الأحد، 1 يونيو 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2931  du 01.05.2008
 archives : www.tunisnews.net  

المؤتمر من أجل الجمهـــــــــــــــــــــــــــــــــورية: بيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

  النقابات الأساسية والجهوية والفروع الجامعية بمدينة صفاقس: بيـــــــــــــــــــــــان

اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي: توضـــــــــــــــــــــــــــيح

اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي: بيـــــــــــــــــــــــــــــــــان

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة نابل : وردت إلينا هذه الرسالة و نحن نوردها كما هي

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية:التقرير النصف الشهري الثاني (ماي 2008 )

منتدى الجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاحظ : دعــــــــــــــــــــــــــــــــــوة

الصباح : اتحاد الأدباء والكتّاب العرب يكشف تقريره حول واقع الحريات في العالم العربي

عبد الكريم الهاروني : الكــــــــــــفّ عن المضايقة حـــــــــــــــــــقّ و فكّ الحصار واجب

 نورالدين ختروشــــــــــــــــــــي: الشابي هل نجـــــــــــــــــــــــــــــــح ليفشل؟؟ (2من3)

أمّ زيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد: الشباب هو المشكلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

البديـل عاجــــــــــــــــــــــــــــــــل:الاحتجاجــــــــــــــــــــــــــــــــات تدق أبواب القصرين

البديـل عاجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل:أخبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار
 الصباح : المحكمة تنظر في القضايا الخمس المرفوعة ضد جريدة «المـــــــــــــــــــــوقف»

الجزيرة .نت : تونس تقاضي شبانا على خلفية احتجاجــــــــــــــــــــــــــــــــات جنوب البلاد

محيط : التونسيون في الخارج يحولـــــــــــــــــــــــــون 1,2 مليار يورو الى بلدهم في 2007

أ-ف-ب:الجمعية العالمية للصحف: حريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة الصحافة في العالم تتراجع

الصباح : الخبير الدولي كوستيار: ينبغي التخلّي عن ملاعب «الغولف» حفاظا على الماء أسعار الحبوب تضاعفت.. ولا بديل عن الاكتفاء الذاتي الغذائي

الصباح : رحيل الأديب والكاتب المسرحي سمير العيادي رجل الابداع المتعدد الجوانب

الصباح : على طريق جهوية بولاية مدنين: انقلاب حافلة على متنها 100 تلميذ وتلميذة الاحتفاظ بـ6 تلاميذ للعلاج.. وأضرار مادية للحافلة

الصباح:العثور على جثة «الحــــــــــــــــارق» المفقود بعد أن لفظه البحر بشاطئ الحمامات

محمد القوماني : توضيح حول ملخص نص:الإصلاح السياسي مدخل لمعالجة قضايا الشباب

بقلم الشيخ حبيب اللوز : الربّانيّة : ولاء وانتمـــــــــــاء ثمّ عقد بين الفرقــــــــــــــــــــــــــاء

الصحبي عتيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق :العــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزلة…ضرب للتواصل

عبدالله الزواري  :  حصـــــــــــــــــــــاد الأسبوع للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري

توفيق المديني : إسرائيل.. هل تحصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل على « وديعة الأسد»؟

محمد الهادي التواتي:عيد الشغل والخطاب المخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــادع

لصابر التونسي: ســـــــــــــــــــــــــــــــواك حـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار (83)

الشيخ الهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــادي بريك : أي أرض أرض قلبك : نقية أم جدباء أم قيعان؟

 النفطي حولة: اتفاــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق الدوحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه


 

(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


المؤتمر من أجل الجمهورية

بيان غرة جوان 2008

 

 
في الوقت الذي يتواصل فيه حصار الحوض المنجمي الموضوع فعليا في حالة طوارئ غير معلنة ، وفي الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمتان الاجتماعية والأخلاقية وأزمة القيم، يكثف النظام هذه الأيام من الإجراءات القمعية الرامية لإرهاب ما بقي واقفا على قدميه من فعاليات المجتمع المدني. فالأستاذة زيهة رجيبة تتعرض حاليا لتهديدات مشينة تتعلق بسمعة وأمن عائلتها. كما يتعرض المحاميان عبد الرؤوف العيادي وعبد الوهاب معطر لتتبعات جبائية كيدية وقاصمة، في الوقت الذي يعاني فيه الصحفي سليم بوخذير من ظروف سجن بالغة القسوة. لكن قياديي المؤتمر من أجل الجمهورية ليسوا وحدهم المستهدفين حيث تعرض المناضلان عمر المستيري وسهام بن سدرين لاعتداءات جسدية. ويتعرض عدد من قيادات النهضة وأساسا المناضل عبد الكريم الهاروني لمحاصرة لصيقة وتضييقات خانقة, كما يقع هذه الأيام تهديد الكاتب توفيق بن بريك ليلزم الصمت كما استهدف قبلهم كم من سياسيين وحقوقيين . ما يلفت النظر في هذه الأحداث أنها تندرج في خطة إخراس كل الأصوات وتحييد كل أشكال المعارضة في علاقة بما يسمى انتخابات 2009 ومن المنتظر أن تتكثف الحملة وتتوسع حتى مرور هذا « الاستحقاق  » البائس بسلام كما يفهمه النظام طبعا أي بإعادة تركيز الرئيس غير الشرعي بوسائل التزييف المعروفة. ما يلفت الانتباه أيضا هو أن الوسائل القذرة التي استعملها النظام من قبل على استحياء أصبحت اليوم أصلا وقاعدة مما ينذر بتفاقم دور المنحرفين والمجرمين في التعامل بأحط الوسائل مع نخب البلاد.
والمؤتمر من أجل الجمهورية : يرفع صوته مجددا لتحذير المجتمع المدني والبلاد من موجة قمع همجي جديد تجاه النخب وعموم المواطنين، ومن استعداد الدكتاتورية للتعامل مع الاحتجاجات الجماعية بمنتهى القسوة والعنف. كما يتوجه مجددا لكل الأطراف السياسية الفاعلة لتتحمل بكل شجاعة مسؤوليتها التاريخية . إن الدلائل من تغيير القوانين الانتخابية واستعمال الوسائل الحقيرة ضد المعارضين تظهر عبثية الركض وراء أوهام التغيير من داخل منظومة الدكتاتورية أو عبر آلياتها. فلا يليق بحال من الأحوال مواصلة تجاهل الأمر الواقع أو الحقيقة التي تعمي الأبصار وهي أننا أمام نظام يرفض كل مصالحة وإصلاح ومقر العزم أكثر من أي وقت مضى على رفض المس بأي من ثوابته وهي التشبث في الحكم إلى ما لانهاية، والحق في المال العام ،وخصخصة الدولة، والتزييف الوقح لمفاهيم الديمقراطية وآلياتها. كما لا يمكن افتعال عدم فهم المؤشرات الأخيرة والحال أنها تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن النظام لن يتورع عن استعمال أقسى وأحقر الوسائل لفرض بقائه وتواصل تحكمه في رقاب شعبنا المقهور. إن نظاما كهذا لا يواجه إلا بتنظيم جبهة سياسية تتقدم للشعب كبديل للحكم ببرنامج واضح وخطة لإدارة المقاومة المدنية إلى نهاية الدكتاتورية وبناء النظام الديمقراطي على أنقاضها. لكن مسؤولية إنقاذ تونس من حكم العصابات ليست ملقاة فقط على عاتق بعض رجال المعارضة ونسائها، من الذين صمدوا طيلة عقدين من الزمن، رغم قلة عددهم وضعف إمكانياتهم في وجه أشرس دكتاتورية عرفتها بلادنا. إنها حقا مسؤولية كل التونسيين وخاصة منهم أطر الدولة التي صادرتها العصابة لصالحها. إننا نهيب برجال الأمن والقضاء والجمارك وكل المؤسسات لتحمل مسؤولياتهم في حماية التونسيين والتونسيات من بلطجية عصابة الحكم، ونذكرهم بأن هذا النظام سيرحل طال الزمان أم قصر، لكن الوطن سيبقى كما الدولة والذاكرة والشرف، وسيسأل كل مسؤول عن فعله أو صمته عندما كانت عصابات الحق العام تروع التونسيين وتذلهم وتستنزف خيراتهم. إن المؤتمر من أجل الجمهورية يدعو كل تونسي وتونسية للانخراط في المقاومة المدنية ويطلب من القوى الشابة التقدم لساحة الشرف وتنظيم وقيادة المعارك الميدانية، كل في مستواه وبالطريقة لتي يراها صالحة من مكانه وبالتنسيق المتصاعد، لأنه لا يوجد اليوم هدف أشرف من تحرير تونس من عصابة سلبت التونسيين والتونسيات أعز شيء يملكه إنسان أو شعب : الكرامة. الاحد 1 حزيران (يونيو) 2008 عن المؤتمر من أجل الجمهورية د.منصف المرزوقي  

 

صفاقس في 01 جوان 2008 بيـــــــــــــــــــــــان

 
على إثر الأحداث الأخيرة بمدن الحوض المنجمي (الرديف – أم العرائس – المظيلة – المتلوي ) والمنعرج الخطير الذي عرفته. تسجّل النقابات الأساسية والجهوية والفروع الجامعية بجهة صفاقس ما يلي : – أنّ الأحداث التي انطلقت منذ بداية جانفي 2008 احتجاجا على عملية التلاعب بنتائج مناظرة انتداب أعوان بشركة فسفاط قفصة إنما تعكس في الحقيقة حالة من الإستياء من وضع التفقير والتهميش والبطالة الذي تعاني منه هذه المناطق التي تتوفر على أهم المخزونات العالمية من الفسفاط. – إنّ سياسة المحاصرة الأمنية وقمع المظاهرات الشعبية وإيقاف المناضلين النقابيين وغيرهم من المواطنين ومداهمة البيوت واستعمال القنابل المسيلة للدموع والكلاب وخراطيم المياه في مواجهة هذه الإحتجاجات إنّما تدلّ على عجز السلطة عن تقديم حلول ملموسة لواقع البؤس الذي تعيشه الجماهير وتأزم اختياراتها الإقتصادية والإجتماعية. – أنّ إقدام السلط الجهوية على جريمة قتل الشاب هشام بن علي بنجدو علايمي يوم 6 ماي 2008 والتسبب في أضرار بليغة لأحد الشبان الآخرين بمنطقة تبديت من معتمدية الرديف, يعتبر سابقة خطيرة وجريمة نكراء لا يمكن السكوت عنها. – أنّ مواقف الإتحاد العام التونسي للشغل لم ترتق إلى مستوى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق منظمتنا في الإنتصار لقضايا جماهير شعبنا ومساندة إخواننا في مناطق الحوض المنجمي وشدّ أزرهم. – أنّ تورط بعض المسؤولين النقابيين الجهويين في قفصة في عمليات التلاعب بالإنتدايات والسمسرة باليد العاملة وتجريد النقابيين المناضلين إنّما يعتبر مسّا من مصداقية الإتحاد وضربا لثوابته التاريخية. وإذ تعيّر النقابات الأساسية والجهوية والفروع الجامعية الممضية أسفله عن مساندتها المطلقة ووقوفها اللامشروط إلى جانب نضالات جماهير شعبنا في مناطق الحوض المنجمي فإنّها تدعو : 1)كافة الشغالين إلى دعم مطالب أبناء شعبنا في الشغل والحياة الكريمة بعيدا عن الفساد والمحسوبية والرشوة والولاءات الحزبية والعشائرية وبتساوي الحظوظ عند إجراء المناظرات والشفافية في الإنتداب. 2)كافة النقابيين إلى الوقوف بفعالية مع حركة أبناء المناجم ودعم مطالبهم والعمل على رفع الحصار المضروب عليهم وضمان حقهم في التعبير والتظاهر والإضراب. 3)كافة الهياكل النقابية وخاصة أعضاء الهيئة الإدارية الوطنية والمكتب التنفيذي للإتحاد إلى إعلان موقف واضح ضدّ الهجمة البوليسية التي استهدفت أهالينا بالحوض المنجمي وضدّ التجاوزات الخطيرة التي قام بها بعض المسؤولين النقابيين الجهويين والعمل على إجراء تحقيق جدّي في موضوع الفساد واستغلال النفوذ والرفع الفوري لقرارات تجريد المناضلين النقابيين الذين ساهموا في تأطير الحركة الجماهيرية مقدمين في ذلك أنصع صورة للعمل النقابي المناضل. وإذ نقف جميعا بكلّ إجلال أمام تحرّكات أهالينا في الحوض المنجمي فإنّنا نطالب السلطة بـــــ : – فتح تحقيق فوري ومحايد في قضية الشاب هشام بن علي بنجدو علايمي ومحاسبة المسؤولين عن جريمة قتله. – رفع الحصار البوليسي المضروب على مدن الحوض المنجمي ووقف المداهمات والإيقافات والإعتقالات وحفظ القضايا المرفوعة. –  فتح ملف التشغيل للتفاوض بين الأطراف الإجتماعية وخاصة مع الإتحاد العام التونسي للشغل ومكوّنات المجتمع المدني. – إعتبار الدولة هي المسؤول الأول عن توفير الشغل القار واللائق وخاصة لأصحاب الشهائد وتمكين المعطلين منهم من منحة بطالة تكفل لهم الحدّ الأدنى من مواجهة التكاليف المعيشية. عاشت نضالات جماهير الحوض المنجمي عاش الإتحاد العام التونسي للشغل ديمقراطيا مستقلا ومناضلا عن المكتب النقابي للنقابة الأساسية للبنك الوطني الفلاحي بصفاقس الكاتب العام فتحي اللجمي عن النقابة الأساسية للشباب والطفولة بصفاقس الكاتب العام عبد المجيد بن عيد الله عن النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالحنشة الكاتب العام مصطفى العقربي عن النقابة الأساسية للمياه بصفاقس الشمالية الكاتب العام محمد بن فرج عن النقابة الأساسية للكهرباء والغاز بقرمدة الكاتب العام محمد غالية عن الإتحاد المحلي للشغل بالمحرس الكاتب العام علي بو علي عن النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالمحرس الكاتب العام محمد اللطيف عن النقابة الأساسية لبلدية ساقية الدائر الكاتب العام محمد اليانقي عن النيابة النقابية للتربية المختصة جمعية المروءة النائب الأول عز الدين فرج عن النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بساقية الدائر الكاتب العام الحبيب الأرقش عن النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالغريبة الكاتب العام محمد بن عياد عن الإتحاد المحلي للشغل بساقية الدائر الكاتب العام المساعد منصف بنحامد عن النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بصفاقس الغربية الكاتب العام المساعد نبيل الحمروني عن النقابة الأساسية للتعليم الأساسي ببئر علي الكاتب العام الحبيب لطيف عن النقابة الأساسية للعملة ببئر علي الكاتب العام مصباح رحومة عن النقابة الأساسية للتأطير والإرشاد التربوي ببئر علي الكاتب العام عبد العزيز الغنودي عن النقابة الأساسية للتعليم الثانوي ببئر علي الكاتب العام العيادي بن غزيل عن النقابة الأساسية للصحة ببئر علي الكاتب العام محمد الجدي عن النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بمنزل شاكر الكاتب العام المساعد سمير الجلاصي عن النقابة الأساسية لأعوان المالية بصفاقس الكاتب العام محمد المثلوثي عن الفرع الجامعي للبريد بصفاقس الكاتب العام رشيد داود عن النقابة الأساسية لبنك تونس العربي الدولي الكاتب العام بشير غالي عن النقابة الأساسية للتجهيز والإسكان والتهيئة الترابية بصفاقس الكاتب العام حسن المسلمي عن النقابة الجهوية للعدلية بصفاقس الكاتبة العامة نعمة النصيري عن النقابة الأساسية لديوان الطيران المدني والمطارات الكاتب العام المساعد رضا الفهري عن النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفاقس الكاتب العام عامر المنجة عن النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بجبنيانة الكاتب العام سالم زيان عن النقابة الأساسية للمياه بصفاقس الجنوبية الكاتب العام شكري عمار   


اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي co_sout_bassinm_sfax@yahoo.fr توضيح

 

 
لقد نشرت تونس نيوز مشكورة بيان اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي بيان بعنوان حول المحاكمة السياسية لـ 9 مواطنين من الرديف والمظيلة على خلفية تحركات الحوض المنجمي في عددها المؤرخ في  السنة الثامنة، العدد2929 بتاريخ 30 ماي 2008 وقد لاحظنا عدد تطابق بين النص الذي أرسلناه والنص الذي نشر في ذلك العدد في مستوى رأس البيان الذي أضبفت له جملة فوق اسم اللجنة الجهوية لم يحتويها البيان الأصلي ونقص في تاريخ البيان. كما وجد خطأ في إمضاء البيان.  الرجاء التصويب وإعادة نشر البيان. ونذكر السادة القراء أن البيان المذكور نشر يوم الجمعة 30 ماي 2008 على الساعة السادسة و25 دقيقة على صفته الأصلية بموقع الفضاء النقابي ضد التجريد على العنوان التالي: http://fr.groups.yahoo.com/group/contre_tajrid/message/1261 مع الشكر سلفا. اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي co_sout_bassinm_sfax@yahoo.fr


 
 

اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي

co_sout_bassinm_sfax@yahoo.fr

بيـــــــــــــــــــــــــــــــــان 29 ماي 2008

 

 
حول المحاكمة السياسية لـ 9 مواطنين من الرديف والمظيلة على خلفية تحركات الحوض المنجمي  على إثر المحاكمة التي تعرض لها 9 من المواطنين من مدينتي الرديف والمظيلة والذين أحيلوا على المحاكمة بتهم « حق عام » ملفقة على خلفية الأحداث التي جدت بالحوض المنجمي ومثلوا أمام المحكمة بتهم « السكر الواضح, الإعتداء على الأخلاق الحميدة وإحداث الهرج والتشويش, رمي مقذوفات صلبة على ملك الغير, وهضم جانب موظف بالقول », وبعد الأحكام الصادرة اليوم 29 ماي 2008 في حقهم والتي تتلخص في : من الرديف سجن نافذ: حسين بن سلطان 4 أشهر سجن نافذ , إلياس عشيري : شهرين ونصف سجن نافذ, محمد الرحيلي : شهرين سجن نافذ, عثمان بن يحيى : شهر ونصف سجن نافذ, تأجيل التنفيذ: عاطف الحازم (بن صالح) : 4 أشهر ونصف سجن مع تأجيل التنفيذ, محمد المشايخي : 4 أشهر سجن مع تأجيل التنفيذ, عبيد طبابي : 4 أشهر سجن مع تأجيل التنفيذ, إسماعيل حلايمي : شهرين سجن مع تأجيل التنفيذ, ومن المظيلة كمال درويش : خطية مالية, وحوكم في وقت سابق السيد عدنان بن سلطان تحصل على 4 أشهر سجن نافذة وأفرج على السيد جهاد بن علي إفراجا مؤقتا. إنّ اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي : -تجدد تضامنها مع مواطني الحوض المنجمي في كلّ مطالبهم المشروعة وتحيي نضالاتهم من أجل الحياة الكريمة والحق في الشغل والشفافية عند الإنتداب والحق في التظاهر والإعتصام … وتعلن وقوفها المبدئي المطلق والغير مشروط لجانب المحالين على المحاكمة وبقية الموقوفين وتخص بالذكر السيد نجيب زنايدية . -تندد بتلك المحاكمة والتي تضمنت أحكاما زجرية الهدف منها ترهيب المواطنين والقضاء على حركتهم النضالية المطالبة بالشغل وبالعيش الكريم وتعتبر أنّ محاكمة هؤلاء هي محاكمة سياسية مغلفة بغطاء  » الحق العام « . – تحمل المسؤولية كاملة للسلطة في تصعيد الأوضاع وفي كلّ ما حدث وتعتبر أن الأزمة التي تعصف بالحوض المنجمي هي نتيجة للإختيارات الإقتصادية والإجتماعية للنظام والتي لا يمكن لها أن تولد غير البطالة والفقر والتهميش. – تطالب بإطلاق سراحهم فورا وحفظ كلّ القضايا. – تدعو السلطة إلى الإقلاع عن سياسة القمع والعقاب الجماعي التي لا تعبر في الحقيقة إلا عن عجز وفشل ذريع وإلى عدم الزج بالقضاء في تلك السياسة العقابية. – تناشد كافة قوى المجتمع المدني للتضامن مع أهالي الحوض المنجمي والحيلولة دون قمع حركتهم الجماهيرية المشروعة والمناضلة وإلى الوقوف ضد هذه المحاكمات. -تثمن الوقفة النضالية لكلّ المناضلين الذين ساندوا الموقوفين وأهالي الحوض المنجمي وتتوجه بالشكر إلى مناضلي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وإلى اللجنة الوطنية للدفاع عن أهالي الحوض المنجمي ولمختلف المناضلين وللمحامين الذين تطوعوا مجانا للدفاع عن الموقوفين وخاصة الذين تكبدوا عناء السفر والقادمين بالخصوص من العاصمة تونس ايمانا منهم بعدالة تلك القضية.   عاشت نضالات الجماهير من أجل الكرامة والحق في الشغل والعيش الكريم وحق التعبير والتظاهر والتجمهر والإعتصام. اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي co_sout_bassinm_sfax@yahoo.fr المصدر :  


الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة نابل مكتب الحقوق و الحريات نابل في 1جوان 2008

 

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة نابل وردت إلينا هذه الرسالة و نحن نوردها كما هي:  

 
 
الموضوع: ام من تونس تبحث عن ابنها المعتقل منذ8اشهر لى ابن يدعى ماهر عبد الحميد يدرس بالجمهورية العربيةالسورية منذ سنة 2004 بمعهد جمعية الشيخ بدر الد ين الحسينى بدمشق كنا دائما باتصال به ولكن اخر اتصال كان فى10 /09/2007 قبل اعتقاله  و تحديدا فى 21/09/2007 اتصل العديد من اصدقائه وزملائه ليعلمونا بان ابنى ماهروقع اعتقاله من طرف رجلين من الامن السوري من المعهد نفس المعلومة اكدتها ادارة المعهد. وحيث تضاربت المعلومات بخصوص ترحيل ابنى الى تونس والى حد هذا اليوم اذوق انا والدته الامرين منذ انقطاع اخبار ابنى وعدم معرفتى مكانه فارجو المساعدة. .للاتصال:رقم الهاتف:22811948 رقم بطاقة التعريف:01756443


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني    marced.nakabi@gmail.com : التقرير النصف الشهري الثاني (ماي 2008 )

 

 
* نضالات : – الإذاعة والتلفزة : اجتمع عدد هام من صحفيي الإذاعة والتلفزة يوم 26 ماي 2008 بمقر النقابة الوطنية للصحفيين وبعد نقاشات معمقة حول أوضاع الصحفيين المتعاونين  مع هذه المؤسسة تقرر انجاز اعتصام بساعتين يوم 03 جوان 2008 بمقر نقابة الصحفيين التونسيين .                                                    .       – تونس الجوية : وقع إلغاء الإضراب الذي كان مقررا ليوم 29 ماي 2008 بعد إمضاء اتفاق مع إدارة الخطوط الجوية من أهم بنوده  ترسيم الأعوان الموسميين (قرابة 550 عون ) إضافة إلى المحافظة على الحقوق المكتسبة في مجال التغطية الصحية.                                                                                    – الوكالة  الوطنية للتحكم في الطاقة : قرر أعوان الوكالة الدخول في إضراب يوم 09 جوان 2008 للمطالبة بإصدار قانون أساسي خاص بمؤسستهم , مع العلم أن الأعوان مصرون على مقاطعة المفاوضات لاجتماعية في غياب قانون أساسي .          – إضراب عملة التعليم العالي : قررت نقابة عملة التعليم العالي الدخول في إضراب عن العمل يوم 27 ماي 2008 ومن أهم مطالب العملة نذكر الحصول على بعض المنح وتسوية وضعية المتعاقدين إضافة إلى وضع حد للمناولة والسمسرة باليد العاملة في قطاع التعليم العالي .                                                 * انشغالات : – القيروان 1 : عبر الكثير من النقابيين عن استيائهم من تصرف الأمن تجاه كل من الناصر العجيلي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان وعبد العزيز ألسبري عضو المكتب التنفيذي الجهوي وفتحي الشريف الكاتب العام لنقابة التعليم الأساسي بالسبيخة . حيث منع الأمن هؤلاء النقابيين من التنقل إلى مدينة سوسة وهو ما اضطرهم إلى العودة إلى القيروان مشيا على الإقدام ( قرابة 20 كلم ) ونتيجة هذا التصرف قام عدد من النقابيين باعتصام كامل ليلة 21 ماي 2008 بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان .                                                             . – القيروان2 : أصدرت النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بالقيروان بيانا احتجاجيا بتاريخ 30ماي 2008 شجبت فيه المضايقات التي يتعرض لها الأستاذ مسعود الرمضاني رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان نتيجة نضالاته المشروعة للدفاع عن الحريات العامة والفردية وتعلن النقابة استعدادها للدفاع عن الأستاذ مسعود الرمضاني بكل الطرق النضالية المتاحة والمشروعة .     * تعزية : تتقدم أسرة المرصد بتعازيها الحارة إلى عائلة المناضل النقابي عبد العزيز بوراوي احد مؤسسي الاتحاد العام التونسي للشغل الذي وفاه الأجل المحتوم  يوم 26 ماي 2008 وقد وقع تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير بمقبرة الزلاج بحضور عدد غفير من النقابيين . المرصد فضاء نقابي مفتوح للجميع دون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد عبر :  البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com: الموقع على المدونة http://nakabi.blogspot.com: عن الرصد المنسق  محمد العيادي


