الجمعة، 23 يناير 2009

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3167 du 23 .01.2009

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف:أخبــــــــــــــار الحريات في تونس

حــرية و إنـصاف:طرد المنسق المغاربي لمنظمات حقوق الإنسان و منع اجتماع جمعيات المجتمع المدني

الرابطــة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان: بيـــــــــان: السلطات تمنع أمين عبد الحميد من الدخول الى تونس

المجلس الوطني للحريات:ترحيل عبد الحميد أمين منسق التنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان ومنع عقد لقاء إعلامي بفضاء خاصّ

قدس برس : منع عبد الحميد أمين منسق التنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان من دخول تونس

السبيل أونلاين : تونس..منع بيع صحيفة الموقف وإعتقال نزار بلحسن

الحزب الدّيمقراطي التقدّمي : الشّباب الدّيمقراطي التقدّمي: بيان إلى الرّأي العام

الشباب الديمقراطي التقدّمي بصفاقس: بــــــــــيــــــــــان حول اعتقال الرفيق نزار بن حسن

مدونة زياد الهاني:لليوم الخامس على التوالي: إعتصام بطولي في مؤسستي الإذاعة والتلفزة

رويترز:صحفيون بالتلفزيون الحكومي في تونس يعتصمون للمطالبة بتحسين أوضاعهم

كلمة:السفارة المصرية ترفض منح التأشيرة للصحفي لطفي حجي

كلمة:برنامج انتخابي رئاسي يفشل في استقطاب المرأة العاملة

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ : نشرة الكترونيّة عدد  87 – 22 جانفي 2009

د ب أ:عناصر من الحزب الحاكم في تونس تعتدي على مسؤول محلي معارض

كلمة:التنسيق الجمعياتي يحتجّ على مواقف الاتحاد الأوربي المتواطئة مع إسرائيل

كلمة:التنسيق الجمعياتي التونسي ينظّم تحركات تضامنا مع غزة

أم زياد :غزة… غصّة القلم و هزيمة الكلمة

د.منصف بن سالم: عبـــــــــــــــــرة عابــــــــــــرة 

العجمي الوريمي : سلام الشجعان» و«حرب الجبناء»

 رياض الشعيبي:مستقبل المقاومة ام مقاومة المستقبل

محمد بن نصر: حتى لا ننسى كما نسينا من قبل

جدعون ليفي: فشــــــــــــــــــــــــل وثكــــــــــــــــــــــــل

عماد الدين الحمروني:من الضاحية إلى غزة عنوان الكرامة والعزة

دانييل لوبان:الحرب علي غزة : وقف إطلاق النار الأحادي يكشف مدي إنقسام يهود أمريكا

ديفيد كرونين:الحرب علي غزة: رئاسة أوروبا تنفي تعليق رفع مستوي العلاقات مع إسرائيل

زولتان دويسين:جمهورية التشيك : رئاسة أوروبا لا تؤمن بأوروبا وإنما بأمريكا وإسرائيل

جيم لوب وعلي غاريب:الحرب علي غزة : لماذا تغشي عين الصحف الأمريكية تجاه أحداث حاسمة؟

توفيق المديني:صراع المحاور العربية… يعيد إنتاج نفسه بأشكال مختلفة

الطاهر العبيدي:غزة..دماء فـــــــــــــــــــــــــــــــي المزاد

قدس برس :أبوعبيدة لـ »قدس برس »: هناك حملة إعلامية مسعورة يقودها أحفاد أبي رغال لتشويه انتصار « حماس »

يو بي أي:تونس ترسل طائرة مساعدات طبية الى أهالي قطاع غزة

جمال العرفاوي : مهلا يا سيدي يوسف لخضر

يوسف الأخضر:لماذا يخشى العلمانيون أن يكفروا؟

أ.ش.أ:مباحثات تونسية فرنسية بشأن التعاون الاقتصادي 

الجزيرة نت:هيكل: المرحلة المقبلة لفرض التسويات وتصفية حماس

 

مصطفى الخلفي:المغرب.. انكفاء مقولة «تازة» قبل «غزة»

هآرتس :التحقـــيـــــــــــــــــــــــــق الان

ميرون بنفنستي:رائحة شديدة للعفن الاستعماري الويل للمنتصرين

دانييل بايبس:الديمقراطيون واسرائيل: الى اين يسير اوباما

غيء بخور:ماذا حققنا؟ عودة الى نقطة البداية

القماطي لـ « إيلاف »: فلسطين ليست أولويّة للعقيد:إعلان القذّافي فتح التطوع للقتال في غزة  إستدراج الجهاديين


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:

 

 


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 27 محرم 1430 الموافق ل 23 جانفي 2009

أخبار الحريات في تونس

 

1)    انعقاد الجلسة العامة لنقابة الصحافيين التونسيين: انعقدت مساء اليوم الجمعة 23/01/2009 بأحد نزل العاصمة الجلسة العامة للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين حيث استمع المشاركون للتقرير الأدبي للستة أشهر الأولى و تركزت أغلب المداخلات حول مشكلة صحفيي الاذاعة و التلفزة و مشكلة طرد الصحفيين ( أكثر من 10 صحفيين سنة 2008) كما سجلت عديد المداخلات حول التغطية الاجتماعية و تدني الأجور و حرمان صحفيي المعارضة من بطاقات الصحفيين المحترفين، و سجل صحفيو قناة الحوار التونسي المضايقات التي تعرضوا لها من بينها افتكاك 13 كاميرا أثناء أدائهم لوظيفتهم علما بأن ممثلا حضر عن الفيدرالية الدولية للصحفيين.  2)    اعتقال الشاب نزار بلحسن: اعتقل أعوان البوليس السياسي على الساعة السادسة و النصف من مساء اليوم الجمعة 23/01/2009 الشاب نزار بلحسن عضو الشباب الديمقراطي بالحزب الديمقراطي التقدمي أثناء توزيعه صحبة عدد من زملائه لجريدة الموقف بشارع باريس و تم اقتياده إلى مركز شرطة نهج يوغسلافيا و لم يقع إطلاق سراحه إلا حوالي الساعة العاشرة ليلا بعد أن رفض الإمضاء على التزام يقضي بعدم توزيع جريدة الموقف في المستقبل، علما بأن أعوان البوليس السياسي قد افتكوا أعداد جريدة الموقف من أيدي المواطنين بالقوة. و حرية و إنصاف تندد باعتقال الشاب نزار بلحسن و منع توزيع جريدة الموقف على المواطنين و تعتبر ذلك اعتداء على حرية التعبير و تضييقا على الشباب في ممارسة حقه في النشاط الإعلامي و السياسي. 3)    تطورات حادثة الاعتداء على المناضل السياسي محمود الغزلاني: اعتصم السيد محمود الغزلاني اليوم الجمعة 23/01/2009 صحبة عدد من أعضاء الحزب الديمقراطي التقدمي أمام مركز شرطة مدينة جلمة بولاية سيدي بوزيد للاحتجاج على الاعتداء الذي استهدف السيد محمود الغزلاني، و قد لازم رئيس مركز الشرطة الحياد و دعا الجميع إلى المكافحة التي ستجرى غدا السبت 24/01/2009 بحضور الشهود. كما واصل السيد محمود الغزلاني و بقية الأعضاء المتضامنين معه الاعتصام بمقر الاتحاد المحلي للشغل بجلمة ، و قررت نقابة التعليم الأساسي الإضراب عن العمل بربع ساعة يومي الاثنين و الثلاثاء من الساعة العاشرة إلى العاشرة و الربع و الاعتصام بمقر الاتحاد المحلي من منتصف النهار إلى الساعة الثانية بعد الظهر. و قد بعث الاتحاد المحلي للشغل ببرقية لوالي سيدي بوزيد يطالبه فيها بتحقيق فوري في موضوع الاعتداء الذي تعرض له السيد محمود الغزلاني على أيدي كاتب عام دائرة الحزب الحاكم المدعو عمار الخضراوي و ابن أخيه المدعو الطيب الخضراوي و محاكمة المعتدين.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 27 محرم 1430 الموافق ل 23 جانفي 2009

طرد المنسق المغاربي لمنظمات حقوق الإنسان و منع اجتماع جمعيات المجتمع المدني
منع البوليس السياسي اليوم الجمعة 23/01/2009 انعقاد الجلسة التي ستضم منظمات المجتمع المدني و المقررة ليوم الغد السبت 24/01/2009 ، و أعلمت وزارة الداخلية السيدة راضية الدريدي رئيسة جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية بأن الاجتماع المقرر عقده غدا بمقر الجمعية غير مرخص فيه ، و قد وقع اليوم الجمعة ترحيل السيد أمين عبد الحميد نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و المنسق المغاربي لمنظمات حقوق الإنسان في نفس الطائرة التي قدم على متنها من المغرب إلى تونس بعد إعلامه بأنه شخص غير مرغوب فيه في تونس. علما بأن ممثلا عن الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان قدم إلى تونس منذ يوم الخميس 22/01/2009 للمشاركة في اجتماع منظمات المجتمع المدني. و حرية و إنصاف تندد بتدخل السلطة لطرد الناشط الحقوقي السيد أمين عبد الحميد و تعتبر هذا المنع غير مبرر و يمس من سمعة البلاد و فيه اعتداء على حرية التنقل بين البلدان المغاربية و تضييق على النشاط الحقوقي في المغرب العربي عموما و في تونس خصوصا و تطالب بوضع حد لهذه المضايقات و احترام حرية منظمات المجتمع المدني و استقلاليتها و حقها في الاجتماع داخل البلاد و التنسيق مع مكونات المجتمع المدني في المغرب العربي. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


الرابطــة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان La Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme  تونس في 23 جانفي  2009

بيـــــــــان السلطات تمنع أمين عبد الحميد من الدخول الى تونس
 
قامت اليوم شرطة الحدود بمطارتونس قرطاج الدولي بمنع السيد عبد الحميد أمين نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و منسق التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان من الدخول إلى تونس وأجبرته بالقوة على البقاء بالطائرة التي أقلته من الدار البيضاء ليعود فيها من حيث أتى. وكان السيد عبد الحميد أمين قادما إلى تونس للإشراف صحبة السيد محمد إسماعيل من الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان( الذي وصل أمس الخميس الى تونس دون مشاكل)  ،على مجموعة مع اللقاءات للتعريف بالتنسيقية. وقد تم منذ أيام التقدم بطلب رسمي للقاء الوزير الأول ووزير العدل وحقوق الإنسان غير أن الطلب بقي دون جواب إلى أن تم طرد السيد أمين دون تقديم أي مبرر. وكانت التنسيقية عقدت في نهاية الأسبوع الماضي عدة لقاءات بالمغرب الأقصى شارك فيها وفد مغاربي كان من بين أعضائه السيد احمد القلعي عضو الهيئة المديرة للرابطة ، و قد التقى الوفد لمدة ساعة ونصف الساعة مع الوزير الأول المغربي وعدد من المسؤولين وعقد لقاء آخر مع ممثلي المجتمع المدني والتقى ممثلي  بعض السفارات المغاربية  ( ومن بينهم ممثل عن السفارة التونسية) والأجنبية ،ونشرت وسائل الإعلام المغربية تغطيات هامة عن تلك الأنشطة. وكان مجلس التنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان قرر خلال اجتماعه بالرباط يوم 19 ديسمبر 2008 القيا م بجولة في البلدان المغاربية للتعريف بها. و الهيئة المديرة للرابطة  التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تعبر للسيد عبد الحميد أمين  وللتنسيقية المغاربية عن تضامنها التام و دعمها المتجدد لعملها من اجل  صيانة حقوق الإنسان المغاربي وتؤكد استياءها الشديد لهذا الإجراء التعسفي الجائر الذي لا شئ يبرره أو حتى يفسره، والذي يتناقض بشكل صارخ مع تقاليد الضيافة التونسية ومع الخطاب الرسمي الذي لا يهمل مناسبة دون الحديث عن الطموح لبناء المغرب العربي الموحد.    عن الهيئــة المديــرة الرئيـــس المختـار الطريفـي


تونس في 23 جانفي 2009

ترحيل عبد الحميد أمين منسق التنسيقية المغاربية لحقوق
الإنسان ومنع عقد لقاء إعلامي بفضاء خاصّ

 

أقدمت سلطات أمن مطار تونس قرطاج صباح اليوم 23 جانفي على ترحيل عبد الحميد أمين منسق التنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان بعد احتجازه في الطائرة عند وصوله قادما من الدار البيضاء ومنعه بالقوة من النزول ثم أجبر على العودة على متن نفس الرحلة. ولم تقدّم السلطات الأمنية بالمطار أية مبررات لهذا التصرف مكتفية بإبلاغ عبد الحميد أمين بأنّه شخص غير مرغوب فيه في تونس. ووصل عبد الحميد أمين تونس في إطار مهمّة للتنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان لعقد لقاءات مع منظمات المجتمع المدني ومع ممثلين عن الحكومة التونسية. واحتجزت معه السيدة « نفيسة ايبن » ممثلة جمعية النساء الديمقراطيات المغربية التي كانت على نفس الرحلة ثم سمح لها بالمرور باعتبارها قادمة في إطار نشاط آخر. وكان مكتب التنسيقية المنعقد في الرباط في ديسمبر الماضي قد أقرّ هذه المهمّة لعقد سلسلة من اللقاءات مع منظمات المجتمع المدني والجهات الحكومية في بلدان المغرب العربي. وجرى أوّل لقاء في المغرب في 17 جانفي الجاري في ظروف طيّبة. لكنّ المنسّق عبد الحميد أمين تلقى مساء الخميس 22 جانفي اتصالا هاتفيا من السفارة التونسية بالرباط لإبلاغه بأنّه غير مرحّب به في صورة توجهه إلى تونس. كما أشعرت وزارة الداخلية هاتفيا السيدة راضية الدريدي رئيسة جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية بأنّ اللقاء المفترض عقده بإشراف التنسيقية المغاربية يوم السبت 24 جانفي بفضاء تناصف الذي تديره الجمعية يعتبر نشاطا محظورا. والمجلس الوطني للحريات : -يدين بكل شدة التصرف المشين الذي أقدمت عليه السلطات التونسية التي خرقت اتفاقيات اتحاد المغرب العربي التي تضمن حرية التنقل للمواطنين بين دول الاتحاد الخمس. -يعبّر عن تضامنه الكامل مع السيد عبد الحميد أمين ويذكّره بأنّ تونس سترحّب به بحرارة بعد تخلصها من الاستبداد شأن أصدقاء آخرين لتونس من المغرب وأوروبا سبق ترحيلهم (باتريك بودوان ودوناتيلا روفيرا وروبير مينار وأمينة بوعياش…) -يجدّد تمسّكه بالعمل في إطار التنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان من أجل تأسيس مغرب حقوق الإنسان والشعوب.   عن المجلس الناطقة الرسمية، سهام بن سدرين

 

منع عبد الحميد أمين منسق التنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان من دخول تونس

 
تونس – خدمة قدس برس أفادت مصدر حقوقي أنّ السلطات الأمنية بمطار تونس قرطاج منعت صباح اليوم الجمعة (23/1) عبد الحميد أمين منسق التنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان ونائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من دخول تونس وتم احتجازه في الطائرة برفقة نفيسة ابن ممثلة جمعية النساء الديمقراطيات المغربية في انتظار ترحيلهما على متن أوّل رحلة باتجاه المغرب. وقال المصدر إنّ السلطات التونسية لم تشرح أسباب تصرفها مع عبد الحميد أمين الذي سبق أن زار تونس في مناسبات سابقة آخرها عام 2006. وكان عبد الحميد أمين يعتزم الإشراف على لقاء إعلامي بتونس للتعريف بالتنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان وأهدافها غدا السبت (24/1) بالعاصمة تونس، وإجراء اتصالات مع الحكومة التونسية وبعض البعثات الدبلوماسية. في حين كانت السيدة « نفيسة ابن » مدعوّة للمشاركة في ندوة دراسية تعقدها الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات حول « المساواة في الإرث » يومي 23 و24 من الشهر الجاري. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها « قدس برس » فإنّ عبد الحميد أمين أُجبر على البقاء في الطائرة وقد رفض بشدّة أسلوب السلطات الأمنية معه.
(« إكسبرس نيوز » الجمعة 23 كانون ثاني (يناير)  2009 )
 

تونس..منع بيع صحيفة الموقف وإعتقال نزار بلحسن

 

السبيل أونلاين – خاص – تونس على هامش محاكمة جريدة الموقف الناطقة بإسم « الحزب الديمقراطي التقدمي » ، يوم غد السبت 24 جانفي 2009 ، بادر أعضاء من شباب الحزب اليوم الجمعة 23 جانفي 2009 ، ببيع نسخ من العدد الأخير للجريدة بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة ، فقام أعوان البوليس السياسي بمحاصرتهم ومنعهم من البيع واحتجزوا ما بحوزتهم من نسخ وأيضا من أيدي المواطنين الذين ابتاعوا نسخ من الجريدة ، كما اعتقلوا عضو مكتب الشباب المكلف بالإعلام نزار بلحسن وذلك على الساعة السادسة مساء ، وأودع بمركز الشرطة بـ »نهج يوغسلافيا »، ووقع اطلاق سراحه على الساعة الثامنة ليلا .   وقد أفادنا أن أسئلة البوليس تمحورت حول العلاقة بـ »حركة النهضة » وعلاقته بالطالب زياد بن سعيد ، وبصاحب قناة « الحوار التونسي » الطاهر بن حسين ، وحول أسباب تخليه عن الهيئة المديرة لجمعية « الطالب الشابي » ، وعن مبادرة بيع نسخ من « الموقف » بالشارع الرئيسي للعاصمة ومن يقف وراءها ، وقد أجبروه على امضاء إلتزام حرفوا فيه اجاباته ولكنه رفض ، فأعادوا صياغة التزام ثان فأمضى عليه . من زهير مخلوف – تونس   (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 23 جانفي 2009)


الحزب الدّيمقراطي التقدّمي الشّباب الدّيمقراطي التقدّمي حريّة، هويّة، عدالة اجتماعيّة تونس في 23 جانفي 2009

بيان إلى الرّأي العام

 
تنظر المحكمة الابتدائيّة بالعاصمة يوم السّبت 24 جانفي الجاري في الدّعوى الّتي رفعتها خمس شركات متخصّصة في تعليب الزّيوت النّباتيّة ضدّ صحيفة الموقف « لسان الحزب الدّيمقراطي التقدّمي »، و هذه الجلسة هي التّـاسعة الّتي تجريها المحكمة من دون أن تقدّم الشّركات صاحبة الدّعوى أيّ وثيقة تسند مزاعمها بتعرّضها لخسائر نتيجة الافتتاحيّة الّتي أصدرتها الصّحيفة. و كانت الافتتاحيّة لفتت نظر الحكومة إلى أنّ الصّحافة الجزائريّة أعلنت عن منع ترويج زيت الصّوجا التّونسي في كافة مناطق الجزائر استنادا على تحاليل مخبرية أثبتت حسب قولها احتواءه على مواد مضرّة بالصحّة. و بناء على ذلك طالبت الموقف السّلطات المعنيّة بتحليل الزّيوت المروّجة في السّوق التّونسيّة لاتّخاذ ما يلزم من الإجراءات عند الاقتضاء، إلاّ أنّ الحكومة لم ترد على تلك المساءلة بينما رفعت خمس شركات غير مذكورة في الافتتاحيّة « من بين 45 شركة تعمل في الميدان » دعاوي قضائيّة على مدير الموقف و رئيس تحريرها لمطالبتها بدفع 500 ألف دينار أوليّـا بعنوان : »التّعويض عن الخسائر المعنويّة »، في انتظار تكليف خبير بحصر خسائرها الماديّة المزعومة. و عليه فإنّ الشّبـاب الدّيمقراطي التقدّمي-مكتب تونس- يعبّر عمّـا يلي: 1/- إن استهـداف جريدة الموقف هو جزء من انتهـاك واسع لحريّة الإعلام و الصّحـافة في بلادنـا، كعدم تسليم رخص لعديد الصّحف و الاستمرار في منع صحف أخرى و تسليط الرّقابة القصوى على الإعلام الالكتروني. 2/- تجنّدنا الكامل للدّفاع عن الموقف « مراية الحزب الدّيمقراطي التقدّمي » بكلّ الوسائل المتاحة و المشروعة. 3/- نهيب بكلّ أنصار الحريّة و ضحايا القمع و كلّ تشكيلات المجتمع المدني بدعم هذا الصّوت الحر و الذّود عنه. عن منسّق مكتب الشّباب الدّيمقراطي التقدّمي بتونس مكلّف بالاعلام نزار بن حسن


                                          الحزب الديمقراطي التقدّمي                                                جامعة صفاقس الشباب الديمقراطي التقدّمي بصفاقس                                               حرّيّة، هوّيّة، عدالة اجتماعيّة                                                 
صفاقس في 23/01/2009

بــــــــــيــــــــــان حول اعتقال الرفيق نزار بن حسن

 

اعتقلت قوّات البوليس يوم 23 جانفي 2009 رفيقنا في الشباب الديمقراطي التقدّمي بتونس نزار بن حسن على إثر تحرّك سلمي احتجاجا على القضيّة المرفوعة ضدّ جريدة « الموقف » ويتمثّل هذا التحرّك في توزيع أعداد قديمة من جريدة الموقف. حيث تمّ اقتياده عنوة إلى مقر وزارة الداخليّة أين تمّ الاحتفاظ به بشكل تعسّفي. ونحن في الشباب الديمقراطي التقدّمي بصفاقس إذ ندين هذا السلوك البوليسي الهمجي، نعلن ما يلي: 1. تمسّكنا بحقّنا الطبيعي والشرعي في التعبير عن احتجاجنا على المحاكمة ذات الطابع السياسي ضدّ جريدة « الموقف »، بالأشكال السلميّة التي نراها؛ 2.إصرارنا على المضيّ قدما في درب النضال ضدّ كلّ أشكال التعسّف والاستبداد، وأن استشراس أجهزة البوليس لن تزيدنا إلاّ عزما وصلابة في تمسّكنا بالنهج النضالي؛ 3.دعمنا اللامشروط لجريدة « الموقف » الحرّة وتأكيدنا على الطابع الكيدي للمحاكمة التي تحوّلت إلى ما يشبه مسرحيّة هزليّة نعلم جيّدا من أخرجها على ركح القضاء التونسي؛ 4.وقوفنا إلى جانب رفيقنا نزار بن حسن وتبنّينا الكامل لما قام به وإنّا بالشباب الديمقراطي التقدّمي بصفاقس سائرون في هذا النهج حتّى نفرض حقّنا الطبيعي والشرعي في التعبير عن احتجاجنا على ما يتعرّض له الحزب الديمقراطي التقدّمي وجريدة الموقف من حملات تستهدف إخماد صوتها الحرّ، لكن هيهات فصوت الحقّ يعلو ولا يُعلى عليه، متى اتّّحدت إرادات صادقة.   أن تعيش يوما إضافيّا كيدا في العدوّ، يصبح واجبا (ناظم حكمت) عن المكتب الجهوي للشباب الديمقراطي التقدّمي بصفاقس المنسّق: شاهين السّافي


