السبت، 24 نوفمبر 2007

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2742 du 24.11.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


حرّية و إنصاف:كفى ترويعا للمواطنين الأبرياء كفوا عن العقاب الجماعي الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: البوليس السياسي  يختطف الطالب زبير الكواش…! هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات: بــلاغ رويترز: منظمة تونسية لحقوق الإنسان تخشى من صدور أحكام إعدام في حق سلفيين آفاق: الأمم المتحدة تدين انتهاكات الحكومة التونسية لحقوق الإنسان « البديـل عاجل »:ندوة – نقاش بباريس حول الوضع السياسي والاجتماعي الراهن في تونس نشرية  » الديمقراطية النقابية و السياسية « : أخبار الهيئة الإدارية الوطنية رويترز: تونس تتطلع لرفع الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 1.48 مليار دولار صحيفة « القدس العربي »:محادثات تونسية مغربية لتعزيز التعاون الثنائي في مجال النقل د.منصف المرزوقي: للخروج من الضباب والحلقات المفرغة – أقول اليوم لكل تونسي كـرّ وأنت حُـرّ علي بن عرفة: ردّ على جواب  الدكتور عبد المجيد النجار د. عمر النمري: أنصار المواجهة وحرية التعبير عبد الرحمان الحامدي: هل حان وقت إختيار الطريق الثالث لفك أزمة العلاقة بين السلطة والمعارضة؟ نصر الدين : بين عامر وبرهان… « أجندات » متباينة !!!. محسن المزليني: التونسي و « إذاعة الزيتونة »: ترحيب حذر وتساؤلات حول المضمون محمد العروسي الهاني :في الصميم وضع النقاط على الحروف حول دور الأعلام المرئي: الحلقة الثالثة ميدل ايست اونلاين:الديمقراطيون يتلقفون قضية سعودية تعرضت للاغتصاب رويترز:المخابرات السعودية تطلب من الأهالي مراقبة استخدام الانترنت د. محمد الهاشمي الحامدي: عيد الملكة :أجمل التهاني للملكة اليزابيث الثانية وزوجها. توفيق المديني:هل يعود السودان إلى الحرب الأهلية مجدداً؟ صابر عمري: آخر افلام يوسف شاهين :آدم وحنان : سلوكيات العولمة ترويج لعمليات الارهاب برهان غليون: في أصل الخوف العربي من التغيير أحمد فؤاد نجم :من حسني مبارك . إلى شعب مصر

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة مساجين حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم متواصلة منذ ما يقارب العقدين

نسأل الله لهم ولجميع مساجين الرأي في تونس فرجا عاجلا قريبا

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4- نورالدين العرباوي

5- عبدالكريم بعلوش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبدالنبئ بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

11- كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14- محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

16- وحيد السرايري

17- بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24 – منير غيث

25 –   بشير رمضان

 


صحيفة « مواطنون » الأسبوعية، العدد 37 بتاريخ 22 نوفمبر 2007

http://www.fdtl.org/IMG/pdf/mouwatinoun_37.pdf  


العدد 428 من صحيفة « الموقف » الأسبوعية بتاريخ 23 نوفمبر 2007 http://pdpinfo.org/PDF/428.pdf  


  تسجيلات فيديو (من موقع الحزب الديمقراطي التقدمي)   مداخلة راضية النصراوي وعمر المستيري في ندوة جامعة جورج تاون في واشنطن يوم نوفمبر 2007 (جزء 1 من 4) http://smawebdesign.com/mcgallerypro/show.php?start=0&id=291&video=1   مداخلة راضية النصراوي وعمر المستيري في جامعة جورج تاون في واشنطن يوم نوفمبر 2007 (جزء 2 من 4) http://smawebdesign.com/mcgallerypro/show.php?start=0&id=292&video=1    حصة الأسئلة والأجوبة في ندوة جامعة جورج تاون في واشنطن يوم نوفمبر 2007 (جزء 3 من 4) http://smawebdesign.com/mcgallerypro/show.php?start=0&id=293&video=1   مداخلات وأسئلة وأجوبة في ندوة جامعة جورج تاون في واشنطن يوم نوفمبر 2007 (جزء 4 من 4) http://smawebdesign.com/mcgallerypro/show.php?start=0&id=293&video=1   لمشاهدة جميع فقرات الندوة ومداخلات المشاركين فيها (من بينهم الدكتور منصف المرزوقي وعمر المستيري ونزيهة رجيبة وخديجة الشريف وراضية النصراوي ومختار الطريفي) يُرجى الذهاب على الوصلة التالية:  

http://www.pdpinfo.org/rubrique.php3?id_rubrique=115

 
(المصدر: موقع pdpinfo.org، تصفح يوم 24 نوفمبر 2007)


حرّية و إنصاف

سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي

33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberté_équité@yahoo.fr *** تونس في 24 نوفمبر 2007 كفى ترويعا للمواطنين الأبرياء كفوا عن العقاب الجماعي

 
تتعرض هذه الأيام عائلة المواطن أنس بن للاّ لمضايقات و تهديدات من طرف فرقة أمن الدولة     و هو طالب تطوّع للمشاركة في الدفاع عن العراق إبان الغزو الأمريكي لهذا البلد الشقيق ، حيث سافر هناك منذ ثلاث سنوات و استشهد منذ سنتين ، و في منتصف نهار اليوم السبت 24/11/2007 قدم أعوان من فرقة أمن الدولة و اختطفوا والد الشهيد السيد جميل بن للاّ الموظف بالشركة التونسية للكهرباء و الغاز و أبقوه لديهم قصد الحصول على معلومات تتعلق بابنه الشهيد   و لم يكتفوا بذلك بل ذهبوا إلى منزل ابنته السيدة إيناس التي تزوجت خلال الصائفة الماضية و لم يتجاوز عمرها الواحد و العشرين سنة للقبض عليها للحصول منها على معلومات تتعلق بزوجها السيد سليم المخلوفي الموجود حاليا بألمانيا في إطار عمله و هو مهندس في الاتصالات ، ثم ذهبوا إلى والدتها السيدة نورة بن للاّ التي أصبحت بعد اعتقال زوجها تقيم وحيدة بمنزلها صحبة ابنها الصغير وأمعنوا في ترويعها طالبين منها مصاحبتهم و هددوها بخلع الباب أو كسره لإلقاء القبض عليها و لم يفكوا محاصرة منزلها إلا عندما أخذت تصيح و تستنجد بالأجوار. و حرية و إنصاف : 1) تدين بشدة هذا الاعتداء السافر على مواطنين عزل لا ذنب لهم إلا أن ابنهم استشهد بالعراق فأصبح كل أفراد عائلته ( والده / والدته / أخته / صهره …) يعيشون مأساة حقيقية جراء الترويع المتواصل و الخوف على كل من يقع اعتقاله من العائلة دون معرفة أي شيء عن مصيره. 2) تطالب بالكف عن هذه الممارسات و طمأنة عائلة الشهيد أنس بن للاّ بإطلاق سراح عائلها السيد جميل بن للاّ فورا. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري


“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 24 نوفمبر2007

البوليس السياسي  يختطف الطالب زبير الكواش…!

 

 
علمت الجمعية أن عددا من أعوان البوليس السياسي قاموا يوم الجمعة 23 نوفمبر2007 ، بمدينة رأس الجبل ، بإختطاف الشاب زبير الكواش وأقتادوه إلى جهة مجهولة ، والشاب زبير الكواش طالب بكلية العلوم ببنزرت وهو إبن السجين السياسي السابق داود الكواش ،  والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ، إذ تستنكر هذا الاختطاف وتطالب الجهات المسؤولة بإطلاق سراح الطالب زبير الكواش ، فإنها تلفت نظر الرأي العام الوطني و الدولي إلى أن حملات الإعتقال المتلاحقة لم تتوقف منذ أشهر عديدة وطالت مئات الشبان من الطلبة في مختلف أنحاء البلاد ،  كما تحمل الجمعية الجهة الأمنية التي اختطفت الشاب زبير الكواش المسؤولية كاملة عن أي مكروه يصيبه أومساس بحرمته الجسدية أو المعنوية ، عن لجنة متابعة المحاكمات الكاتب العام للجمعية : الأستاذ سمير ديلو


هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات:  بــلاغ
 
تونس في: 20 نوفمبر 2007   نظرت « هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات » في اجتماعها الدوري في ما جدّ من أحداث وانتهاكات خطيرة للحريات في الآونة الأخيرة، ومنها بالخصوص:   1. إيقاف السيد علي العريض، عضو الهيئة صبيحة يوم الجمعة 16 نوفمبر 2007 من أمام منزله واحتجازه بوزارة الدّاخلية طوال اليوم وإخضاعه للاستنطاق حول أنشطته واتصالاته وتصريحاته.   2. الاعتداء الفظيع على السيد مراد النوري نجل الأستاذ محمد النوري، الحقوقي وعضو الهيئة، أمام مكتب هذا الأخير أيام الإضراب عن الطعام الذي شنّه بمعيّة السيد سليم بوخذير الصّحفي المستقل احتجاجا على حرمانهما من حقّهما في التنقّل والسّفر.   3. تعرّض 14 ناشطا من الاتحاد العام لطلبة تونس واتحاد المعطّلين عن العمل من أصحاب الشهائد العليا، إلى الاختطاف ظهر يوم السبت 17 نوفمبر 2007 من أماكن متفرّقة بالعاصمة ومن قبل أعوان بوليس بالزي المدني، وقد تم توزيع هؤلاء المختطفين على مناطق الأمن بالسيجومي وباب سويقة وسيدي البشير حيث تمّ الاعتداء عليهم بوحشية، كما تمّ نقل 5 منهم، قبل ذلك إلى منتزه البلفيدار، حيث طوّقهم عدد كبير من الأعوان بالزي المدني واعتدوا عليهم وأهانوهم وأذلّوا البعض منهم وتحرّشوا به جنسيا. وفي مساء نفس اليوم أطلق سراح المختطفين، عدا وليد العزوزي المناضل باتحاد المعطّلين عن العمل،الذي ما يزال أصدقاؤه يجهلون مكان اعتقاله وأسبابه.   4. تدهور الأوضاع الصحية لبعض المساجين السياسيين ومنهم بالخصوص السجين الطالب محمد ياسين الجلاصي الناشط في الحزب الديمقراطي التقدّمي الذي اختطف بمناسبة إضراب الجوع الذي شنته الأمينة العامة للحزب السيدة مي الجريبي ومدير جريدة الموقف السيد أحمد نجيب الشابي ولفقت له تهم « إرهابية » والسجين زياد الفقراوي الذي أضرب عن الطعام لمدة شهرين تقريبا احتجاجا على ظروف اعتقاله وعلى رفض السلطات التحقيق في الشكاوى التي رفعها حول ما تعرّض له من تعذيب أثناء إيقافه وما خلّف له من أضرار بدنية.   إن « هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات » إذ تستنكر هذه الأعمال الإجرامية والممارسات اللا قانونية التي تمثل انتهاكا صارخا للحريات واعتداء فظيعا على الحرمة الجسدية من قبل أعوان يتصرّفون خارج القانون ودون رقيب أو حسيب، تدعو كافة فصائل المعارضة السياسية والمدنية إلى التعبئة ضدّ هذه الأعمال والممارسات باعتبارها تمثل تصعيدا خطيرا في الحياة السياسية. وتذكّر في هذا الإطار بإحراق مكتب الأستاذ العياشي الهمامي المناضل الحقوقي وعضو « هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات » دون أن يجري تحقيق جدّي في الموضوع إلى حدّ الساعة.   إن عدم التصدّي لهذه الأعمال الإجرامية والممارسات اللاقانونية سيفتح الباب أمام ما هو أخطر وأشمل.   –   من أجل وضع حدٍّ للإفلات من العقاب. –   من أجل وضع حدٍّ للاعتداءات الهمجية على مناضلي المعارضة السياسية والمدنية. –   من أجل فتح تحقيق جدّي في كل الاعتداءات الحاصلة في المدّة الخيرة وإحالة المسؤولين عنها أمرا وتنفيذا على القضاء. –   من أجل إطلاق سراح ياسين الجلاصي فورا ودون قيد أو شرط. –   من أجل وضع حدّ لاحتجاز وليد العزوزي وإحالة مختطفيه على القضاء. –   من أجل وضع حدّ للمضايقات التي يتعرض لها السيد علي العريض وكافة أعضاء هيئة 18 أكتوبر.   هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات   (المصدر: « البديـل عاجل » عن قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 23 نوفمبر 2007)
 
 

حركة التجديد 6، نهج المطوية – تونس الهاتف: 71256400 دعـوة 
تتشرف حركة التجـديد بدعـوتكم لحضور الـتظاهـرة التي تـنظمها بمناسبة أربعـينـية المناضل الوطني التـقدمي الفـقيد محمد النـافـع وذلك يـوم الأحد 25 نوفمبر 2007 ابتداء من الساعة العاشرة صباحا بدار الثقافة المغاربية ”ابن خلدون“ بـتـونس الـعاصـمة   الأمين الأول أحمد إبراهيم


 

منظمة تونسية لحقوق الإنسان تخشى من صدور أحكام إعدام في حق سلفيين

تونس (رويترز) – أعربت منظمة تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان يوم السبت عن خشيتها من صدور أحكام بالإعدام في حق 30 إسلاميا متهمين بمحاولة القيام بانقلاب عسكري بعد مواجهات مسلحة نادرة مع قوات الأمن في مطلع العام الحالي. وأعربت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان حصلت رويترز على نسخة منه عن خشيتها من تنفيذ حكم الاعدام بعد مثول الإسلاميين امام محكمة الجنايات بالعاصمة يوم الأربعاء الماضي لأول مرة منذ اعتقالهم بداية العام الحالي. وجرت مطلع العام الحالي مواجهات مسلحة نادرة بتونس بين مجموعة سلفية وقوات الأمن أسفرت عن سقوط 14 قتيلا. وأعلنت تونس عقب ذلك أنها تمكنت من القضاء على المجموعة السلفية وقالت إنها كانت تنوي تنفيذ عمليات إرهابية على منشات حيوية في البلاد وسفارات أجنبية بينها سفارتا الولايات المتحدة وبريطانيا. ومن بين التهم الموجهة أيضا الى هذه المجموعة المعروفة بمجموعة سليمان والتي تضم 30 عضوا تهما تتعلق بالتآمر على امن الدولة الداخلي واثارة الهرج والقتل وتلقي تدريبات عسكرية لارتكاب جرائم ارهابية.  وتصل عقوبة هذه التهم الى الاعدام. وقال بيان الرابطة في بيانها ان مرد خشيتها من صدور احكام بالاعدام وقيام السلطة بتنفيذها ياتي على اساس انها من « الاستثناءات ». وطالب الحكومة « بالالتزام بعدم تنفيذ عقوبة الاعدام في صورة النطق بها من طرف الهيئة القضائية المتعهدة بالملف. » وذكرت الرابطة أنها تعارض اللجوء إلى العنف كوسيلة للتعبير السياسي معتبرة ان ذلك يهدد استقرار البلاد ويعرض امن المواطنين ومصالحهم للخطر في إشارة لرفضها لما قام به الإسلاميون من تهديد لأمن البلاد.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 24 نوفمبر 2007)

الأمم المتحدة تدين انتهاكات الحكومة التونسية لحقوق الإنسان

 
تونس- سفيان الشّورابي 1 أدانت لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة، يوم الجمعة، تونس بسبب سوء المعاملة التي تعرض الناشط في مجال حقوق الإنسان علي بن سالم. وما تعرضت له المواطنة التونسية التي تحمل الجنسية الفرنسية أيضا سعدية علي، على يد الشرطة التونسية في احدى المحاكم التونسية. واعتبرت اللجنة أن تونس خرقت الاتفاقية الدولية المناهضة للتعذيب، وطالبت بفتح تحقيق فوري حول الحادثتين ومعاقبة المذنبين. وجاءت الإدانة عقب اجتماع أعضاء اللجنة التي تتكون من عشرة مختصون مستقلون في جنيف بسويسرا هذا الأسبوع. وتعود تفاصيل الواقعة إلى اعتداء جرى على الناشط علي بن سالم بمخفر للشرطة بتونس العاصمة في شهر ابريل/نيسان 2000، على اثر إيقافه، بعد أن قام بإيصال مجموعة من الصحفيين الأجانب لمساندة الصحفي التونسي توفيق بن بريك، المضرب حينها عن الطعام من أجل الحصول على جواز سفره. وحسب اللجنة، فقد قام العشرات من أعوان الأمن بمنع الزائرين من دخول منزل بن بريك، والاعتداء عليهم بالضرب قبل أن تلقي القبض على بن سالم (يبلغ من العمر اليوم 74 سنة) وتحمله إلى مركز الشرطة بضاحية المنار، وتعتدي عليه، هناك، بوحشية حتى فقد وعيه. وقام المتضرر برفع دعوى قضائية ضد أفراد البوليس. ولكن الجهات القضائية رفضت قبولها. وفي نفس السياق، أدانت اللجنة، أيضا، الحكومة التونسية لتعذيب سعدية علي، حاملة الجنسيتيْن التونسية والفرنسية التي تعرضت لسوء معاملة من قبل الشرطة التونسية. وكانت سعدية علي، المقيمة في باريس، عادت إلى تونس سنة 2004 لحضور حفل زفاف أخيها، وأثناء تواجدها في المحكمة لاتمام بعض الإجراءات الإدارية المتعلقة بالزواج حصلت مشادة كلامية بينها وبين أحد الموظفين في المحكمة وتدخلت الشرطة والقت القبض عليها وزجت بها في أحد دهاليز المحكمة حيث تعرضت لإعداءات مختلفة قبل أن تعرض أمام القضاء الذي حكم ضدها بالسجن ثلاثة أشهر مع تأجيل التنفيذ. وتقدمت سعدية علي عقب إطلاق سراحها بشكوى ضد موظفي المحكمة الذين قاموا بتعنيفها، مستندة على شهادة طبية مقدمة من قبل مستشفى حكومي، ولكن السلطات القضائية رفضت النظر في القضية. وتصر لجنة مناهضة التعذيب على تتبع تلك القضيتيْن. وحسب تصريحات لمصادر دبلوماسية لوكالة « أنفو سود » للأنباء، فلقد وظفت السلطات التونسية إمكانيات ضخمة من أجل التأثير على خبراء لجنة مناهضة التعذيب الأممية، ولكن من دون جدوى. المصدر: « آفاق » (اخباري- واشنطن) بتاريخ 24 نوفمبر 2007 الرابط: http://www.aafaq.org/news.aspx?id_news=3121


