السبت، 31 ديسمبر 2005

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2049 du 31.12.2005

 archives : www.tunisnews.net


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ـ فرع بنزرت: إيقاف قابيل الناصري المفرج عنه مع مجموعة من المساجين السياسيين يوم 2/11/2005 حزب العمال الشيوعي التونسي: بيــان شهرزاد عكاشة – صحفية بجريدة الشروق: بيان إلى الرأي العام العربية.نت: تونس تتراجع عن حظر مارسيل خليفة بعد ضغط منظمات حرية الإبداع نور الدين العويديدي: وحدة المعارضة التونسية شرط لتحقيق أهدافها – حركة 18 أكتوبر خطوة تحتاج المزيد من الخطوات محمد فوراتي: لماذا لا تتحول حركة 18 أكتوبر إلى مشروع تغيير؟ صـابر: الإسلام .. وتطرف الدولة فى تونس محسن ابراهيمى: أين دور العلماء فى مسالة الحجاب؟ مرسل الكسيبي: هل جاءنا الحاكم العربي من سيريلانكا؟ الهادي بريك:  إلى الاخ الكريم أبي حيان  نوفل معاوي: إلى فريق تونس نيوز الذي عمي و أصم و استحب كلام الغنوشي على كلام الله ورسوله أبو البراء المهاجر: في الرد على التعصب الحزبي (2 من 2) مجهودات او مجاهدات ابو جهاد عبدالحميد العدّاسي: إلى عمّنا محمّد العروسي الهاني

محمد العروسي الهاني: رسالة مفتوحة إلى سعادة  سفير المملكة العربية السعودية بتونس الموقف: في ندوة حول الحركة النقابية في تونس و تحديات العولمة – المنوال الإنتاجي الجديد انتج علاقات إنتاج جديدة الموقف: إضراب و تجمع عام في قطاع التأمين الموقف: تأسيس شبكة للديمقراطيين العرب د. خالد الطراولي: الخطاب الإسلامي في الغرب بين الإشكاليات والبناء (3/3) برهان بسيس: إسرائيل التي لا نعرفها.. مركز النديم لعلاج وتأهيل ضحايا العنف: أول إنجازات الحكومة الجديدة: مجزرة للاجئين السوانيين في ميدان مصطفى محمود نسيج: نائب الرئيس السوري يقدم شهادة مدوية ضد نظام الأسد ياسر الزعاترة: «الإخوان» المصريون ومسؤوليات الفوز الكبير أو التاريخي


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

يقول الشاعر: «رُب يوم بكينا منه ولما صرنا في غيره بكينا عليه»

ونحن في هذا اليوم الأخير من عام 2005 من ميلاد السيد المسيح عليه السلام نرجو صادقين أن لا يأتي يوم نبكي فيه على هذه السنة التي اتسمت بالكثير من المعاناة والآلام والقسوة على الكثير من التونسيين والعرب والمسلمين وبني البشر في شتى أنحاء العالـم.
مع إطلالة العام الجديد، نوجه لكم جميعا أيها السادة والسيدات قراء ومشتركو وأصدقاء « تونس نيوز » داخل الوطن الحبيب وخارجه أجمل التحيات والأماني..
وبرغم كل شيء، كل عام وأنتم وعائلاتكم وأحباؤكم بألف خير

 
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت 75 شارع فرحات حشاد 7001 بنزرت ـ الهاتف 435.440 72 بنزرت في 30 ديسمبر 2005
بيـان للرأي العام

إيقاف قابيل الناصري المفرج عنه مع مجموعة من المساجين السياسيين يوم 2/11/2005

تعلم هيئة فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الرأي العام أن السجين السياسي السابق قابيل الناصري قد وقع إيقافه يوم 29 ديسمبر 2005 من طرف أعوان الفرقة المختصة بمنزل بورقيبة بدون أي وجه قانوني.
والمعلوم أن قابيل الناصري قضي عليه بثلاثة سنوات سجن من طرف الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس بالمراقبة الإدارية لمدة خمسة أعوام (فيما عرف بقضية أريانة) وقد أطلق سراحه بمقتضى سراح شرطي مع مجموعة من السجناء السياسيين يوم 02 نوفمبر 2005 بعد أن قضى حوالي سنتين وثمانية أشهر وتنتهي العقوبة المحكوم بها يوم 27 فيفري 2006.
ومنذ خروجه من السجن تعرض لملاحقات واعتداءات مختلفة من طرف أعوان الفرقة المختصة وطلب منه الحضور بصفة دورية بمركز الأمن للإمضاء بتعلة الخضوع المراقبة الإدارية، وكان في كل مرة يرفض ذلك مدافعا على حريته الجديدة وحقوقه الأساسية لأن المراقبة الإدارية تتمثل في الإقامة بمكان معلوم من طرف الأمن وعدم تغيير مكان الإقامة ومغادرة دائرة الولاية التي بها هذا المقر إلا بعد الحصول على رخصة من الأمن. مع العلم أنه صرح أثناء محاكمته أنه تعرض للتعذيب من طرف الأعوان الذين بحثوه وتعرض لسوء المعاملة بعد خروجه من السجن.
إن فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان يطالب السلط المعنية بالإفراج فورا عن قابيل الناصري وبوضع حد للملاحقات والانتهاكات التي تطاله بصفة مسترسلة منذ خروجه من السجن وباحترام القانون في خصوص تطبيق المراقبة الإدارية وبالإذن بفتح بحث وتتبع كل من تثبت إدانته في ممارسة جريمة التعذيب أو التهديد به ضد قابيل الناصري.
كما ينبه الفرع لخطورة الخروقات والانتهاكات المتكررة والملاحقات المماثلة التي يتعرض لها يوميا بقية المفرج عنهم في نفس القضية وبعض الشباب المفرج عنهم مؤقتا أخيرا والمحالين على التحقيق لدى المحكمة الابتدائية بتونس بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب.
عن هيئة الفرع رئيس الفرع علي بن سالم

 
حزب العمال الشيوعي التونسي
بيــان
تعرضت سيارة المناضل الحقوقي كمال الجندوبي، رئيس اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس، إلى عملية تهشيم وذلك بمأوى السيارات التابع لمقرّ عمله، علما وأنّ نفس السيارة كانت تعرضت للخلع والسرقة قبل نحو أسبوع.
إنّ كل المؤشرات المتوفرة تشير إلى أنّ البوليس التونسي يقف وراء هذا الاعتداء وذلك في إطار الهجمة التي يشنها نظام بن علي ضد المناضلات والمناضلين من معارضين سياسيين وناشطين حقوقيين وغيرهم. لقد تعرض السيد كمال الجندوبي طيلة السنوات الماضية إلى العديد من الاعتداءات والانتهاكات وصلت حدّ منعه من حقه في جواز سفره وحرمانه من دخول تونس تشفيا منه وعقابا له على مواقفه ونضاله المناهض للدكتاتورية في بلادنا.
كما تعرض في الأيام الأخيرة الصحفي واللاجئ السياسي الطاهر لعبيدي للتهديد بالقتل، إضافة إلى رسائل التشويه والتخوين التي استهدفت كل من نجيب الشابي وخميس الشماري وخميس قسيلة وقد تزامن ذلك مع الأنشطة الأخيرة الداعمة لهيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات بتونس
إن حزب العمال الشيوعي التونسي إذ يندد بهذه الاعتداءات ويعبر عن تضامنه مع المناضل الحقوقي كمال الجندوبي والصحفي الطاهر لعبيدي وكل المناضلات والمناضلين المستهدفين من الهمجية التي تسلكها الدكتاتورية، يدعو كافة القوى الديمقراطية والتقدمية إلى مزيد التكتل للتصدي لمثل هذه الممارسات وفضحها، كما يطالب بملاحقة المتورطين فيها في الداخل والخارج.
حزب العمال الشيوعي التونسي 30 ديسمبر 2005
(المصدر: البديـل عاجل ، قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 30 ديسمبر 2005 )


بيان إلى الرأي العام

إني شهرزاد عكاشة، صحفيّة بجريدة « الشروق » وكاتب عام سابق للمكتب الفيدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار أتوجّه للرأي العام بالبيان التالي لأحيط علما بأنّني وفي إطار تواصل المضايقات الأمنيّة المستهدفة لي، كنت قد تعرّض وحين مروري بنهج مرسيليا بالعاصمة، رفقة الصديق النقابي شكيب دحدوح مساء 28 ديسمبر 2005 إلى الايقاف المسبوق بتحرّش وبعبارات نابية وخادشة للحياء تمّ إثرها اقتيادنا إلى مركز البوليس بنهج يوغسلافيا أين تواصلت نفس الممارسات المهينة ولكن بشكل أعنف وصل إلى الاعتداء المادي عليّ وتحريض الموقوفين الموجودين بالمكان ضدّي أين مارسوا عليّ بدورهم العنف اللفظي على مرأى ومسمع من ضابط الاستمرار الموجود أيضا بالمكان.
وعند احتجاجنا ومطالبتنا بمعرفة أسباب الإيقاف وكتابة محضر فيها وتتبع المعتدين موقوفين وأعوان، تمّ تهديدي بالتدخّل لفصلي عن العمل قبل إطلاق سراحنا في الثالثة صباحا بما أن عناصر الإرشاد السياسي الموجودة كانت على علم تام بوضعي السيئ وغير المستقرّ في جريدة « الشروق » التي سبق لإدارتها أن أوقفتني عن العمل لأسباب سياسيّة في 31 ديسمبر 2004 لأعود يوم 12 جانفي 2005 إلى سالف عملي ولكن في ظروف جديدة أهمّها عدم نشر إمضائي على مقالاتي لأسباب غير معلومة، كما أنّني قد مثلت أمام القضاء في 29 سبتمبر 2005 بتهمة كيديّة وجهت منذ 2001 من أحد أساتذة معهد الصحافة المعروف بانتمائه إلى التجمّع الدستوري الديمقراطي أثناء تحرّك نقابي كنت أقوده أيّامها، وها أن إدارة الجريدة اليوم تلوّح بطردي بسبب مقالاتي ورفضي منذ ما يزيد عن الشهرين المساهمة في إعداد ملحق خاص بـ7 نوفمبر 87 ووجّه لي إثره رئيس التحرير عبد الحميد الرياحي استجوابا، إضافة إلى التهديد والهرسلة عبر الهاتف التي لازلت أتعرّض لهما وأفراد عائلتي.
وعليه، ونظرا لما أتعرّض له من مضايقات أمنيّة في الشارع وعبر الهاتف وضغوطات داخل جريدة « الشروق » فإنني أعلن عن:
ـ استيائي الشديد وتنديدي بما آلت إليه أحوال الصحافيين التونسيين رغم ما تتشدّق به السلطة من حرص على حريّة الإعلام وعناية بتحسين وضع الصحافيين. ـ رفضي المطلق لاستغلال نظام التعاقد في قطاع الإعلام وغيره من القطاعات كوسيلة للضغط والإخضاع. ـ مطالبتي بإيقاف كلّ أشكال المضايقة الأمنيّة والتضييقات التي تمارس ضدّي. ـ استعدادي اللامتناهي للدفاع عن نفسي وعن حقي في العمل بالأشكال النضاليّة القصوى.
وإني أهيب بكم للوقوف إلى جانبي ومساندتي أمام ما أتعرّض له من تهديدات ومظالم.
شهرزاد عكاشة – صحفية بجريدة الشروق
 

 

هبوط حاد لصادرات تونس من زيت الزيتون

تراجعت صادرات تونس من زيت الزيتون بشدة خلال الأحد عشر شهرا الأولى من العام الحالي مع تقلص الإنتاج لتبلغ 96.9 ألف طن.
ويمثل زيت الزيتون نحو نصف صادرات البلاد الزراعية التي تشكل أكثر من 10% من مجمل مبيعاتها في الخارج.
ويستفيد أكثر من 500 ألف عائلة من سكان تونس البالغ عددهم عشرة ملايين من صناعة زيت الزيتون الكثيفة في استخدام الأيدي العاملة.
وقال مسؤولون تونسيون إن الإنتاج هبط إلى أقل من نصف المحصول العام الماضي الذي بلغ 278 ألف طن بسبب الوقت الطويل الذي استغرقه جني هذا المحصول الكبير.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 31 ديسمبر 2005 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)  


تونس تتراجع عن حظر مارسيل خليفة بعد ضغط منظمات حرية الإبداع

تونس – سليم بوخذير
في سابقة تسجل لأول مرة منذ أغسطس 2005 تاريخ حفله الأخير بمهرجان قرطاج، أقدم التلفزيون التونسي الرسمي ليل الخميس 29-12-2005،على بث أغنية « أمي » للفنان اللبناني مارسيل خليفة من أشعار الشاعر الفلسطيني محمود درويش وألحان خليفة. ويأتي بث الأغنية كاشارة ضمنية من السلطات التونسية على تراجعها عن قرار منع تداول أغنيات مارسيل خليفة واسمه منذ الصيف الماضي في الاذاعات والمحطات التلفزيونة التونسية.
وبث التلفزيون التونسي الأغنية بشكل مفاجئ في فترة ما بعد نشرة أنباء الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي. وكانت منظمات تونسية عديدة مدافعة عن حرية الابداع والاعلام وحقوق الانسان ومن ضمنها المرصد التونسي لحرية الابداع والنشر والمجلس التونسي للدفاع عن الحريات قد ادانت قرار منع مارسيل خليفة في تونس ، ووصفته بـ » الضرب الصريح لحرية الابداع والفن والتعبير ».
من جانبها، كانت منظمات حقوقية لبنانية أدانت حظر خليفة في تونس. وندد المنتدى الثقافي اللبناني في بيان له وقعه رئيس المنتدى نبيل ابوشقرا بقرار تونس جاء فيه « ان السلطات التونسية فاجاتنا بقرار منع مارسيل خليفة من دخول تونس متذرعة بدفاعه عن الاسرى في السجون العربية وسجناء الرأي في تونس في نفس العام الذي تكرمه فيه منظمة اليونسكو كاول فنان عربي يحمل لقب فنان للسلام « . واضاف البيان  » اننا ناسف وندين هذه الاساليب التي تنتهك ابسط قواعد الديمقراطية وحرية التعبير ».
وجاء قرار منع تداول اغنيات مارسيل خليفة في الاذاعة والتلفزيون التونسييين، على اثر اهدائه أغنية « عصفور » في حفله بمهرجان قرطاج في أغسطس 2005 بحضور قرابة 15 ألف متفرج الى كل السجناء السياسيين العرب في السجون الاسرائيلية والعربية بما في ذلك السجون التونسية، ما اثار حفيظة السلطات التونسية فاصدرت قرارها بمنع بث اغنية « عصفور » وكل اغنيات مارسيل خليفة.
وأكدت مصادر اعلامية تونسية رفضت الكشف عن اسمها لـ « العربية. نت » أن قرارين صدرا في تونس بحق مارسيل خليفة، الأول بمنع بث أغانيه في الاذاعة والتلفزيون، بسبب اهدائه اغنية « عصفور »، والثاني يقضي بمنع أي حفل يحييه مارسيل خليفة في تونس ومنع دخوله التراب التونسي. وقد صدر هذا القرار الأخير في نوفمبر 2005، بسبب توقيع الفنان اللبناني على بيان مساندة لحركة المعارضين التونسيين الذين خاضوا اضرابا عن الطعام قبل القمة العالمية لمجتمع المعلومات.
وكان البيان الذي وقعه مارسيل خليفة حوت اسماء 44 مثقفا وفنانا عربيا الى جانب مارسيل خليفة مثل أدونيس وبرهان غليون والياس خوري. وأشار البيان وتضمن البيان مساندة الموقعين للمضربين عن الطعام في « مطالبتهم باطلاق حرية الاعلام في تونس والافراج عن سجناء الراي والسماح بنشاط المنظمات المحظورة ».
وكان قرار منع حفلات مارسيل خليفة في تونس، قد تأكد بصورة رسمية، منذ 12-12- 2005 عندما اعتذرت ادارة المهرجان الثامن لمسرح الطفل بمدينة سوسة التونسية ( 130كلم جنوب العاصمة ) عن دعوة كانت وجهتها له بصفته « فنان اليونسكو للسلام » ، لافتتاح المهرجان في 19- 12-2005.
ورد مارسيل خليفة على قرار منعه من الغناء في تونس، برسالة بعثها الى ادارة المهرجان اثر اعتذارها قال فيها  » انا ممنوع من دخول بلدكم ولن اكون وحدي الممنوع من دخول بلد احببته من كل قلبي فالممنوع ايضا تراث كثيف من التجربة الابداعية ماضيا وحاضرا صاغها اكثر من جيل ، تجربة تصدر عن توق للحرية ».
واضاف  » يخالجني احساس بالحزن الانساني وبالخجل الحضاري لأن ثمة قوى تقدر ان تمنع مشاركة فنان تهمته الوحيدة انه يغني للحب وللحرية ». ويعطي بث أغنية « أمي » في التلفزيون التونسي، انطباعا برفع الحظرعن اغنياته، لكن مازال من غير المؤكد إلى غاية الآن رفع قرار الحظرعن حفلاته في تونس والذي قد يكون مازال « ساري المفعول » لـ » دواع أمنية  » كما أشارت مصادر جديرة بالثقة لـ »العربية نت ».
(المصدر: موقع العربية.نت بتاريخ 31 ديسمبر 2005) وصلة الموضوع: http://www.alarabiya.net/Articles/2005/12/31/19951.htm


 

وحدة المعارضة التونسية شرط لتحقيق أهدافها

حركة 18 أكتوبر خطوة تحتاج المزيد من الخطوات

نور الدين العويديدي

 

نجحت المعارضة التونسية، مع ما بات يعرف بحركة 18 أكتوبر، التي سبقت قمة مجتمع المعلومات ورافقتها، وجمعت سائر مكونات المشهد السياسي والمدني التونسي حولها، في لفت نظر الرأي العام العربي والدولي، وشدت اهتمام العديد من المؤسسات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، إلى حقيقة الواقع التونسي المزري في ميدان الحريات وحقوق الإنسان.

 

وسجلت المعارضة التونسية بذلك نجاحا محمودا، وخاصة في المجال الإعلامي، وصلت إليه، بفضل جدية العمل، الذي أقدمت عليه، متمثلا في إضراب 8 شخصيات سياسية وحقوقية بارزة عن الطعام، لأكثر من شهر، وبفضل التفاف سائر مكونات المشهد المعارض حول هذا التحرك، في داخل البلاد وخارجها، حتى باتت الجهات المختلفة تتنافس على إبداع أشكال عديدة من التضامن والتأييد، وهو ما شد كثيرا من أزر المضربين، وزاد من الاهتمام الإعلامي والسياسي بإضرابهم، وسلط الأضواء على الوضع التونسي المتردي.

 

فشل استراتيجية التيئيس

 

لقد راهن النظام التونسي على استراتيجية تحطيم معنويات معارضيه، وتيئيسهم من تحقيق أي مكسب، إذ حاول إقناعهم بأن السعي للضغط عليه، واستغلال الاهتمام بتونس لانتزاع تنازلات سياسية وحقوقية منه، أمر غير ذي جدوى، وأن استضافته لقمة المعلومات لن تغل يديه عن شن حملة واسعة على المعارضة ومؤسسات المجتمع المدني. وبالفعل تمت السيطرة على جمعية القضاة، وجرى إحداث انشقاق مفتعل داخل الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وتم منع نقابة الصحافيين بالقوة من عقد مؤتمرها التأسيسي، واستمر انتهاك حقوق الإنسان على أوسع نطاق.

 

لقد كان النظام التونسي، وهو يشن حملته على مؤسسات المجتمع المدني وقوى المعارضة، على يقين بأن الضغوط الغربية عامة، والأمريكية خاصة، من أجل الإصلاح والديمقراطية قد تبخرت، أو تراجعت بشكل كبير، مع تزايد الورطة الأمريكية في العراق، مع يقينه مسبقا بأن تلك الضغوط لم تكن تتوفر على ما يكفي من الجدية لإجبار نظام مثل النظام التونسي، موال للغرب، ومندرج في الحرب الأمريكية على « الإرهاب »، ومستجيب لكل ما يطلب منه في الجوانب الأمنية والاستراتيجية، على الدخول في إصلاح حقيقي، فهي ضغوط موسمية وانتقائية، تستهدف تطويع أنظمة محددة، لضمان اندراجها في المشروع الأمريكي، وليس النظام التونسي من الأنظمة المعنية بها.

 

كما كان نظام الرئيس بن علي على يقين بأن الدول المشاركة في قمة المعلومات، وخاصة الغربية منها، لن تتغيب عن القمة، ولن تخفض كثيرا تمثيلها فيها، لمجرد احتجاج منظمات حقوقية على ما يجري في تونس. فالسلطة تعلم حقيقة القواعد التي تتصرف بمقتضاها الدول الغربية، فطالما كان النظام مرضيا عنه، ومتجاوبا في الأمور الاستراتيجية، فإن الأمور « الصغرى » المتعلقة بحقوق الإنسان والحريات والديمقراطية لا تؤخذ بما يكفي من الجدية، ولا تكون مبررا كافيا للضغط على النظام، بما قد يهدد تجاوبه في القضايا الكبرى.

 

ويعلم النظام التونسي أيضا أن العلاقات الخاصة والمميزة بينه وبين الكيان الصهيوني، الذي حل وزير خارجيته ضيفا مبجلا في القمة على نظام ابن علي، عامل حماية مهم له، فأقرب الطرق لإرضاء العواصم الغربية، وخاصة واشنطن، عن أي نظام في العالم، وخاصة من الدول العربية والإسلامية، يمر عبر إرضاء تل أبيب. ومن ثم لا حرج من أي ضوضاء أو غبار قد تثيره منظمات المجتمع المدني، فهو غبار سرعان ما ينقشع.

 

على أساس من تلك القناعات قامت استراتيجية النظام التونسي على تنفيذ هجمة استباقية على المعارضة، حتى لا تفكر في المبادرة للتحرك والضغط. وكان الغرض من ذلك تيئيس المعارضة وقوى المجتمع المدني المختلفة من التغيير، وإقناعها بأنه ليس بوسعها « لي » ذراع النظام، مستفيدة من الاهتمام الدولي بتونس، قبيل استضافة قمة المعلومات.. ولذلك جاءت قرارات الحكومة بالهجمة على مؤسسات المجتمع المدني في وقت متقارب، وبشكل مباغت. وكان الهدف من هذه الاستراتيجية الحكومية إقناع الجميع بأن سائر الأبواب موصدة، وأن التغيير متعذر، وأنه بعد إقفال الأبواب على السند الداخلي، فإن أبواب السند الخارجي، ولو كان معنويا، مقفلة أيضا.