لليوم الخامس على التوالي: إعتصام بطولي في مؤسستي الإذاعة والتلفزة
 
يعيش الوسط الإعلامي في تونس منذ يوم الإثنين 19 جانفي 2009 على وقع الاعتصام الذي ينفّذه حوالي 150 زميلة وزميلا من صحفيّي وتقنيّي مؤسستي الإذاعة والتلفزة التونسيّتين. وهي حركة احتجاجية غير مسبوقة في هاتين المؤسستين العموميتين. الزملاء الذين يعمل بعضهم منذ حوالي العشر سنوات في ظروف مهينة ومزرية، قرروا التحرك بأنفسهم للدفاع عن مصالحهم والمطالبة بتسوية وضعياتهم المهنية بعد أن ملّوا التسويف والعجز في التعاطي مع ملفّهم الذي لم يعودوا يرون له حلاّ بعد أن أصبح موضوعا لتجاذبات وحسابات لا علاقة لهم بها. الزملاء المحتجون وجميعهم من جيل الاستقلال والجمهورية، وهم جديرون بحمل أمانتهما، لم يعد بإمكانهم الانتظار إلى المالانهاية. وهم متمسكون بإيجاد تسوية حقيقية تنهي معاناتهم التي طالت واستفحلت. معاناة تتحمل مسؤوليتها الإدارات المتعاقبة على المؤسستين التي لم تعتمد سياسة انتداب قانونية ممّا راكم المشاكل وأوصلها لوضع الانفجار. ومن المخجل أن يروّج بعض « المسؤولين » بأن الحركة الاحتجاجية للزملاء تقف وراءها جهات مشبوهة!؟ أو القول بأن الزملاء يتحملون مسؤولية الوضع الذي يعيشونه لأنهم قبلوا منذ البداية العمل دون ضمانات قانونية!؟ لهؤلاء « المسؤولين » أن يقولوا ما شاؤوا، وهم الذين لم يجرّبوا مذلّة البطالة ومهانتها.. ولم يعرفوا معنى التعلق بشعاع أمل حتى وإن كان وهما. بعض الملاحظين يتساءلون: أين كان هؤلاء « المسؤولون » الذين تُـحدّث حكمتهم اليوم عن ضرورة مراعاة وضع المؤسسة القانوني وإمكاناتها المالية، عندما تمّ استجلاب رئيس للمؤسسة عن عجل (يعمل اليوم سفيرا بعد خروجه للتقاعد!!) للتوقيع على شيك بالمليارات لأحد المتنفذين من « أولاد الحلال » لقاء برنامج سيعدّه، بعد أن « تلكّأ » رئيس المؤسسة السابق المُطاح به في توفير المبلغ الضخم المطلوب للسيد المبجّل وشركته الانتاجية الموقّرة بالسرعة المطلوبة!؟ لماذا لم نسمع لهؤلاء وقتها صوتا!؟ هل « المصالح العليا » بالنسبة لهم أهم من مصالح هؤلاء الأعوان البسطاء ومستقبلهم!؟ الحركة الاحتجاجية لزملائنا تظهر بأن بلادنا تتحرك، وبأن التأهيل شامل أو لا يكون. عاشت نضالات الصحفيين التونسيين عاشت نضالات أهل المهنـــــــــــة (المصدر: مدونة زياد الهاني بتاريخ 23 جانفي 2009) الرابط:http://journaliste-tunisien5.blogspot.com/2009/01/blog-post_2086.html

صحفيون بالتلفزيون الحكومي في تونس يعتصمون للمطالبة بتحسين أوضاعهم
 
تونس 22 يناير كانون الثاني /رويترز/  واصل أكثر نحو 150 صحفيا وفنيا يعملون بالتلفزيون الحكومي في تونس اعتصاما بمقر المؤسسة اليوم الخميس ولليوم الثالث على التوالي احتجاجا على عدم تسوية أوضاعهم ومطالبين السلطات بالاهتمام بمشاغلهم دون تأخير. وبدأ صحفيون وتقنيون يوم الثلاثاء الماضي اعتصاما بمقر مؤسسة التلفزيون مطالبين بتحسين أجورهم وتسوية أوضاعهم التي وصفوها بأنها //مزرية وسيئة للغاية//. وقال صحفيون معتصمون لرويترز إنهم سيبدؤون إضرابا عن الطعام ما لم تسوى أوضاعهم بعد ما قالوا انه طول انتظار ومماطلة امتدت لسنوات. ويشتكي الصحفيون من التلكؤ في سداد أجورهم التي يعتبرونها ضعيفة أصلا. وقال صحفية تعمل في التلفزيون رفضت نشر اسمها لرويترز إن راتبها الشهري لا يتعدى 200 دينار /150 دولارا/ وان وزير الاتصال وعد الصحفيين منذ مايو/أيار الماضي بتخصيص راتب لا يقل عن 450 دولارا لكنها كانت //وعودا واهمة//. وقالت أخرى //تصوروا أني بعت بعضا مما أملك من ذهبي وهاتفي الجوال لأعيش وانتقل.. كيف يمكن أن نشتغل ونبدع وكرامتنا تداس//. وطالب مسؤولو التلفزيون الصحفيين بإيقاف الاعتصام وتعهدوا بتكوين لجان لدراسة مطالبهم لكن المعتصمين رفضوا الاستجابة بل وهددوا بالإضراب عن الطعام. ويقول عدد من المسؤولين إن تحرك الصحفيين والفنيين //سياسي// ومدفوع من قبل //أطراف مشبوهة//. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من مسؤولين في مؤسسة التلفزيون التي يعمل بها أكثر من ألف صحفي وتقني. وتعهدت أول نقابة للصحفيين عقب انتخابها العام الماضي بأولوية العمل على تحسين الأوضاع المادية والمهنية للصحفيين لضمان توفير المناخ اللازم لحرية التعبير في البلاد. لكن مراقبين يقول ان النقابة عجزت حتى الآن عن الوصول إلى أهدافها.   (المصدر: وكالة (رويترز) بتاريخ 22 جانفي 2009)
 

السفارة المصرية ترفض منح التأشيرة للصحفي لطفي حجي
 
رفضت سفارة جمهورية مصر بتونس منح الصحفي لطفي حجي تأشيرة الدخول إلى المصر حيث كان سيشارك في ندوة فكرية تنعقد بالقاهرة أيام 18 و 19 و20 جانفي الجاري. و كان قد تقدم بطلبه في الغرض يوم 17 ديسمبر 2008 لكن بعد زيارات عدة إلى مقر القنصلية المصرية بتونس ورغم تدخل الجهة المنظمة للندوة في مصر، تم إعلام لطفي حجي من قبل مستشار بالسفارة بأنه لا يمكن منحه التأشيرة نظرا لكون الجهات المختصة في مصر لم توافيهم بأي إشعار بشأنه. الصحفي لطفي حجي كان قد سافر عدة مرات إلى مصر دون أية عراقيل، لكن التنسيق في منع بعض الشخصيات من التنقل جرى بشكل متبادل في مناسبات فائتة حيث ترفض السفارة التونسية بالقاهرة بدورها منح عديد النشطاء الحقوقيين والسياسيين المصريين تأشيرات الدخول لتونس. باجة: الشرطة تجمع الكوفيات الفلسطينية وتكسر أسنان تلميذ اعتقلت قوات من الأمن التابعة لمنطقة باجة عددا من التلاميذ من معهدي 2 مارس ومعهد عمر القلشاني بعد أن شارك بعضهم في مسيرة دعت لها كل من نقابتي التعليم الثانوي والأساسي يوم السبت الأربعاء 14 جانفي الجاري جابت شوارع المدينة وانظم لها عدد من المواطنين. وقد تم اقتياد التلاميذ إلى منطقة الأمن أين تم تعنيفهم واعتقالهم لساعات وتعرض أحدهم إلى كسر أحد أسنانه كما أجبر الجميع على التوقيع على التزامات يتعهدون بموجبها بعدم المشاركة في أي مسيرة مهما كان نوعها كما تم استدعاء أولياؤهم وتم التنبيه عليهم من مغبة عودة أبنائهم لمشاركة في المسيرات. من جهة أخرى عمدت قوات من الأمن بالزي المدني إلى انتزاع الكوفيات التي كان يرتديها عدد من التلاميذ والتلميذات في تعبير سلمي على تضامنهم مع أهالي قطاع غزة وكان نصيب من رفض الانصياع وابل من الضرب والشتائم. مستثمر يدخل في إضراب مفتوح عن الطعام دخل المواطن نجيب بن قدور الخروبي القاطن بسليانة منذ يوم الثلاثاء 13 جانفي 2009 في إضراب مفتوح عن الطعام و ذلك احتجاجا على عدم تفاعل السلط المحلية والجهوية والمركزية مع شكاياته العديدة التي رفعها.  وتتمثل مشكلة الخروبي المضرب عن الطعام في أنه دخل ميدان الاستثمار بمبلغ قيمة 250 ألف دينار و بعث مشروع مركز تبريد غير أنّه تعرض إلى عرقلة لمشروعه مما ألحق به أضرار فادحة تحول من موجبها من مستثمر إلى معوز. وحيث لم تشفع له مراسلاته وبرقياته إلى عدد من المسؤولين من بينهم رئيس الدولة ووزير العدل ووزير المالية وغيرهم في الحصول على حقّه. من جهة أخرى عمدت مصالح الشؤون الاجتماعية لسحب الانتفاع بامتياز دفتر العلاج المجاني الذي سلمته إياه بعد أن تحول إلى فقير ومعوز وأصبح بموجب ذلك عاجز عن معالجة ابنته التي تعاني مرضا يستدعي متابعة متواصلة بمستشفى سليانة وأحد مستشفيات تونس. بعد دفن خولة، ثلاث تلميذات مفقودات في فيضانات سليانة دفنت التلميذة خولة الهاني مساء اليوم الأربعاء 14 جانفي الجاري (21 سنة/ باكالوريا) وسط حضور لافت شيع جثمانها الطاهر إلى مقبرة سيدي حميدة من معتمدية سليانة الجنوبية. وإلى مساء اليوم لازالت كل من إيمان شلبي وأماني قادري وتقوى بوخاري مفقودات ومن المحتمل أن يكن قد طمرن بأوحال سد قريب من وادي « رأس المالح » الذي انقلبت فيه الحافلة التي كانت تقلّهم مساء الاثنين الماضي. من جهة أخرى نقل عدد من التلاميذ للعلاج بمستشفى سليانة خاصة بسبب ابتلاع الأتربة. الحادثة الأليمة وقعت على مستوى وادي رأس المالح 15 كلم شمال مدينة سليانة في حدود السابعة مساء بعد نزول أمطار غزيرة استمرت لنحو 14 ساعة دون انقطاع وقد حاول سائق حافلة تقل أكثر من ثمانين تلميذا المرور عبر الجسر المخصص على مستوى الوادي غير أن منسوب المياه فاق الحد الذي يسمح بمرور حافلة بمثل ذلك الحجم بما يعني أن الجسر عبارة عن « بطاح » صغير كما قال والد خولة المتوفية فكان أن هوت الحافلة وسط المياه والأوحال. التلاميذ المتضررين من الحادثة هو أيضا ضحية إغلاق المبيت المدرسي في وجوههم وإجبارهم على استخدام حافلة لمزاولة دراستهم. (المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 22 جانفي 2009)

برنامج انتخابي رئاسي يفشل في استقطاب المرأة العاملة
 
شهد النظام الخاص بالعمل نصف الوقت مقابل ثلثي الأجر الذي تمّ إقراره لفائدة الموظفات الأمّهات إقبالا ضعيفا بعد سنتين من بدء العمل به. ولم تترشح للاستفادة من هذا النظام الذي أعلن عنه الرئيس بن علي في حملته الانتخابية سنة 2004 سوى 544 امرأة سنة 2008 مقابل 1504 سنة 2007، وذلك من جملة ستين ألف امرأة متزوجة عاملة في القطاع العمومي. غلق القاعات العمومية أمام النساء الديمقراطيات لم تحصل جمعية النساء الديمقراطيات على أي فضاء عمومي لعقد ندوة دراسية حول « المساواة في الإرث » رغم عديد الطلبات لكراء قاعات بالنزل ولذلك اضطرّت الجمعية لبرمجة عقد هذه الندوة داخل مقرّ الجمعية يوم الجمعة 23 جانفي المقبل. أساتذة التربية البدنية يتحركون في جندوبة عقد مدرسو التربية المدنية بمقر الاتحاد المحلي للشغل بغار الدماء يوم الأحد 18 جانفي الجاري اجتماعا خصص للنظر في الاتفاقية التي أبرمت بين الوزارة ونقابتهم منذ مارس 2005 و التي لم تنفذ بنودها حتى اليوم. الاتفاقية تتعلق بالترقيات والقانون الأساسي وظروف العمل ومنحة الباكالوريا. لكنّ أساتذة التربية البدنية يتذمّرون أيضا من تردّي ظروف عملهم لا سيما على مستوى الملاعب والتجهيزات اللازمة. (المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 22 جانفي 2009)


عناصر من الحزب الحاكم في تونس تعتدي على مسئول محلي معارض
 
 
تونس 22 كانون ثان/يناير (د ب أ)-أعلن الحزب الديمقراطي التقدمي التونسي المعارض غير الممثل في البرلمان مساء اليوم الخميس اعتداء عناصر تنتمي لحزب « التجمع الدستوري الديمقراطي » الحاكم بـ »العنف الشديد » على محمود الغزلاني كاتب عام  الحزب  بولاية سيدي بوزيد (260 كلم وسط تونس). وقال الحزب في بيان صحفي تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه إن « الاعتداء جاء تنفيذا لتهديد وجهه مسئول تجمعي (من حزب التجمع) بالجهة للغزلاني إن واصل الأخير المشاركة وقيادة التحركات المحرجة للإدارات المحلية في ولاية سيدي بوزيد ». وذكر أن الاعتداء تسبب للغزلاني « في إصابات بليغة خاصة على مستوى الرأس »، موضحا أن الأخير « مصمم على تتبع المعتدين قضائيا رغم تحذيره من ذلك في مكالمة هاتفية من شخص مجهول ».   (المصدر: وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بتاريخ 22 جانفي 2009)
 


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ

نشرة الكترونيّة عدد  87 – 22 جانفي 2009

 
21 جانفي 1924: تاريخ وفاة السياسي والقائد الثوري فلاديمير ألييتش أوليانوف « لينين ». وهو مؤسس الحزب البلشفي وأحد اشهر قادة ثورة أكتوبر. 17 جانفي 1971: اغتيال باتريس لومومبا، أول رئيس وزراء منتخب في تاريخ الكونغو. قاوم الاستعمار البلجيكي وأسس الحركة الوطنية عام 1958. تونس – غزّة: تواصلت الحركات المساندة للمقاومة الفلسطينية في غزّة والمندّدة بالعدوان الصهيوني اذ عرفت تونس العاصمة يوم السبت 17 جانفي مسيرتين نظّم الاتحاد العام التونسي للشغل الأولى حوالي الساعة التاسعة صباحا وانطلقت من بورصة الشغل. أمّا الثانية فقد دعت اليها كلّ من الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات وجمعية النساء التونسيات من أجل التنمية ونقابة الصحافيين التونسيين وانطلقت من أمام مقر نقابة الصحافيين. وفي مدينة نابل، نظّم الإتحاد الجهوي للشغل بالجهة يوم الاحد 18 جانفي معرضا للصور وبثّ شريطا حول غزّة ثمّ خرجت مسيرة من مقرّ النقابة لتجوب شوارع المدينة. من جهة أخرى، نظّمت ثلاث أحزاب معترف بها هي حركة التجديد والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات والحزب الديمقراطي التقدمي مسيرة يوم الاثنين 19 جانفي في العاصمة، شارك فيها حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ وانضمت اليها اعداد غفيرة من المواطنين. اليونان، مساندة شيوعيّة لغزّة: حاصر يوم الأحد 18 جانفي أكثر من 20.000 متظاهر ميناء أستاكوس اليوناني لمنع ارسال اسلحة أمريكية لدولة الكيان الصهيوني. وقد استجاب المتظاهرون لنداء الشبيبة الشيوعية اليونانية ونجحوا في تعليق عملية شحن 325 حاوية بداخلها 15.000 طن من الذخيرة والمتفجرات كان من المقرّر ارسالها لميناء اشدود. النقابات البلجيكية، غزّة: وجّهت المركزية العامة للنقابات البلجيكية تحذيرا للنقابة الصهيونية هستدروت وطالبتها بالدعوة لسلام غير مشروط « قبل ان تفقد كلّ مصداقيتها وكلّ كرامتها »، مهدّدة بالعمل على طردها من المنظمات النقابية العالمية ان هي لم تستجب ومذكرة ايّاها بأنّ كلّ « منظمة نقابية اماّ تكون عامل سلام بين الشعوب أو انّها تنفي نفسها ». بان كي مون في غزّة: أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن صدمته من حجم الدمار الذي حل بقطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي، وقال إنه يجب محاسبة ومحاكمة المسؤولين عن استهداف المدنيين ومقرات الأمم المتحدة. وقال في مؤتمر صحفي عقده أمس الثلاثاء في مقر الأونروا الذي تعرض للقصف الإسرائيلي خلال العدوان، أنه زار العديد من المواقع في القطاع، كما استنكر عمليات التفجير التي طالت مواقع للأمم المتحدة بغزة، وشدد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن استهداف هذه المواقع. من موقع الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة 21 جانفي 2009 تونس، عجز: ارتفع عجز الميزان التجاري لتونس بنسبة 31 بالمائة اي ما يعادل 6,60 مليار دينار (4,96 مليار دولار) سنة 2008 مقارنة بنحو 5,02 مليار دينار سنة 2007. وسجّلت الواردات الاجمالية للبلاد ارتفاعا بنسبة 24 بالمئة لتبلغ 30,23 مليار دينار بينما نمت الصادرات بنسبة 22 بالمائة اي ما يعادل 23,63 مليار دينار. تمثّل الصادرات المحرك الاساسي للنمو الاقتصادي في البلاد بنحو 45 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي. المغرب الاقصى، فنزويلا: قرّر المغرب اغلاق سفارته في فنزويلا احتجاجا على الدعم الذي تقدمه حكومة فنزويلا الى جبهة البوليساريو وهي الحركة التي تطالب باستقلال اقليم الصحراء الغربية. وقالت وزارة الخارجية المغربية انها ستغلق سفارتها في كاراكاس « للاحتجاج على العداء المتصاعد من السلطات الفنزولية تجاه قضية وحدة التراب المغربي ». واتهمت المملكة فنزويلا بالقيام مؤخرا « باجراءات دعم » غير محدد لاقليم الصحراء الغربية. لكنّها لم توضح طبيعة هذا الدعم لكنها ادرجت على موقعها في الانترنت ان فنزويلا عينت مؤخرا سفيرا لدى جبهة البوليساريو في تندوف جنوب غربي الجزائر. عن الـ ب.ب.س العربية. 16 جانفي 2009. الولايات المتّحدة، عيّنة من الادارة الجديدة: هيلاري كلينتون: وزير الخارجية، تعتبر أحد « صقور » الحزب الديمقراطي، مدحها هنري كيسنجر ويدعمها اللوبي الصهيوني. صوّتت لصالح غزو العراق ولا تكفّ عن تهديد ايران. رام إيمانويل: كبير موظفي البيت الأبيض، عضو في اللوبي الصهيوني. خدم متطوعا في الجيش الإسرائيلي في العدوان الثلاثيني على العراق سنة 1991. كان احد مديري الشركة المالية فريدي ماك اثناء اكتشاف عملية احتيال كبيرة وهو متورّط في فضيحة مالية مرتبطة بحملة الديمقراطيين الانتخابية. روبرت غيتس: احتفظ بمنصب وزير الدفاع الذي تحمّل مسؤوليته أواخر 2006، عيّنه بوش الأب مديرا لجهاز الاستخبارات المركزية سنة 1991. متورّط في فضيحة ايران كونترا. واقترح مؤخرا رفع عدد الجنود في افغانستان بـ20.000 جندي. جوزيف بيدن: نائب الرئيس، عضو في اللوبي الصهيوني، دافع عن فكرة الهجوم على يوغسلافيا عندما كان سيناتور في التسعينات. صوّت لصالح احتلال العراق وافغانستان ولصالح التدخّل في دارفور. تيموثي غيثنر: وزير المالية، كان المسؤول على عملية اسعاف شركة التأمين AIG عندما كان حاكم مصرف الاحتياط الفيدرالي، أحد المدافعين الشرساء على « السوق الحرّة » و مدير سابق لأحد أقسام صندوق النقد الدولي. عمل في الثمانينات في شركة هنري كيسنجر. لورانس سامرز: رئيس المجلس الاقتصادي الوطني، المدير الاقتصادي للبنك العالمي بين 1991 و1993. دافع عن فكرة تصدير نفايات « العالم المتحضر » إلى بلدان العالم الثالث. سينسّق وضع السياسات الخاصة بالقضايا الاقتصادية المحلية والدولية. جانيت نابوليتانو: وزيرة الأمن الداخلي، كانت أوّل من أرسل الحرس الوطني، عندما كانت حاكمة ولاية اريزونا، لمنع دخول المهاجرين القادمين من المكسيك. تطالب بتحديد سقف للهجرة يخضع لمتطلبات السوق الرأسمالية الداخلية. (المصدر: قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ بتاريخ 22 جانفي 2009)
 

التنسيق الجمعياتي يحتجّ على مواقف الاتحاد الأوربي المتواطئة مع إسرائيل
 
احتضنت سفارة الاتحاد الأوربي بتونس لقاء ضمّ ممثلي التنسيق الجمعياتي المستقل (رابطة حقوق الإنسان ومجلس الحريات وجمعية النساء الديمقراطيات والنقابة الوطنية للصحافيين وجمعية النساء التونسيات للبحث والتنمية) بالسفير الأوروبي وبعض مساعديه. وجاء طلب هذه المقابلة من أجل الاحتجاج على موقف الاتحاد الأوربي السلبي الداعم لإسرائيل في عدوانها على غزّة والذي جاء أسابيع بعد منح إسرائيل مكانة الشريك المتميّز مع الاتحاد الأوروبي رغم كل التقارير التي بيّنت الانتهاكات المتواصلة لحقوق الشعب الفلسطيني. وأبلغ ممثلو المجتمع المدني سفير الاتحاد الأوربي استياءهم من تخلف الأوروبيين عن إدانة الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في غزة خلال انعقاد مجلس حقوق الإنسان بجينيف بما يتيح الإفلات من العقاب بشكل دائم لإسرائيل. واعتبر المتدخلون أنّ هذه السياسة ترسّخ مبدأ الكيل بمكيالين وتطعن في شفافية المعايير الدولية لحقوق الإنسان وفي مصداقية القائمين على تطبيقها. السفير الأوروبي عبّر عن تفهّمه للاستياء من موقف الاتحاد وأشار في هذا السياق إلى أنّه لا يدافع بأي حال من الأحوال على استهداف الحياة البشرية، لكنّه عزا ضعف الموقف الأوروبي إلى اختلاف المواقف داخل دول الاتحاد وصعوبة استصدار المواقف في هذا الشأن. وأفاد ممثل الاتحاد الأوربي أنّ الحرب الأخيرة على غزة أوقفت الحوار الأوروبي مع إسرائيل حول مكانتها في الشراكة. التشغيل بالمظيلة يمرّ عبر الحزب الحاكم تحوّلت جامعة الحزب الحاكم بالمظيلة في الأيام الأخيرة إلى شبه مؤسسة عمومية لانتداب العمال لفائدة إحدى شركات المناولة المكلفة بتهيئة المعمل الكيمياوي. والحال أنّ الانتداب يكون إما مباشرة لدى الشركة أو عبر مكاتب التشغيل أو على الأقل لدى مقر المعتمدية. هذه العملية تضاعف الشكوك حول شفافية التشغيل الذي يمرّ عبر الغربال الحزبي وهو ما قد يولّد ردود فعل غاضبة مع تواتر إقصاء مترشحين. منظّمة « مستقلّة » تعقد مؤتمرها في مقر لجنة التنسيق رفاه المستهلك في اختيار بن علي 2009، تحت هذا الشعار عقد المكتب الجهوي لمنظمة الدفاع عن المستهلك في مقر لجنة التنسيق الحزبي بباجة يوم السبت الماضي. هذا المؤتمر حاد عن وظائف المنظمة لخدمة الحزب الذي استضافه وخرج بمناشدة بن علي الترشح لانتخابات 2009. مصادرة مجلة شباب 20 الإماراتية بسبب إشارتها لثروة الرئيس بن علي أوردت منظمة مراسلون بلا حدود أنّ السلطات التونسية أقدمت على مصادرة عدد شهر جانفي من مجلة شباب عشرين الشهرية الإماراتية على خلفية نشرها تحقيقا حول ثروات الرؤساء العرب تضمّن إشارة إلى امتلاك الرئيس التونسي لثروة تقدّر بخمسة مليارات دولار وفقا لتقرير دولي صدر العام 2007. ونددت المنظمة بهذه المصادرة باعتبارها نيلا صريحا من حرية التعبير وتبادل ونقل المعلومات. (المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 22 جانفي 2009) الرابط:http://www.kalimatunisie.com/ar/14/112/193/


