السبت، 22 أغسطس 2009

 

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس  

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3378 du 22.08 .2009

 archives : www.tunisnews.net


هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات:بيــــان

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية:جميعا من اجل إطلاق سراح معتقلي الحوض المنجمي

أ. ف. ب:تأجيل قضية سرقة يخوت في فرنسا متهم فيها أنسباء للرئيس التونسي

البشير الصيد لـ«الصباح»:قضية التصرف المالي زوبعة في فنجان..

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية:إطار نقابي  يدعو إلى خطة نضالية في التعليم الثانوي

الصباح::الحذر واليقظة يطغيان على توجهات الميزانية القادمة:

الصباح:ملفات نقابية ساخنة:البطالة.. الصناديق الاجتماعية.. النظام التربوي وتداعيات الأزمة المالية

موقع فضيلة الشيخ عبد الرحمان خليف:تحذير: هل تـشـيـّع الـقـومُ ؟؟

حمادي الغربي:خبز  و  زيت  و ثورة  مساجد

أخبار تونس:“المرأة التونسية والعمل”: آخر إصدارات (كريديف)

الصريح التونسية: جورج وسوف خارج التصنيف والترتيب والتوصيف

أخبار تونس:كرة القدم: مواهب تونسية يانعة تجد صدى عالمي

هادي يحمد :رمضان فرنسا.. « انقلاب » شبابي على المعاصي

الشيخ راشد الغنوشي:الأمة في رمضان.. كيف حالها؟

محمد العروسي الهاني : رسالة مفتوحة للتاريخ الي سامي سيادة الرئيس زين العابدين بن علي

الأمن المصري يحبط ‘تهريبة’ بضائع رمضان لقطاع غزة

د. راغب السرجاني:لك الله يا غزة !!

عماد عفانة:في ظل المشهد السياسي العام.. حماس والخيارات الصعبة!!

عبد الباري عطوان:العراق.. تسارع الانهيار

القدس العربي:مطالب بالتحقيق فيما نشر عن سرقة جيش إسرائيل لأعضاء بشرية فلسطينية  


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


التقارير الشهرية لمنظمة « حرية وإنصاف » حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  

               
    جانفي 2009  https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm        
فيفري 2009    
    مارس 2009     https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm           أفريل 2009      https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm 
    ماي  2009     https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm         
جوان2009


تونس في 21 أكتوبر 2009

هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات

 


  استعرضت هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات الأوضاع السياسية والحقوقية بالبلاد ووقفت عند جملة من التجاوزات لتي تبين مواصلة السلطة السير في نهجها القمعي وإمعانها في رفض الاستماع إلى مطالب القوى السياسية والمدنية بإحداث الانفراج السياسي المطلوب.    وقد تجسدت  تلك التجاوزات بالخصوص في:   – مواصلة الحزب الحاكم للحملة الانتخابية  التي بدأها مبكرة لصالح مرشحه للانتخابات الرئاسية وتسخير كافة إمكانيات الدولة لصالحه في أجواء مبايعة مطلقة أبعد ما تكون عن قواعد الانتخابات التي تعني المنافسة وتكافؤ الفرص بين كافة المرشحين دون استثناء، مقابل التفنن في محاصرة الأحزاب المنافسة الفعلية التي أعلنت مرشحين للرئاسة ومنع العديد من نشاطاتها بطرق مقنعة عبر حرمانها من الفضاءات العمومية ومن الفنادق الخاصة.     – الانقلاب على نقابة الصحفيين من قبل عناصر من الحزب الحاكم وآخرين مقربين من الأجهزة الرسمية وضرب عرض الحائط بكل النداءات الوطنية  والدولية التي دعت إلى حل وفاقي يضمن وحدة الصحفيين ويحافظ على الشرعية. ويعد هذا الانقلاب الذي داس بالقوة على القانون الداخلي للنقابة بالإمكانيات المالية واللوجستية التي وفرتها السلطة أمام الانقلابيين، تواصلا للسياسة القمعية التي تنتهجها السلطة ضد كافة المنظمات المستقلة.    – استمرار محاصرة النشطاء الحقوقيين وملاحقتهم وفي هذا الصدد لا يزال منزل السيد خميس الشماري الخبير الدولي في مجال حقوق الإنسان وعضو هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات يخضع للمحاصرة الأمنية منذ أكثر من خمسة أشهر ويمنع ضيوفه من زيارته. كما يتعرض أعضاء المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وإنصاف إلى المنع من الاجتماعات وإلى الملاحقة الأمنية المستمرة والاعتداءات كان آخرها تهشيم بلور سيارة السيد حمزة حمزة عضو المكتب التنفيذي للمنظمة عندما كانت رابضة أمام مقر عمله بجانب عدة سيارات أخرى وقد ترك المعتدون مطرقة فوق كرسي السائق في رسالة واضحة منهم.    – رفض السلطة الإفراج عن سجناء الحوض المنجمي رغم كثرة المناشدات وإصرارها على التنكيل بهم وبعائلاتهم من خلال توزيعهم على عدد من سجون البلاد.   – اعتماد سياسة تشف تجاه الرئيس الأسبق لحركة النهضة الصادق شورو بحرمانه من الرعاية الصحية المطلوبة ومن العديد من الضروريات الغذائية مما جعل عائلته تطلق صيحة فزع خوفا من تدهور حالته الصحية خاصة وأنه قضى قرابة العشرين سنة في السجن.   – الحكم على الدكتور أحمد العش اللاجئ السياسي بفرنسا منذ عشرين سنة بأربع سنوات سجنا الذي اعتقل بالمطار حال عودته إلى تونس ، بما يبرز زيف تصريحات وزير العدل الذي نفى وجود لاجئين سياسيين ودعا من سبق أن حوكم من التونسيين بالخارج إلى العودة إلى تونس والمثول أمام القضاء، فكانت خدعة لمن صدقها، وتشفيا واضحا في اللاجئين  رغم سقوط الأحكام بالتقادم.    – تعدد الاعتقالات والمحاكمات خلال هذا الصيف ضد الشبان الملاحقين بمقتضى قانون مكافحة  الإرهاب وتكرر حالات التعذيب في صفوفهم. كما تعددت في الأيام الأخيرة التجاوزات التي طالت سجناء سياسيين سابقين ارتكبها أعوان أمن ورؤساء مراكز في مخالفة واضحة للقانون مع إبقائهم في حالة إفلات من العقاب على الرغم من حالات التظلم والشكاوى التي تقدم بها ضحايا تلك الاعتداءات.    إن تلك الممارسات وغيرها تؤكد نهج الانغلاق الذي تصر عليه السلطة وسعيها المستمر والممنهج لإفراغ الساحة من أي صوت حر لدخول الانتخابات المقبلة دون منافسة حقيقية عدا المنافسة الشكلية التي تختارها على القياس في كل انتخابات.   وعليه فان هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات تجدد تمسكها بمطالبها الأساسية بتوفير الشروط الدنيا لانتخابات حرة ونزيهة التي سبق أن أعلنت عنها الشهر قبل الماضي، وتؤكد أنه لن يتحقق ذلك إلا بالإفراج عن كافة المساجين السياسيين وفي مقدمتهم مساجين الحوض ألمنجمي، وبرفع الحصار المضروب على النشطاء الحقوقيين والسياسيين لشل حركتهم ومنعهم بالقوة والعنف من التواصل مع عامة الشعب، وبإعلان عفو تشريعي عام يكون مقدمة لانفراج سياسي حقيقي يعيد للمواطن الرغبة في المشاركة السياسة المفقودة عنده ويعطي للانتخابات معنى حقيقيا لا تزال تونس تبحث عنه منذ استقلالها.    هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات
 


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com :  تونس في 22 اوت 2009

جميعا من اجل إطلاق سراح معتقلي الحوض المنجمي


رفضت اليوم 22 / 08 / 2009 محكمة التعقيب بتونس العاصمة مطلب التعقيب الذي تقدم به السادة المحامون في قضية معتقلي أحداث الحوض المنجمي وأقرت بالتالي أحكام الاستئناف  القاسية في حق قادة التحركات الاحتجاجية السلمية والتي تراوحت بين 8 سنوات وشهر وسنتين مع تاجيل التنفيذ. إن المرصد يذكر بان من بين الموقوفين نقابيون نزهاء افنوا حياتهم في خدمة القضايا العمالية العادلة ولهذا يأسف على رفض مطلب التعقيب وإقرار الأحكام القاسية بحقهم ,ولهذا سيعمل المرصد على إطلاق مبادرة دولية جديدة مع المنظمات النقابية والحقوقية الصديقة ومع مختلف مكونات المجتمع المدني التونسي من اجل الإسراع في إطلاق سراح جميع الموقوفين.كما يأمل المرصد أن تتوفر الإرادة السياسية الحكيمة لدى السلط العليا في البلاد وتأذن بإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط مع عودتهم الى سالف أعمالهم وأشغالهم. إن المرصد يعتبر أن إطلاق سراح جميع الموقوفين والبدء في حوار جدي وبناء مع جميع مكونات المجتمع المدني في الحوض المنجمي هو السبيل الوحيد لتجاوز حالة الاحتقان والتوتر . جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية. جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد العمال والنقابيين. المرصد فضاء نقابي ديمقراطي مستقل مفتوح أمام جميع النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العنوان الالكتروني التالي : http://marced.maktoobblog.com                      عن المرصد المنسق محمد العيادي


تأجيل قضية سرقة يخوت في فرنسا متهم فيها أنسباء للرئيس التونسي


أ. ف. ب.اجاكسيو: ارجأ القضاء الفرنسي الى 30 ايلول/سبتمبر المقبل النظر في قضية سرقة يخوت متهم فيها اثنان من انسباء الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وارجات محكمة جنح اجاكسيو، عاصمة جزيرة كورسيكا، القضية بناء على طلب محامي المتهمين الثمانية ومدعين بالحق المدني. وتقرر استمرار حبس المعتقل الوحيد في اطار هذه القضية وهو عمر خليل المتهم بتعريف اللصوص على المحرضين. وهو معتقل منذ 15 شهرا. وكان قاض تونسي اتهم عماد ومعتز الطرابلسي وهما من ابناء اخوة زوجة الرئيس التونسي في ايار/مايو 2008 ب »التآمر للسرقة في اطار عصابة منظمة » وذلك بموجب مذكرة تحقيق دولية اصدرها قاضي تحقيق محكمة اجاكسيو جان باستيان ريسون مطلع عام 2008 في اطار التحقيق قي سرقة يخت المصرفي برونو روجيه في جنوب كورسيكا عام 2006. وقد اتهم سارقو يخت روجيه خلال استجوابهم عام 2006 عماد ومعتز بالتحريض على سرقته. ويشتبه ايضا في ان الاثنين حرضا على سرقة ثلاثة يخوت اخرى في فرنسا. وحيث ان الاخوين عماد ومعتز الطرابلسي ومشتبه به ثالث يقيمون في تونس فانهم يمكن ان يحاكموا في هذا البلد نظرا الى ان الوقائع المنسوبة اليهم ،التامر بغرض السرقة، ارتكبت خارج الاراضي الفرنسية. وفي ايار/مايو 2008 توجه مدعي عام اجاكسيو جوزيه ثوريل الى تونس برفقة القاضي ريسون. وقد نفى انذاك وجود اي توتر دبلوماسي بين فرنسا وتونس. وقد سرق يختان من الثلاثة في الكوت دازور. اما الثالث فقد سرق في بونيفاسيو (جنوب كورسيكا) وعثر عليه في سيدي بو سعيد (تونس) واعيد لصاحبه برونو روجيه رئيس بنك لازار. (المصدر :  وكالة الأنباء الفرنسية 21  أوت – أغسطس 2009 )


البشير الصيد لـ«الصباح»:قضية التصرف المالي زوبعة في فنجان..


