السبت، 14 أكتوبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

 

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2336 du 14.10.2006

 archives : www.tunisnews.net


 

المسقطون عمدا في الكاباس:بــيــان قناة العالم: الحكومة التونسية تشن حملة على الحجاب الإسلامي ميدل إيست أونلاين: تونس تواصل حملتها على الحجاب ‘المتعصب والدخيل’ الصباح:زير الشؤون الدينية لـ«الصباح»:نعم للهوية الوطنية… لا للإنبتات الحضــاري الشروق:السيد عبد الوهاب عبد الله في نابل: الزي الطائفي شعار سيــاسي لفئة تتستّر بالدين من أجل مآرب سياسية سـانـا:أغنية لمطرب صهيونى فى مقرر اللغة الفرنسية للصف السابع فى تونس ناجي الجمل:المثقّف التونسي والدور المشبوه عبدالحميد العدّاسي:تونس بين يدي المفسدين صــابر التونسي:الحجاب والـغـربـــاء (2 من 2) نورالدين الخميري: الحرب على الحجاب في تونس طعن في كتاب اللّه محمد العروسي الهاني:اللباس المستور و الحياء مطلوب و ضروري في البلدان الإسلامية و موضة العصر مرفوضة في المجتمعات العربية و الإسلامية عبدالباقي خليفة:  هل يحمل الاسلاميون كل هذه الشرور: تشئة المقدسات جريمة جديدة للطابور الخامس د.خالد شوكات: تعليقا على رد الأخ عبد الباقي خليفة..هذه بعض الشرور عبد المجيد المسلمي: قبل المؤتمر الرابع للديمقراطي التقدمي: رافعات برنامجية ليحتل الحزب موقع وسط اليسار د,خالد الطراولي:المصرفية الإسلامية:سلامة النظرية،صحة التجربة وخطأ التحميل (3/3):الجزء الثالث الهادي بريك: مستقبل المقاومة بين يدي ذكرى غزوة بدر الكبرى:الحلقة الثانيـة خميس قشة:حوار الأديان والحضارات هل هو حوار الطرشان؟ شاكر النابلسي: هل تصبح رجاء بن سلامة شهيدة الحق الليبرالي؟ توفيق المديني: العولمة الرأسمالية ترتد على أصحابها المنذر شريط: كتاب منير السعيداني حول علم اجتماع الهوية:في تفكيك الخطاب موقع الجزيرة.نت: »الصهيونية وإسرائيل » موسوعة جديدة للمسيري موقع الجزيرة.نت:ملك المغرب يطمئن المعارضة بتمسكه بالمسيرة الديمقراطية موقع العربية.نت:على ذمة صحيفة « الرياضية » السعودية:البرازيلي كاكا يعتنق الاسلام ويؤكد أنه ولد ليكون مسلماً


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


شريط وثائقي جديد للجنة الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين حول جريمة الأحكام المكررة في تونس

لمشاهدة الشريط اضغط على هذا الرابط:


 

بــيــان

14/10/2006

 

 

أقدمت وزارة الداخلية على اعتقال زميلينا الحسين بن عمر و حفناوي بن عثمان اثر قيامهما بعملية احتجاجية على خلفية حرماننا نحن المسقطين عمدا من النجاح في شفاهي مناظرة الكاباس 2006 و مباشرة التدريس. و تمثلت هذه العملية في ربط المذكورين نفسيهما بسلاسل من حديد في عمود كهربائي أمام المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة يوم الخميس 12/10/2006 على الساعة الرابعة ظهرا مرتدين أقمصة كتب عليها  » لا للرشوة  » « لا للمحسوبية  »  » المسقطون عمدا في الكاباس ».

 

و بعد تجمع جماهير غفيرة حولهما تدخل البوليس بكل وحشية و قطع السلاسل بكل عنف و تم اقتيادهما إلى منطقة الأمن باب بحر و أفضى التحقيق معهما إلى تعيين جلسة للمحاكمة بصورة استعجالية يوم الخميس 19/10/2006 بتهمة الهرج و التشويش في الطريق العام. 

    

و عليه فإننا نحن المسقطين عمدا في الكاباس نؤكد أن هذا السلوك التصعيدي الخطير من قبل وزارة الداخلية في حق أساتذة و مربين يطالبون بإنصافهم لهو دليل آخر على صحة ما ذهبنا إليه من أن ملفنا تحت تصرف وزارة الداخلية لا وزارة التربية و التكوين. فرغم أننا طرقنا باب وزارة التربية عديد المرات كان الرد بين المنع و الوعود و التسويف. كما نؤكد أن محاكمة زميلينا الجائرة و الغادرة لن تثنينا عن عزمنا مواصلة النضال و التشبث بحقنا مهما كانت العواقب خاصة و قد علمنا ان وزارة التربية انتدبت هذه الأيام مجموعة من الأساتذة لم ينجحوا حتى في الكتابي في دورة 2006 و هو يزيد من قناعة الجميع أن الكاباس ليست مناظرة للكفاءة البيداغوجية بقدر ما هي باب خلفي للارتزاق و الرشوة و المحسوبية و الفرز الأمني.

 

و لكل هذه الاعتبارات نتوجه بالنداء التالي:

 

1- ندعو وزارة التربية و التكوين إلى تحمل مسؤولياتها في الإقرار بنجاحنا أولا و انتدابنا رسميا ثانيا دون تسويف أو مماطلة.

2- نحمل وزارة الداخلية مسؤولية ما حدث و ما قد يحدث من أضرار مادية و نفسية لزميلينا.

3- نجدد دعوتنا للسادة المتفقدين و الأساتذة الجامعيين للدفاع عن مصداقية المناظرة باعتبار أن ما حدث يعد تزييفا لإرادتهم و أخلاقهم العلمية.

4- نهيب بعموم قطاعات المجتمع المدني مزيد إسنادنا و تفعيل مبادرتنا في تنظيم ندوة و طنية حول  » الشفافية في المناظرات الوطنية.

 

الإمضاءات:

 

· البشير المسعودي (37 سنة) أستاذية فلسفة 1998

· الجيلاني الوسيعي (35 سنة) أستاذية عربية 1999

· محمد مومني (33 سنة) أستاذية فلسفة 1999 و باحث في ماجستير الفلسفة المعاصرة

· الحسين بن عمر (30 سنة) الأستاذية في الإعلامية 2001 و شهادة الدراسات العليا المتخصصة في نظم الاتصالات و الشبكات 2003

· علي الجلولي (33 سنة) أستاذية فلسفة 2001

· لطفي فريد (32 سنة) أستاذية فلسفة 2002

· محمد الناصر الختالي ( 26 سنة) أستاذية فلسفة 2005

· حفناوي بن عثمان (33سنة) أستاذية عربية 2005

 

للمساندة: excluscapes2006@yahoo.fr


 

ندوة صحفية

 

تستعد مجموعة  » المسقطون عمدا في شفاهي الكاباس 2006  » في إطار التعريف بالمظلمة القاسية التي تعرظوا لها و سعيا منا لاطلاع فعاليات المجتمع المدني على اخر تطورات ملفهم، لعقد ندوة صحفية مشفوعة بتظاهرة حائطية تجسد جميع تحركاتهم المباشرة منذ شهر جوان الفارط.

 

و لاقت الفكرة الاستحسان و التشجيع من الجميع، و كان من نتائجها موافقة كل من الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي و المجلس الوطني للحريات و رابطة حقوق الانسان و المحامين و ربما تحويلها الى ندوة وطنية علها تسلط الضوء على معظلة حقيقية تمس مصداقية مناظراتنا الوطنية.

و تأتي هذه الخطوة الجديدة بعدما لاحظوه من تسويف و مماطلة لدى سلطة الإشراف وهي التي ما فتئت تعدهم كل مرة بحل الملف، لكن من دون فعل.

عن جريدة الموقف 13 أكتوبر 2006


الحكومة التونسية تشن حملة على الحجاب الإسلامي

 

تشن السلطات التونسية مجددا حملة على تنامي ظاهرة الحجاب والزي الاسلامي وتسميها زيا متعصبا ودخيلا . وفي سياق اعلان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي دعا الى تکريس قيمة الاحتشام وفضيلة الحياء في اللباس, رافضا ما اسماه بالزي الطائفي الدخيل , دان عدد من الوزراء الحجاب لدى النساء والقميص والالتحاء لدى الرجال.

 

وفرق بن علي بين هذه الازياء واللباس التونسي الاصيل , مدعيا التمسك على الدوام بالاسلام الحنيف, الذي هو دين الاعتدال والتفتح والوسطية والتسامح والحوار البناء, مؤكدا الحرص على تکريس قيمة الاحتشام وفضيلة الحياء ومعتبرا التقاليد التونسية في الملبس في المدن والارياف کفيلة بتحقيق ذلك .

 

وهاجم وزير الخارجية عبد الوهاب عبد الله مساء السبت في اجتماع عقده التجمع الدستوري الديمقراطي (الحزب الحاکم) في مدينة نابل, شرق البلاد, هذه الظاهرة معتبرا اياها : الخطر الذي يشکله الزي المتعصب والدخيل على بلادنا وثقافتنا وتقاليدنا. واضاف عبد الله : ان الحجاب الاسلامي شعار سياسي ترفعه مجموعة صغيرة تختفي وراء الدين لتحقيق اغراض سياسية.

 

أما وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم فوصف الحجاب بانه مميز لفئة عنيفة ومنزوية على نفسها ورأى في ذلك شعارا وانتماء سياسيا يختفي وراء الدين البريء من کل ذلك ويبحث عن اعادة الواقع الاجتماعي الى حقب بالية. وکان امين عام التجمع الدستوري الديمقراطي الهادي المهني دعا الى تعبئة شاملة للدولة والاحزاب السياسية والمجتمع المدني. وقال ان السماح للحجاب قد يتسبب في تقهقر حقيقي والنيل من احد ابرز معطيات استقرار المجتمع وتقدم الشعب وحصانة البلاد.

 

وتشدد السلطات خصوصا على تطبيق مرسوم يحظر ارتداء الحجاب في المؤسسات العامة والتربوية والجامعية وفي کافة الاماکن العامة. ويحظر المرسوم 108 ارتداء الحجاب منذ مطلع الثمانينات اثر حظر نشاط حزب النهضة الاسلامي.

 

وتقول منظمات حقوق الانسان انه غالبا ما تتعرض النساء المحجبات الى التوقيف ويضطررن احيانا للتعهد کتابيا بعدم ارتداء الحجاب والا قد يخسرن وظيفتهن او يرغمن على التوقف عن دراستهن. واشار شهود عيان الى تدخل رجال الشرطة الذين يرتدون الزي المدني لا سيما في صفاقس لازالة الحجاب قسرا امام الملأ . ودان معارضون ومنظمات حقوق الانسان ما اعتبروه انتهاکا للحياة الشخصية, مؤکدين انه خرق للدستور الذي ينص على ان تونس بلد مسلم يضمن حرية اللباس.

 

وفي نفس الوقت الذي تندد فيه السلطات بارتداء الحجاب تحث على تبني الزي الوطني التقليدي مثل المنديل الذي يعتبر من التقاليد لا سيما لدى النساء المسنات وفي الارياف. ويقول المحامون ان مئات الشبان المتهمين بالانتماء الى المجموعات الدينية اعتقلوا خلال السنوات الماضية وانه حکم على العشرات منهم بالسجن استنادا لقانون مکافحة الارهاب المصادق عليه عام 2003.

 

(المصدر: موقع قناة العالم الفضائية الإيرانية بتاريخ 14 أكتوبر 2006)

الرابط: http://www.alalam.ir/NewsPage.asp?newsid=20061014200159


 

 

بن علي: من الضروري التفريق بين الزي الطائفي الدخيل واللباس التونسي الاصيل

تونس تواصل حملتها على الحجاب ‘المتعصب والدخيل’

وزير الخارجية التونسي يهاجم ‘الخطر الذي يشكله الزي المتعصب والدخيل على بلادنا وثقافتنا وتقاليدنا’.

 

تونس – افادت الصحف التونسية السبت ان الحكومة التونسية شنت حملة على انتشار ظاهرة الحجاب الاسلامي الذي تعتبره « زيا متعصبا ودخيلا ».

وهاجم وزير الخارجية عبد الوهاب عبد الله مساء السبت في اجتماع عقده التجمع الدستوري الديموقراطي (الحزب الحاكم) في نابل (غرب) « الخطر الذي يشكله الزي المتعصب والدخيل على بلادنا وثقافتنا وتقاليدنا ».

 

واضاف عبد الله وهو عضو في المكتب السياسي للتجمع ان الحجاب الاسلامي « شعار سياسي ترفعه مجموعة صغيرة تختفي وراء الدين لتحقيق اغراض سياسية ».

 

وبعد ان شدد على ان تونس « فخورة ومتمسكة بالدين الاسلامي »، اضاف انها « لا تحتاج لدروس حول اسس الدين وانها بلد الاعتدال والوسيطة ترفض العنف والتطرف ».

 

وفي مواجهة تزايد النشاط الاسلامي الذي يظهر بالخصوص عبر تزايد عدد النساء اللواتي ترتدين الحجاب، ذكر عبد الله بان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي شدد خلال الاسبوع الجاري على « ضرورة « تكريس قيمة الاحتشام وفضيلة الحياء » في اللباس، رافضا « الزي الطائفي الدخيل ».

 

وقال بن علي ان « تونس المتمسكة على الدوام باسلامها الحنيف، دين الاعتدال والتفتح والوسطية والتسامح والحوار البناء، حريصة على تكريس قيمة الاحتشام وفضيلة الحياء (..) ومن الضروري التفريق بين الزي الطائفي الدخيل واللباس التونسي الاصيل، عنوان الهوية الوطنية ».

 

(المصدر: موقع ميدل إيست أونلاين (لندن) بتاريخ 14 أكتوبر 2006)

الرابط: http://www.middle-east-online.com/?id=41826


زير الشؤون الدينية لـ«الصباح»:

نعم للهوية الوطنية… لا للإنبتات الحضــاري

 

تونس-الصباح: أكد السيد بوبكر الأخزوري وزير الشؤون الدينية في حوار خص به «الصباح» يوم أمس أن الزي الطائفي ظاهرة دخيلة على مجتمعنا من شأنها ان تفضي إلى الانبتات عن الهوية الوطنية. نافيا أن يكون لارتداء الزي الطائفي صلة بالحرية الفردية لأنه مخالف للمعهود المستساغ في مجتمعنا، وقال أن الزي الطائفي مرفوض كرفض اللباس الخليع بنفس الشدة والإصرار، داعيا إلى وجوب اكساب أبنائنا الذهنية النقدية حتى تكون لهم القدرة على غربلة كل ماهو وافد، والتشجيع على الفكر واعمال العقل لحماية أجيالنا اللاحقة من «الافرازات المريضة» التي نراها اليوم. كما تحدث عن مكونات الخطاب الديني والسعي إلى تجويده وتطوير مضامينه ووسائل ابلاغه.

 

وفي ما يلي نص الحوار:

 

* لوحظ منذ فترة انتشارا واسعا لاستعمال اللباس الطّائفي في مجتمعنا خصوصا لدى النّساء الشابات وفتيات المدارس والمعاهد والجامعات، كيف تقيّمون الظاهرة وكيف تكون معالجتها؟

 

– لا يشك أحد في أنّ تونس متمسّكة بدينها الإسلامي الحنيف وأنّ أيّ تقَوُّل أو مُزايدة بهذا الخصوص يُعدّ تجنّيا وتعسّفا، ومخالفة مفضوحة للحقيقة والواقع.

تونس تختزل ماضيا تليدا فقها ومعارف إسلاميّة، وفكرا دينيّا ثريّا، قوامه الاجتهاد وإعمال العقل في كنف الاعتصام بالثّوابت، تونس تضمّ أكبر مدرسة مالكيّة بدءا بالإمام سحنون بن سعيد التنوخي صاحب المدونة الكبرى مرورا بابن عرفة وشيوخ الزيتونة أمثال محمّد الطاهر ابن عاشور وابنه الفاضل إلى الزيتونة المعاصرة بعد أن ردّ لها الرئيس بن علي اعتبارها فطوّرت مناهجها وعمّقت تدريس العلوم الشرعيّة وتفتّحت على العلوم الإنسانيّة واللغات الأجنبيّة.

إنّ القيم التي نتبنّى هي القيم الإسلاميّة السّمحة من تسامح واعتدال ووسطيّة وتفتّح على الثّقافات والحضارات الأخرى، وحوار بنّاء، ومن هذه القيم الحشمة والحياء.

والسؤال المطروح: كيف نُجسّد فضيلة الحياء التي هي من الإيمان كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الثابت دينيّا وتاريخيّا أنّ لا وجود للباس إسلامي موحّد، يقول المثال الدارج: «كل بلاد وأرطالها».

بمعنى أنّ لكلّ بلد تقاليده في الملبس في صفوف الرّجال والنّساء على حدّ سواء، كما له تقاليده الخاصّة في المأكل والعادات المتّصلة بالأفراح، وحتى في إطلاق الأسماء وغيرها، وهذه خصوصيّات تشهد على الثّراء الحضاريّ للعالم الإسلامي، والإنسانيّ، وعلى حيويّة التجارب المجتمعيّة، وهذا كلّه من صميم الهويّات الوطنيّة.

ومن هنا يجدر التّأكيد على أنّ استبدال اللّباس التونسيّ الدّال على الاحتشام والانتماء الحضاريّ بزيّ دخيل نَيْل صارخ من الهويّة الوطنيّة يُفضي إلى الانبتات، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في ما روى جابر: «إنّ هذا الدّين متين فأوغلوا فيه برفق، فإنّ المنبتّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى».

إنّ الطّائفي الدّخيل ليس من الدّين في شيء، وإنّما اتّخذه البعض عنوانا على انتماء سياسيّ وهذا اعتداء على الدّين والسياسة معا، إنّّه امتطاء الدّيني لبلوغ مآرب سياسيّة إيديولوجيّة لم تعد خافية على أحد بحيث انتفى في هذا الصّدد المقصد الشرعيّ وحلّت محلّه النّزعة المذهبيّة الطائفيّة المُهدّدة لتوازن المجتمع ووحدته لأنّ الخروج عن المألوف من مظاهر الطائفيّة التي ينبغي أن ينبّه كلّ عاقل على خطورتها وبُعدها عن إحكام الدّين الذي يجمع ولا يفرّق، وممّا يُعلّم من الدّين بالضرورة أنّه لا يجوز لأحد أن يكفّر غيره أو يحتكر الدين ويدّعي التكلّم باسمه.

إذن الطّائفيّة باب للتّكفير؛ تكفير البعض للبعض الآخر مما يقود إلى الفتنة – والعياذ بالله – والفتنة أشدّ من القتل، ويُلْهي عن التحدّيات الكبيرة التي تواجه عالمنا الإسلامي اليوم.

الإسلام أسمى من أن يُختزل في أشكال ومظاهر يتستّر بها بعضهم بعيدة عنه كلّ البعد، فالنيّة تكيّف العمل فمن كانت هجرته لغير الله فهجرته إلى ما هاجر إليه.

هذا وأنّه لا صلة لارتداء الزيّ الطّائفيّ بالحريّة الفرديّة، لأنّه مخالف للمعهود  المستساغ في المجتمع الذي من حقّه أن يدافع عن ذاتيته الحضارية، إن حُريّتي تنتهي حين تبتدئ حريّة غيري، إنّه المصلحة العامّة التي لا بدّ من اعتبارها، ولا يمكن قبول ما يكرّ عليها بالبطلان.

إنّ الحريّة الفرديّة الحقيقيّة مصانة في تونس التغيير التي كرّستها بتشريعات رائدة، وبنشر ثقافتها، وممارستها في الواقع المعيش.

سبق وأن قُلت إنّ لكلّ بلد أعرافه وتقاليده وليس من تقاليدنا هذه العباءة السّوداء التي نراها أحيانا في شوارعنا فنستغرب خاصّة وهي ترمز إلى فرقة الجميع يعرف توجّهاتها الحركيّة التي تبطن ما تبطن.

 

إنّ التمسّك باللّون، و«المسّاك» لدليل على أنّ المقصود هو الرّمز الطّائفي المميّز لا تطبيق الحكم الديني والتمسّك بالخُلق القويم، خُلق القرآن الكريم.

نعم لأزيائنا التونسيّة المحتشمة الريفيّة والحضريّة مثل «المحرمة» (الفولارة التونسيّة) و«التقريطة» و«البخنوق» و«الملية» و«البشكير» و«السّفساري» وما إلى ذلك، نعم للجبّة التونسيّة و«البلوزة» و«الكدرون».

