السبت، 24 يناير 2009

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3168 du 24 .01.2009

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

بوراوي الصادق الشريف: متى تأذنوا بفتح تحقيق يا سيادة رئيس الجمهورية ؟

الرابطـــــــة التونسيــــــــة للدفــــــــاع عن حقـــــــــــوق الإنســـــــــان: بيـــان

الحزب الديمقراطي التقدمي:بيــان حول إرسال بارجة فرنسية الى قطاع غـزة

معز الجماعي :خبر عاجل

زياد الهاني:حادث حافلة التلاميذ بسليانة: انتهاك خطير لنزاهة التحقيق والعدالة؟

عبدالسلام الككلي:بعد إمضاء الاتحاد على الاتفاقية الخاصة بالتعليم العالي أي مستقبل غامض ينتظر الجامعيين ونقابتهم ؟

الموقف:أطفال قابس يتضامنون مع أطفال غزة

الموقف:خربشات التلاميذ أو عودة الوعي

معز الجماعي : قابس : يوم تضامني مفتوح مع الشعب الفلسطيني

الشيخ الهادي بريك : إزينت فراديس الجنة لمن يكفل أهل غزة

د.خالد الطراولي:قامـوس غـزة الجديد إلى العالم

أبوجعفرلعويني:مللناك فلا تكابر

عبد الباري عطوان: بداية مقلقة للرئيس اوباما

خديجة الزغيمي : ما بعد غزة ..هل يتغير الفرز الغربي للإسلاميين؟

علا عطا الله : رقم يصعب تجاوزه في أي اتفاق بشأن القطاع حكومة هنية تحكم سيطرتها على غزة

هآرتس:حماس خرجت من القتال أقوى

شفيق عبد الله جرادي  :القدس.. المقاومة في معركة الوعي والذاكرة

حازم مصطفى :اللوبي اليهودي بأمريكا  » يهدد » أردوغان

عبد الحفيظ خميري :ساهم لبقاء إسرائيل !!!!!!

عادل:نصيحة إلى مرسل الكسيبي

 محمد العروسي الهاني:دور الإعلام المرئي و الإلكتروني هام و مفيد لتحسيس الرئيس باراك أوباما بقضية فلسطين

الحياة  : مشاريع تؤمّن آلافاً من فرص العمل … مجموعتا «آرباص» و«يازاكي» تبنيان 3 مصانع في تونس


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 28 محرم 1430 الموافق ل 24 جانفي 2009

أخبار الحريات في تونس

 

1) محاصرة مقر الرابطة و منع اجتماع المنظمات الحقوقية: وقعت صباح هذا اليوم السبت 24/01/2009 محاصرة مقر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الكائن بنهج بودلير بالعمران و غلق كل الأنهج المؤدية إليه بأعداد كبيرة من قوات الشرطة و أعوان البوليس السياسي الذين منعوا المدعوين للمشاركة في اجتماع المنظمات الحقوقية من الوصول إلى المقر المذكور بما في ذلك الضيف الجزائري ممثل الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، و قد شمل المنع كذلك رئيس منظمة حرية و إنصاف الأستاذ محمد النوري و السيد حمزة حمزة عضو المكتب التنفيذي المكلف بالعلاقة مع المنظمات الوطنية. 2) اعتقال السيد لطفي المناعي:  اعتقل أعوان البوليس السياسي التابعين لمنطقة الشرطة بنابل حوالي الساعة الحادية عشر والنصف من صباح اليوم السبت 24/01/2009 السيد لطفي المناعي من منزله الكائن بنهج الإمام الغزالي عدد 1 بسيدي عاشور بنابل. والسيد لطفي المناعي سجين سياسي سابق وناشط في الحزب الديمقراطي التقدمي بنابل غادر السجن سنة 1995 بعد قضاء حكم صادر ضده بالسجن مدة ثلاث سنوات من أجل الانتماء إلى جمعية غير مرخص فيها ، و منذ ذلك التاريخ  و هو يتعرض لمضايقات مستمرة وممنهجة من طرف البوليس السياسي بنابل كان آخرها استدعاؤه يوم الجمعة الفارط من قبل رئيس مركز واد سوحيل المدعو محمد نزار رحومة الذي يعمد باستمرار لمضايقته مثلما حصل اليوم حيث أخضعه للبحث و الاستجواب مهددا إياه بإخضاعه للإمضاء أسبوعيا في صورة عدم استجابته مستقبلا لأي استدعاء شفوي كما يتصل بعديد المشغلين و تهديدهم لجبرهم على عدم تشغيل المساجين السياسيين السابقين أو الشبان المتدينين. 3) اعتقال الطالب الشاب محمد اللافي: اعتقل أعوان البوليس السياسي التابعين لمركز شرطة مدينة منزل جميل الشاب محمد اللافي الطالب بالمعهد العالي بمجاز الباب حوالي منتصف نهار اليوم السبت 24/01/2009 و تم اقتياده إلى منطقة الشرطة 7 نوفمبر بمدينة بنزرت و لم يفرج عنه إلا في حدود الساعة الثانية بعد الظهر، و قد علمت المنظمة أن سبب الاعتقال هو الالتزام الديني الذي يتميز به هذا الشاب. 4) الإفراج عن بعض المعتقلين بجهة السيجومي: تعلم حرية و إنصاف أن البوليس السياسي أفرج صباح اليوم السبت 24/01/2009 عن خمسة شبان اعتقلوا مؤخرا بجهة سيدي حسين السيجومي و هم السادة حاتم بن حمادي الجويني و سعيد بن رابح و سليم بن علي البرهومي و عامر و علي حسن الفايدي  الذين أكدوا جميعا تعرضهم للتعذيب و المعاملة المهينة فيما بقي كل من مكرم بن صالح الجموعي و معز علي شهيبة و عبد القادر محمد المولدي بدر و صابر محمد ساسي رهن الاعتقال التعسفي و العشوائي لمدة تزيد عن 11 يوما في مخالفة صريحة لقانون الاحتفاظ. 5) تأجيل قضية جريدة الموقف: قررت المحكمة الابتدائية بتونس في جلستها المنعقدة اليوم السبت 24/01/2009 تأجيل النظر في القضايا المرفوعة ضد جريدة الموقف لسان الحزب الديمقراطي التقدمي لجلسة يوم 14/02/2009 في انتظار تقرير الخبير و ذلك للمرة الثامنة على التوالي ، و قد طالب لسان الدفاع هيئة المحكمة بالمرافعة و إعادة النظر في مطالب الشركات باعتبارها غير جدية. 6) تواصل اعتصام الصحفيين التونسيين العاملين بمؤسستي الإذاعة و التلفزة:  يواصل حوالي 150 صحفيّا وتقنيّا من مؤسستي الإذاعة و التلفزة التونسيّتين اعتصامهم الذي بدؤوه منذ يوم الاثنين 19 جانفي 2009 بمقر المؤسسة للمطالبة بتسوية وضعيتهم المهنية و احتجاجا على الظروف المهينة والمزرية التي يعملون فيها خاصة و أن البعض منهم يعمل في هذه الظروف الصعبة منذ عشر سنوات، و قد قرروا تنفيذ الاعتصام بعد أن ملّوا التسويف و المماطلة  في التعاطي مع ملفّهم المصيري. كما هدد الصحفيون المعتصمون بالدخول في إضراب عن العمل للفت الأنظار إلى مطالبهم المشروعة المتمثلة في تسوية وضعيتهم المهنية و عدم التلكؤ في صرف رواتبهم و في زيادة هذه الرواتب المتدنية جدا ( 200 دينار شهريا للبعض منهم). عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

بسم الله الرحمان الرحيم تونس في 21 /01/2009 من لا يريد معرفة الحقيقة ؟

إلـى سيـادة رئيـس الجمهوريـة تحية واحترام،

العارض : بوراوي الصادق الشريف مقاول بناء، بالغ من العمر 65 عاما

نهج 8225 عـ7ـدد حي الخضراء السادس – تونس الجوال : 661 604 98 / 528 540 21

الموضوع : متى تأذنوا بفتح تحقيق يا سيادة رئيس الجمهورية ؟

 

كاتبت سيادتكم مئات العرائض، كاتبت وزير العدل وحقوق الإنسان، كاتبت وزير الداخلية والتنمية المحلية، كاتبت وزير المالية، كاتبت الوزارة الأولى، كاتبت رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان، كاتبت الموفق الإداري، كاتبت الأحزاب السياسية، كاتبت بعض الصحف مثل : الأخبار، الشعب، أخبار الجمهورية، الصريح، المستقبل، الطريق الجديد، الوحدة الشعبية، الصباح الأسبوعي، وكتبت تحت عناوين : طال انتظاري، فتح تحقيق، متى سيفتح التحقيق؟، صوت المواطن بوراوي الشريف 65 عاما  بدون هوية 5 سنوات جميع مصالحي تعطلت… ومنزلي تحت الحضر الأمني من يوم 01 مارس 2007  ومنعوني من استخراج بطاقة التعريف الوطنية هذا إجرام أمني وسلطة الإشراف لا تحرك ساكنا، كما وجهت لكم مجموعة كبيرة من العرائض عن طريق جميع الصحف التونسية إلى سيادتكم شخصيا. بأن تعلم ما يعنيه المواطن التونسي باسم سيادتكم. سيدي الرئيس، لقد انتظرت وطال انتظاري، إنني لم أطلب مستحيلا ولم أطلب خبزا أو لباسا أو إحسانا، إنما أطلب من أي مسؤول كان حقوقي الشرعية والمكتسبة وكرامتي فوق كل اعتبار مع جميع الأطراف مهما كان المستوى ومهما كانت المسؤولية « الحق يعلو ولا يعلى عليه »، « لا ضاع حق وراءه طالب ». إنني أطلب من سامي جنابكم أن تأذنوا بفتح تحقيق مع المسؤولين الذين تمت مكاتبتهم وهم لا يحركون ساكنا وأن يكون البحث تحت إشراف الجناب لمعرفة الحقيقة بشأن المظالم التي تعرضت إليها ولا زلت أتخبط فيها إلى حد هذه الساعة من الوزارتين العدل والداخلية معنويا وماديا « مليارين وخمسمائة ألف دينار » أقبرهم وزير العدل وحقوق الإنسان « البشير التكاري » مع سجني لمدة ثلاث سنوات وخمسة أشهر وسبعة أيام ومحاولة تصفيتي جسديا داخل السجون السبع من « رضا بوبكر » المدير العام للسجون والإصلاح أنذاك المورط في قضية التخريب والتهريب عندما كان رئيس الدائرة الرابعة  بالمحكمة الابتدائية بتونس سنة 1993 و »توفيق عياد » مدير المصالح السجنية آنذاك ومدير سجن 9 أفريل فيصل الرماني آنذاك ونوفل بوقديدة مدير سجن المسعدين آنذاك، وكل هذا بإيعاز من وزير العدل « البشير التكاري » المورط برد كاذب على أعمدة جريدة « الشعب » يوم 09/09/2000. وقد قمت بإضراب جوع المرة الأولى مدة 84 يوما وقد منعوني حتى من العلاج والمستشفيات والأطباء داخل السجون يشهدون على ذلك وقد أخرجوني إلى قاعة الجلسة لدى محكمة الاستئناف بتونس على نقالة طبية (هذا ما يقع في دولة العدل والقانون وحقوق الإنسان مع « البشير التكاري » وزير العدل وحقوق الإنسان). سيدي، أطلب من سامي الجناب بأن تأذنوا بفتح تحقيق خاصة وأن الأمر يتعلق بالأمن والعدالة والديوانة، وأنا ألح على سيادتكم بأن تأذنوا بفتح التحقيق للتمكن من استرجاع حقوقي كاملة. وهم لا يريدون القيام بالأبحاث خوفا على أنفسهم من كشف حقائقهم مني المواطن بوراوي الشريف لأنني قادر على كشفهم جميعا فردا فردا. سيدي الرئيس، آخر عريضة وجهتها إلى الجناب يوم 09/01/2009 ومعها مجموعة صغيرة من النشريات على الصحافة التي قمت بنشرها على شبكة الانترنات في موقع « Alhiwar. net » ولا زلت أصر على توجيهها إلى الجناب عن طريق مواقع مختلفة على الأنترنات لإيصال صوتي إلى سيادتكم لمعرفة الحقيقة وما أعانيه. سيدي الرئيس، أنا لا أطلب المستحيل إلا حقوقي فقط وإنقاذي من المعاناة التي أتخبط فيها ومن المضايقات الأمنية والعدلية التي أتعرض إليها يوميا، وأنا يا سيادة الرئيس لا يمكنني التفريط في حقوقي مهما كلفني الأمر حتى الموت.                              
 ولكم جزيل الشكر والاحترام والتقدير والســـــــــــــــــــلام.         الإمضـــــاء  
(المصدر:موقع زياد الهاني الإلكتروني بتاريخ 24 جانفي 2009)
 
 


الرابطـــــــة التونسيــــــــة للدفــــــــاع عن حقـــــــــــوق الإنســـــــــان Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme تونس في 24 جانفي 2009 بيـــان
قامت صباح اليوم قوات كبيرة من أعوان الأمن بالزيّ المدني بمحاصرة مقرّ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ومنعت كل من الوافدين عليه من المرور، باستثناء أعضاء الهيئة المديرة للرابطة. وكان مقرّرا أن يحتضن المقر لقاء إعلاما بحضور السيد محمد إسماعيل من الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان للتعريف بالتنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان. وقد منع السيد محمد إسماعيل من دخول مقرّ الرابطة وقد دعيت جمعيات المجتمع المدني والصحافة وممثلي السفارات المغاربية بتونس لحضور هذا اللقاء الذي كان من المقرر من قبل أن يعقد بمقرّ جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية غيران مسؤولا ساميا بوزارة الداخلية أعلم رئيستها بمنع عقده هناك مؤكدا لها : « …وبما أنّ الرابطة هي الداعية للاجتماع فما عليها إلا عقده بمقرّها  » ولكن تمّ منع الإجتماع في مقرّ الرابطة أيضا.   وكانت السلطات التونسية منعت أمس الجمعة السيد عبد الحميد أمين منسق التنسيقية المغاربية من الدخول إلى تونس وأجبرته على العودة إلى المغرب في نفس الطائرة التي أقلّته، وقد أصدرت الرابطة بيانا احتجّت فيه على هذا المنع كما وجّه السيد عبد الحميد أمين رسالة في نفس المعنى إلى السيد رئيس الجمهورية. وكانت التنسيقية نظمت في نهاية الأسبوع الماضي لقاءات بالمغرب في نفس الغرض واستقبل وفدها (وكان يضمّ من بين أعضائه السيد أحمد القلعي عضو الهيئة المديرة للرابطة) من طرف الوزير الأول وعدد من المسؤولين، والتقى بممثلي المجتمع المدني ووسائل الإعلام وممثلي بعض السفارات المغاربية( ومن بينها تونس) والأجنبية وتناول الإعلام المغربي بالتغطية تلك اللقاءات.   والهيئة المديرة تدين بشدة منعها من عقد هذا النشاط العادي، ومنع ضيوفها من دخول مقرها كما تجدد إدانتها لطرد السيد عبد الحميد أمين في انتهاك سافر لواجب الضيافة وللحق في التنقّل بحرية، وتدعو السلطات إلى رفع الحواجز المضروبة على نشاطها ومحاصرة مقراتها سواء في تونس العاصمة أو داخل الجمهورية واحترام حرية التنقّل لمناضليها وكلّ النشطاء والمواطنين. عن الهيئــة المديــرة الرئيــس   المختــار الطريفــي 21، نهج بودليــر ـ العمران ـ 1005 تونس ــ الهاتف : 71.280596 – الفاكس : 71.892.866 البريد الإلكترونــي: ltdhcongres6@yahoo.fr
 


الحزب الديمقراطي التقدمي     المكتب السياسي 10، نهج ايف نوهال تونـس

بيــان حول إرسال بارجة فرنسية الى قطاع غـزة

   

فـي الوقت الذي لازال فيه سكان قطاع غـزة يلملمـون جراحهم وفي الوقت الذي تكرٌس فيـه كل قوى الخير والسلام جهودها لاغاثة السكان المدنيين وفك الحصار الجائرعنهم، أقدمت فرنسا على إرسال بارجــة حربية الى المنطقة معززة بمروحيات لمنع ما أسمته تهريب السلاح الى قطاع غــزة. والحزب الديمقراطي التقدمي الذي كان يأمل ان ترسل فرنسا بواخر محملة بالمؤن والمواد الاغاثية والأدوية لسكان عانوا ويلات الحصار والعدوان فهو : 1- يدين القرار الفرنسي ويعتبره انتصارا للمعتدي وخطوة في الاتجاه المعاكس لما يجب ان يخضع له المعتدي من مساءلة حول اقترافه لجرائم ضد الأنسانية و استعماله لأسلحة محرمة دوليا ضد المدنيين العزل. 2- يرى في هـذا القرار انخراطا بعد الوقت من جانب الحكومة الفرنسية في سياسة المحافظين الجدد التي لم تلاق الا الفشل الذريع في المنطقة . ويطالبها بالعدول عنه وتجنب استفزاز مشاعر العرب والمسلمين في هذا الظرف بالذات. 3- يحيي القوى المدنية والحقوقية والأهلية الفرنسية التي وقفت ضد العدوان الصهيوني على قطاع غـزة ويدعوها الى ممارسة الضغط على حكومتها لحملها على التراجع عن هـذا القرار. 4- يجدٌد مطالبته بفك الحصار عن قطاع غـزة وفتح جميع المعابر وخاصة معبر رفـح في وجه المساعدات الإنسانية والاسراع بإعادة إعمار ما دمٌره المعتدون .  تونس في : 24/01/2009  الأمين العام المساعد  عصام الشابي  

خبر عاجل  
ذكرت مصادر حقوقية أن أعوان أمن تابعين لمنطقة الشرطة بنابل قاموا صباح اليوم بمداهمة منزل السجين السياسي السابق و عضو الحزب الديمقراطي التقدمي « لطفي المناع » . و في إتصال هاتفي مع « المناعي » أكد لموقع الحزب أنه موجود داخل مركز الشرطة و يخضع لإستجواب حول نشطاته الحقوقية و السياسية ، و أضاف أنه رفض في وقت سابق الحضور لمركز الشرطة  دون تلقيه إستدعاء رسمي و هو ما دفع بأعوان الأمن لجلبه بالقوة و بالطريقة غير قانونية . معز الجماعي المصدر : موقع الحزب الديمقراطي التقدمي  


حادث حافلة التلاميذ بسليانة: انتهاك خطير لنزاهة التحقيق والعدالة؟

أكّد مصدر موثوق ومطّلع ظهر السبت 24 جانفي 2009 بأن السيد حاكم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بسليانة تهجّم على متضرر في حادث حافلة التلاميذ التي جرفتها السيول في سليانة، وأجبره على التوقيع على محضر بحث يدين فيه سائق الحافلة ويطالب بتتبّع سائق الحافلة عدليّا. وأوضح المصدر نقلا عن المتضرر وهو والد إحدى التلميذات اللّواتي لقين حتفهنّ خلال الحادث، بأن السيد حاكم التحقيق وبعد سؤاله عن هويّته قام بإملاء نصّ على كاتبه لم يصرّح به المتضرر. وفي آخر النص إدانة على لسان المتضرر لسائق الحافل الذي تمّ تحميله مسؤولية الحادث، والمطالبة بتتبّعه عدليّا. ولمّا ناقش المتضرر وهو راعي أغنام شبه أُمّـي حاكم التحقيق مبيّنا بأنّه لا يُحمّـل المسؤؤلية للسائق بل للسلطة التي لم تقم بواجبها، ولم يطلب تتبّع المظنون فيه عدليّا، نهره حاكم التحقيق بشدّة وهو يصيح : «أسكُت، سَـكّـر فُمّك وصحّح»؟ وكان المستشفى الجهوي بسليانة قد رفض تمكين التلاميذ المتضررين من شهادات طبية تثبت الضرر الحاصل لهم بسبب الحادث. وعندما تجمّعوا أمام مقرّ الولاية للاحتجاج خرج لهم أحد العاملين هناك وهو رئيس شعبة المنطقة المتضررة ليهددهم ويجبرهم على التفرق. وللتذكير فقد جرفت مياه السيول مساء الإثنين 12 جانفي 2009 حافلة تلاميذ في منطقة رأس الماء بمعتمدية سليانة الجنوبية ممّا أدّى إلى مقتل تلميذة غرقا وجرف ثلاث تلميذات أخريات ما زال البحث عنهنّ جاريا. ويؤكد الشهود والمعاينات الموطنية بأن انقلاب الحافلة وجرفها ناتج أساسا عن سوء حالة الطريق الرابطة بين منطقتي سيدي حمادة ورأس الماء بشهادة مسؤولي الحماية المدنية، وكذلك انسداد قناة التنفيس في موقع الحادث التي لم تحض بأيّ شكل من أشكال الصيانة والتّعهّـد. و يفيد المصدر ذاته بأنه سبق لمسؤولون جهويون أن حاولوا التأثير على شقيق إحدى الضحايا الذي طُلب منه حثّ تلاميذ الحافلة كي يشهدوا ضدّ السائق. مع محاولة إحياء نعرات عُروشية بائدة للتحريض على السائق باعتباره من عرش كانت له خصومات سابقة مع العرش الذي تنتمي له الفتيات اللّواتي لقين حتفهنّ. ويعتبر هذا التدخّل من قبل السيد حاكم التحقيق لتوجيه مجرى البحث في صورة تأكّد وقوعه، انتهاكا خطيرا من شأنه إدانة شخص ضعيف وبريء للتغطية على المتسبب الحقيقي في الحادث؟ (المصدر:موقع زياد الهاني الإلكتروني بتاريخ 24 جانفي 2009)  


بعد إمضاء الاتحاد على الاتفاقية الخاصة بالتعليم العالي أي مستقبل غامض ينتظر الجامعيين ونقابتهم ؟

.