 

منتدى الجاحظ دعـــــــــــــــوة

 

 
يستضيف منتدى الجاحظ المفكر العربي الدكتور حسن حنفي من 2الى 4 جوان 2008 وينظم بالمناسبة ثلاثة لقاءات بمقر المنتدى.  البرنامج : *الاثنين 2 جوان 2008  الساعة السادسة مساء:  مشروع التراث و التجديد لحسن حنفي بعد أربعين عاما ـ جدوى إعادة بناء العلوم القديمة؟ : محدد القوماني ـ : الحبيب بوعجيلة ـ : عبد العزيز التميمي ـ : زهير الخويلدي   * الثلاثاء 3 جوان  الساعة السادسة مساء  : حوار مفتوح حول المسيرة الفكرية للدكتور حسن حنفي * الاربعاء 4 جوان الساعة السادسة مساء: مناظرة بين الدكتور حسن حنفي والدكتور أبو يعرب المرزوقي حول « الفكر الفلسفي والفكر الديني في مواجهة تحديات الراهن »  حضوركم إثراء للحوار    عن الهيئة المديرة الرئيس صلاح الدين الجورشي


 

تونس تقاضي شبانا على خلفية احتجاجات جنوب البلاد

     

 قضت محكمة تونسية بالسجن لمدد تراوحت بين ثلاثة أشهر نافذة وأربعة أشهر مع وقف التنفيذ ضد ثمانية شبان من مدينتي الرّْدَيّف والمتلوِّي جنوب البلاد.  ووجهت المحكمة الابتدائية بمدينة قفصة بالجنوب التونسي للمعتقلين تهمة الاعتداء على رجال الأمن والإخلال بالأخلاق.  وكان الشبان اعتقلوا قبل نحو أسبوعين أثناء الاحتجاجات الشعبية التي عرفتها المناطق المعروفة باسم الحوض المنجمي منذ يناير/ كانون الثاني الماضي.  وكانت الرديف ومدن أخرى في الجنوب التونسي شهدت مظاهرات شعبية احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة الحدودية الغربية للبلاد مع الجزائر.   المصدر:  موقع الجزيرة .نت نقلا عن وكالات الأنباء بتاريخ 01 جوان 2008


 

اتحاد الأدباء والكتّاب العرب يكشف تقريره حول واقع الحريات في العالم العربي

 

 محسن بن أحمد تونس/الصباح: أعلن الدكتور محمد السلماوي رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في افتتاح الندوة الفكرية العربية حول «منزلة الترجمة في الثقافة العربية» عشية أمس الاول في تونس أنه تم اقرار تقليد جديد في اتحاد الكتاب العرب يتمثل في اصدار تقرير حول الحريات في الوطن العربي مرة في كل ستة أشهر..  وأضاف رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في تصريح خاص لـ«الصباح» خلال جلسة الاستراحة بين جلسة الافتتاح والجلسة العلمية الاولى ان «قرار اصدار بيان حول الحريات في الوطن العربي الذي تم اقراره منذ سنة جاء نتيجة حتمية لما حققه الى حد الان الوطن العربي من خطوات كبيرة في مجال الحريات ومن واجبنا ككتّاب وادباء العرب المضي قدما في هذا السبيل وعلينا في ذات الوقت ان نرصد السلبيات والعقبات التي يسعى اليها الاجنبي بمختلف الطرق.. واننا نسعى أن تصبح هناك مصداقية لهذا التقرير حتى يتحول الى مرجع اساسي.. وانه من المخجل ان يصدر بيان عن حقوق الانسان العربي عن منظمات وجهات اجنبية. فاتحاد الادباء والكتّاب العرب معني بدرجة اولى بكل ما له علاقة بالشأن العربي». وفي ذات المسألة قال لنا الدكتور محمد سيد عيد نائب رئيس اتحاد كتاب مصر: «هذه هي المرة الثانية التي تبنى فيها الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب اصدار قرار حول الحريات في الوطن العربي.. وفي ذلك خطوة هامة تربط بين موقف الادباء من الانسان بوجه عام وبين الحريات الاساسية التي يتوفر للانسان العربي في وطنه… من جهته ابرز الدكتور حارث الظاهري رئيس اتحاد الادباء بالامارات العربية المتحدة ان هذا التقرير يمثل اضافة معتبرة في اهتمامات الادباء والكتاب العرب وليس لنا في اتحاد الادباء بالامارات العربية المتحدة سوى مباركة هذا التوجه العام.   حضور أدبي هام   وشهدت الجلسة الافتتاحية للندوة العربية حول «منزلة الترجمة في الثقافة العربية: الواقع والرهانات» حضورا ادبيا هاما ومتنوعا حيث كان الاجماع كبيرا على ضرورة مزيد العمل الجدي والمسؤول لأجل ان يكون للأديب العربي دوره الفاعل في الانتصار على كل الاشكاليات ودحض كل الاحكام المسبقة التي تسعى لتشويه الصورة بالاعتماد على ادوات فاعلة وثابتة في طليعتها الترجمة التي من خلالها كما بين ذلك رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في كلمته الافتتاحية «دحض الصورة المشوهة.. ويقيم حوار الحضارات الذي يستند بالاساس الى الترجمة». واهتمت مداخلات الادباء والكتاب في اولى جلسات الندوة العلمية بالترجمة وما يحيط بها من اشكاليات ومعوقات ودورها الكبير في النهوض بالانسان العربي وكان الاتفاق حاصلا حول ان الترجمة تمثل النموذج الامثل للتبادل الثقافي وعددت الدكتورة نهى الشاوش من تونس الاشكاليات التي تعترض الترجمة كمفهومها الحقيقي وهل لها منحى التفسير او منحى النقل وكيفية الترجمة وهل انها أي (الترجمة) تحضع لاسلوب واحد لتخلص الى التأكيد ان الترجمة فن واتقان. من ناحيته توقف الدكتور الفاتح علي حمد نور (السودان) عند الصعوبات التي تعترض المترجم.. وهل ان ماترجم يصلح لنا ثم هذه  المصطلحات الجديدة التي إصبحت تهدد لغتنا العربية في حين كشف الدكتور شهاب محمد عبد غانم (الامارات) عن تقرير جاء فيه انه منذ عصر المأمون الى حد الان تمت ترجمة 10 آلاف كتاب وهذا الرقم يترجم سنويا في اسبانيا..!!!   الاختتام هذا الصباح   وتختتم صباح اليوم الاحد فعاليات الندوة العربية الدولية حول «الترجمة في الثقافة العربية: الواقع والرهانات» وستشهد هذه الجلسة تقديم التقرير الخاص بواقع الحريات في الوطن العربي.     المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 01 جوان 2008

 

بسم الله الرّحمان الرّحيم و الصّلاة و السّلام على النّبيّ الصّادق الأمين الكفّ عن المضايقة حقّ و فكّ الحصار واجب « إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكّلت و إليه أنيب » تونس في 1 جوان 2008 الموافق ل27 جمادى الأولى

1429  

 
منذ اعتقالي يوم الجمعة السّادس من نوفمبر 1987، و على امتداد 20 سنة حرمت من العيش الآمن في بيت عائلتي لفترة بلغت ثمانية عشر سنة؛ ستة أشهر منها ملاحقة أمنية و البقيّة سجنا نتيجة أحكام سياسيّة ظالمة علي يد محكمة أمن الدّولة و القضاء المدني والعسكري، و ما تبقّى من العقدين تعرّضت فيه إلى المضايقة الأمنيّة لمحاولة منعي من العودة إلى الجامعة و إلى اتّحاد الطّلبة دون جدوى. و حتّى داخل السّجن فرضت عليّ العزلة طيلة 15 عاما بدعوى الضّرورة الأمنيّة. مطاردة أمنيّة تعود جذورها إلى صائفة 1981 حين تعرّضت للاعتقال و التّعذيب لأوّل مرّة. خرجت من السّجن يوم 7 نوفمبر 2007 من سجن المرناقيّة بقرار رئاسيّ غير معلن لا يتجاوز السّراح الشّرطيّ. يوم سراحي، لم أعد مباشرة إلى البيت بل أخذت من السّجن إلى أقرب محلّ للشّرطة لأجد في استقبالي ضابطا شارك في تعذيبي في خريف 1986 في السّنة الأخيرة من الحكم البورقيبي أي منذ 21 سنة في ثكنة بوشوشة بالعاصمة أيّام كنت أمينا عامّا للاتّحاد العام التّونسي للطّلبة، طالبني بإعلام مركز الشّرطة بعودتي إلى البيت و كلّما تغيّبت عن المنزل »للتّعبير عن حسن نيّتي » فرفضت لأنّ قانون السّراح الشّرطيّ لا ينصّ على ذلك و علّقت بقولي : » هل أنّ المواطن مطالب بأن يعلم الشّرطة بتنقّلاته حتّى يثبت حسن نيّته؟ ». إذن اعتقلت على يد البوليس و أطلق سراحي على يد البوليس و عشت محاصرا من قبل البوليس على امتداد 27 سنة. يوم خروجي من السّجن، استقبلني أهلي تحت رقابة البوليس السّياسي واستمرّت حالة المراقبة فترة طويلة انشغلت فيها باستقبال عدد كبير من المهنّئين مباشرة أو عن طريق الهاتف الّذي لم ينج كذلك من المراقبة. بعد حوالي الشّهر، دعاني مركز الشّرطة بالكرم الغربي ثمّ منطقة الشّرطة بقرطاج فرفضت لعدم وجود استدعاء رسمي مكتوب و ينصّ على موضوع الدّعوة. عند استخراج بطاقة التّعريف الوطنيّة، رفضت صفة « عامل يومي » و تمسّكت بصفتي كمهندس أّوّل أو بوضعيّتي كمعطّل عن العمل و لكن دون جدوى.ثمّ حاولت الإدارة أن تفرض عليّ الإمضاء يوميّا لدى الشّرطة حتّى 8 نوفمبر 2009 باسم » المراقبة الإدارية  » فرفضت لأنّه إجراء لا ينصّ عليه القانون ويتناقض مع الدّستور و فيه تجاوز لسلطة الإدارة و مسّ من حرّيّة المواطن و حقوقه الأساسيّة واعتبرته إعداما اجتماعيا وحلقة من حلقات مسلسل الإعدام البطيء و طالبت علنا بوضع حدّ لهذا الإجراء التّعسّفي ضدّ المسرّحين في كامل البلاد. كما طالبت الشّرطة باحترام القانون بعدم مضايقة عائلتي وحمّلتهم مسؤوليّة ما يمكن أن ينجرّ عنها من خطر على صحّة أبي عمر حفظه الله البالغ من العمر77 سنة و حتّى علي حياته خاصة اثر وفاة أمّي السّيّدة رحمها الله في ال70 من عمرها  في صائفة 2006 وأنا في السّجن. تواصلت المضايقة الأمنيّة بصفة متقطّعة ثمّ تصاعدت وتيرتها على اثر انعقاد الجلسة العامّة لمنظّمة « حرّيّة و إنصاف » الحقوقيّة في أفريل و انتخاب مكتبها التّنفيذي حيث أنّني من بين أعضائه مكلّفا بالعلاقة بالمنظّمات الدّوليّة غير الحكوميّة في إطار ما تتعرض له المنظّمة خاصّة والجمعيّات الحقوقيّة عامّة  وعديد النّشطاء من حصار يهدف إلى عرقلة نشاطها و تخويف مناضليها و مناضلاتها و عزلها عن واقعها الّذي يشهد تدهورا مستمرّا على مستوى الحرّيّات و حقوق الإنسان السّياسيّة و الاجتماعيّة و الثّقافيّة خلافا للخطاب الرّسمي و قد عرفت الحركة الحقوقيّة في تونس تطوّرات ايجابيّة باتّجاه دعم العمل المشترك و المواقف الموحّدة مثل تظاهرة 7 أفريل بجينيف و بياني 5 و 23 ماي 2008 . من ناحية أخرى، و بمناسبة الزّيارة الّتي أدّتها إلى بيتنا يوم 27 ماي، أستاذة جامعيّة فرنسيّة درّست الفلسفة في جامعة السّوربون بباريس و ناشطة إعلاميّة و حقوقيّة ، كان البوليس السّياسيّ في الموعد بسيّارتين مكثتا أمام المنزل طيلة الزّيارة إلى حين مغادرة ضيفتنا حيث لاحقتها إحدى السّيّارتين لتقف بنفسها على عيّنة من المضايقات الأمنيّة الّتي نعيشها. و يوم 30 ماي، عادت سيّارة البوليس لترابط أمام بيتنا من الصّباح إلى ما يقارب العاشرة ليلا و قد سبق لها القيام بذلك عديد المرّات إلى جانب سيّارات أخرى إضافة إلى استعمال الدّرّاجة النّاريّة أحيانا. و قد وقعت متابعتي حين خرجت مع أبي و أخي إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة ثمّ العودة إلى المنزل و من قبلها متابعتي اللّصيقة حتّى داخل معرض الكتاب رفقة أبي أواخر شهر أفريل. و بلغ الأمر أحيانا حدّ سؤال عائلتي حول وجودي بالبيت فكان الرّدّ دائما واضحا : مطالبة البوليس باحترام القانون و الحياة الخاصّة. و حتّى في العالم الافتراضي عالم الانترنت فبالإضافة إلى حجب عديد المواقع الالكترونيّة غير الحكوميّة، فإنّي تعرّضت إلى تعطيل للمراسلات الإلكترونيّة مثل كثير من المعارضين .  كلّ هذه المضايقات أزعجت أفراد عائلتي و أربكت نظام حياتهم و علاقاتهم بمحيطهم و في مقدّمتهم والدي الّذي لا تتحمّل صحّته مثل هذا الضّغط المتواصل و العلني أمام حيرة سكّان الحيّ لأجد نفسي أنتقل من العزلة داخل السّجن محروما من حقوقي كسجين إلى العزلة داخل البلاد محروما من حقوقي كمواطن مع استمرار الحصار على عائلتي قبل اعتقالي و طيلة سجني و بعد سراحي. كلّ هذا لايزال يحصل بعد أكثر من  16 سنة من السّجن المضيّق و 7 أشهر من السّجن الموسّع و بالقرب من قبر أمّي رحمها الله و بجوار قصر المعارض الدّولي بالكرم حيث انعقدت  » القمّة العالميّة لمجتمع المعلومات » و غير بعيد عن القصر الرّئاسي. لقد لقيت هذه المعاملة استياء عميقا واستنكارا شديدا لدى قطاع واسع من السياسيّين و الحقوقيّين و الإعلاميّين و من عامّة المواطنين و من كثير من أحرار العالم، شخصيّات و منظّمات و وسائل إعلام فقد عبّر لي العديد منهم عن مساندتهم و تضامنهم و مطالبتهم بوضع حدّ لهذه الممارسات اللاقانونيّة و اللا إنسانيّة و اللاحضاريّة و من بينهم لجنة حقوق  الإنسان في البرلمان الأوروبّي و فرع فرنسا لمنظّمة العفو الدّوليّة. لا يمكنني القبول باستمرار هذا الوضع الخطير و المهين فضلا عن التّطبيع معه دفاعا عن نفسي وعن أهلي و عن شعبي و عن القانون. وبعون الله سأواصل النّضال من أجل أن أعيش حرّا في شعب حرّ في بلد حرّ في أمّة حرّة في عالم حرّ كلّفني ذلك ما كلّفني. و إنّي في الوقت نفسه أدعو السّلطة  إلى رفع الحصار الأمنيّ على كلّ المسرّحين من المساجين السّياسيّين و عائلاتهم و ضمان عودة المغتربين و أسرهم و ردّ الحقوق المدنيّة و السّياسيّة و الاجتماعيّة للجميع و رفع المضايقات على كلّ النّشطاء الحقوقيّين و الإعلاميّين و السّياسيّين و على مقرّات الجمعيّات الحقوقيّة و الاجتماعيّة و الثّقافيّة و الأحزاب السّياسيّة إضافة إلى المساجد و تمكين الجميع  و أفراد عائلاتهم من حقّهم في جواز السّفر كخطوة أولى لضمان الحدّ الأدنى من الحرّيّات و أبسط الحقوق الّذي يميّز بين الإنسان الحرّ و السّجين ألا و هو الحقّ في حرّيّة التّنقّل. كما أدعوها مجدّدا إلى مراجعة سياستها في المراهنة على الحلّ الأمنيّ في معالجة القضايا السّياسيّة و الحقوقيّة و الاجتماعيّة و الّتي حرمت البلاد من أن ينعم جميع أبنائها بمناخ من الأمن الحقيقي الّذي ينشر الطّمأنينة في النّفوس و يحمي حقوق الجميع و كرامتهم في إطار من الحرّيّة و العدل و علويّة القانون بما يساعد على الاستقرار و الازدهار مهما كانت التّحدّيات. عبد الكريم الهاروني الأمين العام السّابق للاتّحاد العام التّونسي للطّلبة سجين سياسي سابق في قضيّة حركة النّهضة صحفي سابق في جريدة الفجر المحظورة عضو المكتب التّنفيذي لمنظّمة حرّيّة و إنصاف


 
 

الشابي هل نجح ليفشل؟؟    (2من3)

 

