TUNISNEWS
8 ème année, N° 3182 du 07.02.2009
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس حــرية و إنـصاف:تواصل مضايقة الصحفيين المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية:تضامنا مع النقابي محمد عاطف الزائري الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان –فرع القيروان: بيــــــــــــــــــــــــــان لطفي حجي:منظمات تونسية تطالب بالإفراج عن معتقلي احتجاجات الرديف محسن الشاوش و عزالدين صابر الخطأ .. السيئ والمعيب في ما أتاه » الأستاذ نجيب » النيابة النقابية للمعهد العالي للتكنولوجيات الطبية بتونس:لائــــــــــــــــــــحة الحزب الديمقراطي التقدمي جامعــــة بنــــــزرت:بيـــــــــــــــــــان الإتحاد المحلي للشغل بالسبيخة ولاية القيروان:إعــــــلام نورالدين الورتتاني: بيان:انقلاب مزدوج جديد على الجامعيين : و بوادر أزمة نقابية جديدة أو انسلاخ لتكوين نقابة وطنية مستقلة الاتحاد العام لطلبة تونس : البيان الختامي موقع الوطن :حاوره من الطاهر العبيدي:هيثم مناع .. تحويل معسكر الرعب إلى مجرمي الحرب… سويس انفو : الحرب على غزّة قصفت مستقبل « الإتحاد من أجل المتوسط » سواك حار مهرّب : هرّبه عبدالحميد العدّاسي مراسلة موقع الشيخ راشد الغنوشي:مواعيد بث برنامج تأملات في الدين والسياسة الشيخ راشد الغنوشي:الإسلاميون والديمقراطية
د. محمد العوضي:عباس.. الأول مع مرتبة (القرف)!(مقال رفضت الصحف العربية نشره)
الدكتور / راغب السرجاني:حماس .. وما أدراك ما حماس مختار العيدودي:حماس: التجربة الديمقراطية الفريدة سمير حسن:القدس تنتظر صلاح الدين آي بي إس:مقابلة مع فيليس بينيس، معهد دراسات السياسة بواشنطن: « الجميع يطلبون محاكمة إسرائيل، لكنها قد تنجو » آي بي إس:إتهامات جرائم حرب إسرائيلية في غزة: المحكمة الجنائية الدولية تتحري، ولكن… آي بي إس : منظمات حقوقية وقانونية أوروبية : « يجب محاكمة بوش، والأدلة متوفرة » د. أبو خولة:إمارة حماس الليبرالية!.. ردا على خالد شوكات توفيق المديني:تداعيات انخفاض أسعار النفط على البلدان المنتجة خالد يموت:الإسلاميون بين الدين والسياسة.. من التمييز إلى التقسيم
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 12 صفر 1430 الموافق ل 07 فيفري 2009
أخبار الحريات في تونس
1) الاعتداء بالعنف الشديد على سجين الرأي صبري الماجري: تعرض سجين الرأي صبري الماجري المعتقل حاليا بسجن المهدية إلى الاعتداء بالعنف الشديد من قبل أعوان السجن المذكور و هو الآن يخضع لعقوبة السجن المضيق ( السيلون ) في ظروف مأساوية، و قد منعت إدارة السجن والده من زيارته يوم الخميس 05/02/2009 بدعوى أن ابنه يرفض الزيارة، و ذكر والده أن الإدارة هددته بعدم رؤية ابنه إلا بعد مضي أكثر من شهر، و قد أصبح يخشى على مصير ابنه بعد ما راج من خبر الاعتداء عليه بالعنف الشديد. و سجين الرأي صبري الماجري قضى بالسجن ما يزيد عن 3 سنوات بعد اعتقاله سنة 2005 بالجزائر و تسليمه إلى تونس لمقاضاته و الحكم عليه بالسجن مدة 6 سنوات من أجل تهم لها علاقة بقانون 10/12/2003 اللادستوري. و حرية و إنصاف تندد بالاعتداء الذي تعرض له السيد صبري الماجري و تطالب بعرضه على الفحص الطبي و فتح بحث في الموضوع و معاقبة المعتدين إداريا و قضائيا. 2) السجين السياسي السابق السيد عبد الكريم بعلوش تونسي مع تأجيل التنفيذ: لئن اعترف القانون التونسي بهوية التونسيين جميعا و ضبط لهم وثائق تثبت لهم هذا الحق و اعترف به المسؤولون بمختلف مواقعهم ، إلا أن بعض المواطنين مازالوا محرومين من حقهم الدستوري و القانوني في التمتع بهذه الوثيقة التي تثبت هويتهم مثلما هو الحال بالنسبة لعديد المسرحين و من بينهم السجين السياسي السابق السيد عبد الكريم بعلوش الذي حرمته أجهزة وزارة الداخلية من بطاقة التعريف الوطنية بدعوى » أسباب فنية » تتمثل في أن بطاقته القديمة المحجوزة عند دخوله للسجن بداية تسعينات القرن الماضي غير مدرجة بالمنظومة الإعلامية لدى الدوائر الرسمية كما أن المطلب المقدم من المعني بالأمر بتاريخ 15/12/2008 لدى مركز الحرس بفوشانة الشمالية لاستصدار البطاقة الجديدة لم يتضمن الوظيفة أو المهنة، في حين يمتنع عمدة فوشانة من تمكين السيد عبد الكريم بعلوش من شهادة في عدم الشغل. و إزاء هذه اللامبالاة من قبل منطقة الحرس التي يعود إليها بالنظر اتصل السيد بعلوش بمكتب العلاقة مع المواطن بوزارة الداخلية و قدم تظلما للهيئة العليا لحقوق الإنسان و الحريات العامة و لكن دون جدوى. و تجدر الإشارة إلى أن السيد عبد الكريم بعلوش من مناضلي حركة النهضة قضى بالسجن ما يزيد عن 17 سنة و خرج منه في 05/11/2008 ضمن آخر دفعة من مساجين هذه الحركة، و هو يتعرض كغيره من المسرحين و ربما أكثر منهم لعديد المضايقات إذ أن حرمانه من بطاقة التعريف الوطنية سيشل حياته و يمنعه من ممارسة حقوقه المدنية و السياسية و خصوصا حق العمل و التنقل و التعامل اليومي العادي كما سيجعله عرضة للإيقاف إلى حين التثبت من هويته لما في ذلك من تعطيل له و لعائلته عن القيام بأبسط الواجبات و المحافظة على أوكد الحقوق. و حرية و إنصاف تندد بحرمان السجين السياسي السابق السيد عبد الكريم بعلوش من حقه الدستوري و القانوني في الحصول على بطاقة تثبت هويته كما تدين عقلية التشفي و التنكيل و سياسة المضايقات التي ما زالت تمارس ضد المساجين السياسيين السابقين و تدعو إلى طي صفحة الماضي و تسليم السيد عبد الكريم بعلوش بطاقة تعريفه الوطنية فورا و تمكين كل المسرحين من حقوقهم المدنية و السياسية بدون إقصاء و لا تهميش و لا تنكيل. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 12 صفر 1430 الموافق ل 07 فيفري 2009
تواصل مضايقة الصحفيين
واصل أعوان البوليس السياسي اليوم السبت 07/02/2009 مضايقة مجموعة من صحفيي المعارضة ، فقد تم اليوم اعتقال الصحفية فاتن حمدي و استجوابها و تحرير محضر ضدها لمحاكمتها، و تم أيضا اعتقال الصحفي أيمن الرزقي و استجوابه و تحرير محضر ضده رفض الإمضاء عليه ، كما تعرض الصحفي بدر السلام الطرابلسي نهار اليوم إلى الاعتقال و الاستجواب من قبل البوليس السياسي و أطلق سراحهم جميعا بعد ساعات من الاعتقال، أما الصحفي سمير ساسي فقد كان ضحية لسياسة التجويع و ذلك بمنعه من استلام راتبه الذي يتقاضاه من مجلة » حكايات » القطرية التي يعمل مراسلا لها بدعوى وجود علامة حمراء على اسمه تفرض عدم سحب مبلغ الحوالة إلاّ من قبل مرسلها، فيما تعرض الصحفي سليم بوخذير طيلة نهار اليوم السبت 07/02/2009 إلى المراقبة اللصيقة و المحاصرة لمنزله.
و حرية و إنصاف
1) تندد بسياسة الاعتقال و التجويع و المحاصرة و المراقبة اللصيقة التي تستهدف الصحفيين من أجل إسكات صوتهم. 2) تدعو السلطة إلى وضع حد لهذه المضايقات التي يتعرض لها الصحفيون . عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكترونيmarced.nakabi@gmail.com
تونس في 07 / 02 / 2009
تضامنا مع النقابي محمد عاطف الزائري
توجه اليوم 07 / 02 / 2009 منسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية إلى مدينة فرياتة من ولاية القصرين للتعبير عن تضامن المرصد مع النقابي محمد عاطف الزائري الذي دخل في إضراب جوع منذ يوم 05 /02 / 2009 للمطالبة بحقه في قضاء عادل يعاقب المعتدين عليه منذ جوان 2008 وهو الاعتداء الذي خلف له أضرار خطيرة استوجبت راحة مرضية فاقت مدتها السنة . إن المرصد يجدد دعوته إلى السلط الأمنية والقضائية الجهوية بالقصرين من اجل فتح تحقيق سريع في ملابسات هذا الاعتداء ومعاقبة كل من تثبت إدانته , كما يدعو النقابي عاطف الزائري إلى إيقاف إضراب الجوع حفاظا على صحته وهو يعاهده على مواصلة الجهود مع كافة التشكيلات النقابية ومختلف المنظمات والجمعيات الحقوقية للضغط من اجل تتبع المعتدين عليه في اقرب وقت . إن المرصد يأمل أن يستجيب النقابي عاطف الزائري إلى ندائه كما يأمل أن تتواصل حملة التضامن معه وتتوسع لتشمل كل التشكيلات النقابية الجهوية والوطنية ومختلف نشطاء المجتمع المدني . جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد العمال والنقابيين المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين الالكترونية التالية : http://nakabi.maktoobblog.com http://nakabi.blogspot.com عن المرصد المنسق محمد العيادي
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان –فرع القيروان
7 فيفري 2009 بيــــــــــــــــــــــــــان
أقدمت قوات الأمن بالزي المدني اليوم على إيقاف الطالب الحسين السويسي ، الكاتب العام للمكتب الفيدرالي بكلية الآداب بالقيروان واقتياده إلى منطقة الشرطة بالقيروان حيث لا يزال رهن الإيقاف. وكانت إدارة الكلية قد استجوبت الطلبة: عثمان القراوي وبدر الدين الشعباني وعلي وبن سويسي والحسين السويسي – وكلهم من نشطاء الاتحاد العام لطلبة تونس – موجهة لهم تهم : ثلب رئيس الدولة والقيام باجتماع غير مرخص فيه والعبث بممتلكات الكلية . لكن الطلبة المذكورين أكدوا أنهم دعوا الطلبة لاجتماع عام يوم 5 فيفري ، احتفالا بتاريخ الحركة الطلابية واحتجاجا على: ·تركيز آلات تصوير بكل ممرات الكلية لمراقبة التحركات الطلابية. ·الوضع المعيشي للطلبة ، من سكن واكل ومنح جامعية ووضع مكتبة الكلية الخ…. ·نظام التوجيه الجامعي ومنظومة أمد والرسوب. كما أشاروا إلى أن تدخلاتهم خلال كل الاجتماعات العامة كانت دائما مسؤولة ، وان ممتلكات الكلية المشار إليها لا تتعدى صعود احدهم على طاولة للتمكن من الحديث لزملائه. وفرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان الذي سبق وان عبر عن احتجاجه على تركيز كاميرات مراقبة في بهو كلية الآداب بالقيروان، لما يمثله ذلك من تحديد لحرية الطلبة و تقييد لنشاطاتهم ، يطالب بإطلاق سراح الطالب الحسين السويسي وإيقاف كل التتبعات التأديبية ضد الطلبة المذكورين وتمكين كل الطلبة من الحق في النشاط النقابي والسياسي بكل مسؤولية، بما في ذلك الحق في الاجتماعات العامة. عن فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان
مسعود الرمضاني
منظمات تونسية تطالب بالإفراج عن معتقلي احتجاجات الرديف
لطفي حجي-تونس
طالبت منظمات حقوقية وأحزاب سياسية معارضة في تونس بالإفراج عن معتقلي قادة الاحتجاجات الاجتماعية التي جرت السنة الماضية بمدينة الرديف جنوب تونس للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية والحد من البطالة. وجاءت هذه المطالبات بعد إصدار محكمة الاستئناف بمدينة قفصة الجنوبية أول أمس أحكاما ضد القادة المذكورين بالسجن مددا تراوحت بين ثماني سنوات نافذة وسنتين مع إيقاف التنفيذ. وأجمعت المنظمات والأحزاب ومن بينها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والجمعية التونسية لمقاومة التعذيب والحزب الديمقراطي التقدمي وحزب العمال الشيوعي التونسي، على أن الأحكام « جائرة »، معتبرة أن هيئة المحكمة « لم تحترم أدنى شروط المحاكمة العادلة ». » حزب العمال الشيوعي اعتبر أن المحاكمة انقلبت إلى محاكمة للنظام الحاكم الذي وصفه بالبوليسي، وإلى جلسة لإدانة التعذيب الذي تعرض له المعتقلون « متهمون لا ذنب لهم وأكدت منظمة « حرية وإنصاف » أن الأحكام صدرت ضد مواطنين « لا ذنب لهم إلا أنهم حاولوا تهدئة أجواء الاحتقان والتوسط بين السلطة والمحتجين »، وأن السلطة اعتقلتهم وقدمتهم للمحاكمة « من أجل أفعال لم يرتكبوها ».. وقالت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إن عدة « خروق » شابت إجراءات المحاكمة، وذكرت منها بالخصوص « التعذيب » الذي قالت إن قاضي التحقيق عاينه. واتهمت الرابطة السلطات التونسية « بتزوير المحاضر باعتماد تواريخ غير حقيقية للإيقاف »، مؤكدة أن المحكمة رفضت طلب هيئة الدفاع عرض المعتقلين على الفحص الطبي « للتأكد من آثار التعذيب البادية على أجسادهم »، إضافة إلى « خلو ملف القضية من أي دليل على ارتكاب المتهمين ما نسب إليهم من أفعال ». ومن جهتها رأت لجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان التي تتخذ من باريس مقرا لها، أن المحاكمة « لم تكن محاكمة لمجرمين مفترضين مثلما تسعى لتقديمهم الحكومة التونسية »، بل كانت « محاكمة للتعذيب المنهجي الذي شمل جميع المعتقلين ». واعتبرت اللجنة التي حضر مندوب عنها جلسة المحكمة أن هذه المتابعة « محاكمة لإهمال السلطات جهة بأسرها على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية »، في إشارة إلى الجهة التي تلقب بالحوض المنجمي في تونس والتي توجد بها مدينة الرديف وهي منطقة غنية بمناجم الفوسفات. وقالت اللجنة -العضو بالشبكة الأوروبية لحقوق الإنسان- إن أطوار المحاكمة وأقوال المعتقلين « كانت شاهدة على تجريم السلطات التونسية للحقوق النقابية ولحرية الرأي والتعبير ولحق التضامن مع أهالي الرديف في معاناتهم ». » المنظمات والأحزاب التونسية اعتبرت الأحكام جائرة، وقالت إن هيئة المحكمة لم تحترم أدنى شروط المحاكمة العادلة « اتهامات بالتعذيب وأضافت اللجنة أن المنظمات الحقوقية الدولية التي حضرت المحاكمة، مثل الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان والممثلين عن النقابات العمالية الفرنسية والجزائرية وعمادة المحامين بفرنسا وحزب الخضر الفرنسي، كانت لها نفس الانطباعات حول هذه المحاكمة التي « افتقرت إلى أصول المحاكمة العادلة شأنها شأن العديد من المحاكمات الأخرى في تونس ». وطالبت الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه، بفتح تحقيق في « التعذيب » الذي اشتكى منه المعتقلون، مبرزة أن العديد منهم ذكروا أسماء من وصفتهم « بالجلادين ». واعتبرت الجمعية رفض المحكمة الإذن بعرض المعتقلين على الفحص الطبّي وامتناع المدعي العام عن فتح تحقيق في الموضوع « حماية لمرتكبي التعذيب وخرقا لمقتضيات اتفاقية الأمم المتحدة ضد التعذيب » التي صادقت عليها تونس عام 1988، داعية السلطات التونسية إلى « وضع حد لظاهرة الإفلات من العقاب ». من جهته وصف حزب العمال الشيوعي التونسي الأحكام « بالجائرة » واعتبر أن المحاكمة انقلبت إلى محاكمة للنظام الحاكم الذي وصفه « بالبوليسي »، وإلى جلسة « لإدانة التعذيب الذي تعرض له المعتقلون، والرشوة المستشرية في الجهة والحيف الاجتماعي الذي تعاني منه ». وقال الحزب الديمقراطي التقدمي إن الأحكام شكلت « صدمة جديدة للرأي العام الذي كان يتطلع إلى إنصاف المتهمين، بعد ما شهدته المحاكمة الأولى من تجاوزات وهضم لحقوق المتهمين والدفاع وافتقادها لشروط المحاكمة العادلة ». وشدد على أن هذه الأحكام « لا يمكن إلا أن تزيد الوضع توترا واحتقانا »، وأنها « لا يمكن أن تحجب مسؤولية الحكومة عن فشل سياستها التنموية واختلال التوازن بين الجهات، ولا يعفيها من المساءلة عن أدائها في مواجهة هذه الأزمة ». وطالب الحزب بوضع حد لما وصفه « بالتعاطي الأمني » مع قضية الحوض المنجمي بمنطقة الرديف، ودعا إلى « فتح حوار وطني حقيقي حول ملفات التشغيل والتنمية والتوازن الجهوي ».