 

وانقلب السحر على الساحر

 

لكن هذه الاستراتيجية انقلبت على واضعيها تماما، حين اختارت مجموعة من الشخصيات التونسية من قادة الأحزاب وقوى المجتمع المدني الجادة، الانتقال باحتجاجها على النظام إلى « أشكال قصوى » من الاحتجاج، عبر الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، سلط الكثير من الضوء على الوضع التونسي، الذي يعاني من الكثير من الخور، على الرغم من حفاظ النظام على صورة مقبولة خارجيا، هي صورة النظام الناجح اقتصاديا، والمحافظ على الأمن في محيط مضطرب.

 

لقد اعتاد الكثير من الإسلاميين، وخاصة المساجين منهم، الإضراب عن الطعام، خلال السنوات الأخيرة، حتى لا يكاد إضراب بعضهم يتوقف إلا ليبدأ إضراب بعضهم الآخر، من دون أن يثير ذلك اهتماما سياسيا وإعلاميا كثيرا، في الداخل والخارج، فكأن الجميع باتوا يسلمون بأن وجود الإسلاميين في السجون أمر طبيعي، ومن ثم فإضراباتهم عن الطعام لا تعني للكثيرين شيئا غير معتاد، يكون جديرا بالاهتمام.

 

أما أن يقدم بعض قادة المعارضة « العلمانية »، مثل السيدين أحمد نجيب الشابي، الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي، وحمة الهمامي الناطق باسم حزب العمال الشيوعي التونسي، مع آخرين من اتجاهات مختلفة، علمانية وإسلامية، هم من قادة مؤسسات المجتمع المدني على الإضراب عن الطعام، والاحتجاج على الانغلاق السياسي الذي طبع الوضع التونسي بقوة خلال السنين الماضية، فقد لفت إضرابهم الأنظار إلى أن الأمر جد.

 

فالمضربون ليسوا معارضين « جذريين »، يريدون تشويه سمعة النظام، وليسوا شبابا « طائشين » مندفعين، لا يبالون بأوضاعهم الصحية، وإنما هم سياسيون « براغماتيون »، « متقدمون » في السن نسبيا، الأمر الذي يعني أنهم ما أضربوا عن الطعام إلا ليقولوا للعالم أجمع إنه لم يبق أمامهم من سبيل آخر للاحتجاج على الاستبداد السياسي والقمع الأمني في بلادهم، إلا التضحية بأجسادهم. ولذلك لاحظنا الاهتمام الواسع بإضرابهم، حتى وصل الأمر لتدخل الرئيس السويسري، والأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، فضلا عن ضغوط وتصريحات أخرى، وأكثر من ذلك الاهتمام الإعلامي بالوضع التونسي، الذي كشف حقيقة اتخاذ نظام الرئيس ابن علي لتونس باعتبارها حديقة سرية للقمع والرعب والتعذيب.

 

نجاح يحتاج للمراكمة

 

أمضى النظام التونسي نحو عقد ونصف العقد من الزمن، غارقا حتى أذنيه في انتهاكات حقوق الإنسان، لكنه ظل متمتعا بسمعة النظام الحداثي، المنفتح على الغرب، المستقر سياسيا، والناجح اقتصاديا، والمدافع على حقوق النساء، والمطور للتعليم، بما يتلاءم مع الثقافة العلمانية الحديثة، حتى إنه كان يقدم نفسه باعتباره النموذج والغاية، التي يتوجب على باقي الأنظمة العربية والإسلامية السير على منوالها، والحذو حذوها. ومكنه ذلك من اكتساب دعم الكثير من النخب الثقافية والسياسية والإعلامية، عربيا وغربيا، وحافظ بذلك على صورة جيدة له، ربما تفوق طموحه، رغم انتهاكاته الواسعة لحقوق الإنسان.. وظل الأمر كذلك، في عيون قطاعات واسعة من الرأي العام العربي والدولي، حتى جاء إضراب الثمانية عن الطعام، ليكشف زيف الواقع التونسي، وانسداد سبل التغيير السلمي والمدني فيه، وسيطرة دكتاتورية فجة عليه.

 

لكن هذا النجاح على أهميته ليس سوى خطوة على الطريق. فالمعركة مع الدكتاتورية لا يمكن أن تحسم بإضراب عن الطعام، مهما كانت أهميته. وتمسك الرئيس ابن علي و »شلته » ولوبيات الفساد من حوله، بالسلطة لن يغيره إضراب عن الطعام، ولا « تشويه » صورة الحكم في الخارج، ولا تغطيات إعلامية، مهما كانت أهميتها. فالأنظمة السلطوية، مع الثقافة الحديثة، لا تهتم بحب محكوميها لها، ولا تبالي كثيرا بشهادات الاستحسان الخارجية، إن كان وجودها ذاته مهددا. إن غريزة « حب البقاء في الكرسي » تتغلب لدى الحاكم الدكتاتوري على أي غريزة أخرى، وقت اشتداد الأزمات، فيفتقد حساسيته لـ »حسن » الصورة، ويهتم بشروط البقاء دون سواها، وأدوات القمع وأجهزة الأمن الأساس فيها.

 

معركة طويلة وصعبة

 

وهذا يعني أن على المعارضين التونسيين أن يوطنوا أنفسهم على أن المعركة طويلة وصعبة ومعقدة، وأنهم كلما اقتربوا أكثر من إحراج النظام، وتهديد استمراره في الحكم، أن يروا مزيدا من الاضطهاد وانتهاك حقوق الإنسان، وأن يطال ذلك الجميع، فما تعرض له الإسلاميون منذ مطلع التسعينيات من اضطهاد وقمع وتعذيب، سيتوسع مداه ليطال الجميع، كلما أحس النظام بالخطر على بقائه. ومعركة من هذا القبيل تحتاج إلى شروط أساسية لضمان الفوز فيها على الدكتاتورية:

 

– أولا: أن تأخذها المعارضة بما يلزم من جدية. فالجدية شرط أساس لربح أي معركة، وخاصة إذا كانت معركة مع سلطة استبدادية. وقد صار المضربون الثمانية عن الطعام يدركون اليوم أن ما لفت الاهتمام إلى إضرابهم، وزاد من الالتفاف حولهم، إنما هو شعور الناس في الداخل والخارج بجديتهم في مقارعة الدكتاتورية، إلى حد تعريض أجسادهم للخطر.

 

– ثانيا: أن تكون المعركة مع الدكتاتورية معركة مستمرة، لا تتوقف على مناسبات محددة، وأن تبدع المعارضة فيها باستمرار، أفكارا خلاقة متجددة وعملية، وأن تكون قابلة للتعبئة من حولها، وأن تتوجه بها إلى العمق الشعبي، لا أن تظل محصورة بين بعض النخب، وأن تستفيد من طاقات الشباب وقدرته على التضحية، من خلال تحريك الجامعات والمعاهد الثانوية والعاطلين عن العمل والنقابات، وأن يتم التنسيق بين الداخل والخارج، بشكل جيد، بحيث يكون الوجود المعارض في الخارج غطاء إعلاميا وسياسيا وعلى صعيد العلاقات العامة لعمل الداخل، يوفر له الدعاية، ويضمن له التأمين السياسي والإعلامي لنشاطاته، ويكسر احتكار السلطة للإعلام، أو تعتيمها على حركة الداخل.

 

– ثالثا: لا يمكن لذلك أن يتحقق إذا استمر تحرك المعارضة تحركا فئويا محدودا، يقوم عليه الإسلاميون دون غيرهم، أو العلمانيون مع إقصاء الإسلاميين، وأن المطلوب أن تشارك جميع القوى مجتمعة في مقارعة الدكتاتورية، من دون إقصاء لأي طرف، إلا من يختار الاصطفاف خلف الدكتاتورية. فقد استفاد نظام الرئيس ابن علي طيلة الفترة الماضية من التباعد والتنابذ الحاصل بين العلمانيين والإسلاميين، فحاول أن يقنع العلمانيين بأن الخطر الإسلامي يشملهم مثلما يشمل النظام، ويحاول اليوم أن يقنع الإسلاميين بأن الاقتراب من العلمانيين سيعني استمرار وضعهم البائس، في وقت لا يشكو فيه العلمانيون من حالة اضطهاد مماثلة لما يتعرض له الإسلاميون.. وهكذا تستمر لعبة فرق تسد في جنايتها على الحياة السياسية التونسية، ويستمر النظام مهيمنا على الجميع.

 

إن المطلوب عملا جادا دؤوبا متجددا يشمل الجميع، يبدع فيه العقل المعارض أفكارا جديدة، وأشكالا وأساليب واقعية، تتغلغل في عمق المجتمع، وتتكامل فيها الأدوار بين معارضي الداخل ومعارضي الخارج. أما العودة لمنطق الاستئصال واستبعاد طرف سياسي، بحجة عمق الاختلاف العقائدي والفكري معه، فليس أكثر من خدمة جليلة تسدى للدكتاتورية، هي في أمس الحاجة إليها.

 

وليس بوسع أي أحد أن يقنع، بعد اليوم، أي تونسي بأن الاختلافات، مهما كانت درجتها، يمكن أن يسمح لها بأن تكون الحبل السري الذي يتغذى منه الاستبداد ويعشش إلى أمد بعيد في ربوع تونس، مهما كانت الحجج التي تسندها، فالطريق إلى الجحيم كثيرا ما يكون ممهدا بالحجج والشعارات الجميلة.

 

(المصدر: مجلة أقلام أون لاين – العدد 16 السنة الرابعة، نوفمبر – ديسمبر 2005)

 


لماذا لا تتحول حركة 18 أكتوبر إلى مشروع تغيير؟

محمد فوراتي

 

لم تأت الحركة التي بدأها ثمانية قياديون من المعارضة والمجتمع المدني التونسي منذ 18 أكتوبر الماضي من فراغ، فكلّ المؤشرات التي سبقت هذا الحدث كانت تشير إلى ضرورة حدوث شيء ما، تبعا للأحداث التي عاشتها البلاد، أو التي طبعت علاقة الحكم بالمعارضة وبمنظمات المجتمع المدني.

 

فبالإضافة إلى تواصل مأساة السجناء السياسيين أصبحت العلاقة بين الحكومة والمعارضة تتسم بالتشنّج والتأزم المتواصل منذ الانتخابات الرئاسية والتشريعية الماضية، التي أفرزت تواصل سيطرة التجمع الدستوري الديمقراطي على كل مقاليد الحكم، وإصراره على الانفراد بالسلطة، وعدم الإنصات لكل دعوات الإصلاح الصادرة عن المجتمع المدني والسياسي.

 

فإضافة إلى الحزب الديمقراطي التقدمي الذي أعلن انسحابه من الانتخابات الرئاسية نددت حركة التجديد والتكتل الديمقراطي من أجل والحريات بالظروف التي تمت فيها الانتخابات. كما قرر المؤتمر من اجل الجمهورية وحزب العمال الشيوعي التونسي وحركة النهضة مقاطعة هذه الانتخابات لغياب أبسط ضمانات الشفافية فيها.

 

وزاد من التوتر بين الفعاليات السياسية والحكومة توجيه دعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي لزيارة تونس للمشاركة في قمة المعلومات وهو ما أجج مشاعر الغضب لدى أوساط نقابية وشبابية كثيرة في المجتمع. كما تعددت مظاهر التوتر بين قطاعات المجتمع المدني والسلطة بدءا بالمحامين وهيئتهم بعد سجن المحامي محمد عبو وما تلا ذلك من تحركات للمحامين وصلت حدّ الاعتصام لمدة شهر كامل. وبسرعة شملت حركة التوتر الجامعيين حيث قاموا بإضراب إداري ممتنعين عن إصلاح امتحانات آخر السنة الماضية بسبب رفض مطالبهم في الحوار من قبل وزارة التعليم العالي. كما شمل التوتر القضاة حيث تطور الخلاف بينهم وبين وزارة العدل حدّ تنصيب لجنة للإشراف على جمعية القضاة وافتكاك مقرّ الجمعية من المكتب التنفيذي الشرعي وتعيين مؤتمر استثنائي يوم 4 ديسمبر، ثم توالت بعد ذلك الأحداث بمنع عقد مؤتمر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ومؤتمر نقابة الصحافيين. كما أصيبت المفاوضات بين نقابات الاتحاد العام التونسي للشغل و الحكومة بالشلل و العسر نظرا لإصرار الحكومة على نسبة زيادة في الأجور لا تستجيب لتدهور المقدرة الشرائية للعامل والموظف التونسي و إصرار الطرف النقابي على تحقيق مكاسب حقيقية. ويتواصل سلم التدهور الاجتماعي، بتسريح العمال، والزيادة المتكررة في الأسعار، وتزايد أعداد العاطلين عن العمل وخاصة من الحاصلين على الشهادات العليا.

 

كل تلك الظروف وغيرها جعل الالتفاف حول حركة 18 أكتوبر كبيرا سواء كان ذلك على المستوى الوطني أو الدولي، فأوضاع المجتمع التونسي على عدة مستويات أصبحت مقلقة ومنذرة بانفجار اجتماعي أو ما شابه، ومن الأفضل للمعارضة كما للحكم المسارعة بالتغيير و الإصلاح قبل حصول مفاجآت لا يمكن للمجتمع أن يستفيد منها.

 

وفي انتظار حصول إصلاح حقيقي أو فرض هامش من الحريات فإن الساحة السياسية والاجتماعية والحقوقية التونسية وضعت أملا كبيرا على حركة 18 أكتوبر، علّها تكون نقطة البداية لتغيير حقيقي، وذلك نظرا للزخم الإعلامي الكبير الذي حققته والالتفاف الشعبي حولها من ناحية و لشرعية المطالب النضالية التي رفعتها من ناحية ثانية.

 

الحدّ الأدنى الديمقراطي

 

من نقاط القوة التي ميزت حركة 18 أكتوبر وجعلتها تقترب من حركة شعبية مطلبية هي مشاركة عدة فعاليات واتجاهات سياسية مختلفة لم تلتق منذ زمن بعيد تحت سقف واحد. ورغم وجود بعض الأصوات القليلة والنشاز التي حاولت الشدّ للوراء فإن أغلب القوى السياسية والنقابية والحقوقية إلتفت حول المطالب الثلاث التي سماها البعض « الحدّ الأدنى الديمقراطي » فكانت عبارة عن الميثاق الجديد الذي جمّع المعارضة التونسية وجعلها تعلن برنامجا نضاليا واقعيا وواضحا ومحرجا للحكم.

 

إن وجود يساريين وإسلاميين وقوميين و ليبراليين ومستقلين ونقابيين في هذه الحركة سواء من الشخصيات المشاركة في الإضراب أو التي أعلنت مساندتها في إطار اللجنة الوطنية التي رأستها الجامعية سناء بن عاشور مثّل في حدّ ذاته عنصر شرعية لهذه الحركة. كما جعل الرأي العام الوطني والدولي يقتنع بجديتها النضالية إضافة إلى شرعية مطالبها. ومن المؤكد أن الأصوات القليلة التي حاولت إقصاء الإسلاميين أو مازالت تحاول ذلك بدعاوي زائفة هي عامل إحباط وجب تجاهله حتى لا يضيع الوقت في نقاشات عفا عليها الزمن.

 

ومن نافلة القول ومادامت هذه الحركة قد شدّت إليها الأعناق و للمحافظة على الزخم الذي حققته ومواصلة مسيرتها لا بدّ لها من أن تحافظ على وحدة الأطراف التي شاركت فيها، بل والعمل على دعمها بكل القوى الخيرة في بلادنا دون إقصاء أو إبعاد حتى تكون حركة كل التونسيين من أجل بديل ديمقراطي حقيقي، ومن أجل تحقيق الحرية التي كانت حلم أجيال تونسية متعاقبة.

 

ولعل الهيئة الوطنية للمتابعة والمنوط بعهدتها حسب البيان الختامي للمضربين توحيد الصف حول المطالب وفتح حوار وطني حول القضايا المشتركة هي من سيحمي هذا الأمل. فهذه الهيئة التي سيكون عملها مؤثرا و أهدافها واضحة عليها أن ترتفع بمجهوداتها فوق كل نعرات شخصية أو حزبية أو أيديولوجية. وأن تعمل من اجل المشروع الوطني الديمقراطي الذي فيه مصلحة الجميع والذي بدون تحققه لن يقع الخروج من النفق الذي بقيت تعاني منه البلاد طيلة الخمسين سنة الماضية.

 

مطالب قوية

 

 تمكن المضربون من خلال المطالب التي رفعوها من لفت أنظار الرأي العام الوطني والدولي وتحقيق عدة مكاسب ربما تتدعم في قادم الأيام. فالمطالب الثلاثة وهي حرية التنظم وحرية الصحافة وإنهاء مأساة المساجين السياسيين مثلت عنوان المرحلة الحالية من عمر المجتمع التونسي ولا يكاد تونسي واحد يختلف حول ضرورة تحقيق هذه المطالب في أسرع وقت ممكن.

 

 

ففي الوقت الذي تتجه فيه المنطقة العربية برمتها إلى مزيد من الإصلاح وتحقيق هامش من الحريات مازلت عديد الأحزاب والجمعيات التونسية تنشط خارج مجال الاعتراف القانوني وترفض الحكومة التعامل معها أو تسلم ملفات تأسيسها. وهو الحال الذي ينطبق مثلا على المؤتمر من اجل الجمهورية وحركة النهضة وحزب العمال الشيوعي التونسي و حزب العمل الوطني الديمقراطي وحزب تونس الخضراء، كما ينطبق على المجلس الوطني للحريات و نقابة الصحفيين والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ومركز تونس لاستقلال القضاء والمحاماة وغيرهم من الجمعيات. بل أن غياب حرية التنظم يمسّ من حقوق الأحزاب والجمعيات القانونية التي اعترفت بها الدولة والتي تحاول أن تحافظ على استقلاليتها، حتى غدت الضغوط التي تسلط عليها أحيانا تضعها في خانة غير المعترف به.

 

وينطبق الحال على حزبي التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وعلى جمعيات الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وهيئة المحامين وجمعية القضاة، وهي منظمات عريقة لها تاريخ حافل بالنضال والاستقلالية. فحرية التنظم تكاد تكون مفقودة تماما رغم الحديث في الإعلام الرسمي عن أحزاب معارضة هي أقرب لأحزاب الموالاة و الحديث كذلك عن أكثر من 8000 جمعية وقع تفريخها حتى تكاد تحت الطلب وطبقا للمقاس.

 

أما مطلب حرية الصحافة فهو عنوان أساسي للمرحلة في غياب حركية إعلامية حقيقية بل أكاد أصفها بالتصحّر التام. وهو ما جعل المواطن التونسي يهاجر إلى الفضائيات و يهرب إلى الفضاء الافتراضي بحثا عن المعلومة أو بحثا عن فضاء يسمح له بالتعبير عن رأيه. ولازالت الصحف التي لا يقراها الناس توزع بطرق غريبة وتعيش على المواد الاشهارية التي توزعها وكالة الاتصال الخارجي حسب الولاء، والإبداع في الولاء. وبدون تحقيق حرية في المجال الإعلامي فإن الفساد سيعشش في كل زاوية و مظاهر العسف والظلم ستتواصل لأن أحد ضمانات المحاسبة والشفافية في مجتمع ديمقراطي هي الصحافة الحرّة.

 

أما عن قضية السجناء السياسيين التي أصبحت محلّ إجماع وطني فهي قضيّة أسالت الكثير من الحبر و أصبحت ملفا ثقيلا على الحكم وعلى المعارضة حدّ السواء. وحلّها سوف يفتح الطريق لمعالجة الكثير من الملفات العالقة. فمن غير المعقول أن يتواصل عزل عدد من التونسيين عن العالم الخارجي لاكثر من 15 سنة في ظروف مأساوية تعتبر عارا على كل تونسي أن يسكت عنها. و اعتقادي ان الجميع يتضرر من تواصل هذه المأساة التي لا مبرر لها إلا التشفي والقتل البطيء. فالحكومة متضررة من تواصل هذا الملف على المستوى الدولي، فسمعة البلاد بسبب هذه القضية أصبحت في الحضيض وعلى لسان كل مسؤول حقوقي ومدافع عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم و حتى في الأوساط الديبلوماسية. أما المعارضة فهي متضررة أيضا في صورتها و عجزها عن الدفاع عن تونسيين تعرضوا للقهر والظلم، وهو ما يجعل مصداقيتها على المحكّ أمام المواطنين. ويبقى الشعب والوطن أكبر متضرر من تواصل هذا الملفّ الأسود لأن جزءا منه يتعرض للتهميش والقتل البطيء وهو ما يعرقل كل مشاريع التنمية الاقتصادية أو السياسية التي بدون مشاركة كل أبناء البلد في صناعتها ستكون هباء منثورا.

 

حرج حكومي

 

هذه المطالب الشرعية والعادلة والتي التفت حولها مختلف القوى الحية بالبلاد هي التي جعلت الكثير من الأحرار في العالم يتحسسون المأزق التونسي ويحاولون الوقوف إلى جانب المظلومين فيها. فلأول مرة يقع تسليط الضوء عبر الإعلام أو عبر التحركات الميدانية وتعدد لجان المساندة في الداخل والخارج على واقع الحريات في تونس بهذا الشكل. ولأول مرة تعبر شخصيات ومنظمات عالمية عن سخطها الواضح عن التدهور المستمرّ في واقع حقوق الإنسان التونسي. كما نسجّل لأول مرة دخول عدد من المفكرين والفنانين والشعراء العرب في لائحة المساندين للمجتمع التونسي في نضالاته من أجل الحريّة والديمقراطية، فقد أمضى عدد من كبار الشخصيات العربية أمثال المفكر برهان غليون والشاعر أدونيس والروائي إلياس خوري والكاتب محمد برادة والموسيقي مرسال خليفة وغيرهم عريضة تطالب تدعو جميع الأحرار في العالم إلى الوقوف إلى جانب الديمقراطيين في تونس.

