الخميس، 9 ديسمبر 2010

 
 

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

10ème année, N°3852 du 09.12.2010  

archives : www.tunisnews.net

الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


المجلس الوطني من اجل الحريات في تونس:بـــــــــــــــــــلاغ

المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين:السبت 11 ديسمبر 2010تجمع احتجاجي  أمام القنصلية التونسية ببانتان – باريس

الحزب الديمقراطي التقدمي :بيان حول حق المُهجّرين في العودة إلى وطنهم

نداء بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان

كلمة:المحكمة الابتدائية بجندوبة تدين المولدي الزوابي

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:إعـــــــــــــلام

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان:إعـــــــــــــلام

كلمة:عبد القادر زياني حرمان من الشغل ومن جواز السفر

رويترز:سجن 7 في تونس بتهمة محاولة احياء تنظيم اسلامي محظور

كلمة:إكراه رجال الأعمال على التبرع لصندوق 26/26

أ ف ب:ويكيليكس: الرئيس التونسي محاط بما يشبه المافيا ويرفض النصح

المرصد التونسي:اضراب احتجاجي لسائقي القطارات وشلل تام في حركة النقل الحديدي

القدس العربي:تونس تنعي وفاة أول طبيبة في العالم العربي عن 101 عام

الصباح:خلال 10 أشهر..غلق 23 وحدة سياحية وآلاف زيارات التفقد

د. المــرزوقــي:حوار مع شباب تونس:

محمد بوعود:محطات سريعة رفضوا نشرها هذا الأسبوع(منعت من النشر)

صلاح الدين الجورشي:حتى لا تصاب سوق الأفكار.. بالكساد

كلمة الشيخ راشد الغنوشي في احتفال الجمعية الثقافية التونسية في بريطانيا بعيد الأضحى المبارك

عماد الدين الحمروني:حسينيون للأبد

عبد الحميد الحمدي:الشيخ الحفيان: رحلة قرآنية عطرة

ياسر الزعاترة:إنهم يخنقون صوت الحقيقة *

مراد بطل الشيشاني:ويكيليس وتحولات المنطقة

عبدالوهاب بدرخان:أي سياسات أميركية يُـخشى عليها من فضائح «ويكيليكس»؟

ويكيليكس: السعودية اقترحت قوة عربية للقضاء على حزب الله

البرادعي يعتبر الانتخابات ‘مهزلة’ ويدعو الى مقاطعة الانتخابات الرئاسية

الجزيرة.نت:معارضة مصر تنسق لإسقاط البرلمان

المصريون:واشنطن تعيد النظر في إستراتيجيتها تجاه مصر بعد « صدمة » الانتخابات

برهوم جرايسي:ليبرمان « غاضب » ويرفض اعتذارا إسرائيليا لتركيا

عامر ذياب التميمي:وجهة نظر اقتصادية – اقتصاد العالم وحقائق صعبة  


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  أكتوبر 2010 https://www.tunisnews.net/28Novembre10a.htm


المجلس الوطني من اجل الحريات في تونس CONSEIL NATIONAL POUR LES LIBERTES EN TUNISIE  جائزة الهاشمي العياري Prix Hachemi Ayari بــــــــــــــــــــــــــــــلاغ  

 
يعلم  المجلس الوطني للحريات بتونس الراي العام ان لجنة جائزة الهاشمي العياري التي تكرم سنويا شخصية تونسية تميزة بإضافة نوعية في النضال من اجل الحريات في تونس قد أسندت جائزة سنة 2009 الى السيد: محيء الدين شربيب لما تميز به من نشاط لفائدة حقوق المهاجرين في اوروبا ومن تجنيدا للدعم لفائدة ضحايا القمع في تونس. وقد برز بصفة خاصة في مساعدة أهالي الحوض المنجمي إثر حملة القمع التي طالتهم غداة الانتفاضة السلمية لعام 2008 التي خاضوها دفاعا عن حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية المنتهكة. ولقد حُكم على محيء الدين شربيب غيابيا بسنتين وشهرين سجنا جراء نضاله لفائدة أهالي الحوض المنجمي. كما أسندت جائزة سنة 2010 الى السيد: الهادي بن رمضان لسنة 2010 لما تميّز به من حرص على رصد وتوثيق الانتهاكات على حقوق المواطنين والتشهير بها ومن تقديم للمساعدات المطلوبة لضحاياها, كما يكرّم المجلس السيد الهادي بن رمضان لتوفّقه في الإبقاء على فرع جندوبة للرابطة التونسية لحقوق الانسان مركزا متقدما للنشاط الحقوقي الوطني رغم الحصار الامني و في مناخ عام استهدف فيه النشاط الرابطي بصورة خاصة حيث استطاع تجنيد الكفاءات والطاقات الحقوقية حوله.  
تونس في 10 ديسمبر 2010 رئيس اللجنة عـلـي بن ســـــالم


السبت 11 ديسمبر 2010 تجمع احتجاجي  أمام القنصلية التونسية ببانتان – باريس

« لا مساومة ولا ابتزاز.. لنا الحق في الجواز »  


تواصل بعض المصالح القنصلية التونسية في الخارج ممارسة أصناف متعددة من المساومة السياسية والابتزاز الأمني والمالي تجاه عدد من المهجرين التونسيين الراغبين في العودة لبلادهم بعد سنوات طويلة جدا من التهجير والغربة المفروضة. كما تواصل تلك المصالح احتجاز جوازات السفر الوطنية للعشرات من المواطنين الذين تقدموا بمطالب للحصول عليها منذ فترات متفاوتة وصلت عشر سنوات لبعضهم.

إن تواصل هذه الممارسات اللاقانونية والتي عفا عنها الزمن لهو فضيحة لبلادنا وعار على جبين التونسيين جميعا. لذلك فكل المواطنين التونسيين هم اليوم مدعوون للتعبير عن رفضهم لهذه الممارسات وتضامنهم مع إخوانهم المحرومين ظلما من العودة الى أهلهم. كونوا في الموعد يوم السبت 11 ديسمبر أمام القنصلية التونسية ببانتان ضاحية باريس بداية من الساعة 11 ونصف صباحا، للتضامن مع مواطنيكم واسماع المصالح القنصلية التونسية أنه:  » لا مساومة ولا ابتزاز .. في حق الجواز » عن المكتب التنفيذي للمنظمة الدولية للمهجرين التونسيين Rassemblement devant le consulat de Tunisie à Pantin 1 Avenue Jean Lolive – Pantin Metro Porte de Pantin ou Metro Hoche (Ligne 5) Samedi 11 décembre 2010 à partir de 11h30  


بيان حول حق المُهجّرين في العودة إلى وطنهم


ما انفك الآلاف من المواطنين التونسيين المشتتين في قارات العالم يُطالبون بحقهم في العودة إلى وطنهم، بعدما حُرموا من رؤيته بسبب صدور أحكام ضدهم في محاكمات غير عادلة، أو لمجرد كونهم يختلفون في الرأي مع الحكم. وعلى رغم التحركات والمساعي التي قام بها المهجرون التونسيون والمنظمات الحقوقية التونسية والدولية طيلة السنوات الأخيرة لوضع هذا الملف على سكة الحل، مازالت الحكومة تنفي عن هؤلاء المواطنين صفة اللاجئين السياسيين، وترفض إبداء أي مرونة لتسوية أوضاعهم بما يضمن حقهم في العودة الكريمة.
إن هذه المحنة المستمرة منذ تسعينات القرن الماضي، والتي تصل إلى أكثر من عشرين سنة بالنسبة للبعض من أبناء تونس، لتشكل ضربا لحق أساسي من حقوق المواطنة وتكريسا لمأساة إنسانية يكتوي بنارها المهجرون وعائلاتهم وأقرباؤهم بشكل لا يمكن لذي ضمير أن يقبل باستمرارها.
وإذ يُحيي الحزب الديمقراطي التقدمي المبادرات الهادفة إلى التوعية بحجم هذه المحنة وتكتيل الجهود للدفع باتجاه حلها، يُعبر عن دعمه الكامل للتحركات المُقررة في الداخل والخارج بمناسبة الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ويطالب الحكومة بسرعة الاستجابة لهذا المطلب العادل بما يضع حدا لتشريد أبناء الوطن وإنهاء المنفى الإجباري المفروض عليهم وعلى عائلاتهم.
ويُؤكد الحزب مجددا أن هذه المأساة لن تجد الحل الأمثل لها إلا في إطار سن عفو تشريعي عام يُخلي السجون من المعتقلين السياسيين ويُتيح للمُهجرين عودة كريمة إلى أحضان الوطن، ويمحو آثار صفحات سوداء من تاريخ تونس المعاصر. تونس في 9 ديسمبر  2010 الأمين العام المساعد رشيد خشانة
 


نداء بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان

10 ديسمبر 2010  


تحتفل البشرية اليوم بالذكرى الثانية والستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وقضية الحوض ألمنجمي لازالت تراوح مكانها وذلك رغم مرور حوالي ثلاث سنوات على انطلاق الحركة الاحتجاجية.
فالتعامل الأمني القضائي الذي توخته السلطة أسلوبا في التعامل مع الحركة لازال متواصلا، حيث يقضي الصحفي الفاهم بوكدوس والناشط حسن بنعبدالله وعدد من شباب المظيلة عقوبات طويلة  بالسجن ، في ظروف قاسية ،ويلاحق حكم قضائي بسنتين سجنا الناشط الحقوقي بالمهجر، محي الدين شربيب وذلك بتهمة مساندة الحركة.
كما تتواصل مأساة المسرحين الذين أطلق سراحهم  في نوفمبر 2009 بحرمانهم من العودة للعمل وعدم تشغيل العاطلين منهم. الى ذلك تواجه زكية الضيفاوي وغزالة المحمدي عقوبة الحرمان من العودة للشغل بتهمة التضامن مع المساجين وعائلاتهم.  
وبهذه المناسبة الحقوقية الهامة ، يرفع النشطاء والحقوقيون الموقعين أدناه نداء عاجلا للسلطة من اجل غلق هذا الملف وذلك عبر:
– إطلاق سراح بقية مساجين الحركة وإصدار عفو عام يشمل كل من ساهم في الاحتجاجات، – إرجاع المطرودين إلى سالف عملهم وتشغيل المعطلين منهم، – حل كل القضايا التي كانت مصدر الاحتجاجات ، ومنها أزمة البطالة واختلال التوازن الجهوي ، بالطرق السلمية.   الإمضاءات (حسب الحروف )
1- المنجي سالم ، رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بقابس 2- المهدي المبروك ، باحث في علم الاجتماع 3- الهادي بن رمضان ، رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بجندوبة 4- أنور القوصري، عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 5- إياد الدهماني ، ناشط حقوقي وسياسي بالمهجر 6- بلقيس العلاقي، عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان 7- جمال المسلم ، رئيس فرع سوسة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان 8- خليل الزاوية، عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان 9- خميس الشماري، خبير ومستشار في حقوق الإنسان 10- زهير اليحياوي، رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 11- زهير بن يوسف ، رئيس فرع باجة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 12- زياد الهاني ، صحفي وناشط نقابي 13- سالم الحداد ، رئيس فرع المنستير للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 14- شكري الذويبي ، رئيس فرع توزر- نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان 15- صالح الفورتي، صحفي، نقابة الإذاعات الحرة 16- صفية المستيري، رئيسة فرع المرسى ، حلق ألواد للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 17- طارق بن هيبة ، رئيس الفيدرالة التونسية من اجل مواطنة بين الضفتين،باريس 18- عبد الجليل البدوي، خبير اقتصادي وناشط حقوقي وسياسي 19- عبد الرحمان الهذيلي، عضو الهيئة المديرة للرابطة للراطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان 20- عبد الستار بن موسى، عميد سابق للمحامين، رئيس فرع سليانة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان 21-عبد القادر الدردوري، رئيس فرع قربة ، قليبية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان 22- عبد الله قرام ، فرع الزهراء- حمام الأنف للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان 23- علي بن سالم ن رئيس جمعية قدماء المحاربين وفرع الرابطة ببنزرت 24- عياشي الهمامي،  ناشط حقوقي وسياسي 25- كمال الجندوبي ، اللجنة الدولية من اجل احترام الحريات في تونس 26- كمال العبيدي، صحفي 27- محمد القوماني، عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان 28- محمد صالح النهدي، رئيس فرع ماطر للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 29- محمد عطية ، رئيس فرع المهدية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 30- محي الدين شربيب، ناشط حقوقي بباريس، الفيدرالية التونسية من اجل مواطنة بين الضفتين 31- مختار الطريفي ، رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 32- مسعود الرمضاني ، رئيس فرع القيروان للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 33- مصطفى التليلي ، عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان 34- ناجي البغوري، صحفي وناشط نقابي


المحكمة الابتدائية بجندوبة تدين المولدي الزوابي


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 08. ديسمبر 2010 اصدرت المحكمة الإبتدائية بجندوبة يوم أمس الإربعاء 8 ديسمبر حكمها في القضية التي أحيل فيها الصحفي براديو كلمة المولدي الزوابي بتهمة القذف والإعتداء بالعنف الشديد.
وقد أدانت المحكمة الزوابي وغرمته بما قيمته 900 دينار تونسي، كما غرم بعقوبة المليم الرمزي.
وتعود أطوار القضية كما ذكرنا في نشرات سابقة إلى يوم غرة أفريل الماضي حيث هاجم « خليل المعروفي » أحد عناصر الحزب الحاكم الصحفي الزوابي واعتدى عليه بالعنف الشديد وسلبه أغراضه الشخصية، ولما تقدم الزوابي بشكاية في الغرض رُفضت شكايته وتحول إلى جاني في قضية أدانتها عدة منظمات حقوقية وطنية ودولية واعتبرتها قضية كيدية لمنعه من القيام بواجبه الإعلامي، ونقل معاناة المواطنين، من خلال تحقيقاته الميدانية الإجتماعية التي كانت في شكل إطلالات على الوجه المخفي ، كما يسمي برنامجه الذي يبث على موجات راديو كلمة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 08 ديسمبر 2010)
 


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 9 ديسمبر 2010 إعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام


أعلمتنا السيدة عفاف بن نصر ، زوجة الصحفي الفاهم بوكدوس، المحكوم بأربع سنوات، أنها استفاقت على حصار امني ملفت اليوم ، حيث ترابط قوات عديدة  من الشرطة ، مما أثار تساؤلات وحفيظة الجيران، ولازال الحصار متواصلا إلى الآن .
اللجنة الوطنية التي تطالب برفع كل التضييقات الأمنية  عن عائلات المساجين وعن  كل  المسرحين،  ترفع نداء عاجلا بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان من اجل إطلاق سراح بقية  مساجين الحركة الاحتجاجية  وإرجاع المسرحين الى سالف عملهم وتشغيل المعطلين منهم وحل كل قضايا الحوض المنجمي بالطرق السلمية.
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي  


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان 9 ديسمبر 2010 إعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام


أعلمنا السيد محمد علي الرايس ، أصيل طريق حفوز بالقيروان أن الشرطة السياسية قد أوقفت ظهر اليوم  ابنه سيف الدين الرايس ، طالب سابق بالمعهد الأعلى للرياضة بقصر السعيد وصاحب دكان لبيع الحليب.

وكان سيف الدين قد أوقف سابقا وقضى عقوبة بالسجن لمدة سنتين وثمانية أشهر بموجب قانون الإرهاب ، حيث اتهم بالانتماء للسلفية الجهادية ، ويخضع احيانا للمساءلة والمراقبة  من قبل البوليس السياسي رغم ان الحكم الصادر ضده لا ينص على المراقبة الإدارية.
فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان الذي يتابع باهتمام شديد إيقاف سيف الدين الرايس يطالب السلطات الأمنية بالجهة بضرورة احترام القانون في اعلام الأهالي بأسباب الإيقاف ومدته، خاصة وان والدته تشكو من أمراض عديدة زادت من حدتها الملاحقة المتواصلة لابنها.  

عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني ملاحظة: اطلقت قوات الامن سراح سيف الدين الرايس بعد ظهر اليوم بعد احتجاز دام ساعات.  
مسعود الرمضاني  


عبد القادر زياني حرمان من الشغل ومن جواز السفر


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 08. ديسمبر 2010 ذكر السيد عبد القادر زياني لراديو كلمة أنه محروم من جواز سفره منذ أكثر من عشر سنوات رغم تقديمه لمطلب الحصول على جواز سفر عشرات المرات وتردده على الأجهزة الأمنية التي تمعن في التنكيل به رغم علمها بعروض العمل التي تحصل عليها خارج الحدود. وناشد الزياني مكونات المجتمع المدني الوقوف معه ومساعدته للحصول على جواز سفره.  يذكر أن الزياني زاول دراسته بالجزائر وتحصل بها على جائزة الأمين زروال كأحسن طالب أجنبي في مادة الانجليزية واُعتقل من قبل السلطات التونسية يوم 15 جويلية 1997 من المنطقة الحدودية أثناء دخوله التراب التونسي وحوكم بسنة ونصف للاشتباه في انتماءاته السياسية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 08 ديسمبر 2010)


سجن 7 في تونس بتهمة محاولة احياء تنظيم اسلامي محظور


تونس (رويترز) – قال محام يوم الاربعاء ان محكمة تونسية قضت بسجن سبعة اشخاص بعد ان ادانتهم بتهم عقد اجتماعات سرية وجمع تمويلات بهدف احياء حركة النهضة الاسلامية المحظورة في البلاد.

وقال محامي المتهمين سمير ديلو ان « المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة قضت بسجن الاشخاص السبعة بتهم عقد اجتماعات غير مصرح بها لاحياء حركة النهضة وجمع الاموال دون الحصول على اذن. »   وحكم على اثنين من هذه المجموعة هما علي فرحات وعلي الهرابي بالسجن لمدة ستة أشهر بينما حكم على طالبين بالسجن لمدة شهرين. وأدين ثلاثة اخرون غيابيا وحكم عليهم بالسجن لما بين عام وثلاثة أشهر وعام وتسعة أشهر.
وحاكمت تونس خلال مطلع التسعينات من القرن الماضي مئات من أعضاء حركة النهضة بتهم استعمال العنف ومحاولة قلب النظام بينما فر اخرون الى أوروبا.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 8 ديسمبر 2010)  


إكراه رجال الأعمال على التبرع لصندوق 26/26


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 08. ديسمبر 2010 شهد مقر ولاية المنستير تنظيم حفلً تبرع لفائدة الصندوق الوطني للتضامن 26-26 اشرف عليه والي الجهة و كاتب عام لجنة التنسيق بالمنستير، وقد لاحظ الوالي عدم إقبال ابرزُ رجال الأعمال بالجهة على حضور حفل التبرع فأوعز إلى معتمد المدينة ليتحول إليهم بالمنطقة الصناعية بالمنستير حيث توجد أغلب المؤسسات. وعلمنا أن المعتمد اصطحب معه عونان من البوليس السياسي، وأجبر أغلب العازفين عن التبرع على الحضور إلى مقر الولاية والتبرع بصفة مباشرة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 08 ديسمبر 2010)
 


ويكيليكس: الرئيس التونسي محاط بما يشبه المافيا ويرفض النصح


كشفت برقيات دبلوماسية اميركية سرية نشرها موقع ويكيليكس ونقلتها صحيفة « لو موند » الفرنسية مساء الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 ان المحيط العائلي للرئيس التونسي زين العابدين بن علي « اشبه بالمافيا » وان النظام التونسي « لا يقبل لا النقد ولا النصح ».   وفي البرقية المؤرخة في حزيران/يونيو 2008 بعنوان « ما هو لكم هو لي »، ساقت السفارة الاميركية اكثر من عشرة امثلة عن اساءة استخدام النفوذ لدى اقرباء الرئيس التونسي. وكتبت على سبيل المثال ان زوجة الرئيس حصلت من الدولة على ارض كمنحة مجانية لبناء مدرسة خاصة، ثم اعادت بيعها.   وفي صيف 2009، ذكرت برقية اخرى، تحدثت عن النمو الاقتصادي القوي الذي بلغ 5% وعن الوضع المتقدم للمرأة، ان « الرئيس بن علي يتقدم في العمر » وان « نظامه متصلب » وانه « ليس لديه خليفة معروف ».   واضافت البرقية ان « التطرف لا يزال يشكل تهديدا. في مواجهة هذه المشكلات، لا تقبل الحكومة لا الانتقاد ولا النصح، سواء جاء من الداخل او الخارج. على العكس، انها لا تسعى سوى الى فرض رقابة اكثر تشددا، وغالبا ما تعتمد على الشرطة ».   واعتبر الدبلوماسيون، كما اكدت السفارة الاميركية في تونس، ان العمل في تونس يزداد صعوبة. فالقيود « التي تفرضها وزارة الخارجية » ترغمهم على الحصول على اذن خطي قبل اي اتصال مع اي مسؤول حكومي. كما ان كل طلب لقاء ينبغي ان يرفق بمذكرة دبلوماسية، « يبقى العديد منها بلا اجابة » كما جاء في البرقية.   واضافت البرقية ان على الولايات المتحدة ان تطلب ايضا من الدول الاوروبية تكثيف جهودها « لاقناع الحكومة التونسية بتسريع الاصلاحات السياسية ».   وقالت ان المانيا وبريطانيا تؤيدان هذه الفكرة « ولكن دولا رئيسية مثل فرنسا وايطاليا تتردان في ممارسة ضغوط » على تونس، وفق الملاحظات الاميركية التي سربها موقع ويكيليكس.    (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 7 ديسمبر 2010)  


اضراب احتجاجي لسائقي القطارات وشلل تام في حركة النقل الحديدي


دخل اليوم 9 /12 / 2010 سائقو قطارات الشركة الوطنية للسكك الحديدية في اضراب احتجاجي فوري بعد بلوغهم خبر ايقاف زميلهم سائق القطار الذي كان طرفا في حادث التصادم الذي جد بمنطقة بئر الباي في 24 سبتمبر الفارط وذالك بعد خروجه من المستشفى حيث يتلقى العلاج وتمت زراعة ساق صناعية له .
علما ان نسبة المشاركة في الاضراب بلغت 100 حسب مصادر من الحديديين وادخلت حالة من الشلل التام على حركة النقل الحديدي كامل مساء اليوم بدءا من الساعة الواحدة علما انه تم وقف الاضراب بعد تعهد السلطة باعادة نقل السائق الموقوف الى المستشفى — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


تونس تنعي وفاة أول طبيبة في العالم العربي عن 101 عام


تونس ـ د ب أ: نعت تونس الثلاثاء الدكتورة ‘توحيدة بالشيخ’ عميدة الأطباء التونسيين وأول امرأة طبيبة في العالم العربي التي توفيت الاثنين عن عمر 101 عام.
وقالت وكالة الأنباء التونسية إن الراحلة وهي من مواليد 1909 بمدينة راس الجبل التابعة لمحافظة ‘بنزرت’ (60 كم جنوب العاصمة تونس) دفنت الثلاثاء.
وبالشيخ ابنة أخت المناضل الراحل طاهر بن عمار الذي قاد بداية 1956 مفاوضات استقلال تونس عن فرنسا (احتلت البلاد طيلة 75 عاما) والتي انتهت بتوقيع ‘اتفاقية الاستقلال التام’ في 20 آذار/مارس 1956. وكانت الراحلة أول امرأة تونسية تحصل على شهادة الباكالوريا’ (الثانوية العامة) سنة 1928، وقد تخصصت بعد تخرجها سنة 1936 من جامعة الطب بباريس في طب النساء والتوليد وكانت من أول من أدخل تجربة التنظيم العائلي (تحديد النسل) إلى تونس.

ساهمت سنة 1963 في إطلاق قسم التنظيم العائلي بمستشفى ‘شارل نيكول’ (وسط العاصمة تونس) وسنة 1970 في إحداث قسم مماثل بمصحة ‘مونفلوري’ (وسط العاصمة).
وشغلت من 1955 وإلى 1964 خطة مديرة قسم التوليد وطب الرضيع بمستشفى ‘شارل نيكول’ ثم رئيسة قسم التوليد وطب الرضع بمستشفى ‘عزيزة عثمانة’ إلى حين خروجها إلى التقاعد سنة 1977. كما شغلت منصب نائب رئيس الهلال الأحمر التونسي، ومديرة منذ 1937 لمجلة ‘ليلى’ أول مجلة نسائية تونسية باللغة الفرنسية بدأت في الصدور سنة 1936. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  2009)  


خلال 10 أشهر.. غلق 23 وحدة سياحية وآلاف زيارات التفقد


أغلقت مصالح المراقبة والتفقد السياحي خلال السنة الجارية وإلى موفي أكتوبر الفارط 23 وحدة سياحية بعد اجراء عدد من زيارات التفقد بلغت 6493 زيارة للمؤسسات السياحية إلى جانب 4149 عملية تفقد تتعلق بالمحيط السياحي.

ورغم زيارات التفقد هذه  للنزل والمطاعم إلا أن جودة المنتوج في الوجهة السياحية التونسية مازالت تشوبها عديد النقائص يعبر عنها  السياح اثر قضاء عطلهم في المؤسسات السياحية التونسية.
وكان وزير السياحية خلال إشرافه مؤخرا في توزر على الاحتفال باليوم الوطني للسياحة الصحراوية قد أشار إلى الترويج العكسي والسلبي الذي باتت تلعبه الملاحظات السلبية  والمعاينات الميدانية والتسجيلات حول النقائص في الخدمات السياحية في الوجهة التونسية التي يضعها السياح  على شبكة الانترنات وعلى المواقع التفاعلية.ويحدد على إثرها عدد كبير من السياح عدم القدوم إلى تونس واختيار وجهة سياحية أخرى لا سيما أن ما يطلع عليه السائح على الإنترنات أصبح محددا أساسيا لإختيار مكان قضاء عطلته المقبلة.
خدمات النزل

من جهتها تشير مصادر وزارة السياحة أن سعيها  للرفع من جودة الخدمات في المؤسسات السياحية والحد من ملاحظات وتذمرات السياح يتطلب وعي المهنيين في القطاع بأن تحسين الخدمات والاستجابة لتطلعات السياح تحتاج إلى تأهيل الوحدات السياحية في الجوانب اللامادية على غرار تكوين اليد العاملة وإرساء قواعد الجودة وفق المواصفات العالمية التي باتت ضرورية في جميع الخدمات المقدمة للسياح بدءا بالإستقبال ووصولا إلى الجوانب المتصلة بالنظافة والأمن…الخ
التأهيل والتكوين
وتقر من جهتها الوزارة بأن الخدمات في النزل اليوم تخضع لمعايير لم تعد تستجيب للمتطلبات المتجددة للسياح وستشرع بداية من السنة المقبلة في تحيين المواصفات المعتمدة في تصنيف المؤسسات السياحية بما يتلاءم مع متطلبات الجودة.
كما ستعمل الوزارة خلال السنة المقبلة  على إعادة النظر في برنامج التأهيل الفندقي نحو مزيد تشجيع الإستثمارات اللامادية لا سيما في مجال التكوين والتكوين المستمر لليد العاملة في المؤسسات السياحية مع حث المهنيين على مزيد الانخراط في برنامج التأهيل لأن إقبالهم على البرنامج ظل ضعيفا…
 منى اليحياوي  

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 09 ديسمبر 2010)