أجرى الحوار: صالح عطية البعض يروّج دعايات مغرضة ضد العمادة لغايات انتخابية وسياسية لم أنفرد بالرأي.. وليست لدي خلافات شخصية تونس/الصباح اكد البشير الصيد، عميد الهيئة الوطنية للمحامين، تمسكه باستقلالية المحاماة ودفاعه اللامشروط عنها.. وقال في حوار شامل خص به «الصباح» ان هذه «الاستقلالية» لا تعني القطيعة مع «السلطة»، ولا يمكن ان تقودنا الى رفض التفاوض معها… مشيرا الى ان النضال النقابي مرحلة باتجاه تحقيق المطالب، «لكنه يكون بلا جدوى طالما أن المفاوضات مع السلطة مثمرة ومنتجة»، لمكاسب عديدة للمحامين، على حد قوله.. ودافع الصيد عن منهجه في ادارة العمادة، قائلا: «لم أنفرد بالرأي، بل سمحنا بالديمقراطية واحتكمنا لرأي المحامين في جلسات عامة شفافة».. ووصف عميد الهيئة الوطنية للمحامين، ما يعرف بقضية «سوء التصرف المالي»، التي اتهم بها بـ«الزوبعة في فنجان»، قبل ان يضيف «حساباتنا دقيقة، والمحامون صادقوا على التقرير المالي بأغلبية ساحقة».. ولم يخف البشير الصيد خلافه مع رئيس فرع تونس، لكنه قال انه ليس خلافا شخصيا، لكن البعض حاول توظيفه.. ورفض العميد الادلاء بتوضيحات حول شروعه في حملته الانتخابية للمؤتمر القادم للعمادة، واكتفى بالقول «اهتمامي منصب على خدمة المهنة»، وهي اجابة قد تكون جزءا من الحملة الانتخابية ذاتها.. * مدتك النيابية اشرفت على نهايتها، وعديد المحامين يرون ان انجازات العمادة ليست في مستوى تطلعات المحامين.. ما هو رأيك؟ ـ استغرب ممن يقول هذا، فالمحاماة التونسية منذ العام 1963، لم تحقق انجازات تذكر الا في الدورة الحالية.. ومن يتعامى عن ذلك او يتجاهل لا ينطلق مما يتعلق بالمهنة، انما تحكمه خلفية سياسية او انتخابية مغرضة ليس الا.. لقد حققنا الكثير من الانجازات والمكاسب للمحامين، والتي لم يكن يحلم بها البعض.. * هل من فكرة اجمالية حول هذه الانجازات؟ ـ ثمة التأمين الصحي للمحامين، وهو الانجاز التاريخي الهام في اطارصندوق مستقل خاص بالمحامين، الذين وقع تمييزهم بهذا الصندوق من دون قطاعات المجتمع الأخرى، وذلك بمقتضى القانون وليس بمجرد نص في اطار منظمة او جمعية او شركة.. هذا الانجاز حققناه نتيجة لنضالات المحامين المتعددة وطويلة المدى، حيث طالبت به المحاماة منذ عهد العميد الشابي الخلادي سنة 1963، ولكن لم يتحقق ـ والحمد لله ـ الا بمجهودنا ـ وفي هذه الدورة بالذات. الانجاز الثاني يتمثل في تمليك الهيئة الوطنية للمحامين بناية بسكرة، وهو العقار الذي يمسح حوالي 7 آلاف متر مربع، وتناهز قيمته اربع مليارات واذن سيادة رئيس الجمهورية باسناده الى المحامين بمبلغ دينار واحد.. * وماذا أيضا؟ ـ توصلنا الى توسيع مجال عمل المحامي وذلك باتجاه جعل نيابة المحامي وجوبية في كافة القضايا الجزائية لدى محكمة التعقيب، وجعل نيابة المحامي وجوبية ايضا في قضايا المسح الاختياري امام المحكمة العقارية مع احداث درجة تعقيبية.. بالاضافة الى جعل نيابة المحامي وجوبية كذلك في كافة قضايا التحيين العقاري مع احداث درجة استئنافية. * لكن هذه انجازات «تقنية» كما يصفها المحامون؟ ـ (يمتعض من المقاطعة، ثم يواصل)، اما الانجاز العطيم، فهو المصادقة على النظام الداخلي في جلسة خارقة للعادة، وذلك بعد نضال طويل من قبل المحامين استمر لعقود طويلة، وتوصلنا في هذه المدة النيابية الى تحقيقه لمصلحة المحامين.. فكيف يقول البعض اننا لم ننجز ما يتطلع اليه المحامون.. انه قول هراء.. المحامون لن يسكتوا.. * لكن البعض يعتبر أن هذه المنجزات اعطيت للمحامين مقابل ضمان «صمتهم».. ـ هذا كلام مغرض وساذج بالنسبة لمن يردده.. فقد يصمت كل الناس الا المحامين.. فهم لم يسكنوا، ولا يستطيع احد اسكاتهم فيما يتعلق بدفاعهم عن حقوقهم، ودفاعهم عن المظلومين.. ولا يمكن ان يتساهلوا مع خرق سيادة القانون والحقوق العامة والخاصة.. العلاقة مع السلطة.. * ينتقد عديد المحامين علاقتك الجديدة بالسلطة، ويصفونه بـ«التطور غير المفهوم» في مواقفك وتفكيرك.. كيف ترى هذا الموضوع؟ ـ اعتبر انها دعاية مغرضة، يروّجها بعضهم لغايات انتخابية وسياسوية، وبعض الذين فشلوا في الانتخابات السابقة، والا فما الذي تغيّر بالنسبة الينا؟ لم يتغير اي شيء.. فنحن متمسكون بمبادئنا وباستقلالية العمادة والهياكل والمحامين، ودافعنا وندافع عنها.. ولم نتخذ أي موقف الا بمحض ارادتنا واختيارنا.. بل ان كل قراراتنا ومواقفنا التي اتخذناها، تعد شاهدا يجسم استقلاليتنا في الميدان.. * فلماذا هذا التحفظ حول مواقفك حينئذ؟ ـ غاية ما في الامر اننا قد تفاوضنا مع السلطة حول تحقيق مكاسب للمحامين في مفاوضات سادها الاحترام المتبادل، واتت نتائجها بمكاسب على غاية من الأهمية سبق ذكرها.. حول النضال النقابي.. * البعض يرى أن العمادة تخلت عما يسمونه «النضال النقابي».. ـ للذين يريدون منا ان نتوخى النضال النقابي، ان يعلموا باننا أول عميد جاء بهذا الاسلوب لمهنة المحاماة.. حيث طبقناه في الدورة السابقة من خلال الاضرابات والاعتصامات ورفع الشارة الحمراء والامتناع عن النيابة في قضايا معينة، وهو ما نفذه المحامون بنجاح من أجل تحقيق مطالبهم، لاننا كنا في الدورة الماضية قد مارسنا الحوار والتفاوض مع السلطة، حوالي عام و8 اشهر فلما لم يأت الحوار بنتائج، قمنا بتلك الاحتجاجات.. * هناك تغيير من جانب السلطة حينئذ؟ ـ في هذه الدورة عقدنا حوارات ومفاوضات مع الجهات الرسمية من أجل تحقيق مطالب المحامين، وفي ظرف 6 أشهر تحصلنا على انجازات هامة سبقت الاشارة اليها، وكوّنا علاقات ايجابية مع السلطة يسودها الاحترام المتبادل.. وأعتقد ان ثمة قاعدة اساسية يدركها الجميع، وهي أن النضال النقابي كما هو معروف في العالم، يكون من مرحلتين، مرحلة التفاوض المشروطة بتحقيق نتائج ايجابية، ومرحلة الاحتجاج التي تكون حصيلة لفشل عملية التفاوض.. لقد لجأنا في الدورة السابقة الى الاحتجاجات لان مفاوضاتنا لم تسفر عن نتائج لصالح المحامين، اما وان المفاوضات خلال هذه الدورة اثمرت مكاسب لاصحاب الزي الاسود، على غرار ما توصلنا اليه فان ذلك لا ينال من استقلاليتنا عكس ما يتقوله المتقوّلون، بل ان ذلك يجسّم الاستقلالية بأتم معناها، لأن السلطة عندما تجلس مع العميد والهيئة، فذلك أكبر احترام للاستقلالية.. فالأحزاب تفاوض فما بالك بالمنظمات المهنية.. العمادة.. وقضايا الحريات.. * لكن البعض ينتقد «عدم انخراط العمادة في النضال من أجل الحريات العامة»؟ ـ هناك فرق بين افكاري وقناعاتي كمحام وكمواطن، وهي افكار اعتز بها ولا يمكن ان أتنازل عنها، وبين ان أكون عميدا لنقابة المحامين مطالب بالدفاع عن مصالح القطاع.. وعندئذ لا يمكن لي ان أقوم بدور رئيس حزب، أو بوظيفة ذلك السياسي الذي يريد ان يناطح السلطة، فأتجاوز الاطار النقابي والمهني الذي يضمن مكاسب للمحامين والدفاع عنهم.. ورغم كل ذلك تحركنا وصدعنا بمواقفنا واتخذنا جملة من القرارات التي يتعين اتخاذها، باعتباري عميدا للمحامين، وامثل هيئة مستقلة.. فقد تحركنا في جميع الاتجاهات في قضية (الحوض المنجمي) بحيث اصدرنا البيانات وشكلنا هيئة للدفاع عن مساجين الحوض الذين طالبنا باطلاق سراحهم، وكانت لنا مواقف وخطوات واضحة في ما عرف «بقضية سليمان»، كما تحركت العمادة في قضايا وطنية عديدة، آخرها خلال الحرب على غزة.. العميد.. والانفراد بالرأي.. * يتهمك البعض بالانفراد بالرأي في تسيير العمادة، ما تسبب في تباينات عديدة مع المحامين من تيارات مختلفة.. ـ على الذين يقولون ذلك ان يذكروا موقفا او قرارا واحدا اتخذته بصفة فردية.. انه كلام مردود على من يروّجه.. وأنا أتحدى أيا كان يستطيع ذكر مثال واحد على هذا الانفراد المزعوم.. التصرف المالي * ما تزال قضية التصرف المالي للعميد تسيل الكثير من الحبر والتحرك في أوساط المحامين، لماذا لا تدعون الى جلسة عامة استثنائية تطرح الموضوع ويقول المحامون فيها كلمتهم بكامل الوضوح والشفافية؟ ـ كل ما حاول البعض ترويجه بمناشير او دعايات شفوية وصلت احيانا حد نشرها في بعض وسائل الاعلام فيما زعموه حول التصرف المالي، هو أمر من قبيل المزايدة، غايتها انتخابية او سياسوية، والمقصود منها تشويه صورة العميد لدى المحامين وامام الرأي العام.. ولكن هذه المزاعم قد تحقق زيفها وافتراؤها من خلال تقرير الخبراء المحاسبين للهيئة الوطنية، المعنيون بموجب القانون، والذين تفحصوا كافة المداخيل والمصاريف، حالة بحالة وبصفة مفصلة، وانتهوا الى سلامة وصحة التصرف المالي.. ثم في الجلسة العامة الاعتيادية السنوية المنعقدة يوم 4 جويلية 2009، تم عرض التقرير المالي بكافة تفاصيله، وتمت المصادقة عليه، ولم يعارضه الا ثلاثة محامين فقط من حوالي 800 محام حضروا الجلسة.. وعليه فان هذه المصادقة غلقت باب المزايدات على هذا الملف بدون رجعة.. الخلاف مع فرع تونس * حصلت تجاذبات كبيرة بينكم وبين رئيس فرع تونس للمحامين، الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني، كيف تفسرون هذا الانقسام؟ ـ أؤكد لكم انه بالنسبة لي كعميد ليس لديّ أي خلاف شخصي مع رئيس فرع تونس.. صحيح أنه وقعت بعض الاختلافات حول بعض القضايا المحددة، وهذا ليس بالغريب.. بل يمكن ان ندرجها في اطار الاجتهادات.. المجال واسع للديمقراطية والشفافية صلب قطاع المحامين، وهو لا يخلو من بعض الغلو او التجاوز احيانا.. لكن ما أؤكده، ان زمان السيطرة قائم، وهو يحكم الانفلات ولا يتركه في نهاية الأمر.. حملة انتخابية * يتردد شروعك في حملة انتخابية لتجديد ترشحك للعمادة خلال المؤتمر القادم، هل هذا صحيح؟ ـ نحن الآن نعمل بحزم وثبات على تحقيق مكاسب أخرى للمحامين.. وكما تعرفون كنا في الأشهر الماضية قد رفعنا مذكرة الى سيادة رئيس الجمهورية في جملة  مطالب المحامين التي لم تتحقق الى حد الآن.. * ما هي هذه المطالب؟ ـ هناك مطلب احداث خطة المحامي المستشار، واحداث صندوق دفوعات المحامين (carpa) واعطاء حصانة اكثر للدفاع، وتوسيع مجال عمل المحامي في عديد المحاور، واسناد حوافز وتشجيعات لتأسيس شركات للمحامين، والترفيع في أجور المحامين في قضايا المؤسسات، واصلاح اوضاع المحامين المتمرنين بصفة خاصة.. الى غير ذلك.. ولدينا الامل الوطيد في ان تسفر الحوارات الجارية حاليا بخصوص هذه المطالب، عن تحقيق المزيد من المكاسب للمحامين. * لم تجبني بخصوص حملتك الانتخابية؟! ـ لست منشغلا بالانتخابات حاليا، لأن اهتمامي منصبّ على خدمة المهنة والدفاع عن المحامين.. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 أوت 2009)  


إطار نقابي  يدعو إلى خطة نضالية في التعليم الثانوي

 


أثناء مناقشة اللائحة المهنية خلال الأيام الدراسية التحضيرية لمؤتمر النقابة العامة للتعليم الثانوي والذي انتظم بإحدى النزل بمدينة قابس يومي 19 و 20 اوت 2009 وقع نقاش حاد بين  بعض ممثلي القطاع من الجهات والكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي حيث أصر هؤلاء على تضمين مشروع اللائحة المهنية  « خطة نضالية  » تتضمن اعتصامات ومقاطعة مجالس الأقسام وانجاز إضرابات عادية وإضرابات إدارية تشمل مقاطعة امتحان الباكالوريا الا ان الكاتب العام رفض تضمين هذه الخطة للائحة كما رفض مجرد التصويت عليها خوفا من المفاجآت ويبدو ان هذا الموضوع سيبقى متداولا الى يوم المؤتمر اذ أكد بعض ممثلي الجهات على انهم سيصرون على تضمين هذه الخطة اللائحة المهنية  اثناء انعقاد المؤتمر القادم للقطاع كما أبدو استغرابهم من موقف بعض أعضاء النقابة العامة المعادي لمفهوم الإضراب الإداري اطار نقابي من سيدي بوزيد — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicals

 
 

الحذر واليقظة يطغيان على توجهات الميزانية القادمة:

الاستثمار والتصدير والتشغيل أبرز عناوينها

الاستثمار والتصدير والتشغيل أبرز عناوينها تونس-الصباح: إن كانت سنة 2009 تعد بالنسبة للاقتصاد التونسي منعرجا حاسما باعتبارها السنة الختامية لتنفيذ «البرنامج الرئاسي لتونس الغد» وهي كذلك السنة المرجعية لاعداد المخطط المتحرك للفترة 2010 ـ 2014 فإن السنة المقبلة ستكون مهمة باعتبارها سنة التقييم نصف المرحلي لمخطط التنمية. وينتظر ان يرتفع حجم ميزانية العام المقبل إلى ما يناهز 18 مليار دينار، بعد أن بلغت السنة الحالية أكثر من 17.2 مليار دينار دون اعتبار قانون المالية التكميلي لسنة 2009. وعلمت «الصباح» في هذا الصدد أن جل الوزارات أنهت أو تكاد ضبط نفقات التنمية والتصرف القطاعية، للسنة المقبلة وذلك وفق منهجية التصرف حسب الأهداف مع الأخذ بعين الاعتبار لتداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي تستدعي تضافر الجهود لتأمين سلامة الاقتصاد الوطني. إن المرحلة الحالية تشهد استعدادات مكثفة لضبط ملامح مشروع ميزانية الدولة للسنة المقبلة، اعتمادا على مؤشرات التنمية للسنة الحالية، وتوقعات الميزان الاقتصادي خلال الفترة المقبلة. ومن غير المستبعد أن يتم الرهان على تحقيق نسبة نمو للاقتصاد الوطني  بين 4 و5 بالمائة. ويتوقع أن تكون مشروع ميزانية الدولة جاهزا خلال شهر أكتوبر المقبل على أن يتم عرضها على مجلسي النواب والمستشارين خلال شهر نوفمبر المقبل. سياسة حذرة إلا أن الحكومة ستواصل على الأرجح توخي سياسة الحذر والتوقي من تقلبات الاقتصاد العالمي عند رسم توجهات مشروع ميزانية الدولة خاصة في جانب تأثيره على عديد القطاعات التنافسية على غرار قطاع التصدير، وتوخي اليقظة لمجابهة المستجدات والمتغيرات التي قد تطرأ على الساحتين الدولية والوطنية… وكان قطاع التصدير شهد دعما قويا من خلال الإجراءات الظرفية والاستثنائية التي تم اتخاذها لفائدته قصد حماية المؤسسات المتضررة من تداعيات الأزمة المالية العالمية. وهي إجراءات جبائية استثنائية لفائدة المؤسسات المتضررة من أبرزها إقرار برنامج خصص له مبلغ 730 مليون دينار بهدف دعم الحركة الاقتصادية. دفع الاستثمار ومن المتوقع أن يتواصل دفع الاستثمار خلال السنة المقبلة ولا سيما في القطاعات  الواعدة وذات القيمة المضافة العالية والنهوض بالتصدير في ظل محيط عالمي تشتد فيه المنافسة. مع مواصلة التركيز على تلازم البعدين الاجتماعي والاقتصادي لمنوال التنمية. دعم نسق التشغيل ومن المقرر ان تحافظ الميزانية على دورها في دفع نسق التشغيل (أكثر من 80 ألف موطن شغل متوقعة) مع التركيز على تشغيل أصحاب الشهادات العليا، وتعزيز البنية الاساسية وحفز الاستثمار اضافة الى مواصلة سياسة دعم المحروقات والمواد الاستهلاكية التي شهدت خلال السنة الجارية تخصيص حوالي 850 مليون دينار لصندوق الدعم ورصد منحة مباشرة لدعم منظومة المحروقات في حدود 890 مليون دينار وذلك حفاظا على القدرة الشرائية للمواطن من ناحية والرفع من القدرة التنافسية للمؤسسة من ناحية أخرى. حصر نسبة العجز وينتظر أن يبرز الميزان الاقتصادي للسنة القادمة تحسن نسبة الاستثمار من الناتج المحلي. وهو مؤشر بقي في مستويات مرتفعة حسب ما أكدته دوائر حكومية، ويدل على تواصل نسق الاستثمار التنموي. علما أن نسبة العجز تقارب حاليا 3,8  بالمائة، دون اعتبار التخصيص. وهو عجز اعتبره وزير المالية مقبولا خلال المصادقة على قانون المالية التكميلي لسنة 2009، علما أن بعض هياكل البنك الدولي أكدت أنه يمكن أن تصل نسبة عجز الميزانية في تونس 4,5 بالمائة لمواجهة تداعيات الازمة الاقتصادية خاصة ان تونس قلصت من نسبة التداين التي كانت تحوم حول 62,5 بالمائة. واليوم انخفضت إلى حدود 48 بالمائة من الناتج الاجمالي المحلي. وتفترض تقديرات ميزانية السنة المقبلة مواصلة حصر العجز الصافي دون اعتبار عمليات التخصيص في حدود 3 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي، مع التركيز على التخفيض في الدين العمومي، وعلى تعبئة موارد الاقتراض على السوق المحلية لا سيما بعد تأكيدات البنك المركزى التونسي بعدم خروج تونس الى السوق المالية الدولية لا خلال السنة الحالية ولا في السنة المقبلة. تأثير نسبي للأزمة المالية جدير بالذكر أن السيد رشيد كشيش وزير المالية كان قد قلل من تأثير الازمة الاقتصادية العالمية على الاقتصاد الوطني بفضل ما اتخذته الدولة من إجراءات لدعم القطاعات المتضررة ومواجهة الوضع عبر مواصلة الاستثمار والدعم العمومي. وطمأن أصحاب المؤسسات الاقتصادية أن تنمية الموارد الجبائية لن يكون عبر الترفيع في الاداءات بل في تنويعها وفي إرساء ما سماه «مبدأ التضامن الجبائي» بمعنى أن تساهم المؤسسات التي تسجل انتعاشة أكثر في الاداء، مما يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني. وقد شهدت الفترة القليلة الماضية المصادقة على قانون المالية التكميلي لسنة 2009، وقد تم رصد اعتمادات لفائدة القطاعات الاقتصادية حسب درجة تضررها، وهي إجراءات مساندة وأخرى لدفع العجلة الاقتصادية. ويتضمن القانون زيادة في نفقات التنمية بـ 27 بالمائة ويهدف إلى دعم النسق التنموي لمواجهة تداعيات الازمة المالية العالمية وإدخال حركية على الاقتصاد. تجدر الإشارة أن محللين اقتصاديين أكدوا أن مؤشر نوايا الاستثمار في تونس لم يتأثر من الازمة الاقتصادية العالمية وهو ما يدل على ثقة المستثمرين في الاقتصاد الوطني. وذلك بفضل مواصلة دعم الدولة لنسق الاستثمار في البنية الاساسية وهو ما يعطي فرصة لتونس فور عودة الامور لنصابها ليكون اقتصادها قادرا على مواكبة التغيرات والاستفادة من مرحلة ما بعد الازمة، خاصة بعد استعادة الاقتصاد العالمي نموه الطبيعي. رفيق بن عبد الله (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 أوت 2009)  

