TUNISNEWS
8 ème année, N° 3061 du 09.10.2008
كلمة: الأخبار – قراصنة المعلومة في الدوائر الأمنية يدمّرون موقع كلمة
حــرية و إنـصاف : منع الأستاذ العيادي من دخول المجلس الوطني للحريات
الفــرع الجهوي للمحامين تونس : بيـــــــــان
رابح الخرايفي : هل هذه دولة القانون والمؤسسات؟
إسماعيل دبارة : العشرات أمام القضاء بتهم الإرهاب في تونس
البديـل عاجل : اعتداء فظيع على موقوف بقاعة الجلسة بقصر « العدالة » بتونس
قدس برس: منظمات حقوقية تونسية تتهم الأمن التونسي بتعذيب متهمين في قاعة المحكمة وأمام القضاة
البديـل عاجل : أخبار الرديف
حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ : نشرة الكترونيّة عدد 72
مواطن صالح: الحقائق البيّنات في مقتل فيصل بركات
د.عمر النمري : ردا على السيد عبدالله الزواري
مرسل الكسيبي : يرعبهم حقنا في الاختلاف
موقع الديمقراطي التقدمي: في حوار مع رئيس تحرير الوسط التونسية
نعيم المسعودي: في الرد: على د. عبد المجيد النجارأي المنهجين أفسد؟؟
محسن الشاوش : من السفارة … إلى الوزارة …فهل من إنارة حول الزيارة ؟
سنية الدمرجي : مهندس حمادي الجبالي لا تغضب!
محمد ضيف الله : كتاب جديد : في غياب الوثيقة الذاكرة كمصدر لتاريخ الزمن الحاضر البديـل عاجل : ملاحظات حول تقرير اللجنة الإستشارية لصندوق النقد الدولي
مراد رقية : مستشفى قصرهلال الجهوي كوخ صحي تنعدم فيه الامكانيات وتكثر القطط السائبة الناقلة للأوبئة والأمراض السارية
إسلام أونلاين : السجن لصاحبة فندق بفرنسا رفضت استقبال محجبات
الصباح : اجتماع مجلس الوزراء : 17.2 مليار دينار ميزانية الدولة للسنة المقبلة
يو بي أي:منتدى دافوس يصنف تونس الأولى مغاربيا وإفريقيا في مجال القدرة التنافسية الاقتصادية
الصباح : السّطو على الكهرباء وسرقة أسلاكه : ظاهرة تتفاقم… وخسائر الـ«ستاغ» بالمليارات
الصباح : في المنيهلة : افتكّوهـا من خطيبها واغتصبوها أمامه
قدس برس: تونس: الأمن الغاني يفرج عن مرافق طبّي لنادي النجم الساحلي احتجز عقب مبارة السبت
البديـل عاجل : الأزمة العالمية المالية: خور النظام الليبرالي وحاجة للبديل الإشتراكي
الجزيرة نت : الحركات الإسلامية بالوطن العربي.. تونس نموذجا
الخبرالجزائرية : معركة »استيراد الخمور » تشتعل مجددا بين البرلمان والحكومة
الخبرالجزائرية : اختطاف صاحب قاعة للحفلات بتيزي وزو
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين
21- هشام بنور
22- منير غيث
23- بشير رمضان
24- فتحي العلج
|
16- وحيد السرايري
17- بوراوي مخلوف
18- وصفي الزغلامي
19- عبدالباسط الصليعي
20- الصادق العكاري
|
11- كمال الغضبان
12- منير الحناشي
13- بشير اللواتي
14- محمد نجيب اللواتي
15- الشاذلي النقاش
|
6-منذر البجاوي
7- الياس بن رمضان
8-عبد النبي بن رابح
9- الهادي الغالي
10- حسين الغضبان
|
1-الصادق شورو
2- ابراهيم الدريدي
3- رضا البوكادي
4-نورالدين العرباوي
5- الكريم بعلو
|
العنوان الوقتي لموقع مجلة ‘كلمة
‘
www.kalimatunisie.blogspot.com
الأخبــــــــــــار نشرة 9 أكتوبر 2008
الصحبي صمارة
قراصنة المعلومة في الدوائر الأمنية يدمّرون موقع كلمة
تعرّض ليلة 8 أكتوبر الجاري موقع محطّة « كلمة » إلى القرصنة من قبل قراصنة المعلومة المتعاونين مع الدوائر الأمنية التونسية. وقد تمّ حجب الموقع من الشبكة العنكبوتية بعد تدمير محتواه بالكامل. وقالت الصحفية والحقوقية سهام بن سدرين رئيسة تحرير الموقع أنّه تمّ الاعتداء على موقع المحطّة رغم أنّه مصمّم خارج تونس بما يؤكّد أنّ الجهات التي تقف وراء الاعتداء منزعجة لما تقوم به المحطة من مجهود في الإعلام الحرّ وأنّ هذه الجهات تعمل ما في وسعها لحجب المعلومة والاعتداء على حرّية الصحافة وقمع الكلمة الحرّة. وترفض السلطات التونسية منح التأشيرة القانونية لمجلّة كلمة الإلكترونية منذ سنة 1999 بعد أن تقدّمت هيئة تحريرها ومؤسسوها منذ عشر سنوات بإعلام بالصدور وفق ما تضبطه مجلّة الصحافة وقد رفعت سهام بن سدرين شكوى إلى المحكمة الإدارية فيما يتعلّق بحقّ المجلّة في العمل. هذا ويرابط حول مقرّ المجلّة عناصر الشرطة السياسية ليلا نهارا.
في الرديّف، الإيقافات والتحقيقات تتواصل
استدعي السبت الفارط المواطن حبيب بن الطاهر النمسي أصيل مدينة الرديف إلى مركز الشرطة عندما حلّ بمسقط رأسه بغرض الزيارة. وخضع حبيب النمسي، الذي يعمل معلّما بإحدى الولايات الساحلية، إلى استجواب بمركز شرطة الرديّف حيث اجتمع حوله رئيس منطقة الرديّف ورئيس مركز الشرطة لمعرفة علاقاته بعائلات مساجين الحوض المنجمي متهمين إياه بتحريضهم على العودة إلى الشارع ودعوتهم إلى المطالبة بإطلاق سراح المساجين. وأنكر النمسي التهم التي وجّهت إليه ليجبروه في النهاية على الإمضاء على التزام. ويخضع المئات من أبناء مدينة الرديف إلى الاعتقال منذ أشهر وإلى محاكمات تعاني من إخلالات بالقوانين وبتغييب لشرط علنية المحاكمة على خلفية التحركات الاحتجاجية التي خاضها أبناء الجهة ضدّ وضعهم الاجتماعي. هذا وقد تمّ الأسبوع المنقضي توزيع مناشير غير ممضاة تدعو أهالي الرديّف إلى التحرّك للمطالبة بإطلاق سراح المساجين.
في الرديّف، ثكنة الشرطة تحتلّ نادي الأطفال
لم تغادر الآلاف من عناصر وحدات التدخّل مدينة الرديّف المحاصرة منذ بداية العام الجاري, وفي محاولة « لتخفيف » الحصار المستفزّ للأهالي تمّ تركيز ثكنة « بوب BOP » في مدينة الرديف ليتسنّى للآلاف من شرطة « مقاومة الشغب » الإقامة بأريحية في المدينة التي احتجّ أهلها طيلة ثمانية أشهر من أجل حقّهم في الشغل وفي تحسين أوضاعه الاجتماعية البائسة. وكانت الرديف قد شهدت يوم الأحد المنقضي حالة استنفار في صفوف هذه القوات تحسبا لخروج مسيرات يقوم بها أهالي المدينة للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم بعد أن يئسوا من احتمال عفو رئيس الدولة عليهم بمناسبة عيد الفطر. ويبدو أنّ علامات الاستنفار كانت واضحة للعيان بما يؤكّد تسرّب معلومات مغلوطة إلى المسؤولين « الأمنيين » دفعتهم إلى اتخاذ القرار بالاستعداد للتصدّي « سلميا » لأي مسيرة تطالب بإطلاق سراح المساجين. وفي مقرّ ناد للأطفال تمّ الاستغناء عنه استقرّ أكثر من 1500 عنصر من وحادت التدخّل في قلب المدينة المحاصرة.
حضر تجوّل في الرديّف
صدر اليوم عن المسؤولين « الأمنيين » قرار حضر تجوّل في مدينة الرديف انطلاقا من الساعة العاشرة ليلا. ويفسّر هذا القرار بتخوّفات الجهات الأمنية من انطلاق احتجاجات قوية للمطالبة بإطلاق سراح المساجين حيث أوقف البارحة ستّة مواطنين من أهالي المدينة على خلفية المناشير التي تنادي بالتحرّك من أجل المساجين. وتحاول الجهات الأمنية محاصرة الجولان لمعرفة مصادر المناشير.
قابس، الاعتداء بالعنف على أستاذي تعليم ثانوي
تعرّض أستاذا تعليم ثانوي في الليلة الفاصلة بين 7 و8 أكتوبر الجاري إلى الإيقاف والاعتداء بالعنف من قبل رئيس مركز الاستمرار بمنطقة قابس المدينة. وأوقف الأستاذان وديع هلالي ورضا ماجري وهما ناشطان نقابيان وسياسيان معارضان من قبل شرطة قابس ليجبرا على الدخول إلى مركز الشرطة ويفتكّ منهما هاتفيهما أكثر من ساعة. وأفاد أحد الأساتذة أن الضابط المسؤول على ساعات الاستمرار بالمركز توجّه لهما بالإهانة اللفظية واعتدى عليهما بالعنف ليأمر أعوانه، بعد ساعتين من الإيقاف، بطردهم خارج المركز بعد أن طالبا برفع قضية تثبت ما تعرّضا له. ويستعدّ الأستاذان إلى تقديم شكوى بالمسؤول للمطالبة بتتبعه قضائيا فيما بدر عنه من ممارسة خارجة عن القانون.
عزل سجين بعد الاعتداء عليه بالعنف
صرّحت عائلة السجين رمزي الرمضاني الذي عرض على هيئة المحكمة يوم 7 أكتوبر الجاري في القضية عدد 11482 في طورها الإستئنافي وتعرّض للاعتداء بالضرب أمام هيئة المحكمة وفي قاعة الجلسة من قبل عناصر الشرطة أن أثار الاعتداء بالعنف أدى إلى شجّ رأس ابنها وخلّف آثار ضرب على يديه وساقيه وقد أعلم عائلته أنّه، وبسبب الضرب الذي تعرّض له على وجهه، أصبح غير قادر على تناول الطعام وتمّ وضعه في زنزانة انفرادية. وادعت إدارة سجن المرناقية أنّها تطبّق أوامر المحكمة بعزله عن بقية السجناء. وصرّح محامون أنّ المحكمة لا تتدخّل في إدارة السجن بل على العكس فإنّ جميع طلبات المحامين فيما يتعلّق بموكّليهم من السجناء تلقى رفضا دائما من هيئة المحكمة حيث تجيب المحكمة في حال طلب منها الدفاع التدخّل لتحسين أوضاع السجناء بأنه لا يحقّ لها التدخّل في إدارات السجون بما يؤكّد أن ردّ إدارة السجن على عائلة الرمضاني هو من باب المغالطة.
الكيلوغرام من الحديد بـ 5 مليمات
فوّتت إدارة شركة فسفاط قفصة في أكثر من 10 آلآف طن من فضلات الحديد المستعمل لديها من آلات ورافعات وسكك قديمة إلى أحد المشترين بمبلغ 5 مليمات للكغ الواحد وقد قام هذا التاجر ببيع هذه الثروة من الحديد إلى مصنع الفولاذ ببنزرت. ولم تصرّح إدارة فسفاط قفصة باسم التاجر الذي سيغنم جرّاء هذه الصفقة مئات الآلاف من الدينارات.
نوبل للأدب تمنح لأديب فرنسي
تم اليوم في العاصمة السويدية ستوكهولم الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للأدب والتي آلت إلى الروائي الفرنسي « جون ماري غوستاف لوكليزيو » بعد جدل كبير حول اتهام الأكاديمية السويدية بعدائها للكتاب الأمريكيين الشماليين إثر تصريح السكرتير الدائم للأكاديمية « هوراس انغدال » للصحافة السويدية اتهم فيها كتاب أمريكا الشمالية بأنهم متأثّرون بشدّة بثقافة الجماهير. من الأسماء العربية التي كانت مقترحة للفوز بالجائزة الشاعرة الجزائرية وعضوة الأكاديمية الفرنسية آسيا جبار والأديب و الشاعر السوري علي احمد سعيد (أدونيس).