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 7 فيفري 2009)
الخطأ .. السيئ والمعيب في ما أتاه » الأستاذ نجيب «
1 ـ الخطأ : يعجز أي إنسان في رصد الإنتهاكات التي تستهدف الحزب الديمقراطي التقدمي ومناضليه من طرف مرشح الحزب لرئاسية 2009 الذي يتفنّن في إبداع ما لا يقبله العقل السليم من ممارسات تعبّر عن ضيق صدره بالخلافات الداخلية وسوء إدارة لها مما يعطي صورة عن معاملة الرأي المخالف داخل الحزب تسبّب في إنحداره إلى مواقف متشدّدة ، وإهتزاز صورته ومساس من مصداقيته بل ومن أهدافه التي جعل المسألة الديمقراطية وحريات التعبير والإعلام وحق الإختلاف شعاره وهدفه وأجندته الرئيسية منذ ما يربو عن إحدى عشر سنة دون كلل أو ملل ، وعوض أن يتعاطى السيد المرشح بحرية ورحابة صدر مع الآخر ويعمل على إختراق منافذه وكذلك التفاعل معه في أفكاره حتى يتخلّص من معضلة الحديث إلى الذّات أو المونولوج الذي يمثل في العمل الإنساني حالة إنتحار تدريجي بطيء فإن صاحبنا أوغل في الخطأ وأقنع نفسه بأن اللجوء إلى سلاح الترهيب والوعيد أو الطرد والفصل سوف يمكنه من إسكات الأصوات التي لم تشاطره آراءه وجاهرت بما تعتقد أنه الصواب رغم إيمانها بضيق في إمكانيات الحركة ومصادرة وسحق سببه تعنّت السيد الزعيم الذي يخنق كل نافذة ويسدّها على كل شعاع ليصنع عتمة لا يخرج من تحت عباءتها أي صوت أو خطاب يمكنه أن يحمل مشاغل الأمة بتنوعاتها وألوانها ومتطلبات عرضها . أما المناضلون داخل الحزب فلهم من الوعي ما يجعلهم يتعاملون حتى مع الذي مازال يحنّ للرأي الواحد والزعيم الأوحد هذا الذي يرى بأن أقرب الناس إليه يتخلون عنه مما جعله يشعر بعقدة النقص التي تسبّبت له في الشعور بالهلع فتغير عنده شعور جنون العظمة بشعور الدونية ونهم السلطة وهكذا يتهاوى نفسيا وسلطويا وهو في حالة الوقوف . 2 ـ السيئ : يتمثل في أن مرشح الحزب لرئاسية 2009 قد حرص على بناء ولاءات خارجية واضحة وخفية تصل في بعض الأحيان أن يسيّر الحزب ضمن خطط وإستراتيجيات تمليها أجندات خارجية متناسيا أن المصالح الأجنبية لا تنظر إلا إلى نفسها حتى ولو كان ذلك على حساب سحق الآخرين غير عابئ بالمواطن الذي يتطلّع إلى أن يرى لون الديمقراطية الزّاهي وهو ينبعث من الداخل لا أن يفرض عليه من الخارج ، كما يريد أن يتذوّق طعم الحرية الخالص ويشمّ رائحة الوطنية العابق الصادر من رياض صدق النفوس وروابي حسن النيّة وجنان القيم الإنسانية الخالدة . 3 ـ المعيب في ما أتاه الأستاذ نجيب : يتمثل في إعلانه جهارا نهارا وأمام جمع من المناضلين طردنا من الحزب قبل أن تبتّ لجنة النظام في أمرنا وقبل سماعنا وكأنه لم يقرأ ولو مرّة واحدة فصول النظام الداخلي للحزب . يا لها من ديمقراطية يجتهد الأستاذ الشابي في التبشير بها في كل لقاءاته وإجتماعاته ! أما زيارة السيد المرشح لرئاسية 2009 لجهة سوسة فحدّث ولا حرج ! لقد تمّ إستدعائنا عن طريق إرساليات قصيرة بواسطة الهاتف الجوال من طرف الأخ الكاتب العام لجامعة سوسة لحضور الإجتماع الذي سيشرف عليه الأستاذ الشابي وذلك يوم السبت 23/01/2009 فلبينا النداء ، وعند دخولنا لمقر الجامعة بسوسة صاح في وجهنا الأستاذ الشابي بالقول << إنكما مطرودان من الحزب >> وهنا يُطرح سؤال متأكد أين هي مؤسسات الحزب ؟ أين المسؤولون المكلفون بفض الخلافات التي تحدث داخل الحزب ؟ أم أن السيد الشابي قد إختزل الحزب بمؤسساته ومناضليه في شخصه الكريم ؟ ألم نكن على حقّ حين كتبنا سابقا عن ديمقراطية المتسلّطين والمخادعين ! لأنها ببساطة خدعة قهر وإستمطاء وإقصاء . سوسة في : فيفري 2009 محسن الشاوش عزالدين صابر عضو جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بسوسة عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي وقائمته الإنتخابية لتشريعية 2004 بها وجامعته بسوسة وقائمته الإنتخابية لتشريعية 2004
الاتحاد العام التونسي للشغل الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي النيابة النقابية للمعهد العالي للتكنولوجيات الطبية بتونس تونس ،الثلاثاء 03 فيفري 2009 لائــــــــــــــــــــحة
نحن أعضاء مكتب النيابة النقابية بالمعهد العالي للتكنولوجيات الطبية المجتمعون اليوم الثلاثاء 03 فيفري 2009 بمقرّ العمل لتدارس ما استجدّ من إمضاء الأخ الأمين العام المساعد المكلف بالوظيفة العمومية ، على رأس وفد من المركزية النقابية، بصورة غير قانونية ولا أخلاقية لاتفاقية تقبل فيها المركزية النقابية بدون وجه حقّ و بدون تشريك الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي ما اقترحته السلطة من زيادة خصوصية رفضها آخر مجلس لأنّها جاءت غير مجزية و لا ترقى لمستوى المجهودات الإضافية التي يبذلها مدرسي القطاع في إطار نظام « إمد » و باعتبار ما ترمي له من شقّ للوحدة النقابية للقطاع بتقديم اقتراح بزيادة تكاد تقصي مدرسي بعض الأصناف و الأسلاك ، و بعد تناول الموضوع من مختلف أوجهه و خاصة العنف الذي مورس على نقابيي القطاع بمناسبة التجمّع الاحتجاجي الذي حضروه يوم السبت الفارط و مسؤولية المركزية النقابية عن ضرب العمل النقابي ووحدته النضالية منذ ما يناهز أربعون سنة فإنّه يهمّنا أن : 1) نسجّل احتجاجنا الشديد عن الاستخفاف بمناضلي القطاع و نستهجن الكمين الذي نصب لهم بدعوتهم لتجمّع عام احتجاجي ببطحاء محمد علي ثمّ حوّله إلى اجتماع بقاعة أحمد التليلي بحضور عضو المركزية النقابية، الذي صادر رأي القطاع و أمضى مع سلطة الإشراف، لكي يحاول تارة امتصاص غضبهم بمحاولة تبرير ما ألحقه من ضرر بمصالح القطاع و تارة التسبّب في فضّ الاجتماع بكيله الشتائم. 2) نعلن لكلّ الأطراف من سلطة إشراف و مركزية نقابية رفضنا القاطع و المبدئي لهذا الاتفاق و نحمّلهم مسؤوليتهم على ما سيؤول له المناخ الاجتماعي داخل الجامعة إن تمسّكوا بذلك الاتفاق المفروض على القطاع و إذا لم تحترم المركزية النقابية سيادة و استقلالية القطاع في ما يخص قراراته و ذلك بسحب إمضائها تنفيذا لرغبة القطاع. 3) ندعو الزملاء إلى وحدة نضالية استعدادا للتضحية و النضال من أجل زيادة مجزية تحفظ كرامة الجامعيين و دفاعا عن الجامعة العمومية و عن استقلالية القطاع. 4) نعتبر أنّ إمضاء هذا الاتفاق يؤكد مرة أخرى تآمر سلطة الإشراف و المركزية النقابية بالعمل على ضرب العمل النقابي داخل الجامعة و وحدة القطاع لإضعافه و تشتيته. 5) ندعو كل مناضلي القطاع و على رأسهم أعضاء المجلس القطاعي و مكتب الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي إلى العمل على منوال المناضل الأخ رابح الكحلاوي و سحب انخراطاتهم من الاتحاد العام التونسي للشغل و استنباط أشكال نضالية متطورة للدفاع عن القطاع تنسجم مع المرحلة التاريخية التي نمرّ بها. 6) ندعو الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية بالعمل على المحافظة على الوحدة النضالية للقطاع و ذلك عبر الدفاع بحزم عن مطالبه التاريخية كما سجّلت منذ سنوات في لوائح مؤتمراته و مجالسه القطاعية و بدون التفريط في حقوق أي سلك أو صنف أو رتبة و نحذر من التخاذل و الأخطاء و الارتباطات المشبوهة التي قد تدفع بالقطاع إلى أزمة جديدة. 7) ندعو الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي إلى الذود عن استقلالية القطاع و التفكير في أشكال للتنظّم نقابيا خارج هذه المركزية النقابية التي خانت مطالب القطاع و طعنت الجامعة العامة بأن ألغت تمثيليتها للقطاع و أمضت بشكل غير قانوني و لا أخلاقي على ذلك الاتفاق المهزلة. عن النيابة النقابية بالمعهد العالي للتكنولوجيات الطبية بتونس محسن العين الحجلاوي
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعــــة بنــــــزرت
بنزرت في 6 فيفري 2009 بيـــــــــــــــــــان
تتابع جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي بانشغال كبير إضراب الجوع المفتوح الذي يشنّه المناضل عاطف الزايري عضو اللجنة المركزية وعضو جامعة القصرين للحزب الديمقراطي التقدمي للمطالبة بإنصافه قضائيا وتتبع الجاني الذي كان قد اعتدى عليه بالعنف الشديد إثر التحركات الاحتجاجية التي عرفتها مدينة فريانة يوم 2 جوان 2008 ممّا خلف له أضرارا بدنيّة بالغة منحه طبيب الصحة العمومية على إثرها راحة بأكثر من 50 يوما. وقد لجأ الأخ الزايري إلى إضراب الجوع كوسيلة أخيرة للمطالبة بحقه في أن تأخذ قضيته مجراها القانوني العادي إثر استنفاد كل الطرق والوسائل الأخرى بعد أكثر من سبعة أشهر من تقديم الشكوى لدى وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين. وجامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي: – تعلن مساندتها المطلقة للمناضل عاطف الزايري في قضيته العادلة. – تعبّر عن استيائها من اضطرار المواطن التونسي من جديد إلى التضحية بصحته لنيل أبسط حقوقه التي يكفلها له القانون. – تطالب القضاء بأن يبتّ في هذه القضية في أقرب وقت لردع المعتدين والمتطاولين على القانون. – تذكر بمطلب استقلال القضاء وعدم توظيفه سياسيا بما يضمن حقوق المواطن التونسي ويحفظ كرامته. عن هيأة الجامعة الكاتبـة العامــــة سعــاد القوسامي
إعــــــلام
يلقي الأستاذ خالد الكريشي المحامي محاضرة حول « مستقبل القضية الفلسطينية بعد العدوان الصهيوني على غزة »بالإتحاد المحلي للشغل بالسبيخة ولاية القيروان
يوم الأحد 08 فيفري 2009 على الساعة العاشرة صباحا
تونس في 06 فيفري 2009 بيان
انقلاب مزدوج جديد على الجامعيين عبر مصادرة قرارات المجلس القطاعي لهيكلهم النقابي الوطني و بوادر أزمة نقابية جديدة أو انسلاخ لتكوين نقابة وطنية مستقلة
نورالدين الورتتاني بعد ما عمد له الأخ محمد المنصف الزاهي الأمين العام المساعد المكلف بالوظيفة العمومية ، يصحبه وفد من المركزية النقابية يتكون من الإخوة علي رمضان و محمد سعد، بصورة أحادية الجانب و غير قانونية من إمضاء لاتفاقية تقبل فيها المركزية النقابية بدون وجه حقّ ما اقترحته وزارة التعليم العالي من زيادة خصوصية رفضها آخر مجلس قطاعي لجامعة التعليم العالي و البحث العلمي باعتبار أنها جاءت غير مجزية و لا ترقى لمستوى المجهودات الإضافية التي يبذلها مدرسي القطاع في إطار نظام « أمد » و باعتبار ضعفها الكبير بالمقارنة مع مطالب القطاع المرفوعة منذ قرابة العشر سنوات و بالمقارنة مع التدهور الفظيع الذي عرفته أجور الجامعيين خلال ال 15 سنة الماضية و باعتبار ما ترمي له من ضرب الوحدة النقابية للقطاع بتقديم اقتراح بزيادة تكاد تقصي مدرسي الصنف « ب » من مساعدين و أساتذة مساعدين، و هم الذين يكونون أغلبية مدرسي القطاع و مناضليه و إطاراته النقابية، لصالح الأقلية من مدرسي الصنف « أ » ، و بعد الاعتداء اللفظي على مناضلينا الذي مارسه عضو المكتب التنفيذي الوطني المكلف بالوظيفة العمومية و المذكور أعلاه بمناسبة التجمّع الاحتجاجي الذي حضره نقابي القطاع يوم السبت الفارط و الذي وصل حدّ دعوة مناضلي القطاع إلى الإنسلاخ عن الاتحاد إذا لم تعجبهم ممارساته (!!) و بعد الإهانة التي وجّهت لي شخصيّا بالتوجّه لي علنا و لثلاثة مرات متتالية لمطالبتي بعدم التدخّل للتعبير عن غضبي، و رفضي بأن يزجّ بقطاعنا من جديد في أزمة قد تقضي غلى العمل النقابي داخله نتيجة التصرفات الغير ديمقراطية لبعض أعضاء المكتب التنفيذي، مقابل تدخّل المركزية النقابية للقيام بواجبها في الدفاع عن الحقّ النقابي و إعادتي إلى موقع العمل الذي كنت، و لازلت، أتحمّل فيه مسؤولية الكتابة العامة للنقابة الأساسية و الذي نقلت منه تعسّفا و لأسباب نقابية ذلك التدخّل الذي طال انتظاره (!!) و هو الكلام الذي يعني عمليا بأنّي مأجورا أو مرتزقا و لا أعبّر عن مواقفي بمبدئية أو أنّ الاتحاد نفسه بات يفرّق في المعاملة بين مناضليه على أساس الولاء الغير المبدئي (!!)، فإنّه يهمّني أن : 1) أسجّل احتجاجي و امتعاضي الشديد من ممارسات الأخ الكاتب العام للجامعة الذي دعا لتجمّع عام احتجاجي ببطحاء محمد علي و هو يضمر مسبقا و بالتفاهم مع المركزية النقابية سحب الزملاء إلى قاعة أحمد التليلي لحضور اجتماع مع عضو المركزية النقابية، الذي صادر رأي القطاع و أمضى مع سلطة الإشراف، لكي يحاول تارة امتصاص غضبهم بمحاولة تبرير ما ألحقه من ضرر بمصالح القطاع و تارة التسبّب في فضّ الاجتماع بكيله الشتائم للمتدخلين، و أتساءل أين يذهب الولاء الحقيقي للكاتب العام لمكتبنا الوطني. كما أشجب ما ورد في تصريح الأخ الكاتب العام للجامعة لأسبوعية « الموقف » من تشديد على أنّ : » المشكل الرئيسي للجامعيين في الأزمة الأخيرة التي نشبت الزيادات الخصوصية ليست مع الاتحاد و إنّما هي أساسا مع سلطة الإشراف التي أصرت على حصر الزيادة في 50 مليار لجملة من القطاعات النوعية بما فيها الجامعيين!!( ما هذا ؟ هذا هو الضحك على ذقون الجامعيين الذين يعرفون بأنّه حتّى و إن كان لهم مشكل أساسي مع وزارة التعليم العالي فإنّ المسؤول عن تحديد سقف ال 50 مليار و القطاعات التي ستقسّم عليها هي الوزارة الأولى، و ليست سلطة الإشراف، و المركزية النقابية التي تفاوض بإسمها الأخ الكاتب العام لجامعة التعليم العالي لمدة أكثر من 8 أشهر بصفته خبيرها و ممثّلها كما يعرفون بأنهم أعلموا المركزية النقابية بأنهم يفضّلون أن لا يحصلوا على أية زيادة خصوصية في هذه الجولة خيرا من القبول بالفتات و التفويت في فرصة التفاوض للحصول على مطالبهم لمدة عشرة سنوات أخرى هذا فضلا عن أنّ الوزارة لم تكن لتمرّر هذه الزيادة الهزيلة لو لم تجد من يتواطأ معها بصورة غير قانونية ليمضي عوضا عن الجامعيين و هو ما عبّر عنه الجامعيون بالإجماع يوم التجمّع و يحاول الأخ الكاتب العام الإنقلاب عليه علانية !! ) » و هو ما أعتبره مواصلة للتزلّف للمركزية النقابية و ذلك بمحاولة تبرئتها من عملية الانقلاب التي ندّد بها كلّ من حضر التجمّع و بمحاولة تسويق تبريراتها السخيفة التي حاولت تمريرها للجامعيين حول أنّها اضطرّت لإمضاء لصعوبة تقسيم المبلغ بين أكثر من قطاع و لتأخّر التفاوض !! هذا فضلا عن المخاوف التي يثيرها فيّ تصريحه، و خاصّة هروبه من الدعوة لتجمّع آخر ليوم السبت 07 فيفري 2009 كما وعد به الذين حضروا تجمّع السبت الفارط، حول جديّة انضباطه لقرار القواعد النقابية بالقطاع و مطالبته المركزية بسحب إمضائها أو تنفيذ قرار القطاع بالتصعيد. 2) أدعو الجامعة العامة إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية في الدفاع عن مطالب القطاع، كما وردت منذ قرابة العشر سنوات في لوائح مؤتمراته و مجالسه القطاعية، و في الذود عن وحدة القطاع النقابية برفض التنكّر لحقوق غالبية مدرسي و مناضلي و نقابي القطاع من الصنف « ب » و بالتمسّك بمطلب إحداث منحة التكاليف البيداغوجية بقيمة 350 دينار بالتساوي لكلّ الأصناف و الرتب داخل سلك المدرسين الباحثين، إلى جانب مطلب مضاعفة المنحة الكيلومترية و قيمة الساعات الإضافية، و أذكر سلطة الإشراف و بعض الزملاء داخل المكتب التنفيذي لجامعة التعليم العالي و البحث العلمي و في حزامه بأنّ التذرّع بسياسة الدولة التأجيرية، الرامية إلى خلق الحوافز بتقديم زيادات مضاعفة مرات عديدة للرتب الأعلى، للقبول باقتراحاتها في غير محلّه و ذلك للأسباب التالية : أ- إنّ هذه الزيادات الخصوصية تأتي لتلافي تدهور المقدرة الشرائية لمدرسي القطاع بصورة خطيرة و عقب نضالات خاضها نقابيوه بكلّ أصنافهم و رتبهم طيلة العشرية الماضية و لا يعقل بعد ذلك أن نتنكّر لمدرسي الصنف « ب » و هم يمثلون قرابة ال 90 % من جملة المدرسين و من الإطارات النقابية لأنّ في ذلك شقّ للصفوف و محاولة لضرب الوحدة النقابية للقطاع بدفع نقابيي الصنف « ب » خارج الجامعة العامة أو بإفقادهم أي وازع لنشاط نقابي يقدمون فيه أغلبية التضحيات و يتحصّلون منه على الفتات. ب- إنّ التكاليف البيداغوجية تضغط أكثر على ميزانية مدرسي الصنف « ب » الذين يتكبدون مصاريف كبيرة لإنجاز أطروحاتهم و أبحاثهم و الإعداد للمناظرات العديدة التي يخضعون لها و لهذا قدّم الأطباء الجامعيون مثالا على التضامن النقابي بإنجاز دراسة يطالبون بناءا على نتائجها بأن تكون منحة التكاليف البيداغوجية أرفع بالنسبة للأصناف و الرتب الأدنى. كما لنا في مثال نضالات رجالات التعليم الأساسي و التعليم الثانوي عبرة في السنوات الأخيرة بدفعهم وزارة التربية و التكوين إلى إحداث منحة العودة المدرسية لمجابهة تكاليف الأدوات البيداغوجية ثمّ الترفيع فيها مرة أخرى و حصول كلّ رتب تلك الأسلاك على نفس المبلغ رغم عدد المدرسين المرتفع و المقدر ب 120 ألف مدرس. أما آخر مثال عن الأخلاقيات النقابية و على الوفاء لنضالات أهل القطاع و احترام قرارات هياكله الممثلة فقد قدمته لنا جامعة الصحة التي تمسكت إلى آخر لحظة بقرارات هيئتها الإدارية في المطالبة بنفس الزيادة في منحة « خطر العدوى » لكلّ رتب القطاع لتتحصّل لهم في آخر المطاف على زيادة ب 47 دينار لكلّ الأعوان من العامل البسيط من صنف » C » إلى أعلى السلم بالصنف « A1 » و ذلك رغم عدد الأعوان المهول و المقدر بأكثر من 53 ألف عون و الكلفة الجملية التي قدرت بقرابة 30 مليار من جملة ال 50 مليار التي قسمت على 5 قطاعات. ت- إنّ مدرسي الصنف « أ » أي الرتب الأعلى قد تحصّلوا بعد (منذ سنة) على منحة التأطير و ما على الدولة إلاّ الترفيع فيها إذا كان هدفها هو فعلا إحداث حوافز للبحث و النشر و الإرتقاء الوظيفي و ليس الضّغط على الميزانية في وقت يتحول فيه صانعو السياسات الاقتصادية الغربية بالعودة إلى السياسات الكينيزية و ضخّ مئات بلايين الدولارات في اقتصادياتهم (بما في ذلك عبر سياسة مضاعفة الأجور) للتصدي للأزمة الاقتصادية و مجابهة الانكماش و الركود بجعل الاستهلاك المحلي يحلّ محلّ التصدير المتراجع. 3) أذكّر المركزية النقابية بأنّ أزمة التمثيل النقابي التي كبّلت القطاع لمدّة عشرية كاملة و تطلّبت منه تضحيات جسام لكي يعود ممثله النقابي للجلوس على طاولة المفاوضات مع السلطة سببها سياساتها الغير ديمقراطية و ضربها لاستقلالية القطاع و سيادته على القرارات الخاصة به و ذلك بدفع الكاتب العام السابق للنقابة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي للانقلاب على قرارات المجلس القطاعي، المنعقد سنة 1999 و الرافض بالإجماع لأية اتفاقية زيادة خصوصية في الأجور مشروطة بالزيادة في ساعات العمل، و الإمضاء صحبة وفد من المركزية النقابية على تلك الاتفاقية، ثمّ بإعادة الكرة و تمكينه من فرصة العودة على رأس القطاع في مؤتمر 2001 باستعمال التدليس و تضخيم النيابات و ذلك رغم سحب القطاع لثقته منه عبر العريضة المشهورة. كما أحمّل المركزية النقابية مسؤولية هذا الانقلاب الجديد و ما قد يترتّب عنه، إذا ما رفضت سحب إمضائها و احترام سيادة القطاع، من أزمة جديدة قد تشلّ العمل النقابي داخل القطاع لعشرية أخرى أو تدفع بمناضليه للإنسلاخ عن الاتحاد العام التونسي للشغل و التفكير في التنظّم المستقلّ خارجه و هو ما بدأت بوادره عبر استقالة الزميل رابح الكحلاوي من لجنة المراقبة المالية القطاعية و طلب إلغاء انخراطه بالاتحاد العام التونسي للشغل و عبر الغضب الذي عبّر عنه المدرسين التكنولوجيين من الجامعة العامة و الاتحاد عموما و الذي ظهر في مراسلاتهم شديدة اللهجة للطرفين و في نشاطهم المستقلّ عن الجامعة منذ أشهر و آخره العريضة الوطنية الخاصة بهم. 4) أعيد تذكير المركزية النقابية بما يصلها سنويا من مراسلات من المكتب الدولي للعمل (BIT ) و من المنظمة النقابية العالمية (CSE ) و المنظمة النقابية الأوروبية (CSE ) من تقارير تذكّرها بأنّ مصادرتها لسيادة القطاعات على قراراتها بالتفاوض عوضا عنها و بالإمضاء على اتفاقيات ضدّ رغبة الهياكل الممثلة لها (هيئات إدارية و مجالس قطاعية) و برفض الإمضاء على قراراتها الشرعية بالإضراب أو رفض تمكينها من عقد اجتماعاتها الدورية يعدّ لا شرعيا و لا قانونيا و فيه اعتداءا على الحقّ النقابي وبناءا عليه فإنّني أعتبر أنّ ما عمد له وفد المركزية النقابية المذكور أعلاه من إمضاء على مقترح الوزارة حول الزيادات الخصوصية في أجور مدرسي القطاع رغم علمه بقرار المجلس القطاعي الرافض له لا شرعيا و غير ملزم للقطاع و أدعو الجامعة العامة إلى رفضه بصورة باتّة و قطعية دفاعا عن استقلالية القطاع و مصالحه و إلى تنفيذ البرنامج النضالي الذي فوّض لها في اختيار مضمونه و توقيته المجلس القطاعي الأخير بدون التراخي التي دأبت عليه في الفترة السابقة، حتّى لا يتعرض مكتبها إلى سحب الثقة منه، كما وقع لمكتب مصطفى التواتي، و ذلك بعد المحاولة الجارية من بعض أعضاء المركزية النقابية للتنصّل من المسؤولية و تحميلها كاملة للكاتب العام لجامعتنا هذا فضلا عن التصريحات الخرقاء لهذا الأخير و التي حمّل فيه نفسه المسؤولية من حيث لا يدري. كما أدعو نقابيي القطاع إلى تأجيل محاسبة من أخطأ داخل مكتب الجامعة العامة و الالتفاف حول هذا الأخير، في صورة اختار الوفاء لقرارات القطاع و الدخول في برنامج نضالي، و عدم السقوط في فخّ شقّ الصفوف. 5) أظمّ صوتي لأصوات المناضلين النقابيين داخل القطاع لكي أدعو جميع النقابيين داخل القطاع، في صورة عدم سحب إمضاء المركزية النقابية الغير شرعي و عدم تمكين القطاع من عقد مجلسه القطاعي و عدم إسنادها للنضالات المستقبلية للقطاع دفاعا عن مطالبه بالشكل المذكّر به أعلاه، إلى إلغاء إنخراطاتهم بصورة مكثّفة و الاستعداد لتنظّم خارج الاتحاد و ذلك بدعوة مجلس قطاعي استثنائي يقرّ الانسلاخ و يتحول إلى هيئة إدارية موسّعة و مؤقتة و هيئة تأسيسية تعيّن ناطقا رسميا بإسمها و تشرف على التحضير لعقد مؤتمر تأسيسي لكنفيديرالية وطنية مستقلة و ديمقراطية للتعليم العالي تحتضن كافة نقابات مدرسي و باحثي التعليم العالي مهما كانت أسلاكهم و رتبهم و تنسّق بينهم مع احترام خصوصياتهم و مميزاتهم.