ملفات نقابية ساخنة

البطالة.. الصناديق الاجتماعية.. النظام التربوي وتداعيات الأزمة المالية

تونس ـ الصباح كشفت المؤتمرات النقابية للاتحادات الجهوية للشغل، التي انعقدت طيلة الاشهر الماضية من العام الجاري، عن بروز ملفات كثيرة ومطالب عديدة، مثلت انشغالات اساسية للنقابيين في قطاعات وجهات مختلفة من البلاد.. ورغم ان خريطة هذه المؤتمرات لم تستكمل بعد، بحكم بقاء ثلاث جهات لم تعقد مؤتمراتها، ونعني بها اتحادات الشغل بالقصرين وبنزرت وقبلي، فان المؤتمرات الجهوية والقطاعية التي انتظمت الى حد الان، عكست بعمق ابرز المطالب والملفات والمقترحات التي تدور في اذهان النقابيين وتعبر عن مشاغلهم التي يتوقع ان تكون بمثابة «الاجندة» في العمل النقابي خلال المرحلة القادمة.. ملف البطالة.. ووفق بعض المعلومات التي توفر لـ«الصباح»، فان موضوع البطالة، شكل ابرز الملفات التي تكرر تناولها من قبل النقابيين خلال جميع المؤتمرات تقريبا، الى درجة ان البعض شبهها بـ«كلمة السر» فيما بين النقابيين. وطالبت المؤتمرات ببعث صندوق للتأمين ضد البطالة واعادة هيكلة سوق الشغل وفق حاجيات الجهات وخصوصياتها. وعلمت «الصباح» في هذا السياق، ان القيادة النقابية التقطت هذا المطلب النقابي من خلال شروعها في انجاز دراسة تخص منطقة الحوض المنجمي، فيما اعطيت التعليمات لانجاز دراسات مماثلة لجهات عديدة، يتوقع ان تكون ولايات سليانة وسيدي بوزيد والكاف في مقدمتها.. وفي سياق الملفات الاجتماعية، تطرقت معظم اللوائح الصادرة عن المؤتمرات الى النظام الجديد للتأمين على المرض (كنام)، حيث طالب النقابيون بضرورة ايجاد خارطة صحية عادلة بين كافة الجهات، سيما وان بعض الجهات تفتقر الى طب الاختصاص، بخلاف العاصمة والمدن المتاخمة التي يوجد بها «ما فوق الاكتفاء الذاتي» ان صح القول.. القضايا الاجتماعية وكان ملف أنظمة الضمان الاجتماعي، بين القضايا التي طرحت بشكل مكثف من قبل النقابيين في مؤتمراتهم، حيث طالبوا بمراجعة هذه الانظمة في اتجاه ايجاد الحل الانسب لمسألة التقاعد، خصوصا في ضوء ما يتردد في الاوساط القريبة من الصناديق الاجتماعية من وجود خيارين في هذا المجال، الترفيع في سن التقاعد الى ما بعد الستين عاما، مثلما حصل في التعليم العالي، او الترفيع في مساهمات الاجراء والمنخرطين في التقاعد.. وهو الامر الذي اثار الكثير من الانتقادات، كما تسبب في حصول قلق لدى الاوساط النقابية والعمال والموظفين، المعنيون بهذا الموضوع.. وشدد النقابيون في هذا السياق، على ضرورة مراجعة صناديق الضمان الاجتماعي، سواء من حيث الخدمات او لجهة ضمان توازناتها المالية.. وافادت معلومات نقابية موثوقة ان صندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية، دخل «المنطقة الحمراء» جراء العجز المالي الذي يعاني منه منذ فترة غير بعيدة.. فيما يتجه صندوق الضمان الاجتماعي لنفس المصير في افق العام 2012، اذا لم تتخذ الاجراءات اللازمة لانقاذه.. بين التضامن.. والضمان الاجتماعي.. على ان احد الاشكالات البارزة التي استأثرت باهتمام النقابيين، ما وصفوه بـ«تغير دور صندوق الضمان الاجتماعي»، حيث لم يعد – في تقديرهم ـ صندوقا لخدمة منظوريه فقط، ونما اصبح يقوم بأدوار اخرى ليست من جنس وظيفته.. وتطرقت المؤتمرات في هذا السياق الى المساعدات التي يقدمها الصندوق للمحتاجين وتقديم نفقات المطلقات، وذلك بذريعة التضامن بين التونسيين.. وارتفعت بعض الاصوات النقابية ـ على خلفية ذلك ـ للمطالبة بآلية اخرى لمساعدة بعض الفئات الاجتماعية المعوزة، على أن يبقى الصندوق لخدمة منظوريه، وربط هؤلاء بين هذه «الخدمات» الاضافية المقدمة من قبل الصندوق ومسألة عجزه المالي.. ومن غير المستبعد أن يتحرك اتحاد الشغل بشأن هذا الملف خلال المرحلة المقبلة، في ضوء تردد أنباء عن وجود دراسة يجري إعدادها صلب المنظمة الشغيلة ستقدم مقترحات للدوائر الحكومية.. ملفات متعددة وصبّ النقابيون في أغلب مؤتمراتهم، خصوصا في الجهات ذات الثقل الصناعي، جام غضبهم على موضوع المناولة، الذي يؤرق النقابيين بشكل لافت، سيما وأن أغلب المؤسسات الخاصة – بل حتى العامة – باتت تستخدم المناولة بديلا عن التشغيل المستمر والمقنن، فضلا عن عمليات استغلال مفضوحة للعمال والموظفين تتجاوز إطار نظام المناولة ذاته.. ويمكن اختزال بقية المطالب والملفات التي تمخضت عن المؤتمرات الجهوية والقطاعية لاتحاد الشغل، في جملة من النقاط أهمها: * المطالبة بالشفافية في تعاملات القطاع الخاص، سيما فيما يتعلق بالامتيازات التي منحتها الدولة للخواص، ودعاء النقابيون الى وقفة تأمل لبحث ما اذا كانت هذه الامتيازات اتجهت نحو أهدافها أم لا.. * الدعوة الى الاعتراف بنقابات المتقاعدين التابعين لاتحاد الشغل، من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية، تماما مثلما يجري اعتراف الوزارة مع جمعيات المتقاعدين. * ضرورة مراجعة النظام التربوي باتجاه تحسين مردوديته.. * توحيد العمل النقابي في الجامعة التونسية، ودعوة سلطة الاشراف لقبول الجامعة النقابية العامة للتعليم العالي (التابعة لاتحاد الشغل)، كممثل وحيد للجامعيين.. * ضرورة ايجاد سياسة جبائية عادلة بين جميع الشرائح الاجتماعية بما في ذلك قطاع المال والأعمال.. * التشديد على ضرورة انعقاد مؤتمر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، بوصفها مكسب وطني.. * المطالبة بإيجاد حل لمساجين الحوض المنجمي.. * ترسيم العمال المتعاقدين، خاصة الذين ينسحب عليهم الفصل (4-6) من قانون الشغل، والقاضي بترسيم المتعاقدين لمدة أربع سنوات متتالية والابتعاد عن الحيل التي تحول دون ذلك.. * ضروة احترام الحق النقابي في المؤسسات، وهو المشكل المطروح في مؤسسات التعليم خاصة، فيما تم تقنين الحق النقابي مؤخرا، بعد أن كان مجرد آلية نضالية نقابية بـ«العُرف».. الجدير بالذكر، أن المؤتمرات الجهوية والقطاعية لاتحاد الشغل، جرت بشكل شفاف وفي كنف النهج الديموقراطي، حيث لم يسجل أي طعن في نتائجها، كما هيمن عليها خيار الوفاق حينا والتنافس النزيه حينا آخر.. صالح عطية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 أوت 2009)  


تحذير: هل تـشـيـّع الـقـومُ ؟؟


قامت (اليوم الجمعة 23 شعبان 1430 – 14 أوت 2009) ما يسمى بجمعية المحافظة على القرآن الكريم بالقيروان بتوزيع إمساكية رمضان وقد حوت في الصفحة الداخلية من الغلاف دعاء منسوبا للرسول صلى الله عليه و سلم و بدون سند . وقد بحثنا عن سند الحديث في كل كتب الحديث حتى المتخصصة في الموضوع منها فلم نجد له أثرا . بل حين ننظر إلى المتن نرى أن أول جملة تقول: « من قرأ هذا الدعاء بعد كل فريضة في شهر رمضان غفر الله له ذنوبه إلى يوم القيامة »، وهذا كلام خطير لا يمكن أن يصدر عن النبي صلى الله عليه و سلم. فهل يُعقل أن يدعو الإنسان بدعاء في رمضان هذا ثم تغفر ذنوبه التي لم يعملها بعدُ؟؟؟ ثم بحثنا في الشبكة فعثرنا على مصدر الحديث وذلك في موقعين لشيعة لبنان : http://www.eljnoub.com/vb/showthread.php?t=2311 http://www.shmatq.com/vb/t12481.html وهنا بطل العجب. فهل تشيّع أعضاء الجمعية ؟؟ والغريب أنه قد سبق أن وزعت الجمعية بمناسبة مباراة حفظ الحديث النبوي قائمة من الأحاديث النبوية حوت على أحاديث موضوعة تطالب الشباب بحفظها. وقد تم لفت نظر المسؤولين إلى ذلك الأمر …. والنتيجة كما تقرؤون . آه يا شيخنا رحمك الله رحمة واسعة لقد حذرتنا  » اللي جاي أكثر  » و كنت تستشهد ببيت الشعر: لقد هزُلت حتى بدا من هزالها … كلاها وحتى سامها كل مُفلس آه لو تعلم ما فعل القوم بعدك؟ (المصدر: موقع فضيلة الشيخ عبد الرحمان خليف بتاريخ 14 أوت 2009) الرابط:  http://www.cheikhelif.net/site/site.php

خبز  و  زيت  و ثورة  مساجد


بقلم: حمادي الغربي مقدمة  : خبز و زيت …عنوان ثورة شعبية ….عنوان انتفاضة جماهيرية…شعار لحملة انتخابية …عنوان قصة شعب خرج للشارع يبحث عن رغيف يسد به رمقه فقابله العسكر بالبنادق المحشوة بالرصاص …خبز و زيت… اسم لفيلم سينمائي يروي كفاح امة من اجل الكرامة و البقاء…خبز و زيت… لوحة زيتية يرسمها فنان بريشته الذهبية يُحلّق بها الزائر في فضاء الابداع و سماء الحرية…خبز و زيت… عنوان قصيدة نارية يخطها قلم شاعر ثائر على وضع زُرع فيه الحقد و الشعور بالاّهوية و لكن في تونسنا عنوان ذلة و مهانة…رمز للقهر و الصمت …خبز و زيت… في تونس لهما حكاية و ألف معنى و يشهدان على مأساة شعب و معاناة أمة …خبز و زيت… طعام الفقراء في تونس و اليتامى و العاطلين و الحارقين و الهاربين في الصحراء من جور نظام المافيا و بطشه …طعام المعذبين بالجنوب و المساجين بالشمال …طعام الحيارى الواقفين على الرصيف بحثا عن أجرة يوم يسكتون بها صراخ أطفالهم الجياع الذين تركوهم خلفهم يلعبون بالحصى و يمرغون أيديهم بالتراب …خبز و زيت… زاد شباب  ينتظرون قارب الموت على شاطئ في ليلة ظلماء كأنهم في صلاة جنازة و تأبين يسلمون رقابهم طواعية لقراصنة البحر مع الدفع المقدم بدون وصل استلام و لا شاهد حيّ . الخبز و السجان : كان في ما مضى الشيوعيون يبدعون في استعمال هذه المصطلحات و الكلمات و المشاهد ذات المدلول الثوري و بها و عن طريقها يدفعون الناس في الشوارع للتظاهر و إسقاط الحكومات …و لكن ؟ و بما أن الدكتور شورو لا ينتمي لحزب اليسار فإن الخبز و الزيت بالنسبة له سيكونان طعاما ملازما له طيلة سجنه بسجون الموت التونسية و الجماعة التي ينتمي إليها شورو لن تدخر جهدا في الدعاء له صباحا مساءا و تسأل الله أن يهدي السجان و أن تغمر قلبه الرحمة و يحن على الدكتور و يستبدل له الخبز و الزيت بوجبة أخرى كما يراها سيادته دون تكليف مشكورا و ممنونا . أيها السادة … نحن الذين صنعنا الذلة لانفسنا …و نحن الذين خلقنا الاستبداد و القمع …و نحن الذين ارتضينا الهزيمة لانفسنا…و نحن الذين صنعنا بن علي و جعلنا منه ديكتاتورا وغولا لا يُهزم حتى في قصص الخيال التي نحكيها لاطفالنا. شورو يقتات الخبز و الزيت منذ اربعين يوما سجينا في شمال البلاد… و بن علي يُوزّع الخبز و الزيت على سكان الجنوب قبل أربعين يوما من موعد التصويت مفتتحا حملته الانتخابية السابقة لاوانها ،فشتان بين رئيس و رئيس و شتان بين زيت و زيت و شتان بين أنصار و انصار و شتان بين حزب و حزب…حرم شورو للمرة الثانية تستغيث و تصرخ و كأنها تصرخ في أموات و في قلوب أشد قسوة من الحجارة .  
مقاومة صنعتها إمرأة : كانت السيدة خديجة رضي الله عنها خير سند لرسول الله نصرته بمالها و آزرته بدعمها اللامحدود وكانت من الاوائل الذين اسلموا و امنوا بدين محمد و رفعوا راية التوحيد و في ذاكرة تاريخنا القرآني اختارت امرأة فرعون معية الله على العيش في قصور فرعون الخاوية التي تزينها معالم واهنة كخيوط العنكبوت و استشهدت بعدما تم بتر اطرافها و تشويهها…و في تاريخنا الحديث أشعلت إمرأة زنجية تدعى روزا شرارة المقاومة الشعبية بجنوب أمريكا التي أصبح الزعيم الفذ مارتن لوثر كينغ أحد رموزها و نجح في اقتلاع الحقوق المدنية للسود و تغيير القوانين العنصرية . و في تاريخ الثورة الفرنسية كانت الجماهير الغاضبة متوجهة نحو القصر الملكي و في مفترق الطرق الملتهبة كانت تقف امراة نكرة لا يعرف لها نسب و لا عنوان و لا هوية اشارت على الحشود الثائرة بالتوجه نحو سجن الباستيل بدل القصر الملكي ، المؤرخون يقولون ان هذه المراة هي التي غيرت تاريخ فرنسا من خلال هذا التوجيه، و في تونس الجريحة ،هل تتمكن الفاضلة آمنة شورو من السير على سنن النساء السابقات و الامهات الفاضلات و تكسر الروتين القاتل و تشعل شرارة الانتفاضة بتونس عبر بوابة سجين الحرية زوجها القائد التاريخي رمز تونس الجديدة و الامل القادم .؟ هل يمكن أن تلعب دور السيدة خديجة و تكون سندا منيعا لزوجها و رمز الامة و عزتها؟ هل يمكن بإشارة خفيفة أو حركة بسيطة منها ان تُغير مجرى التاريخ و تُسقط كل الحسابات ؟ هل يمكن بوقفة ثابتة و صرخة عالية تخترق بها جدار الصمت و لباس الخوف . نعم…يمكنك أيتها السيدة الفاضلة أن تغيري المعادلة و تقلبي الطاولة بأوراقها المتبعثرة و تقدمي ملف ترشح زوجك للرئاسة بمكاتب وزارة الداخلية رفقة رهط من الصحافيين المحليين و الدوليين …وبإذن الله ستشهدين العجائب و لا تلتفتين للوراء و لا تستمعين ابدا للتائهين و المنهزمين و القاعدين فلا يزيدونك إلا خبالا . المساجد التونسية ليست محايدة : انها الفرص التي لا تتكرر كما ذكرها الشيخ راشد في اخر مقال له ، شهر رمضان …شهر القرآن …شهر الفتوحات الاسلامية…شهر الانتصارات…  شهر ليلة القدر…شهر الله و القيام و الصيام…الشهر الذي يسبق أيام الحسم ،أيام اختيار الرئيس الذي سيتولى أمانة رقاب عشرة مليون مسلم تحكيما و تسييرا و إشرافا . كنت شاهدا في إحدى الدول الاسلامية على ثورة المساجد الرمضانية التي لعبت دورا فعالا و جوهريا في تعبئة الناس و انحيازهم لخيار التغيير و تهيئة الظروف والشروط لاسقاط الحكومة الفاسدة، فكانت مساجد العاصمة على بكرة أبيها تخرج كل ليلة إثر صلاة التراويح تجوب الاحياء و الضواحي مهللة و مكبرة رافضة للوضع الذي آلت إليه البلاد من فساد و ظلم و إهدار للمال العام و غياب للقانون و العدالة . فلتكن المساجد التونسية بداية الانطلاقة للعودة إلى الله و المصالحة مع الاسلام و لتكن إثر كل صلاة جلسات موسعة بين المؤمنين و العابدين و القائمين و الصائمين للتذاكر حول صلاحية رئيس مسلم يحكم شعبا مسلما و هو يحارب الاسلام و أهله …فلتخرج المساجد التونسية عن صمتها و سكونها و تتحدث بكل شجاعة و شفافية عن شرعية الرئيس بن علي من الناحية الدينية و هو يمنع بناتنا و أخواتنا من ارتداء الحجاب و عن شرعيته بعد أصدار قوانين الارهاب و المساجد و قوانين تحريم التعدد و قوانين مجلة الاحوال الشخصية التي بسببها تفككت أسر و شردت ابناؤها ثم العمل بسياسة تجفيف المنابع الداعية للتنكيل بالدعاة و الصالحين ثم الزج بالالاف من المتدينين في سجون الموت ثم غلق ابواب العودة للمبعدين و المنفيين بسبب انتمائهم للحركة الاسلامية . شهر رمضان شهر العودة الى الله و رمضان هذه السنة له خصوصية و تفرد بحكم اقترابه الزمني وتزامنه مع الانتخابات الرئاسية و التونسيون قلوبهم ماتزال مًعلقة بالمساجد و مًضيئة بنور الايمان و بركة القرآن. الفتوى الرئاسية في رمضان : كما تعلمون جميعا أن الفتوى التي تعني الانتخابات الرئاسية التونسية قد صدرت منذ شهور و رفضنا الاعلان عنها و ذلك للسماح للسلطة و رئيسها فرصة مراجعة سياسته الشاذة و المعادية لله و رسوله وحتى تكون الحجة عليه دامغة امام الله و الشعب و التاريخ و عليه سوف يتم بإذن الله الاعلان عن الفتوى الرئاسية في هذا الشهر الكريم و نأمل من كل مسلم غيور على دينه و يفخر بإنتمائه لأصحاب محمد ورسالة الاسلام و يعتبر نفسه جندا من جنود الله ان يبلغ الفتوى للشعب التونسي فردا فردا حتى تُدرك العشرة ملايين نسمة حكمها و واجبها نحو إسلامها و وطنها و ربها و هو الجهاد بعينه و يوم الفصل ويوم نصرة الاسلام و يوم هزيمة الالحاد، و الله غالب على أمره .  » و نريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم أْئمة و نجعلهم الوارثين   » صدق الله العظيم