إثر اعتداء على أحد المتهمين بالعنف داخل المحكمة فرع المحامين بتونس يصدر بيانا
أصدر فرع المحامين بتونس يوم 8 أكتوبر الجاري بيانا استنكر فيه الاعتداء « المبرّح الذي حصل على أحد المتهمين بقاعة الجلسة بينما كانت هيئة المحكمة منتصبة وعلى ومرأى ومسمع منها دون أن تحرّك ساكنا ». هذا واستغرب الفرع من « صمت هيئة المحكمة تجاه ما حصل من اعتداء بالعنف على المتهم الماثل أمامها من طرف أعوان الأمن، وهو ما يشكل اعتداء على حرمة وهيبة القضاء ولسان الدفاع في نفس الوقت » وعبّر البيان عن استياء الفرع من « المعاملة غير اللائقة التي أتاها رئيس الدائرة تجاه رئيس فرع المحامين أثناء مباشرته لمهامه ». وكانت قاعة الجلسة في القضية عدد 11482 بمحكمة الاستئناف بالعاصمة تونس قد شهدت يوم 7 أكتوبر الجاري اعتداء بالعنف على أحد المتهمين من قبل الشرطة داخل القاعة وأمام هيئتي الدفاع والقضاء، حيث تعرّض المتهم رمزي الرمضاني إلى الضرب الشديد من قبل الشرطة أمام مرأى القاضي المنوبي حميدان رئيس الدائرة رقم 27 بمحكمة الاستئناف. ورفض حميدان الاستماع إلى كلمة رئيس فرع تونس للمحامين عبد الرزّاق الكيلاني الذي احتجّ على الاعتداء على المتهم بالضرب في انتهاك لحرمة القضاء والدفاع داخل حرم المحكمة. كما دوّن القاضي في صدّه للأستاذ الكيلاني ومنعه من التدخّل ما اعتبره تعمّد أحد المحامين ثلب هيئة المحكمة في إشارة إلى رئيس الفرع قبل أن يرفع الجلسة. وطالب مجلس الفرع في جلسته الطارئة التي انعقدت يوم 8 أكتوبر السلطات المعنية بتوفير الضمانات اللازمة التي كفلها الدستور والمواثيق الدولية للمحاكمة العادلة لكلّ المتهمين مهما كان موضوع القضية. كما طالب في السياق نفسه بتتبع المعتدين وتسليط العقوبات اللاّزمة عليهم.
(المصدر: موقع مجلة ‘كلمة’ (اليكترونية محجوبة بتونس) بتاريخ 09 أكتوبر 2008)
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني : liberte.equite@gmail.com
تونس في 08 شوال 1429 الموافق ل 08 أكتوبر 2008
منع الأستاذ العيادي من دخول المجلس الوطني للحريات
تم اليوم الأربعاء 08/10/2008 منع الأستاذ عبد الرؤوف العيادي عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف المكلف بملف استقلال القضاء و المحاماة من الدخول إلى مقر المجلس الوطني للحريات الكائن بنهج أبو ظبي عدد 4 بتونس العاصمة من قبل مجموعة غفيرة من أعوان البوليس السياسي الذين أعلموه بأن اسمه مندرج ضمن قائمة أسماء صدرت التعليمات بمنعهم من الدخول إلى المقر المذكور. و حرية و إنصاف 1) تستنكر منع الأستاذ عبد الرؤوف العيادي من الدخول إلى مقر المجلس الوطني للحريات. 2) تدعو السلطة إلى رفع المضايقات المسلطة على النشطاء الحقوقيين و وضع حد للحصار المفروض على مقرات الجمعيات و المنظمات الحقوقية. 3) تطالب السلطة باحترام التزاماتها و تعهداتها الدولية بحماية النشطاء الحقوقيين و الاعتراف بالمنظمات الحقوقية. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الهيئة الوطنية للمحامين الفــرع الجهوي للمحامين تونس تونس في 08/10/2008 بيـــــــــان
على اثر الاعتداء بالعنف الشديد والمبرح بقاعة الجلسة على أحد المتهمين من قبل أعوان الأمن بينما كانت هيئة المحكمة منتصبة بمناسبة انعقاد الجلسة في القضية عدد 11482 بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة رئيس الدائرة 27 السيد المنوبي حميدان بتاريخ 07/10/2008 . وبعد أن استنجد المحامون النائبون برئيس الفرع الأستاذ عبد الرزاق كيلاني، الذي حضر وعاين بعد استئناف الجلسة تواصل وقوع الاعتداء وطلب التدخل لدى رئيس الدائرة لأخذ الكلمة. وأمام رفض رئيس الدائرة تمكينه من الكلمة متجاهلا إياه رغم معرفته لصفته كرئيس الفرع. وبعد تمسك رئيس الفرع بالتعبير عن موقف لسان الدفاع مما حصل والذي يعدّ اعتداء على القضاء والدفاع معا، تولى رئيس الدائرة تدوين عبارة أن » أحد المحامين تعمّد ثلب هيئة المحكمة » قاصدا بذلك رئيس الفرع، ورفع على اثر ذلك الجلسة . فان مجلس الفرع المجتمع بجلسة طارئة يوم 08/10/2008 يعبر عن : -تنديده واستنكاره للاعتداء المبرح الحاصل على أحد المتهمين بقاعة الجلسة بينما كانت هيئة المحكمة منتصبة وعلى مرأى ومسمع منها دون أن تحرك ساكنا. -استغرابه من صمت هيئة المحكمة تجاه ما حصل من اعتداء بالعنف على المتهم الماثل أمامها من طرف أعوان الأمن، وهو ما يشكل اعتداءا على حرمة وهيبة القضاء ولسان الدفاع في نفس الوقت . -استييائه للمعاملة الغير لائقة التي أتاها رئيس الدائرة تجاه السيد رئيس الفرع أثناء مباشرته لمهامه. وبناء على ذلك يطالب مجلس الفرع السلط المختصة بــ: 1/ توفير الضمانات اللازمة التي كفلها الدستور والمواثيق الدولية للمحاكمة العادلة لكل المتهمين مهما كان موضوع القضية . 2/ فتح بحث وتتبع المعتدين وتسليط العقوبات اللازمة عليهم. 3/ يذكر في الأخير بواجب الاحترام الواجب بين هيئة المحكمة وهياكل مهنة المحاماة باعتبارها شبه سلط عمومية تسير جزءا من المرفق العام القضائي. رئيس الفرع عبد الرزاق كيلاني
قصر العدالة شارع باب بنات تونس الهاتف 71.560.979/71.573.360 الفاكس 71.564.705/71.571.976
هل هذه دولة القانون والمؤسسات؟
بلّغ المواطن التونسي أنيس بن الشاذلي الخميري ، بطاقة تعريفه الوطنية عدد 02589194 ويقطن بنهج الفرحة عدد23 حي النور جندوبة، مكتب الحريات في جامعة جندوبة للحزب الديمقراطي أن إدارة الجوازات تحرمه بغير وجه قانوني ودستوري من جواز سفره كما تحرمه المصالح الأمنية المختصة من تمكينه من البطاقة عدد 3. وقدّم المواطن المذكور ما يفيد أنه قدّم رسميا مطلبه لمركز الأمن الوطني بجندوبة بتاريخ 01/12/2007 قصد الحصول على جواز سفر وضمن تحت عدد 920/7160. لم الإدارة منذ ذلك التاريخ لا بالرفض ولا بالإيجاب. رؤية المكتب للحالة: 1- يرى مكتب الحريات في جامعة جندوبة للحزب الديمقراطي أن مرور ما يقرب عن سنة ولم يحصل عن إجابة هو إخلال جسيم من الإدارة وخرق لما وضعه الأمر عدد 92 لسنة 1993 المؤرخ في 3 ماي 1993 الخاص بالعلاقة بين الإدارة والمتعاملين معها والمناشير المطبقة له وخرق للأوامر والمناشير التي تضبط أجال تسديد الخدمات المرفقية الإدارية. 2- خرق الفصل 10 من الدستور الذي ينص على انه « لكل مواطن حرية التنقل داخل البلاد والى خارجها … ». 3- يدرس المكتب إمكانية رفع الأمر أمام لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وتقييدها في الدفاتر المعدة لذلك قصد توجيه استفسار من اللجنة المذكورة للحكومة التونسية. رابح الخرايفي المحامي عضو المكتب السياسي بالحزب الديمقراطي التقدمي وعضو لجنة الحقوقيين بمنظمة العفو الدولية الفرع التونسي. للإتصال: 97.474.061
العشرات أمام القضاء بتهم الإرهاب في تونس
إسماعيل دبارة من تونس: كشفت مصادر حقوقية تونسية لإيلاف عن انسحاب هيئة الدفاع أمس في القضية عدد 11482 التي يحال فيها 4 من الشبّان بتهم تتعلّق بالانضمام إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه ومحاولة استعمال تراب الجمهورية لانتداب و تدريب أشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي و محاولة توفير أسلحة و الامتناع عن إشعار السلطة بما بلغهم من معلومات حول جرائم إرهابية « . و ذكر المصدر إنّ « اعتداء فظيعا بالتعذيب مارسه أعوان الأمن بقاعة المحكمة تحت أنظار المحامين الذين عبروا عن احتجاجهم لما حصل ، ثم مرة ثانية عند عودة المحكمة للانتصاب و على مرأى من هياتها تكرر المشهد إذ تولى عدد من الأعوان و خاصة رئيس مركز قصر العدالة الاعتداء بالعنف الشديد على المتّهم رمزي الرمضاني و رفاقه الثلاث الماثلين أمام المحكمة في القضية عدد 11482 « . و تسبّب الاعتداء في حصول ضوضاء داخل قاعة الجلسة واحتجّ المتهمون و محامو الدفاع على ما أسموه » انتهاك حرمة المحكمة « . وطالبوا بـ »وضع حد لهذه الجريمة النكراء التي تجرى أمام أنظار المحكمة التي طلبت بعد فترة إخراج كل من رمزي الرمضاني و زميله المختار النفاتى ». وجدير بالذكر أنّ هيئة الدفاع تتكونّ من المحامين شاكر علوان و عبد الرؤوف العيادي وسمير بن عمر و الأستاذة راضية النصراوي وهم من المعروفين عن دفاعهم عن المتهمين في قضايا الإرهاب. من جهة أخرى نظرت الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الاستئناف بتونس العاصمة برئاسة القاضي المنوبي بن حميدان القضية عدد 11597 التي يحال فيها 8 أشخاص بتهم تتعلّق بـ » الانضمام إلى وفاق و تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه والدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب أشخاص بقصد ارتكاب جرائم إرهابية و استعمال تراب الجمهورية للقيام بأعمال تحضيرية قصد ارتكاب جرائم و إعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم إرهابي و توفير معلومات و التبرع بأموال مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص و تنظيمات و أنشطة لها علاقة بالجرائم الإرهابية و محاولة السرقة من محل مسكون ». وانسحبت هيئة الدفاع كذلك بسبب عدم » توفر أبسط شروط المحاكمة العادلة » إلا أن المحكمة واصلت النظر في القضية و بعد المفاوضة قررت إقرار الحكم الابتدائي القاضي بسجن المتهمين بين عامين و خمسة أعوام . و نظرت الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الاستئناف بتونس في القضية عدد 11947 التي يحال فيها عدد من الطلبة وهم جاسم الماكنى و حيدر نصرى وخليل البوخارى ورضوان الحامدى وصابر يوسف الحامدى و عبد الرؤوف فريد ومجدى الغربى و يسرى حامدى و احمد بن سعيد بن سليم مكرازى بتهم الانضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و انتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي وتوفير معلومات لفائدة أشخاص لهم علاقة بتنظيم إرهابي. و قررت المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 21 أكتوبر/ تشرين الأول المقبلة استجابة لطلب هيئة الدفاع ، وفي القضية عدد 11939 التي يحال فيها 4 شبان بتهم لها علاقة بالإرهاب ،قررت المحكمة تأخير النظر إلى جلسة مقبلة في 17 من الشهر الجاري استجابة لطلب هيئة الدفاع. وفي سياق متّصل دان كلّ من المجلس الوطني للحريات بتونس و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين والجمعية التونسية لمقاومة التعذيب ومنظمة حرية و إنصاف للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان مشترك لها مُررت إلى « إيلاف » نسخة منه ما اعتبرته » الاعتداء السافر الذي يؤكد بطلان المحاكمات تحت غطاء مكافحة الإرهاب و عدم توفر الشروط الدنيا للمحاكمة عادلة ». و عبّرت المنظمات في بيانها المعنون بـ » وصمة عار جديدة في جبين القضاء التونسي » عن انشغالها من تفاقم ظاهرة التعذيب ‘الذي لم يعد مقتصرا على مراكز الإيقاف فحسب بل أصبح يمارس بشكل علني و في كل الأماكن بما في ذلك المحاكم ».