 

هكذا يكون الزيّ الطائفيّ مرفوضا، كرفضنا للّباس الخليع الذي لا يُستساغ بنفس الشدّة والإصرار، إنّ المسلمين لا يتمايزون أمام الله إلاّ بالتّقوى والعمل الصالح.

إنّ خطاب سيادة الرئيس يوم 25 جويلية 2005 وما أكّده يوم الأربعاء 11 أكتوبر 2006 مرجع يُعتمد لتوضيح الفرق بين الدّين والإيديولوجيا، بين اللّباس الأصيل، والزيّ الطّائفيّ الدّخيل، بين المقبول والمرفوض.

وبحُسن تطبيق ما أكّده سيادة الرئيس تنتفي أسباب كلّ خلط أو تجاوز أو تذمّر.

 

*  هل الخطاب الديني السائد حاليا قادر على تجاوز بعض التحديات خصوصا تلك المتصلة بما تبثه بعض الفضائيات الدينية؟

 

– هناك سعي دؤوب نحو تكريس إعلام ديني متطور ينزع إلى الحداثة والتحديث ويقطع مع كل ماهو ماضوي يريد إسقاط التاريخ على حاضرنا، ولا يعني هذا أن لا نتمسك بالثوابت، نحن نريد أن نتعامل مع المتحرك. فخطابنا يسعى إلى مواكبة حاضرنا واستشراف مستقبلنا وهذا عمل يحتاج منا إلى قدرات. غرضنا طبعا هو أن يكتسب أبناؤنا الذهنية النقدية حتى يغربلوا ماهو وافد علينا دون استئذان. فنحن اليوم في خضم دفق إعلامي كبير. كما أن الإعلام الديني اليوم في تونس تطور وهذا ما نقرأه في الصحف وهناك سعي حثيث في مؤسسة الإذاعة والتلفزة الوطنية لتجويد هذا الخطاب وقد لاحظتم اليوم وجود ملفات في الفكر الإسلامي، ثم من خلال خطب الجمعة التي نشاهدها في التلفزة ونسمعها في الإذاعة، ومن خلال أيضا إصدارات الوزارة ومن خلال مواقعها على الانترنيت.

أردت أن أشير على نقطة بالغة الأهمية وهي وجود خطأ كبير في استعمال المصطلحات فلا يمكن مثلا استعمال مصطلح الحجاب في ما يخص غطاء الرأس فهناك فوارق. الزي الطائفي تلبسه امرأة عن وعي أو عن غير وعي ترمز لطائفة معينة وتروج لفكر حتى لو أنها لم تتبن ذلك الفكر.

هناك حث وتشجيع من رئيس الدولة في سبيل تطوير الخطاب الديني فلا مجال اليوم للارتجال ولا بد من اعتماد الدراسات المستفيضة ونحن نثمن في هذا السياق ما توصلت إليه وزارة الشؤون الدينية بالتعاون مع معهد الصحافة وعلوم الإخبار لتقييم الخطاب الديني عبر تحليل مضمون للصحف المكتوبة في هذا المجال للوقوف على نقاط القوة والضعف. نحن نرنو إلى تكوين متخصصين شيوخ وأساتذة في العلوم الشرعية في تقنيات التواصل والاتصال حتى يكونوا على دراية في استعمال هذه التقنيات الحديثة، كذلك الشأن بالنسبة للصحفيين هناك سعي لتكوينهم في الجانب الديني. هناك أيضا عملية التكوين التي يقوم بها المعهد العالي للشريعة في مجال تجويد الخطاب الديني، كما نقوم بعملية رسكلة للوعاظ والخطباء والأيمة على المستوى الجهوي والوطني في ذات المجال اعتمادا على حوامل رقمية ونسعى الآن لتحضير ثمانية أقراص ليزرية للغرض.

ميزتنا أنه لدينا موارد بشرية قادرة على التكيف، لدينا جيل جديد مطلع على اللغات وعلى المدارس الفلسفية لكن لنكون صرحاء فما زلنا في البداية ولا بد من تكاتف الجهود بين كل المتدخلين وهذا أمر حاصل.

 

* كيف يمكن للمدرسة بوصفها البيئة التربوية الثانية ترسيخ السلوكيات الايجابية لتحول دون التأثر سلبيا ببعض المظاهر  الدخيلة؟

 

– المدرسة البيئة الثانية لها دور في تكريس هوية البلاد ومقوماتها لدى الناشئة وتجذير في بيئتهم الفكرية والثقافية والدينية، بطبيعة الحال هناك موارد للمعرفة أخرى كثيرة سمعية بصرية بالأساس ومن الطبيعي أن ثمة من تستهويه مضامين هذه المصادر، وما علينا إلا أن نكون في مستوى الرد بوسائل فنية بطريقة تستهوي أبناءنا والمهم هو تنمية الذهنية النقدية لأبنائنا حتى يميزوا بين الغث والسمين. علينا أن نركز على الخطاب العلمي المعرفي ونخطط فالفكر هو القطارة، لذا لا بد أن يتعاظم اهتمامنا بالفكر وندعو مثقفينا إلى تكوين هذه الذهنية لدى أبنائنا. الحركة الفكرية نريدها أن تكون أقدر على الإمساك بالناصية حتى لا يكون الأمر في يد غيرنا وفي فكر غيرنا وهذا لا يعني عدم تفتحنا على تجارب الآخرين. فاستقرار وأمن بلادنا هو ثمرة لفكر معين تقدمي حداثي، وقد عرف الرئيس بن علي بفكره المستنير لأنه حداثي استشرافي لا يرضى بالدون دائما يسعى إلى الأفضل، ومن هنا تنحت الشخصية التونسية عندما يشكل العقل على هذا الفكر نضمن سلامة أجيالنا وهذا هو الغرض أن تسلم أجيالنا اللاحقة من هذه الإفرازات المريضة التي نراها اليوم.

 

* سؤال أخير لو تسمح سيدي الوزير، نحن في الثلث الأخير من شهر رمضان كيف كانت البرامج الدينية التي أعدتها الوزارة لهذا الشهر؟

 

– هناك برمجة قاعدية يتم ضبطها في الجهات ثم تطلع عليها الوزارة لضبطها ومراجعتها. المحاضرات الدينية في شهر رمضان تكون ذات طابع تحسيسي حتى أننا نشارك في ندوات حوار بالمساجد حول الصحة الاستهلاكية أو حول ترشيد استهلاك الطاقة بمعية وزارة الصحة أو منظمة الدفاع عن المستهلك.. مثل هذه المواضيع ذات مضمون اسلامي. التقييم لهذه البرمجة مبدئيا ايجابي، الوزارة أيضا لها نشاط خلال رمضان فقريبا سيتم تنظيم منتدى تونس للسلام يلقي خلالها المفكر الإيطالي المسلم يحي بللافيتشيني الذي تحصل على جائزة رئيس الجمهورية للدراسات الإسلامية، محاضرة حول موضوع الحوار بين الحضارات والتبادل الأوروبي المتوسطي يوم السبت 21  أكتوبر الجاري بالمركز الثقافي لمدينة تونس. التجمع نظم أيضا ندوة أولى نشطتها إمرأة حول الاجتهاد والتأويل وستكون ندوة ثانية يوم 18 أكتوبر سيحاضر فيها أحد علماء مصر حول الخطاب الديني والعلاقات مع الآخر، إضافة إلى مسابقات حفظ القرآن الكريم وترتيله وقد تمت المسابقة الوطنية منها في حين ان المسابقة الدولية ستبتدئ اليوم السبت 14 أكتوبر في جامع الزيتونة تحت إشراف رئيس الدولة.عموما تبلغ حصيلة الأنشطة الدينية خلال رمضان 170 ألف نشاط، لا بد من الاشارة على وجود حركية فكرية نقدية داخل البلاد، يجب علينا معرفة ديننا معرفة عميقة وليست سطحية وان لا نسمح لأي إنسان القيام بنشاط ديني إلا وهو مؤهل لذلك، كما اننا لدينا إطلاع تام على كل من يقوم بإعطاء دروسا توعوية دينية في المساجد وهم أناس متخصصون ومؤهلون.

 

(المصدر: جريدة « الصباح » التونسية الصادرة يوم 14 أكتوبر 2006)


 

السيد عبد الوهاب عبد الله في نابل:

الزي الطائفي شعار سيــاسي لفئة تتستّر بالدين من أجل مآرب سياسية

 

* نابل (وات)  – أشرف السيد عبد الوهاب عبد الله عضو الديوان السياسي ووزير الشؤون الخارجية مساء الخميس بدار التجمع الدستوري الديمقراطي بنابل على اجتماع لجنة التنسيق الموسعة.

 

وأبرز عضو الديوان السياسي بالمناسبة ان الاجتماع يوفر فرصة هامة للالتقاء بمناضلي التجمع بولاية نابل مبرزا ان العمل النضالي داخل التجمع هو عمل متواصل يشمل الحياة اليومية للمناضل المدعو الى القيام بدور هام في محيطه العائلي والمهني والاجتماعي خاصة من خلال استقطاب الرأي العام الى حضيرة التجمع وانارة السبيل.

 

وأكد وزير الشؤون الخارجية في هذا المجال على خطورة الزي الطائفي الذي هو دخيل على بلادنا وعلى ثقافتنا وعاداتنا وهو شعار سياسي لفئة تتستر بالدين من اجل بلوغ مآرب سياسية مبرزا تأكيد الرئيس زين العابدين بن علي على وجوب التفريق بين الزي الطائفي الدخيل والمستورد بالنسبة الى الرجال والنساء على حد السواء واللباس التونسي الاصيل عنوان الهوية المتجذرة في تاريخنا منذ القدم.

 

واستشهد بالخصوص في هذا المجال بما أكده سيادته في خطابه يوم 25 جويلية 2005 من ان تونس المتمسكة على الدوام بإسلامها الحنيف دين الاعتدال والتفتح والوسطية والتسامح والحوار البناء حريصة على تكريس قيمة الاحتشام وفضيلة الحياء.

 

وأكد على ضرورة ان يعمل مناضلو التجمع على مزيد توضيح الابعاد السياسية لهذا الزي وفي توعية المواطنين حتى يميزوا بين الادعاءات والاكاذيب وبين الحقيقة. واستعرض بالمناسبة مكانة الاسلام في تونس وما يوليه الرئيس زين العابدين بن علي للدين الاسلامي الحنيف ولرجالاته منذ التغيير من عناية موصولة مبرزا بالخصوص ان عدد المساجد التي تم تشييدها في تونس منذ سنة 1987 فاقت بكثير ما شيد منذ دخول الاسلام والاهمية التي أولاها الرئيس بن علي الى الجامعة الزيتونية التي أعاد لها اعتبارها.

 

وأوضح ان تونس تعتز بدينها الاسلامي الحنيف دين التفتح والتسامح والاعتدال والحوار مبرزا ان تونس تختزل اكبر مدرسة فقهية في العالم يلقنها دروسا في أصول الدين وبأنها بلد اعتدال ووسطية تنبذ العنف والتطرف وتؤمن بالتفتح والتسامح والتعايش مع الغير مفندا كل الاتهامات التي توجهها بعض الأوساط التي تتستر بالدين.

 

وأكّد وزير الشؤون الخارجية من جهة أخرى على أهمية توعية المرأة التونسية بأن الزي الطائفي هو عنوان الفرقة والشقاق والخروج عن الاجماع وهو يمس بالمكاسب الكبيرة التي ما انفكت تحققها المرأة التونسية منذ الاستقلال والتي ما فتئت تتدعم منذ التغيير المبارك والتي ارتقت بفضلها المرأة التونسية من المساواة الى الشراكة مبرزا ان لنا في  لباسنا الوطني ما يكفي لتجسيد الحشمة والحياء كالتقريطة والسفساري والبخنوق.

 

وأشار عضو الديوان السياسي من جهة أخرى الى أن قضية راطة حقوق الانسان عرفت تطورا بعودة عدد من قدماء الرابطة للتحرك وهذا ما برز عبر الصحافة لفك الاشكال الذي آلت إليه مؤكدا ان مسألة الرابطة هي شأن داخلي بحت وانها كما أكّده الرئيس زين العابدين بن علي مكسب وطني يجب المحافظة عليه.

 

وتعرض الوزير الى الادعاءات الباطلة والممارسات غير المسؤولة للهيئة المديرة للرابطة التونسية لحقوق الانسان التي حادت بها عن اهدافها وهي تتسم بالتسلط والانفراد بالرأي رافضة التعددية داخل الرابطة.

 

وأبرز في حديثه عن علاقات تونس الخارجية تمسك بلادنا بالاتحاد المغاربي الذي يعتبره الرئيس زين العابدين بن علي خيارا استراتيجيا لا محيد عنه مبرزا ان العمل متواصل على مزيد تفعيل مختلف هياكل الاتحاد.

 

وعبر عن الاعتزاز بمواقف تونس المشرفة من قضية الشرق الاوسط وبالخصوص مبادرة الرئيس زين العابدين بن علي بالدعوة الى عقد قمة عربية لاعادة اعمار لبنان والى ارساء تضامن فعّال مؤكدا تمسك بلادنا بحماية الشعب الفلسطيني وبضرورة ايجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.

 

وأشار في معرض حديثه حول تشغيل حاملي الشهادات العليا الى ان الرئيس زين العابدين بن علي جعل من التشغيل أولوية وطنية مذكرا بما تم وضعه من آليات وحوافز تشجع على المبادرة الخاصة وتدعم فرص التشغيل في صفوف الشباب.

 

وقد عبر الحاضرون في الحوار الذي انتظم بمناسبة هذا الاجتماع عن تمسكهم بمبادئ التغيير وبالسياسة الحكيمة للرئيس زين العابدين بن علي معربين عن رفضهم لكل ما يمس بالهوية الوطنية ولكل المظاهر الدخيلة على المجتمع التونسي الذي تميز منذ القدم بروح التسامح والاعتدال والوسطية ومعبرين عن وقفتهم أمام كل التيارات الهدامة المتسترة بالدين.

 

(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 14 أكتوبر 2006)


 

أغنية لمطرب صهيونى فى مقرر اللغة الفرنسية للصف السابع فى تونس

 

تونس -سانا

 

انتقدت صحيفة الموقف التونسية ادارج أغنية للمغنى الصهيونى من أصل جزائرى انريكو ماسياس فى الصفحة الثامنة من مقرر اللغة الفرنسية للصف السابع الاساسى فى تونس واعتبرته عملا تطبيعيا مع اسرائيل .

وطالبت الصحيفة فى عددها الصادر اليوم بحذف الاغنية المذكورة مؤكدة ان السلام الذى يغنى له ماسياس هو سلام الكيان الصهيونى على جثث شبابنا واطفالنا .

ولفتت الصحيفة الى أن الحكومة الجزائرية رفضت زيارة ماسياس الى الجزائر لما يمثله من استفزاز لمشاعر الجزائريين بينما سمح له بالغناء فى مهرجانات طبرقة بتونس حين كان جيش الاحتلال الاسرائيلى يشن حربه العدوانية على لبنان .

 

(المصدر: وكالة الأنباء السورية الرسمية سـانـا بتاريخ 14 أكتوبر 2006)

الرابط: http://www.sana.org/ara/3/2006/10/14/75808.htm

 


 

المثقّف التونسي والدور المشبوه

 
بقلم ناجي الجمل يفترض في المثقف، أي كانت قناعاته وأفكاره السياسية وحتى العقدية، امتلاك أدوات معرفيّة وعلميّة متينة تساعده على التحليل الموضوعي والمتوازن للظواهر الاجتماعية والسياسية وتأهّله للقيام بمهمّة المرشد والموجّه للمجتمعات في أوقات المحن والأزمات. إذ ليس هناك من هو أفضل من المثقف للحدّ من استبداد السلطان وللإجابة عن تساؤلات العوام وتنظيم ردّ فعلهم في الأحداث التي تلمّ بهم. والتاريخ البشري، قديما وحديثا، حافلا بنماذج ساطعة في هذا المجال، وهو امتداد لدور العلماء في تاريخنا الإسلامي.  ليس مطلوبا من المثقف أن ينسلخ عن آرائه وأفكاره، على اعتبار أنّ ذلك ممكنا، ولا أنّ يكون دوما ضدّ السلطة الحاكمة ولا حتى أن يساير الجماهير. بل المطلوب منه أنّ يكون وسيطا نزيها وحكما عدلا بين الحاكم والمحكوم. يحدّ من ميل الأوّل إلى الاستبداد وينير الدرب إلى الثاني. فهل يصدق هذا على مثقّفينا في تونس؟ إنّ المتتبّع للحياة الثقافية والسياسية، خاصّة في السنوات العجاف الأخيرة، لا يمكنه إلاّ الجزم بالنفي.      فقد دأبت طائفة من هؤلاء على الانحياز التام إلى أطروحات ومشاريع النظام الحاكم، حتى وان كانت في تصادم كلي مع طموحات الشعب وخياراته. حتى أنّك لا تعثر لأحدهم عن موقف خالف فيه نهج الدولة ولو مخالفة بسيطة وجزئية. وترى الواحد منهم يلدّ في الخصومة ويفجر أحيانا إذا ما انتقدت السلطة. ويستميت في الدفاع عن سياسات الرئيس بشكل تعجز عنه حتى الحكومة والحزب الحاكم. وعندما يحشر في الزاوية ويفحم في الحوار يرفع شعار الاستقلالية ويؤكد على أنه يتحدّث من موقع المثقف لا من موقع المتحزّب. فالجمع بين التطابق الدائم في وجهات النظر وبين الإصرار على الاستقلالية السياسية زائد التأكيد على مهمة المثقّف، يدلّ على أن في الأمر خلل. إذ كيف يعقل أن يكون الإنسان مثقفا ومستقلا ومساندا للسلطان في كل ما يفعل؟ على هذه الطائفة أن تنيرنا برفع هذا الالتباس. فليس مستغربا أن يكون للمثقف، في المجال السياسي والفكري، رأي قريب أو مطابق لرأي أهل السلطان ولا بدعة في أن يكون المثقفّ منتميا للحزب الحاكم. إنما المنكر إنابة النظام والدفاع عنه في كل محفل وإيهام السامع والقارئ أن ما تقومون بع دفاع عن فكر شخصي منتشر وأصيل في المجتمع التونسي وأنّكم لم تنتدبوا للترويج لخطاب السلطة.  فلو كان الأمر كما تدعون، أيها السادة الكرام، لقرعنا الحجة بالحجة. فليس لنا خصومة مع من يخالفنا في الرأي حتى وان شذّ. فلم ولن يمنعكم أحد من الخوض في الاجتهاد وتفسير النصوص الدينية حتى وأنتم عزل من الأدوات المتفق عليها للولوج في هذا الباب ولم يأخذ أحد عليكم تتبع الآراء الشاذة والمنحرفة في الفقه الإسلامي ولا حتى مطالبتكم بحق الردّة والدعوة إليها. عندنا لكل هذه المسائل جواب وبراهين ندحض بها ما تدعون، يوم تسمحون للشعب بالحكم والاختيار بين تفسيراتنا وأطروحاتكم.           فقط نلومكم ونحاجّكم ونأخذ عليكم سكوتكم ومساندتكم ودعوتكم الدولة للتدخل بسطوتها وجبروتها وآلة قمعها كي تحاصر وتبطش بمن يخالفكم الرأي وتفرض أفكاركم الشاذة والمنبوذة على قطاع واسع من الشعب. ألم يكفكم نصف قرن من التغريب القسري وعشرون سنة من تجفيف الينابيع وخمسة عشر خريف من التنكيل والمحاصرة وإهدار المليارات من المال والتفويت في خيرات وخبرات كثيرة لتونس لتثوبوا لرشدكم وتعلموا أنّ الشعب رافض لما تزعمون أنه قراءة متطوّرة ومتونسة لفهم الدين. ارفعوا أيديكم ووصايتكم عن ضمائر الناس وعقولهم وسترون أي منقلب ينقلبون وسننظر أصدقتم أم أنتم من الكاذبين .  وبعد كل هذا تلومون من يتّهمكم بخدمة النظام ومعاداة الشعب وهويته.

