السبت، 10 يناير 2009

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3154 du 10 .01.2009

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف:يوميات المقاومة:غزة رمز العزة (15) بتواصل المقاومة يتواصل المد التضامني

السبيل أونلاين:أعضاء في العفو الدولية يتحفضون على موقفها من العدوان على غزة

كلمة:مظاهرات في غار الدماء و فرنانة و جندوبة

البديـل عاجل : أصداء الإحتجاجات

السبيل أونلاي: نتلاميذ معهد »العهد الجديد »بتونس العاصمة يتظاهرون لغزة

هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات : بيـــــــــــــــــــــــــان

السبيل أونلاين:وقفة إحتجاجية لمجموعة من الفنانين مساندة غزة

السبيل أونلاين:أكثر من 50 طن أدوية لغزة ونابل تساهم بـ7 أطنان

أطراف سياسية ومكونات نقابية : بـــــــــــــيان

بيان: إنهاء العدوان بيد المقاومة وليس بيد مجلس الأمن:حزب العمال الشيوعي التونسي

قدس برس:مظاهرات في أنحاء تونس ومحامون يقيمون صلاة الغائب على شهداء غزة

موقع طلبة تونس : خبـــــــر عاجـــــــل

السبيل أونلاين : أهم المواضيع التي تناولتها الصحف النرويجية،السويدية والدنمركية يوم 9ينايـر2009

إكسبرس نيوز:رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي: معتصمون أمام السفارتين الإسرائيلية والمصرية حتى رفع المظلمة عن غزة

المختار اليحياوي : حالــــــــــــــــة غضــــب

البديـل عاجل : غزّة فـي عيـوننـا

عبد السلام بوعائشة : من أجل تعزيز المقاومة وتوحيد جهود الأمة العربية

محمد رضا سويسي: شعب معطاء

سمير حسن : من اطفال غزة الى : أصحاب الجلالة و الفخامة و المعالي العرب :

النهار: فريق أوباما يستعد للتحدث مع « حماس »: سياسة العزل لها نتائج عكسية

حسان يونس : جرائم ضد الإنسانية للبقاء في السلطة

الوطن : حول التظاهرات والمسيرات التضامنية مع غزة مزايدات ومغالطات …من المستفيد منها؟

عبد الباري عطوان: الوزراء العرب و’غزوة نيويورك’

القدس العربي: سقوط مدو للاعلام الغربي

محمد نصر الدمنهوري : قصيدة إلى الحكام العرب

   أ ف ب:وفاة مسؤول فلسطيني بسكتة قلبية في تونس بسبب الهجوم الاسرائيلي على غزة

البديـل عاجل :: وتتواصل ملاحقة مراسل قناة الحوار التونسي بقفصة

الشرق الأوسط:تونس: أحد قادة الاحتجاجات الاجتماعية يضرب عن الطعام داخل السجن

المعهد العربي لحقوق الإنسان:ندوة علمية في تونس  حول » الاجتهاد وحقوق الإنسان والديمقراطية : أي علاقة؟ « 

الحزب الديمقراطي التقدمي : بيـــــــــــــان

البديـل عاجل : ملف الاتحاد الجهوي للشغل بتونس

زهير المظفر:نظام الاقتراع في تونس:  من إقصاء المعارضة إلى تعزيز حضورها في مجلس النواب (2 من 2)

شمس الدين العوني ( عضوهيئة اتحاد الكتاب) « للوطن »هيمنة الرأي الواحد ..وغياب التداول أبعدته عن المجتمع المدني.

رويترز: انخفاض التضخم السنوي في تونس الى 4.1 % في ديسمبر

الحياة:سبعة بلايين دولار رسملة بورصة تونس

العرب: اللقاء الأول للشراكة المصرفية التونسية الليبية

معلومات الشرق الأوسط التجارية: بيت التمويل الخليجي يعتزم استثمار 3 مليارات دولار في تونس

كونا:عدد السائحين الى تونس لعام 2008 تجاوز سبعة ملايين سائح

العرب أونلاين:تونس: الترجمة مدخل لحوار الحضارات

الصباح:منع الكتب بالفتاوى: الباب الذي يمرّ منه أعداء الحضارة العربية والإسلامية

توفيق المديني : الهند و باكستان على حافة الحرب


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:

 


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 13 محرم 1430 الموافق ل 10 جانفي 2009

يوميات المقاومة غزة رمز العزة (15) بتواصل المقاومة يتواصل المد التضامني

 

 
1) ولاية تونس: – تجمع بساحة محمد علي أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل بالعاصمة اليوم السبت 10/01/2009 عدد كبير من النقابيين و المناضلين السياسيين و الناشطين الحقوقيين في اجتماع عام رفعت خلاله عديد الشعارات و ازدانت الساحة باللافتات و الصور و الأعلام الفلسطينية ثم انطلق المشاركون في مسيرة حاشدة حاولت قوات البوليس السياسي و الشرطة التصدي لها و نجح المتظاهرون في كسر الطوق الأمني المضروب على مقر الاتحاد ، و واصلت المسيرة تحركها باتجاه أول شارع فرنسا حيث طوقتها و تصدت لها أعداد هائلة من قوات الشرطة و وقع تدافع دام فترة طويلة تمكنت على إثرها قوات الشرطة من قمع المسيرة و منعها من التقدم باتجاه شارع الحبيب بورقيبة. – انطلقت مساء اليوم السبت 10/01/2009 مسيرة طلابية حاشدة من باب العسل بالعاصمة و جابت كامل شارع مدريد حتى وصل المشاركون فيها إلى شارع الحبيب ثامر أين تصدت لهم الشرطة و فرقتهم بالقوة. – استطاعت نقابتا التعليم الأساسي و الثانوي تجميع كميات كبيرة من الأدوية بلغت 400 طن سترسل حسب إفادة ممثل للنقابة في طائرتين إلى غزة في الأيام القريبة القادمة. 2) ولاية بنزرت: – نظم تلامذة المعهد الثانوي بمنزل جميل من جديد و ككل يوم من أيام المحرقة في غزة اليوم السبت 10/01/2009 مسيرة سلمية للتنديد بجرائم العدو الصهيوني،  و لم يكد التلامذة يتجاوزون الباب الخارجي للمعهد حتى اصطدموا بقوات الشرطة التي طوقت المكان من كل جانب و منعتهم من التقدم و استخدمت القوة لتفريقهم. – دعت جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي و فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان المواطنين في الولاية إلى المشاركة يوم الثلاثاء 13/01/2009 في مظاهرة حاشدة للتعبير عن غضبهم مما يحدث لإخوانهم الفلسطينيين في غزة من مجازر على أيدي المجرمين الصهاينة. 3) ولاية سوسة: – شارك تلامذة المعاهد الثانوية بسوسة اليوم السبت 10/01/2009 في تجمعات عامة أمام المعاهد رفعت خلالها شعارات التضامن مع أهل غزة و صيحات التنديد بالجرائم الصهيونية. – أحيت فرقة  » الكرامة  » مساء اليوم السبت 10/01/2009 أمسية ثقافية في إطار التظاهرة التضامنية التي دعا إليها الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة و شارك فيها عدد كبير من النقابيين و المناضلين السياسيين و الناشطين الحقوقيين بالجهة. – كما شهدت حملة جمع الأدوية التي يشرف عليها الاتحاد الجهوي استجابة قوية لدى المواطنين فاقت التوقعات. 4) ولاية جندوبة: – واصل تلامذة المعاهد الثانوية و المدارس الإعدادية بجندوبة الخروج في مسيرات تنديد بالعدوان على غزة في ظل محاصرة أمنية شديدة للمعاهد و المدارس. – تم نقل كمية من الدواء من الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة إلى المركزية النقابية بالعاصمة على متن شاحنة. 5) ولاية القيروان: – ما زالت المسيرات التلمذية بالقيروان متواصلة رغم الحصار الأمني المضروب على المعاهد الثانوية و المدارس الإعدادية. – جمع الاتحاد الجهوي كمية من الأدوية قدرت قيمتها بخمسة آلاف دينار. 6) ولاية قابس: – لليوم الثاني على التوالي يتم وقف الدروس بالمعاهد الثانوية الكبرى بمدينة قابس لمنع التلامذة من الخروج في مسيرات تضامنية مع إخوانهم في غزة. – كما تمت محاصرة المدارس الإعدادية بأعداد كبيرة من قوات الشرطة مما حال بين التلامذة و الخروج في مسيرات منددة بالمجازر الصهيونية على غزة. – جمع الاتحاد الجهوي للشغل بقابس طنين من الأدوية قدرت قيمتها بخمسة عشر ألف دينار. 7) ولاية قبلي: – انتظمت يوم الخميس 08/01/2009 بمدينة دوز مسيرة ضخمة دعا إليها الاتحاد المحلي للشغل شارك فيها النقابيون و المناضلون السياسيون و الناشطون الحقوقيون و عدد كبير من المواطنين للتعبير عن غضبهم و التنديد بالمجازر الصهيونية في حق شعبنا الفلسطيني الصامد في غزة و لم يلتحم المشاركون في هذه المسيرة بمسيرة شارك فيها مجموعة من منتسبي الحزب الحاكم. – استطاع الاتحاد الجهوي للشغل بولاية قبلي من تجميع كميات كبيرة من الأدوية تم إرسالها إلى المقر المركزي بتونس. 8) ولاية مدنين: جمعت نقابتا التعليم الأساسي و الثانوي بمدنين و بنقردان و جرجيس و جربة و بني خداش و بومخلوف كمية من الدواء بلغت قيمتها 40 ألف دينار تم إرسالها إلى المقر المركزي للاتحاد بالعاصمة.

و حرية و انصاف :

1/ تدعو الشعب التونسي و قواه الحية من أحزاب و منظمات و جمعيات إلى الاستمرار في التعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني الصامد و المجاهد في غزة ضد العدوان الصهيوني الهمجي و كل من يقف معه بالوسائل السلمية المتاحة. 2/ تدعو السلطة للكف عن قمع التحركات المساندة للشعب الفلسطيني و احترام حق التونسيين و التونسيات الدستوري في التعبير و التنقل و الاجتماع و التظاهر السلمي.  عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


أعضاء في العفو الدولية يتحفضون على موقفها من العدوان على غزة

 

السبيل أونلاين – خاص – من زهير مخلوف – تونس وقعت اليوم السبت 10 – 01 – 2009 ، بفرع منظمة العفو الدولية بتونس ندوتين بإشراف مجموعة للأطباء وأخرى للمحامين ، من أجل توضيح حيثيات الموقف الذى أصدرته الأمانة العامة لمنظمة العفو الدولية تجاه العدوان على غزة ، وسبل رفع قضايا في المحاكم الدولية ضد مقترفي جرائم بحق الإنسانية ، وقد أبدى جلّ أعضاء العفو الدولية فرع تونس إستنكارهم لموقف الأمانة العامة للمنظمة تجاه العدوان الغاشم على غزة ، أما الأطباء فقد عرضوا للأسلحة المحرمة التى تستخدمها قوات الإحتلال والأضرار الصحية الناجمة عنها . وبعد نقاش مطول ومستفيظ إنتهى اللقاء على الساعة السادسة والنصف مساء .  المصدر:السبيل اونلاين ، بتاريخ 10 جانفي 2009

مظاهرات في غار الدماء و فرنانة و جندوبة

 
نشرة مولدى زوابي في الحدث السياسي, جانفي 10, 2009       تفاعلا مع ما حدث في مدينة بوسالم منذ صباح الأربعاء 06 جانفي 2008 نظم  مساء نفس اليوم تلامذة معهدي الشابي وغار الدماء من مدينة غار الدماء 175 شمال غرب تونس  مسيرة عفوية تضامنية مع أهالي غزة جابت عدد من شوارع وانهج المدينة ومع ارتفاع العدد الذي فاق نحو 3500 متظاهر بين تلامذة ومواطنين  تدخلت قوات من الأمن واعتقلت 4 تلاميذ لم يفرج عنهم إلا بتدخل نقابي وحقوقي. وأمام هذا الاعتداء غير المبرر حسب عدد من شهود العيان والمشاركين في المسيرة تدخل عدد من الأساتذة فاق عددهم الخمسين وانظموا إلى المسيرة وقد استطاع الأساتذة وبحكم علاقتهم الطيبة بتلامذتهم تأطير المسيرة في الاتجاه السلمي والمدني.   و في خطوة وصفها البعض بالسابقة والجريئة على المستويين الجهوي والوطني خرج يوم الخميس 07 جانفي ما يفوق 600 تلميذ كانوا قد خرجوا من معاهد مدينة غار الدماء وعلى امتداد 11 كلم في مسيرة على الأقدام توجهت إلى وادي مليـز وقد رافقهم في هذه المسيرة عدد من المواطنين وأعداد غفيرة من أعوان الأمن بالزيين المدني والرسمي. هذا وقد رفع المتظاهرون شعارات منددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والهجمة الشرسة التي يتعرض لها الفلسطينيين معربين عن تضامنهم مع أطفال غزة الذين يقتلون على مرأى من العالم. ولم تتوقف مسيرة التلاميذ الذين وصلوا مدينة وادي مليز إلا بعد أن شاركهم تلامذة معهد الامتياز وإعدادية وادي مليز جابوا خلالها عددا من الأنهج والشارع الرئيسي. وقد عاد تلامذة غار الدماء الذين قدموا من معهدي الشابي وغار الدماء بعد أن خصصت لهم حافلات. أما يوم الجمعة فقد تدخلت قوات الأمن بقوة وفرقت عددا من الذين تجمعوا للقيام بمسيرة للتعبير عن التضامن مع أهالي غزة وطلبوا من مديري المعاهد غلق الأبواب حتى لا يخرج التلاميذ من معاهدهم وحاصرت قوات من الأمن بالزيين المدني والرسمي أبواب المعاهد مانعين التلاميذ من الخروج. وفي ما يخص مديري المعاهد الذي لم يختلف موقفهم على مواقف بقية مديري المعاهد الأخرى بالجهة فقد رفضوا الانصياع للأوامر الأمنية خشية أن يتطور الوضع وينعكس سلبا على ممتلكات معاهدهم.     الشارع يتحرك في الفرنانة بعد عشرين سنة على امتداد عشرين سنة  لم تشهد مدينة الفرنانة تحركا مماثلا لما شهدته يوم الجمعة 8 جانفي الجاري، حيث نظم عدد كبير من أساتذة المعهد الثانوي  بفرنانة ومعهد ابن خلدون وإعداديتي  الفرنانة والفجوج مسيرة سلمية انظم لها بسرعة آلاف التلامذة والمواطنين وفاق عدد المشاركين فيها نحو 3500 . وقد رفع المتظاهرون لافتات تضمنت شعارات منددة بالاحتلال الصهيوني لقطاع غزة والإبادة الجامعية التي يتعرض لها أهالي القطاع . وقد جابت المسيرة الشارع الرئيس لمدينة الفرنانة حتى ساحة المعتمدية تحت أصوات امتزج فيها صوت الطفل بصوت الشيوخ والنساء. وقد تناول بعض المتدخلين بالحديث والتنديد بربرية العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين وعده البعض استهدافا لمقومات الأمة العربية والإسلامية.   هبّة في معاهد جندوبة حاصرت قوات من الأمن بالزيين المدني والرسمي منذ صباح الخميس 07 جانفي 2008 المعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية بالمدينة تحسبا لقيام مسيرات كان قد دعا لها عدد من تلامذة معاهد المدينة وذلك في إطار التضامن مع أهالي قطاع غزة وتفاعلا مع المسيرات التي برزت في كل من مدينتي بوسالم وغار الدماء ولئن استطاعت قوات الأمن أن تمنع تنظيم تلك المسيرة فقد استطاع تلامذة  معهد الحرية وخميس الحجري و9 أفريل ومعهد جندوبة وغيرهم  تكسير الحواجز والخروج في مسيرة سلمية وذلك يوم الجمعة  08 جانفي فاق عدد  المشاركين فيها 8000 متظاهر جابت كبرى شوارع المدينة بعد أن انظم لها بعفوية عدد من المواطنين رفعوا خلالها لافتات وشعارات منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة معربين في الآن نفسه عن تضامنهم المطلق مع الفلسطينيين في القطاع وفي كل شبر من أرض فلسطين. وأمام الشغور الذي بدا واضحا داخل فصول المعاهد لم يجد أساتذة التعليم الثانوي بدّا سوى التنسيق فيما بينهم ومع هياكلهم للخروج في مسيرة منفردة انظم إليها عدد من التلاميذ والمواطنين جابت انهج وشوارع مدينة جندوبة ندد فيها المتظاهرون بتواطؤ بعض الأنظمة العربية ورفضهم للمصالح الصهيونية على الأراضي العربية وتجندهم للدفاع عن القضايا الوطنية والقومية. أما صباح السبت فقد تعرض عدد من تلامذة المعاهد إلى التعنيف من قبل أعوان أمن أصروا على أن لا يخرج التلاميذ للتظاهر مرة أخرى.  
 
(المصدر: موقع مجلة « كلمة » (محجوبة في تونس) بتاريخ 10 جانفي 2009)

 أصداء الإحتجاجات  
–  سوسة: قام تلاميذ معاهد سوسة بمجموعة مسيرات فى الشوارع منذ بداية الأسبوع وقد عرفت هذه التحركات ذروتها أيام الخميس والجمعة والسبت حيث التحم آلاف التلاميذ بالشوارع إذ تمكن تلامذة معاهد الذكور والفتيات و2 مارس والزهراء من ولوج وسط المدينة عديد المرات، كما تمكنوا يوم الجمعة من الوقوف فى تجمع مهيب أمام مقر الولاية رافعين شعارا واحدا « الملوك والرؤساء فى العدوان شركاء » فضلا عن الشعارات الأخرى مثل « غزة رمز العزة »… –  تعرض تلامذة مساكن وحى الرياض وابن رشد إلى الاعتداء من طرف قوات القمع التي فرّقتهم وأوقفت العديد وخاصة من الفتيات اللاتي تعرضن للتعنيف والإهانات. –  فى حمام سوسة تعرّض تلامذة معهد 7 نوفمبر للاعتداء والمنع من الخروج وخاصة يوم الجمع 9 جانفي لمنعهم من الالتحام بالسوق الأسبوعية المتاخمة للمعهد. –  تعرّض تلامذة المنستير يوم الأربعاء 7 جانفي وخاصة المعهد النموذجى ومعهد بورقيبة إلى الاعتداء العنيف والوحشى وذلك فى ساحة معاهدهم، ورغم ذلك تمكن التلاميذ من الخروج للشارع في الأيام الموالية. –  فى الشابة مسيرات بالآلاف طيلة أيام الأسبوع وذلك بقيادة الحركة التلمذية. –  نفس الأمر فى جبنيانة التى فرض أهاليها ومنذ اليوم الأوّل حقهم فى التظاهر. –  فى قبلى تمكن تلامذة معاهد سوق الأحد وطنبار ونقة من الوصول إلى قبلى المدينة مشيا على الأقدام (12 كم) والتحموا برفاقهم هناك، كان ذلك يوم الثلاثاء 6 جانفي الذي يصادف يوم السوق الأسبوعية بقبلى،ويوم الجمعة 9 جانفي وصل تلامذة المدينة إلى ساحات معهد الدراسات التكنولوجية الذي يبعد عن المدينة 3 كم. –  وفى دوز احتل التلاميذ الشوارع طيلة أيام الأسبوع ملتحمين بالأهالى والنقابيين. وقد عرفت بعض التحركات مناوشات مع قوات البوليس التي اعتدت على العديد منهم. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 10 جانفي 2009)  

تلاميذ معهد »العهد الجديد »بتونس العاصمة يتظاهرون لغزة

 

السبيل أونلاين – خاص – من زهير مخلوف – تونس وقع اليوم السبت 10 – 01 – 2009 تجمّع عام بمعهد « العهد الجديد » الواقع بنهج 13 أوت بتونس العاصمة، وذلك على الساعة العاشرة صباحا ، رفع فيه التلاميذ شعارات مساندة لقطاع غزة ومنددة بالمجازر الوحشية التى يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة .   وقد أصرّ التلاميذ على الخروج للشارع للتظاهر فوقع تطويهم بقوة كبيرة من قوات التدخل ، وتعرضت أربعة فتيات إلى التعنيف والضرب نقلن بسبب ذلك إلى مستشفى شارنيكول ، وهن (بشرى وهدى وإلهام … ) ، ووقع إيقاف محمد أمين العرف بمركز الوردية منذ الساعة الحادية عشر والنصف صباحا وأطلق سراحة على الساعة الواحدة ظهرا ، كما وقع تعنيف الكثير من التلاميذ بشكل فجّ .    (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 10 جانفي 2009)

 


هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات بيـــــــــــــــــــــــــان  
تتواصل للأسبوع الثالث على التوالي الحرب الوحشية التي يشنّها الكيان الصهيوني على غزّة وتتواصل بالتالي المجازر التي تستهدف المدنيين العزّل الذّين لم يبق لهم ملاذ لا في منازلهم ولا في المساجد ولا في المستشفيات ولا حتى لدى منظمات الإغاثة الدّولية. ولم يستثن مجرمو الحرب الصهاينة في عدوانهم أحدا، لا الأطفال ولا النساء ولا الشيوخ ولا الصحافيين ولا الأطباء ولا العاملين في المنظمات الدّولية ولا حتى الجرحى والمسعفين. ولم يتورّعوا عن استخدام الأسلحة الفتّاكة بما في ذلك الأسلحة المحظورة دوليا. وهو ما أدى إلى حدّ الآن إلى سقوط أكثر من 800 شهيد نصفهم تقريبا من الأطفال والنساء وحوالي 3300 جريح. ورغم النداءات المتكررة التي أطلقها الرأي العام الدولي من خلال المسيرات والمظاهرات والتجمعات الحاشدة لوقف هذه المجازر، فإن القرار الذي أصدره مجلس الأمن فجر يوم الجمعة 9 جانفي 2009 أي بعد أسبوعين من انطلاق العدوان، لم يتضمّن إدانة لإسرائيل ولا آلية لإلزامها بالوقف الفوري للعدوان ورفع الحصار الظالم عن غزّة وفتح المعابر دون قيد أو شرط لتوفير مقومات الحياة الدنيا لأهالي غزّة التي أصبحت عبارة عن سجن كبير، وهو ما شجّع مجرمي الحرب في الكيان الصهيوني على الاستمرار في تنفيذ جريمتهم مستقوين بالدعم المطلق للولايات المتّحدة الأمريكية والتواطئ المفضوح لمعظم الحكومات الغربية الأخرى والعجز السافر للنظام الرّسمي العربي.   إن « هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات » إذ تجدد إدانتها للمذبحة التي ترتكب على حساب الشعب الفلسطيني بغزّة والتواطؤ الرسمي الدولي والعربي ومطالبتها بوقف هذه المذبحة فورا، فإنها:   1.تُحَيّي  صمود غزّة البطولي بمقاومتها وأهاليها وتعبّر عن إيمانها بانتصارهما في وجه الظلم والطغيان.  2.تدعو الشعب التونسي بمختلف فئاته إلى الاستمرار في الاحتجاج على العدوان الصهيوني وتوسيع دائرته وتنويع أشكاله للمساهمة في تكثيف الضّغط السياسي على المعتدين وعلى من يساندهم أو يتواطأ معهم لوضع حدّ للعدوان، كما تدعوه لمزيد التضامن مع أهالي غزّة خصوصا عبر القنوات المستقلّة. 3.تستنكر إمعان السّلطة التونسية في منع وقمع التحركات الشعبية المساندة لأهل غزّة، إلاّ  ما فرض منها بالتعبئة الجماهيرية. وهي تستنكر بشكل خاص إقدام البوليس على محاصرة المدارس والمعاهد والكليات والاعتداء على التلاميذ بالضرب والكلام البذيء وعلى منع العديد منهم من لباس الكوفية الفلسطينية تعبيرا عن التضامن وانتزاعها منهم. 4. تعتبر أن استبداد نظام الحكم بالشّعب التونسي وحرمانه من التعبير عن أرائه سواء تعلّقت بقضايا داخلية أو بقضايا عربية ودولية، يمثّل انتهاكا لحقوقه الأساسية وكرامته الإنسانية وضربا لشخصيته في محاولة لتدجينه وتعويده على الخنوع والاستكانة. 5.تؤكّد عزم مختلف مكوّناتها التي ما انفكّت تسهم بشكل نشيط، في مختلف الفضاءات الموجودة فيها، في أعمال الاحتجاج والتضامن، على الارتقاء بهذه المساهمة حتى تكون أكثر فاعلية ونجاعة. 6. تُحَيّي الحركة التضامنية العالمية مع غزّة وما  تخلّلها من مواقف شعبية ورسمية (فينزويلا…) تعبّر عن ترفّع الشعوب وقواها الحيّة عن الانتماءات العرقية والقومية والدينية والثقافية واعتناقها المبادئ الإنسانية التي ترفض الظّلم والوحشية وتتصدى لهما.   هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحرّيات تونس في 9 جانفي 2009


وقفة إحتجاجية لمجموعة من الفنانين مساندة غزة

 

السبيل أونلاين – خاص – من زهير مخلوف – تونس دعى مجموعة من الفنانين التونسيين اليوم 10 – 01 – 2009 إلى وقفة إحتجاجية أمام المسرح البلدي بوسط العاصمة وذلك على الساعة السابعة ليلا للتنديد بالمجازر التى يرتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة منذ أكثر من أسبوعين، وقد تدخلت قوات من البوليس وفرقت المتظاهرين بالقوة . هذا وقد رفعت شعارات مثل : غزة غزة رمز العزة ، بالروح بالبدم نفيد يا فلسطين .   (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 10 جانفي 2009)  

في يوم وطني لجمع الأدوية لأهلنا بالقطاع أكثر من 50 طن أدوية لغزة ونابل تساهم بـ7 أطنان

السبيل أونلاين – خاص – من زهير مخلوف – تونس وقع اليوم السبت 10 – 01 – 2009 تجمّع عام بساحة محمد علي بالعاصمة دعى له الإتحاد العام التونسي للشغل ، وذلك على الساعة 14:30 ، وعلى إثره إنطلقت مسيرة في إتجاه شارع المنجي سليم ولكن قوات البوليس قامت بصد المتظاهرين وقمعهم ، ودام التدافع إلى حدود الساعة الثالثة بعد الزوال ، ثم نودي إلى إجتماع للكُتاب العامين للنقابات الجهوية ، وقد كان هذا اليوم حافلا بإستقبال الأدوية القادمة من كل مقرات الإتحادات الجهوية في مختلف مناطق البلاد، وقد ناهزت كمية الأدوية ما يشحن طائرتين ، وقد حضر مراسل السبيل أونلاين إستقدام أدوية جهة نابل التى ناهزت سعتها 5 شاحنات وهو ما يقارب 7 أطنان ، وقع تجميعها في يوم واحد من تبرعات النقابات الجهوية للتعليم والصحّة .    (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 10 جانفي 2009)
 