(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 9 أكتوبر 2008)
اعتداء فظيع على موقوف بقاعة الجلسة بقصر « العدالة » بتونس
تعرّض، عشيّة يوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2008، رمزي الرمضاني المحال وفقا لقانون « مكافحة الإرهاب » على الدائرة الجنائية عدد 27 لدى محكمة الاستئناف بتونس العاصمة التي يرأسها القاضي منـّوبي بن حميدان، إلى اعتداء فظيع بقاعة الجلسة. وصورة الحادثة أنّ رمزي الرمضاني رفض المثول أمام القاضي المذكور لعدم ثقته به وعدم الاطمئنان لحياده واستقلاليته بعد أن حصل بينهما في جلسة سابقة شجار توجّه خلاله رمزي الرمضاني إلى القاضي منّوبي بن حميدان بشتائم ناعتا إياه بأنه « مجرّد عون لدى البوليس السياسي » وهو ما كلّفه عامين سجنا إضافيّين من قبل نفس القاضي. وعوض أن يتخلّى منّّوبي بن حميدان عن محاكمة رمزي الرمضاني في كافة القضايا المحالة أمامه، فإنّه واصل النظر فيها غير عابئ بأصول القضاء. وفي جلسة يوم الثلاثاء، وأمام رفض الموقوف المعني الالتحاق بقاعة الجلسة، جلبه أعوان الأمن بالقوّة، بعد أن أخلى القاضي القاعة من المواطنين، وأمام أنظار المحامين، انهال عليه الأعوان ضربا وطرحوه أرضا ويداه مغلولتان ورفسوه بأرجلهم. وقد احتجّ المحامون على هذا الاعتداء، وكانت هيئة المحكمة وقتها خارج القاعة، فما كان من الأعوان إلا أن أخذوه وأعادوه إلى « الجيول ». ولمّا انتصبت هيئة المحكمة، أرجعه الأعوان إلى قاعة الجلسة وأشبعوه ضربا هذه المرّة والمحكمة جالسة. وقد منع الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني، رئيس فرع المحامين بتونس العاصمة، من أخذ الكلمة ليحتجّ على انتهاك حقوق الدفاع وعلى إهانة المحامين، بل أكثر من ذلك فقد اعتبر القاضي أن الأستاذ الكيلاني « جاء للتشويش على المحكمة وهضم جانبها » وسجّل ذلك بالمحضر ورفع الجلسة. ولمّا عاد ثانية طلب الدفاع التأخير لتقديم إجراءات التجريح في هيئة المحكمة باعتبارها غير محايدة، وقد سجّل منـّوبي بن حميدان الطلب وواصل النظر في القضيّة غير عابئ بالإجراءات وهو ما دفع المحامين إلى الانسحاب من الجلسة.
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 8 أكتوبر 2008)
منظمات حقوقية تونسية تتهم الأمن التونسي
بتعذيب متهمين في قاعة المحكمة وأمام القضاة
تونس ـ خدمة قدس برس أدانت مجموعة من المنظمات الحقوقية التونسية ما قالت إنه ممارسة تعذيب لمتهمين في إحدى المحاكم التونسية وعلى مرأى ومسمع القضاة. وذكر بيان مشترك وقعه المجلس الوطنى للحريات بتونس، والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، والجمعية التونسية لمقاومة التعذيب، ومنظمة حرية وإنصاف، أن قاعة جلسة المحكمة في الدائرة الجنائية بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي المنوبي بن حميدان شهدت أول أمس الثلاثاء (07/10) خلال النظر في القضية عدد 11482 التي يحال فيها المتهمين رمزي الرمضاني، والمختار النفاتي، ومحمد الأمين رحوي و نوران عبد اللوف، المحالين من أجل تهم الانضمام إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه ومحاولة استعمال تراب الجمهورية لانتداب و تدريب أشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية ومحاولة توفير أسلحة لفائدة تنظيم إرهابي والامتناع عن إشعار السلط بما بلغهم من معلومات حول جرائم إرهابية، شهدت « اعتداء فظيعا بالتعذيب مارسه البوليس بالقاعة تحت أنظار المحامين الذين عبروا عن احتجاجهم لما حصل أمامهم »، حسب بيان المنظمات. وقال البيان أنه وبعد أن تم تعليق الجلسة، و »عند عودة المحكمة للانتصاب وعلى مرأى من هيأتها تكررا المشهد إذ تولى عدد من الأعوان و خاصة رئيس مركز قصر العدالة الاعتداء بالعنف الشديد على المتهم رمزي الرمضاني ورفاقه الثلاث الماثلين أمام المحكمة »، وهو ما تسبب حسب البيان « بحصول ضوضاء داخل قاعة الجلسة، إذ شرع المتهمون في الصياح كما صاح المحامون بدورهم احتجاجا على انتهاك حرمة المحكمة وللمطالبة بوضع حد لهذه الجريمة النكراء التي تجرى أمام أنظار المحكمة التي طلبت بعد قترة إخراج كل من الرمضاني و زميله النفاتي، حسب تعبير البيان. وقالت المنظمات إنها إذ تشدد على الخطورة البالغة لما حصل بفضاء كان يفترض أن تحترم حرمته، فإنها، تعتبر بأن ما حصل يؤكد بطلان المحاكمات تحت غطاء مكافحة الارهاب وعدم توفر الشروط الدنيا للمحاكمة عادلة. كما عبر البيان عن انشغال تلك المنظمات من تفاقم ظاهرة التعذيب الذي لم يعد مقتصرا على مراكز الإيقاف فحسب بل أصبح يمارس بشكل علني و في كل الأماكن بما في ذلك داخل المحاكم، حسب تعبير البيان.
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 09 أكتوبر2008)
أخبار الرديف
– الطيـّب بن عثمان يضرب عن الطعام: أفادت عائلة الطيب بن عثمان، المناضل النقابي الموقوف منذ جويلية الفارط بسجن سيدي بوزيد ضمن قضية الحوض المنجمي، أنـّه دخل منذ يوم الأربعاء غرّة أكتوبر في إضراب مفتوح عن الطعام وذلك للمطالبة بـ: أوّلا، تقريبه من عائته بنقله إلى سجن قفصة، وثانيا، تمكينه من صورة ابنه الرضيع الذي يبلغ من العمر بضعة أشهر. ومن المعلوم أنّ السلطات الأمنيّة أبعدت الطيب بن عثمان إلى سجن سيدي بوزيد، كما أبعدت عدنان الحاجي والبشير العبيدي إلى سجن القصرين تنكيلا بهم وبعائلاتهم. وقد حُرم الطيب بن عثمان أكثر من مرّة من زيارة محامييه، وهو يعيش في عزلة عن العالم الخارجي. – تم استدعاء السيد حبيب بن الطاهر النمسي معلم بإحدى الولايات الساحلية صباح السبت الفارط الموافق لـ4 أكتوبر 2008 إلى مركز شرطة الرديف حيث تم استجوابه من قبل رئيس المركز ورئيس المنطقة حول علاقته بعائلات المساجين وتحريضه لهم للعودة إلى الشارع والمطالبة بإطلاق سراح المساجين. حيث أنكر ما نسب إليه، وتحت التهديد أمضوه على التزام. – لا زال السيد العيد بنعلي عامل بشركة السكك الحديدية بالرديف والذي أطلق سراحه مؤخرا في قضية الرديف لم تحسم مسألة عودته إلى العمل في انتظار ما سيسفر عنه اجتماع مجلس التأديب بالشركة الذي لم يحدد موعده بعد. – شهدت معتمدية الرديف صبيحة يوم الأحد الموافق لـ5 أكتوبر 2008 حالة تأهب قصوى من قبل رجال الأمن وقوات التدخل السريع لضرب أي تحرك أو تظاهر أو تجمّع يطالب بإطلاق سراح مساجين الرديف. علما وأنّ استخباراتهم المجندة منذ شهر أفريل الفارط أكدت لهم خبر التحرك. – تم تركيز ثكنة للبوب في الرديف على إثر حركة الرديف المجيدة بعد الاستيلاء على نادي كان فيما مضى للطفولة، تعدادهم يتجاوز الألف وخمسمائة عون. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 8 أكتوبر 2008)
حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ
نشرة الكترونيّة عدد 72 – 09 أكتوبر 2008
1 أكتوبر 1985: قصفت الطّائرات الصّهيونية (مرورا بقواعد الحلف الأطلسي في إيطاليا) ضاحية « حمٌام الشٌط » جنوب العاصمة تونس. وقتلت وجرحت التونسيين والفلسطينيين على السّواء. اغتال الصّهاينة بعد ذلك على أرض تونس « أبو جهاد » و »أبو اياد »، القياديّان في فتح ومنظّمة التّحرير.
4 أكتوبر1988: مظاهرات عارمة في المدن الكبرى الجزائرية ضدّ البطالة والفساد، أعلنت نهاية عهد وبداية آخر.
2 أكتوبر1187: جيش صلاح الدين الأيّوبي يسترجع القدس من الصّليبيّين.
تونس، الحوض المنجمي: تحيي مجموعة من الاحزاب والجمعيات المدنية « اليوم الوطني التضامني لإطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي بقفصة » وذلك يوم 12 أكتوبر 2008 على الساعة العاشرة صباحا بمقر حزب حركة التجديدبتونس العاصمة.
تونس: بدأت المفاوضات الإجتماعية بين نقابة أرباب العمل والإتّحاد العامّ التونسي للشّغل (نقابة الأجراء) منذ مارس. ولحدّ الآن، لم يمض أيّ اتفاق بسبب تصلٌب أصحاب المؤسّسات في مسائل تهمّ الحقّ النقابي، والإنتداب، والترسيم، والمناولة، إضافة إلى الأجور والترقيات والمنح. أمّا في القطاع العامّ، فإنّ الخلاف الجوهري مازال حول نسبة الزّيادة في الرّواتب. فقد اقترحت النّقابة 8,5% ولكنّ الحكومة تتشبّث بـ3,5%.
تونس، تصلّب: بعد إحالة عدد من الأساتذة الجامعيين على مجلس التأديب بتهم واهية، اتّخذت وزارة التّعليم العالي إجراءات زجريّة أخرى ضدّ الأستاذ رشيد الشملي (نقابي وحقوقي) بالرّفت لمدّة 4 أشهر مع الحرمان من المرتّب، والمنع من دخول كليّة الصّيدلة بالمنستير حيث يدرٌس ويقوم ببحوثه المخبريّة. كما قامت الوزارة بنقل الكاتب العامّ للنّقابة الأساسيّة من نابل إلى صفاقس، رغم الحماية التي تمنحها له الإتفاقية الدّولية عدد 135 التي امضتها الحكومة التونسية.
تونس، ثقافة: بعد شريط « الكسوة » (لسنة 2000)، يعرض هذا الأسبوع فلم « شطر محبٌة » للمخرجة « كلثوم برناز » ويتناول قضايا حسٌاسة منها مسألة المساواة في الإرث بين توأمين (فتى وفتاة). عابت بعض النّساء على الشريط إظهار المرأة كعاجزة عن تغيير وضعها. قد يعرض الفلم في مهرجان قرطاج الذي يبدأ يوم 25 أكتوبر. رويترز 06/10/08
تونس، خصخصة: باعت الحكومة التونسية أكثر من 205 مؤسّسة ومنشأة عموميّة في إطار خطّة « التفويت في القطاع العامّ ». وبلغت إيرادات عمليّات البيع 5,5 مليار دينار (4 مليار دولار). ومازالت مؤسّسات كبرى معروضة للبيع مثل شركتي التنقيب عن النفط وتوزيعه، وشركة دواليب السيارات (ستيب)، وحصٌة تونس في بنوك وشركات استثمار مشتركة مع السعودية أو الإمارات مثلا.الحياة 06/10/08.
الجزائر، فيضانات: في ولاية غرداية (600 كلم جنوب شرقي العاصمة) ارتفعت مياه « وادي مزاب » حوالي 8 أمتار، بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت يوم 1 أكتوبر بعد جفاف طويل. وفقدت أكثر من 600 عائلة منازلها. كما توفيّ ما لا يقلّ عن 33 مواطنا وجرح 50 آخرون. تظاهر أكثر من 5 آلاف مواطن احتجاجا على نقص تجهيزات فرق الإنقاذ (التي جاءت من ولايتي ورقلة والأغواط المجاورتين) وبطئ عمليات الإسعاف. تعدّ مدينة غرداية 100 ألف ساكن، وهي مسجّلة لدى اليونسكو كتراث عالمي انساني. عن وكالة الأنباء الجزائرية من 3 إلى 5 اكتوبر 2008. يتقدم حزب العمل الوطني الديمقراطي بأحرّ التعازي إلى عائلات القتلى، ويتمنّى شفاءا عاجلا للمجروحين وعودة قريبة لمن فقدوا بيوتهم.
الجزائر، قراءة ما في الصدور: رغم ابتعادهم عن الأعين وتناول شيء من الطّعام في محلّ مهجور بمدينة « بسكرة » في رمضان، فإنّ المحكمة أصدرت (بسرعة قياسية) حكما بـ4 سنوات سجنا مع النفاذ وبغرامة مالية تعادل الـ1000 أورو لكل واحد، ضدّ 6 شبان، بتهمة « الإستهزاء بشعائر الإسلام »… أمام ردّ فعل مجموعات من المثقفين والمناضلين الحقوقيين، اطلقت السلطات امس الاربعاء سراح الموقوفين. الخبر 30/09/08
الجزائر، استثمارات غير مضمونة: استثمرت الدّولة 43 مليار دولار في شكل سندات وودائع في الخزانة الأمريكية بفوائد ضعيفة لا تتجاوز 3%. قد لا تستطيع الجزائر الإستفادة من هذه الأموال عند الحاجة لها، بحكم خطٌة جورج بوش لإنقاذ البنوك الأمريكية، حيث ستضع الحكومة الأمريكية كلّ الأموال الموجودة في أمريكا في البنوك، دون تحديد آجال لاسترجاع أصحابها لها. يقدّر احتياطيّ الجزائر بـ133 مليار دولار. وقد تصل مداخيل النفط 80 مليار دولار هذا العام، أمّا قيمة الواردات فتقدّر بـ40 مليار دولار. عن الخبر 30/09/08
المغرب: عاد الأساتذة المبرّزون الخمسة إلى عملهم ومعاهدهم يوم 7 أكتوبر، بعد حملة احتجاجات وتضامن، حيث كانت الوزارة قد قرّرت إيقافهم عن العمل لمدّة 6 أشهر بدون مرتّب على خلفية نشاطهم النقابي. وبذلك ألغي اضراب 7 و 8 أكتوبر والوقفة الإحتجاجية التي كانت مقرّرة أمام الوزارة.