 

هذا التضامن الدولي والالتفاف النخبوي والجماهيري حول حركة 18 أكتوبر، بالإضافة إلى التغطية الإعلامية الكبيرة التي صاحبت أيام الإضراب جعلت الحكومة في حرج شديد أمام الرأي العام الدولي على المستوى الرسمي وغير الرسمي. وتمثل هذا الحرج أساسا في المجهود الكبير الذي بذلته الحكومة للردّ على ما  » أسمته الحملة الإعلامية المغرضة » أو محاولة القدح في المضربين وتكليف أقلام معينة بالكتابة في بعض المنابر تشويها للإضراب ودفاعا عن الطرف الرسمي. كما تمثل هذا الحرج أيضا في محاولة التخفيف من الضغوط ولكن بأسلوب ماكر مثل إطلاق سراح 40 سجين سياسي خلال عيد الفطر أو تكليف زكرياء بن مصطفى بالاستماع إلى الأحزاب السياسية وهو أطلقت عليه الصحافة اليومية بالمبادرة الرئاسية لدفع الحياة السياسية. ورغم أن هذه المحاولات بقيت أقرب إلى المناورة وتحتاج إلى وضوح فإنها كشفت عن المأزق الذي أصبحت تعيشه الحكومة والذي لابد له من مخرج. وعلى الحكومة إذا أرادت معالجة الملف أن تقبل الحوار بشكل جدي مع القوى والأحزاب والجمعيات الممثلة وان تبحث معها على أجندة لبداية إصلاح سياسي.

 

هكذا تبدو ملامح حركة 18 أكتوبر كما عاشتها البلاد سلطة ومعارضة. وقد أحدثت هذه الحركة الشجاعة حراكا سياسيا كبيرا مآله إيجاد توازن بين السلطة والمجتمع. وعلى أعضاء هيئة المتابعة أن يراعوا في عملهم المقبل هذه النتائج التي تحققت كمكسب للحركة الديمقراطية التونسية. وان يكون عمل الهيئة منصبّا على تحقيق نتائج فعلية انطلاقا من أرضية المطالب الثلاثة التي رفعتها الحركة. كما أن المطلوب من كل القوى الملتفة حول حركة 18 اكتوبر المحافظة على وحدة الصف وحسن إدارة الحوار فيما بينها حول القضايا الخلافية، ومواصلة العمل التصاعدي حتى تحقيق الأهداف المرجوة من ذلك وحتى تتحول حركة أكتوبر إلى مشروع تغيير يجمع ولا يفرّق.

 

(المصدر: مجلة أقلام أون لاين – العدد 16 السنة الرابعة، نوفمبر – ديسمبر 2005)


 

بسم الله الرحمان الرحيم

الإسلام .. وتطرف الدولة فى تونس

صــــابر- سـويســـرا

ما من شك أن النعيق الذى صم آذان العالم الإسلامى كله هذه الآيام والصادر عن فقاقيع النظام التونسى وأدعياءه المحاربين للإسلام جهارا نهارا والذى أنكر فيه الدعى وزير « الشؤون الدينية » التونسى حجاب المرأة المسلمة, كما تطاولت فيه المندسة بجامعة الزيتونة بتونس, المفلسة منجية السوايحي،وهى الأستاذة الممتهنة إختصاص التفسير وعلوم القرآن، على الفاروق عمر رضى الله عنه وأرضاه بقولها أنه عدو المرأة الأول فى التاريخ قد أصاب الكثير من المسلمين وعلى رأسهم التونسيون بالصدمة وببالغ الأسى والحزن.فهل هذا مستغرب من مأتاه؟؟؟!!!ولكن هناك سؤال قد يكون مشروعا أكثر من غيره وهو لماذا تتواتر هذه التصريحات المعادية للإسلام فى هذا الظرف بالذات؟

إن محاربة النظام التونسى بقيادة الجنرال بن على  للإسلام عشنا فصولها المختلفة منذ أن  دشن النظام سنة 1990 حملتة الإستئصالية ضد حركة النهضة الإسلامية التونسية وقد إستعرت تلك الحملة سنة 1991  ولم تزل إلى اليوم متواصلة تحت مسمى محاربة التطرف والإرهاب وغيرها من المسميات الكرطونية العائمة ,وقد تحولت منذ ذلك التاريخ عملية لي ذراع خصم سياسى عنيد إلى كاشفة  للغطاء الكمالى للنظام التونسى و الذى إعتمد الخطة المشهورة بخطة تجفيف ينابيع التدين والذى وضع فيها النظام الإسلام برمته تحت رصاص دولة القمع والبوليس بقيادة حكم الجنرال بن على والذى كانت له اليد الأمنية الطولى فى أواخر العهد البورقيبى .

وقد جمع في حربه تلك أساليب الخداع التى تفانى منذ صدر التسعينات فى حبكه من خلال الدعاية الرخيصة بتمرير صوت الآذان –بإستثناء أوقات المقابلات الرياضية خاصة وأوقات البث المعتبرة الأخرى–عبر الإذاعة والتلفزيون الرسميين وغيرها من الإجراءات الشكلية والتى لم تبلغ حد تغيير العطلة الأسبوعية إلى الجمعة بدلا عن يوم الأحد وهو يوم العطلة المعمول به رسميا إلى اليوم فى تونس وقد أدرك بن علي النجومية فى « الأكشن » حيث ظلل الجميع من خلال زيارته الأراضى المقدسة  و ورود صور « الحاج بن على » على القناة »الوطنية » وقد لمعت عينا سيادته بدموع التماسيح,كما نهض بن على شخصيا بحزب الدستور المتهالك بتهالك الزعيم بورقيبة  وقدوم « الرجل الحديدى » بحسب وصف أوساط صحفية دولية آن ذاك ففتح باب الحزب الحاكم مشرعا لفلول اليسار على وجه الخصوص والتى تخلى عن دكاكينه الحزبية وأبراجه الفكرية وهرع يفرك أصابعه و يمني النفس بالإستيلاء على القرار السياسى وهياكل الدولة وقد توسل فى ذلك بالحزب والذى أصبح بلغة خشبية جديدة ديمقراطى, وتجربته مع الحركة الإسلامية فى الجامعة والنقابات والسياسة خير محفز له خاصة وأنه قد خسرالكثير من مواقعه فى النقابات كما خسر الجامعة برمتها تقريبا,

وتعود بنا الذكرى إلى بداية التسعينات حيث تم تعيين اليسارى المعادى لهوية البلاد ودينها الشرفى وزيرا للتربية والتعليم والذى عمر فى منصبه خمس سنوات أو أكثر وهو الذى صدر على يديه منشور منع الحجاب تحت عدد 108 حيث منعت بموجبه المتحجبات حتى من إرتياد الشارع العام ناهيك عن المؤسسات العامة والخاصة ,كما إستجمع بن على ولاء خفي لأوساط يهودية عابرة للحدود تمتلك المال وخيوط السياسة الدولية فأضحت شريكا فعليا فى تسيير البلاد وشؤونها وسياساتها فى كل القطاعات من التربية و التعليم إلى الإقتصاد إلى غيرها من القطاعات وقد ركن لها النظام مغتبطا لخدماتها الجليلة وما يزال يدين لها بالولاء والشراكة وسيظل,فهى كل ما نكثت له المعارضة خيطا مدته تلك الأطراف بالحبال وكل ما كشفت له عورة دارت عوراته بالصمت أو بالعتاب الذى يدارى حرجها الخجول وهى لا تتمادى فى العتب لأنها متخلية أصلا عن أي ضغط  يأتى بتغيير ولو من المطبخ العابق بالعفونة إلى صالون يتخلص فيه النظام من وتيرته المتشنجة..كما تشكلت فى البلاد وحول النظام عائلات نهبية إستباحت البلاد بعد أن نفخ النظام فى روحها ولم ينكر لها فعل,كيف لا وهى إمتداد للنظام وصنعته وهى اليوم شريكة فى الخصومة ضد الهوية والتغيير والمعارضة.

كما أولى الجنرال إهتماما غير مسبوق بوزارة الداخلية والتى لم تحظى بها وزارة الدفاع الوطنية فأصبح الشرطى العادى أبلغ صوتا وأنفذ أمرا من وزير وأستبيح الإسلاميين فعملت ماكينة القمع فيهم إعتقالا وتعذيبا وتنكيلا وإذلالا وسجنا وقتلا وتشريدا وقد رأيت شخصيا بأم عينى أفرادا كثر من تلك المؤسسة الأمنية البائسة من لبسوا عباءة الشيطان الرجيم حيث أصبح ذكر الله يخرجهم عن أطوارهم ليتلفظوا بعبارات تهتز لها الأرض وتضج لها السماء وهم الذين أهانوا القرآن الكريم قبل أن تسير على خطاهم غوانتانامو أمريكا وهم الذين نافسهم أبو غريب العراق فلم يبلغ معشار ما فعلوا على هول ما إقترفه الأمريكان فى أبو غريب العراق,وعن شراء الذمم فحدث ولا حرج حيث بلغت الهبات لوسائل إعلام ولبيادق كثر من كل ملة سخاءا غير معهود حصد معها رأس النظام من الجوائز وشهادات الدكتوراة الفخرية ومقامات الشكر والثناء أرقاما قياسية حتى على مستوى العالم, كما هلل النظام للأصوات النشاز فى الفكر والسياسة والفن محليا وإقليميا ودوليا بغية سلخ البلاد عن هويتها المحافظة 

لقد حورب الإسلام فى تونس وما يزال تحت غطاء كثيف من تزييف الحقائق وقلبها وتسويق محاربة الظاهرة الإسلامية بكل تعبيراتها على أنه محاربة للتطرف والنظام متلبس به كما رهن نظام بن على الدولة وأجهزتها الأمنية خاصة لمحاربة الظاهرة الإسلامية بدعاوى باطلة ,فكيف يعقل أن يكون منع الفتاة المسلمة من إرتداء حجابها والذى هو إختيارها الحر للباسها داخل فى محاربة وهم التطرف وتسويق الحداثة الذى يدعيهما النظام؟ وكيف يكون مقبولا منع الشاب الساعى إلى المسجد من الصلاة فى بيت الله وما بنى المسجد إلا لذلك بداية؟ وكيف يغتال النور فى الفجر!!!؟.. فالنور ممنوع لأنه مجلبة لخفافيش الظلام عساهم يمسكون بأصحاب البيت وهم متلبسون بصلاة الفجر!,وكيف لك أن ترتدى « هركة » (أي قميص) بيضاء جميلة وتخرج بها إلى الشارع أو إلى المسجد!؟ وكيف لك أن تفتح مسجل القرآن بالترتيل ليبلغ مسامع عسس الليل والنهار!؟ وكيف لك أن تطلق لحيتك!؟ ,تلك علامات مسجلة لتهمة ثابتة تنال بموجبها حكما من غير تحقيق ولا دفاتر على أن تخضع للتنكيل والتكبيل وكل أنواع التعذيب المسجلة بحقوق عربية وماركات محلية من إبليس الإنس الذى أقال إبليس الجن قبل أن يمضى عقد الخدمة القذرة فى مخافر الداخلية

أما توقيت هستيريا التصريحات المعادية للحجاب وللفاروق عمر رضى الله عنه وأرضاه فلعل الخسارة الإعلامية الفادحة والغير مسبوقة التى مني بها نظام الجنرال بن على بمناسبة إنعقاد قمة المعلومات الشهر الماضى بتونس هى التى طفّحت لنا هذه المواقف الستالينية الشرسة ضد حجاب المرأة المسلمة وضد علم العدل ورمزه فى تاريخ الإسلام الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه كى يدير النظام أعناق الغرب لجهده الباسل فى وقوفه أمام الظاهرة الإسلامية .. فقد منّى النظام نفسه ككل مرة بجير مستورد يلمع به صورته البوليسية القذرة ففاز بتنظيم الشطر الثانى من قمة المعلومات –وهو ليس أحق بها وأهلها بإعتراف كل المنظمات الدولية وكذا سويسرا منظمة المرحلة الأولى من القمة وكذلك معظم الدول والتى عبرت عن ذلك من خلال مستوى تمثيلها فى القمة أو من خلال مواقف معلنة لها تنتقد سجل النظام التونسى فى مجال الحريات الفردية والعامة– الذى إستضافت فيه جينيف السويسرية الشطر الأول من القمة,ولكن السحر إنقلب على الساحر حيث جند المجتمع المدنى التونسى نفسه بالداخل والخارج حول إضراب الشخصيات الوطنية الثمانية بتونس الذى إنطلق فى 18 من أكتوبر الماضى وقد أنهاه المضربون إثناء قمة المعلومات بعد أن تجاوز الشهر وقد تراكم النضال الحقوقى لدى المعارضة على إمتداد السنوات الماضية وتكثف خلال المرحلة الأولى من القمة فى جينيف السوسرية وتوج بكسب غير مسبوق للمعارضة فى تونس بمناسبة إنعقاد مرحلة تونس لقمة المعلومات وقد عمق النظام فشله حين إرتبك فى أكثر من حادثة فطالت يد بطشه مراسلين أجانب قبل القمة بقليل وأثناءها فخدش بجرح غائر صورته التى  طالما سوقها كنظام ديمقراطى حداثى الأمر الذى لم يتمالك معه الرئيس السويسرى من تجاوز العرف الديبلوماسى ليصرح علنا فى قاعة القمة وأمام رئيس تونس أنه غير مقبول أن ينتمى إلى الأمم المتحدة نظام ينكل بمعارضيه ذنبهم الوحيد أنهم عبروا عن آراء لا تتفق مع النظام كما أنكر الرئيس السويسرى على النظام التونسى منعه المنظمات الغير حكومية من مزاولة نشاطها خارج قاعة المؤتمر وكذلك لغلقه مواقع أنترنت -دون أن يسميها- لمعارضين وكذلك لمؤسسات إعلامية ونذكر منها سويس أنفو وتونس نيوز والحوار نت وكلمة والنهضة نت ونواة وتونزين وغيرهم كثير كما سلطت وسائل الإعلام الدولية أضواء كاشفة على الديمقراطية الزائفة لنظام الجنرال بن على.

أما الرد على ما قاله وزير »الشؤون الدينية »لنظام  بن على أبو بكرالأخزورى عن الحجاب فهو قوله تعالى » 

وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ

 » النور31

وقد ورد فى صفوة التفاسير لمحمد على الصابونى ما يلى: أي وليلقين الخمار وهو غطاء الرأس على صدورهن لئلا يبدو شيء من النحر والصدر, وفى لفظ الضرب مبالغة فى الصيانة والتستر,عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت : يرحم الله النساء المهاجرات الأُول لما أنزل الله »وليضربن بخمرهن على جيوبهن » شققن مروطهن فإختمرن بها.قال المفسرون:كانت المرأة فى الجاهلية –كما هى اليوم فى الجاهلية الحديثة–تمر بين الرجال مكشوفة الصدر , بادية النحر,حاسرةالذراعين ,وربما أظهرت مفاتن جسمها وذوائب شعرها لتغرى الرجال,وكن يسدلن الخُمُر من ورائهن فتبقى صدورهن مكشوفة عارية ,فأمرت المؤمنات بأن يلقينها من قدامهن حتى يغطينها ويدفعن عنهن شر الأشرار-إنتهى

 وقال تعالى « 

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وكان الله غفورا رحيما « الأحزاب59

وعن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها وقال: « يا أسماء إن المرأة إذا بلغت سن المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا ». وأشار إلى وجهه وكفيه.

سنن أبو داوود

و لم يختلف الأولين والآخرين بوجوب الحجاب على المرأة المسلمة وهو ما يستر المرأة دون وجهها وكفيها مع تحقيق ضوابطه الشرعية من ذلك أن لا يكون لباس شهرة ولا محزوق ولا متشبه بالراهبات والعودة إلى بطون كتب التفسر المتوفرة حتى فى الأنترنت تغنينا عن تقرير ما هو معلوم من الدين بالضرورة وهو أمر إلاهى مقرر فى القرآن الكريم والسنة المطهرة ويبقى قول الوزير التونسى صاحب الهوى تجديف عن حكم الله البين فى حجاب المرأة المسلمة   

أما ما  نعقت به منجية السوايحى بشأن الفاروق عمر رضى الله عنه فيبدو أنها قد مسكت كتاب التاريخ والسير بالمقلوب فكيف يظن بعمر رضى الله عنه هذا القول ,وهذه بعض مواقف من سيرة حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم  وهى ليست إلا إستشهادا وجيز كى نقول للدعية كذبت وربى ورب عمر رضى الله عنه وأرضاه وإليكم بعض مواقف الفاروق عمر رضى الله عنه مع المرأة للإستدال فقد لأن إستجماع كل النصوص فى هذا الباب من مواقف الفاروق ليس متاحا   

ورد فى كتاب فصل الخطاب فى سيرة عمر بن الخطاب رضى الله عنه

للدكتورعلى محمد محمد الصلابى تحت عنوان :عمر رضى الله عنه ورعايته لنساء المجتمع: كان عمر رضى الله عنه يهتم بنساء المسلمين وبناتهم,وعجائزهم ويعطى لهن حقوقهن , ويرفع عنهن ما يقع من الظلم عليهن ويرعى شؤون الأسر التى غاب عنها رجالها فى الجهاد,ويحرص على إيصال حقوق الأرامل إليهن حتى قال قولته المشهورة والله لإن سلمنى الله لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى أحد بعدى أبدا,وهذه بعض المشاهد التى كتبت على صفحات الزمن بأحرف من نور:

ثكلتك أمك عثرات عمر تتبع

:

خرج عمر رضى الله عنه فى سواد الليل فرآه طلحة بن عبيد الله رضى الله عنهما,فذهب عمر فدخل بيتا ثم دخل بيتا آخر,فلما أصبح طلحة ذهب إلى ذلك البيت فإذا بعجوز عمياء مقعدة,فقال لها ما بال هذا الرجل يأتيك ؟ قالت:إنه يتعهدنى منذ كذا وكذا,يأتيتى بما يصلحنى ,ويخرج عنى الأذى فقال طلحة:ثكلتك أمك عثرات عمر تتبع- 185

هذه إمرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات

:خرج عمر رضى الله عنه من المسجد ومعه الجارود العبدى فإذا إمرأة برزت على ظهر الطريق,فسلم عليها عمر بن الخطاب فردت عليه السلام,وقالت ياعمر,عهدتك وأنت تسمى عمير فى سوق عكاض تذعر الصبيان بعصاك,فلم تذهب الأيام حتى سميت عمرا,ولم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين,فإتقى الله فى الرعية,وأعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ومن خاف الموت خشى الفوت,فقال الجارود:أكثرت أيتها المرأة على أمير المؤمنين,فقال عمر:دعها أما تعرف هذه؟هذه هى خولة بنت ثعلبة التى سمع الله قولها من فوق سبع سماوات,فعمر أحق أن يسمع لها,وجاء فى رواية:فوالله لو أنها وقفت إلى الليل ما فارقتها إلا للصلاة ثم أرجع إليها,وجاء فى رواية:هذه خولة التى أنزل الله فيها

: »قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها »

المجادلة1 (186-187

مرحبا بنسب قريب

:عن زيد بن أسلم عن أبيه قال:خرجت مع عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى السوق,فلحقت عمر إمرأة شابة فقالت:يا أمير المؤمنين هلك زوجى وترك صبية صغارا والله وما ينضجون كراعا ولا لهم زرع ولا ضرع وخشيت أن تأكلهم الضبع,وأنا بنت خفاف بن إيماء الغفارى وقد شهد أبى الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف معها عمر ولم يمض وقال:مرحبا بنسب قريب.ثم إنصرف إلى بعير ظهير كان مربوطا فى الدار فحمل عليه غرارتين ملأهما طعاما وجعل بينهما نفقة وثيابا ثم ناولها خطاما فقال:إقتاديه فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير, فقال رجل:يا أمير المؤمنين,أكثرت لها؟فقال عمر:ثكلتك أمك,والله إنى رأيت أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصنا زمانا,فافتتحناه ثم أصبحنا نستفيىء سهمانهما فيه-187

رزق أولاد الخنساء:

عندما إستشهد أبناء الخنساء الأربعة فى القادسية وبلغ عمر رضى الله عنه الخبر قال:أعطوا الخنساء أرزاق أولادها الأربعة,وأجروا عليها ذلك حتى تقبض.فلم تزل تأخذ عن كل واحد منهم مائتي درهم فى كل شهر حتى قبضت-190

هند بنت عتبة تقترض من بيت المال وتتاجر

:كان زوجها قبل أبى سفيان حفص بن المغيرة عم خالد بن الوليد,وكان من الجاهلية,وكانت هند من أحسن نساء قريش وأعقلهن ثم إن أبا سفيان طلقها فى آخر الأمر,فإستقرضت من عمر من بيت المال أربعة آلاف درهم,فخرجت إلى بلاد كلب فإشترت وباعت,وأتت إبنها معاوية وهو أمير على الشام لعمر فقالت:أي بنى,إنه عمر,وإنما يعمل لله

تعليق الدكتور على محمد محمد الصلابى

:…وكان عمر رضى الله عنه يعرف للمرأة فضلها ,وأنها مخلوق يحس ويشعر ,وينظر ويفكر,وأنه كما كان يستشير الرجال فقد كان يستشير النساء,فقد كان يقدم الشفاء بنت عبد الله العدوية فى الرأى,فماذا بقى بعد ذلك للمرأة حتى تبحث عنه  فى غير الإسلام إذا كان أمير المؤمنين يستشيرها فى أعمال الدولة ويرضى رأيها,

 إن النظام التونسى الذى خفيت عن البعض حربه ضد الإسلام كدين هو الذى إعتبر آيات الجهاد فى القرآن عنف وقد الغيت من مقررات التلاميذ والطلبة فى تونس منذ زمن وهو الذى سار على خطى الزعيم التركى المتغرب كمال أتاتوك فسن المنشور المعروف تحت عدد 108 يمنع بموجبه الحجاب وهو الذى أشاع فى البلاد مظاهر الإنحلال والميوعة والإغتراب وهو الذى حاصر وما يزال الظاهرة الإسلامية ولكنها مستعصية عليه والحمد لله وهو الذى فعل الكثير وما خفى كان أعظم..

