السبت، 8 نوفمبر 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3091 du 08.11.2008

 archives : www.tunisnews.net


 

حــرية و إنـصاف:التهديد و محاولة الاعتداء بالعنف على الأستاذ محمد النوري

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

والمجلس الوطني للحريات: من أجل سجون خالية من معتقلي الرأي

د.خــالد الطـراولي :متي الإفراج عن شباب الصحوة الثانية ؟

منظمة صوت حر: بيـــــــــــــان

اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي:  مســــــــــــــاندة

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية :تهنئة للمناضلة زكية الضيفاوي ونداء من اجل عودتها إلى عملها

رويترز: حزب تونسي معارض يشكو من التضييق عليه

الحزب الديمقراطي التقدمي: كلمة الأمينة العامة في افتتاح أشغال اللجنة المركزية الثالثة

  السبيل أونلاين : المنذر البجاوي في أوّل تصريح مباشر له بعد السجن

مراد رقية:محنة الجامعيين التونسيين في بداية الالفية الثالثة هل الجامعيون محظوظون وفخورون بانتسابهم الى الجامعة التونسية؟؟؟؟؟

مسلم الصغير: إلى هذا أدعو الشيخ الزمزمي

عماد الدين الحمروني: دور الوطنيين المؤمنين

مواطنون:حقائق حول أحداث مدينة فريانة(الجـزء الأوّل)

مواطنون:لماذا الإصرار على التسييس؟

مواطنون:ماذا يحدث في دار الأنوار؟

مواطنون: في اختتام أيام قرطاج السينمائية 2008

مرسل الكسيبي:أسبوع صدق مع الوطن: رحلة الشوق إلى الديار التونسية..

ا ف ب:الرئيس التونسي يتعهد بالنهوض بالديمقراطية والتنمية في بلاده

الحياة : تونس: بن علي يتعهد انتخابات ديموقراطية وشفافة

الصباح:سلسلة من القرارات الرئاسية

سمير حسن: الطلقة الأخيرة في الرحم الفلسطيني (حوارات القاهرة)

بروجيكت سنديكيت :من سيحكم العالم؟

القدس العربي:حزبان جزائريان ينتقدان خطاب الملك المغربي حول الصحراء الغربية

(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
 

العنوان الوقتي لموقع مجلة ‘كلمة

http://kal.mediaturtle.com

 

 


أنقذوا عبد اللطيف بوحجيلة أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 10 ذو القعدة 1429 الموافق ل 08 نوفمبر 2008

التهديد و محاولة الاعتداء بالعنف على الأستاذ محمد النوري

 

استجابة لدعوة وجهت إليه من الحزب الديمقراطي التقدمي لحضور ندوة صحفية تعقد عند منتصف نهار اليوم السبت 08/11/2008 توجه الأستاذ محمد النوري رئيس منظمة حرية و إنصاف صحبة السيد عمر القرايدي عضو المكتب التنفيذي للمنظمة نحو مقر الحزب الديمقراطي التقدمي و تبعهما أحد أعوان البوليس السياسي و هو أحد المكلفين بمحاصرة مكتب الأستاذ محمد النوري و أعطى الإشارة لمجموعة أولى مكلفة بمنع المناضلين السياسيين و الناشطين الحقوقيين  الراغبين في حضور الندوة الصحفية من التقدم نحو مقر الحزب المذكور ، و فعلا وقع منع الأستاذ محمد النوري و مرافقه من التقدم نحو نهج إيف نوهال و خاطبه عونان بكل لطف بأن الأوامر صدرت لهما بمنعه من حضور فعاليات الندوة و ما أن همّ الأستاذ محمد النوري بالعودة إلى مكتبه حتى التحق أحد أعوان البوليس السياسي و انبرى متهجما بكل غطرسة و صلف متسائلا عن سبب عدم الامتثال للطلب مهددا الأستاذ محمد النوري ذاكرا له بالحرف الواحد  » أنا إنسان مريض بالأعصاب و لم أجد طبيبا يداويني  » و كأنه يشير إلى أنه غير مسؤول عما يفعله في صورة القيام بالاعتداء على أي شخص و لن تقع معاقبته. و اتضح أن هذا العون هو الذي سبق له أن اعتدى بالعنف الشديد الناتج عنه سقوط ضد السيد مراد النوري لأنه أراد الدخول إلى مكتب والده الكائن بنهج المختار عطية عدد 33 بتونس و كاد يفقده إحدى عينيه و أصبح يتبجح بأنه لم تقع محاكمته من أجل ذلك ، كما اتضح أنه كان مصاحبا لمجموعة أخرى من البوليس السياسي حاولت قتل السيد مراد النوري بافتعال حادث طريق مزيف بينما هو في حقيقة الأمر جريمة قصدية في الهجوم على السيارة التي كان يمتطيها بعد محاولة فتحها بالقوة و إخراجه منها لغرض الاعتداء عليه و بعد كسر بلورها الخلفي و إحداث كل تلك الأضرار بها. و اتضح كذلك أنه كان من بين المجموعة التي اعتدت على الأستاذة إيمان الطريقي أمام المكتب بدفعها و التلفظ تجاهها بما ينافي الحياء على مرأى و مسمع من المارة و أنه لم تقع محاكمته رغم أن الأستاذة قدمت شكاية في الغرض لوكالة الجمهورية بتاريخ 09/05/2008.

و حرية و إنصاف

1) تندد بالاعتداء الخطير الذي تعرض له الأستاذ محمد النوري و المتمثل في تهديده من قبل شخص سجله حافل بالاعتداءات ضد النشطاء الحقوقيين دونما رادع أو زاجر أو مراعاة للسن و الأخلاق. 2) تعتبر أن منع التنقل من نهج إلى آخر داخل العاصمة و منع حضور ندوة صحفية يعقدها حزب سياسي معترف به بخصوص موضوع يهم الحياة العامة فيه خرق لأبسط الحريات و اعتداء على أبسط الحقوق. 3) تطالب بمحاكمة الذين احترفوا الاعتداءات ضد الناشطين الحقوقيين و تقديمهم للعدالة بسبب تجاوزهم للسلطة الممنوحة لهم و استغلالهم لنفوذهم لترويع المواطنين و الاعتداء عليهم دون رقيب أو حسيب.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة المكلف بملف استقلال القضاء و المحاماة الأستاذ عبد الرؤوف العيادي  


أنقذوا عبد اللطيف بوحجيلة أطلقوا سراج جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 10 ذو القعدة 1429 الموافق ل 08 نوفمبر 2008

أخبار الحريات في تونس

 

1) الحزب الديمقراطي التقدمي يفتتح لجنته المركزية في الشارع: افتتحت الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي السيدة مية الجريبي على الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم السبت 08/11/2008 أعمال اللجنة المركزية للحزب بالشارع بعد أن امتنعت كل القاعات في العاصمة عن احتضان هذه الأشغال ، و تعزو قيادة الحزب امتناع القاعات و الفنادق إلى الضغوط المسلطة على أصحابها من قبل السلطة للتضييق على نشاطات الحزب ، و قد حاصرت قوات غفيرة من أعوان البوليس السياسي مداخل الأنهج المؤدية لمقر الحزب الديمقراطي التقدمي كما وقع تدافع كبير بين أنصار الحزب و أعضائه من جهة و قوات البوليس السياسي عندما قررت الأمينة العامة افتتاح أشغال اللجنة المركزية بالشارع ، و دام هذا التدافع و التشابك مدة نصف ساعة ثم عاد أعضاء اللجنة المركزية إلى داخل مقر الحزب لاستئناف الأشغال. و حرية و إنصاف تستنكر المضايقات المسلطة على نشاطات حزب معترف به و تدعو السلطة إلى رفع هذه المضايقات بما يضمن حرية التعبير و التنظم و الاجتماع و التظاهر السلمي. 2) بشير الفاتحي يدخل في إضراب مفتوح عن الطعام بسبب المضايقات التي يتعرض لها قرر السيد بشير بن محمد الفاتحي القاطن بضاحية المنيهلة اليوم السبت 08/11/2008 الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام بسبب ما يتعرض له منذ مدة من مضايقات يومية من قبل أعوان منطقة الحرس بالضاحية المذكورة الذين يعمدون إلى السؤال عنه في كل مكان و الاتصال بمشغليه و الضغط عليهم من أجل رفته و محاولة تشويه صورته عند أهل الحي الذي يقطنه بالادعاء عليه بأنه مجرم و يجب الحذر منه كما يعمدون في كل مرة إلى إيقافه الساعات الطوال و استجوابه و إحضاره عديد المرات إلى مقر المنطقة المذكورة دون مبرر لا لشيء إلا لأنه شاب متدين ملتح و صهر عائلة محمد بن سعيدان الناصري هذه العائلة التي عرف أبناؤها الأربعة السجن بسبب تدينهم. علما بأن زوجة السيد بشير الفاتحي حامل في شهرها السادس و لا بد لزوجها من مورد رزق يكفي به حاجات هذه العائلة التي حرمت من كثير من الأشياء بسبب المضايقة المستمرة المسلطة على الزوج. و حرية و إنصاف تجدد مطلبها بضرورة وقف الاعتقالات و المحاكمات السياسية و وضع حد لهذه المضايقات التي لا مبرر لها و التي لا ينتج عنها إلا دفع الشباب إلى اليأس و تغذية مناخ الكراهية و الحقد. 3) تدهور الوضعية الصحية لسجين الرأي ماهر عبد الحميد: تدهورت الوضعية الصحية لسجين الرأي الشاب ماهر عبد الحميد المعتقل حاليا بسجن المرناقية المصاب بالتهاب خطير في اللثة منعه من الأكل علما بأنه يستعمل طاقم أسنان منذ أكثر من سنة و هو في حاجة ماسة إلى خلعه و تعويضه ، و قد وعدته إدارة السجن المذكور بعرضه على الطبيب المختص و تعويض طاقم أسنانه إلا أنها نكثت عهدها و لم تف به مما زاد في مأساة السجين. و حرية و إنصاف تدعو الإدارة العامة للسجون إيلاء هذا الملف أهمية بالغة و معالجة سجين الرأي ماهر عبد الحميد و ذلك بتعويض طاقم أسنانه حتى يسترجع عافيته و حتى لا تتطور الوضعية إلى الأسوأ.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

 


 

من أجل سجون خالية من معتقلي الرأي

 تونس في 8 نوفمبر  2008  

يعبّر المجلس الوطني للحريات عن بالغ ارتياحه لاستعادة 21 سجينا سياسيا ينتمون لحركة النهضة لحريتهم بعد 18 سنة من الاعتقال بمقتضى أحكام غير عادلة كان قد صدر معظمها عن محاكم عسكرية .كما يعبّر عن سروره للإفراج عن الحقوقية زكية الضيفاوي بعد ثلاثة أشهر من الاعتقال بسبب واجب التضامن الذي مارسته مع أهالي الحوض المنجمي. ومن المؤسف أنّ السلطات التونسية لم ترض بسجون خالية من معتقلي الرأي فسرعان ما زجّت على دفعات بالعشرات من شباب ونقابيي الحوض المنجمي بالسجون ضريبة مطالبتهم بحقهم في الشغل والحياة الكريمة. وفي نفس اليوم الذي سرّح فيه مساجين رأي سابقون قضت الدائرة الجنائية بقفصة على ثمانية  شبّان من المتلوي (هيثم صمادح وعلي بن صالح و سفيان عباسي و صالح رباق و عامر قربوسي و نصر الدين الزعبي وعلي الاطرش ونجيب ديناري) بالسجن ست سنوات و07 أشهر سجنا. كما قضت المحكمة الابتدائية بالسجن خمس سنوات على 16 آخرين من المظيلة من جملة 29و حوكم البقية غيابيا بالسجن لمدة 14سنة. والمجلس الوطني للحريات إذ يهنّئ المسرحين وعائلاتهم فهو يطالب باستعادتهم لحقوقهم المدنية والسياسية كاملة وتمكينهم من الاندماج في المجتمع بشكل عادي دون مضايقات جرت بها العادة مع من سبقهم، – يندد بتواصل الاعتقالات العشوائية التي تستهدف شباب الحوض المنجمي ويذكّر السلطات بأنّه أحرى بها أن تستجيب لمطالب الشباب المشروعة والتخلي عن الحلول الأمنية وتوظيف القضاء لتلجيمهم. – يطالب بإطلاق سراح كل المعتقلين وإيقاف جميع التتبعات ضدّهم. كما يطالب بوقف حملات الاعتقال التي تستهدف المئات من الشبان بتهم متعلقة بقانون مكافحة الإرهاب. – يجدد مطلبه بسنّ قانون العفو التشريعي العام لفائدة جميع مساجين الرأي.   عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين  


الإفراج عن شباب الصحوة الثانية ؟

   

د.خــالد الطـراولي ktraouli@yahoo.fr   إذا كان الفرح والانشراح قد غلب على الأفئدة وعلت الوجوه البشائر والتفاؤل، ونحن نرى بكل عزة وافتخار خروج آخر الأفاضل من السجون، فإن القلب لا تزال لم تكتمل نشوته وهو يرى ويسمع أن هناك وراء القضبان في تونسنا الحبيبة لا يزال يقبع شباب صغار، تذكر مأساتهم بمأساة الحركة الإسلامية في التسعينات وما ألم بها من جور ودخول السجون لعدد كبير من أبنائها… نعم نثمّن ما حصل من تسريح وإن كان متأخرا جدا، فكل يوم وليلة، كل ساعة من نهار، كل لحظة من العمر قضيت ظلما وراء القضبان هي لحظة خسرتها تونس قبل أن يخسرها أصحابها… نعم نفرح لهذا الانفراج وإن كانت فتحته ضيقة، فباب الحرية يجب أن يفتح على مصراعيه، وباب مغادرة السجون إحداها، ولا يجب أن يقتصر على مظلوم دون آخر…أبواب السجون مازال أزيزها يزعج وفتحاتها مغشوشة ولن يرتاح البال إلا حين يغادر آخر سجين سياسي عتبة معتقله ويعود إلى أحضان وطنه العزيز قبل دفئ أسرته وذويه… نعم نهنئ من خرج، ولكن لا نريد أن يذكّرونا بعد مدة أن السجن لم ينته وإنما تغير المكان، ولعله اتسع، ولكن الزمان لم يتغير والعقلية لم تتغير والمشهد العام قابع في قاع بئر بدون ماء ولا ضياء! لا نريد أن نخط من جديد كما خططنا منذ سنين عن ويلات السجن الكبير، لا نريد أن تكثر اللافتات من نوع، « المواطن المنفي في وطنه… » إن شباب الصحوة الأولى والثانية هم أبناء تونس ولا تفضيل بينهم في السجون والمعتقلات، وإن كانت المناهج تختلف، نندد بالتطرف والمغالاة، نند بالإرهاب، لا نقبل تغييرا قسريا يأتي على دبابة أو من وراء الحدود، ولكن هؤلاء البراعم على اختلاف توجهاتهم وإن اخطأوا الطريق إن ثبت ما فعلوه، هل هم سبب أم ضحية؟ هل نالوا حقيقة محاكمة قانونية سليمة شفافة؟، هل كان « القانون » المسلط عليهم قانونا دستوريا خالصا؟  هل ثبت أنهم لم يتعرضوا إلى التعذيب وعديد من التجاوزات، وقاعات المحاكم تثبت غير ذلك في شكاويهم وردودهم، وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان تتبنى العديد من قضاياهم؟؟؟ لنكن صرحاء مع أنفسنا ومع المفرج عنهم بالسلامة، ومع الحركة الإسلامية إجمالا، ومع السلطة في تونس، أن فرحتنا لم تكتمل وأملنا لم يتحقق وصدرنا لم ينشرح، ولن يغمض لنا جفن وبعض أبناء تونس لا يزالون يقبعون في الزنزانات وينالهم الجور، ولكن يبقى التفاؤل وحديث القلب قبل العقل… يا أصحاب القرار في تونس الحبيبة، تمر الأيام تباعا وكلمة التونسي الجميلة « ما يدوم حال » وكلمة القرآن أجمل وأعمق وأشد وطأة « ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام » كلمات يتزاحم فيها الأمل والتفاؤل والإسراع نحو السمو المادي والروحي، ندعوكم كما دعوناكم سابقا إلى يقظة وتفاعل رشيد وواع مع أياد تحب تونس وتريد صلاحها…نجدد لكم خطابا لعلكم مللتموه منا، ولكننا لم نمله ولن نمله، لعلكم سئمتم سماعه، ولكنا لم نسأم إلا إلقاءه، لأنه نابع من أعماق حكومة الضمير والمسؤولية التاريخية والربانية، ولأنه خطاب حقوق للبعض وواجبات علينا… * اجعلوا المصالحة الوطنية والوئام الوطني منهجا وسلوكا سياسيا حازما وشاملا لا يرتبط بمناسبة أو مزاج أو منة أو عطايا. * إفراغ السجون هو بداية مسار صحيح وإغلاق ملف لا يشرف تونس، وليس نهاية مطاف وإسدال ستار مطالب الحرية. * افتحوا النوافذ والأبواب لمشاهد الحرية والتعدد حتى يدخل النسيم العليل إلى كل بقعة من الوطن… * أفرغوا السجون من كل مظلوم وأهل الحوض المنجمي وأبناء الصحوة الثانية جزء منهم كبير، وملف الحريات لم يغلق بعد! * أغلقوا السجن الكبير وما يتبعه من سياسات ومنهجيات وسلوك كثيرا ما يوحي بأن عقاب التشفي والشماتة غلب على العفو والتغافر وأن التهمة لا تزال قائمة والمتهم لم يغادر زنزانته. * اجعلوا همّ تونس والتونسيين ومصالحهم أكبر من هموم الفرد والجماعات ومصالحهم الضيقة. هذه أمانينا أماني مغترب حالم آمل ومتفائل، يظن كل الخير في وطنه، ويقينه يحسم أن تونس ملك لأبنائها، كل أبنائها، دون تمييز بينهم إلا بحبها والسعي لمصلحتها قبل مصلحته، وسوف أدفع منازل التفاؤل إلى الأمام لأثمن من جديد ما وقع وأعتبره خطوة في مسار جميل وحالم وإن كان ضيقا وتشوبه بعض الاستفهامات… وأن ضفافنا يمكن لها أن تتقارب بعيدا عن الهواجس والكوابيس، ولعل قول المثل التونسي يبقى خير معبر لحالنا في مثل هذه الأوضاع « اللي يستنى خير ملي يتمنى »… 6 نوفمبر 2008 ملاحظة : تحية إكبار وتقدير وتهنئة بدون حدود نرفعها بكل حياء وعزة باسمي الشخصي ونيابة عن اللقاء الإصلاحي الديمقراطي إلى إخوتنا الأفاضل المسرحين، وحمدا وشكرا لرب العزة والوجود، وتثمين لهذه الخطوة حتى تتلوها خطوات نحو مزيد من الوعي بضرورة انفتاح المشهد السياسي لتعدد سليم وصادق لا يقصي ولا يهمش. (المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net)  


بيــــــــان  
بعد مأساة دامت أكثر من سبعة عشرة عاما و إثر نضالات عديدة خاضتها المنظمات الحقوقية و الانسانية التونسية منها و العربية و الدولية طيلة هذه السنوا، اطلق أخيرا سراح مجموعة من المساجين السياسيين التونسيين و الذين يعتبرون المجموعة الاخيرة من سجناءى حركة النهضة. و بهذه المناسبة تتوجه منظمة صوت حر الى المسرحين و عائلاتهم بالتهنئة على حريتهم و نهاية هذه المأساة التي دامت طويلا و أخذت من هؤلاء الشباب أهم فترة في حياتهم. كما تشد من أزرهم من أجل بداية موفقة لحياتهم بعد طي هذه الصفحة الاليمة و تتوجه كذلك بالتهنئة لمجموع المنظمات و الجمعيات المدافعة عن حقوق الانسان بهذا الانجاز المهم و تعتبر هذا التسريح خطوة باتجاه سليم يفضي لا محالة الى رخاء البلاد و حرية الانسان التونسي لو استتبع ببعض الاجراءات الاخرى و على رأسها عفو تشريعي عام يعيد للمواطن المهضومة حقوقه اعتباره و ثقته بنفسه. منظمة صوت حر باريس  


 

اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي 08 نوفمبر 2008 مساندة

تعرض الأستاذ علي كلثوم ،  المحامي بقفصة والمعروف بدفاعه عن موقوفي الحوض ألمنجمي ، للاعتداء اللفظي حيث لاحقه الضابط محمد اليوسفي بسيارة أمنية واعتدى عليه بكلام بذئ وحركات غير لائقة. اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي، التي تعبر عن تقديرها للأستاذ علي كلثوم وتضامنها  الكامل معه، تدين هذه الممارسات الرعناء وتؤكد أن مثل هذا السلوك لن يثني المحامين عن مواصلة دفاعهم عن الموقوفين وكشف كل الخروقات التي  حصلت في حقهم أثناء البحث والتحقيق وتدعو السلطة لاتخاذ الإجراءات القانونية الضرورية حتى لا تتكرر مثل هذه التجاوزات الأمنية الخطيرة. إضراب عن الطعام: دخل منذ الخميس 06-11-2008 أكثر من ثلاثين سجين من معتقلي الحوض ألمنجمي بالسجن المدني بقفصة في إضراب عن الطعام ، مطالبين بإطلاق سراحهم ، كما عبر العديد من المعتقلين الآخرين بنفس التهم – بنفس السجن- عن نيتهم الالتحاق بالتحرك الاحتجاجي ابتداء من الاثنين القادم.  تعبر اللجنة عن مساندتها المطلقة لمساجين الحوض ألمنجمي، نظرا لشرعية مطالبهم و الطابع السلمي  لتحركاتهم وتدعو السلطة لإطلاق سراحهم وإيقاف كل أشكال التتبع ضدهم.   عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي مسعود الرمضاني


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com: تونس في 06 / 11 /2008

تهنئة للمناضلة زكية الضيفاوي ونداء من اجل عودتها إلى عملها

   

تلقى المرصد بارتياح كبير نبا الإفراج عن المناضلة النقابية والحقوقية  زكية الضيفاوي وهو يأمل أن يمتد هذا الإفراج ويشمل باقي معتقلي الحوض المنجمي وفي مقدمتهم النقابي عدنان الحاجي , كما يأمل المرصد أن تستكمل إجراءات الإفراج عن زكية الضيفاوي بتسهيل عودتها إلى سالف عملها أي مهنة التدريس ولتحقيق هذا الهدف النبيل يعول المرصد على كل المناضلين الصادقين وأصحاب النيات الطيبة ونشطاء المجتمع المدني وكل الهياكل النقابية الجهوية والوطنية من اجل وقفة صادقة مع هذه المناضلة . كما  يوجه المرصد نداءا إلى وزارة التربية والتكوين من اجل تسهيل إجراءات عودتها إلى عملها في اقرب الآجال .   المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي  وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء وهو ليس نقابة ولا مشروع نقابة ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين الالكترونية التالية : http://nakabi.maktoobblog.com       http://nakabi.blogspot.com              عن المرصد المنسق : محمد العيادي  


 حزب تونسي معارض يشكو من التضييق عليه

 

تونس (رويترز) – شكا الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض يوم السبت من انه يتعرض لتضييق على أنشطته وقال انه يدفع ضريبة خطته السياسية بترشيح احد قيادييه للانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها العام المقبل. وقالت مية الجريبي الامينة العامة للحزب في مؤتمر صحفي ان الحزب يدفع ضريبة مواقفه وتحديدا ضريبة خطته السياسية فيما يتعلق بالانتخابات. وأعلن نجيب الشابي الزعيم السابق للحزب وأحد أشد معارضي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية رغم ان تعديلا دستوريا يمنعه من الترشح لهذا المنصب بعد ان تخلى عن الامانة العامة لحزبه لصالح مية الجريبي التي لها الحق في الترشح للخطة. وقالت الجريبي انه بسبب مواقف الحزب عموما والتمسك بترشيح الشابي فان السلطة تمعن في التضييق وتضيف « هل من المعقول ونحن على ابواب عام انتخابي ان ترفض كل النزل بالعاصمة ان تأوي اجتماع للجنة المركزية. » واستنكرت كيف تخشى السلطة حتى من اجتماع محدود داخل قاعة مغلقة. واضافت ان الحزب سينظم وقفة احتجاجية يوم السبت قبل انطلاق اعمال اللجنة المركزية تعبيرا عن رفضه لكل اشكال التضييق. وقالت الجريبي انها متمسكة بترشيح الشابي للانتخابات الرئاسية وانها لن تترشح في مكانه رغم ان القانون يسمح لها بالترشح. ومضت تقول « موقفي واضح هو اني ارفض ان يتحكم احد في مصيرنا انا لا أريد تعييني وأتمسك بترشيح الشابي وعدم مصادرة حقه. » كان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي تعهد يوم الجمعة بتوفير كل الشروط لضمان اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية شفافة ونزيهة العام المقبل تكريسا للديمقراطية في البلاد. وأعلن بن علي بالفعل ترشحه للمنافسة على منصب رئيس الدولة والذي يشغله منذ 1987 خلفا للرئيس السابق الحبيب بورقيبة. كما اعلن محمد بوشيحة زعيم حزب الوحدة الشعبية المعارض ترشحه للمنافسة. وفي تونس ثمانية احزاب معارضة صغيرة اضافة الى التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم الذي يسيطر على 80 بالمئة من مقاعد البرلمان البالغ عددها 189 مقعدا. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 8 نوفمبر 2008)

 


 

كلمة الأمينة العامة في افتتاح أشغال اللجنة المركزية الثالثة

تونس – 8 نوفمبر 2008  

نلتقي اليوم في هذه الدورة الثالثة للجنة المركزية و هي دورة عادية بالمنظار التنظيمي لكنها تكتسي أهمية بالغة نظرا لدقة الملفات المعروضة عليها و المتعلقة بموقف الحزب من استحقاق 2009 في ضوء المستجدات المسجلة و حتى تكون هده اللجنة المركزية تتويجا للنقاش وانطلاقة سياسية جديدة سعى المكتب السياسي إلى خوض حوار واسع شمل مختلف الهياكل و الجهات و احتضنت أعمدة الموقف بعض تعبيراته و إني إذ أعبر عن اعتزازي بجدوى هذا التمشي في رسم توجهات الحزب فإني أود الإشادة بأجواء الصراحة التي سادت هذه النقاشات و بدرجة الوضوح و العمق التي ميزتها لتشكل بحق تمهيدا مثمرا لاجتماعنا اليوم.  نجتمع اليوم للتداول مجددا في الخطة الانتخابية للحزب في ضوء صدور القانون الدستوري الاستثنائي المتعلق بشروط الترشح لرئاسية 2009 في وضع تشير فيه كل الدلائل إلى انعدام إرادة الإصلاح السياسي لدى الحكم و إلى سعيه الحثيث لإفراغ هذا الموعد من مضمونه التعددي و التنافسي و إمعانه في رفض الاحتكام إلى الشعب  ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه فتح مجال التناظر و تقييم المنجز، و إطلاق العنان للتنافس بين الفرقاء لإبراز البرامج و الحلول الأفضل لتحسين أوضاع التونسيين ، تسير تونس نحو هذه الانتخابات في مناخ يطغى عليه الانغلاق السياسي و رفض الاعتراف بالآخر و احتكار وسائل الإعلام و محاصرة مجالات التعبير الحر و  اتساع حملات الاعتقال و العودة لممارسة التعذيب على نطاق واسع و تواصل المحاكمات غير العادلة و تسير تونس نحو هذه الانتخابات في ظرف ينذر بمصاعب جدية نتيجة تداعيات الأزمة المالية العالمية على اقتصادنا الوطني و في ظرف تؤكد الأرقام و المؤشرات إخفاق الحكم في تحقيق التنمية و في تحسين مستوى عيش التونسيين لقد استشرت البطالة و تخلفت المدرسة عن آداء وظيفتها و تدنت الخدمات الاجتماعية و ألقي بالجزء الأكبر من أعبائها على كاهل المواطن و تنامى الفساد و تعمقت الفوارق الجهوية و الاجتماعية إلى حد الانفجار في مدن الحوض المنجمي التي شهدت حركة شعبية سلمية طالبت بنصيب الجهة من الثروة الوطنية و بحق أبنائها في العيش الكريم واجهها الحكم بالرصاص و الاعتقال و التعذيب.    في هذه الظروف بادر الحزب الديمقراطي التقدمي بطرح مهمة الانتخابات، سنتين قبل موعدها، و ذلك وعيا منه بأهمية هذا الاستحقاق و بضرورة نبذ السلبية و الانتظارية و التعاطي معه على قاعدة المبادرة و ممارسة الحق ، و على قاعدة تحمل  المسؤولية الوطنية من أجل الاستجابة لتطلعات التونسيين إلى حياة سياسية متطورة قوامها السيادة الشعبية  و انسجاما مع مقررات المؤتمر الذي وضع الإصلاح السياسي في صدارة المهام الوطنية مؤكدا أن السبيل إلى ذلك هو الإصلاح الدستوري و العودة إلى الشعب فقد قررنا المشاركة في الانتخابات التشريعية و الرئاسية المقبلة باعتبارها مناسبة لخوض معركة سياسية من أجل الحق الانتخابي ومن أجل الحرية و حق التونسيين في العيش الكريم و من أجل بناء رأي عام شعبي في اتجاه التغيير و أعلنا بصفة رسمية خوض الرئاسية  تحت لواء الأخ أحمد نجيب الشابي مرشحا للحزب الديمقراطي التقدمي لم يأت قرار الحزب خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة من فراغ بل جاء في سياق حالة من الانفضاض الشعبي من حول الحكم و حالة التحفز و النهوض التي شهدتها بعض قطاعات المجتمع، و جاء مستندا على الرصيد النضالي الذي تبوأ بفضله الحزب الديمقراطي التقدمي المكانة التي يحظى بها اليوم في الساحة السياسية، هذا الحزب الذي طرح مبكرا قضية التداول السلمي على الحكم منذ بروز أولى مؤشرات التخلي عن وعود السابع من نوفمبر بالقطع مع الرئاسة مدى الحياة، و هو الذي بادر إلى تجميع القوى الديمقراطية في 2002 من أجل رفض تنقيح الدستور، و دعا الشعب التونسي إلى مقاطعة الاستفتاء الصوري الذي فتح الباب مجددا أمام الرئاسة مدى الحياة و أفرغ الدستور من مضمونه، و هو الذي قدم أمينه العام آنذاك، الأخ أحمد نجيب الشابي، مرشحا لرئاسية 2004 في حركة نزعت ثوب القدسية على منصب رئيس الدولة و وضعت قضية التنافس الحر على الرئاسة مهمة للإنجاز، و هو الذي تعاطى مع الانتخابات التشريعية في ذات السنة على قاعدة كفاحية شدت انتباه و سائل الإعلام و أثارت تعاطفا لافتا في أوساط النخبة التونسية، باتباعه نهج المشاركة سبيلا للدفاع عن حقوق التونسيين و القطع معها عندما تصبح تزكية للديكور على حساب المطالب الأساسية للشعب  إن إعلان الحزب ترشيح زعيمه الأستاذ أحمد نجيب الشابي للرئاسية أعطى لهذه المبادرة مضمونها و زخمها و مصداقيتها فنجيب الشابي شخصية وطنية تحظى بحضور و اعتراف وطني و دولي ، و تقدمه للرئاسية هو تجسيد لقدرة الكفاءات الوطنية الجدية على تحمل أعلى المسؤوليات في البلاد، و الدفاع عن حقه في الاحتكام للتونسيين، دون غيرهم، على قاعدة آرائه و برامجه و تصوراته، هو دفاع عن حق الكفاءات في الترشح لأعلى المناصب، و هو قبل ذلك كله دفاع عن مواطنة التونسي و حقه في الاختيار الحر دون وصاية أو إكراه  حظيت مبادرتنا بكل اهتمام و خاض الحزب والمرشح و داعموه من مجموعة النداء من أجل بديل ديمقراطي ، حملة سياسية بكل المقاييس رغم الظروف الصعبة و العوائق التي تحول دون التواصل المباشر مع المواطنين و تميزت هذه الحملة التي شملت معظم الجهات بمشاركة فاقت المعتاد و اتسمت بحضور لافت للمرأة و الشباب  واكبتها صحيفة الموقف، ذات الإشعاع المتزايد، بالخبر و الصورة و لم تقتصر الحملة على تونس بل تعدتها لتشمل لقاءات بالنخبة السياسية التونسية في عدد من العواصم الأوروبية و التقطت الصحافة العربية و الأجنبية الحدث و بوأته مكانة خاصة لتصبح بذلك مبادرة الترشح و قضية التداول السلمي على الحكم في تونس محل اهتمام و متابعة من قبل الفضائيات العربية و الأجنبية كما لاقت هذه المبادرة اهتماما دوليا ملحوظا حيث استقبل المرشح بصفته تلك من قبل عدد من الهيئات الدبلوماسية في تونس و من المؤسسات الأهلية و الرسمية في أوروبا                و لئن لم تنجز هذه الحملة كامل خطتها و اعترتها عدة نقائص تتصل خاصة بتشكيل اللجان المختصة لبلورة المحاور البرنامجية و بضعف روح الإبداع و الخلق في استخدام وسائط الاتصال العصرية المتاحة فإنها كانت إيجابية و مثمرة في مجملها  لا سيما من خلال الاختراق الإعلامي الذي حققته و شد انتباه الرأي العام الذي تابعها بكل اهتمام، …………… لقد نجح إعلان ترشح الأستاذ أحمد نجيب الشابي في إقامة معادلة سياسية مع الحكم خرجت به لأول مرة من طور الترشحات الرمزية إلى طور الترشحات السياسية الفعلية و ذلك بفضل المبادرة بهذا الإعلان قبل صدور القانون الاستثنائي المنتظر و باعتبار مكانة الحزب الذي رشحه و وزن المرشح نفسه و ما يحمله من رؤى برنامجية بديلة تبعث على الأمل و تؤكد أنه بإمكان أبناء هذا البلد صياغة مستقبل أفضل لتونس كانت السلطة متحسبة لهذا القرار و مدركة لوقعه على مجرى الصراع السياسي منذ البداية لذلك عمدت في خطوة استباقية إلى محاولة إخراجنا من مقرنا المركزي ثم و بعد الإعلان عن الترشح إلى استهداف صحيفة الموقف التي كانت بحق أداة الحملة السياسية التي أطلقها المرشح و جرها أمام المحاكم في محاولة لإلهاء الحزب و حرفه عن مساره لكن رد الحزب جاء حازما كما واكبتموه و سلط أضواء ساطعة على جسامة الانتهاك الذي يتعرض له الحق في المقرات و حق الاجتماع و التنظم و حرية الإعلام و الاتصال باعتبارها جزء هاما و حيويا من الإصلاح السياسي الذي لم يعد يقبل التأجيل  أربك هذا الترشح الحكم و دفعه إلى التعجيل باستصدار القانون الدستوري الاستثنائي الذي جاء ردا واضحا على جوهر مبادرتنا بهدف كسر انطلاقتها و تحويل محور و مسرح المعركة من معركة بين المعارضة و السلطة حول التداول على الحكم و حق الترشح و حرية الاختيار إلى جدل و خلاف داخل المعارضة حول أساليب التكيف مع « الواقع الجديد » و سبل استغلال الهامش المتاح إن شروط هذا القانون تتنافي مع كل المعايير الموضوعية و تتعارض مع مبدأ الانتخاب نفسه فقد تم إقراره بصفة انفرادية خارج أي تشاور أو حوار و جاء إقصائيا للكفاءات و الرموز الوطنية وفيا في ذلك للأسلوب التسلطي الذي دأب عليه الحكم و جاء وصائيا على حق الأحزاب في اختيار مرشحيها و على حق الشعب في اختيار من يحكمه و هو نفس المنهج الذي لا يتعامل مع المعارضة إلا على أساس أنها تابعة و لا يتعاطى مع التونسيين إلا على أساس أنهم رعايا إنه قانون جائر يعد تعبيرا صارخا على مدى تخلف المنظومة الانتخابية في بلادنا التي لا تقر بالتعددية و لا تسمح بإبرازها و لأنه لم يعد بالإمكان مواصلة تجاهل الحزب الديمقراطي التقدمي باعتبار الموقع الذي يحتله في المشهد السياسي فقد اضطر مهندسو هذا القانون إلى الاعتراف لأول مرة بحق الحزب في الترشح للرئاسية مقابل إقصاء مرشحه و كسر قراره السؤال الآن في ضوء هذا المستجد الذي سمح للحزب بالتقدم للرئاسية المقبلة  عبر تعيين أمينته العامة و الذي أثار جدلا داخل الحزب و خارجه هو: هل توجد مصلحة أو فائدة وطنية في التراجع عن قرار الحزب و تغيير خطته؟ إن التراجع عن قرار الحزب و التخلي عن زعيمه مقابل حركية وراء الأمينة العامة (رغم ما يمكن أن تبرهن عليه من كفاحية و من جرأة في الخطاب و سعي لاستنهاض الهمم) في ظل المحاصرة الإعلامية و منع الاتصال بالمواطنين و خارج أي رهان انتخابي لهو تخل عن جوهر المعركة التي أطلقها الحزب من أجل حق الشعب في اختيار من يحكمه بكل حرية و حق الكفاءات و الرموز الوطنية في التنافس على منصب رئاسة الجمهورية و لهو استمرار في القبول بمبدإ السلطة القائم على الإقصاء و الوصاية و لهو تراجع عن موقع الحزب المتقدم في معركة الإصلاح و التغيير إن المصلحة الوطنية تقتضي من الحزب الديمقراطي التقدمي اليوم التمسك بقراراته السيادية و إعلان مواصلة حملته الرئاسية تحت لواء مرشحه الأستاذ أحمد نجيب الشابي و خوض حملة وطنية من أجل تغيير هذا القانون الجائر و التقدم إلى الشعب ببرامجنا البديلة استجابة لتطلع التونسيين إلى انتخابات حقيقية  إخواني ، أخواتي إذا كان الترشح للرئاسية محكوما بشروط  التزكية و بالقوانين الاستثنائية الصالحة لدورة واحدة،  فإن المشاركة في التشريعية لا تواجه عقبة الإقصاء، على الأقل من الناحية القانونية، دون أن يعني ذلك توفر شروط المنافسة أو أن الإطار الذي ستدور فيه هذه الانتخابات يحفز على المشاركة العامة و ممارسة حق الاختيار لذلك فإن قرار الحزب الديمقراطي التقدمي بالمشاركة في الانتخابات التشريعية في كل الدوائر و الانطلاق في تجسيده من الآن، هو قرار لتفعيل النضال من أجل توفير الشروط السياسية و التشريعية الدنيا لانتخابات حرة  إن مشاركتنا في التشريعية المقبلة تندرج في صميم النضال من أجل تحقيق انفراج سياسي بتوسيع مساحة الحرية و الكف عن تجريم الرأي المخالف  و هي نضال من أجل طي صفحة المساجين السياسيين و سن قانون العفو العام لرفع كابوس الخوف عن النفوس و إعادة الثقة في العمل العمومي، و هي نضال أيضا من أجل ضمان حرية التعبير و إلغاء الرقابة على كل وسائل الاتصال وفتح الإعلام العمومي أمام الجدل و التناظر بين البرامج و الرؤى، و هي نضال كذلك من أجل مجلة انتخابية تستجيب للمعايير الدولية المتعارف عليها، تسمح بالتعددية  و تفسح المجال أمام حرية الاختيار، و تحرر العملية الانتخابية من قبضة وزارة الداخلية لتشرف عليها هيئة حيادية إن رهان المشاركة في الانتخابات التشريعية، مثله مثل رهان الرئاسية هو رهان سياسي، يهدف إلى بناء قوة سياسية بديلة تبعث الأمل في إمكانية الإصلاح و التغيير في تونس و تساهم في بناء رأي عام يدعم هذا الأمل و لا يتحقق هذا الهدف إلا بالبروز كفريق نوعي، متعهد لقضايا جهته يربط بين الحياة اليومية للمواطن في أبعادها المختلفة و ضرورات الإصلاح السياسي الشامل لذلك فإن المشاركة في الانتخابات التشريعية تقتضي الانطلاق من الآن،دون توان، لضمان المشاركة النوعية للحزب في 26 دائرة و تشكيل لجان الدعم  و قائمات المراقبين في أكثر ما يمكن من مكاتب الاقتراع و  لبلورة البرامج الجهوية، و يتطلب هذا التمشي تعبئة كل طاقات الحزب و تفعيل هياكله التنظيمية و تجاوز نقائصها في الإدارة و التسيير و التكوين، و إطلاق حملة للانتدابات و تحفيز النشاطات الداخلية و الميدانية بما يضمن تجسيد قرار المشاركة باقتدار و كفاءة و يعزز مكانة الحزب و حضوره جهويا و وطنيا    إن مشاركة الحزب الديمقراطي التقدمي في الانتخابات الرئاسية و التشريعية وفق هذا المنهج و بهذه الروح لتشكل فرصة جديدة لتفعيل النضال السياسي في تونس و مناسبة هامة لتأكيد دور الحزب الديمقراطي التقدمي كفاعل سياسي حامل للواء الإصلاح و مجسد لأمل التغيير الذي يحدو كل التونسيين (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 79   بتاريخ 8 نوفمبر 2008 )


زار المستشفى اثناء سجنه 60 مرة وخرج منه وهو محمّل بالأمراض  المنذر البجاوي في أوّل تصريح مباشر له بعد السجن

 

