السبت، 31 يوليو 2010

Home – Accueil

عشرة أعوام من الإخبار اليومي عن وطن يعيش فينا ونعيش به وله… من أجل تونس أرقى وأفضل وأعدل.. يتسع صدرها للجميع…

TUNISNEWS

10ème année, N°3721 du 31. 07 .2010  

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


السبيل أونلاين:تونس…جهة « سيدي على بن عون » بسيدي بوزيد تتصدى للبوليس

اتحاد الشباب الشيوعي التونسي :السلطة تمعن في سياسة قطع الأرزاق بعزل أمين عام الاتحاد العام لطلبة تونس عن وظيفته

كلمة:مؤتمر فرع العفو الدولية بتونس وسط جدل حول صلاحيات لجنة المساءلة

كلمة:السلطة ضغطت على المركزية النقابية لتخفيف بيانها حول غلاء الأسعار

الوطن:الأمين العام للحزب الأستاذ احمد الاينوبلي:دروس  من سنة سياسيّة منقضية

البديل عاجل:هل يلامس برلمان الشباب تطلعات الشباب التونسي ؟

بحري العرفاوي:في المواطنة و « الحاشية »

فتحي حاج بلقاسم:يوم من أيام الجمر

الوطن:العودة إلى مسألة الهوّية وعلاقتها بإيجاد حلّ لمعضلة عزوف الشباب عن الشأن العام

دعوة لاجتماع بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد

الصباح:عشرون بالمائة من عمال الحضائر بلا تغطية اجتماعية… والرقابة غائبة

ابراهيم بالكيلاني:قراءة في بعض الظواهر السلوكية في تونس

عبدالباقي خليفة :الاسلام والحداثة .. وما بعدها ( 8 )

د.أحمد القديدي:تونس و فلسطين  .. قصة عاطفة و عقل

الوطن:الأستاذ الهادي المثلوثي:في تعاظم الأنظمة وانكسار المجتمعات

محمد العروسي الهاني: المواقف المبدئية المشرفة لها أبعادها و نجاعتها عند الشرفاء و أصحاب المبادئ

عشراوي: واشنطن هددت بعزل الفلسطينيين اذا رفضوا الانتقال للمفاوضات المباشرة والضغوطات وصلت الى حد الابتزاز

«الحياة» تنشر مضمون رسالة أوباما لعباس: مفاوضات مباشرة مع حوافز او الإضرار بالعلاقات

عبد الباري عطوان:استئناف المفاوضات.. مبروك

منير شفيق:

أوباما والتراجع الثالث أمام نتنياهو  

القدس العربي:اشتداد معركة خلافة مبارك مع انطلاق ‘قطار التوريث’.. وصراع للقوى داخل النظام يحدد مصير الرئاسة

القدس العربي:وضع مبارك المَرَضي والأسماء الجديدة المطروحة لمنصب الرئيس

القدس العربي:شركات أمريكية يعتقد انها ساهمت بنقل الأموال إلى المشتبه بهم بإغتيال المبحوح

الجزيرة.نت:مسرّب الوثائق الأميركية محبط ويائس


Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جوان 2010

https://www.tunisnews.net/18juillet10a.htm


تونس…جهة « سيدي على بن عون » بسيدي بوزيد تتصدى للبوليس


السبيل أونلاين – تونس – خاص أكد مصدر خاص للسبيل أونلاين أن أهالي منطقة « سيدي علي بن عون » بولاية سيدي بوزيد (جنوب غرب) اشتبكوا مع قوات البوليس على اثر قيام تلك القوات بالاعتداء على أحد المواطنين . وقال المصدر في مراسلة وصلت السبيل أونلاين أن الأهالي فوجئوا بحشود بوليسية تملأ بلدتهم ، وذلك بمناسبة إحياء أهالي « سيدي علي بن عون » تظاهرة ما يُعرف بـ »مهرجان الولي الصالح سيدي علي بن عون » الذي انطلق يوم الاثنين 26 جويلية 2010 . و »هي حشود طبيعتها موجهة للقمع والترهيب وليس غايتها التنظيم و نشر الأمن خلال هذه الأيام الاحتفالية ». ففي عشية اليوم الأول للمهرجان الموافق ليوم الاثنين 26 جويلية الجاري استفزت إحدى فرق البوليس شاب ينتمي إلى عائلة عريقة من أبناء الجهة بينما كان يقود سيارته ، وحين لامهم على ذلك اقتادوه إلى إحدى الغرف بالمباني المجاورة لضريح « سيدي علي بن عون » وانهالوا عليه ضربا مما تسبب له في كسور و رضوض في كامل جسمه . وحسب المصدر فقد استفز هذا الموقف أغلب شباب منطقة « سيدي علي بن عون » الحاضرين في المهرجان « فاستجمعوا قواهم بالعصي و الحجارة وهجموا على البوليس ، وامتطى أحدهم جرارا و لاحق به سيارات البوليس مما جعلها تفر هاربة ، فاكتفى بإحداها حيث جرفها أمامه حتى جعلها تنقلب ثم فتح هذا الشاب خزان وقود سيارة الشرطة المقلوبة و أضرم فيها النار حتى اشتعلت بالكامل » . وإثر هذه الأحداث و قع تعزيز قوات البوليس المتواجد بالمكان بقوات أخرى من مدينة قفصة و وقع ملاحقة الشباب المتجمع في المهرجان ، كما وقعت مطاردة الشبان في سفوح الجبل المجاور للضريح ، وكل من يقع في قبضتهم يشبعونه ضربا بالهراوات وذلك خلال الليلة الفاصلة بين يوم الاثنين والثلاثاء 26 و 27 جويلية 2010 . وأشار المصدر الى أن لجنة المهرجان تدخلت بعد هذه الأحداث وطلبت من تلك الفرق البوليسية الابتعاد وعدم التدخل في تسيير و تنظيم المهرجان لأن ذلك يثير نقمة الشباب لتواجد البوليس ، وقد استجابت السلط البوليسية للمطلب وابتعدت عن ساحة ضريح « سيدي علي بن عون » وتم تنظيم بقية أيام المهرجان على أحسن ما يرام من طرف الأهالي أنفسهم .

(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 31 جويلية 2010)


اتحاد الشباب الشيوعي التونسي

السلطة تمعن في سياسة قطع الأرزاق بعزل أمين عام الاتحاد العام لطلبة تونس عن وظيفته


تم اليوم الجمعة 30 جويلية 2010 إبلاغ الأستاذ عز الدين زعتور الأمين العام للاتحاد العام لطلبة تونس عن طريق مدير معهد الزهروني بقرار سلطة الاشراف القاضي بعزله عن وظيفته كأستاذ تاريخ وذلك بعدم ترسيمه بعد أن قضّى ثلاث سنوات عمل كأستاذ متعاقد علما وأنه من المفترض بعد قضائه هذه المدة أن يتم الترسيم بصفة آلية خاصة وأن السيد عز الدين زعتور تتوفر لديه كل الشروط والمؤهلات البيداغوجية اللازمة لذلك. ولا يخفى على أحد أن حقيقة هذا الاجراء يعود إلى كون السيد عز الدين زعتور هو أمين عام الاتحاد العام لطلبة تونس الممنوع من عقد مؤتمره وأن هذا الاجراء ليس هو الأول في حقه بعد أن تم الحكم عليه في 14 جانفي 2010 بسبعة أشهر نافذة في إطار قضية ملفقة تستهدف لأول مرة أمين عام المنظمة الطلابية. إن عزل السيد زعتور عن وظيفته هو فصل آخر من سياسة قطع الأرزاق وتركيع النشطاء السياسيين والحقوقيين والنقابيين من أجل إفراغ كل حركة من كوادرها فضلا على أنه استهداف سافر للمنظمة الطلابية ونشطائها الذين يقبع عدد منهم إلى حد اللآن في السجون ضمن قضية منّوبة. إن مثل هذا الاجراء يقيم الدليل على معاداة السلطة لكل منظمة تدافع عن استقلاليتها ضد سياسات التدجين والإلحاق و يعكس إفلاس الدكتاتورية التي لم تعد تملك في جعبتها إلا مزيدا من التصعيد القمعي. ان اتحاد الشباب الشيوعي التونسي، وأمام هذا التصعيد الخطير ضد أمين عام الاتحاد العام لطلبة تونس، يهمه التعبير عن اللآتي:  إدانته لهذا القرار الجائر في حق أمين عام اتحاد الطلبة، و يعتبره استهدافا للمنظمة الطلابية ككل  تضامنه التام مع الأمين العام و دعوته كافة منخرطي اتحاد الطلبة وكافة المكونات الطلابية والحركة الديمقراطية للوقوف إلى جانب الأمين العام والتحرك المشترك من أجل دفع سلطة الاشراف للتراجع عن قرارها ووقف كل إجراءات التضييق التي تستهدف إطارات الحركة الطلابية  مواصلته النضال جنبا إلى جنب مع شركائه في مشروع التوحيد من أجل فرض عقد المؤتمر الموحد رغم الحملات القمعية المسعورة التي لم تستثني أحدا.

اتحاد الشباب الشيوعي التونسي 30 جويلية 2010


مؤتمر فرع العفو الدولية بتونس وسط جدل حول صلاحيات لجنة المساءلة


حرر من قبل الهادي رداوي في الجمعة, 30. جويلية 2010

يعقد الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية جلسته العامة العادية أيام 31 جويلية و1 أوت بفضاء التياترو بعد ان تلكأت السلطات في السماح له بعقد الجلسة داخل هذا الفضاء.

ومن المنتظر أن يتم طرح عديد اللوائح للتصويت.

ومن بين المواضيع الهامة التي ينتظر أن تأخذ الحيز الأكبر من النقاش مسألة لجنة الحكماء أو كما تقرر أن يكون اسمها لجنة المساءلة التي تم إقرارها أثناء انعقاد المجلس الوطني الأخير.

وسيكون لهذه اللجنة من الصلاحيات أكثر من الهيئة التنفيذية حيث تنص قوانينها أنه من حق أي عضو أن يطلب من اللجنة التدخل لحل بعض الاشكاليات مهما كانت وعلى الهيئة التنفيدية الاستجابة للجنة المساءلة.

وهو ما يخشى معه البعض أن تستغلّها السلطة كمدخل لشلّ حركة الفرع التونسي.

 

(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 30 جويلة 2010)


السلطة ضغطت على المركزية النقابية لتخفيف بيانها حول غلاء الأسعار


حرر من قبل الهادي رداوي في الجمعة, 30. جويلية 2010

أفادت بعض المصادر النقابية أن البيان الذي أصدره الاتحاد العام التونسي للشغل يوم 24 جويلية والذي عبّرت خلاله المركزية النقابية عن قلقها إزاء الزيادات في الأجور قد تعرّض للحذف نتيجة لضغوطات السلطة.

حيث جاء في آخر فقرته الاولى حول الزيادات في المواد الاساسية « ومنها الحبوب ومشتقاتها » في حين تؤكّد المصادر أن الجملة الاخيرة لم ترد بصيغتها الحالية في النسخة الأولى من البيان الذي وجه للاتحادات الجهوية وحصلت كلمة على نسخة منه.

فقد ذكر في آخر الفقرة الاولى « وخاصة في المواد الأساسية ومنها الخبز ومشتقات الحبوب والسكر والحليب والغاز ».

وحسب ذات المصادر فقد أثارت الصيغة الأولى حفيظة السلطات التي ضغطت على الاتحاد ليتم حدفها والاكتفاء فقط بالحبوب ومشتقاتها، الأمر الذي امتثلت له المركزية النقابية فأصدرت بيانها بالشكل المرغوب منها، وكنّا عرضنا له في نشرة سابقة مباشرة إثر صدوره.

(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 30 جويلة 2010)


دروس  من سنة سياسيّة منقضية


بقلم الأمين العام للحزب الأستاذ احمد الاينوبلي   رغم أن العمل السياسي لا يرتبط بفصل أو بمحطة سياسية محددة فان العادة اقتضت أن تعكف الأحزاب  في بداية كل صيف على تقييم مجمل أداء الساحة السياسية عامة و أدائها الحزبي بصفة خاصة. نحن في الاتحاد الديمقراطي الوحدوي نرى أن السنة السياسية المنقضية بما شهدته من محطات انتخابية رئاسية و تشريعية و بلدية وما تخللها من صراع برامج حزبية وجمعياتية مثلت حلقة مهمة في مسار البناء المجتمعي والفرز السياسي في البلاد على قاعدة الموقف من المسألة الوطنية والديمقراطية وتفاعل الجميع مع التحديات السياسية والاقتصادية التي تفرضها العولمة ومشاريعها في تونس وفي الوطن العربي .

  نحن نرى انه ورغم بقاء نسبة المشاركة في الشأن العام ضعيفة ومتأثرة إلى حد بعيد بضغوط الواقع الاقتصادي على الأسر والأفراد خصوصا من الشباب وهو ما عبرت عنه المحطات الانتخابية في أكتوبر 2009 وماي 2010 وكذلك تواضع مشاركة الشعب في نشاط الأحزاب السياسية إلا أننا نعتبر أن تقدما حصل في هذا المجال  خصوصا تطور الخطاب الإعلامي المتناول للقضايا الوطنية كالإدارة والتعليم والثقافة والتفاوت الاجتماعي و الجهوي إلى جانب تنامي الاهتمام بقضايا العروبة ومقاومة الهيمنة الخارجية.

على مستوى الحياة الوطنية وتناول الأحزاب لها نشير إلى أن السنة المنقضية وخصوصا محطة الانتخابات الرئاسية والتشريعية والبلدية فرضت تحديا حقيقيا على منظومة الوفاق الوطني مفاده أن البلاد والأحزاب السياسية أصبحت في حاجة أكيدة إلى آليات جديدة لتطوير هذا الوفاق على أساس من الاستخلاصات والقواعد التالية:

 –  لم يعد بإمكان أي حزب منفرد النهوض بالاستحقاق الوطني لمجابهة تحديات التنمية الداخلية والاستهدافات الخارجية والمشهد الوطني صار يستدعي شراكة سياسية حقيقية تتجاوز الأحزاب إلى البرامج.

 –  التعويل على الضغوط الخارجية والاستقواء ببرامجها أصبح عنصر تعطيل للمسار الديمقراطي فضلا عما يحمله من شبهات التبعية والعمالة والارتهان لسياسات لا تخدم المشروع الوطني المستقل.

 

 –  أحزاب المعارضة أثبتت مرّة أخرى في تجاربها الانتخابية أنها في حاجة لتطوير برامج وأساليب عملها بما يؤهلها لمنافسة جدية مع حزب الأغلبية  تقود إلى حراك سياسي وحزبي و وطني خلاق.

  – بقاء معضلة البطالة والتداعيات  المنجرة عنها والصعوبات القائمة في نشاط مؤسسات القطاع الخاص المشغل واستحقاق المجتمع الاستهلاكي الذي صار واقعا  أصبح  يفرض على الأحزاب ومناضليها تطوير برامجها في اتجاه يحررها من عقلية المصلحة الحزبية والشخصية إلى رحاب الالتزام الوطني  والبديل البرامجي لما هو سائد. هذا التصور هو ما قادنا في حزب الاتحاد الديمقراطي لخوض المحطات الانتخابية المتعددة التي شهدتها السنة السياسية المنقضية.

  هذه الاستخلاصات والنتائج تمكننا من القول إن المرحلة السياسية القادمة تستدعي من الجميع أحزابا ومنظمات العمل على تأصيل برامجها في التربة الوطنية رفضا للإملاء الخارجي أو الاستقواء به وتطويرا للبرامج حتى تكون المنافسة على قاعدة البدائل والخيارات وليس منافسة حزبية شكلية. كما تستدعي توفير آليات جديدة ترتقي بالحياة السياسية وبحياة الأحزاب تمكن الشعب من مزيد الاهتمام بشؤون إدارة البلاد والمساهمة الواعية في تطورها كما تمكن الشباب خاصة من التحرر من عقلية الاستقالة والهروب نحو المجهول.

 خلاصة لما تقدم نعتقد أن السنة السياسية المنقضية أثبتت أن منظومة العمل السياسي الوطني والحزبي وان شهدت تقدما على مستوى نوعية الخطاب ومنابر المشاركة والتنافس إلا أنها كانت دون حاجة البلاد وقضاياها المطروحة و دون انتظارات شعبها و لذلك فإننا ننتظر من الوفاق الوطني أن يتطور نحو دائرة وطنية تتحصن بالمصلحة العامة بعيدا عن الاستفراد والاستقواء والسلب.

(المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي (أسبوعية- تونس) العدد 148 بتاريخ 30 جويلية 2010)


هل يلامس برلمان الشباب تطلعات الشباب التونسي ؟


انطلقت يوم السبت 24 جويلية الجاري على الساعة التاسعة صباحا بمقر مجلس النواب بباردو أشغال الجلسة التحضيرية والملتقى التمهيدي لبرلمان الشباب، وتواصلت الأشغال طوال يومين، بإشراف من رئيس المجلس السيد فؤاد المبزع الذي افتتح الأشغال قائلا بأن « اقتران تركيز برلمان الشباب بالاحتفال بذكرى إعلان الجمهورية يعد رسالة رئاسية عميقة المعاني إلى شباب تونس بأن الجمهورية أمانة تتداول الأجيال المتعاقبة على صيانتها والذود عنها ».

ثم تم « انتخاب » الشبان سمير بن شعبان رئيس البرلمان الشبابي (التجمع الدستوري الديمقراطي) وكنزة الرفاعي نائب رئيس أول (التجمع الدستوري الديمقراطي) وبشير ليتيم (حركة الديمقراطيين الاشتراكيين) نائب رئيس ثاني، وهو ما اعتبره البعض في نقاشاته على صفحات الفايسبوك صورة واضحة ومباشرة لزيف التعددية التي يحاول الحكم الترويج لها .

تضمن برنامج الملتقى التمهيدي لبرلمان الشباب أربع مداخلات تمحورت الأولى حول « فكرة البرلمان في تونس » بإشراف السيد قيس سعيد أستاذ القانون الدستوري بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس.

وجاءت المداخلة الثانية التي تولى تقديمها السيد مصطفى الفيلالي عضو المجلس التأسيسي والوزير الأسبق تحت عنوان « البرلمان التونسي في مناقشات المجلس القومي التأسيسي » .

وتطرقت المحاضرة الثالثة إلى موضوع مجلس النواب « الوظائف والتنظيم » قدمها المنذر الرزقي مدير عام مركز البحوث والدراسات البرلمانية بمجلس النواب.