 
نورالدين ختروشي حاولنا في الجزء الأول من هذا المقال، وضع الاطار المنهجي  لتقييم أداء السيد نجيب الشابي بعد 18\10 على أرضية خيار المشاركة التي يقف عليها السيد الشابي. ودفعنا منطق ذلك الخيار إلى حدود ممكناته القصوى وذلك  سواء بالعلاقة مع حلفائه، أو في علاقته مع بقية أطراف التعددية الرسمية، أو في العلاقة بالسلطة وسنحاول في الجزء الثاني من القراءة، أن نقيم أداء الشابي ضمن تلك الأبعاد  المتشابكة مع أولويات المرحلة، وممكنات تحولها السياسي.     2ــ  من مبادرة18 أكتوبر إلى الترشح لانتخابات الرئاسة 2009   أ ــ المعار ضة الزعيمة لا تفوض لزعيم   دون الرجوع إلى تقييم مبادرة 18\10 نلاحظ في ما يتصل بموضوعنا أن   عنوان القيادة السياسية لتلك لمبادرة وقع الالتفاف عليه في تسوية مسكوت عنها،  مضمونها أن الحيتان الكبرى وإن لم تتنازل لاسم من بينها، فإنها لم تعطل بروز الشابي  كعراب لتلك المبادرة من دون أن تمضي له على  صك التفويض السياسي المباشر  ليتحدث باسمها. وهي حالة رمادية تعكس قدرة  التونسيين على القفز على الألغام بدل تفكيكها وإزالتها، وهي أيضا محصلة قد تعزز بسند من مشهود رأيا يزعم أن التونسي بقدر ما يكسب رهان الذكاء يخفق  في رهان الشجاعة.  ذلك إذا سلمنا  أن عائق التراضي على قيادة معززة بثقل الإجماع الوطني، هو بالدرجة الأولى والأخيرة عائق نفسي، محوره ضبط فائض النرجسيات المرضية الذي يتطلب شجاعة الإيثار بأكثر مما يلح على الذكاء. بعد أن تشكلت هيئة 18\10 على مطالب الحد الأدنى، كان من المفروض منطقا أن تطرح تلك الأطراف سؤال الإستراتيجية السياسية المناسبة والممكنة لتحقيق تلك المطالب. فبعد أن حسمت تلك الهيئة سؤال ماذا نريد، كان منتظرا أن تتطارح الرأي وتتبادله في أفق سؤال كيف وبماذا نحقق ما نريد؟ ولكن تلك الهيئة ارتدت بسرعة وبسحر ساحر إلى سؤال الهوية( من نحن؟) والذي من المفترض أنه حسم سياسيا على قاعدة المطالب المركزية الثلاثة لتلك الهيئة، على اعتبار أن تلك المطالب، تحدد في ذاتها موقع الأطراف المجتمعة، وبالضبط موقعها من المصلحة في المشروع الوطني الديمقراطي المنشود. السياسة في الحالة وضمن هواجسها المرحلية، لم تكن بحاجة إلى أكثر من  وضوح الموقع كي تتحرك على أرضية المشترك. هذا فضلا على أن الالتقاء على الجامع. يفترض تسليما باختلاف هوية المجتمعين، واحترام ذلك التنوع على أنه عامل اغتناء وخصوبة لحقل المشترك.   ولأن المعارضة التونسية وفي المدى المنظور، وبحسب موازين القوى القائمة، لا تتحرك في اتجاه البديل السياسي للنظام القائم، وغير معنية بعنوان التناوب السياسي،  الذي لا يفكر فيه تونسيا سوى حالم أو غبي. فلماذا تلك الهرولة  نحو دواميس التماهي الإيديولوجي،  وكهوف التهارج والتنابذ بالألقاب؟  لم تتوافق تلك الأطراف على زعامة سياسية موحدة، لأنها لم تطرح سؤال الإستراتيجية السياسية وإن طرحته فهي لم تحسمه فالمطالب الثلاثة واضحة، ومنسجمة مع الادنى المطلوب تونسيا، وكان من المفترض أن تشهد الساحة حوارا عميقا وطريفا، بين من يعتقد في ضرورة الحسم الجذري في إستراتيجية  المشاركة،  والعمل من خارج أرضيتها  على توظيف المتاح من أرصدة الحراك المدني والاجتماعي والسياسي في  مواجهة مباشرة مع السلطة، تنزع الشرعية عن معمارها السياسي،  وترغم النظام على لتقديم تنازلات مفصلية للمعارضة. وطرف ثان يتمسك بخيار المشاركة، لأنه في اعتقاده الممكن المتاح بحساب معادلات الساحة، وموازين قواها، ولأنه يمكن لذلك المتاح أن استجمعت شروط تفعيله، أن يدفع السلطة نحو الانفتاح .  ربما يسهل ضمن أفق ذلك الغموض، فهم التعقيد الذي وجده الشابي في استجماع  التوافق على زعامته. فالرجل لا يمثل نقطة الوسط،  بل الحد القصي لخط المشاركة، والعمل من خلال الشرعية الرسمية بما يعني أن مسار تأكيد زعامته، هو نفسه مسار تجذير خط المشاركة في أوساط المعارضة الوطنية . أن الالتفاف على مسألة الزعامة الوطنية، هو النتيجة لمباشرة لتحايل غير بريء من طرف مكونات تلك الهيئة على سؤال البداية، وشرط التنزيل والمتعلق في الحسم بين أطروحة التجذر وخيار الإصلاح.   ب- القاطرة تنحرف عن سكتها   لم تطرح أطراف مبادرة 18\10 أصلا قضية الإستراتيجية، وما يستتبعها من خطاب وأداء. بل سارعت إلى طرح فكرة البديل الديمقراطي، وكأنها على أبواب فجر التناوب السياسي. هذا في حين يعلم الجميع، أن ذلك الفجر الذي بدأت خيوطه انبلاجه واضحة على سموات جيراننا، مازالت دونه في تونس ساعات ليل بهيم.   هاجس البديل ذاك رمى  بتلك المبادرة الطريفة في فخ الحوار الأيديولوجي، وتناقض المرجعيات .والذي طوح بها في سطح الثقافي المفتوح على كل الممكنات، سوى ممكن التوافق السياسي على إستراتيجية مرحلية ممكنة وفعالة. لا يهمّنا كثيرا التركيز على مصلحة أطراف بعينها في ذلك المآل، بقدر ما يهمّنا التركيز على الحصيلة من وراء ذلك التحايل البائس على سؤال السياسة .وهو تحايل مارسته بعض الأطراف التي لا مصلحة مباشرة وعينية لها في انفتاح سياسي، قد يعصف بمواقعها المتقدمة اليوم على ساحة الفعل الوطني، وهي مواقع لم تشغلها بحكم حجمها، بل بحكم الفراغ الذي خلفه خروج الإسلاميين من الساحة.  وقد سقط الإسلاميون دون أن يشعروا، في جدل غير مسئول حول ثوابتهم. لا ادري إن كنت مبالغا، إذا قررت أن من جعل الملاحقة الفكرية للإسلاميين(1) أولويته المرحلية، قد نجح بقدر كبير في اختراق  الحوار الداخلي للإسلاميين، وفرض عليهم أجندته. فتغير  مسار ذلك الحوار من هاجس البحث عن مداخل إعادة البناء إلى شقاوة البحث القصي في الثوابت والمنطلقات    وهكذا وكنتيجة لذلك الاختراق، هامت العبارة في حلقة مفرغة  بين قائل بمركزية السياسي، وبين من مذكر بثوابت المطلق الديني والدعوي. وهي قضايا من المفترض أن تكون قد حسمت بشرعية نصوص رسمية صدرت عن تلك الحركة قبل محنة 91 . ومن هنا  تبدو صعوبة فهم مبدأ الحور نفسه فضلا عن الاختلاف فيه. فقد كان المراقب الخارجي، ينتظر أن تتفجر الخلافات بين قيادات السجن والمهجر، حول خط وأوليات المرحلة التي صيغت في غياب قيادة السجن. ولكن ذلك لم يحصل، بل أبدت كوادر حركة النهضة المسرحة حديثا من سجون النظام،  سرعة قياسية في انسجامها وتناغمها مع خط الحركه المرحلي. ولا يرى المراقب الخارجي داعيا، سواء بحساب مطالب المرحلة  وطنيا، أو بداعي أولويات تلك الحركة الداخلية، في إثارة أسئلة  تبدو مجانية حول هوية الحركة، أوصفتها السياسية. من الصعب فهم ردة كوادر تلك الحركة إلى أسئلة البداية والتأسيس، بعد نجحت بهوتها التاريخية والإيديولوجية وبصفتها السياسية، في فرض وجودها السياسي على ساحة المعارضة الوطنية. بل وتحولت مع تطور يوميات النضال الوطني في العشرية الاخيرة  إلى حدّ جاذب لخيار المعارضة للنظام.  وأثبتت تجربة النضال الوطني في مفاصله الكبرى وتفاصيله الصغيرة، أن المعارضة لبنفي تونس بدون معنى وبدون فاعلية وبدون أفق  في غياب  الرقم الإسلامي.  هل من المدهش أن نسجل إن حجم إختراق اليسار السياسي التونسي لأجندة النهضة، أخرجها من زمنية إشكالياتها التي يستغرقها سؤال ما العمل؟  وما يتصل به من عناوين ورشة إعادة البناء، ليرميها بعنف في زمنية سؤال الهوية، وما ينز منه من صداع الحيرة وعذاب البحث عن الذات،  وهي حالة استثنائية بالمقارنة مع المحيط العربي الاسلامي حيث هيكل المواقع والثقل والتأثير، متعاكس تماما بين الاسلاميين واليسار مع المشهود تونسيا .       واذا كان التحايل على سؤال الإستراتيجية السياسية في هيئة !8 \10 والهروب به إلى متاهات البحث عن الانسجام الايديولوجي، قد عاد على النهضة بمصيبة الاغتراب في زمنية التأسيس،   فقد عاد على حزب المؤتمر من أجل الجمهورية بمأساة الضياع. كانت غزوة السيد المرزوقي من خارج ذلك المنتظم، بدعوته للعصيان المدني وتصعيد سقف المطالب الوطنية إلى حده الأقصى، حلقة  مؤلمة لم تعكس في مقدماتها و محاصيلها  إحساس الرجل بالتهميش وخروجه من دائرة الضوء فقط، بل والأخطر، عصفت بالتوازنات الهشة داخل حزبه وقذفت به في أخدود البحث عن مبررات الوجود.   ج- الشابي ورحلة الشتاء والصيف في ضل ذلك المناخ كان الشابي يبحث عن شرعية الزعامة باستعادة خطاب القيمة، فنافس المرزوقي في حدة الخطاب وفضح المفضوح تونسيا. وقد كان تذكيره المستمر بأنه يعمل على أرضية المشاركة، يؤشر في نفس الوقت على  حدة شعوره بأنه  بصدد المناورة بالخطوط الحمراء لمبدأ المشاركة نفسه. إن حرص الشابي عن الشرعية النضالية، جعله ينسى اكراهات موقعه القانوني، وما يفرضه من تخفيض في سقف الخطاب، ووتيرة الحركة، وما يستتبعه من دقة الملفوظ ،وأناقة الأداء.  لقد كانت المداخلات العامة للسيد الشابي تحمل خطاب المعنى والحقيقة كاملة، ربما نجح من خلالها في سحب البساط من تحت أقدام المرزوقي، وربما صفق له جمهور الطلبة، وبعض جنرالات المعارك الإيديولوجية، وربما عادت على حزبه بقليل أو كثير من الامتداد الأفقي، لكنه خسر موقعه ودوره على أرضية التعددية القانونية .  ولم يخسر ممكن التأثير على أحزاب النصاب الرسمي فقط، بل ودفعها على التنافس في مساندة السلطة بدل إقناعها بالتمايز عنها .  هل يذهب بنا التأويل بعيدا عن الحقيقة إذا قررنا أن  الشابي قد ربح نصفه الغائب (المناضل) ولكنه خسر نصفه الشاهد(السياسي) ؟؟؟   لقد كانت – ومازالت ــ المعارضة المطاردة رهينة تطورات الوضع الدولي، فهي وفي ضل غياب فضاءات الحركة بالداخل ،اضطرت إلى توظيف مفاعيل الضغط الخارجي، وهو ضغط وإن شهد مؤشره الحقوقي موجات ضغط عالية أصاب من النظام في صورته تشويها، لم ينجح إلا استثناءا في تخفيف إستراتيجية « الكل أمني  » التي أدار بها علاقته بمخالفيه. وقد فشل الشابي في اختراق ذلك الإطار دوليا، فرحلته للولايات المتحدة الأمريكية، ما كان يمكن لها أن تستجلب المطلوب منها سياسيا في ضل سياسة المحافظين الجدد، التي أضعفت بأخطائها الإستراتيجية التأثير الخارجي للإدارة الأمريكية في ملف الحريات، وذلك بالنظر إلى سجلها الذي لا يقل سوادا عن سجل دول المنطقة. هذا فضلا عن الثمن الأخلاقي الذي يدفعه اليوم من يقترب من تلك الإدارة،  على اعتبارها إدارة محتل.  أما علاقاته مع الوسط الاشتراكي الفرنسي فهو وبعد هزيمته الأخيرة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية تستغرقه فوضى التجاذب بين أجنحته ،  مما عقد على الشابي التواصل معه، فضلا عن المراهنة عليه في المستقبل المنظور.    لم يحمل  الشابي جديدا فارقا للأطراف الدولية القادرة على التأثير في السلطة حتى تغير من موقفها . ولم تكن صلافة ساركوزي في التعبير على مساندة فرنسا للنظام، سوى الشهادة الأكثر استفزازا على أن الشابي لم يضف قيراطا في ميزان الضغط الخارجي على السلطة .   ح- نصف خطوة إلى الأمام… خطوتان للوراء لقد مكنت سنوات النضال الحقوقي العديد من الفاعليات الوطنية من « أحزمة أمن أخلاقية »، منعت السلطة من ممارسة عنفها الفج، الذي كانت لا تتوانى فيه  أواسط التسعينات. فتجرأت على أكثر الشخصيات الوطنية إشعاعا، لتتداول أسماء في حجم المرزوقي، والشماري، ومواعدة، على نفس الكأس الذي شرب منه الإسلاميون. الأمر كان مختلفا تماما مع السيد الشابي حيث « جاء عليه الدور »  والسلطة  تعلمت كيف تكيل عنفها، وتقطّره بميزان دون أن تتخلى عنه. فقد كان الرهان الحقيقي أمام المعارضة بعد 18\10 هو تحويل تلك الأحزمة الحقوقية إلى أحزمة أمن  سياسي  بناءا على قاعدة معروفة  تقول إذا عجزت على مغالبة خصمك لأنه أكثر منك عدة وسلاحا فإن المطروح أمامك أولا أن تحرمه من القدرة على استعمال سلاحه المناورة في الحالة مطروح عليها، أن تتجنب ما استطاعت إلى ذلك سبيلا منطقة اطلاق النار، بحيث تلتف على الخصم بحبال الشرعية الأخلاقية والأدبية، لترغمه في النهاية على دفع ثمن ردود أفعاله في بورصة السياسة. لم تنتظر تلك السلطة الشابي ليستكمل حلقات الربط بين الحقوقي والسياسي، وبادرته بمعركة المقر، لترسل إليه رسالة واضحة تعلن رغبتها وتصميمها على التخلص منه، والعبث بحزبه. فالشابي الذي كان منتظرا منه أن يخترق فضاء القانونية بمطالب الحركة الوطنية، وجد نفسه في معركة وجود مع النظام، الذي مازالت كل المؤشرات تحيل على عدم استعداده مرحليا للقليل من الانفتاح المطلوب  تونسيا. وهكذا أجبرت السلطة الرجل إلى العودة إلى أجندته الحزبية، ومن داخل ذلك الحصن، أدار معركة المقر، ثم معركة الجريدة، بل وبادر بالترشح لرئاسيات2009 ،في خطوة ربما أحرجت أصدقاء الرجل في المعارضة بأكثر مما أقلقت خصومه…..  حيثيات ومضامين غايات وأبعاد تلك الخطوة سنحاول متابعتها في السطور القادمة من هذا التحليل .   نورالدين ختروشي 1 جوان 2008     (1) اليسار التونسي يعيش أزمة غياب موضوعه التاريخي (الصراع الطبقي) بعبثية وشرود حائر  الوجه اللئيم لتلك العبثية  يمثله  القطاع الذي ألتحق بأجهزة الدولة وهؤلاء ومن سوء حظهم يكتبون وثيقة موت اليسار بمقابل بخس إذا قارناهم برفاقهم في العالم حيث أعلن فشلهم سقوط إمبراطوريات ودول  و شهدوا على موت الثورة في أحضان الدولة. هذا في حين وقع اليساري اللئيم عندنا وثيقة انتقامه من تاريخه بمقابل فتات أجهزة دولة القمع العاري. قطاع آخر من يسارنا المهزوم سياسيا والمأزوم تاريخيا » تمترس »  بخنادق البث الرمزي ليصعد مكبوت جذرية تمايزه الثقافي عن  حميمية الأهلي وخصوصية المحلي برافعة المعنى اللائكي وتمثله في ثوب أصولية لائكية متطرفة تحيل في عنفها الرمزي على أصولية القاعدة وعنفها العدمي وتشترك معها في خوف عميق  من المستقبل.   من حسن حظ ذاكرة اليسار وطنيا أنها مازالت قادرة على بث معنى الطهارة الثورية والتي تمثلها يسارية مناضلة لعبت ومازالت أدوارا مفصلية شريفة في مسيرة استكمال مشروع تحررنا الوطني   


الشباب هو المشكلة

 

 
أمّ زياد  لا كلام في هذه الأيام وفي الأوساط الرسمية إلاّ عن سنة الحوار مع الشباب. رأس النظام هو الذي أذن بهذه المبادرة وقد أوكل بإدارتها إلى الصادق شعبان ذي القدم الراسخة في تزييف التاريخ والتلاعب بالقانون، وهو رجل القانون ! لقد أريد للأمر أن يبدو كما لو كان طبيعيا وكما لو كان بن علي قد أطلق هذه المبادرة بصفة عادية وليس لأنّ أزمة الشباب صارت في تفاقم مخيف من دلائله المنذرة تكاثر الانتفاضات الشبابية في الحوض المنجمي وفي غيره من المناطق وتنامي توجه الشباب إلى التطرف بكل أنواعه من تطرف ديني وتسيّب أخلاقي. لو وقفت المغالطة عند هذا الحد وكان ثمة نيّة صادقة لحلّ المشكل حلاّ جدّيا لما كان يهمّنا كثيرا التوقف عند أسباب إثارة القضيّة. ولكن ما نلاحظه من تأملنا في سير هذه المبادرة هو انخراطها في نفس الأساليب الهروبية والحلول الترقيعية التي دأب عليها النظام ظنّا منه أنّ الجلبة الدعائية ونشر بعض الفتات يمكن أن يحلّ المشاكل أو يخفيها. الكتاب – كما يقال- يقرأ من عنوانه و »سنة الحوار مع الشباب » تفضح عناوينها زيفها: بداية بشخص المكلّف بالإشراف عليها والذي لا يمكن أن يكون محلّ ثقة في عملية، تعتمد على الثقة بالأساس مرورا بحواراتها التلفزيونية الخاضعة للانتقاء والرقابة والقطع وصولا إلى العنوان الكبير الذي وضع لها والذي يقول « الشباب ليس المشكلة الشباب هو الحلّ ». وهذا كذب محض وسخرية لن تنطلي على عقول شبابنا مهما كانت شاردة. الشباب مشكلة ولا يمكن أن يكون حلاّ إلاّ إذا توفرت له الظروف القادرة على جعله يساهم في حل مشاكله ومشاكل البلاد عامة: شبابنا لا يتحلى بالروح الوطنية إلاّ في الكرة ومسابقات ستار أكاديمي وما شابه هذا من « الملاحم » الوطنية التافهة. أمّا إذا جدّ الجدّ فإنّك ترى شبابنا يستهتر بالوطنية وبرموزها فيصفّر ويطلق أصواتا بذيئة عند رفع العلم في المدارس ويتندّر بتخلف بلاده مقارنة بالأمم المتقدمة ويجاهر أحيانا بأنّه مستعدّ إلى بيع هذا البلد بلفتة. ولا دواء لشبابنا من هذه اللاوطنية إلاّ باسترجاعه وطنا جديرا بهذا الاسم يتسع لجميع أبنائه ويشرّفهم بعدله وحرياته وحقوق إنسانه… شبابنا يحتاج إلى علم لا تلصق به أية صورة. شبابنا غير منتم بل هو وعاء فارغ يمكن أن يملأ بأيّ شيء وأنت ترى هذا في لباسه وسلوكه واللغة التي يتكلم بها. ولن يبرأ شبابنا من هذا الانفصام إلاّ إذا رفعت عنه أيدي المنظرين لهويات متعددة ومتصارعة يراد فرضها عليه لغايات سياسوية. ليس الانتماء بالأمر والنهي والصراع والتنظير بل هو نتيجة مباشرة للانتساب إلى هوية تشرف الإنسان وتحرّره. شبابنا يشكو من البطالة وأيضا من الكسل وضعف الإيمان بقيمة العمل لأنّ النماذج الأبرز المعروضة أمامه تريه أنّ الحيلة و »القلْبة » والسرقة واستغلال النفوذ هي التي توصل إلى النجاح وأنّ العاملين هم أضعف الناس وأقلّهم شأنا. ولا برء من هذا الداء الفتاك إلاّ باقتصاد شفاف وبرامج تشغيل محكمة ومتوافق عليها وطنيّا وكذلك بنشر ثقافة العمل باعتباره الطريق الصحيح إلى النجاح المادي والاحترام. شبابنا يذهب إلى المدرسة وينال الشهائد ولكنّه يبقى جاهلا لا يقرأ ولا يحبّ الاطّلاع ولا ينتفع بما حصّل من علم إلاّ لغايات نفعية ولن يبرأ شبابنا من هذا العلم الذي بلا نفع إلاّ إذا احتضنته مدرسة تربّي ولا تعلّم فقط على أيدي أساتذة لهم شخصية وإشعاع ورغبة في تنمية المواطنة فيهم. شبابنا يفتقد القدوة الحسنة من نشأته حتى كبره: أب مسحوق جزء من مجتمع مسحوق. ومعلّم يشبه الماكينة وأستاذ يكذب عليه ويلقّنه مبادئ لا وجود لها في واقعه. ولا برء من هذا إلاّ باسترجاع مجتمعنا مواطنته حتى يعرف كيف يلقّنها لناشئته. أخيرا وليس آخرا شبابنا محروم من الفضاءات القادرة على احتوائه في كافة حالاته وعلى تفهم مشاكله ومساعدته على التفتح والانطلاق. فالفضاءات المخصصة له تحت يد النظام وحزبه وليس لشبابنا إلاّ الشارع أو ملاعب كرة القدم والعنف اللفظي والجسدي. ولا معالجة من هذا الحرمان إلاّ بإطلاق الحريات وخاصة حرية التنظم حتى يفسح المجال للمجتمع المدني وأهل الاختصاص ليتعهّدوا الشباب ويتحاوروا معه ويوجّهوه الوجهة التي تنأى به عن التطرف والضياع. غداة طرد بورقيبة وحلول بن علي محله كان من بين وعود الحاكم الجديد ومن الشعارات التي رفعها العناية بالشباب… وعد آخر من الوعود التي لم تصدق. والشباب الوحيد الذي كان ينفرد بمنافع « العهد الجديد » هو شباب عائلة الرئيس وأصهاره… أمّا أبناء بقية التونسيين فأغلبيتهم متروكة للإهمال والتهميش وبعضهم تعدّ له المنافي والمعتقلات التي ظلّت تبتلعه من 1990 إلى يوم الناس هذا. وخلافا لوعود بن علي للشباب غداة أخذه الحكم كانت السياسة المتبعة مع الشباب هي سياسة الضبط والربط والحلول الأمنيّة وإتاحة ظروف التسيّب والتهوّر شرط عدم الاقتراب من السياسة. ونتيجة ذلك كانت إفساد جيل كامل من شباب تونس… والآن يأتون ليصلحوا ! قلناها ونكرّرها، إنّ من أفسد لا يصلح 1 جوان 2008


 

الاحتجاجات تدق أبواب القصرين

 

 
يبدو أنّ « عدوى » الاحتجاجات سائرة من منطقة إلى أخرى وقد تعزّز خروجها إلى الولاية المجاورة لقفصة أي الڨصرين وتحديدا معتمديتي فريانة وماجل بن عباس. وفي ما يلي لمحة موجزة عن الأحداث: 1ـ ماجل بلعباس: هي المعتمدية الأقرب لولاية قفصة، ينتشر بين سكانها الفقر والحرمان يكاد حضور الدولة فيها يقتصر على مركز حرس وآخر للشرطة ومعتمد يوزّع الكذب والوعود الزائفة. يحلو لبعض متساكنيها المتعلّمين نعتها بـ »طورابورا » في إشارة لصعوبة الأوضاع الاجتماعية ومظاهر البؤس العام التي تلفّ هذه البلدة. منذ أيام شرع أصحاب الشهائد المعطّلين عن العمل في التجمهر بالساحات العامّة مطالبين بحقهم في الشغل اللائق وبعدها تطوّرت الأمور إلى مسيرات تكاد تكون يومية انتهت أكثر من مرّة إلى غلق الطرقات الرئيسية وتنظيم اعتصامات بمقرّ المعتمديّة. ومنذ 3 أيام سجّلنا دخول بعض الفئات الشعبية إلى دائرة الاحتجاجات وتحديدا مجموعات من الفلاحين الفقراء مطالبين بتوفير الأعلاف وبتخفيض أسعارها المرتفعة. 2ـ فريانة: لا تبعد هذه الأخيرة عن مدينة الڤصرين سوى 34 كلم، عرفت في الأيام الماضية بعض التحرّكات المحتشمة لبعض الشبان المعطلين دفاعا عن الشغل واجهتها السلط المحلّية كالعادة بالوعود الزائفة. التطوّر الأخطر حدث مساء الثلاثاء 27 ماي حيث عمد أحد الشبان المعطلين إلى تسلّق عمود كهربائي شديد الارتفاع مهدّدا بالانتحار، وأمام مئات الحضور من الأهالي وعشرات أعوان البوليس ألقى الشاب كلمته أدان فيها نظام الحكم ومسؤوليته في الخراب الذي يطال بلدته وبحركة سريعة وأمام ذهول الجميع ألقى بنفسه فكان مصيره الموت. وبمجرّد شيوع الخبر انطلقت مسيرات حاشدة جابت شوارع البلدة، كما عمد المئات من الشبان إلى اقتحام مقرّ المعتمدية وتمّ تعنيف المعتمد. ووفق معلوماتنا فإن إيقاع الاحتجاجات اتسع أكثر وعرفت هذه البلدة أيام 29 و30 و31 ماي مسيرات واعتصامات يبدو أنّها في اتجاه تصاعدي بالنظر لاستعدادات الأهالي لتطوير حركتهم الاحتجاجية ابتداء من يوم الاثنين 2 جوان القادم. هوامش: * عدد المعطّلين عن العمل من أصحاب الشهائد العلي بمعتمدية ماجل بلعباس، الذين يخوضون منذ مدّة سلسلة من التحرّكات، تجاوز الـ350 عاطلا. * أكثر الشعارات التي تردّدت ضمن مسيرات فريانة كانت: –  خبز، حرّية، كرامة وطنية –  شغل، حرية، كرامة وطنية –  التشغيل، التشغيل، لا وعود ولا تضليل (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 31 ماي2008)  


أخبـــــــــــــــــــــــــــــار  
 إيقاف تعرّض المناضل الحقوقي محمّد خميلي إلى المضايقة يوم الخميس 30 ماي من طرف بوليس منطقة شرطة قفصة، وطالبه مسؤولو الأمن بأن يمضي على التزام يتعهّد فيه بعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للبلاد كما ينصص على ذلك قانون منظّمة العفو الدولية، حسب زعمهم، فامتنع عن ذلك مندّدا بطريقة الإيقاف مطالبا بحضور محاميه قبل التصريح بأي شيء وعندها وقع إطلاق سراحه، وقد كان في استقباله أمام منطقة الشرطة الهادي الردّاوي والفاهم بوكدّوس. مقاطعة انعقدت يوم الجمعة 30 ماي 2008 دورة ماي العادية للمجلس البلدي بمقرّ بلدية قفصة وقد قاطع 5 أعضاء عن حزبي الاتحاد الديمقراطي الوحدوي والاجتماعي التحرري الاجتماع نظرا: –  لغياب ممثلي السلطة المركزية (الوالي ومن ينوبه) –  لغياب المسؤولين الجهويين (مندوبي الفلاحة والتجهيز) –  للضعف الفادح لجدول أعمال الدورة وتأتي هذه الخطوة انعكاسا لتردّي الوضع البلدي بالجهة في ظلّ غياب شبه تام للدور التنموي لبلدية قفصة مقابل تراكم المشاكل (بنية أساسية، غياب كاتب عام قار لمدّة تفوق السنة بعد رحيل وليد بحري…)
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 31 ماي2008


 

المحكمة تنظر في القضايا الخمس المرفوعة ضد جريدة «الموقف»

    

 
مفيدة القيزاني أحيلت امس على أنظار الدائرة 20 مدني بمحكمة تونس الابتدائية القضايا الخمس التي رفعتها شركات زيوت ضد جريدة «الموقف» وكانت الشركات رفعت شكايات ضد الجريدة المذكورة بناء على افتتاحية وردت بالجريدة بتاريخ 4 افريل 2008 تحت عنوان «فضيحة الزيت الفاسد»    مع مقال تحت نفس العنوان نشر بالجريدة المذكورة، وذلك بناء على مقال نشرته جريدة «الخبر» الجزائرية ويتحدث عن زيوت مهربة من تونس. ورأت الشركات ان ما نشرته جريدة «الموقف» اثر على مبيعاتها وذلك بالنقص الذي تفاقم من يوم الى اخر كما نتج عنه من جهة اخرى مساس من السمعة التجارية للشركات بتونس والخارج وطالبوا بناء على ذلك العمل باحكام الفصول 49 و68 و69 و71 من مجلة الصحافة والمتعلق بتحمل مسؤولية اصدار مثل تلك الاخبار كما طالبوا بتطبيق الفصل 82 من مجلة الالتزامات والعقود والمتعلق بالحاق الأضرار بالغير عمدا وبلا وجه قانوني وضرورة جبر الضرر. وقد أحيلت ملفات القضايا الخمس امس على المحكمة وحضر محامو الشركات الشاكية ومحامو المدعى عليها «الموقف» في شخص  رئيس تحريرها والمدير المسؤول، وقدم بعض المحامين اعلامات نيابة بالاضافة الى تقارير ونسخ من المقالين الصادرين «بالجريدة» كما طلب احد محامي شركة شاكية تعيين خبير في الحسابات لتقدير قيمة النقص في المبيعات المسجل في منتوج الشركة منذ صدور المقال وايضا تحديد ما يتوقع تسجيله من نقص مستقبلي. واما المحكمة فقررت حجز القضايا الخمس لتحديد موعد الجلسة القادمة.   المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 01 جوان 2008 


 

التونسيون في الخارج يحولون 1,2 مليار يورو الى بلدهم في 2007

 