وأمام ما نرى ونسمع من هستيريا التصريحات المجافية للإسلام والمحاربة له  لابد لنا أن ننبه إلى أن هذا هو المقام لشحذ الحرف والمداد للدفاع عن بيضة الإسلام من طرف الجميع وعلى رأسهم أبناء الوطن تونس الحبيبة المؤمنون بقضية التمكين للإسلام فى بلدهم,كما نهيب بكل علماء الإسلام فى العالم الإسلامى الغيارى عن الإسلام أن يعلوا صوتهم بالنكير على على هذه الأصوات الناعقة بإيذاء الحجاب والفاروق رضى الله عنه ودين الإسلام…والله غالب على أمره

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أين دور العلماء فى مسالة الحجاب؟

بقلم محسن ابراهيمى
لم تفاجئنى ولم استغرب تصريحات ما يسمى بوزير الشؤون الدينية فى تونس حول الحجاب كما لا أظنها فاجأت احدا من ابناء تونس المتابعين للحالة المزرية التى نعيشها كتونسيين منذ الإستقلال، لقد عمل الهالك بورقيبة بكل الطرق على محاربة الإسلام ومؤسسة الزيتونة بعلمائها وطلابها واعتدى بكل شراسة على قيم شعب عربي مسلم عريق، حتى ليخيل الى الزائر العربي المسلم الى بلادنا أنه فى بلد غير بلاد المسلمين. لقد أنتج بورقيبة نخبة فاسدة، لقيطة، مسخة، من المتعلمنين – من بينهم هذا الدعى « الوزير » – لا هم لها الا محاربة هذا الدين العظيم لا لعلة فيه ولكن لأنهم وجدوا أنفسهم خارج سياقه  » ومن يعش عن ذكر الله نقيض له شيطانا فهو له قرين » .
الذى أستغرب له وأستنكره كمسلم ويستنكره ويستغرب له كل مسلم غيور على دينه وعرضه، هذا السكوت المروع لعلماء تونس ومشائخها، والأدهى من ذلك وأمر أن عالم دين من تونس استنكر تصريحات الوزير السيئ الذكر؟؟؟ كما ورد فى موقع النهضة، وفضل عدم ذكر اسمه؟؟؟
أهذا كل ما باستطاعة عالم دين أن يفعل؟؟؟؟ أهذا هو دور العالم اذا ما اعتدي على دين الله وشريعته؟؟؟
بالامكان التماس الأعذار للسادة العلماء بالنظر الى الهجمة الشرسة على الاسلام واهله وما يمكن أن يلحق بهم من أذى شديد لا قبل لهم به ولكن الذى شرفه الله بحمل أمانة العلم  » والعلماء ورثة الانبياء » ، ليس لهم أن يسكتوا خوفا من عذاب قد يلحق بهم كما انه ليس لهم حتى قول كلمة الحق من وراء ستار او اسم مستعار. بل واجبهم الشرعى ان يبينوا للناس وان يدافعوا على دين الله. واجبهم ان يقوموا بدورهم فى التبليغ كما امرهم الله كلفهم ذلك ما كلفهم.
يا سادتى العلماء يا سادتى المشائخ ألا غضبة فى سبيل الله تبرؤون بها أمام الله وتكفرون بها عن تقصيركم فى خدمة الاسلام والمسلمين؟
يا سيدى المفتى، انت المسؤول الاول امام الخلق وامام الخالق فلماذا السكوت؟ ثق يا سييدى المفتى انك لو وقفت الى جانب الحق وبينت حقيقة الحجاب ودافعت عن صحابة رسول الله وعن شريعة الاسلام، ثق سيدى انك ستكسب الكثير الكثير، تبرئة ذمتك امام الخالق عز وجل وثقة الجماهير، ولن يصيبك الا ما كتب الله لك. ثق سيدى المفتى ان الشعب سيذكرك ويدعو لك وذلك خير لك من حمر النعم، وفوق كل ذلك رضاء الخالق عز وجل. نعم قد يكون مصيرك هو ذات مصير الدعاة الذين اوذوا فى سبيل الله ولكن كل ذلك لا يساوى شيئا امام رضاء الله أو سخطه والعياذ بالله. أضعف الأيمان سيدى أن تستقيل من هذا المنصب الصورى أو تطلب من مرؤوسك أن يسميك أى شيء اخر غير المفتى وأن تخلع عنك العمامة التى تشرف بها واعطاها حقها ولو جزئيا مشائخ وعلماء كثر مثل الشيخ محمد صالح النيفر وبن عاشور وغيرهم ممن لم يرضوا ان يعطوا الدنية في دينهم.
سيدى المفتى، سادتى العلماء، المعركة الان ليست بين حركة او حزب اسلامى وبين نظام متسلط ونخبة علمانية ارهابية متطرفة ولكنها معركة تستهدف الاسلام واهله، ليس لكم ان تقفوا على الحياد فلا عذر لكم، افيقوا يا سادتى إنه الاسلام الذى يضرب فى عقر داره، فهلا نهضتم واستنهضتم الهمم؟
يا علماء المسلمين، تونس جزء من العالم الاسلامى، عاشت بالاسلام وله وكانت منارة للعلم ومقصدا لطلبته من مناطق عدة فى افريقيا وكان للزيتونة نورها وإشعاعها وفروعها فى شمال افريقيا وغربها. تونس تتعرض للسلخ ومسح الهوية منذ ما يربو على نصف قرن من الزمان، أما ان الاوان ان تتحركوا لوقف هذه الاعتداءات المتكررة وتقفوا فى وجه هذه النخب الحاقدة المتطرفة؟
(المصدر: منتدى الحوار الإسلامي في منتديات الحوار الكتابي بموقع الحوار.نت بتاريخ 31 ديسمبر 2005) وصلة الموضوع: http://www.alhiwar.net/vb/showthread.php?p=11596#post11596


يا سي لوزير متع الشؤون الدينية عندي ليك سؤالين

السؤال لولاني: الحجاب لباس طائفي، تقولناشي متع أنا هي طائفة هو ؟ ونت وعرفك، من أناهي طائفة ؟
السؤال الثاني: شنو تقترح لنسانا وهوما في الحج ؟ تكونشي تقترح عليهم الباس التقليدي، البلوزة ولحايك ولملية ولحرام والسفساري ؟ ولا تكونشي تقترح عليهم الباس الطائفي في الحج، ووقتلي يرجعو ينحوه ملمطار ويرجعو للبلوزة ولحايك ولملية ولحرام والسفساري؟
حصيلو فضحتنا يا سي المدب متع بن علي ، يفضحك ربي ويحشرك مع عرفك.
سؤالين من عند مستور

 


 
بسم الله الرحمن الرحيم

هل جاءنا الحاكم العربي من سيريلانكا؟

مرسل الكسيبي reporteur2005@yahoo.de الأول من ذي الحجة1426 ه 31-12-2005
انبرى الجميع ,كتابا وصحفيين ومفكرين ورجال سياسة وفنانين ومبدعين ونخب وبسطاء ومحرومين للحديث حول ضرورة الاصلاح في عالمنا العربي والاسلامي,وبات الحاكم العربي في مرمى السهام البعيدة بل حتى القريبة.لم يحصل أن قرأت هذا الحجم الهائل من الكتابات حول موضوع اخر مثل موضوع الاصلاح السياسي داخل البيت العربي والاسلامي ,ولعل ماجرأ كثيرا من الأقلام اليائسة والمنكسرة على أعتاب القصور الفخمة للحاكم العربي هو تتالي هزائم أعتى الأنظمة العربية شمولية وتسلطا في وجه القوى الأجنبية الزاحفة ,ولقد شكل حدث سقوط بغداد عاصمة الرشيد وجه الصدمة الثاني بعد أن توقع الكثيرون انهيارا طالبانيا رامزا لتقهقر الفكرة التي لاتعيش عصرها وتتوغل في القراءات المتعسفة للنص الديني على ضوء تخلف واقع مجتمع بدائي وريفي طحنته الغزوات والحروب الطائفية والأهلية
لقد كان السقوط المروع لبغداد وكابول رسالة صادمة للعقل العربي والمسلم كي يتأمل فيما يحصل من حوله في العالم من تحولات تاريخية وتقنية كبرى .اذ لم يعد الزمن زمن الجيوش الكبرى والميليشيات المنظمة التي تحكم قبضتها على الشعوب ,بل تحول الزمن الى زمن توظيف التفوق التكنولوجي والحداثة العسكرية من أجل بسط قواعد جديدة للهيمنة السياسية على ربوع مثلث البحرين ,مراكش وجاكرتا
كان الجسم العربي والمسلم يتلقى صفعته التاريخية الثانية بعد أن دكت سنابك خيول نابوليون تراب القاهرة وأسوار الأزهر الشريف في الصفعة التاريخية الأولى منذ ثلاثة قرون تقريبا
يومها طرحت على العقل العربي والمسلم مسألة التحديث التقني والصناعي كضرورة تضع حدا لحالة التفوق الغربي على بلاد العرب والمسلمين,ولقد كان محمد علي أول الاستجابات المصرية والعربية لهذه الصفعة الأولى
أما اليوم وبعد أن برز فيما مضى وفي بدايات القرن العشرين تيار يتنادى الى اعمال النهضة الدينيةوشروطها الثقافية والذهنية كسبيل للخروج مما نحن فيه من قابلية استعمار ,فاننا نقف من جديد على عتبة نفس الأسئلة لكن مع اضافات صريحة في البعد السياسي للأسئلة الكبرى ,حيث تتصدر مسألة الاصلاح السياسي العام والشامل حديث الشارع والمعنيين بالشأن العام,و يكاد يجمع المحللون والمراقبون لفضائنا الساخن ببؤر التوترات والنزاعات على أنه ليس لنا من خروج الى سبيل الا بعد اعمال الة الشرعية الانتخابية والاقتراع كسبيل وحيد من أجل افراز الحاكم المقتدر والمحنك في ادارة الأزمات والصراعات
ولم يكن الحديث عندئذ عن دولة القانون والمؤسسات الا ترشيدا لمعالم الخطاب وتأسيسا لمسألة الوضوح فيه ,بعد أن جنى علينا الحكم الفردي هزائم متكررة لم يعد المواطن يخجل من الحديث عنها ملحا وطرائف في مجالسه العائلية والاجتماعية
غير أن المراقب المنصف للمشهد السياسي العربي والاسلامي بتوزيعاته الجغرافية المتنوعة يدرك جيدا أن البيئة التي أفرزت الملوك والأمراء والرؤساء والنياشين ,لم تخل هي الأخرى من طبائع الاستبداد التي تعشش في جنبات كثير من بيئاتنا العربية والشرقية,اذ يكفي ان نلقي نظرة احصائية على الواقع الأسري في أكثر من بلد مشرقي حتى نستيقن بأن هناك خللا تربويا عميقا يشق عباب منظومتنا الأسرية ,ولا شك في أن التسلط باتجاه شريك الحياة أو الأبناء هو مظهر يعبر عن حالة من حالات التخلف السلطوي في أصغر مؤسسة عربية
أما عن المدارس والمنشئات التعليمية فهي مازالت قائمة على عقلية السياسة العقابية لا المنطق التربوي والتعليمي والتثقيفي والاصلاحي المتزن ,وكفى بنا عند هذا الصدد أن نتأمل في علاقات التلاميذ والطلاب بالمربين والأساتذة والمكونين ,حيث تطغى على هذه العلاقة في كثير من الأحيان صورة مدرسة المشاغبين والمتهكمين ,ولم يحصل في ذهني وخلدي الا أن عايشت في صباي وصغري ومراحل تعليمي الا حديثا عن السخرية من أساتذة التربية الاسلامية وتهكما صارخا من أساتذة الرياضيات ولولا ادراك النشئ لعلوية عامل أو ضارب بعض المواد العلمية لكان المرء يرى من أقران الصبى العجب العجاب
لقد نمى عودنا أكثر لندق أبواب الجامعة حيث يشتد صراع الايديولوجيات لنرى بأم أعيننا صدام الجماعات اليسارية فيما بينها بالسلاسل والأدوات الحديدية فيما سمي انذاك بحسم الصراعات الايديولوجية باستعمال العنف الثوري ,وبين جنبات اسوار الجامعة رأينا عقلية الانتقام الايديولوجي التي تعشش في أذهان شريحة واسعة من أساتذة العلوم الانسانية ,ويكفي أن تدخل قاعات الامتحان الشفهي لتعاين أسئلة سين وجين والتي يقصد من ورائها الانتقام من أصحاب الفكر العقدي المخالف ,ولقد حدث أن عايشت تجارب في ذلك مع أكثر من أستاذ ومحاضر
أما عن الرفت والطرد من الجامعة بسبب الاعتبارات السياسية فذاك مما يمكن أن يلحظه المرء في أكثر من بلد عربي
أحزابنا وهيئاتنا السياسية وفضاؤنا الجمعياتي ومكوناته لاتخلو هي الأخرى من الرئيس الدائم والزعيم الملهم الذي لايقيده قانون أساسي يحدد تداوله على رئاسة الفضاء الذي يقوده أو يرأسه ,وفي نفس هذا السياق لاتحدثني عن رجال الحكومة انطلاقا من المختار أو العمدة مرورا بالمحافظ أو الوالي وصولا الى منصب الوزير وختاما بأعلى منصب في الدولة الجملوكية أو غيرها من الصنائع العربية والمشرقية بامتياز ,واذا قدر لأحد هؤلاء أن يرحل عن منصبه فانك تجده في موقع أكثر علوية أو أكثر نفوذا أو ربما تجده ملتهما لكل الفضاء الذي يفترض فيه أن يمثله بحسب الشرعية والقانون
ولي وقفة هنا مع أحزاب وهيئات وجمعيات من حقها ووا جبها أن تطالب بالاصلاح ,ولعل واقع المنطقة يحتم عليها ذلك بلاشك ,ولكن هل يمكن فعليا معالجة المرض من قبل المريض واعطاء الصورة مشرقة عن احزابنا وهيئاتنا اذا لم تمتلك هذه الأخيرة الجرأة في احداث التغيير المنشود ولو من منطلق داخلي
اليوم تجدني مضطرا للحديث عن موضوع الاصلاح والتجديد والتشبيب في أبعاده المجتمعية والتربوية والتثقيفية الشاملة وذلكم مخافة السقوط في تجارب قد لاتكون في مستوى ماهو مأمول منا في زمن التطورات العالمية ومشهد القرية الكونية التي تجمعها قيم انسانية وسياسية مشتركة
ان التصدي للغزو الخارجي ليس فقط مواجهة عسكرية تؤول الى ربح المعارك الانية أو خسارتها وانما هو أيضا تحصين للذات وجنبات المجتمع من مظاهر الانهيار الثقافي والحضاري والسياسي ,ومالمأسسة وتوسيع دائرة القرار والمشاركة والشورى والتفاعل الايجابي بين كل هيئات المجتمع الأهلي الصغرى والكبرى وتربية النشئ على قيم العطاء والفعل والجرأة والوفاء للقيم والمبادئ الكونية التي تجد أصولها في حضارتنا الاسلامية العريقة الا ضمانة رئيسة من أجل جعل الحاكم العربي يتحرك في محيط مناوئ للظلم والاستبداد وهو مايعسر عليه نخبة وهيكلة هو في أمس الحاجة اليها من أجل توسيع ومأسسة القهر والاستبداد
اننا بلا شك نكتنز في طيات مجتمعاتنا العربية والشرقية مزارع للحكام المستبدين ,واننا بلا شك لم نتلقى الحاكم العربي أو الشرقي هدية أو أسقوطة من نيكارغوا أو سيريلانكا التي ربما تكون خارطتها السياسية أكثر احتراما للقانون والحكم الرشيد ,وذلك لو حكمنا طبعا منطق الفقه السياسي المقارن بقواعد علمية صارمة ,ولكن مجالنا في احداث نقلة نوعية في بيئتنا العربية والاسلامية مازال مفتوحا وشاقا وطويلا من أجل مأسسة الاصلاح وسريانه في كل جنبات المجتمع حتى نخصب تربتنا وأرضنا وسماءنا باتجاه حالة من حالات النهوض السياسي والأخلاقي والعلمي والتقني …والتي تسمح لنا بتقليص الهوة الزمنية بين فضاء أوروبي على مشارف اكتساح أسواقنا الاقتصادية والاجتماعية وفضاء أمريكي بات يطنطن في اذاننا عسكريا وربما حتى سياسيا وثقافيا لمن تأخر دربه عن ركوب مسؤوليات القرن الواحد والعشرين للميلاد
مرسل الكسيبي reporteur2005@yahoo.de 31-12-2005 الأول من ذي الحجة 1426 هجري

  إلى الاخ الكريم أبي حيان  

السلام عليك وعلى ممن معك من الاهل والاحبة

أما بعد فأسأله سبحانه أن تكون بخير ومنة وفضل معافى البدن آمن السرب .

ما قصدت ورب الكعبة سبحانه إهمال نصيحتك الاخوية التي لا أملك سوى التضرع إلى ولي النعمة أن يجعلها في ميزان حسناتك يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه .

سوى أني لتقدير قد أكون فيه مخطئا بالكلية لجمت قلمي عن الخوض مجددا  فيما قد يهدم عرى الاخوة بيني وبين الاخ خميس الماجري وغيره من الاخوة .

لا أكن والله شهيد على ما أقول في صدري حقدا  للاخ خميس ولا أظن أن الاختلاف معه أو مع غيره من الناس قاطبة ـ سيما مع من تجمعني بهم ثوابت الاسلام ـ يمكن أن يخرم للاخوة صفا أو يصرم لها حبلا .

 وإنه ليسعدني جدا أن أظفر بالصواب غير مبال من أي وعاء خرج لعلي أغنم علما يقوم خلقي .

أعتذر بملء في بين يدي الاخ خميس وكل من أسأت إليه  يوما طالبا الصفح منهم جميعا  .

نحن أولى بالمصالحة كما قلت فلا فض فوك أخي الكريم أبا حيان ولا أملك سوى أن أسأل غافر الذنب وقابل التوب سبحانه بأن يغفر لكل من أسأت إليه يوما .

أشكرك مجددا على النصيحة وأعتذر مجددا بين يدي كل من أسأت إليه يوما .

اللهم إجعلنا جميعا من الخطائين التوابين وإفسح في صدور إخواني لاخطائي ما به تصرف عنهم بمثله من الكرب .  

الهادي بريك / ألمانيا


 

وصلتنا المراسلة التالية من السيد نوفل معاوي المقيم في الخارج:

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى فريق تونس نيوز الذي عمي و أصم و استحب كلام الغنوشي على كلام الله ورسوله صلى الله عليه و سلم

, مرة أخرى تثبتون ازدواجيتكم وخبثكم ففي حين لا تكفون عن العويل و الولولة عن الحريات, أبيتم إلا أن تضغطوا على الشيخ خميس الماجري حتى ينشر حلقتيه الرابعة والخامسة مرة واحدة, و ذلك رغبة منكم في أن لا يطلع عليها القراء.

فمن من القراء سوف يصبر على قراءة تلك الحلقتين الطويلتين وخاصة وان موقعكم مجرد موقع اخباري وليس موقعا علميا

, و يعلم الشيخ الماجري كما الاخوة السلفيون انكم ما اردتم من النشر له و لأبي البراء المهاجر الا إرسال رسالة الى اخوانكم الملاحدة اليساريين بانكم معشر الغنوشية تعانون من ضغوط المتطرفين السلفيين كما يعانون هم من رفاقهم المتشددين في اليسار, وعندما وجدتم الحوار الذي بدأه رويبضتكم الضال المضل هادي البريك قد انقلب ضد نهضتكم أقفلتكم الحوار حتى انكم رفضتكم ان تنشروا الحلقة الثانية لابي البراء المهاجر بكل صفاقة و خسة في حين نشرتم كلاما سوقيا لمهرجكم المعروف شنفرى الذي عبر عن مستواكم و مستوى من حرضوه للكتابة و مدى افلاس نهضة المهجر,

يأتي هذا ليعزز قناعة طالما ذكرتـُـها للاخوة السلفيين ان يقاطعوا موقعكم هذا و لعل هذا هو ما دفع ابو البراء المهاجر الى اخفاء هويته لانه يعلم انكم فرع من مخابرات نهضة المهجر

,ووكرها مخابرات النهضة في السويد…

إن أساليبكم الرخيصة معشر الغنوشية وتوزيع الادوار لن يفيدكم ابدا في التصدي للمد السلفي الذي ينتشر كالنار في الهشيم باعترافكم و لله الحمد و المنة و موتوا بغيظكم

, تقولون هذا بعد ان فشلتكم في محاولة إقناع الآخرين بأن الصحوة الجديدة هي امتداد لكم. أما اليوم فقد أعلنتكم حربا الوكالة عن اسيادكم الاوروبيين والامريكان على الصحوة السلفية والسلفيين بعد أن نسيتم الله و استمرأتم منهج العلمنة,و لكن النصر بيد الله يؤتيه من يشاء من عباده الصالحين و ليس بيد بوش وامريكا يا دعاة الاسلام الامريكي,.

والله إنكم معشر الغنوشية عار على تونس و كثيرا ما اخجل من تونسيتي بين بعض الأخوة لانهم يظنونني منكم فأسارع إلى تبرئة نفسي من ذلك العار وهو أن أنسب إلى نهضة الغنوشي

.

أقول كم لماذا لا تكونون رجالا مرة واحدة و تكفوا عن ازدواجية الخطاب أم لا ينفع العقار فيما أفسده الدهر؟

رد فريق

« تونس نيوز »:

بما أن السيد نوفل المعاوي- الذي طالما نشر مقالاته على صفحات تونس نيوز- أصبح قادرا على قراءة النوايا وما تخفي الصدور فنحن لا نملك إلا أن نقول

: « اللهم إنا تصدقنا بعرضنا على الناس ».

ولمجرد التوضيح نقول للسيد نوفل المعاوي إننا نشرنا الحلقة الرابعة والخامسة من سلسلة مقالات السيد خميس الماجري مرة واحدة لأننا اتخذنا قرارا سابقا أعلناه مرارا بألا ننشر أكثر من ثلاث حلقات متتالية في نفس الموضوع

. ولقد ذكّـرنا السيد الماجري بذلك إلا أن تذكيرنا كان متأخرا أي بعد ما أرسل لنا الحلقة الثالثة. لهذا نشرنا الحلقتين الرابعة والخامسة مرة واحدة.

أما بالنسبة للحلقة الثانية من مقال

« أبي البراء المهاجر » فقد تأخر نشرها إلى عدد اليوم لأسباب لا علاقة لها بأية تهويمات أو ظنون في غير محلها. مع العلم أنه ليست هذه المرة الأولى التي نأخر فيها نشر مقال لبعض أيام  و منها مقال آخر نشر في عدد اليوم كان قد وصلنا منذ يومين.

أما بالنسبة لبقية التهم والشتائم والتخرصات الواردة في الرسالة، فإننا لا نقول لك إلا ما قلناه لغيرك

: الله يسامحك ويهديك. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، نعم المولى ونعم النصير.