حوار مع شباب تونس


الخميس 9 كانون الأول (ديسمبر) 2010. تقــريـر عن حــــوار بيــن أعـضــــاء مـن بـرلـمـــــان تـونـــس الافـتــــراضــــي والـدكـتـــور مـنـصــف المــرزوقــــي
par ياسين bejaoui, jeudi 9 décembre 2010, 05:56 المشاركــــون في الحـــوار:• الـدكتــور منصـف المـرزوقـي• السيــد زهيــر مخلوف، رئيس البرلمان ومنشط الحوار • الأستــاذة ايمـان الطـريقـي• الدكتور محمد عبد الكريم• السيـد عبد السلام التــوكابـري• السيـد رضـى بن عـلـي• السيـد علـي رابــح• الأستــاذة لطـــيفة شعبـــان• الأستــــاذ نبيـــل اللبــــاسي، مقــرر الجلسة بدأ اللقاء عند التاسعة وعشرة دقائق بالترحيب بالدكتور كضيف على البرلمان، ثمّ قدّم رئيس البرلمان النواب المشاركين في الحوار للدكتور.
د. المــرزوقــي: هناك جيل جديد صاعد في تونس، لا نعلم عنه الكثيــر،،، إذ منذ أن فرض علينا التغـرّب والهجرة خارج الوطن نشأت قطيعة خطيرة بين الأجيال، وأشكركم على هذه المبادرة وهذه الفرصة التي أتحتموها لي للاقتراب وملامسة اهتمامات ومشاغل الجيل الجديد في تونس وطرق تفكيره… وللحقيقة، هناك سوء فهم كبيــر ما بين الأجيال في بلادنا…
السيد زهير مخلوف: هناك العديد من المواضيع الملحة وشديدة الخطورة والأهمية نودّ إثارتها معك خلال هذا اللقاء، وأول هذه المواضيع مسألة المناشدات للتمديد للرئيس بن علي، والتي لم نسمع فيها لحد الآن ردا حاسما من الدكتور ولا تحركا قويا من المعارضة، وهو محور سؤال الأستاذ نبيل.
الأستاذ نبيل اللبـاسي: شكرا للدكتور على قبول دعوتنا للإجابة عن أسئلتنا، سؤالي يتلخص في الآتي: « يمثل التمديد والتوريث خطرا حقيقيا قد يقوض آمال شعبنا في التحرر والديمقراطية لأجيال. والتمديد مسلسل قد لا ينتهي، إن قبلنا بحلقته الأولى فسيصعب إيقاف حلقاته الموالية. أود أن أسمع من الدكتور إن كان للمعارضة استراتيجية حقيقية وقوية وتجميعية في مواجهة هذا الخطر أو كانت تنوي إعداد مثل هذه الاستراتيجية في القريب العاجل؟ »
د. المــرزوقــي: بدءا، لا يمكننا الحديث عن معارضة بل عن مقاومة مدنية… المعارضات هي من خصائص ومكونات الأنظمة الديمقراطية حيث حرية التعبير والإعلام والتنظم واستقلالية القضاء وشفافية ونزاهة الانتخابات… أما تحت الديكتاتورية حيث تُصادر الحقوق والحريات وتُحتكر وسائل الإعلام لخدمة عصابة استولت على السلطة واحتكرتها وفي ظل قضاء غير عادل وغير مستقل فلا يمكن أن تكون المعارضة إلا ضعيفة ومهمشة أو مدجنة… لذا، لا يمكننا الحديث عن معارضة تحت نظام ديكتاتوري، بل عن مقاومة للديكتاتورية، مقاومة مدنية.
وفي بلادنا، رغم 130 ألف بوليس والدعم الغربي المكثف والمتواصل وقوى المافيا المجتمعة، فإن المقاومة، رغم قلة عدد أفرادها، تقدمت بالكثير الذي ستفخر به يوما ما بلادنا.
من حيث تجميع قوى المعارضة، فإنه يمكنني ذكر أنه خلال العشر سنوات الأخيرة حصلت 6 أو 7 محاولات للتجميع، لكن لاختلافات متعددة تتمحور حول تشخيص طبيعة النظام وطرق التعامل معه ومواجهة الديكتاتورية، فضلا عن الخلافات الشخصية أو الحزبية أو الأيديولوجية فإن هذه المحاولات باءت بالفشل…
كنت دائما أؤكد على أن هذا النظام بوليسي وقمعي وأن لا خيار لنا غير المقاومة المدنية. وكنت أنادي بإنشاء جبهة سياسية واسعة تطرح نفسها كبديل ديمقراطي عن الديكتاتورية بدل أن تكون لنا معارضات مهمشة تطالب السلطة بصوت ضعيف بإصلاحات ترقيعية وحلول تجميلية لثوب الديكتاتورية… وكان هذا الموقف أقلّي، لكن مع الوقت، بدأ الجميع يدركون طبيعة وحقيقة هذا النظام.
مناشدات التمديد والتوريث، هي فرصة جيدة أحدثها مطلقوها دون رغبتهم ومناسبة لا بد من استثمارها لجمع كل ألوان الطيف السياسي حول محاور رئيسية تهم مستقبل البلاد… وفي هذا الإطار فإن هناك مساعي حثيثة لجمع كل الأطياف والقوى السياسية من أجل بناء جبهة واسعة ضد التمديد والتوريث… وأنا أطلب من شباب البرلمان وكل شباب تونس التحرك على صفحات الفايسبوك وغيره من المواقع والمدونات لدعم هذا التحرك وهذا التوجه…
لنعلم أن الطبقة السياسية والشباب اليوم في واد ومجموعات المافيا والباندية في عالم ثان… ومن بين السيناريوهات التي تُطبخ حاليا في كواليس القصر، تدبير عملية انقلاب على رئيس الدولة بتعلة المرض أو الشيخوخة، على أن تتولى السيدة الأولى وإخوتها مقاليد البلاد وليتوارثوا الحكم فيما بينهم.
طبيعة النظام هذه تفرض اليوم الالتقاء بين الجميع، وقد بدأنا نشهد تقاربا بين ما يسمى بالشق المعتدل مع الشق المتهم بالراديكالية والتطرف. ودور الشباب رئيسي وأساسي في هذه المعركة، ومصيرها يهمه ويهم الأجيال التي من بعده كما يهم الجيل القديم. لذا إن لاحظ أدنى تقاعس أو فشل في التصدي لمشاريع التمديد والتوريث فما عليه إلا أن يفتك المبادرة ويقوم بالثورة على الزعامات السابقة والفاشلة، لأن المسؤولية التي تنتظرنا هي مسؤولية أجيال وتتطلب حلول لأجيال، وعلى الأجيال الصاعدة أن لا تكتفي بالفرجة والانتظار..ـ السيد زهير مخلوف: إذا هي معركة جيلية تشارك فيها كل الأجيال وعلى مدى أجيال
رضـى بن علـي: بعد السلام والتحية، أود أن أسأل الدكتور السؤال التالي: « إلى ماذا يرجع ضعف وعجز المعارضة عن التنسيق والتعاون فيما بينها؟ وكيف يمكن تكوين جبهة يمكنها أن تحدث التراكم في واقع الضعف الكبير للمعارضة؟ »
د. المــرزوقــي: أراني مضطرا لأعيد نفس ما قلته سابقا في أنه لا يمكن أن توجد معارضة سياسية تحت نظام ديكتاتوري، والمطلوب هو إنشاء مقاومة مدنية لهذه الديكتاتورية، مقاومة تأخذ وجوها وأشكالا متعددة: مقاومة نقابية لدى كل الهياكل والهيئات، من نقابات العمال وهيئات المحامين والصحافيين والأطباء والصيادلة والمهندسين،…، مقاومة شبابية تساهم فيها كل التجمعات والتنظيمات الشبابية والطلابية والتلمذية وعلى صفحات الأنترنت، مقاومة نسائية، مقاومة حقوقية تساهم فيها كل منظمات المدافعة عن الحقوق والحريات، مقاومة فكرية وثقافية..
لكن نقدنا للتجارب السابقة ولدواعي فشلها ينبغي أن لا يتحول إلى عملية جلد للذات،،، هناك عوامل موضوعية عديدة ساهمت في إضعاف الطبقة السياسية… هناك حوالي 300 شخص حملوا همّ هذا الشعب ولا يزالوا يحملونه لمدة 30 سنة ويتحركون على الساحات الحقوقية والسياسية والنقابية، ودفعوا ثمن ذلك غاليا… فضلا عن آلاف المسجونين والمطاردين والمقهورين في وطنهم بسبب أفكارهم وانتماءاتهم…
وحتى إن كنت أختلف مع من ذهبوا للانتخابات أو راهنوا على حلول تصالحية ومطلبية ومهادنة للسلطة فليس لي لوم عليهم. المهم أن نلتقي اليوم على قواسم مشتركة وأهداف تجمعنا، وهناك محاولات وسعي دؤوب للتقريب بين المعارضين ووجهات النظر المختلفة. ولا بد أن تشهد هذه السنة ميلاد جبهة تجميعية، تجمعنا رغم اختلافاتنا، وعلى الشباب دفع الأمور إلى الأمام لإنجاح هذا التوجه.
لا بدّ لنا من أن نعدّ بدائل وأن نتحرك كبديل عن السلطة، وعلينا القطع مع عقلية التسوّل والانتظار الدائم لمنّ وهبات وإصلاحات السلطة. فالديكتاتورية لا تعتبر المعارضة شريكا في اللعبة السياسية وإدارة الشأن العام، وهي لن تمدّ المعارضة بأيّ عطية إلا بما يبقيها في موضع الدونية وموضع التسوّل الدائم.ـ
السيد زهير مخلوف: الكثير في المعارضة لم يستوعبوا بعد منهج المقاومة الذي تدعوا إليه ولهم مؤاخذات كبرى عليه، منطلقين خصوصا من تجارب أليمة سابقة… السيد عبد السلام التوكابري: هل تعتبرون أن نظرة المقاومة ومنطق النضال هو الأكثر واقعية وقربا للجماهير؟ ألا يتطلب العمل المقاوم شروطا موضوعية غير متوفرة اليوم في بلادنا؟ أليس من الأجدى الانطلاق في التغيير بمنطق التدرج والتجديد وبث الوعي وبناء مقومات القوة ومراكمة النجاحات ومحاولة التغيير والتأثير الإيجابي في موازين القوى مع اعتماد فن الممكن؟ على المستوى الوطني نحن غير قادرين على مواجهة أخطبوط الديكتاتورية، ولضمان النجاح علينا تجنب الدخول في معارك فاشلة وتكرار التجارب السابقة والأليمة معركتنا الرئيسية اليوم هي معركة الوعي وتحرير الإرادات، فالمجتمع التونسي غير مستعد للمواجهة ولا لأي عمل ثوري.ـ
د. المــرزوقــي: كل أمر يحتاج للتدرج في تحقيقه، لكن تدرج في ماذا ولأي اتجاه؟ نحن نرى أنه تدرج في إطار عودة الوعي ورفض الديكتاتورية…
لو أننا منذ 20 سنة اخترنا الإعداد المتدرج للمقاومة ومواجهة الديكتاتورية بكل الأشكال السلمية الممكنة لكنا اليوم في وضع أفضل بكثير من الوضع الذي بلغنا إليه اليوم، لكن التصورات المغلوطة في إمكانية إصلاح الديكتاتورية من الداخل أو من خلال المشاركة في لعبة انتخابية مغشوشة أوصلنا لحافة اليأس والإحباط ولحالة الانسداد التي نعيشها.
لو كنا في بلد تتوفر فيه أدنى درجات الحرية واحترام الرأي المخالف واحترام حقوق الإنسان لاخترنا طريقا ثانية غير طريق المواجهة والمقاومة، لكن انتخابات 1994 و1999 و2004 و2009 واستفتاء 2002 أثبتت جميعها أن طبيعة النظام لم تتغير، وأن الفساد والظلم والقمع وتسفيه أحلام الناس والسخرية من عقولهم ما ينفك في التصاعد والتزايد، وأن المعارضة لم تزدد إلا ضعفا وهوانا، حتى أصبح المواطن العادي لا يعلم شيئا عن معارضات كان لها تاريخ ووقع في العقود الماضية…
نحن ندرك أن مواجهة الاستبداد تحتاج لعقد أو عقدين من الزمن، هو عمل جيلي، تخوضه كل الأجيال وتتناوب عليه، ينطلق ببناء جبهة سياسية من أجل الإطاحة بالاستبداد وبثقافة الاستبداد ومؤسسات الاستبداد… فالاستبداد سرطان ينخر في البلاد وأجياله وما ينفك أذاه يتضخم…
كانت لنا تجربة مريرة في الميدان الحقوقي مع هذه الديكتاتورية، كتبنا آلاف البيانات المنددة بالانتهاكات لحقوق الإنسان ولكبت الحريات، دخل محمد الشرفي الحكومة على أمل الإصلاح من الداخل، شارك البعض في الانتخابات ودخلوا البرلمان،،، لكن لا شيء تغير إلا نحو الأسوأ.
العمل المقاوم قد يكون أصعب مما كنا نتصور، لكن لا خيار لنا ولا بديل لنا عنه… فإن كان لا بد من التدرج، فما علينا إلا وضع استراتيجية طويلة الأمد للعمل المقاوم. جيلنا نجح في تعرية طبيعة الديكتاتورية، رفعنا عنها غطاء الديمقراطية وحقوق الإنسان الذي كانت تخفي به حقيقتها القمعية القبيحة أمام كل المنظمات الدولية وأمام الرأي العام المحلي والعالمي… وما على الجيل القادم إلا المواصلة والبناء والمراكمة على ما تم إنجازه.
وحتى لا يندثر عمل الأجيال السابقة وتجاربها ومنجزاتها، فإني أدعو إلى تكوين لجان لجمع المعطيات المتناثرة والدراسة والتقييم لما تحقق وما لم يتحقق خلال لعقدين الماضيين، وأدعو برلمانكم للمساهمة في هذا الأمر:ـلجنة لتقييم العمل الحقوقي،ـلجنة لتقييم المشاركات الانتخابية وما قدمته للبلاد وللحياة السياسية من إضافة،ـ لجنة لتقييم العمل النقابي لجنة لتقييم عمل المنظمات والجمعيات… ويعتبر إنشاء قاعدة بيانية مع تحاليل معمقة وتقييمات موضوعية وجادة مساهمة كبيرة في المشروع التحرري…
ولنعلم أن معركتنا اليوم في العالم العربي لا تقتصر فقط على الاستبداد المحلي بل تتعداه إلى شكل من الاستبداد العالمي المتحالف مع أنظمة القهر العربية، وهو تحالف موضوعي أملاه تواجد دولة إسرائيل من أجل ضمان أمنها وتحقيق مصالحها وبسبب تركّز حقول النفط ومصادر الطاقة في منطقتنا.ـ
السيد زهير مخلوف: هناك تجاذبات كبيرة في المعارضة واختلافات في تحديد الحلول والطرق، هل المشكل في الحلول أوفي الزعامات؟نجيب الشابي أضحى يدعو لتغيير الواقع من خلال المعطيات الموضوعية والقوانين السارية، والنهضة أصبحت تبحث عن التهدئة لتخليص أبناءها من المحاصرة والنفي والسجون والمطاردة، في حين تقول أنت بالمقاومة المدنية…كيف يمكن الجمع بين هذه الاهتمامات والتوجهات المتناقضة في جبهة واحدة؟ وبماذا تختلف عن المعارضات الأخرى؟
د. المــرزوقــي: الخلاف موجود على كل الأصعدة وبين كل المعارضات والأحزاب حتى في الدول الأكثر ديمقراطية، والصراعات الشخصية لا يخلوا منها أي بلد ولا أي تنظيم وهو لصيق بالعمل السياسي في كل العالم، وعلينا أن نتعلم كيف نتعامل معه ونعتبره كمعطى يجب التعاطي معه وليس كمرض يمكننا استئصاله، فالسياسة هي معركة من أجل السلطة لغاية تحقيق برامج، وفي هذه المعركة تلعب شخصية الفاعلين دورا مؤثرا.وما ذكرته عن محاولات حركة النهضة من سعي للمهادنة وتزلف للسلطة غير صحيح ولم أسمع به من أحد، وقد قابلت بعض من قياداتها وأعربوا لي عن تمسكهم القوي بمنهج المقاومة. النظام يرفض التعامل وحتى مقابلة الدكتور بن جعفر رغم ما يُعرف عنه من لين واعتدال، فكيف سيقبل بالنهضة وقياداتها؟
المجتمع التونسي ككل كائن حي يحمل ذكاء جماعيا قد لا ندركه، تشكّل من خلال ركام التجارب التاريخية والمعطيات الواقعية، وهو يفرز مختلف التيارات داخله والحلول وينطلق ضمن سيناريوهات مختلفة ولا يحتفظ إلا بأحسنها وأسلمها. فأمام السدّ المنيع الذي تمثله الديكتاتورية يجرب جملة من الحلول المختلفة، فيفرز من بين أفراده من يدعون للإصلاح من الداخل وآخرون ينادون للمشاركة في الانتخابات، وآخرون لا يرون في غير رفع السلاح حلا، وطرف رابع يدعو للمقاومة المدنية، وهكذا… كل هذه التشكيلات والحلول المتباينة هي من صنيعة هذا المجتمع، الذي يقوم بعد ذلك بعملية فرز للحلول الناجحة والحلول الفاشلة والمرفوضة. هذا الجسم الذكي فهم أن الانتخابات لعبة مغشوشة، لذلك هو يقاطعها ويتجاهلها. ولو كانت لنا مراصد للمتابعة العلمية للعمليات الانتخابية لأدركنا كم هي ضعيفة نسبة المشاركة…
الوعي الجماعي لهذا المجتمع يفترض أن لا يضع بيضه في سلة واحدة، وهو يفرز الحلول الأكثر فاعلية ونجاحا،،، وإن كنتم ترغبون في أن يكون للبرلمان الافتراضي دور ووزن فأنا أدعوكم لدراسة مختلف الأشكال التي يقاوم بها هذا الجسم الذكي وطرقه في تحديد أنجح الحلول. لتقوموا بدراسة للعشرين سنة الأخيرة، كيف تفاقم الفساد والقهر رغم ادعاءات الحرية وحقوق الإنسان؟ هناك استراتيجيات متعددة، الكثير منها فشل، ونحتاج لدراستها لتحديد أسباب هذا الفشل للخلوص لاستراتيجيات أكثر نجاحا
الأستاذة لطيفة شعبان: ما هي خريطة الطريق التي وضعتموها للمواجهة؟ ألا ترون أن خنق الحريات الذي خضعت له بلادنا منذ سنة 1990 هو امتداد لسياسة خارجية للضغط؟
د. المــرزوقــي: في منطقتنا العربية نحن نخضع لاستبداد داخلي واستبداد عالمي، والعامل الخارجي يعمل على إضعاف هذه المنطقة بتجريد شعوبها من حقها في الديمقراطية من أجل حماية ودعم إسرائيل.بالنسبة لخارطة الطريق، فيمكن تلخـيصها في تكوين جبهة سياسية مدعومة بالشباب ضد التمديد والتوريث. جبهة لا تكتفي بالعمل الكلاسيكي التقليدي بل تقوم على بث الوعي لدى الشباب وتضع بدائل متقدمة للحكم وتقدّم نفسها كبديل ديمقراطي عن الديكتاتورية وتتوجه للمجتمع المدني الدولي للضغط الخارجي على هذه الأنظمة المتخلفة في المنطقة…
علينا أن ننتهي مع هذه العصابة المتخلفة وأن لا نسمح لها بالتواصل، عصابة تعتمد على البوليس وعلى السحرة والمشعوذين والمجرمين لإخضاع الناس وضرب المعارضين… لا بدّ من التحالف لفك واسترجاع دولة سُلبت من شعبها لفائدة عصابة…لا بدّ من وضع استراتيجية جديدة تقوم على المقاومة المدنية
محمد عبد الكريم: هناك من يقول أنك ظلمت نفسك مرتين بتأسيس حزب المؤتمر، مرة أولى لمّا تحولت من مشروع زعامة وطنية جامعة فتقلصت إلى زعيم حزبي كسائر لزعامات الحزبية، ومرة ثانية لما تحولت عن محاولة حل مشاكل الزعامة على مستوى المعارضة الوطنية ولتضيف إليها مشكل زعامة جديد، ما رأيك؟؟
د. المرزوقي: خيار تكوين الحزب أملته جملة من المعطيات والظروف،،، إذ عند خروجي من الرابطة سنة 1994 كان النظام قد خرّب وقتها كل المنظمات والأحزاب لذا دعوت لبناء وتأسيس حركة سياسية وحقوقية ونقابية جديدة… دعوت لإنشاء رابطة كتاب جديدة، ورابطة حقوقيين جديدة، ونقابات مهنية جديدة… كما دعوت سنة 1997 لإنشاء جبهة سياسية واسعة تضم الجميع،،، وكان الجدل على أشده بين رؤيتين إحداهما تدعو إلى التواصل مع النظام والثانية إلى القطع معه… لذا وقع الخيار على تأسيس حزب ديمقراطي يرفض الاستبداد على عكس الأحزاب القائمة، وطلبت من الصديق الدكتور مصطفى بن جعفر التحرك في هذا الاتجاه، ووافق على الفكرة والمشروع، لكن بعد 5 سنوات من الانتظار لم يتحقق شيء، لأن الصديق بن جعفر كان ينتظر ترخيصا من السلطة، ترخيص لن يأتي أبدا…
كان المقترح الذي قدمته يدعو إلى إنشاء حركة سياسية مختلفة عما ألفناه في بلادنا من حركات وأحزاب سياسية،،، هي تيار جامع يعمل على شكل لجان متعددة ومتفاعلة، دون أن تكون في حاجة لزعيم أوحد ولا هيكلية هرمية ولا انتدابات ولا قوائم للمنخرطين فلسنا في حاجة لتقديم هدايا مجانية للبوليس. لكن الغالبية رغبت عن فكرة اللجان وفضلت الفكرة الكلاسيكية في إنشاء حزب على الشاكلة المعهودة.
أراد النظام في البداية أن يضع لنا إطارا على حسب مواصفاته وقالبا على حسب الحدود التي ينوي أن يحدد بها حركتنا فرفضنا.تم تجويعي وطردي من عملي ومحاصرتي، فاضطررت للهجرة لفرنسا حيث وجدت القبول الحسن وفتحت لي الجامعات الفرنسية أبوابها للتدريس بها.
كانت قناعتي أن نتجاوز الطرق القديمة والأساليب المستنفذة : حزب يجند ويؤطر الشباب والنساء والعملة والموظفين والعاطلين والتلامذة والطلبة على شاكلة التنظيمات اللينينية، وأن علينا أن نستحدث أشكال متطورة وأن ننشئ جسما حيا، خميرة تضم الجميع ضد الاستبداد، تضم الإسلاميين والعلمانيين واليسار والقوميين، مؤتمرا وطنيا ديمقراطيا يكون له ناطقا رسميا يتداول عليه مختلف التيارات كل 6 أشهر. لكن في النهاية سقط المشروع وانسحب الجميع.
المؤتمر من أجل الجمهورية خيار من بين خيارات متعددة، وبالإمكان أن ينصهر في أي جبهة أوسع وأكثر تطورا من أجل مواجهة الديكتاتورية . أما عن الأخطاء، فككل النضالات لا بدّ أن تصحبها أخطاء،،، هو مخاض صعب وطويل، حققنا فيه الكثير ويحتاج للتقييم والتقويم
السيـد زهيـر مخلـوف: ما هو تقييمك لتجربة حركة 18 أكتوبر؟
د. المرزوقي: لما بلغني خبر دخول المجموعة في إضراب الجوع، قررت العودة للبلد للتضامن معهم رغم المرض وحالتي الصحية المنهكة بعد عملية جراحية خضعت لها،… تمّ تعـمّد إقصائي، شعرت بالكثير من المرارة والألم، لكن سعيت لتجاوز الأمر وعدم الوقوف عنده.
بعـد البيان، اتصلت رفقة الأستاذ عبد الرؤوف العيادي بالمنظمين للحركة لأقنعهم بأن البيان الذي قاموا بإصداره كان ضعيفا جـدا، وأنه تجاهل 20 سنة أو تزيد من النضالات ولم ينص على الطبيعة القمعية للنظام… وعدوني بتكوين جبهة وبعد 5 سنوات لم تحقق هذه الجبهة شيئا. قناعتي اليوم أن 18 أكتوبر أفلتت فرصة تاريخية ولن تعود … هي مجرّد إضافة فشل لكل محاولات تجميع المعارضة وكما قال الشيخ الغنوشي تحولت إلى مجرد نادي فكري وتجمع للنقاش. مكوناتها غير متفقة وتجاذبات حزبية تمزقهارغم هذا الفشل يجب مواصلة التجميع خاصة وأن المستنقع والكابوس سيتواصلان حتى ولو مات بن علي غدا . بعده سيتواصل الاخطبوط المافيوزي الذي كونه . ومن ثم ضرورة سعي الشباب لتكوين جبهة المقاومة الوطنية إذا لم ينجح في تكوينها الجيل القديم . . .السيد علـي رابح: لو كنت رئيسا للدولة الآن، ما هو برنامجك للإصلاح والتغيير والتنمية؟
د. المرزوقي: برنامج تونس وطن للإنسان، تجدون برنامجي في صفحتي على الأنترنت www.moncefmarzouki.com
هناك 7 أو 8 ملفات كبرى تتمثل بالأساس في إصلاح المنظومات السياسية والقضائية والأمنية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية… لكن لنعلم أن كل سياسي يدّعي أنه يمتلك الحـلول لكل هذه المشاكل لا يمكن أن يكون إلا كاذبا…كل ما أدعو إليه هو اعتماد منهجية في الحل تقوم على تشريك أهل القطاع وأهل الاختصاص ومختلف الأطراف السياسية لوضع الحلول. هناك أهداف يقوم بتحديدها رجل السياسة، لكن كل أطياف الشعب تساهم في تحديد طرق بلوغها… لا بد أن يشعر كل الناس أن مشروع التنمية ومشروع هذا الوطن هو مشروعهم ولا بد من تشريك الجميع في والتطور بالأوضاع.
هكذا يمكننا إعادة الهيبة والقيمة لوظيفة رئاسة الجمهورية، رئيس منتخب بأغلبية 51 في المائة يكتفي بتحديد الخيارات الاستراتيجية الكبرى، وعلى مكونات الشعب ومؤسساته تحديد التفاصيل وأشكال تحقيقها وطرق الإنجاز والوسائل..ـ
الأستاذ نبيـل اللبــاسي: كيف يمكن للمعارضة أن ترفع شعارات الديمقراطية وتشكو من ضيق صدر السلطة وسلوكها المنافي لأبسط قواعد الديمقراطية، لكن بالمقابل لا تتورع هي من حمل فكر أحادي وإقصائي، ترفض حتى حق الحياة لبعضها فضلا عن التعاون، تتبنى أشكالا هرمية ومركزية وجامدة في تنظيماتها، تقوم على الولاء للزعامات والرموز بدل عمل المؤسسات، ألا يدل هذا على أن المعارضة بمختلف توجهاتها، رغم رفعها لشعار الديمقراطية تحمل في الحقيقة مشاريع استبداد؟
د. المـرزوقي: الديمقراطية هي قبل كل شيء عقلية ومؤسسات تقوم على حرية التعبير، واستقلالية القضاء، والتعدد السياسي مع ما يتطلبه من حرية النشاط والتنظم، وانتخابات حرة وشفافة… لكن داخل المنظومة الديمقراطية قد يوجد أشخاص أو أحزاب غير ديمقراطية… في أوروبا وأمريكا تتواجد شخصيات لا تحمل المبادئ الديمقراطية على رأس أحزاب كبرى، لكن الجميع يخضع لقواعد اللعبة الديمقراطية… علينا أن نفهم أن الديمقراطية لم تُنشئ للملائكة بل لإدارة التنافس والصراع بين إرادات وزعامات وأنانيات مختلفة ومتضادة.
السيد زهير مخـلوف: تشهد تونس حالة تصحر حـقوقي والجمعيات أصبح دورها مجرد إصدار البيانات أو محاولة الدفاع عن أبنائها أعضائها. ما هي خريطة الطريق للخروج من هذا الواقع؟
د. المرزوقي: الحالة المتردية التي بلغتها مؤسسات حقوق الإنسان في تونس هي نتيجة توارد مجموعة من العوامل:ـ
أول هذه العوامل، شراسة القمع: فتحت نظام قمعي كنظام هتلر أو تشاوشسكو لم يكن من الممكن الحديث عن جمعيات لحقوق الانسان… والنظام الحالي ضرب كل المنظمات والجمعيات بما فيها المنظمات الحقوقية ثاني هذه العوامل، الاهتراء: خلال 20 سنة لم يكف القمع يوما واحدا ولم يرتفع الحصار والمضايقة المضروبين على نشطاء حقوق الإنسان،، وهو عذاب أنهك وأتعب المناضلين…
ثالث هذه العوامل، تصور الحـركات الحقوقية انه يمكن أن تكون بديلا عن العمل السياسي… لكن ما غاب على النشطاء الحقوقيين أن دور الحركة الحقوقية يقتصر على الوقاية، لكن العلاج كان يتطلب عملا سياسيا وحراكا سياسيا.
كان الخطأ في فصل العمل الحقوقي عن العمل السياسي ولا أقصد الحزبي انطلاقا من نظرة مغلوطة تعتبر أن العمل الحقوقي شريف في حين أن العمل السياسي مدنس… في حين شاهدت حركات سياسية نظيفة ومنظمات حقوقية مدنسة..ـ
هذه العوامل الثلاثة مشتركة أبلغت الحركة الحقوقية للمأزق الحالي.والحلّ يتطلب إعادة تصور وبناء الحركة الحقوقية كجزء من الحركة السياسية، بحيث يصبح العمل الحقوقي ذو أفق سياسي، والعمل السياسي ذو عمق حقوقي، بحيث تخرج الحركة الحقوقية من مجرد المطالبة واستصدار البيانات إلى مرحلة التشهير والفضح، التشهير بالجلادين… والحقوق تفتك ولا يطالب بها… نحن بحاجة لحركات سياسية وحقوقية نظيفة تعمل من خلال ملفات ووفق رؤية استراتيجية واضحة.
أقترح على برلمانكم إنشاء لجان تقييمية وتقديم ملفات تقييمية تقـيّم الحركة الحقوقية والحركة النقابية والحركات السياسية خلال العشرين سنة الماضية حتى لا تضيع التجربة السابقة ونستفيد من نجاحاتنا وإخفاقاتنا
الأستاذة إيمان الطريقي: أودّ أن أطرح سؤالين على الدكتور المرزوقي:الأول: نرى في الفترة الأخيرة سعي للفصل بين كل ما هو سياسي عن العمل الحقوقي، ما تقييم الدكتور لمثل هذا التوجه، هل في الفصل ايجابياته أم من الأحسن الدمج؟
الثاني: تمثل معضلة الشباب السلفي قضية حقوقية بامتياز، وقد بلغ عدد المحالين على خلفية قانون الارهاب أعدادا مهولة، هل ترون أن طريقة تناول المنظمات الحقوقية لهذه الملفات كافيا؟
د. المرزوقي: أولا، هناك خلط في الفهم. بالطبع لا بد وأن يكون هناك فصل بين العمل الحقوقي والعمل الحزبي، ولا ينبغي أن يتحول العمل الحقوقي لخدمة أجندات حزبية متناقضة ولا أن تصدّر الصراعات الحزبية إلى العمل الحقوقي..ـ
لكن لا بد أن يكون للعمل الحقوقي أفق سياسي بحيث يدفع نحو تغيير الأجهزة التي تنتج القهر والتعذيب. فكما أن الأورام السرطانية لا تعالج بالأسبرين فإنه لا ينبغي الاكتفاء بمعالجة العوارض بالمطالبات والبيانات. ثانيا، المشكلة في البلد ليست مشكل سلفيين بل مشكل اضطهاد. بالنسبة للناشط الحقوقي لا يهمه الانتماء الأيديولوجي أو السياسي لمن وقع عليه الظلم والاضطهاد بقدر ما يهمه مواجهة فعل الاضطهاد، وهو مع كل المظلومين والمضطهدين مهما كانت انتماءاتهم وأصولهم وأعراقهم..ـ
وفي الختام شكرا للبرلمان الافتراضي على أمل أن يكون لنا يوم قريب برلمان حقيقي ومؤسسات ممثلة وشعب حرّ سيد نفسه ورئيس دولة جدير بالاسم …وأن نخرج أخيرا من عالم الوهم والسحر والكذب والتضليل عند الماسكين والسلطة والافتراضي والنظري والخيالي عند المعارضين لنصبح أخيرا شعب…..طبيعي أي يعيش في الواقع . (المصدر: موقع الدكتور منصف المرزوقي بتاريخ 8 ديسمبر 2010)  