 
تونس (ا ف ب) – افادت ارقام رسمية نشرت اليوم السبت ان التونسيين العاملين في الخارج قاموا بتحويل اصول مقدرة ب2062 مليار دينار (1,223 مليار يورو) الى بلدهم الام العام الماضي بينها 1,7 مليار يورو على شكل تحويلات نقدية  وهذه الاموال التي تم تحويلها والتي تضاعفت في غضون سبعة اعوام (091 مليار دينار في 2000) تمثل حاليا نسبة 5% من اجمالي الناتج الداخلي و23% من الادخار الوطني في تونس. وتحتل هذه الاموال المدعومة بزيادة متواصلة لسعر صرف اليورو مقابل الدينار التونسي (1 دينار يساوي 0,5 يورو) المرتبة الرابعة في سلم مصادر العائدات بالعملات الصعبة في تونس بعد السياحة خصوصا.  واضافة الى التحويلات المالية اسهم التونسيون العاملون في الخارج في تنفيذ اكثر من عشرة الاف مشروع طيلة السنوات العشرين الماضية (44 الف وظيفة) مع محفظة شاملة بقيمة تقارب 386 مليون دينار استثمرت خصوصا في قطاع الخدمات (60 الف مشروع).  وبحسب البنك الاوروبي للاستثمار فان ما بين 85% و95% من التحويلات الى تونس والجزائر والمغرب مصدرها اوروبي وخصوصا فرنسا حيث يقيم نحو 600 الف تونسي. وانشأت الوكالة الفرنسية للتنمية « مرصدا لتكاليف تحويل الاموال الى الخارج » للسماح للمهاجرين باختيار افضل الظروف لتحويل اموالهم من فرنسا الى تونس والمغرب والسنغال ومالي وجزر القمر خصوصا. وخارج اوروبا يقيم عدة الاف تونسي في دول الخليج العربية (قطر والامارات والبحرين والسعودية وسلطنة عمان) واخيرا في جنوب افريقيا.   المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية( إ ف ب) بتاريخ 01 جوان 2008   


ندوة: الترجمة في العالم العربي تتسم بالفوضى

   

 
تونس: يناقش نحو 30 كاتبا وباحثا يمثلون اتحادات كتاب 17 دولة عربية قضايا الترجمة ضمن محاور ندوة تستمر ثلاثة أيام بعنوان « منزلة الترجمة في الثقافة العربية.. الواقع والرهانات » وتعقد بالتوازي مع اجتماعات مؤتمر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.  قال السوري جمال دورمش عضو جمعية الترجمة باتحاد الكتاب العرب إن واقع الترجمة في العالم العربي « مؤلم جدا يتسم بالفوضى والعشوائية ومتخلف مرتبط بتخلف الأمة الثقافي والحضاري. »  وأضاف – كما نقلت عنه وكالة « رويترز » للأنباء – أن الترجمة لا تزال ضعيفة جدا بالعالم العربي مقارنة بدول أخرى مستشهدا بأرقام منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم « اليونسكو » تقول إن العرب الذين يتجاوز عددهم 270 مليون نسمة لا يترجمون سنويا سوى 475 كتابا في حين تترجم اسبانيا – التي لا يتجاوز تعداد سكانها 38 مليون نسمة – أكثر من عشرة آلاف عنوان سنويا.  ونقل عن تقرير التنمية الإنسانية العربية أن متوسط عدد الكتب المترجمة في العالم العربي هو 4.4 كتاب لكل مليون مواطن سنويا في حين يحظى كل مليون مواطن في المجر بنحو 519 كتابا سنويا كما يبلغ نصيب كل مليون إسباني في العام 920 كتابا. وقالت الكويتية فتحية حداد في الجلسة إن تدهور واقع الترجمة في البلدان العربية يعود الى البيئة غير المشجعة وتساءلت.. « هل نحن بيئة تشجع على الترجمة.. لا أعتقد ».  وشبه الليبي فوزي حداد في مداخلته قضية الترجمة بأنها « سفينة تنقل حمولات الحركة الثقافية عبر العالم » داعيا إلى تدارك « النقص الحاصل للعرب » في هذا المجال والابتعاد عما وصفه بالفوضى في الترجمة من النصوص الأجنبية إلى العربية منتقدا « انبهار » المترجمين العرب أثناء ترجمتهم بعض النصوص الغربية مما يؤدي برأيه إلى إهمال الاختلاف وخصوصيات المتلقي العربي. وبرر التونسي خليفة الميساوي مشكلة الترجمة بالعالم العربي بنقص الانتاج الإبداعي قائلا « نحن لا نتنج إلا القليل فماذا سنترجم.. »وطالب بانشاء اكاديميات نموذجية للترجمة يدخلها المبدعون والمهتمون بهذا المجال مثلما هو الحال في اوروبا. وتختتم جلسات الندوة اليوم الأحد مع اختتام أعمال مؤتمر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي يصدر في الجلسة الختامية أول تقرير عن حال الحريات في العالم العربي في مجال الكتابة والإبداع والذي شارك في إعداده رؤساء ومسئولو اتحادات وروابط وأندية الكتاب في 17 بلدا عضوا في الاتحاد الذي يتولى أمانته الكاتب المصري محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر.   المصدر: موقع شبكة الاخبار العربية (محيط) بتاريخ 01 جوان 2008


 
 

الجمعية العالمية للصحف: حرية الصحافة في العالم تتراجع

 

 
رسمت الجمعية العالمية للصحف في تقريرها نصف السنوي الذي نشرته أمس السبت صورة قاتمة لحرية الصحافة في العالم. وقالت الجمعية إن 28 صحفيا من مختلف البلدان قتلوا منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2007 بينهم تسعة في العراق، وأضافت أن حرية الصحافة مهددة بشكل خطير من كل الجهات، وخصت تونس بالقول إنها « من الدول الأكثر قمعا للصحافة في العالم العربي ».   وقالت الجمعية -التي تتخذ من باريس مقرا لها قبيل مؤتمرها العالمي الذي من المقرر أن يعقد في وقت لاحق اليوم الأحد في غوتبرغ بالسويد ويستمر أربعة أيام- إن حرية الصحافة مهددة « من قبل العصابات والموظفين الفاسدين في  أميركا اللاتينية والأنظمة الاستبدادية في الشرق الأوسط والنزاعات في أفريقيا والملاحقات القضائية في آسيا الوسطى وأوروبا ».  وأضافت الجمعية التي تضم في عضويتها 18 ألف صحيفة حول العالم أن العراق يبقى البلد الأخطر بالنسبة للصحافيين حيث قتل تسعة مراسلين منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي رغم تراجع عدد الضحايا بين الصحافيين في هذا البلد مقارنة بذي قبل. كما أشارت إلى المخاطر المتزايدة التي يواجهها الصحفيون في أفغانستان أثناء ممارسة مهنتهم.  ورأت الجمعية التي تستضيف في المؤتمر 1800 شخص أتوا من 113 بلدا، أن الصين « لم تحترم التعهدات » المتعلقة بحرية الإعلام التي قطعتها لدى تنظيم دورة الألعاب الأولمبية.  وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، رأت الجمعية أن الأشهر الستة الماضية سجلت تراجعا في مجال حرية الصحافة بسبب « الأنظمة الاستبدادية التي تمنع إبداء آراء مستقلة ».   وتبقى تونس بحسب المنظمة العالمية للصحف كما جاء في تقريرها « من الدول الأكثر قمعا في العالم العربي »، وأدانت الجمعية ما وصفته بـ »العقاب الفظيع » الذي يفرض على الصحافيين هناك.  وفي كوبا قالت الجمعية إنه « لم يسجل أي تحسن في هذا المجال » منذ تولي راؤول كاسترو الرئاسة.   أما في أوروبا وآسيا الوسطى فقالت الجمعية إنه لا تزال حرية الصحافة تتعرض إلى هجمات « صريحة أو مبطنة ». وألمح التقرير إلى أن السياسة المعتمدة في روسيا « يبدو أنها ترمي إلى منع أي تغطية مستقلة لقضايا حساسة »، وقالت إنه في الانتخابات الرئاسية الروسية في مارس/ آذار الماضي « تضاعفت المضايقات وأعمال العنف ضد الصحافيين ».   المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية(أ-ف-ب) بتاريخ 01 جوان 2008

الخبير الدولي كوستيار: ينبغي التخلّي عن ملاعب «الغولف» حفاظا على الماء أسعار الحبوب تضاعفت.. ولا بديل عن الاكتفاء الذاتي الغذائي

 

تونس الصباح : تتواصل اليوم بفندق أفريكا بالعاصمة أعمال الندوة التي تنظمها جمعية الدراسات الدولية حول منطقة التبادل الحر التونسية الاوروبية: الواقع الافاق والتحديات.. والتي انطلقت صباح امس بمشاركة اكثر من مائة شخصية علمية وجامعية وديبلوماسية واعلامية تونسية وعربية ودولية.. من بينها عدد من وزراء الاقتصاد والسفراء سابقا مثل السادة الطاهر صيود وصلاح الدين بن مبارك وعلي بلعربي وسالم الفراتي وعز الدين القرقني والشاذلي العياري ونزيهة مزهود ونزيهة بن يدر.. وقد افتتحت الندوة بمداخلة ألقاها السيد شكري مامغلي كاتب الدولة لدى وزيرالتجارة والصناعات التقليدية قدم خلالها تقييم الحكومة لحصيلة مراحل التاهيل والتحريرالاقتصادي والتفكيك القمرقي والاجراءات الاقتصادية والادارية والسياسية التي اتخذتها تونس تمهيدا لموعد 1 جانفي 2008 تاريخ انضمام تونس ـ كاول بلد من جنوب المتوسط ـ الى المنطقة الحرة الاورومتوسطية.. بعد أن استوفت شروطها… تمهيدا لقيام المنطقة الحرة اقليميا عام 2010. ولاحظت مداخلة كاتب الدولة ان تونس ابرمت 10 اتفاقيات اقامة منطقة حرة بينها الاتفاقية مع الاتحاد الاوروبي التي فتحت لتونس ابواب اسواق 490 مليون مستهلك في الاتحاد الاوروبي معدل دخلهم 12 الف أورو. كما ابرمت اتفاقية منطقة حرة مع 17 دولة عربية تهم 318 مليون ساكن فضلا عن اتفاقيات ثنائية مع ليبيا وتركيا وسوريا واتفاقية اغادير..   التاهيل واعتبرت المداخلة ان تونس نجحت في مرحلة التاهيل وفي تحقيق ادماج تجارتها في السوق الاقليمية والدولية.. وأن تونس حسنت نسبة تغطية صادراتها لوارداتها مع اوروبا من 76 الى 98 بالمائة ما بين 1995 و2007.. مقابل نسبة تغطية عامة تحوم حول 76 بالمائة… وقد تداول عدد من المحاضرين أمس على المصدح.. بدءا من السيدين الرشيد ادريس رئيس جمعية الدراسات الدولية ولوترويات ممثل منظمة فريديريتش ايبرت بتونس منظمي الندوة.. وممثل مفوضية الاتحاد الاوروبي بتونس.. وعدد من الخبراء الاوروبيين كان من بينهم الفرنسي جون فرانسوا كوستيار والعميد السابق الخبيرالاقتصادي عبد السلام دمق والسيد صلاح الدين بن مبارك وزيرالاقتصاد وسفيرتونس في عدة عواصم اوروبية بينها بروكسيل سابقا.   البطالة وارتفاع الاسعار والماء وقد لفتت مداخلة الخبيرالفرنسي في الشؤون الدولية الاميرال فرانسوا كوستيار الى عدد من التحديات التي تواجه بلدان المنطقة الحرة الاورمتوسطية.. وخاصة دول جنوب المتوسط وبعض جهات بلدان جنوب اوروبا مثل شرق اسبانيا.. ومنها البطالة وارتفاع اسعار المواد الغذائية ونقص الثروات المائية.. واورد كوستيار أنه ينبغي توفيرما لايقل عن 35 مليون موطن شغل جديد في بلدان جنوب المتوسط للمحافظة على مستوى البطالة الحالي.. أي تجنب ارتفاعه بشكل يهدد توازنات عديدة.. وللرد على معضلة ارتفاع اسعار المواد الغذائية ـ ومن بينها تضاعف سعر الحبوب بنسبة فاقت الـ100 بالمائة في وقت قياسي ـ وارتفاع اسعارالمحروقات.. ودعا كوتسيارالى اعادة الاعتبار للزراعة والانشطة الفلاحية.. لتوفير حد ادنى من الاكتفاء الذاتي الغذائي.. وعدم الرهان على التوريد ودعم دول الشمال..   غلق ملاعب الغولف؟ ولمعالجة معضلة المياه اقترح الخبيرالفرنسي الدولي اعادة النظر في الانشطة التي تستهلك المياه كثيرا ومن بينها بالخصوص تخصيص مساحات شاسعة لرياضة الغولف.. وأورد أن فرنسا مثلا اغلقت ملاعب الغولف في المنطقة السياحية في ساحل الازردي (كوتد ازير).. كما اقترح كوستيار التفكير في مشاريع كبرى لتوفير الماء للاستهلاك وتنشيط الزراعة.. ولمعالجة معضلة البطالة دعت ورقة كوستيار الى مزيد العناية بالتكوين المهني وضمان تاقلمه مع حاجيات السوق ومن بينها المهن المطلوبة محليا واقليميا ودوليا مثل اللحام..   توسيع اسواق الجنوب وحتى يقبل الاوروبيون على الاستثمار في الجنوب لا بد من تحسين الشراكة جنوب جنوب.. ومن فتح راس مال الشركات المعنية بالاستثمار الى راس المال الاجنبي.. وتطرقت ورقتا الاستاذين عبد السلام دمق وصلاح الدين بن مبارك الى جذور مسار تحرير التجارة الدولية والاقليمية.. والمراحل التي مر بها مسار الشراكة الاوروبي المتوسطي والتونسي الاوروبي منذ مرحلة ماقبل برشلونة 1995 وبعده.. كما اقترح الاستاذ دمق على الدول المغاربية بناء وحدة نقدية وتحسين ظروف الشراكة لضمان نجاح العلاقات البينية ثنائيا واقليميا.. وفي حصة النقاش العام الصباحية تتطرق الاستاذ حامد الزغل الى موضوع الوحدة النقدية المغاربية والاوروبية.. وسجل أن الوحدة النقدية الاوروبية لا تهم كل دول الاتحاد الاوروبي رغم مسار الشراكة الاقتصادي بينها..  وتوقف اللواء محمد الشميساني من الاردن عند الدور الاوروبي والدور الامريكي في المنطقة وتساءل ان كانت اوروبا قادرة على لعب شامل في المتوسط دون امريكا.. اللاعب الدولي الاول.. وتساءل السفير السابق أحمد ونيس عن المقصود بمناخ الاعمال وملف تحرير الخدمات.. كما شارك في النقاش العام عدد من الطلبة والاساتذة خليفة شاطر وعز الدين القرقني وسالم الفراتي وخالد بوزقندة.. وشمل النقاش الابعاد الثقافية والاجتماعية والخدماتية والسياسية للشراكة الاوروبية المتوسطية والمنطقة الحرة الاقتصادية.. على ضوء تنامي الدور الاقتصادي الاوروبي الدولي وتناقص وزن دول جنوب المتوسط.. ومن المقرر أن تخصص مداخلات صباح اليوم بفندق افريقيا لبحث التحديات الجديدة سياسيا واقتصاديا وثقافيا.. بمشاركة ثلة من الخبراء والجامعيين.. بعد أن بحثت جلسات بعد الظهر أمس اتفاقيات الشراكة والمنطقة الحرة الاوروبية المتوسطية حالة بحالة.. من خلال امثلة تونس والمغرب وموريتانيا والاردن ومصر..   كمال بن يونس   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) 31 ماي  2008)


رحيل الأديب والكاتب المسرحي سمير العيادي رجل الابداع المتعدد الجوانب

 

 
محسن بن أحمد تونس – الصباح: رحل إلى دار الخلد صباح أمس الأديب والكاتب المسرحي سمير العيادي عن سنّ تناهز الـ61 عاما. سمير العيادي أحد العلامات البارزة على الساحة الثقافية والأدبية في تونس منذ فترة الستينات.. رجل الإبداع في مختلف فروعه… أحب القلم فأخلص له ونذر حياته للتأليف وإثراء المدونة الثقافية والفكرية في تونس… وفي الوطن العربي على حدّ السواء. سمير العيادي نهر لم ينضب معينه حتى آخر لحظات عمره… عاش حياته للأدب فكان أن ترأس وهو في سن  العشرين من عمره مجلّة ثقافة التي تزعمت التجديد الأدبي والفكري في تونس ومثلت «صخب الصمت» أولى مجموعاته القصصية الحدث الكبير لدى الأدباء… والراحل العزيز سمير العيادي كاتب شامل… ألف في المسرح والسينما والأغنية… وممثل محترف في عديد الأعمال التلفزيونية نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر الفيلم التلفزيوني «ريح الفرنان» للمخرج  حمادي عرافة الذي التقاه مؤخرا ككاتب لفيلم قصير (البرنوس) المأخوذ عن قصته القصيرة (البرنس الذي خاطته لي جدتي) كما كانت له مشاركة بارزة وهامة في فيلم (خشخاش) لسلمى بكار من خلال إعداد الدراماتورجيا لهذا العمل السينمائي الهام.   من قرطاج إلى ابن خلدون   ولئن برز الراحل بتعدّد اهتماماته الابداعية  فإنه أشرف على مهرجان قرطاج الدولي طيلة دورتين واستغل مديرا لدار الثقافة ابن خلدون ثم دار الثقافة ابن رشيق… دون أن ننسى حضوره البارز في الندوات والملتقيات محاضرا وعضوا في لجان  التحكيم في عديد المهرجانات والملتقيات الأدبية الوطنية.   «مدير السحر» آخر ما كتب   جانب آخر في مسيرة الراحل سمير العيادي فقد كان أحد الأعضاء الفاعلين والمؤثرين في اتحاد الكتّاب التونسيين كعضو في هيئته المديرة أو في مؤتمراته العديدة إلى جانب العضوية في نادي القصة. …وسمير العيادي حتى آخر رمق من حياته بقي وفيا للإبداع أصدر رواية (السيد سين) ثم أخيرا رواية (هدير في السحر) التي تقدم جانبا هاما من حياته. وللراحل عديد المسرحيات آخرها «ليلة في حلق الوادي» بطولة ليلى الشابي… ولن ينسى حتما المسرحيون التونسيون والعرب على حدّ السواء رائعته «عطشان يا صبايا» إلى جانب مسرحية «رأس الغول» وعليسة التي أصدرها في كتاب… إلى جانب عديد الابداعات المسرحية الأخرى لحليمة داود وخديجة السويسي. رحم اللّه الفقيد العزيز… فقد عاش للإبداع الذي يؤسس لمعاني الجمال في الحياة ورحل إلى دار الخلد مخلفا رصيدا متنوعا سيبقى نبراسا يضيء الطريق للأجيال القادمة.   المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 01 جوان 2008   

 

على طريق جهوية بولاية مدنين: انقلاب حافلة على متنها 100 تلميذ وتلميذة الاحتفاظ بـ6 تلاميذ للعلاج.. وأضرار مادية للحافلة

 

 
ميمون التونسي جدّ يوم امس السبت على الساعة الواحدة و5 دقائق بعد الظهر حادث مرور بمنطقة عمره بالطريق الجهوية 108 على مستوى النقطة الكيلومترية 10 تمثل في انقلاب حافلة مزدوجة تابعة للشركة الجهوية للنقل بمدنين وتحمل على متنها 100 تلميذ وتلميذة،  وكانت في رحلة عادية من مدنين في اتجاه بوغرارة واسفر الحادث عن عدد من الجرحى تم نقلهم على جناح السرعة الى المستشفى الجهوي الحبيب بورقيبة بمدنين الذي استقبل 59 تلميذا وتلميذة غادر عدد كبير منهم هذه المؤسسة الصحية وتم الاحتفاظ بـ6 تلاميذ لمواصلة العلاج. وتعود أسباب الحادث الى الخروج الفجئي من المعبد للحافلة وفقدان توازنها وانقلابها وحدها على اليسار. وخلف هذا الحادث اضرارا مادية للحافلة. وتجندت مختلف المصالح المعنية من حرس وطني وحماية مدنية وصحة عمومية ومختلف الاطراف المعنية كما تحوّل السيد نجيب برك الله والي مدنين الى المستشفى الجهوي حيث تابع عمليات الاسعاف والاطمئنان على حالة التلاميذ المصابين.   المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 01 جوان 2008


 

العثور على جثة «الحارق» المفقود بعد أن لفظه البحر بشاطئ الحمامات

 

 
فاطمة الجلاصي كنا نشرنا خلال الأسبوع الفارط خبر فقدان شاب على اثر قيامه بعملية «حرقان» الى ايطاليا رفق مجموعة من الشبان من قربة ومتابعة منا لهذا الخبر وبعد مدة من البحث عن المفقود تم العثور على جثته اول امس بعد ان لفظته مياه البحر بشاطئ الحمامات وتمت مراسم دفنه امس السبت. وكان منطلق العملية قيام الهالك وهو يدعى منتصر وعمره 29 عاما بتنفيذ عملية «حرقان» الى ايطاليا رفقة مجموعة من اصدقائه وحسب ما توفر لدينا من معلومات ان عددهم كان ستة اشخاص ويبدو ان مشاجرة حصلت على متن المركب بين الهالك وبقية الحارقين عمدوا خلالها الى تعنيفه وضربه ثم القوا به في البحر وواصلوا رحلتهم ليتصلوا نهاية الاسبوع قبل الفارط بعائلته ويعلمونهم بفقدان ابنهم بعد تعرضه للعنف. ولكن العائلة بقيت تعيش على أمل ان يكون ابنها مازال حيا حتى بعد تعرضه للضرب ولكن جثته ظهرت لتقطع كل امل لديهم وقد تم فتح بحث تحقيقي في الغرض لتحديد اسباب الوفاة والقاء القبض على الجناة.   المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 01 جوان 2008

الإخوة أعضاء فريق « تونس نيوز » السلام عليكم وشكرا لكم ووفقكم الله في رسالتكم النبيلة. وبعد أرجو نشر التوضيح التالي:

توضيح حول ملخص نص
الإصلاح السياسي مدخل لمعالجة قضايا الشباب  
نشرت « تونس نيوز » مشكورة في عددها2929 المؤرخ في 30 ماي2008 نصا منسوبا لي شخصيا بعنوان  » الإصلاح السياسي مدخل لمعالجة قضايا الشباب » والصحيح أن النص المذكور ملخّص لنص بنفس العنوان يقع فيما يزيد عن 100صفحة. أنجزه الدكتور فتحي التوزري بالاشتراك مع أربعة من الشباب هم حافظ الجندوبي ورامي الصالحي ومالك  صغيري والحبيب المستيري. وهو النص الخامس ضمن سلسلة « نصوص في التنمية السياسية ». ولمن أراد الحصول على نسخة كاملة من هذا النص أو من النصوص السابقة أن يطلب ذلك على العنوان الاكتروني التالي:   elgou2005@yahoo.fr محمد القوماني
 