حزب العمال الشيوعي التونسي:  حريات، حريات… لا رئاسة مدى الحياة 

ندوة – نقاش بباريس حول الوضع السياسي والاجتماعي الراهن في تونس

  الجمعة 30 نوفمبر 2007 ابتداء من الساعة السابعة مساء AGECA, 177 rue de Charonne 75011 Paris مترو Alexandre Dumas الخط رقم 2 مترو Charonne الخط رقم 9

 
7 نوفمبر 1987 – 7 نوفمبر 2007: عشرون سنة من الحكم الفردي، من السجن والقمع والاعتداء على الحريات والحقوق الأساسية، من التصحّر الثقافي، من التبعية، من تفاقم البطالة، من تشديد وتيرة استغلال العمال والكادحين وتدهور أوضاعهم الاجتماعية …   تلك هي حصيلة 20 سنة من حكم السابع من نوفمبر الذي رغم فشله على كافة المستويات يعدّ لمهزلة انتخابية جديدة في 2009 تكرّس الرئاسة مدى الحياة وهيمنة الحزب الحاكم على الحياة السياسية في بلادنا.   بهذه المناسبة ينظم حزب العمال الشيوعي التونسي مساء الجمعة 30 نوفمبر 2007 ندوة لنقاش الوضع السياسي والاجتماعي الراهن. البرنامج:   –  من الساعة السابعة إلى الثامنة والنصف: نقاش حول المهام السياسية الراهنة، بمشاركة الرفيق حمّه الهمامي، الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي. – من الثامنة و45 دقيقة إلى العاشرة والنصف: نقاش حول الحركة النقابية والاجتماعية، بمشاركة مناضل من اليسار النقابي (في انتظار التأكيد).   (المصدر: « البديـل عاجل » عن قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 23 نوفمبر 2007)

تونس في 24 نوفمبر 2007 

هيئة تحرير نشرية  » الديمقراطية النقابية و السياسية  » :

    على طول اليومين الماضيين انعقدت الهيئة الإدارية الوطنية و كانت الأجواء فيها ساخنة و طال الصراع حتى مسألة جدول الأعمال و تمكن بعضهم من فرض مسألة الوضع الداخلي بالاتحاد على جدول الأعمال و لكن قرارات الهيئة الإدارية ستكون على ما يبدو مخيبة للآمال في هذا المجال، و لم يسجل إلا مساندة ضعيفة وخجولة للأساتذة المطرودون عمدا من العمل و المضربون عن الطعام .     أما في ما يخص النقطة الرئيسية التي انعقدت الهيئة الإدارية لبحثها خارج إطار كل تمشي ديمقراطي و هي إعادة النظر في النظام الداخلي بدعوى ملاءمته مع النظام الأساسي و بغرض تدعيم الفصول الزجرية فيه ضد النقابيين الديمقراطيين الذين يصرون على التواصل مع الرأي العام النقابي و لا يقبلون أن تقبر قراراتهم و كتاباتهم في اللوائح الداخلية فقد وقع حسمها في الاتجاه المرغوب فيه من البيروقراطية و وقعت البرهنة ، بهذه الطريقة، على أن لا فرق بين شقوق البيروقراطية.  و مما يدل على وعي البيروقراطية النقابية بتمشيها اللاديمقراطي هو أن النقابيين القاعديين و الهياكل الأساسية ستطلع على نتائج هذه الهيئة عبر ما قدمته هي من تصريحات للصحافة و ستندهش من محاولة البيروقراطية تبرير موقفها استباقيا بالزعم بأن الفصول المزمع تنقيحها وقع استشارة النقابات العامة فيها لكي تعرضها على هيئات القرار داخلها قبل انعقاد الهيئة الإدارية  و هو ما لم يقع البتة. و هكذا ففي منظمة جراد / علي رمضان تتخذ القرارات و يحور النظام الداخلي بدون أخذ رأي القاعدة النقابية و ذلك بغرض الحصول على نظام داخلي على مقاس البيروقراطية النقابية ، ثم يطبق على النقابيين لزجرهم و تتذرع البيروقراطية النقابية بأنها تطبق القانون أي قانونها الإقصائي و هذا ليس بغريب عليها.   عن هيئة تحرير نشرية  » الديمقراطية النقابية و السياسية  »   المصدر نشرية  » الديمقراطية النقابية و السياسية  » عدد 56 ليوم 24 نوفمبر 2007      Liens : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p/     http://groups.google.com/group/democratie_s_p/

 

محادثات تونسية مغربية لتعزيز التعاون الثنائي في مجال النقل

 
تونس ـ وكالات: بحث رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي الجمعة سبل تعزيز التعاون بين بلاده والمغرب مع كريم غلاب وزير التجهيز والنقل المغربي الموجود حاليا بتونس في زيارة عمل تنتهي اليوم السبت. وقال الوزير المغربي عقب هذه المحادثات إنه استعرض مع رئيس الوزراء التونسي تطور التعاون بين البلدين في مجال النقل بمختلف انماطه، وذلك بعد التوقيع علي اتفاقية تونسية ـ مغربية في مجال النقل الجوي. ودعا الي ضرورة تفعيل اتفاقية النقل البحري الموقعة خلال شهر آب/اغسطس الماضي بين البلدين، من خلال تشجيع شركات الملاحة البحرية في البلدين علي فتح خط نقل بحري مباشر بين موانئ التونسية والمغربية بما يعزز القدرة التنافسية للبضائع المتبادلة ويقلص من تكلفة النقل. وكان الوزير المغربي وقّع الخميس مع نظيره التونسي عبد الرحيم الزواري علي اتفاقية جوية تستهدف تطوير الإتفاقية الموقعة بين البلدين عام 1958، بحيث تأخذ بعين الاعتبار التطورات التي شهدها قطاع النقل الجوي علي ضوء تحرير النقل الجوي غير المنتظم والشحن الجوي. وشدد الوزيران التونسي والمغربي علي اهمية تفعيل اتفاقية تقاسم الرموز التي تؤمن تسهيلات اضافية للشركتين الجويتين التونسية والمغربية، وخاصة منها تلك المتعلقة بتنسيق مواعيد وبرمجة الرحلات وتوحيد انظمة تحفيز المسافرين. كما اتّفقا علي دعوة اللجنة البحرية المشتركة التونسية ـ المغربية الي عقد اجتماع لها لبحث سبل تطوير النقل متعدد الوسائط ووضع وتنفيذ برنامج تعاون في مجال النقل البحري واستغلال الموانيء البحرية التجارية، ومحطات الحاويات، الي جانب سلامة الملاحة البحرية وأمنها.   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 24 نوفمبر 2007)
 

 

تونس تتطلع لرفع الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 1.48 مليار دولار

 
تونس (رويترز) – قال محمد الغنوشي رئيس الوزراء التونسي يوم السبت إن بلاده تتطلع الى زيادة الاستثمارات الخارجية المباشرة في بلاده بنسبة 8.5 بالمئة خلال 2008 مقارنة بالعام الحالي لتبلغ 1.8 مليار دينار (1.48 مليار دولار) لخلق مزيد من فرص العمل. وقال الغنوشي الذي كان يقدم بيان الحكومة عن مشروع ميزانية الدولة لعام 2008 امام البرلمان إن الحكومة « تتطلع الى ارتفاع الاستثمارات الخارجية المباشرة الى 1800 مليون دينار. » واضاف الغنوشي ان « اهداف 2008 تتمثل في تثبيت نسق النمو المحلي الاجمالي في حدود 6.1 بالمئة بالاسعار القارة واستحثاث نسق الاستثمار بنسبة 8.5 بالمئة. » وقالت تونس العام الماضي انها تتوقع ان تجتذب استثمارات بقيمة مليار دولار. وبلغت الاستثمارات الخارجية المباشرة منذ بداية هذا العام وحتى نهاية سبتمبر ايلول 823 مليون دولار. وتهدف تونس الى تحفيز الاستثمار في قطاع تكنولوجيا المعلومات والخدمات لتسريع النمو بخلق مزيد من فرص العمل لخريجي التعليم العالي في بلد يبلغ فيه معدل البطالة 13.9 وفقا للارقام الرسمية. وقال الغنوشي ان حكومته تهدف الى خلق 80700 فرصة عمل جديدة خلال العام المقبل.   (الدولار يساوي 1.216 دينار تونسي)   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 24 نوفمبر 2007)


أخبار قصيرة من الموقف

 

أربعينية النافع

تنظم حركة التجديد تظاهرة بمناسبة أربعينية المناضل الوطني والتقدمي الفقيد محمد النافع، وذلك يوم الأحد 25 نوفمبر 2007 بدار الثقافة المغاربية « ابن خلدون » ابتداء من الساعة العاشرة صباحا.

وتشتمل هذه التظاهرة على معرض وثائقي عن حياة الفقيد وكتاباته وشهادات ممن عرفوه.

 

يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني

دعت جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي إلى ندوة بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يلقي خلالها الأستاذ محمد لزهر العكرمي مداخلة بعنوان فلسطين : الخلافات الداخلية ومشاريع التسوية يوم السبت 24 نوفمبر 2007 على الساعة الثالثة والنصف بمقر الجامعة بنهج بلجيكا.

 

مكافأة نهاية الخدمة

منذ تعيين الوزير الحالي على رأس وزارة الخارجية، تمتع عدد من الإعلاميين الذين قدموا خدمات جليلة بمكافآت من وزارة … الخارجية. ومن هؤلاء المذيعة السابقة هدى بن عثمان التي عُينت منذ فترة طويلة فاتقة في سفارة تونس ببروكسيل ورئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزة مصطفى الخماري الذي سُمي سفيرا في سيول وهو لا يعرف اللغة الإنكليزية، لغة التخاطب الرسمية هناك، والصحافي السابق في جريدة « لورونوفو » محمد … الذي عُين عضوا في البعثة التونسية لدى منظمات الأمم المتحدة في جنيف، ثم موظفا ساميا في وزارة الخارجية.

 

ثالث سفير

السفير التونسي الجديد لدى بلجيكا السيد عبد السلام حتيرة هو ثالث سفير يُعين في بروكسيل في أقل من سنتين إذ أعفي السفير الأسبق السيد محرز بالرحومة من منصبه لأسباب تتعلق بما اعتُبر تقصيرا إزاء أشخاص زاروا بلجيكا، وهم ليسوا مسؤولين رسميين. ثم عُين السيد فيصل الإخوة في مكانه، لكن تمت تنحيته للسبب نفسه بعد أشهر قليلة … وقبل أن يتمكن من تقديم أوراق اعتماده للسلطات البلجيكية. نتمنى ألا ينطبق المثل الفرنسي « لا ثانية بدون ثالثة » على خلفهما.

 

الوحيدة

« تميزت » صحيفة « الصريح » بكونها اليومية الوحيدة « المستقلة » التي اكتفت بنشر وجهة نظر الحكومة من إضراب الأساتذة الجامعيين ولم تكلف نفسها عناء كتابة سطر واحد عن موقف النقابة. أليست الصراحة تقتضي انحيازا صريحا لا غبار عليه.

 

(المصدر: صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس) العدد 428 بتاريخ 23 نوفمبر 2007)

 