محطات سريعة رفضوا نشرها هذا الأسبوع


المحطة1: عقلية فريدة

السيد محمد السويح، رئيس كتلة التجمع بمجلس النواب، أدلى بحديث لجريدة يومية  أكد فيه ما يلي: لا يمكننا كنواب للحزب الحاكم أن نضع الوزير موضع المساءلة… وهو حديث بقدر ما هو صريح من شخصية مسؤولة، إلا أنه بالفعل حديث صادم، فهو ينمّ عن عقلية لازالت تعتبر أن النائب مهمته أن يوافق فقط على ما تقوله الحكومة، وأن مسؤوليته تنحصر في المصادقة والموافقة والمباركة… وقد نسي السيد النائب أن كل برلمانات العالم المتقدم وغير المتقدم، تحوي بطبيعتها أغلبية من نواب الأحزاب الحاكمة، وهذه الاغلبيات هي التي تشرّع القوانين وهي التي تحاسب الوزراء وتعزل الحكومات وتساءل الوزراء عن برامجهم وتنقد أداءهم إن لم  يؤدّوا واجبهم على أحسن ما يرام.. لكن أن تسلّم الأغلبية البرلمانية بعدم نقد ومساءلة أي وزير في الحكومة، بدعوى أن هذه الحكومة هي حكومة الأغلبية وهؤلاء النواب هم أيضا نواب الأغلبية، فساعتها ببساطة لن يعود لتمثيل الشعب أية معنى، ولمجلس النواب أي دور.
المحطة2: وعقلية أخرى
الإعلام هو قاطرة النهوض بالتنمية، وهو بلا شكّ المعبّر الحقيقي عن تطلعات الشعوب نحو الديمقراطية والتقدّم، لكن أيضا باسم هذه الشعارات البرّاقة، يمكن أن تُرتكب أبشع الجرائم في حقّ الديمقراطية نفسها وفي حق الشعوب. ولا أدلّ على ذلك من المستوى الهابط الذي بانت به بعض الصحف على حقيقتها، عندما هاجمت النائب فوزي جراد، الذي تساءل بكل لطف عن أبواب الوزارة لماذا تُغلق في وجه المواطن والنائب ولماذا لا يتمكن من مقابلة الوزير. وهو سؤال طبيعي من نائب للشعب يريد أن يقضي مصالح ناخبيه التي ائتمنوه عليها، لكنه سرعان ما قوبل بهجوم شرس من بعض الصحف الصفراء، وخاصة من رئيس تحرير موقع  الكتروني، كان المفروض على الأقل أن يتحلى باللياقة وينقل كلام النائب وكلام الوزير وينتهي، لكنه أراد أن يقدّم خدمة في غير محلّها، وتملّقا تجاوزه العصر، ونظرة حاقدة على كل صوت معارض وعلى كل رأي مختلف.. أيها الصحفي الجهبذ العلامة في عالم الإعلام، نهمس لك بكل لطف أن السيد النائب قام بالفعل السليم عندما سأل الوزير لان ذلك واجبه، والوزير قام بواجبه الصحيح عندما أجابه، أما أنت فقد قمت بالفعل المشين، لأن تلك هي طبيعة صحافة المجاري التي تعوّدت عليها.  
محمد بوعود  


حتى لا تصاب سوق الأفكار.. بالكساد


صلاح الدين الجورشي
 
*عندما اتصل بي الزميل فيصل بعطوط بحفاوته المعهودة، وأعلمني بأن إدارة «الصباح» تقترح علي الانضمام إلى كتاب ركن (المنتدى)،انتابني شعور غامض. فهذه الدعوة من شأنها أن تضع حدا للغياب عن مجال الصحافة التونسية لفترة استمرت حوالي الأربعة عشر عاما. وهو غياب لم يكن بالأمر الهين على شخص احترف الكتابة منذ وقت مبكر. صحيح أن السمكة لا تموت عندما يلقى بها خارج حوضها الطبيعي، لأن المياه الإقليمية والدولية واسعة جدا، لكن تخيل أن يسيطر عليك إحساس بأنك مهاجر دون أن تغادر وطنك الذي تحب.