السبيل أونلاين – زهير مخلوف – تونس زار السبيل أونلاين السجين السياسي منذر البجاوي لأوّل مرّة بعد 16 سنة من الغياب ، وكان له لقاء مع زهير مخلوف بعد كل هذه السنوات الطويلة من الفراق … كان ذالك هذه الليلة من يوم الجمعة 7-11-2008. استقبلني بفرح كبير . أدخلني منزله بكلّ حفاوة . لمّا وجدته خارج المنزل، أعلمني أنّه كان في مهمّة عائليّة وصحيّة تخصّ عمّه الذي يعاني من عجز كلويّ تام. ذكّرني مباشرة قبل الدخول معه في الحديث بحادثة إقصاء (كبران غرفة الكراكة) بسجن 9 أفريل بتونس المدعو (شربوكة) وهو المشرف على أكبر وأسوء غرفة بالسجون التونسيّة والذي أشرف عليها لمدّة تفوق 4 سنوات أذاق الإسلاميين فيها الأمرّين وعانوا منه الكثير. وقد كان أعوان السجن يأتمرون بأوامره رغم أنّه سجين . وكانوا يخشونه ويحذرونه .وخلاصة الحادثة أني تخاصمت معه ليلا بالتشابك بالأيدي كان فيها هو المبتدئ بالعنف وقام بالمنادات على طاقم الحراسة ليقع التنكيل بي ولكن خاب مسعاه فلقد شهد ضدّه كلّ المساجين بأنّه هو المبادر بالتعنيف . وقد عوقب إثرها ب10 أيّام عزلة وُأقصي من الإشراف على الغرفة . وهكذا تخلّصنا من أسوئ ناظر غرفة ولكنّي عوقبت (بالسيلون) أيضا لليلة واحدة . ذكّرني صديقي المنذر البجاوي بهذه الحادثة التي يعتبرها من أكثر ما رسخ في ذهنه طيلة كلّ مدّة إقامته بالسجن ثمّ واصلنا الحديث عن سجنه ومعاناته وآلامه وأمراضه فصدمني بحقائق لم أتصوّر مطلقا أن تحدث لإنسان ثمّ لا يصاب فيها بجنون . قال إنّه سجن في 7 مارس 1991 من أجل الانتماء والمشاركة في مسيرة ، خرج بعدها في 11 جانفي 1995 ولكنّه ُأعيد في 29 مارس 1995 بنفس التهم . وأطلق سراحه باتصال القضاء في 29 جوان 1995 ولكنّه ُأرجع للسجن في 25 نوفمبر 1996 بنفس التهمة ( المشاركة في مسيرة ) وحوكم ب11 سنة ونصف ثمّ حوكم مرّة ثانية وهو مقيم بالسجن وبالتحديد في جويلية 1997 ب14 سنة لنفس التهمة وهي المشاركة في نفس المسيرة وأصبح رصيده من الأحكام 24 سنة ونصف ، وهو يؤكّد أن انخراط القضاء في المظلمة التي دمّرت حياته وحياة أبناءه وهدّت جسده ونخرت جسمه واضح وجليّ وليس فيه أيّ لبس وهو يتحدّى قضاة تونس كلهم والمتلاعبون بالأحكام منهم أن يجدوا أيّ مبرّر لهذا الظلم البواح وهو يرغب في مقاضاتهم لخرقهم للدستور ولكلّ القوانين . ثمّ قام صديقي المنذر البجاوي من مكانه وأتى بآنية بلاستيكيّة معبّأة بأدوية كثيرة وبدأ يذكر أسماءها ويقول بهذا أخرجوني من السجن ، مصحوبا بأمراض ما أنزل الله بها من سلطان ومتسلّحا بأدوية لا يمكن أن أعيش بدونها : euphilline300 serevent inhaler ventoline beclojet aerol flixotide temesta 2.5 elavil25 famodine40 foradil equanil bicotide. Bricanyl يُقسم المنذر بأنّه ُأخرج أكثر من 60 مرّة سواء لمستشفى شارل نيكول أو لمستشفى الرابطة بتونس. ولو أنّه روعي صحّيّا ، لبقي بالمستشفى تحت المراقبة السجنيّة للمدّة المحكوم بها. في 29 أوت 2005 أضرب المنذر عن الطعام لمدّة 33 يوما احتجاجا على وضعيّته القضائيّة وهي تكرّر أحكامه بمعنى أنّه حوكم على نفس التهمة أكثر من مرّة وقد ُأصيب « بغضروف » برجله اليسرى في مستوى الركبة minisque » وُأجريت عليه عمليّة جراحيّة بمستشفى القصاب بإشراف الدكتور مراد القصّاب . وفي 9 أوت 2008 قُطع غضروف رجله اليمنى minisque » «وهو يعاني من آلامه إلى حدّ هذه اللحظة ويعزم على إجراء عمليّة جراحيّة . سألته ممّا يعاني منه المساجين داخل سجن المرناقيّة فحدّثني عن جناح ( واو ) المخصّص للمحكومين بالإعدام والذي يقيم به 104 من المساجين الصادرة ضدّهم أحكام بالإعدام ومنهم صابر الراقوبي المحاكم أخيرا في ما سُمّي بقضيّة (سليمان ). وقد ذكر بأنّ صابر قد وقع الاعتداء عليه من طرف سجين محكوم عليه بالإعدام مثله وهو ( العربي الماطري ) وذلك في شهر جوان 2008 . وقد أكّد بأنّ اثنين من سجناء السلفيّة وقع الاعتداء عليهما من طرف أعوان السجن وُأدخلا العزلة وقد ُأصيب أحدهما بكسر في رجله من جراء الضرب بالعصيّ وُأصيب الآخر بكسر في يده . هذا ما صرّح به السجين السياسي السابق في أوّل لقاء مباشر معه نشكره على صبره علينا. وإلى لقاء قريب مع سجين آخر ان شاء الله … وهذه صورة خاصة ، للسجين السياسي المفرج عنه المنذر البجاوي قبل السجن :   
(المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 08 نوفمبر 2008 ) الرابط :http://www.assabilonline.net/index.php?option=com_content&task=view&id=2033&Itemid=1

محنة الجامعيين التونسيين في بداية الالفية الثالثة هل الجامعيون محظوظون وفخورون بانتسابهم الى الجامعة التونسية؟؟؟؟؟

 

مراد رقية لقد أوحى الي الوصول المنتظم لبعض رموز وأعلام الجامعات الأجنبية وخاصة الأوروبيةمنها الى تونس،لتسليم دروع وشهادات للقائمين على الأمر عندنا،فيقع الاعتزاز بهذه اللفتات ،واكرام الجامعيين الأجانب،واغداق الهدايا والامتيازات والاقامات الخالصة الأجر عليهم،فتساءلت لماذا يمنح الجامعيون الأجانب هذه المكانة المتميزة،ويقابلون كرسل،مبجلين لحضاراتهم التي تكرّم العلم والعلماء والقائمين على مؤسسات المعرفة والخبرة،بينما لا يمنح الجامعيون التونسيون(في ماعدا الموحى اليهم،والمرضي عنهم من مشايخ الطرق الجامعية،ووسطاء المافيا المعرفية)ولو جزءا بسيطا من ذلك التقدير والتبجيل،فهل السبب أن معرفتهم وجامعاتهم أرقى وأقدر وأسمى من جامعاتنا،أم لانتسابهم الى الدول الكبرى الحاكمة بأمرها داخل وخارج بلدانها؟؟؟ يعايش الجامعيون التونسيون على اختلاف أصنافهم ورتبهم،وخاصة غير المنضوين في الهياكل القائمة الرسمية وشبه الرسمية،،غير المتمتعين بالخطط والمهام والمسؤوليات الادارية والاستشارية،ظروفا قاسية تسوء يوما بعد يوم،تزاوج بين التفقير المادي المبرمج والتهميش المعرفي المقصود، أما التفقير المادي فانه يبرز بوضوح ويسر من خلال المقارنة بين المرتبات والمنح التي يتقاضاها الجامعيون التونسيون والتي هي من أضعف المرتبات بين الجامعيين العرب قبل* الأجانب،وهو ماأدى الى تقهقر مستوى معيشتهم،وحرمانهم من الحد الأدنى المضمون(الذي تكفله لهم القروض الاستهلاكية بأنواعها)ولا يقدر الجامعي التونسي في بداية الألفية الثالثة،وحتى بعد انعقاد قمة مجتمع المعلومات بتونس،من التزود بالمراجع الضرورية،والتنقل لحضور الندوات والملتقيات،واقتناء المستلزمات العصرية كالوسائط المتعددة ،والمتطورةمما ينعكس سلبا على مستوى أدائه المعرفي الذي قارب ان لم نقل أصبح يساوي مستوى التعليم الثانوي.ولا يتمتع أبناء الجامعيين حتى بالمنحة الجامعية لاعتبار مداخيلهم مرتفعة مما يحكم على الكثير من الجامعيين أبنائهم الى شعب قصيرة،أو شعب تتكفل بتكاليف الدراسة والتكوين. ولعل ماأحزنني،وزاد في اقناعي بذل وهوان الجامعي التونسي،وقتامة وضعيته التي فرضت عليه اكراما وتكريما له على تضحياته ووطنيته،أنه صادف منذ أيام أن تحادثت مع موظف يعمل بالصيدلية المركزية للبلاد التونسية،الذي أعلمني في سياق حديثنا،بأن الأعوان العاديين يتقاضون مرتبا مساو لمرتب « مساعد تعليم عالي »،وبأن الأعوان المميزين نسبيا أو رؤساء الدوائر يتقاضون مرتبا مساو لمرتب »أستاذ مساعد »بعد خمسة عشر عاما من مسيرته المهنية،فتبينت بعد ذلك حجم الكارثة وهول المصيبة وبؤس المصير المسلط على الجامعيين التونسيين الذين تحولوا الى »متسولين ذوي مستوى ثقافي رفيع »اذ لم ترتقي وتتساوى مرتباتهم حتى بمرتبات أعوان الصيدلية المركزية للبلاد التونسية؟؟؟؟؟؟؟؟ فحتى اذا اعتبرنا خضوع الجميع لسلم مرتبات الوظيفة العمومية،فكيف يبرر ياترى هذا التفاوت المجحف غير المبرر،بين أعوان مؤسسة دوائية حكومية برغم حساسية دورها في توزيع الأدوية،وبين مؤسسة رائدة محورية مهمتها تخريج الكفاءات والمهارات بأنواعها،فهل من المعقول أن يتساوى مرتب المساعد الجامعي مع مرتب »الغفير »أو « العساس »في الاصطلاح التونسي في الصيدلية المركزية التونسية؟؟؟؟؟ أما التهميش المعرفي فهو ناتج عن محدودية دخل الجامعي التونسي،وعن عدم قدرته على مواكبة الاصدارات،وحضور الندوات،وحرمانه من أدوات العمل الضرورية(في ماعدا * المؤسسات التطبيقية المنفتحة المتعاونة مع المحيط الاقتصادي)فتحولت العديد من معاهد وكليات التعليم العالي الى معاهد كبرى،ينعدم فيها البحث العلمي الذي ظل مركزا في كليات العاصمة بدرجة أساسية،فكيف يبرر هذا التفقير المادي(طبقا لمنظومة انصاف الاعلامية)المسلط سيفا على رقاب الجامعيين التونسيين،برغم أن وزارة الاشراف الماجدة تنفق الأموال الطائلة في البنية التحتية،وتكثر من المعاهد والمؤسسات عملا بنظام لا مركزية التعليم العالي تقريبا للخدمة الجامعية من مختلف الجهات والمناطق،ولا تتردد حتى في تمويل بعض مؤسسات التعليم العالي الخاص ،برغم أنها مؤسسات استثمارية خاصة،لا علاقة لها بالتعليم العالي العام،فهل أن الاستثمارفي البناءات ،والتعليم العالي الخاص،وفي تركيز الجامعة الافتراضية(برغم أن حياة الجامعيين التونسيين كادت في ذاتها أن تصبح افتراضية،وغيرذات مدلول ومضمون؟؟؟)هو أهم من احقاق حقوق الجامعيين ومساواتهم على الأقل بعسسة وأعوان الصيدلية المركزية التونسية؟؟؟ ولعل من غريب الأطوار ومن المضحكات المبكيات أن نلاحظ ،أن بعض الجامعيين التونسيين من الذين تنغلق في وجوههم السبل،ويفشلون في تحقيق فرحة الحياة الموعودة في تونس الألفية الثالثة يهاجرون الىالخارج ،فيلتحقون بامهات المؤسسات البحثية فيحققون النتائج الباهرة،ويتوصلون الى الاختراعات والاكتشافات بانواعها،فيقع استقبالهم وتكريمهم،واعتبارهم من الأبطال الفاتحين،فهل كان هؤلاء يصلون الى ما وصلوا اليه من نتائج،ويتحصلون على هذه الحظوة،وهو يعانون من الفقر المادي،والقهر الاداري،والتهميش المعرفي المفروض؟؟؟؟؟  


قصـــــــــــة قصيرة : بطاقة زيارة

  بقلم خالد الكريشي *   علامات الطريق تهت عن بيت صديقي فسألت العابرين قيل لي: إمش يسارا سترى خلفك بعض المخبرين حد لدى أوّلهم سوف تلاقي مخبرا يعمل في نصب كمين إتجه للمخبر البادي أمام المخبر الكامن وإحسب سبعة…ثم توقف تجد البيت وراء المخبر الثامن في أقصى اليمين *** حفظ الله أمير المؤمنين فلقد أتخم بالأمن بلاد المسلمين أيّها الناس إطمئنوا هذه أبوابكم محروسة في كل حين فأدخلوها بسلام ….آمنين.                                      أحمد مطر  

 
شمس شهر أوت بهذه المدينة ملتهبة جدا وحارقة تجعل الجوّ القائظ  أكثر إختناقا وصعوبة في التنفس،تغذيها رطوبة دائمة ممزوجة بالأتربة والغبار،شوارع شبة مقفرة بعد أن هجرها أهلها والباقي إحتمى بالمنازل والمقاهي ،يسير في الشارع الرئيسي للمدينة الذّي تقع فيه المحكمة الإبتدائية والولاية وبعض المؤسسات الحكومية فيخال نفسه في إحدى شوارع العراق أو فلسطين أو أن البلاد تعيش حالة طوارئ غير معلنة ،حاجز للشرطة يليه حاجز وبين الحاجز والحاجز يعترضه حاجزا يقف فيه أعوان الشرطة بجميع أصنافهم من أصحاب النجوم والنياشين إلى أعوان الشرطة بالزّي المدني ،صورة كررت نفسها منذ خروجه فجرا من العاصمة إلى حين وصوله للمدينة صباحا وإستقباله بلافتة بيضاء كبيرة مربوطة لعمودي كهرباء كتب عليها بخط كوفي بنفسجي جميل » مرحبا بكم ،أدخلوها بسلام أمنين »،كان يقف في كل حاجز ربع ساعة على الأقل للتدقيق في هويته والقيام بإجراءات تفتيش والتثبت من أوراق السيارة ثم يتركوه ليتسلمه الحاجز الموالي.  ترّجل حاملا محفظته بيد،واضعا تحت إبطه زيّ المحاماة الأسود ،ثم دلف إلى أحد المقاهي القريبة ليطفأ ظمأه ،وجوه كالحة تتأبط طاولات وكراسي قديمة،وقد فعل فيها الجوع والفقر فعله،يقهقهون ويبتسمون بأسنانهم شديدة الإصفرار،فيظهر فعل التلوث والماء والهواء الفاسدين على نواجذهم وقد تحالفوا جميعا ضدّهم، حدّث نفسه: يظهر أن الشئ الوحيد الذي شبع منه بعضهم في حياتهم هو الجوع! وينزف العرق من كل بقعة في أجسامهم النحيلة ،لقد عايش مثل هذه الوجوه أيّام الجامعة وكان أحد زملاءه الطلبة من أبناء هذه الجهة خفيف الدم ،ظريفا كثيرا ما يستهزئ بنفسه في مرارة قائلا: فعلا إننا نعاني من عديد المشاكل والأزمات ،وأعظمها وأخطرها إطلاقا  « أزمة جمال  » فلا يوجد لدينا مناظر طبيعية جملية ولا بحر ولا نهر ،لا زرع ولا ضرع ،ماء مالح كالح وهواء فاسد،وجهتنا خالية من النساء الجميلات … ثم يردف دائما وبمرارة إنّي أنا أجمل جميلات نساء جهتنا !!  فقد كان يتمتع بقدر من الوسامة والقبول،تمنى لو يلتقي به ولو صدفة. أثار إنتباهم وفضولهم وهمساتهم ،سمع أحدهم يقول بصوت مرتفع كأنه يريد من الجميع أن يسمعه:أي حرّ هذا،ألا يكفينا ما حصل منذ شهر جانفي من جوع وبطالة وموت ورصاص ومداهمات وإعتقالات كي تفتح جهنم علينا إحدى شبابيكها ؟ماذا فعلنا في دنيانا لنعقاب هكذا؟. يجيبه الشيخ الجالس بمفرده: أستغفر الله العظيم ،نحمد الله على كل شئ،إتق الله يارجل !!!. رد عليه آخر بصوت منخفض كأنه يكلم نفسه : الحل هو الهروب وتغيير هذه البلاد ببلاد أخرى والمسألة لا تتطلب سوى ساعات سفر قليلة غربا وستجد نفسك في عالم آخر…..!! قطع الطريق ودنا من باب المحكمة المغلق بأجساد عشرات أعوان الأمن مفتولي العضلات وسط جلبة وضوضاء ،ضجيج وعجيج ودفع للمواطنين الراغبين في حضور المحاكمة ،إحتج أحدهم على أعوان الشرطة : »ألم تقولوا أنها محاكمة علنية …،نريد حضور المحاكمة.. » يرد عليه عون أمن بالزّي المدني بكلمتين فقط لا ثالثة لهما : » ممنوع ،تعليمات » يتمسك الآخر بحقه في الدخول وحضور المحاكمة يرد عليه نفس عون الأمن  ثانية… بلكمة على أنفه فسال الدم حتى وصل رقبته!! إزداد الوضع سوءا وتعكرت الأجواء ،حاول الدخول بصعوبة ،صاح كبيرهم في أعوانه : »أتركوه ،أتركوه يدخل …أستاذ …أستاذ. » وأخيرا تمكن من الدخول ،تحصل على بطاقة من قاضي التحقيق لزيارة بعض موقوفي أحداث التحركات الإجتماعية الإحتجاجية بالسجن مستغلا تأخر إنطلاق المحاكمة ،وخرج بنفس الطريقة التي دخل بها ،فلم يتغير الموقف ،تدافع وسجال بين المواطنين وأعوان الأمن ،كر ّو فرّ متواصلين …. إمتطى  سيارته التي وضعها في أحد الأنهج المجاورة وإنطلق إلى السجن ،لم يسر إلا أمتار قليلة حتى لمح عبر المرآة العكسية سيارة تتبعه ،كانت السيارة رباعية الدفع،لونها رمادي يميل إلى السواد،ذات لوحة تسجيل زرقاء،بها شخصين، السائق ومرافقه ،لون السيارة مختار بدقة يتماشى مع هذه الأجواء،أراد التيقن من أنه معني بهذه المتابعة ،غيّر طريق سيره وعرّج على اليمين متجها وسط المدينة سالكا بعض الأنهج الضيقة التي لا يعرفها ولم يسبق له أن سلكها من قبل ،لم يتركه سائقها يغيب عنه لحظة واحدة ،كان يسير وراءه مباشرة بنفس معدل السرعة التي يسير بها ،توقف أمام محل هاتف عمومي ونزل ليقتني بطاقة شحن هاتف جوال، توقفت السيارة الرمادية بدورها ولم ينزل منها أحد ،تابع سيره والسيارة مازالت تتبعه غير أبه بها وقرر أن لا يعرها أي إهتمام ،إلى أن وجد نفسه في الطريق الرئيسي المؤدي إلى العاصمة ،أه !!لقد ظل الطريق ،السجن ليس بهذا المكان ،لا يوجد بالطريق أية علامة من العلامات الدالة على طريق السجن  ،طريق بلا لافتات وبلا علامات يسير في المجهول ويتقدم على طريق مسدود ،من يرشده والطريق مقفر وخال ؟توقف …لا يوجد بالطريق سواه والسيارة الرمادية خلفه رابضة ومحركها يشتغل …فجأة لمح أحد الفلاحين مغادرا بستانه يحمل على كتفه مسحاة وبيده قفة رثّة يتدلى سعفها للأرض ،إقترب منه للإسترشاد عن مكان السجن ،وقبل أن يبادره بالتحية ،وقفت السيارة الرمادية بجانبه مباشرة ،أنزل مرافق السائق صاحب بشرة سمراء البلور وسأله مبتسما: أستاذ طريق السجن ليس من هنا..صمت،لم يجبه ..،يواصل الفلاح سيره غير مكترث بما يجري حوله ،ثم أضاف قاطعا حبل الصمت : إذا رغبت في مساعدتك فأتبعنا ،سنوصلك إلى السجن!! ،أجابه ساخرا : ،يا لطيف إني ذاهب إلى السجن للزيارة وليس للإقامة هناك !!أردف :لا تخف ،ثم قفل راجعا سالكا طريق السجن الصحيح وسار خلفه مبتسما :كيف إنقلبت الصورة فجأة وأصبحت سيارة المخبرين – التابعة – تسير في الأمام وسيارته – المتبوعة-  تسير خلفها،تذكر ما كتبه جمال الغيطاني في رائعته « الزيني بركات » وتذكر بطل روايته كبير « البصاصين » – المخبرين – الزينى بركات بن موسى الذّي تفنن في إختراع أسلوب جديد للمتابعة والمراقبة والملاحقة والمتمثل في سيره في الأمام ويسير خلفه من يريد هو متابعته ومراقبته عوض أن يتبع هو من يريد متابعته ويسير خلفه!! وطبّق هذا الأسلوب بنجاح مع الطالب « سعيد الجهيني » وأعطى أكله إذ كان الزيني بركات  يعرف كل صغيرة وكبيرة عنه …عن نواياه وأحلامه وعدد دقات قلبه ويعد عليه أنفاسه كل حين،وكم يجامع زوجته في اليوم …! داخل السجن ،وبغرفة الإستقبال كان السجّان الممتلئ جالسا تحت صورة كبير جميلة لأمير المؤمنين وضعت في إطار فضّي ،لا تفصله عن الطاولة غير بطنه المنتفخة ،ووجهه الممتقع الذّي لا يمكن تحديد ملامحه ،إن كان سعيدا أوحزينا ،وقف مشدوها أمام جمال الصورة التي حيكت بشكل تجعل عيون أمير المؤمنين تنظر إليك من كل الزوايا وفي أي مكان تقف فيه. بادره بالتحية ،رد السجّان بإقتضاب وكان وجهه مكفهرا وعبوسا :أهلا بك أستاذ؟ . مد إليه بطاقة الزيارة والبطاقة المهنية ،نظر إليه قائلا :إنتظر دقيقة واحدة. ثم غادر الغرفة وأخذ يتكلم في هاتفه الجوال ،كانت تصله من المكالمة بعض العبارات لا غير : »لوحده…حاضر …..بالعربية …حاضر …إتفقنا ….حاضر….نعم ختم واحد …حاضر ،حاضر إتفقنا.. » فقد كان يسمع أكثر من أن يتكلم،وبعد دقائق قليلة عاد إليه ،خاطبه بأكثر حدة وصرامة :أستاذ لا يمكنك الزيارة!. –  لماذا؟ – بطاقتك غير قانونية! -أي بطاقة؟؟،بطاقة الزيارة أم البطاقة المهنية ؟؟ – بطاقة الزيارة! – ما بها ؟أخذها من يده متأملا فيها ثم أضاف: – البطاقة واضحة،مكتوبة باللغة العربية،إسم الموقوف على الرابع صحيح ،إسم المحامي صحيح ،التاريخ صحيح،إمضاء حاكم التحقيق سليم وبها ختمه الواضح .!!! » -بطاقتك بها عيبين :الأول ينقصها ختم أمير المؤمنين! والثاني إنّها محررة باللغة العربية ! وإذا رغبت في الزيارة ،فما عليك إلا الإستجابة لهذين الشرطين والإدلاء ببطاقة مكتوبة باللغة الفرنسية وبها ختم أمير المؤمنين!. -هذا غير معقول وتصرف لاقانوني..! – أستاذ… إنك ممنوع من الزيارة! – لماذا؟ – هكذا! – ماذا يعني هكذا؟ – يعني أنّي عبد مأمور!  ثم أضاف بكل لطف ومرارة: –  » ممنوع، تعليمات « !! – حسبنا الله ونعم الوكيل!  غادر السجن متأففا ،أحسّ بإنقباض شديد ،ركب سيارته و قفل راجعا للمحكمة ،كانت السيارة الرمادية في إنتظاره أمام السجن … ———– (صحيفة الموقف ،لسان الحزب الديمقراطي التقدمي العدد 470 بتاريخ 31 أكتوبر 2008)