للخروج من الضباب والحلقات المفرغة

 
د.منصف المرزوقي   نحن نعيش زمنا قد يوصف يوما بأقذع الأوصاف ، اللهم إلا إذا شاءت سخرية الأقدار أن يعتبر عصرا ذهبيا، إذا ما كان الذي ينتظرنا وخاصة ما ينتظر الأجيال المقبلة بدرجة من الفضاعة لا نتصورها .وفي كل الأحوال ،لو حدث هذا لما كان إلا حصادا  لبذور مسمومة زرعت في هذا العهد المشموم  وقبله في عهد سلفه غيرالصالح . نعم إنه زمن  مشؤوم  بكل المقايسس. على صعيد الأمة،  من كان يتصور من جيلي أنه سيعيش ليرى الفلسطينيين  يسلمون أنفسهم للصهاينة خوفا من الوقوع في يدي فلسطينيين ؟ من كان يتصوّر ما سيحدث للعراق وللبنان ولكل أقطار الأمة الواقعة اليوم تحت احتلال داخلي  يسهر على تواصله ولاة يحميهم الاستعمار القديم . على صعيد الشعب، من كان يتوقع أن تحكمنا في تونس وفي بداية القرن الواحد والعشريين دكتاتورية بمثل الحقارة والعنجهية والفساد واللاكفاءة  كالتي تتحكم في رقابنا اليوم ؟ من كان يتصور أن بوسع رئيس عصابة أن يستولي على دولة خير الدين وأن يوزع كبير الجلادين جوائز حقوق الإنسان في يوم 10 ديسمبر ، أو أن يواصل ملك سوقي  السخرية منا بالاحتفال بخمسينية جمهورية لم توجد يوما؟ من كان يتصور في بداية التسعينات أن الكابوس سيتواصل إلى اليوم …أنه لا بصيص من الأمل والرجل مستعد هو وعصابته للعب مسرحية الانتخابات التعددية في 2009 … والمعارضات تتفكك وتتلاشى والشعب مستقيل كثر من أي وقت مضى. وفي مثل هذه الظروف العصيبة يتضح المعدن الحقيقي للرجال والنساء . فإما الاستقالة والاستسلام المشروط وغير المشروط – وليست المعاذير والمبرررات هي التي تنقص-  أو العض على النواجذ والمواصلة مهما كانت المصاعب. لكن كيف نتلمس الطريق والضباب يحف بنا من كل الجهات * ربما ليست الطفرة الإعلامية بالإيجابية التي نتصور . فعندما تتعالى الأصوات الناعقة ويتدخل في السجال أخصائيون في المغالطة والتزييف يعملون من داخل غرف عمليات بإمرة إخصائيين في العلوم الاستخبارية ، فحتى  المرء المحصن يصاب بالدوران وتختلط عليه الرؤى والأوراق …فما بالك بالمواطن العادي . في هذه الحالة يجب التوقف وسد المنافذ على السيل الجارف من الصراخ واعتباره مظهرا من مظاهر الأزمة وليس في أي حال من الأحوال وسيلة لحلها . ثم يجب طرح السؤال: ماذا يجري هنا وما معنى كل هذا الصخب ، كل هذا الضياع ، كل هذا الدوران في نفس الحلقة المفرغة ، ما هذا العجز؟ لقائل أن يقول  قد لا تفعل سوى إضافة صوت لجوق الأصوات ….قد يكون،  وقد يكون أيضا أن بقدرة الناس لحسن الحظ التمييز بين الغث والسمين… بين الصادق وبين مفتعل الصدق . كل أملي أن يشرفني قرائي ، كثيرون منذ أكثر من ربع قرن، بثقتهم  في أنني لا أكذب عليهم ولا أنافقهم ولا أخفي عنهم شيئا ولا أريد استعمالهم،  وإنما أنني أبحث معهم ومن أجلهم عن مستقبل  لهذا الوطن الذي سرقه منا اللصوص . إذن الضرورة الأولى أن تكون لنا خارطة ذهنية للساحة السياسية حى نفهم أين نحن وما الذي يجري فيها بالضبط . لنستعرض الفرقاء في المأساة الهزلية أو التراجدية المضحكة التي حكم على تونس بالعيش فيها منذ وصول الملك أبو للسلطة في بلدنا . *   ثمة هم ونحن .   1-هم  أي  عصابات حق عام  تقودها عائلتان فاسدتان مفسدتان : عائلة بن علي وعائلة الطرابلسي، وهذه العصابات التي قد لا تفوت مئة شخص على أكثر تقدير،  استولت على مقاليد  دولتنا ،أي على جيشنا ، و شرطتنا  و قضائنا ، وإدارتنا ، و خزينتنا  و تستعمل كل هذه الأجهزة لحماية تسلطها واستبدادها وعمالتها للخارج واستنزاف خيرات الوطن ورمي المجتمع في مستنقعات  الفقر واليأس والتجهيل. 2- نحن أي  الأغلبية الساحقة  من التونسيين ، داخل الدولة وداخل المجتمع المدني وداخل المجتمع،  الذين يشاهدون استفحال المنكر وهم عاجزون لحد الآن عن إنقاذ وطنهم وشرفهم . ونحن  نتوزع إلى حد الآن إلى  ثلاثة عائلات.   1- المستقيلون الذين يمارسون سياسة النعامة بقيمهم المعروفة  » اخطا راسي واضرب » و » ارقد لهم في الخطّ » و » آش نجم نعمل  » الخ . لهؤلاء ليس لي ما أقول باستثناء الله يفرج عليكم .   2- التطبيعيون الذين يريدون تطبيع العلاقة مع العدو الاستبدادي انطلاقا من كونه قوة لا تقهر وكوننا ضعفاء الخ . في الواقع هم ينقسمون إلى قسمين .   التطبيعيون الاستسلاميون وهؤلاء ألقوا بكل أسلحتهم تحت رجلي العصابات وطفقوا يكتبوا لهم وعنهم رسائل  الغزل أملا في غفران ما زلّت به ألسنتهم يوما … وطمعا في بعض الفتات. مهمة هؤلاء الوحيدة تصريف فعل نطالب بالإصلاح  ولذلك أسميهم الطلبة بمعنى المتسولين، أيديهم ممدودة إلى الأمام ورؤسهم منكسة إلى الأرض : يا كريم متاع الله شوية إصلاح يرحكم بوك. لا أريد أن أناقش هؤاء الناس الذين صادروا لأنفسهم كلمات الوسطية والاعتدال والتسامح والعقلانية فالكل يدرك أنها مثل كلمات الديمقراطية وحقوق الإنسان في فم الدكتاتور . ما أقوله  ليواصلوا استجداء من لا يلتفت لهم ولا يكلف نفسه حتى بأن يرمي لهم عظما فسيدهم  هو أكبر معاقب لهم  .   ثمة التطبيعيون المحتشمون. هؤلاء ما زالت فيهم بقية حياء  حيث  يطالبون منذ  عقدين بحرية الراي وحرية التنظم وإطلاق سراح بعض السجناء فكانت النتيجة التي نعرف بل ولا ينكر أحد أنهم قدموا الكثير من التضحيات . المشكلة هي أن هذه التضحيات تذهب سدى لأنها لا توظف من أجل التقدم كبديل حكم  واستنهاض الشعب  لينخرط في عملية مبرمجة لتصفية النظام الاستبدادي وإنما  كمحاولة لإصلاح نظام فاسد بالأساس.   أذكر أنني قلت عن النظام أنه » لا يصلح ولا يصلح » صيف 2000 في مقابلة هاتفية من بيتي المطوق بأربع سيارات بوليس  مع  قناة تلفزيونية قلبت للقضية ظهر المجن . شاعت هذه المقولة من الخليج للمحيط ، لكن مرتزقة النظام اكتشفوا أن أحسن طرق مقاومتها التهكم عليها . لكن ما فاتهم أن يقولوا لنا كيف اثبتت السبع سنوات الأخيرة كذبها . هل « إصلاح  » الدستور سنة 2002، وإصلاح  المجلة الجنائية ب » قانون الإرهاب » لسنة 2003 ، وتكثيف القمع ، وتعميق القطيعة مع أكثر القوى السياسية انبطاحا جزء من الإصلاحات العظيمة التي تثبت عدميتي وجذريتي وراديكاليتي الجوفاء؟   القاسم المشترك بين النوعين  من التطبيعيين  رفض الاعتراف بالخاصية التي تعمي الأبصار لهذا النظام وهو أنه على امتداد عقدين من الزمن لم يتوقف لحظة عن القمع ،أنه يزداد كل يوم  وشراسة وفسادا، معرضا عن كل مطالب الإصلاح والمصالحة ، بل أن حقارة أساليبه  ضد المعارضين لم تصل لمستوى الانحطاط الذي وصلت إليه هذه الأيام. على فكرة اسألوهم إن كانوا يعرفون التاريخ  من أصلح، ومع من تصالح هتلر وموسوليني وستالين وتشاوشسكو وعيدي أمين  ومنجستو وصدام حسين وترويخلو  أو آخر الشلة ولد الطايع  ؟   وفي كل الحالات  أقول للتطبيعيين المحتشمين أو عديمي الحياء   – وأنا لا أناقش أو أحاجج – ساوموا لمصالحكم الشخصية أو الحزبية ما عنّ لكم ،لكن ليس لكم الحق في التصرف في حقوق غير قابلة للتصرف  هي حق التونسيين في اختيار من يحكمهم وفق  قوانين الديمقراطية ،وحقهم في الكرامة،وحقهم في أموالهم العامة والخاصة ، وحقهم في الحريات الفردية والجماعية … وليس بالقطرة قطرة وحسب جدول زمني يتحكم فيه الفاسدون وإنما دفعة واحدة،  لأنه لا ديمقراطية بنصف استقلالية قضاء وربع حرية صحافة وخمس حرية انتخاب تطورها السنين . كفى من هذا الغباء ومن هذا الاستغباء دفعنا له ما يكفي من الثمن. نعم  هذه حقوق ليس لكم أن تبيعوها في مقابل جوازات  سفر وإطلاق سراح سجناء أو ترخيص لحزيب أو لصحيفة أو مقاعد موعودة في شبه برلمان. هذا الشعب له حقوق غير قابلة للتصرف وسيوجد داخله من يبقى رافعا لواءها إلى آخر نفس وإن سقط اللواء تحت أرجل الراكضين للفتات فسيوجد من يرفعه مجددا إلى أن يتجمع حوله شعب يبدو اليوم وكأنه أراد الممات ، لكنه شعب قد يفاجئ  كل من احتقروه طيلة هذه السنين .   3- المقاومون   لن أنجح في إقناع من اختاروا الاستقالة لأنهم وازنوا بين خسائر الاستكانة وأخطار المسؤولية فخيروا الأولى على الثانية .  ليعلموا أنهم لن يجدوا في آخرة الطريق إلا المرارة  والإخفاق لن أقنع أحدا من الذين اختاروا التطبيع مع الاستبداد لأنهم يدافعون عن مصالح وراء قناع الدفاع عن مبادئ  فليذهبوا في طريقهم فليس في نهايته إلا الاخفاق والمرارة لكنني أريد أن أقنع من اختاروا المقاومة المسلحة  وهم أكثر مما نتصور.   إن تونس معروفة  ب »اعتدال « شعبها  ، بل ويذهب بعض غلاة البورقيبية الذين  نادوا بخصوصية « الأمة التونسية » إلى حد اعتبار هذا » الاعتدال » خاصية بيولوجية تفرّقه عن الشعب الجزائري المتهم ضمنيا   » بالتشدّد  » وحتى بالدموية والوحشية لسرعة التجاءه للعنف لتصفية مشاكله مع إرهاب الدولة. ما فات أصحاب نظرية الاعتدال الفطري عند الشعب التونسي أنه اعتدال فرضته الجغرافيا وليس الجينات الطيبة لشعب يريدونه دون التصريح بالأمر أكثر تحضرا من الشعب الجزائري. فتونس بلد صغير، وأرض مبسوطة سواء كانت سهولا أو صحاري،  لا يكاد يوجد فيها أنهار واقية أو جبال عالية أو غابات مترامية الأطراف يسهل فيها الاختباء وتنظيم حرب عصابات كما هو الحال في الجزائر. ويسكن شعبها مدنا صغيرة وقرى متفرقة يسهل على أي قوة تطويقها وإركاعها في ساعات معدودة.   هذا العامل الموضوعي هو الذي فرض على شعب أعزل مواجهة قوى الاستبداد الخارجي والداخلي بستراتجيات استبعدت الالتجاء للسلاح إلا في أندر الحالات ولفترة بالغة القصرإذا سدت كل الأبواب . ولو تأملنا طريقة تعامل الشعب التونسي على مرّ العقود مع أنظمة الاستعمار الخارجي والداخلي لاكتشفنا ثباتا في مواقف تتمحور حول خيارين أساسيين. الأول هو التعاون مع المحتل الأجنبي أو المحلي وتاريخ تونس حافل ب »مآثر  » من يسميهم الشعب القوادة، ولهم أقوالهم المأثورة التي يمجدون فيها الجبن والاستكانة لصاحب الأمر. أما الخيار  الثاني  فيقول  بإدارة الظهر للظالم  القهار  والتعامل معه كما مع  الموت ،أي  كشرّ يجب تناسيه والعيش كأنه غير موجود.   هذا الطرف  هو الذي نمى مقاومة سلمية  يمكن وصفها بالسلبية منها رفض التعاون مع المستبد ،واعتماد التقية بخصوص المشاعر الحقيقية، والانكفاء على الشأن الخاص، وممارسة التخريب في كل ما يتعلق بالشأن العام بالتقاعس في العمل وتعويم إرادة السلطة في بحر من التبلّد المقصود  واللامبالاة المتقنة  والحماقة المفتعلة  والجهل المدروس. أحيانا تركن  المقاومة السلبية- خاصة عندما يضعف المستبدّ- إلى بعض الجرأة كما هو الحال اليوم في بلادنا بوضع شارات التباين معه مثل إطلاق اللحي ووضع الخمار.   للأسف بقيت المقاومة السلمية الإيجابية محصورة في جيوب وأشخاص موزعين داخل كل التنتظيمات ، لكن إلى حد الآن دون جدوى كبيرة .   في مثل هذا الجوّ ، اللجوء إلى السلاح حماقة ، لا لشيء إلا لأنه لن يؤدي إلى النتيجة المرتقبة إي تحرير تونس من حكم العصابات ولكن على العكس سيدعم قوتها وهي تستغل  » انخرام الأمن » لمزيد من إحكام القبضة ومزيد من التبعية للخارج ومزيد من الظلم الذي سيدفع مجتمع أعزل ثمنه الباهظ . إن أخشى ما يجب أن نخشاه هو أن أن تكون الخانات المخابراتية هي التي تأتي يوما لحلّ  اختراع إرهاب تسيره لكي تربح فرصة  جديدة . فلا أكثر ابتذالا من هذه الستراتيجيا التي يعرفها كل من درسوا تاريخ الأنظمة الدكتاتورية وآلياتها في الحكم .   ماذا يبقى من حل؟   المقاومةالإيجابية  السلمية التي أكرّر، وسأبقى أكرر، أنها الحل الوحيد للخروج من الضباب والحلقات المفرغة .   السؤال المطروح  منذ سنوات: لماذا هذه المقاومة السلمية المدنية ؟   تكلفت الأحداث بأكثر من ردّ بليغ : لأنه لا مجال للمعارضة القانونية  في ظل النظام  الاستبدادي العربي وخاصة في تونس ، إلا إذا كانت مزيفة أو مهادنة…لأن مثل هذا النظام يريد لها أن توجد كشاهد زور وأن  تعمل  داخل  أضيق حلقة تحت أشدّ  الحراسة … لأنه يقايض وجودها بعدم  المساس  بخطوطه الحمر وأهمها التداول والحال أنه بيت القصيد … لأنها أصبحت بقبولها  عدم المساس بشرعية الاستبداد  تدور في نفس الحلقة المفرغة من العجز والمهانة منذ عقدين . ثم جاءت الأحداث الأخيرة بردّ الردود : لأنه في غياب المقاومة السلمية ستؤول الأمور حتما إلى المقاومة المسلحة بكل تداعياتها السلبية .   فالخيار اليوم  للانتهاء من أنظمة تسوقنا كل لحظة  نحو فوضى مطلقة تعمّ شيئا فشيئا كامل أرجاء الوطن العربي  هو بين المقاومة السلمية والمقاومة المسلحة بعد أن أغلقت أنظمة غبية على نفسها وعلينا كل أبواب إصلاح حقيقي .   بديهي أنه  لا يكفي أن نطلق شعارا لكي يتحقق من ذاته  وأن علينا أن نفكّر لا فقط في تبرير الخيار وإنما خاصة في جعله واقعا وإلا أفسحنا المجال للخيار الآخر الذي  نرفضه لمعرفتنا .بما بعنيه من تجدد الاستبداد.   السؤال المحوري إذن هو : كيف نفعل هذا الشعار؟   هناك أربعة شروط رئيسية بدأت تتجمع ببطء ويجب أن نسارع ببلورتها لكي تنفجر المفاعلة التي نريدها,   1-بلورة  الرؤيا السياسية هذه الرؤيا الواضحة تعتمد على مسلمات  أننا شعب تحت الاحتلال الداخلي ، صادرت دولتنا عصابة حق عام يجب أن ترحل وأن لا تتجدد من الداخل إذا مات رئيسها … أننا لسنا طرفا في « إصلاح  »  الدكتاتورية وإنما طرفا في اجتثاثها …أننا نرفض اللعب داخل ساحتها الضيقة والمشاركة وتشريع انتخاباتها المزيفة… أن حقوقنا كشعب غير قابلة للتصرف …أنها لا توهب من طرف بطل تغيير جديد وإنما تفتك …أنها لا تعطى قطرة قطرة وفق مزاج من يحكم …أن المطلوب إصلاحات جذرية في إطار عقد سياسي جديد يعيد صياغة العلاقة بين الدولة والمجتمع .   2-بلورة  الهدف إعلان النظام الجمهوري وبناء النظام الديمقراطي  وتصفية آثار الاستبداد عبرالإطاحة بالدكتاتور …منع تجدد الكتاتورية في إطار مهزلة جديدة يشارك فيها الطامعون والانتهازيون لتأبيد استبداد أكثر تهذيبا …استرجاع الأموال المنهوبة …محاسبة المجرمين…تعويض الضحايا… حلّ البوليس السياسي … إرجاع الشرعية للدولة والكرامة للمواطن .   3-بلورة  الوسائل  : – الرفض المطلق للمشاركة في أي نتخابات صورية. –       الانخراط في كل عمليات المقاومة السلمية مروررا من  الكتابة على الحيوط ، رفع الأعلام على البيوت المقاومة ، وضع شارات الحداد ،  تحريك الجامعة والنقابات والشارع وتنسيق التحركات قاعديا والدخول في إضرابات قاعدية  إلى إعداد الإضراب العام بشعار واحد : نهاية حكم الطرابلسية وبن علي . –        4-بلورة  القيادة :  لم يوجد شعب انتفض بشيء من النجاح إلا وكانت له قيادة يحترمها وتمثله . الطبقة السياسية  التونسية تمنع قيام هذه القيادة لأسباب شخصية ( أنا أو لا أحد) ،ولأسباب تنظيمية ( وجود أحزاب معترف بها تريد الحفاظ على رقعة المنديل الذي تلعب فيه وأخرى غير معترف بها  ليس لها ما تخسر)  ولأسباب سياسية ( الصراع بين  يريدون أنفسم تدريجيون عقلانيون سياسيون  ومن يوصفون بالانفلاتيين المغامرين )   كل هذه العوامل هي التي أفشلت مخططات وحدة المعارضة في 1997 و2000 و2002 و 2003 وتمخضت عن فأر 18 اكتوبر الذي تحول في سنتين كما كان متوقعا من  فأر إلى  فؤير.   آخر محاولة ستقع هذه السنة ، لكنني أشك كثيرا في نجاحها رغم أنني سأبذل قصارى الجهد لإنجاحها. وإذا فشلت المحاولة في تكوين مجلس وطني للمقاومة وتدافع القوم لانتخابات مشينة لمكاسب شخصية وحزبية سنة 2009  وعدم حصول تغيير فعلي من داخل الدولة على طريقة موريتانيا ،  فتونس ستكون أكثر من أي وقت مضى على كف عفريت .   آنذاك  لا يبق كآخر أمل إلا أن يتقدم  جيل جديد من القادة  من داخل الدولة وداخل المجتمع لإنقاذ الوطن،  ليس فقط من دكتاتوريته وإما أيضا من المتسولين  و » المصلحين » وبقية مظاهر العجز والاحباط.   وأخيرا يعيّروني بالعنترية،  ما فاتهم أن التاريخ حفظ اسم عنترة كنموذج وقدوة  ولم يحفظ أسماء من تهكموا عليه ولا حتى اسم من صرخ فيه كرّ وأنت حرّ   لا أحد أصبح حرّا وهو يفرّ أقول اليوم لكل تونسي كـرّ وأنت حُـرّ

