عشرة أعوام من الإخبار اليومي عن وطن يعيش فينا ونعيش به وله… من أجل تونس أرقى وأفضل وأعدل.. يتسع صدرها للجميع… |
TUNISNEWS
10ème année, N°3693 du 03. 07 .2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
ولضحايا قانون الإرهاب
هيومن رايتس ووتش
:تونس : ينبغي وقف العقوبة التعسفبة ضد السجناء السياسيين السابقين
حــرية و إنـصاف:بريد المظالم
السبيل أونلاين:جهاز البوليس السياسي يواصل مضايقاته لعدنان الحاجي
السبيل أونلاين:النوّري بن مصطفى ضو في بيروت في انتظار جواز سفره
الوطن:صالح عطية:مأزق الحوار..
كلمة:انخفاض سعر صرف الدينار خلال النصف الأول من السنة
الوطن:النتائج المدرسيّة لنهاية السّنة:هل تعكس النتائج مستوى التعليم؟
الوطن:السياحة في تونسمن حقّ المجموعة الوطنيّة أن تسأل… لماذا هذا التراجع؟ مسعود الرمضاني:
على هامش تحالف المواطنة والمساواة: في المواطنة وإمكانية تفعيلها
محمد العروسي الهاني: في ذكرى وفاته لمسة وفاء لروح الزعيم الشاب الطيب المهيري رحمه الله 29 جوان 1965
الوطن:الإسلام السياسي و قضايا العروبة
د.أحمد القديدي:المعركة الضّارية بين الجغرافيا و التّاريخ في الشّرق الأوسط
محمد الحافظ الغابد:الجابري.. مشروع فكري أم مدرسة فلسفية؟
العرب:تعاون فرنسي مغربي حول الطاقة النووية المدنية
الجزيرة.نت :حبس شرطييْن للتحقيق بقتيل الإسكندرية
محمد عبد الحكم دياب :على ماذا يراهن المصريون الذين كفروا بالحكم والمعارضة على حد سواء؟
وكالة ‘رويترز’: انتقال السلطة والحالة الاقتصادية والتشدد الاسلامي تتصدر المخاطر السياسية الرئيسية التي تتعين مراقبتها في مصر
القدس العربي:لا يستبعد استخدام السلاح الكيميائي.. ودعوات للاستعداد لسيطرة الاصوليين على الحكم في مصر
الجزيرة.نت:في الذكرى 234 للاستقلال أوباما: أميركا تواجه تحديات قاهرة
الجزيرة.نت:رغم رغبته بوقف تدهور العلاقات نتنياهو يرفض الاعتذار لتركيا
القدس العربي:مصممات ازياء مسلمات بريطانيات يبحثن عن زي وطني ديني معبر عن ذوق جيلهن
Pour afficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
ماي2010
تونس : ينبغي وقف العقوبة التعسفبة ضد السجناء السياسيين السابقين شرط الإمضاء لدى الشرطة يُظهر قيود الشرطة، وليس المحاكم، على الحريات
جهاز البوليس السياسي يواصل مضايقاته لعدنان الحاجي
جهاز البوليس السياسي يواصل مضايقاته لعدنان الحاجي
النوّري بن مصطفى ضو في بيروت في انتظار جواز سفره
انخفاض سعر صرف الدينار خلال النصف الأول من السنة
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 02. جويلية 2010 ذكر البنك المركزي التونسي في بيان له أن سعر صرف الدينار التونسي قد انخفض بنسبة 13.3 بالمائة مقارنة بالدولار الأمريكي وفي نفس الوقت عرف ارتفاعا بنسبة 2.2 بالمائة مقارنة باليورو وذلك إلى حدود يوم 29 جوان المنقضي. كما أشار البيان إلى استقرار نسبة التضخّم في حدود 4.8 بالمائة عن فترة الخمسة أشهر الأولى لهذا العام بعد أن سجّلت معدّل 5.2 بالمائة في بداية العام. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 02 جويلة 2010)
النتائج المدرسيّة لنهاية السّنة: هل تعكس النتائج مستوى التعليم؟
بقلم: محمد رضا سويسي. مع بداية ظهور النتائج النهائيّة للموسم الدّراسي في مختلف مستويات الدراسة الأساسيّة والإعدادية والثانويّة والجامعيّة يقف الملاحظ على جملة من الحقائق وهي « السهولة المفرطة » في النجاح حتى أنّ الفشل الدراسي صار حالة شاذّة تقريبا وهو أمر محمود في الأصل لو كان هذا النجاح يعكس ارتقاء حقيقيّا بالمستوى التعليمي في مختلف مراحل الدّراسة سواء من خلال رفع مستوى البرامج مادّةً وأهدافا وتوجها أو من خلال وجود مؤشّرات ايجابيّة تعتمد المقارنة مع الأنظمة الدراسيّة في البلدان المتقدّمة التي لا نكفّ عن القول بأنّنا نستأنس باستراتيجيّاتها في السياسات التعليميّة . لقد أصبحت المعدّلات المعلنة في الامتحانات الوطنيّة محلّ حديث عامّة النّاس وخاصّتهم فأصبحوا يتحدّثون عن حالة تضخّم في الأعداد موازية لحالة التضخّم المالي الّذي يضرب العالم والبلاد كجزء منه ، فنتيجة 20 من 20 كمعدّل في الباكالوريا كانت من ضروب المستحيل وغير واردة أصلا في احتمالات التلاميذ والأولياء والأساتذة على حدّ سواء لكنّها أصبحت اليوم في المتناول بل سهلة المنال. كلّ هذا ونحن نسمع يوميّا الأصوات ترتفع بالتّشكّي من ضعف المستوى في مختلف مراحل الدراسة فلا التلميذ في الابتدائي بعيد عن هذا الضعف ولا زميله في الثانوي ولا طالب الجامعة ولا حتّى من أخذوا شهاداتهم وتخرّجوا فالمستوى اللغوي للأغلبيّة أصبح ضعيفا وهو ضعف يشمل جميع اللغات من اللغة العربيّة إلى بقيّة اللغات وكذلك الضعف المعرفي والعلمي للدارسين والمتخرّجين بل إن أصحاب المؤسّسات كثيرا ما يتندّرون بطالب شغل قدّم مطلبا كتابيا يعجّ بالأخطاء اللغويّة. … هذا ما نراه بالعين المجرّدة وما نسمعه يوميّا في الشارع وما تؤكّده تذمّرات المربّين في كل الاختصاصات والمستويات … أمّا ما يرد في النتائج الرسمية والمعلنة فيجعلنا نشكّ انّ الحديث هو عن حالتين متباعدتين في المكان وليس تناقضا قائما في صلب حالة واحدة. والحقيقة أنّ التناقض يمكن أن يزول إذا بحثنا بدقّة في كيفيّة الوصول إلى هذه النتائج الخياليّة إذ السّر يكمن في نوعيّة الامتحانات المقدّمة وفي مقاييس الإصلاح حيث بدأت تغيب تدريجيا الاختبارات العاكسة فعلا لمستوى التلاميذ وصلابة المادّة المعرفيّة التي درسوها دون إهمال الجانب المنهجي كما وقع التساهل والتبسّط في مقاييس الإصلاح فلم تعد سلامة اللغة شرطا محددا في التقييم كما لم يعد التحرير والتّأليف مطلوبا أحيانا ويمكن الاكتفاء بالأجوبة المتقطّعة والمفكّكة مع وجود نمط الاختبارات على الطريقة الأمريكيّة أي الأجوبة بالاحتمالات وهي كلها تراجعات عن الصرامة التي كانت سابقا في نظامنا التعليمي والتقييمي. إنّ مالا يمكن أن يحجبه الخطاب السياسي حول السياسة التعليميّة هو التراجع الكبير الذي ضرب المستوى العام للمنظومة التعليميّة التي تحوّلت إلى مجال للتجريب وفق توجّهات داخليّة أهملت فيها سلطة الإشراف رأي أهل القطاع فلم تستشر إلا نفسها مهملة النقابات المهنيّة والخبراء ممن لهم رأي مخالف لرأيها فكانت الخيارات التعليميّة استجابة مباشرة لتوجّهات عولميّة أتت على حساب المستوى وعلى حساب الهويّة الوطنيّة فلم يعد مستغربا أن نرى وزارة التربية وهي التي تحمل مسؤوليّة التّأسيس لمجتمع المعرفة عند الناشئة تعلّق بلاغات ونصوصا توعويّة وتحذيريّة حول الغش في امتحانات الباكالوريا باللهجة الدارجة وهي موجهة لتلاميذ يُفترض أنهم درسوا على الأقل لغتين مع العربيّة فهل كان هذا السلوك جزء من خيار إضعاف العربية كرمز للهويّة والانتماء أم لإدراك الوزارة أن مستوى التلاميذ قد تراجع الى الحد الذي لم يعد يخوّل لهم فهم معلّقات توعويّة باللغة العربية ؟! إنّ السياسة التعليميّة ودور التقييم فيها ومضامين البرامج وأهدافها المعرفيّة والوطنيّة يجب أم تكون محل حوار وطني تشارك فيه كل الأطراف السياسيّة والمهنيّة باعتبارها شأنا وطنيّا عاما يهمّ الجميع وعلى الجميع تحمّل مسؤوليتهم فيه لأنها في عمقها مسؤولية تجاه الأجيال وتجاه الوطن. إنّ ما لم يعد قابلا للإخفاء هو أن تعليمنا يشكو من عدّة هانات قد تجعل من الممكن الحديث عن تأزّم هذا القطاع الحيوي فمردوديّة المربّين مرتبطة بتكوينهم وبما يجدونه من حوافز أقلّها تأهيل رواتبهم بما يستجيب لحاجاتهم ولا يرمي بهم إلى لعبة الدروس الخصوصيّة التي أصبحت أداة تفرقة بين الأساتذة في مستوى العيش وكذلك حرص التلميذ والطالب فهو مرتبط بما يراه في أفقه من إمكانيات نجاح وشغل وهو ما يتطلّب مراجعة سياسة التشغيل وفتح آفاق جديدة في هذا الإطار… أمّا الولي فهو أكثر الناس ضياعا وسط هذه المنظومة التي أصبحت بمثابة الحضيرة المفتوحة التي لا تنتهي أشغالها أبدا. ( المصدر: صحيفة » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 144بتاريخ 2 جويلية 2010)
السياحة في تونس من حقّ المجموعة الوطنيّة أن تسأل… لماذا هذا التراجع؟
نورالدين المباركي تونس/الوطن أظهرت الإحصائيات الأخيرة التي صدرت حول أداء القطاع السياحي التونسي أن عدد السياح الوافدين على تونس خلال الأشهر الخمسة الأولى من السنة الحالية تراجع بواقع 1.9 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وأن نسبة التراجع بلغت نحو ثلاثة بالمائة للسياح الوافدين من أوروبا، مقابل انخفاض بنسبة 1 بالمائة للسياح الوافدين من الدول المغاربية (ليبيا والجزائر) إلى تونس. وعزا التقرير الإحصائي هذا التراجع النسبي للحركة السياحية لاسيما من السوق الأوروبية التقليدية باتجاه تونس إلى تردد العديد من السياح الأوروبيين في برمجة عطلهم جراء تأثر قدرتهم الشرائية بفعل الأزمة الاقتصادية في منطقة اليورو. كما أن هناك مخاوف من إمكانية تراجع السياحة المغاربية والداخلية في شهر رمضان الذي سيحل في شهر أوت المقبل أي في ذروة الموسم السياحي. وبدأت هذه المسألة تثير مخاوف المهنيين وأصحاب الوحدات السياحية ما سيكون له انعكاس سلبي على مردودية القطاع السياحي في تونس وتراجع المداخيل السياحية. وتبدو هذه الأرقام والمؤشرات دلائل على صعوبة الظرف الذي يمرّ به القطاع السياحي في تونس والذي يمثل أحد ركائز الاقتصاد الوطني.وهذا يتطلب مزيدا من العناية بالخدمات وتأهيل المؤسسات الناشطة في هذا المجال خاصة في ظل المنافسة الجادة التي يعرفها القطاع. السياحة لم تعد « بحرا » و »شمسا » و »صحراء » فقط، بل هي سلسلة من الحلقات المترابطة تبدأ من الموطن الأصلي للسائح إلى حد عودته إلى بلده وتتطلب تداخل أداء عدة هياكل. القطاع السياحي في بلادنا في حاجة إلى إعادة تأهيل وإلى مواكبة تطلعات السائح وما يرغب في الحصول عليه عندما يقرر القدوم إلى بلادنا. ومن حقّ المجموعة الوطنية أن تسأل عن مصير المليارات التي تصرف « لتطوير البنية الأساسية » للقطاع السياحي.. وهذا القطاع غير قادر على التماسك أمام المنافسة التي يعرفها.. إن هذه الأموال التي تقدمها البنوك للمستثمرين في القطاع السياحي، هي أموال المجموعة الوطنية ومن حق هذه المجموعة أن تسأل لماذا هذا التراجع. ثمّة إشكالات حقيقية في القطاع السياحي لا بدّ من الوقوف عندها وتشخيصها تشخيصا سليما.. حتى لا يعرف هذا القطاع أزمة مثل عديد القطاعات الأخرى. ( المصدر: صحيفة » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 144بتاريخ 2 جويلية 2010)