 

 

تونس بين يدي المفسدين

 
كتبه عبدالحميد العدّاسي   بالغ المفسدون في تونس هذه الأيّام في الحديث عن الحجاب،  » الزيّ الطائفي « ، الذي جاءت تلك  » الطائفة  » التي توكّلت على ربّها أواسط السبعينات وعزمت على إحياء مظاهر التديّن في البلاد بعد أن كادت البورقيبية الأتاتوركية تأتي على الأخضر واليابس، حيث عمدت السياسات التعليمية والثقافية وحتّى الإجتماعية منها إلى القضاء تدريجيّا على مظاهر التديّن، بادئة بتقليص مفهوم الحياء لدى النّاشئة حتّى رأينا – على صغر سنّنا يومئذ – مشاهد تعجز أكثر الفرق إباحية اليوم على إظهارها فوق  ركح مسرح في دولة من دول العالم المفلت من عقال الأخلاق.. ثمّ تلا ذلك، التأسيسُ لمنطق أنّ الصلاة وغيرَها من الفرائض لا يأتيها إلاّ كبار السنّ، وأذكر ويذكر الكثير من التونسيين كيف كان الكبار من آبائنا الطيّبين الذين جهّلهم مثقّفو الاستقلال يشزِرون إلى الصّغار وهم يدافعونهم على أماكن الوضوء وعلى الصفوف الأولى في الصلاة… ثمّ ما لبث المفسدون أن توخّوا طريقة أشكالهم السابقين حيث قلبوا المنكر معروفا والمعروف منكرا، وحرّضوا عمّالهم من المنافقين والمدلّسين على التأكيد على أنّ الإيمان هو ما وقر في القلب وليس ما بدا على المظهر: فلا فائدة من صلاة وزكاة وحجّ وربّما تفكير في جهاد مثلما يفعل  » بعض الإرهابيين  » ممّن حدّثوا أنفسهم هذه الأيّام بمقاومة الاحتلال في بلاد المسلمين، إذا كنت مصرّا على إشاعة الحجاب في البلاد بهذا الشكل الطائفي  » المفسد  » للذوق التونسي، الموغر في محاربة  » التقاليد  » و » الدين  » كما قال بعض أعيان حزب التجمّع الحاكم المدعوم من  » رأس البلاد ». ولا مناص – إذا فقهت هذا المعنى المؤصّل عند المستأصِلين في تونس – من الوقوف ضدّ صلاة لا تحدّث صاحبها بالصلاح التونسي والسماحة التونسية المفضيين حتما إلى التّسامح التونسي الذي يُذهِب عن صاحبه تزمّته ونظرة الانتقاد المستمرّ لما دأب عليه  » مثقّفو تونس وأتباعهم  » من معاقرة الخمور التونسية والمستورة، ومفاحشة المرأة التونسية ممّن وضعن أنفسهنّ تحت التصرّف لمحاربة الصورة المتخلّفة التي يسعى أهل  » الزي الطائفي  » لإشاعتها، وامتهان الجريمة بكلّ أنواعها، واتّباع الهوى، واعتماد الظلم في كلّ المسائل والميادين…

هم لا يريدون لباسا ساترا قدم على تونس من المشرق ولكنّهم يستوردون ثقافة ناخرة من المشرق، لضرب الوفاق الدّائم الذي نَعِم به التونسيون قبل مقدمهم (*)، كما يستوردون من المحتلّ المقيم بالمشرق أبشع وسائل التنكيل بالأحرار والحرائر. وسبحان الله لماذا لم نسمع هبّة احتجاجية من أهل المشرق وقد علمناهم مدافعين عن حرمات الله، غيورين على دينه.

الحديث عن تونس صار متعِبا هذه الأيّام، فإنّك لا تستطيع الحديث عنها دون أن تمرّ بمزبلة هؤلاء المتنفّذين ممّن حارب – جهارا نهارا – الله ورسوله في شهر رمضان المبارك، ودون أن تلحظ الفساد المنتشر في الرّبوع والمنذر بالهلاك المحتوم لا قدّر الله. قالت زينب بنت جحش رضي الله عنها: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال صلّى الله عليه وسلّم: نعم إذا كثر الخبث. وقد، والله، كثر الخبث في تونس وكثر الخبيثون والخبيثات، ولقد حدّثني من لا يتّهم بغير الصدق بأنّ الدّوْر قد جاء على شباب تونس من الذّكور: فقد امتهن بعضهم بيع أنفسهم – عياذا بالله – سلعة لوطية سالبة رخيصة لضيوف تونس من نزلاء الفنادق السياحية المحدّثة بـ » الأصالة التونسية  » والذين قد يكون من بينهم ( الضيوف ) قادمون من المشرق، في محاولة منهم – ربّما – لترجيح كفّة المساواة بينهم وبين نساء تونس من القذرات ممّن جعلن – ولا فخر – اسم تونس على كلّ الألسنة عنوانا للمتعة الحرام.

التونسيات من الحرائر ممّن لبسن الحجاب وممّن لم يلبسنه يتعرّضن هذه الأيّام إلى الكثير من الأذى، بسبب الوافد علينا من الخارج، من أبناء الحرام، إذ لم يحدّث تاريخ الإسلام عمّن قال بأنّ محاربة الحجاب والزيّ الشرعي تأتي في إطار الدّفاع عن الدين وعن التقاليد، ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلاّ كذبا ). وإنّا إذ ندخل العشر الأواخر من رمضان، عشر ليلة القدر، فإنّا نتوجّه إلى الله الكريم قاسم الجبّارين ممّن نازعوه كبرياءه وعظمته أن يعجّل بهداية حاكم تونس إلى ما فيه خير البلاد والعباد وأن يوفّقه إلى فقه الدين وفهم مقاصده. وأمّا إذا سبق في علمه بأنّه لن يهتدي، فإنّا نسأله سبحانه أن يأخذه أخذ عزير مقتدر وأن يغتاله من تحته وأن يُهلكه بما شاء حتّى يكون عبرة لمن يعتبر، وحتّى يُريح العباد والبلاد من شروره التي فرّقت بين الوالد وولده وبين طالب العلم وقلمه ودواته وبين الفضيلة وأهلها،  إنّه وليّ ذلك والقادر عليه، آمين…   ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*): أشير إلى التقارب غير المفهوم بين هذا النظام الفاسد وإيران، وقد كانوا حاربوا الحركة الإسلامية ذات يوم من أجل تعاطفها مع الثورة الإسلامية في البلاد في أيّامها الاولى، ووصفوها بأبشع الأوصاف وسلّطوا عليها الأحكام الخاطئة والعقوبات القاسية.


 

الحجاب والـغـربـــاء (2 من 2)

 
صــابر التونسي   إنني مقتنع بأن ظاهر المنشور 108 يمنع الحجاب و يمنع كذلك العري الفاضح ولكن المشرفين على التنزيل يطاردون المحجبات ويكرمون العاريات ويسمحون لهن بكشف أكثر من 95% من أبدانهن من غير مبالغة (حالة الشواطئ والإكتفاء بقطعة واحدة صغيرة …!!)

إنني مقتنع بأن الذين يحاربون الحجاب (*) بدعوى أنه زي طائفي ورمز سياسي لحزب محظور يكذبون ثلاث مرات، مرة لأنه وجد قبل الحركة الإسلامية وكذلك عملية نزعه من طرف بورقيبة آنفة الذكر، وثانية لأنهم « بشرونا » منذ سنة 91 بالقضاء على الحركة الإسلامية وأنه لا خوف من عودتها! وثالثة لأن الطالبات والتلميذات قد ولدن ونشأن في ظل الغياب الفعلي لهذه الحركة!! ولذلك فإن الربط بين « الحجاب » والمعركة مع الحركة ربط باطل ومشبوه يؤكد بأن المعاداة للدين وليس لتيار سياسي من حقه الوجود والعمل في إطار القانون اتفقتم معه أم اختلفتم أحببتم أم كرهتم!!

إنني مقتنع بأن الذين يكرهون الفتيات على نزع الحجاب بدعوى تحريرهن من كرهه وتنويرهن يكذبون ويعلمون أن لا أحد أكرههن أو بمقدوره أن يفعل ذلك! وهل عثرتم على واحدة من بين من تطاردون أقرت لكم بأنها مكرهة على ذلك وأنها إن لم تفعل باءت بالويل والثبور!! أليس لسان حالهن جميعا يردد:  » سيبني يا …… وإن شاء الله….. »!!

إنني مقتنع بأن الإكراه الوحيد يأتي من طرف السلطة والأذناب المتسترة بها الذين يعملون على حرمان المرأة من حقها في العلم والعمل والمساهمة في نهوض بلادها وأمتها دون أن تجبر على التخلي عن قناعاتها الشخصية ومبادئها!

إنني مقتنع بأن الذين ينزعون « الحجاب » بالقوة والإرهاب يشرعون لمن يأتي بعدهم فيطالب بفرض « الحجاب » حتى على غير المسلمات! وهذه عنده أولى من تلك!!

إن الحركة الإسلامية التي تُتهم بأنها ستمنع النساء من العمل والخروج وستحرمهن من حقهن في الإنتخاب والترشيح والترشح وكأن في بلادنا انتخاب وتصويت!! و »الدنيا هانية كما يقول إخواننا المغاربة »!! قد دفعت ببناتها للعلم والعمل وانتخبن في مؤسساتها القيادية والشبابية والطلابية وفزن على إخوانهن من الرجال (الجامعة وإتحاد الطلبة مثال) كما لم نعلم بأن أحدا من قادة هذه الحركة قد منع زوجته أو ابنته من نيل أعلى الدرجات العلمية التي توصلها إليها مؤهلاتها!

وقد صرح شيخ هذه الحركة منذ سنين عديدة بأن « الحجاب » عنده إذن بالخروج خلاف لما يروج له بأن هذه الحركة ستحبس النساء في البيوت!

وتقولون بأن الإسلاميين يقبلون بالديمقراطية مرة واحدة حتى توصلهم إلى الحكم ثم ينقلبون عليها وهم يقولون بأنه لو اختار الشعب الشيوعيين بنسبة 51% سنقبل باختياره ثم نعمل على تغيير القناعات!

وتزعمون بأنهم متكالبون على السلطة ولا هم لهم إلا الكرسي! وكأنكم فيه زاهدون! ولم تزوروا من أجله  الإنتخابات و »تفبركون » الدستور على المقاس دائما!! وحلال علينا حرام عليكم ولا تخجلون!!

تحاكمون النوايا وتحاربون الإصلاح وتعرضون عن النصح ثم تمارسون أقذر الوسائل وأسوأ أنواع الإستبداد!

إنني مقتنع بأن شعبنا راشد وآن له أن ينعم بالأمن والحرية وأن يختار من يحكمه أو يمثله كائنا ما كان لونه أو مذهبه السياسي والفكري! وهو وحده الذي له الحق بأن يسحب ثقته أو يجددها لمن يستحق!

إنني مقتنع بأن السلطة تعمل جاهدة على إطالة أمد الأزمة بافتعال القضايا الجانبية ومحاربة الحجاب ويحرص أزلامها من حين لآخر على التذكير بحادثة باب سويقة وهي القشة التي أنقذت السلطة من الغريق وأنا على يقين بأن هذه السلطة لم تفرح في حياتها السياسية قدر فرحها بهذه الحادثة، إن لم تكن من صنعها أو مساهمة فيها بالتخطيط أو غض الطرف كي تظهر بعدها بمظهر الضحية المدافع!

والحادث بلا شك خطأ وعمل مدان ذهب ضحيته مسكين رحمه الله وكتبه عنده في الشهداء. ولكن ما خبر قتل العشرات قتلا مبرمجا وتدمير المئات تدميرا مبيتا؟؟ وما خبر الملاكم التونسي (غير المتسيس) الذي عُلق وعذب حتى قطعت رجلاه لمجرد شجار مع البوليس!

ثم يصرح بعدها وزير الداخلية بكل وقاحة بأن خطأ قد حصل، حوسب المتسبب فيه وعوض المتضررب 300ألف دينار وهو تعويض عادل!! نعم العدل، العين بالعين والسن بالسن ووزير الداخلية وأعوانه وسيدهم جميعا أظلم، والله أعدل.

أليست كل هذه الجرائم دليل عجزكم عن منافسة عبد الكريم الهاروني والعجمي لوريمي؟! افعلوا ما شئتم، فهم قادمون وأعلمكم بأنه قد تمت تسمية عبد الكريم الهاروني رئيسا شرفيا للمؤتمر الخامس للإتحاد العام التونسي للطلبة!! الذي سيعقد قريبا إن شاء الله! هذه مجموعة قناعات فادحضوها أو أثبتوا عكسها ولكن بالبرهان الحقيقي وليس بالكذب البرهاني المسيس!   (*) الحجاب المقصود هو اللباس الإسلامي المعروف حاليا والمصطلح عليه أحيانا بالخمار وليس المقصود الحجاب الذي رفضه الطاهر الحداد وعمل رحمه الله محقا على إزالته وهو حجب النساء في البيوت ومنعهن من الخروج لطلب العلم أو الرزق!


الحرب على الحجاب في تونس طعن في كتاب اللّه

 

بالرّغم من فداحة معاناة المساجين الإسلاميين في السّجون التونسيّة لأكثر من عقد ونصف إلاّ أنّ الأكثر بشاعة ووحشيّة ما ترتكبه السّلطات التّونسيّة من اعتداءات متعمّدة وممنهجة على المقدّسات الإسلاميّة والتي تتصاعد وتيرتها في كلّ مرّة أمام عودة بروز مظاهر التديّن في الشّارع التّونسي .

ولئن تعدّدت أشكال الإنتهاكات وتنوّعت منذ مجيء صانع التغيير إلى السّلطة وأخذت في كلّ مرّة منحى جديدا وخطيرا تراوح بين إهانة شعائر الإسلام والطعن في أصوله ونبذ أحكامه وصولا إلى انتهاك حرمة القرآن الكريم وتدنيسه، تطلّ علينا السّلطة هذه الأيّام وبمناسبة افتتاح السّنة الدّراسيّة التي تزامنت هذه المرّة مع شهر رمضان المبارك بمشروع قديم جديد يحمل نفس المعاني ونفس الصيّغ والحجج  صيغ من قبل ليعاد استخدامه من جديد، مفاده أنّ حجاب المرأة المسلمة دخيل وزيّ طائفيّ منافي لروح العصر.

ولئن مثّل منشور 108 السيّئ الذّكر والذي بمقتضاه تمنع المرأة المسلمة في تونس من ارتداء لباسها الشّرعي الذي أمر اللّه به وبيّنه النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم لأمّته خروجا  صريحا عن شرع اللّه وتعدّي صارخ على الأحكام الشّرعيّة التي دلّت عليها نصوص القرآن الكريم والسنّة النبويّة وإجماع المسلمين فهو إلى جانب ذلك يصادم الشّعور العام للشّعب التّونسي وعقيدته الإسلاميّة ويتناقض مع الأعراف والقوانين الدّوليّة والمبادئ الإنسانيّة ناهيك عن تجاوزه للدّستور التّونسي نفسه الذي كفل الحرّيات الأساسيّة للأشخاص بما فيها حرّية اللّباس.

فالحجاب إذا ليس مجرّد رمز ديني وإنّما هوّ واجب شرعي على المرأة المسلمة يدخل ضمن صلب العقيدة وثوابت الإسلام.

وما الدعوة التي يوجهها البعض إلى نساء تونس بناء على تطبيق تعليمات وتوجيهات حضرة  فخامة رئيس الجمهوريّة  للعودة إلى ارتداء الملابس التّونسيّة التقليديّة القديمة مثل  السّفساري أو الملية إلا تشكيك في أحقيّة وجوب الحجاب على المرأة المسلمة ودعم لأشكال العسف والظلم التي تمارسها السّلطة عبر التدخّل الأعرن في حق الإختيار الحرّ للإنسان في ملبسه ضمن الأصول والقواعد الأخلاقيّة واسخفاف بمشاعر المسلمين في كلّ بقاع الأرض وتعدّي صارخ على الحرّيات الشّخصيّة للأفراد.

إنّنا إذا أمام وضع يتطلّب منّا العمل بكلّ مصداقيّة ونزاهة على فضح كلّ التعدّيات والإنتهاكات التي تمارسها السّلطة التّونسيّة على المقدّسات وكشف حجم الكارثة التي حاقت بتونسنا الحبيبة  حتّى يعلم أهلنا وعموم الأمّة وعلمائها وكافة العاملين في حقل الدعوة إلى اللّه حقيقة الحرب الهمجيّة المعلنة التي تخوضها سلطتنا الموقّرة لتعطيل شريعة الإسلام وإهانة شعائره .

لذا فإنّ النضال من أجل أن تحافظ المرأة المسلمة على حجابها ليس وفاء للإسلام فحسب، بل هوّ تصدّي لكلّ الفاشيّين والعلمانيّين وتحرير تونس من العسف والظّلم الذي تفرضه ديناصورات السيّاسة في البلاد.    أ. نورالدين الخميري ـ ألمانيا


 

بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

                                                                                                                    تونس في 14 أكتوبر 2006

    ذكرى عيد الجلاء على قاعدة بنزرت

 

الرسالة 143 على موقع تونس نيوز موقع الحرية

اللباس المستور و الحياء مطلوب و ضروري في البلدان الإسلامية و موضة العصر مرفوضة في المجتمعات العربية و الإسلامية

 

تابعنا بكل إهتمام مقابلة سيادة الرئيس بوزير الشؤون الدينية يوم 11 أكتوبر 2006 في يوم 18 رمضان المعظم و الحوار الذي دار حول اللباس المحتشم للمرأة و الحياء و الحشمة للمرأة في مجتمعنا التونسي و في كل المجتمعات العربية الإسلامية و قد أكد رئيس الدولة على ضرورة قيام الدولة و حرصها على دعم ركن الحياء و الحشمة و المحافظة على اللباس المحتشم حسب عاداتنا و تقاليدنا العربية التونسية و خصوصيات شعبنا التونسي و العادات التي تمتاز بها كل الجهات في بلادنا من الجنوب إلى الشمال و من الوسط إلى الشمال الشرقي و الجنوب الشرقي و قد تذكرت ما جاء في التعقيب الشجاع الذي نشرته على موقع تونس نيوز يوم 30/12/2005 ردا على تصريحات السيد وزير الشؤون الدينية يوم 25/12/2005 في صحيفة الصباح التونسية حول الخمار الذي نعته بالدخيل و النشاز أعني أنّ الحجاب غير موجود في تونس في السابق هذا خطأ ونعت الرجال الذين يلبسون الهركة و اصحاب اللحية بأنهم يتشبهون بصنف آخر وقد أكدت في التعقيب أنّ ثمن الهركة 8 دنانير في متناول الجميع بينما سعر الجبة التي دعا للباسها السيد الوزير تفوق 200 دينار أما أصحاب اللحي فليس كلهم على النحو الذي أشار إليه الوزير و فيه مبالغة و اللحية هي سنة محمدية لا أكثر ولا أقل… و كان ردي على غاية من الوضوح و الشفافية و ذكرت وزيرنا وزير الشؤون الدينية بأنّ اللباس المستور و الذي يعبّر عن الحياء و الحشمة هو لباس لازم شعبنا منذ قرون و قلت أنّ لكل جهة و قرية و مدينة خصوصيات في إرتداء اللباس فالجنوب لهم لباس خاص بهم و قابس لها خصوصياتها و الساحل له مميزاته في اللباس و حمام سوسة مسقط رأس الرئيس لها خصوصيات في اللباس و صفاقس لها خصوصياتها و الريف في عروش الهمامة لهم تقاليد و عروش ماجر و الفراشيش لهما خصوصيات و القيروان لها مميزات في اللباس و المهدية لها لباسها التقليدي و الفرق بينها و بين قصور الساف التي تبعد 12 كلم واسع بين لباس الجهتين و الشمال ايضا لكل قرية و معتمدية خصوصيات و لكن كلها تتماشى مع شرع الله و الدين الإسلامي و تطبيق النص القرآني الذي ورد في سورة الأحزاب و في سورة النور أي المرأة مستورة و لباسها مستور و المرأة غير سافرة و غير عارية أو مكشوف جسدها هذه هي تقاليدنا في تونس عبر العصور و قلت في ردي الشجاع إذا كان اللباس المحتشم دخيل على شعبنا ماذا يقول السيد الوزير في الموضة الجديدة و اللباس المكشوف الضيق الكاشف لجسد المرأة و الفتاة و في الأعوام الأخيرة من 2000 أصبحت الموضة متطورة

موضة الغرب و قشور الغرب أصبحت منتشرة أكثر في بلادنا البطن عارية الصرة مكشوفة و الزنود و الثديين و كل شىء ظاهرة أصبحت فتنة في الشارع و في الادارة و المعاهد و الكليات و المؤسسة و المرأة المكشوفة هي المرأة العصرية موضة العصر محبذة حتى في التلفزة  و طلبت من وزيرنا الردّ على مقالي إذا كانت له ملاحظات حول هذه الموضة و هل مسموح بها في تونس و كما تحدث على اللباس و الحجاب كان عليه أن يكون عادلا في بقية مظاهر العراء و عدم الحياء و بعد حوالي 10 أشهر جاءت مبادرة الرئيس و إجتمع بالوزير و أكدّ سيادته على ضرورة المحافظة على لباسنا و هويتنا وأصالتنا و هذا شىء جميل و رائع لكن الأجمل منه أن سيادة الرئيس أكدّ أنّ تونس حريصة على المحافظة على الحياء و الحشمة و السلوك الطيب و مظاهر الحياء الذي هو شعبة من شعب الإيمان