بسم الله الرحمن الرحيم

ردّ على جواب

 
علي بن عرفة  
الدكتور عبد المجيد النجار  السلام عليكم ورحمة الله لقد اطلعت على جوابك على رسالتي، فوجدتك في قوة مفرداته ومتانة اسلوبه، ولكنني افتقدتك في مضمونه، وقد عهدتك هادئا منصفا، ومترفقا باخوانك وان سبق منهم ما لا يسرك.    وفي البداية انني  اعتذر اليك عما بدا لك في رسالتي من قبيل السخرية مما لم يكن من مقصدي او غايتي، غير انني قد لا أكون وفقت في التعبير عن حزني العميق وانا أراك تعتمد الحيادية الصارمة في تشخيص واقع البلاد. وقد كان يسرني ان يصدر ذلك التشخيص من محلل سياسي لا علاقة له ببلادنا اوقضيتنا، فنكون قد كسبنا على الأقل اعترافا بغياب الحريات في البلاد، أما وقد صدر عن قيادي في النهصة، فهي شهادة ثمينة لصالح السلطة، ستستثمرها في الترويج لنجاحاتها واستمرار نفوذها، اذ الحق ما شهد به الاعداء، وما حديثك بعد ذلك عن غياب الحريات- بالنسبة للسلطة- الا حديث مغرض، لمعارضة ارهابية لا مصداقية لها.   وأتساءل لماذا لم تبادر السلطة ولو مرة واحدة طوال تاريخ حركة النهضة، لذكر حسنة واحدة للحركة؟ فهل نحن  – منذ بداية التسعينات على الأقل- في نظر السلطة، أكثر من حركة ارهابية، لا فرق بينها وبين طالبان او الجماعات الاسلامية المسلحة؟ – رغم انفرادها بهذا الطرح الذي لا يقرها عليه  حتى حلفاؤها-  لقد كان بالإمكان أن اتفهم خطابك لو انه استبق احتفال النظام بالذكرى العشرين لاغتصابه السلطة، على امل ان يطلق سراح المساجين مثلا، ولكنني بعد انقضاء هذه المناسبة، دون تحقيق الحد الأدنى من الأمال التي اعتقد البعض انها لا تكلف السلطة كثيرا،لا أجد لخطابك مبررا أو مسوغا معقولا،  خاصة وان السلطة اسفرت عن نهجها – القديم الجديد- في اتباع سياسة الاقصاء، وهو ما بدى واضحا في خطاب برهان بسيس ووزير العدل، وكل الحوارات السياسية التي بثتها القناة التونسية مؤخرا، لتؤكد مجددا، ان شيئا لم يتغير في طريقة التعاطي مع الحركة الاسلامية، بل ان السلطة تتجه نيتها الى احياء رفات حادثة باب سويقة لتكرار معزوفة الارهاب، والعودة بالحركة الى المربع الأول. واما فيما يتعلق بقضية الحجاب فقد أكد الوزير ان الموقف التونسي يتأسس على قراءة اسلامية تونسية، جذورها ممتدة في الفقه المالكي واجتهادات ابن عاشور، وبالتالي ليس من المنتظر على المدى المتوسط، تطورا يذكر في هذا المجال، لتستمر معاناة التونسيات في المعاهد ومواقع العمل والمؤسسات العمومية بالاضافة الى الحملات الدورية في الشوارع لملاحقة المحجبات كلما دعت الحاجة لتوتير الوضع في البلاد من أجل تشديد القبضة الامنية، والهروب من استحقاقات سياسية باتت ضرورية. واما ما أشيع عن وهم الاعتراف بحزب اسلامي على مقاس السلطة لشق الحركة، وليكون كغيره مجرد ديكور ديمقراطي، بعد اقصاء القيادات الشرعية، فإن وزير العدل قضى على كل أمل في تقنين الوجود الاسلامي، بعد ان اعتبر وجوده قدحا في اسلام الشعب التونسي.   هذه المواقف وغيرها ليست هزلا او هراء، جاءت على لسان أبواق السلطة والمتحدثين باسمها تزلفا، وانما هي تصريحات وزير مسؤول في حكومة لطالما تجاهلت المعارضة وموضوعات الاسلاميين ( مساجين – حجاب – حزب اسلامي )، مما يؤكد وضوح الرؤية عند السلطة، والعزم على المبادرة بالهجوم على خصومها بدلا من الغياب او الدفاع السلبي الذي يقوم به أمثال الصغير وبسيس.   ففي مقابل ماذا تمنح السلطة شهادة مجانية في الإنجاز ؟ ونحن الذين اكتوينا بنارها، ولا أمل لنا انطلاقا من منهجها وسياساتها في الوجود القانوني. لقد جندت الدولة آلة اعلامية ضخمة للترويج لمنجزاتها، وخصصت وكالة للإتصال الخارجي لملاحقة المعارضين في الخارح وتشويه صورتهم، ولا تكاد النهضة تنتهي من قضية ينصفها فيها القضاء الأروبي ضد وسائل الاعلام المأجورة، حتى تواجهها أخرى، ضد من استطاع الاستبداد ان يشتري ذممهم برشاوى مرتفعة من المال العام. فهل يعقل ان ننخرط  – دون علم – في  مشروع السلطة لتلميع صورتها والاعتراف لها بإنجازات؟   قلت عني أنني  » ثنيت بتقويل ما لم يقل، والزام ما لم يلزم ( مثال العناية بالمعوقين) واعتقد انك تشير في هذا لما ذكرته عنك في رسالتي من أنك « أقررت بتقدم تونس عن فرنسا في العناية بالمعاقين »  وقد كان هذا القول مستخلصا مما ورد في مقالك حيث قلت: ( في قريتي النائية كما بلغني الخبر مركزلتأهيل الأطفال المعاقين يملك حافلتين تجلبان الأطفال من على بعد عشرين كلمترا صباحا لتعود بهم مساء، وقد حفيت قدماي أشهرا طوالا لأجد في باريس بشق الأنفس مأوى لأبني المعاق؟)    فهل أخطأت في ذلك؟  وهل يرقى خطئي – ان حصل – في أسوء حالاته، لأكثر من خطأ في الاستنتاج مما ورد في مقالك؟ فلماذا استخدام مصطلح  الكذب حتى ولو كان بين قوسين، وقد علمت أنني من قوم كرام، الصدق في طبعهم رجولة قبل ان يكون دينا يتدينون به ؟ لقد آلمني ان يوجد في حوارنا هذا المصطلح، وأنت من أنت وأنا من علمت، وقد اصطفيتك والاخ الهادي بريك دون كل اخواني بالكتابة اليكما عبر الانترنات،  لثقتي اللامحدودة، أن الحوار معكما لن ينزلق  في كل الأحوال الى هذا السقف.   أما حديثك عن  » ضيق الوعاء عن تحمل الشدائد وضغوط الأحداث » فإنك الوحيد الذي أراه يستعمل هذا الاتهام في وجه أصحاب المربع الاسود، وقد جرت العادة انهم هم الذين يتهمون مخالفيهم بالعجز عن تحمل الشدائد، وضريبة النضال والتضحية، وانني معاذ الله ان أقول ذلك عنك او عن غيرك، ولكنني قصدت القول، ان هذا الوصف في غير محله.   أما حديثك عن  » طراوة العود في فقه الموازنات »  فانني أقر لك بالسبق في هذا المجال فهو ميدان اشتغالك، ولكل فرد مجاله الذي يسره الله له، بحسب ما من به عليه من قدرات، غير انك لست وحدك داخل الحركة من أمكنه الله من امتلاك ناصية هذا العلم، وقد خالفك في طريقة التعاطي مع السلطة جمع من قادة الحركة السابقين واللاحقين، منهم شيخنا راشد الغنوشي حفظه الله، وحمادي الجبالي وعلي لعريض وعبدالله الزواري والمنصف بن سالم ووليد البناني و وعامر لعريض وعبدالكريم الهاروني وغيرهم كثير، فهل مخالفتهم لك يعود لطراوة عودهم في فقه الموازنات ؟ وان كان لك سبق على بعضهم في الدراية بهذا الفقه، فانه لا فضل لك على أحد، في فهم الواقع وتنزيل السياسات المترجمة للاولويات، وما بين النظرية والتطبيق بون شاسع. وان كان قد ترجح لدى أحد قادة الحركة من فقه الموازنات ما لا يعلمه اخوانه، فقد وجب ان يترفق بهم توضيحا وتعليما وترشيدا، ولا يحملهم على ما استقر عليه رأيه حملا، من خلال فرض الأمر الواقع عليهم، غير مبال باليات العمل الجماعي، لأن في ذلك فتنة تهدد وحدة الجماعة وهي من الاولويات المعتبرة، كما لا يجب ان يمتحن صبر اخوانه فيعرضهم للخطأ في حقه على كره منهم، وقد كان في الحوار والتشاور غنى عن كل ذلك.   لقد استقر في ذهن ابناء الحركة وقياداتها منذ بداية التسعينات مطلب الحريات كأولوية، وكان للحركة فضل السبق في طرح هذا المطلب في الساحة الوطنية، وقد أخطأت الحركة في تجاهل قيمة التنسيق مع قوى المعارضة، فانفرد بها نظام القمع  بتواطئ انتهازي من قبل بعض قوى اليسار الاستئصالي، فخسرت البلاد قوة رئيسة، كانت الى جانب الاتحاد العام التونسي للشغل تمثل املا في احداث قدر من التوازن في مواجهة تغول الدولة، الذي يستهدف دفاعات المجتمع.  وبعد عشرية ونصف، تغير الوضع في البلاد، وانعزلت السلطة في مربع الفساد والاستبداد، وبدأت قوى المعارضة الرئيسية تراجع سياساتها السابقة التي ادت الى اختلال ميزان القوى بالكامل لصالح الدولة، وعزمت على تعديل سياساتها وتصيحيح علاقاتها بعد ان اكتشفت ان الحرية كل لا تتجزأ، فتأسست حركة 18 أكتوبر،  لتمثل أملا للتونسيين في توحيد جهود النضال والمقاومة، من أجل وطن يتسع للجميع دون استثناء او اقصاء، فهل يعقل بعد كل ذلك، ان يتجاهل الاسلاميون هذه التطورات في الساحة الوطنية؟، ويتنكبوا عن طريق توحيد جهود المعارضة لتعديل ميزان القوى، من اجل فرض اصلاحات جوهرية لتطوير الحياة السياسية في البلاد، بما يناسب تطلعات وآمال الشعب التونسي ؟ ويضربوا عرض الحائط بكل الجهود التي بذلت لعزل السلطة، والتقريب بين قوى المعارضة الوطنية ، ليستبدلوه بخطاب استجدائي لنظام جرب أكثر من عشرين سنة، فأثبتت التجربة انه عاجز عن الانفتاح او تحقيق الحد الادنى من الانفراج الذي يبشر بأمل في خطوات جادة على درب التحرر من هيمنة الحزب الواحد وحكم الفرد؟   ان نظم الفساد والاستبداد عبر التاريخ، لا تمنح عطايا تحد من هيمنتها وسيطرتها ومكاسبها ، بل هي تكره على الاصلاح كرها، لانه لا مصلحة لها في اعلام حر، ومعارضة جادة، ونظام قضائي مستقل، ومجتمع مدني قوي. والخوف كل الخوف، ان يتكرر خطأ تجاهل دور المعارضة ووحدتها، ولكن هذه المرة في صورة أكثر بؤسا، تخرج النظام من عزلته الداخلية، وتنسف ما تحقق من قدر لا يستهان به، من تنسيق في اتجاه توحيد جهود المعارضة الوطنية، وزعزعة ما بني من ثقة بين اطرافها المكونة لحركة 18 اكتوبر، فتعود الحياة السياسية في بلادنا الى المربع الاول، وتكون المعارضة الوطنية كالتي نقضت غزلها، وعليها ان تنتظر 17 سنة اخرى – لا قدر الله –  لتتهيأ لها ظروف التلاقي من جديد، بعد ان تكابد ويلات القمع والاقصاء فرادى وجماعات، فهل نتخلف عن تنزيل اولوياتنا بعد ان تهيئت الساحة الوطنية لإحتضانها؟ انه ليؤلمني أن اجد نفسي سياسيا في خطاب الاستاذ نجيب الشابي ولا أجدها في خطاب بعض قيادات النهضة، غير ان خروج القائد الطلابي عبدالكريم الهاروني من السجن يبشر بكل خير في هذا الاتجاه، فلله دره حرا وسجينا.   أما سؤالك عن فترة مقامي في المربع الاسود، فإنك تعلم ان الفطرة السليمة لا تعشق المقام في المربع الاسود ، ولكن سياسات نظام ابن علي تدفع بمعارضيها دفعا لهذا المربع، كشكل من أشكال المقاومة، وفضح النهج الاستبدادي، وكشف خواء شعاراته الدعائية، غير أن ابن علي وسياساته ليست قدرا على التونسيين، ليس لهم منهما فكاك ، وانما أحدهما او كلاهما، يمكن ان يتغيرا بمرور الزمن، و بجهود المخلصين من ابناء هذا الوطن قال تعالى  » وتلك الأيام نداولها بين الناس ».  وعند أول خطوة جادة على طريق الاصلاح، فإننا سنخطوبقدرها في اتجاه بقية المربعات، ولكنني اليوم لا ارى حكمة في التنقل بينها، في ظل استمرار حالة الانغلاق والانسداد السياسي، والتعاطي الامني في معالجة كل القضايا. وان كان لنا الحق في تسمية مربعنا كما كان لك الحق في تسمية مربعك، فانه مربع الصمود والصبر و المقاومة السلمية المدنية، التي تجتهد في استجماع عناصر القوة، بتوحيد جهود الخيرين من أبناء تونس، لبناء وطن يتسع للجميع دون اقصاء او استثناء.   وأما ما ورد في جوابك عن الخوارج والرافضة، فإنه موضوع يطول فيه الحديث، غير أن مختصره أنك تتهم اخوانك بحمل بذور التطرف والعنف، التي سوف تظهر مع طول المقام في المربع الاسود، وانني أعلم أنك لا تذهب هذا المذهب، غير ان مسؤولية الكاتب لا تقل عن مسؤولية القارئ في سوء الفهم أو خطأ الاستنتاج.      أمافيما يتعلق بموقع النقد المريح، فمهما قيل في مشاق الوقوف في هذا الموقع، فانه لا يعفي اصحابه من تحمل المسؤولية، متى كان ذلك متاحا لانجاز ما يؤمنون به، اوتجاوز ما كانوا ينتقدونه، وما إعراض أصحاب هذا الموقع عن تحمل المسؤولية، الا لعلمهم بمشاقها وتبعاتها. كما يبقى النقد في عمومه نشاطا حرا، يقوم به الناقد متى؟ واين؟ وكيف شاء؟ وكثيرا ما يكون مربكا ومرهقا لمن حملوا الامانة، حين يجتهد أصحابه في فرضه كأمر واقع عبر وسائل الاعلام،  دون احترام لآليات العمل الجماعي وضوابطه.   وفي الختام انني أشفق على نفسي، ان أخطأ في حق من كان في مثل سنك ومكانتك، فتقبل اعتذاري عما قد تجد في هذا النص  مما لا يسرك ولم أتعمده، فالعبرة بالمقاصد وانت فارسها. والسلام أخوكم علي بن عرفة    

 

أنصار المواجهة وحرية التعبير

 
د. عمر النمري   إن المتتبع لما يكتب على الشبكة العنكبوتية من طرف بعض المنتسبين إلى الحركة الإسلامية ليلحظ لدى البعض تبرما وضيقا شديدا بالنقد والرأي المخالف، وخصوصا إذا كان في هذا الرأي لينا تجاه السلطة، أو سعيا للتواصل معها، او لم يعبر صاحبه صراحة على مواجهته للسلطة، ومرد ذلك، والله أعلم، إلى ثقافة المواجهة التي تشبّع بها أبناء الحركة الإسلامية خلال عقود وانطبعت في نفوسهم حتى لكأنه لا يوجد منهج آخر للتغيير غير طريق المواجهة والقطيعة.   وليس من العسير ملاحظة ذلك في أغلب المحطات الحوارية التي جرت على صفحات النات، والتي عبر فيها هذا الطرف أو ذاك من أبناء الحركة عن رغبة في التواصل مع السلطة، أو تحدث فيها عن النصف الملآن من الكأس بدل التركيز عن النصف الفارغ؛ إذ سرعان ما تنهال عليه الردود من هنا وهناك وبأسماء مستعارة في الغالب، تتيح لصاحبها فرصة التهجم على شخص الكاتب دون التركيز على نقد رأيه بأسلوب يوشي برغبة في التشويش عن الرأي لا تفنيده.   وقد عرفت ذلك شخصيا، في إحدى جولات الحوار، كتبت فيها سطرين انتقادا لأداء القيادة التنفيذية في الحركة فانهالت علي الكتابات حتى قال أحدهم في مقامته المشهورة بـ »مقامة البكاكيش »:  » …إن لم ينته الدكتور عما به يدندن لجعلته يمشي كالمجنون في شوارع لندن وليعلم أن أخلاق الوحوش لن تثني عبد الله البكوش عن فضح النهازين… ». وليست الرسالة المفتوحة التي وجهها الأخ علي بن عرفة إلى د.عبدالمجيد النجار بعيدة عن ذلك سوى أنه كان أكثر أدبا، وأكثر رجولة حيث كتب باسمه الحقيقي ولم ينتحل صفة مستعارة. لم يتعرض الأستاذ على بن عرفة إلى مناقشة وتفنيد الرأي الذي كتبه د.النجار، ولم يعرض رأيه بصورة وافية تسمح بمقارنة موضوعية بين الرأيين، يمكن للقارئ من خلالها تبني هذا الرأي أو ذاك، وإنما اكتفى بقراءة ساخرة لرأي د.النجار وإعلان ثباته في موقعه، وعدم قدرته على مغادرة المربع الأسود الذي تموقع فيه.   ومع ذلك فأنا أكبر في الأخ علي بن عرفة شجاعته ورجولته ، وأتمنى عليه شرحا أوفى لرأيه بدل التعبير عنه بتموقعه في المربع الأسود وهي عبارة مبهمة تحتاج إلى مزيد شرح وتفصيل، ولاشك في وجود كل ألوان الطيف الأخرى بين الأسود والأبيض ما يتيح للقارئ الفرصة لاختيار أفضل دون أن يضطر لأن يحشر نفسه في زمرة البيض أو السود.   ما يستفاد من ذلك:   • حرية التعبير حق مقدس لا ينبغي مصادرته بأي حال من الأحوال، وإن كنا نعيب ذلك عن السلطة ونطالبها بمزيد من الحريات فلا أقل من إشاعة ذلك بيننا، وتشجيع التعبير عن الرأي المخالف واحترام صاحبه، ولا بأس بالنقد البناء لنضرب الرأي بالرأي حتى نستبين الطريق الصحيح ويبدو لنا برق الصواب، وكل يؤخذ منه ويرد إلا صاحب ذلك القبر عليه الصلاة والسلام؛ كما أشار إلى ذلك الإمام مالك رحمه الله.   • عدم التشنج والتعامل مع الرأي المخالف بأريحية عملا بقول الإمام الشافعي رحمه الله: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب؛ ولكم تمنى رحمه الله أن يعبر مناظره عن الرأي الذي يؤمن به ويعتقد في صحته ما يقلل من حظوظ النفس ويجعل ديدنه البحث عن الحقيقة والقبول بها بقطع النظر عمن صدرت.   • مزيدا من الحوار والنقد البناء واستجلاء الآراء لعلنا نتوفق إلى ما فيه خير البلاد والعباد بما يزيح عن تونس الغمة، ويشيع جوا من الوفاق والوئام الوطني، فتتسع لكل أبنائها دون إقصاء أو تهميش، ويعم فيها الأمن والرخاء والاستقرار السياسي وهو أمر ينبغي أن يسعى إليه الجميع ـ سلطة ومعارضة ـ سيما وأن رئيس الدولة قد دعا إلى ذلك صراحة في خطابه الأخير ما يمكن اعتماده منطلقا للحوار وإعادة بناء جسور الثقة بين كل الفرقاء السياسيين على مختلف مشاربهم السياسية وأطروحاتهم الفكرية فننتقل بذلك من الأقوال إلى الأفعال ويتحقق فينا شعار: « ..لا مجال للرأي الواحد والفكر الواحد، واللون الواحد، ولا مجال للاستقالة عن المشاركة لأن تونس في حاجة إلى جهود كل أبنائها وبناتها.. ». ألقاكم ، إن شاء الله، في مصافحة أخرى حول صلب الموضوع.   (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 24 نوفمبر 2007)

 

 

هل حان وقت إختيار الطريق الثالث لفك أزمة العلاقة بين السلطة والمعارضة؟

(في التفاعل مع طرح الدكاترة)

عبد الرحمان الحامدي

 

طالعت بشغف وإنتباه كبيرين  الكتابات الأخيرة المنشورة على الصحف الإلكترونية والتي تعرضت لأداء المعارضة الحالي  ومواقفها من النظام التونسي.

 

وتقييم الأداء هذا ليس بالجديد  و قد أثاره مجددا.ما صدر عن المعارضة المهجرة على وجه الخصوص على أعمدة  تلك الصحف   من تحاليل و مواقف   من  السلطة  بمناسبة الإحتفالات  بمرورعشرين سنة من الحكم الحالي في تونس.

 

 و إسترعى إنتباهي في هذا الصدد كتابات الإخوة الدكاترة عبد المجيد النجار ومحمد النوري و خالد الطراولي و خالد شوكات.و التي بدت عكس التوجه العام لما ينشر من أخبار و تحاليل معارضة للسلطة  فبدت آراؤهم » ناشزة  »  في خضم كم هائل من الكتابات التي لا ترى، بحسب هؤلاء الأربعة، في النظام إلا الجانب السلبي فجاءت مقالاتهم  هذه  تدعو إلى نمط مغاير في النظر إلى السلطة و في العلاقة بها     بما جعل منها   نقيضا للأطروحة في  منهجية الإنشاء   أو في المناظرات الفكرية  لأنها تدعو إلى إعادة النظر في التوجه الذي لا يرى النظام في تونس إلا من خلال دائرة السواد.

 

وقد وقفت و أنا أتمعن  في تقييمات الدكاترة   لأداء المعارضة  على نقاط إلتقاء ألخصها فيما يلي:

 

ــ البحث عن ثقب في نفق مظلم يمكن النفاذ منه إن صح التعبير للبدء في بناء معالم الخروج من الأزمة  بين السلطة والمعارضة دامت  عقدين من الزمن

 

ــ الإتفاق على ضرورة أن تغير الحركة الإسلامية أسلوب معارضتها الحالي و تبحث عن طريق ثالث  أوأسلوب ثالث  دون تقديم بدائل  عملية  [عدا ما إقترحه د. الطراولي و د. النوري عندما دعيا إلى وضع اليد في اليد مع أنصار التغيير داخل السلطة].

 

وأقصد بغياب البدائل  غياب ضوابط العمل وآلياته  ووسائله  وخطوطه الحمراء… فوقع الإكتفاء ببسط الموضوع في عمومه أي من حيث المبدأ [ 1].  بما يبدو  جس نبض للأطراف المقابلة  سلطة و إسلاميين  و الدفع بها إلى التفاعل مع ما هو مقترح

 

 ــ بناء فكرة المطالبة بتغيير أسلوب المعارضة ليس قائما على معطى من تطورفي  سياسية السلطة   و إنما  وقع بناؤه على أمل  أن تلقى مبادرة  تغيير الخطاب السياسي للمعارضة [ من « العدمية  » إلى « الإيجابية »] القبول الحسن من أعلى هرم السلطة و أنصار تغيير   التغييرفيها   إعتمادا على فقرة من خطاب العشرينية [2  ] للرئيس بن علي.