علاقتي بالصباح تعود إلى فترة الصغر، وتحديدا عندما كانت هذه الصحيفة ملتزمة بنقل وقائع المحاكمات السياسية. يومها، وأنا بالرابعة عشر من عمري، اعتقل ابن عمي بتهمة الانتماء إلى الحزب الشيوعي الذي صدر بحقه قرار التجميد. وقد شكل ذلك حدثا بارزا في أسرة لم يعرف عنها ميل إلى الاهتمام بالسياسة أو نزوع نحو مخاصمة السلطة. وكان مطلوبا مني أن أشتري الصباح مبكرا، وقراءة وقائع المحاكمة على أفراد الأسرة، مما فتح عيني على واقع غامض لم أفهم كنهه إلا بعد سنوات قليلة، وجعلني مهيئا لأمارس الاحتجاج دون وعي أو إدراك.
عندما اشتد عودي قليلا، شدني في هذه الصحيفة كتابات شخص، لم أكن أتوقع بأن الأيام ستجعل منه زميلا تعلمت منه الكثير وصديقا أعتز بصداقته. إنه الصحفي اللامع عبد اللطيف الفراتي. ولست هنا بصدد إلقاء الورود من باب المجاملة، ولكن السياق يفرض الاعتراف بالجميل لأهله. فقبل أن تنشأ الصحف المستقلة وفي مقدمتها صحف (الرأي) و(المغرب العربي) و(لوفار) إلى جانب صحف المعارضة، كانت (الصباح) المرآة العاكسة لما يجري في البلاد من أحداث وتحولات. وهو ما جعلها المصدر الرئيسي للمعلومات والآراء. هكذا توثقت الصلة بين النخبة القارئة وعدد قليل من الصحافيين، كان من بينهم سي عبد اللطيف، سواء من خلال افتتاحياته الكاشفة لاتجاه الريح أو مقالاته التحليلية ذات المبنى الحديث في الكتابة الصحفية.
كانت لي تجربة قصيرة مع (الصباح)، فمبادرة من الصديق الفراتي الذي كان يشغل يومها منصب رئيس التحرير، خاض فريق صغير كنت أحد أعضائه بمعية المرحوم مصطفى النيفر  ذاك المثقف الكبير الذي غادرنا قبل أن يدرك الكثيرون قيمته المعرفية  إلى جانب شقيقه رجل الفكر الدكتور أحميدة النيفر الذي أشرف على هذه التجربة، وأضفى عليها روحا خاصة.
تمثلت تلك المحاولة في تأثيث صفحة تحت عنوان «الإسلام  دين حضارة « . ولم يكن هذا الركن تكرارا أو استنساخا للصفحات الدينية التي تعج بها كثير من الصحف، وغالبا ما جاءت فاقدة للروح وخالية من أي تجديد أو مراجعة. فكأن الخطاب الديني في هذه الصحف مجرد إعلان جاهز، يعاد استنساخه باستمرار بعيدا عن تأثير الزمن واختلاف النوازل والتحديات. ولأن هذه الصفحة انتهجت أسلوبا مغايرا، حيث حاول كتابها أن يفتحوا أبوابا كانت مغلقة، ويطرحوا أسئلة بقيت مؤجلة عن قصد، فقد أثارت فيما يبدو حفيظة من يرون في أنفسهم من أصحاب المناصب الدينية في تلك المرحلة المؤهلين أكثر من غيرهم للتحدث باسم الإسلام، واعتبروا  سامحهم الله – أن جزءا مما كتب «خروج على الثوابت». لذلك، رغم محدودية هذه المغامرة في مساحتها، فقد أثبتت مرة أخرى أن المسافة بين بعض الخطابات الدينية الرسمية بالبلاد العربية وخطابات أخرى احتجاجية ليست عميقة كما يفترض البعض، بل إنها تتقاطع في أكثر من مسألة، وقد تشترك في الرؤية، وتختلف في الأسلوب. وبقطع النظر عن الخلفيات والجزئيات التي حدثت في الكواليس، فإن النتيجة كانت إيقاف التجربة بقرار من صاحب المؤسسة رحمه الله.
الآن تخوض الصباح تجربة لافتة للنظر، وتتمثل بالخصوص في فتح صفحاتها أمام عدد متزايد من الكتاب ذوي الميول والاختصاصات والتجارب المتنوعة. وهو ما جدد الأمل لدى بعض هؤلاء في إمكانية المساهمة في إعادة الاعتبار لمقالات الرأي، التي تعتبر، إلى جانب الوصول إلى مصادر الخبر، مؤشرا هاما من مؤشرات قياس حرية التعبير والصحافة. وكلما ازداد نسق الحوار والتباين بين الكتاب وأصحاب الفكر، وانطلقت الأقلام في كل اتجاه، تعيد طرح الأسئلة، وتسلط الأضواء على مواقع الظل، وتخفف من حدة الصوت الواحد وتقلل من هيمنة اللون الحاجب لبقية الألوان، إلا ونتج عن ذلك تجدد النخب، وتمت إعادة بناء الثقافة السياسية، وتعززت عملية التراكم، وتوثقت الصلة بين الأجيال، واستعادت الكلمة سلطتها، وتوفرت فرص جديدة للتقليل من حالة العزوف.
هذه الديناميكية الداخلية عبر عنها البعض بـ «سوق الأفكار»، وقال عنها أحدهم (أوليفر وندل هولمز) «إن أفضل اختبار للحقيقة على أن يتم قبولها وسط منافسة السوق ». ٪     saidanadhmi6@gmail.com (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 09 ديسمبر 2010)


كلمة الشيخ راشد الغنوشي في احتفال الجمعية الثقافية التونسية في بريطانيا بعيد الأضحى المبارك

 


حسينيون للأبد  


محرّم من كل عام يذكّرنا بتقصيرنا نحو ديننا و أمتنا و أنفسنا ، نملك كل مقومات القوة والعزة ولكن هيهات يتحكم في مصائرنا اليهود والنصارى والذين أشركوا، حرمات تنتهك و أرض مستباحة وفقر وجهل وبطالة و فجوروسفور و فتن كقطع الليل المظلم ، و حكم بالقوة والغلبة و تشتّت و فرقة ، لقد ركنا إلى الذين ظلموا و أصبحنا عبيدا للدنيا والدين لعق على ألسنتنا ، كثرت المنابر والفضائيات والخطباء والدعاة و لكن قليل هم الديّانون الذين إذا محّصوا بالبلاء ثبتوا و إذا وعدوا صدقوا و إذا إئتمنوا وفّوا و إذا جاهدوا صبروا.
يقف الحسين بن علي بن فاطمة بنت محمّد صلوات الله عليهم و آلهم الطاهرين في مقام قاب قويسين أو أدنى ، ولد سيدا و إماما و عاش سيدا وإماما و إستشهد سيدا و إماما و يرجع سيدا و إماما في يوم الوقت المعلوم، علّمنا الحسين عليه السلام كيف نكون مظلومين فننتصر ، علمنا كيف نقوم للحق مثنى وفرادى ، علمنا الحسين كيف تكون الآخرة هي الحيوان!
حاول الجبت والطاغوت أن يمحوا ذكرى الحسين و أن يبدّل نعمة الله وأن يغيّر خلقه، مارسوا التضليل والتقتيل والتشريد ، حاولوا سحرالناس بالكذب والمكروالخداع، إستعمروا منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قتلوا ذريته شر قتل و كذبوا على الله ورسوله و وضعوا الأحاديث الكاذبة و صنعوا أشباه علماء ووضعوهم للناس أدلاّء ليضلّوهم عن السّبيل ، إنّها حرب كونية أعلنها الشيطان و جنوده منذ أن رفض السّجود للأسماء القدسية الشّريفة إلى يوم الوقت المعلوم !
جيئ بالحسين إلى كربلاء لتكون مكان حتفه و نهايته و لكن جعل الحسين من كربلاء أرض عشق و حب ، تجلت فيها كل الأسماء الجلالية والجمالية ، قدّم فيها أعلى صور التسليم و أرقى مظاهر العبودية و الخضوع لله الواحد القهّار، عندما نحيي عاشوراء ، نحييها عربون حب ووفاء لهؤلاء الفتية الذين آمنوا بربهم فزادهم الله هدى، لهذا المشهد الجليل للسيوف والرماح وهي تخترق أجساد أشرف الناس و أطهرالناس و أكرم الناس
إن تكن الأبدان للموت أنشئت      فقتل الفتى بالسيف في الله أفضل و إن تكن الأموال للترك جمعها   فما بال متروك به المرء يبخل وإن تكن الأرزاق قسما مقدرا     فقلة حرص المرء في الرزق أجمل
نعم إنه مسرح التضحية والفداء أراد الأعداء طمسه و تغيير حقائقه و لكن جاء نصرالله والفتح المبين و ظهر للناس زيف الدجالين والمخادعين و بدأت قوافل الحسنيون تحمل للناس بشائرالنّصر و عودة المقدّسات و سقوط الجبت والطّاغوت، كتب الحسين تاريخه بدمه الطاهر الزكي و خلّد ذكراه في ذاكرة الأحرار و الثوار، فكل أرض كربلاء و كل يوم عاشوراء، حسينيون للأبد ما دامت السماوات والأرض و الليل والنهار،
يا نفس من بعد الحسين   هوني  وبعده لا كنت إن تكوني أتشربين بارد المعين      وهذا حسين شارب المنون هيهات ما هذا فعال ديني   و  لا فعال صادق اليقين
السيد عماد الدين الحمروني ٣محرم ١٤٣٢باريس  


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الشيخ الحفيان: رحلة قرآنية عطرة

قال تعالى: « يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ». تلقيت ببالغ الأسى والأسف نبأ وفاة أخي الدكتور الشيخ عبد الرحمن الحفيان الذي وافته المنية يوم الأحد 5 ديسمبر إثر عودته من البقاع المقدسة بعد أدائه لفريضة الحج، وهو لا يزال في ربيع عطائه العلمي والديني، رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.
لست من كتاب مقالات الرثاء في شخصيات عقائدية ودينية من حجم المرحوم الشيخ الحفيان، ولست من أولئك الذين تربوا على كيل المديح لأبناء آدم، ولكنني واحد من المقتنعين بواجب تبجيل العلماء واحترام مقاماتهم، والحرص على النهل من معينهم الذي لا ينضب. 
فبحكم القرابة تعرفت عليه منذ الصغر، وكلانا كان منشغلا بحفظ كتاب الله والنهل من معينه الذي لا ينضب ونظرا لاهتمام عشيرتنا رجال الحمادة بتحفيظ القرآن الكريم لأبنائهم في مقتبل العمر كنت ألتقي بعض الأحيان مع الشيخ للمراجعة رغم فارق السن.
كان الشيخ الحفيان نابها منذ طفولته، وكان محبا للقرآن ولجلسائه، فقد  درس القرآن على يد الشيخ السماتي، وكان عندما يعود في العطلة إلى مكثر يراجع ما حفظ على يد والدي مد الله في عمره، وكانت تربطه بوالدتي علاقة وطيدة فقد برته لأدبه وحسن معشره واهتماماته بكتاب الله وقد حزن لفراقها. عرفته أيضا في المدرسة القرآنية بنهج الكتبية في تونس العاصمة بصحبة علماء أجلاء من أمثال الشيخ الشاذلي العياري والشيخ محمد الهادي بلحاج رحمهما الله والشيخ عثمان الأنداري وآخرين كان يومها يدرس بالسنة الرابعة وكنت طالبا بالأولى.
ولم يمنع مغادرتي لتونس إلى الممكلة العربية السعودية لدراسة العلوم الشرعية الإلتقاء بالشيخ مرات، فقد زارني في المدينة المنورة، وحاولت بمعية الشيخ أبو بكر الجزائري تسجيله بالجامعة الإسلامية، لكن وبسبب اهتمامه بالقراءات القرآنية نصحه الجميع بالتوجه إلى الأزهر في القاهرة لاتمام دراسته هناك وهو ما تم له بالفعل.
رحل الشيخ الحفيان، وهو لم يكن حافيا كما قال له الشيخ أبو بكر الجزائري، بل حافظا للقرآن ومحبا  ومدرسا ومعلما له، وترك لوعة في قلوب الآلاف من طلابه ومحبيه من مختلف المشارب الفكرية والسياسية. فقد كان عفيف اللسان محبا لكل الناس.
أذكر أنه اشتكى لي أياما خلت حين استقبلته في المملكة العربية السعودية كيف أن بعض مشايخنا كانوا يحاصرونه ولا يريدون له أن يدلي بدلوه في تعليم القرآن وقراءاته، وقد نصحته بالصبر والثقة بالله في أن يكون إلى جانبه طالما أنه يريد وجه الله، وهو ما كان له يوم أن فتح له رجل الأعمال التونسي صخر الماطري أبواب إذاعة الزيتونة ليطل من خلالها بعلمه  وصوته الندي ومعارفه القرآنية على ملايين التونسيين، ويقدم لهم القرآن بقراءاته المتعددة، ويحببه لقلوب آلاف الشباب الذين أموا مدارس القرآن التي أسسها الشيخ حسن الورغي رحمه الله إلى أن وافته المنية.
في مقام كهذا، حافظ لكتاب الله يلقى ربه وهو لا يزال في الطريق عائدا من الديار المقدسة كيوم ولدته أمه، لا يصح الرثاء ولا يجوز، وإنما تجوز التبريكات لعريس نحسبه من أهل الجنة، الذي نسأل الله له الدرجات العلى من الفردوس، وندعو لأهله ومحبيه من أمثالنا بالصبر والسلوان، وأن نتعلم من مدرسته القرآنية ما يحفظ لنا أمر ديننا ودنيانا.
أما الرسالة الأهم من وفاة الشيخ الحفيان، فهي تلك التي سجلها الموكب المهيب لجنازته، فقد جمعت الرسميين والشعبيين وتألم لفراقه الجميع، وهذه من نعم الله تعالى عليه أن حببه لقلوب كل الناس مهما اختلفت مدارسهم الفكرية والسياسية.
 إن رحيل مقرئ وداعية بحجم أخي العزيزعبد الرحمن ، وخصوصا في تونس الزيتونة هو أمر محزن، إذ بذهابه يلثم جدار العلم ولا يلتئم نقصه إلا بعالم آخر يحمل الراية من بعده.. وفي الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ». (متفق عليه) رحل الشيخ الحفيان جسدا إلى الديار التي لم يعد من الذاهبين إليها أحد، لكنه بقي قيمة قرآنية راسخة في تونس المسلمة تحكي للأجيال الجديدة نعمة مصاحبة القرآن وأهله، فرحم الله شيخنا ونفع بعلمه وسيرته كل محب لكتاب الله وناصر لدينه وشرعه. 
أما رجل الأعمال صخر الماطري الذي افتتح إذاعة الزيتونة ويشرف على المدارس القرآنية ويرعى حفاظ كتاب الله، وهو الرجل الذي احتضن الشيخ الحفيان وأمثاله، فلا شك أنه يستحق التقدير والتنويه، وندعو الله أن يكثر من أمثاله ويجعل جهده في رعاية القرآن في ميزان حسناته.  والله من وراء القصد عبد الحميد الحمدي رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي  


إنهم يخنقون صوت الحقيقة *

ياسر الزعاترة من يصدق؟ السويد واحة الحريات والديمقراطية تفتعل قضية تحرش جنسي لجوليان أسانج ، مؤسس موقع ويكيليكس ، تماما كما تفعل بعض (وليس كل) دول العالم الثالث مع معارضيها ، وبالطبع من أجل إسكات الرجل بناء على الأوامر والضغوط الأمريكية (وثائق ويكليكس كشفت أن السويد عضو سري في الناتو وتخفي تعاونها مع الاستخبارات الأمريكية عن البرلمان). ومن يصدق أن بريطانيا التي تتمتع بأفضل نظام قضائي ، ربما في العالم أجمع تستجوب الرجل بناءً على تهمة تعلم أنها مفتعلة ، ثم تعتقله بدعوى أنه مطلوب في بلاده ، مع أن في ديارها عددا كبيرا من المطلوبين في بلادهم ولا يجري استجوابهم ولا تسليمهم رغم الطلبات الكثيرة على هذا الصعيد. في أمريكا طالبوا بمحاكمته بتهمة التجسس ، وطالبت سارة بيلين (مرشحة الرئاسة السابقة) بملاحقته مثل أسامة بن لادن ، وفي كندا طالب بعضهم بإعدامه ، ومثل ذلك كثير. من جهتنا ، لا يبدو الأمر مستغربا بحال ، فهذه الديمقراطية في الغرب مبرمجة على النحو الذي يخدم الأوضاع القائمة ، ومن يتذكر حقبة المكارثية في الولايات المتحدة خلال الخمسينات وما فعلته بالشيوعيين يدرك ما يمكن أن يلحق بمن يغردون خارج السرب على نحو يهدد النظام القائم. في الغرب ثمة حرية ضمن إطار النظام القائم ، وبما لا يسمح بتهديده ، أما في حال تطور الموقف على نحو تشتم منه رائحة التهديد ، فإن الموقف يتغير ، وتُخترق سائر القوانين ، ومن يتخيل (على سبيل المثال) أن دولة غربية يمكنها أن تسمح بصعود مد شيوعي يصل إلى السلطة فهو واهم. في الغرب ديمقراطية مبرمجة ، ونحن هنا لا نتبنى رفضها بالجملة ، ولكن على سبيل الرد على من يعتقدون أنها النموذج الأمثل ، وكذلك من يعتقدون أن بوسع أي أحد هناك أن يفعل ما يريد ، وفي القضايا الكبرى المتعلقة بالدول ليس ثمة فرق بين الأحزاب التي تتنافس على السلطة. وقد رأينا في سياق الموقف من العراق وأفغانستان كيف تتغير الأحزاب الحاكمة ولا يتغير شيء ، حتى عندما يأتي إلى السلطة حزب كان ضد الحرب. رئيس الحزب الفائز في الانتخابات له حدود في التصرف بالبلاد ، بخاصة في خوض المعارك وتحديد السياسات الكبرى ، ولذلك بات ملحوظا أن حجم الفوارق بين الأحزاب المتنافسة لم يعد كبيرا بالمعنى الحقيقي للكلمة. أما السلطة الحقيقية فهي للمؤسسات الأمنية والعسكرية والقضائية وللنخبة السياسية التي تعرف حدود الحركة. في العقود الأخيرة دخل على الخط بُعد جديد ، أو تابو جديد ، الأمر الذي وقع إثر عمل طويل ودؤوب من قبل الصهاينة. إنه ذلك المتعلق بالحماية التي يتمتع بها اليهود في الغرب ، وتاليا دولتهم العبرية ، حيث غدا ذلك جزءًا لا يتجزأ من المقدسات التي لا تمس. جوليان أسانج تمرد على النظام وخرج بما خرج به من وثائق ، الأمر الذي أفقد الغرب عقله وصوابه ، وراح يطارد الرجل. ورغم أن الأزمة أمريكية بامتياز ، إلا أن حلفاءها في الغرب لم يسكتوا ، ومن يتحالفون مع واشنطن في حروب عبثية مثل العراق وأفغانستان لن يتخلوا عنها في معركة من هذا النوع. أسانج كان يفضح حقيقة الغرب المعروفة ، وليس أمريكا فقط ، ولو وقع تسريب وثائق الخارجية البريطانية والفرنسية ، وربما دولا أخرى لرأينا كمّا هائلا من الأعاجيب ، لأن تلك الدول لا تتعامل معنا إلا كمصدر للمواد الخام وسوق للاستهلاك ومجال حيوي للنفوذ ، فضلا عن اهتمامها بنا من زاوية حرصها على مصالح دولة الاحتلال. ومن يسمع قادة تلك الدول من ألمانيا إلى بريطانيا إلى فرنسا يبذلون الجهود من أجل جندي إسرائيلي واحد اسمه جلعاد شاليط لا بد سيدرك ذلك. ربما سينجح القوم في إسكات أسانج ، لكن النافذة التي فتحها في جدار التعتيم والصمت حيال جرائم الغرب وازدواجية معاييره (لا أحد ينكر بؤس سياسة العرب وسواهم) ، هذه النافذة لن تغلق مهما أخذوا من الاحتياطات ، لا سيما أن الروح الإنسانية التي تتوفر عند كثيرين ستظل تدفعهم نحو رفض الظلم ، ومن ثم فضحه بكل ما أوتوا من قوة ، وسيكون وضعنا أفضل كلما كانت قضايانا عادلة ، ووسائلنا في الدفاع عنها سليمة أيضا ، مع العلم أن أحرار العالم يحترمون من يقاوم وليس من يذل ويستسلم. (المصدر: صحيفة « الدستور(يومية -الأردن) الصادرة يوم 9 ديسمبر 2010)