على هامش مهرجان الردود على الشيخ خميس الماجري من تلامذة الأمس

في الرد على التعصب الحزبي (2 من 2)

بقلم أبو البراء المهاجر
عندما كتبت الحلقة الأولى تعمدت ألا أناقش موضوع اضراب الجوع و الحكم الشرعي فيه ادراكا مني بأن القضية أعمق من اضراب الجوع و حكمه شرعا و لكنها قضية التعصب الحزبي الأعمى, عند مقلدي الأستاذ راشد الغنوشي ذلك التعصب الأعمي الذي أوصلهم فيها أوصلهم إلى انحراف عقدي ومنهجي خطير يتمثل في دأبهم على العمل على تطويع الشريعة والنصوص لأفكار معلمهم راشد الغنوشي و تلاميذه, فما اختاروه فهو الحق الذي لا مرية فيه و لاحق غيره وهو الوسطية وهو الجهاد وهو مقاصد الشريعة!!, ـ رغم أننا لا نعرف للحركة و خاصة نهضة المهجر, و لاعالما واحدا أو حتى طالب علم واحد معتبرـ ,و كل قول يخالف قول الغنوشي و المدرسة الترابية التونسية التي أسسها {بعد أن استورد منهجها من السودان, أنظر مقال  » قصة الاعلان للشيخ خميس الماجري} فهو الباطل و الضلال بعينه و العمالة للنظام وغير ذلك من قبيح الأوصاف, و هو يذكرني بقول مأثور عن أحدمتعصبة الأحناف , إذ قال : » كل حديث يخالف ما عليه أصحابنا { أي أبو حنيفة و صاحبيه ـ رحمهم الله ـ فهو ضعيف أو متأول أو منسوخ « 
و قد كنت أعتزم تناول بعض النقاط التي تخبط فيها الأخ هادي بريك ـ هداه الله و أصلحه , و الحق يجب أن يقال {وليس بيني و بينه أي خلاف شخصي و لم يسبق أن لقيته } في الجزء الثاني من هذا المقال و لكنني وجدت بأن الشيخ خميس الماجري قد أتى بما في القلب وزيادة بقوة حجته و علمه الغزيرـ فجزاه الله عن أهل السنة و منهج أهل السنة و الجماعة كل خير ـ و يعلم الله أنني أحببت هذا الشيخ الماجري الذي ضحى بمكانته في قيادة النهضة و قد كان يشار إليه بالبنان و يتقرب إليه المتقربون ليقول كلمة الحق انتصارا للدين و منهج السنة و الجماعة على حساب الحزب والوجاهة والمنصب الفاني, و هاهو الآن يكدح من أجل اعالة عياله كأي رجل عادي ـ دون تفرغ حزبي أو منح و أعطيات ـ, و هاهو يتناوله كل من هب ودب و يكتب له من لا يشم رائحة العلم  » الشرعي »: أن تعلم الفقه يا ماجري و أنت لا تفهم الفقه و المقاصد ـ كذا !!!ـ, بل بلغني أن هناك من أتباع نهضة المهجر في باريس ,من لا يلقي عليه حتى مجرد السلام , في حين يتقبلون إخوانهم في اليسار بالأحضان (أنظر أخي المسلم, الحوار الفضيحة الذي أجرته مجلة « كلمة » اليسارية مع أعضاء المكتب السياسي لنهضة المهجر والذي نشره موقع تونس نيوز مشكورا هذه الأيام). فعلى عقيدة الولاء والبراء السلام.
وقبل التعمق في الموضوع ,أكرر دعوة الشيخ خميس الماجري للأخ بريك للمناظرة ـ حتى يحي من حيي عن بينة و يهلك من هلك عن بينة ـ فهذا النقاش يمس صميم عقيدة و منهج الإسلام الصافي كما أنزل وهو المعبر عنه بمنهج أهل السنة و الجماعة, وهذا النقاش فرصة لتثقيف القواعد الإسلامية
الثقافة الشرعية و تحويل الخلاف من مجال الشعارات والعناوين  » وهو خلاف حزبي مقيت » إلى المجال العلمي فيطرح كل طرف ما عنده ليستفيد المتابعون و تتضح الأمور و تقام الحجة و تثرى الساحة بدل الجدب و التصحر الذي تعانية الثقافة الشرعية عند مريدي الأستاذ راشد الغنوشي. وأرجو
من الأخ هادي بريك أن يجيب على دعوة الشيخ خميس الماجري له للمناظرة, قبل أن يكثر  » الحزازة » الذين لم يتكلموا لما كان مهرجان التهجمات على الشيخ الماجري على أشده قصد الاطاحة بقدره ومكانته بين الاخوة و الآن يرفعون عقيرتهم بالصراخ لايقاف الحوار, فهل الحوار حرام في
الإسلام !! و خاصة إذا قام على الأدلة الشرعية و البراهين ؟ و أين هي الديمقراطية و حق الاختلاف أم هو حق مقدس للعلمانيين و اليساريين فقط ؟!! ,و أقول للأخ طارق الشامخي الذي أجده الوحيد الذي رد بأدب و علم ـ بارك الله فيه ـ و لعل منشأ ذلك هو استقلاليته التنظيمية و أنه من طلاب العلم , لست أجد مبررا لرغبتك في تهميش الحوار العلمي الذي كان هادي بريك هو من فتحه ؟ و هل يجوز
للشيخ خميس الماجري أو غيره من طلاب العلم السكوت عن بيان ما يراه من الحق و النصح للمسلمين خاصة عندما شرع الله يعبث به و يتقول فيه بغير علم و القواعد تنشأ على تجاهل العلم الشرعي و الاعراض عنه, و لماذا لا أسمع لك صوتا يا أخي الفاضل في نقد التجاوزات الشرعية الخطيرة لقيادات نهضة المهجر و من آخرها تصريحات المكتب السياسي لنهضة المهجر الخطيرة ضد الدعاة السلفيين في تونس والخليج , و المخالفات العقدية الصارخة التي وردت فيها ـ أي التصريحات ـ فأين هي الغيرة على الدين؟!! , هل يحوز لمثلك السكوت ؟ أتوجه بهذا السؤال لك ولاخوة آخرين ينقدون التجاوزات سرا و يقعدهم الخوف على كرامتهم و أن يتعرضوا لاهانات سفهاء القوم من التصريح بأقوالهم, و قد أخذوا العبرة بما حل بالشيخ خميس الماجري و غيره كثير , فهل كرامتكم معشر الاخوة أغلى و أرفع من الدين ؟!! بل ليتكم اكتفيت بالسكوت بل ها أنك يا أخي طارق الشامخي ـ أخاطبك بصراحة و أخوة يا أخي الفاضل ـ تنبري للرد على الشيخ خميس الماجري فيما يكشفه من حقائق يجب أن تعرف ومسار يجب أن يصحح بدعوى عدم نشر الغسيل !! . و قد وجدتك تعاتب الشيخ الماجري وترد عليه في اشارته إلى أن الأخ هادي بريك ليس من طلاب العلم وتقول بأنه قد طلب العلم من مظانه!! و هذا رجم منك بالغيب , لأن الأخ هادي بريك لم يدرس في كليات الشريعة, و لم يكن من جلاس العلماء بل كان موظفا في ادارة عمومية في تونس , ثم انتقل إلى ألمانيا, فمن هم العلماء الذين أخذ عنهم العلم وأجازوه؟؟ و كيف ينتصب أمرؤ للمشيخة والافتاء دون اجازة من أهل العلم !!,و قد ذكرت أنت بنفسك هذا القول في مقالك وهو ضرورة أخذ العلم من العلماء و قد قيل  » لا تأخذ العلم من صحفي و لا القرآن عن مصحفي » و الصحفي ـ بضم الصاد ـ هو الذي أخذ العلم من الصحف أي الكتب دون معلم, لأن ذلك يوقعه في أخطاء كثيرة في الفهم و التنزيل.
و أعود إلى الأخ هادي بريك لأقول بأن المتابع لكتاباته يجد نفسه أمام رجل ذو حماس فياض فهو يكاد يكتب كل يوم, ويكتب في مختلف العلوم و المجالات تقريبا!!,و لكن أي طالب علم أو حتى من له اطلاع على كتب العلم الشرعي و مطالعات فيها يجد نفسه أمام لغة غريبة جدا عن لغة العلم الشرعي,وكتاباته عبارة عن بلاغات حزبية مطعمة بمصطلحات شرعية ونصوص و نقولات يتم التعسف عليها حتى توافق اختيارات الحزب, أو بالأحرى خط راشد الغنوشي الذي استحوذ على
الحزب,{المدرسة الترابية التونسية}. و تطفح كتابات الأخ هادي بريك ـ هداه الله و أصلحه ـ بحقد عميق وواضح على المنهج السلفي وهو حقد فاق حدود المعقول و الخيال و خرج عن الاتزان فقد وصل به الحقد على شيخ الاسلام اين تيمية ـ الذي لا يوجد أحد من أهل السنة ينكر علمه و فضله ـ إلى تسميته بالمرحوم ابن تيمية وهي وقاحة لم أر لها مثالا فيما قرأته { و أعتذر عن هذه العبارة التي لم أجد غيرها مناسبا} و هي تعبير عن قمة السخرية من شيخ الاسلام ابن تيمية , الذي مات سجينا في قلعة دمشق { دفاعا عن الحريات و الديمقراطية !!},فلماذا لا يصفه بالشيخ الثائر و الشيخ
الشهيد مثلا, على عادة النهضة في اطلاق الألقاب؟ في حين يتفرد بوصف الشيخ القرضاوي بالامام القرضاوي, و ذلك لأن الشيخ يوسف القرضاوي من الاخوان المسلمين … بل هاهو يحاكم الناس على موافقتهم أو مخالفتهم للشيخ يوسف القرضاوي إذ يسخر من الشيخ الماجري و يسأله إن كان أعلم
من القرضاوي حتى يخالف القرضاوي , و هو قول لا يقوله طالب علم, و يذكرنا بمتعصبة المذاهب, و كأن أقوال القرضاوي كتاب أو سنة أو اجماع لا تجوز مخالفتها,هذا في حين يصر اصرارا عجيبا على الصلاة البتراء على رسول الله صلى الله لعيه و سلم, بقوله محمد عليه السلام أو قال عليه
السلام , و في ذلك يقول شيخ الاسلام ابن تيمية ـ يرحمه الله ـ : » فدين المسلمين مبني على اتباع كتاب الله وسنة نبيه و ما اتفقت عليه الأمة, فهذه هي الثلاثة هي أصول معصومة,و ما تنازعت فيه الأمة ردوه إلى الله والرسول . و ليس لأحد أن ينصب للأمة شخصا يدعو إلى طريقته, و يوالي ويعادي عليها, غير النبي صلى الله لعيه و سلم , و لا ينصب لهم كلاما يوالي عليه و يعادي, غير
كلام الله و رسوله و ما اجتمعت عليه الأمة. بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصا أو كلاما يفرقون به بين الأمة يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة و يعادون » (الفتاوى ج20ص163ـ164). وقد نعى كتاب الله على من يتبعون علماء دينهم حتى و لو خالفوا الصواب « اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله  » و قد بين رسول الله صلى الله عليه و سلم
لعدي بن حاتم الطائي معني هذه الآية عندما دخل عليه وهو يتلوها …., و لذلك قال العلماء بأنه لا يجوز لأحد اتباع عالم إذا ما تبين له الدليل على خلاف قول ذلك العالم, فمن ذلك قول الامام مالك ـ رحمه الله ـ :  » كل راد و مردود عليه إلا صاحب هذا القبر : » و قول الامام الشافعي ـ رحمه الله ـ :إذا رأيتم كلامي يخالف الحديث فاعملوا بالحديث و اضربوا بكلامي الحائط »,
قلت : هل سمعتم الأخ راشد الغنوشي يقول هذا القول مرة واحدة وهو يخاطب أتباعه؟, وهل رباهم على ذلك و على المطالبة بالدليل؟ أما أنا فأشهد الله و ملائكته و الناس أجمعين أنني كنت من أتباعه و لم أسمع منه هذا القول و لا ما يقرب منه أبدا, و لا قرأته له ,و لا تربينا في الحركة التي يقودها على فقه الدليل ,بل على تعظيم الرموز و الشعارات و العناوين, و لا حظ أخي أن الامام الشافعي ,قال  » يخالف الحديث « ولم يقل يخالف المقاصد, وهي الحيلة التي اهتدى لها دعاة عصرنة الإسلام لمخالفة النصوص فكلما ووجهوا بالنصوص قالوا لم تفهموا المقاصد !!, وصار مجال الكلام في الدين حقلا مشاعا للجميع يدلي فيه برأيه ودلوه على هواه حتى و لو دون الحد الأدنى من العلم و « ذراعك يا علاف » فهاهو الأخ مهاجر بن محمد مثلا يستشهد بقصة المشركة التي أضربت عن الطعام حتى يرتد ابنها عن الإسلام, يعتبر ذلك نصا في مشروعية اضراب الجوع !!!  » , فكيف يطلب من الشيخ خميس الماجري وهو طالب العلم ,اتباع قول يخالف ما ترجح عنده من دليل, كما أنه ليس كل قول خلافي يعد معتبرا و يتسامح فيه, عملا بقاعدة  » لا انكار في مسائل الخلاف  » , فالأقوال الشاذة تنكر , و لذلك قال الأصوليون: وليس كل خلاف إذا ما جاء معتبرا إلا خلاف له حظ من النظر.
و إلا فهل يرى الأخ هادي بريك جواز فتوى الأحناف بجواز التعامل بالعقود الفاسدة في دار الحرب} التي هي عندهم كل بلد لا يحكم بالاسلام أي بشريعة الإسلام} من ذلك قول ابن عابدين ـ رحمه الله في حاشيته : » و كذلك لو باعهم ميتة أو قامرهم و أخذ منهم مالا بالقمار فذلك المال طيب عند
أبي حنيفة ومحمد رحمهما الله  » (حاشية ابن عابدبن ج5ص86) أو ما ورد في فتح القدير للكمال بن همام عن المسلم الذي يدخل بأمان إلى دار الحرب { بالتعريف السابق لدار الحرب عندهم} : » فلو باع مسلم دخل إليهم مستأمنا درهما بدرهمين حل, و كذا إذا باع منهم ميتة أو خنزيرا أو قامرهم أو أخذ
المال يحل , كل ذلك عند أبي حنيفة و محمد خلافا لأبي يوسف » { فتح القدير ـ ج7ص38} فهل يرى الأخ هادي بريك جواز العمل بهذا القول تيسيرا على المسلمين في بلاد الغرب , فييباح لهم التعامل بالربا و سرقة أموال الكفار , و بيع الخمور و الخنازير, أخشى و الله أن يأتي اليوم الذي يطلع علينا فيه دعاة الفقه الانتقائى القائم على اختيار الأقوال الموافقة للهوى أو للحاجة ,حتى لو خالفت الدليل ,باجازة ذلك للمسلمين في بلاد الغرب , وقد سبقته فرقة الأحباش إلى ذلك فها تبيح ذلك لأتباعها, بل أباحتلهم حتى الزنا بالكتابيات بدعوى النكاية في دينهم !! (أنظر كتاب  » الحبشي , شذوذه و أفكاره  » لعبد الرحمن دمشقية)
يبدو لي أن الأخ هادي بريك عنده مشكلة شخصية إلى جانب المشكلة الحزبية مع المنهج السلفي والدعاة السلفيين, وقد قرأت عن طرف من ذلك في احد المواقع الالكترونية … و لذلك فلم أتعجب من الأسلوب التحقيري الذي كتب به عن الشيخ خميس الماجري فهل رجل يحقد على شيخ الاسلام ابن تيمية, يمكن أن يحترم أحد محبيه!! و لم تشفع للشيخ الماجري كونه أحد مؤسسي  » النهضة » بل هو الذي كان يصلي بالاخوة المؤسسين و منهم شيخك عندما كانوا مجتمعين سرا لتأسيس « الجماعة » في منوبة و لعلك لا تعلم ذلك و لا تعلم أن شيخك اعتمد عليه لتدريس القرآن و التجويد لأنه لا يحسن ذلك , فهل مثل هذا الرجل يخاطب بذلك الأسلوب التحقيري؟!! في حين أنك كنت في غاية الأدب مع هشام جعيط عندما ناقشت طعنه في نسب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ  » كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا » بل أجدك في غاية الأدب عندما تتكلم عن حلفاء حزبك من طغمة اليسار الماركسي  » المظلومين » في تونس!!و هذا هو منهج تلامذة الغنوشي دوما (انظر حوار مجلة كلمة مع قيادات نهضة المهجر و كيف كانوا يتكلمون بأدب بالغ و خضوع تامين و اعتذارية حتى اعتذروا عن ورود عبارة كفر وايمان!!)
و مقابل حقد الأخ هادي بريك على المنهج السلفي الذي هو منهج أهل السنة و الجماعة غضا طريا, نجد منه الترحيب والدفاع عن المتكلمين,و يقحم موضوع الدفاع عن الفرق الكلامية دون مناسبة في رده على الشيخ الماجري, مع أن الشيخ الماجري لم يذكرهم ,و أقول له ليس الشيخ الماجري وحده من ينكر على الفرق الكلامية والمتكلمين فها هو الامام الشافعي ـ رحمه الله ـ {وهو الامام} بحق يقول : »حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد و يحملوا على الابل و يطاف بهم في العشائر و القبائل وينادى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب و السنة و أقبل على الكلام » {سير أعلام النبلاءج10ص29}. أما الامام أبو حنيفة النعمان ـ رحمه الله ـ فقد قال فيهم أنهم : » قاسية قلوبهم غليظة أفئدتهم لا يبالون مخالفة الكتاب و السنة, و ليس عندهم ورع و لا تقوى » { سير أعلام النبلاء -6ص399 مفتاح دار
السعادةج2ص136 و أشهد الله أنني تذكرت قيادة النهضة و  » متكلمي » المدرسة الترابية التونسية عندما قرأت هذا القول لعمق التشابهات, و أسأل الله أن يلين قلبك , يا أخي الهادي و تذكر يا أخي هادي أن الدنيا فانية و أنك سوف تدخل قبرك وحدك و لن ينفعك الحزب و لا الغنوشي , و أن نبيك الذي سوف تسال عنه في قبرك هو محمد صلى الله عليه و سلم.
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد


 

الجهاد والمجاهدات
وينك يا كوارجي ياخي اسمعت واشقال « الشيخ » البارح
انا شيخ ياولدي اومنامت انا نسمع لشيوخا امتعك اشنوه حمة راك تتكلم في التلفون .
لا لا ياراجل هذا » شيخ » مايخوفش سمعانه هو اصلا شاد اخناق اجماعتوا هذوكم اللي تعرفهم
بالله خرجنا من ها الموضوع ياخي من امت انا انتبع في خرارف الشيوخة متاعك
يولدي اسمعني اشبيك خايف كون راجل « الشيخ » يتكلم في الكورة وانت ماتفوتكش نسمة في الكورة قلت اتجاوبنيش على سؤالي وتبدد حيرتي
اشنوه السؤال ازرب اوخلينا نرتاحوا من هالمرمة
« الشيخ » قال الي الغنوشي صرح بلي الكورة امتاعكم جهاد
وينوا عاد هذا صارلوا زمان وقتلي فضحونا اولاد لحرام مع اوخيانا ادزيرية
ياخي صحيح الغنوشي قال هالكلام؟ عاد لواش هالك روحوا وجماعتوا اسنين ربي، ماهو الملاعب في بلادنا قدشعر الراس علاش ميجاهدوش في رادس اويرتاحوا
لايا بوها اتونحكيلك لحكاية ملول واسمعني
اول ماظهرت لحكاية قالها واحد خلواظ يساري كشاكشوا خارجة في تلفزتوا وهو نازل في الغنوشي كينوا قاتلوا بوه ياخي قال الي الغنوشي صرح بانوا الكورة جهاد وباش انصدقوه قال الي المقال ابتاع الغنوشي منشور على الانترنات للي يحب يتأكد مالفضيحة اوماك تعرفني انفتش على الفضايح او بيني او بينك حبيت الجهاد اذا كان هو في الكورة او فكرت وراس خويا لعزيز باش انكون بن لادن كان صح كلام الغنوشي، بر امشينا للمقال اذا بيه الغنوشي يمدح في انجاز الاعبين الي جاء حسب ماقال بعد مجاهدات من الاعبين اوبيني اوبين مسكين الغنوشي اراجل حب يشكر الرياضين ولكن ماعندوش لغة الكوارجية ياخي استعمل اللغة العربية الفصحى باش يعبر على المجهودات اللي بذلوها الاعبين، ياخي مفهموشي الكوارجية امتاع اليسار اوهما خايفين مالجهاد والغنوشي حياتوا كلها في جهاد ياخي اظهرلهم الي الراجل يتكلم على الجهاد، اما بوها ماكنتش نتصور الى واحد مشيوخا امتاعك ايصدق هالكلام اللي متعداش علينا احنا الكوارجية، على خاطر نعرف اللي الغنوشي ابعقلوا
والله صحيح ياكوارجي ياخويا اما يعطيك الصحة اطلعت شيخ في فهمك لكلام الغنوشي والظاهر » الشيخ » طلع كوارجي في فهموا حاشاك ياصاحبي.
هذا النص من مجهودات او مجاهدات ابو جهاد

 

 

إلى عمّنا محمّد العروسي الهاني

عبدالحميد العدّاسي
وأنا أقرأ مقال عمّنا محمد العروسي الهاني، الصادر على صفحات تونس نيوز بتاريخ 30 ديسمبر 2005، حول التصريحات التي أدلى بها وزير  » الشؤون الدينية  » التونسية بخصوص الحجاب والشباب والتديّن، أحسست بحملة تنظيف داخل نفسي تمسح وتزيل كلّ ما علق بها من أثر ما كتبَ حول بعض الموضوعات الخلافية التي دفعتني ذات يوم إلى الكتابة  » مندّدا  » ربّما بدرجة القسوة التي عامل بها عمّنا العروسي بعض القوم أو بعض السلوك، وذلك لمّا رأيت في كتاباته ميلا إلى  » تمجيد  » جهة أحسب أنّها ساهمت بقدر كبير فيما آل إليه وضع البلاد من تردّ في مردودها وتنافر بين أهلها، ورأيت اليوم الوقت مناسبا كي أعبّر لعمّنا العروسي عن اعتذاري عن أيّ كلم في النفس أو ضيق فيها حصل له بسبب ما كتبتُ، مؤكّدا له أنّ غرضي لم يكن أبدا دفاعا أعمى عن الأشخاص أو انحيازا لهم وإنّما هو كلمة حقّ لم أجد من مجاملة ما يَمنعها أو من القوّة ما يُلجمها، خاصّة وقد أنعم الله علينا بهذا الفضاء الرحب للتحاور في إطار ما يُبيحه العرفُ وتسمح به الآداب.
اليوم لم أرَ عمّي العروسي مناضلا دستوريا فحسب، ولكنّي رأيته الوالد المشفق على أبنائه التونسيين جميعا، والمسلم الصادق في إيمانه، والرجل الأبيّ الغيور على نسائه وبناته، والابن البارّ بأهله حيثما كانوا في جنوب البلاد أو في شمالها في شرقها أو في غربها في مدنها أوفي قراها وأريافها، والمسؤول المدرك لمعنى المسؤولية ( وقفوهم إنّهم مسؤولون )، والشجاع المقدام الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم.
تحدّث عمّي العروسي عن مشاكلنا وآلامنا، وتأوّه بأنّاتنا وكشف عن مخزون أنفسنا. وتأدّب مع الوزير أدبا يُقيل الوزير من وزارته لو كان لديه قلب أو ألقى السمع وتفهّم القول. فجزاك الله عنّا كلّ خير عمّى العروسي، وسأظلّ بإذن الله أحترم فيك هذه الخصلة ما دمت فينا بهذه الرفعة. ونسأل الله أن يهدينا سبل السلام فنتحابّ فيه ونصطلح على أسس شرعه سيّما والخطاب القرآني يقول كما أسلفت: «  إنك ميّت وإنهم ميّتون ثم إنّكم يوم القيامة عند ربّكم تختصمون  » !…

