السبت، 22 مايو 2010

Home – Accueil

TUNISNEWS

 10ème année, N°3651 du 22.05.2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولضحايا قانون الإرهاب


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – بيان :في تناقض صارخ مع مسار الحوار الرابطي، السلطة تمنع الاحتفال بذكرى تأسيس الرابطة

الحزب الديمقراطي التقدّمي بلاغ: اعتقال فرحات حمّودي ووسام الصغير

الجزيرة نت:محاصرة أمنية لحقوقيي تونس

قدس برس:السلطات التونسية تتصدى بحزم لمنع وقفة احتجاجية ضد حجب مواقع الانترنيت

كلمة:اعتقال عدد من المدونين قبل انطلاق المظاهرة المنددة بالحجب في تونس

التنسيقية الجهوية للمؤتمرين بجهة صفاقس – بيان:إثر اختطاف مناضل الاتحاد العام لطلبة تونس أنيس الرياحي

الجزيرة.نت:تونس تجرم « التحريض على مصالحها »

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان – فرع القيروان:إعـــــــــلام

الضمير النقابي:من يوقف عربدة سعيد شورب مدير الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير؟

كلمة:اضراب في قطاع التعليم الثانوي بقابس بسبب اعتقال مدرس

الصباح:تونس وتراجع اليورو إشارات حمراء.. قطاعات مهددة.. وإجراءات وقائية

د.أحمد القديدي:من يطفئ الحريق في مدينة اليورو؟

صالح عطية:مقولة « الأمن القومي »

علـــي شرطــــاني :أنظمة صناعة الموت 3/4

الحبيب بوعجيلة:الإصلاح والتنمية خيار أصيل وغاية دائمة : من هنا نبدأ

الوطن:الاقتدار السياسي يقاس بالقدرة على إنتاج الأفكار والمسؤولية ( الجزء الثاني)

الوطن: نقابة كتّاب تونس… من أجل الكاتب أم ضدّ اتّحاد الكتّاب

الصباح:بورقيبة ونويرة ذكريات ومذكرات

الصباح:في منتدى الحوار بالمكتبة الوطنية فتحي التريكي يتحدث عن «فوكو».. الماركسية والفلسفة الشريدة

عادل الثابتي :صلاح الدين البرهومي:تساؤلات  حول التاريخ الجهوي تحيل إلى جوهر المسائل الوطنية

الباحث سامي براهم :محمد الفاضل بن عاشور : رجل السياسة والمصلح الدستوري ! ؟

موقع الشيخ عبد الرحمان خليف :ما أشقى المحتالين على أحكام الله

نصر الدين سويلمي:كلـيلـة ودمـنـة..؟!

هند الهاروني:إلى تركيا الحضارة و غزّة العزة

محمد العروسي الهاني:الواجب يفرض على كل مواطن نزيه التحري في المعلومة وخوف الله قبل كل شيء

القدس العربي:مخرج جزائري يستعد لتصوير فيلم عن العلاقات الأمريكية والعالم العربي

العرب:المغرب يُبعد مسيحيين أجانب «لتفادي الصدام» بين الأديان

حمدى قنديل:لماذا توقف الجسر؟!


(Pourafficher lescaractèresarabes suivre la démarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

أفريل 2010

https://www.tunisnews.net/15Avril10a.htm


 

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – بيان : في تناقض صارخ مع مسار الحوار الرابطي، السلطة تمنع الاحتفال بذكرى تأسيس الرابطة


قامت اليوم الجمعة 21 ماي 2010 أعداد كبيرة من قوات الأمن بمحاصرة المقر المركزي للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان لمنع الاحتفال بالذكرى الثالثة والثلاثين لتأسيس الرابطة، ومنعت جميع المدعوين من الوصول إليه، ولم يتمكن من الدخول إلا أعضاء الهيئة المديرة. وقد تنقل عدد كبير من أعضاء هيئات الفروع والمناضلين والأصدقاء وأعضاء من السلك الديبلوماسي لحضور الحفل غير أنهم أوقفوا عند الحواجز الحديدية التي أغلقت كل الأنهج المؤدية إلى المقر. ويأتي هذا المنع في تناقض صارخ مع الجوّ الايجابي الذي يدور فيه الحوار بين الهيئة المديرة ممثلة بلجنة الحوار المنبثقة عنها ومجموعة الرابطيين الذين تقدموا بدعاوى قضائية منذ عقد المؤتمر الوطني الخامس في أكتوبر 2000، وبحضور السيدين عبد الوهاب الباهي ومنصر الرويسي. وقد عقد آخر لقاء بين الجانبين مساء أمس الخميس وتم خلاله تحقيق تقدم ملحوظ باتجاه إنهاء نقاط الخلاف التي تحول دون عقد المؤتمر الوطني بشكل وفاقي في أقرب الآجال الممكنة. وجدّد خلاله رئيس الرابطة الدعوة الموجهة لكل الرابطيين ومنهم مجموعة الشاكين لحضور حفل الاستقبال وهي الدعوة التي قابلها الجميع بارتياح. وكان مدير الحريات العامة بوزارة الداخلية خاطب هاتفيا صباح اليوم رئيس الرابطة ليعلمه شفويا بأن حفل الاستقبال الذي برمجته الهيئة المديرة للرابطة ممنوع بدعوى وجود حكم قضائي يمنع الهيئة المديرة من القيام بأي نشاط باستثناء عقد المؤتمر الوطني. وتؤكد الهيئة المديرة ما شدّدت عليه سابقا من أنه، ومهما كانت القراءة المقدمة لذلك الحكم الصادر في جوان 2001 فإن لا دخل للسلطة ولوزارة الداخلية تحديدا في تنفيذه، ذلك أنه لا يهم إلا مصلحة الأطراف المشمولة به وهم الهيئة المديرة والشاكون وهم الذين يتم الحوار معهم وتمّت دعوتهم لحفل الاستقبال وكان من المتوقع حضور بعضهم تعبيرا عن الرغبة في إنجاح الحوار الرابطي وفق الأهداف التي رسمت له بين الجانبين. ويتأكد مرة أخرى أن وزارة الداخلية تخرق القانون بشكل سافر، بامتناعها عن إعلام الرابطة كتابيا بقرار المنع حتى تمارس الهيئة المديرة، عند الاقتضاء، حق التظلم أمام المحكمة الإدارية للمطالبة بإلغاء ذلك القرار لتجاوزه للسلطة. والهيئة المديرة إذ تعبّر عن شجبها لهذا المنع، تستغل هذه المناسبة لتهنئة الرابطيات والرابطيين من مختلف الأجيال بعيد ميلاد منظمتنا العتيدة. وتدعو السلطة مرة أخرى إلى الكف عن التدخل في شؤون الرابطة وتمكينها من العمل بكل حرية ورفع الحصار المضروب منذ سبتمبر 2005 على مقرات الفروع داخل الجمهورية وعلى المقر المركزي بالعاصمة. وتحيّي الهيئة المديرة كل الذين استجابوا لدعوتها، وتعتذر لهم عمّا لحقهم من تضييقات عند محاولتهم الوصول إلى مقر الرابطة. تونس في 21 ماي 2010 عن الهيئـة المديـرة الرئيـس المختـار الطريفـي  


الحزب الديمقراطي التقدّمي

بلاغ  

حاصر ابتداء من الثانية بعد الزوال عدد كبير من أعوان الأمن بزي مكافحة الشغب كل التقاطعات مع شارع بورقيبة وبالقرب من وزارة المواصلات، ومنع البوليس باللباس المدني الشباب، وبالأخصّ المدوّنين المتعاطفين مع الحملة ضدّ الحجب، والوجوه السّياسيّة، من التّواجد في مقاهي مركز العاصمة تونس ومن التجوال في محيط شارع الحبيب بورقيبة. وتواجد عدد كبير من مدنيين صرّحوا أنهم أعوان أمن دون أن يستظهروا بما يثبت ذلك بمحيط مقر الحزب الديمقراطي التقدّمي بالعاصمة ومنعوا شباب الحزب من الدخول إلى المقر مستعملين العنف المادّي والكلام الفاحش وسب الجلالة وأجبروا فرحات حمّودي عضو اللجنة المركزية للحزب ومسؤول الشباب على امتطاء سيارة مدنية مع أعوان الأمن ذهبت به إلى وجهة مجهولة. ووقع قبل ذلك وحوالي الساعة الواحدة والنصف إيقاف عضو الحزب والناشط في اتحاد الطلبة وسام الصغير من أحد مقاهي شارع بورقيبة، وإلى حدّ الساعة لا نعرف عنهما شيئا. والحزب الديمقراطي التقدّمي يحتج بشدّة على منع شباب الحزب من الدخول إلى مقرّه وعلى إيقاف عدد منهم ويطالب بإطلاق سبيلهم فورا ويلفت انتباه السلطة إلى أن المطالبة بحرية الإعلام وبرفع الحجب ليست خاصة بشباب الحزب وإنما هو مدّ جماهيري لن توقفه سياسة القمع والاعتداءات والإيقافات التعسّفية. عن الهيأة التنفيذية د. أحمد بوعزّي


محاصرة أمنية لحقوقيي تونس


خميس بن بريّك-تونس  
تحوّل الاحتفال بالذكرى الثالثة والثلاثين لتأسيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان يوم الجمعة إلى ما يشبه حظر التجوّل بعد منع الشرطة رؤساء فروع الرابطة وعددا كبيرا من الحقوقيين من الاقتراب من مقر الرابطة. وطوّق رجال الأمن بالزي المدني مقر الرابطة بمنطقة العمران بالعاصمة تونس، وأقاموا حواجز حديدية لمنع رؤساء فروع الرابطة بمحافظات تونس من الوصول للمقر، ولم يسمحوا سوى لأعضاء هيئة الإدارة بالدخول. كما اشتكى بعض رؤساء الفروع من محاصرة منازلهم. ويقول رئيس فرع محافظة القيروان (وسط تونس) مسعود رمضاني للجزيرة نت « لقد حاصر رجال الشرطة منزلي منذ الصباح لمنعي من التنقل ». تدهور غير مسبوق وعبّر عن قلقه مما وصفه بتدهور غير مسبوق للحريات العامة بتعطيل نشاط الرابطة التونسية لحقوق الإنسان وعدة منظمات مستقلة أخرى مثل نقابة الصحفيين وجمعية القضاة وبعض أحزاب المعارضة. ويوافقه الرأي رئيس فرع محافظة بنزرت (شمال) علي بن سالم، الذي طالما اشتكى هو الآخر من محاصرة منزله والتضييق على تنقلاته ونشاطه الحقوقي. ويقول للجزيرة نت « الوضع يسير من السيئ إلى الأسوأ ». وكانت الرابطة دعت في بيان لها كافة رؤساء الفروع والنشطاء الحقوقيين وحتى المواطنين إلى حضور حفل ذكرى تأسيسها عام 1977، بعدما تلقت تطمينات منذ يومين من قبل مسؤولين رسميين بالسماح لها بإقامة الحفل. وجرت محادثات منذ أيام بشأن إمكانية عقد الاحتفال بين هيئة إدارة الرابطة ووسيطين رسميين هما رئيس المرصد الوطني للانتخابات عبد الوهاب الباهي ورئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان الحكومية منصر الرويسي. لكن رنين جرس هاتف رئيس الرابطة مختار الطريفي لم ينبئ بخير، فقد تلقى صباح يوم الجمعة مكالمة هاتفية من مدير الحريات العامة بوزارة الداخلية يعلمه فيها شفويا بأن حفل الاستقبال ممنوع، حسب قوله. خرق للقانون وعن أسباب هذا المنع يقول الطريفي للجزيرة نت إن « وزارة الداخلية تقحم نفسها في شؤوننا الداخلية ومنعتنا بصفة غير قانونية من إقامة الحفل بدعوى وجود حكم قضائي صادر في يونيو/حزيران 2001 يمنع هيئة الإدارة من القيام بأي نشاط باستثناء عقد مؤتمرها الوطني ». ويعتبر الطريفي أن وزارة الداخلية تخرق القانون « بشكل سافر » بامتناعها عن إعلام الرابطة كتابيا بقرار المنع حتى تمارس الهيئة الإدارية حق التظلم أمام المحكمة الإدارية للمطالبة بإلغاء ذلك القرار لتجاوزه السلطة. ويترأس الطريفي الرابطة منذ انعقاد المؤتمر الخامس عام 2000، لكن منذ ذلك الوقت تشهد الرابطة -وهي أقدم منظمات حقوق الإنسان في أفريقيا والعالم العربي- أزمة داخلية بسبب انشقاق أعضاء ينتمون للتجمع الدستوري الديمقراطي (الحزب الحاكم). وتسبب المنشقون في تعليق مؤتمر الرابطة السادس عام 2005 بعدما رفعوا قضية ضد إدارة الرابطة بمحاولة تقليص الفروع بعدد من المحافظات المنخرطين فيها لاستبعادهم، معتبرين ذلك خرقا للقانون الداخلي للمنظمة. وكانت الهيئة الإدارية المنبثقة عن مؤتمر 2000 برئاسة مختار الطريفي قررت دمج عدّة فروع للرابطة (القصرين وسبيطلة ونابل الحمامات ومنفلوري الوردية بالعاصمة) بسبب قلة عدد المنخرطين بها. واتهمت الرابطة السلطة بتحريض المنشقين داخلها على إثارة الأزمات لتعطيل نشاطها، لكن السلطة نفت هذه الاتهامات. في المقابل أصدرت المحكمة حكما بمنع انعقاد المؤتمر الوطني الخامس للرابطة عام 2005 لحين إصدار حكم نهائي في النزاع الداخلي. وتسعى الرابطة من خلال إقامة هذا الحفل لاستدعاء المنشقين ومحاولة رأب الصدع لعقد مؤتمر وفاقي هذا الصيف، في خطوة يراها بعض المراقبين أنها قد تكون خطوة جيدة نحو الانفراج، بينما شكك آخرون في جدواها. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 22 ماي  2010)


السلطات التونسية تتصدى بحزم لمنع وقفة احتجاجية ضد حجب مواقع الانترنيت

 


تونس – خدمة قدس برس فرضت السلطات الأمنية صباح السبت 22 مايو (أيار) تدابير أمنيّة مشددة لمنع تحركات كان عدد من الشبان يعتزمون القيام بها احتجاجا على الرقابة الصارمة على الانترنيت. وشهد محيط وزارة تكنولوجيا الاتصال انتشارا كبيرا لعناصر أمنيّة بالزي المدني ووحدات منع الشغب. وكثفت عناصر الشرطة دورياتها في شارع الحبيب بورقيبة الحيوي بالعاصمة الذي يوجد به مبنى وزارة الداخلية وقامت بالتثبت في هويات الشبان المارين أو المتواجدين بالمقاهي، فيما منع صحافيون ونشطاء من البقاء هناك فرادى أو جماعات.  وكان شبان تونسيون قد دعوا إلى تنظيم وقفة احتجاجية تحت شعار « نهار على عمّار »، هدفها طلب الإيقاف الفوري للحجب على الانترنت. وفي هذا السياق قام شبان بإعلام الجهات الأمنية بموعد التظاهرة لكنّ السلطات رفضت طلبهم وحققت معهم. ويتندّر مستخدمو الانترنت في تونس بعملية الحجب وأطلقوا على المسؤولين عنها اسم « عمّار 404 » في إشارة إلى شخصية سائق شاحنة قديمة لم تروّج في تونس منذ سنوات عديدة. وذكر الصحفي والمدوّن سفيان الشورابي في تصريح لوكالة « قدس برس » أنّ شابين من منظمي التحركات المتوقعة يوم السبت تم احتجازهما قبل يوم من ذلك وأخلي سبيلهما في ساعة متأخرة من ليل الجمعة. وأضاف الشورابي أنّه يتوقع أن يكونا قد خضعا لضغوطات لإرغامهما على إعلان إلغاء التظاهرة وبث مضمون ذلك في تسجيل نشر على موقع « فايس بوك »، قبل أن يمتنعا بعد ذلك عن إجابة من يتصل بهما عبر الهاتف. كما تحدثت مصادر أخرى عن معلومات غير دقيقة عن اختفاء بعض الشبان المنخرطين في هذا التحرك، وعبّرت عن خشيتها من اعتقالهم. وكانت هذه التحركات ستتضمّن ارتداء الشبان قمصان تحمل شعار الاحتجاج على الرقابة. وتصنف منظمات دولية مدافعة عن حرية التعبير تونس ضمن أكثر بلدان العالم التي تحجب مواقع الانترنت. وتقول الحكومة التونسية إنّها تقوم بحجب المواقع التي تحرض على العنف والكراهية والمواقع الإباحية فقط. وضمن قائمة العناوين المحجوبة في تونس مواقع منظمات حقوقية محلية ودولية وصحف معارضة ومواقع إعلامية مستقلة ومدوّنات وصفحات على المنتدى الاجتماعي « فايس بوك ». وفي تشرين أول (أكتوبر) 2009 قامت السلطات بحجب موقع « الجزيرة نت » في تونس بدعوى التحريض على العنف، حسب ما صرّح به مصدر رسمي.  
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 22 ماي 2010)

اعتقال عدد من المدونين قبل انطلاق المظاهرة المنددة بالحجب في تونس


حرر من قبل معزّ الجماعي في الجمعة, 21. ماي 2010
علمت « كلمة » أن أعوان الشرطة في تونس العاصمة قاموا عشية يوم الجمعة 21 ماي بإعتقال « ياسين العياري » و « سليم عمامو » اللذان تقدما بداية الأسبوع الجاري إلى الإدارة العامة للأمن الوطني بمطلب تنظيم مظاهرة أمام مقر وزارة اتصالات التكنولوجيات احتجاجا على حجب مئات المدونات و المواقع الإلكترونية في تونس .  و ذكر شهود عيان أنه وقع اقتيادهما إلى مقر وزارة الداخلية مع إغلاق هاتفيهما للحيلولة دون الاتصال بالمنظمات الحقوقية والمحامين.  و جاءت عملية الاعتقال قبل ساعات من انطلاق المسيرة التي استجاب المئات من الشباب التونسي إلى دعوة المشاركة فيها.  و حظي خبر تنظيم المظاهرة المذكورة بتغطية صحفية في عدد من وسائل الإعلام العربية و الأوروبية على غرار صحيفة  » rojoynegro » لسان كفدرالية الشغل الإسبانية . علما أن وزارة الداخلية التونسية رفضت يوم الثلاثاء 18 ماي تسلم مطلب الإعلام بالمظاهرة الذي تقدم به منظموها و هو ما أشرنا له في نشرات سابقة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 21 ماي 2010)