 


ويكيليس وتحولات المنطقة

 
عندما نشرت ويكيليكس تسريباتها عن أفغانستان والعراق، مقالات عدة احتفت بها، وكلها دارت في إطار أن هذه الوثائق أثبتت ما مارسته الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، من انتهاكات وتجاوزات.
البعض كتب يشير إلى أن « ويكيليكس » باتت تعبيراً عن نمط الإعلام الجديد، والذي يسعى لتجاوز الأعراف التي سادت في العالم أعلاميا.
ولكن الآن، وإن كانت التسريبات أميركية، فإنها تكشف جانباً من السياسات العربية. فكما انتقد زعماء غربيون كأنجيلا ميركل، ونيكولا ساركوزي، وسيلفيو برلسكوني، وغيرهم، فقد أورد تصريحات لزعماء عرب ذكروا بالاسم أو مسؤولين لم يتم ذكرهم، وذلك فيما يتعلق بتأييدهم لضربة عسكرية ضد إيران، أو حتى إلى إشارات عن ما يمكن أن يوصف
بـ « صفقات ما وراء الأبواب المغلقة ».
الوثائق، ومع استمرار تسريبها، وهنالك نحو 250 ألف وثيقة، تثير الكثير من الأسئلة وتوفر مادة لعدد كبير من المقالات، وقضايا مختلفة تصلح لزوايا متعددة ليتم تناولها في مقالات متنوعة، ولعدم إمكانية التفرغ لرصد كل هذه الوثائق، فيمكن إيراد مجموعة من الملاحظات العامة على هذه الوثائق. أولى الملاحظات ترتبط بحقيقة معروفة هي أن السياسات العربية قائمة على الأبواب المغلقة، والركون التام إلى الموقف أو المظلة الأمنية الأميركية، وتفسير ذلك غياب سياسات عربية تستند إلى العلمية في صنعها، وطبعاً هذا يفسر أيضاً بغياب المؤسسات السياسة العربية لأنها لا تبنى على وجود هيئات استشارية مستقلة، ولا على إرادات شعبية.
فمن الواضح أنه لا يوجد موقف عربي معلن، وأركز على معلن، إزاء إيران، والجدل حول التسلح النووي، ليصار إلى نقاشه بشكل واضح من دون اللجوء إلى الدبلوماسية السرية، وهي مطلوبة بالمناسبة في أوقات مختلفة، ولكن لا يعني ذلك أنها هي الأصل، وبالتالي يلاحظ أنه لا يوجد في الدول العربية منظرو دول، بل مطبلون لحكومات، إن لم نقل: مخبرون. فالمنظرون الحقيقيون إن وجدوا فهم بعيدون أو مبعدون عن السلطة، وإذا ما اقتربوا أو قربوا احترقوا!!
الملاحظة الثانية ترتبط بوثيقة خطيرة، وهي شأنها شأن الوثائق المسربة أخيراً برقية أميركية، تطالب باستبدال النفوذ السعودي في باكستان، بالنفوذ التركي، وخاصة فيما يتعلق بالنفوذ الديني، باعتبار تركيا دولة إسلامية. مثل هذا الطرح يؤشر على تغير كبير في مفهوم الدولة « الرائدة »، إن جاز التعبير في العالم الإسلامي.
فمثل هذه الوثيقة تذكر بزيارة أجراها الرئيس التركي عبدالله غول للدول الأفريقية واصطحب فيها بالإضافة إلى رجال الأعمال رجال دين، وقد نشرت مجلة الإيكونومست، منذ أشهر تقريراً نقلت فيه ردود فعل في الدول الأفريقية التي يعيش فيها مسلمون، سواء أكانوا أغلبية أم أقلية فيها، ارتياحاً للنمط الديني الذي تمثله تركيا. وفي هذا السياق فإن التنافس التقليدي بين الأزهر والمؤسسة الدينية في السعودية، والذي كان بارزاً منذ الستينيات واستتر خلف التحالف السياسي بين الدولتين خلال السنوات الأخيرة، قد يكون تراجع لصالح « الغلبة السياسية »، إن ما استخدمنا مصطلحات ابن خلدون.
ويتوقع أن تلعب تركيا دوراً ريادياً في العالم الإسلامي، يعيد ترتيب النظام الإقليمي، ويدخل في العامل الديني بشكل واضح، وهو أمر قد يلعب دوراً إيجابياً في محاولات تسوية الصراعات في مناطق مختلفة من العالم وعلى رأسها أفغانستان، والقوقاز، وآسيا الوسطى.
وأما الملاحظة الأخيرة، فترتبط بهذه الوثائق، والبرقيات، التي يجب أن تفهم في سياقها، وهي، وإن كانت تكشف جزءاً كبيراً من عالم غير معروف للناس، فإنها تعبر أيضاً عن تحليلات السفارات الأميركية ودبلوماسييها، فلا يمكن أخذها كحقائق ثابتة، بل هي جزء من مدخلات التحليل التي تستند عليها مؤسسات صنع القرار في واشنطن، وبالتالي، هي ملاحظة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في تحليل مثل هذه الوثائق من قبل الصحافيين والباحثين. shishani.murad@alghad.jo  
مراد بطل الشيشاني
 
(المصدر: صحيفة « الغد »(يومية -الأردن) الصادرة يوم 9 ديسمبر 2010)  


أي سياسات أميركية يُـخشى عليها من فضائح «ويكيليكس»؟


عبدالوهاب بدرخان *

كل الذرائع التي تسلحت بها الإدارة الأميركية ضد نشر الوثائق السرية على موقع «ويكيليكس»، تصلح عملياً في الاتجاهين، الفاضح والمفضوح. فالقول إن النشر غير قانوني، وإنه يعرض حياة كثيرين للخطر، وإنه يسيء الى سياسات الولايات المتحدة ومصالحها، قد يكون صائباً ومحقاً. أما الرد عليه فسيكون صائباً ومحقاً أيضاً إذ يسائل تلك السياسات ويخضعها للتدقيق.
أخطر هذه الوثائق من يتعلق بحربي العراق وأفغانستان وخلفياتهما، خصوصاً أن آثارهما وتداعياتهما لا تزال سارية، وبحرب أخرى محتملة يجري التداول فيها ضد إيران وسلاحها النووي المطلوب منعها من حيازته. وأي تحليل لما جرى في العراق وأفغانستان، حتى من دون وثائق سرية، لا بد من أن يتوقف عند الكثير من الانتهاكات التي تعرضت لها القوانين والمعاهدات الدولية. ناهيك عن تعريض حياة شعوب بأكملها للخطر، عدا الفتك بنسيجها الاجتماعي وضرب تعايش مختلف الجماعات والأعراف فيها، كذلك عدا الأضرار الفادحة التي لحقت باقتصاداتها ومستقبل نموها. ربما يتسبب نشر الوثائق بمخاطر مماثلة لكنها مهما بلغت لا تقاس بما فعلته الحرب نفسها.
ونأتي الى سياسات أميركا – ومصالحها – التي يمكن أن تتأثر سلباً بـ «الرعونة» الويكيليكسية. فمن يصغي الى الساسة الأميركيين، فضلاً عن العسكريين، وهم يتحدثون عن مضار الفضيحة، سيظن أنهم يتحدثون عن مشروع خيري يعمل لمصلحة الإنسانية جمعاء، لكن أشرار النشر الإلكتروني يوشكون على تخريبه. تلك سياسات اختبرت على مدى عقود طويلة، ولم يعد خافياً أنها تعبر عن عقلية بل عن عقيدة تؤلّه الحروب ولا تستسيغ السلم العالمي حتى إنها لا تشير إليه إلا في ما ندر. وكأن عالماً بلا حروب، أو بأقل مقدار منها، لا يعني شيئاً للولايات المتحدة. كانت الحرب الباردة وندّية الاتحاد السوفياتي وفّرتا لأميركا تغطية مثالية، لكن وجودها وحيدة على عرش زعامة العالم وضعها أمام امتحان لـ «القيم» التي نادت بها باسم «العالم الحر» كنقيض طيب ومفضل لـ «مفاسد» النظام الشمولي. وإذا كانت تلك المفاسد مؤكدة فإن العقدين اللذين مرّا على انفراد أميركا بالزعامة لم يثبتا وفاءها وتمثيلها لتلك «القيم»، وفي طليعتها «الشفافية» التي كانت عنواناً لقبول ميخائل غورباتشوف، آخر الزعماء السوفيات، وتمجيده.
خلال هذين العقدين اتسمت السياسات الأميركية إما بالإهمال المنهجي أو بالتهور المنهجي، اللذين ستظهر نتائجهما لاحقاً وبسرعة فتشيع الاضطراب ولا تؤسس لأي استقرار. فهل يمكن فصل الإهمال الذي تعرض له الانفاق، غداة جلاء السوفيات عن أرضهم، عن التطورات التي أفضت في ما بعد الى نشوء ظاهرة الإرهاب. وهل يجوز نسيان تعبئة الإسلاميين وحشدهم للمشاركة في الجهاد ضد المحتل السوفياتي، بما يتطلبه ذلك من تدريب وتسليح وتنظيم. وهل يعني رميهم بعدئذ والاستغناء عنهم شيئاً آخر غير التهور وعدم التبصر في ما ستؤول إليه تجربتهم العسكرية المتفلتة… وهل يمكن الفصل بين العلاقة الوثيقة التي أقامتها واشنطن مع بغداد وبين إقدام نظام صدام حسين على غزو الكويت واحتلالها اعتقاداً منه أنه يستحق مثل هذه المكافأة على الهزيمة التي أنزلها بإيران. وعلى رغم عدوانية ذلك النظام ودمويته، هل يجوز تجاهل «الإيحاءات» التي قدمت إليه وربما شجعته على ارتكاب الغزو الذي أجهز استطراداً على «النظام العربي» وليس مؤكداً اليوم أن غياب هذا النظام العربي أو موته يحقق مصلحة أميركية وإنما يعبر فقط عن تهور استراتيجي كفيل ببث الاضطراب في الإقليم من دون أي أفق واضح للاستقرار.
الى الإهمال والتهور، ستضاف غطرسة القوة ومخالفة القانون الدولي وتجاوز كل القيم واعتماد الثأرية في غزو العراق واحتلاله، بل سيضاف العبث بحقائق البلد من إلغاء كامل للمؤسسات وتدمير للخدمات وإيثار لفئة ضد فئة، أي كل عناصر الوصفة العلمية لإشعال حرب أهلية، وكذلك لجعل أرض العراق وحدوده مستباحتين وبالتالي جاهزتين لاستقبال قوافل المتطرفين والانتحاريين في أسوا افتعال مشهدي لظاهرة الإرهاب، بل إن الإهمال والتهور لا يغيبان عن فتح الأرض والحدود أمام غزو إيراني مقنّع للعراق، غزو تستشعر مفاعيله في السياسة والأمن والعلاقات بين مكوّنات المجتمع، ولعلها ستظهر أكثر بعد الانسحاب الأميركي الذي لن يتم لأن «المهمة انتهت وأنجزت» وإنما لأن «النصر» لم يكن على الصورة التي توخاها أصحابه. لكنه انسحاب يصار إليه بعد زرع الألغام التي تبرر اي تدخل لاحق.
وماذا عن «عملية السلام» في الشرق الأوسط. هل يمكن الاقتناع بأن الولايات المتحدة التي طرحتها وباشرتها لم تكن تعرف مدى خطورة هذا الصراع وتعقيداته. وهل يمكن الفصل بين السياسة التقليدية المنحازة في المطلق الى جانب إسرائيل وبين الاخفاق في تحقيق السلام. وهل يجوز القول إن أميركا لا تعرف ما المطلوب منها هي بالذات لجعل السلام ممكناً. لكن إدارتها الأزمة نمّت عن إهمال لواجباتها كوسيط نزيه وعن تهور كذلك في لعب دور الوسيط الذي يختلس من حقوق الشعب الفلسطيني ليغدق المكافآت لإسرائيل. لا يمكن إحصاء الذين تعرضت حياتهم للخطر في الشرق الأوسط بسبب السياسة الأميركية، بل لا يمكن إحصاء الانتهاكات القانونية والأخلاقية التي ارتكبتها مباشرة أو وفرت لإسرائيل تغطية للإفلات من أي محاسبة عليها. وفي العهد البوشي المتطرف، كما في العهد الأوبامي المعتدل، باتت السياسة الأميركية حيال العرب فضيحة شائعة ومعلنة يزيدها جشع نتانياهو وتطرفه بشاعة وعدوانية، بمعزل عما يمكن أن تكشفه وثائق «ويكيليكس».
بديهي أن ثمة مسؤوليات وواجبات تقع على عاتق الحكومات والشعوب العربية التي تعرضت وتتعرض لتهورات السياسة الأميركية و «أخطائها»، لكن تلك السياسة عنت وتعني تدخلاً خارجياً يفترض أن يساهم – وفقاً لـ «الأخلاقية» الظاهرية التي يدعيها – في خير هذه الشعوب واستقرارها ونمائها الاقتصادي. لكن المدهش أن محصلته الثابتة تتشابه حيثما كان له تدخل. يمكن أن نذكر لبنان واليمن والسودان في وقائع الراهن، والصومال في فترة سابقة، إذا قصرنا التحليل على العالم العربي. لكن، وفي سياق متصل، يستدل الى أن المقاربة الأميركية لمسألة إيران وبرنامجها النووي والموقف من نظامها ومن معارضيه الإصلاحيين، هي ايضاً مقاربة تتأرجح بين الإهمال والتهور، فإما أن ينبذ الأميركيون إيران وإما أن يحاربوها، ومن الواضح أنهم يواجهون اليوم وضعاً لا يبدو فيه النبذ ممكناً بسبب الوجود الأميركي على الأرض في العراق وفي المنطقة عموماً، كما لا يبدو أن الحرب تضمن سلفاً تحقيق مصالح أميركية.
الشفافية، إذاً، هي الشعار الذي ينطلق منه «ويكيليكس»، وأصبح أمراً واقعاً أنه يستخدم الحرية التي طالما تغنى الغرب بأنها أساس نظامه وروحه. لكن الهدف من الشفافية – حتى لو لم يكن معلناً أو مبرمجاً – هو تصويب السياسات وعقلنتها وشرعنتها وبالتالي أنسنتها. فهل سيتحقق، وهل يمثل النشر غير المستحب للأسرار إنذاراً للإدارة الأميركية بوجوب تعديل سلوكها وتصحيح مسارات سياساتها؟ لا شيء مؤكداً، فهي فقط ستعاني بعض الإحراج والإرباك، لكنها ستواصل العمل بالتوجهات ذاتها. أما الآخرون من حلفاء وأصدقاء أو مجرد شركاء فمضطرون لاستيعاب الإساءات، إما لأنهم يمارسون الديبلوماسية بالطريقة نفسها ولديهم هم أيضاً آراؤهم في القادة الأميركيين، أو – بالتأكيد – لأن مصالحهم عند البيت الابيض والبنتاغون وليست عند «ويكيليكس».
* كاتب وصحافي لبناني  