أمضي وفد من الاتحاد العام التونسي للشغل يوم الجمعة 23 جانفي 2009 على الاتفاقية المتعلقة بالزيادات الخصوصية لقطاع التعليم العالي بدون استشارة أو علم الجامعيين المعنيين الأوائل بهذه الزيادات  وجاءت هذه الزيادات قريبة من مقترحات الوزارة ( أستاذ التعليم العالي 125دينارا، المحاضر 105، الأستاذ المساعد65  المساعد 50، الأستاذ المساعد التكنولوجي 65، التكنولوجي 50 وكلها مقسمة على ثلاث سنوات وخاضعة للاداء) وفي رد فعل أولي اعتبرت الجامعة العامة أنها غير معنية بهذا الاتفاق وإنها ترفض تصرف الاتحاد بمفرده في مصائر الجامعيين ودعته الى الموافقة على  انعقاد مجلس قطاعي عاجل يوم 31 جانفي هذا وكان أعضاء المجلس القطاعي للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي الملتئم يوم 29/11/2008 بدار الإتحاد بإشراف السيد حسين العباسي الأمين العام المساعد للإتحاد المكلف بالتشريع والنزاعات  قد رفضوا بالإجماع مقترح الوزارة المتعلّق بالزيادات الخصوصية باعتباره  على حد تعبير المجلس لا يعكس بأي شكل من الأشكال ما يبذله الجامعيون من مجهود إضافي في إطار منظومة « إمد » تدريسا وتقييما وتأطيرا. وأكدوا تمسكهم بمطالبهم الواردة بالمذكرة الموجهة للوزارة في الغرض.  كما رفضوا مقترح الوزارة بتعميق نسب الفوارق بين الرتب وتنكرها لحقّ المساعدين في زيادة مجزية ولأهمية دورهم في الجامعة التونسية لا سيما في المؤسسات الداخلية. كما نبهوا سلطة الإشراف إلى أن نجاح برامج الإصلاح رهين بمدى إنخراط الجامعيين فيها وأن الإستخفاف بالمطالب المادية والمعنوية للجامعيين من شأنه أن ينعكس سلبا على نجاح تلك البرامج.  مع العلم  ان هذا الاتفاق يأتي على خلفية  عديد جلسات العمل التي التأمت بين مسؤولين من وزارة التعليم العالي والجامعة العامة منذ شهر فيفري 2008  وقد شملت هذه المفاوضات جملة من القضايا والمطالب المادية التي كانت النقابة تقدمت بها إلى الوزارة قبل فترة.. ومن بين المسائل التي تم طرحها، موضوع إحداث منحة تكاليف بيداغوجية، والترفيع في منحة الإنتاج، بالإضافة إلى الترفيع في المنحة الكيلومترية ومراجعة طرق احتساب الساعات الإضافية وسعرها.. وقد كان الوفد النقابي سلم الوزارة ملفا مفصلا تضمن شرحا مدعما بالحجج القانونية والمسوغات الاقتصادية الضرورية التي تبرر مثل هذه المطالب، وأوضح الكاتب العام للجامعة النقابية، حينها أن المسؤولين في وزارة الإشراف، أبدوا الكثير من التفهم لهذه المطالب، من دون أن يعلنوا موافقتهم أو رفضهم لها، لكنهم وعدوا بإحالة الملف إلى السلطات العليا لإبداء الرأي فيه لاحقا، على حدّ قوله..وقد تمسّك الطرف النقابي بضرورة تقديم الوزارة للردود على المطالب في اقرب الآجال وقبل انطلاق المفاوضات الاجتماعية.. وعلى الرغم من جهود الوفد النقابي للتعرف على موقف الوزارة بخصوص هذه المطالب، وتحديد موعد قبيل انطلاق المفاوضات الاجتماعية، والتوصل من ثمة إلى توقيع اتفاق مبدئي ثنائي ينهي التباينات الموجودة، ويغلق الملف المطلبي للجامعيين، فإن الوفد الوزاري تمسك بإحالة الملف إلى دوائر القرار ولكن عوض الرجوع الى الممثلين للقطاع فقد ارتأت الحكومة   أن تفاوض في ذلك المركزية النقابية و أن تعالج ملف الزيادات الخصوصية ضمن ملف الزيادات العامة واسفرت هذه المفاوضات عن تخصيص ظرف ب 50 مليون دينار لمجموعة من القطاعات كان نصيب التعليم العالي منها 11.3 مليون دينار بموجب الاتفاق الممضى يوم الحمعة الماضي والحقيقة أن هذه المستجدات تثير فينا بعض الأسئلة والملاحظات التي تلخص بشكل ما ردود الفعل التي يمكن تسجيلها في الوسط الجامعي  1) إن التفاوض  حول الزيادات  الخصوصية بالصيغة التي عرضناها آنفا اتخذ منذ البداية  شكلا غريبا كنا نبهنا   إلى مخاطره  في مقال لنا صادر في مارس 2008 إذ أن الاقتراحات المقدمة من قبل الهيكل النقابي لم تجد لها أي رد فعل لا ايجابي ولا سلبي لدى الطرف المقابل الذي اكتفى بالتسجيل وكأننا صرنا أمام حصص للاستماع لا للأخذ والعطاء  أن مناقشة المطالب الخصوصية المقدمة من بعض القطاعات والتي تتضمن مفعولا ماديا ضمن المفاوضات الاجتماعية ومع ممثلي المركزية النقابية  يعني التفاوض بالوكالة وهو ما يثير قضية اكبر وأعمق وهو صلاحية النقابات القطاعية للتفاوض أصلا إذ أن المفاوضات مع الحكومة هي من صلاحيات الاتحاد العام لا الجامعات أوالنقابات العامة هذا من جهة ومن جهة أخرى هل أن التطور العام للنشاط النقابي في تونس وفي ظل الزيادات العامة الممنوحة بعنوان تلافي تدهور المقدرة الشرائية وحتى الزيادات الخصوصية سيقود عمليا إلى تهميش القطاعات لصالح المركزية النقابية التي  يسهل التفاهم معها إن لم نقل السيطرة عليها . ولقد نوقش هذا الموضوع بحدة في المؤتمر الأخير للاتحاد بالمنستير وعبرت كثير من النقابات عن مخاوفها من أن يقود هذا الوضع إلى مزيد من المركزية التي لا تخدم البتة حيوية المطالب القطاعية المسنودة بالنضال القاعدي  4 5) إن إفراد الجامعيين  مع بعض قطاعات أخرى بزيادات خصوصية ومفاوضة الاتحاد مباشرة في ذلك  وإعطاءه صلاحية توزيع الظرف الذي اتفق عليه على تلك القطاعات (حسب مقاييس غامضة قد يكون فيها للثقل الانتخابي نصيب ) أمر في غاية الخطورة  وذلك سواء على  مستوى علاقات النقابات بعضها ببعض داخل الاتحاد أو على مستوى علاقة الجامعة العامة بوزارة الإشراف فعلى المستوى الأول يؤدي هذا التصرف الى تجاذبات بين ممثلي القطاعات والى اتهامات بإرادة احتكار الجانب الأكبر من المبلغ المرصود مع ما يعنيه ذلك تدريجيا من قتل روح التآزر والتكاتف بين النقابيين وهو ما حدث فعلا بين ممثلي بعض القطاعات بمناسبة مناقشة كيفية توزيع الظرف المذكور  أما على مستوى الجامعة العامة فان المستفيد الأكبر من هذا الاتفاق  وبقطع النظر عن المبالغ الزهيدة التي وقع منحها للجامعيين هي وزارة للإشراف لأنه جنبها توقيع اتفاق ثنائي مع الجامعة العامة لان الوزارة تعلم جيدا أن أي إمضاء مع الجامعة العامة يعني اعترافا رسميا قانونيا وإداريا  بها  هذا من جهة ومن جهة أخرى فان هذا الإمضاء الذي شمل الأساتذة الباحثين والأساتذة التكنولوجيين  لو كان حصل بين ممثلي القطاع ووزارة الإشراف لكان أنهي مسالة الاعتراف للجامعة بتمثيليتها لكل الرتب والأسلاك غير أن الوزارة لا تزال تتشبث بتعدد نقابي وهمي تحرص  عليه  ويمنعها عمليا أن تقر للجامعة العامة بتمثيليتها لكل مكونات الجسم الجامعي لان إقرارها بذلك سيعني عمليا نهاية خرافة الأطر المزيفة التي خلقتها ومكنت لها لمزاحمة الهيكل القانوني والشرعي الوحيد الممثل للجامعيين والتشويش عليه إن الحاصل من علاقة الجامعة العامة بوزارة الإشراف رفض للحوار صريح عندما تعني المسألة قضايا غير مالية فلقد تصرفت الوزارة في كل شيء بمفردها وآخر حلقات هذا السلوك الأحادي صياغتها للقانون التوجيهي للتعليم العالي بمفردها وعرضه للمصادقة على مجلسي النواب والمستشارين برغم كل الانتقادات الموجهة إليه من المجلس الاقتصادي والاجتماعي ومن الجامعة العامة ومن الأساتذة المستقلّين عن ايعازات الإدارة  ،أضف إلى ذلك الأمر المنظم للجامعات ومشروع القانون الاستثنائي المتعلق بالتقاعد .  أما عندما تعني المسالة مطالب مادية فان الانسحاب من الحوار  يتخذ شكلا معقدا بعض الشيء فهي من جهة تستجلب نقاباتها الكارتونية بالتوازي مع الجامعة العامة كي  لا تقرّ للجامعة بتمثيليتها  لكامل الجسم الجامعي وهو ما يمكنها من عدم الالتزام بعد ذلك بوجهة نظر واحدة مستخدمة في ذلك منطق هم كلهم يمثلون فكيف استجيب لواحد منهم يدعي احتكار التمثلية ؟ وهي في اختيارها لمفاوضيها تتجنب دائما أن تكون  الجلسات بحضور الوزير مما يمكّن المفاوضين من السكوت والاختفاء وراء حجة الإحالة على سلطة القرار، وهي في آخر المطاف تختار أن تفاوض الاتحاد عوض ممثلي القطاع وتتقاسم معه الأدوار للانقلاب على مطالب القطاع وبث  البلبلة داخله  بعد أن  صيغت جلسات الحوار القليلة التي جمعت بين نقابة الجامعيين والوزارة في قوالب معلبة محلاة بصيغ الارتياح والاطمئنان وسيقت  لاستهلاك الجامعيين والرأي العام ان الاتفاق الممضى بين المركزية النقابية ووزارة التعليم العالي يذكر بشكل هو اقرب إلى المهزلة باتفاق ديسمبر 1999 الذي أمضاه الكاتب العام لنقابة التعليم العالي والبحث العلمي السيد مصطفى التواتي بالرغم من رفض القطاع له والذي أسفر حينها عن سحب الثقة من هذا الاخيرثم أسفر لاحقا عن انشقاق داخل نقابة التعليم العالي  ، رفع أمره إلى القضاء الذي لم يبت في شانه إلى حد اليوم  ،مع اختلاف جوهري وهو أن المنقلب اليوم على القطاع ليس كاتبا عاما متنكرا لإرادة زملائه بل هو الاتحاد نفسه الذي أوكل إليه منظوروه  حق الدفاع عن مصالحهم وحماية حقوقهم . ان ما يحدث بين المركزية النقابية والجامعة العامة أمر في غاية الخطورة لأنه يهدد بشكل جدي مستقبل العمل النقابي داخل الجامعة مما يستدعي إعادة صياغة العلاقة بين الاتحاد ونقاباته من اجل إرساء قدر أكبر من الديمقراطية داخله أولا ثم ضرورة إعادة النظر في آليات التفاوض وصيغه قصد ترك المجال أمام النقابات القطاعية لتتولى الدفاع عن مصالحها بعيدا عن منطق الوصاية وحتى لا يتحول الاتحاد إلى وكيل يعامل منخرطيه كقصر يفاوض مكانهم ويتلاعب بمصالحهم. لكل ذلك فإننا نعتقد انه ما لم تحل مسالة التمثيلية النقابية داخل الجامعة وما لم تأخذ المفاوضات بين الجامعة ووزارة الإشراف شكل التفاوض الحقيقي الذي يقوم على تبادل المقترحات من قبل مفاوضين مفوّضين ملء التفويض فان وزارة الإشراف ستظل تتعامل مع جلسات التفاوض بينها وبين الجامعة العامة باعتبارها مسالة ديكورية تنتهي بإهمالهم تماما والالتجاء الى المركزية للالتفاف على تمثلية الهيكل النقابي الجامعي قصد تهمشيه و بث البلبلة داخله . فما الذي يمنع اليوم أن يتحول الصراع حول الزيادات الخصوصية من صراع بين الجامعة والوزارة إلى صراع بين  الجامعيين والاتحاد بل بين الجامعيين أنفسهم إذ أن مثل هذه الانقلابات لا تغذي غير منطق الإشاعات والاتهامات ورسم خطط   لدسائس ومؤامرات قد يكون البعض منها من صنع خيال من يتربصون بالعمل النقابي عموما وبممثلي القطاع خصوصا  .  أي مستقبل غامض ينتظر الجامعيين ونقابتهم ؟ عبدالسلام الككلي  


أطفال قابس يتضامنون مع أطفال غزة

 

دعت اللجنة الجهوية لمناصرة فلسطين بقابس يوم الأحد 18 جانفي 2009 أطفال قابس إلى تظاهرة تضامنية مع أطفال غزة بمقر الإتحاد الجهوي للشغل بقابس. و لكن حضور الأطفال فاق كل التصورات و حتى أكثر التوقعات تفاؤلا فقد غصت قاعة الاجتماعات الكبرى بمقر الإتحاد الجهوي بجموع من الفتيان و الفتيات إلى درجة أن أعضاء اللجنة الجهوية قد وجدوا صعوبات جمة في الإحاطة بالأطفال و اضطروا إلى إلإستغناء عن الأنشطة التي كانت برمجتها حيث كان في الحسبان أن ينجز الأطفال حصة للرسوم المعبرة عن مأساة غزة و عرضا موسيقيا و مداخلة مبسطة عن الأوضاع في غزة و تاريخ الثورة الفلسطينية. فتحولت التظاهرة إلى تجمع ضخم لأطفال قابس رفعوا خلاله شعارات حماسية تمجد صمود أهلنا في غزة و رفعوا أعلام فلسطين و أحرقوا علم الكيان الصهيوني. و في نهاية هذا التجمع الغفير الذي أنعش قلوب الحاضرين و بعث فيهم الأمل بتواصل النفس النضالي في صفوف الناشئة خرجت جموع الأطفال أمام دار الإتحاد الجهوي و على صدورهم الأعلام الصغيرة و الشارات السوداء و بأيديهم لافتات المساندة و التضامن . و قد حرص أعضاء اللجنة الجهوية رغم كثافة الحضور على ضمان سلامة الأطفال و إعادتهم إلى بيوتهم بأمان . تظاهرة ناجحة عبر الأطفال و الأولياء على استمرار تنظيمها و تنويع أشكالها. عبد الجبار الرقيقي  (المصدر : جريدة الموقف لسان الحزب الديمقراطي التقدمي)

خربشات التلاميذ أو عودة الوعي

 

عبد الجبار الرقيقي منذ أكثر من عشرين عاما تعودت أن أتصفح جدران الأقسام في المعاهد و أن أتملى ما يخطه أبناؤنا و بناتنا على مقاعدهم و على السبورات في غفلة من أساتذتهم و حين تخف عنهم مراقبة الإدارة. و إذا كان الكثير من المدرسين يعتبرون هذه الكتابة خرقا لقواعد السلوك الحضاري غير أني أعتبر هذه الظاهرة العامة محرارا لقياس درجة الوعي لدى الشباب و اتجاهاته و مصدرا قيما لرصد التيارات العامة لاهتماماته و ميولا ته. فهذه » الخربشات  » إنما هي الطريقة التي يتملك بها الشباب جزءا من الفضاء العام ليسموه بسماتهم و يمنحوه طابعهم طالما أنه خارج عن سيطرتهم القانونية و الفعلية و يفرض عليهم سلطانه بأوامره و نواهيه . و هذا الفضاء لا بديل عنه بما أن بقية الفضاءات الأسرية أو العمومية الأخرى عصية على الامتلاك و بما أن الفضاءات العمومية تمنع فرصة للتعبير كدور الثقافة و الشباب و النوادي إنما هي تسيج التعبير و تصرفه في قنوات الترديد و التمجيد المتكلس أو في الخطاب المكرر الممجوج . في فترة الثمانينات كانت « الخربشات » فضاء زاخرا بالتعدد و الاختلاف و الحوار ففيه تطالعك شعارات الحركة اليسارية الوطنية و التيار الإسلامي و الاتجاهات القومية و كل رقعة من هذا الفضاء تنطق بأحلام من امتلكها أو بموقفه من القضية الفلسطينية أو بموقفه من الآخر سلطة أو معارضة أي أن « خربشات الثمانينات » كما عايشتها كانت دليلا لدى شريحة الشباب التلميذي على وعي سياسي حاد و مبكر و مكثف ميال إلى الإطلاق و الحدية و هو ما ترجمته هذه الشريحة في تحركاتها العارمة من أجل قضاياها الخاصة أو العامة المحلية و العربية بل إن هذه الأجواء هي نفسها التي أنجبت الكثير من قيادات الحركة الطلابية و البعض من الزعامات الشابة للقوى السياسية الراهنة في ساحة المعارضة التونسية. ثم مرت « الخربشات » الشبابية بغفوة أوساط التسعينات و عشرية الألفية الثانية هذه الغفوة خبت فيها جذوة الاهتمام السياسي و نتوءات الإيدولوجيات السائدة و تصحر ذلك الفضاء الخصب و لم يعد ينبت سوى أسماء النجوم من المغنين و المغنيات العرب و الأجانب عناوين الأشرطة السينمائية أو ماركات الأحذية الرياضية أو الملابس و أسماء الفرق الرياضية و أسماء لاعبيها المشهورين . كما برزت الاهتمامات الخاصة مثل رموز العشق و الحروف الأولى من اسم الحبيب . يضاف إلى ذلك قدر هام من السخرية من المدرسين أو من الاستخفاف بالدراسة. كما تطور مقدار البذاءة و الفحش و الرسوم الجنسية في هذا الفضاء إلى حد مزعج. و قد كانت هذه الفترة التي تصحر فيها فضاء « الخربشات » و تدنى فيها مستوى الخطاب و جف ينبوع الوعي بالشأن العام و بالشأن السياسي خصوصا فترة موات لحركة التلاميذ و رد فعلهم العفوي على الأحداث الجارية حولهم بإستثناء بعض الحالات النادرة و هذه الغفوة هي نفسها التي عرفها آباء هؤلاء التلاميذ . إلا أنني فوجئت في الأيام الأولى للعدوان على غزة أن ربيعا جارفا قد اكتسح هذا الفضاء و ازدانت « الخربشات » بألوان العلم الفلسطيني و بالشعارات المتضامنة مع القضية الفلسطينية ، الساخطة    على النظام الرسمي العربي ، المنددة بالتآمر الدولي. و أصبح هذا الفضاء ساحة و منبرا للتعبير عن التفاعل مع ما تبثه الفضائيات و ما يحدث في الشارع و لكن التعبير هذه المرة كان خاليا إلى أبعد حد من التسيس و الأدلجة و كان واضحا أن الفضائيات كان لها النصيب الأوفر من انبعاث هذا الوعي من خلال نوعية الشعارات و الإتجاه العام للمواقف. و بالطبيعة الحال سرعان ما عبر هذا الفضاء عن نفسه من خلال التظاهرات التي أقامها التلاميذ في المعاهد أو في الشارع . خلاصة القول أن « خربشات » التلاميذ قد برهنت بما لا يدع مجالا للشك بأن شبابنا بخير من حيث كونه يختزن طاقة كامنة من الوعي و استعدادا متوثبا للاهتمام بالشأن القومي و المحلي. و برهنت على أن هذا الشباب في حاجة ماسة إلى فضاءات حرة للتعبير بعيدا عن الوصاية و التوجيه السلطوي الضيق و أذا لم نمنحه هذه الإمكانية فإنه سيتزود من مصادر لا تحمد عقباها له و لنا . و نختم القول بما نظمه الشاعر « أحمد فوائد نجم »         « رجعوا التلامذة          يا عمي حمزة         للجد الثاني » عبد الجبار الرقيقي      (المصدر : جريدة الموقف لسان الحزب الديمقراطي التقدمي)


 قابس : يوم تضامني مفتوح مع الشعب الفلسطيني  

تحت شعار « كي لا ننسى غزة » نظمت جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي يوم تضامني مفتوح مع الشعب الفلسطيني عرضت خلاله أشرطة فيديو  ترجمت بشاعة المجازر الصهيونية خلال فترة الحرب ، مع معرض صور ربط بين انتفاضة الكرامة في مدن الحوض المنجمي و صمود أهالي غزة . و تواصل بعرض شعري أبدعه الشاعر المناضل « رضا الماجري » . و ختم بعقد مائدة مستديرة تحت عنوان « المقاومة خيار استراتيجي » شارك فيها عدد من النشطاء الحقوقيين و ممثلين عن الأحزاب السياسية بالجهة ، و نشطها المناضل « أحمد المبروك » ووقع إثرائها بتدخلات المشاركين التي ركزت على ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية و رفض الحلول الإستسلامية و إدانة المواقف الإنبطاحية  للأنظمة العربية الرسمية  . معز الجماعي (المصدر : موقع الحزب الديمقراطي التقدمي)


                           

إزينت فراديس الجنة لمن يكفل أهل غزة.