أطراف سياسية ومكونات نقابية  بـــــــــــــيان تونس في: 08/01/2009
 
نحن الأطراف السياسية والمكونات النقابية المجتمعة إنطلاقا من ثوابتنا السياسية والنضالية والمبدئية الداعمة لكل حركات التحرر الوطني في العالم وعلى رأسها قضية شعبنا في فلسطين والعراق ومنطلق رفضنا لكل أشكال العدوان العسكري والسياسي والاقتصادي والثقافي المسلط من قبل الإمبريالية على كافة شعوب العالم المقهورة يهمنا أن نعلن للرأي العام الطلابي والوطني في الداخل والخارج : أمام ما تتعرض له غزة من عدوان همجي لم يسبق له مثيل في تاريخ الإنسانية الذي طال النساء والشيوخ والأطفال والبنى التحتية من مستشفيات ومدارس ومساجد على نحو لا يمكن وصفه  إلا بكونه مجزرة ومحرقة بشعة تنضاف إلى مجازر الصهيونية والإمبريالية في التاريخ إذ بلغ عدد الشهداء أكثر من 700 والجرحى أكثر من 3000. ليس أمامنا إلا نحيي بكل إجلال الصمود الباسل لشعبنا في غزة أمام آلة العدوان الصهيوني البشعة . وأمام هـــــــــذا فإننا: 1/ندين بشدة المجازر البشعة المرتكبة في حق شعبنا في فلسطين من قبل عصابات الغدر الصهيوني الأداة المتقدمة الإستعمار الإمبريالي في الوطن العربي و نطالب بالوقف الفوري واللامشروط للعدوان على غزة. 2/ قد أثبت التاريخ مرة أخرى أن الأنظمة الإقليمية العميلة الرجعية التي تجاوزت مرحلة الصمت على العدوان إلى المشاركة فيه بشكل سافر وذلك بغلقها لمعابر القطاع ومحاصرة غزة وتجويعها بغاية تركعيها خدمة لمشاريع العمالة والتطبيع مع العدو الصهيوني . 3/ ندين النظام الإقليمي العميل الرجعي في تونس الذي يمارس أبشع أنواع القمع ضد جماهير الشعب ويمنعها يوميا بشتى أساليب الإستبداد من التعبير عن نصرتها المبدئية لقضاياها القومية العادلة إذ تم قمع جميع التحركات الجماهير من طلبة ومحامين ونقابيين وتلاميذ … 4/ ندين الصمت الدولي ومنطق تشريع العدوان الصهيوني من قبل الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها كما ندين توطئ المجتمع الدولي  خاصة القوى الإستعمارية المتشدقة بحماية حقوق الإنسان . 5/ نحي كل شعوب العالم الحرة التي رفضت صمت حكوماتها على هذه الجريمة وتآمرها المفضوح مع الصهيونية حيث خرجت للإحتجاج بكل الأشكال نصرة لغزة. 6/ دعمنا المبدئي واللامشروط  لخيار المقاومة الشعبية في فلسطين  بكافة فصائلها وتوجهاتها ودعم كل أشكال المقاومة ذات النهج الوطني والتحرري ونعتبر بأن خيار المقاومة الشعبية والوطنية هي الأسلوب العلمي والمبدئي الوحيد في تحرير فلسطين التاريخية من الإحتلال الصهيوني . 7/ إستعدادنا لخوض كافة أشكال التحركات الجماهيرية  من أجل نصرة شعبا في غزة من الأدنى إلى الأقصى عبر المسيرات والتبرع بالمال والدم . 8/فضح نهج التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني من قبل النظام التونسي وأذنابه والتطبيع غير الرسمي من قبل بعض المنظمات والجمعيات والأحزاب والشخصيات المدنية مع الإمبريالية الأمريكية والصهيونية . 9/ ندعو الجماهير إلى تصعيد ضغطها الشعبي على أنظمتها لوقف الحرب وفتح المعابر  وإغاثة الضحايا تفعيل المقاطعة الإقتصادية الصهيونية والشركات الداعمة للكيان الصهيوني. 10/ ندعو الجماهير الطلابية للإلتفاف حول الحركة الطلابية وفصائلها التقدمية في نضالها المبدئي من أجل نصرة كفاح شعبنا في فلسطين. 11/ندعو الرأي العام الوطني والأحزاب والجمعيات والمنظمات المستقلة وشخصيات وطنية إلى تكثيف أشكال مناصرتها لغزة وتنويع أشكال دعم شعبنا في فلسطين.     المجد كل المجد للشهداء والمقاومة الخزي والعار للأعداء والخونة والعملاء * الوطنيون الديمقراطيون بالجامعة * التيار النقابي التقدمي             * الشباب الاشتراكي اليساري     * الشباب الديمقراطي التقدمي     * الطلبة القوميون                  * الطليعة الطلابية العربية        * النقابيون الراديكاليون           * إتحاد الشباب الشيوعي التونسي

بيــــــان إنهاء العدوان بيد المقاومة وليس بيد مجلس الأمن

 

  أصدر مجلس الأمن في وقت متأخر من ليلة 08 جانفي 2009 قرارا يدعو إلى وقف إطلاق النار وانسحاب « إسرائيل » إلى ما قبل بداية العدوان وفتح المعابر ومنع تهريب السلاح… ورغم أن هذا القرار يساوي بين الضحية والجلاد ولا يدين الكيان الصهيوني في المجازر المروعة التي ارتكبها في حق المدنيين العزل فإن الولايات المتحدة رفضت التصويت عليه واكتفت بعدم رفع الفيتو في وجهه. إن هذا القرار يؤكد مرة أخرى ارتهان مجلس الأمن للقوى العظمى بقيادة الامبريالية الأمريكية، الحليف والراعي المباشر للكيان الصهيوني، وعدم قدرة الأطراف الأخرى، بما في ذلك الطرف العربي، على فرض صوتها. كما أنه يؤكد أيضا أن مهمة هذا المجلس أصبحت أكثر من أي وقت مضى التغطية على جرائم الامبريالية والصهيونية وتشريع جرائمهما في حق الشعوب. وعشية صدور هذا القرار واصلت الآلة الصهيونية حصد المزيد من أرواح المدنيين من الأطفال والنساء وهدم البيوت على رؤوس أصحابها وتشريد مئات اللآلاف ومطاردتهم حتى داخل مراكز المنظمات العالمية المعنية بحماية المدنيين زمن الحروب. وهو ما يبين مرة أخرى أن الكيان الصهيوني لا يقيم وزنا لقرارات مجلس الأمن وأن المهم بالنسبة إليه هو الدعم المطلق واللامشروط الذي يلقاه هذا الكيان من الامبريالية العالمية بقيادة الإدارة الأمريكية ومن التخاذل والتواطؤ العربيين بقيادة مصر التي شاركت في الحصار المضروب على غزة برفضها غير المبرر فتح معبر رفح. إن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يُعوّل على مجلس الأمن لإنهاء المجازر المرتكبة في حقه، لاقتناعه الراسخ بأن هذه المؤسسة هي مؤسسة صورية وأداة بيد الامبريالية والصهيونية لتشريع عدوانهما ضد الشعوب والتغطية على جرائمهما البشعة التي فاقت كل تصوّر في العدوان الأخير على غزة. لقد بات واضحا أن حلّ قضية الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته أصبحت أكثر من أي وقت مضى بيد المقاومة وبقدرتها على توحيد الشعب الفلسطيني حتى يواصل صموده في وجه البربرية الصهيونية ويفرض حقوقه. وقد أثبت العدوان الجاري حاليا على أرض غزة قدرة هذا الشعب على الصمود وتحدي الدمار والتقتيل وإدخال الشك في قدرة الجيش الصهيوني على تحقيق أهدافه رغم تفوقه العسكري وما يلقاه من دعم دولي وتواطؤ عربي. وما من شك في أن المقاومة الفلسطينية في حاجة أكيدة إلى الدعم السياسي والشعبي. وهو ما يطرح على القوى الوطنية والشعبية في المنطقة العربية والإسلامية وفي جميع أنحاء العالم تكثيف التحركات والتظاهرات والمبادرات من أجل الضغط على الحكومات كي تتخذ قرارات وخطوات ملموسة لإنهاء العدوان وتمكين الشعب الفلسطيني من استرداد حقوقه المغتصبة. وفي تونس ما تزال التحركات الشعبية دون المأمول، رغم كل الجهود المبذولة لجمع التبرعات وإقامة الأنشطة التحسيسية ومن أجل تنظيم المسيرات التي يضرب عليها نظام بن علي طوقـًا بوليسيا ضخما. لذلك يدعو حزب لعمال الشيوعي التونسي كل القوى السياسية وفعاليات المجتمع المدني من منظمات وجمعيات ومن مناضلات ومناضلين وشخصيات وجمهور الطلبة والنساء والتلاميذ وكافة فئات الشعب التونسي إلى تكسير هذا الطوق وتنظيم التحركات خارج إطار الحزب الحاكم وتفعيل المساندة والدعم لغزة وللشعب الفلسطيني الشقيق. حزب العمال الشيوعي التونسي تونس في 09 جانفي 2009

مظاهرات في أنحاء تونس ومحامون يقيمون صلاة الغائب على شهداء غزة

تونس – خدمة قدس برس تجمّع محامون تونسيون أمام قصر العدالة بالعاصمة التونسية، بعد ظهر الجمعة، وأقاموا صلاة الغائب على أرواح شهداء غزة، بإمامة المحامي الشيخ عبد الفتاح مورو. واختتم الشيخ مورو الصلاة التي حضرها زهاء مائتي محام ومحامية بدعاء مؤثّر، فيما مُنع عامة المواطنين من حضور الصلاة، وأقيمت حواجز حديدية حول ساحة التظاهرة. ومُنع المحامون من تسيير مظاهرة منددة بالعدوان، فنظموا وقفة أمام محكمة العاصمة ومهرجاناً خطابياً، ردّدوا فيه الشعارات المنددة بالعدوان على غزة والمطالبة بحق التظاهر. ونشط المحامون التونسيون بكثافة خلال الأيام الأخيرة، عبر تنظيم مسيرات ومهرجانات خطابية منددة بالعدوان الإسرائيلي، كما قاموا بحملة جمع تبرعات مالية لفائدة أهالي غزة. من جهة أخرى؛ سارت اليوم الجمعة عدد من المسيرات المنددة بالعدوان على غزة، خرجت من معظم المعاهد الثانوية بالعاصمة تونس وفي مختلف أنحاء البلاد. وبينما راقبت السلطات معظم المظاهرات دون تدخل؛ فقد تحدث شهود عيان عن تدخل عنيف من قبل قوى الأمن لتفريق تلاميذ متظاهرين، في حي باب الجديد وسط العاصمة التونسية.  

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 10 جانفي  2009)
 


 خبـــــــر عاجـــــــل  
 
 
في يوم الغضب العالمي لنصرة أهالينا بغزة و تنديدا بالعدوان الصهيوني الهمجي إضراب شامل في كافة معاهد البلاد و أكثر من مليون تلميذ و عشرات الآلاف من الطلبة قاطعوا الدراسة و قد انتظمت مئات المسيرات و التظاهرات من شمال البلاد إلى جنوبها و من شرقها إلى غربها عبّر من خلالها التلاميذ و  الطلبة عن مساندتهم المطلقة للمقاومة في مواجهتها للحرب الصهيونية و من يقف ورائها و من يسندها ماديا و إعلاميا أو بالتزام الصمت.  و قد حصلت مواجهات عديدة مع البوليس تم على إثرها اعتقال المئات من الطلبة
 
(المصدر: موقع طلبة تونس الإلكتروني بتاريخ 10 جانفي 2009 ) WWW.TUNISIE-TALABA.NET  


أهم المواضيع التي تناولتها الصحف النرويجية،السويدية والدنمركية يوم 9ينايـر2009

 

 
السبيل أونلاين – صحف – اوروبا يوم غــــــــــــــزة في النرويج نظمت ما يقارب 80 جمعية مدنية، مظاهرات في جميع أنحاء النرويج لدعم صمود غزة والتنديد بالعدوان الهمجي الصهيوني على المدنيين. وقد شارك في هذه المظاهرات عشرات الآلاف، لكن ما شهدته أوسلو كان يوحي وكأن أهله كلهم خرجوا مطالبين بإيقاف العدوان. لقد تجاوب النرويجيون بشكل عفوي مع هذه المظاهرات، وكنا ونحن نقف في مكان عرض صور الشهداء من أطفال غزة الذين طالتهم آلة هؤلاء القتلة، نرى ـ إقبال الناس علينا، للتبرع أو اقتناء الشال الفلسطيني أو ليسمعوننا ما يختلج في صدورهم: نحن مع فلسطين، وشكرا لكم على ما تقدمونه لفلسطين ـ وكأن هذا اليوم أعلن عنه رسميا بأنه يوم فلسطين. هكذا كنت أشعر على الأقل. في زحمة هذا الجو المعبر في دعمه لما يحدث لأهلنا في غزة، غامر بعض الصهاينة وأعوانهم، ونظموا مظاهرة أمام البرلمان، وكانوا لا يتعدون 150 شخصا.. لكن من سوء حظهم أن الشرطة سمحت بمظاهرة داعمة لغزة في نفس الوقت ونفس المكان، فكانت معركة فر منها المتصهينون تحت هجمات الشباب من كل لون ومن كل الخلفيات الثقافية والدينية(وإن كنا لا نقر استعمال العنف، حتى لا يؤثر هذا على هذا التأييد الشعبي الذي تلقاه قضيتنا). وقد تبع ذلك المظاهرة الكبرى التي خرجت فيها أوسلو في عشرات الآلاف من المتظاهرين تقول: لا للعدوان، أوقفوا الحرب على غزة. ما تجدر الإشارة إليه في هذا السياق أن بنية تغير المؤشر الشعبي بدأت ترجح بشكل واضح لصالح غزة وصالح قضيتنا، وهذا ما يؤكده انحياز المعسكر المسيحي للحق لهول ما شاهدوه من فضائع، فكان منهم إلا أن أعلنوا أنه لم يعد هناك مجال للسكوت عن هذه الجرائم، كما جاء على لسان أسقف أوسلو ورئيس الأساقفة السابق، اللذان اعتبرا العدوان الإسرائيلي حربا لا أخلاقية، في حين رفض رئيس الحزب المسيحي المشاركة في مظاهرة الصهاينة، وعلق بدوره على أن ما يقوم به الجانب الإسرائيلي من جرائم لا يمكن السكوت عنها. الاتفاقية المصرية بعيون الخبراء قال الخبير النرويجي في الشرق الأوسط Jørgen Jenshaugen بأن الاتفاقية التي تقترحها مصر لإيقاف الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين، يمكن أن تزيد الوضع سوءا على ما كان عليه قبل اندلاع الحرب. ويعتبر الخبير النرويجي أن الاستقرار يصعب احترامه طالما أن أسباب رفض حماس للهدنة مازالت موجودة. ويضيف بأن حماس شعرت بعدم جدوى هذه الهدنة في ظل الحصار الذي يستهدفها وأهل غزة. وليس من المستغرب تجدد الحرب حتى ولو تم التوقيع على هذه الاتفاقية ما لم يتم علاج أسبابها. واليوم بعد أن دمر الجانب الإسرائيلي البنية التحتية، لم يعد المجال يسمح بالاعتماد على المساعدات الإنسانية على حد تعبيره. من ناحيته قال النقيب Ole Bøe Hansen بأن الاتفاقية المطروحة تستهدف تهميش حماس، عبر تقاسم المسؤولية بين مصر، السلطة وإسرائيل مما يعطي مصر الذريعة لمنع السلاح عن حماس وإغلاق المعبر متى أرادت. (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 09 جانفي 2009)  

رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي: معتصمون
أمام السفارتين الإسرائيلية والمصرية حتى رفع المظلمة عن غزة

 

  كوبنهاغن (الدنمارك) – خدمة قدس برس أعرب ناشط إسلامي في الدنمارك عن أسفه للمستوى الذي آل إليه الواقع العربي حيال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حيث أصبح المسلمون المتظاهرون في الغرب عامة وفي الدنمارك على وجه الخصوص يعتصمون أمام السفارتين الإسرائيلية والمصرية وشعارهم واحد: ارفعوا النظلمة عن أهل غزة. وأكد رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي عبد الحميد الحمدي في تصريحات خاصة لـ « قدس برس » أن عددا من المؤسسات الإسلامية والمدنية الدنمركية نظمت طيلة الأيام الماضية من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة اعتصامات يومية أمام السفارتين الإسرائيلية والمصرية، وقادت مظاهرة شعبية كبرى شارك فيها ما يفوق عشرة آلاف وسط العاصمة الدنمركية كوبنهاغن. وأضاف: « لقد كان مؤلما لكل المسلمين الدنماركيين أن يقفوا أمام السفارتين المصرية والإسرائيلية وهم يرفعون شعارا موحدا لرفع المظلمة عن الشعب الفلسطيني في غزة، إذ كيف يتساوى المصري والإسرائيلي في حصار غزة! »، على حد تعبيره. واشار إلى أن جوهر التحرك المستمر الذي تشرف على تنظيمه المؤسسات الإسلامية الكبرى في الدنمارك، هو المطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومطالبة مصر بفتح معبر رفح أمام الفلسطينيين، وقال: « شعارات المظاهرة التي نظمناها يوم أمس السبت والتي شارك فيها أكثر من عشرة آلاف مواطن دنماركي جوهرها المطالبة بفك الحصار وفتح معبر رفح ومطالبة الاتحاد الأروبي بالتدخل لصالح إنهاء الحرب والابتعاد عن التواطؤ الواضح مع إسرائيل والتدخل الفوري لإنهاء هذه الحرب، كما طالبنا المنظمات الدولية بضرورة الإقلاع عن التعامل المزدوج مع قضايا العالم. ونحن نعد لمظاهرة كبرى يوم السبت المقبل لذات الغرض ». وذكر الحمدي أن عددا من الأطباء الدنماركيين المسلمين يعدون لمؤتمر صحفي سيعلنون فيه إرسال وفد طبي من الدنمارك لمساعدة الضحايا الفلسطينيين من العدوان الإسرائيلي على غزة. هذا وكان المجلس الإسلامي الدنماركي، الذي يضم عددا من الجمعيات الإسلامية الدنماركية منها المنتدجى الفلسطيني والمنتدى الصومالي والمنتدى التونسي والجمعية الثقافية الإسلامية وعددا من الجمعيات الأخرى، قد عقد يوم السبت الماضي مؤتمره العام برئاسة رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية شكيب بن موسى وانتخب عبد الحميد الحمدي رئيسا له
 
(المصدر: « إكسبرس نيوز » فلسطين/ عدوان/ الدنمارك/ تضامن (خاص)بتاريخ 10 جانفي 2009)  

 حالة غضب
 
لعلنا لو بحثنا عن عبارة لتوصيف الحالة التي نمر بها هذه الأيام لما وجدنا أحسن من القول أنها  » حالة غضب » غضب لما يحدث في غزة ولما نرى فيه من جريمة إبادة منضمة ضد الإنسانية تستهدف شعبا مجرد من السلاح محاصرا محتل تمنع عنه أبسط المقومات الأساسية للحياة البيولوجية. وهي جريمة يتواصل إقترافها بأحدث وسائل القتل و الدمار و أكثرها فتكا و تنتهك فيها أبسط القيم و الأعراف الدولية و تنقل مشاهدها على الهواء مباشرة للعالم أجمع فلا يهتز له ضمير و لا يقر له قرار. وهي أيضا جريمة كشفت حلة تواطئ مريع يجعل من شعورنا تجاهها يتجاوز التواصل الطبيعي المترتب عن أواصر العرق و الدين و اللغة و الحضارة التي تجمعنا بالمستهدفين منها إلى الإحساس بأننا المستهدفين الحقيقين من خلالها و أننا لا نزال نعيش في عالم خطير مازلنا فيه بحاجة للإعتصاب و تجميع قوى المناعة اللازمة للإحتماء من قوى الشر التي لازالت تتربص بنا داخله. غضب لما وقفنا عليه من خلال هذه المجزرة على حقيقة أحوالنا و افتقار النخب الحاكمة في بلداننا للأصوات القادرة على الإصداح بالشكل و المضمون اللازمين على حقيقة مشاعرنا تعبيرا عن صوتنا داخل المنضومة الدولية بما يتوازى ووزننا و العبئ الحقيقي الذي نضطلع به داخلها. وهو غضب يزداد حدة عندما نسمع أصواتا أصدق تعبيرا عما يختلج في نفوسنا من بلدان لا نكاد نعرفها و ليست معنية أصلا بما ترمي إليه الجريمة التي يتواصل إرتكابها وعندما نرى من جهة أخرى ما يبذله قادتنا و القائمين على أمننا من حرص على تكميمنا وصدنا عن التعبير الحر عن إرادتنا و منعنا من إسماع العالم صوتنا بالشكل و بالحجم الذي تقتضيه عدالة قضيتنا رفعا للبس و التشويه المتعمد الذي طال القيم و المبادئ المؤسسة لحظارتنا. و هو غضب أيضا لما يكشفه التحدي الذي يواجهنا من خلال هذه الجرية من إختلال للتوازن على حسابنا داخل المجتمع الدولي ووقوعنا أسرى لعلاقات دولية ضالمة لا تخدم مصالحنا و تجعل من مقدراتنا عبئا علينا و في خدمة أعدائنا. وهو غضب يزداد قسوة و نحن نكتشف أننا نبني نهضتنا و تقدمنا على اسس ترتهن إرادتنا و لا تخدم عدالة قضيتنا و تجعل من أنضمتنا و قياداتنا أسيرة في فلك أعداء شعوبها تباشر وكالة قهرها و تقمع إرادة تحررها. حالة الغضب التي نعيشها فرصة نادرة لإعادة إستجلاء الصورة المعتمة التي نغالط بها أنفسنا علنا ندرك أن ما يحصل سوى نتيجة ترتبت عن حالة لن تنفك تتكرر مالم ندرك مسؤولياتنا في إعادة ترتيب أوضاعنا طبق ما تقتضيه مصالح شعوبنا. المختار اليحياوي(Tunisia Watch -السبت 10 جانفي 2009)


غزّة فـي عيـوننـا

 

« غزّة في عيوننا طالما يقتل الأطفال مفتوحي الأعين… » هذا النداء وجّهه فضاء الحمراء لكلّ أصدقائه ومحبيه في تونس… روّجناه بدورنا نحن الفنانين التونسيين المواطنين العلمانيين المستقلين في أغلب الأوساط الفكرية والفنية الغربية وخاصّة منها الأوروبية اقتناعا منا أنهم يقتسمون معنا نفس القيم والمبادئ الإنسانية. كم كان استغرابنا من ردّ فعل أحدهم وهو رجل مسرح مطّلع وجدلي « برشتي » مرموق: –  « أمام أعيننا عصابة متطرفين تجني ثمرة استفزازاتها اللامسؤولة وتجبر شعبها الرهين على دفع ثمن جنونها القاتل ». نصّ مقتضب، نصّ نهائي لا جدال فيه قاطع كالسّيف. الإجابة عليه بنصّ مواز متوخّ نفس الألفاظ والمصطلحات يكون كالآتي: –  « مام أعيننا دولة عنصرية وشرسة تجني منذ 1948 ثمرة سيطرتها اللامسؤولة وتجبر شعبا رهينا ومنطقة بأكملها على دفع ثمن جنونها القاتل » لكل كلمة وزن لأن الكلمة قادرة على القتل. أيكون هذا الصديق الفنّان الواعي والجدلي « البرشتي » المعروف هو الآخر ضحيّة دعاية ساحقة متفشية في كل العقول حتى يصبح بدوره بوق دعاية عمياء؟ أتكون الضلالة والغشاوة أقصى ما وصلت إليه الدعاية الصهيونية في أوعى العقول من خيرة المثقفين هناك؟… فإلى متى ستظل الحقائق مقلوبة ويستمرّ المعتدى عليه معتديا والضحية جانيا! والعواقب أسبابا؟ و…و…؟ لنتغلّب على المشاعر الانفعالية والأحاسيس الفيّاضة ولنخرج المسألة من الإطار الإيديولوجي كما فعل صديقنا الفنان الواعي ولنضعها في إطارها الحقيقي إطارها السياسي. وسط أكبر معتقل عرفه التاريخ بعد معتقلات فرصوفيا هل من المقبول أن تحشد مئات الآلاف من البشر وأن تجوّع وتعطّش وتعزل على بقية العالم وأن تعاقب من أجل اختيارات سياسية ديمقراطية حثّ عليها الغرب الديمقراطي على صواب ليقاطعها في ما بعد عن خطأ. كيف يقبل هذا التناقض الذي أدّى إلى هذه العواقب الرهيبة؟ فكأن كلّ مرّة يعلو فيها صوت مجموعة أو فصيلة أو أقلية أو حركة أو حزب يحتج أو يندّد ويهدد مطالبا بالوجود أو البقاء يتّهم فورا بالإرهاب والتطرّف … بينما تسمى هذه المواقف عند الغرب مقاومة… الاجتياح والسطو والتهجير والاستيلاء والإقصاء والمحق ورفع الحيطان بين خيرة القوم وأنذلهم، بين مواطني الأرض الموعودة ومتساكنيها التاريخيين. هذا كل ما أهداه الكيان الصهيوني للشعب الفلسطيني منذ أكثر من ستين عاما… وكل هذا مع تأييد جلّ أنظمة العالم الحرّ ومساندتها الفعّالة. إسرائيل تفعل ما تشاء دون لوم ولا عقاب منذ أكثر من ستين عاما… لن نتردّد في التذكير بكلّ هذا الصنيع أبدا. إنّ ما يقع اليوم من اتهام لفلسطينيّ غزّة بالإرهاب الإسلامي هو نفسه ما وقع في رام الله من اتهام لعرفات بالإرهابي غير الإسلامي. هل يجب التذكير بذلك؟ من ترى سيوقف يوما هذا الكيان من مشروع إبادته للشعب الفلسطيني؟ إن ما يحدث اليوم سيتوقف يوما ولكنّه حتما سيستأنف ويتكرّر مثلما تكرّرت أمثاله من الهجومات والإجتياحات والمذابح بصفة منتظمة منذ أكثر من ستين عاما… هل مازال يكفي التعبير عن الغضب والمطالبة بالإعانة الإنسانية؟ هل تكفي الإعانة الإنسانية في انتظار الهجومات المقبلة؟ هل الإعانة تعتبر تضامنا؟ هي أساسا إغاثة للجرحى والمنكوبين، فلا معنى للتضامن السياسي الذي يطالب به العرب مثلا إذا لم يكن هذا التضامن مساندة فعّالة للمقاومة »! الإغاثة والمساعدات بالأدوية والأغذية هامّة ولكنها لا تعتبر من باب التضامن لأنّ في الحرب حتى العدوّ يسعف جرحى خصمه … ويسمح بمدّهم بالأدوية والأغذية. فإذا كانت الإغاثة تضامنا فليحيا التضامن الإسرائيلي مع الشعب الفلسطيني بما أن اليوم 07 جانفي سمحت الحكومة الإسرائيلية مشكورة بهدنة ثلاثة ساعات لإسعاف الجرحى والمنكوبين! القضية الفلسطينية قضية عادلة، هذا أمر لا ريب فيه. احتلال الأرض الفلسطينية والميز العنصري المفروض على أهاليها منذ 1948 هما أكبر مظلمة إنسانية عرفها التاريخ. من ينكر هذه الحقيقة الدامغة! هذا الهجوم الجديد وهذه المذبحة المتكرّرة لن تقف عند هذا الحّد! وهذا التذكير منّا والتنديد إنما هو آت من قبل مواطنين علمانيين لا من قبل مدافعين انفعاليين متحمسين إلى أيّ تطرّف إسلامي… معزولون مهمّشون محرومون في وطننا من التعبير عن مواقفنا وآرائنا بالتظاهر السلمي في الشوارع كما هو مسموح به في كلّ البلدان العربية… ممنوعون من إعلاء صوت قد يساهم في الضغط على قوى الاحتلال وحلفائها سياسيا أو على الأقلّ دبلوماسيا… إعلاء صوت غضب واستنكار ضدّ الكذب والتضليل وأجهزة الدعاية الحاقدة المغرضة والمسمّمة حتى لأفكار أقرب الفنّانين والمثقفين خارج الوطن. إعلاء صوت يساهم في التصدّي إلى مخطّط إسرائيل لتقسيم فلسطين وتجزئتها ثمّ القضاء المضمر عليها. المشكل الأكبر هو أن إسرائيل وحلفاءها ماضون لبلوغ مآربهم المخطّطة منذ 1948! فمن حرب عربية /إسرائيلية أضحت المواجهة بين إسرائيل وبعض البلدان العربية التي لم ترضخ ثمّ أمست حربا بين إسرائيل وفلسطين إلى أن باتت قتالا بين الفلسطينيين بعضهم ضدّ بعض بعد أن أفلحت إسرائيل في تقسيمهم… واليوم أصبحت مواجهة بين إسرائيل وحماس والجهاد… وكلّ هذا جرى ويجري وسيجري أمام عالم فيه من يساند ويساعد وفيه من يستنكر ولا يفعل وفيه شعوب تبكي ولا تقدر وأقليات تفهم ولا تفعل… عالم مضى يتفرّج، أغلبه لا حول له ولا قوّة… عالم يرتجّ تحت أقدام جبّار متغطرس. الواقع أن فلسطين اليوم باتت مشروع دولة منقسمة ومعرّضة للانقراض. لقد صرّح « بلتن » الممثّل السابق لـ »بوش » في الأمم المتحدة أنّ احتمال المشروع الإسرائيلي الأمريكي لإلحاق غزّة بمصر والضفّة بالمملكة الأردنية احتمال جدّي… إذا ما تحقق هذا المشروع فستنتهي به فلسطين وينتهي الشعب الفلسطيني. فهل يجوز بعد هذا أن نسمع من أيّ كان: « لم أكن أعلم » ! –  جليلة بكار، كاتبة وممثلة –  الفاضل الجعايبي، كاتب ومخرج –  أنور إبراهم، موسيقي وعازف –  الحبيب بالهادي، منتج –  فاطمة بن سعيدان، ممثلة –  نوال اسكندراني، كوريغراف (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 10 جانفي 2009)