فلسطين 48 : في الذّكرى الثامنة لمظاهرات المساندة للإنتفاضة الثانية التي ذهب ضحيّتها 13 شهيدا من أبناء الدٌاخل، نظمت حركة ابناء البلد عدّة فعاليات منها ندوة سياسية بمشاركة جميلة وحسين عاصلة والدا الشهيد « أسيل عاصلة ». كما نظّمت اللّجنة العليا للمتابعة مسيرة قطرية في مدينة سخنين يوم 4 اكتوبر. أعلنت الولايات المتّحدة تزويد الكيان الصهيوني بطائرات « أف 35 » العملاقة (أحدث ما انتجته الصّناعة العسكرية الأمريكية) ورادارات متطورة، يجري نصبها في مطار « نفاتيم » في النقب بمساعدة 120 خبيرا وفنيّا عسكريا أمريكيا، من شأنها استكشاف الصواريخ، قبل انطلاقها، على بعد آلاف الكلومترات. عن القدس العربي 02/10/08
البحرين، تطبيع: في مقابلة مع صحيفة الحياة نشرت يوم 1 اكتوبر 2008، دعا وزير خارجيّة البحرين إلى « انشاء منظّمة تضمّ الدّول العربية واسرائيل وايران وتركيا، من اجل التوصّل إلى السّلام. هذا هو السّبيل الوحيد لحلّ مشاكلنا، ليس هناك من طريق آخر لحلّها، اليوم أو بعد 200 سنة ». جرت لقاءات بين وليّ العهد البحريني ووزير الخارجية مع قادة صهاينة منذ 2000 . عن أ.ف.ب. 02/10/08 السعودية، من بطولات الشرطة الدٌينية: اشتبك افراد عائلة من « المدينة » مع افراد من الشرطة الدينية (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، بسبب تعمّد سيارة الشرطة الدينية اعتراض سيارة مواطنين (رجل وزوجته)، واصطدامها بها في الإتجاه المعاكس للسير، وجرٌ المرأة بالقوة إلى سيارتهم دون التثبت في هويتها. تلتها معركة بين أفراد من العائلة الذين هبّوا للمكان. جرح شقيق الزوج ممّا استوجب نقله إلى المستشفى. تكرّرت الحوادث المماثلة المتسببة فيها هذه الفرقة من الشرطة، التي تشنّ حملة ضدّ « العباءة المارقة » أي العباءة غير السوداء أو تلك المزركشة بألوان وتطريزات، وتطارد الشبان من الجنسين بتعلّة المحافظة على الأخلاق. عن « الوطن » السعودية، بتصرف 06/10/08
الخليج، تبعية اقتصادية: بلغت خسائر سوق البلدان المنتمية إلى مجلس التعاون الخليجي ( السعودية، البحرين، الإمارات، الكويت، قطر، وسلطنة عمان) 150 مليار دولارا منذ بداية العام. وبذلك، خسرت ما ربحته عام 2007، نظرا لارتباط عملاتها بالدولار ولاستثماراتها في القطاعات الهشة (العقارات مثلا)، وضخٌها الأموال في بنوك أمريكا. وكانت أكبر الخسائر، لحدّ الآن، في سوق « مسقط » المالي. عن موقع سي أن أن 03/10/08
مصر، تآمر: بعد زيارة وزير الحرب الصهيوني لمصر قبل حوالي 6 اشهر، اتفق الطرفان على الإستنجاد بجنود وخبراء ومهندسين عسكريين امريكيين (بزي مدني) للعمل مع جنود مصريين، بتقنيات وتجهيزات امريكية لهدم وتسميم الأنفاق الواقعة بين مصر وفلسطين (غزة). يدعوت أحرونوت 02/10/08 ومنعت السلطات المصرية قافلة التضامن من التوجه نحو غزّة لكسر الحصار الذي تقوم به الحكومة المصرية في رفح للمرة الثانية في أقل من شهر واحد، واعتقلت عددا يتراوح ما بين 30 و100 حسب المصادر. ( القبس 07/10/08). وفي نفس اليوم أعلنت الرئاسة العفو عن « ابراهيم عيسى » رئيس تحرير صحيفة الدّستور، الذي حكم عليه بالسّجن شهرين نافذين بسبب ما كتبه عن صحّة الرئيس.
سوريا: تراجع انتاج الحبوب والقمح أساسا، ولم يتعدّ 2,5 مليون طن هذا الموسم بسبب الجفاف، بعد أن بلغ 4 مليون طن في الموسم الماضي. تمثل الفلاحة في سوريا 35% من القوّة العاملة. وتعدّ مداخيل تصدير القطن ثاني مورد للعملة الأجنبية. عن سيريا نيوز 01/10/08
العراق، احتلال امريكي صهيوني: » الإسرائيليون موجودون في شمال العراق قبل الإحتلال، ولكنّهم الآن في كلّ المدن العراقية. كما أنّهم يعملون في الفرق الأمنية الأمريكية وفي الجيش وحماية المنشآت الأمنية الأمريكية. حارث الضٌاري (هيئة علماء المسلمين في العراق) صحيفة الرياض (السعودية) 04/10/08 . في نفس الوقت، زار العراق المحتلّ وزير خارجيّة مصر، وممثل الجامعة العربية لإعادة فتح ممثلياتهما في بغداد المحتلٌة.
الهند: تمثل الهند سوقا كبرى للتقنيات النووية. وتتنافس على الفوز بالعقود التي تبلغ قيمتها 27 مليار دولار، أربع مؤسّسات هي آريفا الفرنسية وجنرال الكتريك الأمريكية وهيتاشي لميتد اليابانية ووكالة الطاقة الذرية الرّوسية « روساتوم ». جاءت مؤخّرا وزيرة الخارجية الأمريكية إلى الهند لتعزيز موقع أمريكا وللفوز وحدها بهذه العقود. بعد الزّيارة مباشرة، أقرّ الكونغرس اتفاقا نوويّا تاريخيّا مع الهند. عن رويترز 04/10/08
الباكستان، جرائم حرب: للمرّة الثالثة في أقلّ من شهر، قتلت القوّات الأمريكية أكثر من 20 مدنيّا (في كلّ مرّة) في اقليم وزيرستان قرب الحدود الأفغانية. ومن بين القتلى هذه المرّة، امرأة وأطفالها الثلاثة، 8 أفراد من نفس العائلة. يتكرّر الأمر باستمرار في أفغانستان والعراق المحتلّين. صحيفة « ذي نيوز » الباكستانية 04/10/08
صحّة 1: في افريقيا عام 2003، قتلت الملاريا (رسميّا) 538 ألفا. وذهب ضحية امراض الجهاز التنفسي 525 ألفا، و496 ألف ماتوا نتيجة أمراض القلب… كما توفّيت 284 ألف امرأة بسبب الولادة، ومات121 ألف افريقي بعد الإصابة بالسلّ، المنقرض من الدّول الغنية. (كلّ القتلى من الراشدين) عن منظّمة الصحّة العالمية. أرقام 2003
صحّة 2 : يقدٌر عدد المصابين بمرض السٌكٌري في العالم بحوالي 380 مليون، 90% منهم من صنف ب أو 2 و 10% من صنف أ (1). يكون الجسم عاجزا عن انتاج الأنسولين أو ينتجه بشكل غير كاف، أو لا يستخدمه بشكل فعٌال. والأنسولين هو هرمون يفرزه البنكرياس، ويحتاجه الجسم في حرق السّكر لإنتاج الطٌاقة. كما أنّه يتحكّم في كميّة الغلوكوز الموجودة في الدّم. السّكري مرض مزمن قد يصيب الإنسان لأسباب وراثية، أو بسبب النظام الغذائي غير المتوازن، أو بسبب نمط المعيشة وظروف الحياة بشكل عامّ. 80% من المصابين (المعروفين) يقيمون في البلدان ذات الدخل الضعيف أو المتوسّط. عن الجمعية الأروبية لأبحاث السٌكري
أمريكا الجنوبية: التقى يوم 1 اكتوبر الرّؤساء هوغو شافيز (فنزويلا) وإيفو موراليس (بوليفيا) ولولا دا سيلفا (البرازيل) ورفائيل كورٌيٌا (إكوادور) بمدينة ماناوس بالبرازيل، « لدراسة خطة مشتركة وتحرّك ملموس في مواجهة الأزمة المالية ». قال شافيز » الأزمة المالية ناتجة عن السياسة اللاّمسؤولة التي تمارسها الولايات المتّحدة ». أ.ف.ب. 02/10/08
سويسرا: بلغ تراكم النقص في قيمة الأصول لدى أكبر بنك سويسري (اتحاد البنوك السويسرية) 42,5 مليار دولار، منذ ازمة الرّهن العقاري في أمريكا في الصّائفة الماضية. وكان قد استعان سابقا بمستثمري دول الخليج وسنغافورة لجلب أموال بقيمة 13 مليار فرنك سويسري. كما شطب خسائر قدّرت بحوالي 30 مليار دولار منذ بداية السنة. أعلن البنك مؤخّرا عن الغاء 2000 وظيفة، إضافة إلى 4 آلاف أخرى كان حذفها سابقا ليصل مجموع العاملين 17 ألف عوضا عن 23 ألفا قبل عام واحد. وكالة الأنباء السويسرية 02/10/08
فرنسا، تحايل قانوني؟: قرّرت الحكومة الفرنسية استعمال مدخّرات المواطنين (دفتر أ) لإنقاذ البنوك (الخاصّة) من الإفلاس. والمفروض أنّ هذه المدخّرات مخصّصة لبناء مساكن اجتماعية لذوي الدّخل المحدود من الأجراء. وقرّرت الحكومة أيضا تخصيص 22 مليار اورو (حوالي 30 مليار دولار) « لتوفير السيولة النقدية اللازمة للمؤسّسات الصّغرى والمتوسّطة، كإجراء وقائي لتجنّب إفلاسها ». الأموال موجودة والمشكلة في كيفيّة توزيعها. عن أ.ف.ب. 03/10/08
فرنسا، العنف ضد النساء: يقدّر عدد النساء اللّواتي يتقدّمن بشكوى إثر العنف الذي يتعرّضن له بـ2% تقريبا. وتموت امرأة واحدة كلّ يومين نتيجة عنف الزّوج أو الخليل (166 في عام واحد). ولا توجد إحصائيات جدٌيٌة حول العنف المسلٌط على المرأة في مكان العمل، أو الإعتداءات الجنسية، بحكم رفض تسجيل القضايا في مراكز الشرطة أوعدم التقدّم بشكوى بحكم الضّغط الإجتماعي. عن موقع الحكومة الفرنسية، حقوق النساء. أمّا عن المساواة بين الجنسين، فإنّ معدّل أجر النساء عام 2005، كان أقل بنسبة 26% من أجور الرّجال (31% في القطاع الخاص)، وهنّ أوّل المتضرّرات من البطالة والعمل جزءا من الوقت القانوني (بجزء من الأجر). هناك مليون امرأة عاملة في فرنسا فرض عليها العمل بدوام جزئي وترغب في العمل كامل الوقت القانوني. أمّا جرايات التقاعد فإنّها لدى النساء أقلّ بـ46% منها لدى الرجال. المعهد الوطني للإحصاء (إنساي) 06/10/08
عولمة: استحوذ « البنك الوطني بباريس » (بي أن بي) على فروع مجموعة بنك « فورتيس » في بلجيكا ولكسمبورغ، بمبلغ 14,5 مليار أورو (حوالي 20 مليار دولار)، مع العلم أن قيمة نشاط « فورتيس » في البلدين تتجاوز 239 مليار أورو (330 مليار دولار). وبذلك يصبح « بي أن بي » أكبر بنك أوروبي للودائع مستفيدا من الظرف. أ.ف.ب. 06/10/08
عولمة: بعد البنك المركزي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي، يتدخٌل البنك المركزي الياباني (لمدّة 15 يوم متتالية) لضخٌ 7,6 مليار دولار في النظام المصرفي لتأمين السيولة النقدية ومواجهة الأزمة المالية. رويترز 03/10/08
الولايات المتحدة، عسكرة الحياة اليومية: تعتزم وزارة الدّفاع نشر 4 آلاف جندي، « تحسّبا لأعمال إرهابية، وما قد ينتج عنها، وبهدف السيطرة على أيّ عصيان مدني أو حشود بشرية، وللقيام كذلك بعمليات إغاثة وإنقاذ وما شابهها من مهام انسانية. » يعني أنّ الهدف من هذا الإنتشار هو قمع أيّ تحرّك أو انتفاضة قد تقوم بها الفئات الفقيرة أو حتّى المتوسّطة، احتجاجا على الوضع الإقتصادي والأزمة كما حصل في الأرجنتين عام 2001. عن « ستارز أند ستويس » (يوميّة الجيش). قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ
info@hezbelamal.org للاتصالبنا : للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها SUBSCRIBE الى
aliradainfo-request@listas.nodo50.org لفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها SUBSCRIBE الى
aliradainfo-request@listas.nodo50.org موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ
http://www.hezbelamal.org/
الحقائق البيّنات في مقتل فيصل بركات
مواطن صالح:
تقدم إلي رجل أنيق مهذب لا أعرفه ناداني بالسيد فلان وسلمني استدعاء مصدره المحكمة الابتدائية بقصرالعدالة بتونس مرقون عليه اليوم والتاريخ موضوعه الإدلاء بشهادة. وفي اليوم المعين والساعة المحددة توجهت إلى قاعة الجلسة فإذا بي أمام قاض قيل أن اسمه عبد الحق سالم بن المنصف نودي على أسماء أشخاص فوقفوا في الخانة المخصصة للمتهمين مازال يرن على مسامعي صدى أسمائهم ….عبد الفتاح..عبدالكريم ..توفيق .. شاكر.. بوكبوس..فاضل …المومني …الزمالي…صالح ..الناصري…الجنحاني..عادل فؤاد.. محسن…تملكني الذهول والاستغراب فكل هؤلاء الذين نادى عليهم القاضي أعرفهم معرفة جيدة. ثم تولى نداء الشهود ليقفوا قبالة المتهمين وكان عددهم كبيرا يفوق التسعين وكنت من بينهم وأذكر منهم عماد ،الصحبي ،محمد ،لطفي ،شكري ،حبيب ،التومي ،فيصل، جمال، بشير محسن، فرج الله،محمود ، وديع ، محمد الخامس،زياد……. سألني القاضي هل تعرف هؤلاء المتهمين؟؟ فأجبت نعم كلهم. قال وهل تعرف المجني عليه فيصل بركات؟؟ قلت نعم أعرفه كمعرفتي لأمي وأبي. سألني عن آخر عهدي به؟؟ فأجبت في مركز الحرس والتفتيشات بنابل يوم 8 أكتوبر 1991. قال حدثني عنه وعن حاله يومها؟؟، فتحسرت وصمت هنيهة وانهمرت الدموع على خدي وغالبت نفسي قبل أن أختنق بعبراتي ونطقت بهدوء لأتخلص من حمٍل ظل يؤرقني لسنوات عديدة وتكلمت لأستريح من إلحاح شهادة لطالما أتعبني كتمانها. وقلت : نعم هؤلاء هم الذين قتلوه وصلبوه على طريقة عصرهم الحديث وابتكارهم اللعين « الروتي » نعم هؤلاء الذين أدخلوا في شرجه عصا الحديد وسلخوا جلده بالتعذيب الشديد هؤلاء هم الذين نخروا لحمه ونزفوا دمه ونهشوا جسمه وهشموا عظمه وجلدوا جسده ونسفوا روحه ونغصوا حياة أهله ولم يرقبوا فينا إلا ولا ذمة….. استوقفني القاضي عن الاسترسال، وقال من قام بكل ذلك؟؟ قلت كل هؤلاء مشتركين يقودهم عبد الفتاح ولا أستثني منهم أحدا، لا عبد الكريم ولا توفيق ولا شاكر ولا بو كبوس ولا الفاضل ولا المومني ولا الزمالي ولا صالح ولا الناصري ولا الجنحاني أو عادل وفؤاد ومحسن ولا…ولا… حتى من ُيدعى كناية « شقشقلوا ». نادى القاضي على عماد سأله نفس السؤال أجاب نفس الجواب ثم نادى محمد ثم الصحبي ثم لطفي فشكري فالحبيب ثم التومي ففيصل فبديع فجمال فبشير ففرج الله …لم يتخلف أحد ولم تختلف شهادة أي من الشهود فكانت كلها متماثلة و متشابهة بل متطابقة، تواترت وتساندت فمُتّنت.ثم نودي على المتهمين وسألهم من قتل فيصل بركات؟؟؟؟؟ فصمتوا كلهم ….. ثم نودي على والدة المجني عليه السيدة أم الخير وسألها عن مطالبها؟؟؟؟ فأجابت أما وقد ظهرت الحقيقة ولم يذهب دم ابني هباء منثورا فإني قد غفرت للمذنبين، ولي معه لقاء في جنة النعيم، ثم رفع القاضي الجلسة بعد ما طرق على الطاولة بمطرقته الثقيلة واستفقت على طرق باب بيتي وصوت زوجتي تقول ما بالك تبتسم وأنت في نومك هل ظفرت بكنز وأنت نائم ؟؟ فاستفقت متباطئا ، مكسور الخاطر فقد أدركت أن كل ما حدث كان رؤيا، مجرد رؤيا،حينها تذكرت قول حسنين هيكل « …ولكن أحلام الرجال تضيق » فقررت أن أجعل الحلم حقيقة تصدح في الآفاق وتصدع ولا يضيق بها الرجال ولا تضيق عند الرجال وتقرع باب الجلادين والحكام فأخذت قلمي وتسَلحت بذاكرتي وكتبت، وأبت إرادتي إلا أن تعرض الحكاية على مسمع كل الناس. وبادرت بكتابة ما عُلم عن قضية استشهاد فيصل بركات من حقائق ساطعات. لقد بدأت القضية في أوائل شهر أكتوبر 1991 حينما اعتقلت قوات الحرس والتفتيش بنابل بمعية أعوان من فرقة العوينة للحرس بتونس مجموعة كبيرة من الإسلاميين ضمت حوالي 90 فردا كنت من بينهم وفي صبيحة 8أكتوبر 1991اعتقل أعوان الحرس فيصل بركات بمنزل قريب من نزل الكيوبس بنابل. اُدخِل مقرات الحرس وهناك تفننوا في تعذيبه فقاموا أولا بتعليقه على هيئة « الروتي » (الدجاجة المصلية)وشرعوا في جلده بعد أن جردوه من كل ثيابه وقد شارك في عملية التعذيب كل أعوان الحرس والتفتيش بنابل فقد كان المطلوب الأول في كامل الولاية وهو أحد أهمّ المطلوبين في القطر لارتباطه بما سمي بمجموعة » المروج « ، وقد كان التعذيب يتم على مرأى ومسمع كل الموقوفين باعتبار أننا كنا موجودين برواق مركز الحرس المطل على مكتب النقيب والمكتب المقابل له على جهة اليمين وهما المكتبان اللذان تتم فيهما عمليات التعذيب وكنا جميعا نشاهد ونسمع كل ما يحدث من تنكيل بالإخوة، كنا جميعا نشاهد كيف ربطوا قضيبه بخيط أبيض وكيف كانوا يؤرجحونه وهو معلق على شكل « روتي » بين طاولتين وكيف أدخلوا بشرجه قضيبا حديديا وانهالوا عليه ضربا بالعصي الخشبية والبلاستيكية حتى أغمي عليه،وفجأة لم نعد نسمع صياحه ولا عويله ولكن سمعنا شخيرا متواصلا لبرهة معتبرة وما لبثوا أن دعوا أخوين للدخول إلى مكتبهم من أجل إسعافه كان أحدهما يعمل ممرضا والآخر أدخلوه للقيام بتخليص القضيب من الخيط .وتجدر الإشارة أنهم وضعوه في عباءة كنا نفترشها وقد حمله أربعة من بيننا وعبروا به الرواق وكان أحدهم يلقنه الشهادة والآخر يمسك بأصبعه ووضعوه في ردهة خارجية ما لبثوا أن أكدوا لنا بعدها أنه قد لفظ أنفاسه الأخيرة وزاد تأكيد وفاته الأخوين اللذين كانا يعذبان في نفس المكتب الذي عذب فيه فيصل . لقد قام أعوان الحرس باستقدام الطاقم الطبي الذي كان يتابع أوضاعنا في الإيقاف وقد أكدوا لهم وفاته فعمدوا إلى أخذه يوم 11/10/1991 إلى الطريق عدد26 الرابط بين منطقة الغرابي (أحواز منزل بوزلفة ولاية نابل) ومدينة قرنبالية وعندها قام رئيس مركز منزل بوزلفة الوكيل محسن بن عبد الله بالإعلام عن حادث مرور لمترجل مجهول الهوية وذلك بواسطة برقيتين الأولى عدد63 والثانية عدد64 بتاريخ 11أكتوبر1991 وقد وقع نقل جثة الشهيد إلى مستشفى مدينة نابل أين وقع تشريحها من طرف الدكتور الصادق ساسي والدكتور (حلاب) بتسخيرعدد 745 والذي أكد الآتي نحن الموقعون (الدكتور ساسي والدكتور حلاب ) المعينين طبقا للتسخير رقم 745 الممنوح يوم 11 / 10 /1991 من طرف رئيس مركز حرس المرور بمنزل بوزلفة و ذلك من أجل القيام بفحص و تشريح جثة مجهول لتحديد سبب الوفاة. – انفتاح حدقي واسع و دائم مزدوج – Mydriase bilaterale – وجود عدة كدمات على مستوى الوجنة اليسرى و الشفة السفلى و الذقن. – Présence d’ecchymoses de la pommelle gauche ,lèvre inferieur et le menton – ورم دموي صغير تحت جلدة الرأس على مستوى الصدغ الأيمن . – Petit hématome sous le cuir chevelu temporal droit – كدمة مع انتفاخ على مستوى اليد اليمنى و الوجه الظهري للساعد الأيمن . – Ecchymose et œdèmes de la main droite et la face dorsale de l’avant bras droit – كدمة و فركة جلدية على مستوى الساعد الأيسر – Ecchymoses et dermabrasion de l’avant bras gauche. – كدمات عديدة موسعة مع انتفاخ كبير على مستوى الردفين – Ecchymoses étendues avec œdèmes très important des fesses – كدمات عديدة و فركة جلدية على مستوى الركبتين – Ecchymoses et dermabrasion des deux genous . – وجود جرحين منقطين على مستوى الساق اليسرى دون وجود أضرار عظمية تحتهما – La jambe gauche est le siège de deux plaies punctiforme sans lésions osseuses sous jacente – كدمة مع فركة جلدية على مستوى الساق اليمنى – Ecchymoses et dermabrasions de la jambe droite. – كدمات على مستوى أخماص القدمين. – Ecchymoses de la plante des deux pieds أثناء التشريح. – الجمجمة: . CRANE · غياب أي كسر على مستوى الجمجمة. · Absence de tous fracture du crane · غياب أي ورم دموي جمجمي داخلي · Absence d’hématomes intracrâniens · غياب أي ورم دماغي داخلي Absence d’hématomes intracérébral · غياب أي فيضان أو نزيف دموي باطني أو انجذاب دماغي · Absence d’inondation ventriculaire ou d’engagement cérébral – الرئتين .poumons · احتقان دموي رئوي شامل يمس كامل مساحة الرئتين و لا يستثني إلا قسمين من الرَوم العلوي للرئة اليسرى . · Congestion pulmonaire intéressant la totalité des deux poumons ne laissant valides que 2 segments du lobe supérieur du poumon gauche – القلب: Coeur · متوقف أثناء فترة الضخ ، لا يحمل أضرار على مستوى الشرايين أو الصمامات · Cœur arrêté en systole ne comporte pas de lésions vasculaires ou valvulaires. – المعدة: estomac · متمددة و لكنها خالية من الأطعمة · Estomac dilate est. vide d’aliments · ورم دموي صغير على مستوى الحوض الأمامي مع ثقب على مستوى ملتقى المنطقة النهائية للأمعاء الغليظة مع الشرج. · Petit hématome du pelvis avec perforation de la jonction recto sigmoïdienne الاستنتاج:la mort serait étendue consécutive à une insuffisance respiratoire aigue en relation avec la congestion pulmonaire من المرجح أن الموت ناجم عن عجز تنفسي حاد مرتبط بالاحتقان الدموي الرئوي الموسع. (انتهى تقرير التشريح الشرعي) وعلى إثره وقع التعرف على جثة الهالك من خلال البصمات فاستقدموا والده السيد الهادي بركات للتعرف على جثة ابنه وأمضوه على وثيقة تزعم أن ابنه توفي بحادث مرور، ووقع دفنه بعد ذلك تحت حراسة أمنية مشدّّدة، ودون الكشف عن جسمه أو وجهه لعائلته. وبتاريخ 6نوفمبر 1991 أذن قاضي التحقيق بفتح محضر بحث ضد مجهول فر إثر حادث مرور كان ضحيته الهالك فيصل بركات . وفي 03 مارس 1992 أذن القاضي بحفظ القضية مؤقتا لعدم ثبوت هوية وشخصية الجاني . ولم يفتح تحقيق إلا بعد 10 أشهر من صيحات ودعوات ومطالب المنظمات الحقوقية وشهرين بعد صدور تقرير رشيد إدريس رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية المكلف من رئاسة الجمهورية بالتحقيق في الوفيات المشبوهة . وفي 15 أكتوبر 1992 طالبت منظمة العفو الدولية من وزارة الخارجية التونسية بإعادة فتح التحقيق في الوفاة المشبوهة لفيصل بركات مدعمة طلبها بما خلص إليه تقرير لجنة تقصي الحقائق التي يشرف عليها رشيد إدريس والذي استنتج في تقريره الصادر في 13 جويلية 1992 أن عددا من حالات الوفيات قد حصلت في ظروف غامضة ومشبوه فيها، منها حالة 1 عبد العزيز المحواشي 2عبد الرؤوف العريبي 3عامر دقاش 4 عبد الوهاب عبيدلي 5 فتحي الخياري كما أن هناك حالتان مشبوه في وفاتهما وهما حالة فيصل بركات ورشيد الشماخي وُأذن بفتح تحقيق في الغرض طبقا للفصل 36 من مجلة الإجراءات الجزائية وقد دعمت منظمة العفو الدولية مطلبها بتقرير أعده الدكتور (ديريك بوندار Derrick ponder في فيفري 1992 ومحتواه إن الأضرار الموصوفة في تقرير التشريح لا تتوافق مع حادث مرور الذي من المفروض أنه تعرض إليه الضحية سواء بوصفه مترجلا أو دارجا, ممتطي دراجة نارية أو راكب سيارة . إن الأضرار الملاحظة هي نتيجة لضربات متتالية موجهة من طرف شخص أو عدة أشخاص وإن نوعية الأضرار و الجروح و خاصياتها تنفي أية إمكانية أن يكون الضحية قد وجهها لنفسه بصورة متعمدة إن تقرير التشريح ينص على وجود ورم دموي صغير على مستوى الحوض الأمامي مع ثقب على مستوى ملتقى القسم النهائي للأمعاء الغليظة مع الشرج perforation de la jonction recto sigmoïdienne و من غير المرجح بالمرة أن تكون هذه الأضرار ناتجة عن حادث مرور لأنه لو تم ذلك بالفعل لكانت مصاحبة بكسور خطيرة للحوض لم تقع ملاحظتها بالتقرير التشريحي الأول هذه النوعية من الأضرار تكون بالضرورة ناتجة عن إدخال عنصر أو جسم أجنبي في الشرج ولا بد أن يكون هذا العنصر الأجنبي قد وقع إدخاله على الأقل على مدى 15 سنتيمتر – إن الثقب على مستوى ملتقى القسم النهائي للأمعاء الغليظة مع الشرج يمكن أن يقود إلى موت فوري نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية مع اضطراب مصاحب في