إثر اختطاف مناضل الاتحاد العام لطلبة تونس أنيس الرياحي : التنسيقية الجهوية للمؤتمرين بجهة صفاقس – بيان

 


قامت قوات البوليس مساء يوم الخميس 21 ماي 2010 باختطاف أنيس الرياحي عضو المجلس العلمي وعضو المكتب الفيدرالي أحمد بن عثمان بالمعهد التحضيري للدراسات الادبية و العلوم الانسانية (القرجاني) أثناء إجتيازه لاختباراته. إن هذه الخطوة اللامسبوقة في ضرب الحق في الدراسة والهادفة لحرمان الطلبة النقابيين من إستكمال دراستهم بشكل طبيعي تؤكد مرة أخرى موقف السلطة المعادي لاستقلالية الاتحاد وسعيها المتواصل لضرب الحق النقابي داخل الجامعة. ويهمنا نحن في التنسيقية الجهوية للمؤتمرين بجهة صفاقس أن نتوجه للرأي العام الطلابي والوطني بالتالي:  إستنكارنا بشدة إيقاف الرفيق ومطالبتنا بإطلاق سراحه دون قيد أو شرط.  تأكيدنا أن توقيت الاعتقال وإن جاء في وقت حساس من السنة الجامعية فإنه لن يثنينا عن مواصلة الدفاع عن مناضلينا بكافة السبل المتاحة.  مساندتنا اللامشروطة لاضراب الجوع الذي يعتزم مناضلو الاتحاد خوضه غدا الجمعة بالمعهد التحضيري للدراسات الادبية والعلوم الانسانية من أجل إطلاق سراح الرفيق، كما نجدّد دعوتنا لهياكل الاتحاد من أجل تحمّل مسؤولياتها تجاه مناضليها والمنظمة الطلابية.  تجديد مطالبتنا بالافراج عن مساجين الحركة الطلابية وإيقاف التتبعات العدلية ضدهم وإعادة الرفاق المطرودين الى مقاعد الدراسة.  عزمنا السعي قدما نحو إنجاز المؤتمر الموحد مهما كلفنا من تضحيات. عاش الاتحاد العام لطلبة تونس مناضلا حرا ومستقلا
الحرية لسجناء الحركة الطلابية صفاقس في 21 ماي 2010 التنسيقية الجهوية للمؤتمرين بجهة صفاقس  
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 22 ماي 2010)  

تونس تجرم « التحريض على مصالحها »


صادق مجلس الوزراء في تونس على قانون يعاقب من يحرض جهات أجنبية على مصالح البلاد الاقتصادية، وهو ما اعتبره بعض المراقبين رسالة شديدة اللهجة إلى معارضي النظام. وجاء مشروع القانون بعد لقاءات جمعت نشطاء حقوقيين تونسيين في كل من مدريد وبروكسل مع مسؤولين وبرلمانيين أوروبيين لحثهم على إقناع الحكومة التونسية باحترام تعهداتها في مجال حقوق الإنسان مثلما ينص على ذلك اتفاق الشراكة الذي أبرمته تونس مع الاتحاد الأوروبي. وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قد اتهم في وقت سابق عددا من المعارضين بأنهم مناوئون يعملون على تشويه صورة تونس في الخارج، على حد قوله. وتشن بعض الصحف التونسية منذ أيام حملة على بعض الناشطين الحقوقيين والسياسيين تتهمهم فيها بالمس بسيادة البلاد وتعريض مصالحها للخطر. الجزيرة+يو بي آي (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 21 ماي  2010)


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان – فرع القيروان 22ماي 2010  إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام

   


توفي ليلة البارحة بمستشفى الاغالبة بالقيروان السيد بلقاسم الشامخي ،86 سنة ‘ أصيل منطقة بوحجلة ، ولاية القيروان بعد أن قضى أربعة أيام بقسم العناية المركزة. السيد ألشامخي دخل المستشفى يوم 7 ماي 2010 من اجل عملية جراحية  عاجلة على العدسة وبقي بالمستشفى  ينتظر دوره  إلى حدود الليلة الفاصلة بين 17 و18 ماي حين غادر سريره لوحده  وسقط في البهو مما أحدث كسورا عديدة بجسمه نقل على  إثرها إلى قسم العناية المركزة أين  توفي البارحة . فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان يقدم تعازيه الحارة إلى عائلة الفقيد ويدعو إلى مزيد العناية بالمرضى في مستشفيات القيروان حيث الاكتظاظ في الأقسام الداخلية والخارجية والنقص في  الإطار الطبي وشبه الطبي، إذ   علمنا مثلا  أن ممرضا فقط يداوم   ليلا في هذا القسم ،قسم أمراض العيون، وهو ما يعتبر مخالفا للقانون.
عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني


من يوقف عربدة سعيد شورب مدير الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير؟

 


راج اليوم في الأوساط النقابية خبر التعليمات التي أصدرها سعيد شورب المدير الجهوي للشغل بالمنستير للمسئول عن النظام الداخلي حتى يتولى إعلام الأخ محمد صالح البواب بقرار المكتب التنفيذي القاضي بإحالته على لجنة النظام بتهمة »الإساءة للمكتب التنفيذي الجهوي ». وليعلم النقابيون في الجهة بأن الإساءة المزعومة تتمثل في صياغة الأخ البواب لتقرير حول ما بدا له من تجاوزات ارتكبها المدير الجهوي تجاه هدا الإطار النقابي من نقابة المضيفين بالمنستير وأرسله للأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل.. علما وأن المدير الجهوي قد غادر في نفس اليوم تونس إلى باريس صحبة أحد أعضاء النقابة الأساسية لتونس الجوية ( ع- ل) وبتذاكر تحصلا عليها مقابل الخدمات التي قدماها للشركة من حلال الانقلاب الذي نظماه ضد الكاتب العام السابق نبيل الدبابي.أما منحة السفر فقد تحصلا عليها من وحيد بوترعة المدير الإداري لشركة بينتون مقابل الخدمة التي أسداها المدير الجهوي للشغل بالمنستير سواء بالموافقة على طرد عضوين من نقابتها الأساسية أو من حلال تحريض كاهية أعماله المنجي الشرفي على تركيب ملف التطاول المزعوم   على شخصه من قبل أعضاء النقابة المتبقين. ثم إحالتهم على لجنة النظام وتوقيفهم عن النشاط النقابي.

إن النقابيين في الجهة يتساءلون إلى متى سيتواصل صمت عضو المكتب التنفيذي عبد الكريم الجديدي بقنا على مثل هده التصرفات الخرقاء وتقمصه لدور الأداة الطيعة في يد سعيد شورب؟ وإلى متى سيواصل لعب الأدوار القذرة التي يوكلها إليه هذا الإمبراطور؟لمادا لا يحذو حذو زميليه الحبيب بوزويدة وفرج الحاج يوسف اللذين تجرآ في آخر اجتماع للمكتب التنفيذي على التبرؤ من قرار إحالة أعضاء نقابة بينتون على لجنة النظام وطعنا صراحة في ما ادعاه صاحب الوشاية؟ الضمير النقابي
عن محمد العيادي

 


اضراب في قطاع التعليم الثانوي بقابس بسبب اعتقال مدرس


حرر من قبل معزّ الجماعي في الجمعة, 21. ماي 2010 قررت النقابات الأساسية و الجهوية للتعليم الثانوي و الأساسي في قابس المدينة يوم الجمعة 21 ماي 2010 تنفيذ إضراب عن العمل يوم الثلاثاء 25 ماي لمدة ساعة واحدة و تتويجه بوقفة احتجاجية أمام مقر الإدارة الجهوية للتربية .  و جاء القرار تنديدا بإقتحام عدد من أعوان الأمن ساحة المدرسة الإبتدائية « حي المنارة » و الاعتداء بالعنف الشديد على زميلهم « أسامة الصيد » مع اقتياده إلى وجهة مجهولة . و في ذات الإطار ذكر شهود عيان في تصريحات لراديو كلمة أن عملية اقتحام المؤسسة من قبل أعوان الشرطة خلفت حالة من الرعب في صفوف التلاميذ و أعضاء الأسرة التربوية و هو ما اعتبرته نقابة التعليم الأساسي انتهاكا خطيرا لحرمة المؤسسات التربوية و كرامة المدرس. و علمت « كلمة » أن أعوان الشرطة الذين نفذوا عملية الاعتقال لا ينتمون إلى إدارة إقليم الأمن بقابس و إنما إلى فرقة قدمت من تونس العاصمة مختصة في ما يسمى ب « مكافحة الإرهاب ». (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 21 ماي 2010)


تونس وتراجع اليورو إشارات حمراء.. قطاعات مهددة.. وإجراءات وقائية


كمال بن يونس بدأت في تونس اجتماعات اللجنة الوطنية لمتابعة مضاعفات الأزمة الاقتصادية النسبية التي تشهدها أوربا بسبب «الهزات» التي شملت بعض البلدان المتعاملة باليورو.. وحسب مصدر مطلع فإن اللجنة الوطنية ـ التي تضم بالخصوص السادة الوزير الأول ووزراء الشؤون الاقتصادية ـ تعقد بصفة دورية اجتماعات تقيم آخر التقديرات الدقيقة التي يعدها خبراء البنك المركزي ووزارات التنمية والتعاون الدولي والمالية والتجارة والسياحة والصناعة حول انعكاسات التقلبات المالية والمصرفية في منطقة اليورو على تونس التي يعتمد اقتصادها بنسبة تحوم حول الـ70 بالمائة على المبادلات التجارية والمالية والسياحية مع الاتحاد الأوربي عامة وخاصة مع 5 دول أوربية تابعة لمنطقة اليورو هي فرنسا وايطاليا وألمانيا واسبانيا و بلجيكيا.. إلى جانب بريطانيا التي لا تزال تتعامل ب»الجنيه الإسترليني « ولا تنتمي الى منطقة «اليورو».. رغم التداخل الهيكلي بين اقتصادها واقتصاديات الاتحاد الأوربي.. وحسب نفس المصادر فإن « تونس ستتابع عن قرب وباهتمام شديد سرعة التقلبات في أوربا بعد الانخفاض الكبير في قيمة اليورو مقابل الدولار(الذي حامت قيمته أمس في تونس حول الدينار والنصف لأول مرة منذ مدة طويلة ).. القطاعات الأكثر تضررا  وحسب الدكتور رضا الشكندالي الخبير الاقتصادي ومدير الدراسات الاقتصادية في «المعهد الأعلى للتصرف» فإن أكثر القطاعات الاقتصادية عرضة للتأثر سلبا بانخفاض قيمة اليورو وبالأزمة الحالية في أوربا الجنوبية «صناعات النسيج وصناعة مكونات السيارات والصادرات عموما والسياحة ..» لأن القدرة التنافسية للبضاعة التونسية تنخفض بصفة آلية في صورة تواصل ظاهرة تراجع قيمة اليورو ..كما سيشعر السائح الأوربي أن قدرته الشرائية في تونس ستضعف بعد تراجع قيمة اليورو ..وهو ما قد يشجع أكثر التوجه نحو البلدان التي تكون عملتها « أكثر إغراء» .. وقد اعتبر الخبير الفرنسي  المولد جان فورانسوا كوستيار رئيس جمعية « أوربا والمتوسط « في تصريح للصباح أن «الازمة الحالية في أوربا تتسبب  بصفة آلية في انتشار مشاعر الخوف من المستقبل ..وفي اجراءات « طوارئ « اقتصادية في بعض البلدان الاوربية مثل اسبانيا واليونان ( منها التخفيض في الاجور وتجميد الزيادات في الرواتب والمنح عاما كاملا واحالة مئات الالاف على البطالة مثلما حصل في اسبانيا واليونان والبرتغال..).. ورأى بعض مسؤولي الجامعة التونسية للنزل و وكالات الاسفار خلال اجتماع عقدوه مؤخرا مع ممثلين عن  الادارة أن «الأزمة الحالية ساهمت في تخفيض الإقبال على الحجوزات السياحية داخل تيار من المستهلكين الأوربيين .. مثلما تراجع الطلب على كثير من مواد الاستهلاك المستوردة ومن بينها مواد زراعية وصناعية تونسية ..» تخوفات وحسب عدد من الخبراء الاقتصاديين في تونس فان «التحذيرات» الصارمة التي صدرت خلال الايام القليلة الماضية في ألمانيا وفرنسا لليونان والجهات المتضررة من الأزمة ينبغي أن تؤخذ مأخذ الجد في دول جنوب البحر الأبيض المتوسط أيضا ..ومن بينها بلادنا.. ذلك أن نسبة عجز الموازنة تجاوزت في جل الدول الاوربية الشريكة لتونس الـ3 بالمائة التي تسمح بها مقررات المصرف المركزي الاوربي بفرنفكفورت وماستريخت ..فقد تجاوزت الـ11 بالمائة في كل من اليونان واسبانيا وبريطانيا ..كما أصبحت تحوم حول الـ6 بالمائة في فرنسا رغم كل التقييمات المتفائلة السابقة.. بل إن بلوغ نسبة العجز أكثر من 12 بالمائة كان عاملا حاسما في إسقاط حكومة غولدن براون في انتخابات 6 ماي الجاري ..رغم تخوفات تيار عريض من الشعب البريطاني من تلويح « المحافظين» بإحالة نسبة كبيرة من العمال على البطالة في سبيل التحكم في عجز الموازنة.. والمحافظة على تصنيف بريطانيا في مرتبة «القوة الاقتصادية الثانية أوربيا بعد ألمانيا..» كما جاء على لسان سفير بريطانيا بتونس السيد كريس اوكونور خلال لقاء صحفي مضيق مطلع الاسبوع الجاري . وحسب خبراء قريبين من اتحاد الصناعة والتجارة ومن المؤسسات المالية الرسمية في بلادنا فان « الوضع الاقتصادي والمالي الحالي في الاتحاد الاوربي وخاصة في منطقة  اليورو وبريطاينا يدعو إلى الانشغال بالنسبة للمؤسسات السياحية والصناعية والتصديرية التونسية.. إذ أكدت المؤشرات المالية والاقتصادية في عدد من العواصم الاوربية في اليومين الماضيين استفحال بعض مضاعفات الازمة الاقتصادية العالمية والازمة التي تشهدها جزئيا منطقة اليورو .. بعد أن تجاوزت المؤشرات السلبية اليونان الذي لا يمثل أكثر من 2 بالمائة من التجارة الخارجية لدول منطقة اليورو الاوربية ..وشملت بوضوح خامس قوة صناعية وتجارية أوربية أي اسبانيا ثم جارتها البرتغال ..وبدأت تؤثر في ايطاليا ونسبيا في اقتصاديات بقية الدول الأوربية الشريكة استثمارا وتجارة وسياحيا للبلدان الأوربية الأكثر تضررا .. المحافظة على نفس السقف لكن حسب  السيد محمد النوري الجويني وزير التنمية والتعاون الدولي  فإن التوجه في تونس المحافظة على نفس السقف من الطموحات والإصرار على رفع التحديات الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة التي تواجه بلادنا ..ومن بينها تحديات البطالة وتنمية المناطق الداخلية..» التزاما بالبرنامج الرئاسي بنقاطه الـ24».. وفي هذا السياق اجتمع مجلس الوزراء يوم الأربعاء بإشراف الرئيس زين العابدين بن علي ونظر في مشروع قانون يتعلق بالمصادقة على المخطط الخماسي 2010  2014. تجسيما للبرنامج الرئاسي «معا لرفع التحديات» ..وأعلن  المجلس مجددا أن على سلم أولويات المرحلة القادمة « تعميق الاصلاحات الهيكلية لاضفاء المزيد من النجاعة وتحسين الانتاجية الجملية بما يعزز القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني في اطار نظرة استشرافية تاخذ في الاعتبار تمكين الاجيال القادمة من المقومات الاساسية للتنمية.» ويتجلى الاصرار على أن يظل سقف الطموح عاليا جدا الاعلان مجددا أن «هذا المخطط التنموي يهدف  بالمائة سنة 2014 ومواصلة تقليص المديونية الخارجية « رغم مضاعفات الازمة الاقتصادية العالمية  بالخصوص الى تحقيق نسبة نمو للناتج المحلي الاجمالي ب 5ر5 بالمائة سنويا بالاسعار القارة تمكن من بلوغ معدل للدخل الفردي يقدر بحوالي 8300 دينار سنة 2014 وتغطية كامل الطلبات الاضافية للشغل مع اعطاء الاولوية لطالبي الشغل من حاملي شهادات التعليم العالي.» «كما يرمي المخطط الى استحثاث نسق الاستثمار والارتقاء بحصته من الناتج المحلي الاجمالي الى حدود 26 بالمائةسنة 2014 ومواصلة تقليص المديونية الخارجية» رغم مضاعفات الازمة الاقتصادية العالمية  والاوربية على اقتصاد بلادنا ..الذي نجح خلال العقدين الماضيين في كسب أوراق جديدة مهمة على رأسها تنويع الشركاء ..وترفيع قيمة مبادلاته التجارية والسياحية الفعلية مع الدول المغاربية ـ وخاصة ليبيا والجزائر ـ الى أكثر من الثلث .. تراجع نسبي في قطاع السياحة لكن حسب توقعات عدد من خبراء قطاعي السياحة ووكالات الاسفار فإن من بين مضاعفات ألازمة التي تمر بها بعض بلدان الاورو تضررا  نسبيا لقطاعات السياحة والنقل الجوي والخدمات وأنشطة وكالات الاسفار وتسجيل تراجع نسبي في عدد السياح ونسبة الليالي المقضاة .. بحكم تأثر بلدان من جنوب المتوسط شريكة لتونس جزئيا بالازمة من بينها ايطاليا وفرنسا واسبانيا والبرتغال واليونان.. لكن حسب آخر الاحصائيات التي أصدرها المعهد الوطني للاحصاء فان نسبة التراجع خلال الثلاثية الاولى من العام الجاري « طفيفة جدا « وتحوم حول 10 آلاف ليلية مقضاة فقط .. وقد سجل التراجع خاصة في شهر فيفري ..وبلغ حوالي 20 ألف ليلة مقضاة.. ووقع تدارك الامر خلال شهر مارس.. إذ سجلت زيادة بحوالي 8 آلاف ليلة مقضاة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.. وبالنسبة للتراجع الذي سجل في شهر أفريل فسره نفس الخبراء بالمضاعفات السلبية لتوقف حركة الملاحة الجوية في اوربا خلال الاسبوع الثالث من  الشهر الماضي بسبب بركان «ايسلندا»..الذي صادف عطلة الربيع في اوروبا.. وهي واحدة من اهم فترات الذروة السياحية بين تونس وشركائها الاوربيين. اضطراب الصادرات؟ ومن بين المضاعفات السلبية المتوقعة لاضطراب الوضاع المالي في منطقة الاوربي بالنسبة لتونس تسجيل تراجع نسبي في الصادرات الذي سيعني بلغة المال والاعمال استفحال معضلة العجز التجاري.. في مرحلة ارتفعت فيها الواردات بشكل ملحوظ.. وبلغت حوالي 7500 مليون دينار خلال الثلاثية الاولى مقابل حوالي 5700 مليون دينار في نفس الفترة من العام الماضي.. لكن وزير التنمية والتعاون الدولي السيد محمد النوري الجويني قلل من أهمية الملاحظات التي تبرز ارتفاع قيمة الواردات وسجل أن الصادرات التونسية حققت خلال الثلاثية الاولى من العام الجاري زيادة تتراوح بين 17 و20 بالمائة.. وبلغت حوالي 7500 مليون دينار.. مما قلص من نسبة عجز الميزان التجاري .رغم الصعوبات الظرفية التي يمر بها شركاء تونس الرئيسيون وخاصة الدول الأعضاء في منطقة اليورو.. أي الدول التي تستقبل أكثر من ثلثي الصادرات التونسية سنويا.. اسعارالدولار.. وأسعار الوقود ؟  ويعتقد الدكتور رضا الشكندالي أن التحديات التي قد تواجه الاقتصاد والمجتمع في بلادنا بسبب استفحال الصعوبات المالية في عدد من دول اوربا تبدو « مهمة وحقيقية خاصة بعد ارتفاع سعر الدولار بشكل قياسي مما سيعني ارتفاعا سريعا لاعباء الدولة في تغطية وارداتها من المحروقات التي تسعر عالميا أساسا بالدولار .. وهو ما يعني كذلك ارتفاع فاتورة الدعم الحكومي للمحروقات الموردة بالعملة الخضراء ..» لكن « المضاعفات السلبية  للازمة «  لا تزال حسب المصادر الرسمية وشبه الرسمية « تحت السيطرة».. خاصة إذا لم تشمل بقوة أهم شركاء تونس الاوربيين.. اي فرنسا وألمانيا وايطاليا برطانيا وبلجيكيا ..حيث لا تزال لم ترتبط «الازمة الاقتصادية والمالية « فيها بملف العقارات والتداين والثغرات البنكية مثلما جرى في اسبانيا والبرتغال واليونان.. من جهة أخرى أكد سفير الاتحاد الأوروبي بتونس السيد أدريانوس للصباح أن الأزمة النسبية الحالية التي تعرفها بعض الدول الأعضاء في منطقة اليورو لن تؤثر سلبا في برامج الشراكة الاقتصادية التونسية الاوروبية ولا في الوعود بالدعم المالي وبمنح  تونس امتيازات تفضيلية في بعض القطاعات..كما لن تؤدي إلى أي تعطيل في مفاوضات «الشريك المميز» التي ستجري في موعدها بدءا من الاسبوعين القادمين في بروكسيل وتونس.. كمال بن يونس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 ماي 2010)
 