التنسيق الجمعياتي التونسي ينظّم تحركات تضامنا مع غزة
 
نظم اليوم الجمعة 16 جانفي التنسيق الجمعياتي وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية للتنديد بالدعم الأمريكي الرسمي لحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وتم إبلاغ مسؤول رفيع بالسفارة نصّ بلاغ احتجاجي على الموقف الأمريكي الداعم للعدوان على غزّة. كما زار الوفد إثر ذلك السفارة الفلسطينية بتونس للتعبير عن وقفة المجتمع المدني التونسي إلى جانب أهله في غزة وكانت لمثلي الجمعيات (الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، المجلس الوطني للحريات في تونس وجمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين) جلسة مع السفير الفلسطيني سليمان الهرفي أبلغ فيها تضامن مكونات المجتمع المدني المستقلة مع الشعب الفلسطيني في محنته. وأصدر التنسيق بيانا يذكّر فيه بدعوته للمشاركة في مسيرة ينظمها غدا السبت على الساعة الثالثة. يشار إلى أنّ تحركات اليوم لدى البعثات الدبلوماسية جرت تحت حصار بوليس مكثف تدخل أمام سفارة فلسطين لمنع ممثلي المجلس الوطني للحريات من الدخول قبل تدخل المسؤولين الفلسطينيين الذين مكنوهم من الدخول. باجة: الشرطة تجمع الكوفيات الفلسطينية وتكسر أسنان تلميذ اعتقلت قوات من الأمن التابعة لمنطقة باجة عددا من التلاميذ من معهدي 2 مارس ومعهد عمر القلشاني بعد أن شارك بعضهم في مسيرة دعت لها كل من نقابتي التعليم الثانوي والأساسي يوم السبت الأربعاء 14 جانفي الجاري جابت شوارع المدينة وانظم لها عدد من المواطنين. وقد تم اقتياد التلاميذ إلى منطقة الأمن أين تم تعنيفهم واعتقالهم لساعات وتعرض أحدهم إلى كسر أحد أسنانه كما أجبر الجميع على التوقيع على التزامات يتعهدون بموجبها بعدم المشاركة في أي مسيرة مهما كان نوعها كما تم استدعاء أولياؤهم وتم التنبيه عليهم من مغبة عودة أبنائهم لمشاركة في المسيرات. من جهة أخرى عمدت قوات من الأمن بالزي المدني إلى انتزاع الكوفيات التي كان يرتديها عدد من التلاميذ والتلميذات في تعبير سلمي على تضامنهم مع أهالي قطاع غزة وكان نصيب من رفض الانصياع وابل من الضرب والشتائم. (المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 22 جانفي 2009)  


غزة… غصّة القلم و هزيمة الكلمة
 
أم زياد يا هذه… غزة تقطّع قلبك و تحرق دمك فلماذا لاتكتبين عنها ؟ ماذا عساني أكتب عن غزة ممّا يوفيها حقها أو يضيف إلى طوفان الكلام الدائر حولها ؟ لا شيء تقريبا إن غزّة امتحان عسير للحبر والورق، إنّها ورطة القلم تتابع و تعاش… ولا تكتب. أرابط أمام التلفزيون مثل الآلاف والملايين وأتنقل مثلهم بين محطاته بحثا عن تطورات جديدة تلقي شعاع نور على ظلمة النفس فلا أجد المزيد من المجازر والدماء التي تزيد ظلمة النفس حلكة. و مثل المئات والآلاف من حملة الأقلام ألاحق الصور علّني أجد فيها مدخلا للكتابة المستعصية فلا أظفر إلا بشظايا كلمات لا تستقيم جملا وفقرات ولا أجد إلا مشاعر وأحاسيس متلاطمة لا ينتظمها منطق يمكن أن يحولها إلى متماسك. القلم يجفّ في العادة لقلّة القصص أو انعدامها ولكنّه يجفّ اليوم بين أصابعي لكثرة قصص غزة و تزاحمها وقبل ذلك لغصص أورثتنيها صور غزتي التونسية. قصص غزّة فلسطين كثيرة كثرة الهمّ على قلوبنا في هذا الآن العربي القبيح فمن أيّ الأبواب يلج القلم غزّة: -أمِن باب الرضيع الذي فطنه موته أو موت مرضعته ؟ أم باب تلك التي فقدت رضيعها الوحيد الذي منّ الله به عليها بعد أكثر من عشرين سنة من الانتظار ؟ -أمن باب ذلك الطفل الذي فارق الحياة وعيناه المفتوحتان تلقيان على الدنيا الظالمة نظرة مليئة بالاستكانة والعتاب ؟ أم من باب تلك الطفلة التي تروي مبتسمة كيف اخترقت الرصاصة ظهرها و »فاتت » من بطنها دون أن تعي أنّ ابتسامتها ستغيض يوم تدرك أنّ الرصاصة « الفائتة » قد مزّقت نخاعها الشوكي وأنّها ستحرمها من تحريك ذراعيها وساقيها مدى الحياة ؟ -ربّما من باب « جميلة » مذيعة المستقبل التي بترت القذيفة ساقيها أو من باب « لؤي صبح » الطفل الذي لن يرى في حياته صبحا بعد أن اقتلعت قنابل الفسفور عينيه من محجريهما ؟ ما أكثر أبواب غزّة وما أعجز القلم عن ولوجها دون أن يفقد صوابه فيتفوّه بما ينافي الحياء المنافق القاضي « بألاّ صوت يعلو على صوت المعركة » وبأنّ للحقّ في أرضنا مواسم مثل مواسم البطاطا والفلفل والطماطم ! صور غزّة ودمارها، ودماء أطفالها، وما يتحلق حولهم وحولها من ضباع وغربان تجمّد الحبر في القلم وتؤجج في القلب شهوة الدم ونار الانتقام. ولهذا فليس لغزة عندي الآن لا مبتدأ ولا خبر ولا مراثي لموتاها ولا مدائح لمؤيديها ولا أهاجي لأعدائها. كل ما عندي لغزة الآن دموع أراها تقلّ بالتعوّد على مشاهد المحرقة وبضعة عقود من الإيمان بسلطان الكلمة والكفاح السلمي أجدها الآن في النزع الأخير توشك أن تعلن العصيان على دولة المبادئ والقيم والتحضر والمدنية وأن تصرخ : »سحقا للحروف والكلمات وعليّ بطائرات عابرة للأبراج  » (المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 22 جانفي 2009) الرابط:http://www.kalimatunisie.com/ar/14/80/186/

 


                                                       بسم الله الرحمن الرحيم                                                                         

د.منصف بن سالم: عبرة عابرة

                                                     

على صغر سني وقتها لا زلت أذكر أحداثا مؤلمة لحرب حزيران 67، لازلت أذكر ما أوردته بعض الصحف العربية من أخبار يندى لها جبين كل أبيً شهم: ضباط مصريون على خط المواجهة يطالبون قادتهم بإقامة حفل ساهر تحييه أم كلثوم أو فريد الأطرش في إحدى ليالي الأسبوع ألأول من حزيران أي قبل الحرب بقليل، السلطات تعتذر وترسل لهم كارم محمود ليلة أو ليلتين قبل الهجوم الصهيوني ، وزير الحرب آنذاك الجاسوس الإسرائيلي المشير عبد الحكيم عامر، تولى الوزارة لما عهد عنه من عداء مفرط لجماعة ألإخوان المسلمين وتصميمه الراسخ للقضاء عليهم، لكنه قضى على قوة مصر (جيشا وعتادا) كما فرط وتنازل على قطاع غزة وكامل صحراء سيناء صانعا بذلك النكسة الكبرى للعرب بدون دفاع يذكر إلى درجة جعلت موشي ديان وزير الحرب الصهيوني يغمى عليه من شدة الفرح (حسب عدة محطات إذاعية غربية) ؛ في اليوم الثاني من الحرب أخبرتنا إذاعة مصرية أنً السلطات وزعت مصاحف القرآن الكريم على الضباط ، ولكن « لاترد صدور الطائرات والدبابات كصدور الخيل بالكتب ». دامت الحرب 6 أيام فقط رغم العون السخي من السوفيات والحصيلة جد مؤلمة: خسرت مصر قطاع غزة وسيناء وتوقف قنال السويس (الشريان الرئيسي للإقتصاد المصري) وخسرت الأردن الضفة الغربية ومدينة القدس وخسرت سوريا الجولان وخسر لبنان جزءا من جنوبه (مزارع شبعا) ومع كل هذه الخسارة الهائلة خسارة آلاف الجنود والعتاد.                                                                                                  وغير بعيد عنا زمنا الدبابات الأمريكية إحتلت بغداد في سويعات قليلة وكان العراق يمتلك الكم الهائل من السلاح والذخيرة وما يزيد عن800 ألف جندي مع 50 ألف من الحرس الجمهوري مما يجعل العراق وقتها في مرتبة الأوائل عسكريا.                                                                                           غزة اليوم واجهت العدو بقوة من نوع آخر، لم يرفع مجاهدوها المصاحف في وجه الطائرات والدبابات لأنهم يوعون جيدا « ولا ترد صدور الخيل بالكتب » بل رفعوا المصحف الشريف في صدورهم وعقولهم وقلوبهم، مشيرهم وقائدهم كان يقودهم في الميدان حتى الشهادة، تماما كما عشنا بالأمس مع مجاهدي حزب الله في جنوب لبنان . اليوم يحق لنا أن نجهر بالحقيقة وأن نصارح أنفسنا، دون مزايدة أوغرور، ودون مركبات أو عناد: أين وجدت الحركة ألإسلامية حريتها، إنتصرت لقضايا ألأمة وفعلت ما عجزت عنه الدويلات المنصبة. ومن هنا يتجلى سبب الحملة المسعورة التي تقودها أمريكا وإسرائيل فيما غدا يعرف بالحملة على ألإرهاب والحقيقة هي الحملة على ألإسلام عقيدة ومنهجا وفكرا. أكثر من 50 عاما والأقطار العربية تعج بالمحاكمات السياسية خاصة ضد ألإسلاميين، لغة الصهاينة اليوم في وصفهم للإسلاميين هي لغة زعماء العرب منذ مدة والألفاظ هي نفس الألفاظ المستعملة  بل سبقت بعض الأقطار العدو في تفننها وغلوٌها في تصديها ومنعها للحركات الإسلامية، وقد تقدمت هذه الحكومات ألفاشلة الطاغية أشواطا شاسعة على الصهاينة في هذه الحرب الوسخة، فلا نجد في إسرائيل منعا للحجاب واللحي، ولا منعا للتعبيروالتنظم، ولا مصادرات صحف ومواقع أنترنات، ولاقطع هواتف ومنع مراسلات، ولا زج بالعلماء والمثقفين في غياهب السجون لسنين طويلة ، ولا منع للعمل والسفروالعقاب بالجملة، ولا تطليق النساء قسرا وتشتيت العائلات، ولا…ولا… والقائمة طويلة؛ قد لا يفهم قولي هذا بعض من إخواننا العرب لأنٌ ما قلته يتفاوت من قطر لآخر و »في الهم ما تختار ».                      في أواسط التسعينات وعلى إثر تنفيذ عمليات إستشهادية نوعية جد موجعة للعدو ندد بها وبشدة المرحوم عرفات ونادى لعقد مؤتمر دولي ضد ما سماه الإرهاب ناعتا به صراحة حركتا الجهاد وحماس ، في ضرف أسبوع واحد عقد في شرم الشيخ مؤتمر قمة حضره 34 زعيما منهم رؤساء الدول العظمى والأقطار العربية ، عرفات نفسه عندما حاصره شارون في مكتبه في رام الله، إستغاث العالم ليوقف عنه إرهاب شارون فلم يغثه أحد وبقي في حصاره حتى قتل كما هو معلوم وبقيت حماس « الإرهابية » تدافع عن شرف ألأمة وتعطي العالم نموذجا حيا للفداء كما توقظ ضمير من كان له ضمير مهما كان دينه ما دفع بفينزويلا وبوليفيا إلى قطع علاقتهما مع الصهاينة وباليهودي الشهم إلى حرق جوازه ألإسرائيلي، وعلى مستوى ألأمة لم يشهد المسلمون وحدة وتكاتفا ومؤازرة مثل ما عشناه في محنة غزة الحبيبة. بعد كل هذا  ألا يحق لكل ذي بصيرة أن يقف مع الحق في الحرب الطويلة بين حكامنا والحركات الإسلامية وأن يضع ألألفاظ في موقعها الحقيقي لا كما نعلم ويعلم الجميع أنٌ حكوماتنا « المعتدلة » صنعت جيشا من أصحاب ألأقلام البارعة أبدعوا في تبييض ألأسود وتسويد ألأبيض، فجرموا البريء وبرأوا المعتدي؟   د.منصف بن سالم                                          20  01   2009                                          


سلام الشجعان» و«حرب الجبناء»
 
 العجمي الوريمي  كما أن هناك سلام الشجعان، هناك حرب الجبناء. وإذا كان سلام الشجعان يقتضي شجاعة من طرفي عهد السلام أو أطرافه إن كانت أكثر من اثنين، فإن حرب الجبناء هي حتماً بسبب جبن طرف واحد هو الذي أوقد نارها. وتزداد درجة الجبن كلما كان تفاوت ميزان القوى أكبر وكلما كان الطرف الأضعف أعزل، فحرب الجبناء غير المتكافئة عدوان القوي على الضعيف، وحرب الشجعان تكافؤ في القوى. ميزة الشجاع أنه يعرض حياته للخطر ويجازف بها لتغيير وضع بائس أو نشدان وضع عادل، وخاصية الجبان أنه مسكون بالخوف يقاتل من وراء جدار أو في قرى محصنة. الخوف لا يصنع سلاماً ولا أماناً ولا طمأنينة، فالحرب الخاطفة، والحرب الشاملة، والحرب الاستباقية، وحرب الإبادة، والحرب العرقية، والحرب الهجومية.. ليست في قاموس الشجاعة، فالشجاعة هوية المقاومة والجبن جوهر العدوان. كل احتلال يستدعي مقاومته، وكل مقاومة تدفع ضريبة بحجم العدوان وتحمل على عاتقها تعويض الإفلاس الأخلاقي للقوة المعتدية. الضحية تصنع ثقافة الأقوياء وتسقط ثقافة الهزيمة، هكذا تكون الشهادة باختيار الموت بدل السقوط. الشهيد يقدم حياته كي لا تموت المقاومة، لقد قال جيفارا لقاتله: «أطلق الرصاص أيها الجبان، إنك تقتل إنساناً». هذه الجماهير الغاضبة في كل عواصم العالم ترفض أن يموت الإنسان، هذه المقاومة الباسلة تقدم أرواح مقاتليها بسخاء كي يبقى الإنسان وكي يولد الإنسان الجديد. أرض الميعاد الحقيقية، أرض ما بعد الحرب، هي أرض الإخاء الإنساني، مركزها الرقعة الصغيرة التي يرابط بها المجاهدون دفاعاً عن الدين والعرض والأرض والحرية والعدل، ومساحتها الواسعة أينما ارتفع صوت الحق والأذان والتكبير والغضب لله ولعيال الله ولشرعة الله. ارتفع عدد الضحايا ومعه ستخرس المدافع، ارتفعت رقعة الإدانة للعدوان وتعالت أصوات الاحتجاج، الضمير العالمي وإن استيقظ متأخراً لا يحتمل الصمت تجاه القتل وشهوة القتل والقتل من أجل القتل. لنذكر بالقاعدة القائلة: «ينبغي أن تعترف به.. وإذا أوصلته إلى مرحلة لم يعد يعترف فيها بك رغم قوتك وجبروتك فقد خسرت كل شيء». القيادة السياسية للمقاومة تتألق، والأجنحة العسكرية للمقاومة تُحدث المفاجأة وتفضح المعتدي وتسقط أقنعته وذرائعه، القيادة السياسية للاحتلال تكشف عن إفلاسها الأخلاقي وضيق أفقها الاستراتيجي، والقيادة العسكرية للاحتلال تكشف عجزها عن تحقيق الانتصار وبلوغ أهداف العدوان العسكرية وعن فشل الكيان بأكمله في تحقيق الأهداف السياسية للعدوان: تغيير الخارطة، تغيير المعادلة، إنهاء المقاومة، فرض شروط جديدة، فرض قواعد لعبة جديدة، إخراج المقاومة وأساساً حماس من مسرح الأحداث. ها هي حماس تبقى على الركح، وعِوض أن تنكسر شوكتها كسرت هيبة العدو وأثبتت أنها الرقم الأصعب في معادلة التحرير والسلام. لن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، لن يصلح صورته وإن تنازل واعتذر فالإدانة جاوزت العدوان والاحتلال إلى إدانة الكيان. الحكومة المنتخبة (حكومة حماس) المستأمنة على استمرار الديمقراطية واستمرار المقاومة بدعم الشعب الصابر وجيش المقاومة الناشئ انتصرت على حكومة الفساد وجيشها المدجج بالسلاح وأحرجت الحكومات غير المنتخبة. معركة الشورى والعدالة والتنمية من معركة التحرير وتقرير المصير والاستقلال. ولكن «هل من ديمقراطية تحت الاحتلال؟ وهل من استقلال دون ديمقراطية؟».. هي الأسئلة القديمة الجديدة، وبالتأكيد إن للثوار شوراهم الثورية وللمقاومة مؤسساتها الشورية مثلما لها برنامج وقيادة. الكيان الغاصب لا يرى في المقاومة وحدها تهديداً لوجوده بل في العملية السياسية أيضا، لذلك يحبذ الاحتلال مقاومة بدائية بلا تنظيم وبلا خطة وبلا برنامج، عدوة نفسها من حيث تظن أنها عدوة عدوها، ولأنه الأكثر تنظيماً وعدة وعتاداً والأفقر قيماً وخلقاً ومبادئ فإنه يشتتها ويمزقها شر ممزق، وكلما جرها إلى حرب «الكل ضد الكل» أفناها وبدد قواها وضاعف أغلال شعبها وأخرجه من المعادلة بعد أن يجعلها عبرة. أما المقاومة التي ترهب الاحتلال وتسقط مشاريعه فهي التي تكون طليعة شعبها وقدوة أمتها حتى إذا استهدف وجودها ومشروعها من أجل تصفية قضيتها العادلة، هبت الأمة من سكونها ورقدتها وانتفضت وهب أحرار العالم حتى لا تكون فتنة ولا تنطفئ شعلة الحرية ويكون الدين لله والأرض يرثها عباده الصالحون.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 23 جانفي 2009)

 

 

مستقبل المقاومة ام مقاومة المستقبل

 