الربّانيّة : ولاء وانتماء ثمّ عقد بين الفرقاء
 
بقلم الشيخ حبيب اللوز   بسم الله الرحمن الرحيم  والصلاة والسلام على النبي الأمين من أدق المعاني العقدية في التصور الإسلامي وأشدها دلالة على ربانية المؤمن مسألة الولاء  وجماع مدلول لفظ الولاء في اللغة يفيد مزيجا من معاني القرب والمحبة والنصرة والإتباع  وهي حقا معاني مترابطة متكاملة يترتب بعضها على بعض  ـ ولا شك أن تجرد عواطفك ومشاعرك لربك هو أعظم ما يثبت تقربك الشديد إليه ونصرتك له وذاك أبلغ ما يثبت ولاءك له  ولا مصداق لربانيتك بغير تمثل معاني الولاء  المطلق لربك  في أعماق نفسك  وفي مختلف المواقف و السلوكات والتصرفات معه ومع أوليائه  وطبعا لا تكفي هنا المعرفة العقلية التي تظل في العقل مجرد بداهة مملة أو معلومة باردة محنطة هي أقرب للإفتراض النظري الذي لا يثمر عمليا في ذواتنا أو في حياتنا شيئا يذكر  بل المطلوب هو المعرفة القلبية الحية التي تتجلى بقوة في سلوكنا العام من قبيل تلك التي شهد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه حين سأله ( كيف تجدك يا معاذ  ؟    قال : يا رسول الله   والله إني لأجدني  ما أرفع قدمي عن الأرض حتى أخال نفسي أقبض ولا أضعها       قال : الزم فقد عرفت )   إن هذه المعرفة القلبية تقتضي أنه علينا لنكون ربانيين في ولائنا أن نستشعر في أعماقنا بل ونجدد الإستشعار في كل لحظة  حيثما  تذكرنا  أننا  لو أحببنا ربنا  وأحببنا   كل  من أحبـه ربنا و كرهنا كل من كرهه ربنا : نواليه ونوالي من يواليه ونعادي من يعاديه لأحبنا سبحانه حتما ورضي عنا وأرضانا واصطفانا في جنده ومواليه لأن من ثوابت الدين وأصول التشريع ألا نخالف ربنا في ما يحب ويكره من أمور وفي من يحب ويكره من أشخاص وهيئات  بقطع النظر عن القرابة الدموية أو العرقية أو الاجتماعية أو الوطنية أو القومية وعليه فليس من الإيمان في شيء ولا هو من الصدق مع الله فضلا عن الاتصاف بالربانية أن تعلم وتوقن أن الله يحب أحدا أو هيئة أو جهة أو جماعة ثم تخالف ربك فلا تحبهم فضلا عن أن تكرههم وتبغضهم حتى لو بدوا لك ضدا لشخصك أو مبغضين لذاتك أو ضارين بمصالحك  فالربانية هي بالأساس تجرد إلى الله ولا يكون التجرد إلا بالولاء الكامل لذلك يكفيك من أولائك إن كنت ربانيا أنهم أرضوا ربك فأحبهم فأنى لك أن تبغضهم وأنت تزعم تماهي إرادتك مع إرادة ربك وتوافق محبتك مع محبته ؟ وكفاك ملهما  دعاء يوسف عليه السلام الذي رواه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  ونصه (اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يوجه لي حبك اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي و من الماء البارد ) فالأصل أن نتمثل هذا المعنى في نفوسنا و نلهج به في أعماقنا مع كل نبسة وهمسة ثم ندفعها لتصدع به ولا تخفيه لتتطبع به وتتوطن عليه  فنحاسبها بمقتضاه ولا نسمح لها بالتفلت منه  فإن تفلت المشاعر والأحاسيس سهل سريع  ولئن تفلتت  لتزينن لنا الخطأ ولتفلسفن لنا الهزيمة فتضخم لنا الاختلافات التي لا اعتبار لحضور ربنا فيها  وفي مقابل هذا فإن ذلك التفلت مرشح إلى أن يزين لنا مود ة من خالف الله أو حاده أو عاداه  وآذى خلقه وأفسد في أرضه فأنى لربانيتنا أن تصدق مع الإبقاء على توددنا لهم ونحن نعلم جيدا أن الله يبغضهم ويمقتهم   فكيف ؟ ورب العزة يقول جازما (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ) المجادلة (22)   هذه المعاني ربما تبدو للبعض  منا عمومية فلا تثير إشكالا و هلامية فلا تحرر خلافا   و إطلاقية فلا تلامس واقعا —أقول لا بأس —   فالحكمة والتدقيق يقتضيان أن ننزل تلك المعاني العامة المطلقة في حيزنا الزماني والمكاني  فنعبر عنها  بصيغ تجلي تقاطعها مع حياتنا وواقعنا الخاص والعام وتراعي نسبية ذلك الواقع بمختلف تلبساته و تشكلاته المحتملة من ذلك فلا بد أن يكون بينا كأصل من أصول الدين وثابتة من ثوابت التشريع أن كل الروابط الدموية أوالعرقية أو الإجتماعية أو الوطنية أو القومية أو الإنسانية عموما تظل في منظور الإسلام محفوظة مرعية مضبوطة بظوابط الشرع ما روعي الرباط العقدي  فيها حتى إذا انفصم وأهدر تعين على المؤمن الرباني التحفظ عليها وتهميشها فلا يدع لها في نفسه قداسة ولا وقارا ولا كثير اعتبار  إلا ما كان من العدل والقسط فذاك منهج أمر الإسلام المؤمنين بالتخلق به مع الناس جميعا  ليكون الإسلام وأتباعه رحمة للعالمين أما الروابط والولاءات سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو قومية أو وطنية فإنها إن ناقضت الرباط العقدي أو زاحمته أو نحت منحى تهميشه فتوشك  أن تأتي على كل شيء فتنقض الدين وتذهب الربانية وتبعثر كيان الأمة وتربك صفوفها  لذلك يتعين على المؤمن الرباني التحفظ عليها وتحييدها إلى أن يعاد إليها الرباط العقدي الذي انفصم وليس غريبا أن يثير مثل هذا التعبير الصريح تجاه بعض الملابسات السياسية والإجتماعية  والثقافية الدقيقة  حفيظة من روض تفكيره السياسي على مجاراة نمط  الثقافة السياسية السائدة كأن يرى مثلا في ما  ذكرته نوعا من  الخلط بين الولاء للدين والولاء للوطن ناسيا أنه ليس في الإسلام وطن بغير دين ولا دين بغير وطن والغريب أن شائبة هذا الفصل المتخفي المحتشم  بين الديني والسياسي عادة ما  تقود أصحابها إلى  المبالغة في استشعار بداهة تلك المعاني العقدية والثوابت الشرعية فتراهم كثيرا ما يتحججون  بتلك البداهة للسكوت عنها وللإستغناء أصلا عن التذكير بها على معنى أن ذكرها لا يضيف للعقول معرفة ولا يحدث في النفوس أثرا  وفي مقابل ذلك فهم كثيرا ما يطنبون في التذكير بمنطلقاتهم السياسية ومسلماتهم الفكرية مهما تراءت بديهية لهم أو لغيرهم وهذا ولاشك  يخالف  مسلك  الرسل و الأنبياء و يخالف  نهج  القرآن  حين  دأب على تخصيص الأصول العقدية  و الأسس التربوية  بكثرة التأكيد  والتكرير دون غيرها من المسائل سواء كانت تلك المسائل مما يصنف عند الفقهاء بالعبادات أو بالمعاملات وذلك لتوطين تلك الأصول العقدية و التربوية  في العقول و النفوس لأهميتها الفائقة وجدواها المتميزة حتى صارت  بالفعل  مسلمات  بديهية  ثم هو حين صارت بديهية لم يقلع عن التذكير بها وتكرار التذكير   بل هي ما  صارت  كذلك إلا  بالإحاح على  تكرارها  وتلك كانت غاية  مقصودة ومنهجية محسوبة  فهل  يعقل أن  يكون  تذكير القرآن  بتلك المعاني  و تأكيده عليها  سببا لسكوتنا نحن عنها و إغفالنا لها أو حتى برودنا في طرحها أو ذبول أجفاننا عند ذكرها ؟  القرآن إذا أراد أن يلفت النظر إلى أمر جلل استهل به الكلام ثم عاد إليه في الختام   : فكذلك بدأت سورة الممتحنة (التي اختصت بموضوع الولاء والبراء )في أول آية لها بنداء موجه للمؤمنين (يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق     ـ1ـ )   ثم عادت على بدء فختمت في آخر آية منها بمثل ذلك النداء متوجهة مرة أخرى للمؤمنين فقالت ( يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور   ـ13ـ) ولقد التزمت السورة ذلك المعنى فظلت تلهج به من أولها إلى آخرها لتؤسس لمنهج رباني في الإنتماء يقوم على الولاء لله والبراء ممن عاداه كقولها (لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم   يوم القيامة يفصل بينكم  والله بما تعملون بصير    ـ3ـ) وظاهر أن تعقيب (والله بما تعملون بصير )في آخر الآية ما كان إلا استتباعا لقوله قبل قليل (  تسرون  إليهم  بالمودة  و أنا أعلم  بما  أخفيتم  و ما أعلنتم  ومن  يفعله  منكم  فقد  ضل  سواء السبيل    ـ1ـ) ثم أوردت في الآية الرابعة دعوة للتأسي بإبراهيم عليه السلام  والذين معه في التبرؤ من الكفارمن أبناء قومهم  بقولها  (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إننا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده     ـ4ـ) هذه الأسوة الحسنة أعيد ذكرها في الآية السادسة لا سيما من زاوية أن تلك الأسوة هي الفيصل والمعيار الحقيقي بين من يرجو الله واليوم الآخر وبين من تولى عن الحق  فلاحظه كيف يسطع بكل جلاء ووضوح في كل كلمة من كلمات تلك الآية (لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد    ـ6ـ ) وغنى الله عمن حاده وعاداه و عمن لم يعادي من عاداه (كما هو جلي  في الآية ) خلق إلاهي حري بكل رباني أن يتخلق به  ويتمثله  فكرا و منهجا وممارسة  ومزاجا ليصير معيارا ومحرارا لتوجيه تعاملنا مع مختلف مكونات الواقع ومنهم بالأساس مختلف الأطراف السياسية وهم بكل صدق وجدية وبعيدا عن المجاملات السياسية المعهودة ليسوا سواء إذ فيهم المنبتون الذين وقعوا تحت طائلة الإستلاب الحضاري الغربي فتجاهلوا هوية شعبهم واستنكفوا عنها وسوغ لهم  انغماسهم الزائد في اشكالات التاريخ الأوروبي  الإنخراط المفرط في همومه دون هموم تاريخهم واشكالاته ودون الهموم الحقيقية لشعوبهم  فأعاد ذلك صياغة عقولهم ونفوسهم وأمزجتهم فتشربوا بعض الخيارات الفلسفية التي أفرزها تاريخ غير تاريخهم فلا تصلح نبراسا لواقعهم   فحكموا على أنفسهم بالعزلة والتهميش والغربة عن الأقرباء والإستلاب للغرباء وهذا شأنهم فليتحملوا فيه مسؤولياتهم التاريخية والواقعية ولسنا نحن الذين نحاكمهم عليه بل ربهم أولا ثم جماهير الشعب والأمة    وفي مقابل هؤلاء ثمة من لا مجال للشك في صدقهم  وفي وفائهم لهوية شعبهم وتاريخ بلادهم  نراهم اليوم والحمد  لله يصححون موقفهم من الإسلام بكل جرأة وشجاعة وهم الآن يسابقوننا بكل جدية في الغيرة على الأمة وعلى ديارالعروبة و الإسلام بروح مفعمة بوطنية صادقة  فلا  نملك إلا أن  نعتز بسباقهم  و نسعد بمنافستهم ويجب ألا تمنعنا من ذلك سياسوية ولا  روح  حزبية  ولا عقلية إقصائية  وذاك سمت من سمات الربانية يجب أن ينآى بنا عن الحسابات الضيقة والمزايدات السياسية ومشاكساتها المفرقة وصراعاتها المهمشة لاسيما أن مفهوم الإسلام لموضوع الولاء والبراء إنما يندرج في سياق ذلك التدين الرباني الجوهري الحي في قضاياه فلم يكن أبدا نمطيا في تصنيف الناس التصنيف  الشكلي الموروث المؤبد بغير روح ولا قضية ولا التزامات كما هو الشأن مع سائر أشكال التدين الطائفي  التقليدي بل كان دائما  ينحى  منحى التجاوز الإيجابي  للإنتقال  بالناس من  حالة  التنافي الطائفي والنفورو العصبية إلى حالة التعايش والتفاعل الهادف البناء لذلك ترى القرآن يشيد في مواقع متعددة بأولائك الذين آمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم  وبدينه و لكن انتماءاتهم الطائفي السابق وظلالها النفسية والإجتماعية اضطرتهم لحين إلى تأجيل انحيازهم إلى  حياض المجتمع المسلم ( إن الذ ين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصا بئين من آمن بالله واليوم الآخروعمل صالحا  فلهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولا هم يحزنون   ) البقرة – 62ـ   ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون  وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين  ومالنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين  فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهارخالدين فيها وذلك جزاء المحسنين )  المائدة (82ــ 85 ) فسماهم نصارى باعتبار انتمائاتهم الطائفية السابقة ثم شهد لهم بالإيمان وأدخلهم في زمرة المؤمنين والقوم الصالحين وما ذاك إلا بعض من منهج التجاوز الإيجابي لتيسير التحول على النفوس الصادقة وتمكينها من تجنب عقبات ليس بوسعها في تلك المرحلة اقتحامها  و بهذه الروح التجاوزية المتعالية على الطائفية وجذبها وضيق أفقها و نمطيتها الجامدة وتصنيفاتها المحنطة المؤبدة تمكن الإسلام من  تأجيج فاعليته وتعميق تأثيره لتسريع عملية الإنتقال من حالة الإختصام في الحق والتزايل به إلى حالة التوافق فيه والإتحاد عليه والتلاحم به وتلك ثمرة من ثمار ربانية دعوته  وقوتها وقدرتها على النفاذ إلى العقول و النفوس وتملك الألباب وجذبها إلى جواهر الحق للحسم في اتجاه لم شمل مكونات المجتمع ولكن دون إلغاء التنوع والتعدد وحق الإختلاف والتمايزالمثري البناء ـ   وسورة (الممتحنة ) التي توقفنا عندها منذ قليل لاختصاص موضوعها العام بهذه القضية إنما تميزت بالتركيز على ذلك التجاوز الإيجابي لذلك بشرت آيتها القلب  ( وهي الوسيطة ورقمها  السابعة لأنها السابعة من ضمن 3 عشرة آية في السورة كلها) كما لايخفى   بأن التخاصم في الحق آيل في نهاية المطاف إلى إصلاح الخصوم  والأعداء في المنظور لتحصل بينهم وبين المؤمنين المودة المرتجاة وذلك بقولها (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفوررحيم  ــ 7 ــ ) و(عسى) لاتفيد في حق الله الترجي بل الجزم والتأكيد أي أن الآية تبشر جازمة  بتطور الأمورفي المستقبل  المنظور  إلى ما يحقق ذلك التجاوز الإيجابي الذي أشرت له منذ قليل و إلى أن يتحقق ذلك الهدف ومن أجل التهيئة لتحقيقه فقد حرضتنا الآية الثامنة الموالية للآية القلب على التزام البر والقسط مع كل من لم تنهكه العقلية الإقصائية والروح العدوانية تجاه أهل الإيمان بقولها الصريح (لا ينهاكم الله عن الذين لم  يفاتلوكم  في الدين  و لم  يخرجوكم  من دياركم  أن  تبروهم  و تقسطوا إليهم  إن  الله  يحب  المقسطين   ـ8ـ) و(البر) هو المعاملة الحسنة و( القسط ) هو العدل وهل خير وأكمل منهما أساسا للتعايش والتفاعل بين الفرقاء مهما اختلفت مشاربهم وتباينت قناعاتهم وتعددت رؤاهم ومنطلقاتهم  ؟ ولئن كان هذا المعنى في أصله تربويا عاما و سلوكيا إلا أن تنزيله في واقعنا المعيش بالفقه الدقيق والنظر الشامل العميق كفيل بأن  يؤطره التأطير المجتمعي العام ويثريه ويعطيه أبعاده السياسية والإجتماعية لا سيما إن  ربطناه بعمق بمجمل تشريعات الإسلام التي تجعل  من تمام البر و القسط مع من لايعادينا من الفرقاء أن نعقد معهم العهود والإتفاقات التي تنظم التعاملات بيننا وبينهم  لتيسير التعايش والتوافق ونبذ التناحر والتنافي وليس ثمة في مبادئ الإسلام وتشريعاته ما يمنع أن يكون من ضمن تلك العهود ألا يفرض أحد على أحد نمطه المجتمعي بشرط تجنيب الناس الفتنة ( وللإسلام فيها مفهومه الشامل الدقيق ) وهذا يمكن أن  يعني ألا يرسى نمط مجتمعي ولا حكم سياسي إلا بعد إقراره من طرف أغلب المتساكنين ما داموا قد تعاقدوا بغير إكراه ولا غرر ولاضررـ ـ  ووفق شرع الإسلام فالناس إن تعاهدوا وتعاقدوا  يوقفون عند عقودهم وعهودهم وليس في مثل هذا العقد غرر ولاضرر حتى يتعين نقضه ولا فيه ما يخالف صريح الكتاب و السنة حتى يتعين رده وليس للمؤمنين بالطرح الإسلامي منه حرج لا سيما أنهم هم الأقدر على التنافس  في مناخات الحرية من أجل تغليب طرحهم عبر الإقناع به ومن ثم ستقود تلك العهود والعقود لامحالة إلى تماهي الإرادة الشعبية مع شرع الله ولو بعد حين وهي إن تماهت لن تجد ضرورة لنقض عهد أو فسخ عقد  إلا ما عارض القطعي من الدين وحتى إن ارتأت تلك الإرادة الشعبية  يوما التنازل بوعي واختيار عن بعض صلاحياتها للشرع فلن ينال ذلك من حق الإختلاف وواجب التعدد لإن  ذلك من قيم الإسلام ومقاصدهالمعتبرة ومن أحكام الشرع نفسه  ولم يثبت يوما أن الإسلام نهج نهج الفرض والتسلط  بل دأبه  كان دوما  المجادلة  بالتي  هي  أحسن و المحاججة  و الإقناع  ( وجادلهم  بالتي هي أحسن  ) النحل ـ 125 –   ( فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر )الغاشية ـ22ـ   ( وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل ) ا؟لأنعام ــ66ــ  (وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل ) الأنعام ــ107 ــ (إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل ) هود ــ 12 ــ ( لاإكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) البقرة ـ 256 ـ ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) يونس ــ 99 ــ  وحتى قول عثمان رضي الله عنه الذي يتحجج به البعض  ( إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ) فليس ثمة ما يشير إلى أن المقصود به سلطان جبر بل ما قصد به على التحقيق إلا السلطان الرشيد وبعد هذا فما الذي  يخيف بعض العلمانيين في بلاد الإسلام من أن تقود الشورى يوما ما إلى أن  يكون الإسلام وشرعه هو الحكم والإطار الذي ينظم الخلاف والتنوع  في  ديار الإسلام  كحق لا يمن به أحد على أحد ما دام الله هو الذي كفل لخلقه جميعا عدم الإكراه حتى في الإيمان به سبحانه  وإن كان تخوفهم ذاك يثير العجب فلا أعجب منه إلا مبالغة بعضنا في تفهمهم بمرونة ترخي لهم شعرة معاوية حتى انحنت والتوت فطمعوا في استدراجنا إلى القبول بالتوافق على صيغ يشتم منها  مقادير من تحييد الدين وقطع النظر عنه ولو لحين وهذا لايصلح لنا ولايصح ـ ـ   وأي حكمة وأي ضرورة في أن نستسيغ ذلك أو بعضا من ذلك في بلاد ساد فيها الإسلام وسلطانه أربعة عشر قرنا وهو اليوم والحمد لله في حال انبعاث جديد  وهذا بالذات هو الذي يغيظ اولائك لأن ثقافتهم المتغربة أكثر من اللزوم لا تستسيغ تدينا إلا أن يكون تقليديا طائفيا لاروح فيه ولا قضية ولا إلزامات شرعية ولا مبادئ سياسية  ولا مواقف اجتماعية    وعلى كل حال  فرغم هذا و ذاك فإن أكثر الاسلاميين أريحية ليس بوسعهم ولايجوز لهم أن يوادوا أو يوالوا أو يهادنوا أولائك الذين دأبوا على مناصبة الإسلاميين  العداء   منهجهم معهم   محض إقصاء  واستثناء و   شعارهم    دوما  لاءات واسلوبهم  أبدا  تحريض  عليهم متهافت وإغراء بهم دؤوب وهنا لا بد أن يعلم الخاص والعام أن مواددة هؤلاء أو موالاتهم أو أي إحساس بالإنتماء المشترك معهم بعد ثباتهم على العداء لنا والإغراء بنا لا يجوز لنا  شرعا ولا يصح منا خلقا ولا يضمر حكمة  ولا ثمة حتى  مسوغ شرعي  للإضطرار إليه ذلك  أن  الطاعة في الأحكام  الشرعية العملية هي التي  تحكمها الإستطاعة إلى حد أن الضرورات  تبيح المحظورات   أما الجوانب العقدية ( ومنها الولاء والإحساس بالإنتماء ) فمناطها الأول هو القلب  ومساحته حرة فلا سلطان لأحد عليه فلا معنى فيه للضرورة  لذلك كان  إثم القلوب أشد عند الله و أنكى من إثم الجوارح         هكذا  إذن يجدر بنا أن نتميز التميز الرباني الناجع في الطرح والممارسة   وليطلق  أولائك  المهرجون العلمانيون فزاعاتهم  ليثنونا عن استحقاقاته ـ ـ وبعضها مكلف ولا شك ـ  ـ فيجب ألا  نبالي ولنعتصم بربانيتنا ولنلتزم الرشد والحكمة في انحيازاتنا وتحالفاتنا حتى لايغرر بنا أحد إذ ثمة من لا يرى فينا إلا( وقود مرحلة )ولنطمئن أن  تميزنا ذاك لن ينحاز بنا إلى الانعزال والتهمش بل الى القوى الحية الجادة و النزيهة وقبل ذلك وبعده فإنه لن ينحاز بنا إلا إلى  الجماهير العريضة لأن شعوبنا والحمد لله شعوب  مسلمة مؤمنة إلا حفنة قليلة متعالية تعاليا مزيفا على ثقافة البلاد وهوية الشعب  وهي حفنة تكفر نفسها بنفسها بتجرؤها على الاسلام وصدعها بما يخالف ثوابته   أما الأغلبية الساحقة  فتغار على الدين بجوهريته  و لو أنها  استفتيت الإستفتاء الصادق الأمين فلن تقبل بتهميشه  هؤلاء الأغلبية هم إخواننا في الدين والوطن بحق فلا نملك مهما تعددت الرؤى بيننا وتنوعت  إلا أن ندعوهم بكل تواضع وحميمية إلى كلمة سواء بيننا وبينهم  فنشاطرهم المودة والرحمة والغيرة على الدين والوطن كجزء لايتجزأ من الوطن الأكبر ديار العروبة والإسلام   وهؤلاء ليس فيهم من يستنكف عن الإجتماع  على قيم الإسلام  و تشريعاته وآدابه لذلك فأي تجرع منا لأي تعبيرات سياسية يشتم منها مقادير من تحييد الدين مهما تزينت  لن تؤول بنا  في النهاية إلا إلى مقادير من  الإنفصام عن تلك الجماهير العريضة والأغلبية الساحقة  وهو مدخل للتقوقع مع بعض النخب  المعزولة  في كواليس ضيقة وصالونات مغلقة ومنابر متشنجة تظل تتذبذب بين التصعيد والمداراة  وفي كلا الحالين تظل  تتظلم باستمراربنسق بارد ممل يطبع المظالم  فلا   يستقطب جماهيرا ولا يحقق  مراكمة و لا  زخما ـ ـ ـ  والغريب أن العديد من هؤلاء العلمانيين هم الآن لايملكون أمام جماهيرية حزب الله في لبنان أو حماس في فلسطين أو العدالة والتنمية في تركيا أو الأخوان في مصر والأردن وغيرهما  إلا أن يفتحوا أفواههم منبهرين مذهولين من نفاذ خطابهم في قلوب  الجماهيروفاعليته في تعبئتها وتأطيرها بما حقق مقادير  محترمة من تغيير موازين القوى لصالح الشعوب   والعديد من أولائك العلمانيين لايخفون إعجابهم بذلك رغم أن تنظيراتهم  تشجب ذلك الخطاب وتستنكره وذلك دليل  على هشاشة مصداقيتهم حتى مع أنفسهم  فهل المطلوب منا لكي يرضوا عنا ويقبلوا بنا أن نكتفي مثلهم بفتح أفواهنا منذهلين كما فتحوا  فنؤبد ضعف المعارضة كما أبدوا  ونألف المراوحة في المكان كما ألفوا ثم  نتطبع مع ذلك كما تطبعوا  وهذه بكل صدق حالة محكوم عليها مسبقا بالفشل فيجب ألا نسايرهم فيها بل الأمانة تقتضي أن نساهم مع الجادين  من النخب الأصيلة الواعية بمختلف تنويعاتها الفكرية ومختلف مشاربها السياسية  في ترشيد العمل السياسي  بما فيه نشاط المعارضة  وأحسب أن الترشيد هو بالأساس حزم وتجرؤ  لتغليب خيارات والدفع إليها وهي خيارات طبعها الأساسي ( حسب فهمي ) هو التوازن والتدرج والنجاعة  والجدية  بما يضمن المبدئية والمردودية معا بعيدا عن كل أشكال المزايدات والمظهرية فليس الحماس دوما صنوا للمصداقية بل قد يستدرجنا إلى ما لامصلحة فيه للبلاد والعباد و الحق فلن نستطيع  تحسس المعايير الرقيقة في هذا إلا في كنف الربانية لأنه في كنفها فقط يمكن أن  تكون تلك الخيارات  ضامنة للتوليف بين أهم فعاليات المجتمع  الجادة الصادقة وللفرزالحقيقي الجاد وهوشرط للنجاعة لامفر منه بحيث نفوت الفرصة على كل المتربصين من قوى الجذب و التأزيم في السلطة و المعارضة  و سائر  الإنتهازيين أوالمتنطعين  عسى تلك الخيارات المنشودة  تجمع ولا تفرق وتوحد ولا تشتت  بقدر ما تسمح به متناقضات الساحة والتباساتها وتوازناتها الواقعية وإنما تستطيع تلك الخيارات أن تجمع وتوحد إلى الأقصى الممكن  إذا انطلقت  بالأساس من مكونات هويتنا الجامعة و ثوابتها التي تسلم بها الأغلبية الغالبة من  جماهيرشعبنا وأمتنا    (وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين ـــ62ــ وألف بين قلوبهم لوأنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ـــ 63 ـــ) سورة الأنفال   والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته   

(المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ بتاريخ 30 ماي 2008)