على هامش تحالف المواطنة والمساواة: في المواطنة وإمكانية تفعيلها
لم يكن هناك في تاريخ الحكم في محيطنا العربي الإسلامي ما يحيل إلى المواطنة، لا بمفهوم الانتماء للوطن فقط ، بل بمفهوم مشاركة الشعوب في صياغة القرار والانخراط في الشأن العام والتداول السلمي على السلطة ومراقبتها وتساوي كل المواطنين ، مهما كانت مناصبهم ،أمام القانون، أي هذا المفهوم الحداثي الذي يعتبر بحق الوجه الآخر للديمقراطية التي نطالب بها ، ولذلك لا توجد مواطنة بدون ديمقراطية ، كما لا توجد ديمقراطية بدون حرية، إذ إنهما متلازمان إلى درجة التماهي، أحيانا. فالفكر المتزمت الذي ساد اغلب فترات تاريخنا ومنع تطور مفهوم المواطنة واستغل الدين للتوظيف السياسي من اجل إعاقة تطور فكرة الحرية والعدالة والمساواة شل إمكانيات التطور وغلق باب الاجتهاد. وحدها المواطنة التي تجرد الفعل السياسي من القدسية هي التي تحقق هذه المبادئ، لأنها تحيل إلى اعتبار أن روابط الوطن (لا غير) هي التي تجمع كل المواطنين على الفعل السياسي المشترك، وذلك دون تمييز على أساس الدين والعرق و الأصل والعقيدة. و حتى بعد ظهور ما عبر عنه المفكر السوري الطيب الطيزيني ب »الإرهاصات النهضوية » التي حملتها المشاريع القومية والليبرالية والاشتراكية في الوطن العربي و التي حاولت تطبيق أسس النهضة الأوروبية وبدأت بالنبش عن أسس الحداثة الغربية للاستنارة بها وتحسست الطريق الى محاولة بناء مجتمع يقوم على مبادئ التعاقد الاجتماعي وذلك منذ نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين فان هذه المشاريع تراجعت أمام هجومات الردة الفكرية الكاسحة ، و كذلك إخفاق الدولة الوطنية في الوطن العربي في ترسيخ قيم الحداثة ، بعد أن أرست قوائم دولة مستبدة ، وحصرت دورها السياسي في السعي المتواصل للاحتفاظ بالسلطة دون منازع، ورسخت كياناتها المعزولة بالإقصاء والتهميش و الاستيلاء على كل مؤسسات المجتمع المدني ورفض مبدأ التداول على السلطة ، فغاب مفهوم المواطنة وكرست احتكارها لكل جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية والدينية. لكن ليست الدولة فقط هي التي غيّبت حقوق المواطن فحتى بالنسبة للحركة اليسارية – في مراحلها الأولى خاصة – فإنها لم تضع المواطنة بمفهومها العام في سلم أولوياتها ، لان الإيديولوجي طغى على السياسي ، مما عمق الهوة بين نقاوة الفكر و تعقيدات الواقع ، بل وحاول إكراه الواقع ليخضع للفكر ، وغذى الصراعات التي لازلنا نعيش اخفاقتها إلى اليوم. كما أنتج ضبابية في الرؤية، تغلّب مبدأ الصراع على الوحدة وتختزل الآخر، المختلف إيديولوجيا، في عدو فكري لا مجال للالتقاء معه . كما حاولت القفز على مرحلة هامة من مراحل التاريخ البشري وهي مرحلة بناء الدولة الوطنية ليس بحدودها الجغرافية فقط بل بكل معاييرها السياسية والاجتماعية ، وهذا ما يجعلنا نتفق تماما مع المفكر المغربي عبد الله العروي حين يعتبر أن انحسار الحركات اليسارية في الوطن العربي يرجع الى القفز على القيم الليبرالية ، مثل الحرية والمواطنة والديمقراطية . أما الأحزاب الليبرالية العربية نفسها فقد كانت تعمل دائما على الدفاع أفكار أحزابها وتوجهاتها وتدافع عن وجودها ولم تع أهمية ترسيخ أفكار المواطنة، والنتيجة إنها كثيرا ما كرست مبادئ الفردية و ضخمت أدوارها السياسية وغيبت العمل الجماعي فخسرت جماهيريا وفشلت في إرساء قيم المواطنة في نفس الآن. ثم إن العصر العربي الذي نعيشه يؤسس إلى انهيار غير مسبوق لقيم الحداثة نتيجة لامعان الاستبداد وغياب الرأي الحر وعطالة العمل السياسي والثقافي والإبداعي، انهيار بدأ يقوّض أسس الدولة الوطنية ذاتها ليؤسس لمفاهيم تحسب نفسها انها تجاوزتها تاريخيا وهي مفاهيم الأسرة والعشيرة والمذهب… لذلك يكتسي الدفاع عن المواطنة أهمية كبيرة ، لا باعتباره التقاء بين أطراف سياسية تسعى لإرساء قواعد عمل مشترك ، بل لأهمية عودة الحوار حول هذا المفهوم وما يمكن أن يثيره من جدل مفيد أمام تنامي ظواهر التعصب الديني والانغلاق و كذلك ما يمكن ان يضيفه على المستوى السياسي ، حيث ان الاستنقاص من قيمة مبدأ المواطنة لصالح تصورات أخرى أضيق (إيديولوجية ،دينية ، برغماتية سياسية …..) ساهم في تشتيت القوى السياسية وحدّ من مجال تأثيرها، لكن يبقى الأهم في الفعل السياسي وهو : كيف الخروج من الدائرة الضيقة للأحزاب والإفراد الى دائرة الشأن العام؟ كيف تصبح المواطنة مطلبا شعبيا؟ كيف يمكن ان تتوفر الإرادة لدى المواطن التونسي حتى يسترجع مواطنته المفقودة؟ ذاك في رائنا رهان صعب ، إلى حد الآن لم يتعدى تشخيص قوى المعارضة للواقع الاعتراف بالضعف في التأثير والتشتت وعدم قدرتها على تغيير الواقع الى جانب تحميل السلطة مسؤولية خوصصة كل القطاعات الاقتصادية و تأميم السياسة لتبقى حكرا للدولة ، ولم تطرح في رائنا إمكانية تغيير الواقع، وكأن تغيير المشهد العام في البلاد هو حلم المعارضة الذي ينتظر إرادة السلطة في التحقيق. لكن أليست مسؤولية المعارضة –و كل المجتمع المدني – اكتساح الفضاءات العامة وإزالة كل القيود التي تحبس حرية المواطن من اجل المشاركة في الشأن العام؟ من المعني ، تحديدا ، بخطاب المعارضة؟ السلطة أم المواطن ، أم الاثنان معا؟ إن المعارضة التي لا تتجه للمواطن وتعرف همومه وترتقي بوعيه وتنزع عنه حاجز الخوف و تعيد له الثقة في العمل الجماعي لا يمكن ان تؤسس لتغيير الواقع، وحتى الانتخابات الدورية التي لا تكون تتويجا لمسار من التحركات الميدانية والتواصل اليومي مع المواطنين في كل مجالات الحياة، فإنها لا تعدو ان تكون مناسبة ظرفية للتعريف برأي آخر سرعان ما تنسى أمام التضييق المتواصل و زخم الحياة العادية التي تشكو الفراغ على كل مستويات الحياة المدنية، سياسية كانت أم ثقافية أم حقوقية. وفي رائنا ، إن لم تكن النخب، سواء كانت سياسية او ثقافية او حقوقية ، محركا فاعلا في نحت المجتمع المنشود، يشغلها هاجس المراكمة الايجابية وحشد كل الطاقات أكثر من صخب الصراعات الهامشية ويؤرقها مستقبل العمل المشترك أكثر من غريزة تضخيم الأنا، ولها إرادة الفعل في الحياة العامة واستعادة كل الحقوق ،فان إمكانية تحقيق المواطنة يظل حلما جميلا بعيد المنال.
مسعود الرمضاني
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على افضل المرسلين رقم 829 باريس في 29-06-2010 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري في ذكرى وفاته لمسة وفاء لروح الزعيم الشاب الطيب المهيري رحمه الله 29 جوان 1965
الذاكرة الوطنية لن تنسى ذكرى وفاة الزعيم الشاب الطيب المهيري رحمه الله الذي وفاه الاجل المحتوم يوم 29 جوان 1965 وهو في أعز الشباب والعطاء والسخاء حيث ولد المرحوم الطيب المهيري سنة 1924 وتوج مرحلة التعليم عام 1948 بالحصول على الشهادة العليا في الحقوق وتخرج محاميا في سن الرابع والعشرين شأنه شأن الزعيم الحبيب بورقيبة الذي تخرج من كلية باريس عام 1927 محاميا في سن الرابع والعشرين وهي من الصدف التاريخية والمحطات الهامة . وقد انخرط الزعيم الطيب المهيري مبكرا في الحزب الحر الدستوري التونسي وانظم الى طلبة الحزب وناضل في صلب طلبة الحزب ثم اصبح قياديا واقلق الاستعمار الفرنسي لانه من خريجي مدرسة بورقيبة الزعيم فزج به في السجن وهو أصغر زعيم لم يتجاوز عمره 28 سنة وفي 1955 كان المرحوم الطيب المهيري رحمه الله من المتحمسين الاوائل لسياسة المراحل البورقيبية في الاتفاقيات المتعلقة ببنود الاستقلال الداخلي وانظم الى اتجاه المرحلية والواقعية ولعب دور هام في اعداد عودة المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة الى أرض الوطن يوم غرة جوان 1955 ومن ذلك الحين اصبح من ابرز عناصر الحزب وتولى سنة 1955 ادارة الحزب بخطة مدير للحزب الحر الدستوري التونسي وكان من مصممي انعقاد مؤتمر الحزب بصفاقس يوم 15 نوفمبر 1955 ولعب دور هام صحبة رفاقه الباهي الادغم والمنجي سليم والهادي نويرة وعلالة بلهوان والحبيب عاشور رحمهم الله ومحمد المصمودي وعبد المجيد شاكر وتولى المرحوم الطيب المهيري في المؤتمر دور هام لاذكاء الصبغة النضالية على اجواء المؤتمر التاريخي الذي كان المنعرج الثاني الحاسم في تاريخ الحزب والبلاد بعد مؤتمر قصر هلال في 2 مارس 1934 المؤتمر التأسيسي للحزب الحر الدستوري الجديد وانتخب المرحوم الطيب المهيري عضوا بالديوان السياسي للحزب في سن 31 عاما وتحمل مسؤولية الامين العام المساعد للحزب وفي 14 أفريل 1956 اختاره الزعيم الحبيب بورقيبة في أول حكومة وطنية للاستقلال وزير الداخلية بقى في هذا المنصب حتى تاريخ وفاته وطيلة الفترة التي قضاها المرحوم الزعيم الشاب الطيب المهيري الفترة الذهبية على رأس وزارة الداخلية من 14 أفريل 1956 الى 29 جوان 1965 محل ثقة كاملة وتقدير واحترام من طرف الزعيم الحبيب بورقيبة. وقد تحمل شرف الامانة باقتدار وكفاءة عالية وروح نضالية صادقة وكان رحمه الله مثالا في السلوك والتواضع والاخلاص والوفاء والانسجام والتعاون مع اخوانه في الحزب والحكومة ومحل تقدير من طرفهم جميعا. واعيد انتخابه يوم 5 مارس 1959 عضوا بالديوان السياسي للحزب في مؤتمر الحزب بسوسة المنعقد يوم 2 مارس 1959 بسوسة وواصل النضال الحزبي في قيادة الحزب العليا وأعيد انتخابه للمرة الثالثة في سبتمبر 1964 بمؤتمر بنزرت الذي أصبح فيه الحزب يسمى الحزب الاشتراكي الدستوري بعد مصادقته على نهج الاشتراكية الدستورية وبقي الاخ الطيب المهيري في خطة الامين العام المساعد للحزب من يوم 17 نوفمبر 1955 مؤتمر صفاقس الى يوم 29 جوان 1965 تاريخ التحاقه بالرفيق الاعلى حوالي 10 أعوام في حكومة الاستقلال وفي حزب التحرير والبناء والسيادة علاقته الحميمة مع أعضاده لا مثيل لها المرحوم الطيب المهيري سر نجاحه في وزارة الداخلية وفي قيادة الحزب تعود أساسا إلى معرفته الدقيقة والصادقة والمبنية على الحب والوفاء للوطن والاخلاص له أعني الوطن . كان يعرف كل المعتمدين فردا فردا ويختارهم ويزكيهم طبعا بعد موافقة رئيس الدولة الحبيب بورقيبة الذي له الثقة الكاملة في وزير