نورالدين الورتتاني المصدر : منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية » الرابط :
http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p
الاتحاد العام لطلبة تونس البيان الختامي تونس في 01/02/2009
انعقدت الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد العام لطلبة تونس يوم السبت 31/01/2009 بالمقر المركزي 19 نهج نابلس وقد واكب أشغال هذه الهيئة مئات الطلبة الذين ظلوا مرابطين إلى ساعة متأخرة من الليل في جو احتفالي ومسؤول، هذا وتناولت الهيئة الإدارية في جدول أعمالها تحديد موعد المؤتمر الوطني الموحد وضبط جملة من القرارات النضالية دفاعا عن مسؤولي الاتحاد وحق المنظمة في النشاط. تابعت الهيئة الإدارية الوطنية بانشغال عميق تواصل منع الاتحاد من عقد مؤتمره الموحد 25 الذي تأجل في مناسبتين بسبب تدخل سلطة الإشراف وحرمان المنظمة من حقها في اجتماع هيئاتها العليا ² المؤتمر² وإثر عرض جملة المصاعب التي تعترض مناضلي الاتحاد وبالعودة إلى قوانين المنظمة للاتحاد العام لطلبة تونس قررت الهيئة الإدارية الوطنية أن تكون أيام 10،11 و12 أفريل 2009 موعدا للمؤتمر الوطني الموحد كما أنها تمسكت بان ينعقد في كلية العلوم ببنزرت وان تعذر سيكون في كلية الحقوق بتونس تحت شعار ²من أجل اتحاد في خدمة الطلبة وجامعة في خدمة الوطن² . وإثر عرض جملة مشاغل ومشاكل المنظمة من ملفات طلابية ونقابية تهم مسؤولين ومناضلين في الاتحاد، أكدت الهيئة الإدارية عن تنديدها وشجبها لمواقف وسلوكات سلطة الإشراف المستخفة بالملفات النقابية وعبرت عن استغرابها لمن يقف وراء هذه المواقف والممارسات والذين يرومون مزيد تعقيد الأوضاع داخل الجامعة والبلاد. هذا وقد ضبطت الهيئة الإدارية الوطنية مختلف الملفات النقابية والسياسية التي تستهدف المنظمة الطلابية والمتمثلة في: – مواصلة طرد 20 من مناضلي الاتحاد من كليات مختلفة. – مواصلة سجن كل من الشاذلي الكريمي، علي الفالح، قيس بوزوزية، أنيس بن فرج والحفناوي بن عثمان. – إصدار أحكام غيابية ضد 06 من مناضلي ومسؤولي الاتحاد وحرمانهم من مواصلة الدراسة. -افتعال قضية كيدية ضد الأمين العام ومواصلة الضغوط عليه. وأمام ما تقدم قررت الهيئة الإدارية الوطنية إضرابا عاما وطنيا يوم 26 فيفري 2009 احتجاجا على هذه الأوضاع الخطيرة. كما قررت يوم 05 مارس تجمعات عامة جهوية في مختلف الجهات حول الأوضاع السالفة الذكر. هذا ودعت الهيئة الإدارية الوطنية لتنظيم ندوة وطنية بالمقر المركزي حول أحداث فيفري 72 بالمقر المركزي وذلك يوم 19 فيفري 2009. وبخصوص اللجنة الوطنية للإعداد المادي والأدبي للمؤتمر الموحد أكدت الهيئة الإدارية على أن تواصل هذه اللجنة المهام المناطة بعهدتها وتفعيل مقترحاتها. كما اعتبرت الهيئة الإدارية الوطنية أن الشباب وخاصة الطالبي يعد مكونا أساسيا من مكونات المجتمع وهو ما يستوجب تشريكه في كل ما يهم مستقبل تونس لا الاستخفاف به وتهميشه وهو ما يمارس مع مناضلي ومسؤولي الاتحاد العام لطلبة تونس. وتابعت الهيئة الإدارية الوطنية ما آلت إليه الأوضاع مؤخرا في غزة ونددت بالهجمة الصهيونية الأخيرة على القطاع وعبرت عن مساندتها المطلقة للشعب الفلسطيني فيما يتعرض له من استعمار وتشريد وإبادة. كما ثمنت الهيئة الإدارية الوقفة الحازمة لمكونات المؤتمر الموحد ومناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس وهياكله وعموم الطلبة إلى جانب المنظمة الطلابية وحرصهم على إنجاح المؤتمر الموحد 25، كما دعت بقية مناضلي الاتحاد إلى الالتحاق بالمؤتمر وتغليب مصلحة الاتحاد ونكران الفئوية الضيقة. ختاما، أكدت الهيئة الإدارية الوطنية تمسكها بانجاز المؤتمر الموحد والمضي قدما في إنجاح كل مقرراتها، هذا وتهيب بعموم طلبة تونس وعموم الديمقراطيين والوطنيين الوقوف إلى جانب الاتحاد من أجل إنجاز مؤتمره والاضطلاع بدوره تجاه الجامعة والبلاد. عن الهيئة الإدارية الوطنية الأمين العام عزالدين زعتور
هيثم مناع .. تحويل معسكر الرعب إلى مجرمي الحرب…
بقلم: حاوره من باريس / الطاهر العبيدي*
الجمعة, 06 فبراير 2009 16:06 إصرار وتجند منقطع النظير من طرف منظمات المجتمع المدني لمتابعة قادة إسرائيل قضائيا على إثر العدوان على غزة خصوصا أمام المشاهد البشعة لصور مئات الأطفال المشوهين التي جابت صورهم العالم عبر الانترنيت ولا تزال متحدية الضباب الإعلامي الغربي وواقع الدمار والتحطيم للمباني والمدارس والمساجد والقتل العشوائي للمدنيين والشهادات العينية المتواترة على استعمال الأسلحة الفسفورية وقد اصطفت العديد من الفعاليات الحقوقية لجمع الحجج وتوثيق المشاهد والصور والشهادات من أجل إقامة دعاوي قضائية أمام محاكم دولية مختصة من أجل الاستنصار لضحايا مجازر غزة ومقاضاة المسئولين الإسرائيليين…لمعرفة بعض ملابسات وخفايا هذه القضية استضفنا الدكتور هيثم مناع الناطق الرسمي باسم اللجنة العربية لحقوق الانسان التي تقود بمعية العديد من المنظمات الدولية والأطر الحقوقية العالمية والإقليمية معركة قضائية من الوزن الثقيل ضد إسرائيل فكان هذا الحوار الصريح.. علمنا أن 300 منظمة حقوقية دولية أنتم طرفا فيها، بصدد تكوين ملف قضائي، لمتابعة قادة إسرائيل باعتبارهم مجرمي حرب، على إثر العدوان الدموي على غزة، فأين وصلت القضية، وهل هناك أطر حقوقية يهودية منخرطة معكم ومتبنية لهذا المسعى، وهل يوجد مشاركون حقوقيين تونسيين في هذا الملف؟ يمكنك الحديث عن أربعمائة منظمة اليوم، نقابات وجمعيات حقوقية وأخرى للمحامين وتجمعات شعبية ومهنية، يقدر عدد أعضاء المنظمات الموقعة بأكثر من ثلاث ملايين عضو. نعم هناك أطراف يهودية موقعة منها الاتحاد اليهودي من أجل السلام ويوجد محام أساسي في الدعوى هو الأمريكي ستانلي كوهن، لكننا جميعا لسنا بصفتنا الدينية أو المذهبية أو القومية، يوجد كل الأديان الكبيرة في العالم، معنا رهبان بوذيين ورجال دين هندوس وأساتذة في كليات الشريعة الإسلامية، أكثر من ذلك، موظفون دبلوماسيون يوقعون على عريضة التحالف ويكتبون عملهم الدبلوماسي ليردوا على سياسة بلدانهم بشكل أساسي من فرنسا. المشاركة التونسية جيدة جدا وأول من انضم كان منظمة « صوت حر » للدفاع عن حقوق الإنسان ثم تتابعت المنظمات والنقابات. ما هي المرتكزات القانونية والحقوقية التي تستندون عليها، والمحاكم المخوّلة للبث في مثل هذه القضايا، وهل هناك دول عربية آو أجنبية متبنية أو داعمة لهذا التحرّك، ومن من الشخصيات العالمية الاعتبارية المنضوية أو المساندة ؟ لدينا مجموعة من أخصائيي القانون الدولي والمحاكم الجنائية الوطنية والدولية، وقد جرى عدة اجتماعات كانت بمثابة عملية تنقيب في فقه القانون الدولي، تحركاتنا متعددة، إعلامية-حقوقية، سياسية حقوقية وحقوقية قضائية، تستهدف المحكمة الجنائية الدولية، المحاكم الوطنية ذات الاختصاص الجنائي العالمي، محاكمات لمزدوجي الجنسية، محاكمات للاعتداءات على أملاك أوربية (نرويجية تحديدا واتحاد أوربي)، تدخل عند الدولة السويسرية الراعية لاتفاقيات جنيف، وتعبئة أوسع رأي عام شاجب لجرائم الحرب ومؤيد للحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني. لدينا مناضلين من طراز صلب كالمحامي « جيل دوفير » الذي يعمل ليلا نهارا من أجل توثيق هذا العمل وكل العاملين متطوعين. هذا هو معنى المقاومة المدنية، القادرة على العطاء لتغيير معطيات قائمة ظالمة. ما صحّة ما يتردد أن المحامي الفرنسي الشهير » فرجاس » هو أحد المشاركين في هذه المعركة القضائية؟ ليس هناك أي علاقة للمحامي الفرنسي فرجاس من قريب أو بعيد بالتحالف الدولي. في الفترة الأخيرة منح الاتحاد الأوروبي برئاسة فرنسا عضوية متميزة لإسرائيل، وقد وجّه جمع من المثقفين رسالة مطولة إلى الاتحاد الأوروبي، عبروا فيها عن احتجاجهم وتبيان جرائم إسرائيل، بالإضافة إلى المظاهرات الكبيرة والصاخبة في أوروبا المنتفضة ضد العدوان على غزة، إلا أن الاتحاد الأوروبي لم يتجرا حتى على مسائلة إسرائيل، فهل تتوقعون إنصافا من طرف المحاكم الدولية؟ لقد عبرنا عن رفضنا لاتفاقية 8 ديسمبر المشئومة التي اختلسها » ساركوزي- كوشنر » من وراء ظهر البرلمان الأوربي وبصفاقة، ونحن نعدّ لدعوى قضائية أمام المحكمة الابتدائية الأوربية من أجل إلغاء هذه الاتفاقية ولدينا حتى 8 فبراير لجمع كل الأدلة على بطلانها إجرائيا ومخالفتها الصريحة لشروط الاتفاقيات الأوربية مع بلد آخر. للأسف من يحدثنا عن تعاون أوربي متوسطي في أوساط حقوق الإنسان ويتعيش منه، لم يقف بحزم ضد هذه الاتفاقية المشينة. لقد أعلمني الاتحاد الأوربي بأنهم جمّدوها، لكننا نطالب بإلغائها لأن المأساة في فلسطين لم تتوقف بوقف إطلاق النار، هناك 700 حاجز يقطع أوصال الضفة الغربية، الاستيطان وهو جريمة ضد الإنسانية يجري على قدم وساق، والحصار على غزة مستمر، فما معنى مكافأة المجرمين ؟ البعض يرى أن تقديم مثل هذه القضية هي صراخ إعلامي، أكثر منه جدوى وفاعلية على مستوى تحقيق نتائج ملموسة على الأرض؟ هل اجتماع الوزارة الإسرائيلية لحماية ضباط جيشهم صراخ إعلامي، أليس من المؤسف أن تستنفر الحكومة الإسرائيلية ضدنا لأنها تعرف حجم وأهمية ما يجري ويأتي من يقول هذه مجرد فقاعة؟ للأسف ثمة من هو جاهل وثمة من هو متعمد للإساءة، وفي الحالتين القافلة تجري.. إسرائيل فوق القوانين الدولية، لم تكترث يوما بأي قرار من قرارات مجلس الأمن، وفي سجلها اعتداءات ومذابح متكررة في قانا، وقانا المكرّرة، وجنين، ولبنان وغيرها… وهي تحت حماية الفيتو الأمريكي، ومتحصنة بالمساندة العلنية أو الصامتة من طرف الدول الغربية، فهل تتصورون أن العدالة الدولية ستنتصر لضحايا غزة؟ لقد حددنا منذ اليوم الأول للتحرك خارطة موازين القوى، حتى لا ينطبق علينا قول الشاعر محمود درويش: « وأعد أضلاعي فيهرب من يدي… »، لقد استبعدنا كل من لا خير فيه ولا رادع لشرّه، وركزنا جهودنا على القوى المدنية الخيرة في العالم أجمع. لكن نحن لسنا ببائعي أوهام، ما يجري هو عملية تراكم وتشبيك وتعبئة عقلانية طويلة المدى تحتاج لحالة طوارئ مزمنة بالمعنى الأخلاقي والقانوني، لا بالمعنى التسلطي والأمني. الطرف المقابل قوي، وهو يطالب في هذه اللحظة عبر حكومات عربية بحرمان اللجنة العربية لحقوق الإنسان من صفتها الاستشارية في الأمم المتحدة، ويحاصر مناضلينا ويضيق على عدد كبير من المتطوعين للذهاب لغزة بدواعي لا حصر لها، ويتصل بالدول للتدخل عند المحاكم التي نتوجه لها، إنها معركة طويلة الأمد، ولكن النصر الأول كان في تحويل معسكر الرعب إلى مجرمي الحرب أما الثاني أي محاكمتهم والتعويض على الضحايا فهو مهمة جماعية وتحقيق انتصارات فيها مكسب للبشرية جمعاء، يومها فقط يمكن أن نقول أن العدالة الجنائية الدولية خرجت من منطق الغالب والقوي والمتفق عليه، ما أسميه « قرون وسطى العدالة الدولية »، إلى معاقبة أي مجرم بغض النظر عن جنسيته أو دينه أو قوميته أو قوته وضعفه. ما هي التحديات والعوائق التي تعترضكم في إبراز هذه الجرائم، وهل هناك ضغوطات تواجهونها ومن أي نوع؟ العوائق تأتي من عدة أطراف، محاولة حكومات معينة الاستفادة من هذا النشاط أو توظيفه، وجود أطراف عربية رسمية لا تريد سابقة محاكمة يحترمها الوعي الجماعي العربي، عدم وجود ثقافة حقوقية كافية، أحيانا تحول الإسهال الإعلامي إلى عامل تشويش بحيث يخلق احباطات أو أوهام كاذبة، التوظيف الحزبي من بعض الأطراف. أما الضغوطات فكثيرة وللأسف يتم توظيف قطاع من حركة حقوق الإنسان لخطاب مختلف بحيث يقدمنا الإعلام كمنظمات موالية للفلسطينيين ويقدم غيرنا باعتباره منظمات حقوق إنسان موضوعية؟؟؟ إسرائيل تقول أنها ستوفر لجنودها حماية قضائية، ماذا يعني برأيكم هذا التصريح؟ يعني أننا نسير على الطريق الصحيح. taharlabidi@free.fr هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته ( المصدر: موقع الوطن بتاريخ 6 فيفري 2009 )
الحرب على غزّة قصفت مستقبل « الإتحاد من أجل المتوسط »
سدّدت الغارات الإسرائيلية على غزّة التي امتدت من أواخر شهر ديسمبر 2008 إلى أوائل يناير الماضي، ضربة قوية لـ « الإتحاد من أجل المتوسط »، الذي أنشئ في باريس في منتصف يوليو الماضي، في حضور زعماء البلدان الأعضاء في الإتحاد الأوروبي ونظرائهم في الضفّـتين الجنوبية والغربية للمتوسط. ومع التِّـباين الذي كرّسته المواقِـف المتباعدة بين دُول الشمال ودُول الجنوب من الحرب على غزّة، بدت المثل والمبادِئ التي نُسِـج منها البيان التأسيسي للإتحاد في قطيعة مع الواقع السياسي أو ما يُعرف عند الغربيين بـ « الريال بوليتيك ». وبلغت الصّدمة التي شعُـر بها الجنوبيون من انحياز دُول الضفة الشمالية إلى إسرائيل، درجة جعلت الحكومة المصرية، التي وجدت كثيرا من الأعذار للحملة الإسرائيلية على قطاع غزّة، تُبادِر إلى تجميد جميع اللقاءات والاجتماعات التي كانت مقرّرة في إطار « الإتحاد من أجل المتوسط »، بصفتها شريكا في رئاسته مع فرنسا. وأكد السفير التشيكي في تونس جارومير بريفراتسكي، الذي ترأس بلاده الإتحاد الأوروبي حاليا لسويس أنفو، أن مصر طلبت تعليق كل الاجتماعات المتوسطية « بالنظر إلى استحالة عقد اجتماعات بمشاركة وفود إسرائيلية في الوقت الراهن »، على حد قوله. ودخل الزعيم الليبي معمر القذافي على الخط، فاستثمر أزمة الثقة بين الأوروبيين والعرب، كي يدفع في اتجاه دفن « الإتحاد من أجل المتوسط » نهائيا، وأشار على وزير خارجيته عبد الرحمان شلقم بدعوة وزراء خارجية الإتحاد المغاربي إلى الاجتماع، من أجل بحث الموقف من الإتحاد المتوسطي. وحث شلقم الذي ترأَس بلاده حاليا الإتحاد المغاربي (الذي يضمّ إلى جانبها كُـلا من المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا) نظراءه على إعلان الانسحاب من المسار المتوسطي، الذي ترى فيه ليبيا إطارا لتجديد التبعية للاستعمار القديم. ثلاثة أسباب غير أن الغالبية لم تتحمّـس للفكرة، عدا الجزائر التي كانت أبدَت تحفّـظات علنِـية على الإتحاد المتوسطي منذ خطواته الأولى، وحذرت من أن يكون ذريعة للتطبيع مع إسرائيل. وأفاد مصدر ليبي، رفض الكشف عن هويته، أن الوفود الحاضرة برّرت عدم تجاوُبها مع الاقتراح الليبي بثلاثة أسباب رئيسية، هي: أولا، أن لِـجان الإتحاد المتوسطي السِـتّ، باتت في حُـكم المُجمّـدة بقرار عربي بعد حرب غزّة. وثانيا، أن غلْـق الباب ليس منهَـجا واقعيا، بحُـكم احتمال مُـراجعة أوروبا مواقِـفها من الصِّـراع العربي الإسرائيلي في المستقبل، مما سيفتح آفاقا لاستئناف المسار المتوسطي على أسُـس جديدة. أما السبب الثالث، فهو أن دُول الجنوب المتوسطي هي التي ستكون المُـستفيدة من الإتحاد اليافع، لو تعافى، لأنها لن تستطيع بإمكاناتها المحدودة تحقيق المشاريع الضّخمة الموضوعة على أجندة الإتحاد والتي تحتاج إلى استثمارات من الوَزْن الثقيل. وأكّـد المصدر الليبي أن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أعطى الحق لليبيين في طرح موضوع الانسحاب من الإتحاد المتوسطي، إلا أنه « انسل من الورطة على أطراف الأصابِـع وبلباقة الدبلوماسي، ممّا جعل الاجتماع ينفض من دون قرار »، على حد تعبيره. اتحاد معلّـق والثابت، أن الصّـدمة التي شعُـر بها العرب من المواقف الأوروبية أثناء العدوان على غزة، جعلت الحكومات تطوي مؤقّـتا هذه الصفحة، سواء بناءً على قناعتها السياسية أم خوفاً من شعوبِـها. غير أن الأوروبيين لا يُـشاطرون طبعا هذا المنحى ويدافعون في المقابل عن تفعيل الإتحاد وتطوير أدائه. وفي هذا الإطار، قال السفير جارومير بريفراتسكي لسويس إنفو: « إن مستقبل الإتحاد من أجل المتوسط مُعلّـق للأسف منذ انطلاق العمليات الإسرائيلية على غزّة »، لكنه أفاد أن هناك اجتماعا ما زال مُبرمَـجا للرّابع من شهر مارس المُـقبل على مستوى كبار الموظفين، واجتماعا آخر ليومي 25 و26 من الشهر نفسه، على مستوى وزاري لمُـناقشة موضوع التنمية المستدامة، وأكّـد أن الرئاسة التشيكية للإتحاد الأوروبي « ما انفكّـت تشجِّـع الرئاسة الفرنسية المصرية للإتحاد على العمل معا من أجل إعادته إلى السكة »، وأضاف أن تشيكيا « مُوقنة من أن الإتحاد من أجل المتوسط مشروع جيِّـد وطموح يستحق التشجيع ». وأشار السفير التشيكي إلى أن بلده، الذي هو بعيد عن المتوسط، توصّـل إلى اتفاق مع فرنسا على رئاسة مشتركة للإتحاد المتوسطي خلال تولّي براغ رئاسة الإتحاد الأوروبي في النصف الأول من السنة الجارية، « مما يعني وجود رئاسة ثُـلاثية، مصرية – فرنسية – تشيكية، من أجل ضمان استمرارية فعّـالة وناجعة » على حد تعبيره. وحاولت سويس إنفو استطلاع رأي رئيس بعثة الإتحاد الأوروبي في تونس وليبيا من خلال سؤال كتابي عن الانعكاسات المحتملة لحرب غزّة على مستقبل الإتحاد من أجل المتوسط، فلم يُبد أي اهتمام بالموضوع ولم يرُدّ على السؤال أصلا. شروط نجاح الإتحاد في المقابل، شاطر وزير خارجية مالطا طونيو بورغ Tonio Borg رأي السفير بريفراتسكي، الذي شدّد في اتصال هاتفي مع سويس إنفو على ضرورة منح فُـرصة للإتحاد المتوسطي، بوصفه ينبني على هندسة مختلفة عن هندسة مسار برشلونة، مُستدِلاًّ على ذلك بكون العرب مشاركين في صُـنع القرار من الداخل، من خلال تمثيلهم في الأمانة العامة، وأكّـد أن هذا الإتحاد وضع المتوسط مجدّدا على الخارطة وجعلها بندا دائما في جدول أعمال الإتحاد الأوروبي، مُشيرا بشكل خاص إلى وجود الجامعة العربية في هذا الإطار الجديد، واعتبر أن الإتحاد سيوضَـع على المِـحكّ من خلال القُـدرة على تحقيق المشاريع الكبرى الستة المبرمجة أو الإخفاق في إنجازها. غير أن رئيس الوزراء الجزائري الأسبق سيد أحمد غزالي ربط نجاح الإتحاد من أجل المتوسط في المستقبل بشرطين أساسيين: « أولهما، إنعاش الإتحاد المغاربي وتسوية الصِّراع العربي الإسرائيلي »، ودافع السيد عمر قبّاج، مستشار الملك محمد السادس والرئيس السابق للبنك الإفريقي للتّنمية على الرأي نفسه في تصريح لسويس انفو، مؤكِّـدا أن « تجاوز الخلافات الداخلية المغاربية خُـطوة ضرورية للعب دور فعّـال في الإتحاد المتوسطي ». وأيّـاً كانت آليات التنشيط والتفعيل المقترحة، فالأرجح أن حرب غزّة ستترك آثارا بعيدة على الإتحاد الوليد، وليس مُستبعَـدا أن تعصِـف الخلافات بين بُـلدان الضفتين، الجنوبية والشمالية، بأركان الخيمة المتوسطية التي أقامها الرئيس الفرنسي ساركوزي بعد جهود مُضنية… وتقتلع أوتادها. رشيد خشانة – تونس (المصدر: موقع سويس انفو (سويسرا) بتاريخ 6 فيفري 2009)
