاد التونسي لمنظمات الشباب، وهي منظمات تستقطب أكثر من 700 ألف شاب ناشطين صلبها ويستفيدون من برامج عملها.. كما انطلقت كل من منظمتي الشباب الدستوري الديمقراطي وطلبة التجمع استعدادا للانتخابات الرئاسية والتشريعية في تنظيم ملتقيات تكوينية ودورات تدريبية لفائدة فرق المساندة الشبابية للحملة الانتخابية، إضافة إلى ندوات جهوية ووطنية وإقليمية حول الأحكام الجديدة للمجلة الانتخابية. ندوات وحلقات نقاش موجهة للشباب وكانت بقية الأحزاب، قد نظمت خلال الفترة الماضية عدة لقاءات ندوات ومنتديات وحلقات نقاش موجهة للشباب استعدادا للحدث الانتخابي على غرار الحزب الاجتماعي التحرري، او الحزب الديمقراطي الوحدوي، وحزب الوحدة الشعبية، وحزب الخضر للتقدم، وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين، في مسعى لتعزيز نسبة منخرطيها من الشباب، وتحضير كوادرها لوضع خطط عملية دعائية لاستقطاب الشباب وإقناعهم على الاقبال على صناديق الاقتراع. كما شكلت معظم أحزاب المعارضة فضاءات تهتم بالشباب تحت مسميات أو عناوين مختلفة على غرار المنظمات الشبابية، أو اللجان الشبابية، ومنتديات التواصل مع الشباب، أو فروع حزبية تهتم بالشباب. وحاول بعضها وضع مشاغل الشباب ضمن أبرز برامجها الانتخابية. وينتظر أن تتكثف وتيرة عمليات استقطاب الشباب مع بداية الحملة الانتخابية التي تنطلق بداية من اليوم الأحد، وقد تأخذ وسائل الاستقطاب والدعاية السياسية أشكالا مختلفة منها التي عهدناها مثل توزيع المطويات، وتلصيق المعلقات أو عقد الاجتماعات المباشرة.. او من خلال استغلال وسائل الاتصال الحديثة من انترنيت، او رسائل الكترونية قصيرة، او عبر الوسائط الإعلامية المتعددة.. وسيلة اتصالية حديثة ولعل التجارب الانتخابية الحديثة ومن أبرزها الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي حملت الرئيس أوباما إلى سدة الحكم، أثبتت بما لا يدع مجالا للشك، بأن مسألة الاستقطاب السياسي للشباب تمر حتما عبر مخاطبتهم باللغة التي يفهمها، وبطريقة يسهل فيها تمرير تلك اللغة الخطابية، وذلك عبر التواصل الالكتروني الذي يعتبر من أبرز نوافذ الاتصال استعمالا من قبل الشباب في العالم، ولكن أيضا الشباب التونسي.. رفيق بن عبد الله (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 أكتوبر 2009)
اتفاق أولي بين ديوان السياحة والنقابة الأساسية للديوان
التحرير في السبت, 10. أكتوبر 2009 بعد مفاوضات دامت حوالي 8 اشهر تم يوم 9 أكتوبر بمقر وزارة السياحة توقيع الاتفاقية الاطارية بين ديوان السياحة والنقابة الاساسية للديوان. وتضمنت الاتفاقية بالاضافة الى الجانب المالي والزيادة في الاجور بمعدل 1.30% مراجعة 14 فصلا من القانون الاساسي واقرار ترسيم عدد من الاعوان المتعاقدين قبل موفى السنة الجارية. وتعرض السيد كمال سعد كاتب عام جامعة السياحة والمعاش باتحاد الشغل الى الصعوبات التي رافقت المفاوضات بين النقابة الاساسية وديوان السياحة، وارجع ذلك الى التراكمات التي ورثتها الجامعة والديوان. وذكر أنه تم التوصل الى الاتفاق حول بعض النقاط التفاوضية دون غيرها منوها بأن المهم هو تأسيس قاعدة لحوارات مستقبلية لمواصلة التفاوض الذي سينطلق من جديد بعد حوالي 6 اشهر. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 10 أكتوبر 2009)
هكذا تعامل بعض النقابيين مع اضراب 05 اكتوبرفي بنزرت
تحية نضالية صادقة الى مكتب النقابة العامة للتعليم الاساسي الذي بذل مجهودات كبرى على المستوى الاعلامي و كذلك التنقل الى كافة الجهات سعيا منهم الى مزيد التعبئة و رص الصفوف في القطاع… الى كافة زملائنا…الى كل النقابيين في جهة بنزرت…الى كل من ساهم في هذه المحطة النضالية الراقية و عمل على انجاحها عكس أولئك الذين عهدناهم و كعادتهم دائما يتحججون بتعلاتهم الواهية و بسلبيتهم الكريهة و الخطأ كل الخطا تسميتهم بنقابيين…عيب أن تجد أعضاء نقابة أساسية لا يلتزمون بقرارات المؤتمر و لا ينفذون الاضراب بسجنان…عضو نقابة جهوية و عضو نقابة أساسية و من بين المرشحين للاتحاد الجهوي لا يتحمل مسؤولياته النقابية و يتجاهل الأمر و لا يقوم حتى باعلام زملائه بالمدرسة وهذا عين التخاذل و فيه تجاوز كبير…كنا ننتظر جميعا أن يكون الاتحاد الجهوي محفزا و مشجعا و مساندا و لو شفويا ولكن أتصور أن من بين أعضاء هذا المكتب التنفيذي لا يعلم اطلاقا بما يجري داخل الاتحاد… حط جريدة الشعب في يدك و دز مع جملة من يدز !!! و الخلاصة , انه العجب العجاب الذي لا يمكنك الا أن تراه لدى هذه الفئة التي لم تنقرض بعد. نرجو من نقابتنا العامة الحزم و الجدية و تطبيق القانون مع كل هؤلاء المارقين الذين لم يحترموا قرارات مؤتمرنا و الفصل 33 من القانون الداخلي واضح و صريح في هذه المسألة.
معلم من جهة بنزرت — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicales
حول الفتوة الشرعية في انتخاب رئيس تونس توضيح
بالاشارة لما نشر عن هيئة علماء السودان فى الفتوى الصادرة بتاريخ 5 5 09 بتوقيع المرحوم البروفيسور العالم حسن احمد حامد رئيس دائرة الفتوى و التي جاء فيها : لا تصح رئاسة رجل مسلم لشعب مسلم و هو يشرع قوانين تحارب الاسلام و تخالف شرعه و تعتبر ولايته غير شرعية و ندعوه ان يتوب الى الله قبل فوات الاوان كما انه لا يجوز للشعب ان يصوت او ينتخب رئيسا بمثل هذه المواصفات فإذا فعل فهو آثم . و يتبين من خلال الاحداث و الوقائع ان هذا الرئيس لا يكتفي باتباع الهوى او اقامة الظلم انما يريد محو الاسلام بالكلية . و من خلال ما ذكر اعلاه فإن هيئة علماء السودان لم تُشر الى تونس و لا رئيسها و من ادعى ذلك فهو مُخطئ . حمادي الغربي
السيرة الذاتية الحقيقية للرئيس المدير العام لوكالة تونس افريقيا للانباء
محمد الميساوي الرئيس المدير العام الحالي لوكالة تونس افريقيا للانباء كما يعرفه الجميع استاذ في التاريخ وصحفي لكنه من خارج الدوائر الاعلامية الرسمية فقد عمل طويلا بمنظمة المؤتمر الاسلامي بجدة بالمملكة العربية السعودية قبل تعيينه المفاجئ مديرا للإعلام ثم رئيسا مديرا عاما لاول وكالة انباء في افريقيا و الوطن العربي السيد الميساوي من المقربين للسيد رافع الدخيل وزير الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين لدلك لا يزال محافظا على منصبه رغم تعدد أخطائه المهنية والادارية وهدا ما أسر به بعظمة لسانه الى الصحفية بالوكالة ش ز وهده بعض احطائه وما خفي أعظم : مند تعيينه كان واضحا انه ليس اهلا لادارة مؤسسة اعلامية عريقة والادلة على دلك كثيرة ومضحكة ومخجلة تصوروا انه وفي اول اجتماع له بافراد القسم الثقافي وفي اختبار لقدراتنا وكفاءتنا سالنا عن تاريخ ميلاد مطربة نعم سالنا عن تاريخ ولادة صوفية صادق تصوروا ثم تواصلت احطاءه اد يقوم بترك مكتبه بلا داع او سبب لاستفزاز العملة والصحفيين و اجبارهم على ارتكاب الاخطاء ارسل اليه مرة وزيره تقريرا سريا جدا عن دور الثقافة في بلادنا فرايناه جميعا امام السيدة اسماء العياشي تكتبه هي بدلا عنه قام بتغيير رئيس القسم الثقافي في وقت حساس جدا مما تسبب في ارباك سير العمل الى درجة ان تغطية مهرجان الاداعة قيل الاخير تمت بعد ان نشرتها جميع الصحف والمجلات والاداعات لان الرئيس الجديد للقسم الثقافي طلب مني كتابة المقال في وقت غير مناسب لعمل وكالاتي فكان السبق من نصيب الصحف رغم حضور وزيرين بحفل اختتام وزعت فيه الجوائز على البرامج الفائزة والمشرفين عليها واذكر اني نبهت السيد الرئس الجديد للقسم قبل حصول الكارثة لكن لا ملام عليه بما انه لم يكن ابدا رئيسا لقسم بالوكالة في اطار سياسة المحاباة والتمييز بين الصحفيين الدين تسبب لهم في خصومات وصلت الى مركز الشرطة بالمنار وادخال البلبلة على العمل بزكالة انباء رسمية من المفروض ان تحافظ على سمعتها وتواكب الاحداث الوطنية وتساهم في الرقي