 

ــ تصنيف المعارضة التونسية  إلى:

 

 معارضة مطبلة للسلطة ومعولة عليها في التغيير أو مشخصة للصدام  [3]

 

معارضة واقفة مع السلطة على مربع أبيض  و أخرى تقف على مربع أسود حسب الدكتور النجار[4  ]..

 

معارضة  تشترك مع السلطة في كون الإثنين ضحية لأطراف يسارية  متطرفة و متنفذة داخل النظام  تدفع بإتجاه بقاء الأوضاع على حالها بحسب الدكتور شوكات.[5 ]

 

معارضة متفائلة وأخرى متشائمة على حد تعبير الدكتور محمد النوري.[6  ]

 

ــ إجماع ثلاتة منهم  عدا  د. الطراولي على  فقرة من خطاب الرئيس تصلح قاعدة للثقب المزمع إحداثه في النفق لكسر الجمود  وإذابة الجليد في العلاقة المتأزمة  طيلة العقدين الفارطين  عبرمطالبة  السلطة و تحديدا رأسها بتطبيق ماورد فيها من تعهدات   بإعتبارها خطوة في الإتجاه الصحيح   تقر بالخلل الحاصل في المجتمع و إن بطريقة ضمنية،

 

 فوجب؛ بحسبهم؛ تثمينها والتمسك بتلابيبها تفويتا للفرصة على الأطراف المؤدلجة المعادية لكل وئام وطني.

 

ــ الإقرار بالمظالم الحاصلة طيلة عشريتين و بشراستها و تحميل السلطة مسؤولية ذلك دون المطالبة بما تستتبعه تلك المسؤولية  مع إقتراح عدم حصر المعارضة في الجانب الحقوقي  على أهميته  أو الإنكفاء عليه دون غيره [النجار و الطراولي و النوري].

 

ــ الإتفاق على مضار الإستمرار في الوقوف على المربع الأسود  وغض الطرف عن الإيجابيات من منجزات السلطة [ النجار] و ضرورة مد اليد  للعناصر الوطنية داخل السلطة للتعاون معها على التغيير [الطراولي] و [ النوري]

 

ــ إستمرار المراهنة على رأس السلطة من جديد    في تغيير « التغيير » و إعطائه فرصة أخرى من أجل محاصرة تيار الردة المصر على إبقاء دار لقمان على حالها [النوري و شوكات] وتنفيذ تعهداته الجديدة   والعيش على أمل  أن  » يأتي [ خطاب7 نوفمبر 2007   ] بما يصوب القديم  » [ أي ما لم يتحقق من  وعود بيان  لاظلم بعد اليوم في 7 نوفمبر 1987]  بحسب د.النجار.

 

 و قال د. النوري في هذا الإطار « فهل تفيق أبواق التطبيل و التهليل و التمجيد من غفوتها و تواكب هذه الدعوة الصريحة التي لا لبس فيها من أعلى هرم السلطة لتعزيز الحريات و منع الإقصاء و التهميش ووضع حد للرأي الواحد و الفكر الواحد و اللون الواحد؟ »[ 5 ]

 

ــ قدرة  الدكاترة على بلورة الأفكار و تبليغها بما يشد القارئ إلى الموضوع  و التطرق إلى كافة  الجوانب ووجهات النظر المتناقضة  و التنبيه إلى جوانب الصحة ثم جوانب الضرر   وبيان الجدوى مما وقع طرحه.

 

 هذا  الجهد  التقييمي  لأداء المعارضة و تصنيفها  و الذي تكلل بمقترح الطريق الثالث:

 

  ينبع  في تقديري من و طنية  لا يستطيع أحد أن يزايد عليها و من رغبة في إيجاد حل لمشكلة طال أمد الإكتواء بنارها  تكشف عن هدف إنساني نبيل

 

و الدكاترة الأربعة لا يختلفون بهدفهم  الإنساني  عن أولئك المؤمنين  بأهمية  أسلوب  الضغط  بالوسائل السلمية [وهو ماتبناه د. الطراولي كذلك]  لإحداث التغيير،

 

وذلك  دون الحاجة إلى تغيير الخطاب السياسي لأن ذلك إن حصل سوف يعطي الإنطباع بتخلي أصحابه:

 

ــ  عن فكرة النضال المدني طويل النفس [ المغالبة]  من أجل تحقيق مكاسب وإن كانت قليلة

 

ــ عن توحيد الجهد مع من يقف في الداخل على نفس أرضية النضال  من أجل تغيير موازين القوى للوصول إلى الأهداف المرجوة و التي من بينها ما أعلنت عنه حركة [ 18أكتوبر ].

 

 وفي أسوء الحالات  فإن  الإستمرار في إحراج النظام بحملات صحفية أو إضرابات جوع على سبيل المثال لا الحصر تجعله يمارس مايمارسه من إنتهاكات يومية لحقوق الإنسان وهو غير مستريح..

 

.لئن إعتمد كل من  د. النوري  ود. الطراولي على فكرة  التضامن مع

 

أنصار الإصلاح من داخل النظام لإحداث التغيير دون توضيح للكيفية  و الضوابط

 

فإن النجار بقي في إطار من تأصيل الفكرة و تدعيمها بالحجج المنطقية للإقناع  أما شوكات فيرى أن نصح الرئيس ، كحل عملي، و الأمل في أن يصغي بعد عشرين سنة إلى النصيحة أمر ممكن الحدوث.

 

و في تقديري فقد زرع الدكاترة الأربعة البذرة ولم يبينو كيفية تعهدها و رعايتها و إنمائها   و الإستفادة من ثمرتها.[د. الطراولي تحدث عن المصالحة كخيار إستراتيجي » يميز بين الظلمة و البياض و يراهن على الوضوح و على الهيكلي و الدائم  وعلى جماعة دون جماعة » [ تونس نيوز 21-11-2007 ]

 

و في تقديري  فإن ملابسات إنبعاث فكرة الطريق الثالث مبنية:

 

ــ على »فشل » أسلوب المغالبة والنضال السلمي المدني في حلحلة الأزمة منذ عشرين سنة  .

 

ــ على طول المحنة  وحجم الأضرار المتسببة فيها وقرب إخلاء السجون من مساجين  حركة النهضة.[دون مؤشرات إنفراج حقيقي].

 

ــ على دوام إستقرارالوضع في تونس و إن بثمن باهض بحسب المراقبين  والمعارضة بالداخل.

 

ــ على الأمل المتجدد في كرم رئيس الدولة [ النوري، شوكات]  أو على مؤشرات تغير طفيف في الأداء السياسي للسلطة لا يرقى في تقديري إلى مؤشر لإنفراج حقيقي [ النجار، شوكات و النوري]

 

ــ تواصل الإنسداد في أفق العلاقة بين الإسلاميين والسلطة   و عدم تجاوب  الأخيرة مع مبادرات مصالحة قام بها أقطاب من حركة النهضة  و حكومات عربية و أجنبية للغرض.

 

 كل ذلك وما لا أعلمه  شكل، برأيي، قاعدة طرح فكرة الطريق الثالث

 

هذا عن أصحاب الطريق الثالث.

 

أما الواقفون [ لنقل] على المربع الأسود  ذوو الخطاب السياسي الإحتجاجي و ممارسات الضغط على النظام بكل الوسائل المشروعة فإنهم يعتمدون في أسلوب معارضتهم على معطيات مدعومة  [ وإلى اليوم] بالوقائع العملية  العاكسة  لإستبداد السلطة وهوما لايخفى على الجميع.   بحيث يبدو الفارق في تقديري شاسعا بين من يبني على مجرد الأمل في أن تتجاوب السلطة معه   و من يبني  معارضته على معطيات الواقع العملي.

 

إن الرغبة الملحة في حلحلة الوضع و الخروج من المأزق على أهميتها  لا ينبغي بتقديري أن تغطي عما  أسميته بطبائع سلطة الإستبداد المتكلسة في الزمن   بسبب عدم صدقها و مصداقيتها وعدم إحترامها لمواطنيها

 

وإني أوجه أسئلة إلى الدكاترة الأربعة لأستوضح معالم الطريق الثالث أو المربع الثالث:

 

ــ مالمطلوب منا  تحديداكمعارضة مهجرة ؟

 

ــ و مالمطلوب من المعارضة الصامدة في الداخل؟

 

ــ هل من مقترحات عملية  محددة وواضحة حتى يتبين لي الخيط الأبيض من الخيط الأسود؟

 

ــ هل أن الوضع في تونس  [ إطاره و ملابساته] بلغ درجة ما من النضج بحيث أن الوقت  حان لمزيد تنضيجه عبردعم القائمين عليه من داخل السلطة      بتغيير الخطاب و الأسلوب؟؟

 

 ــ ما هو مقياس النضج من عدمه؟

 

بلغة أخرى:

 

ــ من الناحية الإستراتيجية هل حان الوقت فعلا للبدء  بإطلاق حمامات السلام في سماء النظام التونسي.؟

 

ــ  ما هو أسلوب الخطاب المقترح  للتعبير عن مضامين  حسن النوايا  بما يطمئن السلطة  ويشجعها على  حسن الإنصات  للمطالب المتراكمة منذ سنوات؟

 

ــ وهل  أن المقالات الثلاثة للدكتور النجار والدكتور النوري و الدكتور شوكات  كافية  كنموذج لأساليب الخطابات المستقبلية التي يتوجب توجيهها  للسلطة؟

 

ــ ألا يمكن أن يكون عرض الفكرة بمثل هذه  الضبابية  و عدم تقدير التوقيت الصحيح في طرحها  عامل تمزيق الصف من حيث أن النية إتجهت إلى المساعدة في الخروج من الأزمة و تحقيق الوئام المدني بين التونسيين.؟؟

 

ــ ألا يمكن  أن يعتبر النظام  مقترح  تبديل  المعارضة  الإسلامية لأسلوبها و خطابها مؤشرا لبداية إنقسام رهيب في صفوف الحركة بالمهجر توظفه السلطة لتبرر به صحة خياراتها؟

 

ــ ثم ما موقف إخوة الداخل  من كل هذا السجال الدائر اليوم حول فكرة الطريق الثالث؟؟

 

ــ و ختاما ما موقف الشارع التونسي من هذه النقاشات المتعلقة في نهاية الأمر بمصيره؟

 

و حسب علمي:

 

فإن [ من وصفهم الدكتور النجار بالواقفين على المربع الأسود أو من إعتبر النوري  مواقفهم من السلطة عدمية]  لم يرفضوا في يوم من الأيام  يدا  تمتد إليهم  بصدق من يريد طي صفحة أليمة من تاريخ تونس.

 

 أما أن يقف من دفع الثمن باهظا من دمه ودموعه و عرضه  أمام قصر الملك يستجدي بقصيد مدحي إلتفاتة كريمة   فهذا والله ما لا يطاق

 

و لقد عشت طرح الدكتور النوري والدكتور شوكات  والدكتور النجار بمثل هذا الإحساس و أنا أطالع ما يكتبون   و لعل إحساسي هذا  في غير محله  و جازى الله الجميع خيرا.

 

اللهم ألهمنا رشدنا واهدنا سواء السبيل و أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا و ارزقنا إجتنابه. آمين

 

 

[1] الدكتور النجار أصل موضوع العدل في الحكم على الآخر ولو كان خصما.

 

[2] » إن تونس للجميع .. وإن لكل تونسي وتونسية حق المشاركة في بناء مصيرها … وإنه لا مجال للإقصاء والتهميش، ولا مجال لأي كان أن يبقى متخلفا عن مسيرة النماء والتقدم … وإن طموحنا لتونس طموح كبير يقوم على الوفاق دعامة للاستقرار السياسي، وعلى الحوار قاعدة للسلم الاجتماعي … وإنه لا مجال للظلم والتجاوزات، ولا مجال لاستغلال النفوذ، كما أنه لا مجال للرأي الواحد والفكر الواحد واللون الواحد، ولا مجال للاستقالة عن المشاركة لأن تونس في حاجة إلى جهود كل أبنائها وبناتها … وأنه أردنا أن تكون الذكرى العشرون للتغيير منطلقا لإعطائه نفسا جديدا يستمدّ جذوته من بيان السابع من نوفمبر »؟ من خطاب رئيس الجمهورية يوم [7-11-2007  ]

 

[ 3 ] و يضيف  الدكتور الطراولي  في معرض تصنيفه للمعارضة  هذه الجملة : »متجاهلة أن الصراع صراع مرجعيات و فلسفات متباينة »  الدكتور  خالد الطراولي تونس نيوز [  ]21-11-2007

 

[ 4 ] ألوان الخارطة التونسية : الدكتور عبد المجيد النجار، تونس نيوز [19-11-2007  ]

 

[ 5 ] كان الله في عونك يا سيادة الرئيس. الدكتور خالد شوكات، تونس نيوز [ 19-11-2007 ]

 

[ 6 ] ماذا بعد الخطاب الرئاسي الأخير؟ الدكتور محمد النوري، تونس نيوز [ 22-11-2007 ]

 

(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 23 نوفمبر 2007)


التونسي و « إذاعة الزيتونة »: ترحيب حذر وتساؤلات حول المضمون

 
محسن المزليني
أيّا كانت النيّة والغرض السياسـي من بعث إذاعة الزيتونة وما تثيره من جدل بدءا من اسمها ورسمها، فأعتقد أنّها خطوة فــي الاتجاه الصحيح. لقد ظهر عندنا أثناء السنة الفارطة سلفيون جهاديون، كما سمعنا حديثا عن تزايد انتشار ظاهرة التشيع والتبشير المسيحي وأيضا عباد الشيطان. إنّ إنشاء قناة دينية تمتح من إرث الاعتدال في الثقافة الدينية التونسية بات أمرا متأكّدا من أجل تجاوز هذا الخليط المتفجّر. هكذا علّق الطالب وسيم على إنشاء قناة الزيتونة، التي أسال إنشاءها حبر كثير مازال لم يجف. المولود المنتظر مع إطلالة فجر كل يوم كثيرا ما يستمع المارّ أمام الدكاكين إرسال القناة الجديدة بعد أن صارت موئل مؤشر كثير من أجهزة الراديو في الدكاكين والسيارات. تُدرك ذلك بسهولة وأنت تستمع إلى القراءة التونسية للقرآن الكريم والتي ورثها الجيل الحالي عن رواد هذا العلم وخاصّة قراءة الشيخ محمد البرّاق. رمزي شابّ يعمل في دكان حلاقة، يعتبر أنّ القناة الجديدة باتت « صباحنا الذي لابدّ منه »، مشيرا إلى أنّ « للقرآن صباحا نكهته الخاصّة. و كنا قبل بث « الزيتونة » نعتمد على تسجيلات قرّاء المشرق، أمّا الآن فصرنا نستمع إلى أصوات تونسية شابة مباشرة ». أمّا عبد العزيز وهو سائق تاكسي فيرى أن أهميتها تكمن أولا في « أنّها خطوة لم تكن منتظرة وإن تمنيناها منذ زمن طويل. فلكلّ البلدان الإسلامية إذاعات دينية، تنشر ثقافتها الخاصّة بها والمتماشية مع تراثها. وكما يقولون « أن تأتي متأخّرا خير من ألاّ تأتي »، وقد لاحظت أنّ الكثير من الركاب صار يطلب أن يستمع إلى هذه الإذاعة خاصّة عند الصّباح، أمّا الميزة الثانية فهي في نظره الأصوات التونسية الصرف قراءة وتجويدا وأدعية وتفسيرا، في حين كان أغلب ما نسمعه سابقا مشرقيا. كما احتلت هذه الإذاعة الوليدة مكانها بين ركاب الحافلات الخاصّة، إذ افتكت الحيّز الذي كانت إذاعة موزاييك تسيطر عليه. لقد كانت رحلتنا في الحافلة صباحا، كما تقول هدى، حُداؤها « شخبط شخابيط  » وكل ذلك  التلوث الفني سواء منه ذي اللسان العربي غير المبين أو المسخ الغربي وما يُصاحبه من ثقل ظل مقدّمي البرامج، الذين لا يجدون ما يبدؤون به صباحهم وصباحنا إلاّ الحديث عن الكوارث أو الأمراض أو أبراج الحظّ. أمّ الآن فعلى الأقل ينصت الإنسان إلى ما يُفيده. صُنع تونسي بدأ بثّ قناة « الزيتونة للقرآن الكريم » أول أيام شهر رمضان وذلك من أجل « التشجيع على إشاعة الفكر النير والمستنير ونشر قيم الإسلام الصحيحة وفى مقدمتها التسامح والتكافل والاعتدال »، كما أشار إلى ذلك أحد المسؤولين بالحكومة. فيما أوضح مسؤول آخر أن العائلات التونسية باتت تتأثّر أكثر فأكثر بالقنوات الدينية التي تهاجم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة السياسة الدينية التونسية. لذا كان من الواجب إنشاء قناة تونسية للتصدّي للأمر. ومن أجل نشر هذا الوعي فقد ركّز الإطار المسؤول على هذه القناة وعلى رأسه مديرها الأستاذ الجامعي كمال عمران، مدير القنوات الإذاعية سابقا، على مضامين مخصوصة. ذلك أنّ المتابع لهذه القناة يلاحظ التأكيد على « التونسة »، سواء في تلاوة القرآن الكريم الذي يحوز على 80 في المائة من مساحة البث على مدار الساعة، أو بالتركيز على « تلقين » الفقه المالكي في العبادات. وإذا كان عبد الرزاق (عامل بأحد المحلات بأسواق المدينة العتيقة) يرى أنّ التركيز على الفقه المالكي وعلى التفاعل مع المستمعين عن طريق تحفيظ القرآن بطريقة سليمة، فرصة ثمينة لمن لا يتيسّر له حضور مثل هذه الدروس في جامع الزيتونة، إلاّ أنّ لهذا التوجّه رهانات أخرى مثلما يوضح الباحث الجامعي لطفي ح. إذ اعتبر أنّ المتابع للقناة يتبين بسهولة التأكيد دوما على اختلاف الفقه المالكي عن بقية المذاهب الأخرى وخاصّة المذهب الحنبلي، الحاضن الثقافي للرؤية السلفية. وهو ما يدلّ برأيه، على الخلفية السياسية والثقافية لهذه القناة. ويضيف « إنّ تاريخ العلاقة بين دولة الاستقلال والدين تراوح بين اللامبالاة و الاحتواء و الاستغلال، وأي مبادرة من هذا الشأن لا بدّ أن توضع في هذا الإطار. غير أنّ ذلك لا يحجب الطلب الإجتماعي على قناة دينية بالنّظر إلى عودة الدّين للمشهد العربي خاصّة والعالمي أيضا، وإن كان المجال لا يسمح بالحديث عن أسباب هذه العودة ». أمّا عن المنهج المعتمد في تناول المواضيع فإنّ الملاحظ يدرك اعتماد التبسيط من حيث اللغة فهي دارجة وتقترب في أحيان كثيرة في دروس الفقه أو السنّة النبوية إلى اللغة العامية. وهو ما اعتبره الطالب عبد اللطيف مبالغا فيه بالنّظر إلى أنّ التونسي أيّا كان مستواه بإمكانه أن يفهم اللغة العربية المبسّطة دون تحويلها إلى اللغة اليومية وما يعني ذلك من نزول بمستوى المادّة المقدّمة. وهذا باستثناء مداخلات الأستاذ كمال عمران والتي تحافظ ، كما يضيف، على قدر كبير من جدية اللغة والمضمون. ويتساءل محدّثي عن أسباب عدم ترك المجال للفتاوى، وهو ما يعتقد أنّه نوع من التهرّب من المضامين المحرجة، فالسؤال حمّال لمشكلات قد تكون محرجة تعجز مساحة القول للقناة على استيعابه. أمّا الباحث الجامعي لطفي فيعتبر أنّ هذا المستوى هو المحكّ الحقيقي لجدية القناة والغرض من إحداثها، فبقاؤها في مدار السؤال المعدّ سلفا، كما هو الشأن في تجربة قناة سبعة مع الدين والحياة، سيعني بالضرورة أنّ دار لقمان على حالها، وسيفهم المستمع ما سبق أن فهمه المشاهد أنّ « الثقافة الدينية المقدّمة هي من اجل تغليب رأي معدّ سلفا ونشر ما تودّ الدولة نشره، بعيدا عن الإنتظارات الحقيقية والأسئلة الحقيقية للمستمع التونسي.   أسئلة معلّقة في انتظار أن نتبين الخيط الأبيض من الأسود، تبقى الأسئلة معلّقة حول إمكانية القناة في أن تكون في خدمة المستمع بتلبية انتظاراته الحقيقية يبقى السؤال المحوري، بقطع النّظر عن الغرض من بعث القناة، هو: هل تقتحم القناة المساحات المسكوت عنها فتقدّم الرأي الشافي في قضايا السّاعة والتي لها علاقة بالقول السياسي الموروث، مثل مشكلة الخمار مثلا؟ وهل أنّ التفاعل مع الجمهور سيكون متحكّم فيه بشكل لا يُحرج أحدا؟ كما أنّ التركيز على البعد المذهبي عبر أسلوب المناكفة المكشوف يطرح كثيرا من الأسئلة حول صوابية هذا الأسلوب في التعامل مع تأثيرات القنوات « السلفية » على الشباب خاصّة والعائلات عامّة دون أن يترافق ذلك مع فتح حوار حقيقي مع هذه الفئة الشبابية وتشجيعها على اقتحام الفضاء العام. (المصدر: صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس) العدد 428 بتاريخ 23 نوفمبر 2007)
 