و قد فهمت مساء يوم 11 أكتوبر حسب فهمي بأنّ يوم 13 أكتوبر 20 رمضان سيكون يوم البدأ للشروع في حملة واسعة للأخلاق الفاضلة و منع اللباس القصير المفضوح العاري المرفوض في بلادنا و قد لاحظت يوم 12 أكتوبر 2006 في مطار تونس قرطاج الفتاة العاملة في مصالح المطار بلباس مفضوح و مكشوف الصرة و الثديين ظاهر هذا بعد مقابلة الرئيس لوزير الشؤون الدينية  و لاحظت مساء يوم 13 أكتوبر 2006 في التلفزة في برنامج المنشط سامي الفهري الفتيات التونسيات في لباس مفضوح و مكشوف و شبه عاريات و هذا الشاب المنشط يقبّل الفتيات الجميلات على شاشة التلفزة فهل هذا يجوز شرعا يا سيادة الوزير فهل وصل كلام الرئيس و توصياته للتلفزة التونسية و إلى الإذاعة أم كل فول لاهي في نواره …و هل هناك حملة جدية للحدّ من العراء أم ماذا

نرجو الإجابة على هذه التساؤلات و على هذه الحيرة و هل الحملة على الفتيات اللاتي يرتدين اللباس المحتشم دون غيرهن من صاحبات الموضة الغربية…

و هل سيصدر منشور لمنع الموظفة من إرتداء اللباس المكشوف هيبة لدولة القانون و المؤسسات  و إحترام تعليمات و توصيات رئيس الدولة و يكون رقم المنشور 207 لماذا لأنّ المنشور الأول عام 1985 كان يحمل رقم 108 رمز البلاد أم عليهم فقط كما قال الإمام لإبنه عليهم مش علينا …نتمنى تطبيق ما جاء في مقابلة يوم 11 أكتوبر 2006 و العودة إلى تقاليدنا و لباسنا الذي له مميزات و خصوصيات الحياء و الحشمة و اعتبار اللباس الموضة دخيل و نشاز هو الآخر هذا ما ننتظره في الايام القادمة … و أنّ الحملة التي ذكرت بها في مقالات سابقة التي قام بها السيد وزير الداخلية أحمد المستيري عام 1971/1972 ضد موضة العصر و استعمل رجال الأمن الناشطين نوع من أنواع الدهن لإستعماله لكل فتاة خارجة على المعقول و قد أتت الحملة نتائجها آنذاك بحكمة من الوزير و بدعم و إذن من الرئيس الحبيب بورقيبة رحمه الله فهل هذه الحملة الأمنية و الحزبية ستعود  لوضع حدا للتدهور الأخلاقي و السفور و هل نقضي على أسباب و جذور التفسخ الأخلاقي و العراء و هل تعود تونس إلى مجدها في إطار التوازن و الحياء قال الله تعالى : فلتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون على المنكر و أولائك هم المفلحون. صدق الله العظيم و قال أيضا بل الساعة موعدهم و الساعة أدهى و أمرّ صدق الله العظيم.

القيام بحملة واسعة للتوعية و التحسيس قبل الردع و تطبيق القانون

من الواجب الوطني القيام بحملة واسعة النطاق من طرف حزب الاغلبية و الأحزاب على الساحة الوطنية ووسائل الإعلام المرئية و المسموعة و المكتوبة و على موقع الأنترنات لتوعية الفتيات و النساء التونسيات بضرورة التخلي على اللباس المكشوف و المفضوح و العراء الذي إكتسح بلادنا و إعطاء الفرصة لهنّ قصد العودة إلى أصالتنا و هويتنا و لباسنا التونسي المحتشم الأصيل

و على إمتداد التاريخ .. و الإبتعاد على موضة الغرب هذه الموضة التي تصنع في أوروبا صباحا و تباع  في تونس مساءا و لما لا نقلد أوروبا في الإجابي و نسعى لتقليدها إلا في القشور و العراء المفضوح و الكشف على مفاتن حرمها الشرع الإسلامي

و دور رجال الدين و الأئمة الخطباء هام و هام جدا ابتداء من خطبة الجمعة التي تصادف يوم 27 رمضان المعظم لدعوة النساء و الرجال معا للقيام بتوعية ذويهم و بناتهم بضرورة إلتزام الحياء و الحشمة في اللباس و قد أكد سيادة الرئيس في المقابلة الأخيرة مع وزير الشؤون الدينية حرص تونس على التمسك بمنهج الحياء و الحشمة و أعطى الضوء الأخضر حتى لا يخاف و لا يخشى الذي يتكلم على هذا الموضوع.

ملاحظة هامة : قد نشرت 7 مقالات حول ظاهرة العراء و التفسخ الأخلاقي في ظرف سنة على موقع الأنترنات بما في ذلك التعقيب التاريخي على تصريحات وزير الشؤون الدينية في 25 ديسمبر 2005 بجريدة الصباح وقد كان التعقيب المنشور يوم 30 ديسمبر 2005 بموقع الأنترنات تونس نيوز له تاثير إيجابي داخل البلاد و خارجها ووقع إستحسانه و هو ناكر من خصص مقالا للتنويه بهذا المقال و التعقيب و الله ولي التوفيق قال الله تعالى : فستذكرون ما أقول لكم و أفوّض أمري إلى الله إنّ الله بصير بالعباد صدق الله العظيم .

 

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء


 

هل يحمل الاسلاميون كل هذه الشرور:

  تشئة المقدسات جريمة جديدة للطابور الخامس

 
عبدالباقي خليفة (*)   لم أكن أعبأ بما يقوله أحد الببغاوات على بعض المواقع الالكترونية المنغلقة ،على نمط معين من كتابات فلول الطابور الخامس ، وذلك لأنها لا تحمل أي جديد في طروحاتها ، فهي سلعة قديمة يلوكها هذا الرهط منذ عدة عقود . لكن ما استرعى انتباهي في المدة الأخيرة هو تطور نوعي في اتجاه أكثر انحطاطا لهذا الرويبضة ، ألا وهو تشئة المقدسات كما لو كانت تركة من تراث القدامى منفصلة عن طبيعتها الالهية و الرسالية . فبعد شطحات طويلة حول شعبية الاسلاميين التي رآها  » فزاعة مريعة  » وأنها  » لا تفيد أحدا بقدر ما تفيد الانظمة الاستبدادية  » يقررالمسيخ السياسي بأن  » الحركة الاسلامية لا تملك برامج التنمية السياسية ، والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يفترض أن تكون أساس التقييم في انتخابات ديمقراطية حقيقية « وبعد هذا التنميط البائس الذي لا يستند لأي دراسة علمية أوبحث واستقراء ، يسقط في مطب خطير بل هاوية خطيرة للغاية ، وهي تشئة المقدسات فبعد تلك الاطلاقات الهلامية يذكر بأن الاسلاميين لا شئ لديهم  » سوى استغلال اسم الله والرسول ( ص ) في المزاد الانتخابي والسياسي أي التوكل على ملك جماعي وماركة مسجلة للامة  » ويتابع  » لحصد ربح فيئوي حزبي فضلا عن مزايدات في المجال المعنوي « .   وربما فات الكثيرين ممن قرأوا المقال ،التفطن للخلفية الفكرية لذلك الاستنتاج النتشوي والوجودي الوضيع في حق الله سبحانه وتعالى وحق الرسول صلى الله عليه عليه وسلم ،والمخالف بل المناقض للايمان في مفهومه الرسالي ، والمتماهي مع التصورات المادية والوجودية التي ترى أن  » الانسان هو خالق الله ومالكه  » وهو لب الصراع بين الاسلاميين والوجوديين الجدد سواء مرروا مقولاتهم باسم الحداثة أو التقدمية أو الليبرالية الجديدة أواللحاق بركب الدول المتقدمة كما كان يقول المقبور الحبيب بورقيبة . فالله في تصوره وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ملك جماعي  » مشاعي  » بل  » وماركة مسجلة للامة  » ( هكذا ) . في حين أن الامة والناس أجمعين والكون وما حوى ملك لله سبحانه وتعالى . وهذا هو الفرق بين تصور الاسلاميين للذات الالهية والرسالة ، و بين خصومهم ، فالاسلاميين يدعون لعبودية الله ،من خلال أفعال الله في الكون ، وأفعال العباد وفق تعاليمه سبحانه ، بينما يدعو خصومهم لعبودية الانسان واخضاع الله وتعاليمه والرسالة إلى أحكامهم وتصوراتهم و قراءاتهم على ضوء التصورات الوجودية باسم الحداثة والعصرنة والتاويل والاجتهاد وبدون ضوابط شرعية أو مؤهلات علمية ، بل هناك من لا يؤمن بالله و يصف الاسلاميين بـ  » الفعاليات الغيبية  » ومع ذلك ووفق التصور الوجودي يرى أن « الله والرسول ملك جماعي  » .   تلك سقطة لا تغتفر ، ارتكبها ذلك الدعي في مقاله  » تحرير الاسلام  » بينما كان هو ذاته في حاجة للتحرر من التمريرات المميتة لأولئك الذين حاولوا تمرير تلك المفاهيم عبر الابواق المفتوحة من أمثاله. حيث يدرك لو ترك الامر لتجربته الشخصية في تونس أن الاسلاميين لا يقولون للناس بأنهم « متفوقون على منافسيهم اخلاقيا  » لكنه بدل ذلك يذهب أو ذهب به إلى ما اتهم به الاسلاميين باطلا فيقرر « بدا لي ولآخرين كثر أن تفوق الاسلاميين الاخلاقي المزعوم هذا مجرد أسطورة و أوهام تباع للاغلبية من المساكين المطحونين بالفقر و البطالة والياس من المستقبل « . ويلاحظ المرء إنه استخدم كلمة  » بدا لي  » فالامر هنا مجرد انطباعات شخصية ، مما يحول الكلام برمته بعد كتابته ونشره إلى نوع من التشهير الذي تعاقب عليه بعض القوانين في الدول التي تحترم حقوق الانسان ، وقبل ذلك في الدولة الاسلامية التي يدعو إليها الاسلاميون .   المغالطة الأخرى التي حاول (محرر الاسلام من الاسلام ) تمريرها هو الخلط بين جميع الاسلاميين جهاديين وتكفيريين و جمعهم في فسطاط واحد مع الداعين لاقامة مجتمع مدني حقيقي تحترم فيه حقوق الانسان و تضمن فيه حرية التعبيرللجميع . و يتهم الاسلاميين بأنهم  » لا يتورعون على الكذب والافتراء والبهتان وتلفيق الأنباء والأخبار والمؤامرات، ولا يقفون عند سقف أو حد أخلاقي في معاركهم أو خصوماتهم، ثم لا يفوتهم بعد كل ذلك، أن ينهوا المقالات والخطب، بالآيات والأحاديث الشريفة، وحمد الله على نعمه والصلاة والسلام على رسوله « 

ولم يستدل على إفكه ذلك بأي أدلة ، الأمر الذي يجعل مقاله وبامتياز من النوع الذي يتهم به الاسلاميين ،ولكن بالادلة .

  ثم يقدم صورة كاذبة ومغرقة في التضليل ، حول مفهوم الذات الالهية عند الاسلاميين ،وهوأمرعقائدي، أكثر منه سياسي ،وهي صورة مشوهة لقراءة بعض المستشرقين للحديث القدسي  » ما تقرب إلي عبدي بشئء أحب إلي مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإذا دعاني أجبته وإذا سالني أعطيت  » أو كما ورد في الحديث القدسي . فيقول  » والله جل وعلا، عند الإسلاميين يغضب لغضبهم وينتقم لانتقامهم ويذبح لذبحهم ويسفك الدماء بأيديهم ويستبيح الأعراض بأقلامهم، كما يفرحه ما أفرحهم ويزهو لطربهم ويسر لمسراتهم، وهو عندهم ساعة ما يشاءون منتقم جبار، وساعة ما يشاؤون رحيم رحمان، و هو – استغفره تعالى- رهن إشارتهم في حلهم وترحالهم وخصامهم ومودتهم، يسارع إلى هواهم، و يبارك من باركوه ويغضب ويخرج من رحمته من أخرجوه – أو خرج بإرادته- وليس من سبيل لنيل رضاه وجنانه إلا عبرهم وبواسطتهم  » وهكذا تم تحميل الحديث ما لم يحتمل من قبل الذين لا يعلمون ،

ومع ذلك لا استشهاد بأي مرجع أو مقال لأحد الإسلاميين الذين يفتري عليهم و يتهمهم بما فيه و ما هو عليه  .

  ثالثة الاثافي أن هذا الشخص يفضل الديكتاتورية والاستبداد على حكم الاسلاميين ، وهو يتفق تماما مع السياسة الاسرائلية التي تدفع باتجاه وقف دمقرطة العالم الاسلامي ، لانه ليس بالامكان أفضل مما هو حاصل .وهي فرية رددها كثيرا الصديق الحميم لاسرائيل ، و اللوبي الصهيوني في فرنسا عفيف لخضر ، قبل شلله التام و عجزه عن الحركة والكتابة وان اختلفت الصياغة ، فيقول  » المستبد الحالي يسجن بعض مواطنيه ويعذبهم ويضيق عليهم في معاشهم، ولا يزعم أنه مكلف إلهيا بفعل ذلك، إنما هي مقتضيات الخصومة وفقا للعادات والتقاليد العربية الفاسدة في الحكم، أما المستبد الإسلامي القائم والممكن مستقبلا، فإنما يسجن ويعذب ويسحل و يفتري ويدبر المكائد والمؤامرات لتصفية خصومه، وهو مأجور عليها، يتقرب بأفعاله طاعات لله، ما تزيده جرائمه وفظائعه ومكره إلا أجرا عند الخالق ومكانة « . ومن المؤكد أن القذع الموضوع بين مزدوجين نابع من نفس مريضة حاقدة ومعقدة ، فقد أعطى لنفسه حق التوقيع نيابة عن الاسلاميين أنفسهم ، بل و ادعاء علم الغيب  » المستبد الإسلامي القائم والممكن مستقبلا  » وهو منحى كما ذكرت في بداية المقال ليس بجديد بل يلوكه خصوم الاسلاميين منذ عدة عقود ، و يهدف إلى التخويف من الاسلاميين ، وممارسة بعض أنواع الدجل السياسي الذي يزعم قدرته على قراءة ما في الضمائر، و أخطر من ذلك تبرير قمعهم واستئصالهم و بلا هوادة .    لو كان باحثا أو حتى كاتبا يحترم نفسه لذكر أمثلة معاصرة على ما يقول ، علما بأن التجارب الاسلامية مختلفة ، و متنوعة و ليست متطابقة لكنهم لا يركزون سوى على النماذج المنفرة ، دون التطرق مثلا للنموذجين التركي و الماليزي ، رغم اعتقادي بأن النموذج الماليزي أكثر قربا من الاسلام و أكثر انفتاحا و تقدما من سائر الدول الاسلامية الاخرى . ورغم أن الاسلاميين و أعني بذلك الحركات الكبرى مثل الاخوان المسلمين و الحركات المعتدلة في المغرب و تونس و الجزائر و مويتانيا و السودان والكويت و الاردن و بقية دول الخليج و باكستان وماليزيا و اندونيسيا  و غيرها قد قد قدمت مشاريعها وأعلنت مواقفها من الاحزاب والتيارات السياسية و الفكرية و الفنية و قبلت بالتداول السلمي على السلطة و بالتعايش مع الاختلاف و القبول بمعادلة  » حكم الاغلبية مع الحفاظ على حقوق الاقلية  » إلا أن هذا الشخص يظل مصرا سواء عن جهل أو بشكل متعمد ،علة القول  » عندما ينظر المرء إلى سيرة المستبد العربي الراهن مع التابوهات، سيخلص غالبا إلى أنها محصورة في شؤون الحكم أساسا، فيما يرى سيرة الإسلاميين – وهم في المعارضة ما يزالون- حافلة بالهجومات على السياسيين والمفكرين والفلاسفة والفنانين، حاملة في ثناياها، فعلا أو تصريحا أو تلميحا، اتهامات الكفر والزندقة والهرطقة وإحلال الدم  » و طبعا بدون ذكر أي تصريحات أو مقتطفات من كتب الاسلاميين التي تؤيد أقواله و ذلك لسبب وحيد هو أنه لا توجد تصريحات أو مقالات للاسلاميين الذين يمثلون الاغلبية في الساحة الاسلامية تؤيد إفكه . لكنه يسترسل في البهتان  » ولا يسع المستشرف للمستقبل إلا أن يفزع على الحرية فزعا لا نظير له، حين يتخيل هؤلاء وقد استبدوا بالحكم، وأصبحت لهم سلطة، من أمن ومحاكم وعسس ومخابرات، كيف سيتعاملون مع نخب يرونها ضالة، تعمل برأيهم على نشر الفساد والإلحاد و الرذيلة  » والحقيقة أنه يعبر عن فزع الآخرين ممن يرغبون في بقاء العالم الاسلامي و الوطن العربي منه بمنزلة القلب في هوانه و ديكتاتورية حكامه و عمالتهم ، و تحالفهم مع الكيان الصهيوني. و لا ينسى أن يذكر بأن  » دعاة التنوير من أمثاله  » يتهمون بأنهم عملاء و خونة للاجنبي . لكنه قال كلمة يصف فيها حاله و لكن بالمقلوب  » صلاح التيارات الايديولوجية والسياسية يظهر في رأيي عند الخصومة أكثر، فالناس يستوون عند المحبة، بين الصالح والطالح، أما في الخصام، فيتجلى العاقل من المتعصب، والديمقراطي من المستبد  » فهل فيما كتبه عقل و تسامح ؟    لا سيما عندما يقرر بإن  » المواطنين الذين تصنعهم الحركات الإسلامية، ليسوا المواطنين المطلوبين لبناء مجتمعات ديمقراطية، فهم لا يتعلمون اتخاذ المواقف السياسية والفكرية وفقا للنتائج المحققة في الواقع أو البرامج الواقعية المعلنة للتغيير، إنما يأخذون المواقف جاهزة معلبة في صناديق مقدسة ومباركة ببخور الشيوخ وكلماتهم الطيبة، تماما كما يجنح بهم إلى الأجوبة البسيطة القاطعة الواهمة على الأسئلة المعقدة والمحيرة  » . لم يذكر لنا شكل الصناديق المقدسة التي يتحدث عنها و لا نوع البخور ، و لا يجيب على الاسئلة المعقدة و المحيرة . لكنه يشير إلى ما ذكرته في بداية المقال إلى خلافنا مع أمثاله حول الاجابة على الأسئلة الجدلية التي وصفها بالبسيطة والواهمة والقاطعة  » هل الله خالق الانسان ومالكه كما يؤكد الاسلاميون أم أن الانسان هو الذي خلق الله و بالتالي فهو ملك جماعي وماركة مسجلة للامة كما قال ؟  فالاجابة تحدد المسارات المعرفية و المجتمعية للامة راهنا و مستقبلا . و هو يميل للتفسير الآخر لذلك يرى  » مستقبل العرب كما أرى، ليس رهين تحرير الدول من الاستبداد فحسب، إنما رهين تحرير الإسلام أيضا من المستبدين بكلمته وفقهه وتأويله والمتاجرة به، ولعل المهمة الأخيرة أعسر كثيرا من المهمة الأولى،

لأن منح العقيدة الإسلامية طبيعة معاصرة وجوهرا إنسانيا، كدين خالص وطريق للخلاص الفردي، وحده القادر على فسح المجال أمام بناء عقل عربي حر قادر على مناقشة القضايا المطروحة باقتدار، وترتيب برامج إصلاح وتغيير فاعلة في جميع المجالات، وهو ما قد يتطلب زمنا طويلا، ربما يكون قرونا، « 