 
رياض الشعيبي  
انتهت معركة الفرقان، لكن الحرب مع الكيان الصهيوني مازالت متواصلة، تنتقل أحيانا من الساحة العسكرية إلى الفضاء الدبلوماسي، ثم تخفت بعض الشيء، لتتأجج من جديد بأقلام المبدعين. كذا كان الأمر منذ ستين عاما بين مدّ وجزر وكذا كانت قوى المقاومة تصبر وتصابر وترابط منذ الشهيد عزالدين القسام وحتى كتائب الشهيد التي أقسمت أن لا تكون إلا على نهج المعلّم. غير أن مشهد الصراع طوال العقود الستة التي مضت لم يتغير كثيرا. فقد انطلقت متزامنة مع الرصاصة المقاومة الأولى صيحات التشكيك في هذا الخيار. فرنّ صوت الاستسلام عاليا مع ارتفاع كلّ شهيد، كما ازدهر منطق التسويق للهزيمة قبل وبعد كل نكسة، ومع ذلك لم تنس الشعوب أسماء شهدائها ولم تلعن يوما أيام نضالها وكفى بالشعوب برّا وفاءها لنهج المقاومة والتفافها حولها وحمايتها. لكنها سنّة الله في خلقه، منهم المحسن المعتبر بتداول الأزمان ومنهم المسيء الغافل عن الاعتبار. ومع ذلك، فإنّ هذا الامتداد والتواصل في المشهد المقاوم، لا يغني عن مراجعة جبهات المواجهة. ـ الجبهة المقاومة تكرس نهجها: لقد بيّنت معركة غزة الأخيرة وما أفرزته من نتائج هامة أنّ محورا نضاليا يضم جماهير الممانعة وقوى المقاومة وسياسات الرفض، قد تشكل بعد في المنطقة. وفي ذلك علامات عدّة نوجزها في النقاط التالية: أوّلا، عودة الأفكار الكبرى: لا تزال الأمّة العربية والإسلامية حية بإيمانها بمستقبلها وباستعدادها للنضال من أجل تحويل أحلامها إلى واقع. وقد جددت هذه الشعوب الثقة في الأفكار الكبيرة باعتبار أن هذه الأفكار وحدها القادرة على توحيد مشاعر الناس وتفعيل إرادتهم. فلا يمكن أن نتصور بعد الذي شاهدنا وسمعنا من مسيرات وفعاليات مساندة للمقاومة، أن مجرد الغضب على المجازر هو ما كان يقود تلك الملايين في الشوارع العربية والإسلامية. بل إن وعيا حضاريا قد استيقظ في أذهان الشعوب فحول الفكرة في عقولهم إلى ثورة في واقعهم. ثانيا، تجذّر العمق الوطني: الموقف النضالي لقوى المقاومة هو الذي وحّد حولها الجماهير، فكلما كان الخيار السياسي والميداني منتصرا لقضايا الأمة ولحقوق شعوبها، كلما كان أقدر على حشد الناس وتعبئتهم وتفعيل إرادتهم. فلا فائدة إذن من البحث لدى القوى الغربية وعملائهم في الداخل عن موضع قبول أو تحالف خادع لا يحفظ مصالح الناس ولا يحقق آمالهم. لقد رسمت قوى المقاومة خارطة التحالفات من جديد على أساس حضاري/وطني بعيدا عن زيف المطالب الحزبية والسياسوية. ثالثا، الامتداد الجماهيري: انطلق فكر المقاومة من القناعة الراسخة بقدرة الإنسان على الفعل والانجاز، مكذبة بذلك آراء أغلب النخب العربية، التي كفرت مبكرا بحيوية شعوبها وبمكامن القوة التي تستبطنها، وقد آن أوانها للاعتراف بقصر نظرها، وهي المطالبة لذلك بمراجعة مواقفها قبل أن تلفظها تلك الشعوب نهائيا. والنخب العربية مدعوّة لتعميق حضورها الوطني، ثقافة وموقفا والتزاما، على أنّ أسلوب المقاومة في التعبير عن رفضها وممانعتها، قد يعدّ في منطق بعض النخب نهجا غوغائيا، فوضويا وعنيفا، لكن ثقافة الشعب هي التي فرضت أسلوبه في المقاومة، لذلك فإن الانتصار لخيار المقاومة، تعبيرا عن هوية المجتمع واصطفافا وراء خياراته. رابعا، المقاومة خيار إستراتيجي: بقيت لعبة الصراع في المنطقة لمدة طويلة حكرا بيد السياسيين، وكانت المقاومة الثمن الرخيص الذي لا يتردد هؤلاء السياسيون في الإسراع بالتضحية بها، كلما وجدوا إمكانية لتسوية ما. كان الموقف السياسي يتقدم في طريقه ويضغط في أحسن الأحوال بانتهاز فعل المقاومة. أما في مناسبات كثيرة أخرى فقد تحول الساسة إلى سماسرة لبيع بندقية المقاومة وأحيانا حتى دون أي ثمن سياسي. لذلك، فإن معركة الفرقان في غزة أعطت الدرس جيدا في احترام المقاومة والمراهنة عليها والعمل من خلفها. فقد كان موقف المفاوض الفلسطيني نابعا من نهج المقاومة، حتى لكأنك تحس أن الفدائي الذي يواجه العدوان في الخندق هو ذاته الجالس على طاولة التفاوض في انسجام بديع. خامسا، التمسك بالحقوق: لقد كانت المقاومة تنطلق من وضوح في الرؤية ومن إيمان راسخ بحقوقها لذلك لم تحتج كثيرا إلى منظومة منطقية تحاجج بها عن تلك الحقوق. فكان خطابها بسيطا في ألفاظه عميقا في دلالاته قويا في عزمه وإصراره. ومشروع المقاومة بعد معركة غزة مثلما كان قبلها، يتشوّف إلى صناعة مستقبل مختلف لأمته، مستقبل ينتصر فيه الإنسان لكرامته ولحقوقه ولحضارته. إن مشروعا هذه هي أبعاده حقّ له أن يكون مستقبل هذه الأمة. ـ خنادق تقاتل المقاومة: بالنظر للمعركة التي دارت بين قوى المقاومة وأعدائها، نقف على تعدد فضاءات المواجهة، بين الحرب النارية والدبلوماسية السياسية وحتى الثقافية الإعلامية. ولنتمكّن من إحصاء أعداء مشروع المقاومة، فإننا نحتاج لرصد مظاهر هذه المعارك المتشعبة: بديهي أن المواجهة الأولى والمباشرة التي خاضتها المقاومة، كانت ضد العدو الصهيوني. وقد استشعر هذا العدو تنامي خطر المقاومة وتزايد الإيمان بفاعليتها، والذي كان يمني نفسه بانكسارها أمام الحصار وتحت تأثير التآمر الداخلي. فما كان منه إلا المسارعة بالدخول في مواجهة شاملة تستهدف اقتلاع جذور المقاومة وتصفيتها دون رجعة. فكانت الحرب ذات الأهداف المتصاعدة في مرونة، ومثلما تدحرجت كرة التدمير الصهيونية فقد أمل العدو أن تتدحرج أهدافه بتدحرج آلة تدميره. غير أنّ صمود المقاومة وقوّة عزيمتها هي التي شقت الخطة الإسرائيلية بين أعمال تدميرية تستهدف المدنيين بلغت مدى غير مسبوق وبين أهداف متهالكة أدخلت العملية العسكرية في متاهة عبثية سرعان ما تفطن لها العدو فخرج منها فارا مصروعا. الآن وقد أصبح جيش العدو يقاتل من دون أهداف ومن ثمة بغير روح فلا خوف على بقية المعركة. مستوى ثان للمواجهة شهدته أروقة الدبلوماسية، ما كان للمقاومة أن تجابهها بنجاح لولا تشكل جبهة ممانعة سياسية وفرت الحاضنة لموقف المقاومة. لقد تآمرت بعض وجوه النظام الرسمي العربي، بالفعل وبالتدبير، لمحاصرة مشروع المقاومة. وانكشفت أمام شعوبها، فراكمت إلى لعنة الاستبداد التي باتت تلاحقها، خزي الخيانة. ما كان لهذه الفضيحة أن تتراءى لولا وضوح رؤية المقاومة وتجند موقف رسمي وطني، اختار ربما بذكاء اللحظة المثلى ولكنها الأخيرة ليلتحم بطموحات شعبه. المظهر الآخر الذي عبر عن قوى الممانعة في معركة فرقان غزة شكله الشارع العربي والإسلامي. هذا الشارع الذي لم يفوّت الفرصة ليعانق أحلامه القديمة الجديدة، فالهوية كانت شعاره والوحدة وسيلته والمستقبل أمله الجامع. أمّا ساحة المعركة الثقافية والإعلامية، فلم تخل أيضا من قوى متآمرة على ثقافة المقاومة وملتوية على حقائقها. ويكفي الدخول على المواقع الالكترونية الصهيونية، لنجد قوائم اسمية بمقالات هؤلاء الذين يجرّمون المقاومة باسم الإيديولوجية أو تحت عنوان حقوقي زائف أو في دثار موقف سياسي خياني، وكلهم إلى ذلك مصطبغ بمنطق جدلي ضعيف أو بحجاج علمي مخدوع. ومعركة الفرقان لم تشق فقط الكيان الصهيوني بين أساطيره المضللة وحقيقته التافهة، وإنما كذلك كانت فرقانا بين جبهة الممانعة التي ترى في المقاومة المستقبل، وبين فلول الخيانة وبقايا الاستعمار والاختراق النفسي والحضاري، الذين يجدّفون ضد التيار ويقاومون المستقبل. (مجلة العصر الالكترونية  )23-01-2009( www.alasr.ws )

 


حتى لا ننسى كما نسينا من قبل

 

محمد بن نصر*    عندما تشاهد حريقا يلتهم بيتك سوف لن تقف لتكتب ملحمة شعرية أو لتقي خطابا تشتم فيه من تسبّب في الحريق أو من خذلك ولم يأت لنجدتك. لكنّك ستسارع لفعل شئ ما لإطفاء الحريق و إنقاذ ما يمكن إنقاذه. لاشك أن في مثل هذه الحالات لا شئ ينفع غير العمل الذي يبدأ عفويا ثم يتحول تدريجيا إلى عمل منظم. في هذه الأيام التي نتابع فيها مجزرة غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية والتي من المفروض ألاّتمحى من ذاكرة الأمة تتعطل لغة الكلام وتستعصي الكتابة وكم من مرة حاولت أن أكتب عن الحرب على غزّة ولكن سرعان ما أتوقف وأتساءل ماذا عساني أن أقول وقد أصبح الجميع يردّد على أسماعنا عددا من « الاّبدات » و »الينبغيات  » ويبلغ الأمر حدّ العبثية عندما يطالب أصحاب القرار بما تطالب به الجماهير ومؤسسات المجتمع المدني ولا أدري لمن يتوجّهون بمطالبهم. أليس من العبث أن يقفز صاحب القرار إلى موقع الجماهير فيطالب الكرسي الفارغ باتخاذ خطوات عملية لنصرة أهل غزّة والضغط على إسرائيل لإيقاف حربها الغاشمة. وتبلغ المهزلة قمتها حين نرى أصحاب القرار يبدعون في أساليب إحباط كل محاولات عقد القمة العربية حتى لا يفتضح أمرهم مجتمعين وهم يخشون أن يكشف بعضهم أمر بعض. تدابروا وهكذا كانوا ولازالوا وكان أولى بهم أن يتدبّروا أمر غزّه التي تنزف بلا توقف. ولكن حتى لا تضيع البطولات الأسطورية التي حققتها المقاومة ضد أعتى قوة عسكرية في المنطقة وحتى لا تذهب دماء الشهداء من المقاومين و المدنيين هدرا وحتى لا تتبدّد أنّات الجرحى وسط لغط سلام مزعوم، يجب أن نكتب لكي لا ننسى كما نسينا أكثر من مرة.  من المؤكد أنّه لا جدال في أهمية تثبيت الوقائع ووضعها في إطار الإستراتجية العامة التي تتنزّل فيها، ولا جدال أيضا في أن النسيان هو الوجه الآخر لقعود الأمة فوجب أن نكتب لكي لا ننسى.  تعمل الإستراتيجية الإعلامية ومنذ زمن بعيد وبقدر كبير من الذكاء على مستويين، يتمثل المستوى الأول في ترسيخ صورة اليهودي الضحية المضطر إلى اللجوء إلى استعمال القوة للدفاع عن نفسه ويتمثل المستوى الثاني في محو أثر المجازر التي يرتكبها في حق الشعب الفلسطيني مستعينا في ذلك للأسف بشبكة إعلامية عربية رسمية سرعان ما تحذف من أرشيفها الإعلامي صور حمم النار التي يلقي بها الجيش الإسرائيلي، جوّا وبرّا وبحرا، على رؤوس المدنيين الأبرياء وتستبدلها بصور الابتسامات والقبلات مع مجرمي الحرب. ومن جديد يغشانا نوم عميق حتى لا نكاد نتعرف على وجوه رموز العدو كما حصل لشيخ الأزهر. يتعطل عندنا السمع والبصر والفؤاد ثم نستيقظ فزعين على فاجعة جديدة فننتفض وتعلو أصواتنا وتبحّ حناجرنا ثم نستسلم بعدها لأمر الواقع يعصف بعقولنا سؤال لا يريد أن يفارقنا: كيف يمكن أن نوقف هذا المسلسل الدرامي؟ لنسجّل بإكبار وافتخار صمود المقاومة في غزة وصبر أهلها الذين قدّموا للإنسانية درسا في الثبات على المبادئ بالرغم من سياسة الحصار والحرب ووطأة الموقف العربي الذي تراوح بين التواطؤ والخذلان والتنديد المحتشم للسياسة العدوانية الإسرائيلية، ولنسجّل بكل اعتزاز موقف الجماهير العربية و الإسلامية بالرغم من التضييقات التي لاقتها أحيانا من قوات أمن لم يعد لها من خبرة إلا خبرة قمع شعوبها. تحية إكبار أيضا للضمائر الإنسانية الحرة التي فضحت الوجه البائس للدبلوماسية العربية.  لنعود الآن إلى السؤال الذي لا نبالغ إذا وصفناه بالمصيري والمتمثل في كيفية استثمار هذه الهبّة الجماهيرية الصادقة التي أثبتت أن هذه الأمة بالرغم من المؤامرات التي تحاك ضدها وبالرغم من مواقف دول الطوائف التي تحكمها أو ما يطلق عليه تجاوزا النظام الرسمي العربي، مازالت قادرة على إثبات وجودها الفعلي والمؤثر ولو بعد حين. يجب هنا التنبيه إلى حقيقة على بساطتها نعتبرها في غاية الأهمية ومفادها أن الإستراتيجية الإسرائيلية في وجهيها « السلمي » و الحربي تسعى إلى تحقيق هدف يتلخص في إنهاء المقاومة المسلّحة تأبيدا للاحتلال والمقاومة السلمية تأبيدا للاستبداد والهدف واحد: ترسيخ ثقافة الإحباط وهذا يستوجب بحسب هذه الإستراتيجية القضاء على كل العقبات بغض النظر عن لونها السياسي أو الإيديولوجي.  بدأت إسرائيل بمواجهات مع فتح قبل أن تنخرط في ما يسمّى بالعملية السلمية ثم كانت بعد ذلك عقبة الزعيم التاريخي ياسر عرفات الذي استخدمت ضده كل الوسائل من أجل تصفيته، وحوصر مقر القيادة العامة في رام الله كما حوصرت غزّة  ولا فرق بين الأمس واليوم إلاّ في بشاعة الأسلحة المستخدمة. ثم جاءت عقبة حماس التي تمكنت اجتماعيا قبل أن تتمكن سياسيا ووصلت إلى السلطة بشرعية ديمقراطية ما من شك في نزاهتها، فعمدت إسرائيل إلى اغتيال زعاماتها البارزة كخطوة أولى للضغط عليها واعتقال عدد من نوّابها ثم فرض حصار خانق على غزّة الأبية فحوّلها إلى معتقل كبير. وسيسجّل التاريخ أن هذا الحصار كان للأسف مدعوما دوليا وعربيا و فلسطينيا. وأصبح مجرّد الاتصال بحماس جريمة لا تغتفر. هدف الحصار هو فرض أمر واقع تكون نتيجته عزل حماس عن قاعدتها الشعبية وإنهاك قدرات حكومتها بتعقيدات الحياة اليومية التي أصبحت فوق طاقة الاحتمال. فشلت سياسة التجويع و إستراتيجية القتل البطيء وبدأت صيحات الضحايا تخترق جدار الصمت المطبق على غزّة وتصل إلى الضمائر الشعبية الحية. وجاءت الاستجابة من مغامرين أحرار من الغرب، جاءت  محتشمة ولكنها فاعلة ووجدت إسرائيل نفسها محرجة أمام هذه الأصوات الحقوقية التي بدأت تنقل إلى العالم الصور المأساوية وخشيت أن تبدأ حلقات الطوق الجهنمي التي فرضته على غزّة يأخذ في التساقط فسارعت إلى إعلان الحرب  لتأتي عليها وقد أنهكها الحصار ولا أظنّ أنّها كانت مهتمة بالفترة الانتقالية للإدارة الأمريكية كما يتصور البعض. حسبتها حربا خاطفة تنتهي بإعادة السلطة إلى الراكبين في قطار « السلام » الذي وُلد ميّتا ولكن غزة كانت لها حسابات أخرى، لقد استعدت بما تملك للحرب و هي تعلم أنّها ستخوضها لوحدها، لا ترجو عونا إلاّ من الله العاصم حيث لا « معتصم بالله » اليوم بين حكام الأمة وعساكرها التي أثقلت أكتافها النجّوم. ولكنّها تعلم جيّدا أن الأمة المغلوبة على أمرها سوف تكون معها بكل ما تستطيع. ولكن يجب على الأمة وخاصة المثقفين والعلماء منها أن يعلموا أن الجسم الذي لا يتحرك إلا بالصعقة الكهربائية جسم في حالة أشبه بالميت، فلا فرق بين الحرب المعلومة و الحرب الخفية كما لا فرق بين طلقة المسدس العادي والمسدس الكاتم للصوت، كلتاهما مميتة فالحصار و الحرب سيان. تُقذف القنابل من علو يتجاوز 1500م حتى لا يحسّ الجندي الطيار ببشاعة الفعل الذي يقوم به وكذلك يفعل صندوق النقد الدولي وأمثاله من المؤسسات المالية العالمية فإنه يتّبع نفس التكتيك، من أعلى غرفة في نـزل فاخر، يفرض سياساته على الدول المستضعفة  فيموت الآلاف بل الملايين جوعا ولا أحد يلتف إليهم . على الشعوب الحيّة أن تنتفض ضد الاستبداد وضد الظلم في كل مكان، فليس هناك ظلم مشروع وظلم غير مشروع. رسالة غزّة إلى الشعوب المنتفضة تقول « لن تستطيعوا أن تنصرونا ونحن واقفون على أقدامنا إذا رضيتم بالهوان في بلادكم فحكامكم يريدوننا أن نأكل فتات خبزهم صاغرين وهيهات ، هيهات منّا الذلّة ».   

 
 أستاذ بالمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية – باريس

 

 
 
 فشل وثكل جدعون ليفي
 
بعد عودة اخر الجنود من غزة الى البيت يمكن ان نجزم بيقين انهم خرجوا الى هناك عبثا. ففي هذه الحرب فشلت اسرائيل فشلا ذريعا. ليس الحديث فقط عن الفشل الاخلاقي العميق، وهو شأن بالغ الخطر في حد ذاته، بل عن عدم قدرتها ايضا على احراز اهدافها المعلنة. بعبارة اخرى اضيف الى الثكل الفشل ايضا. لم نحقق شيئا من هذه الحرب، سوى مئات القبور، وفيها لصغار، والاف المعوقين، والدمار الكثير وضعضعة صورة اسرائيل. كان اول هدف للحرب وقف اطلاق صواريخ القسام؛ وهذا الاطلاق لم ينقطع حتى يومها الاخير، وبحسب تقديرات الجهات الامنية بقي عند حماس اكثر من 1000 صاروخ. لم يتم ايضا احراز هدف الحرب الثاني وهو وقف التهريبات، فقد قدر رئيس الشاباك ان التهريب سيجدد في غضون شهرين، حتى لو قبلنا حملة التخويف والمبالغة التي تصحب هذه التهريبات. يشك ايضا في احراز الهدف الثالث فلا يوجد ردع ولا بطيخ. فالردع الذي احرزناه في حرب لبنان الثانية لم يؤثر شيئا في حماس، وهذا الذي احرز الان لم يجد: فقد استمر الاطلاق المتفرق في الايام الاخيرة ايضا. بل ان هدفاً رابعا غير معلن لم يحرز لان الجيش الاسرائيلي لم يعد بناء قدرته. ان تتويج العملية على انها ‘انجاز عسكري’ كما يقول الجنرالات والمحللون ليس اكثر من سخيف. لم نضعف حماس. فالكثرة الساحقة من مقاتليها لم تصب وسيزداد التأييد الشعبي لها. فهذه الحرب زادت من قوة روح الصمود والثبات المصمم. السكان في غزة الذين تلقوا ضربة جدا بالغة، لن يصبحوا اكثر اعتدالا بل العكس. سيوجه الشعور الوطني الان لمواجهة من سبب لهم ذلك وهو دولة اسرائيل. اذا كان شيء قد ضعف بعقب الحرب فانها فتح، التي قوي الان هروبها من غزة واستسلامها لمصيرها. يجب ان نضيف الى سلسلة اخفاقات الحرب بطبيعة الامر اخفاق سياسة الحصار والقطيعة: فقد تبين منذ زمن ان هذا غير مجد. لقد قاطع العالم وفرضت اسرائيل حصارا وسيطرت حماس وما زالت تسيطر. لكن ميزان هذه الحرب من جهة اسرائيل لا يتلخص بعدم اي انجاز فقط. فالحديث عن ابهظ ثمن جبي وسيجبى بعد. فقد سببت اعمال اسرائيل اضرارا بالغة بتأييد الرأي العام لنا. في الحقيقة ان هذا لا يترجم دائما للغة السياسية المباشرة لكن الامواج الارتدادية ستأتي. في العالم كله رأوا الصور. وقد زعزعت كل انسان، وان لم تزعزع اكثر الاسرائيليين. والاستنتاج ان اسرائيل دولة عنيفة وخطرة، لا يوقفها شيء ولا يكبح جماحها شيء تتجاهل بفظاظة قرارات مجلس الامن وتستخف بالقانون الدولي؛ والتحقيقات في الطريق. واخطر من ذلك بطبيعة الامر المس بعامودنا الفقري الاخلاقي: نهاية الاسئلة الصعبة عما فعله الجيش الاسرائيلي في غزة، والتي ستثور ها هنا ايضا، برغم الاعلام الدعائي الطامس. هآرتس 22 /1/2009  
 


من الضاحية إلى غزة عنوان الكرامة والعزة
 
صورة مشرقة يقدمها أهل المقاومة لإطلاق ثورة الأمل و بعث إرادة التحرير و التحرر على كامل الأرض العربية و في قلوب كل أحرار العالم. إنتهى زمن الهزائم و جاء زمن الإنتصار ، هكذا قالها زعيم الأحرار و صاحب الوعد الصادق ، صقر العرب و المسلمين السيد حسن نصرالله حفظه الله و رعاه ، وبعد الضاحية ، جاء نصر الله من غزة ، ليؤكد صدق الوعد و حتمية إنتصار الدم على السيف. إنتصار غزة ، عنوان إيمان و إقتدار و قوة شعب المقاومة ووحدة النهج و القيادة والمسار ، المقاومة في فلسطين كمافي لبنان ،  ليست حزب أو فصيل أو فئة و إنما هي اليوم شعب ، مجتمع يتكامل على إيقاع المقاومة ، من أجل الإستقلال و الحرية و بناء الإرادة الوطنية التي تصنع الإنتصار. غزة اليوم ، كما هي الضاحية تقود حركة التحرر العالمي في وجه قوى الشر و الإجرام العالمي ، لم يعد الصراع بين دين و دين أو فكر و فكر أو مذهب و مذهب أو قومية و أخرى ، بل أصبح بين المستضعفين من كل الأديان و المذاهب و الشعوب و بين المستكبرين المجرمين المهيمنين على مصائر الشعوب بقوة الحديد و النار و الرصاص المسكوب ! على رؤوس الأطفال و النساء و الشيوخ . جماهير العالم خرجت و بكل حماسة و عفوية للتنديد بالإجرام الصهيوني و التواطئ الغربي و عبرت عن سخطها و غضبها و تضامنت مع شعب المقاومة في غزة هاشم، و طالبت بمحاكمة مجرمي الحرب في الكيان الصهيوني أمام المحاكم الدولية.لقد أسقط دم الطفل الفلسطيني ، أكذوبة السلام و الديمقراطية و حقوق الإنسان كما أسقطت صواريخ القسام و القدس و الناصر و غراد أسطورة الجيش الذي لا يقهر. غزة و الضاحية هم الشعب الذي حرر إرادته و أعدوا ما إستطاعوا من القوة و قاتلوا صفا واحدا كالبنيان المرصوص وأعتصموا بحبل الله جميعا فجاءهم النصر في الضاحية و الفتح في غزة و هم على العهد حتى يأتي وعد الآخرة و يسوؤا وجوه الصهيانة و يدخلوا المسجد و يتبروا علوهم تتبيرا. أسقطت غزة اليوم كل أدعياء النضال من علمانيين و متأسلمين و زعماء و دعاة الفضائيات ، الذين حذقوا النفاق و البهتان و بيع الكلام و ظهر إفكهم و سقط إدعائهم و بانت عوراتهم. دماء غزة تعانق دماء الضاحية فتصنع العزة و الكرامة لأمتنا ، لكل من خرج لنصرة غزة و لكل حر و شريف في هذا العالم المأزوم ماليا و روحيا وإنسانيا و تبعث روح الأمل من أجل غد أفضل. غزة ترسم نهجنا و فكرنا و قيادتنا ، لقد وقع الإستفتاء الشعبي الأعظم في تاريخ النضال و إختارت الشعوب نهج و فكر و قيادة المقاومة ، سقطت رهانات كل الزعمات الوهمية و عليها اليوم إما الإلتحاق بركب المقاومة و قيادتها أو أن نحيلها إلى دفاتر الأموات . سيرفع الحصار و تفتح المعابر و تستمر المقاومة ، لأن عدونا يخيرنا بين السلة و الذلة و المقاومة ردت في لبنان و العراق و إفغانستان وفلسطين و على إمتداد العالم « هيهات منا الذلة » . العزة و الخلود لشهدائنا الأبرار و النصر للمقاومة و الرفعة و العزة والشموخ لشعب غزة والضاحية. السيد عماد الدين الحمروني تونس 26محرم1430