 
 (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 ديسمبر 2010)  


 

تل ابيب هددت بقصف مدن سورية.. وتشك بتورط نصرالله بمهاجمة سفيرها بالاردن ويكيليكس: السعودية اقترحت قوة عربية للقضاء على حزب الله

وسورية رفضت الانضمام لايران في حال وقوع حرب مع اسرائيل


2010-12-08 عواصم ـ وكالات ـ ‘القدس العربي’ ـ ابراهيم درويش واحمد المصري وسعد الياس: أظهرت برقية دبلوماسية امريكية كشف عنها موقع ‘ويكيليكس’ الامريكي ان السعودية اقترحت قبل سنتين تشكيل قوة عربية تدعمها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي للتدخل في لبنان والقضاء على حزب الله المدعوم من ايران.
والاقتراح جاء من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال لقاء جمعه بالسفير الامريكي في العراق ديفيد ساترفيلد، بعد أيام فقط من أحداث 7 أيار/مايو 2008 وقيام حزب الله وجماعات معارضة لبنانية بإنزال مسلحين إلى بيروت بعد صدور قرار من مجلس الوزراء بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لحزب الله.
وكان رد ساترفيلد الإعراب عن الشك في الجدوى العسكرية والسياسية للخطة. وشدد الفيصل في البرقية المصنفة ‘سرية’، على الحاجة إلى ما قال إنه ‘رد أمني’ على’التحدي العسكري’ الذي تواجهه حكومة لبنان من حزب الله.
وتقول البرقية ‘حاجج سعود (الفيصل) على وجه التحديد، لتشكيل القوة العربية من أجل إرساء النظام في بيروت وحولها’.
وتابعت البرقية ان الوزير السعودي قال ان ‘على الولايات المتحدة والناتو توفير وسائل النقل والدعم اللوجستي فضلاً عن الغطاء البحري والجوي. وأن انتصار حزب الله في بيروت سيعني نهاية حكومة السنيورة و’استيلاء الإيرانيين على لبنان ».

وقال ان الوضع الحالي في بيروت ‘عسكري تماماً’ وأن الحل يجب أن يكون عسكرياً أيضاً وأن الوضع يستدعي ‘قوة عربية من الدول العربية ‘المحيطة’ للانتشار في بيروت تحت ‘غطاء الأمم المتحدة ».
وتابع ان السنيورة دعم الفكرة بقوة وان البلدان العربية الوحيدة التي علمت بها كانت مصر والأردن، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وقال الامير سعود ان أية اتصالات لم تجر مع سورية حول أي من التطورات في بيروت، مضيفاً ‘ما الحاجة إلى ذلك؟’.
ونفى رئيس الحكومة السابق اللبناني فؤاد السنيورة علمه باقتراح سعودي بارسال قوة عربية الى لبنان في العام 2008، عندما كان يتولى رئاسة الوزراء، لمقاتلة حزب الله.
وقال السنيورة عبر مكتبه الاعلامي ‘ان الرئيس السنيورة، لا علم له بمثل هذه الأفكار أو الاقتراحات، ولم يناقش أحد معه هذا الموضوع، كما لم تجر إثارة أو طرح هذه الفكرة معه لا من قريب ولا من بعيد حين كان في سدة المسؤولية ‘.
وقلل حزب الله امس من تسريبات نشرها موقع ويكيليكس حول اقتراح سعودي بتأليف قوة عربية تدعمها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) للتدخل في لبنان والقضاء على حزب الله.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الله النائب محمد رعد، في مؤتمر صحافي عقده بالمجلس النيابي امس’حزب الله لا يبني على وثائق ويكيليكس لأن ما لديه هو أكبر وأوسع مما ينشر’.
الى ذلك كشفت وثائق اخرى ‘أن رئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكينازي يشك في أن حزب الله اللبناني متورط بهجوم استهدف موكب السفير الإسرائيلي في الأردن في كانون الثاني/يناير الماضي’.
وتشير وثيقة صادرة في 29 كانون الثاني/يناير 2010 من السفارة الامريكية في بيروت إلى أن ممثل أمين عام الأمم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز أبلغ السفيرة الامريكية السابقة في بيروت ميشال سيسون أن أشكينازي أعرب له خلال زيارة قام بها إلى إسرائيل عن شكه في أن يكون حزب الله متورطا إلى حدّ ما في الهجوم على موكب السفير الإسرائيلي في الأردن.
وكشفت وثيقة اخرى أن ليبيا هددت باتخاذ اجراءات قاسية وفورية ضد بريطانيا في حال توفي مواطنها المدان بتفجير طائرة لوكربي عبد الباسط المقرحي في سجنه الاسكتلندي.
وجاء في الوثيقة ان تهديدات ليبيا ‘شملت تنظيم تظاهرات ضد البعثات الدبلوماسية البريطانية وتهديد الرعايا البريطانيين المقيمين على أراضيها ووقف كل النشاطات التجارية البريطانية في ليبيا، وجعلت المملكة المتحدة تخشى على مصالحها في حال توفي المقرحي في السجن’.
واعربت بعض البرقيات عن ‘استياء’ حيال سياسة الرئيس الفرنسي واشارت الى خلافات في وجهات النظر بين الرئاسة الفرنسية ووزارة الخارجية التي وصفت بانها اكثر تشددا حيال دمشق.
وقالت السفارة الامريكية في دمشق في برقية نشرها موقع ويكيليكس ان حزب الله له منشآت عسكرية في سورية قد تتعرض لهجوم اسرائيلي اذا اندلعت حرب اخرى بين اسرائيل والجماعة الشيعية اللبنانية. وأظهرت البرقية ان واشنطن تعتقد ان حزب الله الذي تدعمه ايران أيضا له وجود عسكري في سورية.
وقالت البرقية التي كتبها القائم بالاعمال تشارلز هانتر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 ‘اذا سقطت صواريخ على مدنيين اسرائيليين في تل ابيب فان اسرائيل سيكون لديها حوافز قوية مثلما فعلت في عام 2006 لابقاء سورية خارج الصراع’.
وقالت البرقية ‘لكنها قد تواجه أيضا أسبابا ملحة لاستهداف منشآت لحزب الله في سورية يقع بعضها داخل وحول مناطق آهلة بالسكان’.
وذكرت برقية دبلوماسية امريكية كشفها موقع ويكيليكس ان سورية رفضت ‘توسّلات’ إيرانية بالالتزام بالانضمام إليها في حال وقوع حرب بينها وبين إسرائيل أو بين حزب الله وإسرائيل.
ويعود تاريخ البرقية الموجهة من السفارة الامريكية في دمشق إلى وزارة الخارجية في واشنطن إلى كانون الأول/ديسمبر 2009 وكشف عنها الثلاثاء وتنقل عن مصدر دبلوماسي سوري لا تذكر اسمه ان ‘سورية قاومت توسلات إيرانية للالتزام بالانضمام إلى طهران إذا اندلعت حرب بين إيران وإسرائيل أو حزب الله وإسرائيل’.
وقال المصدر ان مسؤولين إيرانيين كانوا في سورية ‘لجمع الحلفاء’ تحسباً لضربة عسكرية إسرائيلية، مشيراً إلى ان الإيرانيين كانوا أكيدين من حصول الضربة الإسرائيلية وكانوا يناقشون موعدها.
وتابع المصدر ان الرد السوري كان إبلاغ الإيرانيين بألاّ يتطلعوا إلى سورية أو حزب الله أو حماس ‘لخوض هذه الحرب’، وقال ‘قلنا لهم ان إيران قوية بما يكفي لتطوير برنامجها النووي بنفسها ومحاربة إسرائيل’، مضيفاً ‘نحن ضعفاء جداً’.
وسئل المصدر في الوثيقة عن النصيحة التي كانت سورية تعطيها لإيران، فقال إن سورية إلى جانب تركيا وقطر كانت تستعد لاشتباك عسكري إسرائيلي إيراني في المستقبل القريب. وأضاف ‘أبلغني مسؤولون عسكريون انهم رصدوا طائرات إسرائيلية من دون طيار تتجسس فوق مواقعنا’.
وأشار إلى ان بعض المسؤولين السوريين اعتبروا طائرات الاستطلاع الإسرائيلية بمثابة مؤشر على أن إسرائيل قد تسعى الى تعطيل محطات الرادار المضادة للطائرات كجزء من خطة لإرسال طائرات حربية في الأجواء السورية أثناء توجهها إلى إيران.
وأضاف ‘نتوقع أن نستيقظ ذات صباح في وقت قريب لنعلم ان هجوماً إسرائيلياً وقع. ثم نتوقع الرد الإيراني. عندها سنبدأ نحن وتركيا وقطر العمل على التوسط لوقف إطلاق نار ومن ثم التوصل إلى حل طويل الأجل يشمل البرنامجين النوويين للبلدين. هذا هو أفضل سيناريو لأن السيناريوهات الأخرى سيئة بالنسبة لنا وللمنطقة’. وأضاف ‘نأمل أن تعترف الولايات المتحدة بجهودنا الدبلوماسية لحل أزمة إقليمية وتعطينا بعض الفضل للعب دور إيجابي’ (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 09 ديسمبر  2010)


 

البرادعي يعتبر الانتخابات ‘مهزلة’ ويدعو الى مقاطعة الانتخابات الرئاسية


2010-12-08 القاهرة – ا ف ب: دعا المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، الذي اصبح اشهر معارض مصري، في شريط فيديو اذيع الاربعاء الى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة 2011 واصفا الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخرا بـ’المهزلة’. وقال البرادعي في الفيديو الذي بث على صفحته على موقع فيسبوك ‘المعارضة لا بد ان تكون صفا واحدا (…) ولا بد ان تعلن صراحة انها ستقاطع اي انتخابات رئاسية ما لم يعدل الدستور’. وتابع متوجها الى جمهوره بشكل عام ‘ارجو منكم ان ترسلوا رسالة صريحة للنظام انه لن نشارك في هذه المهزلة خلال العام القادم في الانتخابات الرئاسية’. وشدد على انه يتعين على النظام والمعارضة ادراك ان ‘من حقنا ان ننزل في تظاهرات سلمية للمطالبة بالتغيير. اذا اضطررنا سنلجأ الى العصيان المدني السلمي’. واضاف ‘ارجو ان يفهم النظام انه اذا لم يسمح لنا بهذا فانه لن يترك للشعب المصري مفرا’. وتابع محذرا ‘ارجو الا يحدث هذا والا سيكون هناك عنف سنراه في مصر وهذا امر لا يتمناه اي مصري’ مشددا على ان ‘للقمع حدودا’. وقد عاد البرادعي الى القاهرة هذا الاسبوع كما علم من المقربين منه بعد ان تغيب عن مصر منذ ايلول/سبتمبر الماضي وبعد ان لزم الصمت خلال الحملة الانتخابية. وكان المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية حاول بالفعل في اول ايلول/سبتمبر توحيد المعارضة عبر مقاطعة الانتخابات التشريعية لكن دعوته تلك لم تلق اذانا صاغية. الا ان جماعة الاخوان المسلمين، اكبر قوى المعارضة في البلاد، وحزب الوفد الليبرالي، اكبر حزب رسمي معارض، انسحبا من الجولة الثانية للانتخابات بعد ان احتجا على العنف والتزوير اللذين تخللا الجولة الاولى. وحتى الان لم يعلن مبارك (82 عاما)، الذي يحكم البلاد منذ 29 عاما، ما اذا كان يعتزم الترشح لولاية سادسة ام لا. وتتردد منذ سنوات تكهنات عن سعي نجله الاصغر جمال مبارك (46 عاما) للترشح للمنصب الا انه لم يكشف كذلك نواياه.  
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 09 ديسمبر  2010)
 

معارضة مصر تنسق لإسقاط البرلمان

محمود جمعة-القاهرة
اجتمع أمس الأربعاء نواب معارضون خسروا في الانتخابات البرلمانية المصرية الأخيرة لتدارس آليات التحرك في المرحلة القادمة ومنها التنسيق من أجل إسقاط البرلمان الجديد باعتباره « فاقدا للمشروعية » في وقت قالت فيه جماعة الإخوان المسلمين وحزب الوفد إن المرشحين التابعين لهما، والمنشقين عن قرارهما بالانسحاب من الانتخابات، لا ينتمون للجماعة والحزب.
وشارك في هذا الاجتماع النائب الإخواني في البرلمان المنتهية ولايته محمد البلتاجي والنواب المستقلون سعد عبود وجمال زهران وعلاء عبد المنعم والنائب من حزب الوفد محمد شردي وحمدين صباحي وكيل مؤسسي حزب الكرامة.
وفي هذا السياق قال البلتاجي للجزيرة نت إن المعارضة تدرس حاليا السبل القانونية لإسقاط البرلمان الجديد باعتباره فاقدا للمشروعية. وأوضح أنه خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة تم تجاهل أحكام قضائية بإدراج مرشحين استبعدهم الأمن ورفض وقف الانتخابات بعشرات الدوائر التي حكم ببطلان الانتخابات بها، فضلا عن عمليات التزوير غير المسبوقة وإقصاء كل رموز المعارضة.
وأضاف النائب الإخواني أن الهدف من كل هذه الإجراءات هو الإتيان ببرلمان يتحدى إرادة الناخبين ويعزز سيطرة الحزب الحاكم على كل مفاصل الدولة.
وعن أبرز القضايا التي ناقشها المجتمعون، قال البلتاجي إن رموز المعارضة من النواب السابقين تدارسوا مقترحات عدة منها تشكيل المجلس الشعبي الذي يعوض الشعب عن الأصوات الحرة والوطنية التي أقصاها النظام عن المجلس.
وتحدث عن دعوة جميع الأحزاب والحركات والقوى الوطنية للانخراط في سلسلة تحركات سياسية وقانونية لإسقاط البرلمان الجديد وحكومته، وحشر النظام السياسي في زاوية المشهد السياسي حتى يمتثل لإرادة الناخبين الحقيقية بإعلان حل البرلمان « المزور » وتنظيم انتخابات نزيهة.
ورفض البلتاجي استبعاد حزب التجمع -الذي قرر رئيسه عدم الانسحاب من الانتخابات والاستمرار في جولة الإعادة التي منحت الحزب خمسة مقاعد في البرلمان- من التحرك، وقال « الباب مفتوح أمام الجميع ».  » محمد البلتاجي:اجتماع مرشد الإخوان محمد بديع مع زعيم حزب الغد أيمن نور وقيادات الجمعية الوطنية للتغيير يأتي في إطار التحضير لتحرك وطني واسع للتصدي لمحاولات فرض الأمر الواقع  » تحرك وطني
وفي نفس الموضوع، قال البلتاجي إن اجتماع مرشد الإخوان محمد بديع مع زعيم حزب الغد أيمن نور وقيادات الجمعية الوطنية للتغيير يأتي في إطار التحضير لتحرك وطني واسع وتنسيق على مستوى عال بين قوى ورموز الحركة الوطنية في مصر للتصدي لمحاولات فرض الأمر الواقع التي يمارسها الحزب الحاكم والمؤسسة الأمنية.
وقال البلتاجي إن محمد بديع وأيمن نور اتفقا خلال لقائهما على توحيد موقف المعارضة لفضح تجاوزات النظام، ودفع عجلة الإصلاح الشامل بمصر. وأوضح أن مرشد الإخوان ناقش كذلك مع المنسق العام للجمعية الوطنية عبد الجليل مصطفى، والمنسق العام السابق للجمعية حسن نافعة وسائل وآليات العمل في المرحلة المقبلة لإبطال البرلمان الجديد والأهداف المطلوب تحقيقها في هذه المرحلة.
وقال أيمن نور -عقب اللقاء- إن مرشد الإخوان طالب بأن تكون فكرة البرلمان الشعبي (الموازي) في إطار جمعية تشريعية وطنية منبثقة عن الجمعية الوطنية للتغيير، وأن تقوم الجمعية بمهمة بحثية علمية تقدم مقترحات جديدة للوطن في إطار الصناعة التشريعية. الإخوان
في هذه الأثناء قالت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الوفد إنهما غير ممثلين في البرلمان المصري القادم، وإن المرشحين التابعين لهما والمنشقين عن قرارهما بالانسحاب من الانتخابات لا ينتمون للجماعة والحزب. وأكدا مجددا بطلان شرعية المجلس الجديد نتيجة عملية التزوير الواسعة في الانتخابات. ويتعلق الأمر بستة مرشحين للوفد خاضوا جولة إعادة الانتخابات التي أعلن الحزب انسحابه منها وفازوا بمقاعد في البرلمان الجديد، وكذلك المرشح السابق للإخوان مجدي عاشور الذي أثار جدلا بخوضه جولة الإعادة رغم قرار الجماعة بالانسحاب. وقد أثيرت حول هذا المرشح تكهنات بتعرضه لضغوط أمنية أجبرته على الاستمرار في الانتخابات.
وقال بيان للإخوان إن مكتب إرشاد الجماعة اتخذ قرارا حاسما بعدم المشاركة في جولة الإعادة، مؤكدا على أن الجماعة لا تتوفر على أي نائب في هذا المجلس في إشارة إلى النائب مجدي عاشور.
وقال البيان إن البرلمان الجديد « جاء بتزوير إرادة الأمة، ويشوبه البطلان، وتلاحقه الأحكام القضائية ».
وأكد مصدر بالإخوان للجزيرة نت أن الجماعة ترفض ما قاله النائب الفائز حول إمكانية استمراره في البرلمان « كنائب مستقل على مبادئ الإخوان »، وأوضح أن « أمام عاشور خيارين لا ثالث لهم إما الاستمرار في البرلمان أو الجماعة ».  
الوفد
وبدوره قرر المكتب التنفيذي لحزب الوفد أمس الأربعاء تجميد عضوية أعضائه الفائزين في جولة انتخابات الإعادة وإحالتهم للتحقيق أمام الهيئة العليا للوفد، وإخطار مجلس الشعب بأن الوفد ليس له نواب في المجلس.
وقال السكرتير العام للحزب منير فخري عبد النور للجزيرة نت إن القرار اتخذ بالإجماع ولتأكيد موقف الحزب المنحاز للمصلحة الوطنية بضرورة عدم المشاركة في البرلمان الجديد الذي وضع الحزب الوطني الحاكم تشكيلته بنفسه.
وردا على ما تردد حول وجود ضغوط من خارج الحزب على قياداته للتراجع عن قرار كان متوقعا بفصل المرشحين الفائزين وليس تجميد عضويتهم فقط، قال عبد النور « هذا كلام فارغ. نحن فعلنا لائحة الحزب التي تنص على التجميد والإحالة للتحقيق، ثم تحدد الهيئة العليا للحزب ما تراه مناسبا ».  
 