إلى هذا أدعو الشيخ الزمزمي

 

مسلم الصغير (تعليق على مقاله وردا على بعض المتحمسين له حمية ودعوة خير أدعوه لها) ليس هذا انتقادا وإنما نصيحة للشيخ الذي نجله ونحترمه جميعا، وأظنه لو رد على كلامي لقال خلاف مقالة المدافعين عنه حمية دون ترو. إذا استمر الحال على ما هو عليه ودخل في المجادلات أهل الاحترام فإن الخطر سيصبح جسيما، فلكل قول جواب. وقد يستدرج مثل هذا الخطاب البعض إلى الفرار إلى الصف الآخر. تذكروا أنكم في مواجهة مع النظام، وأن أحكام الشرع تقتضي عدم العقوبة في مثل هذه الظروف، خوفا من فرار المسلم إلى صف العدو. أراكم تخطئون تصويب السهم، وتعينون الشيطان على إخوانكم. من فهم كلامي انتقادا للشيخ فقد أخطأ ومن أخذه حمية، لا أظن الشيخ الزمزمي نفسه يقبلها، فقد أخطأ أيضا. من ظن أني أدافع عن الونيسي فقد أخطأ أيضا، بل أتمنى من كل قلبي أن يثوب إلى رشده ويتراجع عن قوله الذي لم أفهم مبرراته إلى الآن. أنايا إخوتي أخشى أن يزداد الأخ الونيسي فرار إلى الأمام بهذا النمط من التتبع على كل كلمة، أخشى أن يزداد ضرره على نفسه وعلى إخوانه إذا أحسب الاستفزاز مما يقال ضده، كنت أتمنى أن يقول الشيخ كل ما قال ولكن دون أن يجعل الونيسي أو النمري ساحة للمعركة، كنت أتمنى أن يفعل كما فعل الشيخ راشد مع الهاشمي الحامدي حين تجاهله وتجاهل كلامه ولم يشغل نفسه به، بلوجه حديثه إلى الناس وصوب كلامه إلى الظالم الأول والأصلي، وأظن كذلك أن الحديث والتشريح أمام عيون الناس قد يستنهض الهمة في الانتصار للنفس، ولا أظن الشيخ يعدم طيب اللسان ولطف القول إذا تحدث في الهاتف مع الونيسي وصارحه بما وجد في كلامه، أظن أن هذا هو شأن العلماء وأنا أحسبه منهم وأظن أن ذلك أجدى نفعا. وحتى إذا لم يؤدي إلى توبة وعودة، فإنه لا يزيدنا أعداء من داخل الصف، وأنتم تعلمون خطر ذلك. من ظن أني أردت بالشيخ إساءة فأنا أستسمحه الآن وأقبل يده إكراما ومحبة، وإني وإن شددت القول شيئا ما فلما أجد من المرارة. في كل مرة يطلع علينا أحدهم بتقليعة جديدة، ولم نعد نفهم ما الذي يجري، ومن هو داخل الصف ومن هو خارجه؟ ما هو رأي الحركة؟ ومن يحسب رأيه عليها ومن لا يحسب؟ فليفدني إخواني جزاهم الله خيرا وقولوا كلمة خير يا عباد الله، فأنا صرت أرى الحركة اليوم قد بدأت تضطرب اضطرابها في أوائل التسعينات، حين انفرط العقد ولم نعد ندري أين نمضي أو أين نولي؟ ثم انصرف كل يلتمس مفرا من كلاب الصيد التي لم تدع جهدا في تتبعنا، تتحسسنا وتقتنصنا الواحد تلو الآخر، ونحن وقتها لا زلنا نحلم بأنها أزمة قصيرة يجتمع بعدها الشمل، ولم نكن ندري أننا قد أصبحنا في أيدي الكلاب المسعورة تتلهى بنا في غير عجلة. انتبهوا يا عباد الله. وأتمنى على الشيخ أن يكف عن هذا الأسلوب في المواجهة لأن المتحمسين له سيكونون أشد منه حماسا لآرائه وقد يتضرر من نصرتهم له. يا أيها الشيخ الكريم لعلك تقول أن بيان الحق أولى من مجاملة الأشخاص. أقول بلى ولكن اجعل خلافك مع المحسوبين على الصف خافيا عن الناس، وقل ما ترى من حق في نظام بن علي فلا أحد يلومك فالخصومة معه ظاهرة ومفهومة وظلمه ظاهر ومعروف. وأزيد أيها الإخوة بأن جبهات الصراع مع النظام تدور حول خمس نقاط: ساحة الداخل ما قبل السجن، وانتصر النظام فيها نصرا كبيرا واستطاع إقصاء الحركة وتجميد حركتها مستعينا بجريان الظروف الدولية لمصلحته. وهذا لا ينكره أحد. الساحة الثانية هي ساحة التعذيب والتحقيق الدموي. وحقق فيها النظام مكاسب كبيرة رغم صمود الرجال وهم كثير. ولكن آلة الغيستابو كانت ضارية وتمكنت عبر التعذيب من التوصل إلى أغلب أفراد الحركة حتى المتعاطفين، أو قل حتى البعيدين عنها تماما. وكان أيضا أن استطاع المحققون الدمويون الساديون إيصال بعض ضحايا التعذيب إلى حالة تشبه حالة غسل الدماغ. واستغلوا انهيارهم أبشع استغلال لتمرير أخيلتهم الكاذبة واستئصال المسلمين وذبحهم. بل وأكثر، حاولوا مواصلة استغلال هؤلاء الضحايا حتى يكونوا شهود باطل على إخوانهم في ساحات المحاكم، وهذا كان أيضا باحة صراع وإليها سأعود. الساحة الثالثة هي ساحة السجن. لم يكتف النظام باستئصال الحركة في الخارج بل اعتقد أنه ما دامت الفكرة حية فإن انبعاثها من جديد هو مسألة وقت، فحاول بالتالي قتل الفكرة في أذهان حامليها المسجونين، وجعل عليهم العيون داخل الغرف بشكل يشبه أسلوب المحاصرة الفردية. وفي فترة ما منعت الكتب والمصاحف ومنعت صلاة الجماعة إلا اثنين اثنين. وأصبح لكل سجين سياسي قرين يعينه له البوليس يسمى « ولد الماكلة » « صاحب الأكلة »، لا يجوز له الحديث أو الصلاة أو الأكل أو اللعب إلا معه، بل وحتى الابتسام. ولا يجوز أن يقف سجينان سياسيان الواحد أمام الثاني في الحساب، بل لا بد أن يفصل بينهما سجين حق عام. ونفس الأمر عند النوم وكذلك عند الخروج إلى الفسحة. وحدث أن عوقب أحد الإخوة 10 أيام سيلون لأنه ساعد سجينا كبيرا في السن على عصر « زاورة » لأنه لم يكن قرين أكلته. وعوقبت أنا مرة لأني جلست على « سطل » دلو لم يكن لقرين أكلتي. وعظم البلاء… واشتد على الرجال… وزاد واستمر ثلاث سنين أو يزيد. وتراجع الإخوة في الأول، ليس جبنا، وإنما خوفا من زيادة العناء على العائلات التي ستتحمل تبعة أي تحرك. ولكن فاض الكأس وكان كلاب بن على كلما تأخر الإخوة خطوة ازدادوا خطوات في ظلمهم، حتى كان آخر ما أرادوا هو منع الصلاة اثنين اثنين، لنصلي فرادى، والأخرى هي منع صلاة الفجر قبل الحساب، أي الساعة الثامنة، وهو ما يعني أن نصليها قضاء. وكان لله رجال، وكر الأبطال كرة خرت لها كلاب النظام، وانطلقت الإضرابات، فجوَّعوا البطون ليطعموا المبدأ والحق، فكان منهم من مات تحت الإضراب، وكان منهم من قارب الموت، وكان منهم من كتب الله له طعام بطنه وحريته التي يطلب، وبدأت كلاب بن علي تتقهقر تحت إضرابات الجوع، وتبلبلوا بلبلة عظيمة، فبعض إخواننا وصل به الأمر إلى شرب مواد التنظيف فاضطر النظام إلى أخذهم إلى المستشفيات وهو لا يريد فضائح. ومن ذلك الوقت أصبح إضراب الجوع هو السبيل الوحيد لتحقيق أي مكسب داخل السجن، وتعود إخوانكم أيضا على هذا الأسلوب، وأذكر فيما أذكر إضرابا قمنا به وشارك فيه أخ كان مريضا بالقلب وحمل بعده إلى المستشفى وأصر على إضرابه حتى كف عنه جلاده « بلحسن الكيلاني ». وأذكر عم نور الدين الشلاخي، إمام قديم لمسجد جربة، وكان عمره عندها 69 عاما، وأذكر عينيه الذابلتين من الجوع والجهد، وإصراره حتى كفت عنه يد الجلاد. فاللهم ارحم عم نور الدين حيا كان أو ميتا، ارحمه يوم تجمع الخلائق، وقبل أن تجمع الخلائق، وإلى أن تجمع الخلائق، وسلم عليه أمانة عندك يا رب فإني أحبه، وبحبك أحببته. لقد انهزم النظام في السجن شر هزيمة أيها الأحباب هزيمة ليس بعدها هزيمة، وانتهى مشروعه إلى تباب، فتبا لهم ولما فعلوا إلا أن يتوبوا. الساحة الرابعة هي ما بعد الخروج من السجن. فرضت علينا أيضا فيها سياسة المحاصرة الفردية، حتى كنا نخشى أن نلتقي صدفة في الحافلة أو الطريق، أو أن يرانا الكلاب فينكلوا بنا وكنت أنا، وحالتي أخف من غيري، أطوف كل يوم حول ما أسميه مثلث البرمودة. المنطقة ومركز الشرطة التابع للسكنى ومركز الشرطة حيث أعمل، وأحيانا يبتلعني البرمودة وأحيانا يتركني. وكان أحدنا يخاف حتى من الجلوس أو الوقوف مع الناس العاديين، رأوني مرة مع زميلين فأخذوا بطاقاتهما واستدعوهما وهددوهما، فتركت بعدها الحديث مع الناس العاديين في الطريق العام. حتى في هذه الساحة حقق النظام انتصارات ومكاسب ولكنها بدأت تدك بعد خروج الأسود الذين استيأسوا من النظام ولم يعد عض كلابه يفت من عضدهم، ولا تزال المعركة جارية ونسأل الله الثبات والتوفيق. الساحة الخامسة هي ساحة المهجر، والنظام يحاول الآن فيها تحقيق مكاسب بأساليب شتى، كعرض الحلول الفردية وتحريك بعض الصادقين والمستيئسين بمشروع حل على مقاس النظام حتى يحقق بعض المكاسب لأنه مني في الخارج بخسارة كبيرة. أقول، معارضا الشيخ هنا، وأعود إلى محاولة النظام استغلال انهيار بعض الإخوة وإطماعهم بوعود تخفيف حتى يشهدوا على إخوانهم باطلا في ساحة المحاكم. إخوانكم في السجن لم يفرطوا في هؤلاء الذين انهاروا، وأعادوا بناءهم وأحسنوا إليهم وآزروهم، وأعانوهم بكل وجه، ولم يجعلوهم في صف الظالم، فكان أن خسر النظام هنا المعركة أيضا وتراجع الإخوة الذين انهاروا عن الشهادة الباطلة أمام المحاكم، وذلك بفضل لين القول وعدم الإقصاء. بفضل المؤازرة والوصية الحسنة واعتبارهم أبناء الصف في كل الأحوال. إلى مثل هذا أدعوا الشيخ. حتى لا ينتصر النظام هنا أيضا. معركتنا اليوم معركة صفوف، لن نترك له أحدا من صفنا، وحتى الخارج علينا سنستثنيه من المعركة، فمن يدري لعل حسن العهد يجعله يعود. السلام عليك، سلاما غير متزلف، تقر به عينك ويطمئن به قلب من يحبك منصفا، وتهدأ به ثورة من يحبك حمية. (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 8 نوفمبر 2008)


دور الوطنيين المؤمنين

بسمه تعالى الأخ الفاضل السيد مرسل الكسيبي،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،نهنئكم بعودتكم إلى أرض الوطن و إلى الأهل والأصحاب والأحباب وحسن تقديركم واستقرائكم الصحيح لواقع بلادنا ، إن دور الوطنيين المؤمنين بهوية شعبهم و الحريصين على استقلال القرار الوطني والمحافظين على المكاسب الوطنية على امتداد قرن من الزمان ومن أهمها الدولة والدستور المكونان الأصليان لماهية الشعب التونسي وشخصيته العربية الاسلامية في محيطها المغاربي والمتوسطي، هم اليوم الضمان الوحيد لديمومة الشعوربالإنتماء الوطني و إخراج الوطن والمواطن من جدلية العلمنة والسلفنة،و يجب علينا كل من موقعه أن يبين الثراء الفكري و السياسي والإجتماعي والفلسفي لتاريخ وطننا ومنطقتنا و قدرتنا على إنتاج رؤية شاملة لا غربية ولا شرقية ، بل أمر بين أمرين و إن شئنا قلنا برزخا بين عالمين ، إن التقدم الإقتصادي والإجتماعي وحتى السياسي في بلادنا أمر ظاهر وواقع محسوس خصوصا في المدن الساحلية لن يكون ذا جدوى و لن تكتب له الديمومة بدون رؤية وطنية جامعة مانعة توازن بين الأصالة والحداثة وتبني ثقافة فاعلة تنبذ المسخ والنسخ و تدعوا إلى العقلانية في التفكير والحرية في المجال السياسي والعدل في المجال الإجتماعي و بناء شخصيتنا الحضارية المتميزة الممانعة والمواجهة للعملية الإستعمارية التي لن تتراجع أو تنكفئ إلا بفعلنا، فالإستقلال عن الغرب إما أن يكون شاملا أو لا يكون. إننا نشهد إضمحلال للروح الوطنية لدى النخب الإقتصادية والسياسية والثقافية وأزمة في التفكير ، لا يكفي بناء الأبراج و العمارات و الطرق السريعة بدون بناء دولة الإنسان ، نحن مازلنا نتعاطى مع منتجات الحضارة لا الحضارة ذاتها، فسن القوانين الجاهزة و نقل تجارب ثبت فشلها وإسقاط مفاهيم فلسفية وفكرية غريبة عن تاريخنا و عقيدتنا يساهم في حالة تنمية الفساد الشامل، وتدمير الإرادة السياسية. أمام التحديات  التي تواجه عالمنا، وما الأزمة المالية إلا مظهرا بسيطا لبداية أفول عالم ما بعد سقوط الأندلس ، يتحتم علينا جميعا تحمل المسؤولية الكاملة في حماية وطننا وأهلنا وتجديد الروح الوطنية الجامعة والبحث على الحلول الناجعة بمشاركة جميع مكونات شعبنا، خصوصا ونحن على أبواب سنة إنتخابية هامة، ربما تؤسس لحالة سياسية جديدة طال إنتظارها. على التيار الوطني الإسلامي أن يبلور أفكاره و يتحرر من الخطاب الخشبي المتكلس و من شخصيات أصبحت غريبة عن وطنها وشعبها ويعمل  من خلال مرجعية الإسلام كدين و فلسفة وهوية لنقل الخطاب الإسلامي الكلاسيكي إلى خطاب فكري معاصر لتفعيل دور النخب الثقافية المؤمنة بقدرة الإسلام على قيادة الحياة سياسيا واقتصاديا ومعرفيا، لنكون قادرين للمشاركة مع كل المخلصين لدينهم ووطنهم في المشروع الوطني التونسي الجامع. عماد الدين الحمروني تونس 8 نوفمبر 2008


حقائق حول أحداث مدينة فريانة(الجـزء الأوّل)

 