  العزلة…ضرب للتواصل 
 
 
   الصحبي عتيق   « ليس الرجل بمأمون على نفسه إن أنت أجعته أو أخفته أو حبسته أن يقرّ على نفسه » عمر بن الخطاب. السجن بما هو سلب للحرية وتقييد لها عقوبة جعلت للردع والزجر،هذا بعد محاكمة تتوفر فيها شروط العدالة في مناخ من استقلال القضاء وبعد التحقق من التهم بعيدا عن كل ضروب الإكراه وانتزاع الاعترافات تحت التعذيب…غير أنّ رحلة العذاب لسجناء الرأي والخصوم السياسيين تبدأ من الاعتقال الذي لا يراعي الحرمات ثمّ التحقيق الذي تزول منه الجبال. ودون الخوض في هذه المرحلة الأليمة والعصيبة والملأى بأنواع الاعتداء و الامتهان للكرامة البشرية عبر كل أشكال التعذيب الذي أبدع فيها البوليس السياسي العربي فإنّ السجن يتحول إلى فضاء للتنكيل و التشفي وهذا ما حصل لآلاف من أبناء حركة النهضة و قياداتها.فعند التحول إلى السجن يخال المرء أنّ مرحلة المعاناة المستمرة و التي بلغت فيها القلوب الحناجر قد انتهت ليخلد إلى قليل من راحة البال و الجسد ولكن هيهات هيهات …فالسجن ساحة أخرى من سياسة تجفيف المنابع يتجرع فيها السجين كؤوسا من الإذلال والإهانة كالتفتيش العاري والضرب والإهمال الصحي والإبعاد عن سكنى العائلة والتجويع والتجهيل  والتنكيل العام . وسأقتصر في هذه الشهادة على العزلة  وهي أنواع فهناك العزلة الفرديةالمشددة  وهناك العزلة المضيقة ضمن مجموعة صغيرة بين الثلاثة والخمسة وهناك العزلة ولكن ضمن مساجين الحق العام بعد إخراج كل مساجين « الانتماء »وهناك عزل موغل في التنكيل وذلك عبر وضع الأخ النوعي والقيادي في الغرفة المخصصة للشواذ جنسيّا وهي من أعتى المحاولات للتدمير النفسي والإذلال وهي تجربة تستحق العناية والدراسة لأعماق هؤلاء الشواذ الذين تقمصوا أدوار نسائية تشبها وتكسرا في الكلام ومحاكاة لبعض الحركات الجسدية النسائية فكان أحدهم يقول « أنا ماشية .. وأنا خارجة للطبيب.. » وعند حلول وقت الصلاة يقول لهم « الكبران » وهو منهم « هيّا .. يا لبنات خلوا عمكم الراجل يصلي » إنّ السجن مازال هو خيار السلطة في التعامل مع الخصوم السياسيين ومازال يمثل أحد أهمّ مكوّنات سياسة السلطة في التعامل مع بعض الأطراف والعزلة الفرديّة هي سجن داخل السجن وهي تمتاز عن غيرها بأنّها معزولة عن بقية السجن والزنزانات معزولة عن بعضها وعالم العزلة هو عالم المحاصرة والتّضييق والجمود واستهداف للبعد الاجتماعي وضرب للتّواصل الإنساني ومنع للتّواصل مع الخارج وهو تدمير للذاكرة والتّثاقف والوعي وتهميش للعناصر القياديّة لغياب الّفاعل مع الآخرين ولغياب التّحاور والنّقاش . والعزلة بما تمثله من ركود ورتابة قاتلة للإبداع والّتّأمّل الموضوعي والمعتدل تدفع بالضّرورة للغلوّ والمثاليّة  في الفكر نتيجة البعد عن مواكبة شؤون النّاس ومعافسة الواقع ولو داخل الأسوار . أذكر أنّنا كنّا أربعة معزولين (الشيخ الحبيب اللوز والأخ عبد الحميد الجلاصي والأخ بوراوي مخلوف –فرّج اله كربه- ) كنّا نتبادل أخبار الجرائد من خلال كوّة صغيرة في الباب وكان لا يسمح لنا بتقديم الأكل ولا الجرائد ولا الهدايا ولم ترفع هذه العزلة إلا بعد إضرابات مريرة وتدخلات من منظّمات حقوقيّة أجنبية… وأذكر كيف كنا نخرج مع المساجين المحكومين بالإعدام وكان هؤلاء يعيشون في رعب مستمر … وكانوا ممنوعين من الزّيارة والمراسلة والقفة وتتكرّم عليهم الإدارة بالسجائر والشّاي وبعض الغلال المـأخوذة من أقفاف بقيّة المساجين وكان هؤلاء يتوجّسون كل ليلة في أنفسهم خيفة من تنفيذ حكم الإعدام الذي عادة ما ينفّذ في الهزيع الأخير من الليل … إنّها معاناة مستمرة ومدمّرة للكيان الإنساني والروح المعنوية بصرف النّظر عن الجرائم المقترفة . إنّ العزلة الانفراديّة إلى جانب البعد التّنكيلي فيها فإنّها محاولة لتجفيف منابع القوّة المستمدة من الاجتماع والحوار والتّفاعل مع الآخرين وهي إهدار للطاقة الذاتية وتضييق للأفق ودفع للتّشنّج في التّعامل مع الأحداث ومع الآخرين … إنّها محاولة لتحطيم الإرادة ولكن تبقى للمِِؤمن خلوة مع الله صفاء واستمدادا واستظلالا بالصلاة والقرآن الكريم بعيدا عن صخب الحياة داخل الغرف المكتظّة « الذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب « (سورة الرّعد) . عندما سجن الشاعر الحطيئة في عهد عمر ابن الخطاب بعث له قائلا :  ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ  ***   زغب الحواصل لاماء ولا شجر  ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ***   فاغفر عليك سلام الله يا عمر فما يقال لأطفال بكوا والآباء يساقون إلى السجن… وبكوا في الزيارة وهم يعودون إلى المنازل تاركين الآباء وراء الجدران والقضبان .. من نظراتهم الغضوب الغضبى ينبعث أمل إذا توفّر الصّبر والإحاطة … أو مشاريع ضاقت ذرعا بالصّبر الجميل فصبّت جامّ غضبها على الدّنيا كل الدّنيا سلطة ومعارضة احتمت وساندت الاستبداد.


بسم الله الرحمان الرحيم  حصاد الأسبوع للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري

 

 
عبدالله الزواري  
 
1) علمــت: 1-   وقع تأجيل القضية التي تنظر قي تهم منسوبة إلى السيد محمد القلوي ترجع وقائعها إلى تسعينات القرن الماضي، علما بأن هذه القضية أثيرت قبل خروج السيد القلوي من السجن بمدة طويلة… 2- السيدة كلودين روميو أستاذة الفلسفة في الجامعات الفرنسية (جامعة باريس الأولى)توجد بالبلاد التونسية منذ أيام وقد زارت العديد من الشخصيات الوطنية نذكر منها الأستاذ العجمي الوريمي السجين السياسي السابق و الذي نجح منذ أسابيع في امتحانات سنة أولى ماجستير (فلسفة) بتفوق كما زارت السيد عبدالكريم الهاروني الأمين العام الأسبق للاتحاد العام التونسي للطلبة و السجين السياسي السابق كذلك… و تخضع السيدة كلودين إلى  مراقبة و ملاحقة أمنية مستمرة منذ قدومها… 2) تـدبرت: 2- » إذا كان في وسعك أن تحب ففي وسعك أن تفعل كل شيء » تشيخوف. 3) سمعت: راج كثير من الكلام عن المقابلة الأخيرة في كرة القدم التي جمعت النادي الإفريقي و الترجي الجرجيسي في سياق البطولة و التي ظفر في نهايتها نادي باب الجديد برمز البطولة..البعض يبحث عن مصلحة النجم الساحلي و البعض الآخر عن مصلحة النادي الإفريقي.. تغيب ممرن الفريق السيد الأسعد معمر عن المقابلة الأخيرة و كذلك مساعده السيد إلياس السماعلي، احتجاجا على التدخل في شؤونهما و في صلاحياتهما… فوقع إقحام اللاعبين الذين تم للنجم الساحلي التعاقد معهم.. وكان ما كان من أمر المقابلة: تقدم لأبناء جرجيس في الشوط الأول ثم تعديل فتفوق لأبناء النادي الإفريقي في الشوط الثاني… وتبقى الربع الساعة بين الشوطين كثيرة الغموض… ماذا وقع؟ من دخل حجرة ملابس الترجي الجرجيسي من غير المنتسبين إليه؟ ماذا فعل؟ و مع ذلك لم يغادر فريق الجنوب قاعة تغيير الملابس إلا في ساعة متأخرة من الليل… و علق بعضهم  » أحنا خاسرين و ما خرجنا إلا الساعتين ما لا كان بقينا رابحين آش يقع؟؟؟؟ » أما المتتبع العادي فيتساءل  » علاش ما ريناش جرجيس تلعب هكا كان في الماتش الأخير؟؟؟ » و بالمناسبة نقول أن رئيس الجمعية هو السيد الطبيب الذي له عيادة خاصة تتوفر فيها آلات غير متوفرة في المستشفى الجهوي بل بعضها  » معطل » بعدم انتداب طبيب مختص، و المقصود بوضوح طبيب مختص في التصوير بالصدى… 4)  رأيــت: بعد تردد تواصل أشهرا عديدة يقدم النظام الحاكم على تنفيذ جملة من الإجراءات تهم أسعار الخبز… و في انتظار بقية الإجراءات يبدو أنه وقع التخلي عن الترفيع في سعر الخبزة العادية (400غ حاليا)… هذه الإجراءات تتزامن مع الامتحانات المدرسية و الجامعية: فهي تأتي مباشرة بعد الأسبوع المغلق وقبل مناظرة البكالوريا 4 جوان).. , إن كان سعر الباقات سيقع الترفيع فيه بدعوى أنه سيقع استعمال مادة أولية رفيعة فها يعني بقار سعر الخبز العادي على ما هو عليه أنه سيقع صنع الخبز بمادة أولية أخرى غير التي كان يصنع منها من قبل؟؟ و إليكم نسخة من بلاغ صادر عن الجامعة الوطنية للصناعات الغذائية/ الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز.. , أخرى من بلاغ للخلية المحلية للمخابز بجرجيس 5)  قــرأت: إعلام المقاومة سلاح فاعل في ساحة المواجهة كتب أ. عدنان أبو عامر*    28/05/2008 … خطت قوى المقاومة خطوات متقدمة في إعلامها الحربي بمقارعتها للعمليات العسكرية الإسرائيلية، ففي حين أطلق الجيش الإسرائيلي على جميع عملياته في الضفة الغربية وقطاع غزة أسماء معينة ذات دلالات عسكرية، أهمها: السور الواقي وأمطار الصيف، اعتادت قوى المقاومة إطلاق أسماء ذات دلالات هامة على عملياتها، أهمها: ثقب في القلب، السهم الثاقب، أيام الغضب، زلزلة الحصون، الوهم المتبدد، براكين الغضب، غضب الفرسان، وفاء الأحرار. —————————— يحتل العمل الإعلامي الفلسطيني أولويات التفكير الوطني، حيث لم يعد خافياً على أحد أهمية الإعلام وتوجيهه لدعم الموقف، وخلق حالة مساندة للمطالب في أي مجتمع كان، ولا شك أن الإعلام في المجتمع الفلسطيني يحظى بأهمية ومكانة اعتبارية، خاصة وأنه متابع للحدث الميداني وتطوراته، ومتداخل مع الفعل النضالي، فيما عرف بمحصلته التراكمية باسم « إعلام المقاومة ». وقد تنبهت الكثير من فصائل المقاومة إلى أهمية التغطية الإعلامية لفعالياتها، ونشر ما يصدر عنها، وقطعت في هذا المجال شوطاً لا بأس به، فانتقلت من وسائل الإطلاع البدائية كالبيان، والكتابة على الجدران، النداء بمكبرات الصوت، إلى مرحلة إصدار الدوريات والنشرات، ودخلت العالمية بإنشاء مواقع خاصة بها على شبكة الإنترنت، حيث تحولت تلك المواقع إلى مراجع إعلامية رسمية توضح مواقف وأفعال القوى المسلحة، وهو شكل متقدم من أشكال المقاومة. التنسيق بين المقاتل والإعلامي: اعتادت قوى المقاومة خلال المواجهة مع قوات الاحتلال، على إصدار بلاغات عسكرية حول عمليات التصدي وضربات المقاومين لآليات العدو. وفي هذا الإطار قال أحد قادة المقاومة: « هناك تنسيق كامل بين المقاومين في ميدان المواجهة، والوحدات الإعلامية، ويتم إبلاغنا أولاً بأول من قبل المجموعات في الميدان عن ضرباتها للعدو، فمثلاً تبليغ عن تفجير العبوات وإطلاق القذائف المضادة للدروع، ونوع السلاح الذي يستخدمه المقاومون، بالإضافة إلى المكان والزمان والمقاوم الذي نفذ المهمة ». وتباعاً تقوم الوحدة الإعلامية بإصدار البلاغات العسكرية حول ضربات المقاومين الناجحة، ووصف طبيعة الخسائر التي تكبدها العدو التي يحاول المقاومون تحديدها قدر الإمكان بناء على مشاهداتهم، ومع الخبرة أصبح لديهم قدرة على تحديدها. وهكذا ظهرت المقاومة بحلة إعلامية جديدة استطاعت الارتقاء بخطابها الإعلامي، وبمستواها العسكري على الأرض، وأوقعت في ذات الوقت العدو الإسرائيلي في وحل من التيه لم يعتد عليه طيلة انتفاضة الأقصى. وانعكس ذلك التخبط على تصريحات العدو وأدائه الميداني، حيث جرت العادة لدى قوى المقاومة لاستخدام وسائل الإعلام في عرض صور « الغنائم » التي تحصل عليها في أعقاب كل عملية فدائية، خاصة حطام الآليات العسكرية، وأجزاء من الدبابات المعطوبة، وأشلاء بعض الجنود القتلى. وقد انتهج « إعلام المقاومة » مؤخراً سياسةً تعتمد على تضليل العدو وتركه يتخبط في تحليلاته، فقد أثبتت نجاحاً واضحاً في أعقاب عملية « الوهم المبدد » وأسر الجندي جنوب قطاع غزة، من خلال قدرته على تحقيق نتائج ميدانية وعسكرية متقدمة، وفقدان العدو للبوصلة، وغرقه وسط مجموعة كبيرة من التحليلات المتناقضة التي انعكست على أدائه. معركة متعددة الأوجه: لعل هذا النجاح الواضح لإعلام المقاومة، يعود أساساً لإدراك المقاومة أن معركتها مع العدو ليست عسكرية بحتة، بل هي أمنية وإعلامية، تعتمد بدرجة كبيرة على صراع الأدمغة والعقول. وانطلاقاً من هذا الفهم العميق وإدراكاً لطبيعة المعركة مع العدو، اعتمدت المقاومة سياسة إعلامية، بحيث تشكل مقاومة مباشرة، تحاول تضليل العدو وإرباكه، وعدم تقديم أي معلومة يمكنه أن يستفيد منها، خاصة وأن المساحة الجغرافية التي تعمل عليها المقاومة ضيقة نسبياً، ويمكن للعدو أن يستخدم أي معلومة كورقة ضغط، أو حتى سيفاً مسلطاً تكون عواقبه وخيمة. وقد أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية تعليماتها إلى سفارتها في واشنطن للعمل على إزالة مواقع الأجنحة العسكرية لقوى المقاومة من شبكة المعلومات الدولية « الإنترنت »، خاصة أن عدداً منها تعمل بواسطة حاسب مركزي في الولايات المتحدة. وقد استخدمت المقاومة شبكة الإنترنت لتبث بواسطتها أخبار عملياتها ورسائلها المختلفة إلى أنحاء العالم كافة، وخصصت على الشبكة صفحات خاصة تهتم بأخبار المقاومة، وتتضمن نصوصاً حول عملياتها، ومثل هذا الاستخدام للتقنيات الحديثة ولتصوير العمليات يحصل لأول مرة في تاريخ المقاومة ضد الاحتلال في فلسطين. وكرد صهيوني على ذلك، تعرضت العديد من هذه المواقع لهجمات تخريبية كبيرة، أوقفتها عن العمل لبعض الوقت، في ضوء ما تقوم به هذه المواقع من إبراز لحقائق الاحتلال وممارساته ضد الشعب الفلسطيني، ودور المقاومة في إجهاد الاحتلال وإخافته. الحرب النفسية والتحشيد الشعبي: اعتمدت المقاومة الأساليب النفسية والمعنوية الحديثة في عملية التأثير، سواء على الرأي العام المدني أو العسكري في صفوف المحتل، حيث تمكنت من العمل في إطار أجهزة قائمة بذاتها أطلق عليها « الإعلام الحربي »، يقوم أفراده وعناصره بتصوير مباشر لمعظم عملياتها ضد جنود الاحتلال. لقد اعتمدت المقاومة خلال سنوات انتفاضة الأقصى، أسلوبين متكاملين: التعبئة الشعبية، والعمليات العسكرية على غرار حرب العصابات التي أشرنا إليها، ونظراً للحاجة الماسة إلى تحشيد الرأي العام خلفها، انتقلت المقاومة سريعا في مراحل لاحقة إلى تعبئة إعلامية واسعة موجهة إلى الرأي العام الفلسطيني بمختلف اتجاهاته من خلال: 1-   الإذاعات المحلية. 2-  الصحف اليومية والأسبوعية. 3-  مواقع الإنترنت. 4-  المنشورات الدورية، والبلاغات العسكرية. وكانت أساليب التحشيد والتعبئة في معظمها ذات طابع ديني مباشر، في بيئة يشكل الدين فيها مكوناً رئيساً من مكونات شخصيتها وتاريخها، كما استفادت المقاومة من مناخ التعبئة الدينية الرافض للاحتلال، المحرض على المواجهة، الذي أشاعه كثير من العلماء في المساجد وأحياء القرى، حتى قبل انطلاق انتفاضة الأقصى، أو الإعلان عن وجود هذا العدد من الأجنحة العسكرية، ومعرفة هويتها. كما خطت قوى المقاومة خطوات متقدمة في إعلامها الحربي بمقارعتها للعمليات العسكرية الإسرائيلية، ففي حين أطلق الجيش الإسرائيلي على جميع عملياته في الضفة الغربية وقطاع غزة أسماء معينة ذات دلالات عسكرية، أهمها: السور الواقي وأمطار الصيف، اعتادت قوى المقاومة إطلاق أسماء ذات دلالات هامة على عملياتها، أهمها: ثقب في القلب، السهم الثاقب، أيام الغضب، زلزلة الحصون، الوهم المتبدد، براكين الغضب، غضب الفرسان، وفاء الأحرار. وفي خطوة غير معهودة، بدأت قوى المقاومة المسلحة عقد مؤتمرات صحفية لاستعراض ما يجري على الأرض من عمليات عسكرية ضد قوات الاحتلال، وعادة ما يظهر أعضاء الأجنحة العسكرية يحملون أسلحتهم ويقفون خلف ملثم، يتحدث باسم المكتب الإعلامي لجناح من الأجنحة العسكرية المقاومة. أخيراً.. فقد ساعدت أجواء التعبئة الدينية التي استعادت تاريخ شهداء الإسلام، والوقوف ضد الظلم، وموقع الشهيد ومكانته السامية في الإسلام، إلى تاريخ الجهاد في فلسطين ضد الانتداب البريطاني منذ بدايات القرن العشرين، وضد الاحتلال الإسرائيلي منذ النكبة منتصف القرن الماضي، في توفير مادة دسمة لإعلام المقاومة. ·       باحث فلسطيني في الشؤون الصهيونية. نقلا عن موقع « قاوم » http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=2797&Itemid=1 6) نقلــت: 1-   المجاعة العالمية: ميشال شوسودوفسكي في فترة ما بعد الحرب الباردة هذه، تواجه البشرية أزمة اقتصادية و اجتماعية غير مسبوقة تجر تفقيرا لقطاعات واسعة من السكان في العالم..الاقتصاديات المحلية تنهار و البطالة وبائية في انتشارها، مجاعات تظهر في إفريقيا تحت الصحراء      و في جنوب آسيا و في بعض الأمكنة من أمريكا اللاتينية…إن « عولمة الفقر » قد ألغت العديم من إنجازات التحرر  بعد الحرب، و قد بدأت هذه العولمة في بلدان العالم الثالث مع أزمة الديون في الثمانينات و فرض الإصلاحات الاقتصادية القاتلة من قبل صندوق النقد الدولي. …………………………………………………………. 2-   و في إطار حرية التعبير في الغرب و ما ينال من يتعرض بالنقد لإسرائيل أو يشهر بسياساتها العنصرية : http://www.silviacattori.net/article452.html 7) دعـاء: « اللهم ارزقني حبك، وحب من ينفعني حبه عندك، اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب، اللهم ما زويت عني مما أحب فاجعله فراغاً لي فيما تحب » رواه  الترمذي  .    29ماي2008


 

إسرائيل.. هل تحصل على « وديعة الأسد»؟

 