الداخلية وكان المرحوم المهيري يتحدث مع اعضاءه بلطف وتواضع وبأخلاق عالية يعطيهم التعليمات فردا فردا دون وساطة وفي عقيدته المعتمد والوالي هما ركيزتان للنظام يتصل بهذا ويتصل بذاك دون مركبات ولا يتحرج الوالي من اتصال السيد الوزير بالمعتمد مباشرة ويعطيه التعليمات كانت في الحقيقة عائلة متكاملة يسودها الوفاق والوئام والمحبة معرفة دقيقة بوضع الجهات كان رحمه الله يتابع اخبار الجهات ويزوها باستمرار ويعتمد على رجال بررة مخلصين ويبلغ بأمانة للرئيس بورقيبة. كان يقترح لمنصب الوالي اقدرهم واكثرهم اشعاعا ووطنية واخلاصا للوطن واكثرهم وطنية وغيرة على البلاد مع الحرص الشديد على النظافة والسلوك وحسن المعاملة مع المواطنين الامن الوطني يعشقه ويقدره ومن خصاله انه حريص على دور الامن الوطني الدور الفاعل المتكامل مع دور المواطن وكان يحرص دوما على احترام المواطن ويوصي ويكرر باحترام المواطن والتعامل معه والمبادرة بتحيته وهو الذي فرض التحية وجعلها واجبة من طرف عون الامن للمواطن وكان دوما يسعى لاختيار العون الاكثر وطنية ونضالية وسلوك حسن وكان على اتصال دائم برجال الامن في الجهات يوصيهم بمزيد الانسجام والتعاون التام مع الهياكل الادارية والحزبية وعاش في وزارة الداخلية عزيزا كريما مهابا متواضعا وهي معادلة صعبة اليوم .. الهيبة مع التواضع والاخلاص والوفاء النظافة الشاملة من صفاته وشيمه العالية وسيماته هذا الرجل المتواضع في حياته ولباسه ومسكنه وعيشه المتواضع ومعاملته اليومية لا تدل اطلاقا أنه رجل دولة ووزير للداخلية عاش كريما عزيزا متواضعا في مسكن متواضع بضاحية المرسى التي يحبها حبا جما كان مسكنه المتواضع لا يكاد يفرغ يوما من الناس شيوخا ونسوة كبار ومناضلين ودستوريين ومقاومين يؤتون من كل فج عميق للاتصال بوزير الداخلية المتواضع ويكرمهم ويصغي اليهم ويعطف عليهم ويسعى لتلبية وقضاء حاجتهم بقدر الامكان كم من عجوز كفى دموعها وساعد ابنها على ايجاد شغل قار وكم من شيخ قضى حاجة اسرته وكم من مناضل خرج مسرورا من بيته فارحا وكم من دستوري رفع عليه مظلمة وكم من مقاوم حقق له طلبه وكم وكم وكم … ؟ الحسنات كثيرة والحمد الله هذا الرجل عاش كسائر الناس وكعامة الموظفين يقضي حاجته من التاجر بحومته كما يتعامل الموظف الصغير مع التاجر ويقضي قضية الشهرية من مواد غذائية « بالطلوق » كما يقولون أي مؤجل الدفع الى حين تأتي الشهرية وعندما انتقل الى جوار ربه يوم 29 جوان 1965 رحمه الله جاء بعد الاربعين صاحب المتجر وطرق الباب وخرجت زوجته المخلصة فقال لها صاحب المتجر « إن المرحوم طيب المهيري زوجك الوفيّ بقى عليه دين بــ127د وبعض المليمات » فهمت الزوجة المخلصة وقالت له « اكتم السرّ وكلّ شهر أعطيك نصيب من الدين حتى يخلص… » ما أحوجنا اليوم الى مثل هؤولاء الرجال النزهاء أصحاب الايادي البيضاء عند هذه الجملة تهاطلت الدموع وتذكرت مواقف هذا الرجل صاحب القلب الكبير وقلت « رحمه الله هذا الزعيم الخالد الذي قال في شأنه الزعيم الحبيب بورقيبة عند تأبينه شاءت الاقدار الالهية ان يودع الاب ابنه ويأبن الاب ابنه وتلك مشيئة الله دموع وبكاء ولن استطيع اتمام المقال من شدة التأثر قال الله تعالى: »من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضاى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا » صدق الله العظيم وأخيرا قال الشاعر حلف الزمان أن لا يأتينا بمثله حنثت يا زمان فكفر ، هل يأتي لتونس طيب آخر بعد ان استكمل الطيب الاول البناء الشامخ مع رفقاء الدرب رموز الحركة الوطنية عسى أن يكون ذلك ان شاء الله « وهو على كل شيء قدير » صدق الله العظيم ملاحظة: آخر لقاء بهذا الزعيم الخالد كان يوم 24 سبتمبر 1964 عند اختتام مؤتمر بنزرت وكنت آنذاك في اللجنة التي يرأسها السيد الطيب المهيري الامين العام المساعد للحزب وهي لجنة التنظيم الحزبي رحم الله الزعيم الخالد وجزاه الله خير الجزاء على ما قدمه لهذا الوطن العزيز والله ولي التوفيق . قال الله تعالى : « و تعييها أذن واعية » صدق الله العظيم ان شاء الله تكون في أذن واعية و الله ولي التوفيق محمد العروسي الهاني مناضل دستوري
الرأي الآخر الإسلام السياسي و قضايا العروبة
بقلم : عبد السلام بوعائشة تعيش الأمة العربية أزمة على جميع الأصعدة وهذا أمر يدركه جميع العرب، قادة وقواعد حكاما ومحكومين وعلى رأس أزمتهم غياب مشروع وحدوي عربي جامع يواجهون به المستقبل ويحدون به من تدفق المشاريع الدولية والإقليمية المستثمرة في فراغنا المخجل. كل الشعوب تمر بأزمات في مراحل من حياتها فتتعطل مسيرتها ولكنها تجابهها وتتغلب عليها ولو بعد حين . غير أن أزمة العرب طال بها المقام وضربت بجذورها عميقا في واقع الشعب وحكوماته المتعاقبة منذ عقود الاستقلال الأولى حتى أن عديد البدائل المطروحة للخروج من الأزمة صارت مغذية للازمة ذاتها تصب في رصيد الخراب الذي أحدثته وتزيد طين التخلف والانحطاط بلة على بلة. الأمة العربية ليست استثناء عاجزا بين الأمم ولكن يبدو أن قياداتها التي يفترض بها أن تكون مصدر الحلول أصبحت هي مصدر تغذية الأزمة وتأبيدها ولكم الأمثلة الفاضحة الواضحة التي تؤكد ما نذهب إليه: 1 – صدر في الأيام الأخيرة بيان لمجموعة من المراجع التي تطلق على نفسها « علماء إسلام » على رأسهم يوسف القرضاوي وسلمان العودة يدعون فيه أثرياء العرب للتوجه نحو الاستثمار والسياحة في تركيا دعما لها على موقفها من حصار غزة وتثمينا لجهودها في إنجاح مهمة أسطول الحرية. هذا البيان يطرح سؤالا بسيطا وهو لماذا لا توجه هذه الدعوة للأثرياء كي يستثمروا وينفقوا أموالهم- إن كانت أموالهم حقا- في تونس و مصر و الأردن و سوريا و المغرب و لبنان وهي بلدان عربية ينطبق عليها مبدأ الأقربون أولى بالمعروف حتى وان كانت سياسة حكومات هذه الدول لا تعجب « علماء الدين » هؤلاء, لان الحكومات تتغير ولكن الشعوب باقية ثم إن مواقف حكومة أنقرة المعترفة بالكيان الصهيوني والداعمة له تاريخيا وواقعيا اليوم ليست أفضل من مواقف هذه الحكومات العربية بل حتى و إن كانت أفضل فهي أفضل لشعبها وتتغير بتغير مصالح شعبها وليس مصالح الشعب العربي. 2 – باسم الإسلام ومحاربة الشيوعية في أفغانستان قدمت حركات الإسلام السياسي مدعومة ببعض دول الخليج الساهرة على » حماية بيضة الدين » الآلاف من شباب الأمة العربية والمليارات من عوائد نفط الأمة العربية خدمة لاستراتيجيات لا علاقة لها بحل أزمتنا نحن العرب في وقت كانت تمنّ فيه ببعض تلك العائدات على الشهيد ياسر عرفات بما تقدمه للمقاومة الفلسطينية حتى أن الشهيد عرفات صرخ ذات يوم « أعوذ بالله من الإسلام الأمريكي » في إشارة إلى ما يدبر للمقاومة باسم الإسلام. ونحن نسأل اليوم حركات الإسلام السياسي في هذا الإطار ماذا كسبت الأمة العربية والأمم المسلمة الأخرى من انهيار الاتحاد السوفياتي غير سياسات القطب الواحد الأمريكي وانفتاح فضائنا على مزيد النكبات ومآسي التفكيك والتفتيت والتبعية الاقتصادية المذلة. 3 – ذات الكرم » الإسلامي » الذي يريد توسيع سخائه على تركيا ضالع منذ زمن في رهن الثروات النفطية الهائلة وعائداتها المالية الخيالية لدى سلطة الاحتكار الرأسمالي العالمي وصناع قرارها في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا فيقوي سلطة الهيمنة الاقتصادية الغربية على اقتصاديات العرب ويمكنها من « شفط » ونهب المدخرات العربية الضخمة في بنوك الغرب والتحايل لتوظيفها حلا لمشاكله وتعريضها لقرصنة المضاربين والمحتالين( مثال مادوف) كما يستضيف على ارض الجزيرة العربية ودول أسرها المالكة جيوش الاحتلال الأمريكي الذي يقف متربصا بكل مقاومة بعد أن دمر العراق وعروبة العراق ودورالعراق العربي. 4 – في الخليج العربي حيث بيضة الإسلام ونقاء الشهامة والكرم العربي تستضيف دول المسلمين والإسلاميين العرب أكثر من مليونين من العمال الاسياويين يشكلون ما تفوق نسبته 70 ٪ من اليد العاملة في حين يعاني أشقاؤهم العرب المسلمين أيضا في دول مثل مصر والأردن وتونس وسوريا والمغرب بل وشقيقهم الجار المسلم في اليمن من آفة الفقر و البطالة القاتلة. ولم تفلح الأخطار والآفات التي سببتها هذه العمالة الآسياوية في تغيير موقف الحكومات الثرية الحاكمة باسم الإسلام وما تزال مصرة على اتباع ذات النهج في التشغيل رغم الكارثة الديمغرافية والثقافية والاجتماعية التي نتجت عن هذا النهج من ذلك تهديد منظومة الأسرة والهوية وضرب التوازن السكاني وتحويل بعض مدن الخليج إلى ما يشبه المستوطنات الهندية أو المقاطعات الأمريكية. 5 – « شيوخ الإسلام » وحكومات » الشريعة الإسلامية » و ما يسمى حركات الإسلام السياسي وعلى رأسها الحركة الاخوانية العالمية صاغت مشروعها منذ البدايات نقضا للقومية والعروبة وحاربت كل حركات التحرير الوطني التي جعلت القومية العربية مرجعية مؤسسة لأهدافها وأطروحاتها وساهمت بالوعي أو بدونه في تفتيت عديد الكيانات الوطنية وخلق ثغرات جسيمة تغلغلت من خلالها مشاريع الاستعمار في أكثر من قطر عربي أوضحها اليوم ما يشهده بلد كالسودان أو الصومال كما اندفعت للانخراط في معارك لم تجن الأمة العربية منها سوى مزيد الأزمة والتفكك. وهي -أي هذه الحركات- تمتّعت وما تزال تتمتع بسخاء الإسلام الثري المحمول على عوائد نفط الأمة العربية. هذه الأمثلة يمكن أن نؤكدها بعشرات الأمثلة مثلها تلتقي كلها للتعبير عن حقيقة واحدة وهي أن الكثير من الذين يفهمون الواقع بعيدا عن القومية و يطرحون حلولا لأزمتنا العربية باسم البديل أو » المشروع الإسلامي » نقضا للقومية وقفزا على استحقاقاتها إنما لا يفعلون سوى إطالة أزمة الأمة العربية و تبديد طاقاتها في معارك ليست معاركها الأصليّة و الاتكاء على عالمية الدين الإسلامي الحنيف للهروب من خصوصية الواقع القومي العربي في جميع أقطاره وما يقود إليه هذا الفهم من سقوط في مشاريع لا تخدم إلا المستعمرين أعداء العروبة وأعداء مشروعها التحرري الوحدوي الاشتراكي. أن تلتحف بعض الأنظمة بالإسلام و تتخذ منه أصلا سياسيا لتبرير خياراتها وسياساتها المناهضة لمصالح الشعب ومصالح الأمة العربية تبديدا للثروات ونشرا للوهم وان تتكأ بعض الحركات والأحزاب على عالمية الدين الإسلامي والتفاف الأمة العربية حول رسالته الخالدة لتختزله برنامجا سياسيا