من يطفئ الحريق في مدينة اليورو؟

بقلم:د.أحمد القديدي* الحريق الذي شبّ في مصرف أمريكي في قلب عاصمة اليونان يوم الأربعاء الماضي حريق رمزي نمطي بكل المعايير. فكأن اللهب الذي إندلع و راح ضحيته موظفون في المصرف هو اللهب الذي أتى على الفضاء الأوروبي و على عموده الفقري الأول و حجر الزاوية في بنائه: العملة المشتركة التي تعتبر فخر الإتحاد الأوروبي منذ مطلع القرن الحادي و العشرين. ثم إن يوم الجمعة الماضي شهد هبوط قيمة اليورو إلى 1,24 مقارنة بالدولار وهي أدنى قيمة صرف يسجلها اليورو منذ سنوات. ومن جهة أخرى تزامنت تحركات « الأشقاء » الأوروبيون لإنقاذ اليونان من الإفلاس مع تصاعد حركات الغضب والإحتجاج للشعب اليوناني في الشوارع في مظاهرة نصف المليون شخصا رفضا لإنهيار المقدرة الشرائية و تردي الرواتب بنسبة 20% وسن سياسة شد الأحزمة على كل المستويات.                                                                                         هناك عنصر جديد دخل في المعادلة مما جعل أزمة اليورو سنة 2010 تختلف عن الأزمات المالية السابقة، وهو عنصر الإشتباك التفاعلي بين ضفتي المحيط الأطلسي و بدرجة أقل عنصر التأثر و التأثير المشترك بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. فالمخطط الذي قدمه الرئيس أوباما لما سماه إعادة تشكيل النظام المالي العالمي لقي من لدن بعض زعماء الحزب الجمهوري معارضة شديدة (ومن بينهم جون ماك كاين المرشح للرئاسة ضد أوباما) لأن هؤلاء يعتقدون أن مخطط الرئيس أوباما مجرد تزيين و تزويق لنظام بريتن وودس الجائر و الذي يشكل السبب الحقيقي لداء الإقتصاد العالمي.                            و تقول أسبوعية (ستراتيجيك ألرت ) الأمريكية في عددها الأخير بأن موازين الدول الغربية (أمريكا وأوروبا) و صندوق النقد الدولي و بنك أوروبا المركزي (و كل أموالها من عرق دافعي الضرائب !) ستضطر إلى إيجاد حوالي ألف مليار يورو من اليوم إلى ثلاث سنوات قادمة لا لإنقاذ الشعوب الغربية من الفقر و الحاجة بل لإنقاذ البنوك الغربية من الإفلاس وهو مسار غير أخلاقي و غير ناجع في النهاية لأنه بكل بساطة يمنح جوائز ومكافآت  لسوء التصرف و النهب و السلب و يعقد المعضلة ويوسع دائرة التردي و يخلق في العالم مناخا من الهزات الإقليمية و الدولية ستؤدي إلى الحروب مثل سابقاتها. مع العلم بأن أزمة اليونان الخانقة الراهنة لها جذور أخلاقية لأن حكومة اليونان في التسعينات دلست الوثائق المحاسبية لكي تتمتع بإمتيازات الإتحاد الأوروبي و منطقة اليورو’ و ساعدتها في عملية الغش بنوك أمريكية مثل (غولدمان ساكس).  و تضيف الأسبوعية الأمريكية قائلة بأن مقترح التعديل الذي قدمه للكنغرس جون ماك كاين و زملاؤه هو من صنف قانون (غلاس- ستيغل) الذي صوت عليه الكنغرس الأمريكي سنة 1933 ليضع حدا لأزمة 1929 الكبرى. وهذا القانون يحمل إسمي النائبين اللذين تقدما به و غايته وضع حدود بين بنوك الإستثمار و بنوك خزن الأموالBANQUES D’INVESTISSEMENT & BANQUES DE DEPOT                          لأن الصنف الأول يساهم في خلق الثروة بينما يعمل الصنف الثاني بواسطة المضاربات ويتسبب في الكوارث المالية. و ثبت اليوم في أزمة 2008 العالمية و أزمة 2010 للعملة الأوروبية الموحدة بأن 99% من البنوك أصبحت من الصنف الثاني و نتج عن هذا الوضع المختل تضخم ما يسمى الإقتصاد الإفتراضي القائم على المضاربين على حساب الإقتصاد الحقيقي المنتج للثروة و القائم على العمل و الإبتكار و التعاون و طبعا على الإستثمار. كل مصاعب بل ومصائب منطقة اليورو أصلها في هذا الإنحراف الخطير للمؤسسات النقدية الوطنية منها والإقليمية و العالمية العابرة للقارات. و أعتقد بأن السلامة النسبية التي تتمتع بها بنوك الصين و الهند و دول جنوب شرقي أسيا و بعض الدول العربية ( وخاصة تونس و الأردن و لبنان و قطر و سلطنة عمان ) إنما مرده القاعدة القانونية الصلبة لهذه البنوك والدور الذي حددته لها دولها كأدوات تنمية و إستثمار و تشغيل.                              إن اليونان هو الحلقة الأولى الهشة و ستتبعها أزمات البرتغال و أسبانيا لأسباب مختلفة وبدأ الحديث هنا و هناك عن موت اليورو و عودة بعض الدول الأوروبية إلى عملتها الأصلية فلم يعد خافيا بأن الرئيس ساركوزي هدد نظيرته الألمانية بمغادرة السرب إذا ما أصرت ميركل على عدم إدخال يدها إلى جيوب الألمان و كذلك فإن الجزء الكبير من اللعبة الإنتخابية البريطانية الأخيرة جرت على رقعة علاقة بريطانيا باليورو و بالإتحاد الأوروبي. و يوم السبت الماضي صرح عالم الإقتصاد الأمريكي الشهير(جوزيف تيغليتز) الحاصل على جائزة نوبل للإقتصاد بأن العد العكسي بدأ لليورو، و على العالم أن يستعد لمرحلة ما بعد اليورو.                                                                            *رئيس الأكاديمة الأوروبية للعلاقات الدولية بباريس (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 138 بتاريخ 21 ماي 2010)

 


أنظمة صناعة الموت 3/4

  بقلم: علـــي شرطــــاني – تونس   – تعدد وسائل وأساليب وطرق ومجالات صناعة الموت لأنظمة صناعة الموت في المنطقة العربية والعالم الإسلامي : (النظام التونسي انموذجا): إذا كانت حقيقة صناعة الموت قد أصبحت نظاما دوليا بالرغم من محاولة دول العالم التبرء من ذلك، وإلحاق ذلك بحركات الشعوب والفئات والجهات والأطراف المظلومة المقاومة، وقد جعل العالم الغربي الذي لم يكن سابقا في الحقيقة لأنظمة صناعة الموت العربية الإسلامية ذلك ملازما للإسلام وللحركات الإسلامية المقاومة ومرتبطا به وبها. ولم يعد يراد لمهمة صناعة الموت والإرهاب إلا أن تكون مرتبطة بالإسلام والمسلمين. ولم يكن للنظام الغربي تلك الجرأة غير المسبوقة وتلك الخطوات التي لم يخطوها من قبل لو لا سبق الأنظمة السياسية في أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين غير الشرعية للكثير من الإنتهاكات والإجراءات الماسة بالهوية والحرية وحقوق الإنسان. من ذلك أن الغرب ما كان لتكون حربه على ما سماه بالإرهاب الإسلامي لو لا مساندة هذه الأنظمة المعادية للإسلام والمسلمين من خلال معاداتها للحركة الإسلامية الرافعة للراية الإسلامية الصحيحة،  لو اعتبر ذلك كذلك من قبل أحداث 11 سبتمبر 2001 . وهي التي استبشرت خيرا بما حدث لما أصبحت تعتبره حجة لها على أمريكا والغرب عموما مما سبق أن حذرتهم منه مرارا وتكرارا من قبل. وكان من بين ما عجل به نظام صناع الموت في تونس، أن أعد قوائم بأسماء ضحاياه من كل الفئات من أبناء الشعب التونسي الذين اضطرهم إلى الهجرة والمنافي بتهم كثيرة ملفقة مكذوبة لأنظمة الديمقراطيات الإرهابية الغربية لتسليمهم له. وهو النظام الذي ضمت مكوناته كل العناصر التي كان لا يستطيع أن يزايد عليها أحد في معاداتها للأمبريالية الغربية والأمريكية ومناهضتها لسياساتها الإستعمارية والإحتكارية والإستغلالية الظالمة في العالم. وهي نفس المكونات التي اختطفت مشروع القانون الأمريكي لمكافحة الإرهاب وغسيل الأموال، ليكون النظام أكثر راحة وأكثر دعما في مواصلة حملة القتل والإرهاب وصناعة الموت للنساء والرجال والأطفال في تونس العروبة والإسلام. وما حملة الغرب على الإسلام بالرغم من نزعته الصليبية إلا من حملة هذه الأنظمة عليه. فلم تكن فرنسا ولا أي دولة غربية سابقة للنظام التونسي في محاربة اللباس الشرعي الإسلامي للمرأة المسلمة منذ سنة 1982 من خلال إصداره للمنشور رقم 108 سيئ الذكر والصيت. ولم تكن ربما حملة الغرب هذه الأيام على النقاب بالرغم من اختلافنا مع الظاهرة لتكون لولا الموافقة الضمنية والضوء الأخضر الذي أعطاه الهالك شيخ الأزهر سيد طنطاوي للرئيس الفرنسي ذي الصلة بالجذور اليهودية ساركوزي عندما التقى به بمصر في إحدى زياراته لها، والذي أعلمه حين طرحت عليه مسألة القلق الفرنسي من ارتداء بعض المسلمات النقاب بفرنسا بأن تلك مسألة داخلية، ليتواصل الجدل بأكثر حدة وجدية بعد ذلك باتجاه منعه، كما سبق أن منعت فرنسا ارتداء الحجاب من قبل بالمدارس الحكومية، كما كان قد منعه نظام صناعة الموت في تونس منذ أكثر من 28 سنة. فلقد كان نظام صناعة الموت في تونس من الأنظمة المصدرة للحملات والقوانين المعادية للإسلام والمسلمين. وهو الذي كان من الجهات التي سارعت بتقديم نفسها للأمبراطورية الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 على أن لها باعا وتجربة كبيرة ورائدة في محاربة الإرهاب، بالرغم من الردود الغربية القائلة أنها لا تعلم أن بتونس إرهابا ولا إرهابيين، ولا حرب كانت على الإرهاب هناك حتى ذلك التاريخ . فلا عجب أن يكون ما يسمى بقانون المساجد سيء الذكر فيها مرجعا للغرب في التضييق على نشاط المساجد هناك، خاصة بعد تصاعد العداء للإسلام والمسلمين في الغرب هذه الأيام، وبعد الجدل الذي أصبح متصاعدا بخصوص بناء المساجد والمآذن هناك. وهو النظام الذي أغلق المئات من المساجد إغلاقا كاملا بحجة عدم تسجيلها بوزارة ما يسمى وزارة الشؤون الدينية، إضافة إلى الإغلاق اليومي المؤقت للآلاف من المساجد الأخرى، وإنهاء أي نشاط تربوي وتوعوي وتثقيفي لها وفيها. كل ذلك يأخذ معنى صناعة الموت للإنسان في تونس العروبة والإسلام، وهي الصناعة التي  أصبح من أكبر المصدرين لها للعالم في العالم. وكما يمكن أن يكون القتل ماديا يمكن أن يكون معنويا وكل ذلك من القتل. وليس ذلك إلا من صناعة نظام تحالف 7 نوفمبر الرهيب بتونس للموت. فهو النظام الذي التقى فيه كل القتلة من مختلف الإنتماءات الحداثية والتقدمية والعقلانية والتنويرية والديمقراطية والحقوقية اليسارية الماركسية والدستورية والقومية العربية منذ 1990 تحديدا، الذين لم يجمع بينهم إلا الحملة التي مازالوا يقودونها ضد الشعب التونسي لما رفض حين أوجد لنفسه فرصة للإختيار شبه الحر في أول انتخابات شارك فيها من يمثلونه حقا وصدقا اختيارهم وعدم تزكيتهم. وهو الذي لم يصل وقتها بعد استعدادا وإعدادا إلى مرحلة عدم السماح لهم بتزوير إرادته وسرقة اختياره والتصدي لهم. فكان اعتداءهم عليه بإقصائه وتهميشه تمهيدا لحملة الإستئصال التي لم يفلت منها حتى الأجنة في بطون أمهاتهم ليستمر القتلة في القتل. فمن صناعة هؤلاء القتلة للموت أنهم كانوا جادين وبحزم في قتل المظلومين من المصلحين الأتقياء الأنقياء لتقاهم ونقائهم الذين كانوا على الهدى ويأمرون بالتقوى وكل المخالفين لهم ولو كانوا على نفس المرجعية الثقافية التغريبية ولا يختلفون معهم كثيرا. فأسقطوا بالرصاص شهيدا من أسقطوا، وعلقوا على أعواد المشانق من علقوا، وقتلوا تحت وطأة التعذيب في زنزانات الإعتقال ومراكز الإيقاف من قتلوا، وشردوا في طول الأرض وعرضها من شردوا، وهجروا إلى أكثر أنحاء العالم من هجروا، ويتموا من يتموا ورملوا من رملوا، وثكلوا من النساء من ثكلوا ورملوا، وجوعوا من الأسر من جوعوا، وأفقروا من العائلات والرجال والنساء من أفقروا، وكفروا من كفروا وحرموا من طلب العلم وأطردوا من المدارس والمعاهد والكليات من حرموا وأطردوا وكفروا من كفروا. فقد كان كل ذلك وغيره في إطار خطة استئصال كاملة متكاملة مازال العمل بها متواصلا وتخصص لها من النفقات من أموال الشعب ما هو في أمس الحاجة إليه لصناعة الحياة التي يريدها والتي هو أهل لها، لا لصناعة الموت التي تراد له ولأعز أنبائه من أجل حقوقهم المشروعة في الحرية والكرامة والعزة، ومن أجل الدين والهوية والمشاركة في الحياة السياسية والثقافية والإجتماعية والإقتصادية والإعلامية التي هم أهل لها. لقد كانت أنظمة صناعة الموت في أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين تجيد هذه الصناعة كما كانت تجيدها الأنظمة الشمولية الشيوعية والإشتراكية في منظومة المعسكر الشرقي قديما إزاء شعوبها. وكما كانت تجيدها الأنظمة الإستعمارية الرأسمالية الغربية في منظومة المعسكر الغربي قديما وحديثا، ليس إزاء شعوبها ولكن في المستعمرات بالأطراف. لقد كانت عملية صناعة الموت المنظمة التي تديرها هذه الأنظمة شاملة. فقد كان القتل فيها على الهوية وعلى الأساس الطائفي والعرقي، وعلى أساس الإنتماء الفكري والسياسي. فقتلوا المواهب والمهارات ومنازع إبداع الشباب والرجال والنساء في مختلف الفنون والمجالات، ولدى أصحاب الرأي والعلم والمعرفة والتفكير الحر. فحرمت الأوطان والشعوب من خيرة أبنائها بحرمانهم من حق التعليم ومن التوجيه والتربية والتكوين وخدمة البلاد والعباد من أجل اللباس الذي حرمت من أجله بمفعول المنشور الفضيحة 108 الآلف من النساء من حقهن في الشغل وطلب العلم، ومن أجل الإنتماء السياسي يحرم إلى اليوم أبنائنا من مواصلة التعليم في الكثير من الإختصاصات وتولي الكثير من المواقع والمناصب، كل ذنبهم أنهم منحدرون من أصلاب رجال وأمهات كان معلوما عنهم إصرارهم على الإنتماء للإسلام في تونس بلد العروبة والإسلام، وهم من لا حق لهم، وهم المطلوب  اليوم وبالأمس والغد تفقيرهم وتجويعهم في المنح الجامعية إلا من تم القبول بهم في حين غفلة من فرق البوليس والوشاة والمخبرين والمسؤولين الجهويين. والأكثر خطورة وتخلفا قطع الطريق عن الكثير من أبناء الشعب دون إنهاء دراستهم، لمعارضتهم لسياساته ولمجرد الإشتباه في انتمائهم الإسلامي خاصة. وكانت الحجة القاطعة لثبوت ذلك عليهم الصلاة. فكان يتم اعتقالهم لشهور ولسنوات بما يجعلهم غير قادرين على مواصلة الدراسة. وكان نظام القتل وصناعة الموت في تونس كثيرا ما ينظم حملات ضد طلبة الجامعات خاصة قبل امتحانات ختم الدراسة مباشرة، حتى إذا لم يتم حرمانهم من مواصلة التعليم نهائيا فليس أقل من أن يحرمهم من المشاركة في الإمتحانات النهائية، بعد أن أنهى مجانية التعليم التي كانت مفخرة الشعب التونسي على عهد حكم الهالك الحبيب بورقيبة. وقد كان القتل المنظم وقطع الأرزاق في جل إن لم يكن في كل وبدرجات متفاوتة هذه الأنظمة. وقد كان النظام التونسي متميزا في ذلك بحرمان الكثير من القدرات والمهارات والمبدعين في فنون التجارة وإدارة الأعمال من تنمية مشاريعهم التجارية والخدمية والزراعية وغيرها، بتعلة وذريعة غسل الأموال أو الإستثمار السياسي، بالرغم من معرفة دوائر البوليس فيه على وجه اليقين بمصادر الأموال، وهي التي تدير هذه العمليات وتشرف عليها. ومن خلال تقاريرها المسمومة ولمزيد القهر والإضعاف والإستغلال يكون تسليط ضرائب إضافية ثقيلة على مثل هؤلاء دون غيرهم. فلم أرى في ما أعلم من مثل لمثل هذه الأساليب والممارسات إلا ما يقوم به الأغراب في نظام عصابات الموت الصهيونية في فلسطين المحتلة ضد السكان الأصليين لفلسطين من العرب والمسلمين وغيرهم. ولنا في ذلك أسماء ووضعيات معلومة. ولنا في أستاذ الفلسفة المبرز المعروف بالجهة محسن السوداني مثلا واضحا في سوء المعاملة. وهو الذي كان يتم إسقاطه في كل مرة بفعل فاعل في الشق الشفاهي من مناظرة التأهيل للأستاذية بالمعاهد الثانوية. ولما صادف أن تجاوز تلك العقبة في حين غفلة من عصابات القتل، وتم تعيينه في حين غفلة منهم ربما كذلك بأحد المعاهد الثانوية بأقصى الجنوب، رفضت كل الجهات المعنية تسليمه بطاقة نقاء السوابق عدد 3 ليتم فصله بعد عام من العمل، ولا هو استعاد حقه في الشغل بالرغم من طرح وضعيته عن كل المعنيين بالأمر، ولا هو تم تمتيعه بصرف مستحقاته المالية إليه…وهي حالة من الحالات الغريبة التي يتعرض لها الكثير من أبناء شعبنا ممن يعارضون عصابات صناعة الموت في تونس. ولئن كانت هذه المصائب من القواسم المشتركة بين أنظمة صناعة الموت في كل أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين تقريبا إلا من رحم الله، إلا أنه لا مثيل من حيث الخساسة والرداءة والإنحطاط وبدون مبالغة للذي يقوم به نظام صناعة الموت لأبناء الشعب التونسي في تونس. يحصل كل هذا وغيره، ليس مع المعارضة السياسية والمعارضين السياسيين فقط، ولكن مع كل فئات الشعب في إطار استشراء الفساد المالي والسياسي والأخلاقي والإداري والقضائي والإعلامي، حيث الرشوة والمحسوبية والوصولية والإنتهازية واستغلال النفوذ، وكل الأمراض الراجعة بالضرر في النهاية للمواطن وحده.    (يتبع)