 


الرأي الآخر  

من أجل تعزيز المقاومة وتوحيد جهود الأمة العربية

 

بقلم: عبد السلام بوعائشة   في ظروف عالمية وإقليمية وعربية صعبة ومعادية في مجملها يقود الشعب العربي في فلسطين- أصالة عن نفسه ونيابة عن الأمة وعن جميع أحرار العالم- مقاومة بطولية في مواجهة العدو التاريخي  للأمة العربية وللإنسانية جمعاء.وفي كل يوم من أيام المواجهة يدفع هذا الشعب ثمنا غاليا من دماء أبنائه وبناته وشيوخه وأطفاله دفاعا عن الأرض والعرض وعن التاريخ والمستقبل دونما حساب لموازين القوى مع العدو ودونما مراهنة على شرعية دولية ما تزال حبيسة لمصالح الدول العظمى أو مبادرات إقليمية تتحسب للمستقبل وتبحث لها عن ادوار قادمة. وكالعادة في كل محطة من محطات المواجهة الساخنة ينهض الشارع العربي في كل العواصم مستصرخا الحكومات لترفع عنه قيود العجز والحصر الإقليمي وتطالبه بتوفير الدعم والحماية للمقاومة التي هي مشروع للأمة بأكملها قبل أن تكون مشروعا لفلسطين لكن ما يمر به  نظام الجامعة العربية من ضعف اقعد الحكومات عن عقد قمة طارئة تدرس الموقف وتتخذ ما من شأنه رفع الحصار عن المقاومة وتوفير الإسناد السياسي لها في ظل العجز عن توفير الإسناد المادي وانقسمت مواقف الحكومات بين مؤيد لعقد القمة ومعارض ومترقب كل بحسب اعتباراته الخاصة التي تمليها مصالحه وارتباطاته الداخلية والخارجية الشيئ الذي مكن العدوان من استباحة كل المحرمات الدينية والأخلاقية والسياسية والقانونية مستفيدا من الغطاء الدولي والإقليمي ومن تواطئ أنظمة التطبيع  العربي. وأمام هذا الوضع أصبح للدعم الشعبي العربي والإسلامي والعالمي أهمية بالغة في رفع الحصار عن المقاومة والضغط المتواصل على كل الأطراف العربية والدولية المتامرة أو المتواطئة عليها وعلى قضيتها العادلة. ولعل تحرك الشعب العربي اليوم عبر أحزابه ونقاباته وجمعياته وانخراط كل مكوناته في حركة تعبئة وتبرعات وتطوع ومسيرات ومظاهرات حاشدة في كل العواصم والمدن والقرى  ساهمت وتساهم في حلحلة بعض عناصر الحصار والعدوان ودفعت بعض الحكومات العربية لمراجعة سياساتها وأساليبها في التعامل مع العدوان ومع حركة شعوبها وهو أمر لا بد أن يسجل ويتدعّم نظرا لكون القضية بالأساس تتعلق بالأمة ككل وجودا وأمنا وليست قضية شعب فلسطين فحسب. من هذا المنطلق تبرز أهمية المبادرات الرسمية لبعض القيادات العربية في تونس وقطر والجماهيرية  والجزائر كما تبرز أهمية دعوة الحكومة الموريطانية سفيرها لدى الكيان الصهيوني وإعلان رئيس الوزراء الأردني استعداد بلاده لمراجعة علاقاتها الخارجية في إشارة منه إلى علاقة بلاده مع الكيان الصهيوني .من جهة أخرى يمكن الإشارة إلى تراجع أجهزة الأمن العربية عن الأساليب العنيفة التي اعتادت التعامل بها مع حركة الشارع العربي و إن كان هذا التراجع لا يستجيب لطموح حركة الشارع الذي يطلب مزيد الحريات والمساحات للفعل ونصرة المقاومة في فلسطين. ومهما يكن من طموحات الشارع العربي وسياسات النظام الرسمي العربي فان الواقع الراهن وخطورة حجم الاستهداف الخارجي وهشاشة الوضع العربي عموما تدعو الجميع حكاما ومحكومين وقيادات المجتمع الأهلي والمدني إلى البحث باستمرار عن الحد الأدنى للتوافق الوطني والقومي الذي يعطي للمقاومة عناصر الصمود والاستمرار ويعزّز مساحات المشاركة الشعبية في إدارة شؤون الأمة عبر ساحاتها المختلفة ويضع حدا في الأقطار لتداعيات التفكك والسقوط الكارثي في مشاريع العدوان الدولي و التوسع الإقليمي  الذي تتأهب قواه لمزيد التقدم والتغلغل في غياب المشروع القومي العربي الجامع متجاوزة في تقدمها كل المحرمات والمقدسات وكل حدود التحمّل للأمة كيانات وشعوبا الأمر الذي يستدعي دخول الجميع كل حساب أو الخروج من كل حساب كما قال الزعيم التاريخي للأمة جمال عبد النّاصر.   *المصدر: الوطن (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 67-الصادر في 9-1-2009


 شعب معطاء  
 
  بقلم: محمد رضا سويسي  نشعر أحيانا كمنتمين إلى هذه الرّقعة العزيزة من الوطن العربي تونس بالغبن والامتعاض ونحن نسمع بعض أهلنا في »دارنا » أو في باقي ديار العرب ينعتون شعب تونس بالا نبتات والاغتراب بل وعدم الولاء للأمّة ولقضاياها معتبرين أنّ تلك الفترة الّتي كان ساستنا يعتبرون فيها تونس أمّة قائمة بذاتها وأنّ باريس أقرب إلينا من بغداد قد فعلت فينا فعلها فحوّلتنا إلى شعب بلا هويّة ولا غيرة أو نخوة.   إلاّ أنّ المتأمّل في تاريخ هذا  الّشعب يلاحظ أنّه لم ينفصل يوما عن أمّته انتماء وهويّة ونضالا وقضيّة فمنذ النّكبة سنة 1948 خرجت من تونس قوافل من المتطوّعين قاصدة أرض فلسطين المباركة ومنذ ذلك اليوم والتّونسيّ يتفاعل مع قضايا أمّته ، مع انتصاراتها ونكباتها، مع أفراحها وأتراحها رغم ما حاولت بعض السّياسات أن تدخله على هذا الشّعب من تلويث لانتمائه ولبنيته الذّهنيّة بعدّة وسائط تراوحت بين البرامج التّعليميّّة والوسائل الإعلاميّة والخطب السّياسيّة الدّيماغوجيّة واللّعب على عنصر الإبهار ببريق الحضارة الغربيّة.   وقف شعب تونس إلى جانب إخوتنا في الجزائر فاحتضن ثورتهم بما استطاع وساند قضيّة العرب المركزيّة، قضيّتنا، بلا حسابات أو خلفيّات فنزل إخوتنا من فلسطين علينا أهل بيت وليس ضيوفا يوم التفّ العالم وكثير من العرب على قضيّتهم  والتحم معهم في كلّ مواقفهم وقضاياهم حتّى أنّهم بكوا معهم زعيمهم وقائد ثورتهم كما لم يبكه عربيّ آخر. كما ساند شعبنا في العراق ووقف إلى جانبه بنفس الوفاء والولاء لأمّته يوم حاصروه ويوم ضربوه واحتلّوه: كنّا نشعر بكلّ قذيفة تقع على شعبنا في العراق كما لو أنّها تقع فوق رؤوسنا… بكينا صدّام حسين المجيد بحرقة كقائد وكعزيز أعاد للشّموخ معناه وللعزّة عزّها ورفعنا مع أحرار العراق والأمّة رايات النّضال والتّضامن فكان جمع الدّعم والتّبرّعات بسخاء وتلقائيّة قلّ نظيرها تبرّع بالمال والمتاع والدّم ليختلط الدّم العربيّ من جديد كما كان يجب أن يكون دائما.    وقف شعبنا أيضا إلى جانب إخوتنا في لبنان يوم استهدفته الآلة الصهيونية الغادرة غير حافل بالصّراعات الإيديولوجية أو الطّائفيّة فبوصلته كانت في غاية الوضوح والدّقّة بوصلة لا تتّجه إلاّ إلى حيث الخيار الوطنيّ المقاوم فالانتصار للمقاومة هو مقياس وقاعدة الفرز عنده… وعلى هذه القاعدة أيضا كان وقوفه مع شعبنا في سوريا وفي السّودان وعلى كلّ شبر من أرضنا العربيّة الغالية.  واليوم هاهو شعبنا يأخذ مرّة أخرى موقعه الطّبيعيّ من الأحداث فتجده يتابع أخبار ما يتعرّض له إخوتنا في غزّة المجاهدة ويتفاعل مع ذلك تنديدا وشجبا ومسيرات ومظاهرات ودعما مادّيا أيضا عبر التّبرّع بالأدوية وتجميعها قصد إرسالها إليهم بكلّ الطّرق والأساليب المتاحة … يرفع شعبنا في تونس شعار « شعب عربيّ واحد، وطن عربيّ واحد » وهو يعلم جيّدا دلالات الشّعار وما يتمخّض عنه من التزامات كما يرفع الشّعارات الحاملة لمعاني الاستشهاد وهو يدرك أنّه لا يقدر على دفع ضريبة الدّم غير الّذين يقدّرون شرف الحياة وقد مارس هذا العطاء أيضا إذ لم تمرّ بعد فترة طويلة على نقل جثامين شهدائنا في إطار عمليّة حزب الله الظّافرة في تبادل الأسرى مع الكيان الصّهيوني المغتصب. شعبنا في تونس يدرك جيّدا من هو وما عليه القيام به بعيدا عن أيٍّ من أشكال المزايدة أو المناقصة ممّا لا تتحمّله قضايا في قداسة قضايا أمّتنا  كما أنّه من الوعي والسّخاء بما يجعله مستعدّا لأن يبسط يده كلّ البسط متى كان الهدف يستدعي ويستحقّ ذلك .. نقول هذا ونحن نؤكّد كما قلنا دائما أنّتا لا نقدّم ما نقدّمه منّة أو تكرّما وإنّما هو من جوهر الدّفاع عن الذّات فإخوتنا المقاومون الواقعون تحت حديد ونار الأعداء ليسوا سوى طلائع الأمّة الّذين ينوبون عنّا جميعا في إنجاز فريضة الدّفاع عن هذه الأمّة وجودا وحضارة وأرضا وعرضا.   *المصدر: الوطن (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 67-الصادر في 9-1-2009

من اطفال غزة الى : أصحاب الجلالة و الفخامة و المعالي العرب :

نأسف لمقاطعة حضرتكم و إزعاجنا لكم الدائم و المستمر منذ ستون عاما » حتى هذه اللحظة و نأسف أيضا » لأننا عطلنا وجهة أساطيل طيرانكم باتجاه  قطاعنا الحبيب و عطلنا بذلك المهمة الاساسية لهذه الأساطيل و المتمثلة بجلب الطعام الطازج لكم و لعائلاتكم و حاشيتكم الكريمة و جلب الشقر وات من دول أوروبا لكم و لضيوفكم حتى تحققوا التضامن الإنساني الحق و نأسف أيضا » إن دمائنا أيقظت الشارع النائم من المحيط إلى الخليج و اشغلنا بذلك جيوشكم الجرارة التي مهمتها حمايتكم و منجزاتكم الفحولية العظيمة و اشغلنا شرطتكم في قمع المؤيدين لنا و أحببنا بهذه المناسبة و مناسبة عيد رأس السنة التي حرمانكم متعة التمتع بأحفالاتها أن نهديكم الرسالة التالية: يتقدم أهالي محافظات قطاع غزة من سيادتكم و جلالتكم و فخامتكم و عظمتكم بأحر التهاني و التبريكات بمناسبة  حلول العام الميلادي الجديد و نود إعلامكم أن أهالي غزة ما زالوا بخير و دمائنا ما زالت لونها احمر و أطفالنا ما زالوا ينزفون و بيوتنا تدمر و نساؤنا ترمل و شيوخنا تقتل , شبابنا تقطع أطرافهم  و مستشفياتنا لا يوجد بها  ما يداوينا هكذا كانت غزة العام الماضي و نبشركم انها ستكون كذلك هذا العام . فكل عام و ضلالكم في زيادة.   هذه رسالتنا لكم و نقول لكم لا نريد شيئا » منكم و لا من جيوبكم و لا نريد أسفكم على دمائنا المهدورة نريد منكم فقط أن تصمتوا و لا تتفوهوا بأي كلمة تخصنا أو تخص وضعنا و اتركوا جما هير شعوبكم تعبر عن غضبها حتى لا تلتفت لكم و تحاسبكم حسابا عسيرا », اطلنا عليكم سامحونا كلمة أخيرة فقط كلمة واحدة : أصحاب الجلالة و الفخامة و المعالي نقول لكم من أطفال فلسطين و غزة:   تفوووووووووووووووووووووووه.    سمير حسن سكرتير اتحاد شباب النضال الفلسطيني – سوريا  


فريق أوباما يستعد للتحدث مع « حماس »: سياسة العزل لها نتائج عكسية

 
أفادت مصادر قريبة من الفريق الانتقالي للرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما أن الادارة الاميركية المقبلة تستعد للتخلي عن سياسة الرئيس جورج بوش عزل حركة المقاومة الاسلامية « حماس » باقامة قناة اتصال معها. ومن شأن خطوة كهذه والتي يمكن أن تبدأها أجهزة الاستخبارات الأميركية، أن تمثل تغييراً جذرياً عن سياسة ادارة بوش نبذ الحركة. وكانت وزارة الخارجية الاميركية صنفت « حماس » منظمة ارهابية، وعام 2006 أقر الكونغرس قانوناً يحظر أية مساعدة أميركية مالية لها. وتحدثت صحيفة « الغارديان » البريطانية مع ثلاثة أشخاص مطلعين على المناقشات في معسكر أوباما. ومع أنه ليس ثمة حديث عن موافقة الرئيس المنتخب على اتصالات ديبلوماسية مباشرة مع « حماس » في البداية، فان مستشاريه يحضونه على اطلاق مقاربات على مستوى متدنٍ أو خفية. وثمة اقرار متزايد في واشنطن بأن سياسة نبذ « حماس » لها نتائج عكسية. وتقضي آلية تجريبية ببدء اتصالات من خلال « حماس » وأجهزة الاستخبارات الاميركية على غرار العملية السرية التي تعاملت فيها الولايات المتحدة مع منظمة التحرير الفلسطينية في السبعينات من القرن الماضي.ولم تعرف اسرائيل بتلك الاتصالات الا بعد وقت طويل.  وليل الخميس – الجمعة، صوت مجلس الامن على قرار يدعو الى وقف فوري وغير مشروط للنار بين « حماس » والقوات الاسرائيلية في غزة.وأقر القرار على رغم امتناع الولايات المتحدة الممثلة بوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، عن التصويت. وريتشارد هاس، وهو ديبلوماسي عمل مع الرئيس الاميركي جورج بوش ووالده الرئيس سابقا جورج بوش الاب وقالت وكالات أنباء عدة هذا الاسبوع إن أوباما سيختاره مبعوثاً الى الشرق الاوسط، يؤيد اتصالات على مستوى متدن مع « حماس » شرط حصول وقف للنار ومصالحة بين « حماس » وحركة « فتح ». وقال مرشح آخر محتمل لدور في السياسة الخارجية في ادارة أوباما أن الرئيس المنتخب لن يكون مقيداً بسياسة بوش عزل « حماس ». وأوضح مصدر أن « هذه الادارة ستكون ملتزمة التفاوض مع أفرقاء مهمين على أمور حساسة ». وثمة خيارات عدة تجنب أوباما سيناريو مضراً سياسياً يتمثل في اظهاره يوفر شرعية لـ »حماس ». وقال مدير « برنامج الاستراتيجية الاميركية » في مؤسسة « نيو أميركا »: » المبعوثون السريون والمقاربات على غرار المحادثات السداسية.العزل التام لحماس الذي اعتمدناه في ظل ادارة بوش سينتهي.يمكن القيام بشيء من خلال الاوروبيين.يمكن ابتكار هيكلية تكون متعددة الجانب.سيكون صعباً على المحافظين الجدد استيعاب الامر.أعتقد أنه سيحصل ». لكن خبيراً في الشرق الاوسط مقربا من الفريق الانتقالي قال: « من المستبعد جداً أن يتحدثوا علناً عن الامر ». وزاد الاسبوعان الاخيران منذ بدء اسرائيل حملتها العسكرية في غزة، التوقعات عن الطريقة التي ينوي أوباما التعامل بها مع الشرق الاوسط.فقد تبنى موقفاً مؤيداً جداً لاسرائيل خلال حملته الانتخابية، كما فعلت خصمه السابقة ومرشحته لمنصب وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.ولكن يعتقد على نطاق واسع أن أوباما سيعتمد مقاربة أكثر انصافاً عندما يصير رئيساً. وفي الايام السابقة لتنصيبه، تكمن أولويته الرئيسية في ضمان ألا تسلبه الازمة فرصة وضع برنامجه الخاص للسياسة الخارجية، بدل الاكتفاء بردود فعل على الاحداث. ورأى آرون ديفيد ميلر، المستشار السابق لشؤون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية: « اننا سنعتبر ضعفاء وعاجزين اذا بقينا على الهامش وغير قادرين على اقناع الاسرائيليين وغير قادرين على اقناع المجتمع الدولي… ما لم يكن مستعداً لتبني سياسة أكثر حزماً وانصافاً وذكاء من تلك التي اعتمدها سلفاه، يمكن تعليق لافتة يكتب فيها « مقفل لهذا الموسم »، على أية فرصة لدور أميركي فاعل في تبديد هذه الازمة أو الازمة الاوسع ». ميز أوباما نفسه بعزمه على الحديث مع أعداء أميركا، لكن الرئيس المنتخب سيحاذر الظهور مظهر من يوفر شرعية لـ »حماس »، نتيجة للحرب في غزة. واستبعد بروس هوفمان، وهو خبير في الارهاب المضاد في جامعة جورجتاون أنه من المستبعد أن يبدأ أوباما اتصالات مع « حماس »، الا اذا أدى النزاع في غزة الى شل الفصيل المتشدد في دمشق. وقال: « هذا يعتمد حقاً على تعرض الجناح العسكري لحماس لضربة حقيقية وحاسمة تقريبا ». ومع هذه التحذيرات، ثمة توافق متزايد بين الجمهوريين كما بين الديموقراطيين، على الحاجة الى جذب « حماس » الى تحقيق سلام دائم في الشرق الاوسط، حتى بين المستشارين المقربين لأوباما. وفي مقال ورد الاربعاء في موقع « فورين أفيرز » ويبدو أنه كتب قبل المعارك في غزة، كتب هاس، وهو رئيس مجلس العلاقات الخارجية: « اذا استمر وقف النار بين اسرائيل وحماس، وظهرت مصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية، على ادارة أوباما أن تتعامل مع القيادة الفلسطينية المشتركة وتسمح باتصال على مستوى متدن بين مسؤولين أميركييين وحماس في غزة ». وكتب هاس المقال مع مارتن أنديك، السفير الاميركي السابق في اسرائيل والمستشار لهيلاري كلينتون. وسبق لأوباما أن قال مراراً ان اعادة تحسين صورة اميركا في العالم تمثل اولوية رئيسية لادارته، وحظي اختياره كلينتون وزيرة للخارجية والقائد السابق لمشاة البحرية الاميركية « المارينز » جيم جونز مستشاراً للامن القومي، باشادات واسعة. ومن المتوقع أن يظهر ذلك الالتزام لرسم سياسة خارجية جديدة في غضون أيام عندما يعين مبعوثين لتولي مجالات رئيسية في السياسة الخارجية: ايران والنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني والهند – باكستان وكوريا الشمالية. لقد أغضب أوباما أولئك الذين كانوا يبحثون عن مقاربة أكثر انصافاً للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني برفضه الادلاء بأي تصريح مهم يتعلق بالحملة العسكرية الاسرائيلية في غزة والمستمرة منذ أسبوعين. وهو قال الاربعاء: « لا يمكننا أن نبعث برسالة الى العالم أن ثمة ادارتين مختلفتين تديران سياسة خارجية.الى حين تسلمي مهماتي، سيكون غير حكيم من جانبي بدء ارسال اشارات الى أننا ندير سياسة خارجية في حين أنني لست مخولاً قانوناً القيام بذلك ». (عن « الغارديان ») (المصدر: صحيفة « النهار » (يومية – بيروت) الصادرة يوم 10 جانفي 2009)


 

 جرائم ضد الإنسانية للبقاء في السلطة

 

دفع التطرف القومي و الديني السائد داخل دولة إسرائيل إلى إنتاج طرق جديدة لكسب أصوات الناخبين تتوافق مع الطبيعة المتطرفة لمواطنيها. هده الأساليب  تمكن تحالف أحزاب كاديما و العمل الغير متطرفة نظريا من اكتشافها سريعا و هي ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين العزل. فالهدف من الحرب على غزة و ترويع المدنيين هو قطعا ليس القضاء على حماس- دالك التنظيم الإسلامي الذي يعني بقائه في غزة مصلحة إستراتجية لمتطرفي إسرائيل لتشتيت الفلسطينيين و إبرازهم للرأي العام العالمي بصورة الإرهابيين أعداء الحضارة و الديمقراطية- بل هو أساسا بغاية كسب أصوات الناخبين الدين يريدون تحقيق امن إسرائيل و تفوقها عبر العودة إلى المنهج الأصولي الصهيوني المتمثل في بث الرعب لدى العرب . فالهدف المعلن الواسع لهده الحرب الإجرامية و هو تغيير الوضع القائم وقع فهمه بشكل سطحي و عاطفي بأنه يهدف للقضاء على حماس و إمارتها الإسلامية بينما هو يرمي أساسا إلى إعادة هيبة قوة الردع الاسرائلية لضمان ثقة الناخبين في الأحزاب الحاكمة التقليدية في إسرائيل و إلا فانن أحزاب الليكود و شاس و إسرائيل بيتنا جاهزون لان من لا يقدر على ضمان امن و تفوق إسرائيل الاستراتيجي لا يستحق أن يحكمها. عمليا إن ما نراه اليوم هو تجسيد ميداني ناجح إلى حد ما لهده الأهداف( – مجازر مروعة بحق المدنيين الفلسطينيين *استعراض للآلة العسكرية الهائلة تنسيق متكامل بين جيش البر و البحر و الجو و الاستخبارات و مشاركة ميدانية للقادة العسكريين في القتال(توصيات تقرير فينوغراد)*التماسك في الجبهة الداخلية-) والأبرز في كل في هدا الأداء  النوعي الدعائي للمؤسسة السياسية و العسكرية وفق القيم الصهيونية هو استهداف الحلقة الأضعف أي قطاع غزة لان التعهدات الدولية و المعطيات الإقليمية لا يمكن آن تتحقق من خلالها هده الأهداف بسهولة في بالضفة الغربية أو في جنوب لبنان بسبب آن قطاع غزة معزول جغرافيا و سياسيا لان دول محور الاعتدال أولا و خصوصا مصر لن تفعل شيئا للوقوف مع حماس وستحملها بتشفي مسؤولية ما حدث  بسبب مراهنتها على المحور الأخر وانقلابها في غزة و رفضها محاولات المصالحة الوطنية برعايتها. و ثانيا لان محور الممانعة لا تمثل فيه اليوم حماس احد أركانه الحيوية بحيث أن استهدافها لا يؤدي لشلل أو تدمير لهدا المحور لان حماس ليست إلا مرفق خارجي. بما يعني أن إيران سوريا و حزب الله (حديثا) هم فقط خطوط حمراء لهده المنظومة أما حماس فلن يخاطروا إلا بالخطابات النارية التحريضية لدعمها والمال و السلاح المقدم اللازم لبقائها يضمن تبعيتها الدائمة فيما بعد. أما المدنيين الفلسطينيين فليست لهم أي أهمية تذكر إلا في تزايد عدد القتلى و الجرحى بينهم لإثبات قوة الردع و الترويع لاسرائليين و لإثبات صمود حماس . غيران المفارقة المريبة في هده الحرب الإجرامية الاسرائلية هي أن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين الفلسطينيين لا يودي فقط إلى ضمان بقاء تحالف كاديما العمل في السلطة  بل هو يمنح كدالك حماس شرعية من صمود دم أبرياء غزة أمام سيف الإجرام الصهيوني تبرر بها بقاء سيطرتها على القطاع بعد أن تبينت أن الوحدة الوطنية و الانتخابات تعني نهاية حكمها بفعل فشلها في إدارة الشأن الفلسطيني ومنهجها القمعي و مراهقتها السياسية.وأثبتت تجربة حماس في الحكم أنها لا تهمها لا المصلحة العليا للشعب الفلسطيني ولا المقاومة كمنهج مبدئي ثابت (الجهاد الإسلامي و الجبهة الشعبية) و لا المفاوضات (عباس) و لا المزج بينهما بشكل بارع وناجع (فتح عرفات) فقط ما يهمها هو بقاء إمارتها وهو ما لا تعارضه إسرائيل بشرط التهدئة التي ستكون قطعا الوضع القائم القادم أي عودة إلى نقطة البداية بعد أن يباد و يجرح و يشرد ألاف المدنيين الفلسطينيين العزل بشكل عبثي فقط كي يفوز تحالف كاديما-العمل بمقاعد في الكنيست مصنوعة من جثث و دماء أطفال و نساء غزة الأبرياء و تكسب حماس مشروعيتها من معانات الشعب الفلسطيني. نعم فقط هنا في غزة ومن مدارس الانوروا والمساكن و المساجد المهدمة على من فيها من أبرياء يمكن أن نضع المعادلة التالية جرائم ضد الإنسانية = البقاء في السلطة.                                                    
 حسان يونس   سوسة 10 جانفي 2009  