الشيخ الهادي بريك : ــ أخرج مسلم عن أبي سعيد الخدري عليه الرضوان أنه قال : بينما نحن في سفر مع النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على راحلته فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا فقال النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام :  » من كان معه فضل ظهر ( أي مركب ) فليعد به على من لا ظهر له ومن كان معه فضل زاد فليعد به على من لا زاد له « . وفي بعض الروايات الأخرى : ظل عليه الصلاة والسلام يعدد أنواعا من النعم حتى ظننا ( أي ظن الأصحاب الكرام عليهم الرضوان جميعا ) أنه لا حق لأحد منا في فضل من ماله أبدا. وهو تفسير قوله سبحانه : يسألونك ماذا ينفقون قل العفو. ( فضل المال هو ما عفت عنه حاجة صاحبه أي ما زاد عن الحاجة ). ــ وأخرج البخاري عن عدي إبن حاتم عليه الرضوان أنه عليه الصلاة والسلام قال :  » إتقوا النار ولو بشق تمرة « . ــ كما أخرج البخاري قوله عليه الصلاة والسلام :  » من كان عنده طعام إثنين فليذهب بثالث ومن كان معه طعام أربعة فليذهب بخامس وسادس « . ــ وأخرج الترمذي قوله عليه الصلاة والسلام :  » السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد عن النار والبخيل بعيد عن الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار ولجاهل سخي أحب إلى الله عز وجل من عالم بخيل « . شهادتا حق من أهل الذكر حقيق على كل مؤمن ومؤمن سماعهما : الشهادة الأولى : أخبرني ـ ورب الكعبة ـ رجل ممن أثق في عدله من أهل الذكر في مجال الإغاثة على مستوى دولي واسع ضمن مجموعة من الإخوة الكرام بأن المساعدات والتبرعات التي تعلن عنها الدول والحكومات والمنظمات في المؤتمرات ووسائل الإعلام ( بما في ذلك الدول العربية والإسلامية) لا تصل إلى مستحقيها سوى نسبة تقدر بين 5 بالمائة و10 بالمائة وذكر لنا مثالا على ذلك أفغانستان بمناسبة إعادة إعماره بعد الحرب. الشهادة الثانية : كما ذكر لنا هذا الرجل المسؤول بأن أطيب مال يقدمه المؤمن لأهل غزة هو المال النقدي وليس البضاعة مهما كانت جودة تلك البضاعة ويستوي في ذلك أن تكون البضاعة مأكولات أو مشروبات أو ملبوسات أو لعب أطفال كما ذكر لنا مثالا يدل على ذلك حيث إضطرت منظمة إغاثية إسلامية دولية مشهورة إلى بيع الملابس التي تبرع بها المسلمون وغيرهم بمناسبة نكبة من النكبات ثم إستخلاص ثمنها إلى أهل تلك المنطقة المنكوبة وذلك لصعوبات لا تحصى تعترض إيصال المساعدات العينية من مثل الملابس فضلا عن عدم مناسبة ملابس أهل الشرق لأهل الغرب مثلا من حيث العادات والتقاليد. أما في حالة غزة فإن صعوبات إستفادة أهل غزة من المعونات والمساعدات غير المالية المباشرة ( عملة وذهب وفضة ) تكون مضاعفة بسبب ما يعلم كل الناس حول معبر رفح شبه المغلق. ولو كان المجال هنا يتسع لرويت من سوء مآلات التطوع بالمساعدات العينية ( مأكول ومشروب وملبوس وغير ذلك ) ما يجعل كل مؤمن ومؤمنة حريصا على أداء فريضة كفالة أهل غزة بما هو لهم أبقى وأنفع أي المال من عملة حية وذهب وفضة. إنجاد أهل غزة وكفالة أراملها ويتاماها .. فريضة إسلامية عينية على كل مؤمن ومؤمنة. غزة : أبهر مثال على أن الفرائض في الإسلام لا هي محدودة ولا هي موقوفة. مما يؤسف له أسفا شديدا أن كثيرا من المسلمين اليوم يعتبرون أن فرائض الإسلام هي الصلاة والصيام والزكاة والحج فهي موقوفة أي محددة معينة ولا يرتقي ما تأتي به الأحداث بعدها إلى درجة الفريضة العينية إنما هو فضل وإحسان ومعروف وكرم وسخاء ونافلة وإستحباب .. كان ذلك الإعتقاد سببا ـ  ولن يزال ـ في تأخر خير أمة أخرجت للناس إلى ذيل قافلة البشرية في عمارة الأرض والخلافة فيها بالحق والعدل والتكافل والتضامن والتآخي والمرحمة .. ولكن ليس هذا موضوعنا .. ولكنها مناسبة مواتية جدا حتى يعلم كل مؤمن وكل مؤمنة بأن الفرائض في الإسلام ليست محدودة ولكن تنشئها حوادث الزمان والمكان والحال والعرف وغير ذلك .. ولكن رغم أنها ليست محدودة فإن لها أصلا مكينا وركنا ركينا تأوي إليه وهو : الفرائض الموقوفة المحددة المعينة أي الصلاة والصيام والزكاة والحج .. الزكاة هنا هي الأصل الآصل الذي يجعل التكافل بين البشرية قاطبة ( فضلا عما يكون بين الأمة الواحدة ) فريضة قال فيها العلماء قولا نسبه بعضهم إليه عليه الصلاة والسلام :  » في المال حق سوى الزكاة « .. وهو مبدأ عملت به الأمة في قرونها الأولى قرون الإزدهار والتمكين والتكافل .. لتعلمنا غزة إذن مرة أخرى بأن فريضة التكافل في الإسلام ركيزة من ركائز هذا الدين ودعامة من دعائم قيام هذه الأمة بالحق شاهدة بالتواصي بالمرحة تواصيا قوليا وعمليا على ما ترزح تحته البشرية من آلام الفرقة ووحشية تجعل الناس يأكل بعضهم بعضا بأشرس وأشره مما تفعله الكواسر ذات الأنياب والمخالب .. لتعلمنا غزة مرة أخرى درسين عظيمين : درس المقاومة حين تغلب فئة قليلة بإذن الله فئة كثيرة ودرس التكافل حين تهب الأمة منجدة لأهل غزة مغيثة بمثل ما هبت مناصرة لحقها في المقاومة قبل أيام .. ليسبق درهم الفقير قناطير مقنطرة من دراهم الأغنياء فضلا عن نفاق الحكام. قال عليه الصلاة والسلام :  » سبق درهم مائة ألف درهم  » فقال الصحابة الكرام عليهم الرضوان جميعا : كيف ذاك يا رسول الله؟ قال : كان لرجل درهمان فتصدق بواحد وأبقى لنفسه درهما وكان لآخر قناطير مقنطرة من المال فقال لخدمه : إذهبوا وخذوا من مالي ما شئتم. فليكن درهمك أيها الفقير المسكين مستور الحال في أعلى عليين في فراديس الجنة بسبب أنك آثرت به أهل غزة .. لا تحقر من نفقتك الطيبة شيئا إذ أن الله لا يريد إغناء أهل غزة بمالك ولكن يريد إمتحانك أنت في أعز ما تملك أي مالك وروحك .. إذا عز عليك الجهاد بالنفس فها هو الجهاد بالمال مفتوحة أبوابه على مصراعيها بين يديك .. لو شاء سبحانه لحول أديم غزة ذهبا وفضة ولكنه شاء ( مشيئة وحكمة كما قال العلماء ) أن يختبرك في إيمانك ويقينك وثقتك فيه وحده سبحانه .. فلا تتأخر عن خوض الإمتحان خوفا من أن تبتلى بما لا تصمد فيه من مثل الأمراض والأسقام وغير ذلك .. ولا تتأخر عن الفوز في الإمتحان .. إجعل نفقتك لأهل غزة خير نفقة على وجه  الأرض. أخرج البخاري قوله عليه الصلاة والسلام لما جاء رجل يسأله : أي الصدقة أعظم أجرا؟ قال له صلى الله عليه وسلم :  » أن تتصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم ( أي الروح ) قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان « . إذا سبقنا أهل غزة بفضيلة الجهاد بالنفس فلنكن الأنصار من المجاهدين بمالهم. معلوم أن أمة الإسلام طوائف كبرى ثلاث هي : ( طائفة المهاجرين :  » للفقراء المهاجرين الذين  أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا ..  » وطائفة الأنصار :  » والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم .. وطائفة التابعين ( ونحن منهم ) :  » والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا إغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ..). تلك طوائفنا في الدنيا أما في الجنة فهما طائفتان لا ثالث لهما : ( طائفة السابقين والمقربين وطائفة أهل اليمين والمقتصدين في الدنيا تجارة مع الرحمان سبحانه ). ليس الإنفاق وحده هو الذي أهل الأنصار لإحتلال الدرجة الثانية قربا من الله. فما هو إذن؟ هو قوله سبحانه :  » ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة « . قد تنتصر على شحك وتنفق في سبيل الله ترجو رحمته وتخاف عذابه ولكن تقف صدقتك مهما كانت كبيرة مغنية أو سبقت حتى مع صغر حجمها ( كما مر بنا في الحديث الآنف ) .. تقف صدقتك عن بلوغ درجة عالية بسبب عدم توفر هذا الشرط فيك :  » لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا  » .. أي تنفق في سبيل الله ولكن تود أنها لم تكن حتى تفر من فريضة الإنفاق .. أي تجد في صدرك ضيقا بسبب إنفاقك أو بسبب شغب الشيطان عليك .. ما قد تجده في صدرك هو الذي لم يجده الأنصار في صدورهم فإرتفعت بهم صدقاتهم ونفقاتهم إلى أعلى عليين حتى كانوا في المرتبة الثانية مباشرة بعد المهاجرين .. ولكنهم لم يقتصروا على ذلك ( أي نقاء الصدر الذي لا يعلم حاله سوى خالقه سبحانه من آخر ذرة من كره للإنفاق وللحال الذي إستوجب الإنفاق ) .. لم يقتصروا على ذلك ولكنهم تجاوزوه إلى درجة الإيثار مع الخصاصة .. فكانت مرتبهم في الأمة : المرتبة الثانية وعلى مد العصور والدهور حتى يرث الرحمان الأرض ومن عليها .. لا يلحق بهم من الآخرين ( أي منا ) إلا قليلا لقوله في أهل السبق :  » ثلة من الأولين وقليل من الآخرين « .. وأخيــــــــــــــــــــــــرا .. 1 ــ فإن الجنة إزينت في هذه الأيام تستقبل المنفقين والمنفقات لأهل غزة فلا تتأخر لعلها تكون آخر فرصة للإنفاق في حياتك ولا يستوي من أنفق اليوم وأهل غزة بين مشرد ويتيم وأرملة وثكلى ومسكين لم يعد يملك شيئا في الدنيا سوى ما حمل ظهره .. ومن ينفق غدا وأهل غزة كفئوا حاجتهم .. 2 ــ إجعل نفقتك هذه لأهل غزة بطاقة عبور إلى الجنة دون حساب ولا عذاب : أ ــ إحرص على إنفاق أكثر ما تستطيع إيثارا في الحد الأقصى وعدلا في الحد الأدنى. ب ــ لا تنفق إلا مالا سائلا من عملة وذهب وفضة حتى تصل نفقتك إلى أهلها بسرعة وأمان. ج ــ إختر الطريق الذي يؤمن نفقتك أن تصل إلى المحتالين في سلطات رام الله فضلا عن غيرهم من السلطات العربية والإسلامية. د ــ أسرع بأداء فريضة التكافل مع أهل غزة إستباقا لموتك وفقرك وشغلك. ه ــ إجعل نفقتك هي خير نفقة : ( أنفق وأنت شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ). و ــ إجعل درهمك يسبق مائة ألف درهم. ز ــ طهر صدرك حتى لا تجد في إنفاقك شيئا في مهجتك مما آتيت فتلحق بطائفة الأنصار. ح ــ أنفق بسخاء وغالب الشيطان الذي يعدك الفقر وثق في ربك الذي يخلفك في إنفاقك خيرا في الدارين قوة ورزقا وطمأنينة قلب وسكينة فؤاد. 3 ــ ثبت صورة ( دلال ) بين ناظريك وفي سويداء قلبك أبدا حتى يكون لك ذلك دافعا جياشا على الإنفاق : دلال البنية الصغيرة التي فقدت أمها وأباها وإخوتها الثلاث ( سيد ومحمد وغيداء) كما فقدت بيت أهلها ولم يبق لها فوق الأرض بعد الله سبحانه إلا جدتها وقطتها التي أعادت لها بسمة طفلة بريئة ومواء كان يؤنس عائلة دلال في شتاء الحصار الصهيوني الآثم. غزة اليوم .. طريقك المعبد إلى فراديس الجنان رفقة الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام .. غزة اليوم .. دربك المعبد إلى تجديد إنتمائك لأمة واحدة هي خير أمة أخرجت للناس .. غزة اليوم .. سبيلك الآمن إلى الجهاد بالمال بعدما حرمت أجر الجهاد بالنفس .. غزة اليوم .. هي جنتك وهي نارك : جنة لمن أنفق لثكالاها ويتاماها وأراملها ونار على من بخل وإستغنى .. إلا أن يتوب ويؤوب .. وسبحان من لا يقنط جاحدا من فضله .. والله أعلم الهادي بريك ـ ألمانيا (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ  23 جانفي  2009)

 

قامـوس غـزة الجديد إلى العالم
 
د.خالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr   أعتقد جازما أن الكثير من المصطلحات والمفاهيم قد سقطت أو تعرت مع نكبة غزة، فإذا كانت غزة فرزا في مستوى الخنادق والجبهات والمرجعيات، وكشفا لغطاء الأجندات والمصالح الضيقة، فإنها تشكل مفصلا تاريخيا بين حالتين ومرحلتين، من حالة يأس وإحباط ومرحلة سكون وتذلل، إلى حالة تفاءل وطموح ومرحلة تشكل عقلية بناء وتميز. إن دور المصطلح بما يحمله من شحنات الماضي واستصحاب الحاضر واستشراف المستقبل يمثل التعبيرة المثلى للواقع وهو يطوي عجلة الزمان والمكان، ويشكل إرهاصات تململ وخضات وتغييرات لهذا الواقع بما يحمله من فقه للمرحلة وكنه للمسار وحمل صورة وفية لهما. إن تغييرا هيكليا وثقافيا ونفسيا نلمسه هذه الأيام ونرى أمام أعيننا بين مطارق الوجدان والعاطفة من جهة، والعقل والوعي من جهة أخرى، تُكتَبُ قصة جديدة في تشكُّلِ عقلية جديدة لفرد وجماعة، وإن كان المخاض صعبا وملطخة أطرافه بالدماء والعويل والضحايا من الأطفال والنساء. ويستصحب هذا التغيير المستقبلي الواعد قاموسا من المصطلحات والمفاهيم التي فقدت عناوينها ومقارباتها ولم تعد قادرة على الصمود في التعبير السليم عن هذه الصورة، ولا النطق بكل وفاء وصدق وأمانة عما يكتنزه هذا الواقع المر والمتجدد على أكثر من باب، من تغيرات وإرهاصات. وأمام هذه اللوحة السوداء في لحظتها الراهنة لغزة الشهيدة بمقدساتها المدمرة وبرائتها المقموعة وهذا السيل من الدماء الذي يروي أرض الكرامة والشرف، نكتب في هذه الأسطر وبمداد المسؤولية وبكل حياء، هذا القاموس الجديد لمفاهيم ومصطلحات يرتبط اسمها منذ الساعة بأرض غزة وأهلها الكرام، ورسالة بناء وتفاءل نحو الأفضل، انطلقت في يوم عاصف من أطراف غزة نحو العالم بعنوان بسيط وكبير: الإنسان أولا والإنسان دائما. الهلع : أن تكون مجبرا كل صباح أن تعد أطفالك في بيت النوم، حتى لا يتخلف أحد عن النداء. الإذلال : وضع رجل على الرأس، والرجل ليست رجلك والرأس رأسك. هذيان : أن ترى الأموات أحياء والأحياء أموات. أضرار جانبية : أرواح تصعد إلى السماء من نوافذها وليس من أبوابها. الفزع : أن تعلم أن ليس لك بقعة على الأرض أو تحتها تكون فيها آمنا، حيا كنت أو ميتا. البراءة : ابتسامة في غير محلها تسبق عادة تكشيرة الموت. ثلاجة : مكان للتدفئة من برودة المكان والزمان. غثيان : رد طبيعي لجسم هزيل انتفخ تخمة من جرعات متهافتة من إعلام مغشوش ومفتري. الجزيرة : منطقة نائية في بحر الظلمات، الداخل فيها مولود والخارج منها مفقود، تعلوها تضاريس وهضاب وجبال راسيات وتنتعش بعيون نضاخة، يحسبها الضمآن سرابا حتى إذا لمسها وجدها جنان بابل المعلقة. الوحشية : حالة هيستيريا بشرية والوحوش منها براء. الفضاعة : أن تجد جثة ابنك وتجد رأسا بجانبها لا يستقيم مع الجثة التي حواليك. الإفتراء : أن تمطر السماء قنابل عنقودية وتدعي أنه غيث من السماء. الترويع : بكاء طفل بدون دموع. النذالة : أن تحمي ظهرك بصدور إخوتك. الهول : أن تعلن أن القيامة قامت ولم تأت لا آياتها الصغرى ولا الكبرى. الشماتة : أن ترسل للجريح سيارة إسعاف على ظهر دبابة. حقوق الإنسان : حكاية ألف ليلة وليلة. الحقد : حالة بشرية مستعصية لا يعرفها الحيوان وهو يخاصم أو يصادق. رعب : أن تحمل ابنك بين يديك إلى المستشفى لوضعه في الثلاجة. ذعر : أن توقن أنك ميت وأن أهلك لا محالة ميتون بعد لحظات. موت : أن تتحسس بدنك كل لحظة حتى تتبين أنك حيّ. دموع : ماء يسيل من ارتفاع من دون ينبوع ومن دون مصب. النظام الرسمي العربي : رسم على ورق غليظ فظ. جريمة : أن تقتل ثم تقتل ثم تقتل ثم توجه أصابع الإتهام للقتلى، وتطلب منهم أن يجيبوك. مجزرة : دكان فسيح لا يحمل عنوانا يسلخ فيه الناس وتباع جلودهم. مقبرة : مكان مفتوح بالكيلومترات يحده البحر من جهة والرمال من الجهات الأخرى تفوح منه رائحة الموت. طفولة : حالة نمو طبيعية يمر بها كل الناس إلا في مكان واحد في العالم اسمه غزة. رضيع : أشلاء صغيرة لكائن صغير كان يسمى إنسانا وأراد أن يكبر ويبقى إنسانا. بكاء : حالة رحمة ربانية. مزبلة التاريخ : حاوية تفوح منها رائحة الخيانة والتواطؤ صوتا وقلما على حساب الأهل والعشيرة والماضي والحاضر والمستقبل. تواطؤ : أن ترى أهلك يموتون وأنت جالس على أريكة وتسأل هل هناك برنامج ترفيهي على القناة الإسرائيلية. الهزيمة : حالة نفسية لا تقاس بالأمتار أو بعدد ذرات الرمل المتخلى عنها ولكن بالخوف من النظر إلى المرآة. أكبر فرية في التاريخ : شعب بدون أرض جاء لأرض بدون شعب. الطابور الخامس : جماعة تريد احتساء قهوة البلد بفنجان العدو تحت يافطة حرية احتساء القهوة والشاي دون النظر إلى العنوان. شافيز : إسم مفقود في ديار العرب وقواميسهم وإن كانت له جذور عربية أصيلة، يقابله بالعربية مفاهيم مثل الرجولة والشرف. أردوغان : إسم جاء من ديار بني عثمان، مشحون بالماضي وصادق مع الحاضر، لم يدخل قواميسنا بعد، يقابله في لغتنا مفاهيم الأصالة والشجاعة والعودة إلى الذات. الجبن : أن تتحصن بالحديد وتسأل أين الأشباح. التاريخ : أن يظل قبرك خارج المقبرة. الأمل : أن تبقى ترى السماء زرقاء رغم الغيوم وأن الأرض خضراء رغم الجدب. الليبراليون العرب الجدد : جماعة تلعب في الوقت الضائع وقد خرجت من التاريخ دون أن تعلم. المقاومة : بناية صلبة تقوم بين الأنقاض والركام وليس كرتونا يقام وراء الشاشات. كابوس : أن تقوم من نومك فتجد الواقع أشد مرارة وسوادا من حلمك المزعج. الحاضر : حالة انتظار دائم، انتظار القريب أن يعود والأخ أن يعين والصديق أن يساند والعدو أن يضرب. المستقبل : حاضر ملتف برداء الماضي المجيد ويافطة عالية تحمل عنوانا : أجدادنا كانوا هنا وأحفادنا سيكونون هنا وهناك. العدم : منظمة الأمم المتحدة، قال عنها شارل ديغول « الشيء » والشيء في مثل حالنا درجة شرف لم يرق لها هذا التجمع الأممي. التضامن العربي : مسكنات وضمائد وأكفان للموتى وتكميم للأفواه حتى لا ينغص الصياح والعويل نشوة البعض أو يزعج أصحاب الكهف في غيبوبتهم. القمة العربية : مأدبة عشاء يدعى لها فقراء الأمة ومساكينها لتبادل الأرغفة وماء الحياة. شهيد : حجة على أهل الأرض ووفاء لأهل السماء. شهادة : صفوف مكتظة، تعلوها ترانيم، يتسابق أصحابها للحصول على مفتاح. أمومة : أوراق أشجار خضراء تتساقط والخريف لم يقم خيمته على أرض ملطخة بالدماء. هنا يقف بنا المسير ولكن المهمة لم تنته، والبناء لم يكتمل ومسلسل المصطلحات المنتفضة والحالمة والمدوَّنة بماء من ذهب لا تزال طويلة، لتنحت مع الجميع فصول قصة جميلة، أرادها برابرة هذا العصر أن تكون ملطخة بالدماء ولكنها غير ذلك ستكون، لتشكل إرهاصات بداية انتفاضة أمة وتشكُّل عالمية إنسانية جديدة شعارها « ولقد كرمنا بني آدم » وإن كانت بدايتها الحزينة قد رسمها طفل رضيع مسجى في ثلاجة يشكو إلى السماء ظلم العباد. 17 جانقي 2009 / موقع اللقاء الاصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net ملاحظـة: صدر هذه الأيام كتاب جديد للدكتور خالد الطراولي عن دار الكلمة بمصر تحت عنوان : « حدث مواطن قال… » للحجز يرجى الإتصال بهذا العنوان :kitab_traouli@yahoo.fr  