أما المحاضرة الرابعة فهي للسيد عادل الزرمديني مدير الشؤون القانونية بوزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية الذي تطرق إلى « الفلسفة العامة لبرلمان الشباب في تونس »، مستعرضا شروط الترشح لعضوية برلمان الشباب.

واختتم السيد سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية يوم السبت الملتقى التمهيدي لبرلمان الشباب. وأعرب بالمناسبة عن « ارتياحه لسير أشغال هذا الملتقى التمهيدي وما لمسه لدى النواب الشبان من رغبة صادقة وطموح كبير في طرح المواضيع ذات العلاقة باهتمامات هذه الشريحة الهامة من المجتمع، مهنئا إياهم بانتخابهم أعضاء في برلمان الشباب ».

ويعد برلمان الشباب الذي صادق عليه مجلس النواب ومجلس المستشارين، هيئة استشارية ليس لها اختصاص تشريعي. ويذكر أن برلمان الشباب يضم بمقتضى القانون المحدث له عددا من الأعضاء مساويا لعدد أعضاء مجلس النواب بكيفية توازي تركيبة أعضاء مجلس النواب حسب كل دائرة.

ويشترط في عضو برلمان الشباب أن يكون تونسي الجنسية منذ خمسة أعوام على الأقل ومتمتعا بحقوقه المدنية والسياسية وأن لا يكون في حالة من الموانع المنصوص عليها بالفصل الثالث من المجلة الانتخابية وأن يتراوح سنه بين 16 و23 سنة. وتحدد مدة العضوية ببرلمان الشباب بعامين، ويعقد هذا البرلمان دورتين كل سنة خلال شهري مارس ونوفمبر. وتتواصل كل دورة يومين. وينتخب رئيسا له ونائبين في بداية كل دورة، وذلك بالأغلبية المطلقة لأعضائه، والتي ينتمي أغلبها للتجمع الدستوري الديمقراطي (الحزب الحاكم).

وتأثر التجمّع الدستوري الديمقراطي الحزب الحاكم بالأغلبية (161 عضوا) وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين (16 عضوا) وحزب الوحدة الشعبية (12 عضو) والاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( 9 أعضاء) والحزب الاجتماعي التحرري (8 أعضاء) وحزب الخضر للتقدّم (6 أعضاء ) وحركة التجديد (عضوان).

ويأتي انطلاق نشاط برلمان الشباب في الفترة التي تستعد فيها الحكومة للاحتفال بداية من 12 أوت 2010 بالسنة الدولية للشباب التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة باقتراح من الحكومة التونسية. هذا وتفاعل عدد من الشباب مع هذه المبادرة واعتبروها تندرج في سياق عام دعائي هادف لاحتواء الشباب بدون أن تكون هنالك نية حقيقية لحل مشاكل الشباب المتراكمة يوم بعد آخر. وقد صرّح الشاب لطفي زايدي للموقف قائلا  » عن أي حوار يتحدثون ، فهذا البرلمان منذ انطلاقته يغرّد خارج السّرب من حيث الشكل ومن حيث المضمون، فالشكل لا يعتبر بريئا عندما يتم تحديد سن التمثل في برلمان الشباب بين 16 و23 سنة على أقصى تقدير، وكلنا يعلم أن الشباب أوسع من هذه المرحلة العمرية المعتمدة من حيث القوانين الدولية، إضافة لصبغته الاستشارية . أما بالنسبة للمضمون فأرى من الضروري التمعن قليلا والنظر لمشاكل الشباب الحقيقية ومدى تأثير المناسبات السابقة في حل مشاكل الشباب، فماذا فعلنا بالاستشارة الشبابية المنعقدة في 2008 والتي رصدت لها أموال طائلة من الخزينة العامة ؟، وماهو موقف الحكم من شباب اختار الانتماء لأحزاب مستقلة ورافضة للولاء والطاعة، وهنا سأنطلق من وضعيتي الشخصيّة، حيث تعرّضت أنا وعائلتي لعديد المضايقات والتهديدات على خلفية انتمائي للحزب الديمقراطي التقدمي من قبل مسؤولين من منتسبي التجمع الدستوري الديمقراطي بغاية ترهيبي ودفعي للاستقالة من الحزب بأشكال غير قانونية ، فهل هذه هي التعددية والديمقراطية التي يروجون لها ليلا نهارا ؟ « .

وأضاف زايدي قائلا « هل بإمكان برلمان استشاري أكثر من نصفه من شباب الحزب الحاكم، وبقية في غالبها محسوبة على أحزاب الموالاة أن تفرض على الحكم وجوب إطلاق سراح الطلبة المساجين الذين هم الآن بصدد خوض إضراب عن الطعام احتجاجا على الحكم الجائر الصادر في حقهم وسوء المعاملة التي يلقونها في السجن، وذنبهم الوحيد هو انتماؤهم للإتحاد العام لطلبة تونس ودفاعهم عن استقلالية المنظمة الطلابية القانونية ضد كل أشكال الهيمنة والتوظيف. لذلك أرى من المهزلة أن نصدق مثل هكذا خطابات تروج للحوار والتعددية ؟ ».

وقال الشاب ناجح صغروني الناشط الطلابي والنقابي والسجين السابق على خلفية نشاطه الطلابي  » هذه المبادرة تهدف فقط لاستغلال وتوظيف خطاب دعائي من قبل سلطة الاستبداد لتلميع صورتها ولمغالطة الشباب التونسي الذي لم تعد تنطل عليه مثل هذه الخطابات الديماغوجية، فهذا البرلمان الاستشاري يتزامن مع سجن الطلبة النقابيين و مع منع المنظمة الطلابية من عقد مؤتمرها ومع الارتفاع المرعب لنسب البطالة عند الشباب ومنهم أصحاب الشهادات العليا، بل أن محنة أهالي الحوض المنجمي لازالت متواصلة ولم يقع حلها لحد الآن، علما أن انطلاقتها كانت احتجاجا على نسبة البطالة المرتفعة في قطاع الشباب أساسا واستنكارا للحيف الاجتماعي الذي استشرى وأصبح السمة الرئيسية في انتداب العملة والموظفين ».

الشاب الصحفي سفيان الشورابي علق على هذه المبادرة قائلا « إن إطلاق الأحكام الاستباقية على تجربة برلمان الشباب وهو في بداية الطريق يعد في رأيي مجانب للصواب وغير سليم ويتأسس على رؤى ديماغوجية. فمن المفيد جدا تتبع مسار هذه المؤسسة التشريعية لتبين النتائج الممكن تحقيقها، سواء كانت سلبية أم ايجابية، قبل اتخاذ المواقف ضدها ».

وأضاف قائلا « إن الجلسة الأولى للبرلمان، على عكس ما صورته وسائل الإعلام المحلية، لم تكن ذات خطاب واحد ممجد لانجازات السلطة، حيث عكسا ممثلا (2) حركة التجديد في ذلك البرلمان آمال وطموحات جزء كبير من الشباب التونسي. فخلال مداخلتهما تحدثا عن الحجب والصنصرة الممارسة على المواقع الالكترونية، وطالبا بإطلاق سراح الطلبة المسجونين في قضية المبيت الجامعي بمنوبة، وطالبا بالتخلي نهائيا عن حملات « الرافل »، وأيضا بتوزيع عادل لوسائل الترفيه داخل أو بين المناطق، وبتنمية المواهب وفسح المجال للطاقات ولقدرات الذكاء المتوفّرة لدى شبابنا مع إعطاء الأولويّة للمناطق المحرومة و للشباب المهمّش وتعتمد على توزيع أكثر عدلا باتجاه الفئات الضعيفة و الجهات المحرومة فمن المهم جدا أن يكون للشباب صوت مسموع داخل الأجهزة الدستورية للدولة، وهي وحدها الكفيلة بانجازها ميدانيا. فليست ذلك من مهمة أحزاب المعارضة. والمطروح الآن هو محاسبة الهياكل الحكومية على درجة التزامها بتطلعات الشباب التونسي ».

وقال الشاب زياد الهادي تعقيبا على موقف الصحفي الشاب سفيان الشورابي « ما الجديد الذي سيقدمه هذا البرلمان الشبابي مقارنة بما نشاهده من تصويت بالأغلبية الساحقة في مجلس النواب، وتصوير للتعددية الزائفة في كل المداولات، أي أنه وعندما نرضى بمثل هذه التركيبة، ستجد الأقلية الرافضة نفسها منحصرة في مربع ضيق لا يعدو أن يسجل المواقف، هذا إن وجدت أصلا، فماذا فعل مثلا أعضاء مجلس النواب المستقلين في الخيارات العامة التي تم عرضها للتصويت ؟. »

ويضيف زياد الهادي أيضا « الأجدر بالأحزاب الديمقراطية المستقلة أن تؤطر شبابها على مبادئ وقيم الفعل السياسي من موقع مسؤول ومستقل هادف ومؤسس لقوة مضادة، لا للاكتفاء بتسجيل الموقف، وأن لا تضعه في بوتقة البحث على تسجيل المواقف وحسب. ولا أعتقد من جهة أخرى أن نشاط هذا البرلمان سيحصل على هامش من الحرية بما يتعارض مع توجهات الحكم، وهو الممثل بالأغلبية في كل الأحوال، لذلك من الأجدر أن نبحث على طرق وآليات تمس واقع الشباب الذي في أغلبه لا ينتمي إلى الأحزاب وغير معني بما يحدث في الأطر والهيئات الرسمية، لذلك لا أعتقد أن البرلمان الشبابي على هذه الشاكلة قادر على تمثيل مطالب وحاجيات الشباب التونسي الذي لن يحقق مطالبه إلا بتنظيم نفسه بنفسه، وهو ما لا يروق لنظام الحكم « .

وســــام الصغير

 

(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 30 جويلية 2010)


في المواطنة و « الحاشية »


بقلم: بحري العرفاوي

هل الوطن مجرّد عنوان أو جنسية ؟ هل الوطن مجرّد جغرافيا ؟ أو إيديولوجيا ونظام سياسي واقتصادي؟ كيف نؤكد حبنا للوطن ومدى استعدادنا للدفاع عنه؟. تلك أسئلة تترتب عن أجوبتها ممارسات ومواقف . إن « المواطنة » ليست مجرد انتماء جغرافي ولا وثائق ثبوت  » هويّة » ولا حتى تمتعا بمقتضيات عيش تلك « كينونة  » غير واعية يشترك فيها الأفراد مع بقية الكائنات المحوطة بظرف زمكاني. المواطنة وعي عميق بالانتماء وبالاشتراك مع الآخرين في الحقوق والواجبات وتحرر من كل عقد الأفضلية أو الدونية قبالة شركائنا في الوطن بما هو جغرافيا وتاريخ وحضارة وثروات ومستقبل وأجيالٌ . الذين  » يصرخون  » بحب الوطن إرضاء لسلطة أو استجلابا لمصالح وامتيازات شخصية ليس يعنيهم من الوطن سوى ما يجنون لأنفسهم وليس يزعجهم سوى ما قد يفقدون من مصالح يستميتون في الدفاع عنها ويحاربون خصومهم بمختلف الأساليب يتهمونهم بكل التهم الموجبة للتجريد من المواطنة والوطنية !.   على الباحثين في تاريخ النظم السياسية النظر في مدى مسؤولية  » الحاشية  » في إفساد العلاقة وحجب التواصل بين « الدولة » ومكونات المجتمع من جمعيات ومنظمات وأحزاب وعليهم قبل ذلك النظرُ في امتدادات  » الحاشية  » إن كانت متسربة في النسيج المجتمعي خلاف ما يُعتقد من كون  » الحاشية » هي نفرٌ محدود من المقربين إلى مراكز التدبير ؟. إن  » الحاشية » المعاصرة تحولت إلى جهاز مفهومي تحكمه نوازع ملتهبة وقودُها النفعية المتوحشة تجيش أصحابها يلهجون رياء وولاء .. وعداء! حاشية النزعة « الولائمية » يهتفون من صوب  » حبا للوطن « ! وهم أعجز من أن يصفوه أو يصفوا حبا لا يوجد في الغريزة والحسابات البنكية!.  » حاشية » مبثوثة في كل المفاصل وكامل التفاصيل مُجاهرة أو متخفية ، من العامة أو من النخبة ،  » حاشية  » في النثر وفي الشعر وفي الخطب الدينية وفي بيانات ماضغي الأحلام لا يُقدمون شيئا و… يُؤخرون. « حاشية » تهش بعصا وتضرب على المفاصل وفوق الأعناق وتكيد كيدا وتنصب الفخاخ المهلكة في سبيل… الوطن! يحرص « الحاشيون » أولائك على ألا يُشاركهم أحد في  المواطنة يضيق عليهم مساحة الحب ويشوش عليهم  » الخلوة  » الوطنية! أو يفسد عليهم خشوعهم وهم « راكعون » يتمنون ألا يقوم أحدٌ وألا يطلع نهارٌ يكشف عورة الزائفين. الزائفون لا يحتاجون من يكشفهم … يكشفهم زيفهم وبردُ أعصابهم واهتياج غرائزهم وعصبياتهم المختلفة ينفخون في مواقد الرماد ويقذفون بكل مُبيد ثم… يبتسمون تحية للوطن! التاريخ هو الشاهد الوحيد الذي لا يكذب قطّ…. والوطن يجد أولاده وبناته في رائحة حليبه يسمعهم ويُصدقهم حين ينطقون.

(المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي (أسبوعية- تونس) العدد 148 بتاريخ 30 جويلية 2010)


يوم من أيام الجمر


في أواخر السبعينات كان لي شرف الجلوس إلى الشيخين الجليلين رحمهم الله وجعل الجنة دارهم ومثواهم عمر التلمساني و مصطفى مشهور .طلب منهما التحدث عن التعذيب فامتنعا,وقال الشيخ التلمساني كلمته  التي أذهل بها  الجميع : لا نشكو بمخلوق لمخلوق إنما إلى الخالق والخالق أدرى بما تعرضنا إليه. بقيت تلك الكلمات في ذهني, عندما خرجت من السجن واستقر بي الحال في سويسرا, قررت أن أكتب مذكراتي وعنونتها بأيام الجمر ولكنني لم أنشرها عملا بوصية الشيخ التلمساني رحمه الله. في هذه الأيام سمعت أغنية للأخوين محسن الزمزمي وبوكثير  بن عمر, جازاهم الله عنا كل خير,أبكتني ورجعت بي الذاكرة إلى البلاد والأهل والأحباب و لكنني تذكرت أيام الجمر, تذكرت البوليس, تذكرت الاهانات, تذكرت المطاردات. فأردت أن أقص على إخوتي اللذين لم يعيشوا تلكم الأيام. يوم من أيام الجمر : طرق باب المنزل و قد كانت الساعة تشير إلى التاسعة ليلا أو أكثر. خرجت مسرعا علهم يكونوا زوار الليل خوفا من شرهم. وإذ بالباب أخ يخبرني بوفاة زوجة عمي, وقفت حائرا ماذا أفعل ? هل أفزع أقاسم أبناء عمي العزاء ? الحاجة مقامها كبير عندي وعند كل العائلة, يحبها الكبير والصغير. أخبرت زوجتي وأمي فتوجهتا على الفور لبيت عمي.أما أنا فبقيت أبكي وأشكو حالي إلى الله. الأولاد نائمون و زوار الليل(1) ربما يأتون من حين إلى أخر.ضاقت بي الدنيا فأخرجت كرسيا وجلست على قارعة الطريق حتى ساعة متأخرة من الليل.  في صباح اليوم التالي ذهبت إلى مركز الشرطة كالعادة للإمضاء وكنت أوقع حينها أربعة مرات في اليوم ثم ,توجهت إلى البستان و بدأت أقدم العلف لما تبقى لي من عجول وخرفان. وإذا بالكلاب تنبح وإذا بخيل تمر وراء الإسطبل, خرجت مسرعا فوجدت أعوان  فرقة الإرشاد أمامي, أخذني أحدهم من ذراعي و قال لي سي عبد الله يريدك. طلبت منهم أن أغير ملابسي فأبو فخلعت حذاءي البلاستيكي المتسخ بفضلات الأبقار قبل أن يركبوني في السيارة حين دخلت باب الغرفة أراد أحدهم أن يسلم علي بطريقتهم ولكن سي عبد الله منعه. أدخلني مكتبه و أمرني بالجلوس ثم قال لي : أين محمد زريق ? فاجبته . في كندا. غضب وقال : » لا فائدة من أهانتك فلقد رأوك معه البارحة » قلت. غير صحيح ذاك عادل أخوه. وقصصت عليه قصة وفاة جدته البارحة وكيف مر بي عادل… خرج من مكتبه ليتأكد من الأمر وبعد ربع ساعة تقريبا رجع وقبل أن يدخل المكتب سمعته يقول لأحدهم : والله في المرة القادمة إن أتيتني بخبر غير صحيح  » إنعلقك  » طلب مني الانصراف فخرجت من مكتب سي عبد الله و طلبت من الأعوان إرجاعي للبستان فامتنعوا وهددوني بإنزالي إلى « الجيول ». خرجت حافي القدمين و الطقس بارد والحصى تمنعني من المشي فما تعودت المشي حافيا. قطعت مسافة مئة متر أو أكثر و دموعي تتساقط.. يا الاه أين أذهب ? وإذا بسيارة أجرة تقف بجانبي ويناديني صاحبها باسمي فتحي فتحي, ركبت معه وأنا أبكي  ظلم العباد و رأسي يؤلمني من القهر. بدأت أفكر منذ ذلك اليوم في الخروج من تونس لأتركها إلى البوليس والمخبرين (1)البوليس فتحي حاج بلقاسم


العودة إلى مسألة الهوّية وعلاقتها بإيجاد حلّ لمعضلة عزوف الشباب عن الشأن العام


وائل بن فرج

شبح يجول في أذهان المهتمين بالشأن العام الوطني والفاعلين فيه على اختلاف ألوانهم ومرجعياتهم وميولاتهم، هو شبح عزوف الشباب التونسي اليوم عن الحياة السياسية.

من كوادر وإطارات ومناضلي الحزب الحاكم إلى كوادر وإطارات ومناضلي أحزاب المعارضة الوطنية، ومن الناشطين الحقوقيين والمستقلين إلى باقي الحساسيات الناشطة، إلى جل المعنيين بمصلحة الوطن بالدرجة الأولى.

أي فرد هذا أو – جماعة – لم يلفت انتباهه تفشي هذه الظاهرة ولم يع مقدار الخطر الذي تحمله في طياتها على مستقبل البلاد والعباد.

تجلّ للظاهرة ووعي بها نتجت عنه تحليلات كثيرة تنوعت خلاصاتها وتعددت سبل التجاوز التي تضمنتها، شكلت في مجملها عصارة بحث مشترك مفادها أن لن يصلح حال هذه البلاد دون شباب قادر على إنارة حاضرها ومستقبلها.