بالاعلام قام برفض الاسماء التي تقترحها وزارة الثقافة والمحافظة على التراث وتعيين صحفيين آحرين في رحلات الى الخارج كما حدث مع زوجة الطبيب المقربة من السيدة مديرة التحرير نعيمة زاوق التي لا ادكر اني رايتها تحرر الا تقارير الظلم والقهر والصحفية المدكورة السيدة ي ع سافرت الى القاهرة حيث قضت اسبوعا لم ترسل فيه سوى مقال ونصف وامضت ثلاثة ايام لا تعلم الوكالة فيها شيئا عنها وهو خطا مهني فادح لم تقع محاسبتها عليه اد تعللت باسباب واهية جدا ليست من الاعلام والصحافة في شيء فالمدكورة كانت في القاهرة في رحلة عمل عاى حساب الدولة ولم تسافر على حسابها للسياحة ليكون العمل الدي قامت به دون المتوسط ولا يشرف الوكالة والاعلام ورغم دلك فان زوجة الطبيب لم تقع محاسبتها لان الكشوفات الطبية ووصفات الدواء تنفع التحرير ومديرته وصديقته السيدة أ ع طبعا ومن التعيينات الاخرى التي كانت عارا على الوكالة تعيين مراسل في رحلة عمل الى ابي ظبي تخلف فيها عن حضور النتائج بمهرجان الافلام التسجيلية وارسالها رغم حصول تونس على جائزة مما جعل الرئيس المدير العام يطلب من السيد عبد المجيد بالطيب مساعدته على تدارك الموقف ومحاولة الحصول على النتائج والسيد في تونس وهنا اسال لمادا السفر واهدار الاموال اذن ؟؟؟ واريد هنا ان ادكركم لعل الدكرى تنفع بان السيد محمد الميساوي قام بالضغط بشتى الاساليب على رئيس القسم الثقافي ودلك بايعاز من مديرة التحرير التي لا تزال تستعمل السيارات الادارية لقضاء مآرب خاصة جدا جدا هي وابنة اختها في حين حرمتني مرة من استعمال سيارة لتادية واجب مهني يوم الاحد وهو يوم عطلة بالنسبة الى من لا يتمتعون بالتغطية الاجتماعية مثلي كما تعمد السيد محمد الميساوي استفزازي و اجبار رئيس القسم الجديد على عدم تعييني في ريبورتاجات الى درجة انه توجه الى السيدة أ غ بتعليمات صارمة بعدم نشر اي موضوع اكتبه وبعدم تمكيني من العمل اتنجح لعبة التمديد التي قام بها لطردي وها قد نجح في دلك والسيد الوزير يتفرج الى درجة انه طلب منه اعادتي الى العمل على ضوء التقرير الايجابي واستجابة لرئيس القسم الثقافي لكن السيد الميساوي رفض معللا قراره باسبابه المعتادة وبانه اقسم بزوجته غريييييييييب يا ناس والسبب الحقيقي قاله لي بعظمة لسانه قبل طردي وهو تشبثي بكتابة الاغاني الوطنية واصراري على المشاركة في احتفالات بلادنا بعشرينية التغيير وما وصفه هو خروجا عن طوعه رغم تلقيه دعوات من جميع الهياكل الرسمية والدوائر الثقافية بل وصل بهم الامر الى القيام بمحو صورتي مع السيد الوزير الاول من قسم الصور رغم ان الصورة تشرفني وتشرفهم اد تحصلت على جائزة احسن كلمات اعنية وطنية للمرة الثانية بعد جائزة العشرينية والسيد محمد الميساوي لمن يريد معرفته اكثر وردت احباره بموقع ايلاف الاكتروني بتاريخ 7 نوفمبر 2008و15 اكتوبر من نفس السنة وفي المقالين يتحدث كل كاتب عن موقف السيد الميساوي من الانتحابات الرئاسية السابقة التي وصفها بالمزورة مشبها الرئيس التونسي بصدام الجديد ليدخل الان في مرحلة جديدة من التمويه بتقربه من الحزب الحاكم والامين العام الجديد السيد محمد الغرياني الدي يعرف كل شي عنه باعتباره كان مشرفا على الاعلام بالرئاسة ورغم دلك فالرئيس المدير العام الحالي لوكالة تونس افريقيا للانباء والمعروف بكرهه الشديد لعائلة السيدة ليلى بن علي وشتمه لهم في مجالسه الخاصة وخاصة لدى عقده لا جتماعات مع اقطاب المعارضة في رحلاته الاخيرة قد قام بعد تعليمات خاصة من السيد رافع الدخيل بالاتصال شخصيا بالفنان سيف الطرابلسي عبر الهاتف لبرمجته في حفل شعبة الوكالة مع الفنان السوري نور مهنا قبل ارسال السيد بن رمضان للقائه بنزل ابي نواس تونس وهكدا يدخل في مرحلة جديدة قد تكون الاحيرة نظرا لاشرافه على الستين سن التقاعد الحقيقي و الرسمي بعد هدا اسالكم هل هو الرجل المناسب لادارة اعرق وكالة انباء في افريقيا والعالم العربي وهل هدا احتيار صائب للسيد الوزير الدي يراهن عليه؟ في الحلقة القادمة ساحدثكم بادن الله عن سكريتيرة السيد الوزير التي امطرتني بوابل من الشتائم واضحت تعرف اسرار ملفي المهني وتحكم باحكامها بل وترسلني بنفسها ودون اعلام وزيرها الى المستشارين اللهم لا نسالك رد القضاء بل نسالك اللطف فيه
الشاعرة والاعلامية حنان قم
«الشيخ الظاهرة» محمد مشفر في حديث خاص بـ الصبـاح: لست نسخة من الدكاترة والنخبويين وخطابي موجه للشباب والمسنّين
تونس – الصباح شكّل الشيخ محمد مشفر منذ ظهوره على المشهد الإعلامي وجها جديدا للخطاب الديني المنقول عبر الأثير وهو خطاب قطع مع النمطية والتقليدية الشائعة في معظم البرامج الدينية خاصة منها تلك التي أفرزتها القنوات الفضائية الدينية المتشددة. أسلوب الشيخ محمد مشفر في الخطاب الذي يعتمد على اللهجة العامية المطعمة أحيانا بمفردات من اللغة الفرنسية وكذلك ميله اللافت إلى ما يعرف بـ »لغة البلدية » فتح عليه أبواب الانتقاد بل والاستهجان أحيانا. حملنا القليل من الكثير الذي يدور على ألسنة الناس حول هذا « الشيخ الظاهرة » إلى صاحب الشأن الذي أجاب عن أسئلتنا برحابة صدر كبيرة. يعرف الناس الشيخ محمد مشفر صوتا وصورة من خلال إذاعة الزيتونة وأيضا التلفزة الوطنية لكنّ كثيرا منهم لا يعرف شيئا عن تكوينه العلمي والديني فهل من بسطة؟ دخلت « الكتّاب » في الثالثة من العمر وتتلمذت فيه على يد الشيخ المختار العصيدي وكان رجلا يجمع بين القرآن والصلاح علّمنا العفّة وزرع فينا حب الرسول الكريم حتى أنني أذكر أننا كنا « نمحيو الألواح » قبل شهر من حلول المولد النبوي وقد حفظت عنه 10 أحزاب ثم تعلمت القرآن كله على يد الشيخ الخطوي في جامع صاحب الطابع. زاولت تعليمي الابتدائي في مدرسة الخيرية بنهج الورغي باب سويقة ومن حسن حظي أنني أدركت كل الذين درّسوا والدي والذين كانوا يجمعون بين التعليم الابتدائي وما يدرسونه في جامع الزيتونة… وعموما كانت منطقة باب سويقة وباب العلوج تعج بالمشائخ وكنت من بين الذين يحرصون على حضور دروسهم خاصة منهم الشيخ حسن الخياري الذي تأثرت بأسلوبه كثيرا. دراستي الثانوية كانت بمعهد باب العلوج اختصاص رياضيات غير أنني في الأثناء كنت أتلقى دروسا في السيرة النبوية والفقه والتفسير. تحصلت على الدرجة الثالثة حسابيات من مدرسة « مستقبلي » الخاصة والتحقت بالوظيفة العمومية وتحديدا بالخزينة العامة للبلاد التونسية وأنا في الـ19 من العمر إلى أن ظهرت إذاعة الزيتونة فانتدبت مديرا عاما مساعدا لهذه المؤسسة ناهيك عن كوني شغلت خطة إمام جمعة منذ 15 سنة بجامع المعز وفي هذه السنة تمّ تعييني إمام جمعة بجامع العابدين بقرطاج كما انتدبت بمعية الشيخ عبد الرحمان الحفيان من بين أعضاء دوليين في مادة التجويد والقراءات وقد شاركنا في عدة مسابقات قرآنية كأعضاء لجان تحكيم في كل من إيران – مصر والسعودية دون اعتبار المسابقة الدولية الرسمية في حفظ القرآن التي بعثها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي حيث أنني مكلف من قبل وزارة الشؤون الدينية برسكلة المتقدمين للمشاركة في المسابقات الدولية من طلبة المعهد الأعلى للشريعة وأصول الدين وكذلك الطلبة الراغبين في الرسكلة. الشباب والمسنّون… هدفي في مجال المقارنة بين الخطاب الديني الشرقي والخطاب الديني للشيخ مشفر يلوح الأخير دعويا تربويا واعظا أكثر منه فقهيا تشريعيا أو فكريا فلسفيا.. هل يدخل هذا التوجه في ما يمكن تسميته « عصرنة » الخطاب الديني؟ كل عصر إلا وخلق له الله علماء معيّنين ليجدوا منفذا وطريقة مجدية للإصلاح، فمن يعرف الشيخ حسن الخياري وقربه من المجتمع التونسي وخطابه الوارد باللسان الدارج ومن عايش الشيخ الناصر الباهي لا يلوم محمد مشفر على هذا الخطاب ولكن من لا يعرف هؤلاء يحق له لومه. أريد أن أوضح أمرا في غاية الأهمية وفي ذات الوقت يغيب عن ذهن الكثيرين وهو أنه منذ أن بعثت إذاعة الزيتونة ومنذ أن بدأت العمل فيها عملت على ألا تكون حصصي استنساخا لبرامج إذاعية وتلفزية أخرى وألا تكون موجهة للدكاترة والمثقفين بقدر ما تخاطب المنسيين الذين أقصد بهم طبعا النساء الكبار اللاتي لا يفهمن اللغة الخشبية التي يتحدث بها الدعاة « المثقفون » وكذلك الشباب، فجلساتي اليومية وأوقات فراغي أقضيها مع الفئات العمرية بين 80 و90 سنة من جهة و18 و25 سنة في الجهة المقابلة، هؤلاء أستلهم من أحاديثهم الكثير وأعرف كيف يفكرون وبالتالي أفهم كيف علي أن أخاطبهم لأؤثر فيمن ينتمون إلى شريحتهم العمرية.. لا أنكر أنني أستمد من الشيوخ والعجائز تجربتهم في الحياة فهم يطلعونني على أمور لم يسبق لي أن عرفتها أما الشباب فبفضلهم تعلمت كيف أستعمل الحاسوب والهاتف الجوال وبواسطتهم أيضا فهمت أي نوع من الخطاب يحبّذون وبأية لغة يتحدثون وبالتالي أدركت أنني لو تحدثت إليهم في حصصي بلغة ثلثها عربية فصحى فسينفضون من حولي كما تنفض قطعان الأغنام إن هي رأت الذئب مقبلا… ما لا يعرفه الذين ينتقدون أسلوبي أنني أمضي وقتا كثيرا وأنا أفكر في الطريقة التي يمكن بها ومن خلالها زرع حب الله وحب نبيه في قلوب الشباب باستعمال لغة تجعلهم مقبلين لا مدبرين… أعترف بأنني لم أصل إلى غايتي بل أقول أنني حققت 10 بالمائة مما أنشده. في ذات الوقت أسمع خطاب الآخر المحتكم إلى التشدّد وأحاول ما استطعت البحث عن حجج تكذّبه وتفنّده.. أعود لأقلب في مراجع علماء الأندلس المشهود لهم بالوسطية والاعتدال والتنوير الفكري وأتابع أفلام القنوات على غرار « الأم بي سي 2 » وأناقشها خلال الدروس التي أقدمها في المسجد وأذكر أنني في إحدى المرات أردت أن أشرح للشباب كيفية غسل الميت فجئتهم بدمية « باربي » وقطعة قماش وقدمت لهم درسا في الموضوع كما أطالع صفحات القضايا والجرائم بالصحف وأستلهم منها قضية تكون محور درس توعوي واعظ. أنا حقا أعاني من النخبة التي تدّعي الثقافة ولكنني في المقابل متسلّح بالحجج والبراهين التي تثبت زيف ما يدّعون. يكبر البعض في الشيخ مشفر في خطابه الديني وسطيته واعتداله وتيسيره فيما يذهب البعض إلى القول أن في تجدّده تغييرا للثوابت… أي رد على ما يدّعون؟ لم أغيّر أية ثابتة والقرآن العظيم والسنة ثابتان إلى قيام الساعة لكن تفسير الآيات وتفسير الحديث هي متغيّرات تمثل رأي الأشخاص في قضية ما، فتفسير القرآن للفخر الرازي مختلف اختلافا كبيرا عمّا جنح إليه ابن عطية مثلا.. هناك اجتهادات في التفسير لكن دون المساس بالثوابت وضوابط ما أطلق عليه اسم الأصول وكذلك الفروع… لم نغيّر حكما من الأحكام ولم نقل أن القرآن أو الحديث مخصوص بفترة معيّنة بل نقول دائما أن القرآن والسنة صالحان لكل زمان ومكان إذا فهم ذلك المسلمون. لا للغة الخشبية تعتمد في خطابك أسلوب التجديد وأنت أكثر من ماهر في عدم إملال المستمعين لكن هذا الأسلوب يرى البعض أنه يأتي أحيانا على حساب المضمون ودلالة الألفاظ؟ نحن لا نعتمد لغة عربية قحّة بل دارجة نستمدّها من اللهجة التونسية الصميمة بكل مفرداتها البسيطة ولكنها أيضا ذات دلالة بليغة والخروج عن صميم الموضوع أحيانا مفتعل لئلا يملّ – كما ذكرت- السامع والشعب التونسي ميّال بطبعه إلى الحكايات وبالتالي يصبح أمر تمرير المعلومة عن طريق الحكاية أجدى من الأمر والنهي… وبالطبع كل أسلوب حديث لا بدّ أن يخلّف جدلا واختلافا في الرؤى. هل التحديث في الخطاب الديني يستوجب الاحتكام إلى ألفاظ لا تتماشى وآداب تناول سيرة الرسول وآل بيته… هل يحتمل الخطاب الديني الإشارة إلى والد النبي (صلى الله عليه وسلّم) بالـ »بوغوس » وإلى السيدة خديجة (رضي الله عنها) بـ »المرا الغولة »؟ في شخصية الرسول (صلوات الله عليه) أتحرّى قدر الإمكان ولم يسبق أن أشرت إليه بما يتنافى وآداب الحديث.. لكن في الحديث عن بعض المقرّبين منه بذلك الأسلوب البسيط إنما هو لغاية تقريب الصورة إلى ذهن الشباب الذي علينا أن نخاطبه – شئنا أم أبينا – بلغة دارجة متداولة.. لغة نستعملها في بيوتنا… قلت أن سيدنا عبد الله كان دائما يظهر « Tiré par quatre épingles » لأنها كلمة يستعملها الشباب للدلالة على النظافة والأناقة فهل أجرمت؟ فهل يمكن أن تؤثر في شباب اليوم بالحديث عن النظافة والأناقة باستعمال مفردات منتقاة من قاموس اللغة العربية.. بعض المثقفين يرون أن الثقافة حكر عليهم… وهؤلاء يفوتهم أنني أطلع على الكثير من الكتب والمراجع الثقافية النخبوية وأنقلها إلى الناس بـ »الدارجة » ليفهموها أي أنني أعتمد أسلوب « خاطب القوم بما يفهمون » كلنا أبناء تونس يقولون أنك ترسّخ في خطابك لهجة « البلدية » وتصر في التذكير على أنك ابن « باب سويقة »؟ كيف ترد على مثل هذه الادعاءات؟ ليس صحيحا بالمرّة فأعز أصحابي من الشمال والجنوب وكلّنا أبناء تونس وأنا متأثّر جدا بعلماء تونس ولا أنظر من أين انحدروا وعموما سأثبت من خلال زياراتي المبرمجة في المستقبل إلى بعض المناطق الداخلية للالتقاء بالشباب وكبار المسنين في كافة ربوع تونس زيف هذه الادعاءات. التبسيط في الخطاب الديني فعلا أمر مطلوب لكن مع المحافظة على حرمته وقداسته، فعند تفسيرك للأحاديث والآيات يعيبون عليك كثرة استعمالك لـ »آية حلوة » وحديث « حلو » بينما في محكم التنزيل نعت القرآن بأنه كريم وآياته كريمة والحديث بأنه شريف وآياته شريفة وليس قرآنا حلوا أو حديثا حلوا ؟ هذا رأيهم وإذا كان هذا الرأي مستمدا من آية أو حديث فليأتوا ببرهانهم إن كانوا صادقين.. الرسول صلى الله عليه وسلّم وما أدراك ما الرسول شبّه المؤمن الذي يقرأ القرآن بالأترجّة (نوع من الثمارطيب الرائحة) والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن بالتمرة طعمها حلو ولا ريح لها وهذه من الأحاديث الشريفة والله في كتابه العزيز يقول « حدائق ذات بهجة » أي لما يشاهدها المرء ترتاح نفسه. وهناك حديث يقول « تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلّتا من الإبل في عقالها » التشبيه لا يشكل استنقاصا من قيمة القرآن ولا من قيمة الأحاديث إلا في ذهن الذين يتشبثون بالحواشي ويهملون جوهر الأمور. التاريخ أثبت ومنذ عهد النبي عليه أفضل الصلوات وجود أعداء الحداثة.. كل شخص يأتي بالجديد إلا وقابلوه بالشك والصد بعض الانتقادات طالت حتى اختياراتك « اللباسية » خاصة على مستوى ألوان « الجبايب » التي ظهرت بها في التلفزة في رمضان … من شاهد كلا من الشيخ علي بالخوجة في جامع صاحب الطابع والشيخ مصطفى محسن إمام جامع الزيتونة المعمور وكذلك الشيخ الفاضل بن عاشور لا يمكنه أن يلومني على هذا اللباس.. وحتى أكون صريحا فأنا اتعمد اختيار تلك الألوان حتى أبرهن للجميع أن الإنسان متى كان مقتنعا بوجهة نظر ما فعليه أن يتمسّك بها ولا يلتفت إلى القيل والقال خصوصا أنها لا تشكل مضرّة لمن حوله. ختاما ماذا أضافت لك هذه التجربة غير فتح نيران الانتقادات عليك؟ أشياء كثيرة.. فقد تغيّرت نظرتي لرؤوس الأموال عندما شاهدت عن قرب معاملات شاب في مقتبل العمر يدعو من خلال هذه المؤسسة «اذاعة الزيتونة« إلى الحب والرفق والبذل والعطاء كما أضافت لي أيضا الكثيرالكثير من البحث والتمحيص في سير من سبقنا من العلماء الأبرار في هذا البلد الطيب وما تركوه من ذخيرة في مجال التأليف غفل عنها الكثير ما أتمناه فعلا أن أكون قد قدمت البعض مما أحلم به خاصة في مسألة غرس حب الله ورسوله في نفوس من يستمعون إليّ وأسأل الله أن يسبل عليّ نعمته وعلى المؤمنين كافة. ليليا التميمي (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 11 أكتوبر 2009 )
في ضرورة التعمق في معضلة ?التحول الديمقراطي? (3)