حول التظاهرات والمسيرات التضامنية مع غزة مزايدات ومغالطات …من المستفيد منها؟

 

تونس/الوطن ليس مقبولا أن يحتكر أو يوظف أيّ طرف سياسي أو أية جهة حق مساندة الشعب الفلسطيني والتضامن معه وهو يواجه آلة الدمار الصهيونية . القضية الفلسطينية وعدالة النضال الفلسطيني من أجل التحرر هي قضية الشعب التونسي بكافة فئاته  منذ 1948 ، أي قبل ظهور وتأسيس عديد الأحزاب والجمعيات والمنظمات، ساند الشعب التونسي نضال الشعب الفلسطيني بكافة الأشكال المتاحة، تطوع للقتال في حرب 1948 وفي اجتياح بيروت 1982 والتحق عدد من شبابه بفصائل الثورة الفلسطينية واحتضن قيادة منظمة التحرير عندما خرجت من بيروت وخرج إلى الشوارع في مظاهرات المساندة والتنديد بجرائم الكيان الصهيوني… ساند الشعب التونسي نضال الشعب الفلسطيني دون أن يزايد أبناؤه على بعضهم البعض …دون أن يرتفع صوت يتّهم هذا الطرف أو ذاك أن مساندته وتضامنه « شكليان وصوريان » ودون أن يحبر صحفي يحترم نفسه أسطرا يشير فيها إلى عجز الأحزاب السياسية عن تجنيد المواطنين للتضامن مع الشعب الفلسطيني !! ودون أن تقوم الدنيا ولا تقعد لأنّ صحيفة نشرت بيانا تضامنيا لمجموعة طلابيّة!! اليوم يبدو أنّ عديد الأمور تغيّرت، وأنّ صوت المزايدة هو الأعلى.. المزايدة في كل شيء حتى في التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني … وهو ما يكشف حالة الرداءة التي بلغتها الحياة السياسية في بلادنا التي نعتقد أنها أصبحت في حاجة إلى إعادة فرز جديد على قاعدة الالتزام الحقيقي بالمبادئ والقيم والاستمرار فيها وليس على قاعدة من يزايد أكثر  من غيره. ما دفعنا لهذه المقدّمة الطويلة هو متابعتنا لتغطية المسيرات والتظاهرات التضامنية مع الشعب الفلسطيني التي شهدتها بلادنا طيلة الفترة الماضية، وقد وقفنا على خطورة  » منطق » المزايدة الذي تتبعه بعض الأطراف والجهات التي وإن كانت تختلف ظاهريا فيما بينها فإنها تلتقي في هدف واحد وهو ضرب قوّة تضامن الشعب التونسي مع الشعب الفلسطيني وإبرازه هشّا غير موحّد. ومثل هذا الأمر لا يستفيد منه إلاّ الكيان الصهيوني. عديد المواقع والنشريات الإلكترونية وبيانات بعض المجموعات السياسية سعت إلى التشكيك في صدقية عديد التظاهرات والمسيرات التضامنية ووصفتها « بالشكلية » و « الصورية »، فيما اعتبرت أن ما قامت به هو  » تضامن صادق ومبدئي ».. ولا نعرف ماهي المقاييس التي اعتمدتها للحكم على ضمائر الناس لتصف مساندتهم « بالصورية » و »الشكلية »… لكننا نعرف أنّ هذه المجموعات والأطراف لم تفتح فاها طيلة فترة حصار غزة ولم تنشر صحفها طيلة فترة الحصار ما يشير إلى الكارثة الإنسانية في غزة…ونعرف أيضا أن بعض رموز هذه المجموعات قبل أسابيع قليلة كانت في مقر سفير الولايات المتحدة الأمريكية تشيد بالديمقراطية الأمريكية، وبعضهم سيسافر أواخر الشهر الحالي إلى أمريكا لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد …هذا دون أن ننسى مواقفهم المائعة من التطبيع. فبأيّ حق يتكلّم هؤلاء ويزايدون على فئات واسعة من الشعب التونسي. التفسير الوحيد لهذا الأمر هو أن هذه المجموعات تريد أن تحتكر لنفسها كلّ شيء، فهي الوحيدة التي تناضل من أجل الحريات وهي الوحيدة المساندة لأبناء الحوض المنجمي واليوم هي الوحيدة المساندة والمتضامنة مع الشعب الفلسطيني..ولا نعرف غدا ماذا ستكون؟ إنها المزايدة!! يوم السبت 3 جانفي كتب الصحفي كمال بن يونس افتتاحية صحيفة « الصباح » تعرّض فيها إلى دور الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية في تجنيد المواطنين لمساندة الشعب الفلسطيني، ومن وجهة نظره أنّ التجمّع الدستوري الديمقراطي والاتحاد العام التونسي للشغل هما الطرفان الوحيدان اللذان أثبتا قدرة على تجنيد المواطنين، وقد يكون صحيحا بحكم قاعدتهما الجماهيرية …لكن غير مقبول فيما كتبه كمال بن يونس هو أن يقول إن مقرّات الأحزاب السياسية (المعارضة) كانت شبه خالية خلال التظاهرات التي نظمتها. غير مقبول لأنّ كمال بن يونس لم يحضر إلى مقرّ الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ليشاهد إن كانت التظاهرات التي احتضنها ضمّت بضع عشرات!! فمن أين استقى معلوماته؟ من زاوية مهنيّة( والزميل كمال بن يونس رئيس لجنة أخلاقيات المهنة في النقابة الوطنية للصحافيين) كان من المفروض أن يحضر  إلى التظاهرات التي انتظمت في مقر الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أو في جامعاته الجهوية ليحكم إن كانت خالية أم لا؟   والحقيقة أننا نتساءل: لمصلحة من هذا التقليل من دور الأحزاب السياسية في تونس خاصّة أنّه ختم افتتاحيته بالإشارة إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة؟ Ÿ وجّه « طلبة قوميون » بيانا إلى  » الرأي العام الوطني والدولي »  قالوا فيه إنّهم « فوجئوا »  بنشر صحيفة « الوطن » بيانهم التضامني مع غزة وقالوا إنّ  » التعتيم الإعلامي على نشاطهم أهون لهم أن تنشر « الوطن » « بياناتهم »… ثمّ سمحوا لأنفسهم أن يقدموا مغالطات غير مقبولة منها  » أنّ الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي دافع عن استقبال مجرم حرب شارون أثناء انعقاد قمّة المعلومات في نوفمبر 2005 « . ورغم أنّه لا يعرف لهذه المجموعة ومن يقف وراءها أي نشاط حقيقي باستثناء إصدار بيان مرّة كل 6 أشهر!! فإن ما تضمّنه « البيان التوضيحي » ينمّ عن عقلية احتكارية ومزايدات لفظية أصبحت معروفة لدى الجميع. أمّا عن دفاع الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي عن استقبال مجرم الحرب شارون في تونس فتلك مغالطة لا يمكن أن تمرّ لأنّ بيانات الحزب في هذا الصدد معروفة ومنها بيان 26 فيفري 2005.  

 
*المصدر: الوطن (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 67-الصادر في 9-1-2009  


 الوزراء العرب و’غزوة نيويورك’

 

 
عبد الباري عطوان رفضت الحكومة الاسرائيلية قرار مجلس الامن الدولي الاخير الذي طالبها بوقف عدوانها والانسحاب من المناطق التي احتلتها في قطاع غزة. واحبطت بهذا الرفض السريع والواضح احتفالات الوفد الوزاري العربي الذي يرأسه السيد عمرو موسى امين عام الجامعة العربية، الذي اعتبره، اي القرار، انتصارا للدبلوماسية العربية. القرار الأممي جاء مثل جميع القرارات الاخرى المماثلة التي اصدرها المجلس سابقا بشأن الصراع العربي ـ الاسرائيلي، اي لم يستند الى البند السابع من ميثاق المنظمة الدولية، ولا يتمتع بصفة الإلزام، ولهذا تواصل القصف الاسرائيلي لقطاع غزة، طوال يوم امس، وادى الى استشهاد 35 شخصا على الاقل. والأخطر من كل هذا ان الولايات المتحدة لم تدعم القرار، واكتفت بالامتناع عن التصويت، رغم انه جاء نتيجة تنسيق بريطاني ـ فرنسي، وحصول الطرفين على موافقتها المسبقة على كل كلمة وردت فيه. وعبرت عن ازدرائها له بتصريحات وردت على لسان السيدة كوندوليزا رايس، ايدت فيها بقوة الغارات الاسرائيلية على المدنيين، وقالت ان حركة ‘حماس’ تتحمل مسؤولية مقتل هؤلاء لانها تستخدمهم كدروع بشرية، مكررة الدعاية الاسرائيلية الاستفزازية في هذا الصدد. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن هو عن الخطوة المقبلة التي سيقدم عليها النظام الرسمي العربي بعد فشل مساعيه الدبلوماسية هذه في وقف العدوان، فهل سنرى قمة عربية تؤدي الى قرارات عملية تدفع الدول الغربية، وامريكا على وجه التحديد، للضغط على اسرائيل لاحترام قرار مجلس الامن الجديد؟ لا نعتقد ان الحكومات العربية ستقدم على اي خطوة تتجاوب مع مطالب الشارع العربي التي عبر عنها بشكل واضح في مظاهراته الصاخبة بعد صلاة الجمعة في جميع الاقطار العربية دون استثناء، مثل اغلاق السفارات الاسرائيلية، واستخدام سلاح النفط، ووقف التعاون امنيا وسياسيا مع المشاريع والحروب الامريكية في المنطقة. وذلك لسبب بسيط، وهو ان هذه الدول ارسلت وزراء خارجيتها الى الامم المتحدة ليس من اجل وقف الحرب، وانما للادعاء بانها تفعل شيئا، واعطاء العدوان الاسرائيلي الوقت الضروري لانهاء مهمته في القضاء على فصائل المقاومة في قطاع غزة. شمعون بيريس رئيس الدولة العبرية قال في حديث لصحيفة اسبانية نشرته امس، ان الحكومات العربية هي التي شجعت حكومته على غزو قطاع غزة. وكشف ان مسؤولين عرباً اتصلوا به من اجل ابلاغه بمباركتهم اي خطوة تقدم عليها اسرائيل لاجتثاث حركة ‘حماس’ من القطاع. كلام بيريس هذا يؤكد ما نشرته صحيفة ‘هآرتس’ الاسرائيلية حول ابلاغ الرئيس حسني مبارك نظراءه الاسرائيليين بعدم السماح لحركة ‘حماس’ بتحقيق اي انتصار في الحرب الاسرائيلية الحالية مهما كلف الامر. حركة ‘حماس’ والفصائل الفلسطينية الاخرى لا تمثل دولة اقليمية عظمى تملك ترسانة ضخمة من الاسلحة الحديثة، كما ان قطاع غزة ليس افغانستان او العراق او جنوب لبنان، ولهذا لا يمكن ان نتوقع ان تهزم هذه الفصائل اسرائيل بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكن من المؤكد انها لن تمكن اسرائيل من اي انتصار يؤدي الى تحقيق اهدافها من وراء هذا العدوان. فبعد اسبوعين من القتل والترويع ما زالت الصواريخ تسقط كالمطر على المدن والبلدات الاسرائيلية، بينما لم تتمكن القوات الاسرائيلية من اعتقال او قتل اي من المسؤولين البارزين في حركات المقاومة، وقادة ‘حماس’ على وجه التحديد، ولم تنجح في اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط، رغم كل الادعاءات الكاذبة عن وجود معلومات استخبارية دقيقة لديها، ومعرفتها كل شبر في قطاع غزة بسبب احتلالها الذي استمر حوالى اربعين عاما. الزمن لا يمكن ان يكون في مصلحة اسرائيل، او الانظمة العربية ‘المعتدلة’ المتواطئة مع عدوانها، لان هناك دلائل تشير الى ان فصائل المقاومة، وبعد امتصاصها صدمة وحشية العدوان، وبشاعة القصف الاسرائيلي، بدأت تستعيد زمام المبادرة تدريجيا، وتشتبك مع القوات الاسرائيلية وتلحق بها خسائر بشرية متصاعدة. ففي جميع الحروب السابقة، تكون الايام الاولى منها صعبة، خاصة عندما تقع بين جيوش نظامية مسلحة بعتاد جيد، وحركات مقاومة تتبع حرب العصابات. وما حدث في العراق هو احد النماذج الناجحة في هذا الصدد. ماذا يمكن ان تفعل القوات الاسرائيلية اكثر من قتل المدنيين والاطفال وتدمير البيوت فوق رؤوس اهلها الآمنين، وقصف مدارس الأمم المتحدة ومراكزها، ونسف المساجد فوق رؤوس المصلين، أو الأبرياء الذين احتموا بها معتقدين ان هذا العدو يحترم حرمة الأماكن المقدسة ودور العبادة؟ القيادة الاسرائيلية التي نجحت في تجنب اي تحقيقات دولية في جرائمها طوال الحروب والمجازر السابقة، لا يمكن أن تفلت هذه المرة، وستجد نفسها تقف أمام قضاة محاكم جرائم الحرب في المستقبل القريب، وعندما يتضح حجم جرائمها بعد ان يهدأ غبار هذا العدوان، فالسيدة نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الانسان دعت يوم أمس إلى اجراء تحقيقات مستقلة ‘ذات مصداقية’ بشأن جرائم حرب ارتكبتها القوات الاسرائيلية في قطاع غزة. ومن المتوقع أن تبدأ منظمة اليونيسيف الدولية ملاحقات قانونية مماثلة تتعلق بالمجازر التي أودت بحياة أكثر من 250 طفلاً حتى الآن، ومنذ بدء الهجوم الاسرائيلي. الصور لا تكذب، والعالم بأسره شاهد أشلاء الأطفال الذين مزقت الصواريخ الاسرائيلية التي أطلقتها الطائرات والدبابات الاسرائيلية أجسادهم بشكل متعمد، وبهدف ‘الصدمة والترويع’ مثلما أعلن أكثر من مسؤول اسرائيلي. قطاع غزة تحول فعلاً إلى ‘معسكر اعتقال’ أشبه بمعتقلات النازية حيث جرى اغلاق كل حدوده ومعابره، وأصبح لا خيار أمام أي من سكانه غير مواجهة الموت قتلاً أو جوعاً. حال المقاومة في القطاع، هو مثل حال جنود القائد الاسلامي طارق بن زياد، الذي أحرق سفنه، وقال لهم ‘البحر من خلفكم والعدو من أمامكم’ مع فارق بسيط وهو ان هؤلاء لم يحرقوا سفنهم، ولم يكونوا في طريقهم لفتح أراضي بلاد أخرى لإعلاء راية الاسلام، وإنما هم مرابطون على أرضهم يدافعون عن كرامتهم وعن أمة عريقة من خلفهم، ولإبقاء راية الاسلام مرفوعة شامخة على روابيها. ومثلما انتصر طارق بن زياد وجنده المؤمنون سيكون النصر من نصيب هؤلاء بإذن الله. لا بد أن الزعماء العرب المتواطئين مع العدوان قد شعروا بالاكتئاب، وهم يرون الملايين يوم أمس يتدفقون إلى الشوارع، وينتصرون للمقاومة التي خذلوها، وللمحاصرين الذين شددوا الحصار لخنقهم وتجويعهم. فهذه المظاهرات الغاضبة التي راهن هؤلاء على زوالها وتراجع زخمها بمرور الوقت، تثبت ان معلومات أجهزتهم الأمنية القمعية وتحليلاتها خاطئة، وان عملية التغيير بدأت فعلاً في المنطقة، وهي قطعاً ليست في صالح هؤلاء الزعماء والادارة الأمريكية حليفتهم وحامية معظمهم. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 10 جانفي  2009)  

سقوط مدو للاعلام الغربي

 

رأي القدس  
يُشكل العدوان الاسرائيلي الحالي على قطاع غزة امتحانا جديا للإعلام الغربي ومصداقيته، ويبدو ان معظم هذا الاعلام واجهزته قد سقطت في هذا الامتحان بطريقة مخجلة. فقد هادنت وسائل اعلام غربية كبرى الرقابة الاسرائيلية المفروضة بصرامة على تغطيتها لهذا العدوان، سواء من خلال منع الصحافيين من دخول قطاع غزة للاطلاع على تطورات العمليات العسكرية عن كثب، او من خلال الالتزام بتعليمات الرقيب العسكري الاسرائيلي على برقياتهم، وتحركاتهم، واماكن تواجدهم المحددة لهم مسبقا. هذا الاعلام يعتبر اسرائيل الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة التي تطبق المعايير الغربية في الحريات الإعلامية، ومع ذلك لم نر معارضة حقيقية تفرضها التقاليد المهنية والاخلاقية لهذا المنع غير المسبوق حتى في اعتى الدكتاتوريات العالمثالثية. فإذا رجعنا الى الوراء قليلا، نجد ان نظام الرئيس العراقي صدام حسين الذي غيرته الدول الغربية في هجوم عسكري قبل خمسة اعوام، بحجة دكتاتوريته وعدم احترامه لحقوق الانسان، هذا النظام سمح لكل وسائل الاعلام الغربية بالدخول الى العراق، وتغطية الحربين الاولى (اثناء تحرير الكويت عام 1991) والثانية (اثناء احتلال العراق عام 2003) بكل حرية ودون اي تدخل فعلي. وشاهدنا محطة (سي.ان.ان) الامريكية تنفرد بنقل الهجوم الجوي على العراق في الحرب الاولى الى العالم بأسره، وهو النقل الذي حقق لها شهرة عالمية ما زالت تعيش على امجادها حتى اليوم. تغطية الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة من مناطق تبعد عنه عدة كيلومترات، لا تتماشى مع المعايير المتبعة في الحروب السابقة، ومع ذلك لم نر احتجاجات حقيقية على هذه المعاملة المهينة، بل رأينا انحيازا سافرا من بعض محطات التلفزة الامريكية والاوروبية لوجهة النظر الاسرائيلية، وشاهدنا المسؤولين الاسرائيليين يتربعون على شاشات التلفزة ليل نهار يرددون وجهة نظرهم، دون افساح المجال لوجهة النظر الأخرى بالقدر نفسه. صحيح ان هناك بعض الاستثناءات، وخاصة في الصحافة المكتوبة، والمثال الابرز على ذلك صحيفتا ‘الاندبندنت’ و’الغارديان’ في بريطانيا، و’النيويورك تايمز’ و’الواشنطن بوست’ في امريكا وان بدرجة اقل، ولكن مرد ذلك الى وجود صحافيين شرفاء مثل روبرت فيسك ينحازون الى الحقيقة وشرف المهنة، ويتمسكون بقواعدها واهدافها السامية في الانتصار للقارئ وحقه في المعرفة. انصياع الإعلام الغربي، او معظمه، لهذه الاجراءات الاسرائيلية الرقابية المهينة هو وصمة عار اخرى في تاريخه، تهدد ما تبقى من مصداقيته، بعد ان فقد الكثير منها اثناء حربي العراق، حيث انطلت عليه اكاذيب الادارة الامريكية حول اسلحة الدمار الشامل العراقية غير الموجودة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 10 جانفي  2009)
 


       قصيدة إلى الحكام العرب

      

 شعر محمد نصر الدمنهوري المنوفية   دي رسالتي ياللي نصبتم نفوسكم تحكمونا إنتو أصحاب الفخامة ( بأقصد اللي تعرفو فيكم شعوبكم من بهامة) و الجلالة ( بس أستغفر إله الكون لأنو هو وحدو تليق عليه لفظ الجلالة) و السمو ( ماحنا عارفينها سفالة ) يا حثالة ياللي نصبتم عروشكم تحكمونا بالوكالة ياللي جيتم كلكم للعرش من غلطة تاريخ ياللي أرخص من قشور الفول و من حتة فسيخ ياللي بعتونا في أوسلو و كمب ديفد و شرم شيخ ياللي جيتم فوق ظهور الدبابات لما داست فوق جماجمنا  من النيل للفرات من جزائرنا الشهيدة لليمن للشام لليبيا للجزيرة العربية و اللي كان حامي الحرم فيها يصير حامي عصابة حراميه فوق ظهور دبابة جيتم بس دبابة أمريكاني و فيها دايان و كوهين و عزرا و كل مجرم كل جاني نصبوكم فوق رؤوسنا و كلفوكم تقمعونا و تسلبونا و تقتلونا و تسجنونا و تشيلون منا الكرامة أه يا أصحاب الفخامة و الجلالة و السمو يا وصمة العار و الرزالة غزة باعها الريس اللي إسمو مبارك عفوا إسمو الصح حسني بن باراك و بعد ما باس يد ليفني و استشار سيده و فكر قالها ماعليش يا ستي يا وزيرة إسرائيل إعلني حرب الإبادة من ضفاف النيل و لا من بيت الصلاة في عقر الأزهر ده إحنا حكام الشعوب و إحنا نقرر دكوا غزة حلال عليكم و اقصفوا كل البلاد بس خلونا ف قصورنا و خلوا بعدينا الولاد دول عيالنا و إحنا رضعناهم  الذل في اللبن و إحنا طعمناهم مصل يحميهم من اللي إسمو وطن لا العروبة و لا المروءة و لا صلاح الدين يا عصابة مفسدين و الله يستحي من رجمكم حتى الحجر و نستحي نلطخ بأصحاب الفخامة و الجلالة و السمو جزمة منتظر


وفاة مسؤول فلسطيني بسكتة قلبية في تونس بسبب الهجوم الاسرائيلي على غزة

 
تونس (ا ف ب) – توفي المسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية جمال راشد شتات (ابو ماهر) في العاصمة التونسية اثر نوبة قلبية بينما كان يتابع على شاشة التلفزيون الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة حسبما قالت زوجته لفرانس برس الجمعة. وقالت سوسن راشد شتات ان « ابو ماهر توفي الثلاثاء اثر اصابته بسكتة قلبية بينما كان يتابع صور مجزرة غزة على احدى الفضائيات العربية ». واضافت « ان ابو ماهر الذي عرف بحسه الوطني لم يتحمل رؤية جثث اطفال ونساء ممزقة بين الانقاض فاصيب بنوبة قلبية مفاجئة فارق على اثرها الحياة عن عمر يناهز 55 عاما ». ونعت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح والجالية الفلسطينية في تونس « العميد المناضل الوطني الكبير ابو ماهر » الذي ووري الثرى في مقبرة « شهداء فلسطين » في حمام الشط في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس. وابو ماهر من مواليد مدينة رام الله. قدم الى تونس عام 1982 مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعد مغادرته بيروت خال الاجتياح الاسرائيلي للبنان. وكان التحق بحركة التحرر الوطني الفلسطيني « فتح » العام 1967.  
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 10 جانفي 2009)


وتتواصل ملاحقة مراسل قناة الحوار التونسي بقفصة

 

قفصة في 10 جانفي 2009 يجري يوم الثلاثاء 13 جانفي 2009 الشوط الثاني من محاكمة قادة الحركة الاحتجاجية ونشطاء المجتمع المدني بجهة قفصة على خلفية الحراك الاجتماعي الذي عرفه الحوض المنجمي منذ مطلع العام الماضي للتنديد بتردي أوضاع السكان المعيشية وللمطالبة بتوفير الشغل وبعدالة السياسية التنموية. وكان الطور الابتدائي قد عكس محاكمة مهزلة فاقت بعض أحكامها السجن بعشر سنوات، وشهدت حكما ظالما، بست سنوات، على مراسل قناة الحوار التونسي الفاهم بوكدوس. وسيتم الطـّور الاستئنافي دون حضور الصحافي باعتبار أن الحكم الذي سلّط عليه غيابيّا لا يمكـّنه من ذلك، لكن لا شكّ أن جزء من تصريحات عدد كبير من المحاكمين ستتعرّض لاسمه ولحيثيات إقحامه في هذا الملف، وهم الذين أكدوا أمام حاكم التحقيق أن لا رابط بينه، وبين المعتقلين وأحداث الانتفاضة المنجمية، غير ما فرضته طبيعة عمل الفاهم بوكدوس الإعلامي وما يتطلبه من تواصل مع نشطاء الحركة وأهاليها، ونقل للمستجدّ من الاحتجاجات وتداعياتها. وكانت الحركة الأهلية التي انطلقت في 05 جانفي 2008 وتواصلت على مدى أكثر من ستة أشهر، الحدث الاجتماعي الأهمّ في تونس منذ انتفاضة الخبز 1984، وأكثرها متابعة تسجيلية وتوثيقا (بيانات، نصوص، صور، فيديو…)، فرغم حدة الحصار الإعلامي والأمني الذي ضرب على تلك المنطقة والتعتيم الممنهج الذي استهدف أحداثها، فإن ما خرج للعلن كان وفيّا لحقيقة الأوضاع في تلك المدن، ودقيقا في توصيف تطوراتها وفي استنطاق شخوصها، كما كان صاعقا للسلطة لأنه عرّى أكثر الجوانب استغلالا في دعاياتها الداخلية والخارجية للتعويض عن سجلها السلبي في مجال الحريات وحقوق الإنسان. ولأن جزء كبيرا من ذلك المجهود التسجيلي كان بفضل الفاهم بوكدوس، فإن نصيبا وافرا من حقد آلة القمع قد طاله لإبعاده عن تغطية بقية الأحداث عبر فرض الاختفاء عليه منذ 05 جويلية الماضي، وللتنكيل به عبر ذلك الحكم القاسي الذي ترجم تلك التهم الجنائية التي تفتقد لأي سندات مادية أو واقعية غير روح الانتقام الرخيصة. إن الإمعان في مطاردة مراسل قناة الحوار التونسي في قفصة وتتبعه لا يمثل إلا خسارة إضافية لواقع حرية التعبير وحق الاختلاف في بلادنا، وانعكاسا لمزيد خنق الحريات الصحفية والإعلامية في محاولة لإبعاد التونسيات والتونسيين عن الاطلاع على حقيقة الأوضاع في بلادهم ومحاولة تقديمها للرأي العام الدولي في صورة نمطية مهترئة. لكن لا شك أن المساندة التي يمكن أن يجدها الفاهم بوكدوس من الصحافيين ونشطاء المجتمع المدني وكل الأحرار والشرفاء سيخفف من معاناته، ويعزز إيمانه بشرف مهنته وبكل القضايا العادلة التي ينتصر إليها. عفاف بالناصر  
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 10 جانفي 2009)  