 

 

بسم الله الرحمان الرحيم 
و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين
  الموافق غرة ذو الحجة  1426   الهجري     تونس في 01/01/2006 بقلم محمد العروسي الهاني : مناضل دستوري

رسالة مفتوحة إلى سعادة  سفير المملكة العربية السعودية بتونس

على بركة الله أواصل الكتابة في موضوع حيوي و هام يهم موسم الحج لعام 2006: تبعا للمكتوبين السابقين الأول بتاريخ 08/12/2005 يحتوي على مقترحات عملية شاملة و الثاني يوم 28/12/2005 بعنوان رسالة مفتوحة للسيدين وزير الشؤون الخارجية ووزير الأوقاف بالمملكة العربية السعودية حول موسم الحج بدعم و حرص من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله آل سعود سدد الله خطاه و اعانه الله على مواصلة الرسالة الإسلامية و التاريخية التي يتحملها مواصلة لرسالة والده المصلح المرحوم عبد العزيز آل سعود و إخوانه فيصل و خالد و فهد رحمهم الله. و كنت قد إقترحت نسبة 5 % على قائمة الحجيج الرسمية بتونس أي حوالي 500 هذا مع الملاحظ إن العدد الجملي الذي يتردد على السفارة و القنصلية لطلب التأشيرة يفوف 800 مواطن و مواطنة، علما و إن عددا ضئيلا منهم لا يتجاوز 50 فردا تحصلوا على التشيرة في الأسبوع الأخير من 26/31 2005 ديسمبر. و نظرا لقرب غلق موسم الحج يوم الخامس من ذي الحجة الذي يصادف يوم الخميس القادم:   –         نلتمس من سعادة السفير إبراهيم السعد الإبراهيم إمكانية إدخال الفرحة و السرور على عدد آخر -على الأقل 200 مواطن- ليدخل عليهم فرحة الحج و السعّد وهو إسمه السعّد و كلهم بكاء و شوق و لهفة و تعلق ببيت الله الحرام و الوقوف على جبل الرحمة و زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم.   فيا سعادة السفير بالله لا تحرمنا من فريضة الحج لهذا العام الذي يصادف العام الأول الذي يتولى فيه المصلح الكبير الملك عبد الله آل سعود أمانة خادم الحرمين الشريفين، و يعتبر هذا العدد الإضافي هدية في عامه الأول، و الله ولي التوفيق.   و السلام  محمد العروسي الهاني تونس 

 

 

رحيل المناضل عبد الرزاق الضيفاوي

فُجعت الأوساط السياسية والنقابية في ولاية القيروان بوفاة المناضل عبد الرزاق الضيفاوي أحد وجوه الحركة السياسية الديمقراطية بالجهة منذ أكثر من عشرين سنة، الذي لبى داعي ربه يوم الخميس 22 ديسمبر الجاري وشُيَع إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه بوحجلة صباح السبت 24 ديسمبر. وحضرت موكب الجنازة أعداد غفيرة من المناضلين السياسيين والنقابيين يتقدمهم وفد من التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، على رأسه الأمين العام الدكتور مصطفى بن جعفر، الذي انتمى إليه الفقيد منذ التأسيس بعد نضال طويل في صلب حركة الديمقراطيين الإشتراكيين، كما حضرت الموكب وفود من الأحزاب الديمقراطية من بينها الحزب الديمقراطي التقدمي.
وألقى كلمتي التأبين كل من السيد عبد الرحيم الماجري باسم التكتل والسيد حسين العباسي الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بالقيروان فعددا مناقب الفقيد الذي كان يعمل بكد وتفان لخدمة القضية الوطنية وكان يتميز بدماثة الأخلاق وطيبة المعشر. وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم الحزب الديمقراطي التقدمي بأحر التعازي للتكتل الديمقراطي ولأسرة الفقيد وخاصة شقيقته المناضلة زكية الضيفاوي وشقيقه الأخ محمد الطاهر الضيفاوي.
(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف »، العدد 341 بتاريخ 30 ديسمبر 2005)

في ندوة حول الحركة النقابية في تونس و تحديات العولمة :

المنوال الإنتاجي الجديد انتج علاقات إنتاج جديدة

محمد الحمروني
طرحت الندوة التي نظمها منتدى الجاحظ يوم الاثنين 26 ديسمبر الجاري جملة من الإشكاليات التي تعيشها الحركة النقابية اليوم في علاقة بالمتغيرات الدولية من جهة وفي علاقة التغيرات الاجتماعية الداخلية للمجتمع التونسي من جهة ثانية . كما طرحت الندوة محاولات السلطة المتكررة الهيمنة على المؤسسة النقابية و عدم قدرة الاتحاد على تجاوز المطلبية إلى المشاركة في بناء التصورات المجتمعية .
و قسمت الندوة إلى قسمين قدم في الأول منها الدكتور مهدي المسعودي مداخلة حول أهم المفاصل التاريخية التي عرفتها الحركة النقابية منذ محمد على الحامي ألي الآن في حين حاول الحبيب قيزة في القسم الثاني منها إلقاء نظرة على واقع ومستقبل الحركة النقابية و قال الدكتور مهدي المسعودي أن الدافع الأساسي للقيام بهذه الدراسة هو محاولة التوصل إلى قراءة مغايرة لما وقع التوافق عليه بخصوص الحركة النقابية تاريخا وتوجهات . و أضاف أن التساؤل الأساسي هو هل كانت الحركة النقابية واعية بقدرتها على تجاوز المطلبية و بناء تصور مجتمعي متكامل أم لا ؟ و لماذا فشلت المنظمة في لعب دور طلائعي بعد الاستقلال في حين أنها قدرت على لعب أدوارا مهمة قبل الاستقلال.
و استعرض الدكتور المراحل التي مرت بها الحركة النقابية منذ انطلاقتها سنة 1924 على يد محمد على الحامي و كيف تجمع عمال الرصيف حوله واعتبر الدكتور أن هؤلاء هم المؤسسون الفعليون للنقابات في تونس . كما تعرض لنشأة جامعة عموم العملة التونسيين و علاقتها بالحزب الحر الدستوري الذي رفض منذ البداية استقلالية العمل النقابي مرورا بالأربعينات و تحديدا سنة 1946 تاريخ نشاة الاتحاد العام التونسي للشغل و الذي كان مطلبيا في البداية قبل أن يتحول اهتمامه إلى البعد النضالي. هذه كانت أهم المراحل التي مر بها الاتحاد قبل الاستقلال أما بعده فان أهم ما ميز حياة الاتحاد هو العنف الذي مارسه حزب الدستور ضده و محاولات السلطة المتمثلة في سعيها لتقسيمه و احتوائه ليصبح الاتحاد تابعا حتى نهاية الستينات . وفي السبعينات حاول الاتحاد أن يستقل بقراره و اصبح قوة مضادة لحزب الدستور وتجلى ذلك خاصة في أحداث 1978 قبل أن يتحول الوضع في أواخر الثمانينات إلى حالة من التطبيع مع السلطة . بعد هذا الاستعراض لمختلف المراحل التي مر بها الاتحاد طرح الدكتور جملة من الأسئلة حول الأسباب التي جعلت الحركة النقابية تتحول من شريك للنضال للحزي الحر الدستوري في عهد الاستعمار إلى تابع في عهد الاستقلال ؟ و هل يمكن أن نركن في تفسير ذلك نفسر الى النزوع الكبير للهيمنة الذي تتميز به السلطة ، أم أن الحركة النقابية نفسها تتحمل جزءا من المسؤولية ؟
كما طرح الدكتور مجموعة اخرى من الاسئلة مثل هل استنفدت النقابات أغراضها في زمن العولمة أم أن للنقابات أدوارا يمكن أن تلعبها ؟ وهل أن النقابات هي مجرد أدوات مطلبية أم أنها شريك في وضع التصورات المجتمعية لبلدانها .
من جانبه طرح الحبيب قيزة مسالة مصير الحركة النقابية و هل تملك الحركة النقابية مشروعا مجتمعيا تدافع عنه . و اعتبر قيزة أن محمد على كان يحمل مشروع شعب و مصلحة شعب لذلك هندس الحركة النقابية على هذا الأساس و إن تعثر هذا المشروع مع نقابة القناوي ليس فقط لان حزب الدستور فرض هيمنته على المنظمة و لكن لان الحركة النقابية افتقدت المشروع الذي تدافع عه .
و تساءل قيزة هل أن الحركة النقابية اليوم تحمل هذا المشروع المجتمعي أم لا ؟
و شدد على أن هناك تحولات عميقة تحصل الآن وستحصل في المستقبل دوليا ووطنيا و اعتبر أن العولمة ليست كم من السلبيات بل لها عديد الإيجابيات . ومن تلك الإيجابيات طرح قيزة مسالة الثورة العلمية والمعلوماتية ، وكان من نتيجة تلك التحولات ظهور الشركات المتعددة الجنسيات التي تقوم بالتحكم في عملية الإنتاج و تطوير الإنتاج عن طريق الوسائط الإعلامية . واعتبر أن هذه الثورة العلمية أحدثت نظم إنتاج جديدة مغايرة للنظام الذي كان يعرف بالنظام الفوردي . واصبح المنوال الإنتاجي الجديد قائما على مجتمع المعرفة ، و اصبح هناك تقسيم عالمي جديد للعمل .
فتطوير الكفاءات اصبح في المنوال الإنتاجي الجديد ضرورة ومن هنا اصبح تطوير المنظومة التربوية باتجاه رفع الكفاءات و تخريج عدد اكبر من العالمين ذوي الكفاءة العلمية العالية أمرا ضروريا . هذه الوضعية أفرزت نوعا جديدا من الإقصاء حتى لدى البلدان الغربية نفسها ، لان سوق الشغل الجديد اصبح لا يتسع إلا لاصحاب الكفاءات العالية .
و في هذا الإطار يمكن أن نفهم محاولات تطوير و إصلاح المنظومة التربوية ببلادنا و برنامج الإصلاح الهيكلي و تأهيل المؤسسات . ولاحظ قيزة أن هذه البرامج ابتدأت سنة 86 وهي نفس الفترة التي عرفت بداية التغييرات الهيكلية في الاقتصاد التونسي ، من اقتصاد يعتمد على القطاع العام إلى اقتصاد يعتمد بالأساس على القطاع الخاص . هذا التحول يطرح اشكالات على الحركة النقابية في تونس التي تعتمد بالأساس على القطاع العام – اكثر من 90 من منخرطي الاتحاد هم من القطاع العام – . و يمكن حسب قيزة اعتبار أن ضعف الحركة النقابية يعود بالأساس إلى تراجع القطاع العام . واعتبر أن الحركة النقابية التونسية ممثلة في اتحاد الشغل لم تنجح في استقطاب فئات جديدة للاتحاد وهي بالأساس المرأة و الشباب و الإطارات .
من جانب آخر اعتبر قيزة أن العلاقة القديمة القائمة على ثنائية الاتحاد والحزب الحاكم لم تعد مقبولة في إطار القيم الجديدة التي تقوم على حق المواطنة و الديمقراطية وهو ما يفرض على الاتحاد عدم الانكفاء على نفسه والدخول في علاقة مع مختلف مكونات المجتمع المدني . وشدد على أن الاتحاد و منذ سنة 1957 اصبح يدار بنفس الطريقة التي يدار بها الحزب الحاكم . فالمكتب التنفيذي اصبح ينتخب مباشرة وهو ما يجعله في حل من رقابة الهيئة الإدارية . قبلها كان المكتب التنفيذي ينتخب عن طريق الهيئة الإدارية و هو ما يسمح لها بمراقبته .
و المطلوب اليوم حسب قيزة هو إعادة هيكلة مؤسسات الاتحاد و إعادة النظر في علاقة الاتحاد بباقي مكونات المجتمع المدني . و شدد على أن الاتحاد لا يمكن أن يواصل العمل دون أن يضع لنفسه مشروعا مجتمعيا يعمل من اجله ويدافع عنه ، مثلما فعل منذ نشأته حتى سنة 1956 كان مشروع الاتحاد قائما على تحسين أوضاع العمال في إطار تحرير البلاد .
(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف »، العدد 341 بتاريخ 30 ديسمبر 2005)

إضراب و تجمع عام في قطاع التأمين

أضرب أعوان وإطارات التأمين يوم الخميس 22 ديسمبر الماضي وحقق الإضراب نجاحا قدرته الأوساط النقابية بأكثر من 90 %. وتجمّع مئات الأعوان بمقرّ الاتحاد بساحة محمد علي رافعين شعارات تؤكد إصرارهم على تحقيق مطالبهم المشروعة وإلتفافهم حول منظمتهم الشغيلة. وتناولت كلمات المتدخلين في التجمّع حجج الأعراف بما فيها دعواهم بأن القطاع مرهق ماديا وهو ما يبعث على القلق و التقشف. وتعود أسباب تعثر المفاوضات إلى عدم استجابة الاعراف ومن ورائهم وزارة المالية إلى مطالب الوفد النقابي والمتعلقة بالزيادة في الأجور وتحديد تاريخ التصريح بنتائج الترقية المهنية ومراجعة منحة الطرد لاسباب اقتصادية والمحددة ب12 راتب شهري ولم تقع مراجعتها منذ 1983.
وحسب بعض المصادر فان المأزق الذي يعرفه القطاع عائد إلى مشاكل داخلية بين الأعراف و يعود بعضها بالأساس إلى ارتباط بعض شركات التأمين بالدولة مباشرة مما يجعلها غير قادرة على الموافقة بنفسها على ما يقع الاتفاق عليه، والحجة القائلة بتدهور الوضع المادي غير صحيحة لان عشر القروض التي يلتجئ إليها المواطن يذهب إلى التأمين.
و تداول على الكلمة أعضاء من المكتب التنفيذي و الكاتب للجامعة و أكدوا على لحمة القطاع و انسجامه و انه ممثل و مؤطر كما ينبغي، وان النقابيين على أتم الاستعداد للدفاع عنه . واستغربت بعض التدخلات موقف الأعراف و حديثهم عن الصعوبات التي يمرّ بها القطاع والحال أن المطالب المالية للعمال المقدر عددهم ب 2800 عون لا تتجاوز ال70 مليون.
عبد الستار النصري عضو الجامعة العامة للبنوك والمؤسسات المالية:
المفاوضات فشلت في قطاع التأمين
بعد تدخل سلطة الإشراف لتسليط الأضواء حول المشاكل التي يعيشها قطاع التأمين وأسباب فشل المفاوضات الاجتماعية وجهنا الأسئلة التالية للسيد عبد الستار نصري ممثل قطاع التأمين في الجامعة العامة للبنوك والمؤسسات المالية.
لماذا لجأ قطاع التأمين إلى الإضراب ؟
أضرب أعوان وإطارات المؤسسات التأمينية من أجل إنجاح الجولة السادسة للمفاوضات الجماعية وذلك بتحقيق زيادات في الأجور تغطّي جزءا من تدهور مقدرتهم الشرائيّة جرّاء الغلاء الفاحش للأسعار من جهة وتحيين مقتضيات بعض الفصول الترتيبية من العقد المشترك لتحسين ظروفهم المهنيّة من جهة أخرى. وإن نجاح اضرابنا يعتبر برهانا اضافيا على قوّة حجتنا من أجل تحقيق مطالبنا الشرعية، واستراتيجيتنا بنيت على قوة الحجّة وستبقى كذلك بعد الاضراب.
ماهي الأسباب التي أدّت إلى إفشال هذه الجولة من المفاوضات ؟
خلافا للتمشي الإجرائي الذي دأبت عليه الأطراف الاجتماعية خلال الجولات السابقة للمفاوضات الجماعية، وبعد ان حصل تقارب في وجهات النظر فيما يتعلق بحجم الزيادات في الأجور، وبعد تسجيل فارق بسيط في هذا السياق، أرجأ الإمضاء لتمكين فريق الأعراف من التشاور فيما بينهم، لكن وبحركة مبهمة ومفاجئة طلع علينا أحد الأعراف بأفكار مسترابة وذلك بإرجاء الأمر إلى حين مشاورة سلطة الإشراف الأمر الذي أثار استغراب الجميع باعتباره جاء نشازا لينسف مبدإ التفاوض برمته شكلا ومضمونا.
وفضلا عن ذلك فقد أبلغت سلطة الاشراف بأن حجم الزيادات التي حصل التوافق بشأنها يساوي زيادات 2002 زائد 60 % كنسبة تحسين في حين أنها لم تتجاوز 20%، وللانارة ولئن كنّا نرفض هذا النوع من المقاربات فإن نسب التحسين التي حصلت في السابق كانت كما يلي: نسبة تحسين زيادات 1996 مقارنة بزيادات 1993 وصلت 25% نسبة تحسين زيادات 1999 مقارنة بزيادات 1996 وصلت 18% نسبة تحسين زيادات 2002 مقارنة بزيادات 1999 وصلت 16% وتبدو هذه الأخيرة متدنية نظرا لتزامن التفاوض سنة 2002 وأزمة سبتمبر 2001 التي كان لها الوقع السيّء على إعادة التأمين.
ألا ترى أن النتائج الفنيّة السلبية المسجّلة لهذا القطاع هي السبب ؟
لئن كانت هذه النتائج الفنية سلبيّة فهي متأتية من تفاقم حجم النتائج السلبية لإعادة التأمين الذي بلغ 70 مليارا سنة 2004 مقابل 21 مليار سنة 2002 أي بنسبة تدهور تصل إلى 227،24 % وهو الشيء الذي قلب حجم النتائج الفنية من 61 مليار ايجابي خارج إعادة التأمين إلى 9 سلبي باعتبار إعادة التأمين (حسب الأرقام المتوفرة في نوفمبر 2005 ) ، والنتائج سواء كانت سلبية أو ايجابية فهي معطى من ضمن عديد المعطيات التي أخذت بعين الاعتبار أثناء التفاوض والتي نذكر منها تطور رقم المعاملات ونسبة المصاريف العامة من رقم المعاملات ومردودية العامل ونسبة كتلة الأجور من النفقات العامة…الخ وعلى سبيل المثال فإن نسبة كتلة الأجور من النفقات العامة قد تدرجت من 72% سنة 1990 إلى 50% سنة 2003 رغم أن مردوديّة الموظف بالقطاع قد تطورت بنسبة 184% لنفس الفترة وبالتالي فإن النتائج لا تعتبر سببا من أسباب فشل المفاوضات إنما إفشالها تم من طرف فاعل خير.
هل هنالك تسريح في قطاع التأمين ؟
عمليّة إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني والتي اتسمت بتأهيل القطاع العام قبل التفويت فيه لفائدة القطاع الخاص أو لفائدة المستثمرين الأجانب جلبت معها آفة التسريح لأسباب اقتصادية وككل القطاعات فإن التأمين لا يمثل الاستثناء وهو ما حصل أو سيحصل في شركات ( اللويد التونسي والشركة التونسية للتأمين وإعادة التأمين وتأمينات الاتحاد … ) يشتكي الحريف من عديد الممارسات كتضاعف سعر التأمين والبيع المشروط…
ما الذي يدفع شركات التأمين إلى مثل هذه الشروط المجحفة ؟
ترجع تشكيات الحريف من بعض ممارسات شركات التأمين ومنها الترفيع في أسعار التأمين ( الدراجات النارية مثلا تضاعف تأمينها مرتين تقريبا ) والبيع المشروط إلى الخسائر الهامة التي سجلها التأمين على السيارات خلال السنوات الماضية والتي أربكت التوازن المالي لهذه الشركات وجعلتها في وضعيات أزمة وهو ما دفع إلى مراجعة أسعار هذا الصنف من التأمين وبيع ضمانات إضافيّة في إطار ما يصطلح على تسميته ب  » البيع بالباقة « .
ما الذي تقترحونه كنقابة لحفظ مصالح الشركات والحرفاء والأعوان ؟
الحلّ يكمن في إعادة النظر في النظام المعمول به حاليّا وهو ما تمّ بالفعل وسيدخل النظام الجديد المتعلّق بالتعويضات على الاضرار الناشئة عن حوادث المرور حيّز التطبيق بداية من غرة جانفي 2006. وقد أقرّ هذا النظام إحداث المكتب المركزي للتعريفة الذي يُعنى بتحديد قسط التأمين في الحالات التي ترفض فيها شركات التأمين إبرام العقود وتبقى وضعيّة تأمين السيارات رهينة حسن تطبيق هذه المقتضيات الجديدة من جميع الأطراف ( مُؤَمِن و مُؤمَّن).
حاوره محمد فوراتي
(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف »، العدد 341 بتاريخ 30 ديسمبر 2005)