الحرب علي غزة: وقف إطلاق النار الأحادي يكشف مدي إنقسام يهود أمريكا
 
بقلم دانييل لوبان واشنطن, يناير (آي بي إس) – عمق الهجوم العسكري الإسرائيلي علي غزة، الذي أوقفته تل أبيب أحاديا فجر اليوم 18، هوة الإنقسام القائم بين المنظمات اليهودية الأمريكية حول مبررات الحرب الإسرائيلية علي القطاع وتداعياتها. وتبلور أهم مظاهر الخلاف بين الجماعات اليهودية الأمريكية، في إصطفاف المنظمات المعتدلة إلي جانب التنظميات المحافظة المتشددة التي أيدت الحرب علي غزة دون قيد أو شرط، في مواجهة مفتوحة مع الجماعات الداعية للسلام التي حذرت من التداعيات السياسية السلبية لهذا التصعيد العسكري. وبالتحديد، أعربت المنظمات اليهودية المحافظة مثل « لجنة أمريكا-إسرائيل للشئون العامة » و »مؤتمر رؤساء كبري المنظمات اليهودية الأمريكية »عن تأييدها المطلق للحرب علي غزة، وبررتها بأن ضرورية للدفاع عن النفس، وطعنت في حجج إفراطها في إستعمال القوة وتداعياتها السياسية علي المدي الطويل. لكن العامل الحاسم في تقوية نفوذ الجناح المتشدد المحافظ ،جاء علي صورة التأييد المطلق الذي قدمته المنظمات « الليبرالية » التي تشغل حيز الوسط السياسي بين المحافظين المتشددين و »دعاة السلام »، وتبريرها الحملة العسكرية الإسرائيلية علي غزة ودعهما غير المشروط لها. وتبرز بين هذه المنظمات الليبرالية، « الإتحاد من أجل إصلاح اليهودية » وشريكها « مركز العمل الديني »، الذي يعتبر آيرز جماعات النفوذ اليهودية الليبرالية في مجلس الشيوخ الأمريكي. وفي المقابل، حذرت المنظمات اليهودية الداعية للسلام، مثل « جي سترييت » و »الأمريكيون من أجل السلام الآن » و »بريت تسيديك في شالوم » و »منتدي السياسة الإسرائيلية »، رغم إدانتها لصواريخ حماس وتأييدها لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس، حذرت من التداعيات السلبية لهذا التصعيد العسكري. فتعرض هذا التوجه إلي إنتقادات حادة. وقوبل بيان ل « جي سترييت » جاء فيه أن « الإسرائيليين أو الفلسيطينيين لا يحتكرون الصواب أو الخطأ »، برد فعل قوي من جانب رئيس « الإتحاد من أجل إصلاح اليهودية » الحاخام إيريك يوفيي، الذي أكد أن هذا القول « ضعيف معنويا، وبعيد عن المشاعر اليهودية، وتشوبه سذاجة مرعبة”.
(آي بي إس / 2009)

الحرب علي غزة: رئاسة أوروبا تنفي تعليق رفع مستوي العلاقات مع إسرائيل
 
بقلم ديفيد كرونين بروكسل, يناير (آي بي إس) – صرح وزير خارجية الجمهورية التشيكية التي تترأس الإتحاد الأوروبي بالتناوب أنه « صديق أبدي لإسرائيل »، وأن قرار الإتحاد برفع مستوي العلاقات معها « لا يمكن تغييره بكلام ممثل للإتحاد الأوروبي في القدس »، مناقضا بهذا أقوال المبعوث الأوروبي لدي إسرائيل التي ألمح فيها إلي تعليق المفاوضات الخاصة بذلك. وكان مبعوث الإتحاد الأوروبي لدي إسرائيل راميرو سيبريان أوزال، قد صرح في 14 الجاري أن مفاوضات « رفع » مستوي العلاقات مع إسرائيل « لا يمكن أن تستمر بصورة إعتيادية »، ما سارع الوزير التشيكي كاريل شوارسينبيرغ بمناقضته في تصريح أمام البرلمان الأوروبي. وقال الوزير أن حكومات الإتحاد الأوروبي إتفقت في يونيو الماضي علي تكثيف الجهود الرامية لبناء تحالف أقوي مع إسرائيل، ويجوز إعادة النظر في هذا القرار فقط من جانب هذه الحكومات، و « لا يمكن تغييره بمجرد كلام ممثل للإتحاد الأوروبي، جدير بكل الإحترام، في القدس ». والمعروف أن قرار الإتحاد الأوروبي برفع مستوي العلاقات مع إسرائيل يمهد الطريق لها لتلقي عرضا ب « شراكة مميزة » تتيح لها الإلتحاق بالسوق المشتركة التي قام الإتحاد علي أساسها، والمشاركة في عدد كبير من البرامج الأخري. وشدد الوزير التشيكي علي أنه « صديق أبدي لإسرائيل » لكنه « ليس سعيدا تماما بما يحدث حاليا »، وذلك في وجه مطالبة العديد من البرلمانيين الأوروبيين الذين خاطبهم، بأن يتخذ الإتحاد الأوروبي ردا قويا علي مذبحة غزة. ومن بين النواب البرلمانيين الأوروبيين، صرح البريطاني الليبرالي كريس ديفيز الذي زار منطقة الحرب في نهاية الأسبوع، أن « إسرائيل حولت غزة إلي جحيم » بهجماتها المتواصلة بمقاتلات « إف – 16” الأمريكية الصنع، التي وصفها بأنها « آلات القتل في القرن الواحد والعشرين ». وأكد النائب البريطاني « لقد إلتمسنا الأعذار لإسرائيل كا لم نفعل مع أي دولة أخري ». « لم يدعم الإتحاد الأوروبي علي الإطلاق وبأي فعل كان، الإنتقادات الموجهة لإسرائيل بسبب معاملتها للفلسطينيين .. ما أعطي إسرائيل ضوء أخضر » للهجوم. والآن « لا نخطط لإدانة إسرائيل… وإنما نخطط لمكافأتها ». هذا وتقوم العلاقات الإسرائيلية، الإقتصادية والدبلوماسية، مع الإتحاد الأوروبي علي أساس إتفاقية شراكة أبرمت في عام 2000، تقضي مادتها 2 بأن الإتفاقية تلزم الجانبين بإحترام حقوق الإنسان الأساسية. ويذكر أنه حتي قبل بداية الحرب علي غزة في 27 ديسمبر، كانت العديد من المنظمات قد جمعت كمية كبيرة من الأدلة علي إنتهاك القوات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، وكذلك أثناء حربها علي لبنان. وعلي الرغم من ذلك، لم ينفذ الإتحاد الأوروبي أحكام المادة 2 من إتفاقية شراكته مع إسرائيل بفرض عقوبات تجارية أو غيرها عليها. هذا وصرحت البرلمانية الأوروبية من فرنسا، هيلين فلوتر، أن موقف الرتحاد الأوروبي الضعيف ضد إسرائيل، يمس القيم الأساسية لإحترام الحقوق التي تنبني عليها كافة أنشطة الإتحاد. وقالت « لو إستمرينا (في التعامل مع الأمور) بصورة معتادة، لكنا ندفن بذلك المشروع الأوروبي » برمته، “بل وندفن حقوق الإنسان”. وفيما برر عدد من النواب الأروبيين تصرفات إسرائيل بأنها رد علي صواريخ « حماس »، طالبت البرلمانية الأوروبية من إيرلندا كاتي سينوت، بالتعجيل بفرض عقوبات إقتصادية علي إسرائيل « فلو لم نفعل ذلك، لأصبحنا أداة تكميلية في المذبحة ». وبدورها، صرحت النائبة الأوروبية من أيطاليا لويزا مورغانتيني « لا يتعلق الأمر فقط بأناس تموت. حقوق الإنسان تموت. الحلم الأوروبي بإحترام (حقوق الإنسان) يموت ». ومن ناحيته قال هانز سووبودا، البرلماني الأوروبي من النمسا، أن الإتحاد الأوروبي قد أخطأ في رفض التعامل مع « حماس » بعد فوزها غير المرتقب في إنتخابات 2006، ما ساهم في فشل التحالف الذي شكلته « حماس » مع غريمها « فتح ». وأكد النائب النمساوي « لقد ساعدنا علي تدمير حكومة الوحدة الوطنية… لقد إنحزنا وكان ذلك خطأ. أنه لا أحب « حماس »، فهي منظمة إرهابية. ولكن لماذا صوت الناس لها؟ لأنهم رأوا فيها الفرصة الزخيرة للبقاء« .
(آي بي إس / 2009)

جمهورية التشيك: رئاسة أوروبا لا تؤمن بأوروبا وإنما بأمريكا وإسرائيل
 
بقلم زولتان دويسين بودابست, يناير (آي بي إس) – تتولي جمهورية التشيك رئاسة الاتحاد الأوروبي بالتناوب وطيلة النصف الأول من هذا العام، بقيادة حكومة قد ترفض التوقيع علي المعاهدة الأوروبية، وتؤمن بالولايات المتحدة أكثر منها بأوروبا، وتساند إسرائيل، وتقول أن « حماس إنما تتلقي ما تستحقه ». فقد انتقد زعماء دول الاتحاد الأوروبي تردد التشيك في التوقيع علي معاهدة لشبونة، شأنها شأن ايرلندا التي رفضتها في استفتاء يونيو الماضي، وشككوا في صلاحيتها لترأس الاتحاد. كما رفضوا المطلب التشيكي بإعطاء الأولوية بتوسيع الاتحاد ليشمل دول الاتحاد السوفيتي السابق. وصرح برنارد كوشنير وزير خارجية فرنسا التي تولت الرئاسة الأوروبية حتي آخر ديسمبر « ما هو المبرر لدعوة المزيد من الدول (للانضمام) ما دمنا لا نتحرك »، في إشارة إلي إلحاح التشيك في ضم كرواتيا وصربيا، فيما تردد حكومتهم في إبرام المعاهدة الأوروبية. هذا وشرح جان دراهوكوبيل الخبير بمؤسسة الاقتصاد والمجتمع التشيكية، لوكالة انتر بريس سيرفس، أن « التشيك يفتقرون إلي الخبرة الدبلوماسية، لا بسبب الرئيس فاكلاف كلاوس فقط ». ومن الجدير بالذكر أن كلاوس، مؤسس الحزب النيو ليبرالي الحاكم، هو أحد أعمدة التيار الأوروبي اليميني الجديد الذي يشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي، والذي اشتد ساعده جراء رفض ايرلندا لمعاهدة لشبونة في استفتاء شعبي في يونيو الماضي. وشرح الخبير أن الحكومة الحالية ضعيفة، ومن المفترض أن يتولي رئيسها ميريك توبولانيك، ووزير خارجيته كاريل شوارزينبيرغ، كمسئولين عن دولة تترأس الاتحاد الأوروبي، التعامل باسم الكتلة مع الأزمة المالية والقضايا الخارجية المتأججة، كالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني والعلاقات مع روسيا. وأضاف دراهوكوبيل أن رئيس الوزراء التشيكي من كبار أنصار الأسواق الحرة، وتجاهل الأزمة المالية العالمية في بدايتها، ويميل إلي معارضة فرض أية قواعد تنظيمية علي الأسواق المالية. وعن السياسة الخارجية، قال الخبير أن المسئولين التشيكيين « يعادون روسيا عداء أعمي، ويؤيدون الولايات المتحدة تأييدا أعمي »، فيما أعرب وزير الخارجية عن « دعم مطلق لإسرائيل » وتحامل علي « حماس » قائلا أنها « تتلقي ما تستحقه ». وحذر الخبير أن « هذا (الوزير) هو المسئول الآن عن قيادة المفاوضات الخاصة بالشرق الأوسط بصفته ممثل الاتحاد الأوروبي ». ويذكر أن رئيس الحكومة التشيكية، الذي اعتزم عقد مؤتمر قمة أوروبية-أمريكية بشأن الشرق الأوسط والذي يقر الآن بأنه يرغب في أن يشارك الفلسطينيون فيها أيضا، كان قد وصف إسرائيل بأنها « حضارة في وجه الوحشية ». كما انحاز رئيس الوزراء التشيكي دون قيد أو شرط، إلي جانب جورجيا في نزاعها الأخير مع روسيا. وفي المقابل، يواصل تمسكه بضرورة تمديد نظام « الدرع الصاروخية » الأمريكية علي أراضي بلاده، إلي الحد الذي تعتزم الحكومة مقايضة المعارضة اليسارية، بانتزاع موافقتها علي نظام الرادار الخاص بالدرع الصاروخية الأمريكية، مقابل الموافقة علي المعاهدة الأوروبية. وبالتحديد، أدلي رئيس الوزراء في نوفمبر بتصريح صحفي قال فيه أن قضية الرادار الأمريكي علي الأراضي التشيكية « هامة جدا بحيث إذا فشلت فإننا سنعترض علي المصادقة علي معاهدة لشبونة » الأوروبية. ويذكر أن قادة الحزب الحاكم يؤيدون قاعدة الرادار الأمريكية التي يعتبرون أنها تتصدي لنفوذ سواء روسيا أو الاتحاد الأوروبي، ويري الكثيرون منهم أن الخيار بين الرادار وبين المعاهدة الأوروبية، سوف يحسم توجه بلادهم مستقبلا نحو أوروبا أو الولايات المتحدة. وفيما يخص المعاهدة الأوروبية، ينقسم التحالف النيو ليبرالي الحاكم منقسم إلي شقين، أحدها ينظر إلي المعاهدة بفتور والآخر يرفضها تماما، فيما يجمعون علي أن الضمانات الاجتماعية التي تنص عليها هذه المعاهدة، مفرطة ومزعجة. والمعروف أن معاهدة لشبونة وقعت في العاصمة البرتغالية في عام 2007، وتتطلع إلي تبسيط الهيكل المؤسسي للاتحاد الأوروبي، والسماح لأغلبية مؤهلة من الأعضاء باتخاذ المزيد من القرارات، ما يأتي لصالح كبري الدول الأعضاء. كذلك أن 25 من أصل 27 دولة عضو في الاتحاد، قد صادقت علي هذه المعاهدة التي من شأنها أيضا أن تعطي أوروبا صوتا أقوي علي مسرح الأحداث الدولية، من خلال خلق منصب رئيس ووزير خارجية يمثلان الكتلة الأوروبية برمتها. كما يذكر أن المعارضة اليسارية وأصغر أحزاب التحالف السياسي الحاكم، كحزبي البيئة والديمقراطيين المسيحيين، يؤيدون المعاهدة الأوروبية. لكنهم حصلوا علي 7 في المائة فقط من الأصوات في الانتخابات التشريعية لعام 2006، وان كانوا قد فازوا بمناصب وزارية تفوق أهميتها حجم تمثيلهم البرلماني، الذي تحتاجه الحكومة للتمتع بأغلبية صوت واحد أمام المعارضة. وكان رئيس الوزراء توبولانيك قد قال أنه يمكن أن تتم الموافقة علي معاهدة لشبونة في الربع الأول من 2009، لكنه ليس علي يقين من الحصول علي مساندة البرلمانيين التابعين لحزبه. وأخيرا، تتابع كل هذه الأحداث في وقت أصيب فيه الحزب الرئيسي في التحالف الحاكم بكارثة نتائج الانتخابات المحلية والبرلمانية في أكتوبر الماضي، وتكثف المعارضة اليسارية حملتها لعقد انتخابات مبكرة.
(آي بي إس / 2009)

الحرب علي غزة:

لماذا تغشي عين الصحف الأمريكية تجاه أحداث حاسمة؟
 
بقلم جيم لوب وعلي غاريب واشنطن, يناير (آي بي إس) – تجاهلت كبري الصحف الأمريكية، المنهمكة في متابعة انتخابات الرئاسة في 4 نوفمبر، حدثا هاما وقع ذلك اليوم، ألا وهو الهجوم العسكري الإسرائيلي علي أهداف « حماس » في غزة، الذي سجل نهاية الهدنة بين الطرفين وفقا للعديد من الفلسطينيين. فقد بثت كبري وكالات الأنباء الأمريكية « أ ب » تقريرا حول هذا الهجوم الذي قتل ستة من أعضاء الجناح العسكري لحركة « حماس » علي أيدي القوات المسلحة البرية الإسرائيلية،وتلاه هجوم جوي قتل فلسطيني آخر علي الأقل ما عرض الهدنة للخطر. لكن فقط بعض الصحف الصغيرة نشرت هذا الخبر. كما تجاهلت كبري شبكات التليفزيون الأمريكية هذا الحدث وما تلاها من تصعيد، وفقا لقاعدة « نيكسيس » للمعلومات التي بحثت في التغطية الصحفية باللغة الانجليزية في الأيام من 4 إلي 7 نوفمبر. فعلي الرغم من ذلك،، تبين أن الهجمات العسكرية الإسرائيلية قد سددت ضربة قاضية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل اليه بوساطة مصرية في 19 يونيو ودام نحو أربعة أشهر ونصف شهر. وردا علي الهجوم الإسرائيلي، أطلقت « حماس » في 5 نوفمبر نحو 35 صاروخا من طراز قسام علي الأراضي الإسرائيلية، ما انتقمت منه إسرائيل بتشديد حصارها الاقتصادي الذي ضربته منذ 17 شهرا علي قطاع غزة. فعلق ستيفن زونس، الخبير في شئون النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني بجامعة سان فرانسيسكو الأمريكية « لم يحترم أي من الطرفين شروط وقف إطلاق النار بالكامل، لكن الهجوم الإسرائيلي مثل أكبر خرق له علي الإطلاق ». وأكد الخبير الأمريكي أن « الهجوم الإسرائيلي كان استفزازا هائلا وضخما، أعتقد أن استهدف دفع « حماس » علي خرق الهدنة ». لكنه عندما شنت إسرائيل حملتها العسكرية الجارية علي غزة في 27 ديسمبر، سارعت معظم الوسائل الإعلامية الأمريكية وخاصة شبكات التليفزيون، بتحميل « حماس » مسئولية خرق الهدنة بإطلاقها الصواريخ والمدفعية علي أراضي إسرائيل، ورفضها مواصلة الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار بعد انتهاء مهلتها في 19 ديسمبر. فكتبت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها في 28 ديسمبر أن « الهجوم الجوي الإسرائيلي علي قطاع غزة بالأمس، لا يجب أن يكون مفاجئا لأي شخص يتابع العداء المتصاعد في المنطقة… خاصة حركة « حماس » التي دعت للنزاع بإنهائها وقف إطلاق النار الذي دام ستة أشهر، وإطلاقها الصواريخ ونيران المدفعية علي إسرائيل طيلة العشرة أيام الأخيرة ». ويفسر المحللون موقف الإعلام الأمريكي بتأثره بحملة العلاقات العامة الإسرائيلية المكثفة، والتركيز علي روايات المسئولين الإسرائيليين وخاصة وزيرة الخارجية تزيبي ليفني، التي قالت « منذ نحو نصف عام، وفقا للمبادرة المصرية، قررنا الدخول في نوع من الهدنة وعدم مهاجمة قطاع غزة..(لكن) « حماس » خرقت يوميا هذه الهدنة. لقد استهدفت إسرائيل ولم نرد ». وتبين أن هذه الراويات قد أسقطت أي إشارة إلي ذلك الحدث الحاسم الواقع في 4 نوفمبر. لكن مصطفي البرغوثي، الخبير القانوني والناشط الحقوقي الفلسطيني المستقل من رام الله، طعن في صحة رواية ليفني، في حديث لشبكة « سي إن إن » في 31 ديسمبر. واتهم إسرائيل بخرق الهدنة في 4 نوفمبر، وشرح « قبل ذلك (19 ديسمبر) بشهرين، بدأت إسرائيل بالهجوم علي رفح، بالهجوم علي حماس »، وأضاف أن عدم رفع إسرائيل لحصارها لغزة، يعتبر انتهاكا لفهم الفلسطينيين للشروط الأصلية للهدنة. وبالفعل، فقد تسليط تركيز البرغوثي الضوء علي الهجوم الإسرائيلي في 4 نوفمبر، دعما ضمنيا في تقرير مطول أصدره في اليوم التالي مركز معلومات الاستخبارات والإرهاب، الإسرائيلي الخاص. فقسم التقرير اتفاق وقف إطلاق النار إلي « فترة هدوء نسبي بين 19 يونيو و4 نوفمبر »، « راعت حماس خلالها الحفاظ علي وقف إطلاق النار »، ثم « التصعيد » الذي نسبه ل « 4 نوفمبر (عندما) شنت قوات الدفاع الإسرائيلية عملا عسكريا قرب حدود الجدار الدفاعي في الجانب الغزاوي ». وذكر التقرير أن « حماس » بدأت بإطلاق الصواريخ كعمل « انتقامي » ردت عليه إسرائيل بإغلاق المعابر وتشديد حصارها علي غزة بصورة قوية. هذا وفيما لم تعير وسائل الإعلام الأمريكية الانتباه الواجب للهجوم الإسرائيلي في 4 نوفمبر، نشرت بضعة صحف بريطانية عدة مقالات حول هذا الحدث، معلقة بأن الهجوم الإسرائيلي قد يكون قد قضي علي اتفاق وقف إطلاق النار. فكتبت صحيفة « غارديان » في 6 نوفمبر أن الهدنة « في خطر » جراء الهجوم، فيما ذكرت « انديبندت » في نفس اليوم أن وقف إطلاق النار « انهار بالأمس بعد أن دخلت القوات الإسرائيلية الخاصة غزة المحاصرة وقاتلت حماس ». كما ذكرت خدمات « كانويست » الإخبارية الكندية في 6 نوفمبر أيضا أن « السلام الهش (الهدنة) قد تمزق في العشية جراء هجوم إسرائيلي علي غزة »، فيما عنونت جريدة « ذي ايج » الاسترالية، خبر الهجوم الإسرائيلي « وقف إطلاق النار مهدد بالانهيار ». وأخيرا، يذكر أن وكالة « ا ب » الأمريكية قد بثت في 5 و 6 نوفمبر تقارير مشابهة، لكنها لم تنشر في أغلبيتها في الولايات المتحدة، حيث كادت وسائل الإعلام تركز علي نتائج الانتخابات الرئاسية وحدها. كذلك لم تعثر دراسة « نيكسيس » علي أي إشارة للهجوم الإسرائيلي في نشرات شبكات التليفزيون الأمريكية في تلك الفترة، علما بأنها تمثل نحو 70 في المائة من مصادر الأخبار للموطنين الأمريكيين.
(آي بي إس / 2009)  
 

 