زوجته : يقبع في سجن انفرادي ومنعت من زيارته تونس: أحد قادة الاحتجاجات الاجتماعية يضرب عن الطعام داخل السجن

 
تونس: «الشرق الأوسط» ذكرت مصادر حقوقية تونسية أن قادة التحركات الاجتماعية التي عرفها الحوض المنجمي (حوالي 450 كلم جنوب العاصمة التونسية) العام الماضي، بعضهم يعاني من مشاكل صحية والبعض الآخر لا يزال يحتج عن الأحكام القضائية الصادرة بحقهم. وذكرت المصادر أن عدنان الحاجي المتحدث باسم حركة الاحتجاج الاجتماعي قد دخل في إضراب عن الطعام منذ يوم 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، احتجاجا على الأحكام الصادرة ضده وضد زملائه وعلى ظروف الإقامة الصعبة في سجن القصرين. وقد حكم على الحاجي بعشر سنوات نافذة وهو يقبع، حسبما قالت زوجته جمعة الحاجي لـ«الشرق الأوسط»، في سجن انفرادي ودخل في إضراب جوع. وأضافت زوجة الحاجي أنها منعت من زيارته يوم 2 يناير (كانون الثاني) الجاري. ولاحظت أن زوجها كان ينوي توجيه رسالة لرئيس الجمهورية طالبا تدخله المباشر وتمتيع المحكوم عليهم بعفو رئاسي إلا أن ذلك لم يحصل، وهي بانتظار ما ستسفر عنه تدخلات «الاتحاد العام التونسي للشغل» الذي وعد بإجراءات اتصالات كثيفة لإطلاق سراح الموقوفين في تلك الاحتجاجات. من جهة أخرى، قالت ليلى خالد، زوجة البشير العبيدي، أحد قادة الاحتجاج، لـ«الشرق الأوسط»، إن زوجها الذي حكم عليه بعشر سنوات سجن خلال المحاكمة الأخيرة التي عرفها الموقوفون في تلك الاحتجاجات، يعاني من مرض السل منذ أن أودع سجن القصرين بداية يوليو (تموز) الماضي. وأضافت أنه بعد حوالي شهر والنصف من إيداعه السجن، أصيب بالمرض وتدهورت حالته الصحية. وأكدت أن المحامين طالبوا، بعد إخضاعه لكشوف طبية بمستشفى الأمراض الصدرية بأريانة (ضواحي العاصمة)، بنقله إلى سجن مدينة قفصة إلى جانب ابنه المحكوم عليه بدوره بست سنوات سجن في نفس تلك الأحداث. واستبعدت ليلى خالد أن تستجيب السلطات لهذا الطلب بسبب انتماء زوجها إلى الحزب الاشتراكي اليساري المحظور في تونس. ولم يتسن لـ«الشرق الأوسط» الحصول على تعليق حول هذا الموضوع من قبل السلطات التونسية التي تؤكد أن السجون في تونس تراعي المواصفات العالمية في هذا المجال. وكانت احتجاجات الحوض المنجمي قد انطلقت في يناير (كانون الثاني) 2008 وتواصلت لعدة أشهر، مطالبة بالحق في الشغل مما دعا السلطات إلى التدخل والقبض على عشرات المحتجين. وحوكم 38 من الموقوفين فيما يسمى بجماعة «الوفاق» وصدرت أحكام بالسجن لمدة 10 سنوات نافذة بحق ستة من قادة حركة الاحتجاج الاجتماعي، بينهم الحاجي والعبيدي. وقضت المحكمة كذلك بسجن 25 من المحتجين لفترات تراوحت بين 4 و10 سنوات. (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 10 جانفي 2009)


ندوة علمية في تونس  حول » الاجتهاد وحقوق الإنسان والديمقراطية : أي علاقة؟  » 16 و17 جانفي 2009

مشروع ندوة  » الاجتهاد وحقوق الإنسان والديمقراطية « 

 
يعتزم ( المعهد العربي لحقوق الإنسان ) تنظيم ندوة عربية فكريــــة تحت عنـــــوان  » الاجتهاد وحقوق الإنسان والديمقراطية « ، وذلك بتاريخ 16 و 17 جانفي 2009. وستخصص الندوة تداول الرأي حول طبيعة العلاقة التي يمكن أن تقوم وتتأسس بين المقولات الثلاثة التالية  » الاجتهاد  » و  » حقوق الإنسان  » و  » الديمقراطية « . تواجه حركة حقوق الإنسان في المنطقة العربية صعوبات مختلفة، منها ما هو قانوني وسياسي، ومنها ما هو ثقافي، حيث تنتشر جملة من المفاهيم السلبية التي تضع المنظومة الحقوقية باعتبارها منظومة كونية في حالة تعارض مع الخصوصيات الثقافية أو ما يعتبره البعض  » ثوابت الهوية الوطنية  » التي ينظر إليها عادة من منظور ديني أو قومي. وكما تحاول حركة حقوق الإنسان تذليل الصعوبات التي تواجهها على الأصعدة السياسية والتشريعية والاجتماعية، فإنها مطالبة بشكل أكثر إلحاحا برفع العقبات التي تعترضها على الجبهة الثقافية. وهو ما يقتضي منها إدارة حوارات مستمرة مع مختلف مكونات المجتمع المدني والسياسي في العالم العربي لتصحيح المفاهيم، ورفع الالتباسات التي التصقت بالمصطلحات أو السياقات التاريخية التي صاحبت ولادة وتأسيس فلسفة حقوق الإنسان. وبما أنه لا ديمقراطية بدون تقيد مبدئي وفعلي بحقوق الإنسان، وترجمتها على أرض الواقع، فإن النضال الديمقراطي الذي يعتبر النضال الحقوقي أحد أبرز واجهاته، يتعرض بدوره لنفس الصعوبات. فإذا كانت البيئة الثقافية السائدة في المجتمع متعارضة مع القيم الديمقراطية وغير ملائمة لشروط الانتقال الديمقراطي، فإن ذلك سيعزز من ثقافة الاستبداد، ويحول دون تحقيق الإصلاح الجذري والعميق. وبما أن الإسلام جزء لا يتجزأ من هوية معظم شعوب المنطقة العربية، فإنه يسهم بالضرورة وبشكل يومي في تحديد الوعي السائد لدى قطاعات عريضة من المواطنين. وبما أنه قد خضع ولا يزال لقراءات متعددة، وتستعين به قوى سياسية واجتماعية متنوعة لتحقيق أهدافها أو ما تعتبره معبرا عن مصالح الأمة العربية أو الإسلامية، فإن حركة حقوق الإنسان والقوى الديمقراطية مطالبة بتفحص هذه الدعوات، للتمييز بينها وبين ما يعتبر جوهريا في الدين الإسلامي. إذ بذلك يمكن لهذه القوى أن تجنب المجتمعات مخاطر التوظيف السيئ والخاطئ للقيم الدينية، وتزيل عبر التشجيع على التوسع في عملية الاجتهاد كل أشكال التعارض السائدة بين الديمقراطية وحقوق الإنسان من جهة، وبين الإسلام كدين وعقيدة من جهة ثانية. هذه الفرضية التي ستعالجها الندوة، تقتضي إثارة عديد الأسئلة من بينها : – ها هو الاجتهاد ؟ وما هي حدوده وضوابطه ؟ وهل لا يزال قادرا على أن يشكل الآلية المناسبة لحل المشكلات التي يواجهها المسلمون في هذا العصر ؟. – هل يمكن أن تشكل نظرية ( مقاصد الشريعة ) آلية ناجعة لتحقيق المصالحة بين المنظومة الفقهية التقليدية وبين المنظومة الحقوقية ؟ – حقوق الإنسان والشريعة الإسلامية : أين التقاطعات وما هي قضايا الاختلاف والتنافر؟. – هل يمكن أن تكون الحقوق الثقافية مدخلا لتجذير المنظومة الحقوقية في الثقافة الشعبية وتنظيم الخلاف بين مدافعي حقوق الإنسان ودعاة التمسك بالخصوصيات الدينية والثقافية ؟. – الحركات الإسلامية جزء من قوى التحول الديمقراطي أم خطر عليه ؟ – هل اللائكية جزء لا يتجزأ من النظام الديمقراطي؟ أم أنها منظومة منفصلة عنه ؟             البرنامج الأولي   ندوة  حول » الاجتهاد وحقوق الإنسان والديمقراطية : أي علاقة؟  » 16 و17 جانفي 2009 الجمعة 16 جانفي   15.00 / 15.30:    جلسة الافتتاح   الافتتاح : كلمة رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان   15.45 الجلسة الأولى الاجتهاد : ضوابطه وآفاقه   – صفات المجتهد وضوابط الاجتهاد : د. نور الدين الخادمي ( أستاذ بالجامعة الزيتونية )   – الاجتهاد الجذري : د. محمد حداد ( رئيس كرسي اليونسكو للدراسات الإسلامية بكلية الآداب ).   – الاجتهاد بين الفكر الإصلاحي والخطاب الإحيائي : د. رضوان السيد ( أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة بيروت )   تجديد علم أصول الفقه إلى أين ؟ :  د. عبد السلام البلاجي (أستاذ الدراسات الإسلامية  » المغرب « )   – من الاجتهاد إلى التجديد : محمد القوماني (أستاذ من تونس)   16.40 : استراحة     16.45 : نقاش   17.45 : الجلسة الثانية : حقوق الإنسان والشريعة   – الفتاوى المعاصرة وتداعياتها على الحقوق والحريات تحليل المضمون : د. آمال قرامي  (أستاذة بكلية الآداب تونس )   – مداخل نظرية لبناء مفهوم حقوق الإنسان في الفكر العربي المعاصر: د. مصدق الجليدي (أستاذ جامعي، تونس)   – بين الحق الإنساني والحق الشرعي : أ.سامي براهم (باحث، تونس)   – القانون التونسي والشريعة : أ. يوسف الرزقي  (محامي، تونس) – الشريعة وتحديث الفكر الديني : د عبد المجيد الشرفي (تونس)   19.20 – 20.30: نقاش   السبت 17 جانفي   9.30 : الجلسة الثالثة / المساواة بين الجنسين بين المنظورين العلماني والإسلامي   -أ. بسيمة حقاني من المغرب   -د. ألفة يوسف : أستاذة بكلية الآداب بمنوبة، تونس -د. حفيظة شقير : أستاذة بكلية الحقوق،  تونس   10.30 : نقاش   11.30 الجلسة الرابعة : الدين والديمقراطية : مدخل للإشكاليات العامة   – توّقف عند المناطق الرمادية : د. عمرو حمزاوي (باحث، أمريكا)   – الديمقراطية والثقافة:  أ. محسن مرزوق ( أمين عام المنظمة العربية للديمقراطية، قطر)   -الإسلام والديمقراطية: د. رضوان المصمودي (باحث، أمريكا)   12.20 : نقاش   13.30 : غداء 15.00 / الجلسة الخامسة : الإسلام السياسي وإشكاليات الدولة الحديثة ( تقييم تجارب )   -إشكالية بناء السلطة في فلسطين:  خالد الحروب (جامعي وباحث، بريطانيا)   – تقييم التجربة الجزائرية : د. عبد الرزاق مقرئ (برلماني، الجزائر)   – تجربة حزب العدالة في المغرب: أ.سعد الدين العثماني (طبيب، المغرب)   – حزب العدالة والتنمية التركي والمزاوجة بين الإسلام والعلمانية :  د.محمد العادل ( رئيس الجمعية التركية العربية للعلوم و الثقافة /  تركيا )   16.40 : استراحة 17.15 : نقاش   18.15/ الجلسة الختامية


الحزب الديمقراطي التقدمي 10نهج ايف نوهال – تونس تونس في 10-01-09
 بيـــــــــــــان
 
  يشن أعوان الأمن الوطني بمدينة قفصة حملة تعسّف وتضييق وابتزاز على الشباب الديمقراطي التقدّمي بالجهة، فكلما يختلي أعوان فرقة الإرشاد بأحدهم يوقفونه ويحتجزونه بمنطقة الأمن الوطني لمدّة تتراوح بين ساعتين وأربع ساعات دون توجيه أي تهمة له ويهددونه بمواصلة التضييق عليه وإعادة إيقافه إن لم ينسلخ من الحزب الديمقراطي التقدّمي وذلك في تجاوز فاضح للسلطة، بل ويطلبون من بعض الشباب الإمضاء على انسلاخ من الحزب ويهدّدونهم « بتلفيق » تُهم خطيرة ضدّهم إن لم يفعلوا. هذا زيادة عن المراقبة اليومية اللصيقة المصحوبة بكلام بذيء يتوجه به أعوان بالزّي المدني لشباب الحزب في الشارع. وقد طال هذا الابتزاز أعضاء جامعة قفصة الشباب: صابر عبداوي وأيوب الضاوي وزهير بن مبروك وزيد سواري ورشيد عبداوي وفاتن معيوفة. والحزب الديمقراطي التقدمي إذ يكبر في شبابه تمسّكه بحقوقه المدنية واعتزازه بالانتماء له رغم الترغيب والترهيب، فإنه يُدين هذه الاعتداءات على حرية الشباب في قفصة وهذا العنف وهذه التضييقات المخالفة للقانون، ويستغرب من مطالبة الشباب بالانسلاخ من الديمقراطي التقدّمي من طرف أعوان الأمن الذين من المفروض أن يلتزموا الحياد بين الأحزاب في هذه السنة الانتخابية وأن يعملوا لفائدة الدولة ولحماية البلاد والأفراد وليس الاستبداد بمن لا ينتمي للتجمّع الحاكم لمنعه من ممارسة حقوقه القانونية والمشروعة.                                                                          د. أحمد بوعزّي عضو المكتب السياسي مسؤول عن الشباب والمرأة


ملف الاتحاد الجهوي للشغل بتونس

 

لجنة النظام تعمل ( 1 ) مثل أمام لجنة النظام الوطنية صبيحة يوم أمس الخميس 08 جانفي 2009 السيد راضي بن حسين عضو المكتب التنفيدي للاتحاد الجهوي للشغل بتونس العاصمة للإجابة على عدد من الأسئلة تولى عضوا لجنة النظام الحبيب الطريفي ومنعم عميرة إلقائها عليه وتتعلق بما إذا كان يتبنى ما جاء في تدخل الكاتب العام توفيق التواتي خلال التجمع الذي أقيم في تونس منذ بضعة أيام، كما وجهت له تهم توزيع بيانات تمس من الاتحاد وتهريب وثائق نقابية تابعة للاتحاد الجهوي. وقد رد السيد راضي بن حسين عن هذه الاسئلة والتهم معتبرا أن بعضها يمثل محاكمة رأي وتعدي على حق التعبير. لجنة النظام تعمل ( 2 ) وفي نفس اليوم مثل السيد صالح جلال عضو النقابة العامة للفلاحة أمام نفس اللجنة لتقدم له تهم المشاركة في تهريب وثائق نقابية من الاتحاد الجهوي بتونس. ويشار أن السيد صالح جلال الذي سبق وأن ترشح في قائمة معارضة للقائمة التي كان زكاها السيد علي رمضان في مؤتمر جامعة الفلاحة وتمكن رغم كل شيء الفوز بمقعد في هذه التشكيلة، ظل على الدوام من الذين يحسبون على صنف النقابيين المعارضين للخط النقابي المتبع رسميا في الاتحاد العام التونسي للشغل. ويعتقد الكثير من النقابيين الذين يتابعون ملف جهة تونس أن إحالته على لجنة النظام هو عملية تصفية حساب واستغلال لهذا الملف للتخلص منه لجنة النظام تعمل ( 3 ) ومثل يوم الجمعة 09 جانفي الجاري كل من السيد لطفي اللطيفي والسيدة روضة الحمروني عضوي المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بتونس أمام لجنة النظام بذات التركيبة ( الحبيب الطريفي ومنعم عميرة ) لتوجه لهم نفس التهم والأسئلة التي سبق أن طرحت على زميلهما راضي بن حسين قبل يوم إلى جانب تهمة رئاسة التجمع المشار إليه الذي خطب فيه الكاتب العام للاتحاد الجهوي. هل هو الحياد في ملف الاتحاد الجهوي ؟؟ في إطار الغعاليات النقابية التي احتضنها الاتحاد العام التونسي للشغل نظمت النقابية الأساسية للفنون الدرامية التابعة للاتحاد الجهوي للشغل بتونس يوما تنشيطيا لمناصرة عزة خضره عدد من منخرطيها ومن النقابيين من قطاعات أخرى. وكان افتتحها السيد عبيد البريكي عضو القيادة النقابية وعضو لجنة المتابعة التي تم تشكيلها لتنظيم أنشطة المساندة والدعم للقضية الفلسطينية وغزة. خلال هذه التظاهرة حاول السيد خميس صقر التدخل باسم الاتحاد الجهوي إلا أن أعضاء النقابة الأساسية رفضوا ومنعوه من ذلك على أساس أن هناك نزاع داخل تشكيلة المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي ولا يجوز السماح لطرف دون آخر بالتدخل وتمثيل الاتحاد الجهوي دفعة أخرى من الوثائق كنا في وقت سابق نشرنا جملة من المراسلات التي توجه بها السيد توفيق التواتي لعدد من المسؤولين النقابيين بالاتحاد العام بخصوص الملف المالي المطروح وبعض المسائل النقابية الأخرى ( طلب عقد هيئة إدارية إلخ … ) وننشر اليوم دفعة أخرى من الوثائق لتعميم الاعلام وإنارة للرأي العام ببعض خفايا هذا الملف. الأخ فوزي الشيباني مقرر اللجنة الوطنية للمراقبة المالية تحية نقابية و بعد، لقد قمت بإعطائك أسماء و أعداد البطاقات التي هي بحوزة النقابيين و لم أتلقّى إلى الآن مصير هذه الوصولات كتابيا، لذا أرجو منك أن تكاتبني في أقرب وقت. كما قمت بإعطائك وصولات تخص ديون متعلقة بذمة بعض النقابيين و لم أتلقى أيضا أي جواب على مصيرهم. فرجاءا أن تكاتبني في ذلك. مع تحياتي الأخوية. الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بتونس توفيق التواتي الاتحاد العام التونسي للشغل الاتحاد الجهوي للشغل بتونس تونس في 22 ديسمبر 2008 الأخ الأمين العام المساعد المسؤول عن الإدارة و المالية الموضوع : حول إستداءات الموظفين لدى اللجنة الوطنية للنظام الداخلي. تحية نقابية و بعد، لقد قام عضو اللجنة الوطنية للنظام الداخلي الحبيب الطريفي بدعوة كلّ من الموظفة روضة الدريدي و فاهمة الجباري للحضور لدى اللجنة المذكورة دون احترام التراتيب و التسلسل الإداري. و هذا مخالف للقانون و يزجّ بالموظفين في الخلافات النقابية و هذا التصرّف يمسّ من حياد الإدارة و يجعل الموظفين تحت ضغط إداري يبعدهم عن الحياد و هذا أيضا ينمّ على نيّة مسبقة و مخطط لها للمسّ من سمعتي و استهدافي لأغراض غير نقابية. و الســــلام الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بتونس توفيق التواتي  
 
مؤيدات لبعض المعلومات

وكنا في عدد سابق من البديل لخصنا فحوى تدخل السيد توفيق التواتي أمام جمع نقابي ببطحاء محمد على بتونس العاصمة ومن ضمن النقاط الواردة فيه ما يخص تسويغ نزل أميلكار والأموال التي تلقاها مسؤولون غب المنظمة النقابية والتي حسب ما جاء في كلام التواتي تحوم حولها بعض الشبهات وننشر في هذا العدد مقالا نشر بجريدة الشروق التونسية في وقت سابق: المتسوّغ الجديد لنزل أميلكار : –  دفعت لاتحاد الشغل مليارا و 600 ألف دينار و سأحوّل الفندق لاستقطاب أثرى أثرياء العالم –  رصدت 30 مليارا للأشغال و الإفتتاح في 2010 تونس – الشروق – الأربعاء 16 جانفي 2008 قال السيد جون جاك ديمري المتسوّغ الجديد لنزل أميلكار أنه اتّفق مع قيادة اتحاد الشغل على تأجير النزل لمدة 27 سنة قابلة للتجديد مع أولوية الشراء و أنه دفع لها تسبقة بقيمة مليون و 600 ألف دينار نقدا و أنّ معلوم التأجير السنوي يتراوح بين 1,5 و 2,5 مليون دينار عند نهاية التعاقد. و أضاف السيد ديمري أنه خصّص استثمارا تتراوح قيمته بين 25 و 30 مليون دينار للقيام بأشغال كبيرة لتحويل الفندق إلى صنف 5 نجوم ممتازة. و شرع المتسوّغ الجديد في إنجاز أشغال لتجديد المطعم و قاعة الاجتماعات الخارجية التي ستتّسع لألف شخص و تطوير عديد الغرف و تجديد مكوناتها و توسعتها بتحويل كلّ كل ثلاث غرف إلى غرفتين و تجهيزها بكل متطلّبات الفنادق الفخمة من صنف 5 نجوم. و أضاف السيد ديمري و هو من أصل تونسي و كوّن ثروته من العمل في العقارات و السياحة أنه شرع في تغيير صورة الفندق و سمعته بإجراء تحويرات على مختلف فضاءاته و أنه قام بالمحافظة على كل الأعوان الذين كانوا يعملون في الفندق و تولى ترسيم البعض منهم و الزيادة لهم في رواتبهم و تمكينهم من منح جديدة. و تعهد المتسوّغ بانتداب 400 عون جديد عند انتهاء الأشغال التي ستنطلق قبل نهاية العام الجاري (بعد رمضان) و يتمّ خلالها غلق النزل نهائيا حتى إعادة فتحه خلال السداسي الثاني من 2010 . تحفة و أفصح السيد ديمري لأول مرة، عن تفاصيل مكوّنات مشروع تحويل نزل أميلكار إلى فندق فريد من نوعه في المشهد السياحي الوطني، أنه سيتمّ هدم أغلب المباني الحالية و الإبقاء فقط على البرج العالي الذي سيشهد بناء مطعم فخم على طابقه العلوي قد يكون دوّارا إضافة إلى استعمال البلور و التكنولوجيا الجديدة. و سيتكوّن الفندق الجديد من 30 جناحا فخما تتوفّر به الخدمات المميّزة و المشخّصة و مسبح بكل طابق إضافة إلى 6 أو 7 فلل تتوفّر بكل واحدة منها حديقة تمسح 300 متر مربع و مسبح خاص و 30 شقة فندقية تمسح 100 متر مربع و 100 غرفة. و ستقام الفلل في مكان المأوى الحالي و إقامة مأوى جديد تحت الأرض. كما سيتمّ إنجاز 8 مسابح و عديد المطاعم الفاخرة و المختلفة و فتح متاجر باسم أكبر الماركات العالمية إضافة إلى مغازة فاخرة للصناعات التقليدية. منتوج للأثرياء و ذكر السيد ديمري أن الفندق سيكون مفتوحا لأثرى الأثرياء في العالم الذين يدفعون معاليم مرتفعة و يبحثون عن الهدوء و المناظر الجميلة المتوفّرة في الفندق و الخدمات المتميّزة و المشخّصة. و قال المتسوّغ الجديد أنه يتفاوض حاليا مع أكبر سلسلات الفنادق العالمية لإمضاء عقد وكالة و تصرّف معها و يرجّح أن يتمّ ذلك مع سلسلة « هلتون » أو ريزيدانس ». و شدّد السيد ديمري على أنه سيعهد بأغلب أشغال الفندق إلى مقاولات تونسية و أنه سيشتري كل المواد من تونس و ذلك لثقته في كفاءة اليد العاملة و جودة المنتوجات التونسية إضافة إلى أسعارها التنافسية. اخترت تونس و ذكر السيد جون جاك ديمري أنه كان في البداية يرغب في الاستثمار في مدينة مراكش المغربية لكنه ألحّ على شركائه البريطانيين على الاستثمار في تونس للمساهمة في تنمية بلاده و خلق مواطن شغل جديدة بها. و أشاد بما لقيه من مساعدة منذ شروعه في إنجاز هذا المشروع منوّها بمناخ الاستثمار في تونس و سهولة الإجراءات و المعاملات ملاحظا أن تونس بلد صاعد و عصري و واعد و يتميّز بيد عاملة كفأة و متدرّبة و بمناخ جميل و أمن و استقرار. و شكر ديمري رئيس الدولة على ما وفّره لتونس من مناخ ملائم و على التشجيعات والتسهيلات التي وجدها معربا عن حرصه على مواصلة الاستثمار في تونس و جلب مستثمرين آخرين إليها. المصدر : الشروق – الأربعاء 16 جانفي 2008 – ص 16 (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 8 فيفري 2008)  


نظام الاقتراع في تونس:

من إقصاء المعارضة إلى تعزيز حضورها في مجلس النواب (2 من 2(

 

بقلم الأستاذ: زهير المظفر

 

كنا نشرنا في عدد يوم أمس الجزء الأوّل من الدراسة التي تعرّض فيها صاحبها إلى نظام الاقتراع المعتمد في تونس خلال الانتخابات التشريعية وبيّن كيف أنّ التجربة الديمقراطية في تونس أثبتت أن نظام الاقتراع المزدوج ضمن تمثيل المعارضة في مجلس النواب. وفي هذا الجزء الثاني من المقال يوضح الكاتب من خلال قراءة في نتائج الانتخابات التشريعية السابقة كيف أنّ نظام التمثيل النسبي يقصي المعارضة من مجلس النواب..