مقولة « الأمن القومي »

بقلم : صالح عطية « الأمن القومي »…مقولة تستخدمها الأنظمة والنخب في العالم العربي ، كلّ بطريقته وأهدافه وخلفيته السياسية والإيديولوجية. النخب تستعمل « الأمن القومي » في سياق نقدها للدولة الوطنية أو القطرية ومدى علاقتها بالقوى الكبرى، وربط سياساتها بأجندات دولية أو إقليمية ..فتستخدم هذه المقولة للطعن في مصداقية هذه الدولة أو تلك، هذا النظام أو ذاك، في محاولة لممارسة ضغوط تضطر الحكم للتراجع والنأي بالدولة بعيدا عن كل ما يمس « مصالح الأمة » و »مستقبل الأجيال القادمة » وهلم جرّا من هذه التعبيرات التي تطن آذاننا منذ عقود طويلة. في مقابل الطروحات النخبوية  ، تستعمل الأنظمة مقولة « الأمن القومي »، لأغراض داخلية وخارجية على حدّ السواء. فالعلاقات مع أطراف إقليمية أو دولية ، تبرر بالحفاظ على الأمن القومي والحرص عليه..ومحاصرة المعارضين وقمع الحريات – في عديد الأنظمة – يقع تبريرها بحماية الأمن القومي من هذه « الشرذمة الضالة ».. واستخدام حالة الطوارئ في بعض الدول، يتم تمريره بذريعة الأمن القومي الذي بات مهددا …والإنفاق على التسلح لجيوش لا تخوض حروبا، يجري بسبب الأمن القومي ، وهكذا دواليك من الذرائع والتبريرات التي  تتوكأ على هذه المقولة لتمريرها والبحث عن مسوّغات لها. وبالطبع ووفق هذا المنظور ، كان « الأمن القومي »، يتدرّج من كونه أمن الأمة والشعوب والدول، إلى التعامل معه كأمن للأنظمة ومصالحها الآنية .. واختزلت هذه المقولة في أبعاد عسكرية وأمنية واستخباراتية صرف ، حتى بات الحديث عن الأمن القومي يدخل ضمن « الكبائر » السياسية والإعلامية في بعض الدول والأنظمة في عالمنا العربي. لقد ارتهنت الكثير من بلداننا العربيّة إلى الأجندة الأمريكية والصهيونية وبات دور الأمن القومي فيها وظيفيا، يحمي بعض المصالح واللوبيات وليس لحماية الدول والشعوب ..فيما تؤكد الدراسات الاستراتيجية أن للأمن القومي  أبعادا سياسية واقتصادية ونفسية وثقافية، لا مجال للقفز عليها أو التغافل عنها.. وتشير بعض المقاربات في هذا السياق إلى أن « الأمن القومي » يتطلب جملة من الشروط الأساسية من بينها: – مستوى معقولا من التقدم العلمي والتكنولوجي في عصر تتكلم فيه البشرية علما وتقنية..ولعل نظرة سريعة في موازنات الدول العربية المخصصة للعلوم والتكنولوجيا والأبحاث العلمية تغنينا عن كل تعليق. – توفر إ رادة عربية جماعية لوضع استراتيجية أمن عربي قومي بعيدا عن « القطريات » التي أكلت الأقطار قبل أن تأتي على الأمة في المحصلة.. – إن الأمن القومي يمرّ عبر الحفاظ على حدّ أدنى – على الأقل – من الكرامة المواطنية العربية لأنه ليس بوسع أحد الدفاع عن هذا الأمن القومي سوى أهل البلاد ونخبها وسياسيّوها ومثقفوها و…و… -إن الديمقراطية والحريات بما هي مشاركة في صنع القرار السياسي تعدّ المدخل لكل « أمن قومي » حقيقي يكون فيه الجميع سواسية في المشاركة والمساهمة في كل ما يعني مصالح دولنا وشعوبنا واستقرارها ونماءها لأن الاستقرار في جوهره « أمن قومي » بامتياز.. نحن بحاجة حينئذ إلى تعديل الكثير من المفاهيم المتداولة في إعلامنا وثقافتنا وخطابنا السياسي ..وعسى أن تكون مقولة : « الأمن القومي » هي المدخل لكل ذلك.. وهل يمكن أن نأمن من دون أن تكون رؤيتنا واضحة لمفهوم « الأمن القومي »؟ ! (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 138 بتاريخ 21 ماي 2010)  


الإصلاح والتنمية خيار أصيل وغاية دائمة : من هنا نبدأ


بقلم الحبيب بوعجيلة يعتبر المنهج الإصلاحي خيارا أصيلا في تاريخ المعارضة التونسية منذ نشأتها أوائل الستينات .إذ  بالرغم من المواجهات  الدامية   التي   حسمت الصراع بين قيادات الاستقلال أواسط الخمسينات و التي بلغت أوجها مع المحاولة الانقلابية الشهيرة ورغم قرار حظر  » الحزب الشيوعي » ومنع التعددية وتحول حكم الحزب الواحد إلى خيار دولة فان فكرة الإصلاح والمطالبة السلمية بالحقوق والحريات ظلت حاضرة في نشأة المعارضة اليسارية مع حركة « آفاق » وفي نشأة المعارضة الليبرالية مع انشقاق التيار الديمقراطي عن الحزب الحاكم بل إن الحركة الإسلامية نفسها سوف تختار أوائل الثمانينات العمل العلني في إطار المنظومة القانونية القائمة وفي سياق الاعتراف بشرعية الدولة ومؤسساتها .أما غداة التغيير فقد أمضت مختلف الأطياف السياسية والفكرية الحاضرة والمؤثرة في الساحة على نص الميثاق الوطني تأكيدا على الانخراط في خيار العمل الإصلاحي ضمن سقوف القانون والمبادئ العامة للشرعية الدستورية لدولة الاستقلال . لا شك أن النزعة التسلطية  وغلبة الحكم الفردي  وهيمنة الحزب الواحد والالتجاء المبالغ فيه إلى الحلول الأمنية في معالجة الملفات على امتداد العقود الأولى  للاستقلال كانت أسبابا كافية  أدت إلى ارتفاع نبرة الخطاب الراديكالي و انزياح الحركات الشبابية و بعض الحلقات السياسية إلى خيار القطيعة والطعن في الشرعية القائمة خصوصا بعد  اتجاه فصائل عديدة من  اليسار التونسي إلى تبني أطروحات « الماركسيات »  « الصينية » و »الألبانية » وغيرها من القراءات « الثورية » للمتن الكلاسيكي وبعد هبوب رياح الثورة الإيرانية  و »الجهادية » الأفغانية على شباب « الحركة الإسلامية » المهيأة أصلا لمثل هذه الحلول بتأثير من مدرسة « سيد قطب » وما رسمته من « معالم طريق » إقامة المجتمع الإسلامي بالإضافة إلى  استعداد التيار القومي أصلا إلى تبني المناهج « الانقلابية » باعتبارها الطريقة التي اعتمدها « الضباط الأحرار » في أقطار الشرق . لهذه الأسباب مجتمعة سوف يكون  المزاج الغالب على امتداد السبعينات وأوائل الثمانينات مزاجا « ثوريا » بامتياز إلى درجة أن صفة « الإصلاحي » كانت سبّة ومعرّة خصوصا لدى أقراننا من شباب الحركة الطلابية و مناضلي « الحلقات السرية » في تلك الفترة. ولكن ذلك لا يمنعنا مرة أخرى من التأكيد على أن غلبة المزاج الراديكالي وإغراءه لم يمنعا من أن  يظل صوت الاعتدال والمطالبة بالحق في كنف الدستور دون تفكير في قلب الشرعية القائمة هو أكثر الأصوات ارتفاعا رغم مبدئية التمسك بمعارضة القوانين اللادستورية والجائرة و رفض المنحى البوليسي والقمعي الذي كانت تتخذه باطراد دولة حزب « الدستور »  ورغم المنحى اللاشعبي الذي كانت  تنخرط فيه بشكل متسارع خيارات دولة « الحزب الاشتراكي » . إن التذكير بهذا المعطى الأساسي في منهج ورؤية حركة المعارضة التونسية  تدفعنا إليه رغبتنا الأساسية في إعادة منح النهج الإصلاحي مكانته في الفعل السياسي بعد الخيبات المتتالية لمنهج القطيعة والتصعيد و دوره في تأخير الشروع في أولى خطوات الانتقال الديمقراطي خصوصا وان نهج « القطيعة » و »الطعن » في الشرعية القائمة  يتخذ اليوم صيغا جديدة  ويرتدي لبوسا ديمقراطية تحت مسميات عديدة غريبة ومغرقة في التناقض مثل « القطيعة الديمقراطية » و »الإصلاح الراديكالي » و »التغيير الجذري » و »المشاركات الاحتجاجية » و »المقاومة الديمقراطية  » كما يستعير أساليبا في الفعل مفصولة عن السياق التاريخي ومعطيات الواقع وموازين القوى مثل دعوات « العصيان المدني » والإعلان عن المبادرات والتمسك بها رغم انف المنظومة القانونية السائدة ثم « ابتلاعها » سريعا بعد أن تفعل فعلها في إرباك الفعل الواقعي وفي خلط أوراق اللعبة .كما لا يفوتنا التأكيد على أن التذكير بأصالة النهج الإصلاحي في تاريخ المعارضة التونسية ينبع من رغبتنا في إبراز حدود واقع سياسي تردى إليه خطاب وأسلوب الفعل المعارض في تونس و تحول بمقتضاه المطلب الديمقراطي في تونس إلى « حوزة » شخصيات ومنظمات « معولمة » تفاوض باسم « النازلة التونسية » في الهيئات والمراكز الدولية الرسمية وشبهها وتحولت بمقتضاه النخب الإصلاحية التونسية أحزابا وجمعيات إلى موقع المتفرج الصامت أو المنخرط طوعا أو كرها في سجال » لا سياسي » مغرق في الشخصنة والثلب المتبادل بين المواقع الالكترونية والقنوات الفضائية من جهة وأعمدة » الصحافة الصفراء » من جهة أخرى بل وتحولت أجندة تجديد الحياة السياسية إلى مهام ومعارك تفرضها على الساحة السياسية غالبا مبادرات فردية أو شبه فردية لشخصيات و قوى قد لا نختلف في رصيدها النضالي التاريخي وان كنا سنختلف حتما في وزنها الحقيقي في « المضارع » وفي قدرتها على رسم تمشيات الحراك المعارض في المستقبل . لقد أصبح الآن من شبه المؤكد حاجة المعارضة الوطنية إلى فرز جديد يرتفع بمقتضاه وبلا خجل صوت الإصلاح كخطاب ثالث في مقابل معارضة « لا تعارض » وأخرى لم تنتج غير العدمية المتشنجة المفصولة عن معطيات الواقع والمغرقة في الأوهام بداية من وهم « صنع الزعامة » لفرض التداول إلى وهم  قيادة « الجماهير » المستعدة للانتفاض وصولا إلى حشد وسائل الضغط عبر تصدير الملفات الحقوقية والسفرات المكوكية بين العواصم والفضائيات . إن هذا الخطاب الإصلاحي الثالث أصبح اليوم ودون شك يجد صداه داخل صفوف  هذين النوعين من المعارضات « الموالية » و « المغالية » على حد السواء ولا شك أن الأيام القادمة ستشهد بالضرورة هزات متوقعة في المشهد الراكد في اتجاه صياغة خارطة طريق الانتقال الديمقراطي المتدرج دون بطء والمبدئي دون توتر وبناء على ما تقدم من ملاحظات يمكن أن أوجز بعض النقاط التي أراها إطارا نظريا وعمليا لكل مشروع يهدف إلى صياغة خطاب إصلاحي فاعل ومثمر : 1 – إن المنهج الإصلاحي في معناه الدقيق هو أسلوب فعل سياسي يعمل على تحقيق شروط التنمية السياسية الحقيقية التي تضمن شروط التنمية الوطنية المستقلة والشاملة وتمكن البلاد من الحفاظ على المكاسب الاجتماعية والثقافية لدولة الاستقلال وتمكنها من مواجهة التحديات الراهنة والقادمة في مناخ إقليمي ودولي يضع السيادة الوطنية للدول في مواجهة امتحانات صعبة تقتضي إعادة صياغة مبادئ التعاقد وتوزيع الأدوار بين القوى والأطراف الوطنية . ومن منطلق هذا المبدأ التأسيسي لنهج الإصلاح مضمونا وغايات يصبح من الضروري أن تؤكد المعارضة الوطنية في خطابها وأساليب فعلها أن المطلوب هو تجديد الحياة السياسية عبر وفاقات وطنية تكون السلطة الشريك الأساسي فيها بعيدا عن منطق « البديل الشامل » و »التغيير الجذري » و منطق التنافي . ولا يمكن أن يكون تحفظ السلطة ووقوعها حاليا تحت جاذبية التسلط مبررا مريحا للانزياح عن واقعية واعتدال المطلب الإصلاحي إذا كان بالفعل قناعة جوهرية تؤسسه خلفية نظرية ديمقراطية متماسكة . 2 – إن الخيار الإصلاحي هو اسلم السبل وأقوم  المسالك في إدارة الشأن الوطني بين الدولة ومواطنيها وان فشل هذا الخيار سابقا في تطوير الحياة السياسية يقتضي أولا البحث الهادئ في جذور وأسباب إغراء الأسلوب التسلطي الذي ظلت تنتهجه السلطة منذ الاستقلال وهي أسباب مؤسّسية وثقافية لا يمكن مواجهتها بأساليب مفصولة فكريا وعمليا عن معطيات الواقع ومقتضيات التاريخ كما يقتضي ثانيا البحث المعمق في الأسباب الرمزية والمادية التي منعت موضوعيا المعارضة من التحول إلى رقم أساسي وشريك فعلي في تقرير مصير الحياة السياسية ويحتاج ثالثا إلى تدشين مرحلة نقد ذاتي يضع التراث الفكري والتنظيمي والعملي للمعارضة التونسية بجميع أطيافها موضع المساءلة القاسية والدقيقة. 3- ومن خلال ما تقدم فان خطاب الإصلاح وفرقاءه الحقيقيين يحتاج – بعد التسليم بما تقدم –  إلى تدشين حوار عميق يفضي إلى صياغة عقد تحرك يتقدم إلى السلطة والمجتمع بمشروع مشترك في خطوات الانتقال الديمقراطي لا نراها إلا متدرجة من حقبة مطالبة واقعية بإجراءات انفراج شامل إلى حقبة انفتاح قبل الوصول لاحقا إلى مرحلة الانتقال الديمقراطي الناجز وهي مرحلة نراها آجلة وإستراتيجية وكل من يتوهم توفر شروط تحققها العاجل فانه لا يفعل غير أن يدفع بالعمل الإصلاحي إلى أتون المواجهات والتوترات وتعميق الخلافات إن الانفراج مرحلة انتقالية هامة قد تطول وقد تقصر بحسب إرادة الإصلاحيين وقدرتهم على الاستفادة منها كما أن الانفراج عملية تفاوضية باعتباره لا يلبي إلا الحد الأدنى من بناء الثقة والتواصل بين الفرقاء السياسيين ويشكل فرصة للانطلاق في حوار هادئ دون شروط أو إقصاء .الانفراج يتطلب من المعارضة الإصلاحية ضبط الأولويات الحقيقية والتحلي بالصبر وعدم الانزلاق وراء ضغط المزايدات والاستفزازات والعمليات الاستعراضية وامتلاك قدرة تفاوضية عالية وكوادر وطنية مسؤولة و ماسكة بمعطيات الواقع وطبيعة السلطة والمجتمع .وان النجاح في تفعيل مرحلة الانفراج سيمكن المعارضة لا محالة من بناء المقدرة و تفعيل الحوار وتجسير العلاقة مع المجتمع ومنظماته الأساسية ومع السلطة وأطرافها المؤمنة بالإصلاح و الضامنة له كما سيمكنها الانفراج على حدوده من بناء مواردها البشرية والهيكلية بعيدا عن أوهام الشعور المغلوط بالقوة الافتراضية كما سيسمح لإطاراتها بتمثل المشاكل الحقيقية للواقع و انتظارا ته جهويا ووطنيا ودوليا مما يطور لديها قوة الاقتراح بعيدا عن الاكتفاء بتدبيج البيانات البيانية اللابرهانية بامتياز . سوف ترتفع أصوات عديدة لا محالة لتذكرني بالطابع « الاستبدادي » و »الدكتاتوري » للسلطة  ولترجمني بتهم الموالاة وتغيير رصيف الوقوف من مواقع « الصمود » إلى مواقع « المهادنة » وغيرها من مصطلحات « حربية » لا أؤمن بها في الحقيقة إلا في مواجهة الأعداء الغزاة والمحتلين . وسوف ترتفع أصوات أخرى لتؤكد أن ذلك هو ما ظلت تحاوله المعارضة دون جدوى من زمان ولكن السلطة ضربت بالمطالب الانفراجية عرض الحائط مما يؤكد طبيعتها « المعادية للديمقراطية » منذ ولادتها إلى يوم يبعثون . غير أن هذه الأصوات وغيرها لا تستطيع أن تقدم لنا في المقابل بديلا آخر للإصلاح غير الإمعان في الخطاب والفعل العدميين المورّثين للإحباط و الفشل المتكرر كما أن هذه الأصوات لا تستطيع أن تنكر ما قلناه سابقا عن أخطاء المعارضة القصووية وانزياحاتها وأخطائها النظرية والعملية التي لا ينكرها سوى جاحد وأخيرا فان هذه الأصوات لا تستطيع أن تمنع بدايات تنامي أصوات النقد الذاتي في أوساط النشطاء السياسيين والحقوقيين الصادقين ممن أدركوا بصدق حدود أساليب عقيمة في الفعل المعارض وان كنا بطبيعة الحال لا ننكر أن طريق « الخطاب الثالث » ليس طريقا مفروشا بالورود …انه ككل الأشياء العظيمة يبدأ جليلا ويمشي على الأشواك . نضع تحت تصرف الفارئ الكريم رابطا المقالين السابقين:  
المقال الثاني:https://www.tunisnews.net/21Mai10a.htm