بديلا عن خصوصيات الأمة وتحمل الشباب العربي إلى مواقع الاغتراب الحضاري والسياسي بما يستعدون وعيه به على العروبة وقواها إنما هو سبب من أسباب استفحال أزمتنا العربية المعاصرة ومثال على بعض الأدوار السلبية التي تمارسها بعض الحركات و الأحزاب التي يفترض بها أن تعمل على الحلول وليس على نقضها. إنها في سعيها اليوم لا تختلف عن بدائل المشروع اللبرالي الذي حكم وما يزال يحكم منذ منتصف القرن العشرين غير أنها تزايد على خطابه الحداثي بخطابها الإسلامي دون أن تخالفه في الجوهر. أخيرا نسوق لكل إخواننا العرب المسلمين هذه الحكاية التي قد تختزل الغاية : في زمن الاستعمار الفرنسي لتونس جاء بعض الدعاة من الناس إلى شيخ من قبيلتهم وطلبوا منه المساهمة في جمع بعض المال لرجل مسيحي أعلن إسلامه على يدهم فأجابهم » تعالوا معي وهاتوا ما جمعتم لنعطيه لابن عمكم فلان وهو مسلم لأن الفقر يكاد يخرجه من ملة الإسلام ». انتهت الحكاية ولم يبق إلا أن نختم فنقول إن أزمة الأمة العربية ليست في شعوبها الفقيرة المستضعفة الطموحة للتحرر والعدالة والكرامة بل هي مستحكمة بشدة في منظومة العمل الحكومي و السياسي الرسمي العربي وفي كثير من مشاريع البدائل التي وضعت الحرب في غير مكان الحرب. مشاريع بدائل نشأت على فكرة العداء للقومية والعروبة الجامعة ووضعتها موضع استهداف سياسي دائم و اعتمدت سياسة بيع الوهم لشباب الأمة المستعد بحكم الأزمة الطاحنة للذهاب إلى أقصى حدود الوهم وإلا فكيف يمكن فهم هذا التزامن بين استفحال هذه الأزمة الطاحنة التي يمر بها واقع الأمة وهذا الصعود اللافت لما يسمى بفكر الصحوة و الجهاد. ( المصدر: صحيفة » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 144بتاريخ 2 جويلية 2010)
المعركة الضّارية بين الجغرافيا و التّاريخ في الشّرق الأوسط
بقلم: د.أحمد القديدي* لعل المعركة الكبرى المنسية في الوقت الراهن ما بين معارك الشرق الأوسط هي الصراع المستمر الدائرة رحاه بين الجغرافيا و التاريخ ، و السبب يبدو واضحا بيّنا لكل ذي عينين و لكل متابع لأحداث الماضي و الحاضر، فمنطقة الشرق الأوسط التي كان الغربيون من الأدباء يسمونها بالشرق الحائر هي منطقة مرسومة بالقلم و المسطرة يوم السادس عشر من شهر مارس سنة 1916 بتوقيع معاهدة/ سايكس بيكو ( على اسم وزيري خارجية الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية ) الى درجة أن أحد المؤرخين الأنجليز سأل حين شاهد الخريطة الجديدة : ماهو سر الانحراف في الخط المستقيم الفاصل بين الحجاز القديم والمملكة الهاشمية الأردنية ؟ فقال له شاهد عيان كان حاضرا في رسم خريطة سايكس بيكو : لقد عطس المسيو بيكو وهو يسطر الحدود فانحرفت يده بالقلم و تجسد على أرض الواقع ( أي على خارطة الجغرافيا ) هذا المنعطف التاريخي غير الإرادي في الربع الخالي ! ولذلك لا يجب أن نعجب إذا ما سمعنا الأمريكيين و من ورائهم الإسرائيليين يتحدثون عن خريطة جديدة للشرق الأوسط بل ويحاولون رسم ملامحها بما استطاعوا من قوة و من إمكانات و بما استطعنا نحن العرب من غفلة و خروج عن دائرة الفعل و التأثير. فانظر حولك أيها القارئ الكريم لتشهد المساعي تعمل عملها الدّؤوب المستمر لتغيير الخريطة العربية لا حسب مصالح العالم العربي و العالم بأسره،بل حسب المصالح الظرفية المؤقتة للامبراطورية الظرفية المؤقتة ( ما دامت أعمار الإمبراطوريات في أيدي الأقدار كما علمنا العلامة عبد الرحمن ابن خلدون ). و لذلك فان ما نخشاه هو تشكل حدودنا الجديدة لحساب الشركات العملاقة العابرة للقارات و مصالح السوق العالمية و نحن نتحول من أوطان إلى أسواق و من مواطنين الى مستهلكين و من بني آدميين ( لنا كرامة حسب نص القرآن ) إلى قوافل من عابري الصحاري و القفار ، نشكل عالة على الأمم الأخرى ( ما دمنا لا ننتج ما نأكل و لا ننسج ما نلبس و لا نركب ما نصنع و….حتى لا نقرأ ما نكتب ). فالأمة التي تريد أن تسطّر حدود خريطتها و تصنع تاريخها لا بد من أن تغير ما بأنفسها و تعمل العقل في شؤون مصيرها. و لنبدأ بفك الاشتباك ما بين الجغرافيا والتاريخ ! لقائل أن يقول إن هذه مسائل نظرية فأفصح رحمك الله ! و لهؤلاء الإخوة أقول ها أنا مفصح. فالذي يجري اليوم أمام أعيننا المندهشة و سواعدنا المحبطة في كل من العراق و فلسطين و السودان و اليمن و الصومال هو الذي سيقرر المصائر العربية على مدى القرن الراهن على أقل تقدير. فماذا فعلنا نحن العرب أمام هذه المخاطر المحدقة؟ الجواب: لا شيء ذو معنى و ذو أبعاد و ذو تأثير ( و قد ذكر الأستاذ محمد حسنين هيكل في حديث له على قناة الجزيرة أنه بصدد البحث عن المعنى و الأبعاد و التأثير). لنبدأ بالمعنى الذي يجب أن ندركه من خلال المواجهة ما بين الجغرافيا و التاريخ. و المعنى الخفي هو في نظري يختصر في المصالح و ليس في الأيديولوجيات. فالغرب تحركه مصالحه المتغيرة مع الزمن وهو تبعا لمصالحه الإقتصادية أساسا و لكن الإستراتيجية و الأمنية أيضا. بينما نحن العرب يعتقد جزء من نخبتنا أن ردود أفعالنا يجب أن تكون أيديولوجية (مهما كانت تلوينات هذه الأيديولوجية) فظللنا إزاء الغرب نتكلم لغة لا يفهمها و يخيل لنا أننا أقنعناه أو حتى هزمناه ! ثم تأتي الأبعاد وهي ذات ثقل و مضاعفات لأن مواجهاتنا في مناطق الأزمات مع الغرب خلّفت حروبا و ضحايا و إضاعة وقت و فرص لا تعوّض. و ظللنا نراوح مكاننا ظانين أننا نتقدم و ننتصر! فكم من الخسائر لحقتنا في ربع القرن الأخير وعشرية هذا القرن في مواجهات عسكرية لم نستعد لها و سيقرأها التاريخ بعيون مختلفة. أما التأثير فهو ضروة الإعتبار بهذه التحولات و إستخلاص دروسها الضرورية حتى ندخل مرحلة الرشد السياسي و الحضاري في عالم لا يرحمنا إذا ما لم نرحم أنفسنا. *رئيس الأكاديمية الأوروبية للعلاقات الدولية بباريس ( المصدر: صحيفة » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 144بتاريخ 2 جويلية 2010)
الجابري.. مشروع فكري أم مدرسة فلسفية؟
محمد الحافظ الغابد 2010-07-03 خلّد العالم العربي قبل أسابيع معدودة أربعينية المفكر الدكتور محمد عابد الجابري الذي فاجأ العالم العربي في الثلاثين عاما الأخيرة من حياته بوضع واحد من أهم المشاريع الفكرية في التاريخ العربي الإسلامي الحديث، وتكمن أهمية الجابري الفكرية في كونه قدم أهم استنطاق معرفي لمكامن الذات المعرفية للأمة في سياق مقولات النهضة الفكرية للقرون الثلاثة الأخيرة بما وضعته من أسس للتحديث والإقلاع من انحطاط كبوات العصور المتأخرة من عمر الأمة العربية الإسلامية من جهة، إضافة إلى تمسكه بالشروط المعرفية التي أنتجتها الفلسفات الغربية المعاصرة من ناحية أخرى، وقد تقدم المرحوم الجابري بأول محاولة نقدية جريئة لنظم وأدوات إنتاج المعرفة في العالم الإسلامي منذ عصر التدوين وحتى اللحظة الراهنة، ويكفي في أهميتها أنها بشهادة شانئي الرجل وخصومه تشكل لَبِنَة مهمة وعلامة اجتهاد فكري ونبوغ فلسفي بارزة في الحياة العربية المعاصرة. وبغض النظر عن جدوائية إعطاء أحكام جاهزة حول حصيلة الجابري الفكرية والتي أرى أنها جهد عزيز المنال لمن لا يستسيغ الخلاصات السهلة فقد أردت أن أتقدم بجملة من الملاحظات والإشكالات أثارها الحوار المتقد الذي أشعلته أنفاس الجابري الأخيرة وروحه المطمئنة ترجع إلى بارئ النِّسَمِ، وقد تَضَمّخت في سني ختام العمر المديد بالقرآن تأملا واستكشافا لآخر قطرات وحي الله المنزل لهداية البشر، وهي لفتة قدرية أرجو مع حصولها أن تكون دليلا على حسن الختام والقبول من رب غفور لنفس فاضت وهي تلتزم خط الملة والأمة. أقول ذلك استجابة للأثر النبوي الذي حض في أداء الشهادة حول الموتى بتذكر المحاسن والله وحده هو الغفور الرحيم. الجابري نابغة الفلسفة في السياق المعاصر قدم الجابري مشروعه الذي حمل عنوان: «نقد العقل العربي» في أربعة أجزاء تناولت التكوين والبنية والمحددات والأخلاق والقيم الناظمة للعقل العربي خلال رحلته الإنتاجية الطويلة عبر القرون، وتناول الإنتاج الفكري النهضوي المعاصر في سِفرين آخرين هما «الخطاب العربي المعاصر» و»نحن والتراث» وهي كلها أعمال عبرت بعمق عن ميلاد فيلسوف المغرب المعاصر الذي سيكون عنوان مدرسة فلسفية منقطعة النظير في العالم العربي المعاصر ولا نظير لها من حيث السمات والخصائص المنهجية والإبداعية في المشرق، رغم بروز أسماء كبيرة بدءاً بعلي سامي النشار وعبدالرحمن بدوي وزكي نجيب محمود منتصف القرن العشرين وأخيرا من معاصري الجابري الطيب تيزني وحسن حنفي، فكل هذه القامات الفكرية والفلسفية رغم ما أسهمت به في مجال تحقيق وبعث التراث الفلسفي العربي القديم على سبيل المثال جهود سامي النشار وعبدالرحمن بدوي في التحقيق وإعادة الانبعاث وما قامت به من جهود لتَبْيِئَةِ إشكالية الحداثة في سياقات تحولات الفكر والاجتماع العربي المعاصر مثل جهود حنفي وتيزني غير أن محمد عابد الجابري -رحمه الله- تميز مشروعه بإعادة تشريح التراث العربي في جانبين: أحدهما العصور القديمة منذ عصر التدوين (حوالي 140 هجرية حتى القرن 13 هجري) وثانيهما إعادة تفكيك أسئلة النهوض المعاصر تحدياتها واستجاباتها من جهة وما أنتجته من تبيئة للتحديث منذ محمد علي باشا مرورا بجهود المصلحين الكبيرين محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وما تلاهما من جهود فردية وجماعية. وقد ركز الجابري على إعادة قراءة التراث العربي في أبعاده المختلفة وسبر أغواره معرفياً ومنهجياً وأبستمولوجياً محللاً أدوات إنتاج المعرفة العربية الإسلامية عبر منهجية معيارية صارمة طبقها على ما أنتجته العقول في عشرات الحقول المعرفية المؤسسة لانطلاقة الثقافة العربية الإسلامية، وليصوغ من ذلك نظريته التي تعتبر كشفا جديدا لوجود ثلاثة أنظمة معرفية كامنة في الثقافة العربية هي: النظام البياني والنظام العرفاني والنظام البرهاني وليؤسس على تشخيصه نظريات فلسفية جديدة من أهمها: – تأكيده على أن سر التخلف (ضعف الاجتهاد والإبداع) الذي عرفته الأمة ناتج عن غزو تسلل إلى عقل الملة من الخارج في إشارة لـ»هيمنة» الفلسفات «الهرمسية» و»الغنوصية» والخرافات الصوفية التي أصابت نبض الأمة بالشلل، أو كما يعبر الجابري بمصطلحه الجديد في حقل الدراسات العربية الفلسفية ما بات يعرف بـ»هيمنة العقل المستقيل في الإسلام» على