 

II – اعتماد نظام التمثيل النسبي يقصي المعارضة من مجلس النواب

 

ليس هناك اختلاف في أنّ نظام التمثيل النسبي هو الأكثر عدلا في توزيع المقاعد بين الأحزاب لأنّه يسند لكل حزب عددا من المقاعد حسب عدد الأصوات التي أحرز عليها. ويطبق هذا النظام في عدة دول ديمقراطية مثل إيطاليا وألمانيا.

 

لكن أثبتت عديد التجارب في العالم وخاصة التجربة الفرنسية في ظل الجمهورية الرابعة أنّ نظام التمثيل النسبي أدّى إلى تشتّت المقاعد في البرلمان مما نتج عنه تشكيل حكومات ائتلافية بين الأحزاب لم تتمكن من تحقيق الاستقرار الحكومي مما عطّل دواليب الدولة إذ تعاقبت على فرنسا 34 حكومة ما بين 1946 و1958 تاريخ قيام الجمهورية الخامسة التي غيّرت تشرذم الأصوات وتشتتها فإن مختلف البلدان التي تعتمد نظام التمثيل النسبي تشترط حصول أي حزب على 5% من الأصوات على الأقل للمشاركة في تقاسم المقاعد مع الأحزاب الأخرى وهي نسبة عالية بالنسبة إلى الأحزاب الصغيرة.

 

وقد سبق للحزب الشيوعي التونسي أن طالب باعتماد طريقة التمثيل النسبي في انتخاب أعضاء المجلس التأسيسي وذلك في تقرير لجنته المركزية المنعقدة في ماي 1956 حيث جاء فيها «أنّه من اللازم لكي تكون سيادة الشعب شيئا واقعا – تجهيز البلاد بمؤسّسات ديمقراطية حقيقية يقع انتخابها لا فقط بالاقتراع العام المتساوي المباشر والسري بل بأعدل طريقة وهي التمثيل النّسبي».

 

وقد عاد الحزب الشيوعي من جديد للمطالبة بالتمثيل النسبي بحجة تمثيل كل الحساسيات السياسية تمثيلا عادلا وذلك بمناسبة إجراء الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها التي جرت في 1 نوفمبر 1981. أما حركة الديمقراطيين الاشتراكيين فقد طالبت بدورها بمناسبة إجراء هذه الانتخابات تعميم طريقة الانتخاب الفردي حسب الأغلبية في دورة واحدة بحجة أنّ هذا الاقتراع يحد من مساوئ اتّساع الدوائر ويجعل الاختيار شخصيا وهكذا تتوطد حسب رأيها العلاقة بين المنتخب والناخبين. وإثر تحول السابع من نوفمبر 1987 عادت المطالبة من جديد باعتماد نظام التمثيل النسبي لتمكين المعارضة والمستقلين من دخول مجلس النواب. واستندت المعارضة في مطالبها إلى أن بيان السابع من نوفمبر دخل بالبلاد مرحلة جديدة قطعت مع الحزب الواحد. وإذا كان هذا المطلب تم استبعاده في بداية الاستقلال وفي الثمانينات بحجة الحفاظ على الوحدة الوطنية وتجنّب تشتت المقاعد فإنه لم يتم العمل به لأنّه لا يمكّن من تجسيم التعددية في مجلس النواب التي جعل منها المشروع المجتمعي للتحول خيارا استراتيجيا. ذلك أنه إذا طبّقنا نظام التمثيل النسبي وفق ما يدعو إليه البعض فإنّه لا يمكن تجسيم التعددية في البرلمان استنادا إلى الإحصائيات التالية:

 

1 –الانتخابات التشريعية: 20 مارس 1994

 

أسفرت هذه الانتخابات على النتائج التالية:

 

الأصوات المصرح بها: 2832871

 

التجمع الدستوري الديمقراطي: 2768667 صوتا

 

83،97%

 

حركة الديمقراطيين الاشتراكيين: 30660 صوتا

 

حركة التجديد: 11299 صوتا

 

الاتحاد الديمقراطي الوحدوي: 9152 صوتا

 

حزب الوحدة الشعبية: 8391 صوتا

 

الحزب الاجتماعي التحرّري: 1892 صوتا

 

التجمع الاشتراكي التقدمي: 1749 صوتا

 

المجموع: 63143 صوتا

 

القائمة المستقلة بتونس II: 1061 صوتا

 

المجموع العام: 64204 صوتا

 

وهكذا يتّضح أنّ أيّ حزب من أحزاب المعارضة لم يتحصّل على نسبة 5% من الأصوات المصرح بها. وبذلك فإنّ تطبيق نظام التمثيل النسبي سيعطي للتجمع الدستوري الديمقراطي جميع المقاعد في مجلس النواب والحال أنّ أقلّ من 3% من الأصوات لأحزاب المعارضة مكنتها من الحصول على 19مقعدا بفضل نظام الاقتراع الذي يمزج بين الأغلبية والتمثيل النسبي.

 

2 –الانتخابات التشريعية: 24 أكتوبر 1999

 

الأصوات المصرح بها: 3091062

 

التجمع الدستوري الديمقراطي: 2831030 صوتا

 

حركة الديمقراطيين الاشتراكيين: 98550 صوتا

 

الاتحاد الديمقراطي الوحدوي: 52612 صوتا

 

حزب الوحدة الشعبية: 52054 صوتا

 

حركة التجديد: 32220 صوتا

 

الحزب الاجتماعي التحرّري: 15024 صوتا

 

التجمع الاشتراكي التقدمي: 5835 صوتا

 

القائمة المستقلة: 3738 صوتا

 

وهكذا يتّضح أنّ أيّ حزب من أحزاب المعارضة لم يحصل على نسبة 5% من الأصوات المصرح بها التي تمكنه من المشاركة في تقسيم المقاعد بين الأحزاب وأن تطبيق التمثيل النسبي يحرم المعارضة من 34 مقعدا التي أسندت إليها في هذه الانتخابات اعتمادا على نظام الاقتراع الذي يدمج بين الأغلبية والنسبية.

 

3 –الانتخابات التشريعية: 24 أكتوبر 2004

 

الأصوات المصرح بها: 4199846

 

التجمع الدستوري الديمقراطي: 3678645 صوتا

 

حركة الديمقراطيين الاشتراكيين: 194829 صوتا

 

حزب الوحدة الشعبية: 152987 صوتا

 

الاتحاد الديمقراطي الوحدوي: 92708 صوتا

 

حركة التجديد: 43268 صوتا

 

الحزب الاجتماعي التحرّري: 26099 صوتا

 

التجمع الديمقراطي التقدمي: 10217 صوتا

 

القائمة المستقلة (المساندة للسابع من نوفمبر، دائرة صفاقس): 382 صوتا

 

القائمة المستقلة (التحالف الوحدوي، دائرة نابل): 270 صوتا

 

القائمة المستقلة (الطليعة، دائرة بنزرت): 167 صوتا

 

القائمة المستقلة (من أجل الوطن، دائرة القيروان): 121 صوتا

 

القائمة المستقلة (من أجل الوطن، دائرة توزر): 71 صوتا

 

القائمة المستقلة (من أجل الوطن، دائرة زغوان): 58 صوتا

 

القائمة المستقلة (الضمير، دائرة زغوان): 24 صوتا

 

تبرز هذه النتائج أن أيّ حزب من أحزاب المعارضة لم يحصل على نسبة 5% من الأصوات المصرح بها التي تمكنه من المشاركة في تقسيم المقاعد بين الأحزاب وأن تطبيق التمثيل النسبي يحرم المعارضة من 37 مقعدا التي أسندت إليها في هذه الانتخابات اعتمادا على نظام الاقتراع الذييدمج بين الأغلبية والنسبية.

 

ويعني ذلك أنه لو طبقنا هذا النظام في الانتخابات التشريعية سيتم من جديد تكريس نظام الحزب الواحد وهو ما لا يتماشى مع تطلعات المجموعة الوطنية.

 

فلماذا كل هذا الإصرار على المطالبة باعتماد التمثيل النسبي والحال أنّه لا يخدم مصالح أحزاب المعارضة؟

 

إنّ نظام الاقتراع المعتمد في تونس اليوم يكفل في كل الأحوال تمثيل أحزاب المعارضة خاصة وأن رئيس الجمهورية أعلن في خطابه في الذكرى العشرين للتحول عن مبادرته بمراجعة المجلة الانتخابية بما يكفل الترفيع في عدد المقاعد المخصصة للمستوى الوطني في انتخابات مجلس النواب إلى مستوى 25% وهو ما يعني عمليا الزيادة في عدد المقاعد المخصصة للمعارضة في مجلس النواب وهو ما لا ينفي حقها في الحصول على أكثر من ذلك إذا بينت جدارتها بثقة الناخبين فيها.

 

وإذا كان نظام التمثيل النسبي لا يتيح لأحزاب المعارضة أن تكون ممثلة في مجلس النواب فإنّ نظام الاقتراع الفردي يضعف الأحزاب.

 

III – نظام الاقتراع الفردي يضعف الأحزاب السياسية

 

إنّ المطالبة باعتماد نظام الاقتراع الفردي من قبل البعض باعتباره وسيلة لدفع التنمية السياسية في البلاد ينمّ عن جهل بواقع هذا النظام وقلة إدراك للمساوئ التي قد تنتج عنه، إذ يجمع كلّ المختصين في العلوم السياسية أنّ نظام الاقتراع الفردي يضعف الأحزاب السياسية ويعطي للانتخابات طابعا شخصيا. بل إنّ بعض الأنظمة اعتمدت هذا النظام لإضعاف الأحزاب السياسية القائمة وتعويضها بزعامات محلية موالية لها. وحتى في بعض الدول المتقدمة التي اعتمدت هذا النظام مثل فرنسا فإنه يقترن بنظام الدورتين لتمكين الأحزاب من التحالف بينها في الدورة الثانية من أجل دعم الاستقرار الحكومي.

 

وقد سبق لتونس منذ بداية الاستقلال أن استبعدت هذا النظام لأنّه يشجع على شخصنة الانتخابات وتحريك نعرة القبلية والعروشية والوجاهة.

 

إنّ تونس بعد أكثر من خمسين سنة من الاستقلال عزّزت دعائم الوحدة الوطنية وأرست نظاما جمهوريا عتيدا وأقامت الوفاق الوطني على قواعد ثابتة، وإنّ المطالبة باعتماد نظام اقتراع فردي في الانتخابات يمسّ بجوهر الصبغة الوطنية للانتخابات ويضعف الأحزاب السياسية.

 

وبذلك نتبيّن أنّ نظام الاقتراع المعمول به حاليا والذي يمزج بين الأغلبية والنسبية فيه ضمان لتعزيز حضور المعارضة في مجلس النواب لأنّه بالفعل يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات التعددية الحزبية في البلاد ويكرس الإرادة السياسية لرئيس الجمهورية بعيدا عن الاعتبارات الحزبية الضيقة.

 

إنّ نظام الاقتراع الناجح هو الذي يمكّن من بلوغ الأهداف التي وضع من أجلها وليس هناك نظام اقتراع مثالي في المطلق وإن تونس التي توفّقت إلى هذا النظام منذ سنة 1993 تعمل على المضي قدما على درب تعزيز التعددية في المجالس المنتخبة.

 

ويؤكد نظام الاقتراع بذلك أهمية دور القاعدة القانونية في التنمية السياسية ذلك أنّ نظام الاقتراع المعتمد مكن من فكّ عقدة تمثيل المعارضة في مجلس النواب بعد ثلاثين سنة من التجربة البرلمانية بدون انقطاع. فهل أن العودة إلى الوراء بالتعددية بحجة اعتماد نظام التمثيل النسبي هو ما تريده اليوم بعض أطراف المعارضة؟

 

لقد أكّد رئيس الجمهورية في عديد المناسبات أن التجارب المسقطة لا تخدم مصلحة البلاد ولا تتماشى مع واقعها. فإذا كان نظام التمثيل النسبي صالحا لبعض البلدان باعتبار تكافؤ وزن الأحزاب السياسية وإشعاعها فإن المطالبة بتطبيقه في تونس من شأنه أن يلغي تمثيل أحزاب المعارضة في مجلس النواب في الوقت الذي تحرص فيه السلطة السياسية على ترسيخ التعددية في المجالس المنتخبة.

 

)المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 9 جانفي 2009(


 

  شمس الدين العوني ( عضو الهيئة المديرة لاتحاد الكتاب التونسيين)
« للوطن »هيمنة الرأي الواحد ..وغياب التداول على المسؤولية أخرت
بالاتحاد لسنوات طويلة وأبعدته عن المجتمع المدني.

   

حاوره: نورالدين المباركي تونس/الوطن قال شمس الدين العوني عضو الهيئة المديرة الجديدة لاتحاد الكتاب التونسيين المنبثقة عن المؤتمر 17 إنّ حالة الفوضى والإقصاء والجمود وسيطرة الرأي الواحد  والمناورات التي هيمنت على الاتحاد طيلة عقدين من الزمن هي التي أثرت على أداء الاتحاد ضمن المجتمع المدني وجعلته متخلّفا عن سياقات المجتمع التونسي. وقال إن نشر ثقافة التداول وتحديد دورتين في تحمل المسؤولية داخل الهيئة المديرة أصبحت مسألة ضرورية داخل اتحاد الكتاب التونسيين. وأضاف إن الهيئة المديرة الجديدة للإتحاد تعمل على تجاوز  » الماضي الأسود والسلبي للإتحاد نحو صفحة جديدة ». وشمس الدين العوني الذي انتخب لعضوية الهيئة المديرة لاتحاد الكتاب التونسيين في المؤتمر السابع عشر الذي انعقد أواخر ديسمبر الفارط  و أسندت له مسؤولية العلاقات الخارجية والتعاون، هو شاعر وإعلامي صدرت له عدّة مجموعات شعرية وترجمت قصائده للفرنسية والإنقليزية. حاوره: نورالدين المباركي وفيما يلي نصّ الحوار: السؤال الأوّل: هيئة جديدة لاتحاد الكتاب التونسيين …ماذا يمكن أن ننتظر منها؟ الهيئة الجديدة لاتحاد الكتاب التونسيين تجد نفسها بعد المؤتمر (17) أمام انتظارات كبيرة للكتاب في شتى الفروع والجهات تتصل أساسا بإعادة الاعتبار للإتحاد كحاضن للأبناء وأمنياتهم ومنها المكانة الرّمزية والاجتماعية للكتاب ودورهم الأدبي والثقافي واستحقاقات كل ذلك بخصوص المطالب الاجتماعية التي طالب بها الكتاب منذ عقدين من الزمن رغبة منهم في التمتع بامتيازات  النقل والسكن والسفر على غرار الأدباء في المشرق والمغرب وفي العالم كما نجد مسائل تتعلق بالنشر والتوزيع والمقتنيات بما تساعد الكتاب على ترويج كتبهم وتوزيعها خارج البلاد خدمة لأدبهم وللثقافة الوطنية.. هذه مطالب و انتظارات بسيطة في الحقيقة أمام ما يلقاه المبدعون في مجالات أخرى كالموسيقى والمسرح والسينما. والهيئة الجديدة واعية بكل هذه المطالب المشروعة وهي تعمل منذ جلساتها الأولى مباشرة بعد المؤتمر على حل بعض المشاكل العالقة إلى جانب تفعيل نشاط الفروع ونوادي الاتحاد وإعادة الاعتبار لحضور الاتحاد في الفضاءات  العربية والمتوسطية والدولية عبر تحيين اتفاقيات وبروتوكولات التعاون مع الاتحادات الشقيقة والصديقة لما فيه مصلحة الأدباء والمثقفين عامة. السؤال الثاني: الهيئات السابقة للإتحاد تقدمت ببرامج عمل  ذات سقوف عالية ..لكن  الممارسة والأداء كشفت عن محدودية و قصور…فما مردّ ذلك؟ لقد عانى الاتحاد وخصوصا خلال العقدين الأخيرين من هوة بين الهيئات السابقة والأعضاء حيث كانت البرامج المقدمة خلال الجلسات العامة لا تتجاوز المناورات الانتخابية الأمر الذي قلّص من حماس الأعضاء وجعل الفروع مقلّة في الأنشطة وقد حاد اتحاد الكتاب عن أهدافه وخصوصا في فترة الرئيس الراحل الميداني بن صالح رحمه الله و  ظلّت أصوات الكتاب ضائعة في متاهات لم يجن منها الأدباء غير الحسرة والانكسار.  كان الأداء محدودا وتغلبت النزعة الذاتية على روح العمل الجمعياتي التي من المفروض أن تسود فيها ذائقة النشاط الجماعي والتضامن والتآزر والتفكير في مصلحة الكاتب التونسي خصوصا في ظل  التحولات القائمة وظهور وسائط تهدد الكتاب كمادة ثقافية أساسية وجوهرية في الحياة الإبداعية والأدبية.. إن سبب هذا الوضع واضح وهو التفكير في المصلحة الشخصية وهيمنة الرأي الواحد والإقصاء وقلة الاستماع لأراء الكتاب في الفروع والجهات  حيث صار الاتحاد أشبه بوكالة أسفار يتردد عليها من ينسجم مع رأي الرئيس السّابق وفق منطق عديم ومتخلف  مفاده معي أو ضدّي… الهيئة الجديدة منسجمة وتعي مخلفات الماضي وتستبشر خيرا بالمستقبل وهي متجانسة في وعيها بأهمية ما يمكن تحقيقه لفائدة الكتاب التونسيين والأدب الوطني… السؤال الثالث: توجّه عديد الانتقادات لأداء اتحاد الكتاب بعضها صادر عن أعضاء الاتحاد والبعض الآخر من المجتمع المدني حيث يقول عدد من المنتمين لاتحاد الكتاب أن الاتحاد عاجز عن تأطير الكتاب التونسيين على قاعدة أهدافه وبرامجه وربّما ذلك ما يفسّر حالات الاستقالة ووجود نسبة هامة من الكتاب خارج الاتحاد.كيف تعلقون على هذا؟ هناك حالة من اللامبالاة كانت تسود أجواء الاتحاد حيث قابل الكتاب الأعضاء تلك الهيئات السابقة بالركود واليأس و عاش اتحاد الكتاب عمليات طرد واستقالات واسعة و وتم توزيع عريضة شهيرة بإمضاء أكثر من مائة من كتاب الاتحاد والأعضاء ..كيف يمكن أن يكون أداء الاتحاد ضمن المجتمع المدني جيدا وهو يعيش هذه الحالة من الفوضى والإقصاء والجمود والمناورات..هذا الوضع غير صحي حيث بلغ الأمر بالرئيس الراحل الشاعر الميداني بن صالح رحمه الله إلى درجة وصف الكتاب بشتى النعوت المقرفة ( أرانب وثعالب..). في هذه الفوضى خرج عدد من الكتاب عن الاتحاد عبر الإستقالة وعدم تجديد العضوية فهناك حالات اجتماعية لم يعالجها كما أنه عمّق التناقضات والخلافات وجعل من بعض الأعضاء أدوات لتسوية الحساب مع أعضاء آخرين عبر الصحف وهذا كله حدث في غياب ميثاق شرف بين الكتاب حيث تابعنا معارك تافهة وساذجة ومخجلة تمت تغذيتها بهدف إبعاد الأدباء النبلاء الذين يتوفرون على قدر من النزاهة…هذه مآسي العمل الفردي والإقصاء… الكتاب هم ضمائر المجتمعات ولكننا في تونس ومع الهيئات السابقة عشنا الفتنة والإقصاء وشتى أنواع الشتائم والتهديدات.. هذه ممارسات جعلت الاتحاد يحيد عن مساره ويتحمل  الكتاب جانبا من المسؤولية في ذلك أيضا  ولذلك كان المؤتمر الأخير مرحلة حاسمة وجديدة من حيث العزم على التجاوز والإقلاع.. السؤال الرابع: البعض  يقول أن اتحاد الكتاب شبه غائب عن المجتمع المدني وكأنه ليس جزء منه..والحال أن اتحادات الكتاب في عديد البلدان العربية فاعلة وناشطة في كافة القضايا التي تهمّ الشأن العام. نحن حين نزور البلاد العربية نشعر بشيء من الخجل وقد كنا نقول للميداني بن صالح رحمه الله متى يرتقي اتحادنا إلى مراتب الاتحادات العربية والأوروبية وغيرها.. المشكلة كما قلت تكمن في صمت البعض أمام ممارسات لا تشرّف الأدباء والكتاب خوفا من بطش الرئيس وأعضاءه..الفئة التي قاومت هذه الممارسات تم طردها وإقصاؤها حتى أن البعض إختار الاستقالة…وهكذا… وبقيت مطالب الكتاب مهمّشة فما بالك بالأنشطة… لقد تابعنا أنشطة لا يسمع بها عامة الأدباء والمثقفين ويحضرها نفر من الكتاب الذين هم في خانة الهيئات السابقة…دورة الروائى صلاح الدين بوجاه مثلت بداية النقلة وكان مؤتمر قمرت 2008 حاسما.. الهيئة الجديدة تسعى بحميميتها وأحلامها إلى إعادة الاتحاد إلى مساره حيث النشاط المفتوح على جميع الأعضاء ودعم الفروع وصون صورة الكاتب والعمل على تحقيق آماله وانتظاراته ومصالحة الأدباء مع جمعيتهم وقد لمسنا حضورا مميزا في السهرة التضامنية مع شعبنا الفلسطيني في غزة يوم السبت 3 جانفي بحضور ممثلين عن فلسطين إلى جانب البيان التضامني الذي يشجب المجزرة الوحشية التي ارتكبتها آلة الخراب الصهيونية والمسيرة التي انتظمت يوم الخميس 1 جانفي مع مكونات المجتمع السياسي و المدني التونسي وذلك دعما  للمقاومة الباسلة في غزة وتحية للشهداء من الأطفال و الشيوخ… أحسب أن هناك رغبة لدى الهيئة الجديدة برئاسة الشاعرة جميلة الماجري  في تجاوز الماضي الأسود والسلبي للاتحاد نحو صفحة جديدة يوحد فيها الاتحاد أعضاءه ولا يفرق بينهم ويساهم بحضوره الفاعل مع مكونات المجتمع المدني في كل ما ينفع الناس والبلاد. السؤال الخامس: ثمّة من يقول أنّ من أسباب « تقوقع » اتحاد الكتاب وعدم انفتاحه عدم استقلاليته؟ الاتحاد جمعية مستقلة لها مهام واضحة تحمي الأعضاء ولعل وعي الأعضاء من الأدباء والكتاب  بالاستقلالية هو الضامن لها من خلال حضورهم الفاعل في المشهد العام والتفكير قدر المستطاع في إيجاد الحلول لكي يعيش الكاتب التونسي معززا مكرما لقاء ما ينتجه من أدب وإبداع تصب جميعها في رأس المال الرمزي للمجتمع التونسي رغم أن الآداب والفنون قد دخلت خانة التجارة والاقتصاد والكسب المالي…من هنا أرى أن تقوقع الاتحاد في الفترات السابقة كان مضرا به وجعله متخلفا عن سياقات المجتمع التونسي. ورغم الدعم الذي يتمتع به الاتحاد من قبل الهيئات والوزارة والدولة فان القليل القليل قد جاء بالمصلحة على الكاتب والسبب هو تخلف الهيئات السابقة المذكورة وخاصة في فترة الميداني بن صالح عن طموحات الأدباء المشروعة ضمن تحولات المجتمع التونسي والمتغيرات العالمية… فالمناورات المحبوكة التي عاشها الاتحاد أضرت به ولذلك أقول إن الحيلة في ترك الحيل ولا بد من نشر ثقافة التداول فلا سبيل لأعضاء هيئة مديرة أن تتجاوز الدورتين… إن التغيير في المسؤولين مهم ولا بد من التفكير في الآخر ونبذ النزعة الذاتية والأنانية والعمل على إيثار  الآخرين وهكذا تتجدد الدماء ونحصل على هيئات متحفزة للعمل والبذل والعطاء من أجل الآخرين… إن القطع مع فكر الهيمنة و عدم اختزال التجارب في الأشخاص والرموز يقود إلى العمل بروح المجموعة… أنا لا أقوم بالدعاية للهيئة الجديدة وأدرك أن العمل البشري معرض للأخطاء وهذا منطقي ولكنني أتفاءل خيرا بالروح الجديدة التي تسود عمل الهيئة الحالية التي أرى أنها سوف تقدم الكثير للكتاب وللأدب التونسي وللثقافة الوطنية والعربية… السؤال السادس: في علاقة بالعدوان الذي يشنّه الكيان الصهيوني على غزّة… هل أعدّ اتحاد الكتاب برنامجا تضامنيا  ( زيادة على البيانات التي صدرت). نظمنا سهرة شعرية تضامنية مع غزة حضرها عدد كبير من الأدباء والكتاب الذين غاب الكثيرون منهم عن الأنشطة لسنوات عديدة بفعل أجواء الاتحاد السابقة التي ذكرتها كما أن الاتحاد قام بمسيرة شجب فيها المجزرة وبارك فيها صمود غزة وبعيدا عن حمى البيانات وأمام تواصل هذا العدوان فان الاتحاد لن يتخلف عن الانسجام مع مختلف مكونات المجتمع المدني التونسي في التعبير عن تضامن الأدباء والكتاب مع إخوانهم أدباء غزة وفلسطين والشهداء والمقاومين والأطفال والنساء…. والهيئة الحالية دائمة الاتصال وتعمل في أريحية نادرة وهذا مهم فالاتحاد بدأ يستعيد بريقه وحضوره  الذي يليق بأدباء تونس الآن  إلى جانب الاطلاع والتواصل مع أنشطة اتحاد الأدباء العرب وما سوف يقترحه من تحركات وأنشطة وفعاليات تليق بالمبدع العربي عموما وبحق مقاومة الاحتلال والتطبيع والأصوات الناعقة الواقفة على الربوة بعيدا عن همومنا الثقافية الأدبية في وطننا العربي الجميل والحالم…   ما هو جديدك: أعد لمجموعتي الشعرية الخامسة كما أني بصدد الإعداد لكتاب عن تجربة محمود درويش إلى جانب كتابي حول التجربة التشكيلية في تونس خلال القرن الماضي وعنوانه « اللون والظلال »… وماذا عن العلاقات الخارجية والتعاون وهي مسؤوليتك الجديدة بالهيئة المديرة لاتحاد الكتاب التونسيين؟ نخن نعمل بروح جماعية وبعقلية التعاون والتشاور وهذا سلوك جديد في هذه الهيئة وسوف نمر بعد الملفات العاجلة إلى مسالة التعاون مع بقية الأطراف والهيئات والمنظمات بخصوص ما يمكن أن ينفع الكاتب التونسي والأدب والكتاب كما سوف ننظر في اتفاقيات وبروتوكولات التعاون والتبادل مع الاتحادات الشقيقة والصديقة بما يفيد الأدب التونسي ويساهم في انتشاره خارج حدود الوطن فضلا عن حضور الكاتب المبدع التونسي في الخارج…   وأخيرا: أتمنى أن تحقق هذه الهيئة طموحات الأدباء التونسيين أو البعض الهام منها كما أرجو للفروع نقلة جديدة في مستوى النشاط بما يفعّل المشهد الأدبي ضمن مبادرات من الاتحاد وشراكات أخرى مع الهيئات الثقافية والمؤسسات المعنية ووزارة الثقافة وأتمنى لأصدقائي عموم كتاب تونس المزيد من التألق والنجاح وتحقيق أمانيهم على درب الإبداع… وأرجو للإخوة في غزة وفي غيرها من الوطن المحتل الصمود والانتصار وأدعو الضمائر الحية في العالم إلى إعلاء الأصوات حتى يتراجع المتوحشون الصهاينة خاسئين مهزومين فهم أعداء الإنسانية ..وبالمناسبة احييّ البطل منتظر الزيدي الذي أعاد زعيم الحرب والشرير رقم واحد في عالم اليوم جورج بوش إلى مكانته الحقيقية… إننا أمة سلام وحوار ولكنهم لم يفهموا هذه الرسالة فراحوا يدوسون على الرقاب ويخربون ويدمرون ويذبحون الأطفال… ماذا يريدون … المجد  للمقاومة وللأصوات الحرة … المجد للكتاب النبلاء ضمائر الإنسانية . وأخيرا شكرا على هذه المساحة من البوح على أعمدة صحيفة « الوطن » الغراء…   *المصدر: الوطن (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 67-الصادر في 9-1-2009  