 
توفيق المديني لا يكاد يمر يوم واحد من دون أن تتحدث أجهزة الإعلام العربية والدولية عن المفاوضات الإسرائيلية- السورية غير المباشرة، التي بدأت الأسبوع الماضي برعاية تركية في اسطنبول، ولاسيما أن السلام يعتبر خياراً استراتيجياً لسورية، ويقع في صلب سياسة الدولة وأهدافها العامة. ويجمع المحللون المعنيون بالمسألة في الغرب أن سورية التي تواجه تحديات كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي، تعلق آمالا كبيرة على معاودة المفاوضات مع الدولة العبرية من أجل استعادة الجولان المحتل، على أساس أن ذلك يحقق لها انتصارا، داخليا وخارجيا، يساعدها على الخروج من عزلتها الدولية، وسيؤدي أيضا الى تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية والمجتمع الدولي عموما. هذا فيما يتعلق بالجانب السوري، أما الجانب الإسرائيلي، فإن إقدام حكومة أولمرت على معاودة المفاوضات مع سورية لا يخلو من طرح شروطها، إذ إن الجديد في «المفاوضات غير المباشرة» أن الجانب الإسرائيلي، أو بعض المسؤولين الإسرائيليين، يربطون الانسحاب من الجولان بقضايا استراتيجية تتعلق بتحالفات سورية. فلم يعد المطروح حالياً وآنياً مواضيع المياه والأمن والسلم، بل علاقات سورية بـ«حماس» و«حزب الله» وإيران. لقد قررت إسرائيل استغلال وضع سورية الصعب، والعمل -بالتفاهم مع إدارة الرئيس جورج بوش التي تعيش أشهرها الأخيرة- على إنهاء الدور الإقليمي واللبناني لسورية وتقليص نفوذها الى أدنى حد من خلال مطالبة القيادة السورية بتنفيذ مجموعة شروط قاسية كثمن مسبق تدفعه لبدء مفاوضات سلام رسمية بين البلدين، ذلك أن الأمور الجوهرية التي تركز عليها حكومة إيهود أولمرت على جبهة المفاوضات السورية– الإسرائيلية غير المباشرة، هي الآتية : أولا: تريد الحكومة الإسرائيلية انتزاع أقصى تنازلات ممكنة من سورية، وهي لذلك تتمسك بأن تستطلع عبر الوسيط التركي حقيقة استعدادات سورية السلمية حيالها، وما اذا كانت القيادة السورية مستعدة فعلا لأن تدفع مسبقا ثمن السلام الباهظ مع الدولة العبرية، وهذا ما يجعل ظروف التفاوض حاليا بين سورية واسرائيل أكثر صعوبة وتعقيدا مما كانت في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد. وعلى هذا الأساس تريد حكومة إيهود أولمرت، وقبل بدء أي مفاوضات رسمية ومباشرة بين إسرائيل وسورية، الحصول على ما يمكن تسميته «وديعة الأسد»، أي أنها تريد من الرئيس السوري أن يقدم لإسرائيل، عبر تركيا، مجموعة التزامات رسمية محددة تؤكد تصميمه على فك تحالفه مع إيران الساعية إلى امتلاك السلاح النووي والمطالبة، بصوت رئيسها، بإزالة الدولة العبرية من الوجود، وتصميمه كذلك على وقف كل أنواع المساعدات والدعم الى «حزب الله» و«حماس» وسائر التنظيمات والقوى الفلسطينية المتشددة، على أن يتم التأكد من ذلك عبر مراقبة دولية مشددة للحدود اللبنانية– السورية، وإغلاق جميع مكاتب «حماس» والتنظيمات الفلسطينية المتشددة الأخرى ومراكزها في الأراضي السورية، ولم يسبق أن طلبت الحكومات الإسرائيلية السابقة الحصول من حافظ الأسد على التزامات كهذه كشرط مسبق للتفاوض معه. وتريد إسرائيل من خلال «العصارة الاستراتيجية» في التعاطي مع «حزب الله» «وجوب تقليص التهديد الذي يشكله على أمن إسرائيل والاستقرار في المنطقة من خلال إضعاف قوته وتحويله إلى لاعب هامشي ليس ذا شأن في المعادلات الإقليمية»، وذلك عبر ضرب العلاقة بين ايران والحزب، بوصفه الشرط الأهم في معادلة المساس بقوة الحزب العسكرية وموارده وطريقه الأيديولوجية، وتغيير سورية سياستها تجاه الحزب، الذي قد يتم بفعل اتفاق سلام مع إسرائيل، وكجزء من رزمة ترتيبات إقليمية، وتشديد الضغوط الدولية على سورية، لإحداث شرخ، أو أزمة في العلاقات بين دمشق وطهران. ثانياً، من دون شك، يرفض المسؤولون السوريون أن يقدموا للحكومة الإسرائيلية أي التزامات، أو تعهدات رسمية مسبقة بفك التحالف مع إيران، ووقف الدعم لـ«حزب الله» و«حماس» والتنظيمات الفلسطينية الأخرى المرتبطة بدمشق كثمن لبدء مفاوضات السلام. وفي هذا السياق ، نقلت وكالة «رويترز» عن الرئيس بشار الأسد قوله، خلال لقائه وفداً برلمانياً بريطانياً أول من أمس، أن لسورية «علاقات طبيعية مع إيران». وقال مصدر حضر اللقاء إن «الاعتقاد بأن سورية ستتخلى عن هذه العلاقات هو طلب غير عقلاني». ونسب المصدر الى الأسد أن طرح تساؤلات إسرائيلية عن علاقات دمشق وطهران يعني أن سورية يمكن أن تطرح تساؤلات عن علاقاتها مع دول أخرى، خصوصا العلاقة مع أميركا. إضافة إلى ذلك، فقد شدد المسؤولون السوريون على أن سورية تريد أن تكون استعادة الجولان بالكامل وتأمين الانسحاب الاسرائيلي منه الى حدود 4 حزيران 1967 أساسا لأي عملية تفاوض جديدة. وهذا المطلب يشمل تثبيت الوجود السوري على الضفة الشرقية لبحيرة طبريا، ما يمنح السوريين حق المشاطأة، ويجعلهم بالتالي يطالبون بتقاسم مياه هذه البحيرة مع الإسرائيليين. كما أن الرئيس الأسد يريد استعادة الجولان بالكامل خلال فترة زمنية قصيرة بعد توقيع معاهدة السلام، ويرفض كليا ترك هذه الأرض السورية في أيدي الإسرائيليين سنوات طويلة بعد توقيع المعاهدة، وهذه كلها مطالب ترفضها إسرائيل. وفيما يطالب السوريون الالتزام بوديعة رابين، اي التعهد الرسمي الذي قدمه رئيس الحكومة الإسرائيلية الراحل الى الرئيس حافظ الأسد العام 1995 عبر الإدارة الأميركية وأكد فيه، خطيا، استعداده «للانسحاب الكامل من الجولان في مقابل السلام الكامل بين سورية وإسرائيل»، فإن حكومة أولمرت –وأي حكومة إسرائيلية أخرى تخلفها– ترفض الانسحاب الكامل من الجولان إلى حدود 4 حزيران 1967، بل انها تريد الاحتفاظ، في أقل تقدير، بالسيطرة الكاملة على بحيرة طبريا وعلى ضفتها الشرقية التي طالب بها الرئيس الأسد بإلحاح، لأن هذه البحيرة تؤمن للإسرائيليين أكثر من 40 في المئة من حاجتهم من المياه. إضافة الى ذلك تريد حكومة أولمرت جديا تأجيل إعادة ما تبقى من الجولان الى سورية سنوات طويلة قد تمتد بين 20 و25 سنة بعد توقيع اتفاق السلام بين البلدين، وذلك للتأكد فعليا من استعدادات سورية السلمية، ومن عدم تراجعها عن التزاماتها المحددة في اتفاق السلام. ولم يضع الإسرائيليون مثل هذا الشرط على حافظ الأسد خلال مفاوضاتهم مع ممثليه. في عقد التسعينيات من القرن الماضي كانت عناصر التفاوض بين إسرائيل وسورية تربط «عمق الانسحاب بعمق السلام» ثم «عمق الانسحاب بعمق الأمن» و«عمق الانسحاب بعمق المشاركة المائية». أي عناصر طاولة السلام كانت ترتبط بشؤون سورية- إسرائيلية: الانسحاب، الأمن، علاقات السلم أو التطبيع، المياه. أما الآن فإن الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الجولان أصبح أكثر صعوبة وتعقيدا بكثير عما كان في عهد حافظ الأسد، بسبب الأوضاع الإقليمية الصعبة، وطرح إسرائيل فك التحالف بين سورية و إيران، بينما يرفض الجانب السوري أن يكون ثمن السلام التخلي عن الحلفاء. أخيرا، إن إدارة بوش ترفض كليا رعاية أي عملية تفاوض سورية– إسرائيلية محتملة، أو القيام بأي دور للتوفيق بين مواقف الطرفين. وهذه مشكلة أساسية تواجه سورية إذ إن كل جولات التفاوض السورية– الاسرائيلية في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد جرت بتشجيع من واشنطن، وفي ظل الرعاية الأميركية الكاملة لها، ولولا ذلك لما كانت هذه المفاوضات انطلقت أصلا، أو حققت أي تقدم. ووفقا للأوساط الغربية تريد سورية السلام مع أميركا قبل السلام مع إسرائيل، وهي تعتبر أن التفاوض مع الإسرائيليين من أجل دفع الأميركيين الى المشاركة في هذه المفاوضات على أساس أن ذلك سيؤدي إلى تحسين العلاقات الأميركية– السورية. كاتب من تونس المصدرصحيفة أوان (يومية كويتية) الأحد, 1 يونيو 2008


 

عيد الشغل والخطاب المخادع

 
على غرار كل سنة ودون حياء ستعمل « قيادة » الإتحاد على إحياء ذكرى عيد الشغل العالمي داخل فضاء مغلق أو في مدينة بعيدة عن العاصمة سعيا منها إلى عزل المناوئين وتمكين الموالين والمرتزقة فقط من الحضور.غايتها من وراء هذا التجمع المفبرك الظهور في ثوب القيادة الممثلة لكلّ الشغالين بالفكر والساعد. وستحاول من خلال خطابها تنصيب نفسها وريثة روّاد الحركة النقابية متناسية كل أفعالها المشينة وتصرفاتها المخلّة بالمبادئ والقيم، هذه التصرفات التي فضحها النقابيون في عديد البيانات. إنّ المتتبع لمسيرة هذه « القيادة » البيروقراطية يلاحظ دون عناء تواصل انحرافها وتخليها عن المبادئ والقيم وتجاهلها للقضايا الأساسية للشغالين وسعيها في عديد المناسبات إلى تضليلهم برفع الشعارات البرّاقة ودفعهم حسب حاجتها إلى اعتماد طرق نضاليّة مغامرة وغير مضمونة النتائج. وتكون هي أول المتصدّين لها حين تنتهي مصلحتها. وحتى نتحاشى تكرار ما كتب سابقا في شأن هذه « القيادة » التي أصبح أغلب أعضائها موظفين سامين بقدرة قادر  يمكن، زيادة على ما يعرفه الخاص والعام، التذكير بأفضع ما قامت به هذه  » القيادة » الزّمنيّة في الآونة الأخيرة أي بعد مؤتمر المنستير المفبرك. – التفريط في ممتلكات المنظمة، كل الممتلكات ما عدا الكوسوب الموجودة بصفاقس (والفاهم يفهم) وكأنهم بصدد تصفية التركة وذلك دون استشارة الشغالين أصحاب الحق الأصلي كما ينص على ذلك القانون الأساسي في فصله الثمانين (80) والذي حشر فيه قسرا وبغاية التمويه والتعميّة تحت عنوان « حق التقاضي » وضمن صلاحيات الأمين العام أو من ينوبه ما نصّه: « … أما بالنسبة لحق الإقتناء فإنّه لا يتم إلا بعد مصادقة الهيئة الإدارية الوطنية وباقتراح المكتب التنفيذي – أمّا في ما يتعلّق بحقّ التفويت فإنه لا يتم إلا بمصادقة المجلس الوطني أو المؤتمر وباقتراح من الهيئة الوطنية. » ألا يجوز والحالة على ماهي اتهام هذه « القيادة » بسوء التصرف والسعي إلى الكسب من وراء هذه الصفقات المشبوهة. -إصدار المناشير الزّجرية – منشور عدد 83 ومنشور عدد 84 – اللذين اعتمدا تأويل النصوص القانونية بشكل لا يستفاد منه إلا التضييق على النّقابيين ومنعهم من ممارسة الأشكال النضاليّة المشروعة بإخضاعهم إلى سلطة البيروقراطية النقابية المتحكّمة بالمنظّمة بتعلّة حمايتها من التطرّف والمتطرّفين والحقيقة هي محاولة ترهيب كلّ من تحدّثه نفسه بمعارضة ونقد تصرفات  » القيادة » وممارساتها المخلّة بضوابط العمل النقابي المناضل في سبيل حياة كريمة للشغالين. -التصفيّة الممنهجة للمناضلين التي دشّنها بارونات العشيرة باعتماد التجميد والتجريد والحرمان من المسؤولية لإخلاء صفوف القيادات الوسطى من كل دخيل ومناوئ لمخططاتهم. ومنها محاولة تنقيح القانون الأساسي في اتجاه حذف الفصل العاشر المحدّد لعدد الفترات النّيابيّة. أنظر ما جاء على لسان المسؤول الأول في حديثه المنشور بمجلة حقائق عدد 1159 بتاريخ 13 مارس 2008 بالقسم الفرنسي. – استعمال المفاوضات الاجتماعيّة لارتهان الشغالين. وهي مسرحيّة ملّها العمّال لأنّ نهايتها معروفة. وما الجعجعة التي تحدثها « القيادة » إلا الطلاء الذي تريد به اكتساب عذريّة جديدة تمكنها من الظّهور في ثوب « القيادة » الممثّلة لتنال ثقة الأطراف الأخرى وتتمكّن من مواصلة التّصرّف في الزاد النضالي والمالي للمنظمة بقدرة القادر الذي يقول للشيئ كن فيكون لا بمشيئة القواعد العماليّة. وكان من الطبيعي أن تنعكس هذه التصرفات سلبا على أوضاع الشغالين الإجتماعية فتتدهور مقدرتهم الشرائية وتثقل الزيادات في الأسعاركاهلهم وإنّ ما حدث في الحوض المنجمي لخير دليل على إفلاس « قيادة » التصحيح وارتباكها وعشوائية قراراتها وعدم قدرتها على تأطير الشغالين الذين ملوّا من استعمالهم كعملة مقايضة لتتمسمر في موقعها. كل النقابيين مقتنعون بأنه ما كان للأمور أن تتطوّر في اتجاه العنف وتخرج عن إطارها الإجتماعي النقابي لو تحمّلت هذه  » القيادة » مسؤولياتها وتبنّت طلبات أبناء عمّال الحوض المنجمي وضربت على أيدي من تورطوا في استغلال مواقعهم النقابيّة ليتاجروا بمصالح العماّل وأبنائهم. إن المشكل في أساسه مشكل اجتماعي من مشمولات « قيادة » المنظّمة تحوّل نتيجة الإهمال وسياسة ترك الأمور تتعفن لاستغلالها للضغط إلى قضية سياسية قابلة للتوظيف والإستغلال من طرف من يريد التموقع والظهور في ثوب المدافع عن الحريّات. وهنا وجب على كل نقابي نزيه أن يعلن صراحة عن موقفه المساند لأبناء الحوض المنجمي وأن يثمّن موقف الإتحاد المحلي بالرديف الداعي إلى الحوار وأن يندّد بصوت عال بما أتاه الإتّحاد الجهوي بقفصة و »قيادة » الإتحاد العام من مواقف متخاذلة وممارسات منافية لأخلاقيات العمل النقابي وأن يرفض سياسة مواجهة التحركات السلمية من أجل الدفاع عن المطالب الاجتماعية المشروعة بالعنف والقهر والزج بالنقابيين في السجون. إن ظهور « قيادة » الإتحاد في المشهد الأخير وبعد تدخل رئيس الدولة لفضّ المشكل وإطلاق سراح الموقوفين لهو خير دليل على انتهازية هذه « القيادة ». وحتى التجمع المفبرك الذي عقدوه برئاسة أحدهم لاستعراض العضلات لن يغفر لهم شطحاتهم البهلوانية واستعمال الخطاب المزدوج وسياسة التسخين والتبريد التي يعتمدها أمينهم العام. لقد انكشفت ألاعيبهم. ولكن ما كل مرّة تسلم الجرةّ. لقد أثرنا في بيانات سابقة مسألة عزوف العمّال والنقابيين عن العمل النقابي وهجرتهم المنظمة نتيجة ممارسات « قيادة » التصحيح وتحدثنا عن يأسهم من إمكانيّة إصلاح الأوضاع من الداخل وإرجاع المنظمة إلى سالف إشعاعها وتمثيليتها. لقد أدى هذا اليأس ببعض النقابيين مكرهين إلى رفع قضايا عدلية ضدّ « قيادة » التصحيح وبالبعض الآخر إلى التفكير الجدّي في اقتحام تجربة التّعدّديّة النقابيّة رغم تشبّثهم بالإتحاد واقتناعهم بالمضرّة التي يمكن أن تلحق بالحركة النقابية في صورة دخول هذه التّعدّدية حيز التنفيذ بعقليّة التقسيم لا بعقليّة وحدة المصير المبنيّة على التعدّد التنظيمي الدافع للتنافس الشريف من أجل مصلحة الشغالين وتحقيق الأفضل. إن تشبث المناضلين من النقابيين بمنظمة واحدة موحّدة تدافع عن مصالح الشغالين قد أصبح مضيعة للوقت والجهد بعد أن أخذ أبناء العشيرة وحلفائهم يعملون على تبديده بممارساتهم المجانية لكل القيم والمبادئ وما دروا أنهم يخرّبون بيوتهم بأيديهم. وكل التجارب التي قام بها المناضلون للتغيير من الداخل لم تأت بجديد يذكر. إن التصحيح المنشود مستحيل مادامت الماكينة بيد جماعة منغلقة على نفسها والدليل على ما نقول هو نتائج مؤتمر جربة ومؤتمر المنستير التي جاءت بتأبيد القديم البالي برنامجا وأشخاصا وممارسات. إن الحل المتبقي رغم المصاعب والعوائق – مع استعدادنا إلى تبنّي أي حل جدّي يمكّن من إنقاذ المنظّمة الشغيلة مما تردّت فيه – هو الإقدام على تكوين نقابات مستقلّة في مختلف المؤسسات الاقتصادية والإدارية، نقابات تمكّن العمّال والموظفين من الدّفاع عن مصالحهم بكل جرأة وكل حرّية بعيدا عن استغلال البيروقراطية التي لا همّ لها إلا خدمة مصالحها ومصالح زبانيتها والمتاجرة بعرق الخدّامة. وإذ نحتفل بعيد الشغل العالمي فإنّنا نحمّل » قيادة  » التصحيح المسؤولية التاريخية عن كل ما سيلحق بالشغالين والوطن والمنظمة نتيجة الممارسات المذكورة سالفا. إنّها جريمة لن يغفرها لهم الشغالون والتاريخ. عاشت الحركة النقابية التونسية حرّة مناضلة من أجل العدالة الاجتماعية والسياسية ورفاهة البلاد. تونس في 1 ماي 2008
محمد الهادي التواتي أمين عام مساعد للإتحاد سابقا                 

 
لصابر التونسي  سـواك حـار (83)

 

سـواك: صـابر التونسي  * وأفرز كل ذلك مناخا من الفساد ،لم تعرف البلاد له مثيلا منذ سنة 1956 م ،فرغم أن عهد بورقيبة قد شابه الكثير من الفساد المالي ،إلا إنه لم يعرف عن بورقيبة احتفاظه بثروة خاصة ،كما هو الحال مع بن علي وأصهاره. (عبد الباقي خليفة: الحوار نت)  بورقيبة كان يعتقد أن تونس كلها ملكا خاصا له  وأما خلفه ومن حوله فيشعرون بأنهم  « سراق » وعليهم أن يحوّلوا أكبر قدر ممكن من الثروات قبل أن يفيق صاحب الثروة من سباته!    *وفي الوقت الذي يواجه فيه الشعب التونسي البطالة وخطر المجاعة وقوارب الموت تتحدث التقارير عن أن  » ثروة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي تقدر بـ 5 مليار دولار. (عبد الباقي خليفة: الحوار نت) إذا كان « السيد » الرئيس قد جمع ثروته هذه خلال الـ 20 سنة الماضية من حكمه فإن معدل دخله اليومي يساوي:  5000000000: (20 × 365 ) = 684931 $/ يوم. وأما معدل دخله اليومي منذ أن ولدته أمه فهو:  5000000000 : (71× 365 ) = 192938 $ / يوم . و »السراقة تسرق  والمساكين تحسب » !!!   *و قد توخى بعضهم في كتاباته أساليب السب الوضيع و حاولوا تقديم « حركة النهضةّّّ » على أنها أنموذج للإرهاب في العالم الإسلامي، على غرار ما فعل الكاتب القريب من السلطة عبد الله عمامي في كتاب له. فكان هذا الصنف الأخير من الكتّاب خادمين موضوعيين للحل الأمني.. (بن عيسى الدمني: الحوار نت)  كثيرة هي الطفيليات التي لا تنمو إلا في الظلام أو الرطوبة العفنة!    *وهنا نلفت انتباه أصحاب القرار إلى مخاطر مثل أولائك « المثقفين » إنّهم صنّاع الكراهية والأحقاد والعنف، (…)  من يصنع القلق والخوف والإنحباس الفكري غير أولائك المعطوبين نفسيا وفكريا يتعالون كأعمدة الدخان يحجبون الرؤيا ويخفون اتساع الوطن ويحجبون إشارات الأمل والتفاؤل يرسلها ذو القرار. (بحري العرفاوي: تونس نيوز)   ما أكثر وعود « ذا القرار » حين تعدها ولكنها عند التنزيل قليل! … وعود « ذا القرار » كسراب بقيعة يحسبها « الطيبون » رحمة  فإذا جاؤوها لم يجدوها شيئا ووجدوا الجلاد عندها … فأشبع منهم نهمه!!     *وتعود أطوار الحادث إلى خلاف بسيط بين أحد أصحاب المقاهي والشاب محمد رؤوف السفسافي (25 سنة) وقد استدعى صاحب المقهى أعوان الشرطة الذين قدموا خلال دقائق إلى المقهى حيث تولّوا الاعتداء بالعنف الشديد على محمد رؤوف مخلّفين له أضرارا بليغة إذ كان الاعتداء عليه بالهراوات سببا في كسر إحدى أسنانه وإصابته بجرح بالغ في شفته استوجب 8 « غرزات » وجرح آخر في رقبته بثلاث « غرزات ». كما تولّى أحد الأعوان رشّه مباشرة على مستوى عينه اليمنى بغاز حارق خلّف له ضررا بالغا. (كلمة)  « غابة ناسها غلابة ! غابة و »حكامها » ذيابة ونازلين في الناس هم هم »!   *كان ذلك بمناسبة الزيارة التي قام بها رئيس الدولة صباح الإربعاء إلى سجن المرناقية الذي يعد مغظم نزلائه من الموقوفين في انتظار محاكمتهم (موقع الرئاسة)  « حنّية » السجان وأناقة السجين يشتركان مع سواد شعر الرئيس ونتائج الإنتخابات  في التزييف  وجودا وعدما!!     *واطلع رئيس الدولة في هذا الصدد على ظروف إقامة المساجين وما يتلقونه من تدريب وتكوين وتثقيف بالورشات وقاعات الدروس والمطالعة ومن خدمات رياضية وصحية في الوحدات المجهزة للغرض والتي يتولاها أطباء متفرغون ومتعاونون. (موقع الرئاسة)   بعد غلاء الأسعار وانتشار البطالة، أنصح المتضررين أن يرتكبوا بعض « الجرائم » ويسلموا أنفسهم « للعدالة » كي يكفوا أنفسهم عناء المؤونة! … لأن السجون عندنا قد أصبحت بقدرة « مصور بارع » فنادق  5 نجوم! … « وها يكذبون يكذبون يكذبون! من يصدق ذا الدّجل » (بحري عرفاوي)    (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 28 ماي 2008)  


 

أي أرض أرض قلبك : نقية أم جدباء أم قيعان؟

 