بين عامر وبرهان… « أجندات » متباينة !!!.

بقلم : نصر الدين – ألمانيا

 

كثر الحديث بخصوص حلقة أكثر من راي التي اهتمت بالملف التونسي  وتراكمت الأخبار والآراء إلى حد التواتر وقيست الامور بغير مقياسها و تمّ تقُييم اداء المتحاورين بشكل مختل!!  تقييم رهنته اللحظة وأسرته الاثارة وجانب  في مجمله المنطق والواقعية والصواب.

 

لقد أخطأ من كان يتطلع لحوار استعراضي تحكمه الكلمة القوية والجمل الثقيلة والمعاني المشعة…رأس ماله العنصر الإنشائي..والحنجرة المد وية..

 

فحوار دقيق مثل هذا يجب ان يتعاطى معه الناقد والمتتبع بحكمة يستحضر في  فحصه  الماضي و الحاضر والمستقبل ويستصحب لكل مرحلة ارثها ثم يقع التقييم بروية ضمن الحالة السياسية والفكرية والثقافية بمجملها ،  و لا يجب للّحظة   أن تتعدى كونها عنصرا من عناصر الحدث ولا يمكن أن تحتكر المشهد وتحتويه فتكون  لذة السكرة  تاتي بعدها الفكرة بحصادها الهزيل وتداعياتها المتعبة المريرة.

 

هناك من على منبر » اكثر من رأي » لم يكن المشهد وحدة واحدة واللوحة كانت غير متجانسة الى حد كبير…!.

 

فهذا شاب أو كهل  تستهويه الفرقعات الإعلامية ، يعشق الإثارة ويعبد الأضواء، أطلقت يداه في كل الإتجاهات، وبقدر ما يلفظه من كلمات نابية متشنجة مستفزة يكون الجزاء !… والثواب الأكبر يناله بِحِزَمِ المغالطات والتشويه الذي يفرزه فوق مائدة الحوار!! ويغمره الرضى كل الرضى عند تلويث الساحة السياسية والحيلولة دون الوصول الى أي توافق وطني والإستماتة في منع أي تقارب بين مكونات المجتمع ..ونزع فتيل التوتر ممنوع  لأنه بصدد زرع فتائل في اي مكان تصله يداه  ويطاله لسانه.

 

فالذي مازال خطابه أسير مرحلة  بائدة يغط في نومه فوق مدرج من مدرجات الجامعة في ردح الثمانينات ، غفل أن اترابه رحلوا من الكليات ، وتناسلوا وتكاثرو وسعوا في مناكب الارض وغزا الشيب رؤوسهم واستوطن ابناؤهم هذه الجامعات ، وهو يحسب أن الرفاق رفاق وهم أبناء الرفاق وربما أحفاد الرفاق.

 

بخلاف السيد بسيس  « وفي روايات أخرى الصديق »فإن الاستاذ عامر لعريض لم تعد تسعه خطابات الثمانينيات النارية التي شهدت له بها  جموع الطلبة والنخب والفضاءات الفكرية والثقافية ، ولم يعد هدفه إفحام خصم أو خصوم…تلك مرحلة ولت لها حكمها وظروفها…  أما الرجل اليوم فتصريحاته تحكمها المسؤولية والواجب.. يجر خلفه قاطرة محملة ..عليه أن يلتمس طريقه بروية بعيدا عن النط والقفز والمضاربة في سوق الكلام ، خطابه لا يستمد شرعيته من البوليس ومنح العم سام ،  إنما يستمدها من صوت الشعب ونداء الإصلاح ، وموقعه المتقدم داخل حركة آلت على نفسها أن تكون عنصر تهدئة ومشروع اصلاح وعامل توازن بين مكونات هذا الشعب العريق تحتم عليه أن يصبر على غمز ولمز غلمان السياسة.

 

إن أبناء الحركات العريقة ..رواد مشاريع البناء والإصلاح لابد لهم أن يدفعوا ضريبة خياراتهم وأن يقضموا مساحات هائلة من حرياتهم ومن رغباتهم لصالح دعوتهم ومصلحة شعبهم ولابد لهم من خنق الكلمات المجانية في صدورهم وإن لاحت براقة يستحسنها العوام  فكلمات تُوتّر الأجواء وتُوغل الصدور ليست من شيم الاحرار .. ولا من أجندة الحركة وأبنائها.

 

بما ان برهان حمله خفيف فقد تكلم كما أراد وتناثرت شظايا  كلامه في كل مكان ، وله هذا لأن كل اسطول الحماية المدنية ورجال المطافئ  تحت ذمته ، والذين يدفعون له عفوا يدفعونه، لسان حالهم يقول أشعل كما بدا  لك ونحن سندك وملاذك .

 

وبما أنّ الأستاذ عامر حمله ثقيل ، على عاتقه  مصالح الناس  وهوية  البلاد وأمل الأجيال ونموذج سماحة منشود يتسع لعشرة ملايين نسمة   لم تفصّل لشبه نخب طفيلية ترتع في أعراض الناس وتلغ من دمائهم وتحرض على تعذيبهم والتنكيل بهم في سادية موحشة مقززة متوحشة…إذا وجب على عامر واخوانه أن يحملوا الامل بقدر حملهم  للعزم.

 

في صلب النص : لن يعدم الإنسان دواءً إذا جد في الطلب ، فالنزاهة والتجرد والمصلحة العامة وجرعة محبة في القلب..كلها مضادات حيوية صالحة لداء الحقد المبرمج.

 

على هامش النص : أن دولة العدل و القانون تزود مؤسساتها الامنية باحدث الوسائل العلمية وتخص رجالها بأرقى التربصات كما أن الطب الجنائي وعلم النفس جزء من منظومتها، كل هذا ترصد له الأموال الطائلة وتصرف من أجل الوصول الى الحقيقة دون المساس بحرمة الجسد ، أما الانظمة البوليسية فتختزل كل هذا التطور في عصا غليظة « وقارورة زجاجية » وجلاد فمه حولته السجائر الى حاوية  نفايات  موسيقاه الصراخ والعويل وادبه الكلام الفاحش ومنتهى لذته في سب الجلالة ذاك هو الفارق بين الدولتين كما هو الفارق بين تجارة فكر قوامها الابتزاز والإنتهازية  ورياض فكر قوامها الإيثار والتواضع والبناء.

 

خارج النص : في تصريح  لصحيفة يديعوت أحرونوت على ما أذكر قال (الرئيس الإسرائيلي) شمعون بيريز لابد من حل لإخراج المساجين الفلسطينيين من السجون… » أو ما يقارب هذا » !!!.

 

(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 23 نوفمبر 2007)

 


بسم الله الرحمان الرحيم  و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين  الجم في 24/11/2007    المدينة الأثرية     بقلم محمد العروسي الهاني مناضل وطني – كاتب الرسالة رقم 346 على موقع تونس نيوز
 

في الصميم وضع النقاط على الحروف حول دور الأعلام المرئي

  الحلقة الثالثة

 
أواصل الحديث حول دور الأعلام بصفة عامة و خاصة دور الأعلام المرئي و الحوارات التلفزية و الملفات الحوارية . فقد لاحظت أن الحوار التلفزي رغم تفاوت الفضائيات العربية و تقدم بعضها فأن الحوار مازال دون المؤمل و دون طموحات المواطن العربي ودون الحوارات بالفضائيات الأجنبية العصرية المتطورة ..و ان الفضائيات العربية بعضها متقدم و متطور على غيرها و أن قناة الجزيرة تبقى هي الأولى و الرائدة و بعدها العربية في المرتبة الثانية. و قناة المستقلة في المرتبة الثالثة . وقناة المنار في المرتبة الرابعة ….. و رغم بعض النقائص فهذه الفضائيات أحسن من غيرها نسبيا و أن طموحات المواطن أكثر من دور الأعلام المرئي و أكبر من الحوارات المفتوحة المشلولة المقطوعة المفروضة. و أحيانا الحوار غير متكامل و بعض النقاشات يقع مقاطعتها رغم ايجابيتها و مصداقيتها . ولكن مع الأسف الشديد في الحوار يقع كبت المحاور و خنقه و مقاطعته و هذا و الله ظلم و كبت و قهر من طرف صناع و فرسان الأعلام المرئي.  هذا بالنسبة للفضائيات الحرة المتقدمة التي ذكرتها أما غيرها فحدث و لا حرج خاصة تلفزتنا التونسية فالحوار فيها مفقود بالمفهوم الديمقراطي ماعدى جماعة الحوار الذي شبهته مع المنشط عماد الطير يغني و جناحه يرد عليه… و شكارة العروسة خالتها و عمتها… و جماعة نعم كل شيء على أحسن مايرام و كل شيء أبيض و ممتاز و في العنبر لا بطالة و لا فقر و لا مظالم…و لا أريد الحديث في هذا المضمار….و كفى و كفى وكفى……. أعود الى الحوار الذي دار يوم 20/11/2007 بقناة المستقلة بطلب من ادارة القناة .. فأقول أن هناك مظالم و كبت من نوع آخر …و ما حصل لي يوم الحوار اعتبره تجاوز و ظلم . فكيف يسمح للصحفي أن يعتمد مقاطعتي و أحالة الكلمة للضيف الثاني و الضيف يتطاول و يسمح لنفسه بالرد دون احترام و تقدير و أداب الحوار… و الصحفي في القناة يسمع الشخص الثاني و لم يمكنني من الرد عليه و أتاحة الفرصة للحوار و أعتبر ذلك كأنه فخ اعلامي لا يليق بقناة كنت أقدرها و أقدر مديرها العزيز الدكتور محمد الهاشمي الحامدي و أعتبره الأبن الأكبر و الأخ العزيزالصريح… وأعتقد أنه سيعمل على ايقاف هذا التجاوز الخطير و الذي يضر بمصداقية القناة في المستقبل. كلمة شكرو تنويه لخادم الحرمين الشريفين ختاما أتقدم بواسطة هذا الموقع بكلمة شكر و تنوية بدور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله آل سعود ملك المملكة السعودية على ما يبذله من مجهودات جبارة في موسم الحج و موسم العمرة و العناية الكريمة الصادقة الأبوية لضيوف الرحمان الوافدين على المملكة العربية السعودية و التسهيلات للحجاج . و سعيه و تعليماته للسفراء في الدول العربية لمزيد منح التأشيرة للحجاج و السفير السعودي الدكتور ابراهيم الأسعد الأبراهيم سفير المملكة بالجمهورية التونسية  له خطوات ممتازة في تجسيم عناية خادم الحرمين الشريفين و الله أسئل أن يوفقهم جميعا ملكا و حكومة و شعبا لدعم هذه الشعيرة الدينية الهامة و افساح المجال لبعض الحجاج التونسيين الذين يجيدون صعوبة في الترسيم في قائمات الحجيج السنوية أو بعض الشروط المادية بالعملة الصعبة عن طريق شركة الخدمات قمرة و نرجو اعطاء هذه الملاحظة ما تستحقه من العناية و الرعاية و المتابعة في هذه الأيام الخالدة  . قال الله تعالى : » و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين » صدق الله العظيم   محمد العروسي الهاني الهاتف: 22022354 مناضل و كاتب تونسي

المخابرات السعودية تطلب من الأهالي مراقبة استخدام الانترنت

 
الرياض (رويترز) – قال رئيس الاستخبارات العامة السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز يوم السبت ان على الاهالي بذل المزيد من الجهد لمساعدة الحكومة في مراقبة استخدام الانترنت كي يساعدوا في محاربة التشدد الاسلامي. وقال للصحفيين « الهدف الاساسي.. توعية المواطن عن مكان الخطر وكيف يأتيه والحذر من ذلك بالنسبة للاب والام. » وكان الامير مقرن يقدم تفاصيل عن مؤتمر لتكنولوجيا المعلومات والامن الوطني ستنظمه المخابرات السعودية الاسبوع المقبل. وهذا المؤتمر جزء من جهد وطني لاعداد السعوديين لمساعدة السلطات في التعامل مع حملة يشنها المتشددون المتحالفون مع تنظيم القاعدة منذ أربعة أعوام ضد الحكومة. وتراجعت الحملة خلال العامين الماضيين بعد سلسلة من الهجمات على التجمعات السكنية التي يقطنها الاجانب والمباني الحكومية والمنشات الخاصة بقطاع الطاقة. واعتقلت السلطات عشرات المشتبه بأنهم متشددون هذا العام. وأثارت الحكومة مخاوف بأن السعوديين الذين توجهوا للعراق لمقاتلة القوات الامريكية والحكومة المدعومة من الولايات المتحدة هناك سيعودون الى السعودية لمواصلة قتالهم. وقال الامير مقرن ان جهاز المخابرات سيخصص موقعا على الانترنت يستطيع المواطنون من خلاله من دون ذكر أسمائهم الاشارة الى شكوكهم بشأن النشاط المتشدد. والمؤتمر الذي سيعقد الاسبوع المقبل سيكون أول مرة تنضم فيها المخابرات العامة الى الحملة التي تشنها الحكومة ضد التشدد الاسلام.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 24 نوفمبر 2007)  


استغلال ما يمكن استغلاله الديمقراطيون يتلقفون قضية سعودية تعرضت للاغتصاب

المرشحون الديموقراطيون لانتخابات الرئاسة الأميركية يسعون لاستغلال قضية ‘فتاة القطيف’ للضغط على بوش.