عصارة بحث تتالت على أساسها جملة من الإجراءات والمبادرات التي ترمي إلى تحديد هذا الخطر وإيقافه على عجل، ظل نبراسها الأوحد والوحيد هو محاولة جذب الشباب إلى دائرة الفعل السياسي والمصالحة بينهم وبين الشأن العام.

لكن الاستفهام يظل مطروحا بإلحاح عن الأرضية التي ستجمع أبناء تونس والمبادئ والقيم التي ستنير سبيلهم حتى يتمّوا المهام التي عهد بها رجالات الحاضر إليهم على أحسن وجه؟

استفهام علّه يفتح لنا المجال الآن للإفصاح عن فكرة هذا المقال الرامية إلى أنه لا حديث عن إيجاد حل لمعضلة عزوف الشباب عن العمل السياسي دون العودة إلى مسألة الهوية والانطلاق من جديد وفق مراحلها ومدارها لكونها الهدي السليم الذي على أساسه تتم عملية استقطاب سليمة للشباب. فالانطلاق من مبدإ الهوية والهوية الوطنية على وجه التخصيص وتجذيرها فكرا وممارسة منذ البدء وحتى قبله في عقلية الشباب التونسي وفي وجدانه إن لزم الأمر، هو الضمانة الأولى والأهم حسب رأيي لحمايته لاحقا من التشوّهات التي يمكن أن تهدده فيما بعد، خاصة وأن المتربصين الحالمين بإعادة هذه البلاد العزيزة إلى ظلمات التبعية ومازال بحثهم متواصلا عن منافذ ليبثوا من خلالها مشاريعهم التي هي في حقيقة الأمر مشاريع أسيادهم. هو الواجب يقتضي من رجالات البلاد الغيورين إذا ، أن يضعوا نصب أعينهم هذا الخطر الثاني الذي يمكن أن يترتب عن عملية الاستقطاب بالجملة التي يعمد لها البعض دون إدراك لانعكاساتها السلبية فيما بعد، فاستقطاب الشباب ومحاولة جرهم إلى دائرة الفعل السياسي هي بمثابة سلاح ذو حدين ووجب التعامل معها بحذر شديد.

هنا بالتحديد تكمن أهمية العودة إلى الهوية الوطنية في عمقها العربي والإسلامي والاعتماد عليها كمنطلق وكأساس وكأرضية لتجميع أبناء الوطن.

ولسنا مدعين ولا مغالين إذا صرّحنا بأن إشباع الشباب بمبادئ وقيم المواطنة بدءا هو السبيل الذي سيجعله يلتحق فيما بعد من تلقاء نفسه وتلبية لنداء الواجب فيه، دون حاجة إلى محاولات لجرّه أو لجذبه.

فالغاية من استقطاب الشباب وتوجيه اهتمامه إلى الشأن العام واعزها الأول هو غاية أسمى مفادها خلق إطارات وكوادر تحمل المشعل في المستقبل وتتحمل مسؤولية صيانة المكاسب التي حققتها الأجيال التي سبقتهم لهذا الوطن.

هكذا وبإيجاز حاولنا تسليط وميض من النور على مسألة تشغل اليوم الأذهان التي ارتقت لنفسها مراقي الدفاع عن حرمة الوطن ومحاولة استنباط حلول عاجلة للمشاكل والإشكاليات التي يمكن أن تهدد أمنه واستقراره وتقدمه.

ولسنا رامين من خلال هذه الأسطر إلا لمحاولة المساهمة في إيجاد حل لقضية باتت ملامح نهايتها تتشكل، لكونها تعنينا كشباب بالدور الأول أكثر من أي كان.

(المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي (أسبوعية- تونس) العدد 148 بتاريخ 30 جويلية 2010)


دعوة لاجتماع بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد


في ظل تراخي المكتب التنفيذي الجهوي عن القيام بواجبه لحماية منخرطيه و هياكله النّقابية من الاستهداف بعد تعرّض النقابي المناضل زهير فاضل النائب الأوّل للنيابة النقابية للملكية العقارية بسيدي بوزيد لشتى أنواع التضييق من إحالات متكرّرة على مجالس التأديب انتهت بنقلة تعسفيّة من سيدي بوزيد إلى نابل على خلفيّة تأسيسه لنيابة نقابية بمؤسّسته المذكورة و أمام صمت تعوّدناه من المكتب التنفيذي الجهوي إلا في ما تعلّق بإفشال الاعتصامات و صدّ النقابيين عن الوقوف في صفّ العمل النقابي المناضل(ما بدر من كاتبه العامّ من وعود كاذبة و خيانات لنضالات الشغيلة) ، ندعو النقابيين الأحرار في سيدي بوزيد إلى الاجتماع يوم الاربعاء 4 أوت 2010 بدار الاتحاد الجهوي للشغل على الساعة التاسعة صباحا للنظر في الأشكال النّضالية الممكنة لمساندة العمل النقابي في الجهة و إرجاع النقابي زهير فاضل إلى سالف خطّته في الإدارة الجهوية للملكية العقارية بسيدي بوزيد. دامت نضالات العمّال بالفكر و السّاعد لحماية العمل النقابي المناضل من كلّ أشكال الهرسلة و التضييق


رغم أنهم الأكثر عرضة لحوادث الشغل عشرون بالمائة من عمال الحضائر بلا تغطية اجتماعية… والرقابة غائبة


تبلغ نسبة الاقتطاع لحوادث الشغل والأمراض المهنية في قطاع البناء والأشغال العامة 4 بالمائة من قيمة الأجر الخام، وتعد من أرفع الاقتطاعات المهنية، غير أن نسبة هامة من العمال في حضائر البناء الصغيرة ( أشغال تصليح أو تعديل في الشكل أو أشغال بناء المنازل) لا ينتفعون بهذه التغطية الاجتماعية، رغم أنهم الأكثر عرضة لحوادث الشغل والأمراض المهنية وبالتالي لا يخضعون لأي مراقبة، ولا يعملون ضمن شروط السلامة المهنية. وفقا للسيد يونس غجاتي مستشار في التصرف في الموارد البشرية لدى المؤسسات يعود غياب العمل بالتغطية الاجتماعية في أشغال البناء والحضائر ذات الحجم الصغيرة الى محدودية الوعي بأهمية التغطية في صفوف العمال الذين يفضلون الترفيع في الأجر على الاقتطاع منه لفائدة إحدى الصناديق الاجتماعية، الى جانب أهمية نسب العاملين في القطاع وفقا لقانون السوق السوداء ويمثلون 20 بالمائة وهي نسبة تكسب المشروعية لقانون التشغيل على حساب قانون الشغل فوضع حد للعمل غير القانوني يفضي حتما الى تراجع في نسب التشغيل. ويضيف أن أغلب العاملين في الحضائر الصغيرة لهم ثقافة قانونية تشغيلية منقوصة وتربطه برئيسهم في العمل علاقات اجتماعية قوية تمنعهم من المطالبة بحقوقهم. كما أن عدم الاستقرار في حظيرة بناء واحدة تكون عند العامل فكرة عدم قدرته على التمتع بحقوقه المهنية، في حين أن لكل عامل الحق في التغطية الاجتماعية حتى ولو مارس عمله لمدة يوم واحد. غياب المراقبة يعمل السيد منجي كعامل صنف أول في قطاع البناء منذ15 عاما ليس له تغطية اجتماعية وطيلة مشواره المهني لم يخضع لأي نوع من المراقبة أو الارشاد من طرف متفقدي الشغل. أما السيد محمد حسني رئيس حظيرة بخبرة تتجاوز الـ35 سنة فيرى أن مسألة التغطية الاجتماعية تعتمد في شركات المقاولات الكبرى فقط. أما بالنسبة للحظائر الصغرى التي تخضع لمنظومة «الوفقة» فأصحابها يسعون الى تحقيق الربح الأقصى ومنافسة بقية المقاولين لذلك يضغطون على الكلفة بإسقاط قيمة التغطية الاجتماعية…وفي حالة وقوع حادث شغل يتم الاعلام عن العامل المصاب وكأنه التحق حديثا بموقع العمل. ويشير السيد المولدي الجندوبي من اتحاد الشغل أن التغطية الاجتماعية حق من حقوق الانسان الرئيسية مثلها مثل المواطنة وعلى السلطات المعنية أن تتناولها بالطرح عند انطلاقها في معالجة أنظمة الصناديق الاجتماعية خاصة أن المسألة تهم فئة كبير من المهنيين. بالنسبة لأحد متفقدى الشغل فإن التقصير في مراقبة قطاع البناء والأشغال العامة أمر يصعب تجاوزه، فلا يمكن لمتفقد الشغل اكتشاف المخالفة ان لم يبادر عامل البناء بالابلاغ عنها. كما أنه من المستحيل زيارة « الشوانط» الصغيرة أولا لكثرتها وثانيا لأنها «خفية». مبادرة شخصية يرى السيد يونس غجاتي أن المبادر الشخصية من طرف كل العاملين في مجال البناء والأشغال العامة لضمان التغطية الاجتماعية أمر ملح جدا وهو السبيل الوحيد الذي سيمكن من تحقيق نسبة تغطية اجتماعية عالية (توصيات رئاسية بتحقيق نسبة تغطية بـ98 بالمئة سنة 2014). وأضاف أن الترفيع من مستوى الوعي للعمال يكون من دور الهياكل المختصة مثل طب الشغل ومنظمة الأعراف واتحاد الشغل وتفقديات الشغل.. وذلك عن طريق تخصيص لجان توعوية تقدم النصح والارشاد للناشطين في قطاع البناء والأشغال العامة.

ريم سوودي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 31 جويلة 2010)


قراءة في بعض الظواهر السلوكية في تونس


ابراهيم بالكيلاني ( النرويج )   من الملاحظ أن صحيفة الصباح تحتل موقعا مهما في الصحافة التونسية في هذه المرحلة إذ ترى أغلب المواقع  المهتمة بالشأن التونسي تنقل منها التحاليل و المقالات و تحيل إليها . و ازدادت شعبيتها بانفتاحها على وجوه فكرية عديدة و متنوعة المشارب الفكرية : ( احميدة النيفر ، بحري العرفاوي ، كمال عمران ،محمد الكيلاني ، محمد مواعدة ، ألفة يوسف ، محمد علي القليبي ..) و متعددة الانتماء القطري ( عبدالحميد الأنصاري .. ) و هذا يشير إلى  أن مالك و إدارة و صحفيي الصحيفة  يخطون مسيرة اعلامية جديدة و هي  بلا شك مكسب للوطن  قبل أن تكون مكسبا للأشخاص  ، يجب أن تحظى بالتقدير  و الدعم .

تتناول الصباح العديد من الظواهر  الاجتماعية  التي تستدعي الجميع للنظر فيها و المساهمة بتقديم المقاربات . و كان من أبرز الظواهر التي تناولتها الصباح أخيرا : التسرب الدراسي ، الاغتصاب ، التفكك العائلي ، التشوه الاخلاقي ، الشراهة الاستهلاكية .. و هي ظواهر مستشرية في العديد من المجتمعات العربية و الاسلامية ، و هي أيضا نتيجة لتحولات عميقة في العالم كما في المجتمع التونسي . كما أن  معظمها أصبحت شائكة و عامة ، و لم ينج  منها مجتمع في الغرب أو الشرق . إلا أن حدة المشكلة و أثارها تتباين بين مجتمع أو آخر ارتباطا بسلم القيم السائد في المجتمع .

فظاهرة الاغتصاب مثلا حدتها و أثرها النفسي و الاجتماعي على الفرد و العائلة و الجماعة أبلغ في المجتمعات العربية و الاسلامية منها في المجتمعات السائد فيها سلم قيم وضعي و مادي . مع أن التبعات القانونية و قدر من الأثار النفسية على الضحية مماثلة . لذلك فالمعالجة تتباين بينهما ، مع أن نقطة البدء واحدة ألا وهي ترسيخ قيمة الاحترام و تقدير  و حرمة الذات  و أن الحرية تقف عند حدود حرية الآخر .

و نتناول في هذا الجزء الحديث عن ظاهرة الاغتصاب في المجتمع التونسي  التي لابد من الاسراع في تقديم المقاربات لمواجهتها التي بدأت في التوسع  و مما جاء في تحقيق منية العرفاوي في عدد الصباح يوم 12 جويلية 2010  و  » حسب إحصائيات رسمية صادرة عن وزارة العدل وحقوق الإنسان، فان عدد قضايا الاغتصاب المنشورة بالمحاكم فاق المائة بالنسبة للسنة القضائية 2008 ـ 2009 وبعملية حسابية نستنتج أن المعدّل الوطني لحالات الاغتصاب التي ألقي القبض على فاعليها وأحيلوا على العدالة هو حالة اغتصاب كل ثلاثة أيام تقريبا وهو عدد مفزع يدعو لدقّ ناقوس الخطر والبحث في الأسباب الاجتماعية والنفسية التي تدفع الجاني للتجرّد من كل صفات الإنسانية لينتهك قسوة دم حرمة جسد آخر ويعبث فيه تدميرا ماديا ومعنويا… » و قد أشار الدكتور محمد دمّق إلى مجموعة من الأثار النفسية للضحية و ملامح المعتدي . و هي اشارات مهمة لابد من أخذها بعين الاعتبار عند تناول هذه الظاهرة و معالجة أثارها و مواجهتها . أما عندما انتقل التحقيق إلى عملية التوقي فقد اختصرها في :

ـ تجنّب مخالطة أصحاب السوء والحذر في التعامل مع الغرباء واجتناب السهر إلى أوقات متأخرة ليلا خاصّة في غياب رفيق أمين. ـ تجنّب الملابس المثيرة التي قد تحرّك غرائز البعض ويجعلك مستهدفة. ـ الابتعاد عن الأماكن المقفرة والخالية. أقدر بأنه ليس مطلوب من التحقيق الصحفي تقديم الاجابات الشافية ، و أن دوره  هو  ابراز الظاهرة و حث المختصين و جهة الاشراف على ضرورة تسليط النظر حولها و تقديم المعالجات المناسبة . و من حيث انتهى التحقيق يجب أن نبدأ و لكن قبل ذلك يجب البحث في الأسباب مع التأكيد على  أن مثل هذه الاشكاليات تحتاج إلى فرق عمل متعدد التتخصصات لتقديم تحليل موضوعي و علمي قدر الاستطاعة كشرط أولي للنظر في المعالجات.

في الأسباب : هناك أسباب عميقة و أخرى سطحية . و نعني بالعميقة تلك التي تكمن وراءها صياغة أنماط السلوك و تحدد اتجاهاتها ، أما السطحية فهي التي تتعلق بميولات الأفراد و المتغيرات التالية بعد أن تشكلت الشخصية . و بما أن  المقام لا يسمح بمثل هذا التدقيق سنجمل الحديث في الأسباب المتعلقة بالتغيير الذي حدث في المنظومة التربوية على أمل التفصيل و التدقيق  في فرصة قادمة . و الهدف هو  التقويم الموضوعي و البناء على نتائجه لاحقا :

1. القيم و المرجعيات : بهدف تعزيز ثقافة الحوار و التعايش و التفاهم ، ساد منظور يتأسس على مراجعة هامش الخصوصية في مرجعية القيم بل بلغ أحيانا حد التذويب ، تحت حجة ملائمة حقوق الانسان و مبادئها الكونية كقيم مشتركة . و غفل هذا المنظور عن أن  » المرجعية و الخصوصيات الحضارية لكل أمة و مجتمع تجد نفسها حاضرة بقوة في تحديد مفهوم القيمة و ليس في القيمة ذاتها، فالحرية قيمة كونية بلا خلاف لكنها تتناول في الخطاب بمفاهيم مختلفة  » فيصبح تناول المخدرات  و بناء علاقات جنسية خارج اطار الزواج  » حقا من حقوق الانسان باعتبار حرية التصرف في الجسد في عرف من يتناولها، و هي جرم في حق النفس و المجتمع في عرف من يرى فيها ضررا على النسيج الصحي و الاجتماعي ، و يصبح انتقاد المقدس في وسائل الاعلام مباحا في إطار حرية التعبير و جرما في رأي من يرى أن الإعلام مسؤولية ينبغي أن تحترم القارئ و مبادئ المجتمع..  » ( الصمدي ، خالد : القيم الاسلامية في المنظومة التربوية ، ايسسكو ، 2008 ، ص 14 )  . و للأسف الشديد سمحت ظروف موضوعية ما بسيادة هذا الخطاب و المنظور و تسللوا به و حُجّر على الرأي المقابل حتى بلغ السيل الزُّبى و تأتي الاحصائيات  » في دراسة رسمية صادرة سنة 2007 عن الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري(هيكل حكومي) أن 80 بالمائة من الشبان و68 بالمائة من الفتيات في تونس يمارسون الجنس دون زواج، فيما أفادت دراسة أخرى أن فتاة واحدة من بين كل عشر فتيات تونسيات لا تعارض إقامة علاقة جنسية قبل الزواج مقابل أربعة من بين كل عشرة شبان  » http://dp-news.com/pages/detail.aspx?l=1&articleId=47521 أما في المجال المعرفي فيكفي الاطلاع على صيحة الفزع الذي أطلقها الدكتو أنس الشابي في كتابه  » أهل التخليط  » ( اصدار دار نقوش عربية )  و أيضا الدكتور محمد الطالبي  » ليطمئن قلبي – الجزء الأول : قضية الايمان  » من اصدارات سراس للنشر 2007 . 2. انفصال التعليم عن التربية :  من نقائص المنظومة التربوية في المنطقة العربية هو نزوعها المتزايد للفصل بين التعليم و التربية و كما يؤكد الدكتور عبدالعزيز التويجري  » فالمتعلم اليوم محتاج أكثر من أي وقت مضى – إضافة إلى المعارف و المهارات – إلى منظومة قيم تمكنه من من استيعاب ثقافته و حضارته و تىنفتاح الواع على الثقافات و الحضارات الأخرى ، كما أنه محتاج إلى معايير يزن بها ما يفد عليه من مبادئ و سلوكات و أفكار  » . 3. الفهم الحداثوي للإسلام  : أو ما يسميه الدكتور الطالبي ( الانسلاخسلامية ). و يشير أنس الشابي إلى أن هذه المدرسة في تونس تعمل على  » إثارة الشبهات والتشكيك في دلالات الألفاظ واجتزاء الأحكام من سياقاتها والاستناد إلى الشاذّ من المرويّات وهو الأمر الذي نلحظه بجلاء في عدد من الكتب التي أعدّت في منوبة كأطاريح جامعية في قسم الحضارة الإسلامية واستهدفت جميعها تخريب تراثنا الفكري والثقافي من الداخل تحت ستار الحداثة والتنوير وذلك باعتماد الشاذ والأسطوري والعجائبى والخرافي  » http://pulpit.alwatanvoice.com/content-165255.html و يمكن اجمال  الفهم الحداثوي للإسلام كما جاء في كتاب الطالبي في : 1)  الاسلام هوية تاريخية ( ارث تاريخي ) مفروضة . 2) سلخ القداسة عن القرأن  و التعامل معه كنص أدبي بشري . 3) تعددية الاسلام . 4) الوحي حالة سيكولوجية لاشعورية . 5) الفصل بين المعتقدات و السلوك . نظن بأن مثل هذا الفهم للإسلام  يساهم  في شيوع الفوضى الأخلاقية و الرمي بالقيم جانبا بل ترذيلها و التحرر منها كليا. لتأتي بنتائج كارثية على المجتمع . و قد ساهمت الأسباب المذكورة في احداث تشوهات في الرؤية و المنهج و المفاهيم و الخطاب و العقلية فضلا عن التشوهات السلوكية . و في تقديم  العلاج نؤكد هنا على ما أكد عليه د.عبدالحميد أبو سليمان هو أهمية إدارك خصائص منظومة الذات العقدية و الفكرية . مع ضرورة التنبه إلى تجاوز خطأ التقليد و المحاكاة  » تقليد و محاكاة ، إما باتجاه التاريخ ، مع خطاب مشحون بالرموز العاطفية ، أو باتجاه تقليد الأجنبي الغالب و محاكاته من خلال خطاب مشحون بالوعود و الآمال الغائمة  » ( أبو سليمان ، عبدالحميد : أزمة الإرادة و الوجدان المسلم . دمشق : دار الفكر ، 2004 ، ، ص 31 ) . و مما يجب التأكيد عليه  في المجال التعليمي التربوي و التداعي إلى انجازه : ·      التدقيق في المرجعية التربوية بين ما هو خصوصية و كونية ، و التأكيد على أهمية دور الخصوصية الحضارية في تحديد مفاهيم  منظومة القيم  . ·      تحديد مصفوفة القيم المركزية و الفرعية و مؤشراتها الدالة ( حسب المراحل العمرية ). ·      ادماج القيم و الأخلاق في المناهج التعليمية و تحويلها إلى ممارسة صفية ( داخل الصفوف التعليمية ) . ·      القدوة العملية في المحاضن التربوية . ·      التركيز على الدور الأسري التربوي و ترقيته و ترشيده . ·      التكامل بين دور المجتمع و الدولة في ترسيخ المجال القيمي و الاهتمام بالمسألة التربوية .