 
انطلقت الحركة الاحتجاجيّة في الحوض المنجمي في شهر جانفي 2008، بينما اندلعت المواجهات في مدينة فريانة بعد خمسة أشهر. حركتان سلميّتان في ولايتين مختلفتين شكّلتا حدثا بارزا لم تشهد البلاد نظيرا له في تاريخها، ورغم أن الأسباب المباشرة للأزمة في الحوض المنجمي تختلف عن تلك التي تتعلق بمعتمدية فريانة، فإن الأسباب غير المباشرة تتشابه إلى حدّ كبير وهي في الأصل تراكمات للأوضاع الاجتماعية المزرية تتصدّرها البطالة التي مسّت كلّ الأعمار والمستويات، أمّا الأوضاع المعيشيّة للسكّان فإنها لا تطاق حيث أثرت البطالة على الدّخل الفردي والعائلي مقابل ارتفاع الأسعار الّذي رافقه تقليد لنمط المعيشة(الفئة المحظوظة) التي تستوجب توفير كل مستلزمات الراحة والرّفاه. أمّا الأوضاع الاقتصادية فإنها تتلخص في فشل السّياسات التنمويّة الجهوية والمحليّة على حدّ سواء حيث تراجع النشاط الزراعي وعوّضه العمل في الأنشطة الإستخراجيّة (العمل في المقاطع) وقد ساعدت السّياسة اللّيبراليّة التي أعطت امتيازات للمستثمرين في تراجع الشغل في القطاع الفلاحي الّذي لم يلق التمويلات الضروريّة كما أن المصانع المنتجة بالمعتمدية لا تشغـّـل سوى عدد قليل من العمـّـال. تمثـّـل بطالة أصحاب الشهادات العليا السّبب المباشر لاندلاع المواجهات بين الأهالي وقوات الأمن في فريانة، فهذه الفئة الاجتماعية المهمّشة بلغ بها الصّبر منتهاه، إذ أن التردّد على مكتب التشغيل التابع للمعتمدية للمطالبة بالعمل لم يجد نفعا. انطلقت أحداث فريانة في مصنع سـوطـاسيـب: فهذا المصنع المتخصّص في إنتاج الإسمنت الأبيض يعدّ من أهمّ المصانع في البلاد التونسيّة والأوّل من نوعه في القارّة الإفريقيّة، تأسّس سنـ1983ـة وتمّ الشروع في بناءه سنـ1985ـة في المنطقة الغربيّة لهذه الجهة، انتهت أشغال البناء سنـ1987ـة ودخل المصنع مرحلة الإنتاج الفعلي في سنـ1988ـة ويقدّر الإنتاج السّنوي بمائة وثمانين ألف طن (180 ألف طن) وتقدّر مدّة حياة المصنع بثمانين سنة. ساهمت تونس والجزائر في رأس مال المصنع بنسبة أربعين بالمائة لكلّ من البلدين هذا، إضافة إلى مساهمة البنك المغاربي (BCMA) بنسبة عشرين بالمائة من رأس المال. ينتج المصنع الإسمنت الأبيض الّذي يتمّ استعماله في صناعة مربّعات الفسيفساء والجليز وكذلك صنع الخزف وتركيب الموادّ الصحيّة إضافة إلى استعماله في صنع الخرسانة المسلّحة الفاتحة وكذلك يعدّ ماسكا في الطّلاء المرشوش، يصدّر هذا المصنع الإسمنت الأبيض إلى المغرب وليبيا وساحل العاج… يشغـّل أكثر من ثلاثمائة عاملا قارّا وثلاثين عاملا موسميّا ويتمّ انتداب العمّال عن طريق مكتب التشغيل بالمعتمدية. من هذا المصنع انطلقت الشرارة الأولى للمواجهات الدّامية بين الأهالي وقوات الأمن حيث قدم إلى المصنع أربعة شبّان وطالبوا المسؤولين عنه بتشغيلهم (للحصول على العمل في معتمدية فريانة يجب على طالب الشغل تقديم هبات لأحد المسؤولين وهو أمر أكّده أهالي هذه المدينة) فرفض هؤلاء المسؤولين مطالبهم واستدعوا الأمن فتمّ حجز الشبّان مدّة لم تتجاوز الأسبوع ووجّهت إليهم تهم إثارة الشغب وتعطيل سير العمل بالمصنع. أمّا الأسباب غير المباشرة لحالة الغضب والنقمة التي يشعر بها الأهالي فتتمثـّـل أساسا في البطالة والفقر الاجتماعي إضافة إلى مشكلة رئيسيّة أخرى: تتمركز المصانع (ريبولان – ب.م.ت) على مقربة من منازل السكّان ويتمّ استعمال متفجّرات ممّا أدّى حدوث تصدّعات في الجدران ناهيك عن سحب الغبار التي تغشى المنازل وتسبّب أمراضا مزمنة كحساسيّة الجلد والعين فضلا عن تأثيرها على غطاء النباتي وخصوصا أشجار الزيتون، وقد رفض المستثمر التونسي إيقاف نشاط المصنع ووعد في المقابل بتشغيل فرد من كلّ عائلة تضرّر مسكنها ويقدّر عدد هذه المساكن بأكثر من خمس وعشرين مسكنا. هذا المستثمر لم يلتزم بوعوده ولم ينتدب العدد الّذي أشار إليه وقام بطرد العديد القليل من العمّال الّذين وقع انتدابهم بشكل تعسّفي وبتعلاّت وهميّة. أمّا من يشتغلون في المصانع والمقاطع الموجودة بمعتمدية فريانة فإنهم يعانون الأمرّين حيث يشتكون من ظروف العمل السيّئة: يحتاج العمال على سبيل المثال إلى الاغتسال بالماء إثر انتهاء العمل في المقاطع والمصانع (100% غبار وأتربة) لكن المستثمرين رفضوا بناء بيوت استحمام للعمّال، كما أن ظروف النقل لم تتحسّن رغم تعاقد أصحاب المصانع مع شركة النقل الجهوي لولاية القصرين، كما أن الأجور لا تفي بالحاجيات الأساسيّة خصوصا أمام ارتفاع أسعار الموادّ الغذائيّة والاستهلاكية، زد على ذلك عدم تمتع العمّال بحقوقهم: الضمان الاجتماعي، العلاج، التعويضات إثر حوادث الشغل… كما سبق أن ذكرنا، فإن معاملة الشبّان الأربعة بإيقافهم بالسّجن كانت دافعا لقيام أصحاب الشهائد العليا وأولياءهم وكذلك النساء والعاطلين عن العمل دون مستوى تعليمي وحتى الأطفال والشيوخ باعتصام أمام مقرّ المعتمدية يوم الاثنين 02 جـوان 2008 وفي كلّ مرّة يتقدّم أحد حاملي الشهائد العليا ويلقي خطابا أمام الحشد مبيّنا فيه وضعيّته الاجتماعية الصّعبة وحالة البطالة المتواصلة وقد بلغ الغضب بأحد العاطلين (ممّن لا يحملون شهادة علميّة) بأن قام بسكب الدّهن على معتمد المدينـة ! إثر ذلك دخل مجموعة من الشبّان لمقابلة المسؤول الأمني (رئيس منطقة الأمن بمعتمدية فريانة) الّذي طلب منهم تقديم عريضة تشمل مطالبهم جميعا، لكن الأهالي طالبوا بحضور الوالي شخصيّا إلى المعتمدية ليقدّموا له مطالبهم مباشرة. في الأثناء قام أستاذ تعليم ثانوي عن العمل (ينتمي إلى أحد الأحزاب المعارضة ويدعى ع. ز) وألقى خطابا أمام الجميع وطالب الأهالي بضرورة التمسّك بحقوقهم في الشغل. بدأت المواجهات إثر قدوم أحد رموز الحزب الحاكم (ويدعى ف. ش) بصحبة مجموعة من الشبّان وقاموا بالاعتداء بالعنف الشديد على هذا الأستاذ فتعرّض إلى إصابات بليغة نقل على أثرها إلى المستشفى المحلّي. تعاطف المواطنون مع المصاب وآزداد الأوضاع تأزما إثر تصريح هذا الشخص (ف. ش) بأنه « يحكم البلاد » أي فريانة وبأنه سيستعمل القوّة ضدّ المواطنين لكبح جماحهم، هذا التصريح العلني أثار حفيظة المواطنين فاندلعت مواجهات واشتباكات بالأيدي والعصيّ بين مواطني مدينة فريانة والشبّان الّذين قدموا مع هذا المسؤول الحزبي فتدخـّـلت قوات الأمن: هذا التدخـّـل حوّل الصّراع والمواجهات فكان العنف متبادلا بين الأمن والمواطنين وتطلّب الأمر استدعاء تعزيزات أمنية من القصرين وقفصة واستعملت الشرطة القنابل المسيلة للدّموع لتفريق الحشود وتعرّض أصحاب الشهائد العليا للضرب والتعنيف وتمّ إيقافهم في مركز الأمن، بينما قام المواطنون بحرق العجلات  في الطّرقات وألقوا الحجارة على سيّارات الشرطة وتواصلت المواجهات إلى حدود الساعة الحادية عشر وخمس وعشرين دقيقة صباحا (11:25) وشهدت المعتمدية حملة اعتقالات كبيرة. من الساعة الرّابعة عشرة إلى السّاعة خامسة عشر توقـّـفت المواجهات وفي السّاعة السادسة عشر اندلعت من جديد وتميّزت هذه المرّة باقتحام قوات الأمن للمنازل والأحياء المتفرّعة عن الطّريق الرّئيسيّة.  اللاّفت للنظر أن المواطنين لم يعتدوا على أيّ ممتلكات عامّة أوخاصّة كما أن قوات الأمن لم تستول على الممتلكات والأغراض الخاصّة بالأهالي عند اقتحام المساكن عكس ما حدث في مدينة الرّديّف حيث تمّ سلب ونهب الأموال والهواتف الجوّالة المصوغ… كما شهدت الأحداث تطوّرا حيث قام الأهالي بالهجوم على منزل الكاتب العامّ للبلديّة  وألقوا وابلا من الحجارة وهي رسالة غضب موجّهة الى رئيس البلدية الّذي يقيم رسميّا وبشكل دائم في منزله بالعاصمة ! تواصلت المواجهات ليلا لكن بشكل متقطّع وفي صباح اليوم الموالي تراجع عدد قوات الأمن بعد أن تمّ إيقاف عدد كبير من المتظاهرين وخيّم الهدوء الحذر على مدينة فريانة لكن على آمتداد الثلاثة ليالي المتتالية تواصلت المواجهات المتقطّعة في بعض الأحياء وتواصل حضور بعض قوات الأمن لأكثر من أسبوعين. بعد شهر من اندلاع الاحتجاجات الاجتماعية بمدينة فريانة وإثر إيقافات تجاوزت مدّتها العشرين يوما تمّت محاكمة أربع وثمانين شخصا (84) أطلق سراح المشاركين في المظاهرات والمواجهات وتمّ حجز أصحاب الشهائد العليا وبعض الشبّان وصدرت بشأنهم أحكام قاسية (كلّ متهم حكم عليه بأكثر من شهرين سجنا) لكن العفو شمل جميع المتهمين والموقوفين.  Goodway7312@yahoo.fr (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 79   بتاريخ 8 نوفمبر 2008 )  

لماذا الإصرار على التسييس؟

   

مرت الآن أكثرمن سنة على سلسلة من المقالات نشرناها بكل من صحيفتي « الموقف » و « مواطنون » دون أن نظفر برد واحد عليها   و لا ندري إن كان المعنيون يعتبرون ما نقوله لا يستحق الرد عليه أم أن ما أوردناه من معطيات دقيق و مفحم إلى حد يعجزون معه عن كل ردّ. نحن نرجح الاحتمال الثاني لأن أصحابنا لا يملكون أي ردّ لعلمهم أن صاحب هذه المقالات يملك من الوثائق و الأدلة ما لا يقبل الطعن و لا التشكيك.  على كل ، نحن لا نهتم كثيرا لهذا الأمر لأن باب الردّ يبقى مفتوحا أمامهم متى شاؤوا ذلك شريطة أن تقارع الحجة بالحجة و الدليل بالدليل و لكن السؤال الذي يؤرقنا هو الآتي : لماذا اتّخذت المسألة منحى سياسيا فاق حد اللزوم حتى بات الأمر وكأنه صراع بين جماعة مارقة و متمردة و جماعة أخرى متشبعة بمبادئ الحزب الحاكم و ملتزمة بفكره ؟ لماذا يصر المسؤولون في جهتنا على تكذيبنا و اعتبار المسؤول الأول عن التعاضدية ضحية مؤامرة  دبرتها له جماعة للإيقاع به؟ و هل بلغ به العجز حدّا منعه من الردّ على كلّ ما ذكر في شأنه كمسيّر أول للمؤسسة . يبدو أن ردوده لا تكون إلا في الزوايا المظلمة حتى لا تنكشف حقيقة أمره .   تدفع بنا هذه التساؤلات باتجاه مجموعة من الملاحظات نعتبرها على غاية من الأهمية. أولاها  أن التنمية في ولاية سيدي بوزيد هي آخر هاجس من هواجس المسؤولين فيها. فالمؤسسة ، في نظرهم ، ناجحة طالما أن رئيسها يواكب المسيرة السياسية و يباركها حتى و إن كانت المؤسسة مفلسة مثلما هو حال مؤسستنا . فلم نسمع بمسؤول حوسب في هذه الولاية لأنه كان وراء إفلاس مؤسسة ما ، على العكس من ذلك يكرّم المسؤول الفاشل و يترقى ليزيد ذلك في إحباط المسؤولين ذوي الكفاءة و القدرة. الملاحظة الثانية تشير إلى أن فتح ملف من قبيل ملف تعاضدية الخدمات الفلاحية « قمودة » بسيدي بوزيد هو فتح لملفّ شامل يتناول كل أوضاع الجهة و هذا لا يخدم مصلحة المسؤولين في شيء .        ما يحدث في هذه التعاضدية يمكن معاينته في بقية المؤسسات بالجهة حتى أن محاولة التغيير أو المطالبة به يعتبر مجازفة و شذوذا قد يعرّض صاحبه إلى ضغوطات لا يمكن التكهن بها . نفس المنطق يحكم البلدية و المستشفى و المؤسسة التربوية و الاقتصادية إلى غير ذلك من بقية المؤسسات الأخرى. فعلى سبيل الذكر لا الحصر نشير إلى أن مؤسسات التعليم العالي بهذه الولاية يتكون أغلب إطار التدريس بها من أناس لا علاقة لهم بالاختصاص أو هم تخرجوا من الجامعة منذ أشهر قليلة و لا يمتلكون أية خبرة في مجال التدريس . فكيف يزج بهم في التعليم العالي لتدريس الطلبة و تكوينهم ؟ هل نفكر في تشغيل حاملي الشهادات و نضحي بتكوين الطلاب الذين هم سيكونون إطارات الغد؟ هل طلابنا فئران تجارب يدفعون فاتورة مسؤولين لا علاقة لهم بالجامعة و لا بالتدريس؟. بعض الأقسام الدراسية في المعاهد الثانوية محرومة إلى حد الآن من تدريس بعض المواد الأساسية كاللغة الفرنسية و غيرها ثم يلام بعد ذلك الطالب في الجامعة لضعف في التكوين . أما في المدارس الابتدائية في الأرياف فحدّث و لا حرج حيث يقارب عدد المعلمين في المدرسة الواحدة عدد التلاميذ لا لشيء إلاّ لأنّ توزيع المدارس و التلاميذ يخضع لمنطق آخر غير المنطق  التربوي . أخيرا و ليس آخرا نفيد بأن أحد الجامعين في مدرسة علوم التمريض بسيدي بوزيد تحول إلى لعبة بين يدي المسؤول الأول فيها إذ إضافة إلى حرمانه من جدول أوقات و بعض النشاطات العلمية تم استدعاء القوة العامة لترهيبه و حمله على الإنصياع للأمر الواقع و الهدف من ذلك هو تنفيره من المدرسة و دفعه إلى طلب النقلة.  الملاحظة الثالثة تتعلق بتفشي ذهنية التخوين و التآمر في هذه الجهة . فكل من يرفع صوته للإصداع بحقيقة ما تنهال عليه سياط الأوصياء على الجهة و يحشر في زمرة الخونة و المتآمرين على النظام العام بالبلاد و قد تكون التهم أشنع من كل ذلك. العجز عن الرد و الإقناع يدفع بالمسؤول إلى التخفي وراء شخصية المدافع عن النظام السياسي و الغيور على الحزب الحاكم و قد يقوّل الناس ما لم يقولوه و يحملون مسؤولية ما لم يفعلوه لحملهم على الصمت و قبول الأمر الواقع.  نخلص من ملاحظاتنا هذه بنتيجة مهمة ألا و هي أن التنمية بهذه الجهة                                   يجب أن تمر عبر قنوات المسؤول السياسي الذي يمتلك لوحده حق إقرار برنامج تنموي ما أو نفيه. ذلك لا يحصل إلا إذا عمد إلى تسييس كل المسائل و تقديم كل من يحمل رؤية مخالفة على أنه من دعاة الفتنة و من المارقين عن الصف. هذا ما عانت منه تعاضدية « قمودة » بسيدي بوزيد ولا تزال إلى اليوم . هب أن المطالبة بالإصلاح و برفع المظالم عن الناس عمل سياسي ، فهل أن هؤلاء الناس يحلون لأنفسهم ما يحرمونه على غيرهم؟ ممّ يخشون عندما يصب العمل الإصلاحي في إطار التغيير و الإصلاح؟ أليسوا هم من المنادين بالتغيير و ممّن يقدّمون أنفسهم على أنهم مؤتمنون عليه؟ على كلّ ، و حتى لا ننعت بأننا مغالون و متطرفون، نحن لا ننكر أن بعض المسؤولين بجهتنا تتوفر فيهم حسن النية و الرغبة الصادقة في التغيير و الإصلاح و لكن عصفورا واحدا لايصنع الربيع. تسييس كل المسائل لا يهدف إلاّ الاحتماء بالسلطة و وضع أصحاب الرأي الحر في مواجهة مباشرة معها ليسهل بذلك إلصاق التهم  بهم وإظهارهم في مظهر دعاة الفتنة و التخريب.أذكر أنه في الواحد من شهر جوان سنة 2007 عندما طلبت من رئيس التعاضدية  الحالي نسخة من محضر الجلسة العامة لسنة 2004 المنعقدة بتاريخ 20 أفريل 2006 بواسطة عدل تنفيذ صرح بمحضر العدل أن المحضر غير جاهز بعد لأن « سلطة الإشراف لم تصادق عليه بعد » و هذا في حد ذاته إقرار صريح بأن هذا الشخص يتهم السلطة بالتدخل المباشر في الشؤون الداخلية للتعاضدية أو أن الحقيقة هي ما ذكر و في كلتا الحالتين ثمة اعتراف بأن الجمعيات في بلادنا تعاني التبعية المسلطة عليها من عديد الأطراف وأولهم المشرفون على تسييرها . فحتى إن لم تتدخل السلطة فهم يوهمون المنخرطين فيها بأنها لا يمكن إلاّ أن تكون تابعة و لا سبيل إلى استقلاليتها. نحن اليوم نجني ثمار هذا النمط من السلوكات في شتى الميادين و نعاني الأمرين من هؤلاء الذين لا يرون الأمور إلاّ من الزاوية السياسية. فرفقا بنا و بمؤسساتنا لأن التنمية في هذه البلاد مسؤولية الجميع.       د.عمرالزعفوري  
(المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 79   بتاريخ 8 نوفمبر 2008 )  

ماذا يحدث في دار الأنوار؟

 

 
يزداد الوضع الاجتماعي في دار الأنوار توترا واحتقانا وذلك جراء التضييقات التي تفرضها الإدارة على الصحفيين العاملين بمؤسساتها فبعد البلاغ الذي صدر سابقا والذي بموجبه يمنع الصحفيون من السفر إلى الخارج والإدلاء بأي تصريحات صحفية دون استشارة الإدارة  وبعد محاولة طرد سكرتيرة الملحق الثقافي لصحيفة الشروق في إطار ما اعتبره صحافيو هذه  المؤسسة الصحفية استهدافا للعناصر النقابية  والتضييق عليها، يزداد الوضع احتقانا هذه الأيام إذ قام زملاؤنا في دار الأنوار بحركة احتجاجية اليوم الجمعة 31 أكتوبر 2008 حيث حملوا الشارة الحمراء تعبيرا منهم عن رفضهم لإحالة اثنين من زملائهم على مجلس التأديب وتهميش دور النقابة الأساسية واللّجنة الاستشارية للمؤسسة. وأكد زملاؤنا من صحفيين وتقنيين وإداريين وعملة تمسكهم بالحوار سبيلا لتحسين المناخ الاجتماعي بالمؤسسة التي تصدر صحف الشروق ولوكوتيديان و المصور والأنوار، ورفضهم لسياسة الترهيب والقمع   المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين يهدد بتتبع الانقلابيين   بعد المحاولة الانقلابية الدنيئة التي تعرض لها المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ليلة 25 أكتوبر الماضي على قلة منأعضاء مكتب النقابة الموسع  يقودهم صحفي متقاعد أصدر المكتب التنفيذي بيانا توضيحيا حول العملية الانقلابية بين فيه عديد النقاط أهمها  » 1)  رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أو من يفوضه المكتب التنفيذي للنقابة هو الجهة الوحيدة المخولة قانونا للتحدث باسم النقابة بمختلف هياكلها من مكتب تنفيذي ومكتب تنفيذي موسع وجلسات عامة حسبما جاء في الفصل 14 جديد من القانون الأساسي للنقابة، وكل وثيقة تصدر خارج هذا الإطار تعتبر غير قانونية وباطلة. 2)  الوثيقة التي تم نشرها عبارة عن توصيات تقدم بها أعضاء من المكتب التنفيذي الموسع للمكتب التنفيذي إثر الاجتماع المنعقد يوم السبت 25 أكتوبر 2008 بعد وفاق بين كافة الأعضاء على تجاوز المواقف الإشكالية من أجل وضع مصالح الصحفيين فوق كل اعتبار والعمل على إيجاد حلول لمشاكلهم من خلال الحوار مع السلط المعنية وإعادة بناء جسور الثقة معها. 3)  تضمّن النص المنشور مغالطة في آخره عند الحديث عن  » انسحاب رئيس الجلسة رئيس النقابة  » …  » وإعلان اجتماع المكتب التنفيذي الموسع مفتوحا متواصلا » فالاجتماع انتهى بشكل عادي بعد النظر في كل المواضيع المطروحة بجدول الأعمال وبعد أن سأل رئيس النقابة كل الحاضرين حول ما إذا كانت هناك نقطة إضافية يراد طرحها قبل إنهاء الاجتماع. ولم ينه رئيس النقابة الاجتماع إلا بعد أن طلب منه الحاضرون ذلك. كما أنّ الحديث عن اجتماع مفتوح لا معنى ولا سند قانونيّ له. 4)  يعلم المكتب التنفيذي للنقابة الوطنيّة للصحفيين التونسيين بأنّه سيتّخذ القرارات اللازمة التي يستوجبها القانون الأساسي للنقابة دفاعا عن وحدتها وشرعية هياكلها وعن مصالح الصحفيين » .وعبر المكتب على تمسكه بالحوار والتعاون مع الإدارة منهجا وممارسة لمعالجة كلّ القضايا وحلّ مشاكل الصحفيين وتحقيق مطالبهم.كما عبر عن أمله في تدخّل رئيس الدولة كعادته لفائدة الصحفيين. وشدد المكتب على بقاء  النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين فضاءً للحرية ولممارسة الحق في الاختلاف والدفاع عن مصالح الصحفيين. (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 79   بتاريخ 8 نوفمبر 2008 )  