حياة الأمة ونبض الملة. كما ركّز الجابري على إنتاج نظرية جديدة في شأن التجديد مؤكداً أن التجديد في الثقافة العربية يجب دائما أن يكون من الداخل «عملية التجديد من الداخل وحدها هي القادرة على إتاحة الفرصة لإعادة البناء فعلا العملية طويلة وشاقة ولكنها جادة» (المدخل للقرآن ص 396) ولا بد هنا أن نشير إلى أن مسألة التحديث افترضت إلغاء التراث والبدء في نقل الجديد من أوروبا دون تمحيص، ما جعلها تصطدم بمُعطى الهوية الدينية الرافض لهذه العملية والمتجه بفعل ردة الفعل للانغلاق على الذات ولكن الجابري يعيد القضية إلى مجراها الطبيعي الاجتهاد من الداخل عقل الأمة للاستئناف. ومن المعالم البارزة في حياة هذا الفيلسوف الكبير أنه عاش حياته كفافا بعيدا عن تقديم أي خدمات لحكومات الطغيان الاستبدادي والانحراف السياسي، ولكنه عاش في قلب الزحف الوطني النضالي من أجل الانتصار في معركة التخلف التي تكدح من أجلها جماهير وقوى الأمة الصادقة، ويكفي في هذا السياق الاستئناس بشهادتين: أولاهما نجدها عند جورج طرابيشي الذي كان عادلا في خصومته الفكرية للجابري رغم النقد اللاذع يقول: «إن هذا الكتاب (أي نقد العقل العربي) لا يثقِّف فقط بل يغيِّر، ومن يقرأه لا يعود بعد أن يقرأه كما كان قبل أن يقرأه»، وطرابيشي نفسه يعتبر أن الجابري هو الذي حقق في حياته نقلتين هامتين: الأولى «نقلني من الإيديولوجية إلى الإبستملوجية أي من الكلام في الأفكار بإيديولوجية معينة إلى علم معرفة المعرفة، أما النقلة الثانية فإنه قد أجبرني على أن أعيد بناء ثقافتي التراثية». أما الشهادة الثانية فنجدها عند الفيلسوف الكبير طه عبدالرحمن الذي يعتبر هو الآخر من ناقدي الجابري والذي يشيد بما يسميه تيار اليقظة الفلسفية المتميز الذي عرفه المغرب العربي خلال العقود الأربعة الماضية، ولكن أي إنسان منصف لن يقبل بوجود هذا التيار المغاربي إلا إذا كان محمد عابد الجابري في صدارته، فهل سيتحول الجابري بعد وفاته من صاحب مشروع فكري فلسفي إلى رائد للمدرسة الفلسفية العربية المعاصرة بعد أن تنتفي عوائق المقولة الشهيرة: «المعاصرة تمنع المناصرة»؟ ذلك ما نرجحه والله وحده المسؤول أن يتغمد الجابري بواسع الرحمة وغفران الزلل. * كاتب موريتاني havez22@gmail.com (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 03 جويلة 2010)
تعاون فرنسي مغربي حول الطاقة النووية المدنية
2010-07-03 باريس – AFP وقعت باريس والرباط أمس اتفاق تعاون حول «تنمية الاستخدام السلمي» للطاقة النووية، وذلك بمناسبة زيارة رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي لفرنسا. وخلافاً للجزائر، لا يملك المغرب احتياطياً من الغاز أو النفط، لكنه يملك الفوسفاط الذي يحوي اليورانيوم. وينوي المغرب تشغيل أول محطة نووية بين 2022 و2024، ويعد لاستدراج عروض ومفاوضات حول عقود بين 2011 و2014. وقال رئيس الوزراء المغربي في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي فرنسوا فيون: «بدأنا ورشة الطاقة المتجددة الشمسية وطاقة الرياح، وما زالت أمامنا مرحلة يجب أن نقطعها هي النووي». وأفادت أجهزة رئيس الحكومة الفرنسية، أن الاتفاق الموقع «يحدد إطار العمليات التي سينجزها البلدان لاسيَّما في المجال التكنولوجي والأمن والتأهيل». وأوضح فيون أنه «اتفاق إطار يسمح بمواكبة المغرب على طريق الاستعداد لدخوله مجال الطاقة النووية» لكنه ليس «اتفاقا تجاريا لبناء مفاعل نووي اليوم». وأضاف: «في مرحلة ثانية بطبيعة الحال، ستقدم فرنسا اقتراحات في هذا الصدد نظرا إلى جودة التكنولوجيا لديها وشركاتها». ووقعت باريس مع الرباط أمس 10 اتفاقات ومعاهدات بمناسبة اللقاء الوزاري العاشر بين البلدين. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 03 جويلة 2010)
حبس شرطييْن للتحقيق بقتيل الإسكندرية
قررت نيابة الإسكندرية حبس شرطييْن أربعة أيام على ذمة التحقيق، في قضية مقتل الشاب خالد سعيد الذي تتهم الشرطة بالتورط في تعذيبه وقتله. وفي هذه الأثناء اتخذت القضية بعدا دوليا بتدخل الاتحاد الأوروبي والمنظمات الحقوقية مطالبين بتحقيق مستقل وشفاف في الحادث. وكان الشاب خالد سعيد (28 عاما) لقي مصرعه في السادس من الشهر الماضي، ونشرت المدونات والمواقع الإخبارية والصحف صورا له، وهو مهشم الفكين ومتدلي الشفاه وتظهر عليه آثار ضرب مبرح. ويتهم أهل الشاب رجال الشرطة بالتورط في قتله في عملية ضرب وحشية عقب إلقاء القبض عليه داخل مقهى إنترنت بالقرب من سكنه في حي بسيدي جابر وسط الإسكندرية. وفي المقابل ذكرت تحقيقات الشرطة أنه توفي جراء ابتلاعه لفافة تحتوي على مخدر البانغو خشية ضبطها معه خلال قيام الشرطييْن بإلقاء القبض عليه. وأوضحت مصادر أمنية أن نيابة استئناف الإسكندرية قررت الأربعاء حبس شرطييْن سرييْن بقسم شرطة سيدي جابر أربعة أيام على ذمة التحقيق في القضية. وأضافت المصادر أن النيابة وجهت للمتهميْن محمود صلاح (أمين الشرطة)، وعوض سليمان (رقيب شرطة)، تهمة استعمال القسوة والقبض بدون وجه حق على سعيد. جدل وكانت القاهرة دخلت في جدل مع الاتحاد الأوروبي بعدما طلب سفراؤه في مصر إجراء تحقيق محايد وشفاف في موت الشاب، الأمر الذي اعتبرته الخارجية المصرية مخالفا للأعراف الدبلوماسية، وتدخلاً غير مقبول في شؤونها. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي إن مسؤولين في الوزارة استدعوا سفراء دول الاتحاد الأوروبي في القاهرة لكي يعبروا لهم عن رفض مصر لقيامهم بإصدار بيان حول التحقيقات الجارية في القضية. ووصف زكي البيان الذي أصدره السفراء بأنه مخالفة صريحة للأعراف الدبلوماسية، وتدخلا غير مقبول في الشأن الداخلي المصري، خاصة أن هناك تحقيقا في الحادث يتولاه القضاء المصري الذي يجب على الجميع احترام إجراءاته وأحكامه. وكان المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، الذي أصبح أبرز المعارضين للنظام في مصر، قاد مظاهرة ضمت آلافا من المحتجين في الإسكندرية الجمعة الماضية احتجاجا على التعذيب. صور مرعبة وبدورها طالبت منظمة العفو الدولية السلطات المصرية بإجراء تحقيق فوري وشامل ومستقل في وفاة سعيد. وقالت إن « الصور المرعبة (التي نشرت لسعيد عقب مقتله) دليل صادم على الانتهاكات الجارية في مصر، وتأتي في تناقض واضح للصورة التي يروج لها المسؤولون المصريون لدى مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، وتعنتهم في الاعتراف ببعض الانتهاكات الصغيرة ». وأضافت أن « هذه الصور هي إشارة نادرة ومباشرة للاستخدام الروتيني للقوة الوحشية من قبل قوات الأمن المصرية، التي تتوقع أن تعمل في مناخ من عدم المساءلة، والحصانة ». واستغلت جماعات المعارضة المصرية الحادث في الدعوة إلى إنهاء العمل بقانون الطوارئ الذي تقول إنه يمنح الشرطة حق الاشتباه في الأشخاص واعتقالهم لفترات طويلة دون تقديمهم للمحاكمة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 01 جويلة 2010)
على ماذا يراهن المصريون الذين كفروا بالحكم والمعارضة على حد سواء؟
محمد عبد الحكم دياب 7/3/2010 تعيش مصر حالة صراع واستقطاب حاد بين حكم يفرض عليها التخلف عنوة، وبين قوى حية تتصدى وتقاوم لكسره والخروج من أسره. وكثيرا ما نتحدث عن التخلف السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والعلمي، وقليلا ما نتناول التخلف في جانبه العقلي، وهو علة إذا ما أصابت الفرد قضت عليه وحولت حياة من يحيطون به إلى جحيم، ومع ذلك يبقى ضرره محصورا في حدود الشخص والمحيطين به، أما إذا أصيب العقل السياسي بذلك الداء، لنا أن نتخيل حجم الأضرار والكوارث التي تحل بالوطن والمواطنين. يعم الأذى، وينعدم الأمان، ويسود الضعف، وتنتهك الأعراض، وتمتهن الكرامات، وإن كان المرض العقلي يخضع للعلاج فإن التخلف العقلي لا علاج له، يولد مع صاحبه. ينطبق عليه قول الشاعر: لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها. والتخلف صفة تلازم العقل السياسي المصري، وأضحى علامة مسجلة تطبع تصرفات القائمين على شؤونها. ومن سماته فقدان الإحساس بمعاناة الغير أو بالبيئة المحيطة، وانعدام الصلة بها ودوام العزلة والابتعاد عنها، ومن يعاني من هذا الداء يرى العالم من أضيق زواياه، ولا يستوعب شيئا أبعد من أرنبة أنفه. لا مصلحة عامة، ولا مثل عليا، ولا قيمة لغير القوة، وهذا النوع إذا ما ملك القوة من أي نوع يكون غاشما وغشوما. وطقوسه في التعامل مع الأقوياء تشبه الطقوس الدينية، يُستذل للأقوى. يطيعه ويلبي أوامره. يطلب غفرانه ويقدم له النذور والقرابين، نفطا وغازا ومالا وأرضا وبشرا. لعله يرضى ويعفو، ومن الصعب هنا استثناء أحد في رأس الحكم. المسؤول المصري يصادق عدو بلاده ويذوب فيه حبا. يفتقد الذكاء والمنطق، فتجد من يصرح بأن انتشار القمامة (الزبالة) مظهر من مظاهر الرخاء والغنى، وكأن النظافة من علامات الضنك والفقر. وأولئك المسؤولون الذين ابتليت بهم مصر لا يفرقون بين الفساد والنزاهة، ولا بين الوطنية والخيانة، ولا بين المال العام والخاص، ولا بين شؤون الحكم ومصالح العائلة، ولا بين مسؤولية الفرد ومسؤولية الحكم. فتختلط الأوراق، وتتداخل الألوان، وتضيع الضوابط. وبسببها استباحت العائلة الحاكمة لنفسها حق التصرف في البر والبحر والفضاء. توزع منها على الأقارب والأصهار والخلان بالمجان أو بما يشبه المجان، وتركت العقارات والمساكن للمزادات والمضاربات. هذه هي حدود الذكاء وآفاق التفكير. والنجاح لديهم يقاس بحرمان الفقراء ومحدودية الدخل، أصحاب الحق في سكن إنساني توفره لهم الدولة، وتقاس القدرة بطرد الطبقات والشرائح الدنيا والوسطى من سوق الإسكان، وقصر القوة الشرائية على رجال الأعمال والمضاربين والسماسرة وتجار المخدرات وأباطرة غسيل الأموال، وقد صدمت مما اطلعت عليه مؤخرا عن حجم أراضي الدولة التي منحت لرجال المال والأعمال والسياسة، وتصل إلى خمسة عشر مليون فدان، وهي مساحة تزيد عن ضعف مساحة الوادي والدلتا، أي المساحة المسكونة، ويعيش عليها أكثر من تسعين في المئة من المصريين، ومع ذلك لم تزد رقعة الأرض الزراعية، وتم التصريح بالبناء على ما هو موجود منها. تحولت إلى عشوائيات جديدة، وأرض الأغنياء صارت مستوطنات ومنتجعات يسكنها حيتان السياسة والمال، ومنحهم وزير الزراعة فتوى تيسر القضاء على الزراعة، ولا ننسى أنه من رجال الأعمال أيضا. تقول الفتوى ان عائد استثمار الأرض في المباني والمساكن أعلى من الاستثمار في الزراعة. هل هناك تخلف عقلي أكثر من هذا؟ المسؤول المتخلف عقليا يبقى أسير الفكرة الواحدة، وسجين الحل الوحيد، فلا حل لدى المسـؤول المصري إلا الحل الأمني (البوليسي). في التعليم والجامعات والصحة والزراعة والثقافة والإعلام والمحليات والإسكان والخارجية. يتساوى في ذلك التعامل مع المواطن أو مع دول الجوار الإقليمي وحوض النيل وفلسطين. لا شيء هناك غير القوة الخشنة ولا مكان لقوة ناعمة. كانت هي قوة مصر الحقيقية التي صنعت لها دورها على مر العصور. والعقل المتخلف بغشمه وغشوميته فرض تعديلات دستورية في 2007 للمواد المتعلقة بالانتخابات التشريعية والرئاسية. وهي تعديلات بوليسية.. منحت وزارة الداخلية سلطة مطلقة في اختيار أعضاء المجالس المحلية والنيابية واختيار رئيس الجمهورية، وبذلك ألغيت الانتخابات عمليا، وإن أبقت على بعض طقوسها شكليا. وكان الإشراف القضائي الكامل قد فضح ما جرى من تزوير في انتخابات 2005، بشهادات قضاة رفضوا أن يكونوا شهود زور، وجاءت التعديلات البوليسية لتزيحهم وتلغي الوجود الفعلي للانتخابات، وقصر الإشراف القضائي على اللجان العامة بعيدا عن الدوائر. هذا يوضح خلفية ظهور جماعات الاحتجاج الجديدة تباعا. لم تسلك طريق المعارضة التقليدية. أقرب ما تكون إلى جماعات التغيير. على عكس المعارضة التقليدية، التي هي جزء من نظام سياسي حولته عائلة مبارك إلى مخفر. قنعت فيه أغلب أحزاب المعارضة بدور الحراس والعسس. بدأت مصر تشهد حراكا تقوده جماعات التغيير. جاءت ولادتها من خارج الدولة الغائبة، ووسط أنقاض نظام منهار، وكرد فعل على الكفر بالحكم والمعارضة على حد سواء. وصارت جماعات التغيير الخيار الثالث والأمثل لأوضاع مصر المأزومة. وهي جماعات تنتمي للطبقة الوسطى، العائدة بعد طول غياب. منها من لم يشعر بحاجته لنيل ترخيص من حكم تراه فاقدا للشرعية، وأمثلتها حركة كفاية وأخواتها وجماعة 6 نيسان /ابريل. ومنها من تغاضى عن ذلك وسعى إليه حرصا على الشكل القانوني ولم ينله، ومثاله حركة الكرامة العربية وحزب الوسط الإسلامي، ومنها ما هو محظور كجماعات الإسلام السياسي، وأبرزها جماعة الإخوان المسلمين، وإن كانت من وجهة نظري ما زالت غير محسوبة على جماعات التغيير. تترقب، أو تتربص بلغة الأشقاء التوانسة. وضمت هذه الجماعات أحزابا كانت مرخصة وجُمدت، مثل حزب العمل، وأخرى شُقت مثل حزب الغد. المهم أنها فرضت نفسها بقوة الأمر الواقع والقبول العام والاستجابة الجماهيرية. فأصبحت قادرة على التحدي، وساعدها التخلف العقلي للمسؤولين وتوحش طبائعهم وتصرفاتهم، فطعمها وقوى لديها جهاز المناعة السياسي والنفسي، وتمكنت بذلك من قطع شوط طويل على طريق العصيان المدني. وعليه انتقلت العائلة الحاكمة من وضع الهجوم إلى مواقع الدفاع، وبدأت قبضة أحمد عز وكيلها التجاري (السياسي) ترتخي، وكانت قد مكنته من شراء الحزب الحاكم بالمال والهبات والنفوذ لحساب مشروع التوريث، الذي يحتضر، ويسرت له اختراق المعارضة وحصار ما تبقى منها. نفذ حسني مبارك قراره، الذي منع بموجبه الإخوان المسلمين والمستقلين من الاقتراب من مجلس الشورى، عن طريق مباحث أمن الدولة، فتولت اختيار الذين شغلوا المقاعد الأربعة لأحزاب التجمع والغد والناصري والجيل، على قاعدة ‘المساواة في التزوير عدل’!!. وكانت الطامة الكبرى فيما حدث للحزب الناصري، وجلب العار لأكثر القوى السياسية راديكالية. وقبول ضم عضوين منه إلى المجلس. أحدهما بالمشاركة في مسرحية الانتخابات، وقبول التزوير لصالحه، والثاني بقرار حسني مبارك، الذي عين بمقتضاه الأمين العام للحزب في المجلس سيئ الذكر، ضمن حصة الأربعة والأربعين المقررة له. وفي وقت يُجمع فيه الناصريون والعروبيون على انحراف الحكم وفساد النظام الانتخابي ويرون أن الحل في مقاطعة الانتخابات، في وقت كهذا يتم شراء اثنين من قياداته بثمن بخس. وفي ظروف تبوأت فيها القوى الناصرية والعروبية موقعا متقدما ومؤثرا بين جماعات التغيير وقوى الممانعة والمقاومة. ويسقط الحزب الناصري المصري بإغراءات سماسرة النخاسة ومقاولي السياسة، مؤكدا ما استقر عليه رأينا منذ تسعينات القرن الماضي، وهو أن ظهور الحزب الناصري كان عبئا ولم يكن انفراجا. وذلك التصرف غير المسؤول حشر الحزب في زمرة المتخلفين عقليا ومن تماهوا في منظومة الاستبداد والفساد والتبعية والصهينة، الراعية للحكم والمتحكمة في بوصلته، والقبول بدخول المجلس يساوي بالضبط تعاون السياسيين العراقيين مع الاحتلال بدلا من مقاومته. مشكلة الحزب الناصري بدأت مع نشأته الأولى. فالملابسات التي أحاطت بالموافقة الأمنية والرسمية على قيامه كان هدفها قطع الطريق على تأسيس الحزب الاشتراكي العربي الناصري، بقيادة الراحل فريد عبد الكريم، ومع ذلك ساد اعتقاد وقتها بإمكانية التغلب على نفوذ وتأثير مندوبي وزارة الداخلية داخله، اعتمادا على الأوزان الثقيلة التي التحقت به وقتها، وحدث العكس. نجح المندوبون، ومن لف لفهم، وبعضهم ورطه الحماس وحسن النية. نجحوا في تجفيف منابع التطوير في الحزب، وإفراغه من قيادييه ورجاله الأقوياء، وكان آخر المنسحبين في السنوات الأخيرة أستاذ القانون المعروف حسام عيسى، ولم يبق من رموزه المعدودين غير الكاتب أحمد الجمال ورئيس اتحاد المحامين العرب السابق سامح عاشور. ويبدو أن الجمال اكتفى بالكتابة والتدوين وصام عن العمل العام، أما جهود سامح عاشور بدت مشتتة بين القبائل السياسية والنقابية، ولم يحل وجودهما بين الحزب وبين أن يصير خرابة تنعي ساكنيها. وها هي الصورة النهائية لمجلس الشورى. ثمانون عضوا حصة جمال مبارك وأحمد عز وحبيب العادلي وصفوت الشريف، وأربعة أعضاء حصة أحزاب المعارضة المسماة بالمؤتلفة، و44 عضوا حصة حسني مبارك، يعينون بقرار منه، بينهم الأمين العام للحزب الناصري. وكثيرا ما أجدني مضطرا للنبش في الذاكرة التاريخية، لمقارنة ما جرى بالأمس بما يحدث اليوم. فمحمد علي والي مصر أنشأ المجلس العالي عام 1824، من مئة وست وثمانين سنة، وقبل ثمانية وخمسين عاما من الاحتلال البريطاني، كمجلس نيابي حرص فيه على تمثيل نخب وأعيان ذلك الزمان، وكان من بين أعضائه عدد بالانتخاب. ولم تمر عليه سوى شهور معدودة حتى صدر نظامه الأساسي في كانون الثاني/يناير 1825 باختصاصات تمنحه حق مناقشة ما يراه أو يقترحه الوالي بشأن السياسة الداخلية، ولم يكتف محمد علي بذلك حتى بادر وأسس مجلس المشورة سنة 1829، ويتكون من 156 عضوا.. 33 منهم يمثلون كبار الموظفين وعلماء الأزهر، و24 يمثلون مأموري المديريات ومسؤولي الأقاليم، و99 من الأعيان يختارون بطريق الانتخاب، ومقارنته بمجلس الشورى الحالي نجد أن مجلس محمد علي كان الأكثر توازنا وتمثيلا، فنسبة المنتخبين فيه بلغت الثلثين، دون تزوير ولا أمن دولة ولا إلغاء فعليا للانتخابات. ومن بعده عمل الخديوي اسماعيل على تطوير الحياة النيابية وأنشأ مجلس شورى النواب 1866 بسلطات تشريعية ورقابية أوسع، ولم تكن استشارية كما كان عليه الحال السابق. وسبقت مصر دول أوروبية عدة في هذا المضمار. وهل يمكن مقارنة ذلك بحالها الآن؟ ‘ كاتب من مصر يقيم في لندن (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 03 جويلة 2010)
وكالة ‘رويترز’: انتقال السلطة والحالة الاقتصادية والتشدد الاسلامي تتصدر المخاطر السياسية الرئيسية التي تتعين مراقبتها في مصر
7/3/2010 القاهرة ـ من ادموند بلير: تمثل حالة عدم التيقن بشأن من سيقود مصر بعد الرئيس حسني مبارك (82 عاما) الذي يتولى السلطة منذ نحو ثلاثة عقود الخطر الداهم الذي يتعين متابعته خلال العام المقبل مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2011. يضاف إلى ذلك بعض المخاوف المستمرة بشأن الحكم الرشيد والاضطراب الاجتماعي والتشدد الاسلامي.فيما يلي بعض المخاطر السياسية الرئيسية التي تواجه مصر.. انتقال السلطة ليس لمبارك خليفة معين ولم يفصح عما إذا كان سيسعى لخوض الانتخابات لفترة جديدة في 2011. وإذا لم يفعل فان أكثر وجهات النظر شيوعا هو انه سيسلم السلطة لابنه جمال (46 عاما) وهو سياسي في الحزب الوطني الحاكم. وقد يسعد هذا مجتمع الأعمال إذ أن حلفاء جمال في الحكومة يقفون وراء إجراءات تحرير الاقتصاد التي ساهمت في تحقيق نمو سريع خلال السنوات الخمس الماضية. لكن نجل الرئيس ليست لديه خلفية عسكرية وهو ما يمكن أن يمثل عقبة في بلد يحكمه ضباط كبار سابقون في الجيش منذ عام 1952. شهدت مصر أول انتخابات رئاسية تعددية في 2005 لكن القواعد تجعل من المستحيل تقريبا على أي شخص أن يخوض محاولة حقيقية للترشح دون مساندة من الحزب الحاكم. وبالتالي لا يزال من المرجح أن تتم عملية اختيار أي رئيس جديد خلف الأبواب المغلقة وليس عبر صناديق الاقتراع. وفي الماضي كانت الصلاحيات الرئاسية تنتقل دون أي فترة فراغ في السلطة. وكان هناك نائب للرئيس عام 1970 حينما توفي جمال عبد الناصر وعام 1981 حين اغتيل أنور السادات. لكن مبارك لم يختر نائبا مما يشيع حالة من عدم اليقين عن كيفية انتقال السلطة. ولا يتوقع معظم المحللين حدوث اضطرابات اجتماعية لكن الشكوك لا تزال باقية. فقد انضم نحو ربع مليون شخص لصفحة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي لتأييد محاولة لمحمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية للترشح لانتخابات الرئاسة رغم أن محللين يقولون إن تحويل هذا الى حركة تخرج الى الشوارع يحتاج الى قاعدة أكبر من المواطنين. أما جماعة الاخوان المسلمين وهي جماعة معارضة محظورة لكنها الوحيدة القادرة على حشد الالاف من الأنصار المنظمين فإنها تتحاشى الدخول في مواجهة مفتوحة مع الحكومة. لكن ربما تتحول إلى قوة فعالة إن هي غيرت أسلوبها. وتضع مؤسسات التصنيف الائتماني الكبرى مصر في درجة أدنى مباشرة من درجة التوصية بالاستثمار فيها. ويقول محللون إن مخاطر الخلافة لا تشكل ضغوطا قوية لكن حالة عدم اليقين تمثل قيدا على التصنيف الائتماني لمصر. ما يتعين مراقبته.. ـ تدفق رأس المال. ظهور أي مؤشر على تراجع الاحتياطي النقدي بعد أن ارتفع إلى أكثر من 35 مليار دولار سيكون دليلا على أن البنك المركزي المصري كان يدافع عن الجنيه المصري في مواجهة بائعيه في