الاسلام والحداثة .. وما بعدها ( 8 )


عبدالباقي خليفة يؤكد الكثير من الغربيين على أن نفي الله من حياة البشر هو مصدر أزمة الحداثة ، فنفي الله لا يجعل الانسان أكثر وعيا لكرامته ، بل يجعله حيوانا بدون عقل ، إذ أن العقل الذي لا يقود للايمان ، عقل معتل ، لأنه ينكر كبرى الحقائق الكونية . وأزمة الحداثة ، لا ترتبط بتشديدها على مركزية الانسان وعلى مشاكله واهتماماته ( فهناك شرائع ونظريات فعلت ذلك ) بقدرما تتصل بالايديولوجيا الحداثوية المتمحورة حول الانسان الاله . إن الفصل الخاطئ بين الايمان بالله والتطور والتحديث لم يؤد إلى خلق تناقض وعدم انسجام بين المبادئ  الانسانية العليا التي يتبجح بها ، والمصالح الاقتصادية وغيرها التي تحد سلوك الحداثويين فحسب ، بل إلى الشعور بعدم الأمان على المستوى الفردي والجمعي والدولي ، وإلى زيادة مخاطر الحروب ، والصراعات ، وتكريس التخلف في دول الجنوب . أي عكس ما يروج له تماما . إن الوصف الذي أطلق على الحداثوية بأنها أشبه بقبر جميل المنظر تحيط به الحدائق وفي داخله جثة نتنة ، يعد أفضل تعبيرعن حال الحداثوية المؤلهة للانسان والنافية للخلق والرافضة لسلطان الله . المشكلة التي تعاني منها بعض النخب ، تتمثل في اعتبار رد فعلها على الحداثوية ، هو الصدى الوحيد في مجتمعنا ، فثورة الاتصالات والمعلوماتية والانجازات العلمية ، لم تؤد إلى صدمة عامة كما يصور ذلك البعض ، وإنما حصلت الصدمة لدى من استجاب لها تحت تأثير الصدمة ذاتها . ولذلك نجد الكثيرين ممن استفاقوا من الصدمة ، ونظروا لتلك الانجازات بموضوعية بعيدا عن تأثير الصدمة التي جننت البعض . واليوم لم يعد المسلم في الغرب يخجل من انتمائه العقدي والوطني ، كما كان السابقون ، بل يؤكد على أن الاسلام هو الحل الوحيد ، كما كتب في ذلك غارودي وآخرون . وإذا كان هناك من المسلمين في الغرب من لا يزال تحت تأثير الصدمة ، فليس بسبب زيارته للغرب وإقامته في البلدان الغربية ، بل جاء للغرب مصدوما وظل كذلك .كتلك التونسية التي عرض عليها زوجها المسلم الفرنسي الأصل لبس الحجاب فوصمته بالتخلف !!! الحداثوية هي الطوطم المعاصرالذي يعبده البعض ، ويدعو له ويعطيه مفاهيم طلاسمية ، كمفهوم الحداثوية . فعندما انصرفت الجماهير عن الشيوعية ، وصفت ب  » البقرية  » والحداثويين يتحدثون اليوم عن  » الوعي بالحداثة  » ويعنون وعيهم هم ، وفهمهم هم ، وتقويمهم هم ، فهم فقط من وجهة نظرهم من يحملون ( الوعي الصحيح )  وما عداه  ( لا يتمثل الحداثة ) وهذا ( الوعي ) يتمثل في إدانة التراث ، بل الدين وكل الأنماط الاجتماعية والاقتصادية والمفاهيمية المتمخضة عنه . ولكنهم بدل  » إدانة  » يتحدثون عن نقد ومساءلة ، وحتى هذا النوع من النقد لا يخلو من اطلاقات ، أما المساءلة فهي محاكمة بدون حق الدفاع ، في كنف الحرية للجميع . أما كون الحداثوية هي الطوطم المعاصر الذي يعبده البعض ، فلأنها تحظى بالتقديس والتبجيل وقمع المخالفين بشتى الوسائل ، ولا يقبل الحداثويون أي نقد موجه لها ، فهي البقرة المقدسة التي تكمم الأفواه ، وتصادر الحريات ، وتهجر الشباب ، وتزهق الأرواح في سبيلها . فكل ما تم بايحائها انجازات ومكاسب مقدسة ، لا يمكن العودة عنها ، وبقاءها يستوجب استخدام كل الأسلحة . أي أصبحت صنما يمنع النيل منه ، كأصنام قوم ابراهيم عليه السلام ، وبالتالي فإن مهمة أبو الأنبياء لم تنته بعد . لقد سبق الحديث عن تصور الحداثويين للتغيير ، واختلافهم حول الطبيعة السلمية والعنفية لذلك التغيير الذي ينشدونه ، ولكن النتيجة النهائية التي يلخص إليها المتابع تؤكد بأنهم ليس لهم ثقة في النجاح ، ويحاولون بكل الطرق إخلاء الساحة من المخالفين لتصبح الحداثوية ابنة البيئة الاسلامية التي يراد زرعها فيها ، وليست هجينة أو طارئة عليها . ولأن الثورة الفرنسية هي النموذج المتطرف للحداثويين العرب ، فإنهم لا يتورعون عن الحديث عن الأثمان الباهضة التي يجب دفعها ومنها الأثمان الدموية . وعندما يتحدث هؤلاء الدمويين عن الدم فلا يعنون دمهم هم كما فعل الثوار في فرنسا وغيرها ، وإنما دماء مخالفيهم ، ووضعهم في المجتمع وطريقتهم في الوصول إلى ما يهرفون به معروفة للجميع . وقد ذكرنا في حلقات سابقة أن الحداثويين يبحثون لهم عن جذور تاريخية ومعاصرة في مسعى لجعل الحداثوية ابنة ( بيئتها ؟!!! ) فوجدوا في سكرات الحلاج وأبو حيان التوحيدي ضالتهم ( كما وجد اليساريون في التراث من زعموا أنهم اشتراكيون بدافع الشبهة ! ) وأضافوا إليهم آخرون من بينهم طه حسين بكونه أحد رموز الحداثة في القرن العشرين ، وقاسم أمين والطاهر الحداد ولطفي السيد وعلي عبدالرازق وغيرهم ، رغم أن هؤلاء لم يقل أي منهم بما تعنيه الحداثوية بالمصطلح الذي تنتسب إليه . ولكن غلاة الحداثويين اليعاقبة ( اليعاقبة أو اليعقوبيين فصيل دموي من قادة الثورة الفرنسية ) يستدركون على آبائهم ويعتبرون أن محاولاتهم ، أفضت إلى انتاج حداثة خاصة بها عبر تأويل تقليدي راسخ ، وأعادت انتاج الماضي بلبوس حداثوي شعاراتي أجوف . يدرك الحداثيون المأزق الذي هم فيه ، ولذلك يقعون في الارباك الذي وجد  » لينين  » نفسه فيه سنة 1919 م أي بعد عامين على الثورة البلشفية في روسيا ، حيث برر تراجعه القهقرى بتلك المقولة المخادعة  » خطوتان إلى الأمام وخطوة إلى الوراء  » ويدعو الحداثيون لهذا الأسلوب العقيم تبريرا للخيبة وتأكيدا للفشل . فهم يعرفون أن التعامل مع الحداثة كما لو كانت يوتوبيا الخلاص تكون مآلاتها الخسران ، والدخول تحت جناح الأنظمة الحاكمة يجعلهم وسيلة في يدها كمعايير في الميزان السلطوي تحدد هي الحجم والوزن . ولكن التجربة تؤكد أنها لم تجعلهم رمانات ميزانها الخاص فحسب ، بل مواد للبيع والشراء أيضا . وأدوات تستخدمها ما تريد ، وتستغني عنها متى تريد ، وتأخذ منها وتترك ما تريد أيضا . فلا يمكن لسلطة تريد الحفاظ على كرسي الحكم سوى أن تفعل ذلك ، وليس كل ما يرغب فيه الحداثيون . لا يأخذ الحداثويون من المدرسة الحداثوية الغربية المتطرفة مفاهيمها للحداثوية فقط ، بل مصطلحاتها أيضا، ليدرك القارئ مستوى التقليد القردي ، فمصطلح  » المجتمع البطرياركي  » على سبيل المثال لا يمت لتاريخنا بصلة حيث غلبت المصطحات الاسلامية الثقافية على أشكال التعبير الثقافي في بنيتنا الحضارية منذ أكثر من 1400 عام . ويستخدم هذا المصطلح لتفكيك الأشكال الثقافية والاجتماعية الراسخة كقيمة الأب وموقعه في الأسرة . بل يعطون لتلك القيمة أبعادا سلبية باعتباره رمزا للاستبداد من خلال ربط السلطة الابوية بالوضع السياسي المشابه في نظرهم . أو جعله جزءا من المنظومة الاجتماعية التي تعلي من شأن القبيلة في بعض الأجزاء من البلاد الاسلامية . ويرون في الأسرة ومن ثم القبيلة عقبات في وجه تكريس الحداثوية والتمرد على الدين والاسرة والمجتمع باسم كاذب ومخادع وهو  » استقلالية العقل  » وهو في الحقيقة ، الاستفراد بالفرد وبالتالي السيطرة عليه بالديماجوجية الحداثوية القاتلة . وفي الوقت الذي نجدهم فيه أحد أكبر أركان النظام الاستبدادي وركائز السلطة المستبدة في الكثير من الأقطار التي ترى أنها الأكثر حداثوية ، يحملون في نفس الوقت الأشكال الثقافية السائدة المسؤولية عن الديكتاتورية التي يعتبرون أهم وسائلها لتبرير بقائها ، وهي بتعبير الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة  » اللحاق بركب الدول المتقدمة  » وبالتالي فإن الحداثوية هي أفيون الأنظمة للسيطرة على الشعوب وتبرير الاستبداد والديكتاتورية . ومن لوازم الديكور الحداثوي التسلطي وطبائعه ، الحديث عن أن ، الديمقراطية تستوجب ايجاد مجتمع حداثوي عبر التحول ثقافي حداثوي ، وهكذا ومن خلال الحداثوية يعيد الاستبداد انتاج نفسه ، ويجد مبرر لبقائه ، وهو الوصول إلى اختراع المجتمع الحداثوي . لقد عمقت الحداثوية في البلاد الاسلامية النزعات الانفصالية على أساس طائفي وقومي ومذهبي بدل تعميق مفهوم المواطنة كما حدث في الغرب ، مما يؤكد على أن ما هو صالح في الغرب ليس بالضرورة البلسم الشافي في بلاد المسلمين . فقد عاشت الأديان والمذاهب والطوائف جنبا إلى جنب وتعايشت في سلام على مدى 1400 عام ، ولم تظهر النعرات المختلفة إلا بعد تعرض بلداننا للغزو من قبل الحداثوية الغربية ، وظهور حداثويات نسخة غير أصلية ولا أصيلة في محيطنا العام . وساهم ذلك في زيادة حدة التدخل الأجنبي في شؤون أقطارنا المختلفة . يتبع بعون الله ….  


تونس و فلسطين  .. قصة عاطفة و عقل


بقلم:د.أحمد القديدي*

كلما جد جديد في الملف الفلسطيني مثلما هو الحال هذا الصيف حول المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة مع الدولة العبرية أجد نفسي مضطرا – كمواطن عربي – إلى إستعادة شريط من الملحمة الفلسطينية و أطوارها من منظور تونسي بسبب المواعيد التاريخية التي ربطت بين فلسطين و تونس في منعرجات حضارية عديدة، مؤمنا بأن الدبلوماسية التونسية الراهنة بإتجاه محيطنا العربي و بإرادة القيادة التونسية تعتمد أساسا على خدمة قضيتنا الأم بما يتاح لتونس بفضل موقعها  من إمكانات إقليمية و قدرات ذات بعد أوروبي. فقد واصلت السياسة العربية التونسية في عهد الرئيس زين العابدين بن علي و بأوفر حظوظ التوفيق نفس التوجهات التونسية الحكيمة و الملتزمة التي جمعت بين العاطفة القومية الطبيعية و المشروعة و بين إستعمال أداة العقل التي تمنع التخبط العشوائي و ضلال الأوهام.  وهذه السياسة التونسية مع قضيتنا الفلسطينية بدأت عام 1948 حين تطوع ألاف من شبابنا التونسي و طلاب جامعة الزيتونة للمشاركة في حرب أطلق عليها في ذلك الزمن نعت حرب فلسطين، بعد أن شرعت القوى الإمبريالية و الإستعمارية في هندسة و تنفيذ ما نسميه النكبة أي إحتلال فلسطين. فقد أستشهد عدد من شباب تونس في القدس و حيفا و نابلس ثم كان ما كان من بداية الهجرة الكارثية و ممارسة التطهير العرقي دون أن نسميه بإسمه الحقيقي. و قاد الرئيس الراحل عبد الناصر وحده بقية الأزمة إلى أن ضاعت كل فلسطين في حرب الأيام الستة (يونيه /جوان 1967) و التي نعتها الزعيم التونسي بورقيبة أمامي وأمام عدد من الشهود بحرب الساعات الستة، و نترك للمؤرخين النزهاء مهمة تصنيف تلك الحرب- الزلزال كحد فاصل بين غياب الوعي العربي و عودته. و لكن تونس كانت على موعد قبل تلك الحرب مع القضية الفلسطينية و بالتحديد يوم 11 مارس 1965 حين أعلن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في مخيمات أريحا أمام الفلسطينيين بأن الطريق نحو التحرير يجب أن تعتمد على العقل و إستراتيجية حكيمة وذكية تعترف بالقانون الدولي لجلب تعاطف الرأي العام الدولي و وضع « إسرائيل » في موضع الرافض لذلك القانون، لكن بشرط تمسك الفلسطينين أنفسهم أصحاب الحق و أمناء القضية بالغاية و تقبل سياسة المراحل، و قدم الزعيم التونسي أنذاك لإخواننا في فلسطين نموذج الكفاح التونسي ضد الإستعمار الفرنسي الذي راوح بين التكتيك السياسي و بين حرب العصابات فيما كنا نسميه بالجبهة المسلحة وهذا النموذج  كما قال بورقيبة في مخيم أريحا أثبت نجاعته و بلغ بالشعب التونسي مرفأ الإستقلال – المنقوص عام 1956 والكامل عام 1964 بإستكمال الجلاء الزراعي-  و كان بورقيبة في تلك المقاربة يستلهم من تجارب تحرير تونس و المغرب العربي و التي أوصلت جيله إلى تحقيق الهدف المنشود. و أراد من منطلق المسؤولية القومية أن يجنب العرب ما وقعوا فيه بعد ذلك من حروب غير مدروسة و مواقف تورطهم و ضياع للأرض الفلسطينية التي كان الزعيم يخشى أن تؤول إلى ما آلت إليه الأندلس. و يعرف أبناء جيلي من العرب ما نال الزعيم التونسي من الشتائم و التهم التي غالبا ما ندم عنها مكيلوها عندما إستيقظوا على حقائق العجز العربي و لكن حين لم يعد ينفع الندم ! و جاءت أزمة 1982 حين إجتاح  الجيش الإسرائيلي لبنان بغرض القضاء النهائي على ما بقي من قوى المقاومة الفلسطينية التي وجدت نفسها محاصرة في بيروت دون غطاء. وهنا تحركت نفس الدبلوماسية التونسية لإنقاذ الأصل أي ضمان خروج ياسر عرفات و رفاقه من أتون بيروت و فخها الرهيب الذي لم يكن ممكنا دون سوء تقدير فلسطيني و تواطئ أطراف عربية و أوروبية وأمريكية تلاقت مصالحها في ذلك الحين. و تحمس بورقيبة لإستضافة منظمة التحرير ومناضليها مع إستضافة جامعة الدول العربية بعد إتفاقية مخيم داوود. أردت في حرارة هذا الصيف أن أثير من خلال التعاطي التونسي مع الملف الفلسطيني إشكالية أعمق و أبعد أثرا وهي فقدان النخب العربية لفضيلة المزج بين العاطفة و العقل في مواجهة الأزمات و فرض المصالح و غزو المستقبل. *رئيس الأكاديمية الأوروبية للعلاقات الدولية بباريس

(المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي (أسبوعية- تونس) العدد 148 بتاريخ 30 جويلية 2010)


في تعاظم الأنظمة وانكسار المجتمعات


الأستاذ الهادي المثلوثي نظريا، لا يوجد شعب على وجه الأرض دون عقد اجتماعي وسياسي ينظم حياة المجموعة البشرية المعنية ويحدد هويتها الثقافية وسيادتها الوطنية. وهذا العقد الاجتماعي السياسي يتعزز عمليا ودوريا بمستوى تطور المنظومة الثقافية والفكرية وكلما تطور يعمل بدوره على صقل تلك المنظومة المشار إليها حيث توجد علاقة جدلية حيوية بينهما. والأنظمة التي تدير شؤون المجتمع والحاكمة بمقتضى ذلك العقد الاجتماعي السياسي تسعى بدورها إلى ترقية العلاقات الاجتماعية والمعاملات التبادلية وتنظيمها بما يحقق المصالح المشتركة ويوفر الأمن والرفاهة للجميع. فكلما كانت الأنظمة الحاكمة وفيّة للعقد الاجتماعي السياسي وللمنظومة الثقافية والفكرية كانت أكثر فاعلية وانسجاما مع إرادة المجتمع. فمن المفترض أن تستجيب تلك الأنظمة الحاكمة لخيارات وحاجيات المجتمع وبذلك تقترب الأنظمة الحاكمة من مفهوم النظام الشعبي أو الجمهوري. ومن المفترض أيضا أن تتسم صيغ الحكم تلك بالتجدد بحكم تغير الأجيال وتطورها الثقافي والفكري والاجتماعي والاقتصادي تبعا للدوافع الداخلية والتأثيرات الوافدة نتيجة العلاقات والمبادلات القائمة بين المجتمعات البشرية. وهذا شأن الحياة ونواميسها. وبالانتقال من الفكرة النظرية إلى الحالة المنظورة والموصوفة من خلال اختبار الواقع وفحص تطور المجتمعات عمليا، نجد مجتمعات تتطور بنسق سريع ومجتمعات بطيئة التطور وأخرى منقادة بالتبعية والتأثر بما يفقدها نسقية التطور وانسجامه مع عقدها الاجتماعي السياسي ومنظومتها الثقافية الأصيلة. وهذه يمكن وصفها بالمجتمعات الرهينة. وهذا الوصف ينطبق تماما على المجتمعات العربية دون استثناء. ولكن لماذا هذا الارتهان وما هي أسبابه؟ عمليا تقع المجتمعات العربية في خانة الصنف الأخير من المجتمعات. فهي أقل تطورا وأبطأ تجديدا وأقل إنتاجا وإبداعا من غيرها. وبحكم الانقياد والتقليد والتأثر المفروض نجدها أولا خاضعة للتطور الشكلي ومحكومة بجمود أو ركود المضمون. وثانيا نجدها تعيش على الشعارات والوعود والآمال وعلى ترداد أمجاد الماضي والسلف الصالح. وهذا ارتهان إما للتقليد الوافد أو للماضي مما يعرقل أو يقتل نزعة التطلع نحو للمستقبل.  إن الانشداد للخلف أقوى من الانجذاب نحو استشراف الطريق وفتح الآفاق بحثا عن أسباب التطور والتقدم. ولكن لماذا هذا الارتداد؟. أوفى جواب أن الحاضر لم يوفر لها الأرضية الدافعة لكسر الجمود الثقافي والفكري لامتلاك القدرة على تجديد العقد الاجتماعي والانخراط الحر في الابتكار والإبداع والنهضة الحقيقية والشاملة التي من شأنها تحقيق ما هو أفضل من إنجازات الماضي. وهذا يعني أن حاضرنا أسوأ من ماضينا وهو في أشد انكساراته وأن الآفاق أمامنا مسدودة. والحقيقة عندما يخيّم الفشل ويضرب عميقا في شرايين المجتمع وتصبح أسبابه حالة قائمة ودائمة، تلجأ الذاكرة الفردية والجماعية إلى المشرق في ماضيها لتستنير وتستعين به على تخفيف ظلمة الحاضر وضبابية المستقبل وغموضه. ولكن من المسؤول عن انطفاء شعلة الحاضر واختفاء معالم الطريق نحو النجاة من التيه في دواميس ودهاليز المحن العربية الراهنة؟.  جوابا على هذا السؤال نحمّل المسؤولية على النخبة الفكرية والثقافية بدرجة ثالثة لتكون النخبة السياسية المعارضة بدرجة ثانية وهكذا تكون الأنظمة القائدة المسؤول الأول بكل تفرد واحتكار. والمشكلة تكمن في طبيعة هذه الأنظمة ومنهجها القيادي. في الحقيقة، يقود مجتمعاتنا أنظمة سلطوية تسلطية علما وأن السياسة هي مجمع عوامل وأسباب نجاح أو فشل تقدم المجتمعات. وهذا يعني بكل تأكيد أن علة التخلف ومعضلة العجز تكمن في غياب عقد سياسي سليم ينظم الحياة السياسية ويفرز النظام السياسي المشروع والفاعل. ما نحن عليه أن الأنظمة الحاكمة قد فرضت نفسها من خارج العقد الاجتماعي لتكون فوق الجميع كسلطة متسلطة بلا عقد سياسي نابع من إرادة المجتمع ليمثل خياراته وتطلعاته المختلفة. وعليه يحق القول أنه ليس لدينا أنظمة سياسية حقا بل سلطات حاكمة لترويض المجتمعات وفرض الطاعة والأمن وحماية العروش ومصالحها، دونما احترام أو اعتبار لسيادة وإرادة وحرية الشعب السياسية خصوصا. والمعادلة الواردة في هذا السياق أن الحكم يقوم على تجريد المجتمعات من الممارسة السياسية وعلى فرض قدسية الحاكم وتقديس أحكامه. وطالما هو كذلك بقوة الأمن والقهر فهو يحتكر القيادة والمسؤولية لضمان بقائه. وهكذا تعتمد الأنظمة الحاكمة فلسفة الولاية والوصاية تكريسا للخلافة الأبدية ولو كان نظام الحكم دستوريا وجمهوريا. فهذا النوع من الحكم لن تكون سياساته وليدة الحراك الاجتماعي والثقافي والفكري والاقتصادي واستجابة حقيقيّة لتطلعات المجتمع بل تكون سياسات مفروضة مبررها أن المجتمع لم يبلغ النضج الاجتماعي والوعي الثقافي والسياسي الكافيين ليتمتع بسيادته وإرادته وحقوقه بكل حرية ومسؤولية مثلما تقتضيه الممارسة الديمقراطية. إن الأنظمة الحاكمة لدينا تتصرف بمنطق الأبوة والولاية والوصاية والخلافة لتصادر مصير المجتمع وتبقيه عاجزا خاضعا لأهوائها. ولا شك أن المجتمعات إذا قيدت بفلسفة التسلط تفقد سيادتها وحريتها وتضعف إرادتها إلى حد العجز والجمود. ومجتمعاتنا العربية على هذا المنوال من الحكم التسلطي لتكون على أسوئ الحال. وهذا يعني بالضرورة غياب أنظمة سياسية حاكمة ومحكومة من قبل منظوريها. وهذا يعني أيضا أن ما لدينا هي أنظمة حاكمة، أنظمة سلطوية، أبوية، تسلطية، عسكرية، وراثية، وصية على المجتمعات وليست ممثلة لها وليست إفرازا لخياراتها وإرادتها وإن اتّسمت بنظام جمهوري، شعبي، ديمقراطي أو كانت ملكية. جميعها حاكمة بالشمولية المطلقة والمستدامة. وحتى تضمن ديمومتها لا بد أن تضع حدودا لسيادة وإرادة وحرية المجتمعات بحكم منطق الوصاية الشاملة. فهي التي تقرر وترسم التوجهات في مختلف شؤون الحياة حيث يلعب المرسوم، جمهوريا كان أو ملكيا، الدور الحاسم في تقرير مصير الدولة برمتها وقد يخطئ ويصيب. وفي جميع الحالات لا رقيب ولا حسيب في المسألة. ومن شأن هذا الحكم أن يجرد المجتمع من المسؤولية ويصيبه بالجمود فينزع إلى الاتكال والانتظار فيفقد روح الإبداع والابتكار. إن هذا النوع من الحكم لا يستند إلى سياسة نابعة من المجتمع فيها أخذ وعطاء، فيها تجاوب بين الحاكم والمحكوم، فيها تداول ومشاركة بما يسمح بالتعديل والتصحيح ويضمن التجدد والرقي نحو الأفضل. ما حدث في مجتمعاتنا أنها حرمت من نعمة التجدد والانتقال من مرحلة إلى أخرى بما يعيد الأمل في التطلع والانفتاح على الأجيال وتمكينها من المشاركة بفاعلية والمساهمة بجدية أي تحمل المسؤولية في البناء والتنمية. بمقاييس التجدد الحديثة لا بدّ من حدوث تغير يذكر بين عشرية وأخرى سياسيا وتنمويا أما أن يستمر نفس النظام بنفس الوجوه والأفكار والتوجهات والسياسات على مدى عقود من الزمن فإن ذلك لا ينتج غير الجمود والتآكل فالإحباط والانحطاط الفكري والثقافي. وبالنتيجة التردي الاجتماعي وضعف الثوابت. وإن بدا هنا أو هناك بعض التطور المادي الاستهلاكي فإنه لا يمكن أن يخفي انهيار القيم والعلاقات الاجتماعية لتستمر مجتمعاتنا في الارتداد والانكسار وتستمر الأنظمة في التعاظم زيفا واستقواء بأجهزة الأمن ليكون الاستبداد عمادها والفساد حصادها. والحقيقة لا يفسد ويضعف المجتمع إلا بفساد واستبداد حكامه. والخلاصة لا تنهض أمة تحت الوصاية مهما كان مصدرها. (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي (أسبوعية- تونس) العدد 148 بتاريخ 30 جويلية 2010)


بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين بقلم محمد العروسي الهاني مناضل و كاتب تونسي الرسالة 846 الحلقة21 المواقف المبدئية المشرفة لها أبعادها و نجاعتها عند الشرفاء و أصحاب المبادئ الجولة الرائعة


في اختتام الرحلة التي قمت بها خلال شهر جوان 2010 إلى جنيف و باريس من 11 جوان 2010 إلى 2010/07/02 .. يسعدني أن أسجل بكل صدق و أمانة ما سمعته و ما شاهدته و لمسته في جولتي الممتعة.. و التي كانت ايجابية و مفيدة إلي ابعد الحدود.. سواء من الناحية السياسية و الثقافية و الحقوقية و العلاقات البشرية.. من خلال حضور و متابعة الجلسات و المنابر التي دارت في منبر الأمم المتحدة بجنيف.. و الفوائد التي حصلت من خلال هذه الزيارة الناجعة.. و التي كانت مليئة بالاتصالات المفيدة مع رجال السلك الدبلوماسي العربي و الإسلامي.. أو من طرف أعضاء الجمعيات الحقوقية من مختلف القارات.. و كان الحديث ممتع للغاية و الحوارات هامة.. و قد وفقني الله سبحانه و تعالى و ألهمني الرشد و الحكمة.. و الحمد الله ساهمت ب21 مقالا من يوم 2010/06/19 من رقم 823 إلى رقم 846 .. و موقع تونس نيوز مشكورا نشر لي كل المقالات.. التي تعتبر مرجع هام لكل القراء و رجال القلم و الفكر و أهل السياسة و النزهاء من امتنا العربية.. أصحاب العقول السليمة و القلوب الطاهرة و الضمائر الحية. فقد ساهمت ب21 مقالا في شتى المواضيع المتعلقة بالحوار و النقاش حول حقوق الإنسان و حرية التعبير.. و ساهمت بنشر8 مقالات حول تقريري حرية التعبير و حقوق الإنسان فلسطين .. و هما مرجعان هامان لكل المتعطشين و المتعلقين بحرية التعبير و حقوق الإنسان في العالم. و اعتقد أن ما جاء في التقريرين المذكورين يشفي الغليل.. و يعطي صورة واضحة و حية على مفهوم حرية التعبير و حقوق الإنسان.. و كما أسلفت في المقالات السابقة أن السادة الذين ساهموا بإطناب في إعداد التقريرين يستحقون أكثر من جائزة.. و أكثر من و سام.. و لما لا جائزة نوبل للسلام.. و إني على يقين تام أن ما جاء في التقريرين المشار اليهما يتناغم مع ما يفكر فيه كل مواطن نزيه.. و كل إعلامي صادق. و محلل سليم.. و حقوقي عادل.. و سياسي حكيم.. و زعيم ذكي.. و صحافي نظيف.. و كل عربي شريف… و اليوم أريد الحديث في خاتمة جولتي حول انطباعاتي و استنتاجاتي من كل اللقاءات و الحوارات طيلة المدة التي قضيتها في جنيف و باريس 21 يوما.. ففي يوم الجمعة 18/06/2010 بعد حضوري صحبة الابن البار مداولات مجلس حقوق الإنسان بمقر الأمم المتحدة صباحا غادرنا القاعة لتناول فطور الغداء ثم الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة بمسجد المملكة العربية السعودية.. و عند خروجنا من مقر الأمم المتحدة بجنيف التقينا بمسؤول كبير في إحدى المنظمات الأممية التابعة للأمم المتحدة من الأشقاء الجزائريين الذي له معرفة و علاقة وطيدة مع ابني.. فرحب بنا ترحابا حارا و دعانا لحضور فطور الغداء بمطعم قرب مقر الأمم المتحدة.. و كما تعلمون الكرم الحاتمي لأهل المغرب العربي.. و عند مائدة الغداء تناولنا الحديث حول الوضع العام لشؤون قضايانا المغربية و العربية.. و تجربة الديمقراطية وسياسة التفتح و طي صفحة الماضي و العفو و مشاركة الأحزاب في العمل السياسي و البرلماني.. وكان الحديث ممتع و شيق.. و الأخ الجزائري مثقف.. و يحلو الحديث مع المثقفين النزهاء.. و هو صاحب نكتة و خفيف الروح و كثير الابتسامة و كلامه مفيد و صريح.. و أثناء الحديث دخل علينا رجل في الخمسينات و جلس من القرب منا بعد أن حيانا على بعد.. و قبلها جاء دبلوماسي باكستاني و صافحنا بحرارة لأنه يعرف ابني البار.. و قد واصلنا حديثنا بحرية حول سياسة التسامح و الصفح و العفو على كل من زلت أقدامهم و غرر بهم مثلما هو حاصل في الجزائر و ليبيا و المغرب و تونس و غيرها.. فقلت لو عاد الصواب و الرشد لمن كان سببا في هذه المحنة.. لما حصل من عنف و تصعيد خطير.. لكان الجو أفضل.. و المناخ أحسن.. و السماسرة و التجار و المتمعشين يذوبون و تنتهي مسرحيتهم و افتراءاتهم.. و تنتهي المهزلة التي تسببوا فيها.. على شرط أن تصفا قلوبهم.. و يمدوا أيديهم لليد الممدودة إليهم من طرف النظام.. و فعلا النضام بادر بمد يده لكل من طلب جواز سفر و طلب الصفح و الاعتذار. و قد قلت في جملة واحدة كلمة يرددها المصريين علي أصحاب المضرة و المزالق الخطيرة و من كانوا سببا في تشتيت المجموعة و بث الفتنة و الفوضى.. و هي فيها دعوة ضد المتشددين مشهورة عند المصريين.. و عند ما رددت هذه الكلمة حسب ما يقولها المصريين قاطعني الشخص الذي بجانبنا.. و قال لي لماذا تقول هذا الكلام في شخص غائب و لو كان حاضرا لرد عليك.. فأجبته يا أخي أنا كتبت هذا الكلام.. و انتقدت هذا الشخص « الزعيم المزعوم ».. و نشرت مقال عبر هذا الموقع يوم 25/12/2005 لأنه شتم بلاده و تطاول على النظام الجمهوري و تجاوز حدوده.. مثلما فعل مع من أحسن إليه في المملكة العربية السعودية . ثم أردف هذا الرجل الغريب التونسي المقيم بالخارج.. ماذا تقصد من أن يمد يده للمسئول و الرمز.. و قال كلاما لا يليق في شخص رمز البلاد. هناك قاطعته حالا.. و قلت له عيب عليك أن تتكلم في رمز الدولة بهذا الأسلوب في مطعم و أمام الخلق.. و عندما لاحظ ابني على وجهي علامة الغضب و الانفعال الشديدين قام و قال لهذا الرجل المتنكر و الحقود: و الله عيب عليكم تتكلمون بلغة مزدوجة.. فوق الطاولة تشتمون و تسبون.. و تحت الطاولة تقبلون الأيادي في القنصلية التونسية قصد الحصول علي جوازات السفر.. و أنت واحد منهم ذهبت إلى القنصلية في الخفاء و طلبت منح جواز سفر إلى زوجتك التي عادت مئوخرا إلى تونس.. و لولا عطف سيادة الرئيس و رعايته ما عادت زوجتك.. فكن واضحا و لا تتحامل على من أحسن إليك.. و اتقي الله في تونس.. و عند هذا الحد انتهى الكلام و غادر الشخص المطعم مهزوما مدحورا و مكشوفا.. و هذا أسلوبهم في الخارج.. الافتراء و الكذب.. و هذا ما غرسه فيهم « زعيمهم المزعوم » !!!!!!!!! و كما قلت 90 بالمئة من شبابنا يرفضون اسلوب الاقلية المتمعشة !!!!!!!! قال الله تعالى سيجعل الله بعد يسر عسرا صدق الله العظيم و قال تعالى و ما ربك بغافل عما تعملون محمد العروسي الهاني 22022354