و يدعو هذا الديمقراطي المتنور إلى حرب استئصالية ضد الاسلاميين ، بما يبرر قيام حروب أهلية في العالم الاسلامي وهو ما تعمل لاجله بعض القوى التي لا تخفى على المتعلمين و المثقفين المطلعين على مشاريع التجزئة الكبرى التي تتهدد الامة الاسلامية ، فيقول  » يفترض أن تخاض فيها حروب طاحنة ضد كهنوت يزعم أن لا كهنوت في الإسلام، وضد من بدأ بحرق كتب ابن رشد، وانتهى إلى طعن نجيب محفوظ بنية القتل  » و في المقطع الاخير من سمفونية  » محرر الاسلام من الاسلام  » أو  » الاسلاميين  » ينفي أن لا يكون هناك كهنوت في الاسلام ، فعندما يقول  » يزعم أن لا كهنوت في الاسلام  » معناه أن هناك كهنوت ، أما بؤسه الاكبر ، فهو خطيئة التعميم التي سقط فيها من أول حرف في مقاله المتهالك فابن رشد لم تحرق كتبه من قبل مؤسسة اسلامية كما فعل الفاتيكان و ما سجله تاريخ الاكليروس الكنسي و إنما من بعض الافراد و بدافع الغيرة ليس إلا ، وهو ما ينطبق على نجيب محفوظ الذي كانت له علاقة ممتازة مع الاخوان المسلمين في آخر ايام حياته .   بقي القول أن ربيعا سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا ستشهده ربوعنا يوم يصل الاسلاميون للحكم ، فالشعب و النخب لا تحكم على الاسلاميين من خلال مقالات متهافتة و أقلام مأجورة و لدينا الادلة ، فقد اتهم صاحب المقال وعلى قناة الجزيرة بأن له علاقات حميمية مع اللوبي الصهيوني في هولندا ويتلقى تمويلا مباشرا منه و لم يرد ، كما أن الموقع الالكتروني الذي يكتب فيه ، معروف بعلاقاته بالمشاريع الامبريالية في البلاد العربية و العالم الاسلامي . و في مقال له مؤخرا كتب توماس فريدمان بأن مستقبل العالم العربي مرهون بانتصار التقدمية و معروف عن فريدمان صهيونيته ، و هو يهودي ، فهل أصبح الصهاينة حريصون على تقدمنا و خروجنا من ربقة التخلف و الماضوية ؟!!!   أما لماذا سيكون المستقبل زاهرا في ظل حكم الاسلاميين ، لدي إجابات طويلة و لكني سأختصرها في ثلاث عناصر : 1 ) سيصبح القرار السياسي في ايادي وطنية لا تساوم على مصالح الشعوب ، ولن تصبح الحكومات رهينة السياسات الدولية كما هو حاصل الآن 2 ) لن تخضع العلاقات الاقتصادية الدولية للحسابات السياسية أو قل للحسابات الشخصية و ضمان البقاء في الحكم ، حيث يتم شراء بضائع باسعار خيالية ارضاءا لدول الحماية أو بيع بضائع باسعار منخفضة لنفس الاسباب 3 ) لن يتم اهدار المال العام على الدعايات الاعلامية و السياسية الذاتية ولن تبذر أموال الشعوب على تمويل الحروب بالوكالة كما يحدث الآن 4 ) لن تكون المساعدات الخارجية وفق أجندات سياسية و ثقافية كما هوم عمول به في الوقت الحاضر 5 ) ستكون الشعوب و حدها صاحبة القرار ، لان وحدها من يتحمل تبعات ذلك ، مهما كانت طبيعة تلك القرارات ن سواء تعلق الامر بالتنمية أو السياسة أو الحرب و السلام 6 ) لن تكون هناك صفقات اسلحة وهمية بمليارات الدولارات تذهب لحسابات دول مقابل مواقف سياسية تخدم دولا معادية للامة ، أو صفقات وهمية تذهب للدول المعادية نفسها و لنفس الاسباب 7 ) لن تتمكن أية دولة في التدخل في خيارات الشعب كما حدث في تونس عندما منعت فرنسا إقامة مصنع للسيارات اليابانية في مدينة القيروان أو منعت فرنسا الابحاث التي كان يقوم بها الدكتور التركي في مجال الطاقة و أغلقت مختبراته الامر الذي دفعه للهجرة إلى ليبيا 8 ) بناءا على أدبيات الحركة الاسلامية المعاصرة و كبرى تنظيماتها  » الاخوان المسلمون  » و الحركات القريبة منها  » النهضة التونسية  » وغيرها ، فإن التداول السلمي على السلطة ، وعدم احتكار الحديث باسم الاسلام ، و حرية التعبير و التنظيم ستكون مكفولة للجميع في الدولة الاسلامية ، و كان الشيخ راشد الغنوشي حفظه الله قد أكد في وقت سابق بأن الحركة تقبل بوصول الشيوعيين للسلطة وسيكون موقفها النضال السلمي من أجل تغيير موقف الشعب من ذلك ، وهو حق للشيوعيين و غيرهم في حال وصول الاسلاميين للسلطة بأن يقنعوا الشعب بتغيير رايه ن بينما صرح الشرفي ( الوزير السابق ) بأنه سيصعد للجبال و يمارس حرب العصابات ( رغم أن صحته لا تسمح له بذلك ) إذا وصل الاسلاميون للسلطة . ومع ذلك يعتبر الشرفي تنويريا و الغنوشي مستبدا بالطبيعة !!! 9 ) ذكرت في مقال سابق بأن وضع الحريات و لا سيما في تونس بعد وصول الاسلاميين للسلطة سيكون وفق المقاييس الدولية بل و أكثر حيث لا تستطيع تونس أو غيرها العيش بمنآى عن العلاقات الدولية و نحن قريبون من اوربا 10 ) الجميع يعلم بأن مستوى الوعي واستيعاب مفردات الحياة المعاصرة أصبح سمة الحركة الاسلامية الكبرى الامر الذي يجعل من مسالة تكفير الناس و تفسيقهم و رميهم بالفجور مجرد رواسب قديمة في مخيلات خصومهم وانطباعات ذاتية لديهم لا تعبر سوى عن رغبة في ابعادهم من الساحة بمثل تلك الاتهامات الباطلة 11) من العار أن تستمر مواقف متهالكة ووصائية على الشعوب حتى عند الحديث عن مؤسسات المجتمع المدني كالنقابات ، و كأن الكوادر المنضوية و المنخرطة فيها مجرد أطفال في مدرسة يتحكم فيهم الاسلاميون كما يشاؤون 12 ) أتمنى على صاحب المقال أن يقرأ كثيرا في ادبيات الحركة الاسلامية بعيونه هو ( رغم ضعف بصره ) و ليس بعيون الآخرين . وعندما يقرأ أن يحاول الفهم على أكثر من وجه و لا يعطي القراءة تفسيرا واحدا حتى يكون حكمه علميا 13  ) أذكره و اذكر الآخرين ممن يتهمون الاسلاميين بالانغلاق و التحجر و غير ذلك من الاتهامات الكاذبة أني قرأت مقاله و مقالات أمثاله على مواقع اسلامية ، ومواقع مقربة من الاسلاميين بدون حذف أو تعليق أو ما إلى ذلك ، بينما لا يمكن للموقع الذي ينشر فيه أن ينشر مثل هذا الرد أو مقالات لاسلاميين ليتضح الفرق بين من يحمل ثقافة العصر وسمة العصر و هو الاعتراف بالتعدد مهما اختلف معه أو صدم قناعاته الفكرية و بين من يدعي الانتماء للعصر و هو يمارس اساليب القرون الوسطى ، الخوف من الآخر و الانغلاق و الدوران حول الذات و تمجيدها و رمي الناس بالامراض المزمنة التي يعاني منها ، و من بينها الجهل بالآخر الذي يهاجمه وفق تصورات بناها حوله و ليس وفق حقيقة الأخر ( وهم الاسلاميون ) الذي يتحدث عنهم بجهل بل بعدائية مقيتة .  14 ) أنصحه بأن يستشهد على ما يقوله حتى لا يكون كلامه اطلاقيا ، و انشائيا هجائيا .   (*) كاتب و صحافي تونسي


تعليقا على رد الأخ عبد الباقي خليفة..هذه بعض الشرور

 

د.خالد شوكات* قرأت بعناية ردك على مقالي « تحرير الإسلام »، وكنت أتمنى لو تواضعت قليلا وأشرت بالاسم إلى كاتب المقال، خصوصا وقد حرصت على تذكيره طيلة ردك بالاستشهاد والتوثيق…إلخ، وتجاهلك لاسم صاحب المقال عادة « احتقارية » تنم كما هو بين عن خلق عظيم.

وكنت سأفرح كثيرا برد لو أبقيته فكريا وسياسيا خالصا، على نحو تنأى به عن أي خصومة شخصية تلوح في نصك من بدايته إلى نهايته، رغم أنني لم أتشرف بعد بمعرفتك، فقد أوردت في هذا النص أفكارا جديرة بأن تكون محل نقاش سياسي وفكري رصين، خصوصا وأننا لا نفتعل الخلاف بيننا، بل هو واضح فيما نفكر ونكتب.

وتنبيها لك وللإخوة القراء، أقدم ها هنا لائحة الاتهامات الشخصية، التي لا أراها تليق بمقامك المبجل يا أخ تونس و العروبة والإسلام: 

1- أحد الببغاوات: أي أنني برأيك ليس بمقدوري التعبير عما يجول بعقلي من أفكار، إنما أنا ببغاء أردد ما يقوله غيري من أهل الداخل والخارج. 2- الطابور الخامس: أي أنني عميل وخائن 3- هذا الرهط: أي أنني من جماعة تستحق كل التوضيع والاحتقار والمهانة  4- لهذا الرويبضة: أي أنني منافق، وحكم المنافق معروف في الشريعة 5– المخالف بل المناقض للايمان: أي أنني كافر، فما أفكر به وأقول لا يتفق مع الإيمان الصحيح الذي تعرفه، ولا أعرفه. 6- ذلك الدعي: ولست أدري على وجه التحديد ماذا ادعيت، ولكن الاتهام في كل الأحول ليس تشريفا. 7- الابواق المفتوحة من أمثاله: أي أنني بوق قابل للتأجير، ولا يمكن أن أنطق بما أنا مقتنع به، مجرد أجير ولا حول ولا قوة إلا بالله. 8- يتفق تماما مع السياسة الاسرائلية: أي أنني عميل للموساد، ولست أعلم حكما على عملاء الموساد غير ما يعرف، نهاية سعيدة وقبر مشيد. 9- نفس مريضة حاقدة ومعقدة: أي أن كل نقد للحركة الإسلامية لا يمكن أن يأتيه إلا مرضى وحاقدون ومعقدون، مكانهم بطبيعة الحال مستشفى المجانين، وهو أرحم قليلا من السجون. 10- الدجل السياسي: وفوق « البيعة » أنا دجال سياسي، وإن شاء الله توفقون لحماية الشباب خاصة من الوقوع في شرك الدجالين. 11- لو كان باحثا أو حتى كاتبا يحترم نفسه: بطبيعة الحال فكل من تجرأ على المشايخ لم يحترم نفسه وجر عليه الويلات في الدنيا والآخرة. 12- أن له علاقات حميمية مع اللوبي الصهيوني في هولندا و يتلقى تمويلا مباشرا منه و لم يرد: وما دمت لم أرد فيعني ذلك أنني أؤكد التهمة ولا أنفيها، أليس السكوت علامة الرضا كما يقول المثل الشعبي، خلافا لنص القرآن الكريم « إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما »، و »إذا أتاكم فاسق بنبأ فتبينوا.. »..وما دمت أتلقى تمويلا من الصهاينة، فحجتي متهافتة ولا داعي للفزع من أفكار يرددها عميل للصهيونية. 13- رغم ضعف بصره: أسأل الله أن يمتعك بقوة البصر، وأن لا تعجز لمرض عن الكتابة مثلما ابتلى الله العفيف الأخضر الذي كان محل شماتتك، وأن تخلد إن شاء تعالى حتى لا تكون مقبورا مثل الرئيس بورقيبة رحمه الله ورحمنا جميعا، كما أوردت في كلمتك.

ولا أظنني بعد كل هذه الاستشهادات التي قدمتها لي – مشكورا- محتاجا إلى توثيق مقالي الذي أخرجك عن اعتكافك عن الرد على أمثالي، إذ ليس أدل منها على ما تعدون به ساحة الحوار السياسي في تونس والعالم العربي والإسلامي.

وتقبل الله منكم ومنا الصيام والقيام، وغفر الله لكم ولنا، وبصرنا بعيوبنا.

مع فائق التقدير

 

قبل المؤتمر الرابع للديمقراطي التقدمي:

رافعات برنامجية ليحتل الحزب موقع وسط اليسار

 

عبد المجيد المسلمي

 

ينعقد يومي 23 و 24 ديسمبر المؤتمر الوطني الرابع للحزب الديمقراطي التقدمي. و سيكون فرصة هامة لبناء توجهات الحزب و خطه السياسي للمرحلة القادمة. و أقدم في ما يلي بعض الآراء فيما أعتبره قضايا أساسية من الضروري أن يتطرق لها المؤتمر و يتخذ فيها المواقف التي من شانها تطوير إشعاع الحزب و تصليب مكانته على الساحة الوطنية.

 

و تمثل علاقة الحزب الديمقراطي التقدمي بنظام الحكم إحدى القضايا الهامة التي من المنتظر أن يخوض فيها المؤتمر. فعديد الملاحظين يعتبرون أن الحزب يمثل حالة خاصة في المشهد السياسي التونسي. فهو الحزب القانوني الوحيد الذي لم يحصل على مقاعد في البرلمان بالرغم من مشاركته المنتظمة في الانتخابات التشريعية منذ سنة 1994 و هو لا يحصل تبعا لذلك على الدعم المالي الحكومي لا للحزب و لا لجريدة الموقف. من جهة أخرى تتميز علاقته بالسلطة بالتوتر إن لم نقل بالقطيعة بحيث يعتبره البعض حزبا مغضوبا عليه.

 

و يمكن تفسير هذا الأمر بالمعارضة الجذرية التي أبداها الحزب إزاء سياسات السلطة أو ما يمكن أن نطلق عليه بتوجه الممانعة السياسية. إذ أنه رفض الرضوخ إلى شروط السلطة و إملاءاتها للدخول إلى قبة البرلمان كما عارض التعددية الصورية التي أرستها السلطة حيث تلعب المعارضة التي يتم تعيينها في البرلمان و ليس انتخابها دورا هامشيا متمسكا بالمطالبة الحازمة بإصلاحات سياسية حقيقية تضع البلاد على سكة التحول الديمقراطي الذي ينشده شعبنا. إضافة إلى ذلك فإن السلطة تعيب على الديمقراطي التقدمي معارضته الصريحة منذ بداية التسعينات للنهج الأمني الذي تعاطت به مع ملف الإسلاميين و مطالبته الحازمة بإطلاق سراح المساجين. و يمكن القول أن هذا التوجه الذي سارت عليه القيادة التاريخية للحزب يعود بدرجة و لو نسبية إلى أصولها إذ لم تولد من رجم الحزب الحاكم على غرار أحزاب معارضة أخرى و إنما انحدرت من تيارات قومية و يسارية راديكالية عرفت الملاحقة و السجون خلال العهد البورقيبي. و هي ربما تجد التعويض عن الإقصاء الذي تتعرض له و التشنج و القمع في بعض الأحيان الذي تعامله به السلطة في رصيد الثقة و المصداقية التي ما فتئ يتمتع بها الحزب لدى أقسام هامة من النخبة و الاحترام الذي يكنه له أصدقائه و خصومه على حد السواء.

 

و السؤال المطروح هل سيقر المؤتمر القادم استمرار هذا النهج الجذري الممانع و الذي اتبعته قيادة الحزب لأكثر من عشرة سنوات؟. فالبعض يعتبر أن قوة السلطة و سيطرتها على جميع مفاصل المجتمع و ميزان القوى المختل لصالحها يدفع باتجاه تليين توجه الحزب و السعي إلى فتح حوار مع السلطة قد يمثل المخرج الأساسي لا فقط للوضع السياسي المتسم بالانغلاق و الجمود بل أيضا لفك الحصار المضروب على الحزب متسائلين عن جدوى هذا الصراع العقيم المتواصل منذ سنوات بحيث لم تغير السلطة من أسلوبها في الحكم و لم يتزحزح الحزب عن مواقفه. لكن الواقع يبين أن إمكانيات حوار وطني جدي و صادق غائبة تماما. فالسلطة التي تريد إخضاع كل الأطراف حزبية كانت أو جمعياتية لسياستها لا تقبل الحوار إلا بشروطها و حسب أجندتها. صحيح أن الانغلاق الذي تتميز به سياسة السلطة و الذي بلغ ذروته في السنتين الماضيتين يدعو حقا إلى التشاؤم.. و لكن الخيارات المطروحة على المعارضة الديمقراطية محدودة جدا. فإما أن ترضخ لشروط السلطة و إملاءاتها دون مقابل أو بمقابل هزيل لا يغني و لا يسمن من جوع أو أن تواصل النضال المدني و السلمي دون هوادة حتى يستجيب نظام الحكم للمطالب المشروعة للشعب التونسي في الإصلاح السياسي.

 

هوية الحزب

تثير مسألة هوية الحزب الديمقراطي التقدمي تساؤلات عديدة لا فقط لدى مناضليه و إنما أيضا في محيطه من أوساط النخبة السياسية و النقابية . فالحزب الذي أسسه يساريون و قوميون على أسس ديمقراطية و علمانية استوعب خلال مؤتمره السابق مناضلين قادمين من أفاق إسلامية و بصورة خاصة من تيار اليسار الإسلامي. فدعا اليساريين إلى المصالحة مع هويتهم العربية الإسلامية و دعا الإسلاميين إلى التبني الصريح للقيم الديمقراطية. و لما باتت الهوية العربية الإسلامية مكونا أساسيا في هوية الحزب الديمقراطي التقدمي أصبح البعض يلومه على خفوت صوته الحداثي و التقدمي في السنوات الماضية حول قضايا جوهرية مثل مساواة المرأة بالرجل و المواجهة الفكرية و السياسية الحازمة للأطروحات الإسلامية السلفية المحافظة مما حدا ببعض الخصوم إلى الإتهام بأنه قد بات حزبا ذو تلوين إسلامي.

 

و لا يمكن للحزب الديمقراطي التقدمي أن يواصل التذبذب بين توجه حداثي تقدمي يبرز بالكاد بين ثنايا خطابه و توجه مهادن للأطروحات السلفية و المحافظة. كما لا يعقل أن يواصل سكوتا غير مبرر عن قضايا جوهرية يطرحها المجتمع التونسي تتطلب الوضوح التام و لا تحتمل المناطق الرمادية. فهذه المراوحة قد تضر بصورة الحزب لدى المجتمع و قد تهدد وحدته الداخلية ناهيك بأنها تتنافى مع قواعد الحوار الوطني الذي يتطلب صراحة و وضوحا في المواقف و لا يحتمل ازدواجية الخطاب. و يمكن القول أن هنالك منظوران أساسيان للهوية العربية الإسلامية التي هي ملك لجميع التونسيين. فهناك منظور سلفي أصولي محافظ و هنالك منظور تقدمي و حداثي يعتبر أن الهوية العربية الإسلامية قادرة على استيعاب المفاهيم الحداثية و التقدمية التي توصلت إليها الإنسانية و التي تنزل قيم الحرية المنزلة الأرفع و تعزز من حرية الفرد و قيمته و حرمته الجسدية و المعنوية و تِؤكد على قيم المساواة و العدل بين البشر مهما اختلف أجناسهم أو دياناتهم.

 

لذلك نعتبر انه من الضروري على مؤتمر الحزب أن يتبنى و بصورة صريحة هذا الفهم التقدمي و الحداثي للهوية العربية الإسلامية واضعا نفسه ضمن التيار التحديثي و الإصلاحي في الفكر العربي الإسلامي في مواجهة التيار السلفي الأصولي بالتأكيد في لائحة واضحة لا لبس – لا توجد حاليا في أدبيات الحزب- على تبني الحزب لكل المكتسبات التي حققتها المرأة التونسية بما في ذلك منع تعدد الزوجات و الدعوة إلى ضرورة المساواة التامة بين المرأة و التمسك بالشرعة الدولية لحقوق الإنسان بما في ذلك رفض العقوبات الجسدية و التصدي للأفكار السلفية و الرجعية و رفض الدولة الدينية و معارضتها بالدولة المدنية المنبثقة من إرادة الشعب و لا يمكن تأجيل توضيح هذه القضايا تحت أي ذريعة كانت.

 

فتوضيح الأفكار و الرؤى لا يتنافى مع مواصلة مساندة الإسلاميين في محنتهم و الدعوة إلى العمل المشترك معهم حول الأهداف التي رسمتها حركة 18 أكتوبر و مواصلة الحوار معهم حول أمهات القضايا الوطنية. من جهة أخرى فإذا صح أن الاستبداد هو الخصم الرئيسي لكل قوى المعارضة في هذه المرحلة فإن هذه المسائل ستشكل محور الصراع في المجتمع التونسي و في المجتمعات العربية بين قطبين رئيسين في المجتمع: القطب الحداثي التقدمي من جهة و القطب الأصولي المحافظ من جهة أخرى هذا الصراع الذي من الضروري أن يأخذ في مجتمعاتنا شكل الصراع السلمي و المدني و التداول على المؤسسات عبر الانتخابات مثلما هو الحال بين القطب التقدمي الاشتراكي من جهة و القطب الليبرالي المحافظ من جهة أخرى في أوروبا و بلدان القارة الأمريكية. و نعتبر أنه على الحزب الديمقراطي أن يأخذ منذ الآن الموقع الذي ينسجم مع تاريخه و نضاله لا ضمن القطب السلفي المحافظ بل ضمن القطب الديمقراطي التقدمي و لما لا في طليعة هذا القطب و في قيادته.