“المرأة التونسية والعمل”: آخر إصدارات (كريديف)


أخبار تونس– تزامنا مع احتفالات المرأة التونسية بعيدها الوطني، أصدر مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة (كريديف)، كتابا بعنوان “المرأة التونسية والعمل: مساواة في الحقوق وتكافؤ في الفرص”. وقد صدر الكتاب الجديد في ثلاث لغات، مرفوقا بنسخة رقمية على قرص مضغوط. وهو قراءة في المنظومة التشريعية المتعلقة بمجالات الشغل وبعمل المرأة تحديدا، في ضؤء الإصلاحات التي اعتمدتها تونس في عهد التغيير في الميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية للقضاء نهائيا على كل أشكال التمييز ضد المرأة وخاصة في ما يتعلق بحقها في العمل وتوفير مناخ مناسب يكفل المساواة وتكافؤ الفرص بين المرأة والرجل والعدالة بين مختلف فئات المجتمع. ويتضمن الكتاب ذي 62 صفحة من الحجم المتوسط، ثلاثة أبواب رئيسية هي: – المرأة والعمل دعامة التنمية المستديمة – القطاع الخاص حركية تعزز المبادرة لدى المرأة – القطاع العام ضامن لتكافؤ الفرص المحور الأول، يعرّف بالتشريعات التونسية المعززة لحضور المرأة في ميدان الشغل ودعم حظوظها في مجالات الأجور والسلامة المهنية والتكوين والارتقاء في السلم الوظيفي. أما المحور الثاني، فيتضمن قراءة تحليلية لمسار تطوير الوضع القانوني للمرأة من خلال الإجراءات المشجعة على المبادرة فضلا عن العمل على مكافحة مختلف أشكال الميز ضدها من أجل تقدم المجتمع وتحقيق المساواة والشراكة والعدالة. ويتناول المحور الثالث إسهامات القطاع العام في دعم مسار التنمية والتحديث من خلال دوره في توفير مواطن الشغل وخفض معدلات البطالة وتحقيق الاستقرار الاجتماعي. ويبرز الكتاب توفق تونس إلى استنباط آليات وبرامج تستجيب للحاجيات الجديدة للمرأة والأسرة والمجتمع في محيط متغير يتطلب كسب رهانات عديدة من أجل المحافظة على التوازنات الاجتماعية والاقتصادية ودعم استقلالية القرار الوطني. ويذكر أن المرأة في تونس تمثل اليوم نصف المجتمع الفاعل حيث يبلغ عدد النساء العاملات في القطاع العمومي مثلا 156 ألف امرأة تمثل أكثر من 40 بالمائة من المجموع العام للعاملين بالقطاع. وقد صدرت منذ السابع من نوفمبر 1987 عدة قرارات رائدة لفائدة المرأة التونسية.ويمثل قانون العمل نصف الوقت مقابل ثلثي الأجر الذي أقره الرئيس بن علي واحدا من أهم وأحدث القوانين الريادية التي ترقى بالمرأة التونسية أساسا و العائلة بصفة عامة. إذ يهدف القانون إلى تمكين ربة الأسرة من فرص أكبر للتوفيق بين حياتها الأسرية وحياتها العملية ومن ثمة تجذير المبادئ الإنسانية والاجتماعية الثابتة لحرص الرئيس لتأسيس المجتمع المتوازن والسليم الذي يضمن للناشئة الإحاطة والرعاية الكاملة لهم مما يوجد التوازن الأسري في أشمل مظاهره .  
(المصدر موقع أخبار تونس الإلكتروني بتاريخ 22 أوت 2009)  


الصريح التونسية: جورج وسوف خارج التصنيف والترتيب والتوصيف

 


22/آب/2009   «جورج وسوف خارج التصنيف والترتيب والتوصيف» هذا ما ذكرته «صحيفة الصريح التونسية» عن الفنان السوري جورج وسوف في عددها الصادر أمس الجمعة 21 آب 2009، بعد أنّ غنى مرتين على مسرح قرطاج الأثري ومرة ثالثة في مدينة الحمامات السياحية خلال 24 ساعة تقريباً وأمام 25 ألف متفرج تونسي. وأضافت الصحيفة في سياق الحديث عن حفلات جورج وسوف في تونس: «في هذا الصيف لم يحدث أن غنى فنان في سهرتين متتاليتين في المكان نفسه أمام 25 ألف متفرج، وأن الطلبات لاقتناء حفلاته فاقت المتخيل». وقد أشارت الصحيفة إلى أنّها حالة نجاح نادرة وليست سهلة، ولابد من تاريخ ورصيد وقيمة لتحظى بها وتخرج عن التصنيف. كما وبينت الصحيفة أنّه بالرغم أنّ الحفلين في مهرجان قرطاج قد أقيما مع نهاية العطلة الصيفية، وعشية شهر رمضان، وبعد أن أنفق المواطن التونسي الكثير على عشرات السهرات التي استضافتها المهرجانات العديدة، فقد تهافت المواطنون التونسيون وتزاحموا وتدافعوا أمام شبابيك التذاكر متحملين ارتفاع أسعار البطاقات والسوق السوداء من أجل حضور حفلات جورج وسوف. وقد أكّدت الصحيفة أنّ جورج وسوف غنى ويغنى ليدخل التاريخ، لذلك هو هناك يسكن في قلوب الناس، ويأتيه الجمهور تلقائياً يستدرجهم اسمه الكبير، وتاريخه الحافل، ورصيده الفني الثري الممتد على امتداد عشرات السنين. كما وأضافت الصحيفة التونسية أنّ جورج وسوف ظلّ على تلك القمة، وجاورته قمم أخرى لكنّها أقل ارتفاعا، واصفةً إياه، بالقمة الأعلى بين فناني اليوم وفناني جيله رغم ما خسره من طاقة وحيوية وليونة صوته، لكن الجمهور غفور تكفيه القيمة والاسم والرصيد والتاريخ.  
(المصدر: موقع إكتشف سورية الإلكتروني بتاريخ 22 أوت 2009)  


كرة القدم: مواهب تونسية يانعة تجد صدى عالمي


أخبار تونس- محمد اليوسفي عمره 7 سنوات فقط (من مواليد 14 أكتوبر 2002) لفت الانتباه بمهاراته الفريدة في كرة القدم حيث يحسن هذا الطفل المراوغة والتسديد والتمرير بكلتا قدميه وبالرأس وقد شهد العارفون بشؤون الكرة في تونس وأوروبا، ومنهم فنيون محنكون ولاعبون دوليون حاليون وسابقون، بخصال الطفل محمّد وبالمستقبل الكبير الذي ينتظره إذا ما وجد الإحاطة والمتابعة اللازمتين. وأعربت عديد الأندية ومراكز التكوين عن رغبتها في تبني هذه الموهبة وحتى في إمضاء عقود طويلة المدى مع محمّد فحسب صحيفة الصباح التونسية فإن عديد الأندية القطرية والسعودية إضافة إلى أكاديمية «أسباير Aspire» العالمية لتكوين الرياضيين قد أوفدت مبعوثين إلى تونس تفاوضوا مع عائلة محمّد اليوسفي حول انتدابه من الآن . موهبة أخرى توقع لها الخبراء أن يكون لها شأن كبير في عالم كرة القدم، هو الطفل أمير الصديق أصيل مدينة قصيبة سوسة من مواليد 1996 والذي ينتظر أن يعزز قريبا صفوف نادي ليفربول الانقليزي. فقد شارك أمير الصديق في تربص اختباري يضم عديد الأطفال الموهوبين من كل أنحاء العالم تمكن خلاله من شد انتباه مسؤولي الفريق الانقليزي بما يحمله من مواهب تفرض الاحترام ومهارات فريدة. ويرى متابعون أن هذه المواهب اليانعة هي نتاج لسياسة الدولة في المجال الرياضي والتي تولي أهمية كبيرة للعمل القاعدي والبرامج العلمية في استكشاف المواهب الرياضية وصقل مهاراتهم. يذكر أن مدينة تونس الرياضية التي سيتم بعثها قريبا تضم عديد الأكاديميات الرياضية المختصة في كرة القدم وستعمل هذه الأكاديميات وفق برامج علمية تعتمدها أعرق المدارس في العالم مع التركيز على الناشئة وإحتضانهم من أجل مساعدتهم على التألق والنجاح.  
(المصدر موقع أخبار تونس الإلكتروني بتاريخ 22 أوت 2009)

بائعو الحشيش يصبحون بائعي بخور وعطور طوال شهر الصوم فقط رمضان فرنسا.. « انقلاب » شبابي على المعاصي!


هادي يحمد باريس– « انظر.. هؤلاء الشباب الذين يجلسون على باب العمارة المقابلة لنا، إنهم يدخنون حشيش الزطلة طيلة السنة والبعض منهم لا يتردد في مقارعة الخمر، كما أنهم يستعملون في الغالب قاموسا لغويا حادا وبذيئا.. لكن عندما تحل نسمات شهر رمضان العطرة يتحولون بقدرة قادر إلى ملائكة في النهار ونساك في الليل! » قبل أن يعودوا لسيرتهم الأولى. بهذه العبارة لخص رشيد بوزريعة، أحد الناشطين الشباب في حي « الأربعة آلاف » بمنطقة « لا كورناف » شمالي باريس، ظاهرة « عودة الشباب المسلمين بفرنسا إلى التدين » خلال شهر رمضان المبارك، وذلك بعد 11 شهرا يقضونها في ممارسة شتى أنواع المعاصي والرذائل. وقال بوزريعة، وهو أيضا أحد مسئولي جمعية شبابية بالمدينة، لـ »إسلام أون لاين.نت »: « بعض بائعي مخدر الحشيش والذين لا ينامون الليل في عمليات كر وفر مع الشرطة الفرنسية بين الحدائق وأبواب عمارات الضواحي يتحولون بقدرة قادر عندما يعلن راديو الشرق بباريس عن بداية رمضان إلى بائعي بخور وعطور مكة ». وأضاف الشاب مبتسما: « طبعا أنا أحاول أن أجد تعبيرا ضاحكا لهذا الانقلاب المفاجئ، ولكن ما أريد قوله أن غالبية هؤلاء لا تسمع لهم صوتا ناشزا من الكلمات البذيئة بالفرنسية التي كانوا يمطرونها على بعضهم البعض في بقية الأيام، ولا تسمع مع بداية رمضان إلا كلمات: أستغفر الله، والحمد لله، وحتى تراويح التي لا يستطيع البعض منهم نطقها بطلاقة لعدم إجادته للعربية ». وأكدت مراكز استطلاعات الرأي بفرنسا ظاهرة « العودة إلى التدين » خلال شهر رمضان المبارك، فمن جهته اعتبر مركز الأسواق واستطلاعات الرأي « س سا اي » (CSA) الفرنسي المعروف من خلال عينة من ألف مسلم فرنسي فوق سن 18 سنة أن 90% منهم يلتزمون التزاما كاملا بصيام رمضان، في حين قال مركز IFOP)) في استطلاع آخر للآراء إن: « نسبة الصائمين من الشباب تبلغ حوالي 70 % ». وأعلن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (الممثل الرسمي لمسلمي فرنسا) أن أول أيام رمضان هو اليوم السبت 22-8-2009، وشهر رمضان يحظى باهتمام إعلامي خاص من قبل وسائل الإعلام الفرنسية. الانتماء والجذور محمد الموساوي، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، أرجع في تصريحات لـ »إسلام أون لاين » ظاهرة العودة للتدين في شهر رمضان إلى شعور الأجيال بالانتماء، وأن لهم جذورا ثقافية هم في حاجة إليها في ظل الأزمات التي يعيشها المجتمع الغربي. وقال موساوي: « الاحترام الكبير لشهر الصيام ظاهرة تفسرها عوامل عديدة، ربما أبرزها أن صيام رمضان من قبل الأجيال الجديدة من المسلمين التي تربت ونشأت في فرنسا يعطي هذه الأجيال شعورا بالانتماء ويشعرهم أن لهم جذورا ثقافية هم في حاجة إليها في ظل الأزمات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها المجتمع الغربي ». وأضاف: « رمضان ربما هو الشعيرة التي تظهر أكثر من غيرها الفارق بين هؤلاء الشباب وبين أصدقائهم من الفرنسيين في الحياة العامة عن طريق امتناعهم عن الأكل والشرب والملذات، وهو ما يمنحهم هوية مختلفة يستشعرون من خلالها انتماءهم للإسلام وللحضارة الإسلامية ». وأوضح موساوي: « صحيح أن بعض الشباب المسلم في البلاد العربية مثلا يلتزمون بصيام رمضان رغم أنهم لا يؤدون فريضة الصلاة، إلا أن فريضة رمضان لها وقع مضاعف بالنسبة للشباب المسلم الذي ولد في فرنسا؛ لأنها تذكره ولو لمرة في السنة بأن له دينا مختلفا وهوية ثقافية مختلفة عن غالبية المجتمع الذي يعيش فيه ». وتلاحظ ظاهرة احترام صيام رمضان وتبجيله على غيره من العبادات في العديد من الأحياء ذات الكثافة المسلمة كما في ضواحي العاصمة الفرنسية، مثل « لا كورناف » و « أبرفيلي » و « سانت وان » و « أونلي سو بوا » (الضاحية التي انطلقت منها الشرارة الأولى لانتفاضة الضواحي سنة 2005). وتشهد الأحياء الباريسية التي توجد وسط العاصمة مثل « بارباس » و « كورون » و « بلاس كليشي » حركة بالأسواق والشوارع احتفالا بقدوم الشهر من قبل هؤلاء الشباب. العودة للعربية وحول اللغة العربية أفاد محمد موساوي بأن « العودة إلى الذات » والتي أصبحت ظاهرة بين الشباب المسلم بفرنسا تتعلق أيضا بمظاهر أخرى في غير شهر رمضان، « كالإقبال على تعلم اللغة العربية بالنسبة للبعض ». غير أنه كما يشير البعض فإن تعلم اللغة العربية في حد ذاته مرتبط برمضان لرغبة هؤلاء الشباب في فهم ما يتلوه المقرئون خلال تراويح هذا الشهر الكريم، كما يلجأ هؤلاء إلى اقتناء الكتب العربية والخطب المسجلة التي تتحدث عن بركات رمضان وفضائله. ويتراوح عدد مسلمي فرنسا بين خمسة وستة ملايين من جملة حوالي 64 مليون نسمة، وتعد الأقلية المسلمة بفرنسا أكبر أقلية مسلمة في البلدان الغربية. مراسل شبكة إسلام أون لاين. نت في فرنسا. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 22 أوت 2009)