هرّبه عبدالحميد العدّاسي
أعتذر لأخي صابر التونسي على عرض بعضٍ من سواكه الحار هنا في ساحة المنصف باي في تونس، جوار ما صار يعرف بسوق الكلاب… أعتذر إليه مرّتين مرّة لإقدامي على تهريب هذه الكميّة من سواكه الحار؛ وأخرى على اختيار المكان للبيع، إذ لعلّه ما كان يجدر بي أن أعرض السواك بهذا المكان، لولا اهتمام للتونسيين بالكلاب كبير – حسب ما وضّحه النصّ الصادر عن موقع مغاربية بتاريخ 30 جانفي/يناير 2009 والمعاد نشره على موقع تونس نيوز بتاريخ 6 فبراير 2009 – أغراني بإمكانية التسويق وحيازة ذات الاهتمام الذي يحوز عليه الكلب!… فقد دخلت السوق متوكّلا على الله مردّدا للدعاء الذي يسنّ ترديده فيه: « لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيّ لا يموت بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير »!… وقد بدأ التعامل جيّدا بفضل الله وسمعت من سوق الكلاب المجاور ما استوقفني، فكان منّي هذا التجاوب والتناغم: أما نجمة اليوم فهي ليكا فهي من فصيلة السان برنار. ويتطلع مالكوها لبيعها مقابل 2.000 دينار. (مغاربيّة) قلت: تقدّمٌ علميٌّ في البيئة الحيوانيّة مكّن من معرفة أصلها وفصلها والوقوف على قيمتها مقابل قلّة اهتمام أو عدم اهتمام بالبيئة الإنسانيّة أغرى الكلاب بالنّاس!… ويضيف خالد « ليس من السهل عليك أن تقتحم هذه السوق دون أن يكون لديك ما يكفي من الخبرة في عالم الكلاب لتنجو من الغش ». (مغاربيّة) قلت: الخبرة مطلوبة للعمل… مطلوبة للتّجارة… متأكّدة في عالم الكلاب، فإنّ منها ما يكون أصيلا أمينا حاميا مخلصا لصاحبه ومنها ما يكون مهجّنا وضيعا خائنا (ولا تستغرب ففي الكلاب المتحضّرين خونة) يركض وراء شرهه ولا يبالي!… وأوضح قائلا: « على الرغم من أنّ كلابا من نوع البيد بول يُمنع استيرادها من الخارج إلاّ أنّ هناك من يستطيع أن يمر بها دون مشاكل تذكر خاصة إذا كان الكلب من هذا النوع في سنّ الرضاعة فإنك لن تستطيع أن تفرق بينه وبين كلب من نوع بوكسر » قلت: … إلاّ بعد أن يكبر، والكبَر عادة ما يكشف عن الأصل؛ فإن كان حرّا أصيلا في صغره سألنا الله أن يثبت على ذلك فيكون حرّا أصيلا في كبره، وإن كان غير ذلك في صغره؛ رجونا أن يتعلّم من الصُّحبة الصالحة عاداتِ الأحرار… وقلّ أن يحصل ذلك سيّما لدى الكلاب… وإذًا فالمراقبة متأكّدة لضبط توجّهات الكلب الذي وضعناه لحراستنا!… ويقول نزار بن محمود وهو مولع بتربية الكلاب من نوع ماستيف « أنا مغرم بهذه النوعية من الكلاب منذ الصغر ولا يهمني الثمن الذي سأدفعه بقدر ما يهمني أن يكون من سلالة تنتمي إلى عرق سام ». (مغاربية) قلت: من حقّ نزار أن يفعل ذلك طالما وجد قرّة عينه في الكلاب، ولكنّي أبغض توجّهه بعدما رأينا من سلالات البشر دعاة الانتساب إلى الساميّة ما رأينا، وأخشى أن تكون الكلاب في تونس سببا لتكاثر « الساميون » في البلاد وقد رأيناهم يتقاطرون عليها دون خشية من أحد ولا اعتبار له، والكلب عندنا يرقبهم ويشجّع!.. والاعتناء بكلب ليس بالأمر الهين في تونس. فإنه يتطلب مصاريف طائلة لا يقدر عليها سوى القليلون. فزيارة واحدة للبيطري تكلف صاحبها ثلاثين دينار فيما لا تتجاوز زيارة لدى طبيب العائلة عشرين دينار. (مغاربية) قلت: صدقت! ليس بالأمر الهيّن؛ ووالله إنّه لعسير! ونحن التونسيون جميعا ندرك ذلك، خاصّة بعد أكثر من عشريّتين من الخبرة… وقد رجونا حقيقة أن تقتصر طلبات الكلب على الجوانب الماليّة، غير أنّ « ساميته » كلّفتنا أكثر من ذلك بكثير!… منتصر بن يوسف، خبير في كلاب الرفقة: « علبة دواء لكلب مصاب بالتوتر تكلف صاحبها حوالي 40 دينار أما علبة فيتامينات فإن سعرها يتراوح ما بين 60 و220 دينار ». في حين أن الأجر الأدنى في تونس لا يتجاوز 230 دينار في الشهر. قلت: لا تفكّر يا منتصر في أجورنا ولا في ظروف عيشنا، فذلك بيد الرزّاق في السماء، ولكن احرصْ فقط على تجنيب الكلب التوتّر، فإنّ عامّة شقائنا بسبب توتّر الكلاب!… ….هذا وقد جال بخاطري وأنا أبتعد عن سوق الكلاب بعض ما يتعلّق في ديننا بالكلاب، فرجعت إلى المكتبة لأنقل منها ما أسأل الله أن ينفع به (*): فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ أمْسَكَ كَلْباً فَإنَّهُ يَنْقُصُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَمَلِهِ قِيرَاطٌ إِلاَّ كَلْبَ حَرْثٍ أوْ مَاشِيَةٍ. رواه البخاري و مسلم ولمسلم: مَنِ اتَّخَذَ كَلْباً إِلاَّ كَلْبَ زَرْعٍ أوْ غَنَمٍ أوْ صَيْدٍ نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ. ولعلمائنا في ذلك تفصيلات منها: – تحريم اقتناء الكلاب لغير ما وردتْ به النصوصُ السابقةُ،لأنَّ نقصان الأجر لا يكون إلاّ لمعصيةٍ ارتكبها المـُقتني. وقال بعضهم بالكراهة وهو رأي مرجوح حسب مناقشاتهم. – وإذًا هل يجوز اقتناء الكلب لغير ما سبق (إي ما حدّده نصّ الحديث)؟… اختلفوا في ذلك،… والأصح عند الشافعيَّة: إباحة اتَّخاذ الكلاب لحفظ الدروب، إلحاقاً بالمنصوص بما في معناه… ونقل الشيخ يوسف بن عبد الهادي عن بعض العلماء: لا شك أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أذِن في كلب الصيد في أحاديثَ متعدِّدَةٍ ، وأخبر أنَّ متَّخذَه للصيد لا ينقص مِن أجره، وأذِن في حديثٍ آخر في كلـبِ الماشية، وفي حديثٍ في كلب الغنم، وفي حديثٍ في كلب الزرع، فعُلم أنَّ العلَّة المقتضية لجواز الاتخاذ المصلحة، والحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً، فإذا وُجدت المصلحة جاز الاتخاذ، حتى إنّ َ بعضَ المصالح أهمُّ وأعظمُ مِن مصلحة الزرع، وبعض المصالح مساوية للتي نصَّ الشارع عليها، ولا شك أنَّ الثمار هي في معنى الزرع، والبقر في معنى الغنم، وكذلك الدجاج والأوز – لدفع الثعالب عنها- هي في معنى الغنم. ولا شك أنَّ خوفَ اللصوص على النَّفس، واتخاذه للإنذار بـها والاستيقاظ لها أعظم مصلحة من ذلك، والشارع مراعٍ للمصالح ودفع المفاسد، فحيث لم تكن فيه مصلحةٌ ففيه مفسدة … ا.هـ وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: وعلى هذا فالمنـزل الذي يكون في وسط البلد لا حاجة أنْ يتخذ الكلب لحراسته، فيكون اقتناء الكلب لهذا الغرض في مثل هذه الحال محرماً لا يجوز، وينتقص من أجور أصحابه كل يوم قيراط أو قيراطان، فعليهم أنْ يطردوا هذا الكلب وألا يقتنوه، وأما لو كان هذا البيت في البر خالياً ليس حوله أحدٌ فإنَّه يجوز أنْ يقتني الكلب لحراسة البيت ومَن فيه، وحراسةُ أهلِ البيت أبلغُ في الحفاظ مِن حراسة المواشي والحرث. ا.هـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*): النصوص الموالية نتيجة بحث عبر الغوغل
مراسلة موقع الشيخ راشد الغنوشي
www.ghannoushi.net مواعيد بث برنامج تأملات في الدين والسياسة
» غزة ومفاهيم النصر والهزيمة » هو عنوان حلقة يوم غد الأحد من برنامج تأملات في الدين والسياسية ( قناة الحوار اللندنية) الذي يشارك فيه الشيخ راشد الغنوشي، ويمكن متابعة الحلقة في المواعيد التالية: الأحد الساعة السادسة مساء بتوقيت غرينتش (السابعة بتوقيت تونس) وتتم الإعادة في نفس اليوم على الساعة الحادية عشر مساء بتوقيت غرينتش ( الثانية عشر بتوقيت تونس). ويوم الإثنين الساعة الخامسة صباحا بتوقيت غرينتش (السادسة بتوقيت تونس) و الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت غرينتش ( الثانية بتوقيت تونس) كما يمكن متابعة الحلقة على الرابط التالي: http://alhiwar.tv/ar/modules.php?name=Live
الإسلاميون والديمقراطية
الشيخ راشد الغنوشي إذا قصدنا بالديمقراطية نظام الحكم المستند للإرادة الشعبية، المعبر عنها من خلال انتخابات حرة نزيهة، يتساوى في حق المشاركة فيها كل المواطنين على قدم المساواة ناخبين ومنتخبين ضمن ترتيبات يتفقون عليها، حيث تتوفر للجميع على قدم المساواة الحريات والحقوق الأساسية في الإعتقاد والتعبير وتكوين الجمعيات والتأثير في الرأي العام، وحيث يكون القضاء نزيها مستقلا والتداول على مراكز السلطة الأساسية متاحا ضمن ترتيبات يتفق عليها بحرية وإذا كان المقصود بالإسلاميين الحاملين لرسالة الإسلام في إحياء عقائده وتحريرها مما علق بها من الضلالات، وإعادة الإرتباط بينها وبين حياة الناس ومسالكهم وأنظمتهم الفردية والجماعية في سائر المجالات، بما يحرر دار الإسلام من كل محتل وظالم وينفذ إرادة الله جل جلاله في إقامة شريعته وتحقيق مقاصدها في توحيد صف الأمة وبسط العدل بينها والشورى والحرية والمساواة والرحمة والسماحة، تعزيزا لوحدتها وشحذا لملكاتها وتيسيرا لإكتشاف ذخائر الكون وتسخيرها للناس بما يحفظ حياتهم ويطور ثقافتهم وحضارتهم، وذلك عبر إطلاق وتحرير طاقات الأمة لتنهض بواجباتها الشورية وإمكاناتها الإجتهادية الفردية والجماعية مستفيدة في ذلك من كل إبداع بشري يتساوق مع مقاصد الشريعة أو لا يتصادم معها في الأقل، بما يضمن كرامة المواطن وحرياته ويشجع مبادراته في سائر المجالات، كما يضمن تماسك الجماعة وقوامتها وسيادتها على دولتها في إطار مرجعية الوحي العليا. إذا كان هذا هو ما نقصده بالديمقراطية فما موقف عموم الإسلاميين بالمعنى المتعارف عليه من هذا النظام السائد اليوم في العالم نموذجا للحكم المعاصر، والذي لا يٌرى بديلٌا عنه في عصرنا غير الحكم الفردي الدكتاتوري الذي لا تزال البشرية تكتوي بناره وتناضل بكل طاقاتها ضده، حتى أن حركة الإصلاح الإسلامي منذ قرن ونصف على الأقل جعلت من الإستبداد عدوها الأول، وحمّلته مسؤولية انحطاط الأمة بما جعل أهم علاج قدمته للإستشفاء من هذا الداء الوبيل، داء الإنحطاط، هو مقاومة الإستبداد والتبشير بحكم الشورى عبر ما سماه مصلحو القرن التاسع عشر في الآستانة ومصر وتونس بالتنظيمات ، أي تقييد سلطة الحاكم بالقانون « اقتباسا » من النموذج الغربي، فما موقف الإسلاميين بعد أكثر من قرن ونصف من الإصلاح من هذا النموذج السائد ؟ مما يؤسف له أنه لا يزال يسبح في بحر ثقافة الإسلاميين عدد من المفاهيم غير المحددة تحديدا علميا دقيقا في تصورهم للدولة الإسلامية التي يجاهدون بكل الوسائل لإقامتها، وهو ما يجعلهم فريسة للأوهام ومصدرا لإشاعتها من دون تكليف أنفسهم عبء التحديد العلمي له، متأثرين بردود الفعل على ما يصدر من خصومهم وأعدائهم من مسالك وثقافة وأفكار واقترانات غير علمية. من ذلك مثلا أنه يكفي أن تكون مسائل الديمقراطية والسيادة الشعبية والمساواة وحقوق الإنسان، وحقوق النساء والأقليات، وحرية الإبداع الفني وكثير من مفاهيم الحرية المعاصرة، يكفي أن يكون هذا الجهاز المفاهيمي قد أتخذ صورته المعروفة في إطار الثقافة الغربية، وباعتبار ما انتشر حول هذه الثقافة من كونها لم تتأسس على تقديس الديانات بل على العلمانيات، وبسبب ما تشيعه ثقافتها وأجهزة إعلامها وفنونها والمنتسبون لها والمبشرون بها من تحلل وفساد وتمرد من ربقة الدين والأخلاق، حتى تفشو في الوسط الإسلامي المقهور من مظالم قوى الهيمنة الغربية سوابق أحكام من دون تمحيص، حول أنطمة ومفاهيم ارتبطت بالغرب رغم أن أصولها هي أرسخ في ديننا وتراثنا مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان وما إليها من هذه المفاهيم، يعتبرونها غير قابلة للإنفكاك عما اقترنت به في بعض الدوائر الغربية من فلسفات الإلحاد والعلمنة والتمرد على الله والنبوات ونشر التحلل والفساد وتدمير مفاهيم الشرف والعائلة. ويزيد الطين بلة التأكيد المتكرر من قبل أوساط علمانية من بني قومنا وحتى من بعض الغربيين للتلازم المطلق بين تلك المفاهيم وبين الفلسفات المادية والعلمانية، وأنه ليس أمام الإسلاميين إذا راموا الإفادة من مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان إلا أن يقبلوا الغرب جملة واحدة ، تماما على غرار ما كان يردده أسلافهم من شبلي شميل وأضرابه من تأكيد أن الثمن الوحيد الذي على المسلمين أن يدفعوه إذا ابتغوا الإفادة من مكاسب الحداثة كالتقدم العلمي والتقني هو خلعهم لربقة الدين، واعتناق دين العلمانية والكفر بالله. مع أن العلمانية لا تعني بالضرورة الإلحاد بقدر ما تعني رفض سلطة رجال الدين من أجل نقل السلطة للشعب، وليس في ذلك ما يضار الإسلام في شيئ من هذا الوجه. فضلا عن أن العلمانية التي تعادي الدين جملة وتعمل على تهميشه جملة ليست هي كل العلمانية، وإنما صنف منها فقط، ليس بينه وبين الديمقراطية أو العلم ارتباطا ضروريا بل هي مدرسة فلسفية. فلقد وجدت العلمانية ومعها التقدم العلمي في الإتحاد السوفيتي وفي الأنظمة الفاشية من دون ديمقراطية، بينما عرفت أنظمة مثل تركيا وتونس وأمثالهما العلمانية من دون ديمقراطية ولا تقدم علمي، فما وجه الإستحالة في أن توجد بالتالي الديمقراطية من دون علمانية كما هو الحال في إيران، حيث لا يشك منصف في وجود أقدار من الديمقراطية مثل الانتخابات النزيهة والصحافة الحرة والبرلمان الممثل لم تنعم بمثلها أنظمة الحداثة العربية على كثرة تبجحاتها. وإذن فهذا الإقتران المضلل الذي روجه غلاة العلمانية في وسط قطاع من الإسلاميين مستغلين ضعف تكوينهم في مجال الفكر السياسي والفلسفات المعاصرة بما جعلهم يرددون في شكل مؤسف شعارات لا يكادون يفقهون لها معنى، من مثل لوك المقابلة بين سلطة الشعب على أنها عنوان الديمقراطية، وسلطة الله على أنها عنوان الحكم الإسلامي، للإستنتاج الساذج على أن التناقض بينهما حتمي و لازم، وهو ما يعرض حكم الإسلام في صورة بشعة جدا ومضللة، وكأن الإسلام لن يحكم إلا عبر قهر الشعوب! وأنه حيث سيتم الإحتكام للشعب، فالإسلام سيخرج لتوه من النافذة!. وهؤلاء الإخوة بحكم وضعهم النفسي المنفعل من مظالم الغرب في حق أمتنا، وبحكم الاقتران الفعلي في الغرب وحتى النظري بين الديمقراطية والعلمانية والتحلل والإستعمار، وبحكم ضعف التكوين النظري الفلسفي والفكري السياسي في وسط كثير من الدعاة والكتاب الإسلاميين، فقد انتشرت كالنار في الهشيم فكرة تكفير الديمقراطية، أو في الأقل التحفظات عليها، ولا يختص بذلك تيار منهم دون الآخر كما يتبادر للذهن، بل هو قد انتشر لمدى بعيد في معظم أوساطهم. يكفي أن نعلم أن أكبر مؤسس للحركة الإسلامية المعاصرة الشيخ حسن البنا قد اشتهرت عنه الدعوة لحل الأحزاب وتعويضها بجماعة واحدة تعبر عن إرادة الأمة. وجاءت الثورة التي دعمها الإخوان لتحقق هذا النموذج بأكثر مما أراد الأمام رحمه الله. وللإنصاف فإن الثقافة المجافية للتعددية لم تكن بضاعة خاصة بالإسلاميين بل كانت ثقافة عالمية ولا سيما في البلاد المستعمرة المقهورة. للأسف بعض الرفاق الذين انتقلوا بسرعة البرق من عقائد دكتاتورية البروليتاريا الى شعارات الديمقراطية يحتكرونها بل يتخذونها متاريس للهجوم على الإسلاميين يحاولون نسيان عامل التاريخ في تطوير الأفكار. فلماذا يكون الإسلاميون استثناء يحرصون على تحنيطه بدل الرهان على تطويره وتشجيع كل خطوة على هذا الطريق؟ مع أنه لا مصلحة لأوطاننا في تأجيج ثقافة الحرب، بل هي أحوج ما تكون الى تغذية ثقافة الوفاق. غير أن ما صدر عن الإمام الشهيد حسن البنا من موقف أملته روح عصره، الى جانب ما تلاه من حادثة اضطهاد الإخوان على يد الدكتاتوريات التي حكمت المنطقة، لا سيما وكثير منها رفع شعار الديمقراطية. كل ذلك أسهم في تنمية أقدار من الجفاء والحواجز – الى حين- بين الإخوان وعموم الوسط الإسلامي والديمقراطية وسلطة الشعب، لاسيما مع ما أصله سيد قطب رحمه الله بقلمه البديع ودمه الغزير من نفور بين الإسلامي المعاصر والديمقراطية ورغم أن حظ الجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية من الإضطهاد كان أقل من أخواتها العربيات، حيث يبلغ ثقل الضغط الغربي أقصاه، فإنه بسبب الملابسات التاريخية لم يختلف فكر المودودي كثيرا عن فكر الإخوان في التحفظ على الديمقراطية، لدرجة اعتبر نظام الحكم الإسلامي هو أقرب إلى الثيوقراطية الإلهية. وهو ما يجعل مسألة التحفظ على الديمقراطية بدرجة أو أخرى لا تخص تيارا واحدا من تيارات الحركة الإسلامية لا سيما في الخمسينيات وما بعدها حتى الثمانينات والتسعينيات، فالأخوان المسلمون كبرى الحركات الإسلامية لم تقدم على تجاوز تراث البنا في التعددية السياسية وفي القبول بمشاركة المرأة ناخبة ومنتخبة إلا منذ بضعة سنوات، ولا تزال بعض فروعهم مثلما هو عليه الأمر في الكويت ترفض في إصرار بعدا من أبعاد الديمقراطية: المساواة بين الجنسين- بحكم تأثير البيئة التي لا تزال تستنكف حتى من حق المرأة في قيادة سيارتها-ولكن حركة التقدم على خط الديمقراطية ماضية وإن بتدرج . بل إن الجماعات الأشد في رفض الديمقراطية من بعض الإخوان وبعض السلفيين، هم حزب التحرير الذي يجاهد جهادا ناصبا من أجل تكفير الديمقراطية، واعتبار أن لا حرية في الإسلام بل تقيد بالحكم الشرعي مقيما جدارا لا يعبر بين الاثنين. أما التيار السلفي فليس له موقف مميز من الديمقراطية، ففي أوساطه من يمارس العملية الديمقراطية ممارسة كاملة، كما هو الأمر في الكويت وفي السودان، يشارك السلفيون اليوم في الحكم القائم، وفي الجزائر كان أشد دعاة السلفية حرارة وتأثيرا الشيخ علي بالحاج – فرج الله كربه- قد شارك مشاركة فاعلة في تأسيس الجبهة الإسلامية، ودعم بكل قوة مشروعها الإنتخابي، ومشاركتها ضمن حكم ديمقراطي، كما دافع حتى وهو في السجن عن العقد الوطني وهو مشروع لحكم ديمقراطي للجزائر، وفي مصر تقدم عدد من الجماعات الإسلامية المحسوبة على الفكر السلفي بطلب اعتماد جماعة الشريعة حزبا سياسيا ليعمل ضمن الديمقراطية. فأين هي الجماعات السلفية التي توفرت أمامها فرصة للعمل السياسي في إطار الديمقراطية ورفضتها ؟ أما الذين يتحدثون عن رفض الديمقراطية في بيئة سياسية تكاد تنعدم فيها السياسية، فلا عبرة برفضهم لأن رفض ما هو غير موجود نوع من فقه الرأتيين ( أرأيت )، وضرب من التنطع والحرب مع طواحين الهواء مع ديمقراطية غير موجودة، بينما هم يطحنهم الإستبداد فما يفعلون إلا أن يسوقوا الماء الى طواحينه. والموقف الأكثر حماقة موقف الجماعات الفارة بجلودها من جحيم الإستبداد تحتمي بالديمقراطية. ومع ذلك تراها وكأنها لم يبق ما تحاربه غير النظام الديمقراطي. لقد أعيت الحماقة من يداويها. والخلاصة من كل ذلك أن الفكر السياسي الإسلامي المعاصر لم يتفق على صورة إسلامية لحكم إسلامي معاصر سواء في مستوى الحكم أو المعارضة خارج النظام الديمقراطي. وإن ما حصل في الجمهورية الإسلامية من تطور بدأ مع الخميني رحمه الله بالرفض الشكلي للحكم الديمقراطي، وقد بلغ الرفض للديمقراطية لدرجة تكفيرها من جماعة خط الأمام ، رغم أنهم منذ البداية لما نزلوا الى أرض الواقع لم يسعفهم تراثهم بكلمة يتحدثون بها عن دولتهم، إلا أن يمدوا أيديهم في شجاعة الى جهاز الدولة الحديثة ليتحدثوا عن الجمهورية، وعن مجلس الشورى، والإنتخابات واستقلال السلطات، وتطوروا مع التجربة وضغوط الزمن إلى أن صاروا يتحدثون بكل جلاء عن المجتمع المدني وعن الديمقراطية الإسلامية، بينما كانوا شبيهين بحزب التحرير أو ببعض الجماعات السلفية والإخوانية في رفض الديمقراطية أو التحفظ عليها بما يشبه الرفض .وهو ما يؤكد تاريخانية المشروع الإسلامي وخضوعه للتطور سائر الظواهر الإجتماعية ، وذلك في كل ما يتعلق بآليات وتفاصيل أنظمة الحياة، مما هو مناطق فراغ- حسب تعبير الشهيد الصدر- متروكة لعقول الناس وتجاربهم واجتهاداتهم ومما يمكن استنتاجه في علاقة الحركة الإسلامية بالديمقراطية ما يلي: 1- تشترك كل الحركات الإسلامية في التأكيد على أن الحكم جزء من الإسلام، ورفض العلمانية بما هي فصل للدين عن الدولة، كالتأكيد على ضرورة التسليم بأن المرجعية العليا في الدولة تشريعا وتنفيذا وثقافة ينبغي أن تكون لنصوص الوحي كتابا وسنة المرجعية العليا لكل المؤسسات. الحقيقية أنه ما من ديمقراطية إلا وسلطة الشعب وإن تكن من الناحية النظرية مطلقة، فإنها في الواقع لا يمكن أن تعمل وتتحرك إلا في إطار ثقافي معين، تم التصريح به في توطئة الدستور أم كان متضمنا ، من مثل الجمهورية، ومبادئ حقوق الإنسان ، فأن يكون الإسلام إطارا مرجعيا في ديمقراطية إسلامية فليس ذلك بدعا في الفكر السياسي الديمقراطي. فالتداول على السلطة في الديمقراطية يبدو من الناحية النظرية مطلقا، بينما هو في الواقع تداول بين الأشباه وليس بين الأضداد، تداول بين قوم توصلوا الى وفاقات كبرى حول مشروع مجتمعي وثقافة، وتبقى بعد ذلك للعملية الديمقراطية ، لصناديق الإقتراع وغيرها من آليات الديمقراطية الحسم في التفاصيل. ولذلك ترى مثلا موضوع العلاقات الخارجية لا يكاد يطرح أصلا بين محاور الصراع الإنتخابي، لأنه جزء من الوفاق العام المعبر عن المصلحة القومية التي لا تختلف الأحزاب الكبرى التي يقع التداول بينها على السلطة حولها. 2- بينما بدأ موقف الحركة الإسلامية مائلا إلى القبول بالديمقراطية وحسن الإفادة مما كانت توفره الأنظمة في المرحلة ما قبل الثورية، حيث كانت كثير من البلاد تحكم بأنظمة شبه ليبرالية في سوريا والعراق ومصر وتونس والمغرب …. غير أنه مع انفضاض هذه المرحلة وقيام أنظمة ثورية أو بوليسية معادية للديمقراطية قامت بحل الأحزاب أو افراغها من كل محتوى ديمقراطي، واضطهاد المعارضة، ولا سيما الإسلامية، تولت هذه تطوير فكر ثوري رافض للديمقراطية، داعيا مع سيد قطب لإنشاء قاعدة صلبة تتولى إعادة الأمة الضالة للإسلام وتقيم شرع الله. غير أنه مع هزيمة الأنظمة الثورية واضطرار الأنظمة للإنفتاح لتنفيس الإحتقان، رفعت القيود وفتحت أبواب السجون وانفسح المجال أمام قدر من العمل الديمقراطي، أخذ الإسلاميون يستفيدون من المساحة التي أتاحتها الديمقراطية، فدخلوا البرلمانات وشاركوا في العمل النقابي جنبا إلى جنب مع خصومهم العلمانيين والشيوعيين ، كل ذلك من دون أن يتطور فكرهم المجافي للديمقراطية بالقدر ذاته، غير أنه بحكم طبيعة الإنسان التي لا ترتاح للتناقض بين الممارسة والنظر، بين العقيدة والفعل فقد أخذ الإسلاميون يراجعون مواقفهم من الديمقراطية، فأصدر الإخوان مثلا في وسط التسعينيات موقفا إيجابيا من التعددية ومشاركة المرأة، ولكنهم ظلوا شأن معظم الإسلاميين المتحمسين للديمقراطية ناهيك بالرافضين، متحفظين تجاه التنظير المسوغ لأحزاب علمانية، مع أنهم يسألونها شرعية لوجودهم باعتبارها حاكمة، ويتداولون السلطة معها في مستوى النقابات ويتعاملون معها حتى بالتحالف في المستوى السياسي، وهو ما أبقى على مسافة بين الفكر والممارسة في قبولهم بالديمقراطية، فكيف يسوغ طلب الشرعية من الأحزاب والأنظمة العلمانية الحاكمة على أساس مبدأ المساواة في المواطنة وهي قيمة ديمقراطية، ثم لا يرى مكان في مجتمعنا لتلك الأحزاب العلمانية. وذلك ما يجعل فكر الجماعات الجهادية الرافضة للديمقراطية جملة والتعددية في إطارها الإسلامي رغم كارثيته، الأكثر تماسكا نظريا من الجماعات المعتدلة، التي على ما حصل في فكرها من تطور في اتجاه القبول بالديمقراطية أسلوبا للحكم والمعارضة، فإن هذا التطور لم يصل غايته في القبول بتعددية كاملة يستمد فيها الحكم شرعيته الوحيدة من الشعب، حيث يكون الحزب الإسلامي تسري عليه نفس القاعدة، فله أن يعتقد أنه وحده على الحق، ولكن عليه أن يقف مع غيره على نفس المستوى منتظرا ما ستحسم به أو لغيره صناديق الإقتراع فيرضاه، إذ ليس أمامه من سبيل ليحصل على حقه في نقل برنامج حزبه نظاما لحكم المجتمع الا أن يكون الناس قد ارتضوه أو أغلبيتهم. ويستمر في الحكم ما استمر برنامجه مقبولا منهم، ولهم في كل حين أن يسحبوا منه تلك الفرصة لينتقل إلى صفوف المعارضة ليأخذ مكانه حزب آخر قد نجح في إقناع الناس ببرنامجه. معنى ذلك أن على الإسلامي أن يميز بين حقه في أن يعتقد أنه على الحق وأنه يستمد مشروعه من مرجعية الوحي-حسب اجتهاده- وبين حق الآخرين بنفس القدر أن يعتقدوا فيما شاءوا، وأن تكون لهم نفس الفرص في عرض برامجهم على الناس وترغيبهم في قبولها برنامجا لحياتهم، فإذا نجح وفشلنا فله نفس الفرصة للحكم على أساس مبدأ المواطنة، أي التسليم بأن الوطن ملك لجميع أهله بالتساوي، بقطع النظر عن معتقداتهم وآرائهم، وأن فرصته في الحكم تستوي مع فرصة غيره، وهي تنحصر في نجاحه في إقناع أغلب مواطنيه ببرنامجه بقطع النظر عن مصدر ذلك البرنامج سماويا كان أم أرضيا . أحسب أن هذا الطور هو الذي تستشرفه الحركة الإسلامية المعاصرة التي قبلت أغلبيتها أجزاء كثيرة من الديمقراطية، ولكنها لم تقبل بعد مبدأ قيام الحكم على أساس المواطنة، واعتبار أغلبية المواطنين مهما اختلفت مذاهبهم .وأن الوطن ملك للجميع على اعتبار أن أوطاننا الحديثة لم يتأسس الحكم فيها مثل أوطاننا ما قبل الإستعمار على شرعية الفتح، فلقد انهارت تلك الأوطان وأنظمة حكمها تحت سنابك الغزاة الغربيين، وقامت حركات تحريرية شارك فيها المواطنون بمحتلف اتجاهاتهم الإسلامي والعلماني، المسلم والنصراني، بما جعل شرعية الحكم تتأسس على أساس جديد غير الفتح، وإنما التحرير كما لاحظ ذلك بعمق المفكر الإسلامي د.محمد سليم العوا 3- في حدود علمي رغم أن عددا من المفكرين الإسلاميين، منتمين أو غير منتمين لحركات اسلامية، قد اقتربوا كثيرا من القبول الكامل بالديمقراطية نهجا في المعارضة والحكم، سواء بسبب ما لاقوا من ويلات الدكتاتورية أو بسبب توفر أقدار من الإنفتاح السياسي في بعض الأقطار، إلا أن القبول الكامل بكل آليات الديمقراطية نظريا وعمليا لم يصدر إلا من حركات اسلامية قليلة، منها حركة النهضة التونسية، وذلك منذ إعلانها عن نفسها حزبا سياسيا سنة1981. 4- لا تمثل الحركة الإسلامية بين التيارات السياسية الرئيسية العربية استثناء في تحفظاتها على الديمقراطية. وبصرف النظر عن التيار الليبرالي الذي بشر بالديمقراطية ومارس أقدارا منها في ظل النفوذ الغربي، إلا أنه بسبب قبوله لذلك النفوذ قدم صورة منفرة من الديمقراطية، وهو ما أتاح الفرصة لخصومها أن ينقضوا عليها. أما التيارات اليسارية فموقفها لا يزال غير مختلف كثيرا عن أخواتها الإسلاميات من حيث توزعها بين قبول تام للديمقراطية من دون اقصاء للتيار الإسلامي وبين استئصاليين لا يرون لمن يعتبرونهم أعداء للديمقراطية ويعنون بهم الاسلاميين من أسلوب للتعامل غير الأساليب الستالينية. أما أنظمة الحكم السائدة فليس لها من مذهب غير المحافظة على الحكم وامتيازاته. وما عدا ذلك من الايدولوجيات فمجرد ملابس يمكن ارتداؤها حسب الطقس والحاجة، وهو ما يجعل العقبة الكؤود في طريق التحول الديمقراطي بعد العقبة الخارجية وهي الأعوص، أنظمة الحكم المتشابكة مصالحها مع الخارج. ويبقى المشكل المقدور على علاجه: كيف السبيل الى بسط ثقافة المواطنة والسماحة والتعدد والقبول بالإحتكام لسلطة الشعب وتداول السلطة عبر انتخابات نزيهة لا تقصي أحدا؟. ومهما طوحنا بعيدا، فليس من بحث جاد يمكن أن يوصل الى هذه الثقافة الديمقراطية خارج الإسلام وتراثه، باعتباره المكون الأعظم للشخصية القومية للأمة، وبقدر الإبتعاد عنها، أو الجمود على مواريث اجتهادية معينة فيها، ورفض البحث عن وفاقات بين تيارات النخبة على اختلافها بدل تأجيج الصراع. سيظل الإستبداد والنفوذ الخارجي في مأمن، والصراع بين النخب ومعارضة المعارضة أكبر حقائق الواقع، واسرائيل والتخلف والتجزئة في راحة. « تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم » وبصرف النظر عن التيار اليبرالي، فليس لدى التيارين الرئيسين الذين كانت حملتهما شديدة على التيارين الليبرالي والإسلامي ما يفخران به، ويزايدان على الحركة الإسلامية في مسالة الديمقراطية. وبصرف النظر عن الدول القومية الحاكمة بقوانين الطوارئ وأجهزة الاستخبارات ونظام الحزب الواحد والزعيم القائد على النمط الستاليني، فإن الأحزاب القومية كالماركسية كان قفزها سريعاً ولكن في غير رشاقة، من الرفض العقائدي والعملي للديمقراطية، لا لتبنيها من خلال مراجعة للنفس، وتقويم جاد للمسار، ونقد للماضي وإعادة القراءة في النصوص الماركسية والقومية. بما يفسح مكانا للديمقراطية وللآخر، وهو ما فعلته بعض الحركات الإسلامية، أو بإعلان التخلي عن تلك النصوص، لم تفعل لا هذا ولا ذاك، وإنما اندفعت بمجرد تساقط البنيان الماركسي وهزيمة النموذج القومي العلماني الذي نسج على منواله، اندفعت في عناق عجيب للديمقراطية البرجوازية التي طالما أوسعتها لطما وشتما، بل ذهبت إلى أكثر من ذلك، إذ اتخذت بعض أجنحتها من الديمقراطية وحقوق الإنسان والحداثة والمجتمع المدني ترسانة مسلحة في محاربة الإسلاميين، وتكفيرهم ديمقراطيا، لتسويغ افتراسهم على يد أجهزة البوليس، بحجة الدفاع عن الديمقراطية كما حدث في تونس والجزائر مثلا 5- الوضع العربي الذي اكتوت كل التيارات بنار دكتاتوريته بقطع النظر عن نوعية الشعارات المرفوعة لبرالية أم قومية أم اشتراكية أم إسلامية، يفرض على كل قوى التغيير أن تراجع مساراتها بجد في اتجاه الحسم الكامل مع كل فكر يؤصل لإقصاء الآخر المخالف ويفرض وصايته على المشترك وطنا ودينا ومصلحة عامة، من أجل استمداد شرعية لحكم الناس من طريق آخر غير إرادتهم الحرة المعبر عنها بأفضل طريقة متوفرة في عصرنا هي الديمقراطية، مجردة من كل خلفيات أيدلوجية، غير احترام الإنسان وتكريمه والمساواة بين الناس واعتبار الشعب مصدرة كل سلطة. وما تبقى فأدوات قابلة للتطور. والى أن نجد خيرا منها، فليس أمامنا غير القبول بها، وإسداء الشكر للذي طورها، وهو ما نقل شورانا من مستوى القيمة الخلقية، إلى نظام سياسي أتاح أدوات عملية ليكون القرار الذي يهم الناس معبرا عن إرادتهم، كما أتاح التوفيق بين قيمتي الحرية والوحدة وتداول السلطة، ونقل الصراع عليها من أدوات القوة كما كان حالنا منذ ما بعد الراشدين إلى المستوى الفكري السلمي. وهذا التطور العظيم هو ما ينقص أمتنا لتنطلق. وذلك ما يفرض علينا جميعا أن ندع المكابرة جانبا لننطلق جادين في مراجعة جادة للنفس، بدل الإنشغال بمماحكة الآخر وتتبع عوراته. ورحم الله من أهدى إلي عيوبي. وعاش من عرف قدره. وفي الحديث « حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ». وفي الكتاب العزيز « قلتم أنّى هذا ؟ قل هو من عند أنفسكم » آل عمران الآية 165. (- مداخلة في ندوة » التحفظات على الديمقراطية في البلاد العربية » بجامعة أكسفورد بتاريخ 15/9/2001)
عباس.. الأول مع مرتبة (القرف)! مقال رفضت الصحف العربية نشره
د. محمد العوضي أضحكني بالأمس حديث استمعت إليه (صدفة) لسيادة , رئيس (الدولة) الفلسطينية محمود عباس على قناة (العربية) اتهم فيه حركة حماس بإفساد موسم حج أهل قطاع غزة، وقال إن منع الحج لم يحدث في التاريخ سوى ثلاث مرات فقط؛ مرة في زمن كفار قريش ومرة في عهد القرامطة وأخيرا في عهد حركة حماس!! تأملت في هذا الكلام الغريب لشخص حفل تاريخه السياسي بالعديد من (انجازات الخزي) فكانت السابقة الأولى في التاريخ وليست الثالثة (كما يتهم حماس). ودعني أذكرك يا( سيادة) الرئيس ببعض تلك (الأوائل)!! التي تمت في عهدك.. – أول مرة يقوم فيها زعيم منظمة ثورية (تحريرية) بوصف عمليات شعبه الفدائية والاستشهادية (بالإرهابية) و(الحقيرة) وأسلحتها (بالعبثية) وينسق أمنياً مع العدو لاعتقال المقاومة!! – أول مرة يظهر فيها (رئيس) ضم وتقبيل وعناق و….!! لقتلة شعبه, وتراه ودون حياء يكيل لهم المديح والابتسامات في الوقت الذي تنتفخ فيه أوداجه حنقاً وغضباً لمجرد ذكر اسم أخيه (حماس). – أول مرة يتجرأ فيها جهاز أمن (رئاسي) على انتهاك حرمة بيوت الله وقتل أئمة المساجد وحفظة القرآن الكريم من بلده , وما دماء الشيوخ مجد البرغوثي ومحمد الرفاتي وناهض النمر ومحمد رداد الطالب الجامعي الحافظ لكتاب الله وحبيب الجميع؛ إلا اكبر شاهد على ذلك. – وأول مرة تتواقح فيها شرطة ( الزعران) فيعتدون على حرائر فلسطين ويخلعون عنهن الحجاب والنقاب في الشوارع والجامعات. – أول مرة يقوم فيها مستشار شخصي (لرئيس) بتهريب 3400 جهاز خلوي في سيارة التشريفات الرسمية أثناء عودته من مهمة (نضالية)!! واسأل تلميذك المدعو روحي فتوح عن رحلة عودته من الأردن يوم 19/3/2008، حين كشفته وفضحته أجهزة الجمارك الإسرائيلية, وغيره الكثير من (تلاميذك) ومستشاريك. – أول مرة يقوم فيها مسؤول فلسطيني بإغلاق اللجان الخيرية ودور تحفيظ القرآن وتجريم مؤسسات كفالة الأيتام ورعاية أسر الشهداء والفقراء, استجابة لإملاءات العدو ونكاية بنده السياسي. – أول مرة يقوم فيها حرس (رئاسي) بإلقاء شخص ملتحي (فتحاوي) من فوق برج (مهنا) غرب غزة من الطابق الرابع عشر وقتله ظناً منهم أنه (حمساوي)!! وكان ذلك بتاريخ 10/6/2007 مع الشاب المغدور حسام أبو قينص؟!! كما اعترف القيادي الفتحاوي توفيق أبو خوصة في قناة الحوار ثم عاتبته فتح على هذا التصريح! – أول مرة يتفوق فيها (رئيس) على كل (الساديين) فتراه (وبدم بارد) يتفنن ويتلذذ بمشاهدة وسماع آلام وآهات مليون ونصف من شعبه المحاصر بالجوع والمرض والظلام في قطاع فقير وصغير تأديباً وعقاباً له على اختياره في الانتخابات للفصيل المنافس. – أول مرة يقوم فيها رئيس بالتمسك باتفاقية حدودية مهينة ومذلة تنتقص من سيادة(دولته)، وتعطي لعدوه سيطرة كاملة على منافذ شعبه وموارد بلاده, بل وتصل به المهانة حداً يقاتل فيه كل من يحاول إلغاء وتعطيل هذه الاتفاقية.. أليس هذا واقع حال اتفاقية معبر (رفح) التي وقعها مع إسرائيل توأمك (النضالي) محمد دحلان عام 2005؟! _ قائمة (الأوائل) في عهدك (ياريس) طويلة طويلة يعرفها إخواننا في فلسطين أكثر من غيرهم , صحيح أن الإعلام المضلل يتغاضى عنها وقد يجهلها الكثيرون, ولكن التاريخ سيسجلها لك بأحرف من (قرف) تشمئز منها الأجيال. ومع ذلك فكل (الأوائل) في عهدك (ياعباس) قد تهون عن كونك (الزعيم) الأول في التاريخ القديم والمعاصر الذي يأمر (عصاباته) باغتيال المقاومين الشرفاء فيما يسابق عدوه إلى تقديم التنازلات له عن كل شيء بدءاً بالأرض وانتهاء (بالعرض)!! *ملاحظة: منع المقال من النشر في صحف عربية بسبب قانون المطبوعات الذي يمنع المساس المباشر برؤساء الدول, وكان موعد نشره أول أيام العيد المبارك.
(إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم. و يدخلكم الجنة عرفها لكم )
حماس .. وما أدراك ما حماس
الدكتور / راغب السرجاني يتحير كثير من المؤرخين في تسمية الفترات التاريخية التي تشهد تفرقًا في الأمة الإسلامية، ولذا فهم يلجئون عادة إلى تسمية الفترة بأبرز ما فيها من علماء حماس حركة المقاومة الإسلامية ومجاهدين ومخلصين.. فعهد السلاجقة مثلاً معروف في التاريخ الإسلامي، وإن لم يكونوا يحكمون العالم الإسلامي كله، ولكنهم كانوا أفضل ما فيه، كذلك عهد الزنكيين والأيوبيين والمماليك، فهذه كلها فترات لم تشهد إلا وَحْدة محدودة بين بعض الأقطار، فلم يجد المؤرخون أفضل من تسميتها بأفضل ما فيها حتى وإن لم تكن التسمية شاملة لكل الدول المعاصرة آنذاك. ولست أستبعد أبدًا أن تُعرف الفترة التي نعيش فيها الآن بفترة « حماس »، ويصبح المؤرخون لفترتنا يتجاهلون الكثير والكثير من الحكومات والأنظمة، ويعرِّفون فترتنا بأنها هي الفترة التي ظهرت فيها جماعة حماس، وحملت على عاتقها مهمَّة تحرير فلسطين من اليهود، بل لا أستبعد – إن استمرت الجماعة على نهجها وإخلاصها وعطائها وفكرها – أن تكون سببًا في توحيد المسلمين تحت راية واحدة بعد طول فُرقة وشتات… وليس ذلك على الله بعزيز. حماس.. وما أدراك ما حماس!!، حماس، وما أدراك ما حماس!! قوم حملوا أرواحهم على أكفهم، وقاموا يجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم.. قوم جعلوا مهمتهم الأولى أن يحرروا الأرض التي بارك الله فيها للعالمين.. قوم ألقوا الدنيا خلف ظهورهم، وعاشوا تحت قصف النيران، وحصار الأعداء والأصدقاء، ولو أرادوا لتركوا البلاد والعباد، ولعاشوا لأنفسهم، ولكثرت في أيديهم الأموال، ولكنها الجنة تملأ عليهم فكرهم وحياتهم. قوم دفعوا من أرواح قادتهم وزعمائهم الذين لم يقبلوا أن يعيشوا في قصور وقلاع – كعامَّة الحكام العرب – بينما الشعب يعاني الألم والحصار.. قوم يحملون القرآن والسنة، ويقرءون التاريخ والواقع، ويفهمون معاني الجهاد والهدنة، وقوانين الحرب والسلام، وآليات القتال والتفاوض، ويعرفون كيف يأخذون بالأسباب مع كامل التوكل على الله. هم بالجملة قوم يحملون بأمانة مهمة رفع رأس الأمة الإسلامية، وإعادة الكرامة المسلوبة، والشرف المفقود.. فجزاهم الله خيرًا كثيرًا!! إنني والله أسعد بأني عشت في زمانهم، وكلما داخلني حزن أو ألم لما يحدث في بلاد العالم الإسلامي من جراح وأزمات، وخشيت على نفسي من إحباط مذموم، أو يأس مرفوض، أذهبُ إلى تاريخ حماس وواقعها، فأراجع بعض الصفحات، فأعود نشيطًا كما كنت، وسعيدًا من جديد، فأندفعُ إلى العمل والإنتاج بقوة أكبر، وحمية أعظم. إن هذا يحدث دومًا عند قراءة قصص المجاهدين، والمصلحين، والعلماء.. إننا نأخذ دفعات كبرى جدًّا عند قراءه تاريخ الصحابة والتابعين، وعند تصفح حياة ألب أرسلان ونور الدين محمود وصلاح الدين وقطز، وعند مراجعة سيرة البخاري ومسلم والشافعي وابن حنبل والعز بن عبد السلام وابن تيمية. قادة حماس شهداء المقاومة، وهذا يحدث أيضًا عند دراسة حياة أحمد ياسين، والرنتيسي، وأبو شنب، وعقل، ويحيى عياش، وكذلك هنية ومشعل والزهار وغيرهم وغيرهم من أبطال الأمة. وليس معنى هذا الكلام أنهم قوم بلا أخطاء، أو أنهم معصومون كالأنبياء، فأنا أعلم أنهم يصيبون ويخطئون، ويختارون الأولى وخلاف الأولى، وينجحون ويفشلون، لكنهم في النهاية دُرَّة غالية في جبين الأمة الإسلامية. ولكل ما سبق فإنني أحزن كثيرًا عندما أفتح كثيرًا صفحات الجرائد العربية، وعند مشاهدة الكثير من البرامج التلفزيونية الحكومية، فأجد حربًا ضروسًا على هذه الجماعة المباركة، وأرى هجومًا ضاريًا قد لا نجده في صحف اليهود ذاتها! ونرى كذلك شبهات وتشكيكات وادعاءات وافتراءات؛ فهذا يتهمهم بالولاء لإيران، وذاك ينعتهم بمحبي السلطة، وثالث يدَّعِي أنهم لا يقرءون الأحداث بعمق، وكأن الحكيم في هذا الزمن هو من رفع الراية البيضاء، وأعلن الاستسلام دون شروط!! إن هذا يحزنني ولكن لا يدهشني!! إن كل زمان ومكان لن يخلو أبدًا من المنافقين… والمنافقون هم قوم يحملون أسماءً إسلامية، ويعيشون في بلاد المسلمين، وقد يؤدون بعض الشعائر كالصلاة والصيام، ولكنهم يحملون في قلوبهم غلاًّ وضغينة على المسلمين أشد مما يحمله اليهود والنصارى والملحدون.. فالكفار قد أعلنوها صريحة أنهم يحاربون الإيمان والمؤمنين، أما هؤلاء المنافقون فأجبن من أن يعلنوا ذلك؛ لذا فهم يعيشون حياة التذبذب والحيرة والاضطراب، فيصلون وهم يكرهون المصلين، ويشهدون أنه لا إله إلا الله وهم يمقتون الموحِّدين، ويعيشون في بلاد المسلمين وهم يريدون لها السقوط في يد أعداء الدين. ولذلك فإن هذه النفسيات المعقَّدة، والعقليات المنحرفة تكره أشد ما تكره صور المجاهدين والمخلصين، فتنطلق تنهش في أجسادهم دون رحمة ولا شفقة، وتتحيّن الفرص للكيد لهم والبطش بهم. لقد كان هؤلاء المنافقون يعاصرون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما أقنعتهم الآيات المحكمة، ولا الأدلة الباهرة، ورأوا كرام الصحابة أجمعين يتنافسون في فعل الخيرات فأكل الحقد قلوبهم، وانطلقوا يسخرون منهم ويلمزونهم، فإذا رأوا غنيًّا يجاهد بماله قالوا: هذا يرائي الناس، وإذا رأوا فقيرًا يأتي بالقليل الذي يملكه قالوا: وماذا يفعل هذا الشيء الحقير في دولة كبيرة، وجيش عظيم؟!، فهم قد قرروا أن ينتقدوا كل أفعال المؤمنين مهما كانت جليلة، وسيبحثون عن كل مبرر منطقي يؤكد فِرْيتهم، ويثبت باطلهم. ولقد ذكر الله أمرهم هذا في كتابه الكريم عندما قال: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [سورة التوبة: 79]. إنهم يسخرون الآن من الذين يجاهدون مع أن المجاهدين يمارسون شعيرة هي ذروة سنام الإسلام، ويسخرون من صواريخهم البدائية، مع أنهم بذلوا في صناعتها أقصى ما يستطيعون، وما دفعهم إلى استعمالها إلا أن العرب المحيطين يمنعون عنهم الصواريخ الحديثة والأسلحة المتطورة، بل وأحيانًا يمنعون الطعام والشراب!! إنني لا أخشى هؤلاء المنافقين لا من قريب ولا من بعيد، فإن الله قد وعد بذلهم وإهانتهم {سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} [سورة التوبة: 79]، وقال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [سورة النساء: 142]. إن المنافقين لا يرهبونني أبدًا، ولكن الذي أخشى منه فعلاً أن تستمع طائفة من المؤمنين إلى شبهاتهم ومنكراتهم، فيتأثروا بباطلهم، ومن ثَمَّ يتخاذلون عن نصرة المجاهدين، ويتقاعسون عن نجدتهم.. لقد قال الله مخاطبًا المؤمنين ومحذِّرًا لهم: {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} [سورة التوبة: 47]. أي أن فيكم أيها المؤمنون من يستمع إلى المنافقين، بل ويُكثِر السماع، فنجد بعض المخلصين من أبناء الأمة يردِّدون هذه الشائعات المغرضة، ويتناقلونها فيما بينهم، وهذا فيه من الخطورة ما فيه، فالحذرَ الحذرَ أيها المسلمون، فإن وَحْدة صفِّنا من أهم عوامل نصرنا. إننا قبل أن نشكِّك في جماعة كريمة كحماس، وفي أبطال مجاهدين كقادتهم وجنودهم، علينا أن ننظر إلى من يطعن فيهم من زعماء وإعلاميين، فنسألهم: وماذا فعلتم أنتم يا من تملكون الشعوب والطاقات، ويا من تسيطرون على مخازن السلاح والذخيرة، ويا من تهيمنون على وسائل الإعلام والسياسة؟! اذكروا لنا ماذا قدمتم للمسلمين قبل أن تسخروا من الذين يبذلون جهدهم ولو كان في أعينكم قليلاً؟! أما أنتم يا حماس.. فهنيئًا لكم جهادكم وبذلكم وعطاءكم، وهنيئًا لكم فَهْمكم وعلمكم وعملكم، وأسأل الله لكم الإخلاص والثبات. اللهم إني لا أملك أن أجازيهم، فجازهم أنت خير الجزاء… اللهم ثبِّت أقدامهم، وسدِّد رميهم، وانصرهم على عدوِّهم. اللهم آمين.. ونسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين.
حماس: التجربة الديمقراطية الفريدة
بقلم الأستاذ مختار العيدودي تونس حركة المقاومة الإسلامية وتسميتها المختصرة حماس هي حركة سياسية ذات مرجعية دينية شاركت في الانتخابات التشريعية الفلسطينية سنة ألفين وستة وفازت بثقة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة و الضفة الغربية المكونة حاليا لإقليم دولة فلسطين وذلك خلال انتخابات حرة و تنافسية و نزيهة شاركت فيها العديد من الأحزاب و الحركات السياسية الموجودة و الناشطة بفلسطين. عبّر الشعب الفلسطيني عن إرادته الحرة و السليمة واختار ممثليه و نوابه بصناديق سلمت من التدليس و النتائج المسبقة ولقد كان الإعلان عن النتائج فرحة كبرى لدى الشارع العربي و الإسلامي و الدولي في جانبه الشعبي الحر الذي يحترم إرادة الشعوب الحرة. الإحساس بالفرحة الكبرى قابله الإحساس بالحزن العميق لدى أنصار مغتصبي إرادة الشعوب خاصة في معظم الأنظمة العربية فهذه الأنظمة جلّها لم تنشأ من إرادة شعوبها و اختياراتهم فهي وليدة تدليس أو تعيين أو تنسيق مخابراتي أو أي سبب آخر قد يغيب على أعين الشعوب العربية الطيبة. الإحساس بالحزن لدى أعداء الحرية ترتب عنه إعلان حرب لا مثيل لها على حركة المقاومة الإسلامية حماس باعتبارها سلطة تشريعية وباعتبارها أنشأت حكومة منبثقة عن المجلس التشريعي فالعمل التشريعي و التنفيذي لهذه التجربة الديمقراطية الفريدة وقع التصدي له بالعديد من التصرفات الإجرامية المضحكة المبكية فالكيان الصهيوني الذي علق عليه الرئيس الفرنسي ساركوزي بأنه ديمقراطية كبرى أي أنه من الأنظمة التي تحترم حكم الشعب و خياراته الحرة, هذا الكيان الصهيوني قام باختطاف أعضاء المجلس التشريعي المنتخب من طرف الشعب الفلسطيني و أسرهم و إيداعهم بالسجون الصهيونية. هذه هي الديمقراطية الكبرى الصهيونية بشهادة ساركوزي التي مازالت تحتجز إلى حد الآن نواب حركة حماس لديها. الكيان الصهيوني الموصوف من طرف فرنسا على أنه ديمقراطية كبرى لم يكتف باختطاف نواب شرعيين منتخبين ديمقراطيا بإرادة حرة بل واصل سلوكه الإجرامي بفرض حصار متواصل لمدة ثلاث سنوات على قطاع غزة في إطار عملية إبادة شعبية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية ولما علم الصهاينة أن الشعب الفلسطيني الحر المتمسك بخياراته و بإرادته و بممثليه سلط عليهم آلته العسكرية الوحشية في عملية انتقام جماعي شاركت فيها الجيوش البرية و البحرية و الجوية بمساعدة جواسيس من معسكر عباس و دحلان وترتب عنها مجزرة غير مسبوقة تحت أنظار المجتمع الدولي بأسره وهي مجزرة بمثابة صفحة عار في تاريخ الإنسانية. هكذا تم التعامل مع التجربة الديمقراطية الفريدة بالوطن العربي وهكذا كشفت الأنظمة الغربية الديمقراطية عن زيف انتمائها للنسيج الديمقراطي وهكذا تدمر خيارات الشعوب العربية ويتم السعي لكسر إرادتها ففرنسا و ألمانيا و إيطاليا وغيرها المجتمعة إثر الحرب لم تستحضر أن حركة حماس هي نتاج إرادة شعبية فلسطينية حرة مائة بالمائة ووليدة صناديق نظيفة.هذه الأنظمة الغربية اصطفت بجانب الكيان الصهيوني لتساعده على منع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة بمشاركة القاصي و الداني وكأن عدد القتلى البالغ ألف و أربع مائة و عدد الجرحى الستة ألاف والستين ألف مشرد المحطمة منازلهم هي أرقام و أعداد تم إحصاؤها في صفوف الصهاينة المحتلين. أوجه الكلام للمعسكر الغربي و على رأسهم الرئيس ساركوزي ابن الثورة الفرنسية و مبادئها وابن جون جاك روسو وأنوار باريس وأقول له كفى عبثا بإرادة الشعوب و اعتداء عليها فرغم كل تصرفاتكم الإجرامية المضحكة المبكية خرج الشعب الفلسطيني بقطاع غزة ليقول لك بأعلى صوت نحن أبناء الديمقراطية الحقيقية لازلنا متمسكين بخياراتنا و مبادئنا و مواقفنا و نوابنا و نتائج انتخاباتنا و بصناديقنا النزيهة أما أنت يا سيد ساركوزي فقد بان بالكاشف أنك صهيوني بالدرجة الأولى و أنك لاتمت بصلة إلى الديمقراطية سواء كانت النظرية منها أو التطبيقية فالذي يحكمكم هي المصلحة المادية و سعيكم لإيجاد نظام فنطوش بقطاع غزة تستطيعون من خلاله تمرير المشروع الصهيوني المبني على الهوان والانبطاح كخيار فلسطيني و لكنكم اصطدمتم بتجربة ديمقراطية فريدة اسمها حماس وهي ناشئة من إرادة شعب مؤمن بأن المقاومة بمختلف أشكالها و أنواعها و أطيافها السياسي و الشعبي و المسلح هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض من الاحتلال. إن حركة المقاومة الإسلامية حماس تنبع من إرادة شعب حر وممثلة من قيادات حرة غير قابلة للانكسار وهي حركة ثابتة و صامدة بطريقة تؤكد أنها تجربة ديمقراطية فريدة بالفعل. مختار العيدودي تونس 06/02/2009
إن ما تفعله حكومة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس عموما » و محيط الحرم القدسي الشريف خصوصا » لهو أمر خطير جدا و مقلق على كل الصعد و هذا الحال يفرض علينا كفلسطينيين أولا و كعرب ثانيا » و كمسلمين ثالثا « أن نهب و نتصدى بكل الوسائل المتاحة لحماية مدينة القدس المدينة البشر و الحجر لأن محاولات التهويد سارية على قدم و ساق و مصادرة المنازل و طرد العائلات ما زال مستمرا » و الآن يحفرون الأنفاق تحت المدينة هذه الأنفاق السرطانية التي و إن استمرت ستهدم المدينة على رؤوس ساكنيها و سنندم و نتباكى على ما آلت إليه الأمور و لا اعرف متى سنستشعر الخطر القائم و متى سنستيقظ من سباتنا العربي و الفلسطيني العميق و الذي بسبب هذا السبات ننسى أولى أولوياتنا آلا و هي حماية القدس منم العبث الصهيوني المقصود و إلى متى ستبقى أتفه الأمور هي التي تستفزنا و تقيم الدنيا على رؤوس الناس و مسرى النبي في خطر و لا احد يحرك ساكنا » متى سنتحرك عندما تبتلع الأرض مدينة القدس و ساعتها نشد الهمة و نشمر عن سواعدنا و حناجرنا ليس لأعمارها أو تحريرها و إنما للخلاف على من سيكون له الحصة الأكبر فيها مثلما يتعاملون مع كل قضايانا المصيرية و التاريخية أين أصبحت أخبار الجدار العنصري الآن و مشكلة المياه و الحواجز و مصادرة الأراضي الم ننسها في سبيل صراعنا على الكراسي و المناصب الفارغة فحبا » بالله استفيقوا و انصروا القدس كما نصرتم غزة و أهلها إن الوضع خطير جدا في المدينة و حول الحرم القدسي هناك حوالي أربعين منزلا معرضين لخطر الانهيار بأي لحظة بسبب الحفريات الإسرائيلية تحت الأرض إن القدس تناديكم أفراد و أحزاب و فصائل و مؤسسات و كل من له علاقة بالإنسان و همومه انسوا مؤقتا صراعكم العقيم على الكرسي و التفتوا إلى ما هو أهم إلى القدس عروس عروبتنا إلى مسرى النبي محمد إلى كنيسة القيامة إلى كرامة أهلنا سكان القدس و إلا القدس سوف تنادي صلاح الدين و تستغيث به و تطلب الحماية لها ليس من اليهود فقط و لكن من أشباه الرجال العرب أيضا ». لمدينة السلام التحية . سمير حسن سكرتير اتحاد شباب النضال الفلسطيني -سوريا
مقابلة مع فيليس بينيس، معهد دراسات السياسة بواشنطن: « الجميع يطلبون محاكمة إسرائيل، لكنها قد تنجو »
بقلم ثاليف ديين/انتر بريس سيرفس الأمم المتحدة , فبراير (آي بي إس) – أكدت فيليس بينيس، من معهد دراسات السياسة بواشنطن، أن « عدد المنظمات والأفراد الذين يطالبون بإجراء تحقيق مستقل في جرائم الحرب » التي إرتكبتها إسرائيل في حربها الأخيرة علي غزة « غير مسبوق »، لكن هناك موجة متنامية من الشك في إمكان حمل أي زعيم إسرائيلي للإمتثال أمام محكمة دولية. وذكّرت في مقابلتها مع وكالة انتر بريس سيرفس بأن المطالبة بإجراء مثل هذه التحقيق، صدرت عن مسئولين كبار في الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان العاملة في المنطقة. وشرحت أن « محاكمة الأفراد عن جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية هي قضية صعبة عادة، لكنها تزداد صعوبة عندما يتعلق الأمر بمسئولين، مدنيين أو عسكريين، بحكومة بلد يتمتع بسجل طويل من ضمانات الحصانة من قبل أقوي دول العالم ». وقالت بينيس أن عدم شرعية الحرب الإسرائيلية علي غزة، والدمار الإنساني الذي سببه في هذا القطاع المأهول بمليون ونصف مليون مدني، والهجوم المباشر علي منشئات وموظفي الأمم المتحدة، وسلسلة طويلة من إنتهاكات القانون الدولي، كلها تعزز إمكانية محاسبة إسرائيل. وفيما يلي أبرز ما ورد في مقابلة انتر بريس سيرفس (آي بي اس) مع فيليس بينيس، كاتبة عدد من المؤلفات حول الشرق الأوسط والأمم المتحدة، ومنها « تحدي الإمبراطورية »*. آي بي اس: ما هي جرائم الحرب المحددة التي تتهم إسرائيل بإرتكابها؟. بينيس: حظر معاهدة جنيف للمعاقبة الجماعية، وإستهداف المدنيين، وإستخدام القوة العسكرية غير المتكافئة، وعدم توفير الإغاثة الطبية للجرحي… كل هذا خرقته إسرائيل. أضف إلي هذا خرقها لحظر إستخدام أسلحة الفوسفور الأبيض بموجب الإتفاقية المعنية بأسلحة تقليدية محددة في مناطق مكتظة بالسكان المدنيين. ثم هناك رفض إسرائيل (ومصر) لحق المدنيين الفلسطينيين في الهرب بحثا عن ملجأ عبر حدود غزة، والذي يمكن بدوره أن يشكل جريمة حرب حسب تعريفها الجديد. آي بي اس: ما هي الإمكانيات الفعلية لتبرير إصدار قرارات ملاحقة قضائية بسبب هذه الإتهامات؟. بينيس: سبق وأن إتهمت إسرائيل بإرتكاب جرائم حرب مماثلة في الماضي. وبالتالي ينبغي إعتبارها كطرف إعتاد خرق القوانين والأتفاقيات الدولية. ويعني هذا حسب مفهوم العدالة الجنائية أنه لا يجوز إعطاء إسرائيل ومسئوليها أي هامش للشك في نواياهم، ومن ثم منعهم من الحصول علي الوسائل التي تكفل لهم إرتكاب هذه الخروقات كحظر الأسلحة. كما يمكن للجمعية العامة للأمم المتحدة أن تطلب من المحكمة الجنائية الدولية رأيا إستشاريا بخصوص التدابير التي يتوجب إتخاذها ضد حكومة أو أفراد إعتادوا علي خرق الإتفاقيات الخاصة بجرائم الحرب. آي بي اس: ما هي البدائل الممكنة لمحكمة جرائم حرب، في حالة إسرائيل بالتحديد؟. بينيس: هناك مجموعة كبيرة من الخيارات للمحاسبة علي جرائم الحرب. فعلي الرغم من محدودية إختصاص المحكمة الجنائية الدولية (إسرائيل لم توقع علي إتفاقية تأسيسها، ثم حق الإعتراض (الفيتو) الأمريكي في مجلس الأمن)، يمكن الطلب بأن تتولي المحكمة الجنائية الدولية النظر في حالة حقوق الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة تحت الإحتلال الحربي. كما يمكن للجمعية العامة تشكيل محكمة تحقيق تابعة لها (المادة 22 من الميثاق) من خبراء قانونيين وعسكريين وحقوقيين، للتحري في كافة إتهامات جرائم الحرب (من الطرفين) أثناء الحرب علي غزة. آي بي اس: هل يمكن للحكومات إتخاذ تدابير فردية ضد قادة إسرائيليين يزورون بلادها؟. بينيس: … ويمكن للحكومات أن تحذو سابقة محاكمة الدكتاتور التشيلي أوغوستو بينوتشيت في بريطانيا ورفع قضايا ضد مسئولين إسرائيليين عن إرتكاب جرائم ضد الإنسانية، وهو ما يبدو أكثر واقعية. فبالفعل أصدر قاضي أسباني قرارا بهذا الشأن ضد عدد من الضباط الإسرائيليين بشأن إتهامات إرتكاب جرائم حرب في غزة في عام 2002. في هذه الحالات، وبغض النظر عما إذا كان ذلك سيقود إلي محاكمات، فإن لمثل هذه التدابير بتداعيات ضخمة علي حرية سفر هؤلاء المسئولين إلي تلك الدولة أو غيرها من أعضاء منظمة « انتر بول » أو إتفاقيات دولية.*Challenging Empire: How People, Governments and the U.N. Defy the U.S.
(آي بي إس / 2009)
إتهامات جرائم حرب إسرائيلية في غزة: المحكمة الجنائية الدولية تتحري، ولكن…
بقلم دانييل لوبان/انتر بريس سيرفس نيويورك, فبراير (آي بي إس) – أعلنت المحكمة الجنائية الدولية عن قيامها بإجراء تحريات أولية بشأن الإتهامات الموجهة لإسرائيل بإرتكاب جرائم حرب خلال هجومها الأخير علي غزة، وذلك علي إثر إقرار السلطة الفلسطينية بولاية المحكمة علي الضفة الغربية والقطاع. فقد صرح المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو-أوكامبو في 3 الجاري، أنه تلقي رسالة في هذا الشأن من وزير العدل الفلسطيني علي خشان في 21 يناير. لكنه من غير الواضح ما إذا كان إختصاص المحكمة الجنائية الدولية يعتبر ساريا علي حالة غزة. فالمعروف أن المحكمة يمكنها التحقيق فقط في حالات الدول الموقعة علي إتفاقية روما التي أنشأت المحكمة بموجبها، وهو ما لا ينطبق علي إسرائيل التي لم توقع عليها، مما يشكك في إمكانية نجاح المساعي الفلسطينية. كما يطرح الإقرار الفلسطيني بولاية المحكمة سلسلة من الإعتبارات القانونية وعلي رأسها ما اذا جاز إعتبار السلطة الفلسطينية كدولة، بغض النظر عن إعلانها بأنها، عمليا، هي السلطة ذات السيادة علي غزة منذ إنسحاب إسرائيل من القطاع في عام 2005. وفي هذا أشار مورينو أوكامبوس أن إحدي ركائز التحريات الأولية التي أعلنها ستكمن في التعرف علي ما اذا كانت المحكمة الجنائية الدولية تملك السلطة للإقدام علي إجراءات لاحقة، قائلا “سننظر بعناية في كافة النواحي المتعلقة بنطاق إختصاصتنا”. ومن ناحيته صرح شين مارفي، أستاذ القانون بجامعة جورج واشنطن لوكالة انتر بريس سيرفس، أن عدم وجود توافق دولي حول وضع السلطة الفلسطينية، يعني أن نجاح مساعيها أو فشله قد يتوقف علي سلطات المحكمة الجنائية الدولية. وبسؤاله عن إحتمالات أن تقود مساعي السلطة الفلسطينية إلي نتيجة ما، أجاب مارفي أن « هذا الإحتمال يبدو غير ورادا، لكن أشياء أكثر غرابة حدثت ». ويذكر أن عدة منظمات حقوقية وقانونية، من بينها العديد من التنظيمات الأوروبية، قد طالبت بالتحقيق في إرتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة، بما فيها قتل المدنيين وإستخدام الفوسفور الأبيض ضد أهداف بشرية. لكن النقاش الدائر حول شرعية الحرب الإسرائيلية علي غزة قد تجاوز نطاق الممارسات الإسرائيلية المحددة، ليشمل مدي خرق هذه الحرب ككل للقانون الدولي. وإحتدم هذه القاش الموسع علي ضوء تصريحات رئيس الوزارء الإسرائيلي إيهود إولموت في أول فبراير، تعليقا علي إطلاق صواريخ من غزة علي جنوب إسرائيل، والتي هدد فيها برد عسكري إسرائيلي « غير متكافيء ». هذه التصريحات أثارت عدة تساؤلات حول ما اذا كان ينبغي الإكتفاء بإعتبارها مجرد محاولة ردع، أما تنطوي علي إبعاد قانونية قد تؤثر علي تحقيقيات قد تجري في المستقبل بشأن إتهامات إرتكاب إسرائيل لجرائم حرب في غزة.