انخفاض التضخم السنوي في تونس الى 4.1 % في ديسمبر

تونس (رويترز) – أظهرت بيانات رسمية يوم الجمعة أن تباطؤ ارتفاع أسعار المواد الغذائية في تونس أدى الى انخفاض معدل التضخم في أسعار المستهلكين الى 4.1 في المئة في ديسمبر كانون الاول الماضي مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق من 4.3 في المئة في نوفمبر تشرين الثاني. وأوضحت بيانات المعهد الوطني للاحصاء أن الزيادة في أسعار المواد الغذائية وهي المكون الاساسي في مؤشر التضخم التونسي انخفضت الى 3.1 في المئة في ديسمبر من 3.9 في المئة في الشهر السابق. وبلغ معدل التضخم في عام 2008 بكامله خمسة في المئة بالمقارنة مع توقعات الحكومة بأن يبلغ ثلاثة في المئة وذلك بسبب ارتفاع الاسعار العالمية للسلع الاساسية. وكان معدل التضخم 3.1 في المئة عام 2007. وتستهدف الحكومة خفض التضخم في العام الجديد الى 3.5 في المئة  
 
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 9 جانفي  2009)
 
 

سبعة بلايين دولار رسملة بورصة تونس
 
تونس – سميرة الصدفي      تباطأ نمو سوق الأوراق المالية  في تونس خلال 2008، إذ تطور مؤشر «توناندكس» بنسبة 10.7 في المئة في مقابل نمو 12.1 في المئة في 2007 و44.3 في المئة في 2006. وأفادت إحصاءات رسمية بأن مساهمة البورصة في تمويل الاستثمار الخاص حققت 32 في المئة نمواً، لتبلغ الموارد من زيادة رأس المال إلى القروض، نحو 500 مليون دولار في مقابل 360 مليوناً في 2007. كذلك شهدت رسملة السوق، تطوراً طفيفاً بعد إدراج مجموعتين محليتين هما مجموعة «بولينا» وتتألف من 71 شركة تعمل في قطاعات مختلفة، و «الشبكة التونسية للسيارات والخدمات». وقدر رئيس هيئة السوق المالية محمد رضا شلغوم، في تصريح أمس حجم الرسملة، السنة الماضية بـ 8.3 بليون دينار (نحو 7 بلايين دولار) في مقابل 6.5 بليون (5.4 بليون دولار) في 2007 و 5.4 بليون دينار (4.4 بليون دولار) في 2006. ولم يتجاوز المتوسط اليومي للمبالغ المتداولة 4 ملايين دولار في مقابل 2 مليون في 2007. وحافظت بورصة تونس على نسقها التصاعدي منذ مطلع 2008 إلى النصف الأول من أيلول (سبتمبر)  الماضي، قبل أن تبدأ  في التراجع. لكن شلــغوم أكد أن القــطاع المــالي المحلي، بخاصة السوق المالية، لم يتأثرا كثــيراً بــأزمة المــال العالمــية، لأن المساهمة الأجنبية في السوق المــالية التونســـية محدودة نســبياً، ولا تتــجاوز 25 في المــــئة من رسملة البورصة. وأوضح أن المساهمات الأجنبية تتسم بالاستقرار، لأن 80 في المئة منها مؤلفة من مساهمات مرجعية بينها، بخاصة المصرف الوطني في باريس و «الشركة العامة» الفرنسية ومصرف «الوفاء التجاري» المغربي. وعزا خبراء تراجع مؤشر البورصة في الثلث الأخير من السنة الماضية، إلى لجوء مستــثمرين أجانب إلى بيع أسهمهم لحاجتهم إلى سيولة، بغية إجراء عمليات مُلحة في السوق المالية الدولية. وتعتزم تونس مساعدة السوق المالية المحلية على الصمود، بإدراج منشآت عمومية فيها. ويبلغ عدد الشركات المدرجة حالياً في السوق 50، إضافة إلى 76 مؤسسة توظيف جماعي تدير أصولاً بنحو 3.7 بليون دينار (نحو 3 بلايين دولار).
 
(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 10 جانفي 2009)
 


اللقاء الأول للشراكة المصرفية التونسية الليبية

 

تونس ـ العرب اونلاين ـ وكالات: اجتمع محافظ المصرف المركزي التونسي مع محافظ مصرف ليبيا المركزي الجمعة بتونس العاصمة وتناول الاجتماع متابعة ما تم الاتفاق عليه بين البلدين الشقيقين في المجالات المصرفية. كما تم في هذا الاجتماع بحث سبل دعم التكامل المالي والمصرفي وتفعيل اتفاق تبادل المعلومات وتمويل المؤسسات المصرفية وتبادل العملة. كما تناول الاجتماع متابعة إجراءات إصدار بطاقة مصرفية تونسية ليبية والتقريب بين منظومات المقاصة بين المصرف المركزي التونسي ومصرف ليبيا المركزي. وكان لقاء أول للشراكة المصرفية التونسية الليبية التأم الجمعة بتونس تحت إشراف السيدين توفيق بكار محافظ البنك المركزى التونسي وفرحات بن قدارة محافظ مصرف ليبيا المركزى وبحضور عدد هام من المسؤولين الاوائل للقطاع البنكي بالبلدين. ونوه الجانبان بالمناسبة بالمستوى المرموق الذى بلغته علاقات التعاون بين تونس وليبيا بما يمكن من دفع وتعميق المعاملات الثنائية وذلك بحرص خاص ومتابعة سامية من قبل قائدي البلدين الرئيس زين العابدين بن علي والقائد معمر القذافي. وتم خلال هذا اللقاء تدارس افاق التعاون المالي والمصرفي بين تونس وليبيا حيث تناولت الاشغال مواضيع تبادل العملة بين البلدين والسبل المثلى لإرساء بطاقة بنكية تونسية ليبية اضافة الى تفعيل اتفاق تبادل المعلومات وتمويل المؤسسات المتمركزة بالبلدين والعمل على تيسير الدفوعات البينية والتقريب بين منظومات المقاصة. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – لندن) الصادرة يوم 10 جانفي 2009)  

بيت التمويل الخليجي يعتزم استثمار 3 مليارات دولار في تونس

 

كشف بيت التمويل الخليجي النقاب عن خطة لإنشاء مشروع ضخم للاتصالات في تونس بقيمة ثلاثة مليارات دولار، ونقلت وكالة الانباء الحكومية (وات) عن عصام الجناحي رئيس مجلس ادارة بيت التمويل الخليجي قوله « مشروع مدينة تونس للاتصالات سيساهم في خلق 26 ألف فرصة شغل اضافة الى استقطاب رؤوس اموال في حدود 3 مليارات دولار »، وستتكون مدينة تونس للاتصالات من جامعة دولية للاتصالات وبورصة عالمية للاتصالات ومجمع لتطوير وتنمية التكنولوجيات ومنطقة للتبادل الحر للاعمال وقطب تكنولوجي في الوسائط الاعلامية. (المصدر: موقع « معلومات الشرق الأوسط التجارية » بتاريخ 10 جانفي 2009) الرابط http://www.ameinfo.com/ar-121810.html

 


عدد السائحين الى تونس لعام 2008 تجاوز سبعة ملايين سائح

     

تونس – 10 – 1 (كونا) — بلغ عدد السائحين الذين توافدوا على تونس خلال الموسم السياحي لعام 2008 ولأول مرة اكثر من سبعة ملايين سائح شغلوا خلالها اكثر من 38 مليون ليلة فندقية. وذكرت وكالة تونس افريقا للانباء ان الاحصاء المذكور جاء في تقرير قدمه وزير السياحة خليل العجيمي اليوم للرئيس التونسي زين العابدين بن علي حول نتائج موسم 2008. وأكد الرئيس بن علي في تصريح نقلته الوكالة أهمية تطوير وتنويع المنتج السياحي والعمل على مجابهة تداعيات الازمة المالية والاقتصادية العالمية على هذا القطاع بالنسبة لموسم 2009. وشدد على أهمية تطوير وتكثيف البرامج والحملات الترويجية للسياحة التونسية عبر اعداد خطة لهذا الغرض.(النهاية) ج خ / ن ب ش كونا101654 جمت ينا 09 (المصدر: وكالة الانباء الكويتية (كونا ) بتاريخ 10 جانفي 2009)
 

تونس: الترجمة مدخل لحوار الحضارات

 

تونس -العرب أونلاين- تعتبر الترجمة مدخلا مهما من مداخل حوار الحضارات وانفتاح الثقافات على بعضها وذلك بالنظر الى اهمية الدور الذى يمكن ان تضطلع به في تحقيق النهضة الفكرية بمختلف ابعادها. ومن هذا المنطلق حرص كل من المركز الوطني للترجمة والمجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون « بيت الحكمة » خلال سنة 2008 التي اقرها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي سنة وطنية للترجمة على التعريف بالابداع التونسي في شتى مجالاته الفكرية والادبية والفنية وابراز خصوصيات الثقافة الوطنية مع اكتشاف الابداعات الادبية والفكرية العالمية المترجمة من اللغات الاخرى الى اللغة العربية. وتجسم ذلك في عمل اللجان الفنية الثلاث التابعة للمركز الوطني للترجمة والمتركبة من شخصيات جامعية وعلمية وثقافية وهي « لجنة استراتيجية الترجمة من اجل تعزيز الحضور الثقافي التونسي في المشهد الثقافي العالمي » و »لجنة استراتيجية الترجمة من اجل التحديث الفكرى والثقافي » و »لجنة استراتيجية الترجمة من اجل مواكبة تطور المعارف العلمية والتكنولوجية ورهانات العلاقات الدولية » . وانتظمت في هذا الاطار العديد من التظاهرات التي لها مساس بالترجمة من ذلك ندوة دولية بعنوان/ترجمة تونس اليوم/ ويوم دراسي حول/ترجمة الادب في تونس من العربية واليها/ الى جانب اقامة معرض الكتاب المترجم على هامش معرض تونس الدولي للكتاب ولقاءات /الترجمة وفنون الشعر والرسم والمسرح والاغنية/ فضلا عن موائد مستديرة اهتمت بحصاد الترجمة بين تونس وكلا من فرنسا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا والمانيا ووضع المركز خطة وطنية للترجمة باعتماد سلم اولويات لترجمة امهات الكتب في التراث الادبي والفكرى الوطني والعالمي والروائع الادبية والدراسات والبحوث المتعلقة بالعلوم والفنون والمؤلفات ذات الاهمية الموسوعية وذلك مباشرة او بالشراكة مع المؤسسات ذات الاختصاص. كما يواصل الجهود للاسهام في عملية التحديث اللغوى وادراج اللغة العربية في الحركة الفكرية الحديثة وابتكار المفردات والمصطلحات وتسهيل تداولها بين الباحثين والدارسين ووسائل الاعلام وكافة الناس ويحرص كذلك على رصد الترجمات المنجزة داخل البلاد وخارجها للانتاج الفكرى والادبي والعلمي والفني التونسي واصدار بيبليوغرافيا للترجمات التي تعنى بتونس وثقافتها واعلامها. وفي جانب اخر يعمل المركز الوطني للترجمة على اعداد قاعدة بيانات حول الكفاءات المختصة في الترجمة بكل انواعها وانجاز موقع خاص بها على شبكة الانترنات اما /بيت الحكمة/ فقد افردت الترجمة بحيز هام ضمن برامجها فتشكلت للغرض لجنة علمية متركبة من كبار الجامعيين والخبراء والمختصين. وقد تمثل العناوين المترجمة 30 بالمائة من مجمل اصدارات المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون وتشمل اختصاصات متعددة تجمع بين الادب والفلسفة والانتروبولوجيا والتاريخ والعلوم وقعت ترجمتها الى اللغات الفرنسية والانقليزية والالمانية والاسبانية واليابانية واللاتينية ومن هذه اللغات الى العربية. وامكن لهذا المجمع تكوين رصيد من الاعمال المهتمة بترجمة المصطلحات في شتى المجالات المعرفية واتجه مخطط /بيت الحكمة/الى اصدار مجموعة من الكتب المترجمة في ثلاثة مستويات هي سلسلة/اطلالات/ على الفكر الغربي المعاصر وسلسلة /التعريف بالادب التونسي خاصة والادب العربي عامة/ قديما وحديثا وسلسلة /احدث ما صدر/ في الساحة الغربية بالخصوص. ويتم الحرص حاليا على مزيد تدعيم حركة التعريب داخل المجمع للاستفادة اكثر ما يمكن من معارف الاخر وافكاره.  
 (المصدر: موقع صحيفة « العرب » (يومية – لندن) بتاريخ 10 جانفي 2009)  


منع الكتب بالفتاوى:

الباب الذي يمرّ منه أعداء الحضارة العربية والإسلامية

 

تسليمة نسرين هذه الكاتبة البنغالية ما كان لأحد أن يسمع بها أو على الأقل ما كانت ستصل أخبارها إلى هذا العالم الواسع لولا ردود الأفعال الغبية التي يتخذها أصحابها عن جهل وعن قصور في الرأي حتى تحولت هذه الكاتبة إلى دليل من بين الأدلة التي يبحث عنه ملاحقو الحضارة العربية والإسلامية بتهمة محاصرة حرية التعبير ومصادرة هذا الحق.

 

تسليمة نسرين ألفت في بداية التسعينات من القرن الماضي كتابا صنف على أن فيه مساسا بالقرآن الكريم. وتهاطلت عليها التهديدات والفتاوى حتى تحولت إلى كاتبة مشهورة وصارت محل حفاوة وتحفل بها الديمقراطيات الغربية التي تهب إلى نجدة  » مناضلي الفكر وضحايا حرية التعبير  » كلما تبين لها أن في ذلك العمل كسب نقطة على حساب الحضارة العربية والإسلامية. صارت تتجول بين باريس ونيويورك وبرلين وغيرها تتوج بالجوائز الشرفية الواحدة تلو الأخرى وشاعرة بمكانتها الجديدة ومستفيدة من ذلك التقليد الذي يمارس بالغرب لصالح من يعتقدون أنه ضحية أفكاره أو ضحية النضال من أجل حرية التعبير.

 

لكن سرعان ما تفطنت هذه الدول التي قبلتها في البداية بترحاب إلى أنها صارت تشكل عبئا عليها. اعتقدت هذه الدول أنها احدى الورقات الرابحة في إطار الصراع مع ما يسمى في الغرب بالقوى الظلامية أو ما يعرف اليوم تحديدا بالإرهابيين, ثم سرعان ما ضاقت بها ذرعا خاصة وأنالمرأة استنصبت وأصبحت تتكلم من موقع صاحب الحق وليس من موقع المحتاج للحماية… طلبت منها هذه الدول التعويل على نفسها لحماية نفسها من التهديدات التي ما فتئت تتحدث عنها كما أنه طولب منها إيجاد موارد خاصة كي تعيش.

 

وظلت تجوب البلدان تتحدث بدون تردد للإعلام الغربي عن تخلي الغرب عنها حتى نشرت صحيفة « الفيغارو » الفرنسية مؤخرا أن بلدية باريس قررت أن تمنحها سكنا على حسابها لفترة لم يقع تحديدها.

 

تهمة مصادرة حرية التعبير وبضاعة مضمونة الرواج

 

و لنا أن نتساءل ما الذي استفاده هؤلاء الذين أصدروا فتاواهم والذين وجهوا لها تهديداتهم سوى أنهم منحوا فرصة لهذه الكاتبة للشهرة كما أنهم قدموا للخصوم ما يحتاجونه لتضليل المهتم حول طبيعة الحضارة العربية والإسلامية وحول ما تمنحه هذه الحضارة من مساحات واسعة للرأي والتفكير التأويل.

 

إنه بمثل ردود الأفعال هذه نفتح الباب على مصراعيه أمام أعداء حضارتنا الذين يحاولون طمس كل ما بنته هذه الحضارة وما قدمته للإنسانية. ونحن نشرع كذلك من خلال مثل هذه المواقف اللامسؤولة لما يروجونه من أفكار خاطئة حول ما يعتبرونه من تزمت للعقل ومن ضيق للآفاق في حين أن حضارتنا تحفل بمآثر أدبية وفلسفية وفكرية توغل فيها العقل بعيدا وولج فيها مناطق كثيرة غير مكترث بالموانع الأخلاقية والدينية.

 

 ورغم تلك الحالة التي وصلت إليها هذه الكاتبة التي ما فتئت تتسول الحماية من الغرب بعد أن نبذها حتى من كان أكثر الناس تحمسا للدفاع عنها على حد ما صرحت به للصحيفة المذكورة وقد ذكرت بالخصوص المفكر المعروف  » برنار هنري ليفي  » الذي نجده في كل معمعة يكون هدفها مهاجمة الحضارة العربية والإسلامية مشيرة إلى أنه لم يكن في مستوى وعوده تجاهها. رغم تلك الحالة التي وصلت إليها والتي نراها مثيرة للتساؤل من منطلق أن الكاتب أو المبدع ينبغي أن يكون في مستوى ما يدعيه من جرأة وأن يتصرف على هذا الأساس. فإن كانت الجرأة والإقدام تقفعند حدود الورق فكل الناس يمكنهم أن يتحولوا إلى أبطال. ورغم أن الغرب الذي التجأت إليه قد أفهمها بطرق مختلفة أنه لم يعد معنيا « بقضيتها » فإن هذه المرأة لا تزال مصرة على استثمار البضاعة التي تروج لها عندما فشلت في الإقناع من خلال ما تكتبه إذ هي لا تزال تعتبرنفسها ضحية لحرية الرأي

 

 وتحاول أن تمرر ذلك لمن يهمه الأمر مستعملة كامل الأسلحة التي بحوزتها مستفيدة بالخصوص من الإعلام الغربي الذي يفتح لها منابره بدون تردد كلما كان الأمر متعلقا بإدانة ما لما يعتبر مصادرة لحرية التعبير حتى ولو جاءت التهديدات إن وجدت من أطراف لا تمثل هذه الحضارةلا من حيث العدد ولا من حيث حجة الإقناع.

 

لسنا في حاجة اليوم لمشاكل مفتعلة على غرار تسليمة نسرين التي يتأكد كل يوم من خلال مواقفها وتوسلاتها كي يبقيها الفرنسيون وأن يمنوا عليها ببيت في باريس أنها قد تكون قد هيأت لنفسها هذا الوضع عن قصد لسنا في حاجة لمشاكل مفتعلة تكون عبارة عن باب يفتحه أهل الفتاوىالعشوائية وهؤلاء الذين يدعون الدفاع عن الإسلام ويفوضون لأنفسهم الحديث باسمه أمام أعداء حضارتنا وهم متربصون بها والشهادات الدالة اليوم على ذلك كثيرة.

 

حياة السايب

 

)المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 9 جانفي 2009(

 


 الهند و باكستان على حافة الحرب

 

بقلم:توفيق المديني

 تحتل الهند المرتبة الثانية من حيث عدد السكان في العالم بعد الصين (أكثر من مليار نسمة  )، ويوجد في الهند 28 ولاية ، وسبعة اقاليم،و18 لغة رسمية،وعدة أديان وطوائف متساكنة، ونحو مئة قبيلة،و العديد من التقاليد و الثقافات،و مشهد اجتماعي بتراتبية طبقية صارمة أو ما يسمى نظام الطبقات المغلقLes castes.و لايمكن اختصار الهند ببعدها الديني  الهندوسي و حسب ،بل ‘ن الهند هي البلد المسلم الثالث في العالم (145 مليون نسمة، 13في المئة من السكان)  بعد أندونيسيا وباكستان (160 مليون نسمة). وقد أدّى انفجارالشعور القومي  الهندوسي و المآسي التي خلفتها (تدمير مسجد بابري في 6 كانون أول/ديسمبر ، أعمال العنف التي تلت ذلك1992) إلى وضع مسألة الهوية في صلب النقاش الهندي للقرن الحادي و العشرين .

 وفي عقد التسعينيات من القرن الماضي، ولاسيما مع وصول حزب الشعب الهندي اليميني الهندوسي المتطرف (حزب بهاراتيا جناتا) تأججت الطفرة القومية الهندوسية والعنصرية ضد كل من ليس هندوسيا. وكانت سلطة اليمين الهندوسي تتعاظم، وتشكل تهديداً للممارسات الدستورية التي اكتسبتها الهند بشق النفس، والتي تتمثل في الديمقراطية، والتسامح، والتعددية الدينية. وقد سعى اليمين الهندوسي، بقيادته السياسية التي يمثلها حزب بهاراتيا جناتا، إلى إخضاع الجماعات الدينية الأخرى، وكان يوجه سهامه بوجه خاص نحو المسلمين، الذين يعتبرهم شياطين يجب تطهيرهم.

 لقد شكل حزب بهاراتيا جناتا برئاسة أتال بيهاري فاجباي خطرا على «الديمقراطية العلمانية الهندية» والعدالة الاجتماعية. ولحزب الشعب هذا مفهومه الخاص للهند ولهويتها وتتحدد سياسته في الأساس انطلاقا من أفكار «راشتريا سوايا مسيواك سانغ» (أوجمعية المتطوعين الوطنيين)وهو الجناح المؤسس لعائلة من التنظيمات السياسية والثقافية المكرسة للقضية الهندوسية أو«الهندوتفا».

 تقول أستاذة القانون و الأخلاق في جامعة شيكاغو، مارتا نشباوم في كتابها  «الصدام في الداخل: الديموقراطية، والعنف الديني، ومستقبل الهند»: إنه في غمرة تركيز الأميركيين على الإرهاب، والعراق والشرق الأوسط، كانت الديمقراطية تخضع للحصار في مكان آخر من العالم، فقد كانت الهند تمر بأزمة، وهي كبرى الدول الديمقراطية من حيث عدد السكان، والتي يحمي دستورها حقوق الإنسان على نحو أشمل حتى مما هي عليه الحال في الولايات المتحدة، كما تقول المؤلفة. فحتى ربيع سنة2004 كانت حكومة الهند البرلمانية، تخضع بصورة متزايدة للمتطرفينالهندوس اليمينيين، الذين كانوا يغفرون، بل ويدعمون بنشاط في بعض الحالات، العنف ضد الأقليات عامة، وضد الأقلية الإسلامية بخاصة، ويسعى العديد منهم إلى إحداث تغييرات أساسية في ديمقراطية الهند الجماعية(1.(

  

  هجمات بومبي

 عاشت مدينة بومبي، التي تمثل رمز النهضة الاقتصادية، والمدينة السياحية، والعاصمة التجارية والفنية للهند التي تحتل موقعا مهما على خريطة المال وثورة الاتصالات الحديثة والنمو الاقتصادي ، 11 سبتمبر هندي، هكذا أجمعت الصحف في نيودلهي على توصيفه، وهكذا أرادهمنفذو الهجمات على بومبي. وألقت هذه الهجمات العسكرية التي خلفت 195 قتيلاً، بينهم 19 أجنبياً و 9إسرائيليين، بمضاعفاتها الإقليمية، ولا سيما على صعيد العلاقات الهندية ـ الباكستانية.

 وأجمعت أجهزة الاستخبارات الهندية على أن المهاجمين كانوا على مستوى عال جدا من التدريب العسكري، ويتمتعون بقدرات قتالية كبيرة، إضافة إلى معرفتهم الجيدة للأماكن التي هاجموها. وأفاد أحد أفراد قوات الكوماندوس: «أحيانا كانوا يضاهوننا في القتال والحركة، هم إما جنود نظاميون في الجيش، أو أمضوا فترة طويلة في التدريبات الخاصة». واعترف المسلح الموقوف بالانتماء إلى جماعة «عسكر الطيبة» التي تقاتل لاستقلال ولاية جامو وكشمير الهندية المتنازع عليها، والتي تبلغ مساحتها 75000 كيلومتر مربع. علما أن عدد سكان كشمير يبلغ حوالي 18مليون نسمة، 90 في المئة منهم من المسلمين.

 لقد اتهمت الهند مباشرة باكستان، جارتها اللدودة ومنافستها، بأنها هي التي تقف وراء هذه الأعمال الإرهابية التي ضربت مدينة بومبي. وفي المقابل نفت إسلام أباد نفيا قاطعا هذه الاتهامات. وعلى مر السنين الماضية، كانت الهند تطالب باكستان بوقف الإرهاب العابر للحدود في إشارة إلى تسلل المقاتلين من أراضيها إلى ولاية جامو وكشمير الواقعة تحت السيطرة الهندية، وتفكيك البنية الأساسية للإرهاب.

وكعادتها نفت باكستان هذه الاتهامات، معتبرة أنها عارية من الصحة، وأنها لا تقدم سوى الدعم المعنوي والدبلوماسي للشعب الكشميري من أجل تقرير مصيره. وقررت باكستان يوم الأحد الماضي عدم إرسال رئيس أجهزة الاستخبارات الباكستانية، كما أعلنت الجمعة للمساعدة في التحقيقات، بل ممثل عن هذه الأجهزة، لكنها تعهدت بمعاقبة أي «مجموعة» متمركزة على أراضيها، إذ أعطت الهند الدليل على تورطها في هجمات بومبي.

وكان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري دعا الهند إلى «عدم الرّد بطريقة مبالغ فيها»، في وقت أعلن مسؤولون في إسلام أباد أن باكستان ستنقل قوات من حدودها الغربية مع أفغانستان إلى الحدود مع الهند في حالة تصاعد التوتر. وقال ضابط أمني: «إذا ماحدث شيء، فلن تكون الحرب على الإرهاب أولويتنا …سنأخذ كل شيء من الحدود الغربية ولن يبقى لنا أي شيء هناك».