في اختتام  أيام قرطاج السينمائية 2008

   

·تتويج فلسطيني وعودة الذّهب إلى السينما السمراء ·المخرج التونسي إبراهيم اللّطيف يطلق النّار على وزارة الثقافة بقلم خيري بن سديرة اختتمت مساء السبت الماضي أيام قرطاج السينمائية في دورتها الثانية والعشرين بحصول الشريط الأثيوبي  » تيزا  » للمخرج هايلي غيريما على جائزة التانيت الذّهبي في صنف الأفلام الطويلة.. فيما كانت وجهة التانيت الفضّي إلى شريط  » عيد ميلاد ليلى  » للفلسطيني رشيد مشراوي كما توّج الفلسطيني محمد البكري بجائزة أفضل ممثل عن دوره في الشريط نفسه.. ونجحت المشاركة التونسية في اجتناب الرّجوع بخفيّ حنين بعد حصول شريط  » خمسة  » لكريم الدّريدي على التانيت البرونزي ..إلى جانب عدد من الجوائز الموازية للمشاركات التونسيّة الأخرى والتي جاءت من باب رفع العتب والإحراج عن البلد المضيّف.. تونس الخضراء..المتميزة دوما بحسن التنظيم! *** ثلاثون أمام مقاعد خالية! انتهت أيام قرطاج السينمائية وودّع الضيوف والمنظمون بعضهم بعضا وعادت قاعات السّينما إلى سباتها وكسادها المحترم والمتواصل على مدار العام لتترسخ لدينا بأن جمهورنا هو جمهور مناسباتي، مهرجاني  » بروتوكولي  » بعيد كلّ البعد عن ذلك العشق الخالص للفن السابع..وخير دليل على هذا القول هو أن شريط الاختتام  » ثلاثون  » للفاضل الجزيري عُرض أمام مقاعد شبه خالية إثر حفل الاختتام رغم كونه يعرض للمرّة الأولى..وعندما كانت بكرة الشريط تدور بالمسرح البلدي كانت جموح المهرجانيين يرقصون ويشربون على نخب هذه الدّورة في الطابق الخامس للفندق الرسمي للمهرجان… *** السينما التونسيّة..خارج الموضوع! السينما التونسيّة وحسب تعبيرة السينما المصرية خرجت – في هذه الدّورة –  » من المولد بلا حمّص  » وهي صاحبة هذا الموعد السينمائي الإفريقي الأعرق…والحق نقول أن اشدّ المتفائلين لم يكونوا يعلقون أمالا كبيرة أو صغيرة على المشاركة التونسيّة.. فالأفلام المختارة لتمثيلنا على غرار  » شطر محبّة  » لم تثر حولها أي اهتمام يذكر لا  في كواليس المهرجان ولا على أعمدة صحفنا.. وهي أفلام أطمأنت لها وزارة الثقافة والمحافظة على التراث لأنها أفلام لطيفة ..نظيفة ..خفيفة ..لا تشاكس ولا تعاكس.. ورحم الله الفقيد احمد بهاء الدين عطية، المنتج التونسي الذي كان يقول  » الفيلم الذي لا يقلق أحدا هو شريط يقلقني أنا بالذات « ..فهو شريط لا يحرك السواكن ولا يثير الشواغل.. ** ابراهيم اللطيّف « عليّا وعلى وزارة الثّقافة » في مقابل هذه الأفلام برزت خلال هذه الدّورة 22 أفلام تونسيّة يمكن اعتبارها من صنف  » المغضوب عليها  » يتقدمها الشريط الطويل لإبراهيم اللّطيّف  » 7 شارع الحبيب بورقيبة  » أو  » سينيسيتا  » في عنوانه الفرنسي وكذلك الشريط القصير للتونسي نصر الدين السهيلي  » بوتلّيس  » إبراهيم اللّطيف جاهد وكافح ليضمن عرض شريطه الطويل الأول.. فتمت برمجته في ليلة الجمعة 31 أكتوبر ضمن عرضين بقاعة  » أفريكارت  » تمّ الأوّل على الساعة منتصف الليل والثاني في الساعة الثالثة فجرا.. ورغم تأخر الوقت فقد تمكن الشريط من صنع الحدث وخلق  » مظاهرة  » سينمائية حقيقيّة.. ولعلّ في اختيار القاعة لطاقة استيعابها المحدودة وتوقيت العرضين دليل على  » قلق  » وزارة الإشراف من عرض الشريط أمام الجمهور العريض.. في هذا الشريط أطلق المخرج المشاغب إبراهيم اللّطيف وضمن أسلوبه الساخن واللاذع النّار على وزارة الثقافة نظرا لجم الصعوبات والعراقيل والحواجز الماليّة التي واجهت انجاز الشريط.. وهي صعوبات تمّ التعرض إليها قبل عرض هذا الفيلم الذي ينتقد وبأسلوب كوميدي عددا من المظاهر الاجتماعية التي تنخر جسم مجتمعنا مثل العائلات المتنفذة والتي لا يطالها القانون ..وفساد الإدارة والمرتشين في سلك الأمن.. وبلغ هذا النقد أشده عندما  ظهرت في الشريط شخصية المفتش  » عاشور  » والذي جسده بامتياز الفنان جمال ساسي وشابه في مكياجه وشنبه مسؤولا سابقا برز في وزارة الثقافة والمحافظة على التراث… ** « انجازات » بنفسجيّة الإقبال المكثف على العروض السينمائية قد يرضي غرور المغرمين بلغة الأرقام والإنجازات القياسية والتي ازدهر سوقها مجددا هذه الأيام على أعمدة صحفنا ومختلف وسائل إعلامنا .. في ذكرى التحوّل.. ولكن هذه الأرقام الورديّة والبنفسجيّة قد لا تحجب عنّا مدى المستقبل المعتم للقاعات المظلمة عقب  » الأيّام  » فهذه التظاهرة أثبتت مجددا بأنّ جمهورنا « مناسباتي  » يفد إلى القاعات بجحافل مهولة ويتدافع بالمناكب زمن المهرجان ويطلق القاعات طلقة بائنة على مدار  » العامين « … انقضت الأيّام ..وانفض الشمل… وظلت تجارة الأفلام المقرضة على اسطوانات الدي في دي مزدهرة وبأبخس الأثمان في أشهر فضاءات العاصمة وباقي مدن الجمهورية .. *** أيّام الأشباه! تتجوّل بين القاعات وفضاءات المهرجان وتتفرس في وجوه تطالعك للمرّة الأولى ..وتبهرك بقمة الأداء وتثير إعجابك بوقاحتها وصفاقتها.. ويضيع شخصك الكريم والطاعن في مزاولة الصحافة بين منتسب لمهنة المتاعب بل ويذكر لك في أيّ صحيفة  » يبدع  » مقالاته ..وإن حاولت تكذيبه فإنك لا تجرؤ على خدش مصداقية ذلك  » البادج  » الذي يوشح به صدره كعلامة لجودة خدمات والتي قد تصادف في عنوانها نفس الصحيفة التي أليها انتسب.. وتتعاقب مهامك رهوط المتطفلين على الصحافة والتمثيل والإخراج والإنتاج.. من بين تلك الوجوه تطالعك سيدة لا تراه سوى مرة واحدة في العام ..في مثل هذا الوقت: في السنة الفرديّة تؤكد لك بأنها مخرجة مسرحيّة وفي السنة الزوجيّة – كسنتنا هذه – تقسم أمامك اليمين الغموس بأنها صحفية وإعلاميّة كبيرة ..وتسبقك في الحصول على البادج وكروت الدعوات وحفلات الاستقبال … *** عجائب لغويّة لكل دورة تعيش لغتنا العربية محنة جديدة تعيشها في هذه التظاهرة الإفريقية العربية التي تنظمها وزارة الثقافة والمحافظة على التراث.. الوزارة التي تولي عناية فائقة بثقافتنا وحضارتنا ولغتنا العربية… وفي حفل الاختتام وقبل أن تستعرض طلاقة لسانها في اللغة الفرنسية وبدرجة أقل في الإنقليزية أبهرتنا مديرة الدورة درة بوشوشة بلغة عربية ابتدعتها للحظتها شكرت فيها الجمهور على الحضور  » المكثف  » ( وتقصد به المكتّف ) أمّا « العجيبة اللغوية  » الأخرى فقد جاءت على لسان الفنان هشام رستم في حفل الاختتام كذلك ..ففي معرض إعلانه على جوائز في قسم الفيديو قال بأنّ هذه الجائزة من تقديم  » مخابرات قمرت  » ويقصد بها ( مخابر قمرت السينمائية ).. ***شارع الحبيب بورقيبة.. وجه السوق عشيّت الافتتاح ومساء الاختتام أغلق شارع الحبيب برقيبة تكريما لضيوف الدورة ولفرش السجاد الأحمر على مدخل ومدارج المسرح البلدي الذي افتكّ هذه السنة الأضواء من ملكة القاعات « الكوليزي » رغم ما انفق لتجميلها وتجهيزها بتقنيات عصرية فاقت 300 ألف دينار وضع الشارع الرئيسي بالعاصمة على ذمة المهرجان عشيّة كلّ يوم سبت خلق اختناقا مروريا لا يوصف ورافقتها إجراءات أمنيّة معقدة *** جيل جديد جيل جديد من السينمائيين الشبان التونسيين بدأنا نلاحظ بوادره في هذه الدورة.. هذا الجيل لا يزال يتلمس طريقه إلى الإبداع وإلى شواغل الشعب.. إلى هؤلاء نقول  » متى تحملون آلة الكاميرا وأجهزة الفيديو باتجاه الحوض المنجمي .. لتصور أشرطتكم نبض الشارع التونسي وتسجل وقائع حيّة من النضال اليومي من أجل الكرامة.. أيّام قرطاج السينمائية   » المكاسب المغدورة  » انتهت أيّام قرطاج السينمائية بحلْوِها ومرّها ولئن أثنى الكثيرون على شجاعة لجنة التحكيم وعلى دقّة البرمجة وحسن توزيع الأفلام على القاعات، فإنّنا في المقابل لاحظنا الكثير من السّلبيات لن نستطيع في هذا المقال الإتيان عليها كلّها لكن سنكتفي ببعضها والتي نعتبرها أساسا تنضوي ضمن خانة المكاسب التّاريخيّة لأيام قرطاج والتي بدأت تضيع بتتالي الدّورات. ·السينما وحريّة التعبير: لقد دافعت الأيّام منذ انطلاقها على حريّة السينمائيين في التطرّق لأيّ موضوع كان مهما كانت المحرّمات أو المقدسات التي يتعرض لها سواء سياسيّة أو دينيّة أو أخلاقيّة، ولئن استبشر البعض ببرمجة بعض الأفلام الجريئة مثل  » المشروع  » لمحمد علي النّهدي و  » أولاد لينين  » لناديا الفاني، وعدّة أفلام أجنبيّة أخرى فإنهم في المقابل استاءوا من سحب شريط  » زبد  » للسوريّة ريم علي ( وهي عمليّة تذكرنا بسحب شريط عمر أميرالاي في إحدى الدّورات)، هذا السحب تمّ بطريقة غامضة ودون تعليل للأسباب، وربما كان منعه متعلّقا بموضوعه أساسا ( قصة حبّ بين أخ وأخته )، وإن كان ذلك فلماذا الاحتفاظ بشريط الرأس الأخضر لآنا راموس ليسبوا ( أحبّك أيّها الرأس الأخضر ) وفيه  » مشكلة  » مشابهة وهي اغتصاب أب لأبنته، كما أنّ الشريط يحتوي الكثير من اللّقطات الجنسيّة، أسئلة تظلّ الإجابة عنها منعدمة. كما فوجئنا يوم الخميس 30 أكتوبر بقطع الصوت والكهرباء عند نقاش شريط نادية الفاني  » أولاد لينين  » بالمسرح البلدي. ·الفجوة بين السينمائيين وأحبّاء السينما: لعلّ إحدى الميزات التي كرستها أيّام قرطاج هي اللّقاءات بين السينمائيين الأفارقة ومحبّي السينما لنقاش الأفلام والاستفادة، لكن هذه اللّقات بدأت تنحسر لصالح السهرات الخاصة ( وهي ضروريّة كذلك ) التي تدعى إليها زبدة الزّبدة ويغيب عنها أحبّاء السينما الذين لا يسمح لهم في أحيان كثيرة حتى بدخول النزل التي يقيم فيها الضيوف … إنّ السينمائي لا يأتي إلى الأيّام لعرض شريطه والشكر فقط بل أساسا للاستماع لآراء الآخرين وأحبّاء السينما – الميزة التي افتقدتها هذه الدّورة بشكل ما. أبو عناد

 (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 79   بتاريخ 8 نوفمبر 2008 )


أسبوع صدق مع الوطن: رحلة الشوق إلى الديار التونسية..

 

مرسل الكسيبي*- تملكني الشوق الى وطني تونس ومسقط رأسي بمدينة صفاقس حتى امتلأ القلب والعقل بأشواق معانقة الأهل والأحبة بعد فراق طاول السبعة عشر سنة … ضاق الصدر بي قبيل انطلاق رحلة العودة بأسابيع حين عزمت مع مطلع شهر رمضان من سنة 1429 هجرية انهاء مشوار اغتراب شكل لدي أصعب امتحان مررت به منذ أن عانقت أحضان الجامعة التونسية بل منذ أن عرفت معاني الوجود والكينونة فوق تراب الجمهورية التونسية … لم أشك قبيل شهرين في وطنيتي ووطنية من فتح لي أبواب الوطن مشرعة حين انهال علينا البعض بكتابات حاسدة وأخرى حاقدة في رحلة تشويش قصدت اجهاض مشوار جديد أردت التأسيس له في حياتي وحياة الالاف من أبناء تونس وبناتها … مشوار أردت أن أقول فيه بأنه لاوصاية لأي كان من زعماء المنفى على أبناء هذا الوطن أو بناته , مشوار أردت أن أؤسس فيه لعلاقة طبيعية بين الحاكم والمحكوم بعيدا عن قصة الخوف والرعب ومشتقاتهما … قدم كاتب هذه السطور وبتوفيق من الله تعالى منذ خروجه علنا الى الحقل العام في النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي كل مابوسعه من أجل الوصول الى واقع أفضل بعيدا عن منطق الاحتكارات الكبرى التي تعود على ممارستها كبار اللاعبين في الحقل المعارض… اصطدمت ومن خلال هذه التجربة المرة بواقع تعثر المسار الديمقراطي داخل الفضاء المعارض , ومن ثمة أيقنت بأن اشكال الدمقرطة والاصلاح السياسي ليسا مطلبا نحتكر وجهته على سلطة قائمة وقوية وموجودة وتمارس اليات الدفاع عن الذات ثم كثير من المكاسب الوطنية وعلى رأسها الحداثة والاستقرار … كانت تونس في التسعينات ومابعدها أمام مخلفات معركة سياسية فاشلة اختلط فيها الدين بالمطامح الحزبية والشخصية , وهو ماأدى الى تعبئة عشرات الالاف من شباب تونس في وجهة كنا تقديرا وحكمة ووطنية وفهما سليما للاسلام الوسطي والمعتدل في غنى عنها … حصل ماحصل وتراجعت الحريات في تلك الحقبة على الصعيد الوطني في ظل أجواء الرعب والدموية الذان عاشهما أشقاء لنا بالقطر الجزائري … التأم الجراح لدى الأشقاء الجزائريين وعاد حديث السلم والوئام والعفو سيد الموقف , أما في تونس وفي الوقت الذي انتظرنا فيه من معارضتنا الموقرة المبادرة الشجاعة والتاريخية نحو نفس الاتجاه فان عقارب الزمن لدى كثير من أصحاب المصالح في هذه العاصمة الغربية أو تلك كانت تصر على البقاء في مواقعها أو ربما التحرك باتجاه الوراء … كان لزاما علي برغم صعوبة الموقف وبرغم كثير من العقبات التي وضعها البعض في طريقي حين كافحت بمرارة من أجل عودة الأمور الى مجاريها وتفهم مصالح الطبقة الحاكمة ومراعاتها وتثبيت تقاليد التعاون بين أبناء الوطن الواحد بعيدا عن منطق التحقير والتخوين …, كان لزاما علي أن أواجه في شجاعة بأس التنظيمات المعارضة ومنطق بعض كواليسها المعبأة بالمؤامرات , ومن ثمة لم يكن من السهل أن أصل الى ربط علاقات أخوة وتعاون وصداقة مع اخوان وطنيين من المؤسسة الحاكمة مع الحفاظ على علاقات ايجابية مع الأطراف العقلانية بالوسط المعارض … شجاعة الوسط كانت تكمن في خوض التجربة والاصرار عليها مع ايمان راسخ بما للطبقة الحاكمة والحزب الحاكم وبما للرئيس بن علي قبل كل هؤلاء من ارادة سياسية وصلاحيات دستورية وخبرات كبيرة في التعاطي مع الأزمات . وفقنا الله بعد كل هذا المخاض بالعودة قبل أكثر من أسبوع الى مسقط الرأس من بوابة مطار تونس قرطاج لنجد تونس أمام نهضة عمرانية غير مسبوقة وأمام مشاريع كبرى فتحت ورشاتها في مساحات واسعة جدا من شمال ووسط البلاد – المناطق التي قمت بزيارتها طبعا … مطارات حديثة جدا على النمط الأوربي , طرق سريعة تقول لك بأنك لست في بلد عالم ثالثي متخلف وانما في بلد حديث وجميل ومتألق وناهض …, معمار لم أشاهد مثيلا له من حيث الجمال حتى في قلب أوربا , مساكن وفيلات حديثة تقف أمام روعتها شاخص الابصار , مناطق ساحلية ساحرة هيأت على شكل مرافئ ومناطق سياحية لم أر لها مثيلا في عقر الغرب … شارع تونسي يكذب في تدينه وعودته الى الهوية كما أصالته ماتشيعه عن تونس بعض أوساط المعارضة الغارقة في مشهد تاريخي قديم وقفت عقارب ساعته عند لحظة التسعينات … نسبة المحجبات في تونس تكاد تكتسح أرقام السبعين بالمائة من نسبة النساء التونسيات , ونسبة المثقفات منهن والمتعلمات تعليما عاليا قد لاتقل عن نسبة الثلث من عددهن الاجمالي …, مساجد تمتلئ بالعباد وأذان يدعوك الى الصلاة مع وقت كل فريضة , خطبة الجمعة تستمع اليها أحيانا من بيتك من خلال مكبرات الصوت , أئمة يؤطرهم الحزب الحاكم ولكنهم يقومون بدور عظيم في ترشيد مسار تدين التونسيين والتونسيات … حرية التدين أصبحت أمرا مفروغا منه ولم تعد محل جدل سياسي , والمؤسسة الحاكمة تطورت وتتطور ونفوذها قوي أكثر في تونس وحضور التجمع الدستوري يكتسح كل شارع وحارة … عاد الزمان غير ذاك الزمان الذي نتحدث فيه عن صراع الهوية وعن عمق الانقسام الايديولوجي داخل ساحات ومراتع الطلاب … واقع جديد تشكل وتحولات اجتماعية بارزة , والكل يسعى الى تطوير حياته نحو الأفضل … سكان الجنوب نزح الكثيرون منهم نحو عاصمة الجنوب صفاقس , وأهل صفاقس زحفوا على شمال البلاد والجزء الأكبر منهم يدير كبريات المشاريع الاقتصادية التونسية … البلد في عهد الرئيس بن علي أصبح ورشة بناء مفتوحة والكل يحدثك عن التطور على مختلف الأصعدة . ظواهر اجتماعية شاذة تحاول الزحف والتوسع , ولكن المؤسسة الأمنية لاتدخر وسعا في مقاومة السرقة والجريمة والرشوة والبعض من العارفين بالشأن العام يحدثك عن تعليمات حازمة وصارمة من رئيس الجمهورية التونسية السيد زين العابدين بن علي بالتصدي لهذه الظواهر واستحداث الوحدات الخاصة بذلك  . تطورت الجريمة وتطورت مؤسسات الدولة لامحالة , وأعين الأمن تلحظها ساهرة على رصد ظواهر جلبتها العولمة أو السماوات المفتوحة … شارع منهمك في العمل والكفاح من أجل واقع رفاهي أو حياتي أفضل وتونسيون تأقلموا مع هذا النسق الجديد ففتح الله عليهم وأصبحوا من أعيان الملاكين ورجال الأعمال , واخرون مازالوا يبحثون عن أسرار النجاح ومحاصرة الحاجة ومصاعب الحياة … بلد عظيم بأهله وحكومة تشتغل من أجل نسج مراسم واقع تنموي جديد , وشعب يكد من أجل التفوق في تمدرس أبنائه وصحتهم وغذائهم ورفاههم … السياسية تتطور هي الأخرى وقرارات الرئيس بن علي تتوالى حين أشرفت على اختتام أول زيارة لي لوطني الأم بعد رحلة غياب دامت سبعة عشر سنة , حين علمت قبيل يومين بخبر العفو الرئاسي عن اخر من تبقى من معتقلى حزب النهضة المحظور ومعتقلي أحداث قفصة ذات الدواعي الاجتماعية … مئات الهواتف تهاطلت علي داخل البلاد وخارجها مهنئة بالعودة للوطن وانهاء رحلة معاناة وتهجير , وعشرات الزوار تدفقوا يوميا من أجل معانقة من أحبوا … انها عودة الروح الى المشاعر الانسانية , العناق والبكاء والدموع والابتسامة والضحك والفرح الذي لايوصف …مشهد أشعرني بخجل أمام شعبي وترحاب رسمي من رجال الأمن الوطني وبعض الشخصيات السياسية ومعاملة أمنية راقية في مطار تونس ومفترقات طرقها والنقاط الفاصلة بين مدنها … مشهد رائع لم أشوش عليه داخل تونس بتصفح بعض مواقع المعارضة التي تحدثك عن بلد اخر ليس فيه الا الماسي والأحزان أو بمشاهدة بعض القنوات التي تخصصت في ابراز البلد بأعين حاسدة… ختام القول في هذه المصافحة التاريخية بعد يوم واحد من عودتي الى ألمانيا قادما من تونس العاصمة , بأن تونس تشهد اليوم تقدما ونهوضا عظيما سيترسخ أكثر مع تقدم قاطرة الاصلاح السياسي وهو ماأراه مقصدا وهدفا رئيسا في الخطاب السياسي لرئيس الجمهورية التونسية وأرجح بأن تكون السنة القادمة نقطة تحول في تثبيت مفاصل مشهد تاريخي يستأهله التونسيون . *مرسل الكسيبي/ *كاتب واعلامي تونسي مقيم بألمانيا /رئيس تحرير الوسط التونسية حرر بتاريخ 7 نوفمبر 2008 الهاتف : 00491785466311  