إيقاع القلب و احتقان دموي رئوي موسع و تضخم دموي داخل الرئتين كل هذه العوامل تكون مصاحبة للموت المفاجئ وهي بالتدقيق الحالة التي نحن بصدد فحصها وذكرها. – إن تقرير التشريح لا ينص على وجود أية أضرار باستثناء ثقب ملتقى نهاية الأمعاء الغليظة مع الشرج ولم يذكر أي مرض يمكن أن يكون سببا مباشر في حدوث الموت . – هناك كدمات وقعت معاينتها على أخماص القدمين و هذه الأضرار تعتبر غير عادية وغير مألوفة في حوادث المرور و إن التفسير الوحيد و المنطقي لهذه الكدمات على مستوى أخماص القدمين هو أنها ناتجة عن ضربات متتالية وقع توجيهها بواسطة أداة أو آلة ثقيلة – تقرير التشريح تعرض كذلك لكدمات موسعة مع انتفاخ كبير و هام على مستوى الردفين . هذه الأضرار تكون نادرة جدا في حوادث المرور و حتى إذا وقعت معاينتها في مثل هذه الفرضية تكون مصاحبة حتما بكسور عظمية وهو ما لم تقع معاينته في هذه الحالة, يبقى التفسير الوحيد و المنطقي هو أن هذه الكدمات على مستوى الردفين هي ناتجة عن ضربات متتالية بعصا أو أداة بلاستيكية. و تلخيصا لكل ما سبق فإن تقرير التشريح يشير إلى أن الضحية توفيت في أعقاب إدخال قصري في الشرج لجسم أجنبي على مسافة لا تقل عن 15 سنتمتر و قد وقع ضرب الضحية على أخماص القدمين و على الردفين قبل و فاته , أما الأضرار الأخرى التي وقعت معاينتها في أماكن مختلفة من جسم الضحية تتطابق مع آثار ضربات أخرى . إن مجموع هذه الأضرار يشير إلى آثار عنف جسدي مطلقا و يؤكد الاتهامات بممارسة التعذيب و المعاملات اللاإنسانية التي وقع التعبير عنها . إن الأضرار في مجملها و خاصة التي وقعت معاينتها على مستوى الشرج و القدمين و الردفين لا يمكن أن تتطابق مع الأضرار التي تحصل عادة نتيجة حادث مرور . إن التفسير الرسمي للوفاة يفقد كل مصداقيته على ضوء معطيات تقرير التشريح « وبتاريخ 22 سبتمبر 1992 أذن الوكيل العام للجمهورية بإعادة فتح تحقيق في وفاة فيصل بركات وعين ثلاثة أطباء منهم الدكتور غشام وهو أحد الذين شككوا بتقرير(بوندار) وخلصوا إلى أن إدخال جسم خارجي في شرجي الهالك كما يزعم( بوندار) يخلف جرحا في مستوى حافة الشرجي وهذا لم يشر إليه تقرير التشريح الأول للدكتور الصادق ساسي وأن الجروح الواردة في التقرير كانت غير دقيقة وغامضة ، وهكذا حفظت القضية لعدم كفاية الأدلة. وبعد المكتوب الرسمي عدد14 لسنة 1994 والتي بعثت به لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة، أذن الوكيل العام للجمهورية لقاضي التحقيق بفتح بحث من جديد في هذه القضية باعتبار ورود شهود يؤكدون وفاة المجني عليه تحت التعذيب (محمد مخلوف، شاكر اسكندر، والمسدي، ولطفي الديماسي ) وهم من أوردهم السيد خالد مبارك الموكل بمتابعة القضية لدى لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة، إلا أن الشهود الثلاثة وتحت الضغط والترهيب والخوف امتنعوا عن الإدلاء بشهادتهم رغم أن الشاهد الرابع أكد معرفته للشهيد ومعاينته تعذيبه ووفاته وقدم للسيد خالد مبارك تسجيلا صوتيا في ذلك إلا أن السلطة قامت بتهديده بالقتل من طرف عنصرين من عناصر الحرس والتفتيش وذلك في شط مدينة بني خيار من ولاية نابل وبالتحديد في مرفأ بني خيار وذلك قصد ثنيه عن شهادته . ووقع إيقاف زوجته وسجنها لمدة سنتين نكاية بزوجها وذلك في 23 ماي 1996 انطلاقا من نشاطات قديمة من مثل الحضور في دروس بالمساجد وذلك سنة 1988 و1989 والانتماء لحركة النهضة المحظورة وذلك سنة 1989. وفي 20 جويلية 1994 قدم السيد خالد مبارك للحركة ضد التمييز والتعاون بين الشعوب تقريرا Le Mouvement contre le racisme pour l’amitié entre les peuples. مفصلا في الغرض يؤكد وفاة الشهيد فيصل تحت التعذيب والتي بدورها راسلت سفير تونس في فرنسا للبحث معه في خصوص هذا الملف غير أن سفير تونس اكتفى برد مقتضب معتبرا فيه أن الوفاة كانت نتيجة حادث مرور. إثر ذلك وبطلب من منظمة العفو الدولية ترشح ثلاثة أطباء متخصصين في الطب الشرعي ليفحصوا تقرير الأطباء التونسيين ،وتقرير بوندار، وتقرير تشريح الجثة الذي أعده الصادق ساسي .وكان ردهم كالآتي الأستاذ فورنيي fournierمن جامعة René descente بباريس في 10/10/1994 يشير إلى: أن تقرير التشريح يمكن اعتباره مقتضبا جدا و لا يحمل أي عنصر أو دليل لتحديد السبب الحقيقي للوفاة فأغلب الأضرار المعاينة يمكن ربطها بحادث مرور لكن هناك عنصرين يجعلنا نستبعد هذه الفرضية: -إن الثقب على مستوى ملتقى القسم النهائي للأمعاء الغليظة مع الشرج لا يمكن تفسيره عبر آلية التخفيض أو الكبح الفجائي و التي يمكن ربطها بضرر عظمي على مستوى الحوض. – إن الأضرار على مستوى أخماص القدمين من الصعب تصورها في الإطار المنصوص عليه. إن فرضية الوفاة تتطابق مع المعاينات التي وقع القيام بها أثناء الفحص بالعين المجردة. إن هذه النوعية من الوفيات التي تقع معاينتها في حالات ممارسة العنف و كذلك أحيانا خارج إطار العنف أو التعذيب وقع ذكرها في بعض حالات الفحص المهبلي أو الشرجي و عمليات البزل المختلفة ( بزل الحاجز الرئوي, بزل السائل النخاعي…) صدمات على مستوى الخصيتين ,صدمات على مستوى الضفيرة الشمسية (عصبات عضلية متحابكة ) أو على مستوى العنق. إن فهم آلية حدوث هذه النوعية من الوفاة مازالا مجهولا و لكن معاينة وجود احتقان دموي رئوي في مثل هذه الحالة أمر اعتيادي. و بالتالي و اعتماد على ما ورد من معطيات في الملف وفي غياب معطيات أخرى أكثر دقة و التي تتعلق بالحالة الصّحية و الإكلينيكية السابقة و كذلك وجود أو غياب مواد مسممة –فإن فرضية الوفاة عبر آلية التعطيل على إثر إدخال قصري متعمد و صادم لجسم أجنبي داخل الشرج تبقى مرجحة إلى أبعد الحدود. -أما الدكتور كنيخت Knight من جامعة walés (والز) فيقول في تقريره لقد بحثت في ترجمة تقرير التشريح القصير جدا والذي وقع إعداده من طرف المستشفى الجهوي بنابل والذي يتعلق بشخص متوفى مجهول, و قد قرأت كذلك تقرير الأستاذ pounder وبعض المقتطفات من رد الحكومة التونسية. أريد أن أقول في هذا الصدد أني أوافق على كل الاستنتاجات التي وردت في تقرير الأستاذ pounderو أرفض رد الحكومة بما فيه الرأي الإضافي لأساتذة الطب الشرعي التونسيين الثلاثة و التي كانت ملاحظاتهم غير مقبولة بالمرة . إن الأمر يتعلق بشخص عمره 25 سنة و الذي –إلى أن يأتي ما يخالف ذالك –يمكن اعتبار سجله الصحي في مثل هذا السن خاليا من أي مرض عضوي و خاصة بما يتعلق بمنطقة الشرج و الجزء النهائي من الأمعاء الغليظة . إن سبب الوفاة المذكور في تقرير التشريح الذي يمكن اعتباره ملخصا موجزا لأن أي تقرير للتشريح مهما كان نوعه لا يمكن أن يكون بمثل ذلك الإيجاز – هو معلومة ليست لها أية فائدة و لا تشير البتة إلى المرض الحقيقي الذي أدى إلى حصول الوفاة ، إن التقرير هو فقط عبارة عن إعلان أو تصريح بسيط عن الطريقة النهائية التي تمت بها الوفاة وليس السبب الأصلي للوفاة وبالتالي ليست له أية فائدة أو جدوى. إن التشريح قد كشف عن وجود كدمات على مستوى أخماص القدمين وثقب في الأمعاء الغليظة على مستوى ملتقى المنطقة النهائية للأمعاء الغليظة مع الشرج وكدمات كبيرة وانتفاخ هام على مستوى الردفين وكدمات أخرى مختلفة في الوجه واليدين والرأس والساقين، إن الجرح الوحيد الذي بإمكانه أن يؤدي إلى الوفاة هو الثقب على مستوى ملتقى المنطقة النهائية للأمعاء الغليظة مع الشرج. وفي غياب وجود مرض عضوي خطير معلن مثل السرطان أو التهاب حاد في الأمعاء الغليظة….. فان السبب الوحيد للوفاة لا يمكن أن يكون إلا الجرح الثاقب. هذا الجرح الثاقب لا يمكن أن يحدثه – في غياب جرح بطني خطير- إلا إدخال أداة أو آلة في الشرج، وهذه الفرضية يمكن أن تقع من دون إلحاق أضرار بالشرج إذا تم تزليق آلة رقيقة وحادة في نفس الوقت مثلا قضيب رقيق في الشرج وبالتالي فان الاعتراضات التي عبر عنها الأساتذة الثلاثة تعتبر غير مبررة إذا اعتمدت على غياب أضرار وجروح في الشرج. إن الكدمات المتواجدة في أخماص القدمين لا يمكن أن تكون ناتجة إلا عن ضربات وقع تسديدها أثناء عملية تعليق على مستوى الساقين (الفلقة) وكذلك الكدمات والانتفاخ الموجود على الردفين كانوا نتاجا نموذجيا لضربات وقع تسديدها على تلك المنطقة من الجسم. إني متفق كليا مع الأستاذ Pounder وأوافق على أن الموضوع لا يتعلق بحادث مرور بل إننا أمام وضعية أضرار وجروح وقع إحداثها بصورة متعمدة للأمعاء بإدخال أداة رقيقة في شرج شخص تعرض قبلها إلى ضربات عديدة على القدمين والردفين. أخيرا فإن التقرير الثالث الذي أعده الأستاذ Thomsen من جامعة Odense بالدنمرك يوم 11/11/1994 يشير في ما يخص تقرير التشريح : -إن الأضرار الموصوفة أعلاه لا تتطابق مع أي نوع معروف من حوادث المرور , لأن خاصياتها تتطابق أكثر مع أضرار ناتجة عن ضربات مسددة عمدا بواسطة أداة صادمة و بالتالي فإن النزيف على مستوى أخماص القدمين يعبر بقوة عن نوع من التعذيب معروف تحت اسم « الفلقة » وذلك بتسديد ضربات على أخماص القدمين بواسطة هراوة أو أدوات مماثلة. و إنه من النادر جدا أن نلاحظ ثقبا على مستوى القسم النهائي من الأمعاء الغليظة مع الشرج من دون وجود كسر مصاحب على مستوى الحوض الأمامي و هذا الضرر يشير بصورة أرجح إلى عملية تعذيب تتم بإدخال أداة في أنبوب الشرج. -أما الأضرار الأخرى فكلها تشير إلى توجيه ضربات عنيف و قوية من طرف شخص أو عدة أشخاص عن طريق آلة صادمة. إن سبب الوفاة المصرح بها ليست له أية أهمية لأن الاحتقان الدموي الرئوي هو دائما طور ثانوي يأتي لينضاف إلى وضعية مرضية أخرى سابقة. و بالتالي إذا اعتمدنا على معطيات التقرير الموجز للتشريح المتوفر لدينا, نستطيع أن نعتبر أنه من المرجح و الأقرب إلى المنطق و الواقع – أن سبب الوفاة كان الثقب على مستوى الجدار المعوي الذي وقع معاينته. perforation de la jonction recto sigmoïdienne . وقد ردّت السلطة بأن الأطباء الثلاثة كنيخت وطومسون وفورنيي لم ُيعدّوا تقريرا طبيا بل مجرد تعليقات وتقريرا مضادا لا غير . واتهمتهم بالانحياز لرأي بوندار واتهمت خالد مبارك بتحريف الحقائق بزعمه أن الشهود تعرضوا للضغط والهر سلة والتهديد واعتبرت أن استدعاء الأشخاص الذين اتهمهم السيد خالد بالقيام بتعذيب فيصل لا يكون إلا بقرائن وأدلة وهذا ما لم يحصل، وشككت في التفويض الممنوح لخالد مبارك من طرف الشقيق الأكبر السيد جمال بركات خاصة بعد موت الأب في 14 ديسمبر 1995 . وهنا لابد من الإشارة أن هناك أكثر من 90 فردا شاهدوا وحضروا وفاة فيصل بركات يوم 8 أكتوبر 1991 ، جلهم مستعدون للإدلاء بشهادتهم إذا فتح تحقيق مستقل بضمانات دولية. وتوجد شهادات موثقة من شهود تؤكد وفاة فيصل بركات في مقرات مركز الحرس والتفتيش بنابل يوم 8 أكتوبر 1991 فما على السلطة القضائية إلا إعادة فتح ملف القضية من جديد على ضوء المعطيات الجديدة وما عليها إلا الأمر باستخراج الجثة للتأكد من عدم وجود أي كسور .