الأمة في رمضان.. كيف حالها؟


راشد الغنوشي 1- بداية.. أهنئ أمة الإسلام وخصوصا المنخرطين في هذه العبادة العظيمة لأول مرة في حياتهم سواء بأثر توب أو ترشّد أو اهتداء، أن مد الرحمن في الآجال حتى أدركنا رمضان، موسم الخير والبركات، فننهل من ينابيعه الصافية: صياما لأيامه وقياما للياليه وتعهّدا لكتابه وتوقيرا لحرماته وأداء للأمانات، فنكون في خواتمه من الفائزين بالمغفرة والرحمة والعتق من النيران وشهادة التقوى، المقصد الأسنى لهذه العبادة « يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون »ش(2/183). والتحقق بالتقوى من حيث هي خشية الله سبحانه وحضوره الدائم في شعورنا ووعينا وفي كل مسالكنا، هو المقصد الأعظم لكل عبادات الإسلام « وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون » (51/55) العبادة بمعناها الشامل: تذللا وانقيادا عن وعي واختيار، ومحبة لله عز وجل وقياما بشرائعه واجتنابا لنواهيه، وسعيا في ملكه بالإصلاح أمرا بمعروف ونهيا عن منكر وعمارة للأرض بالعدل ومقاومة فردية وجماعية للظلم والظالمين، بما يحدث تجديدا هائلا في النفوس وفي العلاقات الاجتماعية، إقبالا على الله سبحانه، وتوبا، وارتيادا لبيوت الله، وجودا بالخير اقتداء برسول الإسلام عليه الصلاة والسلام الذي كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، حتى لكأنه السحاب المرسلة. والتحقق بالتقوى هو أيضا تجديد للأواصر الاجتماعية والأخوية: تصالحا بين الناس وتغافرا وشحذا لقوى المقاومة والبذل على كل المستويات الفردية والاجتماعية، فلم يكن عجبا أن شهد رمضان أعظم انتصارات الأمة عبر التاريخ، ولا عجب أن اعتبرته منظمات الإغاثة ومنظروها أعظم المواسم. 2- يقدم هذا الموسم العظيم على الأمة وهي تكدح صاعدة تقاوم جواذب الانحطاط والتسلط الدولي، فتجاهد جهادا ناصبا على أكثر من صعيد، وذلك في ظل ميزان قوى دولي مختل لصالح أعدائها، فتحقق صمودا في مواطن وانتصارات في أخرى وانسدادا وحتى تراجعا في ساحات ثالثة. ويلحقها في كل ذلك حجم ضخم من الأذى والدمار ونقص من الأموال والأنفس، إلا أنه لا يفتّ في عضد مدّ صحوتها المتصاعد في أرجاء المعمورة ولأنه -بسبب أن إرادة المهيمن جل جلاله في حفظ هذا الدين وظهوره على الدين كله اقتضت أن يتم ذلك وفق سنة الأسباب- كان لزاما أن يبتلى المؤمنون على يد أولياء الشيطان من الطغاة الكافرين والمنافقين، فنألم كما يألمون ونصيب منهم ويصيبون، فذلك هو السلّم الضروري الذي يتسنّمه عباد الله بلوغا إلى منازل من القرب وفي الجنة، لا يبلغونها بغير ذلك. تلك هي زاوية النظر الشرعي والفلسفي والتاريخي لمشاهد الآلام والمرارات التي يتلظى بها عباد الله الصالحون على امتداد المعمورة: احتلال ودمار ومجازر في فلسطين والعراق والصومال وأفغانستان وفلسطين وتركستان.. وأنظمة جبر تغطي معظم دار الإسلام، وسجون تزدحم بصفوة خلق الله يسامون الهوان والقتل البطيء، ومئات الملايين من الفقراء والبطالين تجتاحهم الأوبئة ويعز الدواء، مع ما خوله الله لهذه الأمة من وافر الخيرات إقامة للصلوات « ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون » (14/36)، ودعاة بلا عدّ على أبواب جهنم دائبون بالليل والنهار ترغيبا فيها، واجدين دعما غير مجذوذ من حكومات ذات دعاوى عريضة انتسابا للإسلام، وملايين من المومنين هجروا دار الإسلام طلبا للسلامة أو الرزق أو العلم خارجها، ما تفتأ حكوماتهم « الإسلامية » تتعقبهم.. شرائع معطلة ومظالم كقطع الليل المظلم، وبلاد ممزقة يسرح ويمرح في مياهها وأجوائها ومواردها الأعداء، بلا رادع. 3- غير أن روافع مد الإسلام، من عقائد نفضت عنها الغبار صحوة الإسلام، وشعائر انبثقت عنها، أخذت تحرك فعاليات المسلم المعطلة فعلا في نفسه وفي التاريخ، ومنها مدرسة رمضان التي تفتح أبوابها لمدة شهر سنويا مترعة بالخيرات: ضبطا للشهوات وتجديدا للعهد مع الله سبحانه وكتابه وبيوته ومجاهدة للأنفس وللأعداء، بما يفضي إلى باب الريان الذي لا يلج منه إلى جنات النعيم غير الصائمين، فلا ينقضي الموسم إلا وقد تجددت الدماء في شرايين الأمة في مستويات مختلفة بحسب صدق الإقبال على هذه المدرسة بما يمد قوى المقاومة في الأنفس وفي سائر الميادين بمدد عظيم للصمود ولمغالبة هوى النفوس وشحها وجبنها وبخلها وعزلتها وأثرتها، وكذا مغالبة شياطين الجن والإنس وقوى الشر والظلم والاستبداد. 4- إن الأمة تقاوم فتصمد في مواطن صمود شوامخ الجبال، حال أهل غزة الأبطال ومقاومتها الباسلة وكذا أخواتها في لبنان وفي العراق وفي أفغانستان متصدية لخذلان القريب بالصبر والمداراة والسياسة، وبالجهاد لقوى الاحتلال الغاشمة التي تضرب الإسلام على قوس واحدة ومستعينة بحكومات ظالمة موالية لها، وما كان لقوى المقاومة أن تصمد وتحقق بطولات لولا ما يتوافر لها من حاضنة شعبية تعمرها صحوة عارمة وقوى روحية هائلة تمتح من نبع لا ينضب، بالتوجه إلى مالك الملك بالصوم والصلاة والدعاء وتجديد الشوق إلى الظفر بالشهادة، بما يفاجئ أعداء الله وأولياءهم المطمئنين لميزان القوة المادي المختل لصالح العدو -غافلين عن الميزان الروحي.. ميزان الإيمان، إنه صاحب الكلمة الأخيرة كلما حضر « وقل جاء الحق وزهق الباطل » (17/80)- يفاجئهم بنماذج من المقاومة منعت المنتصرين حتى من إتمام الاحتفال « بالنصر » في العراق وأفغانستان فتحول مأتما، واحتلالهم فخّا، ما يدرون للخروج منه سبيلا. 5- إن ظواهر التخريب والتفكيك والتدمير في أمتنا والبشرية تعمل ليل نهار، وقد كفت أيدي الدعاة عن الإصلاح، فما تلبث تلك السياسات الواعدة بالنصر والازدهار حتى تتكشف عن كوارث ما كانت لتخطر على البال: ملايين من العاطلين رغم ضخامة الثروات، وهجرات جماعية لما يربو عن نصف الخريجين، فضلا عن الهجرة عبر قوارب الموت. وكان من نتائج السياسات المعتمدة في الاقتصاد ومصادرة الحريات وتهميش الإسلام بمنعه من القيام بأي دور سياسي واجتماعي ومحاصرة تيار الاعتدال وهو التيار الرئيسي، أن فشت جماعات التكفير والعنف العشوائي الذي يضرب في كل اتجاه باسم الجهاد، استحلالا لدماء وأموال معصومة، مما لا سند لها من شرع ولا من عقل ومصلحة، بقدر ما هو ثمرة لخلل في فقه الدين والواقع وانتقاص من فعالية الدعوة والمقاومة وسلاح في يد أعدائها.. حماقات تأتيها جماعات تنتسب للإسلام، تخريبا لمنشآت وإشاعة لفتن، من مثل ما حصل الآونة الأخيرة في نيجيريا وإندونيسيا واليمن والعراق والجزائر، وفي غزة.. أعمال لا سند لها من « فقه الجهاد في الإسلام » كما بينته نصوص الكتاب والسنة وشرحه جمهور علماء المسلمين، حيث جاء النص صريحا على أن القتال إنما شرع لرد العدوان ومنع الفتنة على المؤمنين والدفاع عن المستضعفين. قال تعالى « وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين » (2-189)، ولم يكن قط سبيلا للدعوة وفرض الإسلام على من لا يؤمن به، فالسلم هو الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم، بما يجعل الأعمال الطائشة التي تأتيها جماعة تنتسب إلى الإسلام باسم الجهاد استباحة للدماء -حتى في الشهر المعظم- وترويعا للآمنين عارية من كل مشروعية إسلامية أو أخلاقية، لا يجني الإسلام وأهله منها غير الخسار وسوء السمعة، الكاسب الأوحد منها هم أعداؤه المتربصون به ولم يدخروا جهدا في اختراق تلك الجماعات لإغرائها بالإمعان في الطريق المسدود المهلك، بما يقدم المزيد من الذرائع لدول الكفر لاحتلال بلاد الإسلام، ولأنظمة الاستبداد لأن تحكم قبضتها على رقاب الناس وأرزاقهم بذريعة التصدي للإرهاب، وتكميم الأفواه وتأبيد الاستبداد، وهكذا يفعل الأحمق بنفسه ما لا يفعل العدو بعدوه. ولقد أحسن الشيخ العلامة يوسف القرضاوي إذ قدم للأمة وهي تستشرف رمضان، موسم التقوى والوحدة الإسلامية والتراحم بين المسلمين، سفرا قيما عن فقه الجهاد في الإسلام « أودعه عصارة علمه وخبرته في فقه الجهاد ومناهج التغيير والعلاقات الدولية، حري بكل طالب حق مستبرئ لدينه في مسألة الجهاد أن يتأمل جيدا محتوياته، إذ لا يزال المؤمن في فسحة من دينه حتى يقع في دم امرئ مسلم أو غير مسلم بغير حق، حذّر الرسول عليه السلام من ذلك، ولم يأت في القرآن تفظيع لجرم تفظيعه لهدر نفس بغير حق « فكأنما قتل الناس جميعا » (4/31). 6- صمود غزة: رمضان آخر يأتي و1.5 مليون شخص من أهل غزة تحت وطأة حصار خانق أثيم يتولى كبره من كان المعول عليه رفعه بحكم حقوق الجوار والدين والمصلحة القومية، يفعل ذلك استجابة لضغوط العدو الصهيوني وحلفائه الأميركيين والأوروبيين. وكما صمدت غزة المجاهدة صمودا أسطوريا في وجه أعتى قوة دمار في المنطقة حتى ردته على أعقابه مجللا بالعار، فقد صمدت في وجه الحصار الخانق شاهدة على أصالة وبطولة ونبل أهلها، مقيمة الحجة على كل متخاذل مسائلة يوم القيامة كل قادر على مد العون لها، لم يفعل وهي تنوب عن الأمة كلها في الوقوف في وجه الطغيان المتحفز للسيطرة على المنطقة كلها؟ ويجدر التنبيه في هذا الصدد أن واجب ولي الأمر في غزة في حفظ الأمن يقتضيه واجب الاقتصاد في الدماء إلا لضرورة قصوى لا تندفع بغير ذلك، والمرجح أنه كان يمكن دفع شر المجموعة السلفية المتنطعة بإعلانها الأهوج غزة إمارة إسلامية بأقل مما حصل، وهو ما يفرض تحقيقا مستقلا. 7- يأتي رمضان آخر وعراق العروبة والإسلام تهراق دماؤه أنهارا بأفظع ما يحصل في أي مكان في العالم بسبب عظمة الكنز العراقي الذي تصطرع عليه أطماع شتى داخلية وخارجية، بما يؤكد فشل الرهان على ديمقراطية تقدم على ظهور دبابات الاحتلال. وقريبا من ذلك يحدث في أفغانستان وفي الصومال وباكستان حيث تصطرع قوى « إسلامية » بدعم ولصالح قوى أجنبية، فهلاّ استفظع الصائمون القائمون تورطهم في دماء إخوانهم فخجلوا من صومهم إذ « رُب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ». 8- يحل ركب رمضان آخر وسجون المسلمين وبخاصة العرب منهم مزدحمة بعشرات الآلاف من المساجين السياسيين، معظمهم من دعاة الإسلام هم في الجملة ضحايا غياب الحرية والإعلام الحر والتسلط الدولي، إلى جانب ملايين من المهجّرين في أصقاع الأرض، فرارا من مسغبة أو بحثا عن ملجأ أو ابتغاء لمعرفة، بما يجعل هذه المنطقة الأكثر تخلفا واستبدادا بمقياس التنمية المعاصرة. أو لا يخجل الجلادون والنهابون والمزورون لإرادة شعوبهم من صومهم إن كانوا يصومون أو من أن تحل بهم لعنة انتهاكهم لحرمات هذا الشهر الفضيل؟ ألا يحذرون وعيد مبعوث العناية الإلهية إذ قال عليه السلام « من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه » (البخاري). ومثلهم سحرة الفراعين من الإعلاميين الذي جعلوا رزقهم الكذب والزور والتضليل.. فهلاّ رفع الضغط لكف أيدي أولئك، إن لم يحجزهم خوف من أن يرد صومهم على وجوههم؟ 9- يأتي رمضان ومراجل الغضب لدى جمهرة الأمة وبخاصة العرب تغلي بسبب الظلم الاقتصادي والتهميش السياسي وتكميم الأفواه وتزوير الإرادات، والتفريط في ما تبقى من استقلال والتصامم عن نداءات الإصلاح، بما أحدث انسدادا واحتقانا بدأت إرهاصات انفجاره في أكثر من قطر وبلد، لم تعدّ الأنظمة من علاج له غير تكثيف وسائل القمع والإمعان في الاستجابة للمطالب الأجنبية في التطبيع مع الكيان الصهيوني متحدية شعوبها، قد جرّها على ذلك الدعم الدولي وتشتت صفوف المعارضة، وكان متاحا الإفادة مما يبعثه هذا الشهر الفضيل في الأمة من روح جماعية لتوحيد صفها بما يحمل الحكام على النزول عند إرادة الشعوب أو الذهاب غير مأسوف عليهم. 10- كما يحل رمضان وكثير من وسائل الإعلام -ومعظمها مدعوم من أنظمة تنتمي للإسلام- ممعنة في السعي لتفريغ شرائع الإسلام وشعائره من محتوياتها ومنها شعيرة الصوم، فتعمد إلى مزاحمة قيام لياليه بعرض المسلسلات الهابطة، تهييجا للشهوات وتسليعا للمرأة وإغراء بمحاكاة مجتمعات الاستهلاك في شهر عنوانه الطاعة والإمساك لا الفجور والاستهلاك، فليتق الجميع ربهم فرب كلمة من غضب الله تهوي بصاحبها في النار سبعين خريفا كما أخبر عليه السلام. وحري بربات وأرباب البيوت الصائمين أن يمسكوا عن الإسراف في الاستهلاك توفيرا لقدر من الصدقات بل أداء للواجبات إزاء ذي قربى أو جار بالجنب، فضلا عن واجباتنا تجاه أبطال غزة وضحايا القمع الصيني لإخواننا الإيغور الذين يجب الضغط الاقتصادي والسياسي على المستبد الصيني لتمكينهم من حقوقهم. 11- ومع كل ذلك، الثابت أن الإسلام وأمته في مسار تاريخي صاعد، تشهد على ذلك المساجد وساحات الفداء وامتداد الدعوة في العالم وتغلغلها في كل مستويات مجتمعاتنا، وصناديق الاقتراع إذا توفرت وتعففت.. أمة تغالب في الآن ذاته عوامل الانحطاط داخلها من تجزئة واستبداد وعلمنة وغلو ونهب لأرزاق المستضعفين، وسياسات الهيمنة الدولية خارجها في ظل ميزان دولي مختل لصالح أعدائها خضعت له أمم كثيرة. إن أمة مأمورة أن لا تسجد إلاّ لبارئها، أمة تتمرس في مدرسة الصوم على مغالبة الجوع والعطش والإغراء لا يسعها إلا أن تقاوم فتصمد وتصبر وتوالي البذل والفداء، فتنزع انتصارا هنا وآخر هناك على أكثر من ساحة: ساحة الفكر والثقافة والدعوة أو ساحة المقاومة أو ساحة السياسة، متعاونة مع كل قوى المقاومة والتحرر بمختلف تياراتها داخل الأمة وخارجها. بينما مذاهب العلمنة الاستئصالية وأنظمة الطغيان المحلي والدولي تتعمق أزماتها، في وضع انكماش فكري وإفلاس روحي وإنساني، بما يجعل مسألة تحقق وعد الله سبحانه ورسوله للمستضعفين من نصر مبين وظهور لهذا الدين ومقاصده التحررية على الدين كله وعلى الظلم كله، مسألة وقت. ورمضان إذا أقبلنا عليه جادين بالله مستعينين، من أعظم الروافع، إذ يأتي محفزا ومحشّدا لقوى المقاومة، قوى الروح في توجّه خالص إلى الرحمن، مرتفعا بمستوى خلقها وبذلها وتماسك صفوفها: ساحة تتكثّف فيها روحانية المسلم فتسرع حركة الزمن صوب موعودات الرحمن « كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله لقوي عزيز » (58/20) فتعرّضوا عباد الله لنفحات الله في موسم العطاء, موسم الخير. هذا شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النيران.. نسأله تعالى أن يجعلنا من عتقاء رمضان من النيران ومن غضب الديان ومن شرور الطغيان.. شهر ينتهي بانفتاح بوابات السماء لمن فاز بالجائزة فصام إيمانا واحتسابا « وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان » (2/185). (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 22 أوت 2009)