الرئيس التونسي يتعهد بالنهوض بالديمقراطية والتنمية في بلاده

 

تونس (ا ف ب) – اكد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الجمعة في خطاب بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لتوليه السلطة مجددا عزمه على النهوض بالديمقراطية مع اقتراب انتخابات 2009 واعلن جملة من القرارات لتنشيط الاقتصاد. وقال امام آلاف من انصاره ومن ممثلي احزاب المعارضة البرلمانية المعتدلة « ان عزمنا ثابت على مواصلة التقدم بالحياة السياسية في بلادنا لمزيد ترسيخ الديمقراطية ودعم التعددية ». واشار الرئيس بن علي الى « المبادىء الكونية للديمقراطية وحقوق الانسان » مؤكدا على اعتماد « مقاربة نابعة من واقعنا » و »ملائمة لخصوصياتنا وتطلعاتنا في نسق يتطور بثبات بعيدا عن مخاطر التراجع والانزلاق ». واعلن عن اجراءات لتنظيم تمكين المرشحين المعارضين للانتخابات الرئاسية والتشريعية من الدعاية عبر مؤسستي الاذاعة والتلفزيون العموميين اثناء الحملة الانتخابية ووعد بالعمل على تنظيم انتخابات « نزيهة وشفافة وتعكس بحق الارادة الشعبية ». وكان الرئيس بن علي (72 عاما) اعلن ترشحه لولاية خامسة من خمس سنوات ينتظر ان يفوز بها في مواجهة منافسين من المعارضة البرلمانية المعتدلة في الانتخابات الرئاسية في تشرين الاول/اكتوبر 2009. وفي مواجهة مخاطر الانكماش العالمي اعلن الرئيس التونسي بالمناسبة اصلاحات في النظام المالي واجراءات لدعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة مراجعة لسياسة التوظيف من اجل استيعاب خريجي الجامعات الذين يتزايد عدد العاطلين بينهم. وتأمل الحكومة التونسية في خفض نسبة البطالة باربعة نقاط (14 بالمئة حاليا) بحلول عام 2016. وشهدت الذكرى الحادية والعشرين لوصول الرئيس زين العابدين بن علي الى السلطة بعد ازاحة الرئيس السابق الحبيب بورقيبة في 7 تشرين الثاني/نوفمبر 1987 الافراج عن قيادات حزب النهضة الاسلامي (محظور) وناشطين آخرين كانوا حوكموا اثر تظاهرات ذات طابع اجتماعي في منطقة قفصة (جنوب). (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 8 نوفمبر 2008)


تونس: بن علي يتعهد انتخابات ديموقراطية وشفافة

تونس – الحياة وعد الرئيس زين العابدين بن علي أمس بتأمين كل الشروط كي تتم الانتخابات الرئاسية والاشتراعية المقررة في تونس العام المقبل «في إطار الشفافية واحترام القانون والسلوك المدني الراقي». وتعهد بن علي في خطاب ألقاه لمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لوصوله إلى سدة الحكم، إحاطة الإنتخابات «بكل مقومات النجاح لتعكس ما بلغه شعبنا من نضج، وما تتميز به الحياة السياسية في بلادنا من تقدم على درب الديموقراطية والتعددية». وسينافس بن علي الذي رشحه «التجمع الدستوري الديموقراطي» لولاية خامسة تستمر خمسة أعوام، أربعة من زعماء أحزاب المعارضة طبقاً لتعديل أدخل على الدستور في وقت سابق من العام الجاري. وفي إشارة إلى الجدل الذي تثيره أوضاع الإعلام المحلي في وسائل الإعلام الخارجية، حمل الرئيس التونسي على من وصفهم بـ «محترفي الافتراء وخصوصاً من الدخلاء على مهنة (الصحافة)» الذين اتهمهم بـ «نشر الأكاذيب والنيل من مصالح البلاد العليا». وكانت منظمات «هيومن رايتس ووتش» و «لجنة حماية الصحافيين» الأميركيتان و «مراسلون بلا حدود» (مقرها في باريس) أصدرت أخيراً تقارير انتقدت الأوضاع الإعلامية في تونس. إلا أن بن علي جدد التعبير في الخطاب الذي ألقاه أمس عن عزمه «الثابت على مواصلة التقدم بالحياة السياسية في البلاد لمزيد من ترسيخ الديموقراطية ودعم التعددية وتوسيع مجالات المشاركة وتعزيز دور المجتمع المدني». وذكرت وكالة «رويترز» أن من المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية والاشتراعية في تونس خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2009 وأن تشهد منافسة من أحزاب المعارضة. وحتى الآن أعلن محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية المعارض ترشحه للمنافسة في انتخابات الرئاسة، إضافة إلى نجيب الشابي وهو قيادي في الحزب الديموقراطي التقدمي وأحد أشد معارضي الرئيس بن علي على رغم أن تعديلاً دستورياً يمنعه من المنافسة لأنه تخلى عن زعامة حزبه لمية الجريبي. وأعلن بن علي بالفعل ترشحه للمنافسة على منصب رئيس الدولة الذي يشغله منذ 1987 خلفاً للرئيس السابق الحبيب بورقيبة. وقال الرئيس التونسي في خطابه أمس إنه سيأذن «بمراجعة تنظيم حصص تسجيل وبث كلمات المرشحين للانتخابات الرئاسية والتشريعية في مؤسستي الاذاعة والتلفزة». وطالما شكا معارضون من أن الحزب الحاكم يحتكر جهاز التلفزيون الحكومي طيلة العام وخلال الانتخابات ايضاً. وفي تونس ثمانية احزاب معارضة صغيرة اضافة الى التجمع الدستوري الحاكم الذي يسيطر على 80 في المئة من مقاعد البرلمان البالغ عددها 189 مقعداً. أحكام قضائية يُذكر أن السلطات أفرجت أول من أمس عن أربعة وعشرين قيادياً من «حركة النهضة» بينهم رئيسها السابق الدكتور صادق شورو بعدما أمضوا ثمانية عشر عاماً في السجن في أعقاب مقاضاتهم أمام المحكمتين الجنائية والعسكرية بتهمة التآمر على أمن الدولة. وأفادت مصادر قضائية أن المحكمة الجنائية في مدينة قفصة (400 كيلومتر جنوب غربي العاصمة تونس) قررت أول من أمس سجن تسعة من المتظاهرين ستة أعوام وسبعة أشهر بعدما دانتهم بالمشاركة في تظاهرة في مدينة المتلوي المنجمية في أواخر أيار (مايو) الماضي احتجاجاً على البطالة وإضرام النار في فرع الحزب الحاكم في المدينة. وكانت محكمة أخرى في محافظة قفصة أصدرت قبل أسبوعين أحكاماً بالسجن عامين على شباب آخرين اتُهموا بحرق مقر المعتمدية (القائمّقامية) في المدينة نفسها، فيما برأت ساحة متهم واحد بعدما استظهر بجوازه الذي دل على كونه كان خارج البلد لدى حدوث التظاهرة. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 نوفمبر 2008)  


سلسلة من القرارات الرئاسية

 

 القانون الانتخابي ـ مراجعة تنظيم حصص تسجيل وبث كلمات المترشحين للانتخابات الرئاسية والتشريعية بمؤسستي الاذاعة والتلفزة التونسيتين أثناء الحملة الانتخابية. ـ يمكن لرئيس المجلس الاعلى للاتصال في صورة رفض حذف العبارات المخالفة للقانون من قبل المترشح اتخاذ قرار فوري مؤقت ومعلل في الاعتراض على بث التسجيل. ـ يخول للمترشح الطعن في قرار الاعتراض لدى رئيس المحكمة الابتدائية بتونس حسب اجراءات تضمن حقوق جميع الاطراف وتتماشى مع الاجال المحددة للحملة الانتخابية. ـ التمديد في الاجل الاصلي للبت (في نتائج الانتخابات التشريعية) وكذلك في أجل التمديد المخول للمجلس الدستوري. التشغيل ـ إصلاح عميق للسياسة النشيطة للتشغيل لمزيد تصويبها نحو الفئات التي تلاقي صعوبات ادماج خصوصية. ـ برنامج للارتقاء بجودة خدمات مكاتب التشغيل الى مستوى المعايير المعتمدة دوليا. ـ برامج خصوصية لطالبي الشغل من حاملي الشهادات العليا الذين طالت فترة بطالتهم. بنية تحتية ـ الانطلاق في انجاز القسط الرابط بين صفاقس وقابس كمرحلة اولى نحو راس جدير. ـ ايصال الطريق السيارة الى كل من ولايات القيروان وسيدي بوزيد والقصرين وقفصة.  القطاع المصرفي والمالي ـ اعطاء اشارة انطلاق الاحتفالات بخمسينية احداث البنك المركزي. ـ التاكيد على ضرورة مضاعفة الجهد قصد النزول بحصة الديون المصنفة الى ما دون 10 بالمائة في افاق سنة 2011. ـ إعادة النظر في قانون 1985 المتعلق بالمؤسسات المالية التي تتعامل أساسا مع غير المقيمين. الاستثمار والتصدير ـ اعادة هيكلة منظومة التأمين على الصادرات ودعم مواردها المالية. ـ  برنامج جديد لمساعدة المؤسسات على ملاءمة منتوجها مع متطلبات الاسواق الخارجية ومساندتها للمشاركة في المعارض والقيام بعمليات الترويج. القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني ـ خطة جديدة لمزيد تحسين مختلف مقومات القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني. ـ مضاعفة رأس مال بنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة واعادة هيكلة منظومة ضمان القروض لهذا الصنف من المؤسسات. ـ الترفيع في التسبقة بالنسبة الى الصفقات العمومية المسندة للمؤسسات الصغرى والمتوسطة من 10 بالمائة الى 20 بالمائة ـ دفعة جديدة من الاجراءات وادراجها ضمن مشروع قانون المالية لسنة 2009 قصد مزيد تبسيط عمليات احالة المؤسسات لضمان ديمومتها ومواصلة الانتفاع بالامتيازات الممنوحة للمؤسسة. ـ تمكين المتقاضين من تسجيل الاحكام والقرارات التي لا تتعدى ثلاثة الاف دينار بالمعلوم القار عوضا عن 5 بالمائة من المبلغ المحكوم به واعفاء المنتفعين بهذا الاجراء من كل عملية تسوية لاحقة.  الجبايـة ـ إدراج أحكام جديدة بقانون المالية للسنة القادمة تؤدي الى التخفيض بصفة آلية في خطايا المراقبة كلما تضمنت نتائج المراجعة في الوقت نفسه مبالغ لفائدة الدولة ومبالغ قابلة للارجاع لفائدة المواطن والمؤسسة. الاحياء الشعبية ـ برنامج اضافي لتهذيب ما يزيد عن خمسين حيا يقطنها قرابة 200 الف ساكن.  المفاوضات الاجتماعية ـ دعوة مختلف الاطراف الى العمل من منطلق ما تتميز به من حس وطني وادراك لاهمية الرهانات والتحديات القائمة على انجاح المفاوضات الجارية حاليا.  الشباب ـ تطوير الهياكل الشبابية لتتاقلم مع الخصائص الجديدة لشباب تونس ـ استراتيجية لسياسة تونس الشبابية للفترة 2009/2014. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 نوفمبر 2008)

 

في ندوة برنامج حوار الحضارات بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية المسيري يحرض على الاختلاف

 

علياء سعيد    تميز بكونه العالم العامل الذي يعد مصدر الخير وأساس التقدم وطوق النجاة لأمة محاطة بالصراعات الداخلية والخارجية.. امتلك رؤى إستراتيجية مكنته من تجاوز الحاضر إلى ما هو أبعد من خلال دراسته للقضايا والظروف المعاصرة، والتنبؤ بما ستؤدي إليه في المستقبل القريب مثلما ذكر في رؤيته للمشروع الصهيوني الغربي. لم يكن أسيرًا لمنظومته الفكرية بل أجرى عليها مراجعات كثيرة كان آخرها مراجعته للفكر الإسلامي.. فاختار الإسلام محطة أخيرة لرحلته الفكرية، وهنا اتصل بالنبع الصافي فرأى الحقيقة وأبدع في وصفه والتعبير عنه. وفي محاولة لإلقاء الضوء على بعض جوانب الرصيد الفكري الثري للراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري عقد برنامج الدراسات الحضارية وحوار الثقافات ومركز الدراسات المعرفية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالقاهرة ندوة تحت عنوان: « المسيري الإنسان » تحدث خلالها نخبة من المفكرين والباحثين حول ما خلفه المسيري من موروث ثقافي وفكري غني بالعديد من الرؤى المنهجية والفلسفية حول كثير من الظواهر السياسية والاجتماعية المؤثرة في المجتمع المصري والعربي ككل. تعددت محاور النقاش ما بين المسيري الإنسان الذي أثر وتأثر بالبيئة المصرية وما تحويه من مضامين متنوعة وبين المسيري المناضل السياسي الذي لم يتوان عن المشاركة في الحركات السياسية الداعية إلى تغيير وإصلاح المجتمع المصري، وأخيرا المسيري الذي صارع المرض بكل جوارحه لسنوات طويلة. السيرة والمسيرة فؤاد السعيد، خبير الدراسات الثقافية والحضارية، رأى أن إسهامات المسيري ليست من النوع التراكمي بل من النوع العميق ذي الأسلوب المنهجي.. والدليل كتابته لموسوعة « اليهود واليهودية والصهيونية » عدة مرات بسبب اهتمامه الشديد للوصول إلى رؤية منهجية. كما سجل السعيد من خلال كلمته ملاحظة بأن المسيري لم يقع في فخ الخلط بين العلم والأيديولوجيا السياسية؛ بل كان على وعي بأن النقد الحقيقي هو النقد المنهجي، ورأى أن التحرر من الغرب لن يتحقق من خلال النظر إليهم من بعيد، بل من خلال التعمق في فكرهم ورصد إيجابياتهم، والتمييز بين ما يلائمنا من فكرهم وما هو دون ذلك. كما لم يكتفِ المسيري يوما بالمستوى النظري، بل كان يعمل على التقاط المواقف والأحداث النموذجية من الحياة، وتحليلها، وتفسيرها، واستخلاص الحقائق منها. المسيري بعد الوفاة    وقبل استعراض الأستاذ هشام سليمان المدرس المساعد بقسم العلوم السياسية لبعض الكتابات التي كتبت عن المسيري بعد وفاته نوه على أن المسيري كان ضمن القلائل المحظوظين الذين اهتم المجتمع بهم وبإنتاجهم الفكري والثقافي وهم أحياء، عكس الكثيرين الذين توجه إليهم الأضواء وعلى إنتاجهم الفكري بعد وفاتهم. وقد تنوعت الكتابات المختلفة التي تناولت المسيري بعد وفاته في مختلف وسائل الإعلام، التي وصفت المسيري بالمناضل السياسي والإنساني بتحديه للمرض ومقاومته له، إلى جانب تناولها له كعالم ومفكر موسوعي، وأكدت تلك الكتابات على أن تأثير المسيري لم يكن على مستوى النخبة المثقفة فقط؛ بل امتد إلى المستوى الشعبي أيضا، وركزت بعض الكتابات على البعد العلمي في فكره وكتاباته. المسيري فخر لإيران وفي مداخلة السيد محمد سماني المستشار الثقافي الإيراني بالندوة أكد على أن المسيري لم يكن فخرا لمصر فقط، بل كان فخرا للعالم الإسلامي ولإيران من خلال مناضلته الفكرية للكيان الصهيوني بموسوعته الشهيرة، كما أن أهمية فكر المسيري تأتي في تأكيده لخطورة المشروع الصهيوني وليس في اليهود فقط، كما أعرب عن تقديره لحرص المسيري على تحقيق العدالة الاجتماعية، ورأى أن أهم أسباب الضغط الدولي على إيران هو إخراج إيران السفارة الإسرائيلية من أراضيها. وعلق محمد هشام أستاذ الأدب الإنجليزي بآداب حلوان في كلمته على حرص المسيري على توجيه تلاميذه إلى الاختلاف معه، وعدم اقتصار علاقتهم به في إطار التبجيل والتأييد فقط بل إلى الارتقاء بها إلى مستوى النقاش والحوار وتبادل وجهات النظر المختلفة، مستدلا على ذلك بنقاشاته واختلاف وجهات نظره الشخصية التي كانت تدور بينه وبين المسيري قبل وفاته. كما ذكر أن لدى معظم العلماء والمفكرين بعض النقاط والأحكام التي يجب التوقف عندها، وأن المسيري كان يعتمد على التقاط بعض المشاهدات والبناء عليها والاستنتاج منها، وأعطى مثالا على ذلك بكتاب « العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة » الذي ذكر فيه المسيري الحوار الذي دار بينه وبين ممرضة أمريكية لم تكن تعلم أي شيء عن حرب الهند وباكستان، ولا حتى موقعهما الجغرافي، فخرج المسيري من ذلك بأن هناك تضاؤلا في الوعي السياسي والثقافي لدى الأمريكيين.. وتساءل هشام: هل تكفي تلك الواقعة للدلالة على انخفاض وعي وثقافة الأمريكان، وأشار إلى أهمية إعادة النظر في تلك الأمثلة وعدم الأخذ بها كمسلمات. وجاء تعقيب د.هبة رءوف خاتما للندوة؛ حيث ذكرت أن المسيري لم ينظر إلى اليهودي كعدو بل أنسن اليهودية بمعنيين: أولهما نزع الأسطورية عنه، والثاني إعطاؤه الإمكانية بعودته كإنسان؛ لأن اليهودية ليست جينا بل هي منظومة يمكن تفكيكها، كما حاول المسيري تحويل المعرفة إلى فعل من خلال فكه لشفرة الانتفاضة والحضارة الغربية وصلتها بالصهيونية في كتابه « نهاية التاريخ » والمصطلح اليهودي إلى أن فك شفرة الفيديو كليب من خلال رؤيته بعد هيمنة الجسد على الروح، وتسليع المرأة وتحويلها إلى شيء مادي، وإفساد الذوق العام بالتركيز على بعض الجوانب الاستهلاكية حتى على مستوى الأجساد. ثم انتقلت هبة رءوف إلى تصنيف العقل المتجاوز (الذي يبحث عن الكرامة) والعقل التوليدي (الذي ينشد تحويل ما هو موجود إلى نموذج أكثر إنسانية)، وهو ما جعل المسيري يهتم بالانتفاضة وانتصار حزب الله بجنوب لبنان. وأشارت إلى عدم إدراك المسيري فقط أهمية السؤال بل إدراكه أيضا أهمية الإجابة والبحث في الأسئلة المطروحة عن الأجزاء التي لم يجب عنها ليجتهد هو بدوره في ذلك، فلقد حذر المسيري من التركيز على الباطن في مواجهة التركيز على الظاهر العلماني الرأسمالي المادي الحداثي وغيره، فلا يجب أن يؤدي بنا إلى الإغراق في الباطن؛ وبالتالي نجنح إلى الغنوصية وتحويل الإنسان إلى إله ذاته، وهناك تيارات في التاريخ تدل على ذلك بما فيها الصوفية اليهودية. وأكدت أن المسيري بالغ الحساسية في الوسطية وإمكانية الجمع والتأليف والتوفيق بين الجوانب المركبة للظواهر والجوانب المركبة للقضايا الإنسانية دون إفراط ولا تفريط حتى لا يكون هناك رد، ففي مقابل الإغراق في المادية نغرق في الباطنية. ورأت هبة رءوف أن المسيري أحدث نقلات مختلفة عن نقلات جمال حمدان وسيد قطب؛ حيث إنه كان يفضل أن يجرد الخطاب الديني تجريدا يسمح لغير المؤمنين به أن يروا فيه أنفسهم وإنسانيتهم حتى لو لم يؤمنوا به؛ لأن القرآن نزل للعالمين جميعا، ثم انتقل المسيري من النص إلى الخطاب إلى الوحي، واهتم في الفترة الأخيرة من حياته بالاقتراب من النص القرآني خاصة في كتابه « اللغة والمجاز »؛ حيث تحدث فيه عن كيفية قراءة القرآن قراءة تليق بالرؤية الإنسانية، وليست القراءة الحرفية فقط. المؤلفات كما قام بعض الباحثين بعرض مختصر لأهم مؤلفات المسيري وإظهار المحاور الرئيسية التي تناولتها، ككتاب « الانتفاضة الفلسطينية والأزمة الصهيونية » دراسة في الإدراك والكرامة كأحد المؤلفات المتعمقة في دراسة انتفاضة 1987- انتفاضة الحجارة-. وكتاب « الدراسات المعرفية في الحداثة الغربية » الذي يركز على محورية البعد الإنساني في الفكر من خلال ضمه لدراسات قام بها المسيري فيما لا يقل عن ربع قرن عن الحضارة الغربية الحديثة؛ حيث ركز على محاولة استكشاف إبعاد المسيري الإنسان وخريطته المفاهيمية التي ينظر من خلالها ونموذج التفسير الذي يطبقه على الحداثة الغربية وأسئلته النابعة من رؤيتنا وتجاربنا الإنسانية. وقدمت ورقة بحثية حول كتاب « العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة » والذي صنف المسيري من خلاله الغرب باعتباره مستقبل الشرق، فسلط المجهر عليهم ملقيا الضوء على أهم خصائص الإنسان الغربي وهي التعلم والعلمانية، مفرقا من خلال صفحاته بين جزئية العلماني وشموليتها، حيث يرى أن الجزئية تتمثل في فصل الدين عن السياسة أو الدولة وهي التي تمكنت من استقطاب أفكار العرب، بينما العلمانية الشاملة تتمثل في حشو عالم الأفكار والأشخاص والمؤسسات والرموز، أي أنها الفصل بين المعنى (القيم والروح والوجدان) وبين الحياة بمظاهرها وأصلها ومجملها. (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 6 نوفمبر 2008)  