ردا على السيد عبدالله الزواري
د.عمر النمري
لقد استثار السيد عبدالله الزواري المهندس حمادي جبالي بسؤاله الذي على ما يبدو من إجابة المهندس حمادي الجبالي قد سأله عن مقابلتي له وهذا لم يحدث ولم أذكره بل نقلت موقف المهندس حمادي جبالي كما نقل لي، ولعل السيد عبدالله الزواري أثاره أيضا بتصنيفه ضمن المعتدلين وهو أمر لم أتطرق إليه ولايعنيني تصنيف عناصر الحركة إلى معتدلين وصقور. إن هذا المدخل للمكالمة كاف بأن يستثير غضب السيد حمادي الجبالي الذي لم ألقاه فعلا ولا تحدثت إليه في هذا الشأن في حين ينقل له السيد عبدالله الزواري ذلك عني ما جعلني في مرتبة الكاذب، وكيف لايغضب الانسان عمن يكذب عليه؟! أما المهندس حمادي فقد عبر عن رأيه في هذا الموضوع من خلال هذا الحوار معه وهذا يكفيني إلا أن ما نقلته عنه نقلته كما بلغني مجملا قبل سنة مضت ولعله غير رأيه، أو لعل ذلك كان ملتبسا على الناقل ولم يحسن النقل عنه؛ لقد أفادني من أثق فيه من قيادات الحركة بأنه أوفد شخصا للمهندس حمادي الجبالي يسأله عن رأيه في مسألة العودة فرجع له بما نقلته سابقا أي أن الأصل هو العودة إذا عاد الفرد محفوظ الكرامة، ولا أعلم تفاصيل ذلك. أما السيد عبد الكريم الهاروني فقد نقل لي موقفه إجمالا من أثق فيه ممن سمعه منه مباشرة ، وعلى أية حال إذا أرادت الجهة المعنية في الحركة أن تستوثق من ذلك فأنا على استعداد لذكر أسماء من نقلت عنهم. أما ما نقلته بنفسي عن بقية الاخوة السادة : احمد العماري، ومحمد العكروت، وزياد الدولاتلي ، وعلي العريض فقد سمعت ذلك منهم مباشرة مشافهة إلا أن علي العريض زاد عن ذلك ـ في حضرة السيد زياد الدولاتلي ـ « ما لم يشترط عليه في ماضيه ومستقبله « . يؤسفني أن تتطور الأمور إلى هذا الحد وأن يستنصر بالسيد عبدالله الزواري ليجري هذه المقابلة مع المهندس حمادي الجبالي على نحو غير موضوعي فيستثير غضبه ثم يعنون لذلك في مقاله « حمادي الجبالي في ثورة غضب » زيادة في الإيثارة وهو صحفي معروف يعرف جيدا ما يعني عنوان من هذا القبيل، والسيد عبدالله الزواري معروف بأرائه واجتهاداته المعلنة، وهو شخص أحترمه وأحترم نضاله وجهاده كما أحترم أراءه واجتهاداته ولايعني ذلك أن أذهب مذهبه أو أرى رأيه فيما هو موضع اجتهاد؛ وكل يؤخذ منه ويرد عليه ولاعصمة إلا لمن عصمه الله. أقول لعقلاء الحركة إذا أردتم نشر غسيلنا فإن هناك الكثير مما يمكن أن يقال وأفضل لكم ولي ولكل حريص على مصلحة هذه الحركة المباركة أن تكفوا عنا العديد من الألسن التي لا تحسن الا السب والشتم لكل من خالفهم الراي . من جهتي سأظل ملتزما بالسير على النهج الذي رسمته لنفسي فلن أرد أو أهتم بردود أي من المتسترين وراء أسماء مستعارة أو أسماء مفردة سأتركهم لشأنهم معولا على الله ثم على فطنة القراء الكرام فلو كان ما كتبوه لا يشينهم ولاتمجه الأنفس فلم لا يتحملون مسؤولية ذلك ويتبنونه بإعلان أنفسهم والتعريف بها لدى القراء الكرام ، والظن أن بعض هؤلاء ربما كانوا من المغرضين الذين يريدون خلط الأوراق وإحداث الوقيعة بيني وبين إخوتي في هذه الحركة المباركة أو يسعون لدفعنا إلى قطع ما بيننا من روابط الاخوة والدين والانتماء ، لن يكون لهم ذلك البتة إن شاء الله. » أما من كتب منتقدا من إخواني ممن أعرفهم بأسمائهم فسأرد ما كان الرد لازما مبتغيا في ذلك وجه الله، مبينا وموضحا للناس إذا لزم الأمر ذلك. والله الهادي إلى سواء السبيل.
(المصدر: موقع » الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 9 أكتوبر2008)
مرسل الكسيبي* لايخفى علي استهدافي من قبل بعض زعامات الوسط الاسلامي المعارض أو بعض اخوان الأمس واليوم والغد وهم يحركون كتبة وأقلاما قصد اظهاري بمظهر الخائن أحيانا و مظهر ضعيف الحجة وساقطها أحيانا أخرى … لحظة تاريخية حاسمة تذكرني بما تعرض له الأخ والأستاذ الفاضل عبد الاله بن كيران في المغرب الأقصى حين وقف يوما بصوت مختلف ونبرة احتجاجية عالية ضد أساطين حركة الشبيبة الاسلامية التي تزعمها عبد الكريم مطيع وقاد تجربتها الى مغامرة مدمرة كادت أن تأتي على استقرار وأمن الوطن والمواطن … كان الملك الراحل الحسن الثاني والمؤسسة الملكية يومها يتعرضان الى استهداف من منطقة الريف ذات الأغلبية السكانية الأمازيغية والى هجوم عنيف من قبل قوى اليسار المغربي الصاعد …, وكانت اللحظة التاريخية التقليدية تحتم على صاحبها الاصطفاف الى قوى الثورة والنقاوة واخضاع الفكر والعقل الى من فر لاحقا الى خارج التراب الوطني بعد أن حظ شبانا في مقتبل العمر على تبني أساليب خارجة عن منطق التدافع المدني بين القوى السياسية … عبد الاله بن كيران رجل اصطف في تلك اللحظة التاريخية الى جانب الدولة ومؤسساتها الشرعية القائمة برغم احترازه على استعمال أساليب العنف في التعاطي مع ملف المعارضة المغربية بقواها اليسارية والاسلامية … موقف استقبله رفاق الأستاذ بن كيران بسيل عرم من الكتابات والتصريحات العدائية , ظانين بذلك أنهم سيسقطون الرجل بالضربة القاضية من الحقل السياسي ومن بساتين العمل العام… دارت الأيام ورفع الله تعالى من شأن الرجل بعد أن صبر على أذى اخوان له لم يتقنوا الا الهدم والسباب والشتام بدل رفع لواء البناء والاثراء وافساح الصدر واسعا لمراجعة تجربة سياسية فاشلة باجماع كل المراقبين بعد مرور اكثر من ثلاثين سنة على أحداث الشبيبة المغربية … انقسمت الساحة في المغرب الأقصى الى فريق مناوئ للمؤسسة الملكية الشرعية والقوية والمتجذرة تاريخيا فكانت العدل والاحسان تجربة حزبية ضخمة تقوم على تمجيد الشيخ وتحويله الى قديس اسلامي ومن ثمة استعمال أسلوب الرفض لكل ماهو سلطة وتجييش مشاعر الجماهير لفائدة أوهام الثورة الاسلامية القادمة على يدي الشيخ عبد السلام ياسين … وبالمقابل انصرف عبد الاله بن كيران الى تأسيس كيان اسلامي مدني هادئ ومستقل يحترم الملك والمؤسسات الدستورية ولايجد حرجا في التعاون مع قوى الخير والبناء في المجتمع أينما كانوا , فكانت النتيجة صرحا حزبيا جديدا مرنا ومثمرا وتجديديا ينصهر في هياكله حتى أقارب الملك الشاب محمد السادس علاوة على النخب الجامعية وقوى الخير والبناء في مدن المغرب وأصقاعها النائية … انها اليوم تجربة مدنية راقية لاتوظف الدين في معارك السياسة أو تتخذ منه سلاحا لتكفير الخصوم أو تجعل منه أداة تعبئة حزبية في المساجد أو تتخذ منه وسيلة لتفريق ذات البين أو تهديد أمن الوطن والمواطن , انها باختصار تجربة حزب العدالة والتنمية المغربي الذي يسعى جاهدا الى التخلص من القراءات الدينية الدغمائية الجامدة مع احترام دستور البلاد وتشريعاته والتعاون مع المؤسسة الملكية باعتبارها الركن الأساس في حياة المغاربة منذ القدم … بين تجربة بن كيران ذاك الشاب الوطني اليافع وتجربة عبد الكريم مطيع ذاك الثائر القادم من فلول النقاوة والطهرية المجهضة لنجاح أي عمل سياسي ناجح لكم أيها الاخوان التونسيون أن تختاروا … قد يكون من الصعب على البعض أن يقبل بوجود صوت شاب مخالف أراد لنفسه المتواضعة اعلاء صوت المراجعة والنقد والتجديد والصفح والتسامح كبديل عن ثقافة الاتباع والجمود والكراهية والحقد ,,, ولكن نتائج الكارثة التى أحدثها البعض بسياساته غير الحكيمة دون امتلاك الجرأة على الاستماع الى النقد الشجاع حتى بعد 17 سنة لتدعو هؤلاء الاخوة التونسيين من أبناء الفكرة الاسلامية المعتدلة الى عدم الانسياق وراء قوافل وجوقات السب والشتم التي يرفع لوائها البعض تحت يافطة الأسماء المستعارة أو تحت لواء الأسماء الحقيقية بعد التحصن بحمل الجنسيات الغربية الجديدة والمزايدة على المعارضين داخل الوطن بأوهام البطولة المغشوشة … البطولة تكمن اليوم في التصحيح والاصلاح من داخل الجسم وعدم الانخراط في معارك الثلب والهمز واللمز والغيبة والنميمة وتسفيه منجزات الوطن واظهارها بمظهر الفساد والعدم بعد أن عميت البصيرة لدى البعض ولم يعد هؤلاء يرون في تونس الا القبح والخراب والتخلف , وبعد أن بات مئات الالاف من العاملين في حقول العطاء والبناء داخل التراب الوطني في نظر هؤلاء ناقصي همة ورجولة !!! اذا كان دفاعي عن كل هؤلاء المتهمين من أبناء وطننا وعن العدل في اصدار الأحكام ورفضي للشطط في تحميل الاسلام مالايحتمله من افتراء وبهتان حتى في التعاطي مع « الأعداء » , واذا كان دفاعي عن مؤسسات البلاد في مواجهة الفوضوية والخراب مع اصراري على مطالب الاصلاح والتطوير وتثميني لكل المنجزات التي قام عليها نظام وشعب في مختلف جوانب الحياة …, واذا كان نقدي للرسميين في مواطن طلب الاصلاح مع مرونة كبيرة في مواطن الخير والبناء يعد تناقضا أو خيانة في نظر المتجنسين وكتاب الكنيات المستعارة فنعم هو التناقض ونعما هي الخيانة…, وليهنأ هؤلاء بأن محاولاتهم باخراجي من الحقل العام واخضاعي لصوت الزعماء ومشائخ العشيرة واثنائي عن مواصلة المشوار سوف تبوء بالفشل مادام في الجسد روح وفي القلب ايمان نستمدهما من عظمة ملك مقتدر … *رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية (المصدر: موقع » صحيفة الوسط التونسية » (ألمانيا) بتاريخ 9 أكتوبر2008)
موقع الديمقراطي التقدمي في حوار مع رئيس تحرير الوسط التونسية