الاقتدار السياسي يقاس بالقدرة على إنتاج الأفكار والمسؤولية ( الجزء الثاني)

 


بقلم : عبد الفتاح كحولي     بعدما أبرز الكاتب في الجزء الو مدى هشاشة بعض التعليقات الصحفية التي تتصل بالحياة الحزبية الداخلية ها هو يقدم لنا في هذا الجزء قراءة في الخطاب الصحفي وبعض تجلّياته حاثّ أصحاب الأقلام المعنيّة بالموضوعيّة وبما يتلاءم مع ضوابط المهنة ومع رهانات المرحلة .     II – قراءة في الخطاب الصّحفي المتابع لنشاط الأحزاب : لا يتعلّق الأمر هنا بالخطاب الصّحفي عامّة بل ببعض تجلياته وتبرز قراءتنا للوقائع في الفقرة السابقة مدى هشاشة بعض التعليقات التي تتصل بالحياة الحزبية الداخلية كما تبرز مدى تسرّعها في بناء الاستنتاجات عن وعي أو عن غير وعي. إن رسم بعض القائمين بتلك الممارسات في صورة المناضلين أصحاب الحق بكل إطلاقية ودون تنسيب وحشر الهياكل والقيادات الشرعية للأحزاب في خانة مدبّري الإقصاء دون تنسيب أيضا ينمّ عن تبسيط لا يخدم هدف بناء رأي عامّ حرّ ومسؤول وبنّاء. كما أن إضفاء كل صفات التبجيل على بعض الأعضاء مقابل رجم الآخرين بالقصور والضعف يكشف عن تحكم واضح لأحكام القيمة في بناء الاستنتاجات وتجاوز الموضوعية والانخراط في الحراك الداخلي للأحزاب دون وجه حقّ وتكشف بعض المتابعات عن  » كولسة » واضحة لمصادر الخبر وهنا مكمن الخطر، فكواليس الأحزاب إذا  » تكولست » مصادرها استحال الأمر إلى الزعم ورهانات توجيه المعلومة لخدمة أغراض محدّدة وتقديم صورة للرأي العام مخالفة للصورة الحقيقية ويتم الإمعان في « كولسة  » المصادر بالامتناع عن الاتصال بالهياكل الرّسمية والدوائر المسؤولة في الأحزاب لتقديم روايتها بشكل يساهم في إنارة الرأي العام خاصّة وأن الطّرف الرسمي والمعلن باسمه وصفته هو طرف مسؤول يتحمل مسؤولية ما يرويه أمام الرأي العام وأمام التاريخ في حين أن الطرف غير المعلن لا يتحمل نفس المسؤولية ويمكن أن يسرد ما شاء من الأحداث لأن فعل الرواية منسوب إلى مجهول  وتاريخ الحكي العربي يضم عيّنات كثيرة من الخرافات والحكايات الخيالية المعلّقة على فعل « زعموا ». إن الامتناع عن نقل رواية الهياكل الرّسمية أو تزييفها يكشف عن عدم موضوعية بعض المتابعات ومحاولتها كتابة « سردية » للأحزاب لا تتفق مع الواقع وهي سردية مختلقة تنتج إيحاءات لدى الرأي العام ولدى بقية الفاعلين السياسيين تسيء للصورة الحقيقية لهذا الحزب أو ذاك من أجل تحريك المواقف في اتجاهات معيّنة تحت وهم القدرة على تحريك الأحداث وخلق وقائع جديدة وكل هذا لا يمت للعمل الصحفي ولرسالته بأيّة صلة. وإذا كانت اللحظة الراهنة محكومة بجملة من الرهانات تحتم على جميع الأطراف القيام بأدوار في حدود اختصاصها تساهم في بلوغ تلك الرهانات فإن الصحافة مدعوّة إلى الانخراط الواعي في مسار التحديث والدّمقرطة بما يتلاءم مع منطق المرحلة القائم على تعاون كل الأطراف في البناء العام فأي دور يلعبه خطاب صحفي متسرّع يحاول جاهدا تشويه صورة الأحزاب والإيحاء بفقدانها للجدوى والحال أن المصلحة العامّة تقتضي وجود هذه الأحزاب؟ ما هو الدور الذي يلعبه خطاب صحفي يحاول توجيه الرأي العام نحو قراءة مغايرة للواقع؟ أي دور يلعبه خطاب صحفي يحاول تشويه صورة حزب يسعى جاهدا لإصلاح أوضاعه وتطوير نفسه حتى يحقق أعلى درجات  المقبولية والتلاؤم مع منطق المرحلة ؟ إن هذا الخطاب لا يرتكز على مفهوم الصالح العام ولا يخدم الأدوار المنوطة به في مسار التنمية السياسية والتحديث الشامل هو خطاب ينطلق ممّا للصحافة من سلطة لفرض حقائق مغايرة هو خطاب ينطلق من حرية الكلمة ليحرّرها من كل مسؤولية هو خطاب ينطلق من تقاليد ماضية شأنه شأن الوقائع التي ينقلها. ويجدر بنا أن نتساءل لماذا يمعن هذا الصنف من الخطاب الصّحفي في متابعة أخبار الأفراد وأساطين السياسة ولا يهتمّ بتتبع مسار التطور الفكري والسياسي والبرنامجي والتنظيمي لهذه الأحزاب لينير الرأي العام ويساهم في إنتاجه على قاعدة الوعي والمسؤولية هل هو الاستمرار في أشكال من الكتابة موغلة في القدم أم هو تجنّب ركوب الصّعاب ؟ في الأخير لا بد أن نذكر بأن عيّنات كثيرة من الكتابة الصحفية تقدم متابعات موضوعية وتنقل للقارئ الروايات المختلفة للأطراف الفاعلة في صناعة حدث ما ولكن توجد عينات أخرى يتوجب على أصحابها تعديل أوتارهم بما يتلاءم مع ضوابط المهنة ومع رهانات المرحلة . (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 138 بتاريخ 21 ماي 2010)  


نقابة كتّاب تونس… من أجل الكاتب أم ضدّ اتّحاد الكتّاب

 


نورالدين المباركي تونس / الوطن   دعا كتّاب تونسيين إلى تأسيس نقابة منضوية تحت الاتحاد  العام التونسي للشغل « ترعى مصالحهم وتدافع عنها »’ و لئن لاقت هذه الدعوة استجابة  من عدد من المنخرطين في اتحاد الكتاب التونسيين وآخرين فإن البعض الآخر لم يتردد في طرح الأسئلة حول خلفيات هذه المبادرة و أهدافها .   وهذه ليست المرة الأولى التي تتحرك فيها مجموعة من داخل اتحاد الكتاب فقد برزت  » رابطة الكتّاب الأحرار » من داخله إلى جانب تململ مجموعة من الكتّاب الشباب و ذلك على خلفية  » عدم قدرة الاتحاد على متابعة شواغلهم ».   وفيما يلي وجهة نظر  لسعد بن حسين عضو لجنة لتنسيق المؤتمر التأسيسي لنقابة كتّاب تونس و شمس الدين العوني  عضو الهيئة المديرة لاتحاد الكتّاب حول  نقابة كتّاب تونس.     لسعد بن حسين عضو لجنة لتنسيق المؤتمر التأسيسي لنقابة كتاب تونس   هذه دوافعُنا…هذه أهدافنا…   حين انطلقت مجموعة من كتّاب تونس منذ ما يزيد عن الأسبوعين في الدّعوة إلى تأسيس نقابة للكتّاب ، كثرت التساؤلات والإتصالات في أوساط الأدباء والمعنيين بالشأن الثقافي، تساؤلات تمحورت حول الجدوى والمشروعية والعلاقة باتحاد الكتاب وحتى عن طبيعة هذه المجموعة ومن يقف وراءها ، وإني أستغلّ هذه المساحة لإجلاء بعض الغموض الذي رافق هذه التساؤلات أو بعض الإجابات عنها. إن الهيئة الوقتية المشرفة على تنسيق المؤتمر التأسيسي لهذه النقابة هي مجموعة من خيرة كتاّب تونس ( ولن أذكر الأسماء حتى لا يقع تأويل نسياني لإسم أو اثنين..) بعضهم ينتمي لاتحاد الكتّاب والبعض الآخر لا ينتمي إليه ، دفعتهم الغيرة على المصالح الأدبية والماديّة لكتّاب بلادنا فسعوا إلى « الفعل » لا إلى الاكتفاء بالقيل والقال كما سعوا أن يكونوا واقعيين ، فجاءت فكرة النقابة كحلّ أجمع كلّ من أمضى على عريضة التأسيس (العدد فاق المائة إلى حدّ الآن) على وجاهته وواقعيّته وجاءت استجابة مسؤولي الإتحاد العام التونسي للشغل لتزيد في تفاؤل الكتّاب وإقبالهم على اقتناء الانخراطات ( وزّعنا ستّين انخراطا إلى حدّ الآن..) وسننجز مؤتمرنا في غضون الأيام القادمة أن شاء الله. والمجموعة السّاعية إلى عقد هذا المؤتمر لا تدفعها رغبات انتهازية أو مصالح شخصية كما لا يحرّكها العداء أو المنافسة لأيّ جمعيّة أو اتّحاد أو رابطة، ولا تسعى لسحب البساط من تحت أيّ كان..وأنّ دافع أفرادها الرّئيسي هو خدمة الكاتب التونسي والدفاع عن مصالحه وإعطائه المكانة التي هو جديربها في بلادنا ، وإني أسجّل بارتياح وكلّ فخر أنّ نقابة كتّاب تونس حقّقت لبعض الكتّاب التونسيين بعض المكاسب (الماديّة) قبل أن تبعث، ذلك أنّ مؤسّسة ما اتصلت بهم ومكّنتهم من بعض المبالغ الماديّة شرط أن لا ينضمّوا إلى النقابة أو أن ينسلخوا من عريضة الإمضاء على إنشائها ! وهي حركة لا يمكن إلاّ أن تزيد من إصرارنا لإنجاح مشروعنا وإيصاله إلى مرساه الطبيعي. وشخصيّا سأشكر أيّ جهة أو هيكل يقوم بتقديم خدمة ما : إبداعية أو طباعية أو إنسانية أو ماديّة لكاتب تونسي سواء كان منخرطا في نقابتنا أو غير منخرط وأعد أن تدافع هذه النقابة عن عموم كتّاب تونس مهما كانت انتماءاتهم الفكرية أو مواقفهم أو آراؤهم في النقابة وفي باعثيها،  ويسعدني لو تحقّق السيدة جميلة الماجري وعدها لي بالإنضمام إلى النقابة لأنها كشاعرة جديرة بالحضور في مؤتمر تأسيسي لنقابة كتّاب تونس وتنضمّ إلى العدد الكبير من القامات الأدبية في تونس الذين انخرطوا معنا في المشروع.     شمس الدين العوني ( عضو الهيئة المديرة لاتحاد الكتاب ):   الاتحاد يعمل بجدية ونطلب التّعاون من الجميع خدمة للكاتب التونسي من حق كل كاتب أن يتأوه و يجب على الدولة أن تنصت له   بعد اللقاء الهام الذي جمع قبل أكثر من سنة رئيس الدولة برئيسة اتحاد الكتاب التونسيين الشاعرة جميلة الماجري، استبشر الكتاب والأدباء خيرا بما تم الإعلان عنه في وكالات الأنباء والصحف بخصوص رعاية رئيس الدولة للكتاب وخاصة بعض الحالات الاجتماعية وصار هناك حديث عن بعث صندوق للتآزر على غرار ما حصل مع الصحفيين وبطاقة كاتب محترمة تسمح بامتيازات في التنقل العمومي ودخول الفضاءات العمومية من متاحف ومهرجانات وما يعود بالنظر إلى الدولة ووزارة الثقافة فضلا عن مشاريع أخرى تتعلق بالنشر والحي السكني ودور الكاتب والأديب في المجتمع… ولئن عانى الاتحاد خلال الدورات السابقة من جمود وتجاهل لأحوال الكتاب فإن هذه الهيئة (وليس من باب الدفاع عنها أو مجاملتها أو وجودي ضمنها) حرصت على ترجمة هذه الطموحات والمطالب وهي باعتقادي مشروعة ومن حق نخبة البلاد أن تحلم بها خصوصا أمام فئات أخرى (مثل المزاودية والكوارجية).. الكاتب التونسي تعب ومن حقه أن ينظر إليه (برفع اللام) باحترام وأن يتعزز حضوره في مختلف الفعاليات… الاتحاد ليس ثقافة فحسب (للنشاط والفعاليات) بل هو يسعى لهكذا حضور معنوي وتكريم للكاتب والأديب عبر مختلف المحافل.. لقد حظيت رئيسة الاتحاد يوم الجمعة الفارط باستقبال من قبل السيد وزير الثقافة والمحافظة على التراث فقالت إن اللقاء كان إيجابيا بخصوص مسألة تشغيل عدد من الأدباء العاطلين عن العمل وتسعى الهيئة إلى المواصلة في مجال تفعيل بطاقة كاتب وبعث صندوق التآزر بالتنسيق مع أطراف أخرى هذا إلى جانب الأنشطة واتفاقيات التعاقد والحضور في أعمال الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بما يعزز حضور تونس الأدبي والثقافي… إننا نظل على حلمنا والمطلوب من كل الأطراف دعم عمل الاتحاد وخاصة الدولة بالتسريع في هذه المطالب حتى ترى النور خدمة للثقافة الوطنية والكاتب التونسي.. المسألة بسيطة… من حق الأدباء في تونس أن يقولوا إننا تعبنا ونطمح إلى كذا وكذا وهذا في الحقيقة يعزز عمل الهيئة فالموجوع له أن يتأوه ويصيح… وهذا طبيعي.. ولكن ماهو غير طبيعي أن تصم الآذان تجاه ذلك.. الاتحاد مكسب وطني كبير ولا بد من الحفاظ عليه والهيئة تعمل بجد في حيز من تعددية الآراء والتقييمات والأفكار ولكن بانسجام نابع من فكرة المجتمع المدني.. أنا مع الكاتب التونسي المجتهد والمبدع والمحب للعمل بعيدا عن الزيف والمزايدات. (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 138 بتاريخ 21 ماي 2010)  