       بسم الله الرحمان الرحيم        
 و الصلاة و السلام علي أفضل المرسلين 
 تونس في 19/08/2009
بقلم: محمد العروسي الهاني  مناضل، كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلامي   امتنان و شكر لرئيس الدولة و رئاسة الجمهورية
الرسالة 665  علي موقع تونس نيوز

رسالة مفتوحة للتاريخ الي سامي سيادة الرئيس زين العابدين بن علي  رئيس الدولة و التجمع الدستوري الديمقراطي


من أعماق الاعماق و من الوجدان و الإحساس و الشعور بواجب التحية و التقدير و الإكبار و الامتنان اتقد م إلي سيادة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الدولة و التجمع الدستوري الديمقراطي. باسمي ايات الشكر و الامتنان و الاكبار و الوقار و خالص ايات الوفاء و الاحترام و التقدير على اللفة الابوية الرئاسية الكريمة لابناء سلك وزارة الداخلية الادارة الجهوية بوزارة الداخلية « سلك الولاة و المعتمدين الاول و المعتمدون و سلك الكتاب العاميين بمراكز الولايات الذين حضيوا خلال هذا الشهر بعنايتكم الفائقة و رعايتكم الرئاسية و كريم عطفكم و نبل حسكم المرهف باوضاع ابناء السلك المادية و المعنوية و المهنية . فقد نزل قراركم بالترفيع في اجور ابناء السلك بردا و سلاما على قلوبنا و قد حصل لأول مرة منذ الاستقلال 1956 تاريخ بعث هذا السلك يوم 23/06/1956 الترفيع بهذا الشكل كما و كيفا و هذه الزيادة المعتبرة لم يشهدها السلك منذ الاستقلال الي يوم 31 جويلية 2009 . و جاء قراركم التاريخي خلال شهر اوت 2009 باقرار زيادة هامة و معتبرة سواء للمباشرين او المتقاعدين بنفس الحجم في اطار تجسيم العدل و هذه لفتة كريمة ابوية رائعة تدل على تقدير سيادتكم لدور هذا السلك و نشاطه و تضحياته بدون هوادة و بصفة متواصلة ليلا نهار في سبيل تجسيم خياراتكم لدعم اركان النظام الجمهوري   و تجسيما لارادتكم و تعليماتكم و اختيياراتكم الصائبة . و تكريسا لانجاز برنامجكم الرئاسي و تنفيذا لتعليماتكم للنهوض بكل الشرائح الاجتماعية في بلادنا و تعميقا لحسكم المرهف بشعبكم و حرصكم على دعم الطاقة الشرائية و رفع مستوي الشعب في شتي المجالات . و قد كان ابناء السلك العتيد في مستوي ارادتكم و طموحاتكم متجاوبا و متناغما مع سيادتكم و منسجما و متناغما و متفاعلا مع اهدافكم النبيلة و برنامجكم الانتخابي الرائد . و تقديرا من سيادتكم و عدلكم الرائع آذنتم بالترفيع في اجور ابناء السلك سيادة الرئيس ان قراركم الرائع يضمن الكرامة و يرفع المعنويات و يعمق الشعور بالواجب الوطني و يزيد في عزيمة و حماس ابناء السلك فشكرا لكم يا سيادة الرئيس على هذه اللفتة الكريمة التي  لن تمحي من ذاكرتنا و عقولنا ابد الدهر و سنرويها لاجيالنا و انجالنا و احفادنا و العائلة الموسعة اعني التجمع الدستوري الديمقراطي حزبنا العتيد  و نحن نقدر حق التقدير لفتتكم الكريمة و سنضاعف الجهود و نواصل النضال من اجل تجسيم اختياراتكم الكبرى لمزيد تقدم تونس و ازدهارها في ظل قيادتكم الرشيدة و سيكون عرسنا الكبير و مهرجاننا الشعبي الديمقراطي يوم 25 اكتوبر 2009 لنقول لسيادتكم « نعم انتم الاجدر و الاقدر لقيادة البلاد الي الامام  » سيادة الرئيس ان قراركم التاريخي جاء بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم جعله الله مباركا عليكم و على اسرتكم الكريمة و على الشعب التونسي . و قد ادخلتم الفرحة و السرور على قلوبنا بمناسبة هذا الشهر المبارك وهي هدية و بشرى لابنائكم المباشرين في السلك من ولاة و معتمدين و يصادف أول يوم في شهر رمضان الكريم ليتمتعوا بهذه الزيادة المعتبرة و تكون الفرحة مضاعفة. و أبنائكم المتقاعدون سيتمتعون إنشاء الله بالزيادة مع حلول عيد الفطر المبارك و قد أصبح العيد عيدين عيد الفرحة بتتويج الصيام و عيد رفع المعنويات المادية و الأدبية لتحسين وضع حوالي 98% من ابناء السلك هم في حاجة الي هذه الزيادة المحترمة سيادة الرئيس لا احد في تونس يقدر مجهودات السلك و يثمن اعمالهم و تضحياتهم الجسام الا سيادتكم صاحب القرار و المبادرة. و هذا السلك هو في الحقيقة اقرب الناس التصاقا بالمواطنين و بكل الشرائح الاجتماعية ينصتون إليهم صباحا مساء و يتفانون في خدمتهم ليلا نهارا. اقتداء بسيادتكم و سياستكم الحكيمة باعتباركم المثل الاسمى و القدوة الحسنة لهم و هم بحق يمثلونكم احسن تمثيل في الجهات و الولايات و مواقع مسؤولياتهم وهم في الصفوف الامامية جنود للوطن و ان رسالتهم النبيلة قد تعرضت إليها في مقالاتي و كتابي بعنوان « الوفاء » و خصصت 4 مقالات بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس السلك يوم 23/06/1956 و قدمت عديد الملاحظات و المقترحات في 4 مناسبات من 2006 الي 2009 في كل ذكرى سنوية لعيد السلك العتيد هذا و إن سلكنا العتيد ضحى و لازال من أجل تونس و قد ذكرت بعض المواقف و البصمات و المآثر و التضحيات و أقترحت دعم المعنويات المادية. و لكن قراراتكم يا سيادة الرئيس فاقت كل التوقعات و المقترحات و التصورات و حقا كنتم و لازلتم النبراس و المنارة المضيئة التي تضيئ على تونس و لا غرابة فانتم الابن البار لتونس كان سعيكم و هدفكم دوما خدمة تونس في أحسن و أبهي صورة و في اسمي رسالة تاريخية و اعظم و أدق و أنبل مسؤولية امام الله و التاريخ                                  سيادة الرئيس إنما جاء في مقالاتي بمناسبة الذكرى الخمسين لتونسة الإدارة الجهوية قد تجسم من الناحية المادية أحسن تجسيم و أكثر من التوقعات. و قد إقترحت بعث ودادية لسلك المعتمين على غرار ودادية السادة الولاة لدعم المعنويات و المساهمة في دعم المجتمع المدني و إن بعث الودادية يعتر رافد من روافد المجتمع المدني كما أشرت في مقالاتي إلى مزيد العناية بتوسيم عدد من الولاة و المعتمدين المتقاعدين بمناسبة عيدي الإستقلال و الجمهورية تكريسا و تكريما و تقديرا لدورهم و مساهمتهم في دعم أركان الدولة و النظام الجمهوري و أقترحت العناية بتشغيل أبنائهم أصحاب الشهائد العليا في نطاق العدل و المساواة و تكريم كل من ضحى في سبيل الوطن و أكدت على ضرورة تشريك أبناء السلك في كل منابر الحوار و اللجان و فعلا قد تجسم هطا المقترح بإذن من سيادكم في المدة الأخيرة و تم إلحاق بعض الولاة و المعتمدين القدامى في اللجان الوطنية و الجهوية و قد نوهت بهذه البادرة الكريمة و أخيرا أتمنى مزيد تكريس مبدأ تكريم و تتويج عناصر من أبنا السلك ولاة و معتمدين في كل المجالس النيابية و الإستشارية و مجلس كبار المناضلين للإستفادة من خبرتهم و تجربتهم الثرية و هم دوما جنودا للوطن يذودون عنه بكل حماس و إيمان و روح نضالية و هم من خيرة أبناء الحزب الذين ولدو و ترعرعو في صلبه منذ الحركة الوطنية و تغذو بالروح الوطنية و عاشوا لغيرهم. و لنا أمثلة عديدة حية تؤكد صدق وطنيتهم و نضالهم و نظافتهم و هم يعترفون لسيلدتكم بالجميل على ما قدمتموه لهم من دعم و مساندة و كل نظام له رجالاته و أنصاره و مناضليه و حزبنا يزخر بهؤلاء الرجال الخلّص. فشكرا لكم يا سيادة الرئيس على أدائكم لأمانة التغيير للوصول بتونس الى شاطئ السلامة في امن و امان و سلم و سلام و كرامة و ازدهار و حرية و مزيد رد الاعتبار لكل من ضحي من اجل الاستقلال ختاما ، تقبلوا فائق التقدير و الاحترام و اسال الله ان يوفقكم و يرعاكم لوطننا العزيز حاميا حمى الوطن و الدين رافعا راية البلاد الى العلى   و الله و لي التوفيق قال الله تعالى  » و قل اعملوا فسيري الله اعمالكم و رسوله و المؤمنون  » صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري معتمد متقاعد نهج الوفاء عدد 3 حمام الشط الهاتف 22022354


شاحنة ضمت اغذية ومفروشات واجهزة كهربائية الأمن المصري يحبط ‘تهريبة’ بضائع رمضان لقطاع غزة

22/08/2009  


رام الله ـ ‘القدس العربي’ من وليد عوض: اكدت مصادر فلسطينية الجمعة بأن قوات الامن المصرية احبطت تهريب كمية كبيرة كانت معدة للتهريب الى قطاع غزة من ضمنها بضائع مطلوبة في شهر رمضان. وحسب المصادر فان قوات الامن المصرية احبطت ‘تهريبة شهر رمضان’ حيث داهمت مخزنا على بعد 200 متر من حدود قطاع غزة وصادرت كميات كبيرة من البضائع التي كانت في طريقها للقطاع الذي يعيش تحت الحصار منذ سنوات. ونقلت المصادر الفلسطينية عن مسؤول مصري بمحافظة شمال سيناء قوله ان السلطات المصرية صادرت مساء الليلة قبل الماضية بضائع تقدر بـ5 ملايين جنية على الأقل قبل وصولها لقطاع غزة، مؤكدا ‘أن المبلغ قابل للزيادة بعد انتهاء الحصر في مخزن على بعد عشرات الامتار من الحدود المصرية مع القطاع، تمت مداهمته برفح وتم نقل المضبوطات إلى مخازن خاصة بشمال سيناء’. وقال مصدر بمديرية التموين المصرية التي قامت بحصر الكميات ‘انه تم ضبط بضائع حملت في أكثر من 30 شاحنة تضم جميع الأجهزة الكهربائية غسالات وثلاجات وبوتاجازات ومراوح وأجهزة كمبيوتر وأجهزة تكييف ودراجات نارية ومكانس كهربائية وغيرها وبضائع أخرى كالمفروشات بالإضافة إلى مواد غذائية لشهر رمضان كان من المفترض إدخالها لقطاع غزة وجاري نقل بقية المضبوطات’. وقالت السلطات المصرية إنها احبطت اكبر عملية تهريب لكميات كبيرة من البضائع عبر الأنفاق من مصر الى قطاع غزة بعد عثورها على مخزن لتخزين البضائع على حدود غزة بالجانب المصري. وقالت السلطات المصرية ‘انه وردت إلينا معلومات بوجود مخزن سري قريب من خط الحدود بحوالي 200 متر وتوجد بداخله كميات كبيرة من البضائع لتهريبها الى قطاع غزة عبر الانفاق مقابل مبالغ مالية طائلة’. وأضافت السلطات المصرية انه تقرر تشكيل حملة أمنية كبيرة ضمت جميع الأجهزة الأمنية وبقيادة نائب مدير امن شمال سيناء ورئيس مباحث التموين ورئيس مباحث المحافظة وقوات من الأمن المركزي، وتمت مداهمة المخزن السري وضبطت بداخله كميات لا حصر لها من البضائع المتنوعة، ويعد هذا الحادث الأول من نوعه تضبط فيه كميات بضائع تقدر بالملايين قبل تهريبها الى قطاع غزة بمناسبة شهر رمضان’. وتابع الامن المصري كما ضمت البضائع كميات كبيرة من الاخشاب والزجاج والتكييفات والطابعات والفاكسات والثلاجات والاسمدة والبلاستيك الخام والطرود الحديدية واطارات الكاوتشوك وكميات كبيرة من جميع انواع الحلويات وجميع لوازم شهر رمضان المبارك وكميات كبيرة من النسكافية والسجاد وكثير من البضائع يصعب حصرها. وأكدت المصادر الفلسطينية أن قبضة الأجهزة الأمنية المصرية على الأنفاق زادت بشكل ملحوظ خلال الأسبوع الأخير الذي يسبق شهر رمضان من ناحية والذي تزامن مع زيارة الرئيس مبارك لأمريكا من ناحية أخرى. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  22 أوت 2009)

لك الله يا غزة !!