طارق الكحلاوي 2009-10-11 بمعزل عن مدى التقارب في الشكل أو المحتوى بين النماذج التاريخية المشار إليها في الجزء السابق من المقال مع الوضع أو الأوضاع العربية، فإننا يمكن أن نلاحظ أموراً أساسية عابرة للأوقات والثقافات والمجالات في هذه النماذج وهي كما يلي: أولاً، إقرار حق التصويت للجميع لم يكن أمرا بديهيا في أي تجربة ديمقراطية. كان ذلك ممكنا فقط في إطار تنازلات من قبل الأطراف المهيمنة خوفا من انهيار النظام السياسي برمته. ثانياً، إقرار حق التصويت بشكل فوقي وخارج الضغط لا يضمن ممارسته بشكل فعلي. فغياب قوى اجتماعية تمارس الضغط من أجل انتزاع حقوقها الأساسية يجعل حقوقها الدستورية من دون معنى. ثالثا، الضغط من أجل انتزاع الحقوق السياسية كان شديد الارتباط بانتزاع الحقوق الاجتماعية والاقتصادية. كما أن تحقيق نظام ديمقراطي مستديم غير ممكن من دون تحقيق نظام اقتصادي واجتماعي مستقر ويوفر رفاهية متزايدة لأعضائه. رابعا، توفير رفاهية اقتصادية ومن ثمة اكتفاء غالبية سكانية بما هو موجود مع امتناع الأطراف المهيمنة عن التنازل عن السلطة كلها عوامل لا تجعل الانتقال نحو الديمقراطية أفقا تاريخيا بديهيا. ومن ثم يكون ?اجتماع القاهر والمقهور? ظرفية طبيعية تنتزع إمكانية البقاء. إن كل ذلك يدفعنا دفعا نحو أكثر الأسئلة إيلاما: هل يتوقف إمكان نجاح الدمقرطة على ظروف موضوعية (تحولات اقتصادية، اجتماعية…) أم على تراكم ممارسة الإرادة السياسية الواعية للناشطين الديمقراطيين؟ طرح هذا السؤال بمنهج إمبيريقي غير مسبوق الباحث الفنلندي تاتو فانهانن في أحد أكثر المؤلفات تأثيرا في الساحة الأكاديمية في علاقة بهذه المسألة المعنون ?استراتيجيات الدمقرطة? (Strategies of Democratization). إذ وضع فانهانن مؤشرا قياسيا على أساس التجارب التاريخية للانتقال الديمقراطي وهو ما أوضح أن دور التحولات البنيوية (خاصة الاقتصادية والاجتماعية) يحوز على تأثير يفوق نسبة %70 في مسارات الدمقرطة في حين لا يمثل تأثير الناشطين الديمقراطيين سوى %30. وهنا يمكن أن نضيف مصادرة أكثر وضوحاً: أن ديمقراطيين حركيين لا يلقون التجاوب من مجتمعاتهم لا يستطيعون تحقيق الديمقراطية بمعزل عن مدى استماتتهم في نشاطهم السياسي أو الحقوقي. ومن هنا يمكن أن نبدي استنتاجات أولية حول الوضع العربي. وقد أضحى الامتناع عن الدمقرطة في الوضع العربي مسألة جدال كوني بفعل الظروف السياسية الراهنة. حيث كان الوضع في العراق بعد الاحتلال العسكري ومشروع ?إقامة الديمقراطية? فيه مصدر نقاش واسع حول ?مدى الاستعداد العربي أو الإسلامي لتقبل الديمقراطية? و ?الاستثناء العربي أو الإسلامي? في مسار الدمقرطة، رغم السياسوية الواضحة التي طغت على بعض أطراف ذلك الجدال وهو ما يمكن ملاحظته على سبيل المثال في مقالات العدد الرابع لسنة 2004 من ?مجلة الديمقراطية? (Journal of Democracy). كما أنه حتى في التجارب التي عرفت هامشا من التنافس الجدي على بعض المواقع التشريعية في بعض الأقطار، ومن ثمة تهديدا للأحادية المطلقة المعتادة للطبقات الحاكمة، تميزت بضعف قناعة المنتخبين بجدوى العملية الديمقراطية وهو ما سهل حدوث مهازل جدية في علاقة بما أثير من قبل مصادر مستقلة حول ?شراء ذمم المصوتين?، الأمر الذي حدث في السنين الأخيرة تحديداً في الانتخابات البرلمانية في مصر والمغرب وذلك حتى مع توفر إمكانية ترشح قوى سياسية تعد أصلاً في حكم المحظورة في أقطار عربية أخرى. ولا يخضع الوضع العربي بالضرورة لنفس موانع أو دوافع الدمقرطة في التجارب أعلاه ولكن تنطبق عليه بعض مواصفاتها. وهكذا مثلا تبدو الضوابط الاقتصادية والاجتماعية مصدر أحد العوائق الرئيسية أمام الدمقرطة في الوضع العربي. ويكمن مصدر الجمود الأساسي في هذا الصدد في الضعف البالغ للقوى الاجتماعية والاقتصادية المستقلة عن السلطة السياسية وهو ما يبدو نتاجا لسيرورة تاريخية رسخت اشتراط مسار تركيم الثروة بعملية امتلاك السلطة. ينطبق هذا الضعف على الطبقات الفقيرة والغنية على السواء. ففي حالة الفئات الأولى بقيت هذه الطبقات حتى في حالاتها الأكثر حيوية، من جهة نشاطها النقابي، متعلقة بمجالات اقتصادية حكومية. وإذا استثنينا الحالات التي تفتقد حركات نقابية سواء شكلية أو جدية، فإن الأقطار التي شهدت وجود منظمات نقابية قوية لم تفلح في إيجاد تعبير سياسي ناجح عنها. وفي وضع مماثل لما حدث في المكسيك بقيت هذه المؤسسات المطلبية جزءا من مجال السلطة السياسية حتى في الحالات التي سمحت بوصول أطراف معارضة لمراكزها القيادية. من جهة أخرى كانت النشأة البطيئة والصعبة للطبقة البرجوازية المحلية وارتباطها شبه الدائم بمراكز السلطة السياسية أهم العوائق أمام انحلال استبداد السلط القائمة. غير أن هذه الضوابط الاقتصادية والاجتماعية لا تبدو وحدها وراء امتناع الدمقرطة في الوضع العربي. بل إن وجود بعض الحوافز الاقتصادية والاجتماعية يدعو لتساؤل جدي حول مدى تلاؤم الوضع العربي مع التفسير المرتبط بشكل مطلق بالعوامل الاقتصادية والاجتماعية. فرغم الارتباط بين السلطة والثروة فإن هناك قسما كبيرا، خاصة في سنوات الطفرة شبه الليبرالية الأخيرة، من طبقات المستغنين الذين لم يمروا حتما بالسلطة حتى يتوفروا على الثروة. فهؤلاء اتبعوا ذهنيا سلوكا يعكس قناعة بأن ديمومة ثروتهم مرتبطة حتما بالولاء للسلطة. وهكذا فإن نمو طبقة من الأثرياء غير السياسيين لا يعني ضرورة توجههم نحو الاستقلالية السياسية عن السلطة القائمة. والأمر الأهم أنه توجد أسباب سياسية ?ما فوق قُطرية? تطرح في مركز الاهتمام الشعبي قضايا لا تشمل ضرورة مسألة الانتقال الديمقراطي. وتتموقع القضايا ذات الأبعاد القومية والإسلامية مثل الصراع العربي الإسرائيلي واحتلال العراق في صدارة الاهتمام الشعبي وفي أحيان كثيرة بشكل يتجاوز الاهتمام بمشاغل الحريات السياسية عدا موضوع الدمقرطة بشكل عام. يطرح ذلك بشكل جدي إمكانية أي تقدم نحو الدمقرطة بمعزل عن حل هذه الصراعات وهو الأمر الذي تعيه بشكل بالغ الأطراف المستفيدة من استمرار الوضع الراهن والتي كانت رفعت يافطة ?أولية حل الصراع العربي الإسرائيلي? عند اشتداد الضغط عليها على مستوى ملف الدمقرطة بين سنتي 2003 و2004. لكن من جهة أخرى من المثير للقلق التضاد الذي يمكن أن يتم اختلاقه بين ?الحريات القومية? و ?الحريات الديمقراطية?. وهو تضاد مختلق في ذهنيات تبدو في وضع صراع مثل الناشطين الديمقراطيين أو الحقوقيين المتعلقين بمنظومات دولية والذين يهمشون أو يستعدون ?القضايا القومية? مقابل الأطراف التي تستعدي ?قضايا الحريات? بدعوى أنها مجرد جزء في مشهد عام من الاستراتيجية النيوكولنيالية. لكن من المثير أن الواقع يعكس تلازما قويا بين الوضعين. إذ إن الاستبداد له شكل دولي وليس محليا فقط. وهكذا لدينا قوى دولية تتصف بالاستبداد دوليا رغم اعتمادها على حالة التعاقد الاجتماعي الديمقراطي في سياق مجتمعاتها. ومواجهة الاستبداد الدولي لا يمكن أن يتم تهميشه تحت يافطة مواجهة حالات الاستبداد في المجتمعات ما قبل الديمقراطية بما في ذلك تلك العربية. بما في ذلك تحت تعلة الاستفادة من ?الضغط الدولي? إذ إن القبول بتسويق الاستبداد الدولي لا يمكن إلا أن يعيق تطور المجتمعات ما قبل الديمقراطية. فوحدها المجتمعات ذات السيادة، وهو حال المجتمعات الديمقراطية الآن، هي تلك التي تستطيع أن تعرف حالة ديمقراطية مستديمة. في المقابل من غير المفهوم تبرير حالات الاستبداد الداخلي بالنسبة للقوى الرافضة للاستبداد الدولي. إذ إنه من المثير أن من بين أكثر الأطراف التي تتعرض لسياط الاستبداد الداخلي في الأوضاع العربية هي بالتحديد تلك المتصدرة فعليا لمواجهة حالة الاستبداد الدولي. ومن ثم من المفترض أن يصبح من صميم مصالحها الحيوية الدفاع عن تأسيس مجتمع ديمقراطي. إذ فقط في سياق مجتمع ديمقراطي يمكن للرافضين للاستبداد الدولي تسويق ممانعتهم له على قاعدة الدعم الشعبي المتوقع لأي مجتمع يفهم الحاجة لحقه القومي أو الوطني في السيادة. غير أن ذلك يبدو الآن متروكا لحالة التجربة والخطأ التي توجد عليها معظم هذه القوى.