بورقيبة ونويرة ذكريات ومذكرات

 


تمخضت ذاكرة المناضل محمد الهاشمي عباس عن كتاب عنوانه «بورقيبة ونويرة ذكريات ومذكرات» ورد في أربعة أجزاء قدم لها الأستاذ الشاذلي القليبي. وتطرق المؤلف كشاهد عيان لمسيرة الزعيم الراحل المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة والزعيم المرحوم الهادي نويرة. ونقرأ في كتاب بورقيبة ونويرة الذي جاء في أكثر من ألف ومائة صفحة تفاصيل مثيرة كشفت لأول مرة تتعلق بعديد المسائل المتصلة بتأسيس الحزب الحر الدستوري القديم وأهدافه ونضال زعيميه عبد العزيز الثعالبي ومحمود الماطري.. وعن محاكمة بورقيبة واعتلاء المنصف باي العرش ونشأة الاتحاد العام التونسي للشغل ونفي الزعيم في جزيرة جالطة وجزيرة قروا وعن دور وسيلة بن عمار النضالي ونضال الزيتونيين وصوت الطالب.. وتناول المؤلف في كتابه فترة بناء الدولة الحديثة وإقامة النظام الجمهوري كما تناول بالدرس المؤامرة الانقلابية في الستينات وتداعياتها وتحدث عن زواج بورقيبة بوسيلة بن عمار ودور هذه المرأة السياسي. ونقرأ في هذا الكتاب معطيات عن الاشتراكية الدستورية في تونس وعن دور الزعيم الهادي نويرة في انقاذ البلاد من آثارها السلبية خلال السبعينات إلى غاية تعيين محمد مزالي على رأس الوزارة الأولى وتحدث عن خريف عهد بورقيبة وعن أسباب التحول. (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 21 ماي 2010)  


في منتدى الحوار بالمكتبة الوطنية فتحي التريكي يتحدث عن «فوكو».. الماركسية والفلسفة الشريدة

 


في الحلقة الأولى من منتدى الحوار متعدد الاختصاصات المنتظم مساء أمس بالمكتبة الوطنية بالعاصمة جلس الأستاذ فتحي التريكي أمام عدد كبير من الجامعيين والمثقفين، واعترف لهم بأفكاره وحدثهم عن مسيرته الفلسفية. وقال الفيلسوف متحدثا عن بداية مسيرته الفلسفية إنه كثيرا ما كان يفكر في المجال السياسي قصد تحسين ما يمكن تحسينه، وإنه اتبع في بحوثه منهج الماركسية.. ولكن منذ قدوم ميشال فوكو إلى تونس وتقديمه محاضرة أمام الطلبة ترك في نفسه أثرا كبيرا ومنذ ذلك التاريخ بدأت أفكاره تتغير.. إذ تساءل الطلبة يومها وهم يستمعون إليه كيف يمكن لفوكو الذي يدرس المجتمع وآلياته ألا يكون ماركسيا.. وعن هذا السؤال أجابهم فوكو: إنني ماركسي حتى النخاع ولكن ما دمت هكذا فعلي أن أفعل شيئا آخر. وعندما سمع التريكي هذه الجملة فهم معناها وهو أن الماركسي الحقيقي هو ذلك الذي لا يتوقف.. وهو ذلك الذي يضيف ويطور ويغير اتجاهه الفلسفي ومنذ ذلك اليوم نهج الفيلسوف «فلسفة التنوع».. و»الفلسفة الشريدة» وكانت دعوته لإحياء الفلسفة. وحاول التريكي أن يبرز أنه على الفيلسوف أن يمارس الفلسفة وأن يغير ما يمكن أن يغيره في مجتمعه بالفلسفة لأن التغيير يكون بالممارسة التي تعتمد الصدق ووضوح الرؤية.. ومن الاعترافات الأخرى التي قدمها الأستاذ التريكي أمام رواد المنتدى واحد آخر يتعلق بمفهومه الجديد لسعادة البشر.. إذ سعى إلى إبراز أن سعادة البشر تكمن في المرور من العيش سويا والعيش معا إلى التآنس وبين أنه الآن بصدد تأسيس فلسفة التآنس لكن بشرط توفر العقل والحرية إذ لا يمكن بناء شيء ما في المجتمعات العربية إذا لم نفهم أن الحرية هي الأساس أي حرية المعتقد والحرية في نمط الحياة والحرية الثقافية والحرية السياسية والحرية في كل المجالات.. لكنها حرية بالعقل نعم أنا حر في أن أدبر شؤون منزلي ومديني والإنسانية لكن علي أن أدبرها بالعقل لا بالوجدان..     وقال :ألم نمر من واقع يعتمد التفرقة والاختلافات والصراعات إلى مجتمع هادئ يكون فيه للبشر سعادة.. وذكر التريكي أنه حاول أيضا فهم العلاقة بين الواقع والعمل الفلسفي واهتم بفلسفة التاريخ بقوة وحرر رسالة دكتوراه دولة في هذا المضمار وبين أنه منذ الثمانينات وحتى اليوم أصبح يرى أن الفلسفة هي مجال للتفكير في الإنسان والتاريخ.. أعمال مهمة لدى تقديمها للمنتدى أثنت الأستاذة ألفة يوسف مديرة المكتبة الوطنية على أعمال الأستاذ فتحي التريكي وقالت إنها كثيرا ما استمتعت بقراءتها وأكدت على أهمية كتبه ، وهو نفس ما أبرزه الأستاذ عفيف البوني المشرف على هذا المنتدى مبينا أن الفلاسفة يرون ما لا يرى. ومن جهته ذكر الأستاذ محرز حمدي أن التريكي تمزق في بداية مسيرته بين العمل السياسي وبين العمل الفكري.. فجاءت بحوثه الأولى في العمل السياسي وركز على مفهوم الحرب وكتب عن الحرب عند الفلاسفة. لكنه بعد هذا التمزق ومذ مقدم ميشال فوكو إلى تونس وتقديمه محاضرة بحث فيها مفهوم الفلسفة الداخلية ومفهوم الفلسفة الخارجية عثر على خشبة النجاة.. لكنه في مراحل لاحقة من مسيرته أعلن عن اهتمامه بكل الفلسفات وهو ما مهد لصدور كتابه «فلسفة التنوع» وتحدث فيه عن انفتاح الفكر الفلسفي نحو كل المدارس. وتم هذا التنوع على مرحلتين أولهما تنوع المذاهب والرؤى وثانيهما التنوع الثقافي والحضاري لذلك أقر أن الحقيقة الإنسانية هي ما تنشده الإنسانية من تنوع حضاري وثقافي وهدف الإنسانية حسب رأيه سيكون مركزا على كيفية الربط والتلاؤم بين هذه الحضارات المختلفة وانصب عمله بداية على الحوار بين الحضارات والثقافات.. وانشغل بالحياة اليومية وأصبحت فلسفته فلسفة الحياة اليومية المرتبطة بهموم البشر والبعيدة عن الميتافيزيقا. بوهلال (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 21 ماي 2010)


 دراسات جديدة الشمال الغربي الجبلي الجبالية والمجال الزراعي من 1856 إلى  1945  *

تساؤلات  حول التاريخ الجهوي تحيل إلى جوهر المسائل الوطنية

يتبادر إلى الذهن من خلال هذا العنوان الذي وضعه الدكتور صلاح الدين البرهومي الباحث في التاريخ  لكتابه، الصادر هذه الأيام عن دار سحر للنشر، أن المسألة متعلقة بدراسة مونوغرافية لجهة من جهات تونس. ولكن الإشكاليات التي وردت في مقدمة هذه الدراسة وضحت العلاقة بين المحلي والقطري والوطني (الوطن العربي) وطرحت أسئلة  عميقة  بيّنت كيف أن التحديث والثورة التي رافقت فترة انتهاء الاستعمار أفرزت أنماطا فريدة من نوعها في الحكم، حيث لا توجد جمهوريات بالرئاسة مدى الحياة فحسب بل توجد أيضا جمهوريات وراثية. و قد طرحت الدراسة أسئلة فشل النظام التعليمي الذي اعتمد بعد الاستقلال في إنتاج نخبة من المصلحين على غرار تيار الإصلاح الذي  برز في الفترة الحديثة (فترة رواد النهضة العربية). كما طرحت سؤالا خطيرا في علاقة المحلي بالأبعاد الوطنية، وهو :  لماذا لم تمكن حكومات الاستقلال الأهالي  الذين افتك الاستعمار أراضيهم من هذه الأراضي بل « تم تعويض المعمرين الأوروبيين بمعمرين من الأهالي المقربين » أي المقربين من جهاز الحكم ؟   ويُعزي الدكتور صلاح الدين البرهومي هذا الوضع إلى « عمق تأثير الهياكل الثقافية الاجتماعية في البناء السياسي » وأشار إلى نمط الحكم الوراثي الذي كان سمة التاريخ الإسلامي منذ الفترة الأموية . ويُشدّد  الدكتور البرهومي على استمرار ظاهرة « تأطير السكان »  مع الدولة الوطنية وهي مسألة موروثة عن العهد الاستعماري « ، فالسلط الاستعمارية تُقسِّم الأهالي إلى ثلاث فئات من الناحية الأمنية: الأولى خطيرة تجب مراقبتها  وسجنها وإبعادها والفئة الثانية مشكوك فيها وتجب مراقبتها وتتبعها أمنيا لمواقفها القديمة أو الحديثة من الاستعمار،  والفئة الثالثة عادية ومع ذلك تراقب وتقدم في شأنها التقارير.  وأنشات السلطات الاستعمارية بطاقات شخصية منها بطاقة تحتوي على العقوبات مثل السجن ». وبين الدكتور صلاح الدين البرهومي أن دولة الاستقلال دعمت تسلحها بُعَيد الاستقلال بهدف إخضاع الأهالي عندما قال « كما سارعت الحكومات الحديثة التكوين في استيراد التكنولوجيا قصد ضمان السيطرة العسكرية المَجالِيّة والحدّ من حركة القبائل القوية . وتساءل « إن كانت هذه الشعوب قاتلت الاستعمار لأجل تشكيل حكومات غداة الاستقلال كوّنت « دول فيالق » في بعض الأقطار حيث يتولى العسكر الحكم تحت مسميات مختلفة مثل « الثورة » و »محاربة الأعداء  » إلا أن هذه الدول الفيالق لم تنجز شيئا يذكر على صعيد محاربة الأعداء الخارجيين.  وقد يكون الباحث الدكتور صلاح الدين البرهومي سار على منهج التاريخ المجهري Microstoria) ( من أمثال كارلو قانزبورغ . ويعتمد هذا المنهج دراسة « المحلي » ولكن هذا المحلي له ارتباط كبير بالعام  أو الوطني ويقدم صورة عميقة عن تحولات الوطني، اُنظر مثالا على ذلك استمرار وجود فلاحين بلا أرض في دولة الاستقلال في منطقة الشمال الغربي الجبلي،  وكيف عكست سياسة عامة للدولة منحت ضيعات كبرى لكبار المقاومين  وتركت أهل الجبل يواصلون معاناتهم ، فإلى حدّ الآن توجد عائلات في منطقة الشمال الغربي في المجال الريفي لا تملك سوى بضع آرات  وفي كثير من الحالات لا تملك سوى مساحة البيت الذي تقطنه. فما معنى وجود إنسان في مجال ريفي دون أرض ؟ من أين سيقتات؟  إنّ الدراسة التي قدمّها الدكتور صلاح الدين البرهومي، والتي وقّّعها في حفل بهيج أمام جمع غفير من زملائه الباحثين وأصدقائه يوم السبت 1 ماي برواق دار سحر للنشر على هامش الدورة 28 لمعرض  تونس للكتاب، التي دارت بين 23 أفريل و2 ماي الجاري، تفتح آفاقا جديدة للبحث التاريخي تتجاوز الأعمال التي ركّزت على الإخفاق الديمقراطي السياسي لدولة الاستقلال، إلى الحفر في إخفاقات أخرى أعمق مسّت الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية  للمجتمع  ودفعت كلفتها جهات بأكملها . ولعل ما يحصل في منطقة الحوض المنجمي منذ جانفي 2008  وما يحصل في جهات أخرى « آثرت » الصمت خير جواب عن التساؤلات التي طرحها الدكتور صلاح الدين البرهومي في دراسته القيمة حول جهة الشمال الغربي الجبلي، والتي نرجو أن يطّلع عليها الباحثون وأهل الرأي في بلدنا. عادل الثابتي *تأليف الدكتور صلاح الدين البرهومي و نشر دار سحر للنشر، أفريل 2010 ، 287 ص     جريدة مواطنون عدد132  

الباحث سامي براهم محمد الفاضل بن عاشور : رجل السياسة والمصلح الدستوري ! ؟

 