الهادي بريك
أخرج الشيخان ( البخاري ومسلم عليهما الرضوان ) عن أبي موسى الأشعري عليه الرضوان أن النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام قال :  » مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك الماء ولا تنبت الكلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به « . كلمة قبل البداية : التصوير الفني في الوحي تاج عروس بالذهب والحرير مكلل. قال تعالى :  » وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون « . كل من يقرأ القرآن الكريم ولو مرة واحدة أو يقرأ كثيرا من الحديث النبوي الشريف يندهش لكثرة إيراد الوحي ( القرآن الكريم والحديث  النبوي ) لأساليب التمثيل والتصوير والتشبيه مجازا وكناية وغير ذلك مما هو معروف في لغة العرب بلاغة وبديعا. ذاك أمر مقصود له هدفان : زف الإسلام إلى الناس في ثوب بياني دمث جميل زينه الحسن حتى كاد أن يتكلم و بذلك يكون الهدي في النفوس بليغا ويكون العلم في العقول مكينا ويكون الثوب الذي يسربلهما قشيبا أما الهدف الثاني فهو تهذيب الذوق البشري وتشذيب العاطفة الإنسانية لبلوغ أقصى درجات التحضر والرقي والسمو. ألا تأسرك هذه اللوحة الفنية الجميلة التي يقدمها لك من أوتي جوامع الكلم عليه الصلاة والسلام؟ أ ــ صور الهدى والعلم في صورة الغيث الكثير.  » والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا « . الغيث يحيي الأرض بعد موتها و الإسلام يحيي القلوب بعد صدإها. ب ــ صور القلب في صورة أرض. وصور إختلاف القلوب في صورة إختلاف الأرض ( القلب النقي أرض نقية  والقلب الأجدب أرض جدباء  والقلب القاع كمثل القيعان). ج ــ صور الفقه كلأ وعشبا كثيرا وصور الشراب والسقي والزرع في صورة العلم إلخ .. ذكر بعض الدعاة أن بعض المسيحيين في لبنان يعلمون أبناءهم القرآن الكريم لتقويم ألسنتهم وأكرم به من فقه ينفع صاحبه في الدنيا على الأقل بل لعل التصوير الفني بريشة الوحي البديعة تكون رسولا إلى قلوب أولئك فيؤمنون وعندها يكونون محامين بلغاء ومتكلمين مفوهين وخطباء حكماء بما هذب ذلك التصوير الفني البليغ من أذواقهم وسما بعواطفهم أما من يقرأ القرآن منا والحديث فيغلبه النعاس كما تفعل به قصة من قصص المنفلوطي فلا ترقب منه ذوقا راقيا يأسر به الناس بمثل ما تسمع في كثير من قرانا ومدائننا آذانا لا تكاد تميز بينه لأول وهلة وبين أنكر الأصوات كأنما النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام إختار له بلالا لا لندى صوته وشجاه. من يرد الله به خيرا يفقهه في الديـــــــــــــــن .. رسالة الإسلام تتركب من جزئين متكاملين لا ينفصلان : الهدى والعلم. تتابعهما بواو العطف مغايرة يقتضي أمرين: أولهما تقديم الهدى على العلم وثانيهما التمييز بينهما. الهدى له معنيان : معنى القبول الكلي العام لرسالة الإسلام كمن كان يبحث عن إتجاه طريق أو جهة فلما تحصل على البوصلة الهادية إليه تشبث بها ( ولذلك ورد الهدى في القرآن : عاما من مثل هداية النجدين وهداية السبيل وخاصا من مثل هداية الذين آمنوا لما إختلفوا فيه من الحق بإذنه ). المعنى الثاني للهدى هو: إطمئنان القلب شعورا وعاطفة وإحساسا وهو مقدم لأن الإيمان عادة ما يسبق الإسلام والإحسان من باب أولى. وبعد الهدى ( إتجاه عاما نحو الإسلام وإطمئنان القلب إليه ) يجيء دور العلم ليهتدي به العقل ويطمئن إليه الفؤاد ( اللب ) وبذلك تكتمل الشخصية البشرية في تحصيل مطلبيها وتنأى بنفسها عن المغضوب عليهم الذين غلبوا العقل على القلب وعن الضالين الذين غلبوا القلب على العقل. وتلك هي الوسطية العظمى للإسلام ( وسطية بوصلة إتجاهه العام ).  الناس في الإسلام إيمانا وعملا أصناف ثلاثة. تماما كما هي أصنافهم في الآخرة ( مقربون وأصحاب يمين وأصحاب شمال ). صنفان من أهل الإيمان والإسلام : علماء وعاة وعلماء رواة. الأوائل هم الذين كانت قلوبهم من حيث تشرب الهدى والعلم معا أرضا نقية قبلت الماء ( الهدى والعلم ) أي في جوفها فأنتفعت به ثم أنبتت به كلأ وعشبا كثيرا. أما الآخرون ( علماء رواة ) فهم الذين كانت قلوبهم أرضا جدباء تمسك الماء فوق سطحها لعجز تربتها عن إستيعابه وهضمه وحسن فهمه حتى جاء الناس فشربوا وسقوا وزرعوا. ذلك هو أبلغ مثال يميز بين  » الفقيه  » وبين  » العالم « . لا بد أن يكون الفقيه عالما سيما بإختلاف العلماء دلالة لا رواية وحفظا ولكنه يتميز عن العالم بالنظر وما يقتضيه من إجتهاد ترجيحي أو إنشائي. أما الصنف الثالث فهو صنف الكافرين من كل صنف وملة . وفي ذلك نكتة بليغة : الكافر أضاع بوصلة العلم الأصلي ولا يغنيه كثيرا أن يكون في تفاصيله وجزئياته للأنام معلما وللأرض معمرا. المطلب الأول من الفقه في الدين : كيف تهيء قلبك لتكون أرضه أرضا نقية. 1 ــ حسن الإستماع و الإنصات. وليس هذا خاصا بالقرآن حين يقول  » وإذا قرئ القرآن فأستمعوا له وأنصتوا  » ولكنه عام بدليل قوله  » الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه « . هو أدب السامع مع المتحدث فلا يطلب الأدب هنا لذاته ولكن يطلب لأجل حسن الوعي وإحسان الجدال. 2 ــ صناعة الهدى والعلم ذاتيا. ذاك منهج نبوي عظيم عماده قوله  » إنما الحلم بالتحلم ومن يتحلم يحلمه الله  » أي صناعة الهدى بالحلم ذاتيا والحلم مع الأناة من خير خلق الإنسان  » إن فيك لخصلتان يحبهما الله ورسوله : الحلم والأناة « . كما تكون صناعة العلم بالمنهج ذاته لقوله  » إنما العلم بالتعلم ومن يتعلم يعلمه الله « . فالإنسان يصنع بذاته لذاته هداه وعلمه ولكن بمشيئة الرحمان سبحانه  » وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين « . ومن طرد قلبه الحلم لن يكون حليما حتى لو أحاطت به أساطين الحلم من كل صوب وحدب وكذا من نبذ العلم لن يكون طالب علم حتى لو ورثه كابرا عن كابر. 3 ــ تنويع التعامل مع الهدى والعلم. أصل ذلك قالة عظيمة للخليل إبن أحمد :  » أيامي أربعة : يوم لغنمي ( ألقى من هو أعلم مني فأتعلم منه ) ويوم لأجري ( ألقى من هو دوني علما فأعلمه) ويوم لدرسي ( ألقى نظيري في العلم فنتدارس ) ويوم لراحتي ( ألقى جاهلا لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم يكثر المراء فأتحامق لحمقه ). المعنى من ذلك هو الجمع بين وعي الهدى والعلم والإنفاق منهما إذ أن الشيء الوحيد الذي ينمو بالإنفاق هو العلم أما المال فإنه يبارك فيه رغم نقصه بالإنفاق والجمع إلى ذينك ( الوعي والإنفاق ) الدرس ( المراجعة ) وخلق الصبر والحلم في حضرة من قال فيهم الشافعي  » يزداد حمقا فأزداد حلما كعود زاده الإحراق طيبا « . المطلب الثاني من الفقه في الدين : كن معلما  » خضريا  » أو متعلما  » موسويا « .  ظاهر قصص القرآن تلاوة لأحداث تاريخية ولكن غوره المسبور ينبئك ببصائر لحياتك ( قصة موسى مع الخضر مثالا رسمت منهجا لطلب العلم وآخر لتعليم العلم والحكمة وثالثا للتزكية). 1 ــ التواضع والحرص على العلم بالنفير والنصب. أصل القصة كما أورد الصحيحان أن موسى عليه السلام سئل هل في الأرض من أعلم منك فقال : لا. فأوحى إليه ربه أن الخضر أعلم منه فلم يتردد في المسير إليه تواضعا وحرصا على العلم ومن أجود ما تجد في الذكر الحكيم أن النفير لا يطلب إلا للجهاد وطلب الفقه ( وليس العلم ) ولا غرو فقوام الحياة وصلاحها على : الإجتهاد فقها والجهاد مالا ونفسا.  » لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا « . الفقه دون العلم تشد إليه الرحال نفيرا أما العلم خاصة في زماننا فتتكفل به الأقراص المدمجة. 2 ــ الجمع بين العلم النظري والعلم التطبيقي. مرد ذلك إلى قوله  » هل أتبعك « . فالعلم يكون بالإتباع العملي فهو يباركه ويصدقه ويقويه ويغذيه وما دون ذلك جدل فارغ ومراء سفيه يورث التعالم والتفيقه والتشدق كما تتخلل البقرة بلسانها. إتبع موسى الخضر عليهما السلام فسمع منه ورأى وكانت له بذلك فرصة جدال حسن وليس من رأى كمن سمع كما قالت العرب. 3 ــ وصل العلم بمقصده الأسنى. برز ذلك باهرا في هذه القصة التي ترسم منهج العالم والمتعلم وذلك عندما آل كل مشهد من مشاهد العلم فيها إلى تحقيق المقصد الأسنى من كل علم وهو : تحصيل النفع وجلب المصلحة للإنسان. كان خرق السفينة لأجل المساكين وكان إقام الجدار لأجل غلامين يتيمين إلخ .. ومن أروع ما مثل به العلم : الشجرة. فإن كانت شجرة زقوم فهو علم ضار في أصله ( السحر مثلا ) أو في أثره ( السلاح النووي لنهب الأرض وقتل الآمنين ) وإن كانت شجرة مثمرة طيب ثمرها فهو علم نافع أصلا وأثرا. ميزان العلم إذن يتحدد في الدنيا والآخرة بتحقق مقصده الأعظم ( جلب النفع للناس ). وهو مقصد يتوسل له بالحيل المحمودة ( خرق السفينة للحيلولة دون غصبها ) وبالعمل دون أجر تضحية وفداء وصبرا وإحتسابا ( إقام الجدار لحفظ مال اليتيم والصبر على الجوع ). المطلب الثالث من الفقه في الدين : ثمرات العلم زهرات دانية قطافها فلا تعجل عليها. 1 ــ ثمرة النظر والتفكر. قال عليه الصلاة والسلام لما سئل عن إبراهيم عليه السلام  » نحن أولى بالشك من إبراهيم  » في إشارة إلى سبيله في كسب اليقين ( أعلى درجات العلم ) في سورتي البقرة ( أرني كيف تحيي الموتى )  والأنعام ( فلما جن عليه الليل ..). ولذلك جاء في الأثر أن حسن السؤال نصف الجواب وفرح عليه الصلاة واللام بأسئلة كثيرة من أصحابه الأرشدين. 2 ــ العلم محضن الفقه ولكن الفقه هو المطلوب الأول ( أرض نقية ). قال عليه الصلاة والسلام » بلغوا عني ولو آية فرب مبلغ أوعى من سامع ورب حامل فقه لمن هو أفقه ورب حامل فقه لا فقه له ورحم الله إمرء سمع مقالتي فوعاها فبلغها كما سمعها  » إلخ .. 3 ــ الفقه يورث الحكمة رأس الخير.  » و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا « . الحكمة هي ثمرة الميزان والميزان عماده : فقه الكتاب وفقه الحال. ولذلك قال سفيان الثوري  » إنما الفقه رخصة من فقيه أما التشدد فيحسنه كل أحد « . ورسالة محمد عليه الصلاة والسلام ثلاثية متوازنة هي  » يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم « . العلم ويشمل الكتاب والحكمة والزكاة وتشمل النفس والسلوك. حتى أنه عد الحسد فعلا إيجابيا مطلوبا حين يتعلق بالحكمة وبالمال لإنفاقهما  » لا حسد إلا في إثنتين : رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الحكمة فهو يعلمها « . إسمه الحسد وحقيقته التنافس في الخير والمسارعة فيه والتسابق إليه والعبرة بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني. المطلب الرابع من الفقه في الدين : آفات العلم والتدين مهلكة. 1 ــ التحريف ثمرة الغلو. قال عليه الصلاة والسلام  » يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله : ينفون عنه تحريف الغالين .. ». لم ذكر هنا العلم مفصولا عن الهدى بينما جمعهما في الحديث المتقدم ( حديث الموعظة )؟ واصل التلاوة لتجد أنه جمعهما ولكن بصيغة أخرى مناسبة للعلم وهي قوله  » عدوله  » والعدل صفة خلقية لا عقلية ( يوصف العقل بالضبط ). فالعلم إذن يحمله أهل العدل أي أهل الزكاة والهدى أما أهل الغلو فإنهم يحملونه بشفاههم ليجادلوا به السفهاء أو ليماروا به العلماء ومثلهم فيه كمثل باسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه ( لا يجاوز حناجرهم ). 2 ــ إنتحال المبطلين أو مصادمة القول للفعل.  » كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون « . وقال عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه الشيخان عن أسامة :  » مررت ليلة أسري بي بأقوام تقرض شفاههم بمقارض من نار فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال : خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون « . صورة منفرة  تضاهيها هذه الصورة الأخرى التي قال فيها عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه الصحيحان عن أسامة كذلك  » يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار برحله فيجتمع أهل النار عليه فيقولون : يا فلان ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول : كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن الشر وآتيه « . 3 ــ كتمان الحق وإلجام الإنسان نفسه بلجام السكوت في معرض البيان. أخرج أهل السنن وغيرهم عن أبي هريرة وهو على شرطهما ( الصحيحين ) أنه عليه الصلاة والسلام قال « من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار « . السؤال ضربان : سؤال مقال وهذا خاص وصورته القديمة أن يسأل سائل فيجاب أو يسكت عنه. وسؤال حال وهو سؤال عصرنا اليوم بسبب إندياح الثورات الإعلامية بما يفرض على من يعلم الصدع بما يراه حقا أو صوابا معالجا ما يظهر في الإعلام والمجتمع دون الإحجام عن ذلك بتعلة أنه لم يسأله أحد وجها لوجه. المطلب الخامس من الفقه في الدين : بين تواضع العلماء وجرأة الفقهاء. كل خلق إنساني رفيع يكون وسطا بين طرفي الجحود والتهور. الكرم خلق إسلامي ما لم يرتكس في حمأة الشح ( وهو أشنع من البخل ) ولم يطوح بصاحبه في زهوة الفخر الكاذب. وكذلك كل خلق إنساني رفيع دعت إليه رسالة عنوانها الأكبر  » إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق « . طلب العلم والفقه والحكمة خلق لا يند عن تلك السنة أبدا. من خلق تواضع أهل العلم : ( التيسير على الناس حتى مع التشديد على النفس ـ إلتزام البشر في محيا الوجه ولغة الخطاب بثا للأمل والرجاء في الله وفي عباد الله ـ سوق الحديث بما يفهم الناس لئلا يكذب الله ورسوله عليه الصلاة والسلام  ). كثير من الناس اليوم ينبذون ذلك ويستعيضون عنه بقولهم  » أعوذ بالله من كلمة أنا « . ويكفيها بؤسا أنها إستعاذة بدعية وأنها تحفر للتدين المزيف الذي يحرف الكلم أو يتوارى عن الناس في كهوف العبادة الكاذبة. ذكر أحد الدعاة المعاصرين أن الشيخ محمد أبا زهرة عليه رحمة الله سبحانه ظل يحبس فقها إنقدح في صدره ثلاثة عقود كاملة أو أزيد خشية أن يتهمه العلماء قبل السفهاء في دينه وليس في علمه وأمثاله كثر في الأمة في زمني سؤددها وحطتها ولا تقع المسؤولية على عاتق أولئك الفقهاء حتى تقع على عاتق المناخ الإجتماعي السيء الذي صنعه السفهاء في طبقات الحكم والتوجيه وفي طبقات الناس من دهماء داهمة .. مناخ يشيع التخويف من الإجتهاد الذي هو فرض على أهله وفي محله وهو مناط خيرية الأمة ووحدتها وشهادتها على الناس. العالم والفقيه بخير ما ظلا بين هذين الحدين : الرهبة من كتمان الحق ولو إجتهادا من جهة والرهبة من القول على الله ورسوله بغير علم من جهة أخرى. خشية الناس في الإثم كخشية الحكام بل قد تكون أشد ولأجلها عوتب محمد عليه الصلاة والسلام عتابا في شأن الأم الكريمة زينب  » وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه « . المطلب السادس من الفقه في الدين : الإستنباط عماد الفقه. قال تعالى : وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي العلم منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم « . المعنى الأول هنا هو أن أمور الأمن والخوف أمور سياسية بتعبيرنا المعاصر والمعنى الثاني هو أن الرسول هنا عليه الصلاة والسلام مقصود لمقام الإمامة السياسية فيه ولذلك ذكر بصفته العظمى والمعنى الثالث هنا هو أن العلماء هم ورثته في ذلك الأمر السياسي المتعلق بالخوف ( الحرب الخارجية والفتن الداخلية ) وبالأمن ( معاهدات ومصالحات وموافقات ووضع لأوزار الحرب أو الفتنة ) وليس العلماء ورثة للأنبياء في الشأن الديني فحسب والمعنى الرابع الأخير وهو المقصود هنا : أن العلم لا يكفي لسياسة الدنيا ولكن لا بد من الإستنباط منه بغرض تنزيل ما هو مناسب هنا وتأجيل ما هو مناسب إلى هناك بهذا القدر هنا وبذاك هناك ولا مانع من فائدة خامسة أكيدة هنا وهي أنه لا يتأهل كل أهل العلم لفقه الإستنباط في قضايا السياسة من أمن وخوف ولكن قال  » لعلمه الذين يستنبطونه منهم  » أي من بعضهم ممن يجمعون بين العلم و الفقه و الحكمة .. المطلب السابع من الفقه في الدين : من هو المعلم ومن هو المتعلم وما هو العلم. المعلم هو الله وحده سبحانه أي هو مصدر العلم سواء كان علم غيب  » وما أوتيتم من العلم إلا قليلا  » أو كان علم شهادة  » وعلمناه صنعة لبوس لكم  » و  » علمنا منطق الطير  » . وبذلك يكون العلم عبادة تثمر الزكاة والخشوع  » إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا « . المتعلم هو الإنسان  » علم الإنسان ما لم يعلم  » و  » علم الأسماء كلها  » إذ العلم  أساس الملك ووتده الراسخ وكفى الإنسان المتعلم شرفا أنه جعل بعد الله وبعد ملائكته شاهدا على وحدانية الله سبحانه وعلى قيوميته بالقسط  » شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط « . أما العلم فهو  » الخبر عن الشيء بدليله  » وهو نقيض الظن والخرص والشك والريب والزعم. وأصل العلم ثلاث : القرآن والبيان والأسماء.  » الرحمان علم القرآن  » و  » علمه البيان  » و  » علم آدم الأسماء كلها « . القرآن يعلم بوصلة الإتجاه الصحيح ( الهدى ) والبيان يعلم الدعوة إلى ذلك الإتجاه بكل صور الدعوة المناسبة لكل عصر وأسماء الأشياء تعلم عمارة الكون خيرا وجمالا ونفعا وحقا. المطلب الثامن من الفقه في الدين : العلم الإسلامي يفتح مجاهيل الغيب. أخبرنا عليه الصلاة والسلام عن ضربين من الغيب : ضرب لا سبيل لكنهه قبل تحقق قوله  » فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد  » وضرب يتخول إليه بسبيل المجاهدتين الروحية والعقلية ومنه على سبيل الذكر لا الحصر : ساعة الإجابة ليوم الجمعة والإسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى وليلة القدر من شهر رمضان. ذلك أن طالب العلم المثابر المخلص مراعيا سننه وأسبابه مجاهدا نفسه في ربه .. يلهم السداد والرشاد والحكمة وفصل الخطاب  » والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا  » سيما أن مبنى الإيمان الحق على العلم وبذا يتحقق وعده سبحانه  » ومن يؤمن بالله يهد قلبه  » وأن الملائكة تستغفر لطالب العلم وتخفض أجنحتها رضى بما يفعل حتى الحيتان في بحارها تسأل له الرحمة والتوفيق .. ومن شأن طالب العلم أن يحصل له ضرب من التفرغ ليوم الجمعة ومثله لرمضان سيما ربيع عشراه الأواخر حين تتزين الجنة لأهلها ومن شأنه التوكل والدعاء والإلحاح فيه فيما إستغلق عليه من الفقه والحكمة .. تلك أسباب التوفيق الرحماني وأكرم به من ملك ديان رحيم رحمان  لا يرد الضارع إليه وقافا عند بابه يوما بعد يوم .. خائبا. بل إن من شأن الإشتغال بالعلم والفقه أن يكون في درجة المشتغل بالنوافل بعد الفرائض ينشد حب الله سبحانه وولايته فيصيبهما فيكون ممن يسمع بسمعه ويبصر ببصره ويبطش بيده ويمشي برجله .. بل إن المشتغل بذلك أرقى درجة من المشتغل بنوافل العبادة فهو إلى نور الله أدنى.  » فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم « . صاحب العلم إذن كصاحب المقاومة .. ينتصر له الكون لأنه من جنسه مسبحا. هذا ينتصر له الحجر والشجر ( إلا الغرقد ) في يوم نراه قريبا ويرونه بعيدا وذاك ينتصر له الحوت في أعماق محيطاته التي تغطي ثلاثة أرباع الأرض. أليس ذلك موافقا للقول بأن مبنى الحياة : إجتهاد في العلم بالفقه والإستنباط وجهاد في الأرض بالمال والنفس لتحرير اأرض والعرض؟ وأخيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا … فإن من رحمة الرحمان سبحانه أنه بسط لك خيارين هديا للتزكية وعلما للإختراع  : فإما أن تكون عالما ( يحسن الإنصات والفهم ) ثم فقيها ( يحسن الإستنباط ومعرفة مواضع الرخص ومواضع العزيمة ) فتكون بذلك من طبقة خير الناس : الفقهاء الدعاة ولا عليك بعد ذلك أن تكون فقيها داعية في أي حقل من حقول الحياة فردا أو في جماعة بالكلمة أو بالصورة أو بالعمل أو بكل ذلك .. وإما أن تكون عالما يحسن إختيار علمه فيضبطه بضباط الإسناد والرواية أن يميع فيضيع يرعاه لئلا يطأه غريب دخيل  كمن يرعى حماه فإذا جاء الجائع أكل وإذا جاء الظمآن شرب وإذا جاء الخائف أمن وإذا جاء الضال هدي .. فتكون بذلك من الطبقة الثانية من طبقات خير الناس : العلماء الحفظة إذا كنت من طبقة الفقهاء الدعاة نفعت نفسك ونفعت الناس من حولك بما تقبل من الهدى والعلم وبما تخرج منه إستنباطا ما يناسب كل قوم ومكان وزمان وحال من العشب والكلإ .. وإذا كنت من طبقة العلماء الحفاظ نفعت نفسك ونفعت الناس من حولك وكانت لك فرصة ذهبية لتلتحق بطائفة الفقهاء الدعاة فإن لم تكن فإن رسالتك : حافظ عين ماء زلال لا ينضب أو خازن مال بيت غني قوي سخي كريم .. إذا كنت من طبقة الفقهاء الدعاة فأنت طبيب تفحص المريض وتصف له الدواء بحيث لو أكل زيد دواء عمرو وكلاهما مصاب بالمرض ذاته وهما صنوان شقيقان في كل شيء .. مات. طبيب يجمع بين علم البدن وعلم المرض وعلم الدواء وعلم المناخ وعلم الغذاء إلخ .. إذا كنت من طبقة العلماء الحفظة فأنت صيدلي تحفظ خزانة الأدوية إذا جاءك مريض يقدم لك وصفة طبيبه لمرضه سلمت له الدواء الموصوف دون إجتهاد منك وإن جاءك يطلب دواء لنفسه بنفسه أو بإشارة منك طردته لئلا تسأل يوم القيامة فيم قتلته بوصفتك الخاطئة .. (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 28 ماي 2008)  


اتفاق الدوحه  
 
إن الوحدة الوطنية لكافة القوى السياسية اللبنانية هي صمام الأمان الضامن الحقيقي للمحافظة على استقلال لبنان ووحدته كجزء من الأمة العربية لا غناء عنه .                                 و هذا هو المدخل الذي جعل من لقاء الفرقاء في الدوحة ينجح في الوصول إلى صيغة توافقية تجعل من كل طرف يسبق المصلحة الوطنية العليا للوطن على الحسابات الفئوية و الحزبية   و المذهبية حتى يصل لبنان إلى شاطئ الأمان و يصبح واحة امن و سلام و استقرار .  و هكذا انتصرت إرادة المقاومة و التحرر .وانتصر معها لبنان الوطن و الشعب .  إن أول ما تقرأه في اتفاق الدوحة هو الاتفاق على تكريس السلم المدني و الأهلي و تذويب الخلافات داخل المؤسسات و الأطر الدستورية في إطار صراع ديمقراطي دون  الخروج عن الثوابت الوطنية المتمثلة في التمسك باستقلالية القرار الوطني و الدفاع عن سلاح المقاومة في وجه التهديدات و الاملاءات الصهيونية ة الأمريكية فلازلنا نتذكر عشية الاتفاق حيث أطلقت كل من أمريكا و فرنسا و بقية الدول الغربية عقيرتها  بالصياح على رفض حزب الله و قوى المعارضة لقرار الحكومة و الموالاة و القاضي بقطع شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية واعتبرت أن تمسك قوى الممانعة بجهاز الاتصالات هو المحافظة على ما تزعم انه جزء من البنى التحتية لما تسميه بالإرهاب . وأوعزت إلى مجلس الأمن لتحضير قرار آخر يدعم القرار  الداعي إلى تفكيك  سلاح حزب الله وتجريد1559 الفلسطينيين من السلاح . إلا أن تدخل قوى المعارض كان في الوقت المناسب فوضع حدا لكل الحسابات الداخلية والخارجية وحسم الأمر لصالح لبنان كدولة مستقلة ذات سيادة. وهكذا كان اتفاق الدوحة استجابة للقوى الوطنية الحاملة لمشروع الدفاع عن عروبة لبنان وحريته ووحدته . كما أن اتفاق الدوحة يمكن أن نعتبره مدخلا لحل الخلافات العربية العربية وبداية تنشيط الدبلوماسية العربية من اجل تنقية الأجواء بغاية الخروج من حالة العجز والفشل الذر يع الذي وصل إليه النظام الرسمي العربي . وإذا كان لا بد لنا من عبرة نستخلصها من لقاء الدوحة وما نتج عنه من وفاق وطني على قاعدة حماية امن واستقرار لبنان فهو الدعوة لتوحيد المقاومة الوطنية في كل من العراق وفلسطين حتى تلعب نفس الدور و تضع حدا لخلافاتها الداخلية التي استفادت منها جبهة الأعداء وعلى رأسهم العدو الصهيوني والامبريالية الأمريكية والرجعية العربية . إلا يحق لنا أن نتساءل في هذا الإطار عن مسؤولية القوى الوطنية في التحرر والوحدة في كل من فلسطين والعراق عن التوحد من اجل إنقاذ الوطن والأمة والشعب  من التخريب الداخلي عن طريق إشعال نار الفتن الطائفية والصراعات المذهبية التي تتسلل عبرها دوائر القرار المشبوهة في البنتاغون  وبعض المخابرات الرجعية العربية والأجنبية ؟ إلا يكفينا جراحا داخل الجسم العربي النازف حتى نثخنه بالاقتتال الداخلي وفق أجندات خارجية يمولها الوحش الأمريكي بتوافق تام مع اللوبي الصهيوني ؟ إن دم الشهداء نور يضيء لنا الطريق ضد الغزاة إن دم الأحرار شمعة تنير السبيل ضد الجناة *** إن دمعة رضيع وأرملة نار تلهب حقدنا على الطغاة إن استغاثة شيخ و نواح عجوز ترفضه كل الشرائع والسماوات *** لابد من صرخة رجل واحد يبعث فينا الأمل في الوحدة والتصدي ينادينا بأعلى صوته من اجل معركة المصير بكل صمود وتحدي *** من اجل اغن نغضب  ونرد الصاع صاعين للمعتدي الوغد فيخطب فينا الرجل  الفحل الوفي كي نثور ونطفئ نار الحقد *** ضد امة حرة تكالب عليها  كل الأعداء من كل حدب وصوب هذه سبيلي أيها الشعب أدعو إلى الثورة باسم العروبة والمجد *** باسم قاسم الجبارين  باسم الله باسم الأمة والشعب أعلن عن سخطي ضد خنازير الحظيرة والمتواطئين من العرب *** السماسرة الكبار تجار السلاح ومجرمي الحرب من بوش وبلير وكل أدعياء الديمقراطية في العالم الغربي *** لكن المقاومة خيار الأمة فلن تبقي ولن تذر تزلزل تحتهم الأقدام فلا تبق لهم اثر *** تنحت لوحات من الصمود بشتى أنواع والصور هي المقاومة يا شعبي فلا بد أن تستجيب للقدر النفطي حولة: 1 جوان 2008

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.