 

اقتصاد السوق الإجتماعي

تطرح تساؤلات عديدة حول التوجه الاقتصادي و الاجتماعي الذي يقترحه الحزب الديمقراطي التقدمي للتونسيين. فالنظرية الاشتراكية التي تأسس عليها الحزب في بداية الثمانينات أصبحت محل تساؤلات كبرى: هل هي الاشتراكية التي تم تطبيقها خلال عقود في روسيا و بلدان أوروبا الشرقية و التي كانت مثالا للديكتاتورية و البيروقراطية و التخلف الاقتصادي و السياسي ؟ هل هي ملكية الدولة البيروقراطية لوسائل الإنتاج كلها أم بعضها أو هي رأسمالية الدولة البيروقراطية ؟؟ لقد أصبح اقتصاد السوق الرأسمالي هو النظام المهيمن في جميع أنحاء العالم و غزا أعتى و أكبر البلدان الشيوعية مثل الصين و الإتحاد السوفيتي. و يمكن القول بأنه النظام الاقتصادي الأنسب لبلدنا حتى يواصل عملية تحديث الإقتصاد و مواصلة النمو و مراكمة الثروة الوطنية.

 

لذلك من الضروري أن يقترح الحزب الديمقراطي التقدمي برامج و خططا تشجع أرباب العمل على الاستثمار في شتى المجالات و في المقام الأول ضرورة تحسين مناخ الاستثمار من حياد للإدارة و استقلال القضاء و استغلال النفوذ هذا المناخ الذي يشكل حاليا العائق الأكبر لانطلاق الاستثمار و النمو.

 

 فالرفاه الاجتماعي يرتهن بتحقيق التقدم الاقتصادي و مراكمة الثروة الوطنية التي يشترك في صنعها الشغالون و أربا ب العمل على حد السواء. إلا أنه من الضروري مواجهة النهج الليبرالي المتشدد في اقتصاد السوق و الذي يشرع الاستغلال الفاحش و يبجل مصالح الرأسماليين و يعمق الفوارق المجحفة بين الطبقات بتوجه اجتماعي أو اقتصاد السوق الاجتماعي – حسب تعبير العديد من الاشتراكيين الأوروبيين – يعتبر قيم المساواة و العدالة الاجتماعية الهدف الرئيسي لكل خطط التنمية و يولي القضايا الاجتماعية و مصالح الشغالين الأهمية المركزية و يدافع على حقوق الفئات الشعبية و المحرومة و المهمشة و يدافع عن قيم التضامن بين الفئات و الأجيال و الجهات… لقد أثبتت تجارب البلدان الإسكندينافية أو حتى فرنسا حيث هنالك إرث و تقاليد اجتماعية عريقة أنه الإمكان في ظل اقتصاد السوق تحقيق درجات هامة من المساواة و العدالة الاجتماعية و أن النهج الليبرالي المتوحش ليس قدرا محتوما على الشعوب و أن النهج الاجتماعي يشكل على العكس من ذلك أملا حقيقا لها خلاصة القول أن هذه التوجهات الفكرية و السياسية و الاقتصادية تشكل رافعات برنامجية أساسية حتى يحتل الحزب الديمقراطي التقدمي على الساحة السياسية التونسية المكانة التي تليق به كحزب وسط اليسار بامتياز بما يمكنه من توفير شروط كسب النجاح في معاركه السياسية القادمة

 

(المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 14 أكتوبر 2006)

 

المصرفية الإسلامية:

سلامة النظرية،صحة التجربة وخطأ التحميل (3/3)

الجزء الثالث

 

د,خالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr لقد مثلت النظرية المصرفية الإسلامية فرادة في مستوى تجديد أدوات الإستثمار ولا شك، من هذا المنطلق فإنه يتبين لنا ما يلي: 1.أن النظرية المصرفية الإسلامية حملت بين أظهرها توجهين منفصلين، ولّد كلاهما خطّي استثمار متباينة؛ يحمل الأول جانب المخاطرة وتمثله صيغ المضاربة والمشاركة والمزارعة، ويمكن إدماج الإستصناع والجعالة وبيع السَّلم. أما الثاني فإنه لا يتميز عن الإقراض التقليدي في هشاشة المخاطرة أو غيابها تماما وهو ما نجده في عقود الإيجار والمرابحة.

 2. لقد ضخمت النظرية الصنف الأول المركّز على المخاطرة، واعتبرته البديل الرائد للمعاملات الربوية، وهي محقة في ذلك بلا شك، غير أنها عملت بوعي أو بغير وعي، على دمج الصنف الثاني وعدم تمييزه عن الصنف الأول. وسعت جاهدة إلى إبراز وجود بعض المخاطرة في أصناف كالمرابحة؛ مثل أن السلعة المباعة من طرف البنك للآمر بالشراء مرابحة، تبقى في ضمانه بعض الوقت، وهذا يشكل تحملا ولو كان طفيفا لجانب المخاطرة في العملية، لكن الواقع العملي يثبت عكس ذلك

3. لقد انتهزت التجربة وجود هذه الصيغ من النوع الثاني، واعتناء النظرية بإلقاء رداء المخاطرة عليها، لتتبناها وتبالغ في التعامل بها، مرددة صعوبة الواقع المحيط تارة، أو الربحية المرجوة لتمكين التجربة وبقاءها، تارة أخرى.

4.سعت النظرية والتجربة لاحقا إلى التذكير بأن هذا التوجه ليس إلا مرحلة في هذه الرحلة الطويلة، وأن عامل التمكين ووجود المجتمع المسلم، سيمكنان من تجاوز هذا « الإنحراف ». غير أن التجارب الإيرانية والباكستانية والسودانية تؤكد عكس هذا.

نخلص من هذا إلى أن النظرية كانت سليمة، لأنها دعت حقيقة إلى إنشاء فكر مصرفي رائد، يتركز حول تقاسم المخاطرة بين أطراف المعاملة المالية؛ مع وجود صيغ تعاملية أخرى لا يُطعَن في شرعيتها، غير أنها لا تحمل هذا العنصر الجديد. كذلك فقد كانت التجربة ناجحة لأنها اعتمدت إحدى هذه الإفرازات  » الجانبية  » للنظرية والتي نرى أنها تشكل صنفا خاصا قائما بذاته، والذي لا يحمل المرحلية ولا عدم الشرعية.

غير أن التجربة فشلت في التعبير عن الجانب الرائد والفريد في النظرية، لخطإ في تحميل المشروع.  فالقطاع الخاص المُنفّذ للتجربة والساهر عليها، سعى جاهدا إلى الربحية، وهو حقّه المشروع كما عنيناه سالفا، فليس من الفعالية والجدوى، ولا من الشرعية الدينية، تحميل القطاع الخاص تنزيل الجانب الفريد والجديد للنظرية، والذي يحمل همّ المخاطرة والمصابرة، والذي يمثله نظام المضاربة والمشاركة. لذا نرى أنه يجب إيجاد المؤسسة الكفيلة والقادرة على تنزيل هذا النظام، والتي تحمل الميزات والخصائص التالي

·سلطة أخلاقية  وواقعية.

·إمكانية تمويل ضخمة.

·قدرة كبيرة على التصرف والمراقبة.

·معرفة جيدة بحرفائها على كل المستويات. وحسب قراءتنا فإن المؤسسة الوحيدة القادرة على الإجابة على كل هذه الشروط، هي الدولة. فهل يجب الحديث إذا عن عملية تأميم للقطاع البنكي حتى يحصل نجاح التجربة؟ الإجابة قطعا سلبية، فإن التأميم المذكور هو تأميم تقنيات استثمارية معينة، في ظل تواجد أخرى مخوصصة. فا « الدولة البنك » أو « البنك الدولة » ليس إلا جانبا أساسيا من النظام المصرفي الإسلامي يتعايش مع البنوك التجارية الخاصة؛ والذي يحمل على عاتقه تنزيل نظام المشاركة والمضاربة، والمساهمة الفعالة في إنجاح مسار التنمية الذي يتطلب غالبا الآجال الطويلة والمخاطرة الكبيرة والربحية الحينية المهمَّشة. ويمكن تخصيص بعض العمليات المالية  « للبنك الدولة » ليستجيب لأداء دوره الإجتماعي والتنموي المنشود مثل:

1.حصر جمع الزكاة على البنك الدولة وسحبه عن بقية القطاع الخاص، أو السماح به مع ربطه بنسب استثمارية مصاغة حسب نظام المشاركة. 2.توجيه إيرادات قطاع الأوقاف وعملية تسييره إلى البنك الجديد. 3.منع تقبل أموال الوصايا والهبات والتبرعات على البنوك الخاصة وتحويلها إلى البنك الدولة.   ختـــــاما تبقى المصرفية الإسلامية حبيسة عوامل محددة ومتكاملة لنجاحها، فهي رهينة مرحلة التمكين، لكي تتبنى الدولة بصفة جدية و أكثر حرصا نظام المشاركة والمضاربة في استثماراتها. وهي ترحب بالمجتمع المسلم القابل أخلاقيا للتجاوب معها، وهي تؤكد، كما هو حالها الآن، على تبلورها وتطورها واستحداثها لصيغ وعقود جديدة لتواكب حاجات الناس وضغوط الواقع، دون المساس بشرعيتها الدينية ولا بمصادمة أسس نظريتها، في انتظار الغد القريب، دون السقوط في مثالية لا تُقنع، وتجربة لا تنفع، وإرجاء لا يفيد.   المصدر :  موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net ـ انتهـــــى ـ

 

مستقبل المقاومة بين يدي ذكرى غزوة بدر الكبرى

  الحلقة الثانيـة

 
 

3 ـ الشرط الثالث : إستمطار المدد الرحماني بكل أنواعه إستكمالا لاعداد العدة :   ليس من المبالغة في شيء القول بأن أعجب ما في الاسلام إلتزامه التوسط بما يعنيه من إتزان وإعتدال وهو سر حفظ الذكر ذاته سيما في دنيا الانسان على مر العصور وتعاقب الدهور . لك أن تقول أن الامة الاسلامية لا تختلف في شيء تقريبا عن غيرها سوى بخاصية الوسطية ولذا إحتضنت فاتحة الكتاب ـ فاتحة الصلاة ـ كل معاني الوسطية توحيدا في ثلثها الاول وعبادة في ثلثها الاوسط ودعاء في ثلثها الاخير ويظل الانسان يلهج بذلك كل أربع ساعات ونيف على مدار الحياة حتى يغدو ذلك ـ خلق الوسطية توازنا وإعتدالا ـ دأبا دائبا له لا يفارقه في صغيرة ولا كبيرة . غير أن ذلك التقرير النظري من لدن الاسلام لم يكن دوما محل صيانة من قبل الانسان المسلم فضلا عن غيره . سرعان ما دب داء الامم إلينا فنشأت الفرق والمذاهب والمدارس والاجتهادات التي لم تكن في أغلبها متحلية بزينة الوسطية توازنا فكريا أو إعتدالا سلوكيا فلما إندرست قيض لها الانحطاط مقلدين عكفوا على تحشية الحواشي وتشريح الشروح فإزداد الامر إستغلاقا وإنتظمت الشريعة ـ بعدما كانت في آيات وحي بينات يسيرة يكاد يكنهها الاعجمي لفرط يسرها ـ ضمن متون مطولة تشغب الضرورة الفقهية بصولتها المجردة على جمال بنائها الشعري فلا تزيد اليسر سوى عسرا . تفرق الناس في إستمطار المدد الرحماني إلى طرفين غاليين : بسطت الصوفية ـ سيما المنحرفة ـ ليلها على طوائف واسعة من الامة فعكفت على الدعاء وزهدت في العمل ولها في عقيدة الارجاء متكأ مريح ونسجت لذلك خرافات حشدت عليها الجماهير المخدرة فعضنا الانحطاط بنابه الغليظ عضا بليغا وفي المقابل نشأت مدارس أخرى تدعي الحكمة والعقلانية متأثرة بتراث اليونان غلبت إعتبار الاعداد المادي وزهدت في إستمطار المدد الرحماني عبر التبتل والخشوع والتزكية . وكذلك تتعرض الحقائق في الغالب رغم نصاعتها إلى شغب هؤلاء وأولئك ويبوء بوزر ذلك في العادة الاتباع الذين يطول عليهم الامد فيغشاهم التعصب الاعمى ويرثون التراث الفكري تماما كما يرثون التراث المادي .   المنهج النبوي في الجمع بين الاعداد المادي وبين اللجوء إلى الكبير المتعالي سبحانه بقلوب خاشعة :   أولا : الاخذ بمشورة الحباب إبن المنذر في شأن الماء عملا بأن الحرب خدعة . ثانيا : ترتيب صفوف المقاتلين وتقديم القرشيين من الصحابة لمبارزة أقرانهم من ذات القبيلة وإعفاء الاطفال من ذلك رغم لهفتهم عليه . ثالثا : الاستعلام حول عدد العدو وعدته من خلال النيران الموقدة والجوازير المسفوحة مما هو معروف عند العرب يومها . رابعا : بناء دار للقيادة  » عريش  » . وجوانب أخرى كثيرة من الاعداد المادي رغم أن الناس جاؤوا لغير ذات الشوكة .   فلما علم سبحانه ـ وهو العليم بهم من قبل ذلك وبعده ـ منهم صدق الاخلاص وصدق التوكل والحرص على الاعداد بقدر الامكان جاء المدد مغداقا: أولا : إنزال الملائكة محاربين  » أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين « . ثانيا : غشيان النعاس أمنة وهي راحة نفسية وبدنية ضرورية جدا لكل من يقدم على عمل كبير مضن ولو طلب المحارب النعاس لما كحل به طرفا. ثالثا : إنزال الماء من السماء تطهيرا للابدان والنفوس وهو رذاذ خفيف يذهب ما خلفه النعاس من ترهل وعبسة وينعش المناخ . رابعا : إلقاء الرعب في قلوب المحاربين من قريش  » نصرت بالرعب مسيرة شهر  » . معركة الارادات هي العامل الحاسم في كل معركة . خامسا : بشارة الرؤيا  » إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الامر ». سادسا : بشارة الرؤيا العينية الماثلة حقيقة  » وإذ يريكموهم إذ إلتقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا « .   لك أن تلاحظ أن السورة ـ سورة بدر كما يسميها الصحابة ـ التي تضمنت ستة مظاهر من المدد الرحماني الغيبي ـ وهو أكبر عدد تتضمنه سورة من سور القرآن الكريم ـ هي ذات السورة التي دعت الامة بأسرها لاول وآخر مرة إلى إعداد القوة بكل صورها ومعانيها . كل ذلك يؤكد لكل ذي عين فضلا عن بصيرة بأن ميزة الاسلام قيامه على التوسط توازنا وإعتدالا جمعا بين الامر بإعداد القوة العسكرية وبين القوة الروحية . أما العرج والحول فمن طبيعة المغضوب عليهم والضالين وأذنابهما قديما وحديثا ممن تتبع سننهم شبرا بشبر وذراعا بذراع .   4 ــ الشرط الرابع : إعتبار الاسلام موطن حياة  كريمة توأد فيها فتنة الاكراه وتحاصر:   قال سبحانه  » يا أيها الذين آمنوا إستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم  » وقال  » وإتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة « . سياق الاية ضمن سياق سورة الانفال تعليقا على غزوة بدر الكبرى يشير إلى أن الدعوة إلى الجهاد القتالي المفروض على الامنين مبعث حياة. يصور الاسلام الجماعة ـ الامة بأسرها ـ حين تتعرض للهجمات ومحاولات الاستئصال تماما كما يصور جسدا واحدا تداعى بعضه لالم بعض فإذا كان لا بد من التخلص جراحيا من عضو من تلك الاعضاء ضمانا لحياة بقية الجسد سيما معاقل التوجيه الحياتي فيه من مثل القلب والعقل ومواطن الحواس المادية فليكن . ذاك معنى يغيب عن عبيد الفكر الغربي حيث تهيمن فلسفات الاحادية والانانية والاثرة فلا يضحي عضو لحياة جماعة إلا وسياط القانون تؤزه أزا . وبناء على بناء الاسلام لامته على أساس الجماعة الواحدة رغم تنوعها وإختلافها فإن مفهوم الفتنة عنده هو الاكراه من لدن أي سلطة مادية أو معنوية داخلية أو خارجية على إعتقاد شيء أو فعل أمر . الفتنة المحذورة هنا بحسب هذا السياق هي : إستسلام الامة لطغيان قريش التي لن تألو جهدا كما دأبت على ذلك على مدى عقد كامل ونيف في إكراه الناس على الارتداد إلى الشرك بعد معانقة الايمان . ذلك يوحي بما لا يدع مجالا للريب بأن الحرية في الانسان هي رأسماله الحي الذي لا يضحى به أبدا تحت أي ظرف كان فيموت من أجله وفي سبيله ألف موتة وموتة ولقد بينت التجارب التاريخية غابرا ولاحقا بأن كل فكرة أو عقيدة مات أصحابها من أجلها أينعت وأثمرت وإزدهرت ولك في قصة أصحاب الاخدود قديما عبرة ولك فيما تتناوشة الاقلام المأجورة في هذه الايام ضد الشهيد سيد قطب عليه رحمة الله سبحانه عبرة أخرى معاصرة . المعنى الثاني الذي جاءت به الاية هو : فتنة الاكراه وما يترتب عليها من تصريم لحبال المجتمع لا تصيب بشرها المستسلمين فحسب دون المقاومين بل تبسط ضرها على كل الناس . المعنى العملي لذلك هو : لابد من إفراز المجتمع الاسلامي لثلة من المصلحين تكون كافية طردا مع العدد الاجمالي العام للناس لتغليب دعوة الخير على دعوات الشر وبذلك ينجو كل الناس من فتنة الاكراه أولا ثم مما يحيق بهم من أزمات إجتماعية وسياسية وإقتصادية وروحية ثانيا. معنى ذلك هو : الاصلاح الاجتماعي شرط لعزلة الاكراه وإحلال الحرية  وتاليا لتأمين المجتمع ضد الازمات الخانقة الجالبة لنقم الاعداء وشماتة المنافقين .   5 ــ الشرط الخامس : مقابلة الغطرسة الدولية الظالمة ماليا بإعداد مالي مضاد تعديلا لموازين القوى :   ليس من باب الصدف الجميلة أن تكون أطول آية في أطول سورة حوت أعظم آية هي آية موضوعها المال . تلك رسالة عاجلة مؤداها أن الاسلام المفترى عليه بسبب إستضعاف أهله لا يصلح لا لاصلاح دين وخلق ولا لعمارة دنيا وإرهاب ظلم . ظني أن هذا المعنى اليوم مفهوم عند كل مسلم ومسلمة بسبب أن كلا منا يشعر بمرارات العدوان على المقدسات الثابتة بمثل ما فعل بابا الفاتيكان وما تثيره الدانمارك مجددا ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلا عن العدوان على الارض والعرض إحتلالا وتجويعا وقهرا وتنصيرا في أدغال إفريقيا الجائعة . كما أنه ليس من باب الصدف الجميلة أن أغلب المبشرين بالجنة من العشرة المعروفين فضلا عن غيرهم وهم بالمئات هم من الاغنياء الموسرين . أقام الاسلام بناءه الشامخ على وتدين عظيمين : علاقة بالمالك الكبير صلاة وذكرا ومناجاة وعلاقة بالانسان زكاة ونسبا وصهرا وتعاونا على الخير. قال تعالى منددا بهم  » إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون « . لولا المال المتدفق لما نجح الذين كفروا اليوم في تنظيم حركات الصد عن سبيل الله سبحانه ولكن المؤسف أن كثيرا من ذلك المال يتدفق من آبار نفطنا وموادنا الخام التي تموج بها موائدنا الارضية . إنهم يتبطرون بتلك الاموال المتدفقة كالمحيطات السابحة يرهبون بها المسلمين المقاومين ويستخدمونها أطعاما تسيل لعاب الفقراء منهم . قال في ذلك سبحانه  » ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس « . هي سنة ماضية مطردة لا تتخلف : خرج قارون على قومه في زينته يتبطر ناسبا كسبه لشطارته فخسفت به الارض يتلجلج فيها حتى يوم القيامة مخلفا حسرة في مهج من سال لعابهم لماله وخرج أبوجهل بصناديد قومه ينحرون الجوازير ويوقدون النيران ويسمرون مخمورين على ألحان الفاجرات حتى إذا رصدت العرب ذلك المشهد ووقر فيها الذي وقر من هيبة قريش جاء أمر ربك سبحانه فحصدتهم أسياف محمد عليه الصلاة والسلام حصدا مريعا . لك أن ترصد اليوم مآل حفدة فرعون وأبي جهل وقارون من الادارة الامريكية الباغية وربيبتها الصهيونية الظالمة وما مصير السفاح شارون منك ببعيد . إرصد وكن صبورا غير متعجل .   وإلى لقاء تال تقبل الله صيامكم وصلاتكم وقيامكم .   الهادي بريك ـ ألمانيا


حوار الأديان والحضارات هل هو حوار الطرشان؟

 

خميس قشة – هولندا 

 

راهن دعاة الحوار بين الأديان من المسلمين والمسيحيين على التعايش السلمي بين الشعوب والحضارات كمسالة مصيرية  وضرورية لإيجاد تقارب وتفهم من اجل خير الإنسان، واتفقوا على احترام الأديان، وسعو لوضع قوانين دولية تحارب الإرهاب وتجارة المخدرات وتبييض الأموال …. ولكن مع استمرار هجمة الإساءة للمسلمين وعقائدهم  يظل هذا الحوار عديم الأهمية مدام الغرب لا يحترم حضارتنا ولا ينصفنا في  قضايانا العادلة  ويستثنينا من المساواة والحرية .