تغطية عادل الثابتي  تحت عنوان “الشيخ محمد الفاضل بن عاشور : مصلحا وتنويريا » نظّم منتدى الجاحظ بتونس ندوة على مدى يومي 24 و25 أفريل الماضي قدمت خلالها نخبة من الباحثين والجامعيين مداخلات  تناولت مسيرة الشيخ الفاضل بن عاشور الشخصية والأدبية والسياسية والنقابية. وألقت هذه البحوث الأضواء على كثير من جوانب الفعل الذي بذله لشيخ طيلة حياته والذي بقي مغمورا لأسباب عديدة. وإضافة إلى دور الشيخ الفاضل بن عاشور كمدرس بجامع الزيتونة خلال فترة الاستعمار  وبكلية الشريعة وأصول الدين بعد الاستقلال وكمساهم في تأسيس  الاتحاد العام التونسي للشغل  ومشاركا في مؤتمر ليلة القدر  سنة 1949، تبين من خلال أرشيف خاص تسلمه الدكتور حسن المناعي من عائلة بن عاشور عندما كان بصدد إعداد رسالة جامعية حول الشيخ محمد الفاضل بن عاشور أن الشيخ الفاضل كانت له مساهمة في التفكير في دستور للبلاد التونسية بل قام بمحاولة لتأسيس حزب سياسي. وهي محاولة لم يكتب لها النجاح ولا زال البحث التاريخي لم يتناولها بالتحليل العلمي العميق المطلوب. وقد صدرت هذه الرسالة في شكل كتاب عن مركز النشر الجامعي بتونس هذه السنة في شكل كتاب تحت عنوان:  « الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: مسيرته العلمية والإصلاحية ». جمعية الاتحاد الدستوري المضامين والأهداف لقد أورد الدكتور حسن المناعي في ملاحق أطروحته القانون الأساسي لجمعية « الاتحاد الدستوري الإسلامي  » بفصوله الستة والعشرين (26) .و أورد أيضا وفي ملاحق نفس الأطروحة نص الدستور المقترح من قبل الشيخ الفاضل ابن عاشور بفصوله التسعة والستين (69). وانطلاقا من هذه المادة الأرشيفية المكتشفة حديثا، والمكتوبة بخط الشيخ الفاضل ابن عاشور حاول الأستاذ سامي براهم الباحث في الحضارة العربية بجامعة تونس 1 والمدرِّس بدار المعلمين العليا بتونس تقديم قراءة في هذا الدستور بمنهج مقارن حيث وضع هذا الدستور مقابل الدساتير السابقة له مثل دستور عهد الأمان الصادر سنة 1857 أو دستور الصادق باي الصادر سنة 1861 أو حتى المطالب الدستورية التي ضمنها الشيخ عبد العزيز الثعالي كتابه تونس الشهيدة الصادر 1920 . انطلق الأستاذ براهم في مداخلته حول الدستور الذي كتبه الشيخ محمد الفاضل بن عاشور من التساؤل عن أسباب  وخلفيات عدم اعتراف البعض بأن هذه الوثائق هي للشيخ الفاضل بن عاشور والحال أنّها بخطّ يده. ثم أردف بسؤال أخر حول سبب تجاهل المختصين لهذه الوثيقة وعدم إيلائها الاهتمام الذي حظيّ به دستور عهد الأمان أو دستور 1861 أو دستور دولة الاستقلال ما عدا محاولة يتيمة تمّت في رحاب كلية الحقوق بسوسة  قابلت هذا النص بالازدراء . وأضاف قائلا : قد تكون راهنية المسائل التي تطرحها هذه الوثيقة هي التي تفسر مثل هذا التعامل معها وقد يلتقي هنا الباحث سامي براهم مع المقولة التاريخية المعروفة : « يدرس التاريخ دائما بأسئلة الحاضر » . وفي استنتاجات مرتبطة بجمعية « الاتحاد الدستوري الإسلامي » التي نجد صدى لوجودها في وثيقة للبوليس الفرنسي، صادرة بتاريخ 8 جانفي 1948  تتحدث عن تكوين الشيخين محمد الفاضل بن عاشور والشاذلي الخلادي لحزب قومي له توجه متطرّف، قال الأستاذ سامي براهم : « نحن أمام جمعيّة أهليّة هي بمثابة حركة تحريريّة وطنيّة لها توجّهات حضاريّة و أبعاد قوميّة وإسلاميّة تذكّر بحركة الجامعة الإسلاميّة التي انطلقت بعد سقوط الخلافة ». وأضاف قائلا « هي جمعيّة أهليّة مدنيّة تختلف عن الانتظام على الطريقة الفرقيّة القديمة و التي استعادتها حركات الإسلام السياسي الحديثة إذ لا يربط بين أعضائها عقد بيعة و لا علاقة بأمير و لا ينتظمون تحت لافتة الجماعة الإسلاميّة ». وأكد الباحث سامي براهم أنه على الرغم من الطابع السري للجمعية بحكم البيئة التي ستنشط فيها الجمعية وهي بيئة استعمارية، حيث تقاوم فرنسا نشأة كل تنظيم وطني، فإن أعضاءها الذين يختارون العمل في جمعيات مدنية سواء كانت ثقافية أو رياضية أو علمية لا يحق لهم توظيف تلك الجمعيات لفائدة جمعيتهم « الاتحاد الدستوري الإسلامي ».  ولفت الباحث نظر الحاضرين إلى ما يحدث في عديد الجمعيات اليوم من ممارسات الاحتواء التي كثيرا ما  تُفرغ الجمعيات من مضمونها المدني الجمعوي لفائدة الحزبوية الضيقة التي تؤدي بها إلى الموت. كما أكّد الباحث أن قراءة في دستور هذه الجمعية تبين لنا مدى سلمية هذه الجمعية حيث جاء في الفصل الخامس من قانونها الأساسي ما يلي : » جمعية مستقلة عن كل الأحزاب السياسية مسالمة لكل هيئة وإن خالفتها الرأي  »  وتبين القراءة أيضا أن مبدأ السيادة الوطنية مركزي في أهداف هذه الجمعية إذ جاء في الفصل 24 من قانون الجمعية الداخلي أن » الغاية العليا التي تعمل الجمعية لتحقيقها في البلاد التونسية هي أن لا سيادة على البلاد إلا للمسلمين . » وهنا أوضح الباحث بأن كلمة مسلمين في ذلك الزمن تعني غالبية التونسيين. كما أوضح أن الجمعية التي نادى بتأسيسها الشيخ محمد الفاضل بن عاشور أو أسسها تؤمن بوحدة المغرب العربي،  وتسعى إلى إحياء الروابط الإسلامية بما يذكِّر بأهداف « الجامعة الإسلامية » التي وجدت لها صدى كبيرا في تونس خلال عشرينات القرن العشرين. هل كان دستور الشيخ محمد الفاضل بن عاشور دستور دولة مدنية لمواطنين أحرار؟ وفي جانب ثان من مداخلته قدم الأستاذ سامي براهم تحليلا للدستور الذي كتبه الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور بالتزامن مع طرح مشروع « الاتحاد الدستوري الإسلامي اعتبر فيه أن « وثيقة الدّستور صيغت بروح وطنيّة عالية هاجسها الأكبر السيادة و الاستقلال و كانت في كلّ بنودها تنقض بشكل ضمني ما ورد في الصياغات الدّستوريّة السّابقة  » عهد الأمان 1857 المكوّن من 11 بندا  ودستور الصّادق باي 1861 المكوّن من 114 بندا موزّعة على 13 بابا … من تفريط في السيادة لصالح الأجانب و تعلي من سقف المطالب الدّستوريّة التي توجّهت بها النخبة السياسيّة للحزب الحرّ الدّستوري سنة 1920 من خلال لائحة أدرجت في كتاب تونس الشّهيدة للشيخ الثعالبي بعد تعديلات تمّت تحت الضّغط الاستعماري و هو أوضح في التّأكيد على السيادة ممّا ورد في لائحة المبادئ العامّة للدّستور يوم 10 جوان 1949 و المتكوّنة من 15 بندا ركزت في مجملها على الحقوق الفرديّة انسجاما مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حديث العهد بالولادة للتّأثير على الرّأي العامّ الدولي ».  وأضاف قائلا « نحن أمام مشروع استقلال وطني يشمل جميع المجالات: السياسي و الاقتصادي و المالي و التشريعي والثقافي. وأمام مشروع دولة وطنيّة مدنيّة ذات مرجعيّة إسلاميّة على مستوى التشريع و ذات بناء حديث على مستوى المؤسّسات و نظام الحكم : ملكيّة دستوريّة مقيّدة  وفصل بين السّلطات  وفصل بين المؤسّسة التنفيذيّة و المؤسّسة الدّينيّة  وتبقى الأسئلة مشروعة…  وشدّد الباحث سامي براهم على حضور الراهن التونسي والدولي وتطوّر المناداة بالحقوق عندما قال  »  نحن أمام نصّ يعزّر الحقوق و الحريات و المساواة و إن لم ينصّص على الحقوق بحرفيّة البنود التي وردت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أعلن لاحقا ، أي بعد كتابة هذه الوثيقة  »  وأكدّ أن هذه  الوثيقة « تعزّز الحقوق الفرديّة باعتبارها جزء لا يتجزّأ عن الحقوق الوطنيّة أي  تكريس السيادة السياسيّة و الكرامة الوطنيّة والرّوح الإسلامية ». وخلال النقاشات التي تلت هذا العرض أثيرت عديد الأسئلة حول الخلفيات الفكرية والسياسية التي تقف وراء طرح مثل هذا البرنامج،  فيما ربطت تدخلات أخرى بين هذا التجديد الدستوري الذي أتت به هذه الوثيقة والدور الإصلاحي للشيخ الفاضل بن عاشور في عديد المجالات التعليمية  والسياسية والنقابية، والتي ربما تفسر سعي بعض السياسيين التونسيين إلى تهميش دور الشيخ بن عاشور وتحجيمه.  ولعل أبرز الأسئلة التي بقيت عالقة هي من هم أعضاء جمعية « الاتحاد الدستوري الإسلامي ؟ وأي دور لسلطات الحماية في القضاء على هذه الفكرة؟ وما علاقة الحزب الحر الدستوري الجديد بوأد هذه الجمعية وهي في المهد؟ ولا شك أن مسؤولية الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها  تقع بالدرجة الأولى على عاتق المؤرخين.   جريدة مواطنون عدد 132، ماي 2010

ما أشقى المحتالين على أحكام الله

 


عبد الرحمن خليف – القيروان يتفق علماء التربية على ما في القصص من أثر بالغ في تربية الإنسان، ولقد أثبت الله هذه الحقيقة واضحة في قوله: ﴿ وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَآءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ، وَجَآءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ هود – 118. ولما تبين البشر هذه الحقيقة من تقلباتهم في الحياة أصبحوا يعتبرون القصص المعروضة في الأفلام السينمائية من أقوى وسائل التأثير على الفكر الإنساني، ولو أن ما تعرضه قصصهم منه ما هو حق، ومنه ما هو باطل. ولكن القرآن العظيم يمتاز بأنه حافل بأصدق القصص، وأشدها صلة بوجدان الإنسان وعقله، سواء في علاقته مع ربه، أو في علاقته مع كل ما في الوجود. والقصص القصيرة في القرآن لا تنزل عن مستوى أخواتها الطويلات، لا في جمال العرض وروعة البيان، ولا في ما يتخللها من سطوة الحق وجلال مهابة السلطان. ولنأخذ واحدة من قصص القرآن القصيرة، فقد عرضها في بضع آيات، مع أنها أحاطت بمعاملات الله لعباده في جميع تصرفاتهم. وقبل تلاوة آيات القصة يحسن أن أعرض عليك مراحل أحداثها، وذلك بتبسيط ما ورد في ثنايا الآيات من إيجاز بليغ. كان من شريعة سيدنا موسى عليه السلام أن العمل في يوم السبت محرم على بني إسرائيل، فكانوا يلتزمون في حياتهم بهذا الشرع الإلهي، وحدث أن طائفة منهم سكنت قرية قريبة من البحر فكان معظم عيشهم في تلك القرية يقوم على صيد السمك، يبيع الصيادون بعضه ويأكلون بعضه. مضى عليهم زمن وهم في عيشة راضية، وعلى استقامة من أمرهم، ولكنهم بعد حين بدأت تظهر فيهم المعاصي، فأدبهم الله على ذلك ببلية ترتبط بلقمة العيش… كانت بليتهم تتمثل في شح البحر عليهم كلما كان الصيد حلالا لهم، بحيث لا يظفرون بحاجتهم منه في أي يوم من الأيام التي يحل فيها الصيد، أما في يوم السبت الذي يحرم عليهم الصيد فيه، فإن جماهير السمك تتدافع فيه نحو البر، فيكتظ بها شاطئ القرية طوال يوم السبت، فإذا انقضى يوم السبت أنهت زيارتها لشاطئ القرية وتركته ماءا صافيا. تكرر مشهد السمك المثير بهذا النظام الإلهي في كل يوم سبت، ليشتد ابتلاؤهم بما كانوا يفسقون، وهنا لم تصبر طائفة منهم على الالتزام بما حرم الله عليهم، فسولت لهم أنفسهم أن يحتالوا لكسب لقمة العيش التي اشتد عليهم الحصول عليها، فقاموا بإلباس الحرام ما اعتبروه ثوب الحلال، وحسبوا أن مثل هذا التمويه يجعل الحرام حلالا. لقد ألقوا شباك الصيد في البحر قبل يوم السبت بصورة تجعل أفواج الحيتان إذا تجمعت داخل الشباك في يوم السبت لا تستطيع الخروج منها بعد نهاية ذلك اليوم ثم يقومون بسحب الشباك في الأيام الموالية. لكن عقلاء المؤمنين منهم نهوهم عن هذه الحيلة، وقالت طائفة ثالثة لماذا تنهون أناسا سوف يهلكهم الله ويعذبهم أشد العذاب؟ فرد الناهون قائلين : اعلموا أن نهينا لهم سيقوم به عذرنا لدى الله، حيث إننا لم نرتض فعلهم ولم نجاملهم عليه، ولم نبخل عليهم بالنصيحة، ولعلهم يهتدون. ولكن الله سلط عقابه على من تمردوا على حكمه فما أمهل عقابهم إلى يوم القيامة، وإنما عجل لهم العذاب الشديد في الدنيا لاستخفافهم بما حرم عليهم، حتى إذا كان ذلك بوسيلة اعتبروها عين الحلال، وهل تخفى على الله منعرجات الاحتيال. ولقد ميز الله الخبيث من الطيب فأنجى الذين كانوا ينهون عن السوء، فلم يصبهم ما أصاب من غضب الله عليهم. ولنستعرض الآن مشاهد القصة كما وردت في القرآن العظيم، يقول الله سبحانه: ﴿ وَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ، إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا، وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ، كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِذْا قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ  فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ، وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَمَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ  ﴾ الأعراف – 163 – 166. إن هذه القصة القصيرة تمتد أبعادها لتحيط بكل ما في الحياة أليس الله ما خلق الموت والحياة إلا ليبلونا أينا أحسن عملا كما قال، ولقد أفادنا الله في آيات القصة بأن الابتلاء يشتد بالعباد على مقدار ما يرتكبون من معاص، حيث بين لنا في هذه القصة أنه ضيق عليهم سبيل الارتزاق، وعرفنا بسبب التضييق فقال: ﴿ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾. والقصة تنبه على خطأ من يتصورون أن مؤاخذة الله لعباده لا تكون إلا في ما يطرأ من خلل على أركان الإسلام الخمسة فقط، أما تصرفات الإنسان الخارجة عن الأركان الخمسة فهي من شؤون الحياة ولا صلة لها بالدين كما يزعمون. لقد أثبت الله في هذه القصة أنه يؤاخذ أيضا من اكتسب لقمة العيش من طريق الحرام. بل إن الآيات تشير إلى شناعة التمرد على الله بتجاوز أحكامه، سواء أكان ذلك التمرد في المأكل أو المشرب أو المسكن أو المنكح أو المكسب. كما بين لنا سبحانه شيئا من تصرفه مع أصناف خلقه في حدود ما شرع لهم من الدين، ليجزي الذين أساءوا بما عملوا، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى. ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذْ أَخَذَ الْقُرَى وَهْيَ ظَالِمَةٌ، إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ، وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسَّهُمُ السُّوءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ الزمر – الآية 58. ما أشقى المحتالين لاستحلال ما حرم الله، إما بجواز من فتوى ملفقة، أو بتلمس أعذار شخصية، أو دواع زمنية. أفلا يعلم المسلم أن كل تصرف منه واقع تحت نظر الله وخاضع لحكمه؟ (المصدر: موقع الشيخ عبد الرحمان خليف بتاريخ 18 ماي 2010) الرابط: http://www.cheikhelif.net/site/site.php  

كلـيلـة ودمـنـة..؟!

نصر الدين سويلمي تطلّب الأمر من الفيلسوف بيدبا عقودا ليقتنع في الأخير بضرورة ابتكار طريقة مغايرة للمعهود في تناول الواقع السياسي والاجتماعي فاهتدى إلى أسلوب نقدي توجيهي تحسيسي مبتكر، جسّده في فصول كتابه كليلة ودمنة،، ثم كان أن تطلب الأمر من العرب عقودا أخرى ترقبوا فيها الفارسي روزبا حتى تَعَرَّب فأسلم فاستوى فترجم الرائعة الهندية إلى العربية، وروزبا هذا ليس إلّا ابن المقفع أحد أبرز كتّاب زمانه… بعد قرون من الانفتاح وثورة الحريات والمعلومات وتشبّع الورق بحبر القلم حتى أحيلا معا على المعاش وحلّت محلهما لوحة المفاتيح وشاشة الحاسوب نكتشف أننا مازلنا في حاجة إلى استدعاء كليلة ودمنة في خطابنا مع النظم ومع مختلف العائلات الفكرية ثم نُصدم أننا نحتاج إلى استنساخ أسلوب بيدبا وابن المقفع في الحوار داخل العائلة الفكرية الواحدة… وها هو القلم  يستعيض عن التسمية والتعيين والتخصيص بالإشارة والتلميح والتعميم، إنّنا نعيش حالة تردي خطيرة حيث أصبح لزاما علينا أن نرى.. ولا نقول!!! لنستعير فصول الكتاب السالف الذكر ونشرع في التبويب من باب القرد إلى الدب والزرافة فالأسد والثعلب.. أو لنجمّل فنقول كل « بلفيدارات » العالم. في أحد الأبواب ولعلّه باب القبّرة أو السلحفاة نسيت.. ، في هذا الباب يروى أنّ بعضهم أخذ على عاتقه تحسين مذهب الحجاج بن يوسف في القتل والتشريد والتنكيل فبعد أن كانوا مع سعيد بن جبير وطلق بن حبيب وعامر الشعبي والحسن البصري.. بدا لهم أنّ طاغية الأمس ومصّاص الدم هو اليوم ولي أمر.. المصلح الذي شيّد ومصّر وأطعم وسقى، وأنّ الذين احتشدوا ضدّ الظلم متهورون مغالبون، أعماهم الكره وطحنهم الحسد من روعة إنجازات ابن يوسف!… الحجاج يصرخ أنا من رجم البيت العتيق!.. أنا من هدم المقام!.. أنا من ابتدع سبي النساء المسلمات!.. والمجموعة تصيح في خطب عصماء « هذا الثقفي الذي ردّ إلى الدين اعتباره »، سفاح بني ثقيف يتبجح بعدد قتلاه وجدع أنوفهم وآذانهم وبتر أطرافهم، والطائفة منهمكة في سرد إنجازاته… الجزار يفاخر بقتل 120 ألف صبرا بيد وتحت الأخرى ثمانون ألف من الأسرى، والطائفة تقول ليست إلّا حفنة من المكابرين والمغرر بهم… إنّ الأمير المحنّك بصدد حماية مكتسبات الوطن من العبث، المجرم يحتجز ثلاثين ألف امرأة في سجن مدينة واسط، والبعض يجلس في مقاهي الكوفة يحصي عدد المحجبات الواردات والصادرات في دولة العدل والخلافة الراشدة. ابن الزبير متدل لحم رقبته يرف يقطر قرآنا وذكرا ومسكا، وبنت الصديق تخضّب بدم القوّام.. والعصبة من فيض حكمتها تجاهر « لله درّ الأمير وأد الفتنة وأنقذ البيت العتيق »!! حسّنوا مذهبه وهذبوا صنائعه حتى تناقلت أخبارهم أنّ فخامة الحجاج وحرمه يأكلان الطعام ويمشيان في الأسواق. إبلنا ونوق همدان وكل أنعام قبائل الجوار إلى من يشرح لنا كيف أنّ صاحب المنجنيق استهلك الظلمات المحليّة واستورد من الغجر ظلمتهم  ليسدّ العجز وفاض السواد على شواطئ البحر الأبيض فأحالها حالكة.. فمن تراه أتانا بحيرة الراهب بالبقع البيضاء في سواد مرصوص جامد ملبد. كانت قبيلتنا زاخرة بالعطاء تتزاحم على عزائم الدعوة، واليوم مهجورة رخصها، مغموزة مسيرتها، وبعد أن كان يُتجاذب فيها اسم جهاد لان فأصبح جهان ليذللــه التعقل أخيرا فيصبح جِــسُندس. وي كأنّه تفشى التطوّر فينا نحن عرب تهامة فأقعدتنا التخمة عن كلمة الحق « كما » أقعد الجهاد بن الوليد عن حفظ القرآن، تسارع نسق « التطوّر » لدينا.. فقبل عشرين عاما كان قتيلنا شهيدا، ثم أصبح مرحوما،، فميتا.. ليصبح بعدها مغررا به وينتهي إلى متهور. الأمر بالنسبة إلى أعراب تهامة يختلف بعض الشيء، فقد تدافعوا في مطلع الأمر يبايعون على المنشط والمكره في السرّاء والضرّاء لا يوكِّلون، إنَّما يأتون البيعة ولو حبوا ثم كان عام بعد عام فصارت نصف بيعة فربع بيعة فلا بيعة فتذمرا فتحرّشا فسبّا فقذفا فهتكا فحقدا. تكالب علينا التطوّر من كل حدب وصوب فكان آخر عهدنا بالتجمهر قبل خمس سنين، وآخر عهدنا بالمأثورات قبل عشر سنين.. وآخر عهدنا بالإثنين والخميس قبل خمسة عشر عاما، وآخر عهدنا بـ »لا يصف ولا يشفّ ولا يكشف » قبل ثمانية عشر عاما… وآخر عهدنا بفقه الجماعة بعض عقدين ونيّف،،، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.. (المصدر: « الحوار.نت » (ألمانيا – محجوب في تونس) بتاريخ 19 ماي 2010)


إلى تركيا الحضارة و غزّة العزة

 