صراع المحاور العربية… يعيد إنتاج نفسه بأشكال مختلفة
 
 توفيق المديني كانت سياسة الكيان الصهيوني، كما هي سياسة الولايات المتحدة الأميركية، أيا كان الحزب الحاكم فيها، بقاء إسرائيل قوة كبرى في منطقة الشرق الأوسط، والحفاظ على أمنها واستمرارها دولة يهودية واحتفاظها بتفوقها العسكري على الدول العربية مجتمعة أو فرادى. وكان هذا يتطلب دائما : بقاء التجزئة واستمرار التنافر بين البلدان العربية، و التفتت داخل كل بلد. إذا كانت اتفاقية سايكس بيكو ضرورية لإعلان وعد بلفور، واتفاقية سان ريمون ضرورية لبدء تأسيس المشروع الصهيوني الاستيطاني في السابق، كما أن محاولات تفجير الصراعات الطائفية، واستمرار التنافر وتفاقم صراع المحاور العربية – العربية، واستمرار انشغال كل قطر بمشكلة تستنزفه، ضروري لضمان انتصار الكيان الصهيوني في كل حرب، وازدياد هيمنة الامبريالية الأميركية،التي لها مصلحتان حيويتان استراتيجيتان في الشرق الأوسط: ضمان أمن إسرائيل، والسيطرة على النفط الذي يختزنه باطن الأرض في الشرق الأوسط بكميات كبيرة جدا، والحيلولة دون وقوعه تحت سيطرة أعدائها، وضمان استمرار تدفقه إلى العالم الغربي، في غياب البدائل النفطية. وإذا نظرنا إلى الوضع العربي الراهن، ولا سيما بعد الحرب العدوانية الصهيونية على غزة، وجدناه يتحرك كله، وسيان ذلك نتيجة تنفيذ المخطط بوعي، أو السير فيه نتيجة الانسياق، ضمن المخطط الصهيوني ـ الأميركي. وقد كرّست الحرب الصهيونية على غزة مزيدا من الانقسام داخل النظام الرسمي العربي التي ما زالت حتى اللحظة تحول دون الاتفاق ولو بالحد الأدنى على سبل مواجهة «المحرقة المستمرة». وكنتيجة لهذا الانقسام العربي، عقدت قمة طارئة في الدوحة بمبادرة من محور الممانعة، رفض حضورها الأطراف المؤثرة في محور الاعتدال العربي، وذلك قبل يومين من موعد القمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت يوم 19 يناير (كانون الثاني) 2009 والتي من الطبيعي والبديهي أن كان العدوان على غزة في طليعة اهتماماتها. المصالحة هل تصمد؟ وشهدت قمة الكويت عقب جلستها الافتتاحية مصالحة عربية – عربية، تلت كلمة مؤثرة ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أعلن فيها باسم المجتمعين «طي صفحة الخلافات العربية والتبرع بمبلغ مليار دولار لصندوق إعادة إعمار قطاع غزة، داعيا الفلسطينيين الى إنهاء فرقتهم التي اعتبرها أخطر على قضيتهم من عدوان إسرائيل التي حذرها من أن مبادرة السلام العربية لن تبقى مطروحة الى الأبد على الطاولة اذا لم تستجب لها».(صحيفة الحياة20/يناير 2009). وعلى الرغم من أهمية خطوة الملك السعودي عبد الله التصالحية، فإنها لم تجد طريقها إلى الترجمة العملية من خلال البيان الختامي للقمة، الذي أبرز عمق الخلافات بين المحورين المتصارعين. وفي خضم هذا الانقسام العربي المرير، غابت المعايير الموضوعية السياسية والجهادية في تحديد الموقف العربي السليم المنتصر للقضية الفلسطينية. فإذا دققنا في صراع المحاور العربية- العربية، وجدنا أن النظام الرسمي العربي برمته -من دون استثناء أحد، سواء من «الممانعين » في شعاراتهم وطروحاتهم، أو «المعتدلين» و «المتصالحين» مع إسرائيل – يتبنى خط التسوية السياسية، والقرارات الدولية غير العادلة بشأن حل القضية الفلسطينية. وعلى الرغم من أن المنطق السليم يقول: إنه لا يمكن إعفاء أي دولة عربية مهما كانت طبيعة موقعها الجغرافي من الصراع العربي- الصهيوني من مسؤولية ما حصل في غزة، فإن من يدقق في طبيعة الخلافات العربية- العربية، يكتشف أن هذه الخلافات تعود في جذورها السياسية والتاريخية إلى مرحلة حرب 1967، حيث انقسم العرب بعد الهزيمة إلى فريقين متصارعين: معتدلين ومتشددين. فقد تبنى المعتدلون القرار 242 الصادر في 22 نوفمبر 1967، تلاه قبول عبد الناصر مبادرة روجرز في خطابه يوم 23 يوليو 1970. مبادرة روجرز وكانت مبادرة روجرز التي نجمت عن شعور لدى الكيان الصهيوني وَحُماتِه بأن مصر عبد الناصر، التي التقطت السلاح من خرائب الهزيمة، وأعادت بناء قوتها، وحاولت تصحيح مسارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، قادرة على استعادة سيناء كلياً أو جزئياً بالقوة، وعن طريق التحرير. والكيان الصهيوني وحماته يدركون جيداً أنه عندما يتمكن العرب من استرجاع شبر واحد بالقوة تصبح نهاية الكيان الصهيوني مسألة وقت فحسب. لذلك، فإن الوعي السياسي العربي مطالب اليوم بدراسة الفروق بين مبادرة روجرز، التي قبلها عبد الناصر وجعل منها فرصة لنشر الصواريخ المصرية على قناة السويس، وخوض حرب الاستنزاف ضد العدو الصهيوني، استعداداً لخوض حرب التحرير، وبين مقولة الرئيس أنور السادات أن 99 في المئة من الحل للصراع العربي- الإسرائيلي، هو بيد الولايات المتحدة الأميركية. وهكذا كانت الولايات المتحدة الأميركية المنظم الأول للمحادثات المصرية- الإسرائيلية، وهي التي نفخت فيها روح الحياة.و في العام 1979، تم التوقيع في كامب ديفيد في الولايات المتحدة الميركية على معاهدة بين مصر والكيان الصهيوني، أطلق عليها اسم «معاهدة كامب ديفيد»، أخرجت مصر من دائرة الصراع العربي- الصهيوني. وشكلت قمة بغداد التي عقدت في العام 1979، بداية لاصطفافات جديدة بين محور الاعتدال العربي، ومحور التشدد الذي يشمل قوى المقاومة الفلسطينية، وبعض الأنظمة العربية، حيث غذى هذا الاصطفاف انتصار الثورة الإسلامية في إيران وسقوط الشاه في شهر فبراير العام 1979، و انتهاج سلطة الآيات بقيادة الزعيم الروحي آية الله الخميني خطاً متشدداً في مواجهة السياسة الأميركية والعدو الإسرائيلي. واستمرالانقسام العربي سجالا مفتوحا منذ لك التاريخ بين محور الاعتدال العربي الذي يتبنى شروط التسوية الأميركية – الصهيونية، وبين محور الممانعة الذي يتبنى قرارات الشرعية الدولية كأساس لحل القضية الفلسطينية بصورة عادلة و شاملة، إلى أن حصل الغزو الأميركي للعراق في مارس 2003، و اندلاع حرب تموز 2006، حيث برز الانقسام العربي الحاد آنذاك على أشده، بين قوى «الممانعة» والدول الداعمة لمبادرة السلام العربية «الأرض مقابل السلام». من سيحارب؟! لقد وفرت الصراعات العربية- العربية التربة الخصبة لإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية لتنفيذ مخططاتها في المنطقة، ما يستوجب على العرب وقادتهم التنبه إلى مصيرهم، وقبل ذلك كله السعي نحو توحّد المواقف بعيداً عن المصالح الآنية. وما حدث في الحرب العدوانية الصهيونية على غزة، ينبئ بمخاطر قادمة إزاء سورية، فضلاً عن بؤر ساخنة مرشحة للظهور في العديد من الدول العربية. فمن سيحارب إسرائيل، في الوقت الذي أصبحت الدول الإقليمية العربية الكبرى التي تقود عادة النظام العربي، على هذا النحو من الارتباك والضياع، لجهة عجزها على تطوير دينامياتها الخاصة. فالعراق أكبر شاهد على حال الدول العربية، إذ حوّله الغزو الأميركي من دولة كبرى إلى دولة فاشلة كبرى، كما أوشك على الاختفاء من خارطة العالم.أما مصر، فهي نموذج لحالة أخرى للدول العربية، إذ تتعرض لضغوط حتى لا تمارس دورها الطبيعي كدولة لها كيان وثقل سياسي. وسورية هي العينة الثالثة، التي صنفتها إدارة الرئيس بوش السابقة من «محور الشر»، وباتت تعاني حصار الأسرة الدولية. إن الحرب تحتاج إلى وحدة أوسع القوى في كل بلد عربي، و هذا ليس متحققا في معظم البلدان العربية، وإلى جبهة على الصعيد العربي، تضم كل القوى المعادية للوجود الصهيوني، وهذا غير قائم، و إلى حشد قوى وتعبئة المجتمعات العربية، و بناء الجيوش القادرة و خلق الظروف الملائمة للقتال، وهذا حلم لم يتحقق منذ بدء الصراع العربي- الصهيوني. ويجمع المراقبون على أن قمة الكويت الأخيرة كرّست محور الاعتدال العربي (مصر والمملكة العربية السعودية، ودول الخليج العربي ) قائدا بلا منازع للسياسة الرسمية العربية، حتى إن البعض بات يتحدث عن الحقبة المصرية. فنتائج الحرب الإسرائيلية، جعلت الملف الفلسطيني في أيدي الدبلوماسية المصرية المسنودة أوروبيا و أميركيا. فالمصريون والسعوديون متورطون في الصراعات الكبيرة،التي تتفاعل معاً في الشرق الأدنى والأوسط . فالسعوديون والمصريون يتابعون عن كثب تداعيات العدوان الصهيوني على غزة .. وهم حذرون حول مايجري في العراق, على حدودهم, وهم يراقبون أخيراً بقلق تطورات الملف النووي الإيراني. وما يحصل حالياً في المنطقة من انقسامات خطيرة هو الذي يعطي لمصر وللسعودية أهمية دورهما. فالقلق من النوايا الإيرانية للسيطرة الإقليمية هو الذي يحرّك العواصم التي يطلق عليها اسم «معتدلة», والمعنى أنها حليفة لواشنطن، ومصر والمملكة العربية السعودية هما المؤهلتان للإجابة عن هذه المخاوف, بمكانتهما، وقدرتهما السياسية والاقتصادية. إن صراعات المحاور العربية، تؤكد مسألة واحدة، وهي أن الصراعات الثانوية والجانبية أصبحت الحروب الرئيسية، أما الصراعات الرئيسية مع إسرائيل وأميركا فقد تحولت إلى قضايا ثانوية واقعيا، حتى لوظل حديثها يملأ الصحف والفضائيات. كاتب من تونس (صحيفة أوان (يومية كويتية) الجمعة, 23 يناير 2009)

غزة..دماء في المزاد
 
الطاهر العبيدي * صحفي وكاتب تونسي / باريس taharlabidi@free.fr هذه غزة تكتب على ضفاف الجرح ملحمة الموت والميلاد في شعبي، وتكتب للوجع مليون
قصة وآلاف الحكايات، وتؤرخ حكاية شعب يرفض سلام التخاذل.. هذه غزة تستيقظ من خلف الجوع والحصار، فتوقظ في النفوس تاريخ الأجداد، وترسم على جبين التاريخ فوانيس مدينة ترفض البيع في المزاد.. هذه غزة تروي قصصا للنسوة للرضّع للأطفال، للمزارع للحقول للربوع للأحجار، للزياتين للأحراش ولكل الذين كانوا شهودا أحياء على تلك المشرحة وتلك المجازر.. هذه غزة ترسم على دفاتر الأجساد وفي عيون الصغار، لوحات من الحزن اليومي، والوجع العربي، والتواطؤ الدولي والتثاؤب أمام المظالم.. هذه غزة تقاوم نيابة عمن يتفرجون على الأرائك، نيابة عن كل من احترفوا القول الآسن وتدثروا بالصمت الآثم ونيابة عمن امتهنوا الفعل المساوم.. هذه غزة تنشق عن الفشل الجماعي، وترتدي زيّ المقاتل، وتختار الكرامة والعزة على صمت المقابر..  هذه غزة تنقل المعركة خارج الحصار وخارج الأسلاك والمعابر، وتحرّك الشوارع، لتخرج الآلاف تهتف ضد المجازر، وضد الهوان والتواطؤ.. هذه غزة على خطوط التماس ترسم لنا ملامح الإنسان المقاوم، وتفتت أسطورة الجيش الذي لا يجابه، وتنسج على رقاع اللحم المتناثر خيوط الفجر القادم.. هذه غزة تذبح على قارعة الطريق، أمام معالي السيادة والفخامة والجلالة والسمو، وأصحاب القصور والمناصب.. هذه غزة وذاكم أطفال صغار يتحدّون أزيز الطائرات وأمطار القنابل، ويحرقون أمام الشاشات وعلى مرأى من هدير المدافع، مناشير الاستسلام والتآمر.. هذه غزة وذاك شعب يفتح نافذة في الظلام، وذاكم أطفال التاريخ، وأطفال كل الكتائب.. هذه غزة تصحو صحو الرياح والزلازل، فتبعث الدفء في الدم العربي الراكد، وتمسح عن الصدور غبار سنوات التفاوض.. هذه غزة عنوان عزّة وعنوان صمود وبقاء، وتلك أنظمة عربية مصفّحة ضد أحلام المواطن، كما السكك الحديدية منذ عشرات السنين ممّدة في نفس المواضع.. هذه غزة تذبح من البر والبحر والسماء، وتلك جيوش عربية نراها مدجّجة بالعتاد والسلاح، أثناء المظاهرات والمسيرات وأثناء التظاهر، وثكنات مزروعة في الإحياء والقرى والمدن والأرياف والمزارع، وعساكر وضباط ونياشين ونجوم ذهبية مرصّعة على الأكتاف، وكليات حربية وخططا عسكرية وأسلحة عصرية وطائرات ودبابات منذ عشرات السنوات رابضة في نفس الأماكن.. هذه غزة شعبا وأرضا وحجارة وزياتين ومنازل، تعلمنا معنى الصمود ومعنى التمسك بالفضائل.. هذه غزة آتية من نبض المكان والزمان، لتفجّر فينا ينابيع الكرامة وتستعيد فينا الوعي الغائب.. هذه غزة مستشفيات وأحياء ومدارس وأسواق ومساجد، تسيل دمائها على البث المباشر، أمام « مجلس أمني  » متفرّجا على بشاعة هذه المشاهد، وأمام  » عالم حر  » لم يجرأ على رفع الأصابع.. هذه غزة تعلمنا معنى الموت بعزّة، ومعنى الاستشهاد من أجل أن لا نكنس و نداس كما تكنس الجنادب.. هذه غزة جداول دماء، تسقي – بيت لاهيا – وحي الزيتون – وتل الزعتر – وأبراج الكرامة – وكل تلك المناطق، التي صارت شموعا تضيء ضباب المسارب… هذه غزة مدينة صغيرة المساحة والحدود، ولكنها بحجم طموح مليار مواطن، مدينة ترفض الركوع وتختار لملمة أشلاء الانتظار، لتعلن الرفض والتحدي عبر أنوف البنادق.. هذه غزة بلاغ للناس وكشف أفقي وعمودي لسلام السراب وفتات الموائد.. هذه غزة أطباء وصحفيون ومصوّرون أبدعوا في ساحات الميدان، وقدموا أجسادهم قرابين كي يولد الحلم من خلف القصف من خلف التدمير من خلف أنين القنابل.. هذه غزة تنتفض على قمم غرف الإنعاش، وتعيد لفلسطين وجه صلاح الدين وعناوين القضية، وتوقظ النيام وترجّ الضمائر.. هذه غزة تنشر آلاف الرسائل، عبر الأجساد المفحّمة وعبر البيوت المهدّمة وعبر أطنان القنابل، لتروي بالصوت والصورة والألوان، مأساة فلسطين ومعاناة شعب لم يجن من  سلام التخاذل  سوى الجوع والحصار والمصائب.. هذه غزة من أجل الشرف والإباء تقاتل، وتتحرك في الميدان وعلى كل المحاور، وفضائيات وإذاعات عربية أخرى وصحف ومجلات وجرائد  يؤرقها طبيخ الموائد وتعتني بجدل أهل الفن وجمهور الملاعب.. هذه غزة وقبلها جنين وهؤلاء أبناء الجرح الفلسطيني فاكتب أيها التاريخ أن فلسطين قادمة من عبير المدائن، وسوف لن تدفن في التراب مهما كانت الشدائد.. هذه غزة أيها التاريخ، فاشهد أننا أبناء أمّة لا يمكن أن تنحني مهما تعاظمت المؤامرات واشتدت المكائد… المصادر صحيفة آخر خبر / أمريكا / 19 – 1 – 2009 الحقيقة الدولية / 19 – 1 – 2009 وطن / أمريكا / 20 1 2009 موقع / المهدي المنجرة / 20 – 1 – 2009 شبكة لطيف / 20 – 1 – 2009 المنارة 20  – 1 – 2009 نبض الوعي العربي / 20 – 1 – 2009 ليبيا المستقبل 20 – 1 – 2009 العرب نيوز / 20 – 1 –
 


أبوعبيدة لـ »قدس برس »: هناك حملة إعلامية مسعورة يقودها أحفاد أبي رغال لتشويه انتصار « حماس »

 
غزة (فلسطين) ـ خدمة قدس برس   شن قيادي في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية « حماس » هجوما لاذعا على رئيس تحرير صحيفة « الشرق الأوسط » اللندنية طارق الحميد ووصفه بأنه جزء من حملة مسعورة يقودها عدد من أحفاد أبي رغال الذين لا يهمهم غير تشويه صورة النصر الذي حققته « حماس ». وأعرب المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة في تصريحات خاصة لـ « قدس برس » عن أسفه لاندلاع ما أسماه بـ »الحملة المسعورة » ضد « حماس » لتشويه انتصارها في الحرب ضد إسرائيل، واعتبر مقال رئيس تحرير صحيفة « الشرق الأوسط » اللندنية اليوم طارق الحميد، بعنوان « مشعل.. والآن معركة الأموال »، قال فيه: « غريب أن مشعل يعلن النصر رغم قتل 1330 فلسطينيا، وهدم 4000 منزل في غزة، ناهيك عن 5300 جريح، ثم يعود ليتحدث عن « وسخ الدنيا »، أي الأموال، رغم أنه هو القائل إن الألم عابر، أو ليست الأموال من ضمن ما هو عابر أيضا؟ »، اعتبر هذا المقال جزءا من هذه الحملة، وقال: « من الطبيعي بعد المعركة مع القوات الإسرائيلية أن يظهر أحفاد أبي رغال وبعض المنافقين لتشويه صورة الانتصار الذي حققته « حماس » وفصائل المقاومة، لأن « حماس » لو أرادت الأموال فإنها تستطيع أن تأتي بها بتصريح واحد تتخلى فيه عن مبادئها، لكن تاريخنا يشهد أننا لسنا طلاب أموال وإنما طلاب تحرير وشهادة »، على حد تعبيره. ونفى أبو عبيدة بشدة ما أوردته صحيفة « الشرق الأوسط » في عددها الصادر اليوم نقلا عن مصادر إسرائيلية من أن مؤسس كتائب القسام صلاح شحادة كان من المتعاونين مع الإسرائيليين، وقال: « هذه حملة متوقعة بعد هذه الحرب التي فشل فيها الاحتلال في تحقيق أهدافه كنا نتوقعها من قبل بعض الصحف المشبوهة، فهذه أكاذيب لا تحتاج إلى رد إذ أن الوقائع على الأرض كفيلة بالرد عليها، أما الشيخ صلاح شحادة فقد تعرض لحلات تعذيب مبرح من القوات الإسرائيلية، وقضى أكثر من ثمانية أعوام في سجن انفرادي »، على حد تعبيره. وكانت صحيفة « الشرق الأوسط » اللندنية قد نقلت في عددها الصادر اليوم الجمعة (23/1) عن مسؤول كبير في الاستخبارات الإسرائيلية زعمه أن مؤسس الجناح العسكري لحركة « حماس » صلاح شحادة كان من المعتقلين المتعاونين مع المحققين خلال فترة اعتقاله في إسرائيل.  
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 23 جانفي 2009)


تونس ترسل طائرة مساعدات طبية الى أهالي قطاع غزة

 
تونس, تونس,  23 كانون الثاني-يناير (يو بي أي) — أقلعت طائرة عسكرية تونسية محمّلة بمساعدات طبية لأهالي قطاع غزة من قاعدة العوينة الى مطار العريش في مصر. وذكرت الإذاعة التونسية الحكومية اليوم الجمعة أن الطائرة التابعة لسلاح الجو التونسي تحمل نحو 16 طناً من المواد الطبية، وأنها أقلعت من شمال تونس العاصمة في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس. وأضافت الإذاعة أن عملية شحن الطائرة تمت بحضور وزير الصحة التونسي منذر الزنايدي وسفير دولة فلسطين بتونس سلمان الهرفي، ورئيس الهلال الأحمر التونسي إبراهيم الغربي، والأمين العام المساعد للإتحاد العام التونسي للشغل علي بن رمضان. ونقلت عن الزنايدي قوله إن إرسال هذه الطائرة الثالثة من نوعها في غضون أقل من شهر يعكس مجدداً تضامن تونس الثابت قيادة وشعبا مع الأشقاء الفلسطينيين في الظروف العصيبة التي يمرّون بها جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة. وأضاف الزنايدي أن الهدف من هذه المساعدات هو التخفيف من حدة الأوضاع الصحية والإنسانية في قطاع غزة، وهي مبادرة تضاف إلى جملة المبادرات الإنسانية التي أمر بها الرئيس (التونسي زين العابدين) بن علي منذ بدء العدوان الإسرائيلي، والمتمثلة في تنظيم حملات التبرع بالمال والدم إلى جانب التحرك الفاعل على الساحتين الإقليمية والدولية من أجل وقف هذا العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني. من ناحيته قال الهرفي إن هذه الدفعة الثالثة من المساعدات التونسية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تعكس روح العطاء الدائم الذي تحظى به فلسطين منذ عشرات السنين لدى القيادة التونسية والشعب التونسي بكل فئاته. وكانت العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة التي بدأت في 27 كانون الأول/ديسمبر الماضي استمرت  22 يوماً، وأسفرت عن مقتل 1330 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 5400 شخص بجروح.   (المصدر: وكالة (يو بي أي) بتاريخ 23 جانفي 2009)

 


مهلا يا سيدي يوسف لخضر

 

الزملاء في موقع تونز نييوز تحية احترام وتقدير فوجئت الاسبوع الماضي  بنشركم لمقال للجامعي يوسف لخضر ولم اكن اتصور للحظة واحدة ان يسقط موقع في حجم تونس نيوز في مثل هذا الخطأ خاصة وان اسرة تحرير الموقع  عودتنا على نشر  نقاشات جادة  تحترم خصوصيات الناس ولا تنزل الى قاع الثلب ,نقاشات تخوض في الافكار وفي المواقف فضلا عن اخبار الحريات والاخبار العامة , وقبل الخوض في الموضوع مثار الجدل فإنني أؤكد على مبدا لا احيد عنه وهو ان الخبر مقدس والتعليق حر وبالتالي فاني لا ولن ادعو الى تكميم افواه الناس خاصة اؤلئك الذين اختلف معهم في الرأي , لقد ورط السيد يوسف لخضر موقع تونس نيوز في فعل يتنافى وابجديات واخلاقيات العمل الصحفي وهو الموقع الذي لم يتوقف عن التنديد بالاقلام الصفراء التي تثلب اعراض الناس بسبب مواقفهم وارائهم ,  فالسيد يوسف  الذي تعرض  بالثلب والتجريح لمجموعة من النساء التونسيات اللواتي يطرحن مواقفهن وارائهن من شتى المواقف بكل شجاعة ومسؤولية   من امثال امال قرامي وألفة يوسف وسلوى الشرفي ورجاء بن سلامة اساء كثيرا لنفسه  وللرسالة التي يدافع عنها , وكم كنت اتمنى ان يتم الرد على المواقف والطروحات لا ان يتحول الامر الى ما يشبه الردح الذي لا يليق بجامعتنا وجامعيينا , فمن حق أي مواطن ان يصدع بافكاره  مهما كان لونها او انتماؤها ولكن ليس من حقه ان يتعرض لاعراض  الناس  وبمفردات لا يستخدمها سوى السوقة والزعرانين , كلمة اخيرة الى السيد يوسف املي ان تطالع ما كتب في الصحف الفلسطينية الصادرة في غزة ايام العدوان لتقف على مواقف عدد من الكتاب لو حبروها في صحف اخرى لاصابتهم شضايا التخوين واتهامات بالعمالة والصهينة , جمال العرفاوي صحفي  
 