عشراوي: واشنطن هددت بعزل الفلسطينيين اذا رفضوا الانتقال

للمفاوضات المباشرة والضغوطات وصلت الى حد الابتزاز


غزة – دنيا الوطن كشفت الدكتورة حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية  الجمعة بأن الادارة الامريكية هددت بعزل الفلسطينيين اقليميا ودوليا اذا رفضوا الانتقال للمفاوضات المباشرة، مشيرة الى ان ضغوطا كبيرة مورست على الرئيس الفلسطيني محمود عباس والدول العربية من اجل الموافقة على الذهاب للمفاوضات المباشرة. وكانت لجنة المتابعة العربية للسلام وافقت الخميس خلال اجتماعها بالقاهرة بحضور عباس على الذهاب للمفاوضات المباشرة مع ترك موعد انطلاقتها للجانب الفلسطيني. وقالت عشراوي لـ’القدس العربي’ الجمعة ‘والله كانت هناك ضغوطات قوية جدا’، مضيفة ‘انا بتاريخ المفاوضات لم ار مثل هذه الضغوطات على الجانب الفلسطيني بصراحة’. وانتقلت للجانب العربي’، مشيرة الى ان الاوروبيين مارسوا ضغوطا قوية كذلك من اجل الانتقال للمفاوضات المباشرة مع اسرائيل حسب طلب الولايات المتحدة الامريكية. وحول طبيعة الضغوطات قالت عشراوي ‘الضغوطات وصلت الى حد الابتزاز. بمعنى اذا الولايات المتحدة الامريكية تريد ان تساعد الفلسطينيين للوصول الى حل الدولتين على الفلسطينيين ان يدخلوا للمفاوضات والا لن يكون هناك دعم امريكي، حتى وصل الامر الى التلميح الامريكي بشأن الدعم العربي والدولي’، مضيفة ‘كلها كانت ضغوطات على الفلسطينيين باتجاه انه لا احد سيقف معكم او يدعمكم اذا قلتم لا’. وكشفت عشراوي بان الادارة الامريكية عملت من اجل عزل الجانب الفلسطيني اذا رفض الدخول في المفاوضات المباشرة وقالت ‘ الامريكان عملوا على ان يعزلوا الجانب الفلسطيني اذا قال لا، وعليه ان يتحمل مسؤولية كبيرة’، مضيفة ‘وهذا امر ليس سهلا، هذه مسؤولية عن شعب’. واوضحت عشراوي بان الجانب الفلسطيني تعرض لضغوط اقتصادية كذلك مثل التلميح بوقف المعونات الدولية عن السلطة الفلسطينية. واوضحت عشراوي بان ‘هناك حاجة امريكية وحاجة اسرائيلية’ للانتقال للمفاوضات المباشرة، مضيفة ‘اسرائيل استغلت الحاجة الامريكية، والان الوضع العربي كما نعلم جميعا وضع صعب ووضع في مرحلة تراجع وضعف. وواضح انه ما في اي نظام عربي استطاع ان يقول لا للولايات المتحدة بغض النظر عن اي مزاودات او اي حديث علني’، منوهة الى ان العرب تعاملوا مع المطلب الامريكي بالانتقال للمفاوضات المباشرة ‘بمفاهيم المصالح وبمفاهيم المنطقة بكامها’. واكدت عشراوي بأن هناك قضايا اقليمية اجبرت لجنة المتابعة العربية للسلام على الموافقة على الانتقال للمفاوضات المباشرة. وقالت ‘في قضايا اقليمية دخلت على الخط. القضية ليست قضية فلسطينية فحسب، فهناك مصالح ذاتية قطرية ومصالح اقليمية وعلاقات محلية ودولية. وفي هناك مقايضات تحصل، وواضح الآن ان القضية الفلسطينية دخلت معتركا معقدا جدا’. وحول اذا ما نعكس الوضع في افغانستان والعراق وما تواجهه واشنطن هناك على القضية الفلسطينية قالت عشراوي ‘العراق وافغانستان وايران ولبنان وسورية والعلاقات العربية العربية كلها دخلت مع بعضها البعض والدور الامريكي وتركيا. ما في اي شيء الا أثر على صنع القرار الان في ظل تركيبة معقدة جدا من العلاقات والمصالح والتخوفات التي لعبت عليها الولايات المتحدة واستغلتها’. وبشأن اعتبار موافقة لجنة المتابعة العربية الخميس على الذهاب للمفاوضات المباشرة مع اسرائيل كضوء اخضر للرئيس الفلسطيني محمود عباس للانتقال لها مثل ما تريد واشنطن وتل ابيب قالت عشراوي ‘انا لا اقول انه ضوء اخضر انا اقول ان الدول العربية حاولت مجاراة الولايات المتحدة الامريكية وعدم القول لا لها’، مشددة على ان متطلبات الانتقال للمفاوضات المباشرة ما زالت قائمة، وقالت ‘ما زالت المتطلبات قائمة لا يجوز ان تكون هناك اية مفاوضات اذا لم يكن هناك التزام اسرائيلي بمرجعية لعملية السلام وسقف زمني لانهاء المفاوضات ووقف الاستيطان’. وشددت عشراوي على أن المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل لم تحرز اي تقدم، وقالت ‘المفاوضات التقريبية مع اسرائيل لم تؤد الى اي شيء، والاسرائيليون لم يقدموا اية اجابات على الاسئلة الفلسطينية بشأن ملفي الحدود والامن ‘. وعن الخطوة الفلسطينية المنتظرة بعد الموافقة العربية على الانتقال للمفاوضات المباشرة وترك تحديد موعد انطلاقتها لعباس قالت عشراوي ‘الخطوة التالية يجب تقييم الامور ومعرفة ما اذا كان هناك اي ضمانات اعطيت ـ للجانب الفلسطيني والعربي – واستمرار التنسيق، ولكن القرار يجب ان يؤخذ على ضوء كل المعطيات’، مشيرة الى عدم جدوى المفاوضات في ظل الحديث الاسرائيلي بانه لا توجد امكانية لوقف الاستيطان ولا لمفاوضات تشمل اللاجئين والقدس. واكدت عشراوي بان اللجنة التنفيذية ستعقد اجتماعا خلال الايام القادمة لاتخاذ موقف نهائي بشأن الانتقال للمفاوضات المباشرة، مشيرة الى ان هناك ضمانات امريكية اعطيت هنا وهناك على حد قولها. وكانت لجنة المتابعة العربية لمبادرة السلام وافقت الخميس على الذهاب للمفاوضات المباشرة في حين تركت توقيت بدئها لعباس. وقال رئيس لجنة مبادرة السلام العربية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إن لجنة مبادرة السلام العربية وافقت على الدخول في المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، مع ترك تقدير الوقت للرئيس محمود عباس. وأضاف بن جاسم في مؤتمر صحافي مع أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى في ختام اجتماع اللجنة بمقر الجامعة العربية في القاهرة ‘انه تقرر إرسال خطاب إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتضمن شرحا واضحا للموقف العربي بشأن أسس بدء المفاوضات المباشرة وبعض الأسس والثوابت التي يجب توافرها في عملية السلام برمتها.’ وقال إن الخطاب الذي أرسل لأوباما يأتي أيضا ردا على خطاب من الرئيس باراك أوباما للرئيس محمود عباس والذي قام الرئيس عباس بإطلاع اللجنة عليه. وأوضح أن السفيرة الأمريكية في القاهرة مارغريت سكوبي قد تسلمت الرسالة بالفعل خلال زيارتها للجامعة العربية عقب الاجتماع فورا، وقال ‘إننا لم نتحدث عن متى وكيف تبدأ المفاوضات المباشرة، لأن الجانب الفلسطيني معني بهذا الأمر، ومعني بتحديد الظروف الملائمة لهذه المفاوضات’. وأضاف بن جاسم ‘أن الرسالة تتضمن أيضا تأييدا للدور الأمريكي الفعال، رغم عدم وجود نتائج، ورغم النوايا الأمريكية للوصول لنتائج .’ وأضاف أن الرسالة تتضمن بعض الثوابت التي وردت في الاتفاقية التي طرحت في عهد الرئيس بيل كلينتون خلال مفاوضات طابا ولم توقع، وكذلك بعض المبادئ التي وردت في خطاب أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تضمنت القضايا الخمس (المياه والحدود واللاجئين والقدس والامن). وتابع ‘تحدثنا عن جداول زمنية للمفاوضات المباشرة، وأشرنا إلى أن رسالة أوباما فيها إيجابيات تصلح أرضية للمفاوضات’، لافتا إلى ان اللجنة لم تتحدث عن متى وكيف تبدأ المفاوضات المباشرة، لأن هذا أمر متروك للجانب الفلسطيني. وقال بن جاسم نحن متأكدون من عدم جدية الجانب الإسرائيلي في عملية السلام، فهو يريد تضيع الوقت، وفي الوقت ذاته نحن واثقون في جدية أمريكا ونوايا الرئيس الأمريكي للوصول لسلام ولكن هل تستطيع أن تحقق ذلك؟، وهذا لن نستطيع أن نقوله بالنيابة عنهم. وأقر بن جاسم بأنه كان هناك رفض من قبل اللجنة للدخول في محادثات مباشرة، ملمحا إلى أن التغير في الموقف جاء بسبب الوضع العربي والوضع الذي يحيط بالدول العربية. وأردف ‘سواء دخلنا مباحثات مباشرة أو غير مباشرة لن تكون هناك نتائج ما دام نتنياهو موجودا، ولكننا نريد أن نثبت للعالم أننا مع السلام، دون تفريط في الثوابت، ولكن هناك متطلبات لعملية السلام، إذا وافق الجانب الإسرائيلي على القيام بها أهلا وسهلا’. وقال ‘لقد أرفقنا اقتراحا يتضمن رؤيتنا لشكل المفاوضات النهائية مع ضرورة جدول زمني والنقاط التي ستبحث في المفاوضات المباشرة’. وأضاف دعونا إلى أن تكون رسالة الرئيس أوباما للرئيس الفلسطيني إطارا لعملية المباحثات. وقال ‘لقد أرفقنا اقتراحا يتضمن رؤيتنا لشكل المفاوضات النهائية مع ضرورة جدول زمني والنقاط التي ستبحث في المفاوضات المباشرة’ . وردا على سؤال حول موضوع وجود ضمانات أمريكية اختلف الشيخ حمد مع موسى في هذه المسألة فقد رأى الشيخ حمد أن العرب لا يمتلكون ضمانات، ولكن آمالا، وقال ‘لدينا مخاوف، ولكن سواء مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة نتنياهو والإسرائيليون يفعلون ما يشاؤون على الأرض، والأمل في وقف ذلك هو بدء مفاوضات جادة هل يمكن أن ننجح؟ لا أعلم، في حين رأى موسى أن ما ورد في خطاب أوباما فيه إشارة لضمانات أمريكية. وقال بن جاسم ‘يجب أن يكون لدى العرب رؤية واضحة لمستقبلنا الاقتصادي والسياسي، نرى التكتلات، لا توجد تجارة بينية، هناك خلافات تافهة وتغير المزاج بين فترة وفترة، وقال ‘إن إسرائيل ليست أقوى منا، ولكن تنقصنا وحدة الصف’ . ومن جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، إننا ‘نصرّ على الدخول في المرحلة النهائية للمفاوضات، ولا نريد مفاوضات مطولة تتيح استمرار الاستيطان، والممارسات الإسرائيلية’. وأضاف: ‘أوضحنا للولايات المتحدة أن المفاوضات مباشرة أو غير مباشرة تتطلب متطلبات وأسسا محددة’، معتبرا ‘أن القضية ليست في لفظ شروط أو متطلبات’. واستدرك قائلا: ‘إننا نعلم أن نتنياهو غير جاد، ولكن نخاطب الولايات المتحدة، كما تخاطبنا، ولن ندخل مفاوضات كالسابق بدون حد زمني، وبدون مرجعية، ولن نترك الأمور تسير كما هي على الأرض’. وقال إن ‘الإسرائيليين يلعبون لعبة سياسية من خلال كسب الوقت، وهذا ما نحاول منعه من خلال العمل على إثبات عدم جديتهم’. (المصدر:موقع صحيفة دنيا الوطن الإلكترونية (غزة-فلسطين)بتاريخ 30 جويلية 2010)


«الحياة» تنشر مضمون رسالة أوباما لعباس: مفاوضات مباشرة مع حوافز او الإضرار بالعلاقات


غزة – فتحي صبّاح فلسطيني في خيمة احتجاج نصبت في حي سلوان المقدسي قرب منازل مهددة بالهدم (أ ف ب).jpg [1] كشفت مصادر فلسطينية لـ «الحياة» نص الرسالة التي بعث بها الرئيس باراك اوباما الى الرئيس محمود عباس وحذّره فيها من أن رفضه الانتقال الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل الشهر المقبل ستكون له تبعات على العلاقات الأميركية – الفلسطينية، فضلاً عن عدم مساعدة الادارة الأميركية في تمديد فترة وقف الاستيطان في أراضي الضفة الغربية. وقالت إن اوباما هدد في رسالته عباس بأنه لن يقبل رفض طلبه الانتقال الى المفاوضات المباشرة، ولوّح له بـ «العصا والجزرة»، فالرسالة تحمل تهديدات وتحذيرات واضحة من ناحية، ومن ناحية اخرى تحمل «حوافز» لعباس والسلطة الفلسطينية. وتتألف الرسالة التي أُرسلت في 17 الشهر الجاري، من 16 بنداً تراوحت بين «الترهيب والترغيب». وحسب المصادر، جاء في البند الأول من الرسالة انه «آن آوان التوجه الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل»، وفي البند الثاني ان «رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أصبح جاهزاً للانتقال الى المفاوضات المباشرة في أعقاب اللقاء الذي عقده معه اخيراً»، وفي البند الثالث ان «اوباما لن يقبل إطلاقاً رفض اقتراحه الانتقال الى المفاوضات المباشرة، وأنه ستكون هناك تبعات لهذا الرفض تتمثل في انعدام الثقة في الرئيس عباس والجانب الفلسطيني، ما يعني تبعات اخرى على العلاقات الأميركية – الفلسطينية»، فضلاً عن أن «اوباما (البند الرابع) لن يقبل بالتوجه الى الأمم المتحدة، بديلاً من الانتقال الى المفاوضات المباشرة»، في اشارة الى رفض واضح لاقتراح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الطلب من مجلس الأمن تحديد مرجعية للمفاوضات على أساس العودة الى حدود ما قبل الرابع من حزيران عام 1967 في حال رفض نتانياهو الاحتكام لهذه المرجعية. واوضحت المصادر أن البند الخامس اشار الى ان «اوباما والادارة الأميركية سيعملان على اقناع الدول العربية على المساعدة في اتخاذ قرار بالتوجه الى المفاوضات المباشرة»، وهو الأمر الذي تم بسهولة ويسر خلال اجتماع لجنة المتابعة العربية في اجتماعها الذي عقدته في مقر الجامعة العربية في القاهرة أول من أمس، علاوة على أن «اوباما (البند 6) سيسعى الى الحصول على دعم الاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي للانتقال الى هذه المفاوضات». وحسب المصادر، جاء في البند السابع من الرسالة أن «اوباما وهو الرئيس الأميركي الأكثر التزاماً اقامة الدولة الفلسطينية، سيساعد الفلسطينيين على اقامتها في حال توجهوا الى المفاوضات المباشرة بناء على طلبه»، لكنه (البند الثامن) «لن يقدم أي مساعدة في حال الرفض». وفي البند التاسع، جاء أن «الادارة الحالية تمكنت من خفض وتيرة الاستيطان في مدينة القدس الشرقية المحتلة والضفة الغربية خلال السنوات الثلاث الماضية أكثر من أي وقت مضى»، كما جاء في البند العاشر انه «في حال توجهتم للمفاوضات المباشرة، ستمدد الادارة تجميد الاستيطان، وفي حال الرفض ستكون مساعدتها في هذا الشأن محدودة جداً». واذا كانت البنود السابقة حملت ما يكفي من الحزم والصرامة الى جانب التهديد والوعيد، فإن البند 11 جنح نحو «التوقع» فقط، في خطوة محسوبة من جانب الادارة التي على ما يبدو لا تعرف ان كان بمقدورها التزام ما جاء في هذا البند الذي يقول إن «الادارة تتوقع أن تتعامل المفاوضات مع الأراضي المحتلة عام 1967، وأن المفاوضات ستشمل القدس الشرقية وغور الأردن والبحر الميت وقطاع غزة والأراضي الحرام». وتضيف المصادر ان الرسالة في بندها الـ 12 تضيف ان «اوباما يتوقع أن تبدأ المفاوضات المباشرة مطلع الشهر المقبل»، وفي البند 13، يرى ان «الوقت وقت الانتقال الى المفاوضات المباشرة، وليس التردد، بل وقت الشجاعة والقيادة، ويتوقع رد الرئيس عباس الايجابي». وفي البند 14 تتحدث الرسالة عن أن «الادارة الأميركية ستستمر في اعتبار أي عمل قد يسهم في هدم الثقة عملاً استفزازياً سيتحمل الطرف الذي يرتكبه مسؤوليته». أما البندان الاخيران في الرسالة (15 و16)، فيتعلقان بالحكومة الاسرائيلية والتزاماتها، اذ ترى الادارة أن طلب الرئيس عباس «رفع الحصار عن قطاع غزة قد تحقق في شكل كبير»، اضافة الى أن الحكومة الاسرائيلية «ستتخذ مجموعة من خطوات بناء الثقة في المستقبل». وأكدت المصادر أن عدداً من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، خصوصاً الجبهتين «الشعبية» و«الديموقراطية» وحزب الشعب، اضافة الى عدد من الفصائل التي تدور عادة في فلك حركة «فتح» والرئيس عباس وسياسته، عارضوا بشدة هذا «الانذار والتهديد» الأميركي. ونقلت عن قياديين في هذه الفصائل رفضهم المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع اسرائيل، واتهامهم الولايات المتحدة بالانحياز التام الى جانب الدولة العبرية، ووصفهم الانتقال الى المفاوضات المباشرة بأنه «انتحار» و«ابتزاز» و«وعود فارغة المضمون»، مطالبين بالتركيز على اقتراح موسى التوجه الى مجلس الأمن.