tkahlaoui@gmail.com (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 11 أكتوبر 2009)
حداثة داروينية أم حداثة إنسانية؟
عبد الوهاب المسيري كلمة « الحداثة » لها جاذبية شديدة، مثل الخطاب الفلسفي المادي، وهو خطاب مريح لأنه يتوجه إلى مسائل مباشرة ومحسوسة مثل الحواس الخمس، والرغبات والاحتياجات المادية وكيفية الوفاء بها، ويقدم إجابات سهلة وتفسيرات سريعة وإن كانت سطحية، فهذا النموذج يتحاشى تناول أي إشكاليات إنسانية عميقة مثل قضية المعنى والهوية والهدف. ويمكن القول -بقدر من المزاح- إن الفلسفة المادية تحول الإنسان إلى مثقف يمكنه أن يفتي في أي موضوع وبسرعة، فكل ما هو إنساني يمكن تفسيره باعتباره تعبيراً عن دوافع اقتصادية أو دوافع جسدية (عصبية وجنسية). فالفلسفة المادية تتعامل مع الإنسان من خلال قانون الجاذبية، ومن السهل على الإنسان أن يسقط في الوحل على أن يصعد إلى النجوم أو حتى يتطلع إليها، فالسقوط في الوحل أسهل شيء لأن قانون الجاذبية يساعد على ذلك. والفلسفة المادية تبسط الأمور فكرياً وإجرائياً، وبالتالي لها جاذبية خاصة، تماماً مثل الوثنيات القديمة حيث نجد أن لها عبادات سهلة، لأنك تجد إلهك أمامك تعبده، وتطلب منه طلبات مباشرة، وإن لم يعجبك أكلته كما كانوا يفعلون في الجاهلية، حيث كان الواحد منهم يعبد إلهاً من تمر فإذا جاع يوماً أكله. والآلهة الوثنية مثل الفلسفة المادية، فهي آلهة لطيفة تتعامل مع قانون الجاذبية المباشر والقوانين الحسية، والحداثة الغربية تدور في نفس الإطار ومن هنا جاذبيتها الكبرى. وبالإضافة إلى ذلك، فقد حققت الحداثة الغربية إنجازات ضخمة للإنسان الغربي، ولكن ينبغي التنبه إلى أن جانباً كبيراً من هذه الإنجازات له علاقة بالنهب الإمبريالي. غير أن هذه الحداثة المادية رغم جاذبيتها وإنجازاتها، إنما تصدر عن تأكيد زمنية ومكانية ومادية كل شيء، وإخضاع كل شيء -بما في ذلك الإنسان- لعمليات الترشيد العقلاني المادي في إطار معايير عقلانية صارمة. ويُعد الترشيد في الإطار المادي جوهر التحديث، فهو يعني اختفاء الحدود بين الإنسان والأشياء، وإزاحة الإنسان من مركز الكون ونزع القداسة عنه تماماً. وبدلاً من ثنائية الطبيعة/الإنسان، يظهر الإنسان الطبيعي الذي هو الإنسان الطبيعي/المادي، أي ذلك الإنسان الذي يُنظر إليه باعتباره جزءاً لا يتجزأ من المادة. وثمة تنوعات عديدة على هذا الإنسان، من أهمها الإنسان الاقتصادي الذي يُعرّف في إطار دوافعه الاقتصادية، وهناك أيضاً الإنسان الجسماني، وهو أيضاً الإنسان الذي يُعرَّف في إطار وظائفه البيولوجية (غدده، معدته، أعضاؤه التناسلية). وكما يقول رورتي فإن التحديث هو مشروع نزع الألوهية عن العالم (dedivinization project) وهو يعني ألا يعبد الإنسان شيئاً ولا حتى ذاته، ولا أن يجد في الكون أي شيء مقدَّس أو رباني أو حتى نصف رباني. ومن ثم، لا توجد مقدَّسات أو محرَّمات من أي نوع، فلا حاجة لتجاوز المعطى المادي (الزماني المكاني). فالإنسان يوجد في عالمه المادي لا يتجاوزه، وهذا العالم هو مستقر كل القوانين التي يحتاج لمعرفتها. ثم يبيِّن لنا رورتي النتائج المنطقية لهذا الموقف بقوله « إن الحضارة العلمانية الحديثة لن تكتفي باستبعاد فكرة القداسة أو بإعادة تفسيرها بشكل جذري، وإنما ستهاجم الذات الإنسانية نفسها كمصدر الحقيقة ». فهي ستهاجم فكرة « تكريس الذات للحق (الحقيقة) » أو « تحقيق الحاجات العميقة للذات »، كما ستبيِّن أن مصدر المعنى ليس كلاً متجاوزاً وإنما هو الإنسان، والإنسان كائن حادث زمني متناهٍ، أي أنه ليس مصدراً جيداً للحقيقة. ومن جهة أخرى، فإن الحداثة في جوهرها هي إيمان عقلاني مادي بالتقدم وإيمان بالمستقبل الذي سيتحقق فيه التقدم، الذي أصبح المعيار الواحد والوحيد. ولكن التقدم مجرد حركة مستمرة لا نهاية لها، وهو ما يعني سقوط الثبات. وانطلاقاً من أرضيتنا الحديثة العقلانية المادية، فإن العقل يقوم بعملية نقدية صارمة لمسلماتنا العقلية وموروثاتنا الثقافية ولن نقبل من التاريخ إلا ما يتفق مع نماذجنا العقلية والمادية، والرؤية الحداثية المادية تُعرِّف « الزمان » و »المكان » و »الآن وهنا » كمقولات مجردة، كصيرورة لا معنى لها، كعلامة على ماديتنا، ولكنها لا تقبل التاريخ أو الذات ولا تعرفهما لأنهما يحتويان مخزوناً لقيم تغاير ما في واقعنا المادي وما في نماذجنا العقلانية المادية وتتحداها. وعلى هذا، فإن التحديث -بالنسبة لرورتي وآخرين- هو نسيان نشط للتاريخ والذات، أي أنه بمثابة تجريد للإنسان من ذاكرته التاريخية بعد أن جُرد من مكانته كمركز للكون. وهكذا، تم ضرب الذات الإنسانية، ولم يبق من الإنسان شيء، لا مقدرته على الإدراك المبدع للواقع ولا الذاكرة التاريخية. ولذا، لا غرو أن المشروع التحديثي قد حوَّل الإنسان من غاية إلى وسيلة. وهناك كثير من آليات التحديث، مثل الدولة المركزية أو السوق القومية أو الترشيد، تستقل عن الأهداف الإنسانية، مثل إشباع حاجات الإنسان وتحقيق الكفاية والأمن له، وما إلى ذلك، لتصبح غايات وتهيمن على الإنسان وعليه أن يذعن لها. وقد تنبه بعض المفكرين، منذ بدايات المشروع التحديثي، إلى الطابع التفكيكي المظلم والمعادي للإنسان في هذا المشروع، وأشار عدد منهم إلى دلالات هذا الهجوم الشرس على كلٍّ من الذات الثابتة المتماسكة والموضوع الثابت المتماسك، بل وعلى أية محاولة للوصول إلى كليات ثابتة متجاوزة. فعلى سبيل المثال، ذهب هوبز إلى القول إن الإنسان ذئب لأخيه الإنسان وإن الواقع هو حلبة صراع للجميع ضد الجميع، أي أنه اكتشف منذ البداية جرثومة التفكيك داخل المشروع التحديثي. وقد تبعه كثير من الفلاسفة الماديين الذين يفككون إما الذات أو الموضوع أو كليهما. فهناك إسبينوزا والفلاسفة الماديون في فرنسا، والذين يفككون الذات الإنسانية تماماً، وهناك الفلاسفة التجريبيون والمثاليون (هيوم وبركلي) الذين يفككون الموضوع، وهناك بنتام الذي خلص إلى أنه لا توجد مطلقات أخلاقية وأن سلوكنا الأخلاقي يمكن تفسيره مادياً في إطار المنفعة واللذة، ثم داروين الذي رأى أن العالم في حالة حركة وتطور وصراع وأن عالم الإنسان هو الآخر عالم حركة وصراع، وماركس الذي قال إنه لا ثبات إلا لقوانين الحركة وأنه يمكن رد وعي الإنسان إلى الواقع المادي وإلى العنصر الاقتصادي على وجه التحديد، وفرويد الذي قال إن إدراكنا للواقع يحكمه لاوعيُنا وأن لاوعيَنا تحكمه قوى مظلمة مثل الجنس، والذي ذهب أيضاً إلى أننا لا ندرك الحقيقة فما ندركه هو ما يتراءى لنا أنه الحقيقة، وهناك يونغ الذي قال إن لاوعيَنا هو لاوعيٌ جمعي. ورغم تباين هؤلاء المفكرين في منطلقاتهم وتوجهاتهم، فإن ثمة اتفاقاً بينهم على أن الإنسان ليس سوى مجموعة من الدوافع المادية والاقتصادية والجنسية، ومن ثم لا يختلف في سلوكه عن سلوك أي حيوان أعجم، وعلى أن إدراك الإنسان للواقع ليس عقلانياً وإنما تحكمه مصالحه الاقتصادية وأهواؤه الجسمية. كما أنهم يتفقون في رفض فكرة المطلق المعرفي والأخلاقي، إذ لا ثبات في الطبيعة أو المجتمع أو الذات الإنسانية، وليس هناك إلا التغير المستمر والصراع الدائم، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى اختفاء كل من الطبيعة الإنسانية والطبيعية المادية. وفي المقابل، راح كثير من المفكرين يسعون إلى تجاوز مشاكل الحداثة الداروينية وطرح أفكار وتصورات بديلة، وهذه هي وظيفة المفكر، فهو يحاول أن يستقرئ الماضي ويرصد الحاضر ويرسم صورة للمستقبل ثم ينتظر. وما يحدث هو أن التطور التاريخي يفرز قوى اجتماعية تحمل هذه الفكرة تماماً كما حدث في الثورة الفرنسية، إذ كان فولتير والموسوعيون يكتبون وينشرون أفكارهم إلى أن أتت القوى الاجتماعية الملائمة وحملت هذه الأفكار فاندلعت الثورة، لأنه إذا ظهرت هذه القوى دون وجود فكر فلن تندلع ثورة بناءة بل ستعم الفوضى. المفكر إذاً، هو الذي يقرأ الماضي والحاضر والمستقبل لأن هذه هي وظيفته، وقد أوكل له المجتمع هذه الوظيفة من خلال تقسيم العمل. أما الجماهير، فهي بحكم وضعها تعيش اللحظة. وقد يعترض البعض على ذلك بالقول إن هذه فكرة نخبوية، والرد على هذا القول بسيط للغاية، فهي كذلك فعلاً. فعبر التاريخ لا بد أن تكون هناك نخبة، والقضية هي كيف تكون هذه النخبة على علاقة بنبض التاريخ ونبض الواقع وبمشاكل الجماهير، فتبدع فكراً قادراً على استيعاب حركة المجتمع وحركة الواقع والتعبير عنها بطريقة إنسانية عادلة، وتحولها إلى منظومة فكرية يمكن تطبيقها في الواقع. ولننتقل الآن إلى فكرة الحداثة البديلة.. لقد أصبح من الضروري تطوير منظومة تحديث إنسانية إسلامية، منظومة هدفها ليس التقدم المستمر وبلا نهاية وتصاعد معدلات الاستهلاك ولا تقوم على أساس ثورة التطلعات المتزايدة، وإنما التوازن مع الذات ومع الطبيعة وتحقيق العدالة الاجتماعية.. منظومة يطورها عقل مسلم متوازن مع ذاته ومع الطبيعة، ولذلك فهو غير نزاع للغزو والسلب.. منظومة توازن بين الإنتاجية وقيم العدل، وتوائم بين الحقوق الفردية وحقوق المجتمع.. حداثة تجعل الإنسان وتحقيق إمكانياته هي المركز، تركز على الإنسان من حيث هو إنسان، وليس من حيث هو كائن اقتصادي أو جسماني أو طبيعي. إن المطلوب هو