من هند الهاروني-تونس بسم الله الرّحمان الرّحيم و الصّلاة و السّلام على سيّدنا محمّد الصّادق الوعد الأمين تونس في 22 ماي 2010- 9 جمادى الآخرة 1431 ا اليوم السبت 22 ماي 2010، انطلقت على بركة الله ثلاثة (3) سفن من اسطنبول ضمن أسطول متوجه إلى غزة و قد تابعنا هذا الحدث على قناة الجزيرة مباشر و كم كانت المشاعر قويّة من فضل الله علينا و على أمّتنا المسلمة.
الحمد لله ها هو الفرج يأتي مع الصبر و ها أن تركيا و في مقدمتها الرئيس »الحدث » السيد رجب طيب أردوغان قد ضربت مثلا للتصرف الحضاري الإسلامي و الإنساني و الديمقراطي في قيامها بواجبها إزاء قطاع غزة لكسر الحصار على شعب بأكمله والمساهمة في التعويض له و لو بنصيب يبارك الله فيه إزاء ما تعرض إليه القطاع من حصار و تدمير من قبل العدو الصهيوني دون تحرّك من قبل المجتمع الدولي يضاهي حجم هذه الجرائم و فضاعتها؛ هي جريمة ضد الإنسانية بأسرها.
 ونسأل الله أيضا أن تتكرر في المستقبل القريب عملية إرسال أساطيل جديدة أيضا إن شاء الله من تركيا و من بلدان أخرى في هذا العالم. 1/ إليكم يا أهلنا في تركيا في أسطول الحرية لغزّة الأبيّة أوجّه لكم أسمى عبارات التقدير و الاحترام لقد رفعتم رؤوسنا عاليا و عاليا جدّا و أدعو الله أن ينصركم و يحميكم و يسدد خطاكم و يقهر بكم « محرّقوا غزّة و قتلة الأطفال و النساء و المسنّين » و أن يعيدكم إن شاء الله سالمين غانمين إلى بيوتكم و إلى أهاليكم كما خاطرتم بحياتكم من أجل مهمة إنسانية نبيلة و من أجل قضية عادلة و من أجل رسم الفرحة على وجوه إخواننا و إخوانكم في غزّة العزّة، اللهم آمين يا رب العالمين إنك القادر على ذلك كلّه. و أعيد نصيبا مما ردّدتموه عند بدء انطلاق قافلتكم المباركة : الله أكبر و لله الحمد بالرّوح بالدّم نفديك يا أقصى الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر و لله الحمد اللّهمّ صلّ على سيّدنا محمّد النّبيّ الأمّيّ و على آله و صحبه و سلّم

2/ إلى إخواننا في غزة العزة، لقد ضربتم للعالم بأسره مثلا في الصمود و الصبر على محاولة إبادتكم و لكنّ الله لم و لن يخذلكم و ليس من الإسلام و لا من الإنسانية و لا من الأخلاق في شئ أن يبقى الآخرون يتفرّجون عليكم دون النهوض للقيام بواجبهم نحوكم؛ أنتم تقاومون الظلم و العدوان و تدافعون عن حريتكم و عن أرضكم و عن وطنكم و عن حرماتكم و عن مقدساتنا جميعا و كل هذه حقوق مشروعة من واجب الجميع الاعتراف بها و العمل على تحقيقها على أرض الواقع.  الحصار سيكسر لا محالة فالإرادة أقوى من العزل. و الأحرار في هذا العالم لم و لن ينقرضوا بإذن الله. النصر للمقاومة و للحرية و الهزيمة للعدوان و البطش لأن المعتدي زائل لا محالة فهو مبني على الشّرّ و على إلحاق الضرر بالإنسانية. الديمقراطية تدين الجرائم الإنسانية و لا تصنعها و لنقس على ذلك و نحن في القرن ال 21. طوبى لكلّ من وطأت رجليه أرض قطاع غزة العزّة، ليتنا كنّا معكم إخواننا الأتراك. و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين إلى يوم الدين. و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته و مغفرته و رضاه.
أختكم هند بنت السيدة بالحسين التركي رحمها الله و بنت عمر بن خالد الهاروني حفظه الله.  


بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة والسلام على أفضل المرسلين
تونس في 30/4/2010 بقلم محمد العروسي الهاني  مناضل كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي كلمة حق
الرسالة رقم 796على الأنترنات
الواجب يفرض على كل مواطن نزيه

الواجب يفرض على كل مواطن نزيه التحري في المعلومة وخوف الله قبل كل شيء


 إن الكاتب النزيه والإعلامي الناجح والمواطن العاقل وكل من يخاف يوم الوعيد.. يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم صدق الله العظيم.. يتحرى في نشر المعلومة ويدقق فيها قبل كتابتها.. خاصة التي تمس من كرامة وشرف أي مواطن.. سواء كان يتحمل مسؤولية أو وظيفة سامية أو مستثمر أم فلاح أو تاجر وكل أصناف المهن الشريفة.   وقبل أن نرجم بالغيب أي إنسان كيف أصبح مستثمر كبير أو صاحب أموال وشركات.. وقد يكون مسؤولا وفي مركز هام ذات سيادة أو مسؤولا جهويا ونكتب ضده ونرميه بأشياء ربما لا يتصف بها وهو بري من كل التهم أو استغلال النفوذ .. كما جاء في منبر كلمة.. “صعود نجل والي بسرعة”… و قع نشر هذا الخبر يوم 13/04/2010.   لا بد من التحري والدقة حتى نعرف بصدق وضع هذه العائلة منذ نشأتها منذ 30 سنة مضت.. فأم السيدة المصفار حرم السيد الوالي من عائلة ثرية رحمها الله وهي تحصلت على ورثة والدها رحمه الله مع شقيقتها.. والانطلاق كان على أسس متينة.. لذا واجب التحري وعدم اتهام الشرفاء وأصحاب الوفاء والأنفة.. و إن نجلها ابن السيد الوالي انطلق على أسس ثابتة.   صحيح أن الإنسان يسعى لمزيد الكسب بالحلال واستثمار ماله وتوسيع مشاريعه ولكن مصدر المال حلال.. وعلى الكاتب في منبر الكلمة ان يتأكد من المعلومة.   وصدق من قال: المسؤول دائما هو المستهدف للتهم و الإساءة.. وأكد لي صديق قديم  لو كان هذا الأمر يتعلق بغير ابن الوالي ما  اهتم به احد ؟؟؟؟؟؟؟   أما إبن الوالي فهو مستهدف لللأساءة والتضخيم واختلاق لاستغلال نفوذ والده وبدون تعليق؟؟؟؟؟؟؟؟؟   أما في خصوص “كلمة” ليوم 27/04/2010 حول تذمر شخصيات من تصرفات الوالي وعدم استشارتهم حول القائمة البلدية.. فقلت منذ البداية أن الذي كتب يوم 13/04/2010 قصد الإساءة والتشويه.. وتزامنت كلمته في موسم الانتخابات التمهيدية للبلديات فإن الغاية واضحة؟؟؟؟؟؟؟   ولكن اعلم علم اليقين ان السيد والي المنستير المحترم يتمتع بسمعة ممتازة وعلاقته طيبة للغاية مع كل أبناء الولاية وكل المناضلين الكبار.. يحترمهم احتراما لا مثيل له.. وأبواب الولاية مفتوحة لهم وخاصة الإخوان الذين وردت أسمائهم ضمن العريضة.. وهناك تناقض واضح بين الواقع المعاش وبين ما برز في موقع “كلمة” يوم 27/04/2010     ملاحظة هامة   قال لي المناضل المرحوم محمد حفصة.. الوالي السابق وعضو مجلس المستشارين للمناضلين الكبار رحمه الله.. قال لي يوم 06/04/2007 إن ولاية المنستير أحبها الله ووهب لها والي مناضل يحترم المناضلين و المقاومين و يستشيرهم في كل الأمور المتعلقة بالحياة السياسية.. و هو من خيرة الولاة التي و قع اختيارهم و تعيينهم على راس ولاية المنستير.   وفي احدى الزيارات الرسمية للسادة الوزراء لولاية المنستير أدى السيد زهير المظفر وزير الوظيفة العمومية سابقا ووزير أملاك الدولة حاليا أدى زيارة إلى ولاية المنستير في صائفة 2009 واستقبله السيد الوالي والإطارات الجهوية ثم غادروا الولاية للالتحاق بمقر الاجتماع.   وأبى السيد الوالي إلا أن يخص الأخ احمد قلالة الوالي السابق بعناية خاصة وطلب منه مرافقة السيد الوزير بمكتب السيد الوالي لحضور المحادثة بينما لمدة ربع ساعة بحضور السيد احمد قلالة.. وهذا تكريم خاص خص به السيد الوالي هذا المناضل الوفي.    وبدون تعليق   هذه كلمة حق في شان السيد خليفة الجبنياني والي المنستير حاليا   والله على ما نقول شهيد       قال الله تعالى « يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا » صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني 22 022 354


مخرج جزائري يستعد لتصوير فيلم عن العلاقات الأمريكية والعالم العربي

5/22/2010 الجزائر- كشف الجزائري رشيد بوشارب مخرج فيلم (خارجون عن القانون) عن عزمه تصوير فيلم عن العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم العربي. وقال بوشارب في حوار للتلفزيون الجزائري مساء الخميس إنه سيبدأ تصوير الفيلم مع نهاية العام الجاري بالولايات المتحدة دون أن يقدم تفاصيل أخرى. وأشار إلى أنه يملك مشروعا جاهزا لانجاز فيلم حول الهجرة بمختلف أبعادها سيصور لاحقا. ومن جهة أخرى انتقد بوشارب الجهات التي طالبت بعدم عرض فيلمه (خارجون عن القانون) في مهرجان كان السينمائي، موضحا بأنه كان ينبغي على هذه الجهات مشاهدة الفيلم قبل مهاجمته و محاولة تأليب الرأي العام الفرنسي ضده. وأكد انه كان يعلم أن الفيلم سيثير جدلا على غرار فيلمه (انديجان) الذي لم يكن موجها ضد فرنسا وأن هدفه هو فتح نقاش جدي وليس المواجهة. وقال بوشارب إن الفيلم سمح بفتح النقاش حول موضوع حساس جدا في العلاقات بين الجزائر وفرنسا، وانه يتعين على المسئولين والمؤرخين في البلدين العمل بكل جدية لتجاوز المشاكل القائمة. كما أثنى على إدارة مهرجان كان التي لم تستجب للضغوط المطالبة بمنع الفيلم من العرض. ويعرض فيلم (خارجون عن القانون) لأول مرة الجمعة في الجزائر بموازاة عرضه في مهرجان كان. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 ماي  2010)


المغرب يُبعد مسيحيين أجانب «لتفادي الصدام» بين الأديان


2010-05-22 الرباط – REUTERS  قال وزير الشؤون والشؤون الإسلامية المغربي، إن الرباط أبعدت مسيحيين أجانب من أراضيه حاولوا تحويل مسلمين عن دينهم، لأن المغرب كدولة إسلامية ترغب في دعم النظام والهدوء وتفادي الصدام بين الأديان. وأبعدت الحكومة المغربية حوالي 100 مسيحي أجنبي أكثرهم من عمال المساعدات والإغاثة منذ مارس الماضي، فيما وصفه دبلوماسيون غربيون بأنه حملة غير مسبوقة على التبشير السري. وقال الوزير أحمد توفيق في تصريح صحافي أمس الأول: «هذه الأحداث (عمليات الإبعاد) كانت مدفوعة بنشاط بعض الأجانب الذين قوضوا النظام العام»، مضيفا «هناك بعض من يُخفون نشاطهم التبشيري والديني تحت غطاء أنشطة أخرى». وكان الإسباني فرانسيسكو باتون ميلان الذي رأس شركة صغيرة للكهرباء، أحدث مبعد عن المغرب. وقال موظفون في كنيسة ودبلوماسيون أوروبيون، إنه تلقى أمرا الأسبوع الماضي بمغادرة البلاد لمحاولته تحويل مسلمين إلى المسيحية. وأعلنت صحيفة «التجديد» المغربية ذات التوجهات الإسلامية أمس الأول، أن السلطات أمرت 23 أجنبيا بمغادرة البلاد الأسبوع الماضي، وأن ذلك جزء من موجة جديدة من هذه الترحيلات. ويجرّم المغرب تحويل المسلمين عن الإسلام ويعاقب عليه بالسجن ستة أشهر. لكن السلطات دائما ما تقوم بإبعاد الأجانب المتهمين بالتبشير بدلا من محاكمتهم لتفادي الضجة والانتقادات من الخارج. ويمثل المسلمون ما يقرب من %99 من سكان المملكة المغربية التي تسمح بحرّية العبادة للمسيحيين وأغلبهم من الأجانب، إلى جانب عدة آلاف من المواطنين اليهود. وقال وزير الشؤون والشؤون الإسلامية، إن المغرب يسعى إلى دعم الاحترام والتعايش بين الديانات المختلفة، لكنه أيضا «يحمي مجتمعه الديني». وأضاف «المغرب يرغب في تفادي صدام أو صراع بين الأديان، ليس من الضروري أن تقوم ديانة بتحويل مؤمن من دين آخر»، مشيراً إلى أنه أوضح هذا الموقف لممثلي الديانات الأخرى. وتقول منظمات معونة ودبلوماسيون غربيون، إن ما يقرب من 70 من موظفي هذه المنظمات قد أُبعدوا في مطلع شهر مارس الماضي لمحاولة تحويل مسلمين إلى المسيحية، بينما أعلن مسؤولون حكوميون أن 16 شخصا فقط تم إبعادهم. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 22 ماي 2010)
 


لماذا توقف الجسر؟!


بقلم:حمدى قنديل قرر وزير النقل فى الأسبوع الماضى، وقف تشغيل العبَّارة «الرياض» لحين قيام هيئة السلامة البحرية بالتفتيش الفنى عليها، وذلك بعد أن كادت العبَّارة تتعرض للغرق مرتين فى أسبوع واحد وهى تحمل معتمرين يفوق عددهم 600 شخص.. العبَّارة «الرياض» هى وشقيقتها العبَّارة «القاهرة» من أحدث العبَّارات السريعة فى العالم، تم بناؤهما فى أكبر ترسانة عبَّارات فى أستراليا عام 2008 لحساب السعودية، التى أهدتهما فى احتفال رسمى كبير حضره الرئيس مبارك والملك عبدالله، وذلك بعد حادث غرق العبَّارة «السلام 98» فى 2006 ومقتل أكثر من 1200 من ركابها.. المدهش أن تتعرض العبَّارة «الرياض» لهذه المشاكل وهى لا تزال فى عام تشغيلها الأول، لكنه مما يقال أيضا، على نحو ما نشر فى الصحف مؤخرا أن تعطل العبَّارة الأخير كان متعمدا لتتهرب العبَّارة من الخدمة فى هذا الشهر بالذات الذى ينخفض فيه عائد التشغيل عادة، وذلك دون مراعاة لمصالح الركاب أو التزامها إزاءهم. الأمر إذن تحيطه الريبة التى نرجو أن يحسمها وزير النقل عندما يرفع إليه تقرير هيئة السلامة فى الأسبوع القادم.. لكنه مهما تكن النتائج التى سيسفر عنها التقرير فأهم ما ننتظره منه أن يطمئننا على سلامة العبَّارتين الحديثتين وسلامة ركابهما بالتالى.. كفانا غرقى فى العبَّارات.. غير أن الأمر كله يذكرنا بما هو أهم.. الجسر الهائل الذى كان يفترض إقامته بين السعودية ومصر، ويصل دول الخليج والمشرق العربى بمغربه.. ظلت الأخبار تتناثر سنوات حول هذا الجسر المعلق الذى يمتد 23 كيلومترا من منطقة تبوك فى شمال السعودية إلى شرم الشيخ مارا بجزيرة تيران.. وفى عام 2007 فاجأتنا جريدة «الأهرام» أن العاهل السعودى سيضع حجر الأساس للجسر فى الأسبوع الثانى من شهر مايو من ذلك العام، ونشرت الصحف أن الجسر سيتكلف 3 مليارات دولار تمولها مؤسسات سعودية خاصة، بل إن تفاصيل أخرى أشارت وقتها إلى الشركات التى ستبنى الجسر، وهى شركات دولية وسعودية ومصرية بينها «المقاولون العرب» وقيل أيضا إن الرئيس مبارك سيحضر مراسم وضع حجر الأساس.. إلا أن مفاجأة كبرى حدثت بعد ذلك بأيام، فقد أعلن الرئيس عن معارضته لبناء الجسر، وقال إن ما نشر عن وضع حجر أساسه مجرد شائعة لا أساس لها من الصحة، وأن «أحدا لم يتحدث إلينا فى هذا الموضوع»، وأن «مرور الجسر بشرم الشيخ سيؤدى إلى الإضرار بالفنادق والمنشآت السياحية ويفسد الحياة الهادئة والآمنة هناك». بالطبع فإن أحدا لا يمكنه أن يتجنى على الرئيس فيدعى أنه اعترض على المشروع لمجرد أنه سيفسد «الحياة الهادئة» فى مدينته المفضلة، لكن الغريب هنا أن الجسر لم يكن مقررا أن يصب فى المدينة، وإنما عند أطرافها.. الأغرب أن المشروع عظيم الفائدة بالنسبة للعالم العربى كله، وخاصة بالنسبة لمصر التى لم تكن ستنفق جنيها واحدا فى إقامته.. والأكثر غرابة أن مصر ظلت سنوات تطالب بإقامة الجسر، بل إن وزير النقل المصرى أعلن فى 2005 أن دراسة «مستفيضة» عن الجسر موجودة أمام رئيس الوزراء.. ما الذى غير موقف مصر هكذا فجأة؟.. الأرجح، وفقا لمصادر متعددة، أن إسرائيل هى السبب.. منذ أن أعلن عن فكرة الجسر والصحف الإسرائيلية تنقل قلق إسرائيل «البالغ»، فمرة يقال إنه سيهدد أمن الملاحة فى خليج العقبة، وأخرى يقال إن له «عواقب وخيمة على الوضع الاقتصادى والاستراتيجى والعسكرى والجيولوجى لإسرائيل»، وفى مرات عديدة أخرى تردد المصادر الإسرائيلية مخاوف من أنه سيقلل من أهمية ميناء إيلات، أو أنه ــ وهذا هو الأخطر ــ يمكن أن يتيح نقل وحدات عسكرية سعودية بسهولة إلى سيناء.. رضخنا لإسرائيل إذن، هذا أول ما يتبادر إلى الأذهان.. أما إذا لم يكن هذا صحيحا، فليقل لنا أحد السادة المسئولين لماذا توقف مشروع الجسر؟
 
( المصدر: موقع صحيفة « الشروق » الإلكتروني (القاهرة- مصر ) بتاريخ 21 ماي 2010)

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.