تأسيس شبكة للديمقراطيين العرب

محمد فوراتي
أعلنت مجموعة من الشخصيات السياسية والحقوقية من ثمان دول عربية عن تأسيس شبكة للديمقراطيين العرب. وقال المؤسسون وعددهم حوالي 60 عضوا أن العدد مرشح للارتفاع وأن العضوية مفتوحة لكل الديمقراطيين العرب من مختلف الأقطار. وتهدف الشبكة الجديدة إلى إيجاد منبر داعم للديمقراطية لمن يؤمنون بأهمية الإصلاح السياسي السلمي والعقلاني في المنطقة العربية، وإيجاد قنوات اتصال وعقد لقاءات دورية بين الديمقراطيين في مختلف الدول العربية، و إنشاء شبكة تضامن بين الأعضاء في حالة تعرّضهم للمضايقة أو الاضطهاد.
وتشكلت الهيئة التأسيسية من ثمان دول عربية هي تونس والمغرب والجزائر والأردن ومصر واليمن والسعودية والسودان وتضم إسلاميين وعلمانيين وليبراليين. ومن بين المؤسسين الصادق المهدي من السودان وسعد الدين العثماني ومصطفى المعتصم وبوجمعة غشير من المغرب وسعد الدين إبراهيم وعصام العريان من مصر و صلاح الدين الجورشي وسعيدة العكرمي والسفير السابق أحمد ونيس ومحسن مرزوق و رضوان المصمودي والشريف الفرجاني من تونس وهاني الحوراني من الأردن والسفير اليمني السابق الصادق سليمان وعبد الرزاق مقري من الجزائر. وضمت الهيئة التي انبثقت عن اجتماع تأسيسي في الدار البيضاء يومي 16 و 17 ديسمبر 2005 قياديين في الحركة الإسلامية ومفكرين علمانيين وليبراليين ونشطاء في منظمات حقوق الإنسان.
وقالت المحامية سعيدة العكرمي في تصريح لقدس برس أن الشبكة تهدف إلى دعم التوجه نحو الديمقراطية والإصلاح السياسي في مختلف الدول العربية و أنها ستكون مستقلة عن جميع الأحزاب والحكومات، وستعمل بكل جدّ على دعم الحوار بين كل التيارات الفكرية التي تسعى إلى الإصلاح. ومن جهته تنبأ الكاتب والصحفي صلاح الدين الجورشي بدور فعال للشبكة التي ستتوسع لتضم أكثر من 5000 شخصية عربية من أجل دفع عجلة الإصلاح في الوطن العربي. و أنها ستكون شبكة مهمة وقوية في تحديد المسار السياسي والفكري والثقافي للمرحلة المقبلة.
وجاءت المبادرة التي لقيت ترحيبا كبيرا بمبادرة من « مركز الإسلام والديمقراطية  » وهو مؤسسة أمريكية تعنى بدعم الحرية والديمقراطية في الوطن العربي ويديرها رضوان المصمودي ( أمريكي من أصل تونسي ) و مؤسسة  » شركاء من أجل التغيير الديمقراطي  » وهي شبكة دولية تضم أحد عشر مركزا وتعمل على تعزيز القدرات المحلية و الإقليمية عن طريق تقديم دورات في فن القيادة والاتصالات ومهارات بناء التحالفات ودعم التنظيمات الديمقراطية. وتنشط هذه المؤسسة أساسا في وسط أوروبا وشرقها وجنوبها الشرقي والقوقاز وأمريكا اللاتينية وأنشأت حوالي أحد عشر مركزا مستقلا في هذه البلدان والمناطق.
وجاء في وثائق تأسيس شبكة الديمقراطيين العرب أنها شبكة مدنية مستقلة غير ربحية وتشمل كل التيارات الديمقراطية بعيدا عن كل أشكال الإقصاء وتقوم على مبدا التعددية، و تعمل من أجل إيجاد منبر موحد للديمقراطيين في العالم العربي، ودعم تيار ديمقراطي فاعل يشمل العلمانيين والإسلاميين وجميع القوى المؤمنة بالديمقراطية، والتأثير الإيجابي في السياسات الداخلية والدولية بما يخدم قضايا الشعوب العربية ويحافظ على استقلالها وسيادتها، ونشر ثقافة الديمقراطية والحكم الرشيد، و تسريع وتيرة الإصلاح باتجاه التحول الديمقراطي.
ومن المنتظر أن تنطلق الهيئة التأسيسية في العمل وتقبل العضويات الجديدة و القيام بندوات و أنشطة مختلفة في عدد من الأقطار العربية. ويأمل المؤسسون في أن تساهم شبكة الديمقراطيين العرب في تسريع وتيرة الإصلاح و ترشيد التجربة الديمقراطية الناشئة في بعض الدول العربية.
(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف »، العدد 341 بتاريخ 30 ديسمبر 2005)
 

 

الخطاب الإسلامي في الغرب بين الإشكاليات والبناء (3/3)

د. خالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr
الجزء الثالث : هجرة الحبشة والنموذج المنشود
بالرغم من أن هجرة الصحابة الأوائل إلى الحبشة لم تكن هجرة استقرار وتوطين، غير أنها وقعت في ظل أوضاع محيطة إقليمية وجهوية وداخلية ونفسية تشبه في الكثير منها أحوال المسلمين في هذا الزمان، حيث كانت حال الاستضعاف و العسر والغربة والتهجير واللجوء التي عاشها المسلمون الأوائل تماثل نسبيا ما يعيشها أحفادهم اليوم، من ديار غادروها لم يسعدوا بجوارها إلى أرض فيها بقية من عدل وصدق. « فلما رأى رسول الله ما يصيب أصحابه من البلاء وما هو فيه من العافية لمكانه من الله ومن عمه أبي طالب، وأنه لا يقدر على أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء قال لهم : لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه »[]. ورغم أن كتب السيرة لم تتوقف كثيرا عند السنوات الطوال التي قضاها هؤلاء الصحابة ضيوفا لدى ملك الحبشة، غير أنها أثبتت بعض الدروس والمغازي التي لم تستنفد أغراضها، والتي يمكن أن تمثل نبراسا في طريق التعامل الرصين والواعي والرشيد بين المهاجر وبلاد الهجرة.
كل امرىء من عباد الله مضطهد ببطن مكة مقهـور ومفتــون أنا وجــدنا بلاد الله واسعــة تنجي من الذل والمخزاة والهون
كانت اللقطات الأولى لهذا اللقاء التاريخي بين المهاجر المستضعف في دينه والفار بحريته والمكبل بانتماءاته، وبين المجتمع الجديد الممثل في طبقته العليا وحكامه، أول المشاهد المعبرة والمحددة لهذه العلاقة، فإما قبول وسماح بالتواجد والاستقرار، أو رفض ومنع وطرد. فكان الخطاب الأول مصيريا، وكان هذا اللقاء محدّدا للبقاء أو العودة، لذلك وقع اعتماد الأكفأ والأنسب والأصلح حملة ومضمونا لإيصال هذا الخطاب، فتكفل جعفر بن أبي طالب بالرد.
1/ وضوح الخطاب والثقة في النفس، وعدم اعتماد الظاهر والباطن، وترك الخطاب المزدوج، فلا خطاب للداخل وآخر للخارج ولكن مبدئية وشفافية حتى تُبنى العلاقة على أساس من الثقة والأمانة والاحترام المتبادل « ثم أرسل (النجاشي) إلى أصحاب رسول الله (ص) فدعاهم، فلما جاءهم رسوله اجتمعوا، ثم قال بعضهم لبعض: ما تقولون للرجل إذا جئتموه؟ قالوا :نقول والله ما علمنا، وما أمرنا به نبينا كائنا في ذلك ما هو كائن »[]
2/ الأخلاق العالية نظرا وممارسة التي حملها المسلمون في خطابهم الأول، من رفعة وتواضع وشجاعة وتركيز على البعد القيمي والفضيلة والحرية والعدل التي يحملها مشروعهم الفارين به، وترك لما سواه من رذائل وفحش وظلم : : »أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسئ الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف…حتى بعث الله إلينا رسولا منا… وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات… « [].
3/ حسن العرض والمنهجية السليمة والرقيقة في تقديم الخطاب، فقد اختار جعفر سورة مريم وما بها من رقة ومشاعر ولطف في قصة مريم والمسيح عليه السلام، حتى بكى النجاشي واخضلّت لحيته وبكى أساقفته حتى اخضلّوا مصاحفهم.
4/ فن العلاقات العامة وإتقان اللطف في المعاملة، واحترام منازل الرجال ودرجاتهم « فلما قهرونا وظلموا وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نظلَم عندك أيها الملك »[].
5/ قوة الإقناع وقبول الحوار والمناظرة مع الخصم والصديق على السواء.
6/ المشاركة في معايشة هموم البلاد وأحداثها بالقدر المسموح به، والمساعدة على نصرتها ونجاحها بالوسائل المتاحة ولو بالدعاء. فقد نزل أحد الرجال ينازع ملك النجاشي ووقعت بينهما معركة فاصلة، لم تسمح للمسلمين المشاركة المباشرة فيها مع جيش الملك غير أن الجميع بقوا يتابعون الأمر بوجس وخيفة على النجاشي وأقاموا الأدعية لنصرته  » فدعونا الله تعالى للنجاشي بالظهور على عدوه، والتمكين له في بلاده..فو الله إنا لعلى ذلك متوقعون لما هو كائن إذ طلع الزبير وهو يسعى فلمع بثوبه وهو يقول: ألا أبشروا فقد ظفر النجاشي، وأهلك عدوه، ومكّن له في بلاده…فو الله ما علمتنا فرحنا فرحة قط مثلها »[].
7/ سعة الصدر والقبول بالاختلاف بين أصحاب الخطاب وعدم التعرض لمن انزوى برأي ولو كان في المعتقد والدين نفسه. فقد تنصر عبيد الله بن جحش بعد أن كان مسلما لما قدم أرض الحبشة، فكان إذا مر بالمسلمين يقول: فقّحنا وصأصأتم، أي قد أبصرنا ولم تبصروا بعد. فلم تقع بينهم مشادات ولا تكفير ولا مضايقات وهو ما لم تذكره السيرة.
8/ التدرج في المكاسب والرضاء بالنتائج القليلة في إطار من الانسجام الجماعي، والاستقرار والنجاح للبلاد وأهلها وعدم القفز على الواقع والقبول بالعمل في نطاق المسموح والمناسب، حتى لا يقع المحظور من رجّ عنيف وردّ أعنف منه، فينهزم المشروع وذووه، ويخيب المسعى. فقد أسلم النجاشي وأعلم بذلك صحابة الرسول (ص) وأخفى إسلامه على قومه، خوفا من بطشهم له ومعرفته لهم بشدتهم ورفضهم استبدال دينهم. ولم يسع المسلمون إلى تجاوز هذا الخط واكتفوا بهذا النجاح البسيط، واحترموا الرجل ومواقفه، ولم يدفعوه إلى إظهار دينه والدخول في مواجهة يمكن أن تلحق الأذى به وبالبلاد والعباد وبالمسلمين أيضا.
ختاما
إن هذا الخطاب الإنساني ذو التوجه الإسلامي في الغرب، يبقى نجاحه رهين حملته وأعضائه، ولا يبقى حبيس النظرية والإنشاء، ولكن يجب أن يتمثل في ممارسة واعية ورشيدة، يدخل الأسواق والمتاجر، ويستأنس داخل البيوت والغرف، ويشعّ عبر سلوكيات حضارية في المدرسة والطريق والنوادي، حتى لا يكون النموذج النظري في واد وممارساتنا في واد آخر فنخسر على المستويين، نظر فيه نظر، وفعل عليه حجر وتوجس وعداء. ولعل من تأويلات الأثر المشهور عن رسول الله (ص) « أن الدين سيعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء »، أن مصطلح الغريب يكون من الغرابة، وهو ما سوف يلقاه هذا الخطاب عند غير بني ذويه. والغرابة محطة نفسية وثقافية يليها إحدى المسارين، إما تفهم وقبول وحتى تبني، أو رفض ومواجهة وعدوان، فإما الطوبى أو الخسران، وهذا يبقى رهين منهجيتنا في التعامل، وطريقة عرضنا لمشروعنا، ومدى وعينا بأمسنا ويومنا ومستقبلنا. كانت هجرة يوسف عليه السلام مثالا حيا للهجرة السليمة والاستقرار المفيد والمستفيد، من بدوي في الصحراء إلى حافظ لخزائن البلاد في الحضر، أحسن إلى قومه وعمل للصالح العام، فخدم مشروعه الإنساني وأفاد وطنه ومجتمعه وذويه.
ـ انتهــى ـ

إسرائيل التي لا نعرفها..

بقلم: برهان بسيس
مفارقات كبيرة تحيط بنظرتنا الى الآخر خاصة عندما يكون في موقع الخصم والعدو.
لا شك ان اسرائيل تحتل بامتياز هذا الموقع في العقول والقلوب بالنظر لارث العلاقة المعقّدة في الثقافة والدين التي لم تزدها قصة احتلال فلسطين سوى اثارة وتكثيفا لمشاعر الكراهية والرفض.
لكن مراجعة لآليات تعاملنا مع هذا الاخر بالذات تفيد اننا ارتكبنا القدر نفسه من الحماقات التي لا يضاهيها سوى قدر ما ارتكبته اسرائيل في حقنا من جرائم.
ابرز هذه الحماقات في تقديري هي حالة الجهل المطبق التي راكمناها سياسيا وفكريا تجاه كل محاولة لفهم اسرار بقاء هذا الآخر المحتل وتفوقه خارج دائرة الاجترار الشعاراتي لنظرية المؤامرة الامبريالية والدعم الغربي.
لم يخرج مجهود فهمنا لاسرائيل عن احتكار نخب الاجهزة الاستخبارية العربية بعقلها الامني المحض وفريق الخطاب الثوري الغوغائي الذي لم يكف عن ترويج افيون السعادة والطمأنينة منذ عقود واظب فيها على تقديم أجلّ الخدمات للكيان المغتصب عبر الامعان في تجهيل وتخدير الجماهير بشعارات النصر القادم على الدولة اللقيطة التي سترمى حتما في البحر دون ادنى توضيح او تخطيط او تفسير لطبيعة شروط تحقيق هذا النصر او آلياته غير الشعارات البراقة وأطنان من الادب السياسي الغوغائي. في دائرة غير بعيدة عن هذه الهموم تكاد صور هذه المفارقة تبدو اكثر وضوحا وتعبيرا.
دائرة الاعلام تقدم لنا صورة شديدة الايحاء رمزيا بحجم التفاوت الدرامي بين نجاعة العقل الاسرائيلي ومحدودية التفكير العربي وهي خلاصة ليس من الصعب التوصل اليها اذا ما فتح المتابع مثلا ملف المقارنة بين مستوى الكتابة الصحفية في الدوريات العربية ونظيرها على الصحف الاسرائيلية.
يعتقد الكثيرون في رأي لا يبعد عن الصواب ان اكبر خدمة قدمتها صحيفة «القدس العربي» ورئيس تحريرها اللامع الاستاذ عبد الباري عطوان للقارئ العربي هي تلك الصفحة القارة التي تتوسّط الجريدة مخصصة لنقل نخبة من مقالات كتاب اسرائيليين في صحف اسرائيلية.
من يواظب على قراءة هذه الصفحة لن يتأخر في الوقوف على مستوى التحليل الراقي والكتابة الرفيعة والمهنية الفائقة التي تميز مضمون ما تقدمه الصحف الاسرائيلية حيث تبلغ القراءة لبعض ما يُنشر فيها من مقالات درجة الاستفادة اللذيذة لمن يقف على دقّة التحليل وذكاء الملاحظة وخبرة التأويل والتلميح.
من سوء حظ الاعلام العربي المكتوب ان ذات الصفحة المخصصة للصحافة الاسرائيلية خصصتها «القدس العربي» لعينات يومية تلخص اهم ما يكتب في بلدين عربيين يمثل احدهما وهي مصر مرجعا وصورة يعتقد الكثير انها الامثل والاكثر حيوية وثراءا في الدائرة الاعلامية العربية.
لا اغامر باصدار احكام قيمة لن تعكس في النهاية سوى رأيي الشخصي النسبي ولكنني اعتقد ان مسافة طويلة فاصلة بين الصفحتين هي في تقديري ما ينضاف الى هاجس موضوعي يطرح علينا ضرورة مراجعة الكثير من المسلمات الواهمة التي استقرت في عقولنا بان معركتنا مع اسرائيل هي فقط نفخ في اسوار الحرب بمجرد ان تجتمع له العزائم يكون النصر.
مصير هذه المعركة بالذات اوسع عمقا بمنطق الثقافة والسياسة والمجتمع من زاوية الشعارات الغوغائية الضيقة تلك ملاحظة صنعتها مجرد اطلالة بسيطة على ركن صغير هو الاعلام اما عن بقية الاركان فتلك قصص من نوع آخر.
(المصدر: ركن « البعد الآخر » بجريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 31 ديسمبر 2005)

مركز النديم لعلاج وتأهيل ضحايا العنف

3أ شارع سليمان الحلبي، من شارع رمسيس

هاتف: 54776792 – 5787089

nadeem@link.net

أول إنجازات الحكومة الجديدة

: مجزرة للاجئين السوانيين في ميدان مصطفى محمود

كم من الأرواح يجب أن تزهق وكم من الدماء يجب ان تسفك قبل ان ننزل الى الشوارع ولا نغادر قبل إقالة جزار الداخلية حبيب العادلي ومحاكمته ومن يأتمرون بأمره؟

في الساعات الأولى من فجر اليوم، الجمعه

30 ديسمبر 2005، قامت قوات الأمن المصرية بمجزرة بكل معنى الكلمة راح ضحيتها ما لا يقل عن عشرة لاجئين سودانيين حسب المصادر الرسمية وما يتجاوز ثلاثين لاجئا حسب رواية اللاجئين نتيجة العنف الإجرامي والمجنون لقوات الأمن المصرية..

ليس غائبا عنا اختيار التوقيت في وقت اجازات نهاية العام وكما اعتاد الأمن المصري في ساعات الفجر الاولى

.. لم يشفع للمعتصمين برودة الجو ولا وجود الاطفال أوالنساء أو العجائز.. أصدقاء يقطنون الدور الحادي عشر في احدى البنايات المجاورة للمفوضية توجهوا الى النوافذ بعد سماعهم لصراخ الأطفال والنساء في الشوارع.. رجال الأمن المصري لم تمنعهم كاميرات التليفزيونات والصحافة المتواجدة في المكان من سحل اللاجئين وجذب النساء من شعرها ودفع العجائز وهم يحتضنون الأطفال الرضع.. ولم تكتفي وزارة الداخلية بترسانتها من مصفحات وسيارات الأمن المركزي بل حشدوا أوتوبيسات النقل العام في أول تعاون ظاهر بين وزراتي الداخلية والمواصلات حيث تحولت تلك الأوتوبيسات الى سلخانات وأماكن احتجاز شحن فيها اللاجئين كالبهائم وتم ضربهم وسحلهم وجرهم جرا فوق سلالم الأوتوبيسات لينقلوا الى معسكرات الأمن المركزي في أكثر من موقع في مصر إضافة الى من أخذهم الأمن الى مقار مباحث امن الدولة، علما بأن الكثيرين منهم يعانون كسورا وجروحا خطيرة في غياب أي رعاية طبية حسب ما ورد الينا في مكالمات سريعة قام بها بعض منهم من على هواتفهم المحمولة قبل ان تغلق الهواتف نهائيا دليل على سحبها منهم.

إن ما حدث بالأمس في وسط مدينة المهندسين أمام جامع مصطفى محمود هو الرد الوحيد الذي اصبحت الداخلية المصرية تعرفه ردا على اي تحرك أو احتجاج سلمي

: ضرب وسحل وقتل خارج القانون واعتقال وترحيل الى أماكن احتجاز غير قانونية.. لقد استمر الاعتصام السلمي لللاجئين السودانيين لمدة ثلاث شهور عاشوا فيها الجوع والبرد والهوان والإذلال وموت عشرة منهم بعد أن يأسوا من التزام المفوضية السامية لشئون اللاجئين بالقيام بواجبها وسئموا ملاحقة الأمن المصري وليالي الحجز في أقسام الشرطة المصرية فاختاروا الاعتصام السلمي سبيلا ليسمعوا العالم صوتهم وقصصهم المأساوية وليطالبوا أصحاب الشأن بالالتزام بالمعايير التي قامت المفوضية على اساسها والتي وافقت الحكومة المصرية على أساسها استضافة المفوضية على أرضها.

·

إننا نطالب بالإفراج الفوري عن اللاجئين السودانيين الذين ما كانوا ليحضروا الى مصر لو أن مصر لا تستضيف المفوضية السامية لشئون اللاجئين ولم تلتزم مقابل ذلك بتوفير كافة حقوق اللاجئين.

· إننا نطالب بإقالة حبيب العادلي وزير الداخلية الذي امتزجت على يديه دماء المصريين والسودانيين من جراء العنف البوليسي والتقل خارج القانون والتعذيب والاحتجاز في مقار أمن الدولة

·

إننا نطالب كافة المنظمات الحقوقية والأحزاب الديمقراطية المصرية باتخاذ موقف الإدانة من أداء وزارة الداخلية والتدخل من أجل الإفراج عن اللاجئين المحتجزين في معسكرات الأمن المصري.

إننا نطالب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في جرائم القتل والعنف التي ارتكبتها الداخلية المصرية في تواطؤ واضح مع المفوضية السامية لشئون اللاجئين.

القاهرة، في

30 ديسمبر 2005


نائب الرئيس السوري يقدم شهادة مدوية ضد نظام الأسد

باريس في

31 ديسمبر/ قدم عبد الحليم خدام، بعد ستة اشهر من خروجه من السلطة كنائب للرئيس السوري وعضو بارز في القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم، شهادة مدوية ضد نظامه الذي ظل ركناً من أركانه طيلة مدة حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد ثم في ظل الرئيس بشار الأسد، الذي وصفه بأنه يتصف بأدب رفيع في حديثه مع الناس، كما وصفه بأنه انفعالي، وهاجم خدام وزير الخارجية فاروق الشرع والعميد رستم غزالة المسؤول السوري السابق في لبنان، وقال إن سوريا وجهت اتهامات قاسية جدا جدا لرئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

ولقد خرج عبد الحليم خدام عن صمته، للمرة الأولى مرة بعد تركه السلطة، فتحدث من مقر إقامته الحالي في باريس، في مقابلة تلفزيونية عن النظام في سوريا بعيوبه السياسية داخلياً وخارجياً، مع تركيز مطول على لبنان والإدارة السورية لشؤونه، متوقفاً أمام محطات أساسية أبرزها اغتيال الرئيس رفيق الحريري والتمديد للرئيس لحود والاستهانة بالقرار الدولي

1559.