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 8 ديسمبر2010)
 


واشنطن تعيد النظر في إستراتيجيتها تجاه مصر بعد « صدمة » الانتخابات


كتب عمر القليوبي (المصريون)  
تأكيدًا لما نشرته « المصريون » في عدد سابق حول اعتزام الولايات المتحدة إعادة النظر في إستراتيجيتها الحالية تجاه مصر، بعد الانتقادات العنيفة لعمليات « التزوير » التي شهدتها انتخابات مجلس الشعب، والتي قالت واشنطن إنها إصابتها بالصدمة، بدأت الإدارة الأمريكية في التحرك نحو إقرار إستراتيجية أكثر تشددًا، بهدف دفع مصر لاتخاذ خطوات إصلاحية ملموسة وتخفيف النظام من قبضة المشددة على الحكم. وكان التحرك الأبرز في هذا الإطار ووفق ما كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة لـ « المصريون » تهديد واشنطن الحكومة المصرية بإعادة النظر في المعونة السنوية التي تقدمها لمصر في المستقبل، وربط استمرارها باتخاذ خطوات إصلاحية على صعيد العملية السياسية والعمل على معالجة « الانتكاسة » التي أصابت الديمقراطية ودفعتها خطوات كثيرة إلى الوراء بعد أن كان بدأت تقطع شوطًا في الاستجابة للمطالب بشأن تسريع وتيرة الإصلاحات السياسية والتي اكتسبت زخمًا في عهد إدارة السابق جورج بوش. ومن المنتظر أن يفتح الكونجرس الأمريكي بمؤسساته المختلفة ملف الإصلاح السياسي في مصر خلال المرحلة القادمة، حيث ستجرى مناقشات من جانب النواب تتناول بإسهاب السلبيات والتجاوزات التي شابت العملية الانتخابية، وسط توقعات بأن تبرز مطالب بممارسة ضغوط مشددة على مصر، والتلويح بورقة المعونات السنوية خصوصًا فيما يتعلق بالجهود الرامية لمنح قوة دفع لمسار الإصلاح في مصر، واستقطاع جزء كبير منها إلى مؤسسات المجتمع المدني كما حدث قبل عدة أعوام. .ويرجح أن تشهد العلاقات بين القاهرة وواشنطن مزيدا من الفتور والتوتر، لاسيما وأن إدارة الرئيس أوباما لم تغفر للحكومة المصرية رفضها الموافقة على الرقابة الدولية على الانتخابات، على الرغم من أن هذا الأمر معمول به في أغلب دول العالم دون أن ينتقص هذا من سيادة أي دولة كما ادعت مصر. وتسود توقعات بأن وجود أغلبية جمهورية داخل الكونجرس سيمنح زخمًا لملف الإصلاح الديمقراطي في مصر والمنطقة من جديد بعد التوقف عن ممارسة الضغوط لتحقيق المطالب التي كانت تنادي بها إدارة بوش مع وصول إدارة أوباما إلى البيت الأبيض في يناير 2009 والتي سجلت العلاقات المصرية – الأمريكية في عهده تحسنا ملحوظا، دفع الرئيس حسني مبارك إلى زيارة الولايات المتحدة في العام الماضي بعد انقطاع دام عدة سنوات. من جانبه، أعرب الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، والمنسق العام السابق لـ « الجمعية الوطنية للتغيير » في تصريح لـ « المصريون » عن اعتقاده بأن النظام المصري سيتحرك بقوة لإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة. وعزا ذلك إلى حاجته للدعم الأمريكي لتمرير عدة سيناريوهات، وباعتبار أن هذا الدعم هو حجر الزاوية في جميع القرارات التي يتخذها النظام. وأكد نافعة أن علاقات واشنطن بالنظام قد يشوبها التوتر لكنها لن تقترب من الخط الأحمر، باعتبار أن النظام لا يزال يقوم بالدور الذي ترغب واشنطن منه القيام به، وإن كان ذلك لا يمنع حدوث شد وجذب بين الطرفين بين الحين والآخر. (المصدر: صحيفة « المصريون » (يومية – مصر) الصادرة يوم 9 ديسمبر 2010)  


ليبرمان « غاضب » ويرفض اعتذارا إسرائيليا لتركيا

برهوم جرايسي

الناصرة- قالت وسائل إعلام إسرائيلية أمس، إن مواجهة ساخنة وقعت مساء الثلاثاء، بين وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو، على خلفية الأنباء التي تحدثت عن استعداد إسرائيل للإعتذار لتركيا على مجزرة اسطول الحرية وتقديم تعويضات لعائلات الضحايا والمتضررين.
وحسب ما جاء، فإن ليبرمان رفض بشدة تقديم اعتذار ودفع تعويضات، وقال لنتنياهو، « إن على إسرائيل ان تطلب اعتذارا تركيا، وأن تدفع تركيا تعويضا على الدعم الذي قدمته لمجموعة ارهابيين من منظمة إتش آي آي، التي نظمت الاسطول »، حسب تعبير ليبرمان.
وقالت صحيفة « هآرتس »، إن موقف ليبرمان وتصريحاته قد تؤدي إلى تفجير الاتصالات الجارية بين تركيا وإسرائيل لانهاء الأزمة بينهما.
وكانت مفاوضات بين تركيا وإسرائيل قد بدأت يوم الإحد الماضي في جنيف، وتم عقد لقاءين، بايعاز من نتنياهو، الذي اراد استغلال مبادرة تركيا لارسال طائرات اطفاء لاطفاء الحرائق في جبل الكرمل في الأسبوع الماضي، وحسب معلومات صحافية، فإن إسرائيل وافقت من حيث المبدأ على الاعتذار وتقديم تعويضات، إلا أنه يجري البحث عن صيغة « لا تورط إسرائيل قضائيا وتعتبر سابقة ضدها »، حسب ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية في اليومين الماضيين.  
(المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية –  الأردن) الصادرة يوم  9 ديسمبر  2010)  


وجهة نظر اقتصادية – اقتصاد العالم وحقائق صعبة

عامر ذياب التميمي *

تبيَّن للعديد من المراقبين الاقتصاديين بعد اجتماع مجموعة العشرين في سيول في كوريا الجنوبية قبل أسابيع، أن الاقتصاد العالمي يمر بأوضاع جديدة تحتم التفكير ملياً في كيفية إعادة هيكلته وتصحيح مساره. ومما لا شك فيه أن الأزمة المالية العالمية التي تمخضت عن أزمة الرهون العقارية في الولايات المتحدة كشفت هشاشة الأنظمة المالية والنقدية المعتمدة في مختلف البلدان الصناعية المتقدمة، أو تلك المعتمدة من المؤسسات المالية العالمية، مثل البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي. ومن أهم هذه الأنظمة تلك المتعلقة بالاقتراض والتمويل، والهادفة إلى تعزيز النشاط الاقتصادي في مختلف القطاعات والبلدان.
أثبتت هذه الأنظمة عدم جدواها ومسؤوليتها عن كثير من المعضلات الراهنة التي يعاني منها مختلف الاقتصادات في البلدان الصناعية المتقدمة أو البلدان النامية. وهناك نشاطات عديدة أُقيمت نتيجة للتمويلات لم تكن هناك مبررات لقيامها، نظراً إلى غياب المبررات الاقتصادية الحقيقية لها. كذلك مُوِّلت مشاريع عقارية في العديد من البلدان أثبتت الأيام أنها معدومة الطلب، ما زاد من المساحات المعروضة، سواء في المكاتب أو المساكن الاستثمارية أو السكن الخاص. وأهم مما سبق ذكره، ان التمويلات مُنحت من دون التدقيق في قدرات المقترضين على التسديد، أو دراسة المشاريع المنوي توظيف التمويلات فيها. كذلك اقترضت شركات رئيسة، مثل شركات إنتاج السيارات، في شكل مفرط لمواجهة التزامات الإنفاق الجاري والرأسمالي فيها، من دون ان تتأكد من قدرتها على خدمة الديون.
وإذا كانت مشــاكل النظام المصرفي هي الأبرز في ملامح الأزمة المالية العالمية، يواجه النظام الاقتصادي العالمي معضلات واضحة، كما تبين من مــداولات قمة العشرين الأخـــيرة في ســـيول. وتأتي قضية التجارة الدولية على رأس هموم الحكومات في هذه البلدان الرئيسة، وتؤكد موازين المدفوعات الجـــارية وموازين التجارة أهمية المشاكل التي تؤدي إلى علاقات صعبة بين البلدان الأساسية في ميدان التجارة الدولية. واستغرق بحث مسألة العلاقة التجارية بين الصين وشركائها التجاريين، خصوصاً الولايات المتحدة، وقتاً طويلاً من دون التوصل إلى تفاهم. وهناك من يتصور بأن رفع الصين سعر صرف اليوان أمام العملات الرئيسة سيؤدي إلى تحسن في موازين المدفوعات للبلدان المستوردة من الصين، لكن هل ذلك التحسن ممكن؟ معلوم ان الولايات المتحدة أصبحت مستورداً صافياً منذ زمن بعيد، بعد ان تراجعت الميزات النسبية لديها في ميدان إنتاج العديد من السلع والبضائع، وأصبحت الصناعات التحويلية لديها غير مجدية، وذلك لأسباب عديدة، ولم يعد بإمكان المنتجات الأميركية ان تنافس منتجات آسيوية، خصوصا الصينية، في ظل ارتفاع تكلفة العمالة الصناعية. ولذلك اندثرت صناعات مهمة في الولايات المتحدة على مدى السنوات الـ 50 الماضية بعد ان أصبح المستهلكون الأميركيون وغيرهم يفضلون منتجات اليابان وكوريا ثم الصين، وربما البرازيل، نتيجة لجودتها ورخص أسعارها. وإذا كانت حكومات غربية تطالب الصين ان تحفِّز المستهلكين فيها أو في غيرها من بلدان آسيوية لزيادة الإنفاق الاستهلاكي المحلي وزيادة الواردات من أوروبا والأميركتين، فالأمر ليس يسيراً، إذ ان متطلبات الاستهلاك في البلدان الآسيوية، خصوصاً الصين، ما تزال أقل بكثير من متطلبات الاستهلاك في الولايات المتحدة أو البلدان الأوروبية.
لقد مكَّنت نتائجُ العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة وغيرها من الدول، الصينَ من زيادة أرصدتها المالية التي تقدر بأكثر من 2.5 تريليون دولار، وهي وظفتها في أدوات استثمار وأدوات دين خارج حدودها. وأصبحت السندات الحكومية الأميركية البعيدة الأجل من أهم الأصول التي تملكها الصين، وهي بذلك تعوِّم الاقتصاد الأميركي، إذ ان الموازنة الفيديرالية في الولايات المتحدة تعاني من حالات عجز كبيرة وتعتمد على تمويل العجز عن طريق إصدار تلك السندات.
وهكذا أصبحت الولايات المتحدة مدينة في شكل كبير للصين، وتمكنت الصين من توظيف تلك الأموال في السندات الأميركية بفعل تحقيقها لفوائض كبيرة من تجارتها الخارجية، خصوصاً من فوائض العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، أي ان المستهلكين الأميركيين عززوا قدرة الصين على تحقيق فوائض مالية مهمة بسبب الأنماط الاستهلاكية والإنفاقية التي جُبلوا عليها على مدى القرن العشرين وفلسفة الاعتماد على الاقتراض من أجل المحافظة على مستويات معيشية ربما تكون خارج إطار الإمكانات الحقيقية، أو الفعلية، لهم.
كيف يمكن إعادة التوازن للعلاقات بين مختلف الاقتصادات الرئيسة والتوازن إلى الاقتصاد العالمي؟ لا شك في ان على الأميركيين ان يعوا أنهم لا يستطيعون ان يستمروا باعتماد هذا النمط من الحياة الاستهلاكية من دون تكلفة اقتصادية باهظة، سواء على المستوى الوطني أو مستوى الأفراد، ولذلك لا بد من تبني سياسات تهدف إلى تشجيع الادخار العائلي والفردي وتنمية الموارد الوطنية والحد من الإسراف في الاستهلاك الخاص والحكومي. وليس الأمر هيناً، خصوصاً في الوقت الذي تواجه الموازنة الفيديرالية هذه السنة عجزاً يقدَّر بـ 1.7 تريليون دولار، كما ان معدل البطالة يقدَّر بـ 9.8 في المئة من قوة العمل الوطنية، ما يعني الحاجة إلى زيادة الإنفاق الحكومي من أجل خلق فرص عمل. وفي الوقت ذاته، لا يزال الجدل محتدماً حول مسألة الضرائب وكيفية إصلاحها.
يجب تشجيع بلدان مثل الصين والهند على زيادة الإنفاق الرأسمالي وتعزيز الاستثمارات الأجنبية في العديد من المناطق في هذه البلدان وتحسين الأوضاع المعيشية وحفز المواطنين فيها على زيادة الاستهلاك، وهذه تحديات مهمة في بلدان تختلف في مفاهيمها القيمية والاجتماعية عن البلدان الرأسمالية الغربية، التي تطورت في شكل كبير خلال عقود القرن العشرين. ولذلك، فإن أي سياسات تحفيزية في هذه البلدان الناشئة والنامية تتطلب زمناً معقولاً كي تؤتي ثمارها. وإذا كانت معدلات النمو الاقتصادي في الصين والهند وعدد آخر من هذه البلدان متميزة وعالية، فيجب التأكد من ان المناطق والأقاليم في هذه البلدان تستفيد كلها من عمليات النمو، وأن الأمر ليس مقتصراً على مدن ومناطق محدودة، مثل المدن الساحلية في الصين!
* كاتب متخصص في الشؤون الاقتصادية – الكويت  
 
 (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 ديسمبر 2010)

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

2 septembre 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1566 du 02.09.2004  archives : www.tunisnews.net المجلس الوطني للحريات بـتونس: بيـــان مرصد حرية الصحافة

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.