الداخل أو الخارج. ـ السندات الأجنبية. تضمن الديون الخارجية المحدودة الإقبال على أحدث طرح للسندات الأجنبية. وظل عائد السندات مستقرا في اذار مارس رغم شائعات عن صحة مبارك. لكن تزايد المخاوف بسبب مسألة الخلافة ربما تزيد من العائد. ـ التأمين والأسهم. ربما ترتفع تكلفة التأمين ضد عجز مصر عن سداد ديونها في ظل مخاوف متعلقة بصحة مبارك لكن من المرجح أن تكون وتيرة ارتفاع هذه التكلفة أقل من وتيرة الهبوط السريع الذي ربما تشهده البورصة. وشهدت الأسهم المصرية انتعاشا بالفعل عندما بدأت مبادلات الالتزام مقابل ضمان في الارتفاع بسبب تكهنات متعلقة بمبارك بعد الجراحة التي أجريت له في آذار/مارس. ـ تحركات في الشوارع. مراقبة ما إذ كان أنصار البرادعي في المواقع الالكترونية يمكنهم الاحتشاد على الأرض أو ما إذا كان الاخوان سيغيرون أسلوبهم. سيشير هذا إلى ما إذا كانت حركة شعبية يمكن أن تحول احتجاجات لا يشارك فيها حتى الان سوى مئات قليلة إلى مسيرات بالالاف مما سيعرقل انتقال السلطة لجمال أو لشخصية أخرى من داخل المؤسسة الحاكمة. ـ تغير موقف البرادعي. سيكون من الأسهل على البرادعي خوض الانتخابات على البطاقة الانتخابية لأحد أحزاب المعارضة القائمة. وقد رفض ذلك لكن لا يزال أمامه حتى منتصف 2010 تقريبا كي يبدل موقفه. وسيفتح هذا باب المنافسة. سلامة الاستثمارات والفساد.. زاد تدفق رأس المال خلال السنوات الخمس الماضية التي شهدت خطوات لتحرير الاقتصاد حظيت بالاشادة الواسعة بالرغم من التباطؤ بسبب الأزمة العالمية. يشير هذا إلى أن المستثمرين الأجانب يأمنون على أموالهم. ولكن دون المزيد من اجراءات المراقبة والمساءلة السياسية قد تزداد تكلفة أنشطة الأعمال. وصنفت مؤسسة الشفافية الدولية مصر في المركز الحادي عشر بين 19 دولة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ومنحتها المرتبة 111 من 180 دولة على مستوى العالم في مؤشر الفساد لعام 2009 حيث تصنف الدولة الحاصلة على المركز الأول بانها الأقل فسادا. وقالت المؤسسة في ايار مايو إن المحسوبية والرشوة ومحاباة الأقارب شائعة في مصر. وتابع بعض المستثمرين عن قرب الصراع القانوني بين أوراسكوم تليكوم وفرانس تليكوم حول ملكية شركة موبينيل للهاتف المحمول. وتوصل الجانبان إلى تسوية في نيسان ابريل ولكن فقط بعد أن عرقلت محكمة مصرية محاولة الشركة الفرنسية لشراء موبينيل. وتنظر المحاكم الآن نزاعا بين شركة مصرية وميتسوبيشي موتورز كورب اليابانية وقد يعطي هذا مؤشرا ايضا. ما يتعين مراقبته.. ـ قد تبدو أحكام قضائية أخرى ضد شركات أجنبية كاتجاه عام مما يؤثر سلبا على المعنويات في السوق. التضخم والاحتجاجات.. قفز معدل التضخم في مصر إلى 23.6 في المائة في آب/أغسطس 2008 تحت وطأة الارتفاع في أسعار السلع الأولية على مستوى العالم. وشابت الاحتجاجات العمالية أعمال عنف قابلتها الحكومة في البداية باجراءات أمنية صارمة ثم بوعود برفع الأجور. وانخفض معدل التضخم بالرغم من أنه لا يزال يتشبث بمستوى يزيد عن عشرة بالمائة فيما تتجنب السلطات رفع أسعار الفائدة أو تقييد الانفاق في الميزانية خشية أن يضر ذلك بالنمو. لكن زيادة الأسعار لا تزال قضية حساسة في بلد يصارع معظم سكانه البالغ عددهم 78 مليونا لتلبية احتياجاتهم الأساسية ويعيش خمس مواطنيه على أقل من دولار في اليوم. وأصبحت الاضرابات المطالبة بتحسين الأجور أمرا عاديا على نحو متزايد بالرغم من اخفاق مساعي النشطاء لتشجيع توحيد الجهود. ما يتعين مراقبته.. ـ أسعار الغذاء العالمية. سيظهر أثر ارتفاع أسعار السلع الأولية عالميا سريعا في الأسواق الأمر الذي سيزيد من حدة السخط العام. ـ تحرك عمالي منسق. ستشير اضرابات عمالية واسعة إلى أن النشطاء يحشدون الجماهير بطريقة فعالة وقد تنطوي على تحد اكبر للحكومة. التشدد الاسلامي.. قاتلت قوات الأمن وسحقت حركة مسلحة شنها متشددون اسلاميون في التسعينيات استهدفوا البنوك والوزراء وكبار المسؤولين. وفي 1997 قتل الاسلاميون بالرصاص 58 سائحا في معبد بالأقصر. وسجنت شخصيات كبيرة في الجماعة الاسلامية التي قادت الحملة المسلحة لكن أطلق سراح كثيرين منهم في وقت سابق من العقد الجاري بعد أن نبذوا الايديولوجيات العنيفة. ولا يرى المحللون مؤشرات تذكر على عودة حركة إسلامية متشددة منظمة للظهور لكنهم يقولون إن من المرجح وقوع تفجيرات من وقت لآخر مثل تلك التي هزت منتجعات سياحية في سيناء من 2004 الى 2006 . وأسفر آخر هجوم عن مقتل سائحة في القاهرة عام 2009. وتراجعت السياحة التي تمثل 11 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بعد هجمات عام 1997 لكن الأثر الذي أحدثته الهجمات اللاحقة كان محدودا ويرجع هذا جزئيا الى أنه حتى نيويورك ولندن ومدريد تعرضت لهجمات. غير أن عمليات التمشيط الأمني الكثيرة التي تستهدف أي نشاطا للإسلاميين تعكس مخاوف رسمية من أنهم قد يعيدون تنظيم أنفسهم في مصر مسقط رأس الكثير من المفكرين الإسلاميين البارزين وايضا أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة. ما يتعين مراقبته.. ـ حملة تفجيرات. يمكن أن تبرهن سلسلة من الهجمات وليس تفجيرا فرديا على أن المتشددين أعادوا تنظيم صفوفهم. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 03 جويلة 2010)
لا يستبعد استخدام السلاح الكيميائي.. ودعوات للاستعداد لسيطرة الاصوليين على الحكم في مصر تقرير: جيش اسرائيل يتدرب على احتلال جنوب لبنان استعدادا لحرب مقبلة مع حزب الله وسورية وايران
7/3/2010 الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير اندراوس: يتدرب الجيش الإسرائيلي على خطط لاحتلال مناطق في جنوب لبنان بهدف السيطرة على ‘محميات’ حزب الله من أجل منع إطلاق صواريخ كاتيوشا قصيرة المدى باتجاه شمال إسرائيل رغم أن التقديرات الحالية تشير إلى أن جميع الأطراف ليست معنية بنشوب حرب جديدة في الصيف الحالي. جاء ذلك في الوقت الذي تحدث فيه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن ‘ارتفاع ملموس في التوتر’ في جنوب لبنان، متخوفا من ‘عودة العمليات الحربية’ بين حزب الله واسرائيل ومن ‘نتائج مدمرة’ لذلك على المنطقة. وقال بان كي مون في تقرير رفعه الى مجلس الامن الدولي حول تطبيق القرار الدولي 1701 ان ‘خروقات للقرار حصلت’ خلال الفترة التي يغطيها التقرير (ستة اشهر) و’لم يسجل اي تقدم في مسألة تطبيق الالتزامات التي ينص عليها القرار’. وذكر المحلل العسكري في صحيفة ‘هآرتس’ عاموس هارئيل الجمعة الجميع أن ‘نجاحا (للجيش الإسرائيلي) في الجولة المقبلة يجب أن يستند إلى الدمج بين احتلال منطقة وإجراء مسح جزئي فيها (بحثا عن صواريخ وملاجئ حزب الله) بقدر ما يسمح الوقت وضرب المواقع الهامة لحزب الله وحكومة لبنان’. وأشار هارئيل إلى أن هذا المنظور العسكري هو جزء من العبر التي استخلصها الجيش الإسرائيلي من إخفاقاته خلال حرب لبنان الثانية التي اندلعت في 12 تموز (يوليو) من العام 2006. ولفت في هذا السياق إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ يدرك مؤخرا ضرورة احتلال مناطق في جنوب لبنان، بالرغم من أن ضباطا في الجيش الأمريكي أشاروا إلى ضرورة القيام بذلك (احتلال مناطق يتم إطلاق الصواريخ منها) خلال لقائهم مع ضباط إسرائيليين بعد الحرب مباشرة. وقالت صحيفة ‘هآرتس’ انّ الجيش الاسرائيلي قام ببناء محمية طبيعية على جبال الكرمل مشابهة تماما للتحصينات التي اقامها حزب الله في جنوب لبنان، وانّ الجيش بعد مرور اربعة اعوام على حرب لبنان الثانية يقوم باجراء تدريبات لمحاكاة هجوم اسرائيلي محتمل ضدّ حزب الله. واضافت الصحيفة انّ تدريبات الجيش تتركز في اختراق المواقع والتحصينات المشابهة لتلك التي اقامها حزب الله بشكل واسع في لبنان، والتي فشل الجيش الاسرائيلي في العام 2006 في اقتحامها، الامر الذي ادّى الى فشله. وزاد قائلا انّ قوات الجيش، وفي مقدمتها افراد وحدة النخبة (غولاني) يقومون بالتدرب بشكل مكثف للغاية بهدف تحقيق انجازات كبيرة في المواجهة القادمة مع حزب الله. ونقلت الصحيفة عن مصادر امنية في تل ابيب قولها انّ المخابرات العسكرية الاسرائيلية كانت على علم بالتحصينات التي اقامها حزب الله، قبل اندلاع حرب لبنان الثانية في شهر تموز (يوليو) من العام 2006، ولكن بسبب الفشل فانّ المعلومات عمّا يُسمى اسرائيليا بالمحميات الطبيعية لحزب الله لم يصل الى القوات التي كانت تحارب على الارض الامر الذي ادى في نهاية الحرب الى فشل الجيش في المواجهة، وزادت قائلة انّ شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش (امان) لم تقم بتوزيع المواد المخابراتية عن المحميات الطبيعية للوحدات المقاتلة بادعاء انّ المواد سريّة للغاية. وكشف النقاب عن انّ الجنود اعتقدوا انّ المحميات الطبيعية لحزب الله لم تكن إلا عبارة عن بعض الخيمات، وبالتالي باشروا بالدخول اليها، ولكن بعد تسجيل عدد من العمليات الفاشلة ومقتل وجرح عشرات الجنود الاسرائيليين خلال عمليات المحميات الطبيعية، فهم الجيش انّ المحميات الطبيعية ما هي إلا شبكة للاصطياد وتوقف عن الدخول اليها، بحسب المصادر العسكرية في تل ابيب. ولا يخفي جنرالات اسرائيل اقتناعهم بان الهدوء الذي تعيشه الجبهة الشمالية (مع لبنان) هدوء وهمي منذ انتهاء حرب تموز (يوليو) 2006، وان فشل المفاوضات مع سورية يمكن ان يؤدّي الى توتير الوضع في الجولان. وفي سياق التوقّعات، تطرح السيناريوهات الاتية، بحسب المصادر الامنية في الدولة العبرية: تجدّد المواجهة مع حزب الله، نشوب حرب كلاسيكية مع الجيش السوري، اجتياح واسع لقطاع غزّة من اجل اسقاط سلطة حماس، واعادة القطاع الى السلطة الفلسطينية، او شنّ هجوم وقائي على المواقع النووية الايرانية. ولفتت التقارير الاسرائيلية الى انّ هذه السيناريوهات تزامنت مع تقارير امريكية تحدّثت عن موافقة على تبادل معلومات مبكرة عن اطلاق الصواريخ (ايران وسورية) وتمويل مشروعين اسرائيليين يقضيان ببناء منظومة رادارية لمواجهة الصواريخ القصيرة المدى وقذائف المورتر من حزب الله. في موازاة التهيئة التي تتواصل لضرب المنشات النوويّة الايرانية، كشفت دراسة اجراها معهد اسرائيلي، (غيوكارتغرافيا)، الذي يديره البروفيسور افي دغاني النقاب عن انّ معظم الاسرائيليين يطالبون بالاستعداد لمواجهة مرتقبة مع مصر، في حال حدوث تغيير على مستوى السلطة، وهو تغيير مرتقب في السنوات القليلة المقبلة، واكدت الدراسة الاسرائيلية انّ من تُسميهم بالجهاديين، اي الاسلاميين المتشدّدين، يمكن ان ينتزعوا السلطة في السنوات العشر المقبلة، بصورة تصبح معها كل اتفاقات السلام الموقّعة مع مصر مهدّدة بالسقوط، ولا بدّ بالتالي من ادخال هذه الاحتمالات في الحسابات التسليحية الاسرائيلية، على حد تعبيره. في هذا السياق قال قائد الذراع البرّية في الجيش الاسرائيلي افي مزراحي، انّ اسرائيل قد تواجه سلاحا غير تقليدي في حربها المقبلة مع سورية التي تملك جيشا نظاميا كبيرا ومجهّزا، وحذّر من ان الجيش الاسرائيلي يتدرّب كفاية لمواجهة هذا الاحتمال، كما قال مزراحي انّه لا بدّ من تدمير قسم كبير من هذا الجيش قبل وصوله الينا، ولم يستبعد الجنرال الاسرائيلي امكانية استخدام السلاح الكيميائي في الحرب المقبلة، واعتبر ذلك تحدّيّا عملياتيا على الجبهة السورية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 03 جويلة 2010)