(آي بي إس / 2009)
منظمات حقوقية وقانونية أوروبية : « يجب محاكمة بوش، والأدلة متوفرة »
بقلم خوليو غودوي/انتر بريس سيرفس برلين , فبراير (آي بي إس) – شنت منظمات حقوقية وقانونية أوروبية، حملة للمطالبة بمحاكمة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش وكبار المسئولين في إدارته، بتهمة إرتكاب جرائم ضد الإنسانية في المسماة « الحرب علي الإرهاب »، وأكدت علي توفر الأدلة الموثقة عليها. فصرح الأمين العام للمركز الأوروبي للحقوق الإنسانية والدستورية، ولفغانغ كاليك، لوكالة انتر بريس سيرفس، أن « التوضيح القضائي للجرائم التي إرتكبتها الحكومة الأمريكية السابقة ضد القانون الدولي، يأتي ضمن أدق المسائل التي سيتوجب علي الرئيس باراك أوباما التعامل معها ». وأضاف كاليك، الذي سعي لمقاضاة السلطات الأمريكية أمام الحاكم الأوروبية دون نجاح حتي الآن، أنه سيكون علي العدالة الأمريكية « أن تتولي التعامل مع الإنتهاكات التي إرتكبتها حكومة بوش ». وأكد آيضا أنه « سيكون علي الحكومة الأمريكية الجديدة تقديم التعويضات للأبرياء الذين وقعوا ضحية هذه الجرائم”. هذا ويعتبر عدد من خبراء القانون الأوروبيون أن بوش وكبار مسئوليه قد إرتكبوا جرائم ضد الإنسانية ومنها التعذيب. ويتفق العديد منهم علي أن هناك أدلة مفعمة ضد إدارة بوش، فقد إعترف بعض المسئولين فيها بعدد من جرائم التعذيب. كذلك فقد جمع الناشطون الحقوقيون الأوروبيون شهادات لضحايا أبرياء لأعمال التعذيب، وخاصة بعض سجناء معتقل غوانتانامو. وصرح النمساوي مانفريد نواك، محامي حقوق الإنسان ومقرر الأمم المتحدة الخاص عن قضايا التعذيب، صرح للتليفزويون الألماني « زيد دي إف »، أن هناك أدلة موثقة عن أوامر أصدرها مسئولون أمريكيون بممارسة حالات عديدة من التعذيب، إرتكبتها سلطات أمريكية. وأكد مقرر الأمم المتحدة « لدينا كافة الأدلة لتي تثبت أنه جري إستخدام أساليب التعذيب في الإستجوابات التي قامت بها الحكومة الأمريكية، بأمر صريح من وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد » … « ومن الواضح أن أعلي السلطات الأمريكية كانت علي علم بهذه الأوامر ». وبدوره،صرح ديتمار هيرز، أستاذ العلوم السياسية بجامعة إيرفورت الألمانية، لانتر بريس سيرفس « لا يوجد أي شك في أن جورج بوش مسئول عن جرائم كالتعذيب ». وشرح الأشتاذ الجامعي أنه “وفقا للدستور الأمريكي، الرئيس مسئول عن كافة الأعمال التي تقوم بها إدارته »، وبالتالي « جورج بوش مسئول عن أساليب التعذيب التي مارستها السلطات الأمريكية ».
(آي بي إس / 2009)
إمارة حماس الليبرالية!.. ردا على خالد شوكات
د. أبو خولة اسعد دائما بقراءة التحاليل العقلانية التي ترد في مقالات د. خالد شوكات، لذلك أعدت قراءة المقال الذي نشره مؤخرا على صفحات إيلاف الغراء ( و هو بعنوان « دفاعا عن حماس من منظور ليبرالي »). بطبيعة الحال لم يكن العنوان استفزازيا بالنسبة لي كشخص محسوب على التيار الليبرالي لان هذا التيار قائم أساسا على مبدأ عدم وجود بقرات مقدسة أو معتقدات و آراء فوق النقد و التمحيص الموضوعي و العقلاني. لكن و بما إنني وجدت المقال يحتوي على أخطاء كبيرة – من وجهة نظري على الأقل – من شانها أن تغالط القارئ، رأيت من واجبي تقييم ما ورد في المقال بالاقتباس منه و الرد عليه بعد ذلك مباشرة. د. شوكات: « حماس ليست حزبا دينيا إسلاميا على غرار حركة الإخوان المسلمين أو حزب التحرير أو غيرهما… فحماس في حقيقة الأمر هي « حركة تحرر وطني »، وقد استندت حركات التحرر الوطني باستمرار إلى مرجعيات متعددة، دينية وعلمانية، ويسارية ويمينية، لكنها تظل في مجملها آليات شعبية هدفها الأساسي تعبئة مقاوميها وأعضائها لربح معركة التحرير » هذا الكلام يتناقض أساسا مع ميثاق حماس التأسيسي الصادر عام 1988 الذي ينص على « تحرير فلسطين حتى آخر ذرة تراب و إعادتها وقفا على جميع المسلمين. » الثورة الجزائرية لم تعتبر يوما الجزائر وقفا إسلاميا و المقاومة الفيتنامية لم تعتبر يوما إن غاية تحرر البلد هو إعادته وقفا على جميع السوفيات. في كل هذه الحالات كان الهدف وطنيا في المقام الأول، بحيث يتم رسم الأهداف و اختيار الوسائل حسب الظروف الموضوعية و موازين القوى. في جنوب إفريقيا، على سبيل المثال، بدا حزب المؤتمر الإفريقي بالعنف ثم تراجع عن ذلك عندما تبين لقيادته أن الفوائد التي سوف يجنونها من التعاطف الدولي معهم تفوق بكثير العائد من العنف المسلح. كذلك و بالرغم من العنف الذي تميزت به حركات التحرير ضد أتباعها، لم تتجرا حركة تحرير واحدة معروفة بانقلاب دموي عل السلطة الشرعية مثلما قامت حماس بانقلابها الآثم في يونيو 2007 على نفس السلطة التي أعطتها الحكومة بناء على نتائج صندوق الاقتراع. هذا الانقلاب الدموي الذي وصل إلى حد الإلقاء بأتباع فتح من الطوابق العليا للبنايات في غزة، و الذي اعتبرته منظمات حقوق الإنسان، مثل هيومن رايتس واتش، جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية. و الحقيقة إن هذه الجرائم المنكرة التي اقترفتها حماس هي التي أفقدتها الشرعية بشكل كامل. د. شوكات: « و كأن الأمر يتعلق بحزب إسلامي في بلد عربي أو إسلامي حر مستقل يتطلع إلى افتكاك السلطة وإقامة نظام ثيوقراطي. إنه خلط معيب، مقام على منطلقات ملتبسة في النظر وتحليل » جوابنا هنا إذا لم يكن الانقلاب الدموي لقوات حماس « التنفيذية » على السلطة الشرعية افتكاكا للسلطة فلا ندري ما هو مفهوم « افتكاك السلطة » بالقوة عبر الانقلاب » عند المفكر الليبرالي خالد شوكات؟ د. شوكات: « إن حماس لم تتصرف في السلطة على نحو يوحي بأنها تحمل مشروعا ثيوقراطيا، فهي لم تصدر مراسيم بمنع الأحزاب العلمانية، و لا قامت بتطبيق الشريعة الإسلامية، و لا فرضت الحجاب بالقوة على الفلسطينيات أو أغلقت المراقص والكباريهات والكازينوهات… » يبدو أن الكاتب لم يقرا ما كتبه الشاعر الفلسطيني باسم النبريص المقيم في غزة في مقاله المنشور في إيلاف (بعنوان المثقف في عهد حماس) و الذي جاء فيه: » ما إن سيطرت حماس على قطاع غزة، بانقلابها العسكري، حتى بدأ بعض المثقفين الفلسطينيين بمغادرة القطاع. واليوم، بعد نحو سنة ونصف من ذلك الانقلاب، يجهد عدد كبير من المثقفين المنتجين في محاولة الخروج، فمنهم من أفلح، ومنهم من ينتظر… فالمثقف (دعونا نسمّيه هنا »الوطني »، كي لا نغرق في تسميات مختلفة) يرى نفسه بالنسبة لحماس الواقع والمشروع، وكأنما هو وهي: خطان متوازيان لا يلتقيان. وهي ذات الرؤية التي تنظر من خلالها حماس لهذا المثقف… فما تفعله حماس، مثلاً، في بُنية المجتمع، أخطر بما لا يُقاس، بما تفعله في حقل « السياسة ». فهي تأخذ مجتمعنا، يوماً بعد يوم، ليس فقط إلى المحافظة، فمجتمعنا يكاد يكون محافظاً بطبعه وطبيعته، وإنما، وهنا مكمن الخطر الكبير، إلى الانغلاق والتحجّر والتطرف وعبادة الموت. إلى نفق معتم معاد لكل قيم الحياة الحقّة التي وصل إليها البشر المستنيرون، في أربع جهات الأرض، بعد تضحيات وعذابات…حماس، اجتماعياً، هي الخطر المحدق. إن مشروعها الاجتماعي هو تحويل كل المجتمع إلى قطيع، قطيع متماثل لا مكان للتعددية أو الاختلاف فيه. » و ردنا على د. شوكات هنا إذا كان تحويل المجتمع إلى قطيع كما ورد في مقال باسم النبريص هو النموذج الليبرالي المنشود فبئست الليبرالية إذن. د. شوكات: « إن أكثر ما أزعجني في مقالات الراشد والحمد، استهزاؤهما من « صواريخ حماس »، باعتبارها ألعاب أطفال وشماريخ لا جدوى منها كما قالوا، ولو ذهب تفكير كل المقاومين للاستعمار في التاريخ، و من بينهم الجزائريون والفيتناميون والجنوب أفريقيون… لما جرت مقاومة مستعمر أو دحر احتلال. » القياس على ضعف قوى التحرر الوطني مقارنة بالقوة الاستعمارية الغاشمة لتبرير إعلان حماس الأخير بوقف التهدئة و إطلاقها الصواريخ غير الموجهة على المستعمرات الإسرائيلية ساعات قليلة قبل زيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية إلى القاهرة بهدف نسف المحاولات المصرية، كل هذا الكلام هو في الحقيقة كلام حق يراد به باطل. الفيتناميون و الجزائريون و الجنوب إفريقيون لم يرموا بأنفسهم في التهلكة ليقولوا بعد ذلك إنهم فوجئوا برد الفعل ، كما أعلن خالد مشعل بكل استهزاء و انعدام المسؤولية عندما أكد أن توقعات الحركة لرد الفعل الإسرائيلي لا تتجاوز ثلاثة أيام من الهجوم. تكتيكات حرب العصابات التي استعملتها قوى التحرر الوطني أثبتت نجاعتها و بذلك تكلل نضالها بالنجاح في نهاية المطاف. أما حماس فبعد كل الدمار الذي لحق بأهل غزة فهي تفاوض اليوم بل و تلتزم بالتهدئة التي كانت متوفرة قبل الهجوم الإسرائيلي، و هي التهدئة التي كان بالإمكان تمديدها بدليل إن السلطات المصرية التي تلعب دور الوسيط لامت حماس على رفضها التمديد للتهدئة قبل أن تلوم إسرائيل. فعبثية حماس بصواريخها تتمثل لا في ضعف قوة هذه الصواريخ و إنما في استهتار القيادة السياسية للحركة بدماء الأبرياء من شعبها في عملية كانت نتيجتها معروفة مسبقا، أي الرجوع للمربع الأول و ربما أسوا من ذلك حيث لم تكن الفرقاطة الفرنسية و القوات البحرية الأخرى موجودة على سواحل غزة قبل الهجوم الإسرائيلي الأخير، بالإضافة للحراسة الأكبر على الحدود المصرية الإسرائيلية الآن مقارنة بالوضع السابق، و هذا يذكرنا بكارثة حزب الله في نصره الاهي الشهير، الذي تم بمقتضاه طرد قواته من على الحدود اللبنانية مع إسرائيل، لصالح القوات الأممية و الجيش اللبناني! د. شوكات: « ثمة مشكلة كبيرة تعتم رؤية العديد من الليبراليين العرب… ومن بينهم على سبيل المثال الدكتور شاكر النابلسي، الذي نشر مقالا قبل أيام حول أحداث غزة، لم يشر فيها بكلمة إدانة واحدة للمجزرة التي يرتكبها بكل وحشية جيش الدولة التي تزعم أنها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، أو بتنديد يتيم لدعم الحليف الأمريكي وسكوته الحقير على ما يحصل للأطفال والنساء… » بطبيعة الحال من باب أولى و أحرى أن يجيب د. النابلسي على هذا السؤال، لكنني لا أرى من ناحيتي ضرورة أن يقوم الكاتب بنقد التصرفات الإسرائيلية أو الأمريكية في مقال مخصص لنقد حماس، فالعرب سبقوه في الإدانات التي لا أول و لا آخر و التي لم تجلب للفلسطينيين إلا مزيد الهزائم و النكبات على مدى ستة عقود. كذلك اعتقد انه من الخطأ المنهجي أن يخرج الكاتب عن موضوع المقال (التصرف غير المسئول لحماس)، مثل هذا الخروج عن الموضوع أمر معهود في مقالات الكتاب العرب – خصوصا إذا ما استثنينا كتاب المار ينز منهم – إلا انه يؤدي إلى تمييع القضية الأساسية و الرسالة الأساسية التي يود الكاتب إرسالها إلى القارئ، و هذا غير مفيد بل و غير مقبول من الناحية الأكاديمية، و حسبنا أن الأكاديمي د. خالد شوكات يعرف ذلك جيدا. يمكن الاطلاع على مقالات الكاتب بأرشيف إيلاف ( www.elaph.com ) ، بريد الكتروني: Abuk1010@hotmail.com
تداعيات انخفاض أسعار النفط على البلدان المنتجة
توفيق المديني في ظل تداعيات الأزمة الاقتصادية و المالية العالمية على صعيد الأسواق كلها ، شهد العالم في الربع الأخير من سنة 2008 انخفاضاً شديداً في أسعار النفط تجاوز أكثر من 100 دولار للبرميل الواحد. فقد تسببت الأزمة الاقتصادية العالمية بانخفاض أسعار النفط بسرعة قياسية، من 147 في 15 أكتوبرالماضي إلى مادون 40 دولاراًللبرميل في نهاية سنة 2008. فبعد أن بلغ سعر البرميل الواحد رقما قياسيا 147،50 دولارا للبرميل في 11 يوليو الماضي ، و اعتقد الجميع أن البلدان المنتجة للنفط سوف تكون بمنأى عن التداعيات الخطيرة للأزمة المالية العالمية التي ضربت الولايات المتحدة الأميركية و أوروبا،هاهو الانخفاض في أسعار النفط يكشف لنا أن البلدان النفطية ليس لديها بنية مالية بعيدة عن المناعة، إذ إنه سيؤدي إلى تقلص مداخيل الدول العربية النفطية وانحسار فرص العمل و تأخير تنفيذ المشاريع الإنشائية ، وسيحدد مراجعة أسس الموازنات و التوقعات المستقبلية. وكان النفط قد فقد قرابة 74 في المئة من قيمته القفزة القياسية التي سجلها في يوليو 2008، في أقسى تراجع تاريخي لأسعار الذهب الأسود. و أدت الأزمة المالية الدولية إلى تراجع الطلب على النفط و تنامي المخزونات العالمية نظرا لانخفاض الاستهلاك. وتعتبر الدوائر الغربية انخفاض سعر برميل النفط إلى ما دون 40ولار شيئاً جيدا،إذ يرى الخبراء الغربيون في انخفاض سعر برميل النفط عنصرا من شأنه أن يخفف بحدود معينة من حدة الانكماش الذي يضرب الاقتصاد العالمي ، و لا سيما في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا. و فضلا عن ذلك، فقد ترافق مع انهيار أسعار النفط تراجعا ًعاماً في أسعار المواد الأولية، و هذا بحد ذاته سيخدم مصالح المتعهدين و المستهلكين. بيد أنه في الوقت الحاضر، نجد أن التقديمات السلبية للمستثمرين و المستهلكين هي التي تغذي الانهيار العام في الأسواق العالمية.فالاقتصاديات الكبيرة الناشئة مثل اقتصاديات الصين و الهند على سبيل المثال ،التي شكلت لفترة طويلة المحركات الأخيرة للأنشطة الاقتصادية العالمية ،تتعرض بدورها للإسقاطات المدمرة لتراجع الطلب في أوروبا و أميركا: وهذا ما نجم عنه هبوط في الضغط إلى الارتفاع في أسعارالطاقة.و يعتبر المؤشر القاطع على هذا الهبوط العام في النشاط الاقتصادي:تراجع حركة النقل البحري إلى أدنى مستوى لها منذ شهر نوفمبر 2002. و في ظل تراجع أسعار النفط، هذه، و تداعياتها على اقتصاديات البلدان المنتجة،عقد وزراء منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبيك» اجتماعهم ال149 بفينا 24 أكتوبر 2008 ،وأبلغ رئيس منظمة البلدان المصدرة للنفط شكيب خليل ، وزير الطاقة الجزائري، في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة النمساوية بأن المنظمة قررت تخفيض إنتاج النفط بنحو 520 برميل يوميا ، وذلك في مسعى لوقف تراجع أسعار النفط الخام في ذروة الأزمة المالية الدولية. أما في اجتماع وزراء النفط لمنظمة البلدان المصدرة للنفط«أوبك» الذي عقد في وهران بالجزائر يوم 17 ديسمبر 2008، فقد أقرت المنظمة أكبر خفض للإنتاج على الإطلاق، مقداره 2،2 مليونا برميل يومياً، في محاولة لموازنة العرض و الطلب على الطاقة الذي يتراجع بسرعة، في ظل الركود الذي يصيب الاقتصادات المتقدمة كما الناشئة. ويضاف هذا الخفض ، الذي بدأ العمل به في الأول من يناير 2009 ، إلى قرار خفض الإنتاج مليوني برميل اتفقت «أوبك» في اجتماعيها السابقين. و هو يقلص المستوى المستهدف لإنتاج المنظمة إلى 24،845 مليون برميل يومياً. في تقري اقتصادي نشرته صحيفة البيان الإماراتية بتاريخ 31 ديسمبر 2008، قال كونراد جربر من مؤسسة بترولوجيستكس إن من المتوقع أن يبلغ خفض الإنتاج السعودي 300 ألف برميل يوميا ليصل الإنتاج إلى 2, 8 ملايين برميل في اليوم وأن يصل الخفض في إنتاج الإمارات 130 ألف برميل يوميا ليبلغ الإنتاج 2, 2 مليون. ولم ترد مؤشرات على خفض الإمدادات من إيران وفنزويلا اللتين تحتاجان إلى أسعار مرتفعة نسبيا لموازنة الإيرادات والنفقات.أما إيران ، ودائما حسب هذا الخبير جربر، فإنه من المتوقع أن تزيد إيران ثاني أكبر المنتجين من أعضاء أوبك الإمدادات 170 ألف برميل يوميا إلى 85, 3 ملايين . وتصر إيران ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك على أنها تلتزم بتعهدات المنظمة.و قال سيف الله جاشنسار رئيس شركة النفط الإيرانية الوطنية أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستخفض إنتاجها من النفط بنحو 14% بداية من الخميس 1 يناير 2009 .. وقد ر مسح سابق إنتاج إيران في نوفمبر 2008 بنحو 3،9 ملايين برميل يوميا ، وهو ما يعتبره الخبراء أنه أعلى من الإنتاج المستهدف إيران عقب القرار السابق لأوبك بخفض الإنتاج من أول نوفمبر 2008. وكانت حصة إيران من ذلك الخفض 199 ألف برميل يوميا. أما إنتاج فنزويلا ، فمن المتوقع أن يستقر في حدود 2،32 مليون برميل يوميا. و من المتوقع أن يصل الإنتاج العراقي هذا الشهر إلى 2،45 مليون برميل يوميا ارتفاعا من 2،27 مليون الشهر الماضي نتيجة لارتفاع الصادرات من شمال البلاد. و كانت المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط الخام في العالم ، خفضت المعروض النفطي إلى 8،2 مليون برميل يوميا في شهر ديسمبر الماضي ، مع تراجع أسعار برميل النفط لما دون 40 دولاراً، وهو مستوى أقل بكثير عن سعر 75 دولاراً، الذي اعتبره الملك السعودي عبد الله ابن عبد العزيزسعرا عادلاً.و عندما بلغ سعر برميل النفط مستوى قياسيا 150 دولار في شهر يوليو الماضي ، عمدت المملكة العربية السعودية إلى زيادة الإنتاج من جانب واحد إلى حوالي 9،7 ملايين برميل يوميا في أغسطس الماضي، من اجل تهدئة سوق النفط..و من جهته ، قال السيد شكري غانم مدير شركة النفط الوطنية الليبية يوم الثلاثاء 30 ديسمبر الماضي ، أن ليبيا ستخفض إنتاجها من النفط بنحو270 ألف برميل يومياً بداية من الأول من يناير 2009. و أضاف:«إن هذا الخفض يفوق بنحو 20 ألف برميل ماقررته منظمة «أوبك» في اجتماعها الأخيربوهران . مع انخفاض سعر برميل النفط إلى مادون 40 دولار، تكون مرحلة الرخاء شارفت على نهايتها بالنسبة للبلدان المنتجة للنفط، و لاسيما للدول التي تمتلك كثافة سكانية كبيرة،و التي وظفت أموال الريع النفطي في تمويل سياستها العمومية- الشعبوية أحيانا- مع تحقيق توازن في الموازنة في الوقت عينه. لا شك أن البلدان الحساسة لهذا الانخفاض، مثل إيران، العراق، و فنزويلا، ستعرف أوضاعاً اقتصادية صعبة ، إذ تشكل مبيعات النفط لها المصدر الرئيس من العملات الصعبة والضامن الممول لموازناتهاالعامة بنحو 90 في المئة . فقد حصلت الدول النفطية على عائدات تقدر بحوالي 1000 مليار دولار في سنة 2007، و أمنت لها الأسعار المرتفعة جدا للنفط في النصف الأول من سنة 2008 عائدات كبيرة.لكن يبدو أن سنة 2009 ستكون أكثر توترا، إذا دخل العالم في مرحلة من الانكماش الاقتصادي تقود بدورها إلى تراجع في الاستهلاك و أسعار النفط. البلدان المنتجة للنفط ليست على حدِّسواء، لأنها ليست لها نفس التكاليف للإنتاج النفطي، و لا حتى «نفس العائدات» من مبيعات الذهب الأسود،أو نفس الانضباط في الموازنة.