مللناك فلا تكابر
في 24/01/2009  
أبوجعفرلعويني
دعوة بن علي لشارون.. استغاثة أم استقواء؟    07/03/2005 بقلم :هادي يحمد**  مراسل « إسلام أون لاين.نت » في باريس « منقول »  زين العابدين بن علي خلال أحد لقاءاته والحاخام ستريك –على يمينه,يسارالنّاظرللصورة الدعوة التي وجهها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية إريل شارون لزيارة تونس في نوفمبر المقبل من أجل حضور مؤتمر المعلوماتية والتعاون الدولي، اعتبرتها بعض الأوساط السياسية العربية بمثابة تحول دراماتيكي وخطير في منطقة المغرب العربي، لكن واقع الأمر أنها ليست كذلك؛ فهذه الدعوة جاءت لتتوج مراحل كاملة وطويلة من التنسيق المتبادل على جميع الواجهات والعلاقات الثنائية الحميمية التي تربط نظام بن علي مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة طوال السنوات العشر الأخيرة. فحين سئل يوما في التسعينيات من القرن الماضي وزير الخارجية الإسرائيلي السابق شيمون بيريز عن وجود علاقات دبلوماسية سرية بين تل أبيب وتونس، رد بالقول مبتسما: « ما يجمعنا بهم (التونسيين) هي دبلوماسية الياسمين ». لم يفسر يومها « شيمون بيريز » ما يعنيه بـ »الياسمين »، غير أن كل التونسيين ويهود تونس بالذات يعلمون أن نبتة « الياسمين »، وهي ورد تونسي بامتياز، يتخذها يهود تونس الذين يعيشون في إسرائيل وفرنسا وفي بلدان أخرى رمزا للتعبير عن ارتباطهم بتونس وعلاقاتهم في هذا البلد. وبعيدا عن حديث الرموز، فإن استعراض الخلفية التاريخية للاتصالات التونسية الإسرائيلية في العقد الأخير، يكشف لنا أن يهود تونس خصوصا أولئك المقيمين في فرنسا، قاموا بدور محوري في تنشيط العلاقات التونسية الإسرائيلية منذ أوائل التسعينيات، حيث يذكر الجميع أول زيارة قام بها الحاخام الأكبر ليهود فرنسا « جوزيف ستريك » سنة 1992 بدعوة رسمية من الرئيس بن علي شخصيا تحت غطاء أن الحبر « ستريك » تونسي الأصل ومن حقه أن يعود لزيارة موطنه الأصلي الذي غادره في أكتوبر من عام 1958 حينما هاجرت عائلته إلى فرنسا. ولكن الكل كان يعلم أن « جوزيف ستريك » مساند كبير لإسرائيل ولسياسة الليكود ولشارون بالذات. وتعددت زيارات « ستريك » بعدها لتبلغ ثلاث زيارات رسمية يستقبله فيها الرئيس بن علي في كل مرة شخصيا، كان آخرها يوم 7-12-2004 حينما كان ستريك مصحوبا بستين شخصية يهودية أوربية على أعلى مستوى يتقدمهم « بيير بنسيونو » نائب رئيس المؤتمر اليهودي الأوربي. النظام التونسي كان يعي جيدا المكانة التي يحظى بها الحبر « ستريك » ليس داخل رؤوس الأموال اليهودية في أوربا فحسب، بل إن تأثير الحبر الأكبر يتجاوز ذلك إلى السياسة الفرنسية والإسرائيلية على حد السواء. باريس.. محطة اتصال وبجانب ستريك، فإن عود الياسمين الآخر الذي كان همزة الوصل في مثلث »تونس- باريس-تل أبيب »هو بلا شك السفير الإسرائيلي الحالي في باريس « نسيم زفيلي » الذي يعود إلى أصول يهودية تونسية وهاجرت عائلته منذ الخمسينيات إلى إسرائيل. ويرتبط زفيلي بعلاقات جيدة مع السفارة التونسية حيث استضاف أواخر السنة الماضية « منتصر الرويسي »(مْنَصَّرْ)سفير تونس الحالي لدى فرنسا في حفل أقيم في أحد المعابد اليهودية في مدينة « سارسيل » جنوب غرب العاصمة الفرنسية باريس حيث يوجد ثقل سكاني ليهود تونس. أما ثالث أعواد الياسمين هو بلا شك « سلفان شالوم » وزير الخارجية الإسرائيلي الحالي الذي تربطه علاقات حميمية مع وزير الخارجية التونسي السابق « الحبيب بن يحيى » إذ ينحدران معا من مدينة قابس في الجنوب التونسي وتربط بين الرجلين علاقات وثيقة شخصية نسجاها حين كان « بن يحيى » سفيرا لتونس في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ويرجع آخر لقاء رسمي بين الرجلين إلى يوم 29-8-2004 وهو الثالث من نوعه. دور يهود تونس الذين يعيشون بين فرنسا وإسرائيل كان إذن محوريا في « تطبيع » العلاقات بين البلدين، وهو دور زاد بروزه مع التوقيع على اتفاقيات أوسلو الإسرائيلية الفلسطينية عام 1993، فبعد أسبوع فقط من إبرام الاتفاقية، زار تونس وفد من الخارجية الإسرائيلية يترأسه « شلومو جور » في 20-8-1993 لحقه وفد ترأسه وزير الخارجية حينها يوسي بيلين في 12-9-1993 كانت أهم تبعاته: أولا: الاتفاق على فتح مكاتب اتصالات في كل من تل أبيب وتونس. ثانيا: فتح خط مباشر للمكالمات الهاتفية. ثالثا: السماح للسياح الإسرائيليين بالدخول إلى تونس وخاصة إلى جزيرة جربة حيث تقطن أقلية يهودية مهمة وحيث الاحتفال السنوي اليهودي المعروف « باحتفال الغريبة ». وبلغت علاقات الود أوجها بين تل أبيب وتونس ويهودها في أواسط التسعينيات وتبادل البلدان زيارات رسمية فنية وإعلامية واقتصادية سياحية وصلت إلى حد استضافة حوالي خمسة آلاف يهودي من إسرائيل ومن فرنسا في حفل الغريبة سنة 1999، كما أن العلاقات الجيدة التي كانت تربط بين قصر قرطاج و »أعواد الياسمين » على ضفاف المتوسط الشمالية جعلت الرئيس بن علي يرحب بإنشاء « صندوق للتضامن الوطني » لتنمية المناطق الفقيرة في تونس سماه « بصندوق 26-26 » باقتراح من طبيب يهودي فرنسي تربطه علاقات وثيقة بالعائلة الحاكمة.  واختار الطبيب الفرنسي رقم 26 كرمز توراتي للحروف المعادلة لاسم الرب في التوراة، غير أن غالبية التونسيين لا يعلمون السر في هذه التسمية إلى حد الآن. وجاءت الانتفاضة الفلسطينية الثانية والمعروفة بانتفاضة الأقصى سنة 2000 لتجمد كل الإجراءات التي اتخذت ولتضطر النظام التونسي إلى غلق مكتب الاتصالات في كل من تل أبيب وتونس العاصمة تحت ضغوطات الرأي العام، غير أن العلاقات الثنائية واللقاءات لم تنقطع يوما، وتحولت « دبلوماسية الياسمين » إلى العمل سرا حتى ديسمبر 2004 حين وافقت السلطات التونسية وعلى إثر زيارة الحبر « ستريك » على السماح لإسرائيليين بنقل مقابر أقارب لهم من تونس إلى إسرائيل وكذا السماح للسياح الإسرائيليين القادمين لتونس بعدم ترك جوازات سفرهم لدى مصلحة الجوازات كلما قدموا إلى تونس. وبعد أيام فقط من زيارة « جوزيف ستريك » إلى تونس، سافر وفد تونسي إلى إسرائيل في يناير 2005 يرأسه وزير السياحة « عبد الرحيم الزواري » لحضور حفل للطائفة اليهودية من أصل تونسي والتي يصل عددها اليوم في إسرائيل إلى حوالي خمسة وأربعين ألفا. ويرجح أن هذه الزيارة التي كانت شبه سرية هي التي أعدت رسميا لزيارة شاورن المرتقبة إلى تونس في نوفمبر المقبل، بحسب سليم بقة مدير مجلة « الجرأة » التونسية المعارضة. واللافت أن الإعلان عن هذه الزيارة جاء في « ذيل » قمة شرم الشيخ يوم 8-2-2005 التي جمعت شارون ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع الرئيس المصري حسني مبارك والملك الأردني عبد الله الثاني؛ وهو ما أعطى انطباعا بين الأوساط التونسية بأن النظام التونسي كان ينتظر أي بادرة تواصل بين « دول الطوق » وشارون لكي تجمل وتبرر قراره بتوجيه الدعوة لشارون. « الاستنجاد » بإسرائيل ولكن هل تواصل العلاقات واستمراريتها طوال السنوات العشر الأخيرة بين النظام التونسي والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة يفسر دعوة شاورن إلى تونس العاصمة، خاصة أن شارون لم يتسن له، منذ توليه رئاسة وزراء إسرائيل في 2001، زيارة أية عاصمة عربية، بل إن القمة التي جمعت شارون بالقيادات الفلسطينية والمصرية والأردنية في فبراير 2005 جرت في شرم الشيخ وليس في القاهرة، وخاصة أن اسمه ارتبط في الوجدان العربي بتورطه شخصيا في مذبحة صابرا وشاتيلا التي راح ضحيتها أكثر من ألفي لاجئ فلسطيني. قوى المعارضة التونسية فسرت دوافع الخطوة التي أقدم عليها النظام بكونها « استنجادا باللوبيات الإسرائيلية في الغرب للتحرك لكي توقف الدول الغربية مطالباتها المستمرة للنظام من أجل الإصلاح السياسي والديمقراطي والانفتاح على قوى المعارضة في الداخل ». وهو تفسير وجيه تماما بحسب عبد الوهاب الهاني رئيس تحرير مجلة « التونسي » الصادرة في باريس ويوضح الهاني لشبكة « إسلام أون لاين.نت » أن « هذه الدعوة ببعدها السياسي تؤكد محاولة النظام التونسي إدخال المعطى الإسرائيلي في المنطقة للتهرب من الانتقادات الأوربية ومؤخرا الأمريكية في مجال انتهاكات حقوق الإنسان، وهي انتقادات بات من الصعب على النظام تجاهلها خاصة مع التطورات الإقليمية التي تتجه نحو مزيد من الديمقراطية ». المعارضة التونسية عبرت بشكل قوي عن رفضها للزيارة، لدرجة أن الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية حذر من « انتفاضة شعبية » ما لم تتراجع السلطات عن دعوتها لشارون، فيما منعت قوات الأمن العديد من التجمعات والمظاهرات المنددة بدعوة شارون؛ وهو ما وصفته مصادر تونسية معارضة بأنه « حظر تجول غير معلن ». وكان لافتا أن الاتحاد العام التونسي للشغل (المنظمة النقابية الكبرى في تونس) ندد بقوة بزيارة شارون، وقال إنها تمثل « مسا بمشاعر شعبنا الذي يذكر العدوان الهمجي على حمام الشط سنة 1985 (الغارة التي قام بها الطيران الإسرائيلي على قرية تونسية) والجرائم التي ارتكبها شارون في حق شعب وعمال فلسطين من اغتيالات وقصف للمدنيين وتهديم للبيوت واعتقال لآلاف من الفلسطينيين ». وكان واضحا أن زيارة شارون اعتبرتها المعارضة والنقابات وقوى المجتمع المدني بمثابة تعبير عن « مأزق » النظام السياسي ورغبته في « الاستجارة بالخارج الإسرائيلي »، خاصة أن الأشهر الأخيرة شهدت انتقادات حادة من منظمات حقوقية دولية وصلت لحد مطالبتها بعدم عقد قمة المعلوماتية في تونس بسبب القيود التي تفرضها السلطات على مستخدمي الإنترنت وهيمنتها على وسائل الإعلام. غير أن « الدعوة » بحد ذاتها تبين في نفس الوقت « قوة » النظام واستهتاره بمشاعر الرأي العام التونسي إحساسا منه بأنه الفاعل الرئيسي على الساحة السياسية. وبصرف النظر عما إذا كانت هذه الخطوة تعبر عن « مأزق » النظام أو « قوته » فإنها تمثل بالأكيد « خطأ فادحا » ارتكبه، كما تجمع على ذلك المعارضة والرأي العام التونسي، وقد يدفع ثمنه مستقبلا… *ملاحظة: مقال السيد الهادي بن يحمد, مراسل « إسلام أون لاين.نت » في باريس رأيت أنّه يعبّر عن المرحلة الرّاهنة,ولذا أردت إدراجه ليطّلع عليه القرّاء الكرام , وحاصّة في ظلّ انتشار الإعلام الإفتراضي . إضفاء بعض التّوضيحات عن هذا الرِّبّي, يوسف ستريك الحاخام الصهيوني,وكما ذكر من مواليد تونس ,وهو من أكبر وأخطر المتطرفين الصهاينة الذين يكرهون العرب خاصة والمسلمين عامة ,وقد سمعت محاضراته على قناتهم (TFJ) قبل اختفائها إثر منع قناة المنار,وهو يمجّد شارون وأفعاله بالفلسطينيين ويحرّض ويؤلّب على العرب بالفرنسية طبعا,ويقول إنّ العالم يحسدنا لفكرنا وعلمنا وأموالنا ,ويذكر بعض كبارهم كابن ميمون بالأندلس وآنشتاين وروكفلّر وغيرهم…وأنّهم وإن لم يكونوا كعدد نجوم السماء عددا,فهم يساوون ذلك بإنجازاتهم ,كما يروي قصة إسماعيل وهاجر عليهما السلام و يغمز بأنّها أمة, وينزع عن اسماعيل حقّ الأسبقية لما له من حق الوراثة, كما يتجاهل مدين أحد أبناء ابراهيم ,وأبناءه الآخرين من نساء عربيات مذكورين في التوراة,وقال في إحدى محاضراته يروي فيها عن سبب بكاء اليهود عند حائط البراق ,أو المبكى كما يسمّونه فقال المسؤول ,ليس بكاؤنا على الخائط ,ولكن على ماوراء الحائط,أي على مسجد الصّخرة الذي يسعون لهدمه كي يقيموا هيكلهم المزعوم, ولذا أرى كراهة وحرمة مصافحته والإلتقاء به لأنّه من الجراثيم الفتّاكة ,وقد سرت عدوى تشييد القبور في ربوع تونس ,بنابل السنة الفارطة 2007وسيتبعها في سوسة وصفاقس وقابس, كي يترسّخ نفوذهم علنا بدون غطاء, وما تسيير طائرات العال من تل أبيب إلى جربة ,إلاّ دليل واضح ,على وكوع النّظام التونسي العميل ,للصهيونية والماسونية العالمية ,كما كشف النقاب عن نائب يهودي صهيوني في المجلس الوطني,البرلمان التونسي(rcd)الحزب الحاكم,ولا شكّ أنّهم يقودون الحزب الحاكم منذ عهد الحماية, وأحدهم « بوجناح » وجورج عدّة الذي توفّي السنة الفارطة ,ورثاه البعض من اليسار العلماني ببلاغة وحرقة فؤاد منقطعي النّظير,وغيره الكثير ممّن يحسبون من المناضلين ولا أدري أيّ نوع من النّضال غير بغريب البلاد وتركيزالهيمنة الغربية ,ثقافيا وروحيّا مع العلم أنّ الحزب الحاكم له توجّهات ماسونية منذ مؤتمر قصر هلال 1934,ثمّ اندرج علنا في النّهج اليساري الشيوعي الإشتراكي منذ السبعينيات ,بشهادة وزير الداخلية الأسبق ادريس ڤيڤة,والكلّ يعلم أنّ نظام بن علي ,يقود حربا شعواء على الدّين الحنيف لاهوادة فيها منذ عشريّتين ,حالف النّهج البورڤيبي المرن,ويريد مواصلة المسيرة دون اكتراث برفض الشعب لسياسته الخرقاء,وغير عابئ بما ستؤول إليه البلاد,وما تململ الشعب بجنوب البلاد إلاّ شرارة سيمتدّ أوارها عن قريب إذا ام تُراجع تلك السياسات,وعليه فإنّه بلغ سنّ التقاعد منذ العشرية المنصرمة ولم يفي بمت وعد,فلا يجب أن يغامر ويتّبع طريقة شمشون الجبّار(عليّ وعلى أعدائي) وعليه فستكون » تونس أوّلا  » في طريق التحرير,وليس طريق السقوط في مخالب الغرب الإحتلالي ,ونقولها بصراحة »مللناك  » فلا تكابر ولا تغامر بمصير البلاد والعباد. *أبوجعفرلعويني25/03/2008تمّ تنقيحه في 24/01/2009