حداثة جديدة تتبنى العلم والتقنية ولا تضرب بالقيم أو بالغائية الإنسانية عرض الحائط.. حداثة تحيي العقل ولا تميت القلب، تنمي وجودنا المادي ولا تنكر الأبعاد الروحية لهذا الوجود، تعيش الحاضر دون أن تنكر التراث.. حداثة تحترم التعاقد ولا تنسى التراحم. ومن ثم، يجب أن نطرح رؤية للمجتمع تحل المشاكل بشكل جذري للجميع وتحدد مكان أعضاء الجماعات الدينية والإثنية داخل المنظومة الجديدة، وأن حقوقهم السياسية والاجتماعية والدينية مصونة (لهم ما لنا وعليهم ما علينا) انطلاقاً من تطبيق الشريعة الإسلامية (وليس مجرد التسامح الإنساني). بل إنه يمكن البحث عن مناطق اتفاق كثيرة مع العلمانيين القوميين العرب، فهم ليسوا علمانيين شاملين مثل العلمانيين في الغرب، فالعلمانيون عندنا ما زالوا يؤمنون بالقيم المطلقة ولا يؤمنون بأن كل شيء نسبي ومباح، كما تهمهم الخصوصية القومية. وأعتقد أن هذه كلها نقاط اتفاق يمكن أن نتفق عليها جميعاً، ومن خلال هذا الخطاب الإسلامي القائد يمكن حشد طاقات الجماهير الإسلامية وغير الإسلامية لإعادة بناء الأمة. ولنبدأ مشروعاً تحديثياً جديداً لا يعادي القيمة المطلقة ويحتفظ بمركزية الإنسان في الكون وهي مركزية يستحيل الاحتفاظ بها في إطار مادي، فهي مركزية مستمدة من قداسة الإنسان، وقداسته مستمدة من وجود إله مفارق للطبيعة والتاريخ. أما في داخل النسق المادي فلا مركزية إلا للمادة! إن الحداثة الإنسانية البديلة توازن بين التعاقد والتراحم: أن ننشئ مجتمعاً مبنياً على التعاقد دون أن ننسى التراحم، أن نبني مجتمعاً له أساس مادي لكنه لا ينسى الروح، يحترم الطبيعة ولا ينسى الإنسان. ويتمثل جوهر الحداثة التراحمية الإنسانية في أن الهدف ليس التصاعد في معدلات الاستهلاك، وليس تحقيق اللذة، وإنما التراحم والتوازن مع الطبيعة ومع الذات. وأنا -كمسلم- أعتقد أنه لا يمكن تحقيق هذا إلا في إطار إيماني.. إن الإنسان لا يمكنه أن يتجاوز الرغبة في الاستهلاك الشره والبحث الدائم والدائب إلا من خلال الإيمان بشيء أكبر منه. ولعل المنظومة العلمانية قد نجحت حتى عهد قريب في تحقيق شيء من هذا القبيل، من خلال الإيمان بقيم مثل الوطن والاستعمار والعنصرية، لكن كل ذلك تساقط في عالم ما بعد الحداثة وأصبح الإنسان في عالم بلا مركز، وانتشرت الفوضى المعرفية والأخلاقية كما نرى الآن في الغرب. ولا أدعي هنا أنني أُقدم حلولاً جامعة مانعة، فغاية ما أدعو إليه هو الاجتهاد، وهناك من هم أكثر تخصصاً وخبرة مني يمكنهم أن يطرحوا مفهوماً اقتصادياً جديداً قائماً على فكرة « حد الكفاية »، بحيث نتفق على الحد الأدنى المادي المطلوب للإنسان (الغذاء، المسكن، الملبس..إلخ) ونحاول أن نحقق هذا لكل البشر بدلاً من فكرة النمو المستمر وتصاعد معدلات الاستهلاك التي تؤدي إلى استقطاب طبقي شديد، وإلى نهم لا ينتهي داخل المجتمع، وإلى الأزمة البيئية ونفاد المصادر الطبيعية على مستوى العالم، فهذه المصادر لا يمكن أن تكفي لمواكبة مثل هذا التصعيد المستمر للنمو والاستهلاك. إن الهدف من الحداثة الإنسانية هو تحقيق التناغم والعدل والسلام الاجتماعي. ويمكن للمتخصصين أن يحولوا ذلك إلى تصورات تفصيلية، وهكذا تولد الأفكار الجديدة. وأنا مؤمن تمام الإيمان أن مثل هذه الرؤية ممكنة التحقيق، وأنه في الآونة الأخيرة بدأ يظهر الكثيرون في الغرب والشرق ممن يؤمنون بأن الحداثة الداروينية قد أدخلتنا جميعاً في طريق مسدود، ولا بد من البحث عن طريق جديد، وهذه هي بداية الحكمة، والله أعلم. ــــــــــــــــــــــ أخر ما كتبه المرحوم المسيري قبيل وفاته (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 9 أكتوبر 2009)
الحركة الإسلامية بين الدولة واللادولة.. أفغانستان نموذجاً
بشير الأنصاري
في خضم المعارك الانتخابية التي شهدتها أفغانستان في أغسطس/آب الماضي توزعت قيادات الحركة الإسلامية الأفغانية كعادتها بين أطراف الصراع والتنافس التي يسعى بعضها للحصول على السلطة ويحاول بعضها الآخر المحافظة عليها. وقد عقد بعض قيادات الحركة مثل عبد رب الرسول سياف رئيس حزب الدعوة الإسلامية ومحمد قسيم فهيم وإسماعيل خان من الجمعية الإسلامية وعبد الهادي أرغنديوال رئيس الحزب الإسلامي المنشق صفقات مع كرزاي، ووقف البعض الآخر كالأستاذ برهان الدين رباني زعيم الجمعية الإسلامية إلى جانب الدكتور عبد الله عبد الله المنافس الرئيسي لحامد كرزاي. وفي الجهة الأخرى لخط النار أعلنت حركة طالبان التي تقاتل تحت راية « الإمارة الإسلامية » رفضها للانتخابات جملة و تفصيلا، كما اتخذ الحزب الإسلامي بقيادة حكمتيار موقف الرفض من هذه الانتخابات وطالب بانتخابات نزيهة وعادلة وذلك بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي. رغم التباين الواضح في المواقف على طرفي خطوط المواجهات العسكرية والانتخابية، يرى المرء قاسما مشتركا بين كل من قادة الجهاد والحركة، ألا وهو الاهتمام بالدولة. ففي أفغانستان الكل يحلم بالسلطة والكل يسعى إليها على طريقته. لأن الدولة في نظرهم هي الوسيلة الوحيدة لإقامة الدين وعمارة الدنيا. في البدء كانت الدولة لقد ظلت فكرة الدولة تشكل حجر الزاوية لدي منظري الحركات الإسلامية الكبرى الذين ساهموا في صناعة أفكار وصياغة رؤى الإسلاميين الأفغان، وأصبح مفهوم الدولة يهيمن على تفكيرهم لدرجة أنهم بالغوا في أهميتها وبدؤوا لا يشاهدون على حلبة العمل إلا هذا اللاعب الضخم الذي ملأ قلوبهم وأعمى أبصارهم. بعد أن سقطت دولة الإسلام العالمية المتمثلة في خلافة العثمانيين، برزت الحركة الإسلامية إلى الوجود لترفع شعار « الإسلام دين ودولة » ولتهتم بمفهوم الدولة ساعية نحو الوصول إليها ومن ثم تنظيم المجتمع وإعادة تشكيله وصياغته عن طريق السلطة. ومن هنا، فإن مصطلح الدولة أصبح من أبرز المقولات التي ظلت تعبر عن هوية الحركة وتميزها عن بقية الجماعات الدينية في العالم الإسلامي. والدين في مفهوم الحركة الإسلامية كان نظاما يغطي ميادين الحكومة والوطن والدولة والقانون والجيش والقومية، وأصبحت الدولة في أدبياتها تعتبر أداة كبرى لحراسة الدين ورعاية المجتمع، والتي لا يستقيم المشروع الإسلامي من دونها. إن معظم أجنحة الحركة الإسلامية في أفغانستان وضعت لنفسها هدفا جوهريا واحدا وهو السيطرة على الدولة باعتبارها عصا سحرية تحل المشاكل كلها و »بضربة واحدة » والوسائل التي استخدمت لتحقيق هذه الغاية اختلفت من ممارسة الضغوط السياسية إلى العمليات الحربية والتخطيط للانقلاب العسكري، ولكن الهدف النهائي كان شيئا واحدا وهو الوصول إلى الدولة، الأمر الذي ساهم في إخفاقات الحركة وخصم من رصيدها الدعوي والتربوي. الدولة.. خصم أم رصيد؟ لم يعد الوصول إلى السلطة الغاية القصوى لمعظم الحركات الاجتماعية في عالمنا اليوم. إن معظم الجماعات الإصلاحية المعاصرة تعتبر الدولة عبئاً عليها. وإن بقاء الجماعة خارج دائرة الدولة ومسؤولية الحكم لا يعطيها قدرة أكثر على تحقيق أهدافها فقط بل من الممكن أن يشكل مصدراً لقوة هائلة. فميادين التعليم والثقافة والاقتصاد والإعلام والمرأة والشباب والعمل الخيري وغيرها ليست أقل تأثيرا في إحداث التغيير الاجتماعي من ميدان السياسة والحكم. إذا كان الهدف من تأسيس الدولة القومية المعاصرة هو الدفاع عن أرض ما وحماية مجتمع سياسي بذاته، فإن الدفاع والصيانة في الألفية الثالثة أخذا مدلولا آخر. فالدولة اليوم لم تعد المؤسسة الوحيدة لتنظيم المجتمعات وإدارتها، بمعنى أن تكنولوجيا الاتصالات المعاصرة يمكنها أن تساعد في بناء التواصل بين مجموعات كبيرة من الناس وتساهم في تنظيمهم وإدارة شؤونهم. والدولة في عالمنا اليوم ليست إلا عبئا يتطلب الدفاع، وهناك جماعات لا تريد أن تكون لها دولة، لأن الدولة يمكن أن تكون هدفا للتهديد، والردع والتدمير. والرغبة في تفادي عبء الدولة تتجلى حتى في أكثر التنظيمات قوة وفعالية. عندما قام الحاخام دوشنكي بإرسال خطاب إلى الأمم المتحدة قبيل تأسيس الدولة العبرية وأعلن أنهم ليسوا بحاجة إلى دولة، أو رجال الدين اليهود الذين اجتمعوا بالدكتور يوسف القرضاوي وأبدوا انزعاجهم الشديد عن وجود دولة اسمها « إسرائيل » لم يفعلوا كل هذا انطلاقاً من حبهم للعرب والمسلمين ولكن لقناعتهم بأن الدولة ظلت وستظل عبئا على الأمة اليهودية وخصما من رصيدها. تنافس غير معلن لعل من أولى الأسباب وراء ظهور الدولة الحديثة كشكل أعلى للتنظيم الاجتماعي كانت تكمن في قدرتها على إدارة مجموعات كبيرة من الناس واستغلال الموارد، ولكن اليوم هذه القدرة لم تعد مقصورة على الدولة. إن انتشار تكنولوجيا الاتصال المتوفرة من الإذاعة والتلفاز والأقمار الصناعية والإنترنت والطباعة يمكنها أن تفتح آفاقا جديدة لتنظيم الشعب والحلول محل المؤسسات الرسمية. وقد أصبحت تقنية الاتصال اليوم رخيصة بحيث تنتشر في أرجاء المعمورة شمالها وجنوبها وغنيها وفقيرها وتلعب دورا هاما في توعية الجماهير وتعبئتهم. ثمة مجتمعات نشأت اليوم خارج سيطرة الدولة والتي يمكن تسميتها بالديمقراطية الإلكترونية تتحدى سلطة الدولة وبيروقراطيتها وتعلب دوراً مهما في تطوير الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وبرغم أن الدولة تتمتع