وحسب تحليل صندوق النقد الدولي، فإن العراق يظل البلد الأكثر عرضة للتأثر بتراجع أسعار النفط، إذ يقتضي برنامج إعادة الإعمار للصناعة النفطية أن يكون سعر برميل النفط بحدود 110 دولار.و العراق الذي يمتلك ثالث أكبر احتياط نفطي في العالم، يتمنى أن يضاعف إنتاجه من النفط لكي ينقله من 2،5 إلى 6 مليون برميل يوميا في السنوات العشر القادمة ، وأن تساهم الشركات النفطية العالمية في الاستثمار في البنية النفطية . أما إيران التي تمتلك ثاني أكبر احتياط نفطي في العالم،فهي تأتي في المرتبة الثانية، إذ يتطلب تحقيق التوازن في موازنتها أن يكون سعر البرميل 90 دولارا، تليها فنزويلا(حوالي 80 دولار). وفي الجزائر يتطلب المشروع الضخم للاستثمارات العمومية في البنية التحتية « السياسة الصناعية الجديدة» الذي يهدف إلى تجسيد القطيعة مع التبعية للعائدات المتأتية من الريع النفطي، بفضل تنوع اقتصادها، أن يكون سعر البرميل بحدود 56 دولار.أما البلدان الخليجية القليلة السكان مثل دولة قطر، و دولة الكويت ،و ليبيا،و المملكة العربية السعودية،فإنها بإمكانها أن تكتفي بالتناوب بالأسعار التالية: 24، 33، 47 ،و 49 دولار. ولما كانت الدول الخليجية الغنية بالنفط تشكل خشبة الخلاص الاقتصادي لعدد من الدول العربية التي تعاني من ازمات اقتصادية و فائض في العمالة، مثل مصر ، وسوريا، والأردن ، فإن أي تراجع في أسعار النفط، يتردد صداه في معظم الشرق الأوسط. كما وجدت الدول الخليجية نفسها في قلب أزمة مالية عالمية. يقول مايكل سلاكمان في مقاله: التباطؤ في الخليج يتردد صداه في الشرق الأوسط ، المنشور في صحيفة « إنترناشيونال هيرالد تريبيون « تاريخ 31 أكتوبر 2008: أن حقبة أسعار النفط الشديدة الارتفاع، وعلى الرغم من أنها أصبحت الآن من الماضي، خلّفت لدى معظم عواصم المنطقة احتياطياً كافياً من السيولة يسمح بالتخفيف من وطأة الضربة، بحسب علماء الاقتصاد والخبراء الماليين في المنطقة. ويقول محللون إقليميون إنه ما دام سعر برميل النفط يتجاوز الخمسة والخمسين دولاراً، فسوف تجني معظم الحكومات مبالغ تفوق تلك التي تخصصها في موازناتها. و يستشهد الكاتب مايكل سلاكمان في مقاله هذا ،بقول أستاذ الاقتصاد والعلوم المالية الدولية في جامعة القاهرة رشاد عبدو، الذي يحلل بدوره تداعيات تراجع أسعار النفط على بعض الاقتصاديات العربية «عندما يكون هناك نمو في الخليج، يحصل نمو في مختلف أنحاء العالم العربي. تزدهر السياحة، ويتدفق مزيد من الأموال في البورصات، وترتفع الاستثمارات. والعكس صحيح. عندما يكون هناك انكماش أو ركود، لا يأتون للسياحة ولا يوظّفون أموالهم في البورصة ولا يستثمرون ولا يتمكّنون من استخدام عمّال مصريين». وحسب تقديرات علماء الاقتصاد المصريين ،فإن حوالي نصف التحويلات البالغة 6 مليارات دولار التي تحصل عليها مصر سنويا تأتي من تحويلات العمال المصريين البالغ عددهم أكثر من مليوني مواطن يعشون في الخليج ،إضافة إلى أن 60 في المئة من السياح الذين يزورون مصر سنويا يأتون من منطقة الخليج.و تعتبر سوريا أيضا المستفيدة الرئيسة من الاستثمارات الخليجية في المشاريع العقارية الكبرى، في ظل العزلة الدولية التي تعاني منها، إضافة إلى العقوبات الاقتصادية الأميركية التي فرضت عليها…و يقول الخبير الاقتصادي السوري، و رئيس مركز البحوث و التوثيق في دمشق، نبيل سمّان: » أتوقع أن تتباطأ الاستثمارات من الخليج،أو تتوقف لأن عليهم مواجهة مشكلاتهم قبل أن يستثمروا في بلدان أخرى.و سوف تتأثر سوريا لناحية السوريين الذين يرسلون أموالا من الخليج.هناك حوالي مليون سوري في منطقة الخليج ».و يحصل الأردن على نحو ملياري دولار سنويا من التحويلات التي يرسلها العمال الأردنيون في الخليج، و يتلقى مساعدات مالية بقيمة 500 مليون دولار من المملكة العربية السعودية وحدها. (المصدر: مجلة المصارف الكويتية العدد 63 ، فبراير 2009 )
الإسلاميون بين الدين والسياسة.. من التمييز إلى التقسيم
خالد يموت يعبر البحث المستمر للعلاقة القائمة بين « الدين والسياسة »، من طرف الإسلاميين الإصلاحيين، عن إحساس متجدد بخطورة ترك مساحة التماس القائمة بين سلطة الدين والسياسة مبهمة وغائمة على مستوى التنظير السياسي، وانعكاس ذلك على فعلهم السياسي وعلاقتهم بنظام الدولة القائم عربيا. ولذا جاءت التنظيرات الاجتهادية الأخيرة لراشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية حول الإسلام والعلمانية، ومن قبله الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية المغربي، في كتابه « تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم بالإمامة، الدلالات المنهجية والتشريعية » لتؤكد وجود دينامية فكرية، فاحصة لاختيارات الوصل والفصل بين الديني والسياسي، بما يمكن من بلورة تصور سياسي قابل للتنفيذ العملي بعيدا عن هيمنة المقدس. سنحاول في هذه المقالة تحليل وإعادة تركيب خطاب الإسلاميين الداعين إلى تمييز الدين عن السياسة انطلاقا من المنهج النسقي، مستحضرين الخلفية المعرفية للإسلاميين التي تؤكد على اعتبارين اثنين:الأول: التسليم بكون الدين والسياسة يشتركان في مرتكز المسئولية العامة، واعتبار الدولة مجمع الاثنين ومربع تنافسهما الاجتماعي.ثانيا: نجاح الإسلام في صياغة الجانب المعرفي الاجتماع البشري العربي، وانعكاس ذلك على فكرة السلطة وكيفية تنظيم شئون الاجتماع السياسي. السياسة ليست دينا تعتبر السوسيولوجيا التاريخية السلطة وليدة توازن القوى المجتمعية، وبالتالي فإن القول بفصل الدين عن الدولة، أو الحفاظ على الوصل بينهما هو جزء من الحراك الاجتماعي، وبما أن دينامية المجتمع تنطلق أساسا من ذهنيته المعرفية، فإن سيادة العلمانية في الغرب، وفي العالم الإسلامي لن تخرج عن هذا الإطار. نستحضر كذلك ما تعرضت له فكرة الفصل بين الدين والسياسة في الفكر السياسي الحديث والمعاصر من انتقادات معتبرة وجوهرية، ذلك أن كل باحث في تاريخ العلاقة بين الطرفين سيكتشف كون الغالبية العظمى من الأنظمة السياسية في المنتظم الدولي اليوم لم يتحقق فيها الفصل المزعوم في التنظير العلماني بالشكل الذي يفيده مصطلح « فصل » في اللغة، كما لم تذب المسألة الدينية تماما في بوتقة العلمانية، بل ترسخت فلسفة الاستقلال عند الدين (الكنيسة) مع الحضور السلوكي على المستوى الفردي في الدول الغربية الحالية. وحيث إن السلطة تستمد قوتها من بنية المجتمع، فهي بذلك تجسد تقسيما للأدوار في ظل قانون نابع من الإرادة الحرة للشعب، وهذه الحقيقة التاريخية تجعل من النموذج العلماني الفرنسي الصارم جزءا من هذه المعادلة؛ إذ يتمتع رئيس الجمهورية بسلطة التعيين في بعض المناصب الدينية العليا، والتي تعتبر بحكم القانون وظيفة عمومية صرفة، وما يتبع ذلك من إنقاق للدولة العلمانية على المنصب الديني. قد يقول البعض إن السياسة جزء من الدين، ويرد عليه مخالفوه بأن السياسة بشرية الطابع، وإذا نظرنا إلى تاريخ الدولة من دولة القبيلة إلى الدولة القومية الحديثة فإننا نسجل أن:1- الدين ليس العامل الوحيد في تدبير شئون الدولة. 2- السياسة علم مدني، أي ليس دينا، وإنما تتحاكم إلى الدين ومبادئه، وهذه المبادئ في الإسلام عامة وغير تفصيلية في شئون الدولة، وهنا يتدخل العقل البشري المنتج للسياسة كعلم مدني في تفسير النصوص الدينية وتأويلها طبقا لمستجدات الواقع الاجتماعي وضمن مقاصد الدين فيما يطلق عليه الاجتهاد. 3- السياسة تستهدف الإصلاح، وهنا تتفق مع الدين وتتطابق معه، غير أن هذا الإصلاح السياسي قد لا نجد له أصلا في الوحي ولا في عمل الرسول صلى الله عليه وسلم، بل مصدره التجربة والإبداع البشري، ورغم ذلك يبقى الإسلام في اتساق مع السياسة ما دامت تعني « ما كان من الأفعال بحيث يكون الناس معه أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد وإن لم يشرعه الرسول صلى الله عليه وسلم ولا نزل به وحي ». والخلاصة الأساسية هنا أن الدين (الإسلام) ليس المشرع الوحيد للاجتماع السياسي، بل يتدخل الإنسان عبر آلية العقل المنتجة للعلم المدني لإنتاج قوانين ليست من الدين، بل يكفي ألا تتعارض معه في الجوهر أو في المقاصد العامة والكلية، بتعبير الشيخ الطاهر ابن عاشور. التشريع القانوني قد يكون شرعا وبرغم أن علاقة الدين بالسياسة المبثوثة في أدبيات الفكر السياسي وعلم الاجتماع (الغربي والعربي الإسلامي) من الناحية العملية لا تترك إلا مساحة ضيقة للدين وتمنح السياسة الدائرة الواسعة في تدبير شئون العمران، فإن هذا المسلك في نظر الإسلاميين الإصلاحيين يجعل الشريعة الإسلامية تتداخل مع السياسة في الوقت الذي يحدث فيه نوع من الاستقلال « للقانون » الذي أبدعته آليات السياسة التنظيمية والمأسسة عبر الاجتهاد القضائي مثلا، فقد تأخذ القوانين الوضعية طابع الإلزام الديني، أو تفسر شيئا من الدين، كما أنها تؤطر بعض شكليات الممارسة الدينية، حيث ينصب كبير اهتمامها (القوانين) على التدين وممارساته الاجتماعية، وليس على الدين كنصوص مقدسة. وإذا كانت الشريعة في الأدبيات الفقهية مرادفة للعقيدة، فإن الفقه يمثل مجموع آراء الفقهاء عبر التاريخ الإسلامي، ويكون مؤسسا على نص من الشريعة بالتفسير أو التأويل والاستنباط للحكم الشرعي وغيره، فالشريعة مقدسة لأن مصدرها إلهي، بينما الفقه غير مقدس لأنه إنتاج بشري، وهذه القاعدة مقررة رغم ما يلاحظ من التوسع في الأحكام الشرعية بالسياسة، فبناء نظرة سليمة لعلاقة الشريعة بالسياسة تستلزم ضرورة التمييز بين القيم التي تحكم السياسة وبين الوسائل والأدوات التي تستعملها. هكذا يمكننا أن نتجاوز المفهوم الجامد للشريعة، مما يمنح هامشا لتدخل العقل البشري الجمعي لتدبير أمور الحياة السياسية التي تركتها الشريعة منطقة عفو وفراغ في كثير من أمورها – لما تتسم به من دينامية – لم يكن من شأن الشريعة متابعتها نظرا لطبيعتها التغيرية.وبالتالي يمكن القول إن ما يشرعه المجتمع عبر مؤسساته كالبرلمان وغيره في موضوع معين هو بمثابة شريعة ما لم يرد فيه نص قطعي الدلالة والثبوت في الشريعة الإسلامية. وانطلاقا من هذه المقولات المميزة بين الشريعة التي أنزلها الله والفقه الذي هو من صنع واجتهادات الفقهاء حسب ظروف الزمان والمكان (باعتبار الفقه إنتاجا تاريخيا) يمكن القول إن الإسلام لا يضفي على القانون طبيعة دينية تجعله « نصا إلهيا » جامدا لا يقبل التعديل، كما أنه لا يسمح بوضع القانون في استقلال عن مبادئه الدينية ومقاصده الكلية. وتبعا لذلك فبين الإسلام والسياسة علاقات تداخل وفروق جوهرية، وبين الإسلام والدولة عموم في الرؤية وخصوص في التطبيق، فالإسلام سياسة بمعناها العام، والسياسة ليست دينا أو رسالة نبوية يتعبد بها، حتى وإن حدد لها الدين الإطار الأخلاقي والمقاصد الإنسانية في التشريع، التي تكون بالتزامها بها سياسة شرعية من وجهة نظر دينية.كما أن السياسة قد لا تكون دينا، حتى وإن انطلقت من الإبداع البشري للوصول إلى ما أوحى به الشارع إلى رسوله عليه الصلاة والسلام. فمسألة السلطة السياسية والمرجعية الدينية بهذا الطرح تحيل إلى المشترك بين النظام السياسي الحديث والشرعية المبنية على الأرضية الدينية، فرفض الإسلاميين للثيوقراطية (الحكم الديني) يحقق مصالحة نظرية مع التصورات السياسية المعاصرة، لكنه يظل متباينا بوضوح مع التوجهات العلمانية، حيث يرفض الفصل بين الدين والسياسة، ويتبنى نظرية التمييز بينهما، لكن هل هذه النظرية كافية للحد من خلط للأدوار القائم بين الطرفين وعدم استغلال رجال الدولة الدين للاستبداد بالسلطة؟ بين التمييز والتقسيم نقصد بالتمييز بين الديني والسياسي تحديد دور كل منهما في الحياة العامة داخل الاجتماع السياسي، وعلاقة هذا الدور بالحرية الفردية، أما التقسيم فنقصد به الأسلوب العملي المنبثق عن الجماعة (الأغلبية البرلمانية مثلا)، والهادف إلى مأسسة دور الديني والسياسي انطلاقا من نصوص تشريعية وتنظيمية مطابقة للدستور، حيث يتخذ بعضها طابع الإلزام العمومي تماما كما يتعامل مع أحد النصوص الدينية المقدسة. فإذا كان التمييز اجتهادا فلسفيا ومرجعيا معرضا للاختلاف على مستوى التوسع والضيق النظري، فإن التقسيم هو الصورة الشكلية المطبقة للرؤية المرجعية، لذلك يتعرض التقسيم بدوره للتوسع في المؤسسات وطبيعتها الوظيفية، أو التقليص فيكون حسب اجتهاد الجماعة ورؤيتها لمصالحها الدينية والدنيوية في عصر معين، وفي ظل دستور ناظم للتشريع الوطني داخل الدولة. من الناحية التاريخية يعود الفضل إلى « أوغسطين » في إشاعة فكرة التمييز بين الدين والسياسة، حيث تبنى في هذا الصدد مواقف بعض آباء الكنيسة من أمثال القديس « أميرواز » أسقف ميلانو، والقديس « حنا كريسوستوم » بطريك القسطنطينية، وتتلخص هذه المواقف في المناداة بالتمييز بين السلطة الروحية ممثلة بالكنيسة والسلطة الزمنية، وباستقلالهما المتبادل وتعاونهما الوثيق في الوقت نفسه، وبالتفوق المعنوي للسلطة الروحية. ومن داخل المذهبية الإسلامية يرى المفكر الإسلامي فهمي هويدي أن فكرة « التقسيم والتمييز » بين الدين والدنيا تسربت إلى الفقه السياسي الإسلامي منذ تسعة قرون، حيث وضع قاضي قضاة بغداد أبو الحسن الماوردي (364 هـ -450هـ) أسس هذا التنظير في كتابه الهام « أدب الدين والدنيا ». والظاهر أن هذا الحل القائم على التمييز لا الفصل يجد ضمن الإسلاميين المعاصرين من يؤصل له انطلاقا من عمل الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي وضع « الصحيفة » ليقنن فيها العلاقة بين المسلمين واليهود أو أهل الكتاب في المدينة. فهذه الوثيقة (الصحيفة)، التي يطلق عليها « دستور المدينة »، تجسد تمييزا واضحا بين الديني والسياسي، إذ جعلت أهل المدينة « أمة واحدة من دون الناس » دون أن يدخل اليهود وغيرهم بهذه الوثيقة في الدين الإسلامي. ومن جهته يعتبر سعد الدين العثماني أن هنالك تصرفات خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم كرسول من عند الله، وتصرفات دنيوية. وقد دافع العثماني عن طرحه الجديد فقهيا بالاستناد إلى أطروحة الإمام القرافي التي صاغها في كتابه « الإحكام في تمييز الفتاوى عن الحكام وتصرفات القاضي والإمام »، ولكن هل تتماشى مثل هذه الطروحات مع تطورات علم السياسة المعاصر؟ وهل تمثل فعلا حلا لتجنب الصراع الديني حول السلطة؟ تقاطع الديني والسياسي لتجاوز العبء النظري الذي يظهر الأطروحة التمييزية كصيغة تكشف عن « المجهول »، فإن مناصريها من الإسلاميين يرون أن التعبير الأدق لعلاقة الدين بالسياسة هو أن الإسلام ينكر أن تكون للسلطة السياسية الحاكمة صبغة دينية خالصة، ولا يعترف بوحدة السلطتين الدينية والزمنية، وفي الوقت نفسه لا يفصل بينهما، وإنما هو يميز بين السلطتين، ولا يعارض مأسسة العلاقة بينهما.ولو نظرنا من وجهة نظر العلوم السياسية إلى هذا الرأي لوجدناه يقف على أرضية صلبة، (انظر كتاب إيليا حريق: « الديمقراطية وتحديات الحداثة بين الشرق والغرب » ص: 66). فمن الواضح أن ميراث الإسلام يحدث « تمييزا وليس فصلا بين [أمة] الدين وأمة [السياسة]، فأمة الدين هي [المؤمنون] بدين الإسلام.. أما أمة السياسة فهي جماعة المواطنين الذين تربطهم علاقة المواطنة في الدولة الإسلامية.. وهذه الجماعة والأمة أعم من جماعة المؤمنين بالإسلام وأمتهم ». إن ما يقدمه هويدي وعمارة وسعد الدين العثماني وراشد الغنوشي وغيرهم يعد في حقيقة الأمر محاولة لإخضاع كل من الديني والسياسي لسلطة الأمة، فالمنافسة المتوقع حدوثها بين الدين والسياسة إنما تقع من داخلها (الأمة) وتراثها المؤسساتي المتجدد والحضاري، وبما أنها مصدر السلطات فالتقسيم والتمييز قائم كأصل نظري وعملي سبق أن طبق في عصر الرسالة والخلافة الراشدة، ولا بد أن يدبر الأمر بآليات جديدة من إنتاج التجربة البشرية الحالية.فتقاطع دائرة الديني والسياسي من خلال الأطروحة التمييزية لن يرسو على خط متوازن إلا بإقرار الديمقراطية ومبادئها الإنسانية، التي تترك للأمة حق اختيار السلطة السياسية بإرادتها الحرة. من جهة أخرى، لا يخطئ نظر كل باحث مدى أهمية الأطروحة القائمة على التقسيم والتمييز بين الزمني والديني، فهي تبقي على التمايز الحضاري في حين تؤسس لمعانقة الحداثة السياسية المعاصرة في ظل منظومة مجتمعية، مدركاتها العقلية منغرسة في تراث ديني قدم الكثير على مستوى بناء الدولة، وساهم في انتصاراتها العظيمة، كما أنه ظل حاضرا في أسوأ مراحلها؛ إذ ظل الدين يؤثر سلبا وإيجابا على السياسة ويتأثر بها، منذ أن جمع شمل العرب ونقلهم من كيان قبلي إلى وضع « الدولة » الذي يتداخل فيه الديني بالسياسي. نظرية التقسيم تتويج للتمييز إن إعادة النظر في علاقة الدين بالسياسة في المنظومة الحضارية العربية الإسلامية أدخل نظرية « التمييز والتقسيم » مرحلة جديدة، فرغم أن البعض قد يضفي عليها طابع التجريدية، فإنها دحضت مقولة الدولة الشمولية الممركزة للسلطة باسم الدين (الاستبداد باسم الدين)، كما أنها ألغت صورة الوحدة المتوهمة بين الدين والسياسة والدولة. وفي السياق نفسه تظل الدولة بمؤسساتها مرتبطة بالذهنية الدينية دون أن تكون أسيرة في يدها، فنظرية التقسيم تستنبط ما يمكن أن نطلق عليه « النموذج التكاملي » الجامع بين أطروحة الدين الروحية، وتدبير السياسة لما هو حياتي يومي في ظل ثوابت الدين القاطعة ومنافع الناس المرجحة. بكلمة، يعتبر الإسلاميون الإصلاحيون أن السلطتين الدينية والزمنية غير منفصلتين وإنما متمايزتان، فالتمييز « لا الفصل » بين الدين والدولة هو الحل، إذ بين الإسلام والسياسة تقاطعات غائبة، وفروق في الوسائل المستعملة، وبين الدين والدولة تقاطعات وظيفية تعود للأمة صلاحيات تنظيمها عبر المؤسسات التي تشكلها باختيارها.والحل الذي يقول ببناء نظام سياسي مدني غير منفصل عن الدين ويقوم على التمييز بين المجالين لا بد أن يقبل مستقبلا بالتقسيم المؤسسي بين المجال الديني والمجال السياسي. -باحث مغربي في العلوم السياسية
(المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 5 فيفري 2009)