 في مدلولها السياسي والعسكري تعكس لنا هجمات بومبي إخفاقا جديدا في الحرب الأميركية على الإرهاب التي بدأتها بعد أحداث 11 سبتمبر. فالمحللون الغربيون يؤكدون أن لا الحرب على أفغانستان، ولا الحرب الأميركية على العراق، استطاعتا تحقيق السلم العالمي، أو الأمنالوطني الأميركي، بل إن العالم شهد تكرار سيناريوهات الهجمات الإرهابية على نمط 11 سبتمبر في أكثر من عاصمة: 11مارس 2004 في مدريد، و7 يوليو 2006 في لندن، و11 أبريل 2008 في الجزائر الخ.

 إذا كانت الهجمات التي تعرضت لها مدينة بومبي مُدانة وتعتبر جريمة كبرى، فإن الهند مطالبة بألا تقتفي في نهجها السياسي والعسكري أثر الإدارة الأميركية في الرّد على هذه الهجمات، عبر دق طبول الحرب مع باكستان، الأمر الذي يمكن أن يفجر حرباً نووية في منطقة آسيا الوسطى تقود إلى حصول كارثة حقيقية تصيب العديد من الدول المجاورة، إضافة إلى شيوع جو من عدم الاستقرار في المنطقة قد تتسع رقعته ليشمل الصين أيضا وهي دولة نووية.

 وعلى الرغم من أن الهند تتهم باكستان دائما بمحاولة بلقنتها عبر مساعدتها الحركات الانفصالية في البنجاب وكشمير، وتحميلها مسؤولية كل من هجمات كارجيل في العام 1999، والاعتداء على برلمان ولاية كشمير في أكتوبر 2001، فإن الهند في المقابل لم تسع إلى إيجاد تسوية عادلة تعترف بحق سكان كشمير في تقرير مصيرهم.

وكانت العلاقات الهندية –الباكستانية شهدت توترا شديدا على خلفيةالهجوم الذي شنه خمسة مسلحين في 13 كانون أول /ديسمبر 2001 على البرلمان الهندي،واتهمت نيودلهي في حينه  منظمتي«عسكر الطيبة» و«جيش محمد» الكشميريتين اللتين تتخذان من باكستان مقراً لهما بالوقوفوراءه.وأثار هذا التوتر الشدسيد مخاوف دو ل العالم ، و لاسيما الولايات المتحد الاميركية من امكانية نشوب حرب رابعة بين البلدين , خاصة بعد انضمامهما الى مصاف الدول النوويةفي العام 1998, و اجرائهما للتجارب الصارو خية على صواريخ متوسطة المدى, يمكنها حمل رؤوس نووية, مما ينذر بكارثة انسانية حقيقية في حال نشو ب أي مو اجهة عسكرية شاملة بين البلدين.

والاتهام الهندي لجماعة «عسكر طيبة» بأنها هي التي قامت بالهجمات على بومبي يجد ما يبرره في تاريخ النزاع في كشمير، إذ إن لهذه الجماعة دورا ووظيفة في نشاطها العسكري على طرفي الحدود الهندية- الباكستانية.

  

   النزاع الكشميري

 جماعة «عسكر طيبة»، هي جماعة سلفية جهادية تأسست العام 1995 برئاسة البروفسور حافظ سعيد، وتضم أكثر من ستة آلاف مقاتل، ويسمونها في باكستان «لشكر طيبة». وبعدما أدرجتها الولايات المتحدة الأميركية من ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، أعلنت انقسام العمل الداخليبها إلى قسمين: الأول دعوي بقيادة البروفسور حافظ سعيد الذي يقود الحركة الأم «جماعة الدعوة» التي لم تحظرها الدولة الباكستانية العام 2002 من النشاط الدعوي والرعاية الاجتماعية، والثاني جناح عسكري تابع لجماعة الدعوة في باكستان بقيادة عبد الواحد كشميري. وتتبنى هذه الجماعة فكرة ضم وادي كشمير الذي تقطنه أغلبية مسلمة إلى باكستان مع السماح لأجزاء أخرى من الولاية بها كثافة من المسلمين كجامو ولاداخ بأن تظل جزءا من الهند.

ومنذ أحداث 11 سبتمبر 2001، وخوض الولايات المتحدة الأميركية الحرب ضد أفغانستان تحت يافطة «الحرب ضد الإرهاب»، تزايد الاهتمام الأميركي بالقضية الكشميرية والصراع الهندي – الباكستاني، ليس من أجل إيجاد حل عادل لهذا النزاع المستمر منذ أكثر من نصف قرن، وإنمامن أجل وضع حد مؤقت للأزمة المتفاقمة بين نيودلهي وإسلام آباد، حيث كانت واشنطن تخشى من أن تتحول كشمير إلى أفغانستان أخرى يتوافد إليها المتشددون الإسلاميون المعارضون للسياسة الأميركية، وفي مقدمتهم أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.

وكانت الرؤية الأميركية لحل النزاع الكشميري التي طرحها مساعد أول وزير الخارجية الأميركي ريتشارد أرميتاج في شهر يونيو 2002 تقوم على مبدأين، الأول: مطالبة باكستان بحظرالجماعات الإسلامية المسلحة، ولاسيما الكشميرية منها، ومنعها من عبور الخط الحدودي الفاصلبين شطري كشمير. والثاني، اعتراف الهند بوجود المسألة الكشميرية التي أقرت هيئة الأمم المتحدة في أحد قرارتها بوجودها إضافة إلى تضمينها في العديد من الوثائق الدولية التي تقر بحق تقرير المصير لسكان كشمير، من دون أن يعني ممارسة هذا الحق بالضرورة الانفصال عن الهند.

 وقد شهدت الهند وباكستان عقودا طويلة من الصراع وحروباً كبيرة وصغيرة، وعشرات الاشتباكات الحدودية والاستنزاف المتبادل في النزاع على كشمير،و لم يصل الطرفان بعد إلى تسوية سياسية معتدلة، تضع  حداً لهذا النزاع، فكل طرف يتمسك بمطالبه كاملة دون أي تنازل بما يعني ضرورة التنازل الكامل للطرف الآخر، وهو بالطبع حل مستحيل، إلا إذا قضت دولة على أخرى.

 وظلت الهند متمسكة بموقفها الثابت و المتمثل في  أن القضية الكشميرية هي شأن داخلي و ليس من اختصاص أي طرف سوى الحكومة الهندية  و حدها و أن ضم ولاية جامو و وكشمير إلى الهند قد تم طبقا للبنود المنصوص عليها في قانون الاستقلال  وهو انضمام نهائي قانوني و هوما أكد عليه رئيس الوزراء الهندي السابق فاجبايى بأن «كشميرجزء لا يتجزأ من الهند، و أن المطالبة بإجراء استفتاء حول تقرير المصير في الإقليم تتجاهل الحقائق السياسية والتطورات التاريخية»، ولذلك ترفض الهند أي فكرة تقوم على منح  الإقليم الاستقلال حسب القرارات الدولية  الصادرة من الأمم المتحدة ورفض المطالبة بإجراء استفتاء عام ليقرر الشعب الكشميري بنفسه، حيث ترى بأنه ليست هناك حاجة لتأكيد  إرادة الشعب الكشميري من خلال الاستفتاء،بل إن الانتخابات الديمقراطية تعد السبيل المعترف بها لتأكيد رغبات الشعب بواسطة قيام جمعيةتشريعية منتخبة(2.(

 وتعود جذور الصراع بين الهند وباكستان إلى نهاية الحرب الهندية- الباكستانية الأولى منذ عام 1947، ولم تنفك باكستان منذ ذلك الحين تطالب بإقليم كشمير ذي الغالبية المسلمة، وتحاول تدويل الصراع بمطالبتها بإجراء استفتاء شعبي فيه تحت رعاية الأمم المتحدة، الأمرالذي رفضته الهند بشكل قاطع، وقد انتهت الحرب الهندية – الباكستانية الأولى بوقف إطلاق النار الذي أشرفت على تنفيذه منظمة الأمم المتحدة، مع تقسيم كشمير إلى قسمين: منطقة آزاد كشمير، أي ( كشمير الحرة) الباكستانية، وولاية  جامو ( كشمير الهندية.(

 أما الحركة الاستقلالية الكشميرية المدنية فإنها تضرب جذورها في أعمال الشيخ عبدالله وكتاباته في نهاية حكم التاج البريطاني في الثلاثينات من القر ن العشرين. و يبدو أن النظام الاستقلالي  قد بعث من جديد، منذ نهاية الثمانينات على أيدي حركة إسلامية راديكاليةتساندها باكستان.

ويعتبر النزاع على كشمير جزء من السياسة الاستعمارية التي اتبعتها الدوائر الحاكمة الامبريالية الانكليزية،والطابع الامبريالي لتقسيم شبه القارة الهندية، الذي أدى إلى صراعات مسلحة بين الهند وباكستان على  امتداد السنوات التي مرت بعد الحرب العالمية الثانية تقريباً. وهكذا اشتعلت نيران الصراع المسلح بينهما في تشرين الأول من عام 1947، حين قرر الحاكم الهندوسي الانضمام الى الهند بدلا من باكستان,مع تقسيم شبه القارة الهنديةبعد استقلالها عن الاستعمار البريطاني.

وكانت الولايات التحدة الاميركيةالتي رحبت باستقلال الهند و باكستان, أميل في اهتمامها الى الهند نظرا لسياسة «المهاتما غاندي» السلمية , وسياسة « جواهر لال نهرو «العلمانية في بناء الدولة, على نقيض صورةالدو لة الدينية التي ظهر بها مؤسس باكستان »محمد علي نجاح».غير أن المو قف الاميركي تغير جذريا مع مجيء الرئيس «دوايت ايزنهاور» في الخمسينات من القرن الماضي, عندما شاركت الهند «نهرو» في مؤتمر باندونج في أبريل عام 1955 لتشكيل مابات يعرف آنذاك بحركة «عدم الانحياز».

 و في ظل بداية التباعد بين الولايات المتحدة و الهند, بسبب اعتبار وزير خارجية أميركا آنذاك «فوستر دالاس»أن من ليس مع أميركا فهو ضدها,استغلت باكستان فرصتها بسبب مو قعها الجغرافي و تراثها العسكري لتو قع اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة في مدينة كراتشي 1954, ثم انضمت لتحالف أمني يدعمه الغرب هو الحلف المركزي »السنتو »أو حلف بغداد عام 1955, و حصلت على مساعدات اقتصادية و عسكرية من الولابات المتحدة.

و في سبتمبر من عام 1965، تجدد الصراع  بنشو ب الحرب الثانية بين الهند وباكستان  بسبب النزاع حو ل كشمير أيضا. ثم اندلعت آخر حرب بين الهند وباكستان في شهر تشرين الثاني من عام 1971،و نجم عنها انفصال باكستان الشرقية عن الوطن الأم،وأصبحت بعد الانفصال ومنذالسادس والعشرين من شهر آذار عام 1972 ( جمهورية بنغلادش الشعبية.(

 و بعد تلك الحرب برزت الى الو جو د الطمو حات الهندية و الباكستانية  في امتلاك الاسلحة النووية,فقامت الهند باول تفجير نووي في عام 1974, و نجح رئيس الحكو مة الباكستانية السابق ذو الفقار علي بوتو في الحصو ل على تمو يل عربي للبرنامج النووي الباكستاني في أعقاب قمة الجزائر الاسلاميةعام 1974. فكان الرد الاميركي عنيفا على البرنامج النووي الباكستاني, اذقطعت مساعداتها لباكستان منذ بداية ولاية الرئيس كارتر في عام 1976.و عندما حصل الغزو السو فياتي لافغانستان في نهاية عام 1979, عاد الاهنمام الاميركي الى باكستان أكثر من أي و قت مضى  بسبب دور باكستان الرئيس في تقديم المساعدات الاميركية الى أحزاب و حركات المقاو مة الافغانية.

 

 تطور العلاقات الهندية –الإسرائيلية

 والواقع أنه منذ نهاية الحرب الباردة، شهدت السياسة الخارجية الهندية تغيرات غاية في الجذرية لجهة تبدل تحالفات الهند الإقليمية والدولية. فقد تنامت العلاقات الهندية- الإسرائيلية في مختلف المجالات العسكرية والأمنية والتجارية، والثقافية. وأخذت العلاقات بينهما دفعة قوية، ولاسيما بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث وظفت الدولتان تلك الأحداث لصالحهما، مستغلتين أجواء الحرب الأميركية على الإرهاب، لكي تقوم إسرائيل بالقضاء على المقاومة الفلسطينية، وتقوم الهند بتصفية المقاومة الكشميرية.

ولاشك في أن التعاون الهندي –الإسرائيلي في المجال النووي، ولاسيما أن الدولتين تمتلكان السلاح النووي، وهما خارج معاهدة منع الانتشار النووي، يشكل تهديدا استراتيجيا لباكستان، خصوصا بعدما زودت إسرائيل الهند بنظام «فالكون»، وهو ما لا تمتلكه باكستان، الأمرالذي سيخل بالتوازن الاستراتيجي في شبه القارة الهندية.

 وقد أخذ التعاون العسكري بين البلدين صورا عديدة، أبرزها ما نشرته صحيفة « تربيون » الهندية في 19 نوفمبر 2000، عن حصول الهند على طائرات استطلاع روبوتية من دون طيار من إسرائيل تستخدم في أغراض التجسس على طول الحدود مع باكستان و الصين، و لا سيما في منطقة كشمير المتنازع عليها، كما قامت إسرائيل بتزويد الطائرة الروبوتية الهندية (لاكشيا) بالمستشعرات و معدات رؤية ليلية و رادارات 2199 من إنتاج شركة (البث) الإسرائيلية للإلكترونيات، كما قامت إسرائيل بتحديث الأسلحة الهندية، السوفياتية –الأصل و لا سيما  طائرات ( الميج21)و الدبابات تي-55، و تي -66، و تي-72، و إدخال تكنولوجيا الدبابة الإسرائيلية « ميركافا » على الدبابة الهندية » أرجون » ةو الحصول على قذائف المدافع الإسرائيلية 155ملم، ومنشآت الصواريخ الإسرائيلية « بريشيف » و التكنولوجيا الإسرائيلية في مجال توجيه الصواريخ  الباليستية، و الذخائر الذكية،وتزويد عدد من طائرات النقل الهندية بنظام الإنذار المبكر »فالكون »(3.(

 و مع هزيمة الاتحاد السو فياتي في افغانستان, و نهاية الحرب الباردة عام 1990, والاسقاطات المدمرة التي تركتها حرب الخليج الثانية عام1991, تغيرت الكثير من معادلات الصراع الاقليمي و الدو لي. فبرزت الولايات المتحدة الاميركية كقطب او حد يقرر بطريقة أحادية الجانب السيا سة الدو لية . و في أعقاب ذلك قطع الرئيس بو ش الأب المعو نات الأميركية لباكستان بسبب برنامجها النووي, و بالمقابل انتقلت الهند من حليف للاتحاد السو فياتي سابقا إلى حليف للو لايات المنحدة, ولاسيما بعد أ ن  حصلت تحو لات مهمة  في السياسة الخارجية الهندية من القضية الفلسطينية, و بعد أن اقامت نيو دلهي  علاقات دبلو ماسية مع الكيان الصهيو ني, في عام 1992.

 ويشكل الاتفاق النووي الموقع هذه السنة بين الهند والولايات المتحدة الأميركية تحولا استراتيجيا في علاقات التحالف الهندية –الأميركية، وذلك في ضوء اتجاهات التنافس المستقبلية بين أميركا والصين، وتحول الإدراك الأميركي للصين كقوة عظمى منافسة، بل عدوة أكثر منها شريكا استراتيجيا، حيث وضعت واشنطن نيودلهي في وضع المواجهة مع بكين داخل آسيا المتأججة.

 ويتخوف العالم الآن في حال اندلاع الحرب بين الهند وباكستان من لجوء البلدين إلى استخدام أسلحتهما النووية أحدهما ضد الآخر، ذلك أن حجم الدمار الذي سيحدث في اول حرب نووية يشهدها العالم سيكون غير مسبوق أو متصور،ولن تقتصر آثاره على البلدين وحدهما، أو آسيا فقط ولكن سيتأثر بها كل العالم مع احتمالات تدخل أطراف نووية أخرى.

 ومذ دخلت الهند وباكستان علناً إلى نادي الدول النووية في أيار /مايو 1998، ما زال السؤال مطروحاً: هل يتمكن توازن الرعب بين جباري جنوب آسيا من أن يلعب لصالح استقرار العلاقات بينهما؟لقد رسخت حيازة السلاح النووي عند القادة الباكستانيين الاعتقاد بأنه لم يعد في إمكان الهند التصدي لهجمات الانفصاليين الكشميريين من خلال حرب تقليدية واسعة.من وجهة النظر الهندية تبدو ثنائية الطرح القائل: إما السلام وإما الحرب النووية، ثنائية غير صحيحة.. إذ يعلل أحد القادة العسكريين الهنود قائلاً: في وضعية عدم التوازن النووي، يفرضالطرف الأقوى شروطه على الأضعف، أما في وضعية التوازن فالمآل الوحيد هو التدمير المتبادل الكامل ». وهذا يعني أن حربا تقليدية أوسع لن تؤدي تلقائياً إلى نشوب الحرب النووية،كما يذهب بعض الخبراء إلى قو ل ذلك.وكان بعض المسؤولين في رئاسة الوزراء الهندية وضعوا تصوراًمفاده أن توسيع دائرة الحرب سوف يؤدي إلى ضربة أولى باكستانية، مع استخدام رأسين نووين، تليها ضربات هندية تكون مدمرة تماماً بالنسبة إلى الباكستانيين.

 وبحسب صحيفة «تايمز» فإن الهند تملك ستين رأساً نووية مقابل 25 لباكستان. كذلك يقدر جيش الهند بمليون ومئتي ألف جندي، اضافة الى 525 ألف احتياطي. أما أفراد الجيش الباكستاني فيصل عددهم إلى 612 ألف جندي، زائداً قوات احتياط يقدر عددها بـ513 ألفاً.

  

  تداعيات الحرب على الإرهاب على القضية الكشميرية 

 تحاول الهند استغلال الحرب الأمريكية في أفغانستان التي كانت نتائجها تخدم مصلحة الهند وروسيا،وبالتأكيد الولايات المتحدة بعد سقوط نظام طالبان،وتفكيك تنظيم القاعدة،وهما من أشد الحركات الإسلامية المناصرة للحركة الاستقلالية الكشميرية، لإساءة إبراز الكفاح من أجل الحرية والاستقلال في كشمير على أنه إرهاب.وتستند الهند إلى تحالفها مع الكيان الصهيوني والامبريالية الأمريكية من أجل إخضاع باكستان لمطالبها بشأن النزاع حول كشمير الذي تمخض عن حربين في الماضي.و بالفعل نجحت الهند في املاء شروطها على باكستان, بعد اعتقال نظام برويز مشرف قيادات الحركات  الاسلامية الكشميرية الراديكالية, التي تصنفها الهند في خانة الحركات الارهابيةالمتحالفة مع تنظيم القاعدة.

 لقد خسرت باكستان كل شيء من مصداقيتهافي أفغانستان, واصبح الافغان اليوم مناهضين لها, والاغلبية منهم تتهم اسلام آباد بأنها السبب الرئيسي وراء كل مصائبها: الحرب الاهلية,حركة طالبان,ابن لادن الخ.أ ما حكومة كابول  فهي تقيم علاقات و ثيقة مع الهند, لا مع باكستان. و بذلك أصبحت الجبهة الغربية لباكستان مصدر تهديد, بعد أن كانت تشكل لاسلام آباد «عمقا استراتيجيا» في حال تعرضها لهجوم من جارتها اللدودة الهند.

 و في الشرق , من الجانب الهندي أيضا, تحصد باكستان ثمار سياستها المساندة سياسيا و عسكريا أيضا للحركات الاسلامية الكشميرية المطالبة باستقلال جامو و كشمير الخاضعة للوصاية الهندية .و يعرف القادة الباكستانيون أن وضع باكستان في هذه الازمة الخطيرة ضعيف, لذاحاولوا  أن يبرهنوا للهند عن حسن نو اياهم  من خلال الاجراءات التي اتخذوها بحق الحركات الاسلامية الكشميرية.و لكن هذه الخطوات الرمزية لن تقنع الهنو د بان اسلام آباد جادة في القضاء على «الارهاب العابر للحدود »» هو مصطلح تستخدمه نيو دلهي لتحديدتسلل المجاهدين الكشميريين القادمين من الاراضي الباكستانية.

 إن مسألة كشمير تختلف في طبيعتها عن أفغانستان, إذ  من السهل على زغيم سياسي باكستاني أن يعلن  تغييرا في سياسته على الجبهة الغربية,و يعترف باقتراف ذنب من خلال مساندته للحركات الأصولية , لكنه من الصعب جدا أن «يبيع» للرأي العام الباكستاني موقفابالتخلي عنالمسألة الكشميرية«المقدسة». و كانت باكستان تدافع دائما عن مساعدتها للمجاهدين الكشميريين على الصعيد العسكري, و لكن أن تعلن بقوة عن ارادتهابالتخلي عن الدعم السياسي لهذه المعركة المصيريةبالقياس الى  الهو ية نفسها لجمهو رية باكستان الاسلامية, فهذا يعتبر شيئا خطيرا يهدد و حدة باكستان التي أصبحت على كف عفريت.

 و لما كان خطرالحركات الجهادية  هو الذي يتحكم أساسا بالسياسات الدولية للولايا ت المتحدة الاميركية, فقد و جدت واشنطن  في الهند حليفا استراتيجيا ينسجم مع مو اقفها المتشددة من الحركات الاسلاميةالاصو لية في افغانستان , و باكستان , واقليم كشمير. و تنظر الولايات المتحدة الاميركية الان الى الهند على أنها حجر الزاوية للاستراتيجية الاميركية في جنوب آسيا, وذلك لما تمثله من ثقل في مواجهة الصين,و لما لها من تاثير في المنطقة,فضلا عما تبشر به من فرص للاستثمارات الاميركية في أسو اقها الواسعة .                                                 

 الآن في ظل الحرب على الإرهاب و تحو ل إدارة الرئيس بوش للقيام بدور «شرطي العالم» تحت لافتة مكافحة الإرهاب,أصبح مو قف  الولايات المتحدة من النزاع  بين الهند و باكستان , متماثلا مع موقف أميركا من الصراع العربي الصهيوني , اذ أنها تتعامل مع الهند كما تعامل الكيان الصهيو ني, في حين أنها لن تمنح باكستان أكثر مما منحته للعرب.

 ومع ذهاب الجنرال مشرف من السلطة لا غرابة في القول إن هذا الهجوم على مومباي كان أول هجماته منذ العام 2001. أما الحكومة المدنية الباكستانية الجديدة فإنها ضعيفة الى الحدود التي لا تستطيع معها إخماد الهجمات المسلحة من المتطرفين، كما لا تستطيع ضبط العناصرالعاتية في أجهزة الأمن والاستخبارات. وكانت الولايات المتحدة قد بدأت الإغارة بطائراتها على المنطقة الجبلية الحدودية بين باكستان وأفغانستان، عندما غادر الجنرال مشرف كرسي الرئاسة والسلطة. وعندما ظلت نداءات الحكومة الباكستانية لإيقاف الهجمات داخل الحدود دونماإجابة، بدت الحكومة شديدة الإحراج أمام شعبها. إن هذا الإحساس بالإذلال والعجز الذي تسببت فيه انتقاصات السيادة، لا يمكن تجاهله أو التقليل من شأنه في باكستان، وهي بلد مشهور تقليدياً بالوطنية القوية.أما لجهة الهند، فقد اضيف لمشكلة كشمير معها، ما تفعله من سنواتمن دعم للنظام الجديد في أفغانستان، وبذل المساعدات المادية السخية في عمليات الإعمار، ثم علاقاتها العسكرية القوية بإسرائيل، ويضاف لذلك أيضاً وأيضاً السخاء الذي قابلت به إدارة بوش الهند في الاتفاقية النووية الشهيرة بينهما.

 وربما يريد الرئيس المنتخب أوباما أن يتعامل بشكل مختلف في مسائل الإرهاب والحرب عليه في جنوب آسيا. ففي مقابلة مع احدى المحطات في الشهر الماضي قال أوباما انه يريد استحثاث الهند على تسوية مشكلة كشمير، بحيث تستطيع باكستان التعاون بقوة في حل المشكلات بأفغانستان. إن الفكرة القائلة أن المشكلات بشبه القارة المدخل لحلها كشمير، هي فكرة صحيحة، مثل الفكرة القائلة ان الحل في الشرق الأوسط يمر عبر القدس. وصحيح أيضاً أن أوباما يسهم في الاستقرار بباكستان إذا أنهى الهجمات الصاروخية بداخلها من جانب السلاح الأميركي، وإذااتجه للحل السياسي بدلاً من الحملات العسكرية بداخل افغانستان, وفي الوقت نفسه لا بد من التوسط لإعطاء حكم ذاتي للأكثرية السكانية بكشمير، بحيث يعزل المتطرفون بالهند وباكستان.ويحتاج الأمر الى النزوع الأخلاقي والفكري لدى أوباما في المفاوضات مع الهند. والمعروف أن الهند مثل الصين في التيبت، بمعنى أنها ترفض وساطة طرف ثالث في كشمير. ويستطيع أوباما أن ينبه الهنود الى انهم دفعوا ثمناً عالياً لجهودهم وعدم مرونتهم في مسألة كشمير في العقدين الأخيرين، أي نحو ثمانين ألف قتيل وارتفاع حظوظ الإرهابيين في بلادهم. والعمليات الأخيرة بمومباي تثبت كم كان الثمن غالياً على الهند للناحيتين الأمنية والاقتصادية ويثبت الارتباح الهندي إزاء الهجمات، أنه في بلد فيه مدن مكتظة، ولديه سواحل طويلة فإن الإرهابيين لا تكفي مكافحتهم الوسائل الأمنية.(4(

 

)المصدر :مجلة الوحدة الإسلامية ،السنة الثامنة – العدد الخامس و الثمانون-85-المحرم 1430هجري،يناير2009 

 

    الهوامش:

      (1)- الكتاب: مارتا نشباوم (أستاذة القانون والأخلاق في جامعة شيكاغو) »الصدام في الداخل: الديموقراطية، والعنف الديني، ومستقبل الهند »الكاتب: الناشر: دار بلكناب، هارفارد 2007، ترجمة: عمر عدس.

      (2)- أحمد طاهر- أزمة كشمير بين معضلة الانتخابات و الدور الأميركي – مجلة السياسة الدولية ، العدد 150، أكتوبر2002،(ص164.(

      (3)- أحمد سيد احمد- إسرائيل و الهند من التعاون إلى التحالف الاستراتيجي- مجلة السياسة الدولية ، العدد 154، أكتوبر 2003، (ص 202.(

      (4)- بنكاج مشرا-الهند والإسلام دماء جديدة ينزفها جرح قديم-« هيرالد تريبيون »، 3/12/2008

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.