بعد وقفة أمام الذين أغروا الرئيس بشار الأسد بالتفرد، وحالوا دون الإصلاح الإداري، شن خدام حملة عنيفة على وزير الخارجية فاروق الشرع فاتهمه بتضليل القيادة، وأطلق اتهامات قاسية ضد رئيس جهاز الأمن والاستطلاع السوري في لبنان العميد رستم غزالي طاولت ذمته المالية

(غنيمة من بنك المدينة 35 مليون دولار)، وسوء إدارته للشأن اللبناني وتحريضه الرئيس السوري ضد رفيق الحريري بالذات واستخفافه بالقيادات السياسية في لبنان عموما، والحريري وبري وجنبلاط تحديداً، وإخفائه معلومات وتضليل القيادة السورية والوشاية ضد بعض أصدقاء سوريا في لبنان، ومن ثم الضغط المباشر عليها من اجل التمديد.

ورفض خدام توجيه اتهامات مباشرة في جريمة الاغتيال طالبا انتظار نتائج التحقيق الدولي، لكنه كشف عن وقائع واتصالات ومعلومات حول تلقي الحريري تهديدات سورية مباشرة، ملقيا بالمسؤولية المباشرة على العميد رستم غزالي، وعلى الأسد لأنه تركه في منصبه

.

كما اتهم الرئيس اميل لحود والمقربين منه بقيادة حملة سياسية ضد الحريري في بيروت، وتحريض القيادة السورية عليه

. وقال: لم يخطر ببالي أن تكون سوريا وراء اغتيال الحريري. كما تحدث خدام عن ظروف إقامته في فرنسا الآن.

وقال خدام

: لست مبعدا ولست مبتعدا، جئت إلى باريس ليتسنى لي كتابة مرحلة مهمة من تاريخ سوريا والمنطقة؛ في هذه المرحلة كنت أحد القياديين الأساسيين في التخطيط وفي التنفيذ في مجال سياستنا الخارجية، ورأيت أن من واجبي الوطني أن أؤرخ هذه المرحلة، وسأعود إلى دمشق وسوريا، ولم أتعرض لا لإساءة ولا لتهديد؛ وخرجت وعلاقاتي مع بشار الأسد علاقات حسنة وودية.

وتابع خدام قائلا الخلاف في وجهات النظر لا يغيّر شيئا، وقبل سفري ودعته، ويعرف إنني سأقيم كثيرا من أجل الكتابة؛ فما يقال حول تهديد وحول مضايقة غير صحيح، يعني حتى الآن غير صحيح

.

وعما إذا كان يتوقع تلقي تهديدات معينة لاحقا، قال

: أتوقع أن يقوم بعض الذين ضللوه بتحريضه، وإذا تجرأ أحد على التفكير بمحاكمتي، يجب أن يحسب انه سيكون في يوم في قفص الاتهام. ولدي الكثير، لدي الكثير مما أقوله، لكني لا أقوله لمصلحة سوريا، ولمصلحة البلد؛ ومن يحاول أن يفكر بذلك يعرف ما لديّ، يعرف جيدا ما لدي، ويعرف أن لدي أمرا كبيرا وخطيرا.

وتحدث خدام عن آخر لقاء له مع الأسد فقال

: الواقع إن جميع لقاءاتنا كانت ودية، وهذا الرجل يتصف بأدب رفيع في حديثه مع الناس، وكان يبدي لي مودة واحتراما، وأعتقد أن قسما كبيرا من ذلك يعود إلى معرفته بطبيعة العلاقة بيني وبين والده، لم اسمع منه أية كلمة تؤذي مشاعري، أو تسيء إليّ، وقبل مغادرتي بيومين، استقبلني، وكان الحديث وديا وشاملا، وبالتالي هناك اختلاف في وجهات النظر، ولكن هناك احتراما متبادلا.

وعن أسباب استقالته قال خدام، وجدت الانفراد في السلطة والتمركز في السلطة، بشكل غابت فيه المؤسسات الدستورية تماما، وغابت قيادة الحزب وقيادة المنظمات الشعبية واصبح دورها جميعا هو تغطية القرار الذي يصدر عن الرئيس، وتوقفت عملية الإصلاح فازداد التسيّب في الدولة، وازداد الفساد إلى درجة أن موظفا سابقا في الأمن العام كان يتقاضى قبل عام

1970 راتبا لا يزيد عن مئتي ليرة سورية توفي عن ثروة تعادل 4 مليارات دولار، ومحاسبا آخر في شركة طيران قبل عام 1970، يملك وأولاده ثروة لا تقل عن ثمانية مليارات دولار، في الوقت الذي يزداد فيه الفقر، وتزداد فيه الحاجة إلى موارد البلاد فيما الدخل الصافي للشركتين السنوي يعادل 70 مليون دولار أي بمبلغ يعادل سدس موازنة الدولة، هذا الأمر ظاهرة لافتة وغير مسبوقة في الحياة السياسية السورية منذ الاستقلال.

وأشار إلى أن المستفيدين من الوضع المذكور هم من الأقرباء وأفراد الدائرة القريبة من بعض الأصدقاء وذلك فيما لا يجد ملايين السوريين ما يأكلونه، ويبحث بعضهم عن الطعام في القمامة، وتتراكم الثروة في أيدي مجموعة قليلة من الناس، بشكل غير مشروع، لأن القانون غائب والحاضر هو مصالح الدائرة الضيقة التي تحيط بالحكم ونصف الشعب يعيش تحت خط الفقر، وقلة قليلة من الناس تعيش في بحبوحة، لا نستطيع أن نواجه الضغط وإرادة الشعب السوري مصادرة.

ونفى خدام أن يكون الحرس القديم قد أعاق الإصلاحات معتبرا أن هذه النغمة طرحتها أجهزة الأمن، هي أرادت أن تغطي التقصير في الإصلاح، وبالتالي أرادت أن تلبس هذا التقصير للحرس القديم، والأسباب التي أدت إلى هذا الوضع هي أولا الانفراد بالسلطة وثانيا القراءة الخاطئة للأحداث العربية والدولية

.

ووصف خدام الأسد بأنه انفعالي، وقال انه يتحمس عندما يعطيه أحد خبرا ويتخذ قرارا وبعد فترة يكتشف أن ما نمي إليه غير صحيح فيبادر إلى تصحيح الخطأ الذي ارتكب.

وأشار إلى أن هناك من اقنع الأسد بأن الولايات المتحدة ستأتي إليه زحفا بسبب تورطها في العراق وبسبب عدم اهتمامها بلبنان

.

واستعرض خدام ما حصل بينه وبين وزير الخارجية فاروق الشرع في المؤتمر القطري الأخير رافضا أن يوضع الشرع في وجهه، ومشيرا إلى أخطائه والى ضعف وزنه في سوريا

.

وتطرق خدام إلى انتحار غازي كنعان، نافيا وجود معلومات لديه تخالف الرواية الرسمية، ومؤكدا أن الرجل وضع في ظروف وشروط يمكنها أن ترجح الانتحار

.

ودافع عن كنعان معترفا بوجود أخطاء له في لبنان ومشيرا إلى انه كان يخطئ بأدب ويتراجع بأدب

.

وحول العميد رستم غزالي، روى خدام ما اسماه وقائع عن لقاءات بينه وبين الأسد طالبه فيها بإقالته لسوء سلوكه ولسطوه على مبلغ

35 مليون دولار من بنك المدينة، وحمل خدام غزالي، الذي يشغل حاليا منصب رئيس الفرع العسكري لمخابرات ريف دمشق، مسؤولية الأوضاع التي سبقت الانسحاب السوري من لبنان. وقال خدام إن رستم غزالي تصرف وكأنه الحاكم المطلق في لبنان.

وذكر خدام انه قال للأسد بعد اغتيال الحريري في اجتماع عقد في

28 شباط اقطع رقبة المجرم غزالي، غير أن الأسد لم يتجاوب وألقى اللوم على كنعان الذي رشح غزالي وانتهى الأمر بأنه أبقاه وكافأه.

ورفض خدام توجيه أي اتهام صريح بخصوص اغتيال الرئيس الحريري تاركا للتحقيق الدولي أن يأخذ مجراهـ إلا انه أفاض في سرد معطيات عن العلاقة السيئة بين القيادة السورية وبين الحريري وعن التهديدات التي وجهت إليه.

وقال خدام إن التقرير الذي أعده رئيس لجنة التحقيق الدولية جيد، وان ميليس قاض مهني ومعروف وتقريره جيد، مؤكدا انه تجنب تسييس التحقيق مع أن الجريمة سياسية، ورأى خدام أن من سيس التحقيق هم المشتبه بهم

. وقال إن التقرير فني يعني انه أعطى خلاصة ما لديه وهو لا يستطيع أن يعطي ما لديه لان ذلك يضر بسلامة التحقيق.

وأضاف أن الحريري تلقى تهديدات من سوريا، وأوضح أُسمع الحريري كلاما قاسيا جدا، اسمع كلاما قاسيا جدا جدا جدا من قبل الرئيس بشار الأسد، وذلك قبل التمديد للرئيس لحود بأشهر، القساوة تكمن في أن بشار الأسد قال للحريري سأسحق من يحاول أن يخرج عن قرارنا، لا اذكر الكلمات بالضبط، لكن الكلام كان بمنتهى القسوة، خرج الرئيس الحريري من مقابلة الأسد، ارتفع ضغطه وبدأ معه نزف في الانف، أخذه غازي كنعان إلى مكتبه وحاول أن يهدئ الموضوع.

عن احتمال تورط جهاز أمني سوري في اغتيال الحريري، قال خدام علينا أن ننتظر التحقيق، وأضاف لكن من حيث المبدأ لا يستطيع أي جهاز أمني أو غير أمني في الدولة السورية أن يتخذ مثل هذا القرار وحيدا، وأشار إلى أن الرئيس السوري نفسه نفى في مقابلة مع صحيفة دير شبيغل التهمة عن سوريا وقال انه إذا كان هناك سوريون متورطون، هذا يعني أنا متورط، مشددا في الوقت نفسه على أن هذه العملية لا يستطيع القيام بها إلا جهاز قوي ويتمتع بإمكانيات كبيرة.

وذكر خدام انه نبه الأسد غير مرة إلى ضرورة تغيير السلوك مع القيادات اللبنانية ما دفع الرئيس السوري إلى الطلب إليه الاتصال بالحريري ولقاءه وإزالة التشنج، وأشار إلى اتهامات كانت توجه إلى الحريري وتوحي انه يعمل ضد سوريا وانه تعمد ذات مرة إيصال رسالة إليه مفادها أن عليه مغادرة لبنان.

وأوضح خدام كان هناك تخطيط من بعض الجهات اللبنانية لجر سوريا إلى ما وقعت به.

واتهم خدام الرئيس اللبناني اميل لحود ومحيطه، مسميا اللواء جميل السيد والأجهزة الأمنية، بالتحريض ضد الحريري في دمشق، مضيفا أن بشار الأسد تأثر بهذه الأقاويل.

وأوضح خدام انه عارض الإتيان بلحود رئيسا في العام

1998 ثم عارض التمديد في 2004، وان الأسد غيّر رأيه واصبح ميالا للتمديد لأنهم خدعوه بالقول له إن أميركا غير مهتمة بلبنان.

وكشف انه صارح الأسد بأنه نقل سوريا إلى مركز دائرة الخطر وطالبه بتدارك الموقف عبر حوار مع البطريرك صفير وقرنة شهوان واسترداد جنبلاط لمواجهة القرار

1559.

(

المصدر: موقع نسيج الإخباري بتاريخ 31 ديسمبر 2005)


«الإخوان» المصريون ومسؤوليات الفوز الكبير أو التاريخي

ياسر الزعاترة (*)
حين نتحدث عن فوز تاريخي لهذا الحزب الإسلامي أو ذاك، أو هذه الجماعة أو تلك في العالم العربي، فنحن لا نتحدث ضمن منطق الحق والعدل، ولكن ضمن معطيات السياسة المحلية والإقليمية والدولية، والسبب هو أن منطق الحق والعدل لا يعني غير نهاية واضحة لأزمنة الأحزاب الحاكمة التي أناخت بكلكلها على عالمنا العربي خلال العقود الماضية فلم تورثه غير التراجع على مختلف الأصعدة الداخلية والخارجية.
النتائج التي نتابعها هنا وهناك، كما وقع في الانتخابات المصرية التي نحن بصددها هنا، لا تعدو أن تكون نتاج توجهات رسمية نابعة بدورها من معطيات داخلية وخارجية، أكثر منها نتاج صعود آني لهذا الحزب الإسلامي أو ذاك، إذ أن شعبية الجماعة التي حصلت على سبعة عشر مقعداً في الانتخابات التشريعية الماضية لا تختلف كثيراً عن شعبيتها هذه المرة حين حصلت على ما يقرب من خمسة أضعاف ذلك الرقم، لكنها المعطيات السياسية الداخلية والخارجية التي فرضت مساراً جديداً كان لا بد منه لئلا يصل الشارع حد الانفجار وتخرج الأوضاع عن نطاق السيطرة في بلد محوري، بل الأكثر محورية في الوضع العربي، وربما الإقليمي أيضاً.
أياً تكن أسباب الحكم المصري للحيلولة دون حصول «الإخوان» على هذه النتيجة الكبيرة، فإن السؤال الأهم هو ما الذي سيفعله «الإخوان» بهذه النتيجة وكيف سيتصرفون حيال التحديات التي تطرحها، ومعها تحديات المرحلة داخلياً وخارجياً؟ هنا يمكن القول إن «الإخوان» أصبحوا الآن أمام مسؤوليات كبيرة، بعضها تجاه الأوضاع الداخلية، وبعضها تجاه مشروع الإصلاح في العالم العربي، وبعضها تجاه مشروع الإسلام السياسي برمته، حتى لو لم نستسغ هذا التعبير، فيما أهمها تجاه الأمة ومشروع مواجهتها للهجمة الصهيونية الأميركية أو ما عرف بمشروع الشرق الأوسط الكبير.
لسنا نحمل «الإخوان» أكثر مما يحتملون، فنحن نتحدث ابتداءً عن مصر، رائدة الوضع العربي وقائدته، أي أننا إزاء الدولة المحورية الأولى التي تتراجع الأمة بتراجعها وتتقدم بتقدمها، فيما نحن إزاء الجماعة الإسلامية الأم، تلك التي يعتبر وضعها مؤشراً أساسياً على تطور الظاهرة الإسلامية ومشروع الحركات الإسلامية القائم على إعادة الاعتبار للمرجعية الإٍسلامية في الدولة والمجتمع، وصولاً إلى أي مشروع توحيدي سكون ضرورياً لاستعادة بعض من أمجاد الأمة.
تبدأ مسؤوليات «الإخوان» من الداخل المصري، فهؤلاء الذين حملوا الإخوان نحو هذا الفوز الكبير يستحقون رد الجميل، فيما تستحق الغالبية التي غابت عن صناديق الاقتراع أداءً يدفعها إلى إعادة النظر في استقالتها من السياسة تبعاً لليأس من إمكانية التغيير.
من الضروري أن يكون أداء الإخوان قوياً بحيث يعيد للشارع اعتباره أمام تغول السلطة وحزبها ومسؤوليها على كل شيء في البلاد، ولن يحدث ذلك إذا لم يشكل الإخوان ضمير الشارع في كل الملفات التي تشغله داخلياً وخارجياً، وفيما سنأتي لاحقاً على الملف الخارجي الذي يحتل مكانة بارزة في وعي المواطن المصري الأكثر تفاعلاً مع هموم أمته، فإن الملف الداخلي يبدو بالغ الأهمية في ظل انتشار دوائر الفقر والبطالة، تبعاً لتغلغل الفساد في مفاصل الدولة.
لا ينبغي أن يكرر «الإخوان» المصريون تجارب إخوانهم في عدد من الأقطار ممن فشلوا إلى حد كبير في إدارة فوزهم الانتخابي المشابه، وبالطبع عبر ميلهم المزمن إلى مهادنة السلطات على حساب المباديء ومصالح الجماهير، فيما كانت النخب النيابية تدفع نحو ذلك التراجع بدعوى أن الدولة لا تمنحهم مكاسب لناخبيهم إذا بالغوا في المعارضة.
إذا عمل نواب «الإخوان» في البرلمان بوصفهم نواب دوائر أو نواب خدمات يتخصصون في استجداء المكاسب لا في أخذها بقوة الحق، وليس نواب وطن بأكمله يدافعون عن مساره السياسي والاقتصادي والاجتماعي فسيتورطون فيما تورط فيه الآخرون، أي الوقوع فرادى في حضن السلطة وتسهيل عملية شطبهم أو تحجيم مكاسبهم في الجولة التالية من دون أن يحزن عليهم أحد، مع الدفع باتجاه مزيد من الإحباط في الدوائر الشعبية.
هنا تبرز المسؤولية تجاه مشروع الإصلاح في مصر وفي من العالم العربي، وفي ذات السياق المسؤولية تجاه مشروع الإسلام السياسي، إذ يتداخل الملفان، ذلك أن فشل الإخوان في ترجمة أشواق الناس في معارضة قوية وقادرة على تحسين شروط الأداء الحكومي، بصرف النظر عن مستوى الإنجاز على الأرض، هذا الفشل سيترك آثاره على مشروع الإصلاح وعلى مشروع الإسلام السياسي، الأمر الذي سيعزز ظاهرة الاستقالة من السياسة، ويشكك تبعاً لذلك في مصداقية التجربة الإسلامية.
لتجاوز هذا المأزق ينبغي أن تبقى معارضة «الإخوان» قوية في التعبير عن هموم الناس، لا سيما الغالبية الفقيرة والمتوسطة، ولن يحدث ذلك من دون أن يقدم نوابهم نماذج في النزاهة الشخصية والقرب من الناس والابتعاد عن المكاسب التي لا بد أن تحاول السلطة شراءهم من خلالها، فالنزاهة هي البرنامج الأهم الذي يقدمه الإخوان للناس، أما البرامج الأخرى فهي من باب «صف الحكي» الذي لن يجد مكانه على أرض الواقع، وهي لن تعدو أن تكون معزوفة النخب المعزولة في الصحف والفضائيات والمنتديات، وبالطبع من باب إثبات فشل الإخوان في قيادة الدولة التي لن يقودوها بالطبع في ظل الظروف الدولية القائمة. يجب أن تظل العلاقة مع الجماهير هي الأساس، وليس إرضاء النخب التي تتخصص في المناكفة السياسية (من أسئلتها: كيف سيواجه «الإخوان» انفلونزا الطيور مثلاً؟!)، لا سيما وهي نخب تعلم تمام العلم أن الإخوان لو جاؤوا ببرامج كتبها الملائكة فلن تطبق، وحين لا تطبق فإن السخرية منها ستظل قائمة من أقوام يحركهم الحسد والحقد أكثر من أي شيء آخر.
ما سيرسخ في وعي الجماهير هو المعارضة القوية المعبرة عن أشواقهم ومعها النزاهة الشخصية التي جبلوا على حبها، أما الأوراق والكراسات التي تحوي أفضل البرامج فلن تلفت انتباههم، مع أن وجودها يبقى ضرورياً، ومن خلال الاستعانة بأفضل الخبراء في شتى المجالات.
يجب أن يتنبه «الإخوان» المصريون إلى أن الحراك السياسي في الشارع المصري كان مميزاً خلال المرحلة الماضية، وهو حراك سيكون مستهدفاً من قبل السلطة، تماماً كما وقع في أقطار أخرى، حيث استغل الوجود «الإسلامي» في البرلمان من أجل تشريع قوانين تحد من الحريات والحراك السياسي والاجتماعي، فيما لعب الإسلاميون دور شاهد الزور الذي يمنح تلك التشريعات صفتها القانونية. والخلاصة هي السير بعملية الإصلاح إلى الوراء بدل دفعها قدماً نحو الأمام، وبالطبع في ظل إيهام النفس بقوة الحضور والتأثير في العمل السياسي.
هناك ما ينبغي أن ينتبه إليه «الإخوان» المصريون مما وقع فيه الآخرون، مع أن ما يصلهم من فروعهم لا يعبر كثيراً عن الحقيقة التي كثيراً ما تصور على نحو وردي، وما نعنيه هنا هو تغول السياسي على الدعوي، وعلى العمل الميداني في الجامعات وسواها.
حين يجري التركيز المفرط على العمل السياسي والنيابي، ولا يكون الحضور قوياً يعبر عن أشواق الناس مع تهافت وتنافس على المصالح والمكاسب، فإن حضور الجماعة في وعي الأجيال الشابة ما يلبث أن يأخذ في التراجع، خلافاً للوضع القديم أيام الملاحقة والسجون، والنتيجة هي تراجع المدد الشبابي في الجماعة وانطلاق رحلة الشيخوخة التنظيمية التي غالباً ما تخفيها أضواء الحضور السياسي والإعلامي.
والحال أن الرد على ذلك لا يكون إلا بالمعارضة القوية المعبرة عن الضمير الجمعي للناس، إلى جانب استمرار الحالة النضالية في الجماعة على مختلف الأصعدة، ومعها استمرار التركيز على العمل الدعوي والطلابي.
يدخلنا هذا بالضرورة إلى المسألة الخارجية في النشاط الإخواني، ذلك أن ريادة مصر للوضع العربي؛ تقدماً وتراجعاً، تفرض على الإخوان مسؤولية كبيرة حيال رفع السقف المصري في سياق التعاطي مع الملفات الحساسة، وبخاصة الفلسطيني والعراقي، وإلى حد ما السوداني. وما من شك أن لهذا الملف الخارجي أبعاده الداخلية من حيث قدرته على تأكيد حيوية الجماعية ومبدأيتها، إضافة إلى أبعاده الخارجية من حيث المسؤولية عن قضايا الأمة ومصيرها الجمعي.
لقد عانت الأمة خلال العامين الأخيرين على وجه التحديد من تراجع الدور المصري، بل ربما الدور السلبي في الملفات الحساسة في المنطقة، ما يحتم تجاوز هذه المرحلة نحو أخرى تتصدر فيه القاهرة مسيرة المواجهة مع مشروع الشرق الأوسط الكبير. وما من شك أن برلمانيي «الإخوان» ينبغي أن يكونوا في صلب الحضور السياسي على صعيد رفع سوية العمل العربي المشترك الذي يقف في وجه التحديات الكثيرة التي يطرحها احتلال العراق والشروع في استهداف سورية.
مسؤوليات كبيرة تقع على عاتق «الإخوان» المصريين، والسبب هو أنها مصر، الشقيقة العربية الكبرى، فيما هم رواد المشروع الإسلامي في المنطقة، ما يعني أن قدرهم أن يتحملوا المسؤولية، فيما نعتقد أنهم أهل لها إذا أحسنوا التصرف وتجاوزوا عثرات الآخرين.
(*) كاتب من الأردن. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 31 ديسمبر 2005)

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.