د. راغب السرجاني قد جاءنا -والحمد لله- هذا الشهر الكريم العظيم الذي تُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُصفَّد فيه الشياطين، ويعتق ربُّنا سبحانه وتعالى رقابنا من النار، فأسأل الله عز وجل أن يجعله شهرًا مباركًا على الأمة الإسلامية جميعًا، يوحِّد فيه شملها، ويجمع فيه شتاتها، ويرفع فيه راياتها، ويُعلي فيه قدرها، وينصرها فيه على عدوها.. إنه ولي ذلك، والقادر عليه. ويتوقع الكثيرون أننا في بداية هذا الشهر الكريم سنتحدث مع القراء في كيفية المحافظة على القيام والصيام وقراءة القرآن.. وهذه الأمور هي -والله- من أجلِّ الأعمال، وأعظم القربات، لكننا كما ذكرت في مقالي السابق « رمضان الأخير » لا يجب أن ننعزل عن أحداث الأمة الجسام مهما كانت ظروفنا وأحوالنا، فليس هناك معنى للانقطاع عن متابعة هموم الأمة في شهر رمضان؛ فالتاريخ لا يتوقف، وأعداء الأمة لا يتوقفون عن الكيد والتدبير، والمجاهدون لايتوقفون عن جهادهم وحركتهم. ومن هنا فإنني وجدتُ أن الحديث عن موضوع غزة الأخير، وهو الصدام بين حماس وجماعة جند الله، لهو من الموضوعات المهمَّة التي لا ينبغي أن تفوت دون التعليق عليها، وشرح أبعادها، ليس لذات الحدث فقط، فإنه قد يكون حدثًا عابرًا، ولكن في الأساس لأنه يوضِّح لنا الفرق بين المناهج الفكرية المختلفة التي تنتشر في أمتنا، ومنها الصالح ومنها الطالح، وطالما قلت: إن أكبر الكوارث وأعظمها أن يختلَّ الفكر، وتضيع الرؤية، فعندها قد يُقاتِل المسلم من أجل أمرٍ هو في الحقيقة معصية، وقد يضحِّي بنفسه من أجل عمل لا ينبغي أصلاً أن يعمله.. وصدق الله عز وجل إذ يقول: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 103، 104]. غزة الصامدة الأبية وأجدني من قلبي ومن كل جوارحي أقول: لكِ الله يا غزة.. تلك المدينة المسلمة الصامدة الأبِيَّة.. وكأنه لم يكن كافيًا أن يحدث الصدام المروِّع مع اليهود بكل طغيانهم وجبروتهم، ولم يكن كافيًا أن تُجابه حماس قوى العالم التي وصمتها بالإرهاب، ولم يكن كافيًا أن تتزعم أمريكا والأوربيون حملة مقاطعة الصامدين في غزة، ولم يكن كافيًا أن تتخلى الدول العربية المجاورة وغير المجاورة عن نصرة المسلمين المحصورين في غزة، ولم يكن كافيًا الطعن من الظهر الذي تقوم به السلطة القديمة المتعاونة صراحةً مع اليهود.. لم يكن كل ذلك كافيًا حتى وجدنا رجلاً « يخرج » على الشرعية القانونية في هذا البلد الذي يموج بالاضطرابات؛ ليعلن قيام إمارة إسلامية جديدة تعتمد على بضع عشرات فقط من الرجال، ومتحديًا للكيان الإسلامي المجاهِد حماس، وموجِّهًا سلاحه إلى الإخوة الأشقاء، وداعيًا إلى شق الصف وزعزعة الاستقرار. ولله في خلقه شئون!! ثبات حماس لقد مرت حماس بظروف صعبة للغاية طوال السنوات الأخيرة، وتعرضت لأزمات عديدة كانت الواحدة منها كفيلة بتقويض أركان الكيان بكامله، لولا أن الله عز وجل حفظهم وثبتهم، وليس هذا إلا للصدق الذي في قلوبهم، والحميَّة التي في صدورهم، والتوقير الذي في كل أعضائهم للكتاب والسُّنَّة، والاتّباع الحثيث لمنهج الحبيب (ص) ولقد كتبت قبل ذلك بعدة شهور مقالاً بعنوان « حماس.. وما أدراك ما حماس » عبَّرت فيه عن إعجابي -بل انبهاري- الشديد بهذه الجماعة المؤمنة التي رفعت رأس المسلمين جميعًا، وكانت نقطة مضيئة مشرقة في عالم مليء بالظلام. وفي ظل هذه الظروف الصعبة إذا بنا نُفاجَأ بظهور عدة تنظيمات مسلَّحة، تدعو إلى « الخروج » على الحكومة التي أجمع علماء الأمة على مصداقيتها وجهادها وتضحيتها وحسن تاريخها وواقعها، وكان آخر هذه التنظيمات ظهورًا هو تنظيم « جند الله »، الذي ينتمي -كما يقول أصحابه- إلى السلفية الجهادية، ولا أدري أي سلفٍ يتبعون؟! ولا أي جهاد يقصدون؟! وهل كان من منهج السلف أن يدخلوا في صراعات جانبية مع إخوانهم المسلمين المجاهدين؟ أم هل كان الجهاد وسيلة لشق الصف المسلم؟! الخوارج وانحرافهم الفكري إننا رأينا أمثال هذا النوع من التنظيمات في مواطن كثيرة من التاريخ الإسلامي، ولعل أبرزها أولئك الذين خرجوا على رابع الخلفاء الراشدين الإمام الجليل، والعالم التقي، علي بن أبي طالب رضي الله عنه . وهم الذين تنبأ رسول الله (ص) بخروجهم، وأُطلق عليهم في التاريخ لقب « الخوارج »، ولم يمثِّلوا مرحلة تاريخية فقط، بل ظلوا يمثلون انحرافًا فكريًّا رأيناه في أكثر من بقعة من بقاع العالم الإسلامي، وفي أكثر من مرحلة من مراحل مسيرة الأمة. وقد حاربهم الإمام الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد أن دعاهم بالحسنى إلى العودة إلى الصف المسلم، فأبوا وتعنتوا، فكانت المعارك التي بشَّر رسول الله (ص) بأن المقاتلين فيها من الصف المسلم سينالون أجرًا عظيمًا من الله عز وجل، وهذا الذي دفع علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يقود المسلمين في هذه اللقاءات. صفات الخوارج وقد وقفت مع هذه الفرقة التي خرجت على الخليفة المجاهد علي بن أبي طالب، وحلَّلت صفاتها، ونظرت في جذورها وواقعها وطرق تفكيرها وتعاملها مع الأحداث، وخرجت بعِدَّة صفات لها، تجعلنا نتعرف على أشباهها في حياتنا، ومن ثَمَّ نستطيع أن نُسقِط أحكامها على أمثالهم في واقعنا.. فكانت صفاتهم على النحو التالي: الصفة الأولى: الجهل بالدين.. فعلى الرغم من كونهم يَظهرون للعوام بشكل الملتزمين، بل الدعاة والخطباء، إلا أنهم لا يعرفون من أحكام الدين إلا قليلاً، وبالتالي فهم يأخذون قرارات مبنيَّة على جهلٍ، وقلما تأتي هذه القرارات بخير. الصفة الثانية: سهولة التكفير.. وليس أبلغ من ظهور هذه الصفة فيهم من أنهم كفَّروا عليًّا رضي الله عنه ومعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- وعمرو بن العاص رضي الله عنه، وسحبوا بذلك هذا الحكم على كل أتباعهم وجيوشهم من الصحابة والتابعين. وهكذا فقد كفَّروا المجتمع بكامله، وتبعًا لهذا التكفير فقد انسلخوا كُلِّيَّة من مجتمعاتهم، وصاروا جسدًا منبوذًا مرفوضًا من الجميع، كما جرَّهم هذا إلى تطبيق أحكام الكفار على المجتمع المسلم، وفي هذا ما فيه من الخطورة والفساد. الصفة الثالثة: التساهل في الدماء.. وهذه تابعة لما قبلها.. فما أسهل أن يقيموا الأحكام بالقتل وإزهاق الأرواح، وقد لا يكلفون أنفسهم بجمع الأدلة، ولا إقامة الحجة، ولا التماس الأعذار، ولا سماع آراء المتهمين! إن الأمر عندهم لا يعدو أن يكون طعنة خنجر، أو طلقة رصاص، وكأنها تُطلَق على ما لا روح فيه. الصفة الرابعة: الغلظة الشديدة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. فهم لا ينظرون إلى الآيات الكريمة {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159]؛ فمع كون الرسول (ص) مؤيَّدًا بالوحي، ومدعومًا بأقوى الحجج وأعظم البراهين، إلا أنه ما كان له أن يحتفظ بالناس من حوله إلا بلين الجانب ورقة العاطفة. أما هؤلاء فيتعاملون مع الناس بغلظة شديدة، وبعنف ظاهر، وبترفُّع وتكبر بارزين، وهذا يجعل مكانتهم في قلوب الناس واهية، وهذه الغلظة من أبرز صفاتهم مع أقرب الأقربين منهم. الصفة الخامسة: عدم احترام العلماء.. فهم يتطاولون على جهابذة العلماء، وعلى أكابر الفقهاء، وقد ترى الرجل منهم -وقد لا يصل إلى درجة طالب علم- يتهكم على عالم جليل قضى أربعين سنة أو خمسين سنة في البحث والتنقيب، والتعليم والتدريس، والدعوة والجهاد.. وما أسهل أن تراهم يقولون: هم رجال ونحن رجال! فهم لا يعتبرون بدرجة علمية، ولا تاريخ مُشرِّف، وكما قال رسولنا (ص) : « لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا ». الصفة السادسة: من أصحاب مدرسة الرأي الواحد.. فهم لا يؤمنون بتعدد الآراء في المسألة الواحدة، وأن الكثير من القضايا الحسَّاسة والمهمة قد شهدت اختلافًا بين عمالقة الفقه الإسلامي، وأنه لا يمنع أن يكون رأيك صوابًا، وأن يكون الرأي المخالف صوابًا كذلك. ولا يدركون أن بعض الأحكام تناسب زمنًا ولا تناسب زمنًا آخر، أو تناسب بلدًا ولا تناسب بلدًا آخر، أو تناسب ظرفًا ولا تناسب ظرفًا آخر، وبالتالي فما أسهل أن يتهموا غيرهم بالتفريط وتضييع الدين؛ لأنهم لم يسيروا على مدرستهم الفقهيَّة التي من الممكن أن تكون فاسدة من الأساس! الصفة السابعة: التسرع في كل الأمور.. فهم لا يدركون ما يسمى « بفقه المرحلة »، ومن ثَم يريدون كل شيء في لحظة واحدة، وكأنهم لم يطالعوا السيرة النبوية، ولم يدركوا بقاء الرسول (ص) في مكة ثلاثة عشر عامًا دون قتال، ولم يلحظوا قتاله للمشركين أولاً، وتأجيل ملفات الروم وفارس إلى أوقات أخرى تناسب الدولة الإسلامية.. ولم يشاهدوه وهو يَقْبَل بأمورٍ في بعض المعاهدات، ولا يقبل بها في مرحلة أخرى من مراحل بناء الدولة. وهذا التسرع الذي يقع فيه هؤلاء، لا يضرهم فقط، بل يضر الجماعة المسلمة بكاملها، والأمة الإسلامية بشتى طوائفها، وقد يؤدِّي تسرعهم إلى إعاقة أعمال إسلامية لعلها تَبْعُد عن بلادهم آلاف الأميال. الصفة الثامنة: السطحية وعدم القدرة على التحليل.. فالأحداث التي تحدث حولهم قد تكون معقدة جدًّا، وتحتاج إلى فقهاء أذكياء مهرة يستطيعون قراءة الأحداث بدقة، ويتمكنون من القراءة بين السطور، ويعرفون أهداف المعسكرات المعادية الكثيرة من حولهم، ويميِّزون بين العدو والصديق.. وهذا كله لا يتوفر عندهم، بل هم كما وصفهم رسول الله (ص) : « سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ » -أي ضعاف العقول- لا يملكون القدرة على استنباط الأحكام السليمة في المواقف العادية، فضلاً عن المعقَّدة والشائكة؛ ولذلك ترى الرؤية غائبة عندهم، والأهداف غير واضحة، وقد يرى عوام الناس وبسطاؤهم ما لا يقدرون هم على رؤيته. الصفة التاسعة: ضيق الأفق جدًّا والنظرة المحدودة.. فهم ينظرون إلى الدين من ثقب الباب، فلا يرون إلا جزئية واحدة، ولا يمكن أن يحيطوا بالصورة الشاملة، فتراهم يركِّزون على جانب ويُهملون جوانب، ويهتمون بأمر ويتغافلون عن أمور. كما أنهم لا يعرفون شيئًا عن « فقه الموازنات »، ولا يستطيعون الترجيح بين الأولويات، ومن ثَم فقد ينطلقون بحماسة لفعل أمر مندوب، وهم تاركون لأمر واجب، أو يحاربون شيئًا مكروهًا ولا يلتفتون إلى الحرام! وهذا بسبب أنهم أغلقوا حياتهم على قضية واحدة، فما عادوا يرون من الدين شيئًا غيرها. الصفة العاشرة: مخترقون أمنيًّا بشكل كبير.. فلكونهم لا يهتمون بالتربية، ويتعجلون الثمرة، فهم يقبلون الأتباع دون دراسة، ويرفعون من قدر المتحمِّسين دون تروٍّ، وهذا يجعل اختراقهم من قِبل الجهات المعادية أمرًا سهلاً ميسورًا. وما أكثر العملاء الذين يندرجون تحت صفوفهم، ويقومون بالإدلاء بالآراء الفاسدة، ويثيرون الفتن والقلاقل، ويدفعون إلى المصائب والكوارث! كما أنهم يصبحون عينًا على المسلمين، يكشفون خباياهم، ويبرزون عوراتهم، وينقلون أخبارهم، وهذا أمر قد يقوِّض أركان المجتمع المسلم كله، ويهدِّد أمن وسلامة المسلمين. كانت هذه هي صفتهم العاشرة، فتلك عشر كاملة!! كيف نتعامل معهم؟ وأخيرًا فما الحكم إذا ما ظهر أمثال هؤلاء، « وخرجوا » على حكومة مسلمة رشيدة تبغي الخير للمسلمين، ليس في فلسطين فقط، ولكن في العالم الإسلامي كله؟! إن الحكم هو أن ندعوهم بالتي هي أحسن إلى العودة إلى الصف المسلم، وعدم شق عصا الطاعة، والانضمام تحت لواء المسلمين، وضم الجهود إلى الجهود في كيان واحد متَّحِد. فإن أبوا ذلك فليس هناك من حلٍّ إلا السلاح.. به يُردِع الله عز وجل الفتنَ عن المجتمع المسلم، ويقي المجموع من شرور القلة، ويحفظ الأمة من شرور أعدائها. ومع كل ذلك فنحن لا نكفِّرهم ونُخرِجهم من الملة، بل نقول: إخواننا بغوا علينا، فإن عادوا إلى الصف استقبلناهم بالأحضان، وسعدنا بهم سعادتنا بأبنائنا، وفرحنا بهم فرحنا بأحب الناس إلينا. والحق أن هذا ما فعلته حماس المباركة، فقد ظهرت مشكلة هذه التنظيمات منذ فترة، وسلكت حماس الطريق الشرعي، والمحاورة والمناظرة، وتقديم الحسنى والكلمة الطيبة، ولكنهم أبوا إلا القتال، وإعلان إمارة إسلامية من ثلاثين شخصًا، فلم يكن هناك بدٌّ من حفظ الصالح العام بقتال الخارجين على الحكومة المسلمة الموفَّقة. وإني في هذه الأيام المباركة أناشد أهلنا في غزة، وفي فلسطين بكاملها، أن يوحِّدوا صفهم، وأن يجمعوا كلمتهم، وأن يعرفوا عدوَّهم، وأن يقفوا أمامه وقفة صلبة كما عودونا دائمًا. كما أناشد علماء المسلمين ودعاتهم أن يوضِّحوا الرؤية للناس حتى لا ينخدعوا بدعوة جهاد فاسدة، أو ينبهروا بقومٍ يريدون بهم شرًّا وهم لا يعلمون. وأخيرًا أدعو الأمة الإسلامية بكاملها أن ترفع أكفَّ الضراعة إلى الله عز وجل أن يحفظ دين المسلمين ودماءهم وأعراضهم، وأن يحرِّر فلسطين، وكل بقاع الأمة الإسلامية. وأسأل الله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين. (المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام بتاريخ 21 أوت 2009)  

في ظل المشهد السياسي العام.. حماس والخيارات الصعبة!!