لماذا يخشى العلمانيون أن يكفروا؟
 
يوسف الأخضر لا يجد بعض النخبة التونسية  من متطرفي العلمانيين غضاضة في التهجم على مبادئ الإسلام والدين بصفة عامة بدعوى إخضاعها إلى الدراسة العلمية والبحث  باعتبارها مشتركا إنسانيا أو تراثا ليس له أية صبغة من القداسة قد تحول بينهم وبين هذا الهدف.لكنهم في المقابل يتداعون إلى النصرة ويطلبونها إذا تجرأ واحد من إتباع هذا الدين على اتهامهم بأنهم كفروا بتعاليمه و انه يحق له أن يصفهم بالكافرين فيتهمونه بأنه معاد لحرية الرأي وباحثا عن تكريس سلطة كهنوتية توظف المقدس في الشأن البشري ويسعون جهدهم في تأمليب الرأي العام خاصة المثقف منه ضد هذا الذي تجرأ ووصفهم بما هم عليه باعتبار أن الكفر هنا في تعريفه اللغوي البسيط هو عدم إيمان بقيمة أو مبدأ ما بصرف النظر عن ماهيته مقدسة أو غير مقدسة وهوما يصح على العلمانيين وعلى الإسلاميين على حد السواء، إذ يسارع العلمانيون إلى اتهام الإسلاميين بالتنكر لمبادئ الحداثة ورفضها  وهو عين تعريف الكفر الذي لا يخشاه الإسلامي إن لم يعتز به لأنه منسجم مع ذاته ويعتبر أن كفره بهذه المبادئ(طبعا ليس كل الإسلاميين) ليس معيبا في حقه في حين يهرع العلمانيون إلى النصرة وتمرير العرائض وتكوين لجان المساندة وتوظيف أجهزة الدولة والمجتمع المدني لمحاصرة من تجرأ على نقد ما يقولون أو يفعولون. وهنا حق لنا أن نسأل لماذا يخشى هؤلاء من أن يقال لهم إنكم كافرون بما يؤمن به غيركم؟ لا بد من الإشارة أولا إلى أن هذه الطريقة هي سمة  أساسية عند متطرفي العلمانيين التونسيين دون سواهم من العلمانيين العرب باستثناء البعض  فنحن نرى في المغرب مثلا تقاربا كبيرا بين مختلف العائلات الفكرية ومحاولة لفهم بعضهم البعض حتى غاب عن هذه الساحة أو يكاد منطق التكفير والتخوين والأمر نفسه في الجزائر ومصر وسوريا، ولا بد من التنويه هنا على سبيل المثال لا الحصر بمراجعات عبدالله العروي  ومواقف الجابري في المغرب  ممن يعدون قدوة العلمانيين في تونس. هل يتعلق الأمر فعلا بحرص على المعتقد الشخصي بالنسبة للعلماني الذي يرفض التكفير أم بحرص على مبدأ حرية التعبير أم أن  وراء الأكمة ما وراءها؟ يسهل على الباحث في كتابات هؤلاء أو مواقفهم أن يستبعد الجانب الأول من السؤال أولا لان المعتقد الشخصي لا يمكن أن يدقق فيه القول أو يحسم بسهولة باعتبار انه يعود إلى الضمير والممارسة الفردية التي تشذ عن المتابعة والإدراك وثانيا لأنه ليس لهؤلاء حرص على ما يعتقدون أن ممارسات بالية عفا عليها الزمن ولعل موقفهم من الخمار دليل واحد من أدلة كثيرة على ذلك.أما بالنسبة للجانب الثاني المتعلق بحرص هؤلاء على حرية التعبير فهو أمر يوقع أصحابه في مأزق نظري وعملي كبير لان الاعتراض الأولي الذي يطرح أمامهم  هل التعبير بالنسبة إليكم مطلق ليس له حدود بما يسمح لكم النيل من معتقدات غيركم والتجريح فيها وقراءتها بما ترون  وعلى حسب ما تمليه عليكم أهواؤكم وتعبير غيركم محدود مقيد بحيث لا يسمح له أن يتحدث إلا بما تسمحون له به انتم سدنة الفكر والهة المعرفة و إلا عد رجعيا متخلفا معاد للحداثة؟ أليس هذا المنهج في التفكير مخالف لقيم الحداثة التي تتبنون وتقولون بأنها ترفض المصادرات والمسلمات؟ بقي لنا أن نبحث عما وراء الأكمة ولن يكون بحثنا مضن لان الأمر ببساطة يتعلق بالحفاظ على الموقع الاجتماعي لهؤلاء إذ أن وضعهم في مواجهة  عقيدة المجتمع من شانه أن يستثير ردة فعل المجتمع ضدهم بما يحرمهم من الامتيازات التي يتمتعون بها اجتماعيا و ان كانوا فعلا محرومون منها إذ لا يكاد يرى لهم أثر داخل الاوساط الاجتماعية الغالبة ويكاد ينحصر فعلهم في الصالونات والجامعات التي يعولون على التمسك بها والحيلولة دون غيرهم للوصول اليها حتى يضمنوا انتاج فكر واحد متوحد مع ذاته منغلق عليها. ان الحرمان من الموقع الاجتماعي لا يعني عندنا فقدان الريع المالي فهذا ما لا ينضب بالنسبة لهؤلاء المتمعشين الذين توظفهم دوائر مختلفة داخلية و خارجية وتغدق عليهم في الرزق ولكن نقصد بالموقع الاجتماعي هو موقع التأثير الرمزي في الأوساط الاجتماعية لذلك يستنفر هؤلاء كل قواهم وجهدهم وعلاقاتهم ومؤسسات الدولة والفضاءات العامة ضد هذا الذي تجرأ وقال لهم انكم قدحتم في معتقدي  ورفضتموه وانه يحق لي ان اقول لكم انكم كفرتم بما أؤمن به وأنا كافر بما تؤمنون به. فلماذا يخشى هؤلاء مثل هذا القول لأنهم في اعتقادي وعلى حد تعبير الأستاذ عدنان منصر في مقاله بجريدة الموقف بتاريخ 23 جانفي 2009  في الصفحة الأخيرة « يرون كل شئ يسقط على رؤوسهم ويكذب « نظراتهم الثاقبة » و »حداثتهم اللاتاريخية » ويوقعهم في الإسقاط تلو الأخر عوضا عن مراجعة أنفسهم بالشجاعة التي يطلبونها من غيرهم ». ولن أفاجأ في الأيام القادمة إذا ما عمد هؤلاء إلى تمرير عريضة نصرة ضدي أو ضد من قرأ آراءهم قراءة مختلفة. و أقول لهم أنا لا أؤمن بمنطق التكفير لأنني لست من هواة التوصيف المغلق لباب الحوار حتى مع الذين يعترفون بذلك صراحة ولكن في الوقت نفسه لن أخشى ما قد تمررونه من عرائض لأنني مؤمن بقدراتي العلمية التي ستتولى كشف تهاوي منهجكم ونصوصكم و أنا ادعوكم إلى كلمة سواء ليكن بيننا الحوار الفكري وليس غير الحوار منهجا و أسلوبا.  
 باحث جامعي
 

مباحثات تونسية فرنسية بشأن التعاون الاقتصادي

 

 
تونس فى 22 يناير/أ.ش.أ/ أجرى السيد محمد النورى الجويني وزير التنمية والتعاون الدولي في تونس اليوم الخميس مباحثات مع هارفي دى شارات وزير الخارجية الفرنسي السابق والنائب حاليا بالمجلس الوطني الفرنسي ورئيس الغرفة التجارية الفرنسية العربية. وتم خلال الاجتماع بحث السبل الكفيلة بدفع التعاون والشراكة بين تونس وفرنسا والدور الذي يمكن لتونس أن تلعبه لتنشيط العلاقات الاقتصادية والتجارية بين فرنسا والبلدان العربية وخصوصا البلدان المغاربية. وذكرت وكالة الأنباء التونسية ان هارفي دى شارات أعرب عن الرغبة في أن تلعب تونس دورا أكبر في تحقيق التكامل والشراكة  ضمن التعاون الاورو متوسطى.   المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ) بتاريخ 22 جانفي 2009
 

هيكل: المرحلة المقبلة لفرض التسويات وتصفية حماس

  

 
اعتبر الكاتب والصحفي المصري محمد حسنين هيكل أن المرحلة المقبلة ستشهد محاولة لتصفية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبر سلاح عملية إعمار قطاع غزة في أعقاب العدوان الإسرائيلي الذي تواصل على مدى ثلاثة أسابيع. وأكد هيكل في حلقة خاصة على قناة الجزيرة أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) سيلعب الدور الأبرز في المرحلة المقبلة التي سيتم خلالها فرض الأمر الواقع على العرب « الذين لم يكن لهم أي دور في وقف العدوان على قطاع غزة على عكس ما توهمه بعضهم ». وفي السياق أكد هيكل أن مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير هو « مهندس » الزج بالحلف الأطلسي في المنطقة العربية من خلال ترتيبه زيارات القادة الأوروبيين للمنطقة « في لحظة فراغ ». وفي هذا الصدد أشار هيكل إلى أن الاندفاع الأطلسي يستغل انشغال الولايات المتحدة بشأنها الداخلي في ظل الأزمة المالية. وشدد الصحفي المصري على أن اعتمادات الإعمار ستجري تحت رعاية الأطلسي، وعلى أن هناك كما هائلا من أموال الإعمار التي ستوظف لإغفال الجانب السياسي للقضية الفلسطينية. ولعل أبرز وأخطر ما ورد في تحليل هيكل, ترتيبات الأمر الواقع والتسويات التي قال إنها ستفرض في المنطقة, وبالتالي ستكون هناك حقائق -لا حلول- تفرض بأساليب مختلفة: الإعمار والضرب والتهدئة. وحث هيكل العرب على الانتباه إلى خطورة ما يحاك ضد منطقتهم التي « تواجه أحوالا خطيرة جدا ».   ترتيبات وتحركات من جهة أخرى تناول هيكل بالتحليل التحركات الأوروبية التي سبقت إعلان إسرائيل عن وقف إطلاق النار من جانب واحد. وكشف في هذا السياق أن الإدارة الأميركية هي من دفع إسرائيل لوقف الهجوم على غزة كي لا تفسد حفل تنصيب الرئيس باراك أوباما, وحتى لا تتم عملية التنصيب وسط أنهار الدم والنيران التي تلتهم الفلسطينيين في غزة. ووفقا لتحليل هيكل فإن الجميع بمن فيهم العالم العربي تحركوا في الوقت الضائع, وأن العرب لم يلعبوا في الواقع أي دور في وقف القتال. وقال بهذا الصدد إن العرب لم يكونوا مدركين لما يجري في هذه المرحلة. وأضاف أن ما جرى وما يجري وما سيجري يتطلب الكثير من التحقيق والحساب مع النفس ومع الآخرين. وحث هيكل العرب على أن يتحركوا في اتجاه محاسبة إسرائيل, أو على الأقل تسجيل ما اقترفته من جرائم عبر استدعاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ليدلي بشهادته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول زيارته الخاطفة لغزة. غير أنه استبعد في المقابل إمكانية محاسبة إسرائيل على مجازرها في غزة أمام أي من المحاكم الدولية المتخصصة في جرائم الحرب وغيرها. وأشار في هذا الإطار إلى أن ما حصل في القطاع على امتداد ثلاثة أسابيع كان مجازر غير مسبوقة في التاريخ, مشيرا إلى دور قناة الجزيرة في نقل الصورة إلى العالم في مقابل التعتيم الذي مارسته إسرائيل عبر منع المراسلين الغربيين من دخول غزة, بل وحتى محاولة ثني بان كي مون عن زيارة القطاع.   خطورة بالغة وفي سياق تحليله للحرب وتداعياتها, أوضح محمد حسنين هيكل أن إسرائيل استغلت لحظة فراغ في الساحة الدولية, خاصة الفترة الانتقالية في الولايات المتحدة بين إدارتي جورج بوش وباراك أوباما. وأضاف أن تل أبيب قامت بما كان مطلوبا منها, قائلا في هذا الصدد إن الحرب على غزة بدأت بإشارة سماح أميركية بهدف إزالة عقبات على رأسها حركة حماس التي كانت ترفض تسويات الأمر الواقع التي جرت محاولة فرضها عبر مؤتمر أنابوليس وما بعده. وحسب تأكيد هيكل, كان مطلوبا ضرب حماس لأنها تسلحت ولأنها عقبة في طريق التسوية, مؤكدا أنه كان من بين العرب من يحرض على ضربها. وحسب تقديره أيضا كان القتل المروع والجنون الذي تعرضت له غزة بمنزلة  « دروس » للآخرين, وأكد أن سوريا كانت المقصودة في هذه المرحلة وليس إيران. وحين تطرق إلى التحركات الدبلوماسية التي تمت في الوقت الضائع, أشار هيكل إلى ما تعرضت له مصر من استغلال سياسي عبر لقاء شرم الشيخ الذي رأى فيه أولى علامات تشكل مرحلة جديدة سمتها البارزة تدخل الحلف الأطلسي في البحرين الأبيض المتوسط والأحمر بحجة مكافحة منع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة. ودلّل على ذلك بالاتفاقية الأمنية التي أبرمتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني قبل ساعات من توقف القصف.   (المصدر: موقع الجزيرة نت بتاريخ 23 جانفي 2009)  
 


المغرب.. انكفاء مقولة «تازة» قبل «غزة»

 
مصطفى الخلفي
كما كان متوقعا أدى الانقسام العربي إلى محورين في موضوع القمة العربية إلى تراجع المغرب عن استعداده للمشاركة على مستوى الملك في كل من قمتي الدوحة والكويت، وذلك في موقف حمل في ظاهره احتجاجا على تردي وضع النظام العربي، وفي باطنه رسالة عن استنكاف مغربي عن الدخول في منطق المحاور العربية-العربية، من جهة، ثم -وهذا هو الأهم- تعبيراً عن حدة المخاض لمراجعة توجهٍ وسم عهد الملك محمد السادس وقام على الانكفاء على قضايا المغرب والغياب عن مجال المبادرة في الساحة العربية من جهة أخرى. مع العدوان على غزة بدا المغرب كمن بدأ يستعيد تدريجيا حضوره في الساحة العربية، وهو ما برز في المواقف والاتصالات التي انخرط فيها عربيا ودوليا، والإجراءات المعلن عنها وطنيا من قبيل فتح حساب بنكي باسم فلسطين خاص بالتبرعات، وتخصيص 6 ملايين دولار ميزانية لدعم بيت مال القدس، والتفاعل الإيجابي مع التظاهرات والوقفات المغربية والتي تجاوز عددها الألف ما بين مسيرة ووقفة منذ انطلاق العدوان، فضلا عن التسهيلات التي منحت لحركة جمع تبرعات الأدوية وتيسير نقلها إلى غزة، حيث بلغ عدد الطائرات التي توجهت إلى مطار العريش بمصر 14 طائرة. لكن جاء الموقف الأخير، والذي أعلن عدم حضور الملك شخصيا لكل من قمتي الكويت والدوحة، ليعكس حالة من المخاض المغربي إزاء التوجه نحو امتلاك جزء من المبادرة في المنطقة العربية. فالبيان الصادر عن الديوان الملكي جاء محملاً بعبارات من قبيل «مجرد طرح فكرة قمة عربية استثنائية أصبح يثير صراعات ومزايدات تتحول أحيانا إلى خصومات بين البلدان العربية»، و»إن من المؤسف أن هذه الخلافات الجانبية تهمش القضايا المصيرية للأمة وفي صدارتها قضية فلسطين، كما أنها تحجب جوهر الصراع القائم في المنطقة وتصب في خدمة مصالح الأعداء الحقيقيين للأمة»، كما «أن المغرب يرفض الخوض» في تزكية منحى يعطي الانطباع «بوجود جو مطبوع بمحاولات الاستفراد بزعامة العالم العربي، أو خلق محاور ومناطق استقطاب»، مع حرص البيان على التأكيد على مواقف المغرب الداعمة للقضية الفلسطينية والتي تضعها في مصافي قضية الوحدة الترابية للمغرب بحسب لغة البيان، وهو توجه حرص لأول مرة على إبداء أسباب عدم المشاركة الشخصية للملك بعد أن تغيب عن القمم العربية الثلاث الأخيرة بدءاً من قمة الخرطوم في 2006 وانتهاء بقمة دمشق في مارس 2008 ومروراً بقمة الرياض في مارس 2007. الواقع أن الإعلان المبكر عن مشاركة المغرب في قمة الدوحة شكل مفاجأة للكثيرين، تجاوزت بكثير المفاجأة التي حصلت بإعلان التراجع عن المشاركة الملكية، خاصة عند استحضار التقدم الحاصل في علاقات المغرب مع معارضي قمة الدوحة وعلى رأسهم السعودية، وقبل ذلك المحددات التي وسمت السياسة المغربية في المجال العربي، والتي حرصت على تجنب الدخول في منطق المحاور والذي كان مكلفا للمغرب في مرحلة الثمانينيات وكانت له آثاره على قضية الصحراء المغربية، لكن هل كان هذا هو الخيار الوحيد للمغرب؟ لا نعتقد أن خيارات المغرب كانت محدودة، فقد كان متاحا له الانخراط في وساطة عربية-عربية تتيح تعبيد الطريق لقمة عربية استثنائية، كما كان ممكنا الدفع بمبادرة عربية تتوج في قمة الكويت وتنطلق من قمة الدوحة، وهو الشيء الذي لم يتم وعوضا عنه تم الاكتفاء بمنطق الحد الأدنى، أي المشاركة على مستوى وزارة الخارجية في قمة الدوحة، بما يقدم مؤشرا على تصاعد ديناميكية المخاض المغربي بين دعاة الانكفاء على الداخل المغربي ودعاة المبادرة على المستوى العربي ضمن محيط صنع القرار في السياسة الخارجية بالمغرب، بحيث إن خيار عدم الحضور الملكي لم يكن سوى حل وسط بينهما، استثمر التناقضات العميقة القائمة في المجال العربي، لكن في الوقت نفسه عبر عن إرهاصات تراجع لسطوة أطروحة الانكفاء بعد أن وجد المغرب نفسه أمام مسؤولية تفسير موقفه ببيانٍ مفصّل من الديوان الملكي، وهو أمر لم يسبق اللجوء إليه عند التغيب الملكي عن القمم الثلاث الأخيرة. قد تثار في تفسير الموقف المغربي حسابات قضية الصحراء المغربية وتزامن ذلك مع الإعلان عن قرب المفاوضات بعد تعيين مبعوث أميركي جديد لقضية الصحراء سبق له شغل منصب سفير الولايات المتحدة في الجزائر، كما قد تثار أيضا مسألة الفتور الكامن في علاقات المغرب مع قطر لتفسير حالة الانحياز لمصلحة السعودية في الموقف المغربي، إلا أن هذه المبررات ليست من القوة لتفسير ما حصل، خاصة أنها كانت قائمة عند إعلان الموقف المغربي بالمشاركة، وكان من الممكن أن تظهر منذ البداية، وهو ما يعزز من القراءة التي تقول إن هذا التغيير في الموقف يتجاوز بكثير هذه العناصر الجزئية، لاسيما أنها لا تتيح تفسير المشاركة التي تمت عبر وزارة الخارجية في قمة الدوحة، وهو ما يؤكد أن تصاعد حالة المخاض -المشار إليها آنفا- في النسق السياسي المغربي بين أطروحتي الانكفاء والمبادرة، والتي سبق لأسبوعية «جون أفريك» الفرنسية أن جسدتها بمقولة «تازة قبل غزة». وتازة من المدن المغربية الهامشية والشديدة الفقر، وهي مقولة نقلت عن أحد المسؤولين المغاربة لتفسير التراجع عن الفعالية المغربية في الساحة العربية بالمقارنة مع عهد الملك الراحل الحسن الثاني. وإن كان من فضلٍ للعدوان على غزة على الدبلوماسية المغربية فهو وضعه لها ومن جديد أمام أسئلة المحيط العربي-الإسلامي للمغرب وأن خيار الانكفاء الذي انتهج في السنوات الماضية لم يحل المشكلة ما دام مفتقدا للعمق الشعبي، وهي الأسئلة التي سيكون من الواجب الانخراط في تفكير عميق لها بعد العدوان بعد أن كانت مناسبة لتفكيك أطروحة الانكفاء، وتبيان عزلتها عن الموقف الشعبي المغربي، وعدم قدرتها على ضمان مكانة معتبرة للمغرب في محيطه الإقليمي.   elkhalfi2000@yahoo.fr   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 23 جانفي 2009)
 


التحقيق الان
 
مع انتهاء الحرب تطرح الاسئلة. الان، بعد أن غادر آخر جندي من الجيش الاسرائيلي قطاع غزة وتبددت سحب الدخان والغبار عن الدمار، تبدأ صورة الحرب في الاتضاح. أوائل الصحافيين في العالم تمكنوا من الدخول الى غزة عبر رفح، رغم الاغلاق الفضائحي الذي فرضته اسرائيل على التغطية الاعلامية، وهؤلاء باتوا يبلغون عمّا تراه عيونهم لأهم وسائل الاعلام العالمية. وكذا المنظمات الدولية بدأت تحقق بما حصل في شوارع غزة. الاسئلة عديدة ومقلقة: قتل الكثير من المدنيين، بمن فيهم نحو 300 طفل و 100 امرأة؛ المس بالطواقم الطبية؛ استخدام السلاح المحظور ضد السكان المدنيين بما فيها قذائف الفسفور الابيض؛ منع اخلاء الجرحى؛ قصف جوي وبري على المدارس، والمستشفيات، وقوافل المؤن ومقر الامم المتحدة. هذه الاسئلة لا يمكن لها أن تبقى دون جواب؛ الاشتباه الذي سبق أن لصق باسرائيل كمن نفذت جرائم حرب في غزة من شأنه أن يلحق بها ضررا جسيما. هذا هو بالضبط الوقت الذي يتعين فيه على اسرائيل أن تستبق الامور وان تحقق فيها بنفسها. لا يمكن تجاهل ما سبق أن نشر، ومحظور ترك عملية التحقيق في يد محافل اجنبية، بعضها معاد. على اسرائيل أيضا أن تسأل نفسها، ماذا جرى باسمها في غزة. فهل حقا وقعت امور لا ينبغي أن تقع، ولا حتى في زمن الحرب؟ هل حقا تجاوز الجيش الاسرائيلي المسموح به في القانون الدولي؟ هل حقا لم تكن هناك طريقة اخرى غير القتل والتدمير الواسعين بهذا القدر؟ الان حان الوقت للجنة فينوغراد لهذه الحرب: جهة قانونية غير مرتبطة، تفحص كل الادعاءات. بالضبط مثلما تفحص اسرائيل كل حادثة طائرة وكل اهمال طبي في المستشفى فان عليها ان تفحص ايضا افعالها في غزة. فحص غير مرتبط كهذا من اسرائيل سيقلص بقدر ما ضرر الاستنتاجات الاولية والحكم الذي اتخذ منذ الان في محافل واسعة في الرأي العام العالمي. كما أنه سيسمح للاسرائيليين بان يعرفوا بالضبط ماذا فعلنا في غزة، ماذا كان مسموحا وماذا كان زائدا بل محظورا، من مصدر مخول يثق به الاسرائيليون. محظور الانتظار الى أن يقول العالم قولته بل وربما يتخذ اجراءات قضائية. اسرائيل لا تحتاج الى هذا الفحص فقط من أجل اعتبارات الصورة: فصورتها الاخلاقية في نظر نفسها اهم بلا قياس.   أسرة التحرير   (المصدر: جريدة هآرتس (يومية – الكيان الصهيوني) بتاريخ 22 جانفي 2009)