 

خاصة بعدما توالت الأحداث والتصريحات  بداية من إعلان الحرب الصليبية بعد أحداث سبتمبر مباشرة، وتلاها  تدنيس المصحف الشريف في  معتقلات « قوانتناموا » والعراق ثم  الرسوم  المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، إلى الفاشية الإسلامية وأخيرا محاضرة  البابا المثيرة التي  فتحت الباب على مصراعيه من جديد لمزيد من الإهانات والاستفزازات أكثر  تهجما وتهكما  للإسلام  مطلقة العنان للتحرش بالمسلمين و دينهم الذي هو محور حياتهم ..

 

لتزيد هذه الهجمة من مناخ الاحتقان و الخوف  بين العالم الإسلامي والغرب  منسجمة مع  أصوات عدة محذرة من خطر تعريب أوروبا و أسلمتها ومنذرة بإعصار إسلامي يشكل تهديدا للمجتمع الغربي وهويته، مغذية بذلك أصوات  الحقد والكراهية بين مكونات المجتمع الواحد  و مؤسسة لصراع بين الحضارات بدل نشر  ثقافة  الحوار و التسامح  والتواصل، إن هذه الحملة بكل مقدماتها وتداعياتها  لها مخاطر كبيرة لا تخدم شعوب المنطقة المتنوعة الثقافات  و المتداخلة المصالح من حيث الموقع الجغرافي للأمة الإسلامية  وما تملكه من ثروات وخيرات تعتبر مصدر للرفاهية لهذه الدول المتقدمة التي تناصب دينها العداء..

 

  إن الوقائع المعلنة تثبت بان  حقيقة الحرب المعلنة  ليس على الإرهاب كما يدعون بل الأمر أصبح جليا وما هذا الخلط المتعمد وإقران الإرهاب بالإسلام إلا دليلا  فاضحا لكل هذه المقدمات التي ظهرت باحتشام حتى وصلت إلى مرحلة التشهير والتبجح  من سياسيين وإعلاميين  إلى  أعلى رمز ديني  ليؤكدوا جميعا أن القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم مصدر للإرهاب، مطالبين بإعادة صياغة قيم المسلمين وأفكارهم وأنماط سلوكهم وحياتهم، باسم التسامح والسلام العالمي و ثقافية العولمة. وهنا نجد أنفسنا أمام إسلام جديد   نتبرأ  فيه من رسولنا الكريم وكتابنا الشريف  ونبايع على السمع والطاعة رسول النظام العالمي الجديد  ومن ورائه البابا وغيرهم  من  المبشرين بالديمقراطية والتحضر والعدالة التي أنتجت دمارا وخرابا في العراق وفتكت  بشعب أفغانستان الآمن  وتجوع شعب فلسطين الأعزل وتبرر المجازر  البشعة بلبنان.. وترمي من يعارضها ويخالفها بالإرهاب. ليجد نفسه مطاردا عالميا أمام قوانين سنت بهذا الخصوص ..

 

  إن تعبير المسلمين في  العالم الإسلامي وأوروبا   عن رفضهم واستنكارهم  بشدة لهذا المخطط  من خلال التحركات الاحتجاجية الشعبية رسالة واضحة تؤكد لهؤلاء  أن مفهوم الجسد الواحد حقيقة و الأمة الواحدة  إحساس معيش لدى أحفاد محمد صلى الله عليه، وارتفاع الأصوات المنددة  والمحتجة عن للإساءة  تثبت بما لا يدع مجالاً للشك  أن هذه الأمة مازالت متمسكة بدينها وسنة نبيها الكريم  وكل ما يجنيه  هذا الآخر من هذه الحملات  هو الغضب والحنق الذي  يدفع بأصحابه  لردود أفعال غاضبة، وما هذه الأعمال التي  بدأت في الانتشار والاتساع، من أناس فقدوا أي أمل في العدل والمساواة  إلا دليل على  تهديد هذه الأعمال العنيفة لأمن العالم واستقراره.

 

ويبقى المسلمون متمسكون بالحوار رغم  وصوله إلى طريق مسدود، ويعتبرون التدافع سنة ربانية  ستستمر إلى  أن يرث الله الأرض ومن عليها، لأنها حالة دائمة ومستمرة لا يجوز تجاهلها أو زوالها ويريدون تدافعا يكرس التنافس الذي يخدم الإنسان وينشر قيم الخير والعدل والفضيلة ومكارم الأخلاق و ويصون هوية الآخر…

 

22 رمضان 2006 

kamis@wanadoo.nl


 

هل تصبح رجاء بن سلامة شهيدة الحق الليبرالي؟

 

بقلم: شاكر النابلسي (*)

shakerfa@comcast.net

 

 -1-

تتعرض الكاتبة والناقدة والأكاديمية التونسية رجاء بن سلامة لحملة هوجاء مسعورة في الصحافة التونسية وفي الأوساط الأكاديمية، نتيجة لآرائها وكتبها ومحاضراتها وبحوثها المختلفة. وبلغ بالأصوليين المتشددين في تونس مثلاً حداً، أن فضلوا ما قالته المطربة التونسية المعروفة « لطيفة » عن حزب الله عما قالته رجاء بن سلامة، كما كتبت أسماء القرقني في موقع « تونس نيوز » على الانترنت، في مقالها الذي اختتمته بقولها:  » قارنوا أيها القراء بين كلام بن سلامة وكلام لطيفة، وستفهمون الفرق بين ثقافة المقاومة والعز، وثقافة الهزيمة والخراب. »

 

وأسماء القرقني هذه، هي احدى طالبات الدكتورة رجاء بن سلامة، والتي يحاول معها التيار الديني الأصولي التونسي، أن يجمع أكبر عدد من طالبات الدكتورة رجاء لكي يشهدن ضدها، بأنها في محاضراتها تهاجم الإسلام، وتهاجم القرآن، لكي يصل الأمر بهم إلى تكفيرها، واباحة دمها.

 

-2-

 

وهنا نتوقف قليلاً.

إننا كليبراليين لا نحجب الرأي الآخر. ولا نمنع رأياً يقال ضدنا أو معنا. ولا نستعمل العنف لكي نمنع الرأي الآخر المعارض لنا. ولا نُبيح دماً. ولا نُخرج من الملّة، كما سبق للشيخ ابراهيم الخولي أن أخرجني من الملّة من على شاشة تليفزيون الجزيرة. ولا نُكفِّر من يأتي باجتهاد جديد يخالف اجتهادنا ورأينا، في مسألة من المسائل، أو قضية من القضايا. ولا نستعمل الدين، أو أية أيديولوجية معينة، لكي نسفك من خلالها دماء الآخرين.

نحن قومٌ سلاحنا الكلمة، والكلمة فقط. ونتخاصم بالرأي والرأي الآخر، وليس بالسيوف والسكاكين والخناجر والسيارات المفخخة. وإلا لما كنا دعاة حرية وديمقراطية.

ونحن رأينا ونرى، أن لا فئة في تاريخ الثقافة والفكر السياسي العربي المعاصر شُتمت وسُبت وهُزئت واتُهمت بشتى التهم البذيئة والرخيصة كما حصل مع الليبراليين العرب من قبل الآخرين. فقد اتُهمنا بأننا عملاء امريكا، وطابور خامس، وحلفاء للمحافظين الجدد، وعملاء اسرائيل، وبأننا صهاينة في دمائنا وافكارنا، وبأننا نناصر اسرائيل على الحق العربي، وبأننا مرتزقة، وبأننا سفهاء، وبأننا نأتمر بأمر البيت الأبيض والأخضر والأصفر، وبأننا… الخ. ورغم هذا لم نقصَّ لسان أحد من هؤلاء، ولم نهدر دم أحدهم. ولكن أن تقود هذه الاتهامات إلى فتاوى بهدر دمائنا، فهذا ما لن نسكت عنه. ويجب أن  نتصدى له بالكلمة وبالكلمة فقط، وليس بالسيف، أو السكين، أو الخنجر، أو السيارات المفخخة.

 فنحن لا نساند ولا ندافع هنا عن رجاء بن سلامة، ضد من يخالفونها الرأي، فهذا من حقهم، ونحن نؤمن بهذا الحق. ولكننا نساند رجاء بن سلامة وندافع عنها ضد من يدفعون ويحرضون – بمقالاتهم – فقهاء السلطان إلى اصدار فتوى لقتل رجاء بن سلامة، أو اهدار دمها، أو الاعتداء عليها، أو على غيرها، حتى ولو كان مخالفاً لنا في الرأي والتوجه. فما زلنا ندافع حتى الآن عن سيد قطب، لأنه شُنق بسبب آرائه، وهو الذي على نقيض تام منا.

 

-3-

اليوم، تقول الأخبار الواردة من تونس – ونرجو أن تكون غير صحيحة ولا وجود لها – بأن هناك فتوى دينية صدرت في تونس، أو ستصدر قريباً من أحدهم، تقول بأن رجاء بن سلامة كافرة، وبأنها قالت كفراً في محاضراتها بالجامعة. وجيء بمجموعة من طالباتها، ليشهدن بذلك، ومنهن الطالبة أسماء القرقني التي كتبت مقالاً – أو كُتب لها – في موقع « تونس نيوز »، بتاريخ 8/9/2006 ، تقول فيه « رغم معرفتي بآراء رجاء بن سلامة المعادية للحضارة العربية الاسلامية وللعروبة والاسلام، فإني لم أكن أتصور أن تكتب ما كتبت، وتتجرأ في التبشير بهزيمة المقاومة ونجاح إسرئيل. »

والخطير هنا، هي هذه التهمة التي توجه علانية لرجاء بن سلامة، بأنها معادية للإسلام. وهي تهمة تكفيرية واضحة وخطيرة في زمن الارهاب الفكري والجسدي الذي يتحكم في العالم العربي الآن، ولا يتوانى أي فقيه من فقهاء السلطان في هذا الزمان الأغبر، من أن يستند عليها، لتكفير رجاء بن سلامة وغيرها، وبالتالي أهدار دمها وقتلها، لتكون أول شهيدة من شهداء الحق الليبرالي.

 

-4-

وفي جريدة « الصباح » التونسية 10 /9/2006 كتب محمد الرحموني مقالاً آخر، قال فيه عن فكر رجاء بن سلامة وفكر « رابطة العقلانيين العرب »، الذي تتمثل فيها رجاء بن سلامة وكوكبة كبيرة من المفكرين والمثقفين التونسيين الليبراليين:  » إنه الفكر المطلق والمنطلق من كل عقال فكري أو أخلاقي يتجاهل التاريخ، ويتعامل مع الأمر بمنطق ملّة الكفر واحدة. »

ويتابع الرحموني مقاله، الذي يدفع به نحو تهمة التكفير لرجاء بن سلامة، ونحو تسويغ اصدار فتوى اهدار دمها طبقاً لذلك، بقوله عن مواقف وفكر رجاء بن سلامة وزملائها من « رابطة العقلانيين العرب » في تونس:

« صحيح أن هذه المواقف تنقصها الأخلاق والتوفيق، وتكشف عن فكر بلا ضوابط. ولكن الأخطر من ذلك هو ما لا تعلنه صراحة. فكل من يقول كلمة خير أو حق في الإسلام أو الإسلاميين فوعيه بقري وعامي. لأنه ما زال في مرحلة العقل الهيولاني، الذي هو مجرد استعداد لإدراك البديهيات. »

-5-

وفي 13/8/2006 كتب الحبيب أبو الوليد، في جريدة « الوسط » التونسية مقالاً بعنوان (ولم تتحقق نبوءة ادعياء العقلانية) دافعاً فيه نحو الفتوى التكفيرية المنتظرة، مضيفاً المزيد من المسوغات « الشرعية » لإصدار هذه الفتوى، قال فيه:

« يكتب هؤلاء من موقع عدائهم للحركة الإسلامية، ودفاعا عن خيارهم في الانحياز إلى جانب الديكتاتورية ، فيدعون أنهم وحدهم الذين فقهوا ما تتطلبه المرحلة من رؤية متبصرة. و بالتالي فهم يسقطون في تبرير جرائم العدوان، وينتصرون للظالم بما ينسجم مع مواقفهم الجبانة وتطلعاتهم الفاسدة. فهم يناصرون الاستبداد في إجرامه ويقفون مع العدو ضد أهلهم. »

فيكفي أن تكون عدواً للحركة الإسلامية ليهدر دمك وتُقتل. ويدفع الحبيب أبو الوليد بكلام آخر نحو المزيد من المسوغات الموجبة للقتل، فيقول عن رجاء بن سلامة وزملائها:

« طالما راهنت في الماضي على أن الصحوة الإسلامية ليست إلا ظاهرة عابرة، ستزول بزوال أسبابها وأنها ردة فعل وقتية على تيار الحداثة الجارف، وما إلى ذلك من أطروحات تبين أنها لا تستوعب حاضراً، ولا تستشرف مستقبلا. وهم يرفضون اليوم أن يصدقوا عناداً ومكابرة، أن كل حديث عن المقاومة والديمقراطية و الحرية بعيداً عن مطالب الصحوة الإسلامية وتطلعاتها و فعالياتها هو باختصار شديد خروج عن الموضوع . »

وفي نهاية المقال يأتي حكم الحبيب أبو الوليد على « رابطة العقلانيين العرب » في تونس، بأنهم كفار لا يؤمنون بمبدأ، وهم مهزومون ومستسلمون:

« مهزومون ومستسلمون، لا يفكرون في مقاومة، ولا يؤمنون بمبدأ، امتلأت بطونهم بالمال الحرام، وتمكنت منهم ثقافة الهزيمة حتى لم تعد لديهم إشارة حياة ».

-6-

مثل هذه التعليقات، وهذا الكلام الخطير المليء بالتهم الزائفة، فيما لو قرأه أي شاب ارهابي أصولي متشدد، سيكون كافياً لأن يدفعه لقتل رجاء بن سلامة، حتى بدون صدور فتوى « شرعية » بقتلها. فهي تعليقات تفوّر دم الأصوليين، وتدفعهم لارتكاب جريمة سوف يكون مثل هؤلاء الكتاب الذين كتبوا مثل هذه المقالات سبباً في وقوعها. وسيكون دم رجاء – فيما لو سال – في رقابهم جميعاً.

 فهل تصبح رجاء بن سلامة شهيدة الحق الليبرالي؟!

 

السلام عليكم.

 

(*) كاتب أُردني.

 

(المصدر: موقع « أمين » بتاريخ 13 أكتوبر 2006)

الرابط:

http://www.amin.org/look/amin/article.tpl?IdLanguage=17&IdPublication=7&NrArticle=37484&NrIssue=1&NrSection=2

 

 

العولمة الرأسمالية ترتد على أصحابها

 
 
توفيق المديني

تشكل العولمة الرأسمالية الجديدة قطيعة إقتصادية، وسياسية، وثقافية، كبيرة،حين تضع الشركات والمواطنين أمام   أمر واقع مفروض بالقوة:  » التكيف »،أي الإستسلام بملء الإرادة من أجل الخضوع الأفضل للأوامر غير المسماة للأسواق المالية. إنها تقتل سلفاكل طيف مقاومة  أو حتى تمرد باسم  » الواقعية ». ومن وجهة نظر هذه الرأسمالية الجديدة  تعتبركل السياسات الحمائية، وكل الأبحاث عن البدائل، وكل محاولات التنظيم الديمقراطي، وكل الإنتقادات للأسواق المالية، « رجعية ومتخلفة ». الرأسمالية الجديدة  تنصب المنافسة كقاطرة محركة للتطور الإقتصادي. وفي هذا السياق  من الفهم، حول  الرأسماليون الصناعيون، ورجال السياسة، والعلماء، والاقتصاديون، التكنوقراطيون، « المنافسة  » إلى كتاب عقيدة – دين جديد، إلى إنجيل. وبات مصطلح  » المنافسة  يستخدم بطريقة عشوائية، في وقتنا الراهن. لقد أخفقت منظمة التجارة العالمية  في تحرير  التجارة العالمية  صيف 2006، و السبب  في ذلك الإخفاق  يعود إلى معارضة  الهند و البرازيل للولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا. ويحلم  أصحاب أسهم شركة جنرال موتورز، دُرّة الاقتصاد الأمريكي سابقا،في تولي  كارلوس غصن ، رئيس مجلس إدارة  رينو و نيسان مقاليد شركتهم. و في هذا الوقت ينسحب العملاق الأمريكي للتوزيع وول-مارت، إذ يبلغ عدد العاملين في فروع شركته حوالي مليون عامل ، من ألمانيا ، بعدأن انغرس فيها قبل ثماني سنوات  في محاولة  من شركة التوزيع فتح القارة الأوروبية القديمة.وهكذا مني الاقتصاد الأمريكي بثلاث  إخفاقات  على الرغم من قوته و غلبته. في هذا الوقت ، تعاني الصين من مشكلة غريبة، تتمثل في تجاوز معدل النمو الاقتصادي الذي بلغ 11%، السقف الذي كان مرغوبا فيه من قبل القادة الصينيين.و من جهة أخرى ، يمكن لرجلي  الأعمال الهند يين لا كشي و أديتيا  ميتال  أن يسرا : فهما منذ أواسط يوليو الماضي المالكا ن السعيدان ل »أوسيلور »(شركة إنتاج الصلب الأوروبية الكبيرة). أما الرمز الآخر لهذا الصعود القوي للهند ، فيتمثل في الحدث التالي: في 31 يوليو الماضي  دق جرس في ميزور الهندية، حيث مكاتب  شركة المعلوماتية « انفوزيس »معلنا  افتتاح تبادل أسهم « نازداك » بورصة نيويورك  المختصة بالأسهم التكنولوجية. وتظهر لنا هذه النماذج الجزئية،  التغيرات التي طرأت على وجه العولمة الرأسمالية خلال بضع سنوات. و إذا كانت الشركات المتعددة الجنسية الأمريكية و الأوروبية لا تزال مستمرة في أوج قوتها على صعيد الاستثمار المكثف في الخارج ، لا سيما في البلدان الناشئة، فإن الظاهرة الجديدة التي يلحظها الخبراء تتمثل في  ظهور شركات متعددة الجنسية  منشؤها بلدان عالم الجنوب على المسرح العالمي ، ومن أمثال هذه الشركات : « غاز بروم  » الروسية عملاق الطاقة الذي يحمل أوروبا على الارتجاف،و :إل جي الكترونيكس »و « سامسونغ » الكوريتان،و »لينوفو » الصينية ، شارية قسم « بي سي « من « أي بي إم « و « امبرايير » البرازيلية منافسة « إيرباص » و « بوينغ » على الطائرات الصغيرة، و »أوراستكوم » المصرية المستثمرة الأولى في الهاتف الجوال  بالجزائر.و تقدم لنا الأحداث في كل أسبوع  أمثلة جديدة عن هذه العولمة المعكوسة القادمة من عالم الجنوب، والتي تعكس الوجه الجديد للرأسمالية. وقد نشر  » فريق بوسطن للإستثمارات » قبل أسابيع  قليلة، دراسة مثيرة عن  هؤلاء القادمين الجدد. و حسب هذه الدراسة : »أن عدد الشركات المتمركزة في البلدان الناشئة ذات النمو السريع ، حيث  إدارتها و مراكزها، و تنشط خارج أسواقها الوطنية أو المحلية، يبلغ  بضعة ألاف ».و من خلال دراسته بالتفصيل  للمئة الشركة الأولى، لا حظ التقرير المذكور، أن 70 من هذه الشركات  مصدرها آسيا(44 منها صينية، و 21 هندية)، و 18 مصدرها أمريكا اللاتينية(12 منها برازيلية)، و 12 مصادرها روسيا و تركيا و مصر. ونجد أن هذه الشركات بقدر ما تعمل في دائرة الانتاج الصناعي (الحديد و الصلب، وتجهيز السيارات )، بقدر ما تعمل  أيضا في الاستهلاك المعمر، و المواد الخام ، و الصناعة الغذائية،و مستحضرات التجميل ، و التكنولوجيا و الاتصالات و الخدمات. ولهذه الظاهرة أسباب متعددة. فهذه البلدان  المعنية انخرطت كلها في الاقتصاد الرأسمالي، و نشأت طبقة من رجال الأعمال ، بعضهم درس في جامعات غربية، تولت زمام الاستثمار و التخطيط و القيادة.و تسمح السوق الداخلية، و هي غالبا واسعة، بإرساء قاعدة صناعية  صلبة في بلد  حيث توجد فيه يد عاملة رخيصة.و أخيرا، وفرة الادخار.وزد على ذلك ، فإن الغربيين الراغبين ، في نقل خطوط إنتاجهم و الاستثمار في تلك البلدان ، قلما يترددون ، في عقد  الشراكات  ونقل التكنولوجيا.و تشكل هذه العوامل شروطا حقيقية تمكن هذه الشركات من طرق أبواب العالمية. بيد أن هذا الصعود نحو العالمية لا يعني أن  الطريق أمام هذه الشركات مفروشة بالورود، بل إنها تواجه عدة عوائق كما تؤكد ذلك الدراسة التي قام بها « الكريدي الزراعي » حول الموضوع عينه » الشركات المتعددة الجنسية الناشئة » يوليو الماضي ، إذ جاء فيها »فالشركات المتعددة الجنسية تحتفظ بميسم تاريخها و العناصر الوراثية لأمتها الأصلية ».الصين كما هي  ، إذ قلما تتمتع الحسابات و البنيات لهيئات المجموعات الصينية بالشفافية المطلقة. فالمناصب الإدارية ، و التسلسل الرئاسي،وعدد المستويات الإدارية و العلاقة بين مختلف الوحدات و السلطات  التنفيذية و الاستشارية لم تكن دائما في المستوى  العالمي المطلوب.وباستثناءات قليلة- مثل الهندي ويبرو، الذي استقطب أحد قادة شركة جنرال إلكتريك-فإن فرق إدارة هذه الشركات  المتعددة الجنسية يغلب عليها الطابع الوطني. في الوقت الحاضر، يفضل الكادر العالي  أن يكون عاملا في شركة ميكروسوفت  أو الأوريال  بدلا من بتروباس أو تاتا، نظرا للمكافآت و الامتيازات التي تغدق عليه. بيد أن الوضع بدأ يتطور. فشركة لينوفو الصينية منحت إدارة المجموع الجديدلقائد من شركة أي بي إم ، و نقلت مقرها إلى كارولينا الشمالية. فهذه  الشركة تبحث إضافة إلى التكنولوجيا و الماركة المسجلة  عن خبرة الإدارة الدولية  التي حصلت لينوف من شركة أي بي إم . أما العائق الآخر الذي تعاني منه هذه الشركات المتعددة الجنسية ، فهو قدومها من البلدان الناشئة التي غالبا ما تكون غير منفتحة كفاية ،فتبعث بلدان الشركات  مرافق الإستثمار الغربية على التحفظ. و أحد الأمثلة على ذلك « شركة موانىء دبي العالمية  » و محاولتها الاستثمار في مرافىء أمريكية، حيث ووجهت بفيتو من واشنطن. و كذلك الأمرلشركة النفط الصينية « كنوك » التي أخفقت في الاستيلاء على  منافستها الأمريكية  » يونوكال ». وسوف يشهد المستقبل على أن العولمة الرأسمالية لم تعد حكرا على الشركات الغربية، لا سيما الأمريكية منها . فقد أصبحت بعض البلدان الناشئة  أمما متطورة حقا- نذكر على سبيل المثال النمور الآسيوية  في عقد الثمانينيات من القرن الماضي ، كوريا الجنوبية_ وسوف نشهد بدون شك شركات متعددة الجنسية تتموقع بين العالمين . وهنا أيضا تعتيبر شركة ميتال مثالا جيدا.   * كاتب اقتصادي