بداية مقلقة للرئيس اوباما

 
عبد الباري عطوان بدأت ملامح السياسة الخارجية لادارة الرئيس الامريكي الجديد تتبلور بشكل تدريجي، فقد اغلق الملفات السوداء للحرب على الارهاب التي اعلنها سلفه جورج دبليو بوش، مثل معتقل غوانتنامو ومراكز التعذيب السرية المنتشرة في بقاع عديدة من العالم، معظمها في دول عربية للأسف، منهيا أسوأ التجاوزات وانتهاك حقوق الانسان في التاريخ الامريكي الحديث، ولكن الجانب المتعلق بمنطقة الشرق الاوسط، والصراع العربي ـ الاسرائيلي جاء ملتبسا وحافلا بالكثير من الثغرات المقلقة. صحيح ان الرئيس اوباما طالب بفتح المعابر ليتاح ادخال المساعدات الانسانية والمبادلات التجارية لأبناء قطاع غزة، واظهر تعاطفا مع معاناة ابناء القطاع، ولكنه لم يتطرق مطلقا الى المجازر الاسرائيلية وقتل الاطفال واستخدام القنابل الفسفورية المحرمة دوليا، وتدمير اكثر من ستة آلاف منزل وتشريد اربعة آلاف شخص. توقعنا من الرئيس الامريكي الجديد موقفا قويا ضد هذا الاجرام الاسرائيلي، خاصة بعد تسلمه مهام منصبه، وهو القادم من رحم المعاناة والفقر والحرمان والتمييز العنصري، حيث كان ممنوعا على والده ان يرتاد معظم المطاعم والنوادي بحكم لونه واصله الافريقي قبل خمسين عاما. توقعنا منه ان يدين هذه الوحشية الاسرائيلية بكلمات واضحة لا لبس فيها او غموض، تؤشر الى بدء مرحلة التغيير الذي وعدنا به، وتترجم اقواله حول التعامل مع المسلمين وفق اسس الاحترام والمصالح المشتركة. يبدو ان الرئيس اوباما نسي ان الفلسطينيين الذين تطحن عظامهم الدبابات وتحرق اجساد اطفالهم الطرية القنابل الفسفورية هم مسلمون بل وبشر ايضا. فقد ساوى في كلمته التي القاها اثناء تعيينه مبعوثيه الى المنطقة بين الضحايا الاسرائيليين والفلسطينيين عندما قال ‘قلقت للغاية للخسائر في ارواح الفلسطينيين والاسرائيليين خلال الايام الاخيرة’. مثل هذه اللغة يمكن ان نفهمها لو ان الرئيس الامريكي الجديد استخدمها اثناء حملته الانتخابية، او حتى قبل تسلمه مهام منصبه في البيت الابيض، ولكن ان يمسك العصا من الوسط الخطأ، وبهذه الطريقة، مساويا بين الجلاد والضحية، فهذا امر غير مقبول ومستنكر ويكشف عن بداية سيئة. الضحايا الاسرائيليون في هذه الحرب لم يزيدوا عن ثلاثة من المدنيين، وعشرة من العسكريين بينما استشهد اكثر من 1350 فلسطينيا في القصف الاسرائيلي الوحشي للقطاع معظمهم من الاطفال والمدنيين، فكيف يمكن التعامل مع خسائر الطرفين بالقدر نفسه من القلق والألم، ومن قبل رئيس امريكي يعرف جيداً جذور الصراع وأسبابه، مثلما يعرف جميع مستشاريه، ووزيرة خارجيته على وجه الخصوص، حجم التغول الاسرائيلي لسفك الدماء الفلسطينية بطريقة غير مسبوقة في التاريخ الحديث؟ جميل ان ينهي الرئيس الجديد حرب بلاده على الارهاب، واقراره باستحالة الفوز فيها، وحجم الدمار الذي خلفته على صورة بلاده، والنزيف المالي لاقتصادها وأموالها، ولكن الاجمل ان يلتفت الى الارهاب الاسرائيلي ايضاً، وقد شاهد فظاعاته بعينيه عبر شاشات التلفزة، حيث الصور المتفحمة للأطفال، والأب المكلوم الذي فقد زوجته وخمسة من أطفاله، او الأسر التي ابيدت بكاملها. والصورة لا تكذب مثلما يقول اول درس في الصحافة وعلوم الحروب. فإذا كان ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي اعترف بأنه اجهش بالبكاء لدى مشاهدته استغاثة طبيب فلسطيني خسر اطفاله الثلاثة عبر شاشات التلفزة، فإنه من المتوقع من رئيس امريكي ان يكون أكثر تأثراً بهذه المجازر، وأكثر تعاطفاً مع ضحاياها، مع تسليمنا بكذب اولمرت وكل المسؤولين الاسرائيليين الآخرين من امثاله، الذين يستمتعون بالولوغ في الدم الفلسطيني حتى الارتواء. لا نريد التعجل في استصدار الاحكام المسبقة على ادارة ما زالت في الايام الاولى لتوليها السلطة، ولكن المقدمات السيئة لا يمكن ان تؤدي الا الى نتائج اكثر سوءاً، ولهذا نجد لزاماً علينا ان نرفع صوتنا محذرين ومنبهين، قبل ان تقع الكارثة ويصعب التراجع عن الأخطاء. مطالبة حركة ‘حماس’ بالاعتراف باسرائيل في أول خطاب للرئيس الامريكي لشرح سياسته الخارجية هي احد ابرز الأمثلة على هذه المقدمات الخاطئة،خاصة ان هذه المطالبة تزامنت مع الالتزام الكامل بأمن اسرائيل، ودون توجيه اي لوم لها على افشال العملية السلمية والاستمرار في الاستيطان، وخنق الاقتصاد الفلسطيني، وبناء السور العنصري العازل، وقتل الآلاف من الفلسطينيين العزل، واسر اكثر من عشرة آلاف من خيرة ابنائهم. فلماذا المساواة في التعاطف مع ضحايا الجانبين، وعدم المساواة في اللوم، وتسمية الاشياء بأسمائها دون لف او دوران؟ فالفلسطينيون لا يحتلون ارض اسرائيل، ولا يرسلون طائرات ‘اف 16’ ومروحيات الاباتشي الامريكية الصنع لقصف الابرياء في حرب من اتجاه واحد. انهاء الحرب على ‘الارهاب’ دون انهاء الارهاب الاسرائيلي المستمر منذ ستين عاماً وبحماية امريكية، سيؤدي الى ظهور ‘ارهاب’ عربي اسلامي جديد اكثر خطورة وشراسة، لأن هؤلاء الاطفال الذين فقدوا اشقاءهم وامهاتهم وآباءهم، وشاهدوا الطائرات الاسرائيلية تطلق حممها فوق رؤوسهم، هؤلاء سيكونون أكثر شراسة في انتقامهم المشروع والمبرر في كل الشرائع الالهية والوضعية، اذا ما استمروا مشردين دون أمل ودون مستقبل. فمجازر غزة لم تدمر ثقافة السلام والاعتدال فقط، وانما اعادت إحياء ثقافة المقاومة بشكل أكثر قوة على طول العالم الاسلامي وعرضه، وكشفت السقوط الاخلاقي الغربي، والأمريــــكي بشكل عــــام في أبشع صوره وأشكاله، وإذا لم يعِ الرئيس الأمريكي الجديد وطاقمه هذه الحقيقة الناصعة فإن كل نواياه المعلنة حول اصلاح صورة بلاده البشعة جداً في العالم الاسلامي ستذهب سدى. ما زلنا نملك بصيص أمل في قدرة الرئيس الأمريكي الجديد على إحداث التغيير المطلوب في سياسة بلاده الخارجية، ليس لأن اسم والده ‘حسين’، ولا لانه أفريقي الأصل والملامح، وانما لان الاستمرار في سياسات الادارة السابقة في الضغط على الضحية، وابتزازها، لدفعها إلى تقديم التنازلات تلو التنازلات تحت ذريعة دفع عجلة السلام إلى الأمام سينعكس دماراً على الولايات المتحدة ومصالحها، في وقت هي في حاجة ماسة إلى الأمن والاستقرار لانقاذ اقتصادها المنهار، واستعادة قيادتها للعالم بأسره. الشعب الفلسطيني ليس بحاجة إلى مؤتمر للدول المانحة لتخصيص الأموال لاعادة الاعمار، وتمويل سلطة فاسدة فاشلة لم تعد تمثل أحداً، وانما بحاجة إلى مؤتمر سلام يستند إلى قرارات الشرعية الدولية، ويقول للاسرائيليين انكم اصبحتم عبئاً اخلاقياً وسياسياً وأمنياً على كاهل الغرب وشعوبه جميعاً، وبتّم مصدر تهديد لأمن العالم واستقراره بجرائمكم الارهابية ضد شعب أعزل، وهي الجرائم التي تغذي التطرف والتشدد، وتجعل من تنظيم ‘القاعدة’ تنظيماً معتدلاً بالمقارنة بما يمكن ان يظهر من تنظيمات جديدة في المستقبل. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 24 جانفي  2009)  

ما بعد غزة ..هل يتغير الفرز الغربي للإسلاميين؟
 
 
خديجة الزغيمي  شهدت السنوات الأخيرة، وتحديدا السنوات التي تلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، اهتماما من الدوائر البحثية الغربية بدراسة الحركات الإسلامية، وقد أسفرت الدراسات العديدة التي تمت في هذا المجال عن شيوع تقسيم لهذه الحركات إلى راديكالية ومعتدلة، وظهور عدد من المعايير للتمييز بينها، وكان على رأس هذه المعايير: موقف تلك الحركات من العنف. وعليه أصبح ينظر إلى الحركات التي لا تمارس العنف ولا تدعو إلى ممارسته على أنها حركات معتدلة يمكن التعامل معها بشكل من الأشكال. وفي هذا الإطار جاء تفاعل الحركات الإسلامية التي ينظر إليها على أنها معتدلة مع الحرب الأخيرة على غزة وقيادتها للتحركات الجماهيرية المتعاطفة مع الفلسطينيين، والمؤيدة لمنهج حماس في المقاومة، والمنددة بما اعتبرته تخاذلا من حكام المنطقة عن نصرة غزة؛ لتثير النقاش مجددا حول فكرة تقسيم الإسلاميين إلى متطرفين ومعتدلين ومعايير هذا التقسيم، وحول إذا ما كان وصف هذه الحركات بالاعتدال يتطلب منها تقديم تنازلات ما للوفاء بمعايير هذا التصنيف. كما أن التركيز على الصواريخ التي تطلقها حماس وفصائل المقاومة الأخرى والنقاش حول كونها تمثل بدءا بالعدوان أم دفاعا أم مقاومة مشروعة للمحتل، بالإضافة إلى حجم القتل والتدمير غير المسبوق الذي قامت به إسرائيل يثير التساؤل حول إذا ما كان العدوان على غزة أحدث تغييرا في الكيفية التي تنظر بها القطاعات المختلفة في الغرب إلى حركة حماس، وهل تعتبر حركة مقاومة أم حركة إرهابية تصنف في نفس خانة القاعدة؟ وحول مدى التشابه أو التفاوت في المواقف الرسمية الغربية في التعامل مع حماس. استمرار مفهوم الاعتدال يرى د. عمرو الشوبكي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن التمييز بين الحركات الإسلامية المعتدلة والمتطرفة لا يزال صالحا، ويرى أن الحركات الإسلامية التي عبرت عن تأييدها لحماس في الحرب الأخيرة لا يمكن أن تخرج من نطاق الاعتدال بهذا التأييد؛ لأنها لم تمارس عنفا ولم تسع إلى تغيير النظم السياسية القائمة بالقوة، والفعاليات التي أقامتها تندرج تحت التعبئة السياسية المشروعة التي مارستها أيضا قوى اليسار ومناهضو الحرب في جميع أنحاء العالم، وبالتالي فإن هذا لا ينتقص من مصداقية القوى المعتدلة، ولا يضعها في خانة التطرف، فالتضامن مع غزة جزء من العمل السياسي الشعبي الطبيعي. ويتفق باتريك هاني مع الشوبكي بالقول: إن التيار الذي يدعو في مراكز البحوث الغربية إلى الحوار مع قوى الممانعة في المنطقة بشكل عام، سواء كانت دولا مثل سوريا وإيران أو حركات إسلامية كحزب الله وحماس، قد اكتسب دفعة من أحداث غزة، فحزب الله بقى على أطروحته الوطنية وقصر نشاطه داخل حدود لبنان ولم يفتح جبهة جديدة في الحرب. ويستشهد هاني بنشر مجموعة الأزمات الدولية مؤخرا تقريرا جديدا يدافع عن أهمية التواصل مع الحركات الإسلامية كحماس وحزب الله وإدخالها في مناقشة ما مع الغرب، وبالتالي يرى هاني أن هذا التيار الذي كان قد بدأ في الصعود في بعض مراكز الأبحاث الغربية لا يزال مستمرا في النمو، أو على الأقل ليس في حالة تراجع، وأصبح الآن مسموعا كما ظهر في تغير بعض المواقف الأوروبية، ويمكن أن يمتد هذا التأثير في المستقبل إلى المواقف الأمريكية كذلك. ويلفت هاني النظر إلى أن تصنيف تلك الحركات ووصفها بأنها معتدلة لا يعني قبولها كما هي، وإنما يتوقع منها أن تقدم تنازلات، ويستشهد بما حدث في مؤتمر أقيم في واشنطن مؤخرا، حيث تحدثت مادلين أولبرايت عن قبول أو عدم قبول الإسلاميين وشروط هذا القبول، وقالت بوضوح: « نحن ندافع عن الديمقراطية، ولكن هناك ثمنا للدخول في النظام الديمقراطي »، أي أن على الإسلاميين دفع ثمن قبولهم، ومن ضمن هذا الثمن الاعتراف بإسرائيل. وتؤكد د. هبة رءوف، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن دوائر صنع القرار الغربية عند وصفها لحركة إسلامية ما بأنها معتدلة لا تنظر إلى درجة حدة خطاب هذه الحركة، وإنما إلى ممارساتها على أرض الواقع وتحديدا إلى عدم استخدامها للسلاح، وبالتالي فإنها لا تعير أهمية لخطاب حزب الله الملتهب بشأن غزة، وإنما المهم هو أنه لم يتدخل عسكريا في الحرب. ويذهب د. عمرو حمزاوي، كبير الباحثين في مركز كارنيجي الشرق الأوسط، إلى أن تصنيف الحركات الإسلامية إلى معتدلة وعنيفة أو متطرفة هو تصنيف تم تطويره واعتماده وقبوله، ليس فقط في الغرب ولكن في العالم الإسلامي كذلك، وأن أساس هذا التصنيف هو ممارسات تلك الحركات في السياسة الداخلية وعدم ممارستها للعنف في بلدانها، وقد اعتاد الغرب عند حدوث أزمات إقليمية كما حدث عند احتلال العراق وحرب لبنان 2006 والآن الحرب على غزة أن تدعم جميع الحركات الإسلامية المقاومة، وبالتالي لن تمثل ردود الأفعال على ما حدث في غزة نقلة نوعية لتوجه الحركات الإسلامية المعتدلة من وجهة نظر الغرب. ويرى حمزاوي أن مسألة التعامل مع الحركات الإسلامية قد حسمت في الغرب، حيث تم تجاوز موقف عدم التعاطي المطلق مع هذه الحركات إلى العمل على إيجاد مساحة للالتقاء والتعامل والفهم على اعتبار أن الحركات الإسلامية عامل مؤثر في مجتمعاتها، ولا بد من الانفتاح عليها كما يتم الانفتاح على غيرها من القوى السياسية، ويعتقد حمزاوي أن التطورات التي تحدث في المنطقة لن تؤدي إلى النكوص عن هذا الموقف.
 د.عمرو حمزاوي ويبدي سندر العمراني، الباحث السياسي في مجموعة الأزمات الدولية، رأيا مشابها، حيث يرى أن الحركات الإسلامية المعتدلة لا تزال راغبة في الالتزام بقواعد اللعبة السياسية في بلدانها، ويضرب المثل بالإخوان المسلمين في مصر التي على الرغم من قيامها بالعديد من التظاهرات واعتقال السلطات لعدد كبير من أعضائها فإن قياداتها عملت على كبح حماسة شبابها الذين رغب بعضهم في القيام بأعمال رمزية معادية لمبارك كحرق صوره على سبيل المثال، ويسحب العمراني نفس التحليل على إسلاميي المغرب، ويخرج بأن الحركات الإسلامية المعتدلة تلتزم الحذر في ردود فعلها فيما يتعلق بعلاقتها بالحكومات. ملاحظات على مفهوم الاعتدال وعلى عكس الآراء السابقة يعتقد مصطفى أوزجان، الكاتب التركي، أن مصطلح الإسلاميين المعتدلين كان من ضمن المصطلحات التي صكتها إدارة بوش وأطلقتها على بعض الحركات الإسلامية المتواطئة معها، وأن هذا المفهوم شهد تراجعا في الفترة الثانية من حكم بوش، ويتوقع أوزجان أن يتخلى أوباما عن هذا التصنيف تماما. ويؤكد أوزجان أن هذا التصنيف خاطئ من البداية، فمفهوما التطرف والاعتدال نسبيان، كما أن الحركات الإسلامية ليست جامدة ومواقفها تختلف من حين لآخر، وأحداث غزة أدت في تركيا على الأقل إلى توحيد موقف التيارات الإسلامية، ويقول أوزجان إن حزب العدالة والتنمية التركي كان ممن ينظر إليهم على أنهم إسلاميون معتدلون ويتم الترويج له ليكون نموذجا للتيارات الإسلامية الأخرى، ولكن بعد المواقف التي اتخذها في حرب غزة يبدو أنه سيخرج من هذا التصنيف. ومثل أوزجان يعتقد عمر دوران، المحلل السياسي التركي، أن الحرب على غزة قد أثبتت للحركات الإسلامية التي يطلق عليها معتدلة مثل حزب العدالة والتنمية في تركيا أن السياسات المعتدلة التي انتهجتها مع الغرب، وخصوصا مع الدولة الصهيونية، غير مفيدة، وأن المقاومة والصمود أمام هذا العدوان كان أمرا ضروريا ولا بد منه، وهذا ما أدى إلى ذهاب حكومة العدالة بعيدا في علاقتها مع حماس. وفيما يتعلق بتأثيرات هذا الموقف على علاقة هذه الحركات المعتدلة، وخصوصا العدالة والتنمية، بالغرب يرى دوران أن حكومة العدالة ستتعرض لضغوط من قبل الحكومات الغربية بسبب دعمها للمقاومة ضد الإسرائيليين، ولكنها لن ترضخ لتلك الضغوط. ويرى د. عبد العالي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي، أن فكرة تقسيم الحركات الإسلامية إلى معتدلة ومتطرفة مشوبة بنوع من الحذر منذ البداية، فإذا كانت الحركة الإسلامية متحكما فيها من الناحية السياسية ولا تستطيع الوصول إلى الحكم تعتبر معتدلة، ولكن إذا كانت الحركة تهدد التوازنات الداخلية ويمكنها أن تصل إلى السلطة عبر الانتخابات تصبح غير معتدلة، ويضرب حامي الدين المثل هنا بحماس، حيث كان ينظر إليها قبل الفوز بالانتخابات على أنها حركة يمكن التعامل معها، ولكن بعد الأغلبية التي أحرزتها في الانتخابات لم تعد تعتبر معتدلة، على الرغم من التنازلات التي قدمتها. ويعتقد حامي الدين أن مفهوم الإسلاميين المعتدلين يندرج في إطار الإستراتيجية الأمريكية الهادفة إلى إدماج الإسلاميين في العملية السياسية، ولكن بالشكل الذي لا يهدد استمرارية الأنظمة العربية والمصالح الأمريكية. وترجع بداية الترويج لفكرة الاعتدال – كما يقول – إلى مرحلة بداية المواجهات الأمريكية مع القاعدة والجماعات الراديكالية التي تتبنى العمل المسلح ضد أمريكا، وبالتالي تم تبني هذا الفرز ليتسنى الاستفادة من الحركات المعتدلة لمواجهة تلك المتطرفة، ويرى حامي الدين أن فكرة التقسيم هذه لا تحظى بالأغلبية في الدوائر الأكاديمية في أمريكا وأوروبا. حماس والقاعدة وفيما يتعلق بتأثير الحرب على غزة على الموقف من حماس يعتقد العمراني أن الحكومات الغربية والعربية والباحثين المهتمين بشئون المنطقة يفهمون جيدا أن حماس مختلفة عن تنظيم القاعدة وعن السلفية الجهادية، وحتى الحكومات التي لا تقبل حماس كإسرائيل وأمريكا تفهم الفرق بين حماس والقاعدة، فحماس تحارب لأنها حركة مقاومة وطنية تسعى إلى تحرير أراضيها، وبالتالي فإن هدفها من القتال واضح، وليس كما هو الحال مع القاعدة، ويعتقد عمراني أن هذه التفرقة لا زالت واضحة حتى بعد حرب غزة. ولا يعتقد أن الحرب على حماس نظر إليها على أنها حرب على الإرهاب إلا من قبل فئة قليلة من السياسيين الأمريكيين الذين يدعمون إسرائيل بقوة، نتيجة لتأثير اللوبي اليهودي في السياسة والإعلام الأمريكي، وبالطبع من قبل الإسرائيليين الذين يعتبرون أنهم يشنون حربا على الإرهاب متمثلا في حماس. لكنه يرى أن الحرب قد أثرت على موقف حماس ولكن بشكل آخر، فحماس في رأيه أصبحت أكثر مرونة، ويستدل على ذلك بحديث خالد مشعل عن هدنة طويلة مع الإسرائيليين، كما أنه قبل الحرب كانت السياسة المتبعة دوليا مع حماس هي مقاطعتها وعدم الدخول في حوار معها، وهي السياسة التي أثبتت فشلها وأدت إلى الحرب في النهاية، بينما الآن هناك محادثات بين الاتحاد الأوروبي وحماس، بالإضافة إلى ما يتردد عن استعداد أوباما للحوار بشكل ما مع حماس. وبدوره يرى دوران أن منهج حماس مختلف تماما عن منهج القاعدة، فحماس قطعت شوطا كبيرا في الحلبة السياسية، كما أن حماس تنشط في منطقة محددة هي فلسطين، أي أن حماس تؤدي مهمة وطنية منطلقة من منظور إسلامي، بينما القاعدة تعمل في أي مكان في العالم، ويعتقد دوران أن هذا التفريق بين حماس والقاعدة موجود في العالم الغربي، وأن الفرق بينهما تبلور بشكل أفضل بعد الحرب الأخيرة، حيث أصبحت حماس لاعبا إقليميا، بل دوليا، كما أنها تجلس على طاولة المفاوضات مع حلفاء أمريكا في المنطقة، وبالتحديد مصر وتركيا، بل إنها دخلت في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، وكل هذا لا ينطبق بالطبع على القاعدة. الموقف الدولي من حماس ويعتقد هاني أنه بات واضحا أن الحرب هي على الفلسطينيين لا على حماس، فالحرب الأخيرة وضحت الموقف وبينت أن هناك طرفا معتديا هو إسرائيل، والمعتدى عليهم هم الفلسطينيون، حتى إن كانوا هم الذين بدءوا بإطلاق الصواريخ، وبدا أن حركة حماس كانت في وضع دفاعي حتى مع إطلاقها الصواريخ. ويلفت هاني إلى أن هناك أمرا مهما وغير معروف في العالم العربي، وهو أن جزءا لا بأس به من الدبلوماسيات الغربية تتعاطف مع القضية الفلسطينية، من باب رفض السياسات الإسرائيلية، أو حتى من باب الإنسانية؛ تعاطفا مع الشعب الفلسطيني، ولكن هذا لا يظهر في وسائل الإعلام. فيما يرى أوزجان أنه على الرغم من أن الموقف الأمريكي والغربي بشكل عام تجاه حماس أقل تشددا من الموقف تجاه القاعدة، فإن أمريكا تعتبر حماس منظمة إرهابية وتستهدف من يصنفون بأنهم مع حماس بالاعتقال أو الترحيل. ويوضح حمزاوي الفرق بين الموقفين الأمريكي والأوروبي تجاه حماس، فهناك توافق أوروبي غير معلن على إمكانية الحوار مع حماس مع اختلاف في الدرجة بين الدول الأوروبية، فالدول الإسكندنافية متفقة على الحوار مع حماس وحزب الله وترفض النظر إلى حماس كحركة إرهابية تساوي القاعدة، بينما يبدو موقف دول أوروبية أخرى كفرنسا وبريطانيا أقل وضوحا، وإن كان حديث المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية يوم 21-1-2009 عن استعداد فرنسا للحوار مع حماس في حال نبذها للعنف قد يشير إلى حدوث تغيير في الموقف الفرنسي. أما الموقف الأمريكي فعلى الرغم من أنه يصنف حماس رسميا كحركة إرهابية فإنه يدرك الفرق بينها وبين القاعدة، فالقاعدة تعتبر منظمة إرهابية تهدد المصالح الأمريكية، أما حماس فلا ينظر إليها من جانب تبنيها العمل المسلح فحسب، وإنما هناك إدراك للأدوار الأخرى التي تقوم بها، وصحيح أن أمريكا لا ترغب في الاعتراف بأهمية الانفتاح على حماس وحزب الله، ولكن هناك محاولات للتعرف على طريقة تفكير حزب الله وحماس، وهناك تواصل غير مباشر بين أمريكا وحزب الله، إذ إن أمريكا لا تستطيع التوقف عن التواصل مع هذه الحركات بسبب التأثير الكبير الذي تتمتع به. ويرى حمزاوي أنه من الصعب الآن الحديث عن التداعيات المحتملة للحرب على غزة في تدعيم أي من موقفي الانفتاح الجزئي على حماس، أو اتباع سياسة إقصائية معها، خاصة أن هناك تطورات أخرى سيكون لها تأثير في هذا الصدد، منها الإدارة الأمريكية الجديدة، وكذلك طبيعة الحكومة التي ستتشكل في إسرائيل، نتيجة للانتخابات المقبلة، ولكنه يعتقد أن إدارة أوباما ستكون أكثر رغبة في خلق مساحات للتعامل مع حماس بصورة غير إقصائية. ويركز حامي الدين كذلك على الخلافات في المواقف الأوروبية تجاه حماس، ويرى أن أمريكا تعتبر حماس حركة إرهابية رغم أنها تدرك جيدا أنها حركة مقاومة وطنية، ولكن بما أنها تهدد الأمن الإستراتيجي لإسرائيل فإنها تعتبر منظمة إرهابية، وينطبق الأمر ذاته على حزب الله، ويشير إلى أن استطلاعات الرأي أفادت أن نسبة كبيرة من الرأي العام الأوروبي تعتبر حماس حركة مقاومة وطنية. ويرى أن حدوث تحول في المواقف الغربية من حماس يعتمد على مواقف الأنظمة العربية، فإذا حسمت تلك الأنظمة موقفها باعتبار حماس حركة مقاومة، واتجهت إلى دعمها فسيكيف الأوروبيون خطابهم حسب هذا المقتضى، خاصة بعد فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها في غزة، وبرهنة حماس أنها حركة سياسية شعبية متجذرة في الواقع الفلسطيني. بينما يرى الشوبكي أن حدوث تغيير في الموقف الغربي من حماس يتوقف على قدرة حماس على إدارة صراعها السياسي بشكل أفضل، والاستفادة من تولي الإدارة الأمريكية الجديدة، ومن السقوط الأخلاقي الإسرائيلي الذي تجلى في الحرب الأخيرة. صحفية مصرية (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 22 جانفي  2009)