ببنية تحتية لوجستية واسعة وقدرة كبيرة على الإدارة، فليس بإمكانها السيطرة على هذه المجتمعات التي سميت بالمجتمعات الافتراضية والتي نشأت على الإنترنت. في الماضي القريب فقط كانت الدول القومية والإمبراطوريات الكبرى هي التي بإمكانها أن تلعب دوراً في العلاقات الدولية، ولكن المسرح الدولي اليوم فتح بوابته لكل اللاعبين ولمختلف الأوزان بما فيهم المنظمات الاجتماعية لتدخل الحلبة وتتنافس مع اللاعبين الآخرين. بين الشعار والواقع إن الحركة الإسلامية الأفغانية كغيرها من الحركات الإسلامية تبنت دعوتها على أساس ترجمة الحلم الكبير الذي اشتهر في الأدب السياسي بالمدينة الفاضلة، المدينة التي يمكن اعتبارها نسخة من دولة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه. ولكن عندما وجدت نفسها في الحكم اضطرت للتفاوض والتنازل والتسوية مع أعدائها ودخلت في صراعات دموية مع أبنائها، الأمر الذي أضعفها وجعلها تفقد رصيدها الشعبي. عندما تعجز الحركة عن بلوغ الكمال وترجمة الأفكار المطلقة والمثل العليا إلى الواقع تصطدم بصخرة المعوقات والواقع المحدود، الأمر الذي يولد استياء عميقاً لدي الشارع وانعداما للثقة لدي أبنائها. إن السلطة من شأنها أن تضعف الحركة وتقلل من بريقها الدعوي ونقائها العقائدي، وتصبح عامل إضعاف لها وبالتالي فإن البقاء خارج دائرة الحكم يمكن أن يحافظ على قوة الحركة ويساعدها أكثر على إحداث التغيير في المجتمع. الأمر الذي يثير الدهشة في الحالة الأفغانية، هو أن الرواد الأوائل من أبناء الحركة الإسلامية عندما بدؤوا بالتواصل مع ضباط الجيش والتخطيط للانقلاب على نظام محمد داود عام 1975، لم يكونوا قد أنهوا دراساتهم الجامعية. ويتساءل المرء اليوم، ماذا لو نجحت الخطة واستولى الفتية على الحكم فأي فقه كانوا سيتعاطون معه فهما وتنزيلا وأي نظام كانوا سيتبنونه حكما وتنفيذا وفي الختام أي كارثة كانوا يجلبونها لدينهم وبلادهم؟ انعكاس التجربة على بيض الصفائح إن تجربة الحركة الإسلامية في أفغانستان من حيث الضحايا أو المدة التي استغرقتها أو حجم الدمار الذي خلفته، تعتبر من أكثر التجارب القتالية ضراوة في القرن العشرين إن لم تكن على امتداد القرون الثلاث الأخيرة. لقد أثبتت هذه التجربة نجاح الإسلاميين في فنون القتال وفشلهم في فقه العمران، كما أثبتت عبقرية الحركة في دغدغة المشاعر، وإثارة النفوس، وتعبئة الشارع الذي من طبيعته أن يسود فيه الصوت العالي والصخب الهادر وتنقصه الرؤية المستقبلية الشاملة، وفي نفس الوقت إخفاقها في إقامة بديل حضاري يسر الناظرين. إذا تصفحنا أدب الجهاد الأفغاني فسوف نصاب بالدهشة من قراءة الخطاب الصاخب المفعم الذي يزخر بكل معاني الثورية والانفعال ويخلو من أي رؤية إستراتيجية تنير الطريق. والتجربة الإسلامية في أفغانستان استنسخت قدراً كبيرا من أنماط السلوك البدوي والبطولة البدوية التي تتسم بالغلظة وتتبلور على بيض الصفائح. لقد أثبتت تجربة الإسلام المقاتل في أفغانستان أن التضحيات الجسدية لا يمكن أن تغير وضعاً ولو كان رصيدها شلال من الدماء وتلال من الأشلاء. إن مشاريع السيف التي تبنتها جماعات متفرقة في تاريخ المسلمين كالقرامطة والخوارج والباطنية وغيرها لم تستطع أن تغير وضعا وتحقق حقا أو تبطل باطلا وانتهى بهم المطاف إلى ذاكرة التاريخ. إن هذه التجارب جعلت الفقهاء يخرجون بنظرية تحريم الفتنة والخروج على السلطان ولو كان ظالما وفاجرا، وهذا الرأي رغم غرابته لم يكن إلا تعبيرا عن فشل الثورات ومشاريع العنف على امتداد تاريخ المسلمين. إمبراطورية مستغنية عن الدولة وغير بعيد عن أفغانستان، هنالك تجربة أخرى كانت تشهدها تركيا، يقودها فتح الله غولان وتركز على صناعة الإنسان. إن التيار الغولاني ليس بتنظيم سياسي ولكنه حركة دينية اجتماعية همها إحداث التغيير في المجتمع عن طريق التعليم والإعلام وذلك بإنشاء المدارس وتأسيس الجامعات في كل مكان. وتمتلك حركة غولان اليوم آلاف المدارس والجامعات في أكثر من تسعين بلدا حول العالم. كما أنها تملك قنوات فضائية ومجلات وصحفا ومؤسسات خيرية وثقافية ضخمة في عدد كبير من دول العالم. إن جريدة (زمان) وحدها تطبع مليون نسخة في اليوم. إن لحركة غولان التي تعتبر رافدا كريما للحركات الإسلامية الأخرى في تركيا خصوصياتها التي تميزها عن بقية التجارب الإسلامية في الشرق الأوسط وهي تفادي الصدام مع السلطة والتركيز على العمل دون الشعار والمغزى دون الشكل والجوهر دون الظاهر. ويراقب العالم اليوم ماردا يتململ وإمبراطورية تركية أخرى بدأت تبسط سيطرتها على جغرافيا العرق التركي من شمال الصين إلى قلب القوقاز كما أنها تسعى لنشر اللغة والثقافة التركيتين على بقاع أخرى من المعمورة. إذا كان العثمانيون دكوا حصون أوروبا بالسيف وانعكست بطولاتهم علي بيض الصفائح فإن الغولانيين اليوم يقتحمون مراكز العلم في الدنيا من أوسع أبوابها وتنعكس بطولاتهم على سود الصحائف التي يسطرون عليها التاريخ. تجربة أخرى في بنغلاديش هنالك تجربة أخرى يسجلها عالم الاقتصاد المسلم محمد يونس صاحب فكرة بنك الفقراء في بنغلاديش. إذا كان رجل واحد يستطيع أن يحدث ثورة اقتصادية في أفقر بقاع الأرض ويعيد البسمة إلى وجوه الذين تتقاذفهم المجاعات والأمراض والذين أصبحوا رمزا للفقر والمجاعة، فلماذا تعجز حركات أخرى ذات إمكانيات وكوادر أن تفعل أعشار ما فعله الرجل؟. لم يقم محمد يونس بحشو آذان المستضعفين البنغاليين بالخطب النارية ولكنه أحدث انقلابا في مجال الاقتصاد والتنمية البشرية وساهم في تحسين أوضاع الفقراء ليس في بنغلادش فقط ولكن في بقاع مختلفة من العالم. في الوقت الذي يدق الإعلام الغربي على طبول التمييز الجنسي ضد المرأة المسلمة لم يقف صاحبنا ليرد عليهم بمواعظه الدينية بل جعل 94% من عملاء مصرفه من النساء البنغاليات اللاتي يعانين من قهر اجتماعي مزدوج. نتيجة بعد مرور نصف قرن من تأسيس أول نواة للحركة الإسلامية في أفغانستان نجدها اليوم قد تراجعت إلى ما وراء الخط الذي بدأت منه انطلاقتها الأولى وهذا يعود إلى اختزال الإسلام في السياسة والدولة فقط. إن المجتمع الإسلامي بأبعاده التربوية والدعوية والتعليمية والثقافية والاجتماعية والروحية والاقتصادية أكبر من أن نحصره في دائرة الحكم. إذا قامت الحركة بتربية الناس ومكافحة فقر المعلومات قبل فقر الاقتصاد واشتغلت بمحو الأمية وتنظيف الشوارع وقامت بتنظيم المجتمع في أدنى مستواه ليدير شؤونه بنفسه وأقامت مؤسسات خيرية لمساعدة الفقراء، وساهمت في صناعة الإنسان المسلم والأسرة المسلمة وأخيرا إذا استطاعت أن تقنع الرجل الذي يكشف عورته أمام المارة ليستنجي في نهر كابل، بأن سلوكه يتنافى مع أبجديات الأخلاق الإنسانية تكون بذلك قد أقامت حضارة وأحيت أمة وأعادت الأمل لمجتمع غارق في المخدرات والعنف والقبلية والفقر والخوف والأمية والتبعية والاحتلال. استطاعت الحرکة الإسلامية فی أفغانستان أن تتحدى أکبر قوة برية في وقتها وشحنت روح الجهاد في عروق الملايين واستقطبت بلايين الدورات من دول وشعوب العالم ولكنها اليوم تقف عاجزة عن تأسيس مدرسة أو جامعة أو مركز ثقافي أو مسجد أو حتى دار إيواء للأيتام الذين فقدوا آباءهم تحت رايتها. إن الحركة الإسلامية في أفغانستان ليست بحاجة إلى دولة، لا سيما إذا كانت تعتبر خامس دولة بين الدول الأكثر فسادا في المجتمع الدولي والتي تصدر أكثر من 90% من مخدرات العالم ورئيسها يعيش في كنف حماية الحراسة الأميركية. أما آن الأوان لنتعلم من أخطائنا ولنضع حدا للسعي نحو السلطة وبدلا من ذلك نسعى إلى خلق أشكال حضارية جديدة للتفاعل الاجتماعي والعمل الشعبي التربوي المؤسسي الواعد؟. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 9 أكتوبر 2009)
مسلمو الدنمارك ينفذون اعتصاماً جماهيرياً في كوبنهاغن دفاعاً عن المسجد الأقصى
« إكسبرس نيوز » فلسطين/ الدنمارك/ أقصى/ تضامن (خاص) كوبنهاغن ـ خدمة قدس برس شارك مئات من المسلمين الدنماركيين في اعتصام جماهيري وسط العاصمة كوبنهاجن أمس السبت (10/10) تضامنا مع المسجد الأقصى ضد عمليات الحفر الإسرائيلي ومحاولات اقتحامه. وقد ندد المشاركون في الاعتصام الذي دعا له المجلس الإسلامي الدنماركي والوقف الاسكندنافي والمنتدى الفلسطيني بعمليات التهويد التي يتعرض له المسجد الأقصى من طرف الاحتلال الإسرائيلي، وانتقدوا الصمت العربي والإسلامي والدولي على ما أسموه بـ « الجرائم » التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى الذي أكدوا أنه قضية إسلامية تهم كل المسلمين في العالم. وقد تخلل الاعتصام كلمات ألقاها عبر الهاتف نائب رئيس الحركة الإسلامية في أراضي 48 الدكتور كمال الخطيب، والشيخ عوينات محيي الدين عن الوقف الإسكندنافي عوينات محيي الدين ورئيس المجلس الإسلامي الدنماركي عبد الحميد الحمدي، أجمعوا فيها على إدانة عمليات التهويد التي يتعرض لها المسجد الأقصى، كما انتقدوا موقف السلطة الفلسطينية من الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، لجهة مطالبة مجلس حقوق الإنسان في سويسرا بتأجيل النظر في تقرير « غولدستون »، واعتبروا ذلك موقفا سلبيات أضر بالقضية الفلسطينية برمتها.