 
المصدر: صحيفة الخليج آراء و تحليلات آخر تحديث 2006-10-14 )

كتاب منير السعيداني حول علم اجتماع الهوية

في تفكيك الخطاب

 

بقلم المنذر شريط

 

« مقدمات في علم اجتماع الهوية » المؤلف الأول للباحث الجامعي منير السعيداني الذي يدرس مادة علم الاجتماع بكلية الآداب بصفاقس.

 

يعتبر هذا الكتاب الذي جاء في مائتي وستون صفحة من الحجم المتوسط، وثيقة فكرية ضمن مجال مبحثي هام وهو مسألة الهوية.

 

يكتب الدكتور منير السعيداني ما يلي : « جمعنا بين دفتي باكورة أعمالنا هذه المقالات كنا قد طرحناها للتداول العلمي على صفحات مجلات تونسية وجزائرية ولبنانية متنوعة، وفي كتب جامعية صادرة ببيروت وتونس. وتأتلف المقالات المكونة لفصول وأقسامه في محور اهتمام ما نحاول التأسيس له من علم اجتماع للهوية والآخرية. وتعود اهتماماتنا الأولى بالمسألة إلى منتصف تسعينات القرن العشرين إبان اشتغالنا على أطروحة الدوكتورا التي كانت مقاربة سوسيو ثقافية كما تعودنا القول للفكر التونسي الحديث والمعاصر في ما يهم معالجته لصوره عن ذاته أو ذواته وصوره عن آخره أو آخرين وكيفية بنائها وتداولها الاجتماعي للتأثير في مسارات التغير الاجتماعي ».

 

يتوزع كتاب « مقدمات في علم اجتماع الهوية » إلى ثلاث أقسام القسم الأول : « الهوية والآخرين في الخطاب الاجتماعي ». يضم هذا القسم بدوره ثلاث فصول وهي على التوالي : « التنوع الثقافي الإنساني في الخطاب الأناسي »، « المحلي والشامل في النظرية العلمية الاجتماعية » و »في معنى الوساطة بين الإسلام والكونية ».

 

يدفع المؤلف والباحث منير السعيداني في هذا القسم ما كان انطلق ضمنه سنة 2000 من استقصاءات إلى مجالات أخرى، سعى فيها إلى اختبار الأدوات النظرية والمنهجية التي امتلكها من أجل مزيد تشذيبها وتمحيص إجرائيتها معتمدين البحث في تراث النظرية العلمية الاجتماعية عما يمكن أن يكون سندا لمقاربته.

 

وفي الواقع فقد تناولت عمليات التشذيب والتمحيص للإجرائيات وكذلك عملية البحث في تراث النظرية العلمية الاجتماعية التي يمكن أن تسند مقاربة باحثنا التونسي، إعادة النظر أو التمحيص في المفاهيم بدرجة أولى. مثال ذلك مفاهيم الحضارة والثقافة، بين التقليد الألماني المنتصر لمصطلح الثقافة كما اخترعته اللغة الألمانية ودعمه كانط والتقليد الفرنسي الذي انتصر لمصطلح الحضارة كما اعتمده الكتاب الفرنسيون منذ القرن السابع عشر في تصنيفهم للشعوب ثم التقليد الإنساني التوفيقي الذي انبنى على وراثة ما ساد قبله وتجاوز في آن معا وانتقل إلى انقلترا وتوطينها حتى ترادفت ثقافة وحضارة كما بدا ذلك عند تايلور في كتابه « الثقافة البدائية » (1871).

 

كذلك جاء في هذا الجزء استقصاء لمسألة الهويات الثقافية الحضارية، مسألة ترتبط أيما ارتباط بالخطاب الأوروبي Le discours européen للشرق وغير الشرق. « إزاء ذلك الخطاب نكون بصدد خطاب ذا فاعلية في « المعرفة ولكن في المجتمع والتاريخ أولا… ».

 

ويتواصل هذا الاهتمام بتفكيك الخطاب في الفصل الثاني من القسم الأول، وهنا يبين الكاتب تصوره لعلم اجتماع الهوية : « الأنا والآخر في الفكر التونسي الحديث » وهو في الواقع عنوان رسالته للدكتوراه في علم الاجتماع. تفكيك اعتمد الغوص في سياقات بنائية إيرفنع غوغفمان وبحوث لوك بولطانسكي ولوران تيفينو وإشارات فيليب كوركوف المستندة إلى منظوره التحليلي للبنائية…

 

في الفصل الثالث الذي جاء تحت عنوان « في معنى الوساطة بالمعنى بين الإسلام والكونية » يغوص الدكتور السعيداني في بحوث وكتابات عالم الإسلاميات الجزائري محمد أركون.

 

أما القسم الثاني لهذا الكتاب فهو : « في علم اجتماع الهوية والآخرية »، وهو يضم فصلين : « الأنا والآخر في الفكر التونسي الحديث » و »الحركات الاجتماعية وتمثل الهويات ».

 

ينصب اهتمام الكاتب في هذا القسم على « وحدة تحليل رئيسية هي الصور بوصفها معبرة عن وعي بالهوية الخاصة وبهوية للأخرين، وهي يعمل هذه الوحدة للتحليل على متن مدروس في منتخبات من الخطابات الفكرية السياسية وفي الإنسانيات ومن الكتابات الأدبية والآداب العامية والشعبية ظهرت فيما قيل أو كتب في تونس والقاهرة ودمشق وأسطمبول وجنيف وباريس خلال الفترة موضوع الدرس ». في القسم الثاني تأتي خلاصات الملاحظات الواردة في القسم الأول من هذا الفصل وهو « إن تمثل أصحاب الخطابات لواقعهم أو تمثلهم للهوية هنا كان يمر عبر فعل اجتماعي هو بالضبط من ضمن مكونات سيرورة التغير الاجتماعي الموصوفة بعض وجوهه ».

 

القسم الثالث والأخير تحت عنوان « حالات وآفاق » يضم ثلاث فصول وهي : « الآخرية والحرب »، « في بناء الهويات : أرخنة الاسطورة المدججة » و »تشاجر الهويات الأمريكية المتثاقفة ».

 

وفي الواقع يترجم هذا القسم اهتمام كبير من الكاتب بما أسماه علم اجتماع الحرب.

 

في خاتمة كتابه، يذكر الدكتور منير السعيداني « ان النموذج التحليلي الذي حاول بناءه تم اختباره معتمدا على جملة من الحالات العينية المتفارقة في التاريخ والجغرافيا وكان يستهدف البحث في الآليات الاجتماعية الفاعلة عامة في مسألة الهوية… ».

 

بيبليوغرافيا هذا الكتاب جاءت ثرية جدا باحتواءها لسبعين كتابا باللغة العربية والمعربة، خمسون كتابا باللغة الفرنسية، سبع كتب باللغة الانقليزية، أطروحتان جامعيان، ثمانية مقالات عربية واثني عشر مقال في الفرنسية.

 

(المصدر: صحيفة « الجريدة » الإلكترونية الأسبوعية، العدد 44 بتاريخ 14 أكتوبر 2006)

الرابط: http://www.gplcom.com/journal/arabe/article.php?article=940&gpl=44

 


« الصهيونية وإسرائيل » موسوعة جديدة للمسيري 

                      

 

يعكف الدكتور عبد الوهاب المسيري على إنهاء موسوعة جديدة عنوانها « الصهيونية وإسرائيل » تبتعد عما أطلق عليه المصطلحات الملتهبة التي تركز على قضايا أخلاقية.

وقال المسيري إن الموسوعة الجديدة التي ستصدر نهاية 2006 ستتناول قضايا منها السلطة القضائية وهيئات المجتمع المدني وعلم الاجتماع الإسرائيلي ومناهج التعليم بهدف تعميق فهم هذا « الكيان الاستيطاني »  حتى تتحسن كفاءة الأمة في المواجهة معه.

وأضاف المسيري أن الموسوعة ستنقسم إلى جزءين أولهما عن العقيدة الصهيونية والثاني عن الدولة العبرية، بهدف إعادة تفكيك وتجريد إسرائيل كدولة وظيفية بدراسة الظاهرة الصهيونية ومكوناتها لا في حد ذاتها وإنما في علاقتها بمحيطها المركب.

وأوضح أن القراءة المتأنية تثبت أن إسرائيل قابلة للهزيمة، مشيرا إلى أن محللين إسرائليين اعتبروا الحرب الأخيرة مع حزب الله وصفعة معركة بنت جبيل أصبحت رمزا للهزيمة وشبهوها بستالينجراد.

وقال المسيري إن موسوعة « الصهيونية وإسرائيل » يشارك فيها باحثون متميزون في الأرض المحتلة لهم دراسات متعمقة في كثير من جوانب التجمع الصهيوني التي يصعب على المراقب الخارجي الوصول إليها وحتى إن وصل إليها تظل هناك أبعاد تخفى على من لا يتفاعل مع الظاهرة التي يدرسها بشكل مباشر ويومي.

أنسنة اليهود

ونبه إلى أن الموسوعة تهدف إلى « أنسنة » اليهود والصهاينة بحيث ينظر إليهم باعتبارهم جماعة إنسانية فهم ليسوا شياطين ولا عباقرة وهم لا يعيشون خارج التاريخ والجغرافيا كما يدعي الصهاينة المعادون لليهود واليهودية، وإنما هم بشر مثلنا لهم محاسن ومساوئ ومواطن قوة وضعف ومن ثم يمكن التفاوض معهم كما يمكن هزيمتهم.

وقال المسيري إن الإعلام الصهيوني والمؤسسة الثقافية الإسرائيلية لم تتعرض بالنقد لأعماله أو للموسوعة، مضيفا أن أعماله النقدية محاولة للاشتباك مع الفكر الصهيوني خارج إطار الفكر العنصري التآمري وأن رفضه للصهيونية لا ينبع من كون إسرائيل دولة يهودية بل من كونها كيانا استعماريا استيطانيا.

وأوضح أن المقاومة للمستوطنين الصهاينة لا تنبع من كونهم يهودا -أيضا- وإنما لأنهم احتلوا الأرض الفلسطينية وطردوا سكانها، مؤكدا أنه لو كان المستوطنون من المسيحيين أو البوذيين أو حتى المسلمين فإن المقاومة لهم لن تقل حدة.

 

(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 14 أكتوبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


 

ملك المغرب يطمئن المعارضة بتمسكه بالمسيرة الديمقراطية   

                       

 

تعهد عاهل المغرب الملك محمد السادس بالمضي قدما بالمسيرة الديمقراطية بغض النظر عن الفائز في الانتخابات التشريعية القادمة.

وقال الملك محمد السادس مخاطبا البرلمان المغربي في استئناف جلساته بعد عطلة الصيف إن المغرب ملتزم بحزم بتعزيز الخيار الديمقراطي الذي وصفه بأنه كان وسيبقى ضمان قوة الدولة المغربية.

ولم يسم محمد السادس أي مجموعة سياسية, لكن كان واضحا أن الإشارة هي لطمأنة رجال الأعمال الليبراليين وآخرين يخشون فوز الإسلاميين في الاقتراع.

وأبدت أحزاب معارضة قلقها من أن تستغل السلطات بروز الإسلاميين لتبطئة وتيرة الإصلاح الديمقراطي, بما في ذلك تأجيل الاقتراع.

وأظهر استطلاع هذا العام أن حزب التنمية والعدالة الإسلامي قد يقلب موازين القوى بالبرلمان وينزع الأغلبية من اتحاد القوات الشعبية (الاشتراكي) وحزب الاستقلال, الحركتين الرئيستين بالتحالف الحكومي.

ويؤكد قادة حزب التنمية على أن لهم أجندة معتدلة هي لمعالجة مشاكل الفقر والفساد المستشري, وليس لفرض برنامج « أصولي » يقلص حقوق المرأة ويكمم أفواه الصحافيين.

 

(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 14 أكتوبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 


 

على ذمة صحيفة « الرياضية » السعودية

البرازيلي كاكا يعتنق الاسلام ويؤكد أنه ولد ليكون مسلماً

 

دبي – العربية نت

 ذكرت صحيفة « الرياضية » السعودية الصادرة الجمعة 13-10-2006 أن لاعب وسط نادي ميلان الايطالي ومنتخب البرازيل لكرة القدم كاكا اعتنق الدين الاسلامي.

وقالت الصحيفة في خبر كتبه الصحافي ابراهيم الرديعان أن الموقع الرسمي للاعب البرازيلي اعلن إسلام كاكا عن قناعة تامة.

ونقلت « الرياضية » تصريحات (تقول الصحيفة أن كاكا ادلى بها لموقعه الرسمي) قال فيها: «الإسلام يحمل رسالة هادفة إلى السلام والمحبة ومن الجيد أن يكون المرء مسلماً لأن شخصية الإسلام تتجسد في المسلم ، كما لو أنه ولد ليكون مسلماً، وأمر الديانة هو حرية شخصية لا يمكن لأي أحد التدخل فيها وأنا على قناعة تامة بإسلامي وكوني مسلماً لا يعني أن يقل عطائي أو نقصان جزء من جسدي أو ما شابه، أتمنى أن لا تتغير نظرة الناس إلي بعد إسلامي وخاصة إدارة نادي الميلان ولاعبيه وإدارة منتخب البرازيل ولاعبيه أيضاً وغيرهم من المقربين والمحبين لي».

ولم يورد الموقع الذي ذكرته الصحيفة السعودية ما يؤكد صحة الخبر, ما يجعل اعتناق كاكا للدين الاسلامي يبقى رهن تفاصيل اضافية قد تكشف عنها « الرياضية » لاحقاً. علماً أن كاكا قرأ مجموعة من الكتب عن الاسلام حصل عليها اثناء زيارته الى الكويت الاسبوع الماضي برفقة منتخب بلاده الذي خاض مباراة ودية ضد نادي الكويت الكويتي.

وكان ملحق « عالم الرياضة » التابع لصحيفة « الشرق الأوسط » اللندنية نشر الشهر الماضي تقريراً بالصيغة ذاتها يتحدث عن تحول لاعب برشلونة والمنتخب الارجنتيني ميسي الى الاسلام.

عودة للأعلى

 

كاكا في سطور

وريكاردو إيزيكسون دو سانتوس ليتي الشهير بـ »كاكا » من مواليد 22 نيسان/ أبريل 1982 ، ودشن مسيرته مع كرة القدم في نادي مدينته الأم ساو باولو في العام 2001، وفي أول مواسمه سجل 12 هدفا من أصل 27 مباراة لعبها مع الفريق ، وسجل في الموسم الذي تلاه 10 أهداف من 22 مباراة ، ما لفت انتباه الأندية الأوروبية الى موهبة الشاب البرازيلي. وانتقل كاكا في العام 2003 إلى نادي ميلان بنحو 8.5 مليون دولار ، وسجل عشرة أهداف في الدوري الإيطالي من ثلاثين مباراة لعبها في أول موسم ليقود الفريق إلى الفوز بالدوري ، وحصل في ذلك الموسم على جائزة أفضل لاعب في الدوري الإيطالي ، وفي موسم 2004/2005 قاد الفريق الى الفوز بكأس السوبر الإيطالية ، وانتزاع المركز الثاني في لائحة ترتيب اندية الدوري الايطالي وراء يوفنتوس ، والمركز الثاني في دوري أبطال أوروبا بعد أن خسر أمام ليفربول الانكليزي.

وكان لاعب وسط المنتخب البرازيلي لكرة القدم كاكا اعلن انه باق مع فريقه ميلان الايطالي، برغم العقوبة المخفضة التي اقرتها محكمة الاستئناف ضد النادي لتورطه في فضيحة التلاعب بنتائج مباريات الدوري في موسم 2004-2005. وسبق لنادي ريال مدريد عرض 56 مليون يورو على ميلان لضم كاكا لسبعة مواسم مع راتب سنوي قيمته 10 ملايين يورو بيد ان الفريق الايطالي اكد ان نجمه البرازيلي ليس للبيع.

 

(المصدر: موقع العربية.نت بتاريخ 14 أكتوبر 2006)

الرابط:http://www.alarabiya.net/Articles/2006/10/14/28253.htm


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

28 juillet 2005

Acceuil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1894 du 28.07.2005  archives : www.tunisnews.net مجموعة من الرابطيين المؤسسين لفرع تطاوين: توضيح للرأي

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.