خبراء يرون في ذلك تأكيدا من حماس على أنها

رقم يصعب تجاوزه في أي اتفاق بشأن القطاع حكومة هنية تحكم سيطرتها على غزة

 

علا عطا الله    غزة – انتشـار عناصـر الشـرطة بزيهم الرسمي؛ لفرض الأمن، وتنظيم المـرور، ومراقبة الأسعار، ومـلاحقة المحتكـرين، وعـودة الموظفين إلى عملهم، ونقل موظفي الوزارات المُدمرة إلى أماكن أخـرى، واعتـقال وإعدام العشـرات من العمـلاء الذين حـاولوا ضرب المقاومة ومـدّ الاحتلال بمعلوماتٍ عن المقاومين، وصرف مساعدات عاجـلة للمُتضررين من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ولجان لتقييم الدمار الذي خلّفته الحـرب، والمدارس تفتـح أبـوابها مجددا. بهذه الخطوات، وغيرها، تظهر حركة المقاومة الإسلامية « حماس » سيطرتها القوية على غزة ربما بدرجة أكبر مما كان عليه الوضع قبل « حرب كسر الإرادة – 3″ التي شنها الاحتلال يوم 27-12-2008، واستمرت 22 يوما، وهو ما يؤكد أن الحركة تمسك بخيوط اللعبة السياسية في غزة، وأنها رقم يصعب تجاوزه في أي تفاهمات أو اتفاقات بشأن القطاع، وفقا لخبراء في تصريحات منفصلة لـ »إسلام أون لاين. نت ». استمع إلى: هنية يعلن النصر ويعد بالإعمار ويدعو للمصالحة طالع أيضا: مطالب أوباما من: حماس.. إسرائيل.. مصر.. العرب إسرائيل تمسح « جحر الديك » عن خارطة غزة الحركة، وبعـد أن انتهت الحرب صباح الأحد الماضي، بدأت وبقوة استعادة سيطرتها على غزة، وقال إيهاب الغصين، المتحدث باسم وزارة الداخلية بحكـومة إسماعيل هنيـة المقالة، إن أجهـزة الأمن التابعة لحماس باشرت أداء مهامها، وإن عناصـرها انتشروا في الطرقات بزيهم الرسمي لتوفير الأمن للمواطنين. ولفت الغصين إلى أن مهام عناصر الشرطة لا تقتصر على حفظ الأمن، وإنما أيضا تنظيم المرور ومراقبة الأسعار ومطاردة المحتكرين، حتى لا يستغلوا معاناة الأهالي في تحقيق مصالحهم الخاصة. ولكون القصف الإسرائيلي استهدف كافـة المقرات الأمنيـة والحكومية في غـزة أوضح الغصين في تصريح لـ »إسلام أون لاين.نت » أنهم تغلبـوا على هذه المعضـلة بالانتقال إلى أماكن أخرى، واستدرك: « سنعمل في الميدان، ووسط المواطنين من أجـل فرض النظـام ». إعدام العملاء اعتقال وإعدام العشرات من العملاء الذين حاولوا ضرب المقاومة، وإعطاء معلومات عن المقاومين خلال فترة الحرب، تكشف – بحسب الغصين – « مظهرا آخر من مظاهر إحكام السيطرة مجددا على غزة ». وسبق أن كشف الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، في حوار نشرته وكالة « سما » الإخبارية الفلسطينية الأربعاء الماضي أن الحركة أعدمت خلال الحرب عددا من العملاء لصالح إسرائيل. وأسفرت الحرب على غزة عن استشهاد نحو 1315 فلسطينيا، بينهم 410 أطفال و108 نساء، وجرح أكثر من 5400 آخرين؛ بحسب المصادر الطبية الفلسطينية. ومن مظاهر سيطرة حماس المحكمة على مقاليد الأمور قرار حكومة هنية صرف مبلغ 40 مليون يورو (57.4 دولار أمريكي) للمتضررين من الحرب، وفقا لما أعلنه طاهر النونو الناطق باسم الحكومة. خطة أولية على صعيد جهود إعادة إعمار غزة، قال الدكتور محمد عوض الأمين العام لمجلس وزراء الحكومة المقالة، إن الحكومة أعدت خطة أولية سريعة لإعادة إعمار المناطق التي دمرتها قوات الاحتلال، وقدر جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني الخسائر الاقتصادية المباشرة في غزة بـ1.9 مليار دولار. وأوضح عوض في تصريح صحفي أن الخطة تتألف من مرحلتين: الأولى: هي المساعدة العاجلة، و »هذه جاري العمل بها حاليا. والثانية: بناء المنازل والمرافق والطرق التي دمرت، وستكون جاهزة في أقرب وقت ممكن ». وأضاف أن الحكومة، عبر مؤسساتها، خاصة وزارة الشئون الاجتماعية، ستصرف مساعدات عاجلة لأصحاب المنازل المدمرة لحين إعادة بنائها. وستوزع حماس أربعة آلاف يورو (5200 دولار) على كل أسرة دمر القصف الإسرائيلي منزلها. لجنة عليا للإغاثة وقالت الحركة إنها ستشكل لجنة تحت مسمى « اللجنة العليا للإغاثة »، برئاسة وزير الشئون الاجتماعية، أحمد الكرد، تكون مسئولة عن توزيع نحو 35 مليون يورو (45 مليون دولار) على من فقدوا أفرادا من أسرهم في الحرب، بواقع ألف يورو (1300 دولار) لأسرة كل شهيد. وشددت حماس على أن اللجنة « ستكون الجهة الوحيدة المشرفة على توزيع المساعدات، وستكون على اتصال مع كافة الجهات، سواء الداخلية أو الخارجية، لتنظيم عمليات الإغاثة ». وقال وزير الشئون الاجتماعية: « إننا حكومة مسئولة عن قطاع غزة، ومكونة من وزارات لديها ميزانيات، تماما كما في بقية بلدان العالم ». لغة ما بعد الحرب رائد نعيرات، المحلل السياسي الفلسطيني، يرى في مظاهر سيطرة حماس على غزة بعد الحرب « رسـالة للجميع في الداخل والخارج ». وأردف نعيرات في تصريح لـ »إسلام أون لاين.نت »: « حماس أثبتت وبكل وضوح أنها في الميدان، وأن أهداف العدوان الإسرائيلي في القضاء عليها أو إضعافهـا فشـلت ». ورأى أن « إحكام حماس سيطرتها على غـزة سيزيد ثقـتها بنفسـها، وهذا سيقودها إلى التعاطي مع أي ملفات وفق رؤيتها، مثل الحوار الفلسطيني الفلسطيني، والمعابر، وخاصة معبر رفح، وملف الجندي الإسرائيلي الأسيـر جلعاد شاليت.. الحركـة ستبدأ التفاوض وفق لغتها ووفق المعادلة التي أحدثتها نتائج الحرب ». وتوافق أيمن يوسف المحلل السياسي الفلسطيني مع نعيرات في أن « حماس ستتعامل مع الواقـع من حـولها بعـد الحرب بأسلوب مُغايـر عما كانت تتعامل به قبلها ». وأضاف يوسف في تصريح لـ »إسلام أون لاين.نت »: « الآن حماس تقول للخارج والداخل معا، ومن خلال فرضها للأمن وعودة المؤسسات الحكومية والأمنية للعمل، إنها القـوة المؤثـرة والمسيطرة على غزة ». ورأى أن « حماس من خلال سيطرتها على مقاليد الأمور تقول لحركة (التحرير الوطني الفلسطيني) فتح إنها الآن من يُمسك بخيوط اللعبـة، وتؤكد للأطراف الخارجيـة أن حماس رقم صعب لا يمكن تجاوزه، وأن أي تفاهمات واتفاقيات لن تتم إلا بموافقتها ». حقبة جديدة إحكام حماس سيطرتها على غـزة ركزت عليه الصحافة الإسرائيلية، ورأى المحلل السياسي بصحيفة ‘هاآرتس’ الإسرائيلية، عاموس هارئيل، أنه بعد مرور عدة أيام على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بدت حقبة جديدة في تاريخ الحركة، التي دأبت على بث صور من غزة توضح أن الحياة عادت إلى مجراها الطبيعي؛ حيث يقوم رجال الشرطة بتسيير السيارات وفق القانون في قلب القطاع. والمعركة الآن، وفق المحلل الإسرائيلي، هي على الأموال التي تبرعت بها المملكة العربية السعودية والدول الأوروبية، وتفيد التقديرات بأن إعادة الإعمار تتطلب 2.5 مليار دولار، وحماس تريد أن تقوم بالإعمار كما فعل حزب الله في لبنان بعد حرب صيف 2006. واعتبر أنه إذا نجحت الحركة في ذلك فستزيد شعبيتها، وتؤكد أن نظامها ما زال شرعيا، وشدد هارئيل على أن « حماس تتصرف وكأنّها المنتصر، ولها سبب مقنع، فإلى جانب المفاوضات مع فتح لتشكيل حكومة وحدة وطنية من موقع قوة، لا يوجد حركة فلسطينية منذ بداية النزاع تلقت ضربة كالتي تلقتها حماس ووقفت بقـوة بعد ذلك ». (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 24 جانفي  2009)


حماس خرجت من القتال أقوى

 

تسفي بارئيل -هآرتس مراسل الصحيفة للشؤون العربية   هذا هو التوقيت الجديد في اسرائيل: « بعد يوم »، « بعد يومين »، « بعد ثلاثة ايام » – بعد وقف النار، موعد بدء الفصل الجديد في تاريخ حماس، الموثق جيدا في الصور التي تصل من غزة: شرطة السير توجه الحركة، جرافات الحكم تخلي الحطام، معتقلون يعادون الى المعتقل والمراقبون يتأكدون من أن التجار لا يرفعون الاسعار. الان يبدأ الانتظار للمال الكبير. مليار دولار، تبرع السعودية، ومبلغ كهذا من باقي الدول العربية وبرامج التبرعات الخاصة للتلفزيونات الفضائية. الدول الاوروبية ايضا ستقدم تبرعات لاعادة بناء القطاع، على ما يبدو من خلال البنك الدولي وان كان حجمها وطبيعتها لم يتبلورا بعد. التقدير هو أن غزة تحتاج الى نحو 2 مليار دولار لاعادة بناء نفسها ولنحو 500 مليون دولار اخرى للادارة الجارية. السؤال الكبير هو لمن سينتقل المال ومن سيشرف عليه – حماس أم السلطة الفلسطينية؟. ترغب حماس في أن تتبنى الدور الذي اخذه حزب الله على عاتقه بعد حرب لبنان الثانية وتكون الممول الحصري لاعادة بناء القطاع. وهكذا سيكون بوسعها ليس فقط ان تطمس مسؤوليتها عن الاضرار بل وان تعرض نفسها ايضا كحكم شرعي يحظى باعتراف دولي، إذ ان من ينقل المال لحماس فانه على أي حال يعترف بحكمها وقدراتها. الانجاز السياسي لحماس ليس متعلقا بما يفكر به الجمهور في غزة. « على أي حال سنسير نحن الان الى الانتخابات، وكل شيء سيتقرر من فوق رؤوسنا »، قال لـ « هآرتس » رجل اعمال غزي نجح في الخروج من القطاع قبل وقت قصير من الحرب. ماذا عن العصيان المدني؟ الانقلاب ضد حماس؟ « اليوم كل واحد يبحث عن عنوان لمساعدته، سواء كان هذا حماس، فتح، الله او الشيطان. ليس لاحد القوة او الرغبة في التوجه نحو الثورات. ليست حماس هي التي تلقت الضربة، بل نحن الذين تلقيناها ». لهذا النهج ينضم ايضا امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه: « لم يسأل احد الشعب الفلسطيني قبل ان يخرج الى الحرب، ولا احد يسأله الان كيف الاستمرار »، قال، وبدت اقواله كاقتباس كامل عن تصريحات رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة بعد حرب لبنان الثانية. السلطة الفلسطينية وان كانت تتمتع بتأييد الولايات المتحدة، اوروبا وبعض الدول العربية، الا انها مثل الحكومة اللبنانية التي حاولت التصدي لحزب الله، فان السلطة هي الاخرى تعرف بان التأييد من الخارج لا يمكنه ان يجعل الرئيس محمود عباس (ابو مازن) يحكم رئيس وزراء حماس اسماعيل هنية او رئيس المكتب السياسي في دمشق خالد مشعل. عندما يفكر الفلسطينيون بالعودة الى الحوار الداخلي استعدادا لاقامة حكومة وحدة، واضح للطرفين ان حماس خرجت من الاسابيع الثلاثة للقتال معززة القوة بالذات. كبار رجالاتها في غزة باتوا يتجولون في الشوارع، ولا يخشون من تصفية مركزة من جانب اسرائيل وقيادة الحركة – في غزة وفي دمشق – متحدة الان، ولم تعد بحاجة الى التصدي لمزاعم الخلافات بين رجال الداخل ورجال الخارج. الاضطرارات السياسية الداخلية والخارجية قربت بينهم. حماس الداخل تحتاج الى القيادة في دمشق لتوجيه الدفة بين سوريا وايران وبين مصر والسعودية؛ حماس الخارج تحتاج الى القيادة في غزة كي تنفذ العمل على الارض، ان تظهر القدرة على الادارة والتحكم لدى الحركة.  الان يستعدون للضغط الكبير من الدول العربية وبعض الدول الاوروبية، وعلى رأسها فرنسا، لتوحيد الصفوف الفلسطينية واقامة حكومة وحدة وطنية مع فتح. وسيكون هناك من سيشترط نقل الاموال بمثل هذه الحكومة – بالضبط مثلما تشترط مصر فتح معبر رفح بان يمكث هناك تمثيل عن السلطة الفلسطينية. لهذا بالضبط تنتظر حماس: المصالحة هي الرافعة السياسية. هذا الاسبوع اوضح رجل السلطة عبدربه بان الخطر يكمن بالذات في طلب مشاركة السلطة في معبر رفح. فقال: « معنى الامر اننا حكومتين ودولتين ولكل واحدة منها تمثيل في معبر الحدود. هذا يبدأ بتقاسم السيطرة على الحدود وبعد ذلك ينتقل الى تقاسم الحركتين للمناصب ».  ابو مازن يتطلع الى اقامة حكومة وحدة تدير فلسطين بأسرها – في قطاع غزة ايضا – واذا كانت هناك حاجة، فستعقد انتخابات. وهكذا كفيلة حماس بان تحقق في اعقاب هذه الحرب مكانة مشابهة لتلك التي حققها حزب الله في اعقاب حرب لبنان الثانية – شريك في الحكومة. خيارها العسكري سيواصل التهديد، ليس فقط على اسرائيل – بل وايضا على العلاقة الهزيلة بين الدول العربية. وبالذات من موقف الضعف ستصل الى الحوار الفلسطيني الداخلي من نقطة مساومة افضل.  يحتمل أن في الزمن القريب سيتعين على اسرائيل ايضا ان تعيد النظر في سياستها. فهل ستتمسك بمقاطعة حكومة وحدة فلسطينية وهكذا تكرر خطأها في 2006 – ام تعترف بانه في ظل عدم وجود مسيرة سلمية من الافضل تبني حكم فلسطيني موحد طالما يحافظ على الهدوء العسكري.
(المصدر: صحيفة هآرتس بتاريخ 24 جانفي 2009 )