في الذكرى 234 للاستقلال أوباما: أميركا تواجه تحديات قاهرة
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الولايات المتحدة « تواجه تحديات قاهرة ولكن يمكن تخطيها ». ونشر البيت الأبيض اليوم رسالة أوباما بمناسبة الاحتقال بالذكرى الـ234 لعيد الاستقلال الأميركي الذي يوافق يوم غد الرابع من يوليو/تموز، قال فيها إن أميركا تواجه من جديد سلسلة تحديات قاهرة، « لكن تاريخنا يظهر أنها ليس عصية على تخطيها ». ولم يحدد الرئيس الأميركي أو الرسالة الصادرة عن البيت الأبيض أيا من تلك التحديات بالاسم، ولم يذكر طبيعتها. وأضاف « نحن بحاجة لأن نأخذ العبرة من مثابرة من كانوا قبلنا، من المؤسسين الذين أعلنوا عن مثالهم الأعلى ودافعوا عنه، أجدادنا الذين هاجروا إلى هنا وناضلوا لبناء مستقبل أفضل لأولادهم.. إن روحهم وروحنا ستقود بلدنا الآن وفي المستقبل الزاهر ». وقال الرئيس الأميركي « في كل زاوية من بلدنا نستذكر قيمة ورؤية الوطنيين من 13 مستعمرة، أعلنوا الاستقلال عن إمبراطورية قوية وأنشؤوا أمة جديدة ». واعتبر أن الأميركيين يجتمعون ويلوحون بالأعلام ليس لاستذكار تاريخ يتشاركونه فقط وإنما لتكريم روح أميركا التي تأسست في هذا اليوم. وشدد أوباما على أن « عزيمة وشجاعة مؤسسي هذا البلد أصبحت حجر الأساس لأميركا وأساس الحلم الأميركي ». وقال إن تضحيات القوات المسلحة استثنائية « واليوم نحن نكرم جنودنا، وكثر هم من قدموا تضحية كبيرة، ونحن نعترف أيضا بمساهمات وتضحيات عائلاتهم المحبة ». وقال الرئيس الأميركي إن الرابع من يوليو/تموز هو « تذكير بما أطلقنا عليه اسم واجب مقدس نتشاركه لضمان وفاء بلدنا بوعده ». وخلص إلى القول « في عيد ميلاد أمتنا، فلنعمل معا في روح أميركا لنبدأ هذا العمل من جديد ». يو بي آي (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 03 جويلة 2010)
رغم رغبته بوقف تدهور العلاقات نتنياهو يرفض الاعتذار لتركيا
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يريد تفادي الإضرار أكثر بالعلاقات مع تركيا، لكنه كرر رفضه الاعتذار عن اقتحام سفينتها، في وقت انفجرت فيه أزمة مع وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان الذي لم يُطلع مسبقا على لقاء بوزير تركي عقد لاحتواء الأزمة بينهما. وقال نتنياهو في لقاء مع التلفزيون الحكومي الإسرائيلي « لا اتفاقات بيننا وبين تركيا بعد.. لكن من الجيد أن نوقف التدهور » في العلاقات. لكنه كرر تأكيده بأنه لن يعتذر عن اقتحام سفينة مرمرة نهاية يونيو/ حزيران الماضي، وهو اقتحام قتل فيه تسعة نشطاء أتراك. ومنح نتنياهو الضوء الأخضر لوزير الصناعة والتجارة في حكومته بنيامين بن إليعازر ليلتقي وزير الخارجية التركي أحمد أوغلو سرا، وهو ما حدث الأربعاء في بروكسل، وأثار غضب ليبرمان لأنه لم يُطلع مسبقا على الاجتماع. ووصف ليبرمان ما حدث بـ « إهانة » و »ضربة للثقة بين وزير الخارجية ورئيس الوزراء ». خطأ فني وأقر نتنياهو بأن عدم إطلاعه ليبرمان باللقاء كان خطأ، لكنه « خطأ فني » لم يفصّل ما يقصده به. ولم يصدر بيان بعد اللقاء، لكن نتنياهو تعهد بتنسيق أفضل في المستقبل. ويرى معلقون في إسرائيل أن نتنياهو لم يكن أمامه بد من تجاوز ليبرمان المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل، واختيار بن إليعازر الذي يدافع عن علاقات جيدة بتركيا، وكان أول وزير إسرائيلي يزورها العام الماضي بعد العدوان على غزة. وكرر ليبرمان في اللقاء حسب مسؤول إسرائيلي رفضه أن تقدم إسرائيل اعتذارا. شروط تركية والاعتذار عن اقتحام السفينة، وفتح تحقيق أممي فيه والتعويض عن الخسائر التي ألحقها إضافة إلى رفع الحصار عن غزة شروطُ تركيا لإعادة سفيرها الذي سحبته من تل أبيب، في خطوة ثنّت عليها بإلغاء تمارين مع الجيش الإسرائيلي، ومنع طيرانه مرتيْن من استعمال مجالها الجوي. وترفض إسرائيل التحقيق الدولي، لكنها فتحت تحقيقا خاصا بها فيما اعتبرته حالة دفاع عن النفس ضد « عناصر معادية » مسلحة بأسلحة بيضاء ومندسة بين النشطاء حسب تعبير مسؤول إسرائيلي رفيع الجمعة. ويقول مكتب نتنياهو إن اللقاء مع أوغلو كان غير رسمي وجاء بطلب تركي، وتصر تركيا بدورها على أنه جاء بطلب إسرائيلي. وقال أوغلو الخميس إن بلاده كررت في اللقاء شروطها لتطبيع العلاقات، وستواصل طرحها حتى يستجاب لها. وتوثّقت العلاقات الإسرائيلية التركية تسعينات القرن الماضي وتركزت في التعاون العسكري والاستخباري والتجاري أيضا، لكنها تراجعت مع تولي حزب العدالة والتنمية الحكم، وانفتاح أنقرة على دول تصفها إسرائيل بالمعادية كإيران وسوريا. ترحيب أميركي ورحبت الولايات المتحدة باللقاء الذي دفعت نحوه بصورة مباشرة حسبما نقلت هآرتس عن مسؤول أميركي. وقالت الخارجية الأميركية « نؤيد مثل هذا الحوار الذي من شأنه أن يصلح انكسارات الأسابيع والأشهر الماضية ». وقال متحدث باسمها « العلاقات بين تركيا وإسرائيل لا تخدم مصالح المنطقة فحسب بل أيضا تدعم مصالحنا في المنطقة ». جزء من الغرب وتخشى دول غربية أن تكون تركيا، الدولة الإسلامية الحليفة والعضو في الناتو، تنأى بنفسها عن الغرب. لكن الرئيس التركي عبد الله غل قال الجمعة في لقاء مع صحيفة تايمز إن تركيا ملتزمة بانتمائها إلى الغرب وترى نفسها جزءا من أوروبا حتى لو وثقت صلاتها ببلدان في الشرق الأوسط. وقال « أعتقد أنه خطأ كبير أن تفسّر مصالح تركيا مع بعض المناطق على أنها انفصال عن الغرب وتنكر للغرب أو بحث عن بديل عنه. تركيا جزء من أوروبا ». وأضاف أن بلاده طالما احتفظت بعلاقات ودية مع إسرائيل، لكنه دافع عن قرار تجميد الصلات، قائلا « عندما يقتل جيش دولة أناسا من شعبك في المياه الدولية ماذا تفعل؟ ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 03 جويلة 2010)
مصممات ازياء مسلمات بريطانيات يبحثن عن زي وطني ديني معبر عن ذوق جيلهن ‘جميلة وإسلامية’ وجه جديد على منصات عروض الأزياء في لندن
لندن ـ ‘القدس العربي’: نظرة جديدة في استعراضات بيوت الازياء تشهدها لندن تركز على الزي الاسلامي وتشير الى اهتمام المصممين بازياء المحجبات ‘حجابستاس’ وهي موجة يحاول فيها المصممون المسلمون لتأكيد زي اسلامي يعبر عن الظروف المحلية ويؤكد الهوية الاسلامية البريطانية. ويقول خبراء تصميم الحجاب او الزي الاسلامي انه حتى وقت قريب لم يكن يتوفر لدى الفتاة التي تريد ارتداء الزي الاسلامي سواء خيارات محددة او كان عليها استيراد الموضة من دول مسلمة وعربية او تجريب اشكال بنفسها، قد تنجح او تفشل. وفي احيان اخرى كانت تضطر الى تبني زيها القومي الذي يبدو غريبا على سياق المجتمع، اذ ان هذا الزي عادة ما ترتديه البنات في المناسبات الخاصة الاعراس والاعياد. ويبدو ان الحاجة لزي اسلامي جميل وشاب، يدفع الى ولادة صناعة تستجيب للطلب المتزايد من الشابات المسلمات لاشكال جديدة من اللباس المتوائمة مع التعاليم الدينية. وسلطت جريدة ‘الاندبندنت’ الضوء على ما سمته بالموجة القادمة من مصممي الأزياء الذين يلبون حاجات النساء المسلمات المحجبات. ويتخذ الحجاب اشكالا مختلفة فيما يسعى مصممو الأزياء في لندن إلى تقديم خيارات أقرب لخطوط الأزياء المعاصرة. ونشرت الصحيفة تقريرا بعنوان: ‘جميلة وإسلامية، الوجه الجديد على منصات عروض الأزياء’، وقدمت الصحيفة فيه وصفا لإحدى جلسات التقاط الصور في لندن لعارضات أزياء يرتدين خطوطا جديدة من الموضة مصحوبة بغطاء للرأس أو الحجاب. ويرصد التقرير صعود جيل جديد من المصممين الذين يهتمون بتقديم خطوط موضة توسع دائرة الاختيار أمام السيدات المسلمات اللاتي يرتدين غطاء الرأس. ويقول التقرير إن الفتيات المسلمات المحجبات يواجهن حاليا خيارات محدودة مقتصرة على ارتداء الملابس التي اعتدن على ارتدائها في مجتمعاتهن المسلمة خارج بريطانيا، أو محاولة المزج بين عدة ملابس متوافرة في السوق. وتشير الجريدة إلى أن المنتجات المتوافرة في السوق لا تركز على تلبية رغبة الكثير من السيدات المسلمات خصوصا في موسم الصيف. ومن هنا جاءت المحاولات التي يقوم بها عدد من مصممي الأزياء المسلمينaلتوفير خيارات إضافية تحاكي خطوط الموضة وتلبي احتياجات السيدات المحجبات. وتحدثت الصحيفة مع هناء تاتجيما، وهي مصممة أزياء تبلغ من العمر 23 عاما، قامت بالمشاركة مع زوجها بتأسيس بيت أزياء في شمال لندن متخصص لخدمة المرأة المحجبة. وتقول هناء إن شركتها بدأت في تلقي طلبات على شبكة الانترنت وأنها ستطلق منتجاتها في الأسواق بشكل كامل الشهر المقبل. وتنفي هناء الاتهامات الموجهة لمروجي أزياء المحجبات بأنها تنتزع حق الفتاة في أن تبدو بمظهر جميل واصفة ذلك بأنه اسطورة. ومن خلال موقعها ‘حجاب’ الذي تدخله يوميا حوالى الفي زائرة تبحث كل واحدة منهن عن افكار حول الحجاب وطريقة لبسه. وتقول المصممة وهي من اب ياباني وام انكليزية اعتنقت الاسلام اثناء دراستها في جامعة اكستر ان رحلتها نحو الزي جاء انعكاسا لرحلتها الشخصية نحو الاسلام. وتقول انها عندما قررت اعتناق الاسلام واعلان الشهادة لم تجد ما تلبسه ولهذا قررت تخييط لباس طويل ومحتشم بنفسها. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن)الصادرة يوم 3 جويلية 2010)
Home – Accueil – الرئيسية