  (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 31 جويلية 2010)


استئناف المفاوضات.. مبروك


عبد الباري عطوان 7/31/2010 قبل اسبوع، وبعد نشر صحيفة ‘الواشنطن تايمز’ الامريكية تقريرا عن تدهور خطير في صحة الرئيس المصري حسني مبارك، خرجت علينا بعض الصحف المصرية بمقالات تقول ان هذه التقارير ‘الكاذبة’ هي جزء من حملة ضد الحكومة المصرية بسبب رفضها مطالب امريكية ـ اسرائيلية بدعم المفاوضات المباشرة. وفي الفترة نفسها عقدت كل من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة ‘فتح’ اجتماعين منفصلين برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس اكدتا فيه رفضهما الانتقال الى المفاوضات المباشرة لفشل المفاوضات غير المباشرة اولا، وعدم موافقة حكومة نتنياهو على تحديد مرجعية وحدود الدولة الفلسطينية وجدول زمني للمفاوضات ثانيا. مساء امس الاول قررت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية اثناء اجتماع لها بمقر الجامعة في القاهرة استئناف المفاوضات المباشرة، وتركت تحديد موعد الانطلاق للرئيس عباس وسلطته في مدينة رام الله، ولم يرتبط هذا القرار بأي كلمة عن المرجعية او الحدود او تجميد الاستيطان، او احراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة، جميع هذه الشروط ‘جرى لحسها’ بشكل مهين، حتى ان السيد عمرو موسى امين عام الجامعة لم يكن ‘مفوها’ كعادته في ‘نحت’ مخارج جديدة لانقاذ ماء وجه النظام الرسمي العربي بعد هذا التراجع الذي تنبأنا به في مقالة سابقة. السؤال الذي يطرح نفسه بجدية، هو عما حدث من تطورات عربية او امريكية ادت الى حدوث هذا ‘الانقلاب’ في الموقف العربي الرسمي تجاه هذه المسألة؟ الطرف الفلسطيني يقول ان ضغوطا امريكية هائلة مورست عليه للعودة الى المفاوضات، من بينها التلويح بعزل السلطة ورئيسها، ووقف المساعدات المالية، والتخلي عن رعاية العملية السلمية. اما الطرف العربي فيتحدث عن ‘مصالح’ اقليمية استراتيجية ملمحا الى رغبة بمساعدة الولايات المتحدة في حربها المعلنة لحصار ايران اي ان الانظمة الرسمية العربية المعتدلة باتت توظف الورقة الفلسطينية ليس للضغط على امريكا واسرائيل، وانما للضغط على ايران، وتحقيق ‘مصالح’ من بينها بقاؤها اي الانظمة، والحفاظ على امنها من خلال هذه الورقة. الادارة الامريكية تواجه الهزائم في افغانستان، والنكسات لمشروعها في العراق، بينما بدأت القارة الاوروبية تعيد النظر في علاقاتها الخاصة معها، وتبحث عن علاقات جديدة مع القوى العظمى الناشئة مثل الهند والبرازيل والصين، الا في المنطقة العربية، حيث تستطيع ان تملي ارادتها على حلفائها العرب بكل سهولة ويسر. ‘ ‘ ‘ المعادلة القديمة ما زالت على حالها، اسرائيل تطلب، امريكا تتبنى، والانظمة العربية تنفذ باذعان مخجل ودون اي مناقشة لهذه الطلبات الامريكية ـ الاسرائيلية. منذ ان اجتمع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي مع الرئيس باراك اوباما في البيت الابيض مطلع هذا الشهر، وتبنى الاخير مطلب الاول في ضرورة العودة الى المفاوضات المباشرة، كان واضحا ان بدءها اصبح مسألة وقت، وان كل ‘الجعجعة’ الفلسطينية والعربية حول عدم ‘نضوج الظروف’ للاقدام على هذه النقلة غير متوفرة بعد ‘مجرد طحن’ للماء، وتضليل متعمد، واعادة تكرار لمسرحية سابقة مملة نعرف بداياتها ونهاياتها عن ظهر قلب. تعالوا نسأل: ماذا لو قال الفلسطينيون ‘لا’ للطلب الامريكي باستئناف المفاوضات المباشرة، والضغوط الامريكية المرافقة له؟ وماذا لو قال العرب الشيء نفسه اي ‘لا’ كبيرة؟ ربما يجادل بعض المعتدلين في السلطة بان الطرف الفلسطيني ضعيف، وكذلك هي حال الموقف العربي، واي معارضة للولايات المتحدة وادارتها قد تعني توجيه اللوم الى الفلسطينيين وتحميلهم مسؤولية انهيار العملية السلمية، وخسارة دعم الادارة الامريكية لحل الدولتين، وفوق كل هذا وذاك عزل السلطة ووقف المساعدات المالية لها. هذا الطرح هو طرح العاجز فاقد الارادة والكرامة، الذي يختار اسهل الحلول، ولا يريد ان يقاوم الاحتلال ويخسر امتيازاته المالية والشخصية، والمناصب الكاذبة. فانهيار السلطة الفلسطينية او حلها قد يكون اكبر انجاز يحققه الفلسطينيون في مسيرة مقاومتهم. فعلينا ان نتخيل وضع الضفة الغربية في حال عودة المقاومة والعمليات الاستشهادية اليها، او القنابل الموقوتة على جوانب الطرقات المؤدية الى المستوطنات او تلك التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي مثلما هو حادث حالياً في العراق وافغانستان؟ السلطة الفلسطينية حققت اكبر خدمة امنية لاسرائيل منذ قيامها، فعلى مدى السنوات الخمس الماضية لم تنطلق رصاصة واحدة من الضفة ضدها، وتحولت قوات الأمن الفلسطينية الى حارس أمين للمستوطنات ومستوطنيها حتى في ذروة توسيعها، وشاهدنا السجاد الأحمر يفرش لقائد جهاز ‘الشين بيت’ الاسرائيلي اثناء زيارته لمقرها في جنين، يمازح قادتها ويتناول طعام الغداء معهم وكأنه بين أهله وعشيرته. هذه الخدمات تقدم مجاناً ودون مقابل، بما في ذلك التكرم بقبول مرجعية للسلام أو حتى الاتفاق على حدود الدولة الفلسطينية العتيدة. فقط العودة الى المفاوضات المباشرة دون شروط، والعودة الى لعبة تضييع الوقت التي استمرت منذ توقيع اتفاقات اوسلو قبل سبعة عشر عاماً. ‘ ‘ ‘ نتنياهو سيخرج الكاسب الأكبر كالعادة من هذه المفاوضات، فائتلافه سيصبح أكثر قوة وصلابة، وعزلة بلاده الدولية ستنكسر، وسيظهر بمظهر الحمل الوديع المحب للسلام، بعد ان كان ومازال في نظر العالم يرأس دولة ترتكب جرائم الحرب، وتستخدم الفوسفور الأبيض، وتحول قطاع غزة الى معسكر اعتقال نازي هو الأكبر في التاريخ. أصبحنا كعرب ‘أضحوكة’ في نظر جميع شعوب الأرض، فجميع الامم الاخرى ‘تقاوم’ من اجل كرامتها وقضاياها الوطنية الا نحن، نستمرئ الهوان والاذلال بل ونستمتع به، خاصة اذا جاء من امريكا واسرائيل. في الماضي القريب، كانت الأنظمة العربية تضحي بمصالح شعوبها ورفاهيتها من أجل قضية فلسطين التي تجسد اسمى معاني الكرامة العربية، الآن باتت هذه الأنظمة تضحي بقضية فلسطين ليس من أجل مصالح شعوبها، وانما من أجل مصالحها هي واستمرارها في الحكم. نفهم لو ان التضحية بقضية فلسطين تعود بالخير على الشعوب العربية، ولكن ما يحدث انه منذ ان تخلت الأنظمة العربية عن قضية فلسطين والفساد والقمع والديكتاتورية وانهيار الخدمات فيها في ارتفاع متزايد، واحوال مصر هي المثال الأبرز في هذا الخصوص. وزير خارجية عربي سابق، أعتذر عن ذكر اسمه، أسر لي ان الرئيس حسني مبارك قال له ذات يوم انه اذا أراد شيئاً من امريكا ذهب الى شارون، فتأتي الاستجابة الامريكية سريعة جداً لمثل هذا الطلب. اي ان دولة بحجم مصر وتاريخها وحضارتها، اصبحت تتعامل مع امريكا من خلال البوابة الاسرائيلية، هل هذا معقول، نعم كل شيء جائز في هذا الزمن، ألم تخض الأنظمة العربية كل حروب اسرائيل، عبر امريكا، في كل من العراق وافغانستان وضد ‘حزب الله’ في لبنان، و’حماس’ في فلسطين، وها هي تستعد الآن لخوض الحرب الجديدة ضد ايران؟ لا شك ان نتنياهو يضحك حالياً بملء شدقيه على هذا الاذعان العربي الجديد لشروطه، بعد قرار ما يسمى بلجنة المتابعة العربية للسلام. فقد خرج منتصراً من معركة عض الاصابع مع العرب والادارة الامريكية الحالية، حيث نجح في املاء شروطه جميعاً دون اي نقصان، فهنيئاً له على هذا الانتصار، وهنيئاً للسلطة ورجالاتها على استمرار المساعدات المالية وتجديد بطاقات الـ (V.I.P) لكبار رجالاتها. وهنيئاً للأنظمة الرسمية العربية على الرضاء الامريكي الذي حل عليها، والذي ربما يترجم قريباً على شكل جرها الى حرب أخرى في المنطقة، تماماً مثل مساندتها لكل حروب امريكا السابقة في العراق وافغانستان والحرب ضد الارهاب مجاناً ودون اي مقابل. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 31 جويلة 2010)


اشتداد معركة خلافة مبارك مع انطلاق ‘قطار التوريث’.. وصراع للقوى داخل النظام يحدد مصير الرئاسة


خالد الشامي 7/31/2010 لندن ـ ‘القدس العربي’ اشتدت المعركة السياسية والاعلامية لخلافة الرئيس المصري حسني مبارك (82 عاما)، وسط غموض وتكهنات متضاربة حول حقيقة حالته الصحية، وصمت رهيب من المؤسسة العسكرية الحاكمة منذ العام 1952، وبوادر بانطلاق ‘قطار التوريث’ بعد ان غطت صور جمال مبارك شوارع القاهرة في حملة لدعمه مرشحا للرئاسة تحت عنوان ‘جمال مصر’ قام بها كيان غامض يدعى (الائتلاف الشعبي). وباعتبار ان ‘اللي نعرفه احسن من اللي منعرفوش’ وان موضوع اختيار الرئيس المقبل هو ‘موضوع يخص الناس اللي ماسكة البلد’ بدا رد الفعل الشعبي على حملة الترويج لجمال مبارك فاترا. ورأى مراقبون ان الحملة الدعائية التي تروج لجمال رئيسا، ما كانت لتنطلق ويسمح لها بالصاق ملايين الصور في الشوارع دون موافقة من جهات سياسية وامنية متنفذة في الحزب والحكومة والاجهزة الامنية، الا انه يبقى من المبكر التكهن بامكانية نجاح ‘قطار التوريث’ في الوصول الى غايته. واعتبروا ان انطلاق الحملة بعد ايام قليلة من نشر تقديرات منسوبة الى مصادر استخباراتية في صحف عالمية تشير الى ان مبارك يعاني مرحلة متأخرة من مرض السرطان، يكرس الشكوك في مصداقية النفي الحكومي لها. وكانت صحيفة ‘واشنطن تايمز’ زعمت ان اجهزة الاستخبارات الغربية تتوقع حدوث فراغ مفاجئ في سدة الحكم في مصر خلال عام بسبب تدهور صحة مبارك، وهو ما نفته القاهرة بشدة مؤكدة انه في صحة جيدة. وقام مبارك خلال الاسبوع الماضي بنشاط ملحوظ شمل استقبال عدة زعماء ومسؤولين عرب واجانب. ورغم تصريحات لامين الاعلام في الحزب الحاكم الدكتور علي الدين هلال مؤخرا بأن ‘الحديث حول خلافة مبارك اثناء حياته هو نوع من قلة الادب’ فان انصار جمال بدأوا حربا على الانترنت لجمع التوقيعات لدعمه رئيسا في مواجهة حملة جمع التوقيعات المؤيدة للدكتور محمد البرادعي، والتي تجاوزت حصيلتها الثلاثمائة الف توقيع بعد انضمام الاخوان اليها قبل ثلاثة اسابيع. وقال المسؤولون عن حملة ‘نعم لجمال’ انهم جمعوا اكثر من 1600 توقيع في اليوم الاول، وانهم قادرون على جمع خمسة ملايين توقيع. ورأى المراقبون ان نجل الرئيس المصري ربما قرر محاكاة استراتيجية البرادعي في عدم الاعلان رسميا عن ترشحه، مع تمهيد الطريق لنزوله الساحة عندما يأتي الوقت المناسب بتهيئة المصريين، ومحاولة التأثير سياسيا وشعبيا على المؤسسة التي امتنعت عن ارسال اي اشارات حتى الان بشأن موقفها من انتقال السلطة. ورأى مصدر ان مصير الرئاسة اصبح يتوقف الان بشكل واضح على صراع للقوى داخل النظام بين جمال والمؤسسة وكذلك بين اجنحة حزبية وسياسية وامنية بعضها مجهول، وهو صراع حقيقي وان كان يبدو احيانا من طرف واحد في الوقت الحالي مع التزام المؤسسة بالصمت الكامل في ظل وجود الرئيس مبارك على رأسها. ويضيف ‘عندما يخلو منصب القائد الاعلى للقوات المسلحة وهو المنصب الاهم والاقوى الذي يتولاه تلقائيا رئيس الجمهورية، سيكون الوقت الوحيد الذي سينبغي فيه على الجميع الانصات جيدا لما ستقوله المؤسسة’. وتتضارب التحليلات عند هذه النقطة اذ يؤكد البعض ان جمال نجح في تكوين تحالفات قد تضمن له قدرا كافيا من عدم الممانعة المؤسسية، الا ان النتيجة النهائية تبقى مرتهنة برد الفعل الشعبي على خلو منصب الرئيس، وان كان المصريون سيرونها الوقت المناسب لطلب التغيير ام ايثار الاستمرارية خوفا من المجهول. فاذا صادف التوريث معارضة شعبية كافية لتهديد الاستقرار فان المؤسسة وكعادتها ستتدخل لمصلحة اقرار الامن والهدوء متفادية اي مواجهة مع الشارع. ورغم ان الاحداث الاخيرة اثبتت ان الشارع لا يتحرك الا في مواجهة اشتداد الازمة الاقتصادية، كما حدث في اضرابات الاجور وتسريح العمال، او احتجاجا على التعذيب كما حدث في قضية خالد سعيد، الا ان تسارع التعيرات التي شهدتها الساحة المصرية خلال الاعوام القليلة الماضية يجعل من الصعب التكهن بما سيكون عليه رد الفعل تجاه ‘التوريث’. وستتعين مراقبة ان كان البرادعي سيعدل استراتيجيته في الامتناع عن اعلان نفسه مرشحا رئاسيا، بعد بدء جمال مبارك حملته وان كان بشكل غير رسمي، الا ان مقربين منه قالوا انه سيعود الى القاهرة قريبا وسيبقى في وضع الترقب لاتصال من المؤسسة قد يفتح الطريق الذي يبدو مسدودا نحو الرئاسة. وحسب هؤلاء فان البرادعي حرص مؤخرا على توجيه رسائل سياسية لطمأنة اركان النظام، مفادها انه يريد الاصلاح، وليس هدم مؤسسات الدولة كما حدث في العراق، الا انه لم يتلق اي رد فوري عليها. كما ان البرادعي حرص مؤخرا على الاحتفاظ بمسافة عن خطاب بعض القياديين في الجمعية الوطنية للتغيير الذين استسلموا لخطاب راديكالي اجوف يفتقد الى الرؤية والاعتدال السياسي، بعد ان كانوا نجحوا في ‘خطف الرجل’ بعد عودته الى مصر في شهر شباط فبراير الماضي. ولا تقتصر الصورة على جمال والبرادعي، اذ يقوم المعارض الدكتور ايمن نور بحملة واسعة ‘لطرق الابواب’ زار خلالها مئات القرى والمدن، رغم ان فرصه في خوض الانتخابات قد تكون ضئيلة حسب بعض المراقبين. ويرى عدد من السياسيين ان المؤسسة تبقى العامل الحاكم في تحديد مصير الرئاسة، وان مرشحا عسكريا مجهولا، الا عندها، قد يكون هو الرئيس المقبل للبلاد. وتتردد في هذا المجال اسماء عديدة فيما لا يخرج عن كونه تكهنات لا تستند الى اساس واضح. وعلى الصعيد الخارجي حسمت اسرائيل اختيارها باعلان دعمها لجمال مبارك على لسان وسائل اعلامها، باعتبار انه المرشح الوحيد الذي سيواصل سياسة والده، في المنطقة، وانتقدت الدكتور البرادعي، وحذرت من ان مصر قد تتحول الى دولة اسلامية يحكمها المتشددون في غياب مبارك. اما الولايات المتحدة فرغم مطالبتها باجراء انتخابات حرة ونزيهة الا انها شددت على رفضها دعم اي مرشح بعينه باعتبار ان ذلك شأن داخلي. الا ان صحفا نسبت للسفير الامريكي الاسبق في القاهرة ان الولايات المتحدة تعرف بالفعل اسم الرئيس المقبل وانه (اي الرئيس) يسعى لتقوية علاقاته معها. واعتبر المصدر ان الولايات المتحدة ربما تفضل جمال مبارك بشرط ان يقدم اصلاحات سياسية حقيقية، الا انها مستعدة لدعم اي مرشح اخر من النظام يضمن الاستقرار ويقود البلاد نحو انفتاح ديمقراطي، قد يمثل نقطة تحول اقليمية في اتجاه تنفيذ وعد ادارة اوباما بدفع عجلة الحرية وحقوق الانسان في المنطقة. وعلى الرغم من تصريحات احد المحسوبين على النظام بأن امريكا واسرائيل يجب ان ترضيا عن اي رئيس جديد لمصر، فان معطيات الواقع قد تكون اكبر من هذه الحسابات القديمة، واكبر من اي شخص بعينه سواء كان في الحكم او في المعارضة، وهو ما يجعل الترقب لما سيصير اليه هذا المشهد المفتوح على كل الاحتمالات سيد الموقف وحتى اشعار اخر، قد يكون اقرب مما يظن كثيرون. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 31 جويلة 2010)


وضع مبارك المَرَضي والأسماء الجديدة المطروحة لمنصب الرئيس


محمد عبد الحكم دياب 7/31/2010 الوضع الصحي أو بلغة أدق الحالة المَرَضية لحسني مبارك مثار اهتمام واسع في الأوساط الإعلامية والسياسية الغربية، خاصة الأمريكية والصهيونية. ومرض حسني مبارك ليس جديدا، وعرف به الناس منذ 2003 حين سقط مغشيا عليه وهو يلقي خطابه في مجلس الشعب، وأثناءها تم إغلاق المجلس وحبس الأْعضاء ولم يسمح لأحد منهم بالخروج إلا بعد أن أفاق من الغيبوبة وعادت إليه الحياة. استكمل ما تبقى من خطابه ثم عاد طلبا للراحة وخضوعا للفحص الطبي. وفي العام التالي 2004 ذهب في رحلة علاج إلى ألمانيا استمرت اسبوعين.، أجرى خلالها عملية جراحية في العمود الفقري، وكان ذلك من أهم أسباب الاستعانة بشركات العلاقات العامة الأجنبية للمساعدة في ترويجه وتسويقه بشكل يظهره أكثر لياقة وصحة وعافية قبيل انتخابات 2005، وتم وضعه في قالب جديد (نيو لوك). وفي ذلك القالب الجديد لم تر مصر انتخابات أسوأ منها. ليس بسبب التزوير المألوف الذي اعتاد عليه الناس، إنما بسبب العنف المفرط وسحل النشطاء وهتك أعراض الفتيات منهم، ولا ننسى ما نشر عن وفاته في 2007 وتكذيب الخبر في حينه بشكل أعطى ظلالا من الشك حول خطورة المرض. وترتب على تناول الحالة الصحية لحسني مبارك محاكمة صحافيين طالبوا بالصدق في نشر أخبار مرضه. وكان نصيب ابراهيم عيسى، رئيس تحرير صحيفة ‘الدستور’ المصرية حكما بالسجن لستة شهور، قضى منها شهرين، ثم خرج بعد نظر الاستئناف. وكانت تهمته نشر وبث شائعات أضرت بأمن مصر الاقتصادي(!) وخسارة البورصة نحو 350 مليون جنيه مصري جراء ذلك. وجاءت رحلته العلاجية بداية هذا العام إلى ألمانيا ليمكث فيها ثلاثة أسابيع، تعاظمت معها الاحتمالات والتوقعات، وتسربت بعدها تقارير تقول بإصابته بورم خبيث في الجهاز الهضمي لا ينفع معه العلاج الجراحي، واستقر الرأى الطبي على العلاج الكيماوي لقتل الخلايا الخبيثة، على أن يبدأ في أيار (مايو) الماضي. وبعد مدة من الاستجمام في منتجع شرم الشيخ تم رفض العلاج الكيماوي، وهذا دفع مساعديه للبحث عن علاج بديل في مكان آخر.