 
ميدل ايست اونلاين واشنطن – من ستيفن كولينسون ندد المرشحون الديموقراطيون الرئيسيون الى الانتخابات الرئاسية الاميركية في 2008 بالحكم الصادر على سعودية تعرضت لاغتصاب جماعي بالسجن ستة اشهر وبـ200 جلدة وانتقدوا ضعف رد فعل البيت الابيض. وفي بيان ذكرت المرشحة الاوفر حظا في المعسكر الديموقراطي هيلاري كلينتون بمشاركتها في المؤتمر الدولي للنساء في بكين عام 1995 وبدفاعها عن حقوق النساء التي لا تختلف عن حقوق الرجال. واشارت الى ان « بعض التقدم احرز منذ ذلك الحين لكنه غير كاف »، واصفة العقوبة التي صدرت في حق السعودية بانها « عار ». ودعت كلينتون الرئيس الاميركي جورج بوش الى ان « يطلب من العاهل السعودي الملك عبدالله الغاء الملاحقات » في حق الشابة السعودية. اما خصم كلينتون الرئيسي السناتور الديموقراطي باراك اوباما فتطرق الى المسألة في رسالة وجهها الى وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. وكتب يقول « ان يحكم على الضحية في الاساس امر ظالم وان تضاعف المحكمة الحكم الصادر عليها بسبب جهودها (الضحية) للفت الانتباه الى قضيتها هو امر يتجاوز الظلم ». واضاف « ادعو وزارة الخارجية الى ادانة هذا القرار فورا ». ويأتي الحكم على « فتاة القطيف »، كما يطلق عليها في السعودية نسبة الى المنطقة الشيعية شرق المملكة، بالسجن ستة اشهر والجلد مئتي جلدة في وقت تسعى فيه المملكة لتحسين صورتها واطلاق عملية اصلاحية شاملة لاسيما في مجال القضاء. وقال المرشح جون ادواردز الذي كان في الانتخابات الرئاسية 2004 مرشحا لمنصب نائب الرئيس مع المرشح الى البيت الابيض جون كيري في بيان ان الحكم يشكل « انتهاكا مشينا لحقوق الانسان الاسياسية » موضحا « اني مصدوم لان الرئيس جورج بوش لم يدن العقوبة ». اما السناتور جوزف بايدن المرشح الديموقراطي الى البيت الابيض الذي شارك في وضع قانون يطالب باستراتيجية دولية لمكافحة العنف الذي تتعرض له النساء، فدان هو ايضا الحكم الصادر عن القضاء السعودي. وقال بايدن رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ في بيان « انا مصدوم من قرار المحكمة السعودية. ادعو الملك عبدالله الى ممارسة صلاحياته والغاء العقوبة في حال لم تفعل المحاكم السعودية ذلك فورا ». والثلاثاء اكتفى ناطق باسم وزارة الخارجية بالقول معلقا على الحكم الصادر في حق الشابة السعودية على انه « مستغرب » لكنه لم يدع الى العودة عنه. وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كانت الحكومة الاميركية مترددة في ادانة دولة عربية حليفة رئيسية لواشنطن قبل مؤتمر يهدف الى احياء عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية، قال الناطق باسم الوزارة شون ماكورماك « كلا ليس الامر على هذا النحو بتاتا ». واوضح « هذا النوع من القرارات هي قرارات يجب ان يتخذها شعب البلد بنفسه وهنا السعودية ». واعتبرت فرانسز تاونسند مستشارة الرئيس جورج بوش للامن الداخلي ومكافحة الارهاب ان الحكم على الشابة السعودية « امر مرفوض تماما ». وقالت تاونسند لمحطة « سي.ان.ان » ان « هذا الامر مرفوض تماما » لكنها رفضت انتقاد الحكومة السعودية في هذه المسألة. وكانت الشابة السعودية المتزوجة، في الثامنة عشرة من العمر عندما ذهبت في صيف العام الماضي لمقابلة رجل تعرفه منذ بضع سنوات لتأخذ منه صورا لها كانت بحوزته، الا انهما هوجما بينما كانا معا في سيارة الرجل من قبل مجموعة من سبعة رجال قاموا باغتصابهما تحت تهديد السكين على ما اوردت صحيفة سعودية. وفي اول حكم صدر في القضية في تشرين الاول/اكتوبر 2006 في المحكمة العامة في القطيف في شرق السعودية، حكم على الجناة السبعة بالجلد وبالسجن ما بين سنة وخمس سنوات وعلى الضحية والرجل الذي كانت برفقته في سيارته، بالجلد تسعين جلدة. ومع ان الاغتصاب عقوبته الاعدام في السعودية، رأت المحكمة انها لا تملك البينات الكافية لانزال العقوبة القصوى. اما منطق الحكم على الشابة بالجلد فهو انها كانت في « خلوة » غير شرعية مع رجل لا يمت لها بصلة قرابة، ولو لم تكن هذه المخالفة الاولى لما وقعت الجريمة التي تلتها على ما افاد محامي الضحية. الا ان الفتاة حصلت بفضل جهود محاميها على قرار من مجلس القضاء الاعلى باعادة النظر في المحاكمة امام المحكمة نفسها، وصدر حكم جديد في القضية الاربعاء الماضي بمضاعفة العقوبة على الجناة، وانما ايضا بتشديد العقوبة على الضحية التي حكم عليها بالجلد 200 جلدة والسجن ستة اشهر، وكذلك على الرجل الآخر. www.middle-east-online.com
22-11-2007 

 

يوميات مواطن عالمي

عيد الملكة :أجمل التهاني للملكة اليزابيث الثانية وزوجها.

 

 بقلم: د. محمد الهاشمي الحامدي الأربعاء 21 نوفمبر 2007

 
يوم الإثنين، احتفلت الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا وزوجها الأمير فيليب دوق ادنبرة بالعيد الستين بزواجهما في قداس ديني قاده كبير أساقفة كنيسة كانتربري وحضره ما يقرب من ألفي مدعو لهذه المناسبة، منهم أزواج آخرون عقدوا قرانهم في نفس اليوم الذي تزوجت فيه الملكة، أي في 20 نوفمبر من عام 1947. ينتمي المدعوون لهذا الحفل إلى ديانات كثيرة، منها اليهودية والمسيحية والإسلام والبوذية والهندوسية بالإضافة إلى ديانة السيخ، ذلك أن بريطانيا تضم مواطنين ينتمون لهذه الديانات وغيرها، ومواطنين لا يؤمنون بأي دين. الملك اليزابيث تحظى باحترام واسع في المملكة المتحدة، لما تحلت به على مدار العقود الماضية من حكمة ورصانة والتزام بالقيم العائلية التقليدية للمجتمع، وقد أثنى عليها كل رؤساء الحكومات البريطانية الذين تعاقبوا على المنصب منذ ما قبل منتصف القرن الماضي وعملوا معها واحتكوا بها عن قرب. وأما تنوع الإنتماءات الدينية للذين حضروا مراسم الإحتفال بالعيد الستين لزواجها فهو يعكس وجها من وجوه القوة والحيوية والإبداع في المجتمع البريطاني. إنه مجتمع واثق من نفسه، قادر على استيعاب الناس من خلفيات ثقافية ودينية كثيرة، ويتيح لهم الفرصة لتطوير أوضاعهم المعيشية ويستفيد هو من خبراتهم وتجاربهم ويحقق المزيد من الرخاء والتقدم. المسلمون البريطانيون، سواء كانوا من السكان الأصليين أو من المهاجرين الذين استوطنوا في السنوات الماضية، شاركوا في الإحتفال بالعيد الماسي لزواج الملكة والأمير فيليب، ودعوا لها ولزوجها بالمزيد من الأفراح والمسرات. المسلمون البريطانيون اليوم جزء من مكونات المجتمع البريطاني المعتدل والمتسامح. وإن كانت ثمة أخطار تهددهم فإن مصدرها الأول هو تصريحات وأفعال أقلية من المسلمين المتطرفين المتشددين الذين يجيزون لأنفسهم استخدام العنف لخدمة أفكارهم المنحرفة، مثلما جرى قبل عامين من اعتداءات على عدد من قطارات الأنفاق في لندن. هذه القلة المنبوذة من الغالبية الساحقة من مسلمي بريطانيا تسيء بأعمالها الشنيعة المنكرة للإسلام وللمسلمين. ومن نتائج أعمالها الفاسدة المدانة أنها تخدم الطرف الثاني، أو المصدر الثاني الذي يأتي منه الخطر على المسلمين، ويتعلق الأمر بقلة من غلاة اليمينيين المتشددين الكارهين للإسلام والمسلمين، الذين تعلو أصواتهم أكثر وأكثر في ظل تنامي ظاهرة الخوف أو التخويف من الإسلام في أوروبا خلال السنوات الماضية. المسلمون في بريطانيا أصحاب مصلحة استراتيجية في مكافحة تيارات التطرف والتشدد في صفوفهم، والمساهمة بقوة في مواجهة تيارات التطرف والتشدد في العالم بأسره.

 

هل يعود السودان إلى الحرب الأهلية مجدداً؟

 

 
توفيق المديني
عادت أجواء الحرب تخيم من جديدفي السودان ، في ضوء انفجارالأزمة بين الشريكين في حكومة الوحدة الوطنية، حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الرئيس عمر حسن البشير والحركة الشعبية لتحرير السودان التي يتزعمها  النائب الأول للرئيس السوداني سلفاكير ميارديت الذي يعتكف  في مدينة جوبا عاصمة الجنوب.وكانت عناصر الأزمة موجودة سابقا منذ توقيع اتفاقية السلام في مدينة نيفاشا في التاسع من يناير/كانون الثاني العام ،2005 ، غير إن القشة التي قصمت ظهر البعير تمثلت في قضية تابعية منطقة أبيي ،الغنية بالنفط ،إضافةإلى ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، وانسحاب القوات الشمالية من الجنوب. .وتعتبر قضية  جنوب السودان  من أخطرو أكثر القضايا الإقليمية تعقيدا في القارة الإفريقية و العالم العربي. فقد لازمت هذه القضية السودان  حتى قبل استقلاله، وتسببت في العديد من الأزمات  السياسية و الانهيار الاقتصادي الذي يعاني منها السودان اليوم ، إضافة إلى ما تمخض عنها من الصراع بين الشمال والجنوب الذي دارت رحاه منذ عقدين من الزمن بوصفه أطول صراع من نوعه في القارة الإفريقية عن مقتل نحو مليوني شخص. إن الشراكة بين طرفي الحكم السوداني أصبحت معرضة للخطر، وأن اتفاقية السلام الشامل الموقعة في كينيا قبل أكثر من عامين بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان والحركة الشعبية تواجه تحديات حقيقية مع تعليق الحركة لوزرائها في حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية وتوقف عمل لجنة المصالحة الوطنية وتزايد الدور الأمريكي في تفاعلات الأزمة. ويمكن حصر قضايا الخلاف الرئيسة بين شريكي الحكم على النحو التالي: 1  -منطقة أبيي الغنية بالنفط والتي تنتج 500 ألف برميل، وتمثل 5% من نفط السودان، حيث هذه المنطقة واحدة من المناطق الثلاث التي استثناها اتفاق نيفاشا واضعا لها بروتوكولا خاصا كجنوب النيل الأزرق وجبال النوبة، وتقطن أبيي قبيلة المسيرية المنحدرة من جذور عربية، ويبلغ سكانها 30%، وقبيلة الدينكا نوك وسكانها70% وتاريخيا احتمت قبيلة الدينكا بالمسيرية واستقروا في المنطقة واختلطوا بأهلها، ولم يحسم الاتفاق وضعها حيث نص على تشكيل لجنة من الخبراء الدوليين لتقرير تبعيتها للشمال أو الجنوب. 2  -مشكلة ترسيم الحدود، حيث تتهم الحركة الشعبية  الحكومة السودانية  بعدم سحب كل قواتها من الجنوب وفقا لحدود 1965 حسب الجدول الزمني المتفق عليه قائلة إن الجيش مازال يتمركز في مناطق النفط الجنوبية، وردت الحكومة بأن عدم توفر الأمن بسبب وجود فصائل جنوبية مسلحة موالية للحركة هو سبب التأخير، واتهمت الحركة بعدم سحب قواتها من جنوب كردفان مؤكدة أن الجيش سحب80% من أفراده بينما لم تسحب الحركة سوى 20% من أفرادها، لكن الحركة تقول إن الاتفاق ينص على حراسة مناطق النفط بقوات مشتركة وهناك 25 ألفاً منها في مناطق الإنتاج تستطيع القيام بهذه المهمة. 3  -عائدات النفط، فاتفاق السلام ينص على اقتسام عوائد نفط الجنوب بنسبة 50% للحركة و50% للحكومة السودانية، لكن الحركة تتهم الحكومة بإخفاء حجم الإنتاج وعدد الآبار وعقود استخراجه وتدعي أنها لا تحصل سوى على 100 مليون دولار شهريا بينما يتم إنتاج 75% من النفط السوداني من أرض الجنوب، وترد الحكومة بأن الحركة حصلت على ثلاثة مليارات دولار من العوائد حتى الآن، وتتهمها بالفساد وعدم توظيف هذه الأموال في تنمية الجنوب. إن الشراكة بين طرفي الحكم السوداني أصبحت معرضة للخطر، وأن اتفاقية السلام الشامل الموقعة في كينيا قبل أكثر من عامين لا تمضي على مايرام. فقد شهدت جوبا عاصمة جنوب السودان اجتماعات ماراثونية في الأيام الماضية أخرج فيها قيادات الحركة الذين استدعاهم سلفاكير ، إذ استهدفت تلك الاجتماعات إلى بلوغ موقف حاسم من الشريك الأساسي، حزب المؤتمر الوطني بخصوص تنفيذ البنود العالقة في اتفاقية السلام، وفي مقدمتها ملف قضية أبيي والشراكة والنفط ومناقشة مستقبل الشراكة برمتها. ولم تستبعد «الحركة الشعبية لتحرير السودان» خروجها من الحكومة الاتحادية في الخرطوم في حال عدم تنفيذ اتفاق السلام فى جنوب البلاد، ورأت أن انهيار الاتفاق سيؤدي إلى انهيار البلاد. وفي ظل تعالي  أصوات عديدة تطالب بانفصال جنوب السودان عن الشمال، وإعلان دولة جنوب السودان المستقلة الموحدة، أعلن الرئيس السوداني عمرحسن  البشير في خطابه الناري  الذي ألقاه بمناسبة احتفالات الدفاع الشعبي بعيده ال 18  استعداد القوات المسلحة للحرب إذا بدأت في الشمال. وقال «فليتدفأ الذي يبدأ الحرب بنارها»، وحذر من سماهم «مثيري الفتن»، ودعا دعاة الحرب للبقاء في الأحراش إذا اشتعلت الحرب وعدم إدارتها من الفنادق والعواصم الأوروبية، وجدد التزام «الإنقاذ» بالعهود والمواثيق وتنفيذ كل بنود اتفاقية السلام. و في مسعى للتهدئة،دعا الرئيس السوداني عمر البشير قادة حزب المؤتمر الوطني الذي يترأسه والحركة الشعبية لتحرير السودان والقوى السياسية المعارضة في بلاده إلى التوافق على ميثاق جديد للوحدة الوطنية للحفاظ على كامل التراب السوداني، وذلك في خطاب له في افتتاح أعمال المؤتمر العام الثاني ل”المؤتمر الوطني” في الخرطوم،حيث  أكد فيه عدم العودة ثانية إلى الحرب، ودعا شريكه الرئيسي في حكومة الوحدة الوطنية الحركة الشعبية إلى ضرورة توسيع الشراكة القائمة، ما يسمح باستيعاب قوى أخرى في الحكم. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية  تقدمت باقتراح للطرفين «يقضى بإقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح على طول الحدود بين الشمال والجنوب، تفاديا لأية احتكاكات مسلحة بين الجانبين»، و حددت مساحة تقدر ب40 كيلومترا كمنطقة عازلة منزوعة السلاح بواقع 20 كيلومترا داخل حدود الشمال ومثلها داخل حدود الجنوب، وفقا لحدود ،1956 واسناد مهمة المراقبة فيها لبعثة الأمم المتحدة للسلام في السودان. وقد أبدت الحركة الشعبية موافقتها على المقترح الأمريكي، بينما طالب المؤتمر الوطني بمهلة لدراستها. إن أخطرماهو سائد الآن في السودان ،اقتراب الآراء الشعبية والرسمية من اعتماد قرار الانفصال لتبني عليه كل قرارات مقبلة حتى لا يجتهد الجميع انتظارا للاستفتاء بعد الفترة الانتقالية التي ستنتهي في العام 2011 ،والذي لن يفعل سوى تأكيد هذا الانفصال. و السؤال الذي يطرحه نفسه ، هل سيتم هذا الانفصال سلما أم بوساطة الحرب الأهلية؟ ويجمع المحللون أن الخطر بات يحيق باتفاق سلام بين شمال السودان وجنوبه، ما يهدد بتداعي الاتفاق والعودة إلى حرب أهلية واسعة النطاق، حتى في الوقت الذي يسعى فيه زعماء العالم إلى وضع حد للعنف في إقليم دارفور. فالمصلحة الوطنية و القومية في السودان تقتضي ، إحلال الديمقراطية لمواجهة قضايا البناء الوطني ، والوصول إلى حل جذري لتداعيات انهيار اتفاقية نيفاشا الخطيرة ، التي   ستقود حتما إلى تمزيق السودان إلى دويلات و كانتونات قائمة على أسس عرقية و إثنية متحاربة. و لا شك أن نجاح هذا المخطط يخدم مصلحة إسرائيل بالدرجة الرئيسة.
(المصدر: المستقبل – الجمعة 23 تشرين الثاني 2007 – العدد s1120 – رأي و فكر – صفحة 11)