 

القدس.. المقاومة في معركة الوعي والذاكرة

 

شفيق عبد الله جرادي    للمصطلح في مجال التداول بين الناس أهمية استثنائية.. ذلك أن التعبير عن المخزون النفسي والذهني ونقله للآخر إنما يكون باللغة التي قد تتكثف أحياناً فتعبِّر عن فكرة أو موضوع أو قضية من خلال استخدام المصطلح. ولا يخفى أن طرح مصطلح ما، قد يثير في ذهن المتلقي أو نفسه حالات خاصة تؤثِّر في نظرته وموقفه.. لذا فإن اهتماما خاصا يحصل عادة في حفر مصطلح من المصطلحات في القضايا العلمية أو السياسية، بل في الحروب حينما يقرِّر المتصارعون خوض حرب نفسية بينهم. ولو أخذنا للإشارة إلى هذه الحقيقة أمثلةً من مثل: (النكبة)، (النكسة)، (الصراع أو النزاع العربي – الإسرائيلي)، (الانتصار)، (الانتصار الإلهي).. لكل واحدة من هذه التعابير الاصطلاحية دلالاته الخاصة التي ألقت في حركة مسار الأمَّة وقائع وتأثيرات عميقة لا يمكن تجاهلها. في توليد المصطلحات كما أن هناك أمرًا يخص توليد مصطلح جديد، أو توليد دلالات جديدة لمصطلح قديم يراد استخدامه ضمن مقاصد جديدة أو إضافية، إنما يحتاج لتثقيفٍ مبرمجٍ وواضح حتى يؤدّي المصطلح وظيفته المرجوَّة. فعلى سبيل المثال اعتاد العقل العربي أن يتعامل مع مصطلح الثقافة على أنه مجرّد تراكم معلوماتي أو في أحسن الأحوال هو عبارة عن نحوٍ من المعرفة التي تؤثر بالسلوك، ولكن السلوك المحايد.. مما جعل المصطلح دون فاعلية في الحراك الملتزم، فحينما رصد البعض تداولا لمصطلح ثقافة المقاومة، أخذ بربطها بمصدر حركة المصطلح وهي حركات النهوض التحرري التي تتصدرها الحركات الإسلامية المقاومة. فاعتبر أن الكلام عن ثقافة المقاومة فيه تسويغ للمنطلقات الإسلامية، الأمر الذي دعاه لرفض المصطلح والذهاب للقول: إن المقاومة فعل التزام، وإن التأييد الشعبي لها إنما هو تعبير عن مزاج شعبي قد يتكيّف مع القوميين تارة، وأخرى مع الإسلاميين، وثالثة مع الطروحات الوطنية. الذاكرة الثقافية الشعبية علما بأن الحديث عن الثقافة أمرٌ يختلف في مضامينه بحسب الأفق الذي ينتمي إليه، وثقافة المقاومة هنا هي ثقافة ملتزمة بالقضايا المحقة لعالمنا العربي، والإسلامي في التعبير عن موقفها من مشكلاتها الكبرى، كالصراع مع إسرائيل أو مشكلة الاستبداد، وما هذا التماهي الشعبي مع ثقافة المقاومة إلا بسبب ارتباط الذاكرة الشعبية مع الوعي الحاضر الذي ولدته تجارب الحركات الإسلامية على صعيد المقاومة. من هنا فإن مثل هذا المصطلح خرج من إشكالية الترف الفكري الذي كانت تعاني منه ثقافتنا من جهة، كما أنه خرج من إشكالية الأيديولوجيا التي عرّفوها بالوعي المزيّف للواقع؛ لأنها لم تخرج من الواقع، بل هي أفكار تم إسقاطها على الواقع. أمَّا مع تجربة المقاومة الإسلامية فإن التجربة سبقت التنظير، وحينما تمّ التداول بمصطلح ثقافة المقاومة فإنما كان المقصود لواقع يتماهى مع الوعي بالتجربة الحاضرة والتي لم تجد نفسها في شقاق وخصام مع الذاكرة التاريخية. وعليه؛ فإن من المفيد أن نحدِّد المقصود من مصطلحي الوعي والذاكرة في الدائرة التي نهتم بها. أولا: المقصود بالوعي: هو التبصُّر بالواقع أو الأحداث أو المعلومات، والنظر لأي معرفة برؤية تعكس الموقف الإنساني الذهني والنفسي والمسلكي من الحقائق والاعتبارات المحيطة. إذ قد تتعرّض أمّة من الأمم أو جماعة من الجماعات أو فرد من الناس لحرب أو ابتلاء يعمّ جميع الناس دونما تمييز بين مؤمن بالله مثلا، أو غير مؤمن به سبحانه، لكن الوعي لهذه الحرب أو الابتلاء يختلف بين فرد وآخر، فالموت وإن كان حقا على الجميع فإن البعض قد يعتبره نهاية وجوده، وآخر قد يعتبره مرحلة جديدة من الحياة نحو عالم أسمى، مع أن الموت وقع على الجميع. حين يقع البلاء لذا فقد يسمّي البعض الحرب سقوطا في الهزيمة، وقد يراه البعض مشكلة تولّد فرصة للانتصار، بل حتى الهزيمة الظاهرة على المدى القصير قد يراها البعض انتصارا للثبات في طريق إحقاق الحق، فيسمّي الموت فيها شهادة، أو صدق الوعد الإلهي والنبوي كما في قوله سبحانه: ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً﴾ [الأحزاب:22]، أو قوله سبحانه: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة:155: 157]. فحينما تقع الحرب أو البلاء هناك من يضعف وينهزم، وهناك من يصبر وتزداد ثقة بخياراته ويدخل في عمق نفسه وروحه إلى رحمة ربه.. مما يدفعه لوعي الواقع بتوازن ورشاد وهداية من ربه سبحانه. وهذا ما ألفيناه في لبنان بحرب تموز عام 2006م ممن رأى في الحرب خسائر وهزيمة، بل حتى عندما اعترف العدو بهزيمته أمام المقاومين وصمود ووعي الناس، فإن البعض لم يستطع الخروج من سجن وعي الهزيمة الذي يتملّكه، في الوقت الذي كان فيه الذين يستشهدون ويهاجرون ويقاومون ينظرون للحدث بعين وعي النصر. والحال نفس الحال فيما نراه اليوم في الحرب المفروضة على غزة.. من انقسام، بين المتفائلين بسبب وعيهم المنتصر، وبين المتشائمين الذين يضعون ارتباكاتهم رصيدا في حركة العدو من حيث يقصدون أو لا يقصدون. ثانيا: المقصود بالذاكرة: نحن لا نقصد بالذاكرة في هذا الصدد، مجرّد المعرفة بالأحداث التاريخية بل لا نقصد بها التاريخ.. بل ما نعنيه الوعي المتولّد بالتاريخ من منعطفات الأحداث والأحوال الحاصلة فيه، وما رسمته من معالم الشخصية الجمعية أو الهوية الخاصة بأمّةٍ ما أو دين أو مذهب ما؛ إذ لا شك أن الذاكرة قاعدة صنع الهوية الجمعية، الأمر الذي يُدخلها ضمن سنن التاريخ الحاكمة في المسير والمصير الإنساني. وهذا ما نرى فيه إشارة بقوله سبحانه: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا * ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ﴾ [محمد: 10، 11]. من هنا يمكن أن نسجّل الأمور التالية: 1- إن الذاكرة هي عِبرة التاريخ التي يجعل منها أهل العبرة نموذجا إرشاديا لهويتهم الجمعية، وتعبيرا فاعلا عن انتماءاتهم وعلاقتهم بالحياة والزمن الممتد بأبعاده الثلاثة من ماضٍ وحاضرٍ ومستقبل.. لكن الامتداد الزمني هنا ليس مفصولا بين أجزائه الثلاثة؛ لذا فإن الماضي كما يؤثر بالحاضر والمستقبل فإن كلا منهما يحمل مؤثراته الكبيرة في طبيعة استعادة وعيش الماضي. 2- إن العلاقة بين الذاكرة والوعي أمرٌ لازم؛ إذ قد تتعرّض الذاكرة للكثير من الملابسات، منها ما هو دخيل على منطلقات ومسار الواقع التاريخي، ومنها ما فيه غلواء في الاهتمام بأمور هامشية أحيانا.. مما يحتّم تنقية ومراجعة واعية للذاكرة.. بحيث يتكفل الوعي بإخراج ما علق بالذاكرة المؤسّسة للهوية، كما يعيد تصنيف الأولويات الحافظة للقواعد والأصول، وهنا تنبع إشكالية العلاقة بين عقلية تسلّفية ماضوية، وأخرى نقدية فاعلة في الحاضر. 3- إن تقييم التاريخ عبر الوعي شرط لحفظ الذاكرة التاريخية في فاعليتها.. فلو كان التاريخ عرضةً لإخفاقات ظالمة فإنّ الهوية قد تنزوي في عقد الانكماش الدائم، بحيث لا ترى حتى في بوارق الضوء إلا بؤر من الظلامية والقهر السلبي. أما لو استعاد الوعي مسك زمام المبادرة عبر تحمّل المسئولية فإنه يجعل من هزائم التاريخ كالنكبة وسقوط فلسطين مثلا، حافزًا نحو تجديد الحياة وحيوية الفاعلية والمقاومة، لكن الأصل في كل ذلك هو في كيفية الفرز بين الوعي والتراكم المعلوماتي السلبي للتاريخ والحاضر. فاعلية الذاكرة وهنا لا بدَّ من الانتهاء بالقول: إن قضية القدس تمثّل وحدة فاعلية الذاكرة بالوعي عند الأمّة.. من هنا فإن قضية المقاومة على طريق القدس تحتم رسم إستراتيجية شاملة وعلى كل صعيد في مواجهة هذا الواقع المصيري، بحيث يكون الخيار العسكري المقاوم هو رأس الحربة في امتداد جسمها المقاوم على كل صعيد مجتمعي وسياسي وثقافي لصناعة حضارة على شاكلة القدس التاريخ، والقدس الوعي، والقدس الجامعة للأديان ولبني الإنسان من أهل الضمير الحر والشريف. وما دعوتنا لإطلاق النقاش الواسع في هذا الجانب إلا من باب المشاركة المفتوحة لكل حر في هذا العالم؛ لتأسيس ما يدفع عن القدس وغزة وفلسطين الضيم.. ويبعد الشقاق بين أهل القضية؛ إذ وعي الأولويات في الصراع شرط انتصار أكيد. رئيس معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية، ومنسق عام المؤتمر الدائم للمقاومة.
(المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 8 جانفي  2008)


 

اللوبي اليهودي بأمريكا  » يهدد » أردوغان
حازم مصطفى   أتراك يحملون أعلام فلسطين في تظاهرة قرب قنصلية إسرائيل بإستانبول أرسلت جماعات ضغط يهودية بالولايات المتحدة رسالة احتجاج إلى رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، على ما اعتبرته « معاداة السامية » في المواقف التركية الرسمية والشعبية حيال محرقة غزة، وهو ما وصفه مراقبون بأنه « تهديد مبطن » لأنقرة بأنها قد تفقد دعم هذه الجماعات في قضية مذابح الأرمن، بحسب صحيفة « زمان » التركية. يأتي ذلك، بينما أعلنت منظمة إغاثة تركية أن العديد من الأسر التركية استجابت لحملة أطلقتها لكفالة أطفال غزة الذين يتمتهم الحرب الإسرائيلية على القطاع؛ حيث تم الإعلان عن كفالة 1200 طفل، والعدد مرشح للزيادة. وقالت الصحيفة التركية في عددها الصادر اليوم السبت إن جماعات ضغط يهودية أمريكية بعثت برسالة احتجاج مشتركة إلى أردوغان، أعربت فيها عن قلقها بشأن ما وصفته بـ »موجة معاداة السامية » في أعقاب « حرب كسر الإرادة -3 » التي استمرت أكثر من 22 يوما، وأدت لاستشهاد أكثر من 1300 شخص معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 5400 آخرين، كثير منهم إصابته خطيرة. محاصرة القنصلية الإسرائيلية واعتبرت الرسالة أن ردود الفعل التركية « كانت عنيفة جدا  » إزاء العدوان الأخير على غزة، مشيرة إلي أن محاصرة متظاهرين لمقر القنصلية الإسرائيلية في إستانبول في إحدى التظاهرات يعد من أكثر الحوادث التي أثارت غضب يهود الولايات المتحدة » والتى كشفت عن كراهية الأتراك لليهود، على حد قول جماعات الضغط. وانتشرت ملصقات دعائية معادية لليهود في أرجاء عديدة من إستنابول، فضلا عن تغطية واجهة أحد المحلات اليهودية القريبة من جامعة إستنابول بملصق كبير مكتوب عليه « لا تشتر أي سلع منها، لأن المحل مملوك ليهودي »، بحسب الخطاب. ووقع على تلك الرسالة رؤساء: « اللجنة اليهودية الأمريكية »، و »منظمة مناهضة التشهير »، و »ائتلاف رؤساء المنظمات اليهودية بالولايات المتحدة »، و »المعهد اليهودي لشئون الأمن القوي الأمريكي ». وفي السياق ذاته، ذكرت جماعات الضغط الموقعة على الرسالة الاحتجاجية أن تشويه أحد المعابد اليهودية بمدينة أزمير التركية احتجاجا على عملية « الرصاص المتدفق » التي نفذتها إسرائيل في غزة، تسبب في إغلاق جميع معابد المدينة باستثناء معبد واحد. ووجهت الرسالة الحديث لأردوغان قائلة: « نؤكد لك أننا لا نوافق على موقف حكومتك من العملية الإسرائيلية بغزة، وبعض من تصريحاتكم الفظة ».. وأضافت: « نؤكد أن حماس هي التي تتحمل مسئولية ما حدث بغزة، وأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ». وفي الوقت ذاته اعتبرت الرسالة أن « في تركيا التي طالما افتخرت بأنها استطاعت على مدى قرون عديدة التعايش مع اليهودي، يشعر أصدقاؤنا اليهود بأنهم محاصرون ومهددون ». ومنذ بدء العدوان على غزة يوم 27-12-2008 رفضت تركيا تحميل حماس مسئولية محرقة غزة، وأطلقت حملة جهود دبلوماسية مكثفة في العالم الإسلامي والغربي لوقف العدوان، أبرزها إرسال مستشار أردوغان، أحمد داود أوغلو، على رأس وفد دبلوماسي إلى القاهرة بناء على طلب من الرئيس المصري، حسني مبارك، للمشاركة في المفاوضات الجارية بين الحكومة المصرية ووفد حركة المقاومة الإسلامية « حماس » حول المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار. واتخذ أردوغان عدة خطوات أعرب بها عن « غضبه » من التعنت الإسرائيلي أمام جهود وقف الحرب؛ حيث رفض طلبا من وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، لزيارة أنقرة من أجل عرض وجهة نظر حكومتها بشأن العدوان، مشترطا أن يكون مجيئها فقط لإعلان موافقتها على وقف إطلاق النار. كما رفض الرد على اتصال هاتفي أجراه رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، وقال إنه لن يجري اتصالا من أي نوع مع أي مسئول إسرائيلي إلى أن « يصدر عن إسرائيل إشارة فعلية على قبول وقف إطلاق النار ». رسالة جماعات الضغط الاحتجاجية، وصفها مراقبون بأنها تمثل « تهديدا مبطنا لتركيا »، على اعتبار أن جماعات الضغط اليهودية من أكثر المدافعين عن أنقرة فيما يتعلق بمذابح الإبادة الجماعية للأرمن، مشيرين إلى أن تلك الجماعات وقعت على خطاب يرفض دعم قرار الكونجرس لعام 2007 الذي يعترف بجرائم الأرمن. وأبلغت تلك الجماعات الكونجرس بأن مثل هذا القرار سيضر بالعلاقات التركية الأمريكية، وكذلك التركية الإسرائيلية. وترفض تركيا بشدة موقف الأرمن الذي يؤيده عدة مؤرخين غربيين وعدد متزايد من البرلمانات الأجنبية بأن قرابة 1.5 مليون أرمني قتلوا على أيدي الأتراك العثمانيين في إبادة جماعية خلال الحرب العالمية الأولى. وتقول أنقرة: إن كثيرا من الأتراك المسلمين والأرمن المسيحيين قتلوا في صراع عرقي مع انهيار الإمبراطورية العثمانية. وتأتي الرسالة الاحتجاجية، بينما أعلنت منظمة « حقوق الإنسان والحريات » الإغاثية التركية استجابة أسر تركية عديدة لحملة أطلقتها لكفالة أيتام غزة. وفي حوار مع وكالة الأناضول للأنباء الجمعة 23-1-2009 قال فيسيل تيبيلي، رئيس المنظمة: « أطلقنا حملة وسط الكثير من الأسر التركية لكفالة الأطفال الفلسطينيين الذين يتمتهم آلة الحرب الإسرائيلية.. وبالفعل أبدى عدد كبير من الأسر استعداده لكفالة 1200 يتيم، ولا تزال الحملة مستمرة لتوسيع ذلك العمل التكافلي ». 42 دولار شهريا ولفت تيبيلي إلى أن المنظمة تعتزم عبر الأسر التركية تقديم نحو 42 دولارا أمريكيا شهريا -ولمدة ستة أشهر على الأقل- لكل طفل، بحسب ما نقلته صحيفة « زمان » في عددها الصادر الجمعة. وفي سياق متصل، أشار تيبيلي إلى أن المنظمة « تعتزم بعد فترة ما، دعوة أيتام غزة إلى تركيا لتعريفهم بالأسر هنا ». وحملة منظمة « حقوق الإنسان والحريات » لإغاثة وكفالة الأيتام لا تقتصر فقط على تركيا، فقد نظمت حملات مماثلة فى 30 دولة من بينها الأردن ولبنان والعراق وباكستان وأفغانستان وإندونيسيا وكوسوفا وجورجيا والصومال وغانا وبوركينا فاسو وإثيوبيا، وذلك لكفالة المزيد من أيتام غزة، بحسب تيبيلي. على الصعيد ذاته، ذكر أن المنظمة التركية تستهدف أيضا إنشاء دار للأيتام في غزة من خلال تبرعات الشعب التركي للفلسطينيين. (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ24جانفي  2009)  


ساهم لبقاء إسرائيل !!!!!!