الطلقة الأخيرة في الرحم الفلسطيني (حوارات القاهرة)

   

ليفرح المطبلون و المزمرون لنجاح الحوار الفلسطيني الفلسطيني و ليرقص المتفائلون خيرا » بهذا الحوار الوطني لقد أبت فئة من أبناء شعبنا الفلسطيني و احد مكوناته السياسية  أن يكون الحوار الأخير في القاهرة ناجحا » لقد استكثرت هذه الفئة على أبناء شعبنا أن يتنفس الصعداء ارتياحا » و أن يلتفت إلى القضية الأكثر مصيرية و إلى المخاطر التي تحيق به من كل حدب و صوب نعم أصرت هذه الفئة على تعطيل الحوار بشروطها البعيدة عن مصلحة شعبنا و هذه الشروط لا تحقق سوى المنفعة الخاصة الضيقة لهؤلاء الناس الذين لم يؤخذوا في الحسبان آلام و معاناة شعبنا داخل الوطن اليومية و الحياتية و لا يريدون من هذا الشعب أن يرتاح و لا أن يتنفس و أن لا يتذوق طعم الراحة إنهم افشلوا الجلسات الحوارية في مهدها و قبل عقدها لا لشيْا لا لغاية في نفوسهم و هي بعيدة عن الغايات الطيبة إنهم ينظرون إلى مكاسبهم و إلى نصيبهم من الكعكة الفلسطينية التي ستوزع بعد الاتفاق  و عندما أحسوا إن اغلب هذه المكاسب سيخسرونها قرروا المقاطعة و المماطلة و التسويف و التمييع و رموا وراء ظهورهم رغبات كل الشعب الفلسطيني بالوحدة الوطنية و إعادة دماء الإخوة إلى الشرايين الفلسطينية التي جفت منها بفعل العنجهيات و الكرامات الكاذبة و لم يأخذوا في حسبانهم أن شعبنا الطيب على استعداد أن يسامحهم على ما فعلوه في غزة من انقلاب و اغتيالات و مداهمات و اعتقالات كل هذا لم يأخذوه في حسبانهم و هم يراهنون على انتصاراتهم الزائفة التي ليس لهم يد طولى فيها و حتى عندما قرروا التهدئة لم يأخذوا رأي شعبنا و اعتبروا كل من يطلق صاروخا من غزة هو مطلوب و مجرم و يجب معاقبته و أطلقوا يد تنفيذ يتهم في غزة لممارسة كل أشكال الحقد الأسود على أبناء شعبنا و مكوناته السياسية و شخصياته العامة. لقد حان الوقت كي نقف أمام هؤلاء الأشخاص لمصلحة فلسطين و شعبها الذي ابتلاه الله بهذه الفئة  التي للأسف تصنف فئة شقيقة نقف و نقول لهم يكفي يكفي ما تفعلونه بنا و بشعبنا و بقضيتنا يكفيكم فرقة و ربنا يقول لنا و لمن (و اعتصموا بحبل الله جميعا » و لا تفرقوا) أين انتم من الدين و الرب و التاريخ  ما ذا ستقولون عندما تقفون أمام الله لمحاسبتكم ارجعوا إلى شعبكم و تصالحوا مع أنفسكم و مع شعبكم و مع إخوتكم و رفاقكم في الوطن الواحد ارجعوا إلى مقاومتكم و كل شعبنا عند ها معكم قلبا و قالا فقط ارحموا شعبنا و ارحمونا و أعيدوا با لوحدة الوطنية الشرف المفقود لقضيتنا من وراء خلافاتكم. باسم فلسطين و دماء شهدائها باسم جرحاها و أسراها و لا جئيها باسم دماء الشهيد ياسر عرفات و الشيخ احمد ياسين و الدكتور الرنتيسي و يحي عياش و محمود طوالبة و نبيل قبلان و أبو علي مصطفى و جورج حبش و باسم الرب العظيم و أنبياء الله المرسلين عودوا عن غيكم عودوا إلى صفوف شعبكم اسعوا إلى إنجاح كل ما له علاقة بالوحدة الوطنية الفلسطينية و لا تكون اليد التي تحمل الإصبع الذي سيطلق الطلقة الأخيرة في الرحم الفلسطيني الطاهر.   سمير حسن

من سيحكم العالم؟

 

بروجيكت سنديكيت آن فلوريني   
يأتي انتخاب باراك أوباما في لحظة أصبح فيها قليل من الحكمة التقليدية أمراً مطلوباً. وتتعلق هذه الحكمة بنهاية الهيمنة الأميركية على العالم. صحيح أن الرأسمالية الطليقة على الطريقة الأميركية كانت سبباً في العديد من المشاكل في الآونة الأخيرة. ولم يثبت التفوق العسكري الأميركي أي نجاح في تحقيق الغايات الأميركية. ولكن من قد يكون بوسعه أن يعوض هذا النقص في الزعامة العالمية؟ إن الإجابة غير المريحة التي من المرجح أن يواجهها أوباما هي: لا أحد. ربما لحق الضرر بأميركا، ولكن البديل غير متاح. إذ إن أوروبا مستغرقة في ذاتها، وتركز في المقام الأول على خلق ذلك الكيان الذي تريده لنفسها أياً كان. أما الرد المعتاد من جانب الصين كلما اقتُرِح عليها أن تمارس أي قدر من الزعامة العالمية فهو يتلخص في تحججها بأجندتها الداخلية الضخمة وادعاء الفقر. وما من بلد آخر يقترب من امتلاك ما يلزم لهذا الأمر من القدرة أو الطموح. في مواجهة الكم الهائل من المشاكل العالمية المألوفة -ليس فقط عدم الاستقرار المالي، ولكن أيضاً قضية تغير المناخ، وأمن الطاقة، والأوبئة المحتملة، والإرهاب، وانتشار أسلحة الدمار الشامل- فإن سير العالم على غير هدى وبلا دفة أمر لا يبشر بأي خير. ما الذي ينبغي أن يحدث إذن؟ وعلى يد من؟ إذا ما علمنا أن الولايات المتحدة لم تضطلع بدورها القيادي على النحو المطلوب فيما يتصل بالعديد من هذه القضايا مؤخراً، فإن الأمر يستحق أن نلقي نظرة على ما قد يحدث حين لا تمارس دولة كالولايات المتحدة دورها القيادي الفعّال. قد تبدو مجموعة من الإجابات واضحة نتيجة لانهيار مفاوضات التجارة العالمية، وتفكك النظام الدولي للسيطرة على انتشار الأسلحة النووية. ولا شك أن الأمور قد تبلغ حداً عظيماً من السوء. ولكن هذه ليست القصة كلها. ولكي نرى السبب فلنلق نظرة على قضية تغير المناخ. لقد بات من الواضح الآن أن تجنب كارثة تغير المناخ يتطلب الحد من الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بصورة جذرية وبسرعة، على أن تنخفض الانبعاثات السنوية بحلول عام 2050 إلى %80 دون المستويات التي كانت عليها عام 1990. بيد أن معدلات انبعاث هذه الغازات لا ترتفع فحسب، بل إنها تتسارع أيضاً. وقد يسفر الركود الاقتصادي القادم عن توقف نمو هذه المعدلات بشكل مؤقت، ولكن بدرجة طفيفة. وتتطلب التخفيضات الضرورية تحولا سريعا وجذريا في أنماط استخدام الطاقة والأراضي والصناعة في مختلف أنحاء العالم. ولكن ماذا يتعين على الحكومات أن تفعل حيال هذا؟ من المفترض أن تتفق حكومات العالم بحلول ديسمبر 2009 على معاهدة جديدة تختص بوضع حدود للانبعاثات الغازية. ولكن احتمالات النجاح في التوصل إلى اتفاق حقيقي في كوبنهاغن في ديسمبر 2009 تكاد تقترب من الصفر. لن يتاح لإدارة أوباما الجديدة سوى بضعة أشهر لوضع المقترحات المجدية القادرة على الفوز بالتأييد الداخلي، وسوف تكون الإدارة مشغولة بالتعامل مع العواقب المترتبة على الأزمة المالية الحالية والحرب في العراق. وتسعى أوروبا إلى تحقيق أهداف طموحة إلا أنها تواجه صعوبات واضحة في تحقيق مصالحها الخاصة. أما الدول الناشئة الضخمة، فرغم أنها سوف تعاني على نحو غير متكافئ من الطقس الأكثر جموحاً وارتفاع مستويات سطح البحر، فإنها تبدي قدراً ضئيلاً من الاهتمام بسد الفراغ. ولقد أطلق مراقبو المفاوضات على رقصة تبادل الاتهامات بين الولايات المتحدة والصين «حلف الانتحار». باختصار، نستطيع أن نصف العملية برمتها بأنها فوضى كاملة. ولا ينبغي لهذا أن يدهشنا. إن النظام «بين الحكومي» الذي ينهار تحت ضغوط التحديات المتمثلة في مفاوضات التجارة والتهديدات المرتبطة بانتشار الأسلحة النووية ليس من المرجح أن يتمكن من التعامل مع التعقيدات العميقة والمصالح الخاصة التي تنطوي عليها قضية تغير المناخ. ومن المنتظر من الدبلوماسية التقليدية أن تتوصل على الأكثر إلى اتفاق لحفظ ماء الوجه في العام القادم. في العديد من المناطق، أدى الإحباط إزاء تعنت وعجز المؤسسات «بين الحكومية» إلى تحريض قدر غير عادي من الإبداع من جانب المنظمات غير الحكومية، والشركات، والناس العاديين. وتعمل بعض المنظمات الخاصة، مثل مجلس رعاية الغابات ومجلس الإشراف البحري، على توفير وتنفيذ المعايير البيئية حيثما تفشل التحركات الحكومية. وتسعى الكيانات الخاصة من المؤسسات إلى الشركات الدوائية إلى المنظمات الحكومية بكل نشاط إلى تجربة السبل البديلة لمعالجة التحديات الصحية العابرة للحدود الوطنية. وكثيراً ما تشارك الحكومات كجزء من هذه التجارب، بيد أنها لا تتولى قيادتها بالضرورة، ولا يتوقف إحراز التقدم على التوقيع على المعاهدات. في الواقع، هناك العديد من السبل التي نستطيع بها أن نضع مثل هذه الأمور على جدول الأعمال العالمي، كما أظهرت حملات بونو فيما يتصل بالتنمية في إفريقيا، وحملات آل غور فيما يتصل بقضية تغير المناخ. إن الاتفاقيات بشأن الكيفية التي نستطيع بها العمل على تحسين الأمور كثيراً ما تضم منظمات غير حكومية ومؤسسات من مختلف الفئات، وقد تستبعد الحكومات تماماً في بعض الأحيان. إن الجماعات الخاصة التي تستخدم كل شيء، من التصوير بالأقمار الصناعية (كما هي الحال في التعامل مع الغابات) إلى المقابل غير الرسمي لعمليات التفتيش في مواقع الأحداث (كما هي الحال في التعامل مع قضايا حقوق الإنسان)، لمراقبة من يلتزم بالقواعد السلوكية ومن ينتهكها. وفي حين يظل فرض القواعد ضمن نطاق هيمنة الدول، فإن فرض هذه القواعد قسرياً نادراً ما يحدث حتى حين يتصل الأمر بالاتفاقيات بين الحكومية. أما التزام الدول بالاتفاقيات فإنه يرتبط على نحو أوثق بعملية الإقناع الدولي، والتنشئة الاجتماعية، وبناء القدرات، وهي المهمة التي تستطيع أي جهة تتمتع بقدر من الحجج المقنعة أن تقوم بها. والسؤال الرئيس اليوم هو ما إذا كانت كل هذه التوجهات البديلة قادرة على إضافة ما يزيد قليلاً على الأعمال الهامشية غير المتقنة. إن التفكير على مستوى العلاقات الدولية المعتادة لا يرقى حتى إلى الإجابة على هذا التساؤل، والحقيقة أن هذه الطرق التقليدية في النظر إلى العالم أعمتنا عن البحث والتمحيص في هذه المسألة الحاسمة. ونتيجة لهذا فإننا لم نتوصل إلى الإجابة حتى الآن. فما زالت البيانات المتاحة نادرة، وهناك المئات من الشراكات العالمية بين القطاعين العام والخاص، والتي تتعامل مع مشاكل عالمية متنوعة، ولكن القليل منها أخضِع للفحص للتعرف على مدى كفاءتها. إن هذا الخليط من المبادرات، والجهات الفاعلة، والحملات، والنداءات يخلق الفرص لإحراز تقدم حقيقي، والارتباك الجماعي في نفس الوقت. إن كنا راغبين في إحراز تقدم حقيقي نحو حكم عالمي أكثر فعالية وكفاءة على النحو الذي يسمح لنا بالتعامل مع التحديات غير المسبوقة التي يفرضها علينا تغير المناخ، وغير ذلك من التحديات المطروحة على الأجندة العالمية، فيتعين علينا أن نبذل من الجهد ما يتجاوز مجرد البحث عن بديل سهل للهيمنة الأميركية. ويتعين علينا أن نفكر في الكيفية التي نستطيع بها أن نتبين الصالح من الطالح بين كل هذه البدائل المتنوعة والسبل المطروحة لإنقاذ العالم. ينشر بالتنسيق مع بروجيكت سنديكيت (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 7 نوفمبر 2008)  


حزبان جزائريان ينتقدان خطاب الملك المغربي حول الصحراء الغربية

 

الجزائر ـ انتقد حزبان جزائريان ينتميان إلى الإئتلاف الحاكم، السبت خطاب الملك المغربي محمد السادس الذي هاجم فيه الجزائر قبل يومين متهما إياها بعرقلة الحلّ للنزاع في الصحراء الغربية واستمرارها في إغلاق حدودها البرية منذ العام 1994. وقال السعيد بوحجة، الناطق باسم جبهة التحرير الوطني، وهو حزب الأغلبية البرلمانية الذي يرأسه شرفيا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إن « موقف الملك المغربي خلفياته صراعات ومشاكل داخلية، لذا يسعى محمد السادس إلى لفت النظر باتجاه الجزائر ». وجدّد بوحجة تأييد حزبه للموقف الرسمي لبلاده الداعي إلى معالجة قضية الصحراء الغربية في إطار هيئة الأمم المتحدة، وقال « إن الأمم المتحدة تعتبر الجهة الوحيد التي بإمكانها تقييم الأطراف التي تعرقل المفاوضات ». من ناحيته قال ميلود شرفي، الناطق الرسمي باسم التجمّع الوطني الديمقراطي، الذي يقوده رئيس الحكومة أحمد أويحيى « إن الجزائر لا دخل لها في النزاع (حول الصحراء الغربية) وهي مساندة لقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية ». وكان الملك المغربي انتقد في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الـ33 « للمسيرة الخضراء » التي نظمها الملك الراحل الحسن الثاني في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1975 وشارك فيها نحو 350 ألف مغربي باتجاه الصحراء الغربية، الرفض الجزائري المتكرّر لإعادة فتح حدودها التي أغلقتها العام 1994 رداً على فرض تأشيرة الدخول على الجزائريين وعلى اتهامها بالضلوع في تفجير فندق بمدينة مراكش راح ضحيته سائحان إسبانيان. كما انتقد الملك المغربي الموقف الجزائري الذي « يسعى إلى عرقلة الدينامكية الفاضلة التي أطلقتها المبادرة المغربية »، وقال « إن الجزائر تسخّر طاقاتها لتكريس الوضع الراهن المشحون ببلقنة المنطقة المغاربية والساحلية ». ويقترح المغرب منح حكم ذاتي موسع للصحراويين ويرفض مقترح تقرير المصير الذي تسانده الجزائر، فيما تدعو جبهة البوليساريو (التي تنادي باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب) إلى طرح المقترحين معاً على استفتاء شعبي والقبول بنتائجه مهما كان اختيار الصحراويين، وهو ما يرفضه المغرب باعتبار أنه لا يمكن أن يستفتى على وحدة أراضيه. كما يتهم المغرب الجزائر بمحاولة إنشاء دولة تابعة لها تقودها جبهة البوليساريو للحصول على منفذ نحو البحر الأطلسي، ويدعو إلى مفاوضات ثنائية لحسم النزاع، وهو ما ترفضه الجزائر التي تعتبر أن الصراع هو ما بين المغرب والبوليساريو ولا يمكن حلّه إلا في إطار الأمم المتحدة وعن طريق استفتاء عام لتقرير المصير. وتعلن الجزائر رسميا دعمها لجبهة البوليساريو وتدعو المغرب إلى عدم إقحام قضية الصحراء لتطبيع العلاقات معه بصورة كاملة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 نوفمبر  2008)

 

\Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.