 
عماد عفانة فلسطين أرضٌ حركات المقاومة فيها بلا خيارات حقيقية شيء غير معقول، ولا يمكن لعقل أن يتقبله بسهولة، نحن لا نتحدث هنا عن رؤية الفصائل وحركات المقاومة للمشهد السياسي والمشهد العسكري والاحتمالات لكل الخيارات، فجميع ذلك هو رؤيتنا لمخططات الآخرين وسيناريوهاتهم وخياراتهم تجاهنا،ولكن ما اقصده هنا هو نحن كأصحاب ارض وأصحاب حق وأصحاب مشروع، نحن كأصحاب رسالة تدعمنا كل مكونات الطبيعة البشرية الإنسانية والقانونية والدينية ، ما خياراتنا وما رؤيتنا لمستقبلنا..!! هل هناك رؤية، هل هناك إستراتيجية واضحة المعالم والخطوات والمراحل قابلة للتحقيق والتطبيق على المستوى القريب والبعيد…!! أم أننا فقط نعتمد على ردات الفعل، وكل فعل من هؤلاء يأخذ مداه ووقته كاملا من أوقاتنا ومعاناتنا ومن قضيتنا ونسير أمورنا يوما بيوم بينما الآخرون يعملون وفق خطط واضحة ومدروسة، وحتى كلامهم السياسي ومبادراتهم للتخدير وحرق الوقت هو ضمن هذا المخطط العملي المبيت، وكل واحد منهم يلعب دوره المرسوم له بدقة وعناية. إذا كانت المقاومة ترى بخصوص: الحرب والسلام: في ظل بقاء واشنطن محجا للزعماء العرب الذين ينتظرون مبادرة أوباما للسلام لإنجاز تسوية شاملة للصراع العربي الصهيوني، والتي كان آخرها زيارة الرئيس المصري حسني مبارك الحالية، وإلحاحه على ضرورة انجاز تسوية شاملة وان المنطقة لم تعتد تحتمل التأجيل أو التمديد.!! وفي ظل زيادة حدة التشدد الصهيوني في وجه هذه المبادرة المحتملة والعلاقات التي يبدوا في ظاهرها التوتر مع امريكا، وإصرار نتن ياهو على تصعيد حدة الاستيطان وحدة تهويد المقدسات ما يزيد في حدة الغليان الشعبي والرسمي العربي والإسلامي. وفي ظل استغلال اللوبي الصهيوني لنفوذه الواسع للتحريض على أوباما وخططه للسلام من خلال تحريضه على إدارته للملف الصحي الأمريكي الداخلي. وفي ظل غلبة عقلية الهيمنة والاستعلاء العسكري الصهيوني في المنطقة، وإبادة خصومها بدءا بحماس وحزب الله وليس انتهاء ربما بإيران وتصاعد المؤشرات التي تشي بقرب ضربها وفي ظل ما افرزه مؤتمر فتح السادس لتيار مؤيد بالكلية لتسوية بمواصفات غير مسبوقة اقرب إلى الإنهاء للقضية الفلسطينية وعدم تمسكه بحق العودة وعدم تأكيده على المقاومة المسلحة، وإصراره على التصعيد مع حماس لإبعاد أي شبح للمصالحة بينهما يمكن أن يعرقل هكذا تسوية فإن احتمال شن حرب على غزة مرة أخرى وارد إلا انه ليس بنسبة كبيرة خصوصا في ظل نتائج الحرب الأخيرة على غزة, وفي ظل احتمال وقوع المواجهة مع إيران وحزب الله في سلم الأولويات لدى المحتل، فيما ستواصل المقاومة العمل والاستعدادات على الأرض وكأنالحرب ستندلع غدا من باب انه لا أمان للعدو. والسؤال الذي يطرح نفسه بجدية هنا هو إلى متى ستبقى المقاومة تلتزم مقاعد المنتظر لما يقوم به الأعداء لترد عليه، وفي هذه الأثناء تقوم بوصل الليل بالنهار لتحصين نفسها ومواقعها بالتدرع بالأرض في انتظار هذا الاعتداء أو ذلك الهجوم أو تلك العملية العدوانية..!! وهل ولى زمن المبادرات وزمن صناعة الأحداث وجر الآخرين نحو المربع الذي تريده المقاومة..!! وهل اكتفت المقاومة بما حازته من مواقع واقتصرت إستراتيجيتها على حماية هذه المواقع دون التقدم نحو مواقع العدو ليس لكسب مواقع جديدة فحسب وإنما لحماية مواقعها على الأقل…!! وكيف تستعد جبهة المقاومة- كافة فصائل المقاومة وقوى الممانعة- لمواجهة مبادرة أوباما التي ستكون مدعومة من فريق عربي وفلسطيني لإنهاء القضية الفلسطينية..!! (المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام بتاريخ 21 أوت 2009)  

 


العراق.. تسارع الانهيار

عبد الباري عطوان التفجيرات التي تستهدف اهدافا مدنية او عسكرية ليست جديدة على العراق، فمنذ الاحتلال الامريكي قبل ست سنوات شهدت البلاد انواعا شتى منها، ولكن سلسلة التفجيرات التي وقعت بالامس واستهدفت وزارات حكومية حساسة واهدافا داخل المنطقة الخضراء، واوقعت اكثر من مئة قتيل وخمسمئة جريح، تشكل علامة فارقة، وتؤسس لمرحلة جديدة ربما تكون اكثر دموية. انه اختراق امني كبير يطرح العديد من علامات الاستفهام حول قدرات قوات الامن العراقية في اداء واجباتها في حفظ الامن، رغم الاموال الضخمة التي انفقت، من قبل الامريكيين والحكومة في آن على تدريبها وتسليحها، فالاماكن المستهدفة لهذه التفجيرات تعتبر الاكثر تحصينا وحراسة في البلاد باسرها. الرئيس العراقي جلال الطالباني اتهم ‘الصداميين’ وتنظيم ‘القاعدة’ بالمسؤولية عن هذه التفجيرات، وربما يكون هناك دور لهؤلاء في هذه التفجيرات او غيرها، ولكن من المؤكد ان حجمها وتنظيمها، وتزامنها كلها مؤشرات توحي بان هناك جهات قد تكون من المتحالفة مع النظام هي الاكثر ترجيحا في هذا الصدد. فالسيد نوري المالكي رئيس الوزراء اصيب بحالة من الثقة الزائدة بالنفس بعد فوز انصاره بالاغلبية في بعض المناطق جنوب العراق في الانتخابات البلدية الاخيرة، لدرجة ادارة الظهر لحلفائه في الائتلاف الشيعي الذي اوصله الى رئاسة الوزراء، والتفكير بتشكيل تحالف جديد يكون نواته حزب ‘الدعوة’ الذي يتزعمه حاليا لخوض الانتخابات التشريعية في كانون الثاني (يناير) المقبل. ومن غير المستبعد ان يكون هذا الطلاق السياسي مع حلفاء الامس قد تحول الى صراع دموي جاءت التفجيرات الاخيرة احد عناوينه الابرز، لان قوات الامن العراقية تتكون في غالبيتها من عناصر كانت مجندة في الميليشيات الطائفية التابعة للائتلاف الحاكم في بغداد. فأن تصل شاحنة مفخخة الى مقر وزارة الخارجية الواقعة على حافة المنطقة الخضراء، وان تستهدف تفجيرات اخرى وزارات الصحة والتعليم والمحافظة، وفندق الرشيد الذي ينزل فيه كبار الزوار الاجانب، فهذا قد يعني ليس فقط انهيار قوات الامن، وانما تواطؤ بعض عناصرها مع بعض الجهات التي تقف خلف هذه التفجيرات. ‘ ‘ ‘ الانجاز الابرز الذي حققته حكومة المالكي منذ وصولها الى السلطة يتمثل في تحقيق بعض التقدم ‘المؤقت’ على صعيد ضبط الامن، خاصة في العاصمة بغداد، ولعبت القوات الامريكية والخطط الامنية المتبعة، دورا كبيرا في هذا المضمار، ولكن الان، وبعد انسحاب القوات الامريكية الى خارج المدن، وايكال المهام الامنية الى القوات العراقية، تبخر هذا الانجاز بسرعة قياسية. اعداء السيد المالكي كثر، ولكنهم تزايدوا عددا وخطورة في الفترة الاخيرة، حيث بدأوا يوجهون اليه الضربات في الخاصرة الامنية الموجعة لهز صورته، واظهار ضعفه، وايصال رسالة هامة اليه بانه لا يستطيع ان يحكم وحده، وبدون غطاء سياسي موسع عموده الفقري حلفاء الامس. فمن المفارقة ان الخلافات بين أهل الحكم وصلت الى مستويات متدنية غير مسبوقة، حيث لم تقتصر فقط على تبادل الاتهامات والشتائم، خاصة بين السيد المالكي وخصمه ومنافسه السيد عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية، وانما امتدت الى السطو المسلح على المصارف الرسمية في البلاد. وكان لافتا اعتقال بعض افراد حراسة السيد عبد المهدي بتهمة السطو على مصرف في وضح النهار بطريقة تذكرنا بالافلام البوليسية الامريكية وجرائم عصابات ‘المافيا’. فاذا كان اهل الحكم يسطون على البنوك، بعد ان نهبوا المال العام، وسرقوا عشرات المليارات من عوائد النفط، فماذا تبقى للعراقيين البسطاء الذين يعانون من الفقر والجوع وانعدام الأمان. وهم الذين وُعدوا بأن ‘العراق الجديد’ سيصبح نموذجاً في الأمان والشفافية والرخاء الاقتصادي والعدالة الاجتماعية. قوة السيد المالكي تتمثل في ضعفه، وانعدام البدائل، وفشل المشروع الامريكي في العراق، الأمر الذي دفع حلفاءه في واشنطن ولندن للابقاء عليه، والتعامل مع نهجه كأمر واقع على أمل ان تأتي الانتخابات المقبلة بتحالفات جديدة، او قيادات جديدة، ولكن هذا الأمل يبدو في غير مكانه. الشعب العراقي هو الضحية الأكبر من هذا الانهيار الأمني الذي قد يرى البعض انه بداية النهاية لما يسمى بالعراق الجديد، لكن لا يمكن التقليل من حجم الخسارة للسيد المالكي والمجموعة المحيطة به، وللقوى الداخلية والخارجية، التي راهنت عليه. لا شك ان الفشل الأمني هو الشعرة التي قصمت ظهره، وربما يجعله يراجع حساباته، والتمعن في اخطائه الكارثية، وأبرزها عدم تحقيق المصالحة الوطنية، واستيعاب قوات الصحوات التي دربها ومولها الامريكان لقتال تنظيم ‘القاعدة’ لأسباب طائفية محضة، ولكن الوقت ربما يكون متأخراً لمثل هذه المراجعات. ‘ ‘ ‘ السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هذه الأيام هو عما ستفعله الولايات المتحدة كرد على هذه التطورات الدموية الخطيرة، فهل ستعيد قواتها الى بغداد، أم ستصر على بقائها خارجها على امل ان يتحسن الوضع؟ اعادة القوات الامريكية الى بغداد لحماية المنطقة الخضراء مجدداً، قد تعني المزيد من الخسائر البشرية في صفوفها، في وقت تحقق قواتها الأخرى في افغانستان الفشل تلو الآخر على الصعد كافة العسكرية والسياسية، فحامد كرزاي رئيس افغانستان المرشح الأبرز للفوز في انتخابات اليوم الرئاسية غارق في الفساد هو واشقاؤه وحركة ‘طالبان’ وصلت الى كابول وقصفت القصر الرئاسي في وضح النهار. ادارة اوباما سحبت قواتها من العراق لتقليص خسائرها البشرية (4250 قتيلاً) والمادية (13 مليار دولار شهرياً) ومن غير المتوقع ان تعود مجدداً الى ازقة العاصمة العراقية، خاصة في ظل الصراع الداخلي على السلطة والنفوذ بين اجنحة الائتلاف الحاكم، مما يعني ان المنطقة الخضراء قد تصبح اكثر احمراراً في الأيام المقبلة خاصة مع قدوم شهر رمضان المبارك. العراقيون تعرضوا الى اكبر خديعـــة في التـــاريخ الحديــــث، نصــــفها من المحافظين الجــدد ورئيسهم في واشنطن، والنصف الثاني مــن ابناء جـــلدتهم حكام العراق الجدد.. خديعة كلفــــتهم اكثر من مليون شهيد، وثلاثة ملايين جريح، وجروحا طائفية من الصعب البراء منها في المستقبل المنظور. اللافت انهم لا يتحركون بالقدر الكافي لرفض هذا الوضع، ولا نعتقد ان قوة خارجية ستأتي لنجدتهم للخلاص من الوضع المزري الحالي، بعد ان دفع الامريكان ثمناً باهظاً لاحتلالهم، وما زالوا يدفعون. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  21 أوت 2009)


مطالب بالتحقيق فيما نشر عن سرقة جيش إسرائيل لأعضاء بشرية فلسطينية


غزة- طالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السبت المؤسسات الحقوقية والدولية بفتح تحقيق جاد وفوري بشأن تقرير صحفي عن سرقة الجيش الإسرائيلية أعضاء قتلى فلسطينيين والمتاجرة بها. كانت صحيفة افتونبلاديث السويدية نشرت تقريرا مؤخرا يفيد بأن الجيش الإسرائيلي قام بقتل شبان فلسطينيين عمدا في قطاع غزة والضفة الغربية بهدف سرقة أعضائهم الداخلية والمتاجرة بها أو انتزاع الأعضاء البشرية لفلسطينيين قتلوا خلال مواجهات وأحداث مختلفة بهدف السرقة والاستفادة غير المشروعة منها. واعتبرت الجبهة الشعبية في بيان لها، أن مثل هذه التقارير يجب أن تؤخذ على محمل الجد لما تحويه من جرائم وتجاوزات تكررت من قبل جيش عنصري اعتاد على اقتراف الجرائم جريمة تلو الأخرى دون عقاب أو محاسبة رغم وجود العديد من الأدلة والبراهين لدى العديد من المحافل الدولية. وقالت إنه في سنوات الاحتلال العسكري لقطاع غزه كانت قد أثيرت قضايا مشابهة في سنوات الثمانينات من القرن العشرين حول سرقة أعضاء لأطفال مصابين استشهدوا لاحقا في مستشفيات إسرائيلية. واعتبرت الجبهة أن ضبط شبكة دولية لسرقة الأعضاء البشرية وتبييض الأموال في الولايات المتحدة الشهر الماضي من بين أعضائها حاخامات صهاينة إنما يؤشر بقوة على ضلوع إسرائيل رسميا في سرقة الأعضاء الآدمية والمتاجرة بها. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  22 أوت 2009)

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.