وقد لوحظ أن لغة حسني مبارك تغيرت إلى حد كبير. تخلى فيها عن العناد والإصرار على الاستمرار في الحكم ‘ما دام فيه عرق ينبض’، على حد قوله. وأشار مؤخرا حول ترشيحه للانتخابات الرئاسية القادمة، فتركها لعلم الله. وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها مبارك بلغة تبدو عاكسة لأثر المرض وتسرب اليأس إلى نفسه وإحساسه بالوهن ودنو الأجل.

والاهتمام الزائد في الأوساط الغربية والصهيونية بمرضه له ما يبرره، لكنه يعكس خليطا من المواقف التي تتراوح بين الرغبة في السير في جنازته وتشييعه إلى مثواه الأخير، والقلق من الفشل في العثور على من يعوضه، ويكون قادرا على تقديم ما في وسعه لتثبيت قواعد وأسس المشروع الصهيوني وضمان أمن وسلامة وبقاء دولته، والاعتماد على حكم بوليسي شديد البأس والتوحش يخضع لحراس، مهمتهم حماية عائلته وتوفير الأمن للدولة الصهيونية، وترويع وتهديد المواطنين، واستخدامهم في حصار غزة وتجويع أهلها وحرمانهم من حق الحياة الإنسانية.

وبدت ترتيبات الخارج في حاجة لفسحة من الوقت. وهذا يفسر أسباب التركيز والاهتمام البالغ بالمرض، فالمدة المحددة للوصول لحالة العجز الكامل أو الوفاة، من قبل الأطباء، أقصاها سنة. والمطلوب تكثيف كل الترتيبات خلالها، وهي تمثل الوقت المتبقي من ولايته الخامسة، وحلول الانتخابات الرئاسية العام القادم. وفي هذه الفسحة تتم تهيئة الرأي العام للغياب القريب، وإشاعة الانطباع باستهلاك دوره ووصوله لنهايته، وضرورة تنصيب شخص آخر لم يستهلك بعد. ولا يفوت المهتمين في الدوائر الخارجية إمكانية توظيف عناد حسني مبارك الشديد وطبيعته في إخفاء نواياه من أجل إنهاكه، واستغلال ولعه بلياقته وتدخله في كل صغيرة وكبيرة وإمساكه بمفاتيح القوة، فيدفعونه إلى تحدي المرض والشيخوخة. يساعدهم في ذلك ملفات طبية ونفسية وشخصية في حوزتهم، تمكنهم من ذلك. والجهد الذي يُبذل لا يتناسب مع مرضه ولا يتلاءم مع شيخوخته، وحين يزيد عن حده في مثل حالته يقرب من يوم غيابه المتوقع. وأغلب المؤشرات والإيماءات تقول بأن المنظومة الغربية ومعها الدولة الصهيونية صارتا طرفا مباشرا ومعلنا في ترتيب الأوضاع الخاصة بمستقبل الحكم في مصر. وسبق وحدث هذا مع الأردن في آخر أيام الملك حسين، ومع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. حل محلهما الأكثر ولاء للغرب، والأشد تعاطفا مع المشروع الصهيوني، والأكثر حماسا لتطبيع العلاقات مع دولته الاستيطانية العنصرية..

ومؤخرا ألقت هذه ألمنظومة شباكها حول محمد البرادعي، ورمت له الطُّعم، على هيئة زيارة من قبل السفيرة الأمريكية وعدد من سفراء الاتحاد الأوروبي في العاصمة المصرية لمنزله، الواقع على مشارف القاهرة بالقرب من أهرامات الجيزة. تباحثوا معه في الأوضاع الداخلية ومستقبل الحكم، على مرأى ومسمع من الجميع، رسميين وحزبيين ومستقلين. ويبدو أن هذا أسال لعاب الاخوان المسلمين، بما يملكون من قرون استشعار حادة، قادرة على رصد الاتجاهات الخارجية، فبادروا على الفور بدعم البرادعي، يستطلعون ويجسون من خلاله نبض القوى الأجنبية منهم. في الوقت نفسه، وبُعَيد الزيارة الأورو أمريكية، أعيد التركيز من جديد على جمال مبارك كوريث لوالده، مع أن أجهزة الإعلام الغربية والصهيونية سبق لها وأجمعت على عدم صلاحيته. وأرجعوا الأسباب إلى كراهية الغالبية العظمى ورفضها له، وانعدام شعبيته وضعف علاقته بالقوات المسلحة. وعودة التركيز عليه بعد تضاؤل فرصه قد تكون مناورة تغطي على خيارات أخرى محل دراسة واختبار.

تبقى المعضلة إذا ما اختفى مبارك الأب فجأة قبل اكتمال الترتيبات الجارية، التي تقوم بها الأطراف الخارجية. والاختفاء المفاجئ يتيح الفرصة لتدخل القوات المسلحة والسيطرة على الموقف، خاصة أن رصيدها النسبي عال بين المواطنين. عكس الشرطة، التي تفوقها في ميزان القوى الداخلي، من حيث العدد والعدة. ومشكلة الشرطة تكمن في كراهية قطاعات واسعة من الشعب لها، وهي لا تضع ذلك في حسابها، ولن تعدم الوسيلة التي تمكنها من السيطرة على البلاد، تفاديا لمصير مجهول من الممكن أن تتعرض له في حال الاختفاء المفاجئ لمبارك الأب فتعجل بالتحرك. وإذا كانت هناك ترتيبات يقوم بها المسؤولون من رجال الأعمال، فهي ترتيبات لا تنفصل عن الترتيبات الخارجية، على الرغم من تذبذب موقفهم الموزع بين الولاء لرجل جمال مبارك القوي أحمد عز. وهو الذي تمكن من شراء الحزب الحاكم وخصخصته لحسابه. وهناك من اعتبر ذلك نجاحا إلا أنه نجاح مسموم، فقد ضخم من ذاته حتى بالغ في قدر نفسه. وقد يؤدي به ذلك إلى المغامرة بالترشيح للرئاسة. وإن كنت ممن يتوقعون حدوث ذلك، إلا أنه يبقى ضربا من الجنون، قد ينهي حكم رجال الأعمال في مصر، بجانب ظهور ملامح لتيار في طريقه للتبلور، يتطلع لحماية مصالحه بالرهان على حزب الوفد، بعد أن وصل إلى رئاسته واحد من رجال الأعمال الصيادلة ومن كبار تجار الأدوية، وكان الدور الأبرز داخل حزب الوفد لرجال القانون والمثقفين المحسوبين على يمين الوسط والوسط. لم يبق من رجال الأعمال من هو مع التوريث، الذي ضعف ووهن، إلا قلة، تلتف حول الأم، لما لها من فضل فيما وصلت إليه من ثراء ونفوذ وسلطان، وأكثرها من السماسرة، ومغتصبي أراضي الدولة، والمقاولين، ووكلاء الاحتكارات الغربية، والإقطاعيين الجدد، يساندهم طاقم من صهاينة الكويز والإعلام والصحافة والثقافة.

وكل هذه الترتيبات الخارجية تطرح سؤالا مهما عن الداخل، أين هو؟ والداخل موزع بدوره بين أكثر من تيار. منهم من يراهن على حلول من داخل مؤسسات الحكم، وهم من بين أعضاء وقيادات الحزب الحاكم المخضرمين، وبعضهم محسوب على الحرس القديم، ومسؤولين سابقين وحاليين ذوي أصول عسكرية، يسعون للاتفاق على بديل يجنب مصر فوضى واضطرابات غير محسوبة، من وجهة نظرهم، على أن يكون بديلا بخلفية عسكرية، تمكنه من إعادة الانضباط والنظام والقانون للشارع والمجتمع، كخطوة يرونها ضرورية لفتح طريق التغيير والديمقراطية بسلام وبحد أدنى من الخسائر. هذا التيار يطرح أربعة أسماء هي: عمر سليمان رئيس المخابرات العامة، وأحمد شفيق وزير الطيران والدفاع المدني، وسمير فرج محافظ الأقصر، وأحمد فاضل رئيس هيئة قناة السويس. الأول والثالث يحملان رتبة اللواء العسكرية قبل دخول العمل التنفيذي، والثاني والرابع يحملان رتبة الفريق العسكرية، ومنهم من يتحفظ وهو يطرح عمر سليمان، لظروفه الصحية أولا، وما يشاع عن علاقته بالأوساط الأمريكية وجسوره القائمة مع الدولة الصهيونية.

أما المعارضة الرسمية أو الأحزاب المرخصة فهي راضية بنصيبها من فتات وعطايا الحزب الحاكم، وقبول دور ‘المحلل’ في انتخابات الرئاسة القادمة. والأحزاب السياسية المحظورة والمجمدة لا سبيل أمامها إلا الرهان على الشارع لا غيره. وتبقى الدعوة للتغيير بطريق العصيان المدني السلمي المنظم، المطروحة من قبل الجماعات الجديدة مثل حركة كفاية وأخواتها، تبقى الأكثر راديكالية لحل ديمقراطي وطني يشارك فيه الجميع، لكنها ما زالت محصورة في نطاق النخبة، ولم تمتد بعد إلى قطاعات أعرض، وسط الطلاب والفلاحين والعمال والموظفين والعاملين في القطاع الحكومي. والنجاح هنا مرهون باستجابة هؤلاء ومشاركتهم. وإذا ما وقع العصيان، في صورته المأمولة، فقد ينتقل بمصر نقلة تاريخية ونوعية كبرى نحو المعلوم وليس في اتجاه المجهول. ‘ كاتب من مصر يقيم في لندن (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 31 جويلة 2010)


شركات أمريكية يعتقد انها ساهمت بنقل الأموال إلى المشتبه بهم بإغتيال المبحوح


7/31/2010 واشنطن- ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن المحققين الأمريكيين المشاركين في التحقيق بإغتيال القائد بحركة حماس محمود المبحوح بدبي، حددوا عدداً من الشركات مقرها الولايات المتحدة يعتقد بأنها استخدمت لنقل أموال إلى المشتبه بهم في تنفيذ العملية ما يقرّب الوصول إلى معرفة الممول. وأشارت الصحيفة إلى أن ما تم التوصل إليه أظهر بأن السلطات الأمريكية تلعب في التحقيق دوراً أكبر مما كان كشف سابقاً، ولفتت إلى أن القضية دقيقة بالنسبة للولايات المتحدة لأن شرطة دبي قالت إن المشتبه به الأول في القضية هو جهاز الموساد الإسرائيلي، حليفها الهام. ونقلت عن مسؤولين مطلعين على المسألة إن المحققين الدوليين رأوا أن تحويلات الأموال التي جرت عبر شركات أمريكية تعد مفاتيح هامة في المطاردة العالمية الهادفة إلى تحديد أكثر من 20 مشتبهاً بهم في العملية. وذكرت الصحيفة أن الشركات الأمريكية التي حددها التحقيق تشمل أعمال لها علاقة بالانترنت تربط الساعين إلى وظائف مستقلة مع الموظفين وعمليات الدفع بينهما.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين المطلعين على التحقيق إن السلطات الأمريكية تقول إنها لا تعتقد بأن هذه الشركات كانت تعرف بأن الأموال ستستخدم في المؤامرة.

ويعتقد المحققون الأمريكيون أن المشتبه بهم تقدموا على أنهم باحثين عن العمل لحسابهم الخاص كي يتقاضوا الأموال بطريقة تحجب مصدر تمويلهم، واستخدموها على سبيل المثال لشراء تذاكر سفر. وعُثر على جثمان الشهيد المبحوح في أحد فنادق دبي في كانون الثاني/ يناير الماضي، وأعلنت شرطة دبي أنها متأكدة 99% من تورط الاستخبارات الإسرائيلية في اغتياله. وكانت بريطانيا واستراليا طردتا دبلوماسيين إسرائيليين اثنين على خلفية استخدام جوازات سفر مزورة تخص مواطني البلدين في عملية اغتيال المبحوح. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 31 جويلة 2010)


مسرّب الوثائق الأميركية محبط ويائس


أشارت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إلى أن الجندي بالجيش الأميركي برادلي مانينغ، المشتبه بكونه قام بتسريب وثائق تابعة لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بشأن الحرب على أفغانستان، كان يعيش حالة من الإحباط بسبب انفصال والديه. وأضافت ديلي تلغراف أنه يبدو أن انفصال والدة الجندي البريطانية سوزان عن زوجها الأميركي بريان أثار غضب الابن برادلي الذي بدوره أعرب عن سخطه من الجيش والمجتمع الأميركي بشكل عام على صفحته بالفيسبوك قبل أيام من نشر الوثائق. وبينما ذكرت ديلي تلغراف أن مانينغ يخدم في الجيش الأميركي بوظيفة محلل استخبارات، أضافت أنه سبق أن التحق بالمدرسة في ويلز البريطانية حيث نشأ وترعرع في ديار جده لأمه، وأنه ربما أصيب بالكآبة والإحباط بعد انفصال والديه عن رباط الزوجية. ونسبت الصحيفة إلى مانينغ قوله عبر فيسبوك في ظل انفصال والديه إنه « لم يتبق لي أي شيء » في الدنيا، وإنه بات بعد انفصالهما في حال يرثى لها وإنه مصاب بما هو « أكثر من اليأس والإحباط ». قطعة أثاث وبينما كتب الجندي الأميركي أيضا في صفحته على الإنترنت أن « برادلي مانينغ ليس مجرد قطعة أثاث » في الجيش الأميركي، أضاف إحدى النكات المتعلقة بطبيعة عمله كمحلل استخبارات، وعبارات أخرى مثل « خذوني على ما أنا عليه، وإلا فتحملوا النتائج ». ويواجه مانينغ المعتقل لدى الجيش الأميركي تهما من بينها تسريبه إلى موقع « ويكيليكس » أكثر من تسعين ألف وثيقة عسكرية سرية بشأن الحرب على أفغانستان والتي من شأنها الكشف عن أسماء العديد من الأفغان الذين تعاونوا مع القوات الأميركية، وبالتالي تعريض حياتهم وحياة الجنود العاملين في الجيش الأميركي في أفغانستان للخطر. وأشارت ذي إندبندنت إلى أن الوثائق السرية التي يعتقد أن الجندي الأميركي قام بتسريبها كشفت عن حالات تم فيها تعرض المدنيين الأفغان للقتل بفعل هجمات القوات الأجنبية، وعن قيام الجيش الأميركي بالتغطية عليها. وأضافت أن عائلة الجندي التي تقيم في « بيمبروكشاير » بالمملكة المتحدة تشعر بالرضا إزاء ما قام به ولدها قائلة إنه بكشفه عن الوثائق « فعل عين الصواب ». صحة والدته وقال كيفين فوكس خال الجندي الأميركي إن اعتقال وسجن مانينغ برادلي قد ترك تداعياته السلبية على صحة والدته سوزان ، مضيفا أنه يشعر بالفخر والرضا إذا كان ابن أخته قام بتسريب الوثائق وأنه يعتقد أنه قام بما هو « عين الصواب ». وكانت الأم سوزان مانينغ (56 عاما) والتي تعيش صدمة قاسية إثر ما حدث لولدها انتقلت إلى الولايات المتحدة عام 1979 بعد زواجها من الأميركي بريان ماننيغ والد الجندي برادلي، حيث كان الأب يخدم في قاعدة برودي العسكرية قرب « هافرفوردويست » جنوبي غربي ويلز في بريطانيا. وفي حين ولد مانينغ في أوكلاهوما الأميركية، انفصل والداه عن رباط الزوجية في 2001 مما حدا بالسيدة سوزان مانينغ للعودة إلى ويلز برفقة ابنها برادلي الذي أنهى دراسته الثانوية في ديار جده لأمه. وبينما يخضع المتهم لحراسة أمنية مشددة مخافة إقدامه على الانتحار، يقوم فريق من عناصر تابعين لمكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) بواشنطن باستجوابه بعد أن تم نقله إلى هناك من معسكر عريفجان بالكويت، حيث تم اعتقاله نهاية مايو/ أيار الماضي بتهمة تسريب شريط فيدو لهجوم نفذته مروحية عسكرية أميركية. ويواجه مانينغ اتهاما بتسريب شريط فيديو سري عام 2007 وقام موقع ويكيليكس ببثه، وتظهر فيه مروحية أميركية تقتل عددا من المدنيين العراقيين بينهم صحفيان يعملان لدى وكالة رويترز للأنباء. وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميرال الأميركي مايكل مولن إن الذين قاموا بتسريب الوثائق والمعلومات العسكرية الأميركية السرية على الملأ ربما يتسببون في تعريض حياة جنود أميركيين أو حياة أفراد عائلات أفغانية للخطر، في ظل الكشف عن أسماء المخبرين الذين تعاونوا مع الأفغان والقوات الأجنبية. المصدر:ديلي تلغراف (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 31 جويلة 2010)

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.