عبدالحميد حمدي
بعد موسم عمرة ناجح.. توقعات بحج صحي وآمن
حسن عبده جدة- توقع خبراء وعاملون في مجال خدمة شئون الحج والحجاج بالسعودية نجاح موسم الحج هذا العام، والمقرر أن يبدأ في الـ 25 من نوفمبر المقبل، معتمدين على نجاح عمرة رمضان التي لم يسجل فيها أي حالة وفاة بإنفلونزا الخنازير، والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة لمواجهة أي إصابات بالمرض. ففي حديثه لـ »إسلام أون لاين.نت » قال الدكتور سعيد الغامدي، الطبيب بمستشفى النور بمكة المكرمة، إن تسجيل 9 حالات فقط أصيبوا بإنفلونزا الخنازير وعدم وجود وفيات يعد نجاحا كاملا لموسم العمرة، ومؤشرا جديدا لموسم حج آمن وصحي، مشيرا إلى أن عدد الإصابات ضئيل مقارنة بملايين المعتمرين والزوار الذين أدوا مناسك العمرة والذين بلغ عددهم أكثر من مليوني شخص. وفيما يتعلق باختلاف طبيعة العمل في موسم العمرة عنه في موسم الحج، أكد الغامدي أن سعة مساحة المشاعر المقدسة في منى ومزدلفة وعرفات مقارنة بالحرم المكي تتيح قدرة ومرونة أكبر في التحرك ورصد ومعالجة الحالات المصابة من قبل القوائم الطبية. ولفت الغامدي إلى أن « وزارة الصحة قامت باستنفار طبي لمواجهة وباء الإنفلونزا تمثل ذلك في زيادة عدد العيادات القريبة من الحرم وتجهيز 4 مختبرات تشخيصية في مكة بإشراف خبراء عالميين، وتجنيد 15 ألفا من منسوبي وزارة الصحة واستشاريين في الطب الوقائي، وذلك بهدف سرعة التشخيص وتوفير العلاجات وهو يقلل عدد الإصابات، وهو مؤشر نتوقع من خلاله موسما ناجحا بإذن الله ». المطوفون مستعدون إلى ذلك، أكد عاملون في مؤسسات الطوافة -الجهة المسئولة عن الخدمات التشغيلية للحجاج- استعدادهم التام لموسم الحج؛ حيث قال محمد فلمبان، أحد المسئولين في مؤسسة مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا، إن هناك اهتماما كبيرا بالنظافة في جميع الأماكن؛ حيث حرص القائمون في مؤسسات الطوافة على تخصيص شركات خاصة للنظافة. وأضاف فلمبان في حديث لـ »إسلام أون لاين.نت » أن مؤسسات الطوافة تولي مرض إنفلونزا الخنازير كل اهتمامها؛ حيث تقوم بالتنسيق والاتصال مع وزارة الصحة السعودية للتعرف على تطورات المرض. وأشار إلى أنهم « يلتزمون بكل التعليمات الصادرة من وزارة الصحة في هذا الشأن، ومن ثم إيصالها لرؤساء بعثات الحج للتقيد بموجبها لتحقيق السلامة لحجاج بيت الله الحرام ». وشدد فلمبان على أن العاملين في مؤسسة الطوافة اكتسبوا خلال العمل في موسم العمرة خبرة في كيفية التعامل مع الحالات المصابة، وهو ما سيسهل عملهم في موسم الحج. خبرة طويلة وزارة الحج لها باع وخبرة طويلة في إدارة مواسم الحج رغم الأزمات، هذا ما قاله، محمد الغروي، الكاتب والصحفي المتخصص في الشئون الإسلامية بصحيفة عكاظ السعودية؛ حيث أكد في حديث لـ »إسلام أون لاين.نت »، أن ما حققته وزارة الحج في الأعوام الأخيرة من نجاحات يعطي مؤشرا قويا لقدرتها على تجاوز هذه الأزمة بكل نجاح. وأشار الغروي في معرض حديثه إلى أنه بالرغم من أن السيناريوهات المطروحة خارجيا في خيارات إلغاء الحج كليا أو منعه عن كبار السن والأطفال، فإن وزارة الحج واصلت وأكملت استعداداتها، وهي على تواصل وتنسيق دائم مع ثلاثي شئون الحجيج: الخدمات التشغيلية الممثلة في « مؤسسات الطوافة »، والأمن والنظام الممثلة في وزارة الداخلية، والرعاية الطبية الممثلة في وزارة الصحة. وقال الغروي إن كل ما قيل عن الحج هذا العام ليس له أساس من الصحة، مؤكدا أن القضية أخذت أبعادا غير موضوعية خاصة من جانب الإعلام ووسائله المختلفة، مشيرا إلى أن التركيز الإعلامي انصب على حالات الوفاة « علما بأن دراسةً متأنية بينت أن كل الذين ماتوا كانوا يعانون أصلاً من خللٍ في جهاز مناعتهم لسبب أو لآخر ». يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية سبق أن أعلنت في بيان رسمي صدر الأسبوع الماضي قدرة المملكة العربية السعودية على استضافة موسم الحج، وأكدت في بيانها الذي وزعته بالقاهرة 9-10-2009 أن لدى السعودية كميات كافية من التدابير الدوائية وغير الدوائية التي تؤهلها لاستقبال حجاج بيت الله الحرام. جاء ذلك بعد أن أعلنت تونس إلغاء الحج هذا العام خشية انتشار مرض إنفلونزا الخنازير، بينما حذرت دول عربية أخرى -من بينها مصر- من إلغاء الحج في حالة عدم الحصول على الأمصال المضادة للمرض؛ حيث اشترطت السعودية تطعيم الشخص قبل السفر لتأدية مناسك الحج، قبل أن تعود وتتراجع الرياض عن ذلك. صحفي ومراسل شبكة إسلام أون لاين في المملكة العربية السعودية. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 11 أكتوبر 2009)
أنا أحترم هذا الرجل
:فريدريك عمر كانوتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا أحترم هذا الرجل بطاقة تعريفية بهذا الشخص : الاسم : فريدريك عمر كانوتي. العمر : 32 سنة. الدولة : مالي الموقع الرسمي :
http://www.kanoute.com/ آخر أخبار هذا اللاعب : http://www.kooora.com/default.aspx?showarticle=0&obj=3004460 مواقف رائعة: – عرف اللاعب بأخلاقه الحسنة ، حيث أنه يدين بالدين الإسلامي ، وقد رفض أن يرتدي القميص الجديد لفريق اشبيلية ، لأن عليه إعلان قمار وهو ما يحرمه الإسلام. وقد اضطرت إدارة النادي إلى تغيير هذا الزي احتراماً لهذا الرجل المسلم ، ولتمسكه بمبادئ دينه. – في عام 2007 ، علم أن المسجد الوحيد بأشبيلية سيهدم ، فاشترى أرض المسجد من ماله الخاص حتى لا يهدم ورفض التعليق على ذلك. – كان اللاعب في أثناء تدريبات الفريق وبمجرد دخول وقت الصلاة ، يترك التدريبات ويذهب ليصلي ، ومع مرور الوقت وبعد عدة إنذارات من إدارة النادي ، تقرر أن يتم عمل خصومات من راتبه ، فوافق على ذلك وقال لهم: اخصموا ما تشاؤون .. ولم يجد ذلك نفعاً ، فاضطر مدرب الفريق إلى إيقاف التدريبات وقت الصلاة. المسلم ليس بالاسم فقط ماذا قدمت لدينك ؟
— Mohamed Saber Mhadhbi tel. +3904611724590 cell. +393288694576