آخر افلام يوسف شاهين

آدم وحنان : سلوكيات العولمة ترويج لعمليات الارهاب

 
صابر عمري (*) s-amri@voila.fr   حيثما إجتمع المال والسلطة عمّ الفساد والإرهاب.. حيثما تجرّد الإنسان من آدميّته الخيّرة.. وحيثما نبض القلب وخفق بالحب ليختلط دم المحب بالروح التي يسكن إليها، تفجّرت في بقعة من بقاع الأرض الطيبة أنهار الدماء الطاهرة التي لوّثها خبث ومكر الإرهاب، لتطوي صفحة السلم المنشود وليكتب القلم قصة الكره المرسوم أيما وجد الظلم والإستبداد وسطوة المال.   هذه المرة هي عودة علي عقب بتقنية الفلاش باك لأن الصورة جد معبّرة وشاهدة علي واقع مرّ مرير، أخرجته لنا عدسة كاميرا المخرج الفذ يوسف شاهين عبر أحداث شريطه الآخر أو آدم وحنان لتجتمع لنا وفي لوحة واحدة صورة الإمبريالي الغاشم المتعجرف وما أنتجته صناعته العمياء من إرهاب أحمق فاحش.   وبعيدا عن اللّوحة ظلّ الأمل المنشود في رحلة الحب الزكي التي جسّدتها أولي كائنات الخلق آدم عبر شخصية هاني سلامة والحضن الذي احتواه حنان رمز الطهر والحب الخالد.   القوة، المال، التآمر والتحالف الكل إجتمع في شخصية أم آدم، نبيلة عبيد، الأم الأمريكية التي يحسب لها ألف حساب والتي لم تقف بادئ ذي بدء عقبة في طريق سعادة ابنها ولكنها أبت أن يهب دمه الأمريكي المنشأ ليروي شرايين اولئك الذين ذهبوا ضحية التفجيرات.   يلتقي الجميع صدفة لدي المنتجع السياحي حيث التقي آدم بحنان ليتجاوز الفعل اللفظ وليرتجف جسد حنان بين أحضان آدم في ذات الوقت الذي يتم فيه عقد أكبر الصفقات التي أرادتها أم آدم بمثابة الأرض التي ستجمع وتوحد الديانات الثلاث، صورة جسّدها لنا يوسف شاهين بتقنية ثلاثية الأبعاد أضفت علي المتفرج طابع السكينة والأمل، ولعل صورة الجامع والكنيسة والمعبد اليهودي مجتمعين هو دلالة علي الأمل المنشود في ظل المنظومة البشرية التي يتعايش فيها الجميع وفق قناعات دينية وروحية بمختلف الديانات وهو في ذات الوقت الوهم الموجود في مخيلة الأم الأمريكية وحدها.   الفيلم يكشف عن رهانات العولمة التي تجتاح دول الجنوب وعن الأساليب المنتهجة من أجل تحقيق أهدافها، لذلك كان محمود حميدة طيلة أحداث عقد الصفقة يصر علي ضرورة الإحاطة بمدعوّيه الذين إصطحبهم صديق العائلة عصام، عزت أبو عوف، حتي لا يجودوا بعطاياهم علي من يلتف حولهم من مؤسسات الدولة حتي يستحوذ علي النصيب الأوفر من المال.   آدم، الإبن الذي عاد من جامعة كولومبيا في مواصلة لرسالة بحثه حول مسألة الإرهاب والتطرف الديني، سكنت روحه إلي حنان الصحافية، لم يمنعه حبه الجارف لحنان من الزواج بها وسط الصحراء الفسيحة متحديا كل عرف أو تقليد..   فتحي أو الشيخ فتح الله الذي عاد من أفغانستان بعد سبع سنوات صار يسعي لعقد الصفقات الإرهابية متخذا من الغطاء الديني حجابا لأفعاله، وآدم الذي فجع في صديقه الجزائري بعد المذابح والتفجيرات التي شهدتها الجزائر..   التسارع في أحداث الشريط يكشف لنا علاقات التوحد والتكامل بين الإرهاب وتيار العولمة الشرسة، فهما يتوحّدان من حيث التطرّف ويتماهيان في طبيعة الوسائل المعتمدة ليتبيّن لنا في الآخر بأنّ كل منهما ليس إلاّ وقودا لصاحبه وأنّ نهاية انصهارهما هو العنف وبحر الدم.   فالعولمة تطرّف وأمّ آدم الأمريكية إنجرفت خلف مطامعها التي نهلت قواعدها من التكتلات اللوبية داخل الولايات المتحدة الأمريكية ولتنتقل لها عدوي جنون الإمبريالية فتشهد مصرع وليدها الوحيد تحت مرأي من عينيها، صنيع ما اقترفته توجّهاتها المتطرفة، وفي ذات الوقت وفي فهم خاطئ وبعيدا كل البعد عن المعني الديني يضع الشيخ فتح الله ـ اخو حنان ـ يده في يد العنف الإقتصادي والسياسي ليجعل أخته تغرق في دمها، دم الحب الطاهر، ليختلط بدمه، دم الإرهاب الغادر.   حنان، الصحافية الشابة التي كشفت المشروع والمخطط الوهمي المتمثل في إنشاء مجمع الأديان، أجّج كراهية أم آدم تجاهها ودفعها للتحالف مع التطرف الديني في ممارسات مشوّشة تنمّ عن كل أشكال الكره تجاه أيّا كان في سبيل أن تحفظ حب ابنها آدم ولكي يعوّضها حرمان السنين التي حرمت فيها من الحب..فحتي حبها لأمريكا لم يمنعها من أن تعقد صفقة مع فتحي الإرهابي كي يدخل الأراضي الأمريكية شرط أن يلبّي لها رغباتها الشخصية.. هو إذن جنون العولمة العمياء.. أو كما كتبت حنان في مقالتها: تواطؤ رأس المال مع السلطة: فساد وبطالة وإرهاب..   لقد سادت طوال أحداث الشريط تناغمات وتقاطعات إنعكست من خلال الإيقاع الذي اتخذه الفيلم، ليمتزج رحيق الحب الطاهر بالعنف والإرهاب الغادر.. إيقاع جسّدت صوره التعبيرية المطربة ماجدة الرومي بادائها المتميز لتنشد أروع قصة حب يعيشها الإنسان، قصة آدم وحنان، لتمتزج دماء حبهما الطاهر وليصعدا نحو السماء، نحو الخلود، نحو الآخر..   هي قصة الحب التي من خلالها أراد يوسف شاهين أن يقول لنا وأنه بالرغم من أنّ الفيلم قد تم إنتاجه في سنة 1999 فإنّ سلوكيّات العولمة وممارساتها ليست إلا ترويجا لسلعة الإرهاب الماكرة المتعددة الجنسيات، ليغدو التفجير هنا وهناك مشروعا لدي كل حامل وجامع للمال والسلطة والسياسة والتطرف..   (*) كاتب من تونس   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 24 نوفمبر 2007)

 

في أصل الخوف العربي من التغيير

      

 
 برهان غليون (*)   بالرغم من تفاقم القطيعة بين النخب الحاكمة والشعوب وفقدان هذه الأخيرة الثقة بالنظم التسلطية القائمة، فإن الغالبية العظمى من الرأي العام لا تزال تنظر بصورة سلبية، إن لم تكن بروح الشك، إلى فكرة التغيير. بل ليس من المؤكد أن للتغيير معنى محددا وواضحا عندها، ربما باستثناء ما يمكن أن يفهم من ذلك من تغير أشخاص الممسكين بالسلطة والقابضين عليها وتبدل أصولهم المذهبية أو الإثنية أو الاجتماعية في أحسن الحالات. وهذا ما يفسر عزلة حركات المعارضة العربية وضيق القاعدة الاجتماعية التي تستند إليها، كما يفسر من وراء ذلك مأزق التغيير وانسداد آفاقه في المجتمعات العربية بالرغم من الشعور العميق بالحاجة إليه وضرورته وحتميته عند جميع الأفراد، ليس في المجتمع فقط ولكن في الحكم أيضا.   وبسبب غياب البعد الفكري والأخلاقي للتغيير لا تدفع الضغوط القوية التي يتعرض لها المجتمع إلى التحرك نحو الأمام كما هو الحال في المجتمعات السليمة البناء، وإنما يتجلى عبر توسع دائرة الانفجارات والنزاعات الداخلية الطائفية والمذهبية والقومية، وبالتالي عبر الدوران في حلقة مفرغة، مما يزيد من غرق المجتمع في الأزمة وإحباط فئاته الاجتماعية وغضبها جميعا.   ويرجع هذا الوضع في جزء كبير منه إلى نجاح السلطة الرسمية خلال العقود الماضية في القضاء على أي ثقافة مدنية سياسية دستورية حديثة، كتلك التي نشأت في سياق النهضة والصراع ضد السيطرة الأوروبية الاستعمارية وعلى أرضية مفاهيم الحداثة السياسية.   وقد أسفر ذلك عن عودة أشكال من الوعي ما قبل السياسي ترى في النظام الاجتماعي قدرا محتوما أو تجليا لإرادة عليا لا يمكن التحكم فيها أو السيطرة عليها أو حتى فهم دوافعها وآليات عملها، ولم يعد ثمرة جهود إنسانية واعية وإرادية، وبالتالي نتيجة اختيارات سياسية وأخلاقية لأعضاء المجتمع، يمكن تغييرها أو مراجعتها من قبل المواطنين الذين تبنوها.   ويرجع ذلك في جزء آخر منه إلى انحطاط مفهوم السياسة ومعناها، وتماثلهما مع فكرة تداول نماذج حكم جاهزة وناجزة، اشتراكية أو ليبرالية أو إسلامية على الدولة، لا مجال لتغييرها أو النقاش في أهدافها وغاياتها، يرتبط تحقيقها بنجاح فريق اجتماعي في الوصول إلى السلطة إما بسبب مواقعه المتميزة في المؤسسة العسكرية والأمنية أو تحالفه مع القوى الخارجية أو كليهما. وفي جميع الحالات لا ناقة للمواطن العادي الفقير فيها ولا جمل.   ويخفي هذا التصور كما هو واضح الاستقالة العميقة النظرية والسياسية والأخلاقية معا للرأي العام، سواء جاء ذلك بسبب الإحباط واليأس من القدرة على التأثير، أو بسبب الاقتناع المتنامي بالاستلاب للقوى الكبرى والحاكمة معا.   لكن النتيجة واحدة وهي النظر إلى التغيير على أنه ليس فعل إرادة ذاتية للشعوب، ولكنه ثمرة تضافر عوامل خارجية وداخلية خارجة عن إرادة الناس وقدراتهم.   ويقوض هذا التفكير الأساس العميق لفكرة الديمقراطية القائمة على مشاركة الناس ودفعهم إلى الانخراط في السياسة، ويقضي بالتالي على الفكرة الوحيدة الحاملة لمشروع التغيير اليوم.   فلا تبدو الديمقراطية لهؤلاء أساسا لبناء قاعدة جديدة لممارسة السلطة وتوزيعها، وبالتالي مشروع شراكة وطنية جديدة، تقوم على مساواة الجميع أمام القانون وضمان حقهم المتساوي في التداول على السلطة، وإنما محاولة لإعادة إحياء نماذج الحكم الليبرالية الغربية، التي لا تخدم سوى مصالح فريق من الباحثين الجدد عن السلطة في إطار تبدل السياسات الدولية.   بل تبدو الديمقراطية لكثيرين أخطر من كل ما جاء قبلها من نماذج حكم سياسية. وتكاد تحتل محل الفكرة الشيوعية البائدة في كونها تمثل مصدرا لتهديدات حقيقية تمس الهوية الجماعية والدين والقومية معا. ذلك أن مفهومها يختلط في الثقافة العربية التي اكتسبناها في نصف القرن الماضي، بمفهوم الحرية الفردية.   وبفضل جهود الأصولية الإسلامية والقومية الاستبدادية أصبحت الحرية رديفا في وعي الشعب البسيط للإباحية، أي حق الفرد في عمل كل ما يشاء أو يخطر له، وبالتالي فتح المجال أمام الارتداد عن الدين والخروج على القانون وتحدي الآداب العامة والأخلاقيات السائدة.   لذلك لا تتورع بعض التيارات المحافظة الدينية عن اتهام الديمقراطيين عندما يتحدثون عن الحريات الفردية وحقوق الإنسان العالمية، بأنهم يريدون تحويل الإنسان إلى ما يشبه البهيمة التي تتصرف بدافع غرائزها وترفض إخضاع سلوكها الغريزي لأي قيمة أخلاقية أو دينية.   ليس هناك أمل في تغيير وجهة الحركة الاجتماعية، وتحويلها عن التغرير في النزاعات الأهلية لتنفيس الضغوط الداخلية والخارجية، نحو التوجه إلى الأمام والبحث عن تطوير بنية المؤسسات وتوزيع الصلاحيات وتقسيم العمل العام، وبالتالي التراكم المنتج، من دون إعادة الاعتبار لفكرة الحرية والقيم المرتبطة بها من استقلال الضمير والحق في المبادرة والتنظيم والمشاركة في الحياة العمومية.   وهذا يستدعي مسبقا استرجاع الأفراد لأهليتهم، أي لثقتهم بأنفسهم وإيمانهم بقدرتهم على التفكير الناجع والمساهمة الإيجابية والمشاركة في المسؤولية العمومية واتخاذ القرارات المصيرية، كما يستدعي القضاء على التمييز العنصري ضد الذات الذي يجعل أغلبية الأفراد يعتقدون أنهم غير أهل وغير أكفاء لتقرير مصيرهم، ويقبلون بتسليم زمام أمورهم إلى فئة يضفون عليها سمات التفوق والنبل والقدرة على حمل المسؤولية، ويحوّلونها إلى أرستقراطية يسيرها العقل والقيم الأخلاقية، بينما ينظرون إلى أنفسهم على أنهم رعاع تسيرهم الغريزة.   والحال أن الديمقراطية تعني وتفترض نزوع الجميع إلى التصرف على أنهم أسياد، أي أنهم موطن لوعي أخلاقي قادر على حمل المسؤولية والمشاركة في توجيه الحياة العمومية، والمطالبة بالحرية باعتبارها شرطا لهذه السيادة ومقوما لها.   ففي هذه الحالة لا تظهر الحرية تحررا من القيود الاجتماعية والأخلاقية والدينية كما يفهمها الوعي البسيط الشائع، ولا تبدو بالتالي فكرة خطرة وهدامة، وإنما بالعكس تبدو اعترافا بالفرد أيّ فرد على أنه موطن للسيادة أي للتكوّن على القدرة -مثله مثل الحاكمين الذين لبسوا ثياب الأرستقراطية- على التصرف من وجهة نظر الأخلاق والقانون وتحمل المسؤولية العامة وتجاوز النظرة الأنانية.   فلا يصبح الفرد مواطنا مسؤولا ومساويا لغيره إلا بقدر ما يظهر قدرته على استبطان القيم القانونية والأخلاقية المشتركة وإخضاع سلوكه لها. هكذا تعني المواطنة هنا حق جميع الأفراد في التمتع بصفة الإنسانية الواحدة، التي لا يمكن أن تنفصل عن صفة الحرية والسيادة الشخصية.   لذلك تشكل الديمقراطية -في ما وراء ما تمثله من نظام سياسي قائم على تنظيم الانتخابات الدورية وممارسة الحريات الفردية- مشروع برنامج لتأهيل الأفراد سياسيا واجتماعيا وأخلاقيا، وتربيتهم على السيادة وتحريرهم من شعورهم بالدونية.   وبقدر ما تساعدهم هذه التربية على الارتقاء في نظرتهم وممارستهم فوق المصالح الأنانية، تؤسس لعلاقة تضامن جديدة، أي للوطنية وللوطن باعتبارهما مرجعية رئيسية تتجاوز المرجعيات المذهبية والإثنية والعشائرية والعائلية.   إنها عملية تحرير للإنسان، أي للشعب الذي عومل خلال التاريخ على أنه جمهور غريزي، لا يمكن أن يتصرف حسب العقل والأخلاق، ولا يستطيع أن يدرك المصلحة العامة ويرتفع إلى مستوى المسؤولية العمومية، ولا بد بالتالي من رادع له يفرض عليه الانصياع والانقياد من خارجه.   وهذا هو ما أنتج مفهوم السلطان وجعله قوة متحررة من أي قيد ومستقلة كليا عن أي إرادة شعبية، تخضع المجتمعات بقوة الشوكة والعصبية البدائية أو الدينية، ولا تخضع لها.   ومما لا شك فيه أن عجزنا عن الارتفاع إلى مستوى مفهوم الجماعة الوطنية ونكوصنا إلى نماذج سلطانية يعود في جزء كبير منه إلى تقصير مثقفينا في العقود الماضية، وتمحور تفكيرنا ونقاشنا خلال أكثر من قرن حول مسائل الهوية والقومية ومقارعة الاستعمار الذي ابتلينا به في هذه المنطقة أكثر من أي منطقة أخرى.   لكنّا ندرك الآن أن القضاء على النفوذ الاستعماري غير ممكن من دون الارتقاء بمستوى حياة الفرد ووعيه والتزامه الجمعي وحسه بالمسؤولية تجاه مصير المجتمع بأكمله، وليس فقط تجاه نفسه وأفراد عائلته الصغيرة كما هو سائد اليوم.   ومن هنا لا سبيل إلى بناء مجتمع ديمقراطي حر ومستقل وسيد بعيد عن التسلط والتعسف وانتهاك حرية الآخر، إلا بتربية المجتمع نفسه وتأهيله لاستيعاب معنى الحرية والمساواة والسيادة والاستقلال الشخصي والقانون. هذه هي الخطوة الأولى الضرورية لتأسيس معنى التغيير، وبناء قوى ديمقراطية قادرة على حمل مشروع التغيير هذا وتزويده بالبرنامج الإنساني الذي لا أمل في تحريك الجمهور من دونه. وربما كان دور المثقفين أهم في هذا المجال بكثير من دورهم في قيادة حركة التغيير السياسي نفسها، لأن نظام الديمقراطية الذي يستند إلى تدخل الشعب ولا يقوم إلا على مشاركته القوية، يفترض أولا وجود شعب. والشعب ليس مجرد أفراد يعيش بعضهم مع بعض، ولكن علاقة سياسية تجمع بين الأفراد على قاعدة العيش المشترك وأخلاقيات الاحترام والمساواة والتضامن والتكافل. الشعب نظام أخلاقي وثقافي وقانوني، أي وعي وطني يولد إرادة واحدة.   فإذا انعدمت الأخلاقيات التضامنية والمواطنية وتحول الشعب إلى أفراد لا رابطة بينهم سوى المصالح الخاصة، لا يشعرون بالألفة ولا الثقة المتبادلة ولا الفائدة من العيش المشترك، زالت الإرادة الموحدة وانقسم الشعب إرادات، وزالت إمكانية بناء نظام سياسي بالفعل.   أما ما نعرفه في بلداننا فلا علاقة له بذلك، وهو ليس نظام سياسة، وإنما نظام تسلط بالقوة، وفرض إرادة مجموعة من الحاكمين المستندين في حكمهم إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية، ولا تملك شعوبنا بعد مفاهيم ولا أخلاقيات سياسية حقيقية واعية ولا إرادة وطنية.   إنها تعيش في نظام التبعية المطلقة للسلطة وللدولة « الأجنبيتين »، أي المفروضتين من خارج اجتماعي وسياسي، حتى لو كان أعضاؤهما من أهل البلاد الأصليين.   لكنهم لا يجمعهم جامع مع بقية أبناء جلدتهم، ولا يستطيعون ضمان استمرار سلطتهم إلا بإظهار تفوقهم عن طريق استخدام جميع وسائل القوة والاحتيال، وتعليم الشعوب استبطان دونيتها للنظر إليهم باعتبارهم مبدأ سيادة وسلطة ونظام وأصل كل حياة.   (*) كاتب سوري   (المصدر: ركن المعرفة بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 23 نوفمبر 2007)
 


من حسني مبارك . إلى شعب مصر

  شعر أحمد فؤاد نجم

 
ياشعبي حبيبي ياروحي يابيبي ياحاطك في جيبي يابن الحلال ياشعبي ياشاطر ياجابر خواطر ياساكن مقابر وصابر وعال ياواكل سمومك يابايع هدومك ياحامل همومك وشايل جبال ياشعبي اللي نايم وسارح وهايم وفي الفقر عايم وحاله ده حال احبك محشش مفرفش مطنش ودايخ مدروخ واخر انسطال احبك مكبر دماغك مخدر ممشي امورك كده باتكال واحب اللي ينصب واحب اللي يكدب واحب اللي ينهب ويسرق تلال واحب اللي شايف وعارف وخايف وبالع لسانه وكاتم ماقال واحب اللي قافل عيونه المغفل واحب البهايم واحب البغال واحب اللي راضي واحب اللي فاضي واحب اللي عايز يربي العيال واحب اللي يائس واحب اللي بائس واحب اللي محبط وشايف محال واحبك تسافر وتبعد تهاجر وتبعت فلوسك دولار او ريال واحبك تطبل تهلل تهبل عشان مطش كوره وفيلم ومقال واحبك تأيد تعضض تمجد توافق تنافق وتلحس نعال تحضر نشادر تجمع كوادر تلمع تقمع تظبط مجال لكن لو تفكر تخطط تقرر تشغلي مخك وتفتح جدال وتبدأ تشاكل وتعمل مشاكل وتنكش مسائل وتسأل سؤال وعايز تنور وعايز تطور وتعمللي روحك مفرد رجال ساعتها حجيبك لايمكن اسيبك وراح تبقى عبره وتصبح مثال حبهدل جنابك وأذل اللي جابك وحيكون عذابك ده فوق الاحتمال وامرمط سعادتك واهزأ سيادتك واخلي كرامتك في حالة هزال وتلبس قضيه وتصبح رزيه وباقي حياتك تعيش في انعزال حتقبل ححبك حترفض حلبك حتطلع حتنزل حجيبلك جمااااال

 

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.