رائحة شديدة للعفن الاستعماري الويل للمنتصرين

 
ميرون بنفنستي اراد محدثو عملية ‘الرصاص المصهور’ ان يميزوها بتعريفين متناقضين: ‘رب البيت جن’ ويرد بوحشية مجنونة، و ‘غضب مضبوط’ ايضا اي عملية عقلانية ترمي الى الردع. ينبغي ان نضيف الى هذين التعريفين تعريفا اخر وهو انها رد غريزي مكرر من جماعة مهاجرين مغتصبة. اجل توجد امثلة تاريخية كثيرة تبين كيف استعملوا مقاومة ابناء البلاد العنيفة لاغتصاب ارضهم لتسويغ رد عسكري غير متناسب، يرمي تحت غطاء ‘محاربة الارهاب’ الى تحطيم معنوياتهم وسلب اراضيهم. تنبعث رائحة شديدة للعفن الاستعماري من العملية الغزية وعمليات مشابهة تمت في الماضي. استطاع قادة اوروبا الذين اتوا للزيارة في المدة الاخيرة ان يتقاسموا مع اولمرت ذكرى الاعمال الوحشية لشعوبهم، وسنذكر فقط ما قاموا به في القرن العشرين: بريطانيا في الهند وكينيا، وفرنسا في الجزائر، وايطاليا في اثيوبيا، وتركيا في ارمينيا، وتشيكيا في السوديت، والاسبان بابناء شعبهم، اما المانيا فلن نذكرها. جميعهم يخجلون من ماضيهم باستثناء الاسرائيلي الذي يفخر باعماله خاصة. ان تجاهل التغير الجوهري للمعايير الدولية منذ العصر الاستعماري يبدو انه لا يؤثر في جدوى العملية الاسرائيلية الوحشية؛ لقد احدثت العملية نتائج مرادة للطرف القوي، ولهذا يستطيع الاسرائيليون الافتخار بانتصارهم وهم عُمْيٌ عن آثاره الانسانية، وانهم يخرجون انفسهم من جملة جماعة الشعوب الحضارية التي يتبجحون بالانتماء اليها. ان رد السلطة الفلسطينية الخانع على القتل الجماعي لابناء شعبها اوقع بالحركة القومية الفلسطينية ضربة شديدة؛ وقد اسست حكومة حماس لمكانتها في غزة بدماء مئات المواطنين؛ وبرهنت مصر والاردن على انهما تفضلان المصالح السياسية على التعاطف العرقي؛ وتظهر الجماعة الدولية استعدادها للتمكين من استمرار الوضع الراهن تحت غطاء ‘المسيرة السلمية’. يثبت الوضع القائم بفضل التأييد شبه التام من اليهود للعملية واهدافها، والجو القومي المتحمس سيفضي الى ان يتولى السلطة في الانتخابات القريبة اعداء المصالحة. برغم الاشمئزاز من العملية، لا ينبغي تجاهل حقيقة ان اسرائيل انتصرت فيها وبرهنت على عدم جدوى استمرار المقاومة الفلسطينية. لكن يجب على الاسرائيليين الان مواجهة ثمار هذا النصر ان يواجهوا ملايين الفلسطينيين المضروبين والذين هم في حداد، ويعيشون تحت نظام تعسف وتمييز، وان يواجهوا العالم الحضاري الذي لا يسلم بالعنف المجنون.   (المصدر: جريدة هآرتس (يومية – الكيان الصهيوني) بتاريخ 22 جانفي 2009)

الديمقراطيون واسرائيل: الى اين يسير اوباما

 
دانييل بايبس (*)   الان، حين يكون الديمقراطيون يمسكون بالسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، فان تغييرات يمكن أن نتوقعها في سياسة الولايات المتحدة بالنسبة لمواجهة عربية -اسرائيلية؟ التعيينات الشخصية حتى الان تتوافق مع نمط تفكير الوسط -اليسار. ففي الجانب الايجابي، كما اشار الباحث ستيفن روزين، معنى الامر ان ليس في الفريق من ‘يتمسكون بأجندة يسارية من الاوهام الخطيرة. وبالعكس، الكثير منهم مثقفون وذوو عقل سليم. منيعون ان لم يكونوا حصينين امام الاعمال الخرقاء التي تغشي عيون معظم الاكاديميين’. هذا صحيح، ولا سيما اذا تذكرنا علاقات اوباما الماضية (علي ابو نعمة، رشيد الخالدي، ادوارد سعيد) و’طواقم الاحلام’ البديلة المحتملة. يوجد في هذا ما يريح. اما في الجانب السلبي، كما يشير روزين، فان الموظفين والمستشارين المرشحين ‘معتدلون ومتوسطون اكثر مما ينبغي – ليس هناك من يحذر من المخاطر الاستثنائية التي نقف امامها، ليس هناك من يقترح ردا غير عادي’.   تأييد أمريكي متين في نظرة عليا، تتجاوز مسألة الاشخاص الذين يحتلون المناصب، الصورة مشابهة. جدير بنا أن نتذكر القرار المؤيد لاسرائيل من الكونغرس في بداية الشهر، القرار الذي ‘يعترف بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها امام الهجمات من غزة، والذي يؤكد التأييد المتين الذي تقدمه الولايات المتحدة لاسرائيل والمسيرة السلمية الاسرائيلية -الفلسطينية. هذا القرار اتخذ في مجلس الشيوخ بالاجماع، وفي مجلس النواب باغلبية 390 مقابل 5. هذا القرار يشير الى أمرين: التأييد الامريكي المتين من الحزبين لاسرائيل لم يتضرر عقب المواجهة في غزة؛ واولئك الذين يبدون موقفا باردا او معاديا لاسرائيل يوجدون، تقريبا دون استثناء، في الحزب الديمقراطي. استطلاعات اجريت في العقد الاخير تثبت ان الامريكيين يؤيدون اسرائيل بشكل واضح، ولكن الديمقراطيين اقل من الجمهوريين. منذ العام 2000 اشرت الى أن ‘قدرا اكبر من اعضاء الحزب الجمهوري يتعاطفون مع اسرائيل مما لدى الديمقراطيين، والامر وجد تعبيراً في قيادة الحزبين’. في السنوات الاخيرة يؤكد الاستطلاع تلو الاستطلاع هذا الميل، حتى في ذروة الحروب ضد حزب الله وحماس. نذكر هنا بعضها: في اسرائيل غالوب في اذار (مارس) 2008، يتعاطى 84 في المئة من اوساط الجمهوريين و 64 في المئة من اوساط الديمقراطيينن مع اسرائيل بايجابية؛ وحسب موقع ‘راس موسان’ على الانترنت ففي كانون الاول (ديسمبر) 2008 كان 75 في المئة من الجمهوريين و 55 في المئة من الديمقراطيين يعتقدون بان اسرائيل حليف للولايات المتحدة.   الجمهوريون أفضل لإسرائيل تأييد الجمهوريين لاسرائيل اكثر صلابة على نحو ثابت، بمعدل يتراوح بين 20 -38 في المئة اكثر من الديمقراطيين، وبالمتوسط 26 في المئة اكثر. وجه الامور لم يكن هكذا دوما. وبالعكس، يشكل هذا الوضع تغييرات دراماتيكيا في مواقف الديمقراطيين والجمهوريين بالنسبة لاسرائيل على مدى الستين سنة الاخيرة. عمليا، يمكن الاشارة الى ثلاث فترات مختلفة. في الفترة الاولى 1948 -1970، فان الديمقراطيين مثل هاري ترومن وجون كندي ابدوا موقفا عاطفا تجاه الدولة اليهودية، بينما جمهوريون مثل دويت آيزنهاور كانوا باردين. في الفترة الثانية، 1970 -1991 جمهوريون مثل ريتشارد نكسون ورونالد ريغن عرفوا كيف يقدرون اسرائيل كحليف حقيقي؛ وكما استنتجت في العام 1985 معنى الامور كان ان ‘الليبراليين والمحافظين يؤيدون اسرائيل مقابل العرب بنسبة مشابهة’. ولكن مع نهاية الحرب الباردة في 1991 بدأت فترة ثالثة، اخذ فيها الديمقراطيون يركزون على القضية الفلسطينية واصبح موقفهم من اسرائيل فاترا، وفي نفس الوقت زاد الجمهوريون تأييدهم لاسرائيل.   المشهد الراهن وكما يشهد عن حق مات بروكس، مدير التحالف اليهودي الجمهوري، فان ‘الديمقراطيين يديرون ظهر المجن لاسرائيل أكثر فأكثر’. هذا الميل يبشر بحلول توتر من شأنه أن يظهر في السنوات الاربع القادمة: هل يتخذ نهج ‘اوروبي’ اكثر تجاه اسرائيل؟ التوترات قائمة منذ اليوم. من جهة، رجال اوباما لم ينددوا بحرب اسرائيل ضد حماس، واضافوا بان ليس في نيتهم عقد اتصالات مع حماس، وان اسرائيل هي الحليف الاساسي للولايات المتحدة في الشرق الاوسط وان سياسة الولايات المتحدة ستبقى تراعي الاحتياجات الامنية لاسرائيل. ومن جهة اخرى، فريق اوباما يظهر اهتماما بحماس. اضافة الى ذلك، يوجد لرجاله ميل لاظهار نهج ‘متوازن’ اكثر، وممارسة الضغوط لفرض مفاوضات وتقسيم القدس. باختصار، سياسة الادارة تجاه الدولة اليهودية سيعاد اختبارها.   (*) د. مدير منتدى الشرق الاوسط في الولايات المتحدة   (المصدر: جريدة إسرائيل اليوم (يومية – الكيان الصهيوني) بتاريخ 22 جانفي 2009)

ماذا حققنا؟ عودة الى نقطة البداية

 
غيء بخور (*)   بالكاد توقفت النار في قطاع غزة، فاذا بحماس تعود لتهريب الصواريخ الى القطاع فيما تنتظر شبكة المهربين في الجانب المصري مع كميات كبيرة من صواريخ غراد وكاتيوشا. فهؤلاء لم يكسبوا منذ نحو شهر. الناطقون بلسان حماس في غزة، وبغرور كما يتحدثون دوماً، اعلنوا ان تهريب السلاح عبر الانفاق سيستمر من ناحيتهم. صحيح أن العديد من الانفاق دمرت، ولكن بعضها لم يتضرر وبعضها الآخر يمكن اصلاحه. كم من الوقت سيستغرق حماس استئناف المخزون؟ بضعة شهور. ليست الاضرار المدنية الهائلة هي التي تشغل بال حماس الان، فهذا يشغل بالها اقل، بل استئناف قدرتها العسكرية والسلطوية. هذا محزن، بعد جهد اسرائيلي كبير بهذا القدر واضرار هائلة للطرفين. في حرب لبنان الثانية كانت الخطوة العسكرية ضحلة ولكن النتيجة الدبلوماسية كانت ممتازة. خرجنا باتفاق دولي. في حرب غزة الخطوة العسكرية كانت ممتازة، ولكن لا توجد أي نتيجة دبلوماسية، وذلك لاننا خرجنا من طرف واحد، من دون اتفاق. في حينه خرجنا باتفاق لاقى الشرعية بقرار ناجع من مجلس الامن. اما هذه المرة فقد اضعنا قرار مجلس الامن. وبدلا من الاعتماد بشكل غريب على المصريين، كان ينبغي اطلاق مبادرة اسرائيلية دولية، تلقى شرعية عالمية. بدلا من ذلك بقينا مع الهواء الساخن للمصريين، الذي لا يقف خلفه شيء. ان يبني لنا المصريون وقفا للنار ويحرصون علينا؟ في اسرائيل يوجد هناك من يواسون أنفسهم بان المصريين فهموا الدرس. استئناف التهريب الفوري يدل على أن ليس الكثير تغير ومن غير المتوقع أن يتغير. لا توجد قوة دولية، لا توجد آلية رقابة جديدة، والحدود بين غزة ومصر بقيت فالتة مثلما كانت. بدلا من استغلال الفرصة التاريخية والاعلان بانه مع خروج الجيش الاسرائيلي من غزة ستغلق الى الابد المعابر بيننا وبين القطاع، والعالم يقبل ذلك بسبب التوقيت الدراماتيكي ووقف النار، ستوافق الان اسرائيل على فتح المعابر، تماما مثلما كانت حماس تطلب دوما، كي يكون هناك من يواصل تغذيتها. المصريون بالطبع سيواصلون اغلاق معبر رفح خاصتهم، مثلما فعلوا كل ايام الحرب. صحيح أن قوة الردع عندنا ازدادت، ولكن القرارات في حماس لا يتخذها هنية في الداخل، بل مشعل وايران في الخارج. ولهؤلاء مصلحة في مواصلة الحرب ضد اسرائيل. حماس ستحاول الان اقامة ميزان رعب جديد حيال اسرائيل، انطلاقا من الافتراض بانه لن تعود الى ادخال الجيش الاسرائيلي وتستخدم مرة اخرى كل الجهاز الكبير. فاذا اطلقنا النار او عملنا بغير ما يطيب لهم، سيطلقون الصواريخ. وهذه هي نيتهم. من ناحيتهم الهدف التالي لن يكون عسقلان واسدود، فهذا سبق أن بلغ. في المرة التالية سيختارون تل أبيب. حماس كفيلة بان تتعزز الان وذلك لان تعلق السكان الفلسطينيين المضروبين بها وبايران سيزداد. كل غزة ستكون الان مربوطة بايران، التي ستأخذ على نفسها مهمة اعمار القطاع. المعنى هو وعي مؤيد لايران اعلى مما كان في الماضي. اذا كانت رفح تحت سيطرة ورقابة الحدود، والانفاق كانت مغلقة، فان هذا التعلق سيقل. ولكن اذا عادت الانفاق فان هذا التعلق سيزداد فقط. من اقليم ودي لايران ستصبح غزة بؤرة ايرانية. ولنفترض أن حماس وافقت على ان توقف النار في الاشهر القريبة القادمة. وماذا عن الجهاد الاسلامي الذي يعارض المبادرة؟ الجبهة الشعبية؟ كتائب المقاومة؟ العشائر والعصابات الاخرى؟ من اجل احراج حماس سيبدأون باطلاق الصواريخ بين الحين والاخر كي تعمل اسرائيل ضد حماس. هذه الصيغة الفلسطينية المعروفة، التي تستوجب أن يتقرر، بأسف شديد، بأن امامنا تهدئة اخرى. المعركة انتهت ولكنها لم تتم.   (*) مستشرق   (المصدر: جريدة يديعوت أحرونوت (يومية – الكيان الصهيوني) بتاريخ 22 جانفي2009)  

القماطي لـ « إيلاف »: فلسطين ليست أولويّة للعقيد ودعوته مجرّد مزايدة:
إعلان القذّافي فتح التطوع للقتال في غزة هدفه إستدراج الجهاديين

 

 
 
 إسماعيل دبارة   إعلان القذّافي فتح التطوع للقتال في غزة هدفه إستدراج الجهاديين القماطي لـ « إيلاف »: فلسطين ليست أولويّة للعقيد ودعوته مجرّد مزايدة   إسماعيل دبارة من تونس: لم يكن المدّ التضامنيّ الذي أبدته الجماهريّة الليبية تجاه أهل القطاع في الحرب الأخيرة بين حماس و إسرائيل متوقّعا أو شبيها بمساعدات باقي الدول العربية. ولم تختلف ليبيا مع ما تمّ ذكره عن بقيّة الدول العربيّة في الإعلان عن دعمها الامشروط لسكان قطاع غزّة، لكنّ العقيد القذافي لم يكن يرغب في التماهي مع بقية الزعماء العرب فأطلق دعوته الشهيرة لفتح باب التطوع للقتال إلى جانب الفلسطينيين يوم الخميس 8 يناير (كانون الثاني) الجاري في خطوة فهم منها الكثير. ووصف المحلل السياسي جمعة القماطي لـ إيلاف دعوة العقيد بـ « الفخ الأمنيّ الذي يتيح للنظام الليبي التعرّف على العديد من الشباب الليبي من ذوي التوجهات الجهادية وبالتالي إما اعتقالهم أو وضعهم تحت المراقبة »، ولا تخرج عن إطار المزايدة على الأنظمة العربيَّة. ويرى محلّلون ومواطنون ليبيون مقيمون بتونس، أنّ دعوة القذافي تلك كانت « غريبة » و « غير منطقيّة » في مثل تلك الظروف، في حين اعتبر آخرون أنّ تضامن العقيد مع غزّة لا يخرج عن سياق المزايدة والتوظيف والرغبة في لفت الأنظار بمبادرات تفتقد للجدية كما تعوّد على ذلك، علاوة على رغبته المستميتة في إحراج بعض الحكام العرب بشكل عام، والمملكة العربيَّة السعوديَّة ومصر أو ما يسمى بدول الاعتدال بشكل خاص. مراد 24 سنة طالب ليبي يتردّد على تونس باستمرار، قال لـ « إيلاف إنّ القذافي لم يكن جادًا في طرح مسألة فتح باب الجهاد إلى جانب الأخوة الفلسطينيين، لأنه لا يفهم في السياسية ولا يفقه كثيرًا في العلاقات الدولية، ولم يكن راضيًا عن بقاء ليبيا بعيدًا عن مسرح الأحداث عكس الحالة التي بدت عليها مصر والسعوديّة، فحاول لفت الأنظار إليه بهذه الدعوة التي لا معنى لها ». سامي ترهوني (اسم مستعار) 40 سنة – تاجر ليبيّ قال إنه لا يدري لماذا تنسب كلّ أشكال التضامن إلى نظام العقيد، فالشعب الليبي شعب عربيّ مسلم يقف إلى جانب إخوته الفلسطينيين شاء العقيد أم أبى ». وبخصوص دعوة العقيد إلى فتح باب الجهاد أمام الشباب الليبي للقتال في الأراضي الفلسطينيَّة، اعتبر الترهوني هذا الكلام من قبيل الدعابة « فالعقيد يقول إنه مع السلام ومع حلّ الدولة ثنائيَّة القومية والمعروفة باسم « إسراطين » ولا ادري لماذا لم يستغلّ هذه الحرب لفائدة حملته الدعائية المبشرة بهذا الحلّ الطريف؟ ». واعتبر المحلّل السياسيّ الليبي جمعة القماطي في حديثه لـ « إيلاف » أنّ « الكثير من التصريحات النارية والخطوات الرمزية التضامنية من قبل النظام الليبي مع أحداث غزة الدامية تفهم على أنها مجاراة للغضب الشعبي العارم في ليبيا، خاصة من تخاذل الموقف الرسمي العربي. مع العلم أن كثير من المبادرات لدعم غزة في ليبيا كانت على المستوى الأهلي وليس الحكومي على الرغم من غياب مؤسسات المجتمع المدني الممنوعة في الجماهيريّة ». وأضاف القماطي « موقف النظام الليبي والعقيد القذافي من القضية الفلسطينية لا يخرج عن إطار التوظيف ومحاولة التوجيه لكثير من الفصائل الفلسطينية وضربها ببعض أحيانًا ». يذكر أنَّه في الثمانينات، نصح القذّافي ياسر عرفات (الذي كان محاصرًا في بيروت قبل ترحيله إلى تنونس) بالانتحار الجماعي مع أتباعه. ودعم النظام الليبي حينها مجموعة أبو موسى المنشقة عن عرفات ضد منظمة التحرير.  كما استضافت ليبيا أبو نضال (صبري البنا) وجماعته المعادية لتيار عرفات لسنوات طويلة وفتحت لهم معسكرات في ليبيا قبل أن يتم طردهم كأحد شروط التقارب مع الغرب. وتابع القماطي: « في تسعينيات القرن الماضي أرسل القذافي مئات من عناصره الأمنية إلى القدس المحتلة فيما عرف بوفد الحجيج الليبي بحجة الحج إليها بديلاً عن مكة. وجاء هذا التدبير بعد تنسيق مسبق مع إسرائيل من خلال شخص يهوديّ ليبيّ اسمه روفائيل فلاح،  وكخطوة استفزازية للسعودية، ولكن مدلولها السياسي كان أيضًا هو دخول المسجد الأقصى المحتل وإقرار ضمني بسيادة إسرائيل عليه الأمر الذي أغضب الفلسطينيين حينها ». وبخصوص دعوة القذافي لفتح باب التطوّع للقتال إلى جانب الفلسطينيين، يرى القماطي  إنها لم تكن جادة ولكنها في الأساس للمزايدة السياسية على الأنظمة العربية وامتصاص الاحتقان والغضب الشعبي العربي خاصة في ليبيا ومنطقة المغرب العربي. ولفت إلى أنَّه وفقًا للمعلومات « استجاب للدعوة في اليوم الأول قرابة 22 شابًا ليبيًا وقد تم اعتقالهم من قبل جهاز الأمن الداخلي واستجوابهم ». ووصف القماطي الدعوة التي اطلقها العقيد بـ « الفخ الأمنيّ الذي يتيح للنظام الليبي التعرّف على العديد من الشباب الليبي من ذوي التوجهات الجهادية وبالتالي إما اعتقالهم أو وضعهم تحت المراقبة, فالنظام الليبي يعتبر فكر الجهاد وأتباع التوجه الإسلامي الجهادي من اشد خصومه وأعدائه ». وأضاف « موقف النظام اللبيبي من حماس متوجس وتكتيكي وليس مبدئيا، والنظام الليبي لم يعترف بشرعية حكومة حماس بل وتربطه علاقات خاصة وقوية مع محمد دحلان وجماعته المطرودة من غزة والمعادية بشدة لحركة حماس. وقد تردّد دحلان كثيرًا على ليبيا في السنتين الماضيين وحصل على دعم مادي كبير، وهناك تقارير بأنَّ ليبيا توسطت لدى جمهورية صربيا لكي تستضيف دحلان وجماعته بعد طردهم من مصر ». ويرى متابعون للسياسة الخارجية الليبية أنّ العقيد ورموز حكمه لا يضعون القضيّة الفلسطينية على سلّم أولوياتهم خصوصًا مع ما تبديه الجماهرية من توجّه مبالغ فيه تجاه إفريقيا مقابل التخلي عن بعض التزاماتها العربية. وأكّد القماطي قائلاً « إنّ النظام الليبي أدار ظهره للعرب وتوجه إلى أفريقيا ووجد أنَّ حكامها يولون اهتمامًا أكبر بالعقيد الليبي ودولاراته الكثيرة. فالنظام الليبي لا يهتم كثيرًا بالقضية الفلسطينية ولا يضعها ضمن أولويّات سياسته العربيَّة والخارجيَّة، بل يولي اهتمامًا أكبر بكثير لخلافاته وصراعه وتنافسه مع المملكة السعودية ». كما أن ضرورات التقارب مع الغرب وخاصة أميركا – حيث يلعب اللوبي الإسرائيلي دورًا فاعلاً وأساسيًا – تتطلب عدم اتخاذ مواقف جادة وقوية مناهضة لإسرائيل ومؤيدة للفلسطينيين، بل إن سيف الإسلام القذافي قد صرح أكثر من مرة بأنه « ليس لنا مشكلة مع إسرائيل ». وختم القماطي بالقول إنَّ « أولويات النظام الليبي هي في استمراريته في الحكم وكسب ود أميركا واللوبي الذي يتحكّم بها، وبالتالي فإنَّ أيَّ شيء يتعارض مع هذه الاستراتيجيَّة الثابتة لدى العقيد يبقى متغيّرًا ومتقلّبًا ومرهونًا بالظروف والمصالح ». يذكر أنَّ  الجماهريّة أقامت جسرًا جويّا لنقل أعداد من جرحى العدوان على غزة للعلاج في المستشفيات الليبية، كما أرسلت شاحنات مساعدات عاجلة محملة بكميات كبيرة من الأدوية والمعدات الطبية وشحنة كبيرة من المواد الغذائية تمكنت من عبور معبر رفح. وشهدت ليبيا تعاطفًا على الصعيدين الرسمي والشعبي مع غزة، فإلى جانب عشرات المظاهرات الحاشدة والمندّدة بالهجوم الإسرائيلي، أعلنت الهيئة العامة للاتصالات عن مجانية الاتصالات الهاتفية بجميع أنواعها (هواتف شركتي المدار وليبيانا) الصادرة من ليبيا إلى الأراضي الفلسطينية وذلك بداية من يوم الثامن من يناير وحتىّ يوم 28 ابريل من العام الجاري. عائشة القذافي ابنة الزعيم الليبي والأمين العام لجمعية « واعتصموا » للأعمال الخيرية طالبت منظمة الأمم المتحدة السماح للجمعية باستضافة أطفال غزة في ليبيا، كما سمح النظام الرسمي لمواطنيه بالاستجابة لنداء رجل الدين المصري يوسف القرضاوي بجعل يوم الجمعة 9 يناير يومًا عالميًا لنصرة غزة وسمحت السلطات بتنظيم بعض المسيرات هنا وهناك، وأطلقت في اليوم ذاته حملة تحت شعار « نصرة غزة… هذا أضعف الإيمان ».
(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 23 جانفي 2009)

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.