عبد الحفيظ خميري يا أمة محمد يا أمة الاستهلاك استهلكي بضائعك بوعي ومسؤولية.. لا تستهلكي بغباء فتتورطي في مساندة إسرائيل من حيث لا تعلمين.. يا أمة المليار إن عجزت على حمل السلاح لنجدة إخوانك في غزة فأحسب أنك قادرة على مقاطعة شراء البضائع الأمريكية وحليفاتها ممن يساند إسرائيل بكل عهر ووقاحة في محرقتها للحرث والنسل على تراب غزة.. يا من خرجوا للمسيرات في كل العالم تنديدا بما يحدث من مجازر رهيبة مروعة في حق إخواننا في غزة عندما تدخل المغازات والدكاكين  أو الأسواق أو المطاعم أو المقاهي تمهل وتمعن في البضاعة التي تشتريها أو في الأكلة التي ستأكلها.. لا بد من أن نفتح عيوننا على ما نشتري ونستهلك.. علينا أن نستعمل منظار المقاطعة.. علينا أن نتوجه لشراء بضائعنا المحلية مهما كانت متواضعة الجودة أو نشتري البضائع التركية والفنزويلية و بضاعة الدول التي وقفت مع غزة في محنتها.. هذا أضعف الإيمان الذي يمكن أن نقدمه لأهل غزة.. عليك أيها المسلمة عندما يلح عليك طفلك للدخول إلى المكدونالد أن تشرحي له أن شراء وجبة يأكلها ولعبة يلعب بها ستكون أرباحها لشراء طائرة تمزق أطفال غزة والعراق وأفغانستان.. واعلمي أن أولادنا وصغارنا الذين اكتوت قلوبهم الصغيرة بجرائم العدو الصهيوني بما شاهدوه يوميا من صور البطش والتنكيل وقتل الأطفال.. سيكونون هم من يدعم هذه المقاطعة ويكفرون بمثل هذه اللعب والوجبات.. إذن لنشرح لأبنائنا الحقيقة.. فكل الشوارع العربية والإسلامية والحرة امتلأت بالأطفال وهم يصيحون: لا لقتل الأطفال في غزة.. لا لترويع البراعم في غزة.. نعم من حق الأطفال في غزة أن يعيشوا حياة كريمة مثل غيرهم من الأطفال.. في نفس الوقت جاءتني هذه الرسالة الإلكترونية فأردت نشرها لتفعيل المقاطعة لأمريكا وحليفاتها.. وهذا نص الرسالة مع بعض التعديلات والإضافات.   إعلانات صارخة، رسمية وقوية ومباشرة، تسوق الآن في كل أنحاء أوربا وأمريكا ومفادها: ساهم لبقاء إسرائيل !! كانت وما تزال وقد عادت بقوة هذه الأيام إعلانات صارخة ورسمية وقوية ومباشرة يُسَوَّقُ لها الآن خصوصا في كل أنحاء أوربا وأمريكا ومفادها: ساهم لبقاء إسرائيل !! هذه الإعلانات تُـسَـوَّق في الأسواق وفي المطاعم الأوروبية: Yساهم لإنقاذ إسرائيلY وكلكم يعرف رئيس شركة « ستار بوكس » للقهوة الذي صرّح هذه الأيام أنه سيضاعف التبرعات YلإسرائيلY لقتل أوغاد العرب !! وهو المعروف بأنه  يدفع ملياري دولار سنوياً لإسرائيل من أرباح ستار بوكس. وليست هذه الشركة وحدها من تدعم إسرائيل بل هناك آلاف الشركات لا نعرف إلا القليل منها.. غير أن بعضها تدعم إسرائيل بكل وقاحة ومن بينها شركة فيليب موريس المنتجة لسجائر مالبورو تدفع التبرعات بصفة يومية هي الأخرى !!! إن شركة فيليب موريس في كل صباح تدفع من أرباحها في بيع السجائر ما مقداره 12% لـ YإسرائيلY والطامة الكبرى أن مدخني العالم الإسلامي ككل، يستهلكون سجائرهم التي يدخنونها من شركة « فيليب موريس » بقيمة 100 مليون دولار، وعليه فإن مدخني العالم الإسلامي يدفعون لإسرائيل كل صباح 12 مليون دولار تكلفة طائرة آف F 16 من أحدث طراز.. إننا وللأسف ندفع قيمة طائرة حربية كل أربعة أيام.. لكي تمزق أشلاء أطفالنا في غزة وفي العراق وفي أفغانستان.. ورغم ما يجري من أهوال وما تزرعه طائراتهم من رعب في ودمار تجد اللوبيات الصهيونية لا تتوقف عن جمع التبرعات لقتل المسلمين.. وإن كنا لا نجمع أي شيئا لإنقاذ أولئك المسلمين المستضعفين في دول العالم الإسلامي المحتلة أو الفقيرة. إن كنتم لا تريدون أن تجمعوا تبرعاتكم وتغيثوا إخوانكم.. فليست مشكلة ولكن توقفوا عن التبرع ودعم YإسرائيلY من حيث لا تدرون وأنتم تقبلون على شراء البضائع الأمريكية والإسرائيلية.                  لقَـدْ أَسْمَعْـتَ لَوْ نادَيْتَ حَيَّـا      ولكِنْ لا حـياةَ لِمَنْ تُـنَادِ                 وَلـَوْ نَاراً نـَفخْـتَ بها أَضاءَتْ    وَلَـكِنَّكَ تـنفخُ في رَمـادِ وإليك أشهر الشركات التي لا تخجل من دعمها للدولة العاهرة التي تعيش على تمزيق أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ وتدمر البيوت والمساجد وتقتل الأسرى.. Yستار بوكس  – STARBUCS Y Y ماكدونالد  – McDonalds Y Y برجر كينج  – BURGER KING Y Y كنتاكي  – KENTUCKY Y Y بيتزا   هت  –  PIZZA HUT Y Y كوكا كولا  –  COCA COLA Y Y بيبسي  – PEPSI COLA Y Y فردركرز  – FUDRACKERS Y Y شيليز   – CHILIES Y معظمنا نعرف قائمة هذه الشركات ومنتجاتها.. إن قرارا واحدا منا لمقاطعتها وسوف ترون حجم خسائرها، لنتوقف عن شراء البضائع الأمريكية والبريطانيــة ( فقط ) لسنة واحد.. سنة واحدة من المقاطعة الجدية وسوف تفلس هذه الشركات لأنها تعيش على أموالنا.. الرجاء إرسال هذه الرسالة للجميع من أبناء العروبة والإسلام وصاحب كل ضمير حي لكي يعلم أن أمريكا تخسر 8.6 بليــون دولار بالـيوم، عندما لا نشتري بضائعها.. فتعالوا نُفّعل خيار المقاطعة (( فقط سنة واحـــدة)) وسوف ترون الخسائر الأمريكية خاصة في ظل الأزمة المالية التي تعصف بها. ثم بعدها لا بد أن نبدع في خيار المقاطعة الممنهجة حيث نتوجه إلى شراء البضائع التركية والفنزويلية.. بهذا وحده نستطيع أن نكون جبهة مقاطعة تفرض نفسها وتجعل عدونا يفكر ألف مرة قبل أن يعتدي على حرماتنا هذا إذا علمنا أننا من أكثر الشعوب استهلاكا..   أنا أعرف أنه باستطاعة كل واحد منا تفعيل خيار المقاطعة فأرجوك أخي بادر منذ الآن بالمقاطعة وافعلها كمسلم حقيقي يكون لك الأجر والثواب والمساهمة في مساندة إخوانك في غزة وكل فلسطين.. اخبرْ إخوانك، أهلك، جيرانك، أصـحابك، وتوقف لسنة واحدة عن شراء البضائع الأمريكية.. فقط سنة واحدة.. لنقل لكل من يدخن سيجارة مالبورو إنك بسيجارتك تقتل إخوانك.. وأنت تشرب قهوتك تقتل إخوانك..   لنتوقف عن شراء البضائع الأمريكية والبريطانية وبضائع كل الدول التي تساند إسرائيل لسنة واحدة.. فإلى متى هذه اللامبالاة يا أخي، تهتف بالموت لإسرائيل وفي يدك سيجارة مالبورو ؟ فلا تناقض أخي نفسك بنفسك وانتبه لما تستهلك.. وفي الأخير حسبنا الله و نعم الوكيل.  


نصيحة إلى مرسل الكسيبي
في البداية أود أن أوضح أني مواطن تونسي بسيط يعيش في بلاد الغربية مثل إخواني الذين ظلموا وسجنوا ونفوا ولا يهم اسمي بعد ذلك فاكتب لك كقاري يقرأ ويتابع أحيانا الذي تنشره في صفحتك. ربما تكون صادقا واعطيت الدليل على صدقك بالقصة التي ذكرتها عن اعتقالك وصدور حكما عليك بسنتين مع تأجيل التنفيذ. أنا لا يهمني صدقك فهو بينك بين ربك وهو يعلم حقيقة الحكاية. ما يهمني في كل الموضوع ما كتبته عن تغيرك بعد زيارتك الأخيرة بعد ان اكتشفت كذب الدولة في التعامل مع موضوع المصالحة. تغيرك يعطي الدليل عندي على سوء تقديرك للوضع في تونس ويعطي الدليل على أنك سهل الانخداع وكالطفل في السياسة. قلت لنا انك عملت مع النهضة لعقدين وكنت بطلا مكافحا وبعد ذلك بدأت تصور لنا النهضة كالوحش وبدأت تتحدث على تطرفها وتقول هي متطرفة وأساءت التقدير إلخ. وكتبت أيضا تتحدث على الشيخ صادق شورو وتقول أساء التقدير وإلخ. وأحب ان أسألك وماذا فعلت أنت أقل ما يقال أسأت التقدير وصورت لنا نظام بن علي يريد المصالحة وليس مشكلة في العودة. ماذا لو  صدقك الناس ماذا سيكون مصيرهم. أنت كنت ضد النظام وصرت مع النظام وبعد ذلك ضد النظام. كيف أصدقك. أنصحك إعمل بالصحافة وانقل لنا أخبار البورصة والترجي والجريمة واترك السياسة ولا تحاول أن تقود الناس فربما إذا قدتهم فإنك ستقودهم إلى التهلكة. عادل    


تونس في 24 جانفي 2009 بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين               بقلم محمد العروسي الهاني                
                            الرسالة عــــ540دد                                 على موقع تونس نيوز  
مناضل –كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلامي      

الحلقة 2 دور الإعلام المرئي و الإلكتروني في هذه الفترة هام و مفيد لتحسيس الرئيس باراك أوباما بقضية الساعة و مظلمة القرن العشرين قضية فلسطين

  بعد خطاب الرئيس باراك أوباما الجديد و جلسات العمل المار وطنية التي أشرف عليها أوباما مؤخرا و تصريحاته الجريئة و مواقفه الشجاعة و قراراته بغلق السجون المعدة للتعذيب و التي أنجزها و بعثها و سهر على تنظيمها الإرهابي الرئيس الراحل بوش الذي غادر البيت الأبيض بعد فترة حكمه لمدة 8 أعوام و خرج مهزوما ذليلا و العالم كله فرح فرحا شديدا لمغادرته و لم يتأسف عليه أي شخص ما عدا أمثاله و ذيوله و أصحاب الأيادي الملطخة بالدم و الإرهاب الفكري و المادي و الجسدي . و الحمد لله أنجز وعده  وخرج الظالم مهزوما مدحورا و دخل التاريخ الأسود نتيجة أفعاله و أعماله  ظلمه و قهره للرجال المقاومين الأشاوس  و المسلمين و الشجعان أمثال الرئيس صدام حسين رحمه الله و قد تسبب بوش في إحتلال العراق و نهب ثروته و نفطه و آثار العراق التاريخية و هدم المساجد و دور العبادة و أشعل الفتنة بين الإخوان المسلمين السنة و الشيعة . و كان مثل الوسواس الخناس الذي يوسوس بين الناس و مع الأسف هناك من أستمع إليه و نفذ تعليماته و أوامره و قام بوش بضرب المسلمين بعضهم بعضا و قد كان هو السبب في تشتيت الأمة و تمزيق الوحدة الوطنية بدعوى محاربة الإرهاب كلمة حق أريد بها باطل و مع الأسف بعضهم يستمع إلى أوامره و نصحه و لكن أخفى عنهم حقده على الإسلام و المسلمين و اخفى عليهم محاربته لكل المقاومين الشرفاء أصحاب الكرامة و الشهامة . و بعد رحيله بوعد من الله و وعد الله حق جاء الرئيس الجديد باراك حسين أوباما الرئيس الإفريقي الاصل أسود اللون محامي ذكي و راجل ملهم صاحب حنكة و تبصر . و بفضل الله وصل إلى أعلى سدة الحكم و أنتخب يوم 04 نوفمبر 2008 بأغلبية مريحة و تضافرت جهود الأمريكيان من الشبان و النساء و السود و الرجال الأحرار و أصحاب المبادئ و القيم و الشعب الذي أصبح لا يثق في بوش و أنصاره و حلفاءه نتيجة التجاوزات و المظالم و المتاعب و الحروب و التدخل في شؤون الشعوب و احتلال الدول ذات السيادة و الاستقلال و فساده المالي و سوء تصرفه جعل الشعب الأمريكي الأبي صاحب الكرامة و الذي لا يريد الحروب و العداء و قتل الابرياء و الاطفال و فتح السجون للتعذيب و خرج الشعب بأغلبية ليصوت بأعداد هامة لفائدة الرجل الأسود الذي حقق النصر على منافسه و حصل على أغلبية الأصوات و نجح في حملته الانتخابية و أغلبية المواطنين العرب و المسلمين تحمسوا و صوتوا لفائدته و توسموا فيه الخير و حتى الشعوب العربية و الإسلامية كانت تتابع الحملة الانتخابية و متحمسة لباراك أوباما و تمنوا له النجاح و الفوز عند الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية يوم 04 نوفمبر 2008 ليلا كانت الفرحة عارمة و كل الشعوب العربية و الإسلامية هتفت بحيات الرئيس أوباما و صفقوا طويلا لهذا الفوز و الجميع فرح بهذا النجاح لعدة عوامل : العامل الاول : نهاية عهد بوش و أنصاره عهد المظالم و القهر و الفوضى و التشفي و الرعب و الإرهاب . العامل الثاني : الإنحياز التام و الكامل للكيان الصهيوني و الدفاع عن الظلم و التجاوزات و الهدم و القتل و الحصار و التجويع للشعب العربي الفلسطيني الآبي الصامد و الصابر حتى الساعة . العامل الثالث : إنهاء حكم بوش الذي تسبب في هدم العراق و أفغانستان و أعدم الرئيس صادم حسين و قتل عشرات الآلاف من الأبرياء و هدم المساجد و حرقها و تعذيب الشرفاء و الأحرار من العرب و المسلمين و كأنه يريدها حرب صالبية و قد قالها مرتين … العامل الرابع : تهديد بعض الدول العربية  و الإسلامية و السعي لضربها و معاقبتها اقتصاديا و تجاريا و سياسيا و تسليط العقوبات الاقتصادية عليها و تجميد أموالها و غلق أبواب الجمعيات الخيرية و كل الأعمال التي لها علاقة بالمقاومة الإسلامية في حزب الله بلبنان و حركة حماس . العامل الخامس : التسلط على الجمهورية الإسلامية الإيرانية و حصرها و مضايقتها و تهديدها و تجميد معاملتها المالية و ضرب الحصار التجاري عنها لا لشيء إلا أنها تنوي كدولة كبرى إستعمال النووي مثل غيرها لكن الرئيس بوش الظالم جاء ضد إيران و أعتبر النووي الإيراني خطرا على إسرائيل و لم يقل كلمة واحدة على النووي الخطير التي تملكه إسرائيل و قد ظهر في حربها على غزة مؤخرا سلاح الدمار و الممنوع دوليا و المحرم عالميا و قد كان الرئيس بوش طيلة فترة حكمه يستعمل مكيالين مكيال يستعمله مع إسرائيل و مكيال آخر مع إيران و سوريا و السودان و حزب الله و حركة حماس . هذه العوامل الخمس التي جعلتنا نفرح لرحيل هذا الإرهابي الكبير و المجرم الذي نطالب بمحاكمته عاجلا أو آجلا بإذن الله بدون رحمة و نرجوا من الرئيس الجديد باراك أوباما بمزيد أخذ القرارات لدعم الديمقراطية و أعلاء كلمة الحق و رفع المظالم و التجاوزات و نهاية حالة الاحتلال في العراق و في إفغنستان و إنهاء الصراع في فلسطين و العدل بين فلسطين و إسرائيل و الوقوف إلى جانب الشعب المسلوب و المحتلة أرضه و المحاصر و المكبوت و الضرب على أيادي الطغيان و الظلم و كما أشرنا في الحلقة الأولى السعي بكل شجاعة و جرأة و بقوة إقرار مبدأ التقسيم الاممي لعام 1948 طبقا للشرعية الدولية و إن قرار التقسيم هو الحل الأمثل لتعايش دولة فلسطين مع الكيان الإسرائيلي و العمل على دعم هذا القرار الأممي الذي نادى به الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله يوم 03/03/1965 في خطابه التاريخي بأريحا فلسطين و هو الحل الأعدل لإنها معضلة فلسطين و لا حل في الأفق و لا مبادرة و لا مبادرة سلمية إلا مبادرة الزعيم الراحل الذي فهم بدقة موازين القوة و أدرك أن على إخواننا الفلسطنين قبول هذا الحل طبقا للشرعية الدولية و إن كل مبادرة أخرى لا تحل المشكل و على الرئيس باراك أوباما السعي لهذا الحل مع مزيد التحلي بالحكمة و الصدر الرحب و الشجاعة و الابتعاد على دور المجاملة أو الإنحياز الواضح للكيان الصهيوني و أن هذا الإنحياز لازم مواقف الدول الكبرى طيلة 61 سنة هو السبب في إبتعاد العرب و المسلمين و مشاعرهم و حكمهم على أمريكيا بأنها مع إسرائيل مطلقا و انحيازا كاملا و واضحا جعل العرب و المسلمين أكثر بعدا على ممارسة حلفاء إسرائيل و ربما الصورة التي أصبحت عليها أمريكيا هي نتيجة هذا الانحياز الأعمى و هذا ولد الكراهية و زاد في الغضب و ربما  هذا ولد أشياء اخرى أعتقد أن الرئيس الجديد لا يرضى أن تستمر هذه الجفوة التي سببها الإنحياز الأعمى لإسرائيل الإبن المدلل . و ختاما أدعوا وسائل الإعلام المرئية و الإلكترونية بالخصوص القيام خلال هذه الأسابيع القليلة بمزيد أحكام التنسيق و تنظيم حوارات متوالية و علمية و دقيقة و مفيدة و دعوة الأقلام الجريئة الشجاعة و تنظيم حوارات حرة تترجم بكل اللغات قصد إيصال المعلومة الصحيحة إلى أمريكيا و خاصة إلى الرئيس الجديد باراك أوباما خاصة فيما يخص قضايا الساعة فلسطين و العراق و أفغانستان و باكستان و السودان و لبنان و أن نقول لباراك أوباما بودنا أن تزور المنطقة بنفسك  وتشاهد مدى   البون الشاسع بين ما ينقل إليك حسب التقارير و بين الواقع و المعاش و لنا كامل الثقة فيكم بوصفكم رجل دولة كبرى يريد السلم في العالم و يحرص على تلميع صورة بلاده و رفع القيود و الحصار و الإنحياز و هذا واجب وطني و للإعلام العربي دور هام .  %و أن قرا الرئيس الفرنسي السيد ساركوزي حول دعم الصحف الفرنسية ماديا و أدبيا و التخفيظ في التكاليف بنسبة 30 و تشجيع القراء الشبان الذين بلغوا سن الثامن عشر من إقتناع صحيفة فرنسية على حساب نفقات الدولة و إن قراره بدعم الصحف و الإعلام يندرج في إيطار دعم الديمقراطية بإعتبارها الدعامة الأساسية لقوة الدولة و المجتمع و شجع الصحافيين على مواصلة الكتابة بأكثر حرية و ديمقراطية . ما أحوجنا اليوم نحن العرب لمثل هذا الإختيار و عدم الخوف من التعبير و دعم كل الصحف المستقلة و المعارضة ماديا و معنويا خدمة لمصالح شعوبنا العربية . قال الله تعالى و سيجعل الله بعد عسر يسرا صدق الله العظيم   و الــــســــــــلام محمد العروسي الهاني نهج الوفاء عــ03دد حمام الشط الهاتف: 22022354

 

مشاريع تؤمّن آلافاً من فرص العمل … مجموعتا

«آرباص» و«يازاكي» تبنيان 3 مصانع في تونس

 

تونس – سميرة الصدفي     أفاد مدير العمليات في مشروع مجموعة «يازاكي» اليابانية جواكيم برناردو، بأن المجموعة باشرت إنشاء مصنع للكوابل في محافظة قفصة جنوب تونس. وصرّح إلى «الحياة» بأن المجموعة أعدت مركز تدريب سيباشر تأهيل 800 عامل و150 كادراً اعتباراً من أواسط شباط (فبراير) المقبل إلى أواخر السنة. وتقرر أن يدخل المصنع، الذي قُدرت كلفته الإجمالية بـ24 مليون يورو (36 مليون دولار)، طور الإنتاج في آذار (مارس) من السنة المقبلة، ويوفّر 2500 فرصة عمل. وتُعتبر مجموعة «يازاكي» من المجموعات الرئيسة المُصنعة للكوابل في العالم، وتسيطر على 30 في المئة من الإنتاج المروّج في السوق العالمية، ولديها 154 فرعاً وسيكون الفرع الجديد في تونس الثاني في القارة الأفريقية. وفي سياق متصل أكدت مجموعة «آرباص» الأوروبية أنها ستباشر قريباً في إنشاء مصانع فرعية لها في تونس أطلقت عليها اسم «آرباص تونس»، تُشغل نحو ألف عامل. وأفاد مصدر قريب من المجموعة أنها طلبت من السلطات التونسية إنشاء خط بحري جديد بين تونس وسان نازار في مقاطعة «بريتانيا» الفرنسية، لنقل أجزاء الطائرات المُصنعة في تونس التي يتعذر نقلها على السفن التجارية العادية، إلى مصانع التجميع القريبة من سان نازار. وأوضح أن المصانع التي ستُبنى في تونس تنتج الأجزاء الأمامية من الطائرات. وكان رئيس مجلس إدارة شركة «لارتيكوار» التي تُصنع طائرات «آرباص» دانيال جونكا، زار تونس العام الماضي لدرس مشروع إنشاء المصنع الجديد، علماً أن الشركة افتتحت مصنعين متوسطي الحجم في منطقتي زغوان والشرقية القريبة من العاصمة تونس. وأعلنت أيضاً، شركة «ميكاهيرس» المتخصصة في صناعة القطع المعدنية للطائرات أنها باشرت إنشاء مصنع جنوب العاصمة تونس للتخفيف من الضغط على مركزها الرئيس في مدينة تولوز الفرنسية. وتنتج مصانع الشركة قطعاً معدنية لحساب مجموعة «آرباص». ولم تُعط الشركة تفاصيل عن حجم الاستثمارات المخصصة للمشروع ولا عن حجم الإنتاج المتوقع، لكنها أوضحت أن مصنعها الجديد في تونس يُشغل 300 عامل في أفق عام 2012.
 
 (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 24 جانفي 2009)

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.