حاوره معز الجماعي : أجرى الأستاذ معز الجماعي نيابة عن موقع الحزب الديمقراطي التقدمي حوارا جريئا مع الأستاذ مرسل الكسيبي رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية بخصوص مجموعة من القضايا المتعلقة بمسار الوسط وخطها التحريري وجملة من القضايا الأخرى المتعلقة بالشأن الوطني وفيما يلي نترككم دون مقدمات مع نص ماورد في هذا الحوار : * معز الجماعي : مرحبا بك ضيفا على موقع الحزب الديمقراطي التقدمي مرسل الكسيبي : الأخ العزيز معز أشكرك الشكر الجزيل وأشكر الاخوان في الحزب الديمقراطي التقدمي على اتاحة هذه الفرصة من أجل رفع الالتباس وتبيان جملة من المواقف التي تحتاج في هذا الظرف التاريخي الى حسن البيان . 1)معز الجماعي : أعلنت مجلة « الوسط التونسية » في بلاغ نشر على مواقع الأنترنات عن توسيع هيئة تحريرها بإضافة عناصر جديدة ، و تضمن نفس البلاغ الإعلان عن ظهور جديد للمجلة على مستوى المضمون الإعلامي . إلى من تعود فكرة هذه القرارات ؟ و إلى ماذا تهدف؟ -مرسل الكسيبي : تعود فكرة هذه القرارات الى مؤسس الصحيفة وثلة من اخوانه الذين راقبوا مسارها على مدار ثلاث سنوات فكان أن اهتدوا بعد سلسلة من الحوارات الى ضرورة التمايز عن بقية المواقع والمنابر التونسية التي باتت نسخة مطابقة للأصل أحيانا في مضامين النشر والاعلام , هذا علاوة على لبس في الخط الفكري والسياسي للصحيفة , اذ كثيرا ماوظف بعض الاخوان في حركة النهضة التونسية موقع الصحيفة من أجل التشويش على مساعي جادة وحثيثة من أجل رأب الصدع بين السلطة ومكونات عريضة للساحة الاسلامية المعتدلة , وهو ماساهم حقيقة وفي مناسبات عدة في افشال مساعي فك الاشتباك بين تيار شبابي صاعد ومجدد وبين سلطة عبرت لنا في مناسبات عدة عن استعدادها للتعاطي مع ملف الظاهرة بأقدار من المرونة والايجابية . على العموم من هذا المنطلق تقرر مراجعة التجربة بعد الاقرار بحق مفتوح للاخرين في تبني مايشاؤون من توجهات سياسية مع حق الاحتفاظ لدينا بما نراه صالحا من رؤى وسياسات . 2) معز الجماعي : في المقابل أعلن الإعلامي الطاهر العبيدي و عدد من مؤسسي مجلة الوسط عن الإنسحاب من هيئة التحرير إحتجاجا على ما ذكرت و رفضا للبرنامج الجديد للمجلة . كيف تقبلت هذا القرار ؟ ماهو تعليقك عليه؟ – مرسل الكسيبي : هذا قرار قديم مضت عليه سنتان ونصف وليس له علاقة بحيثيات الحاضر مع الاشارة الى أن هذا الأخير لم يكن يوما ما في النواة الصلبة للتأسيس , اذ كانت الفكرة يومها منبعثة من رحم أفكار الثلاثي د.أحمد القديدي ود.خالد شوكات ومرسل الكسيبي الذي تفضلتم باجراء هذا الحوار معه …, اذ أشهد الله رب العالمين وأتحمل المسؤولية أمام خالقي في ذلك يوم الدين أن هؤلاء فقط هم من أسسوا الوسط وقد تحملت مع الأخ شوكات العبئ الأكبر في تصور أركان الصحيفة وأقسامها ثم توليت بعد ذلك التنفيذ بعد أن تأخرت اجابة صديقنا الفاضل د.شوكات في ظل مغادرته في شهر أفريل 2006 باتجاه الوطن تونس . لقد أشركت السيد العبيدي من باب الرغبة في توسيع هيئة المحررين وأعلنت عن اسمه في احدى الافتتاحيات مجاملة بعد طلب شخصي منه ولقد استأنست فيه خيرا بناء على طلب من الأخ خالد شوكات لكنني شعرت في الابان بأنه لم يكن معي على قدر عال من الصفاء وتوقعت منه أن يفعل فعلته التي فعل في ظل تجربة له سابقة مع مجلة مرايا التي صدرت من باريس . على العموم لقد تجاوزت وصفحت في حق هؤلاء الاخوان ويبقى الاختلاف في الرأي مع الأدب في القول والعمل حقا مشروعا . 3- معز الجماعي : تواجه المجلة ممثلة في شخصك عدة إنتقادات و إتهامات وصلت إلى درجة التخوين . بماذا تجيب على من وضعك في هذا الإطار ؟ – مرسل الكسيبي : لايحق لأي كان أن يستعمل صك التخوين في وجه مخالفين له في الرأي , ويكفي أن يعلم الجميع بأنني قدمت في عائلتي شهداء وقضيت مايناهز 17 سنة في المنفى وحرمت من التمتع بأحلى مراحل العمر بين أحضان دفئ العائلة حتى يتأكد هؤلاء من أن تخوينهم لي أو لغيري لن يصدنا باذن الله عن رفع لواء كلمة الحق أو المضي قدما فيما نراه صالحا لبلدنا وشعبنا عبر التأسيس لنواة مصالحة وطنية شاملة وصادقة. 4- معز الجماعي : ألا تجعلك هذه الإنتقادات تعيد النظر أو مراجعة ما أقدمت عليه بخصوص المجلة ؟ – مرسل الكسيبي : هذه الانتقادات تقوينا باذن الله ولن تضعفنا وسنعمل على الاستفادة من كل الصادق والمخلص منها قدر الامكان , غير أن ذلك لن يثنينا عن توخي النهج الذي نراه الأصلح لاخراج واقع الاعلام وواقع الشأن العام من حالة القطيعة والاحتقان , وهو مايعني أننا سنحتفظ للصحيفة بخط تحريري ينشد الوفاق الوطني والبناء كبديل عن الغرق في أتون الحقد المستمر والكراهية مع الاجتهاد واسعا في تغطية النقائص والثغرات كما المنجزات والمشاهد المشرقة في ربوع تونس. 5) معز الجماعي : أستاذ مرسل ، تعلم جيدا أنه لا يمكن زيارة موقع المجلة إنطلاقا من تونس إلا عبر تقنية البروكسي . ألا تلاحظ أن هذا الإجراء التعسفي يتضارب مع خطابك الذي أصبح يوصف بالموالي للسلطة؟ -مرسل الكسيبي : أعلم هذا جيدا وأنا متأكد بأن مثل هذا الاجراء ليس في محله ولكن أعتقد جازما بأنه سيأتي اليوم الذي تزول فيه الحجب بين الناس وبين الوسط , وأميل الى أن السلطات التونسية بصدد التفكير في مراجعة قرار اتخذ بعد أسبوعين من اصدارها , وعلى العموم فان ماحققته الوسط برغم هذا الحجب على مستوى خطاب المصالحة الوطنية وترسيخ نهج الاعتدال في الفكر العربي والاسلامي مع الايمان الراسخ بفضائل الحداثة هو محل حديث الناس في الداخل والخارج برغم محاولات مستمرة للتشويش على الوسط من قبل اخوان قاسمتهم الام وامال النضال بالوسط المعارض . 6) معز الجماعي : سياسيا ، المتتبع لمقالاتك يرصد أنك كثير المديح للحكومة التونسية . هل نفهم من ذلك إعترافا منك يضاف إلى قائمة الإعلاميين المثمنين لنجاح السلطة في برامجها الساسية ، الإقتصادية و الإجتماعية…؟ -مرسل الكسيبي : نعم هناك نجاحات حققتها السلطة في برامجها الاجتماعية والاقتصادية والاعمارية ومن يخالف هذا الرأي فهو مجانب حتما للحقيقة , وهذا الانطباع ينقله التونسيون في حلهم وترحالهم كما استمعت له من مئات المواطنين الألمان أو الأوربيين وحتى العرب الذين زاروا تونس , اذ ينقل هؤلاء صورة رائعة وجميلة عن أيام أو أسابيع قضوها على أرض تونس … واذا اختلفنا مع الاخوان في الحكومة في الرصيد السياسي لتوق جامح في محاكاة تجارب في الشرق والغرب في الفضاء العام أو لرغبة ملحة في تقوية الجبهة الداخلية والوطنية حقوقيا فان ذلك لايعفينا من أن نعترف بأن رصيد تونس على الصعيد التنموي أو الصحي او التعليمي او الاعماري أو الخدماتي أو البحثي أو الفني أو الرياضي هو في حجم المأمول من بلد لايتوفر على امكانات مادية ضخمة تتوفر عليها بلدان نفطية لم تحقق ماحققته تونس في ظرف تاريخي وجيز … اذا ليس مديحا أن نقول الحقيقة وليس ثلبا أن نطالب بسد الثغرات وتجاوز العقبات في اطار وطني شامل . 7) معز الجماعي : نبقى في السياسة الوطنية ، ماذا تنتظر من المعارضة و الحكومة في الإنتخابات التشريعية و الرئاسية لسنة 2009 . – مرسل الكسيبي : ننتظر من الجميع حكومة ومعارضة تجاوز تشخيص المعركة الرئاسية والقبول بالرئيس بن علي سلطة مرجعية عليا تواصل معنا المشوار على طريق الاصلاح والتطوير في مختلف المجالات , وللمعارضة الاسهام في بيان أوجه الخلل أو النقصان في المجال السياسي أو غيره مع الاقرار بأن تونس ليست بذلك القبح المزعوم الذي يصوره عليها من استطابوا العيش بعواصم غربية معروفة أو من استباحوا تحريض عواصم النفوذ العالمي ضد قراراتها السيادية . انني حتما مع الدمقرطة والاصلاح وتحصين جبهتنا الحقوقية ولكن ألح على أن يكون ذلك في اطار النضال الوطني الداخلي الرصين وبمعزل عن تشكيل اللوبيات في هذه العاصمة الأجنبية أو تلك . 8) معز الجماعي : كلمة حرة إلى : -الإعلامي الطاهر العبيدي : م.الكسيبي : غفر الله لي وله وليكن حب تونس والفضيلة أسمى من الانتصار للذات البشرية الفانية . -أعضاء حركة النهضة المهجرين : م.الكسيبي : هم اخواني في الوطن والدين وأرجو منهم جميعا أن يتأملوا فيما كتبت بعيدا عن منطق الحزبية الضيقة ومن منطلق الرغبة في معانقة تجربة سياسية اسلامية تونسية أكثر عقلانية واتزانا وابتعادا عن المغامرات ومنازعة السلطان . الرئيس بن علي م.الكسيبي : الرئيس بن علي رئيس للجمهورية التونسية وهو أكبر من أن أتوجه له بكلمة , غير أني سأتوجه بهذه الكلمة الى اخواني في الحكومة التونسية جميعا لافتا نظرهم الى ضرورة التكتل والتوحد الوطني في مواجهة مايعرفه العالم من تحولات اقتصادية وسياسية كبرى , وهو مايعني أن تونس في حاجة ماسة الى كل أبنائها وأن سبيل الصفح والتسامح في التعامل مع مكونات الطيف السياسي المختلف هو الضامن لتجنيب بلادنا مخاطر هذه التحولات … اننا جميعا أمام مخاطر أزمة اقتصادية عالمية شاملة ومخاطر حروب جديدة قد تندلع على أراضي أو تخوم منطقتنا العربية ,وان مواجهة هذه التحديات بأقدار من التسديد والنجاح لن يكون الا في ظل لحمة الصف الداخلي وتوسيع دائرة المشورة . وفقهم الله جميعا الى مافيه خير تونس ورفاه شعبها . -معز الجماعي : شكرا على رحابة صدرك و أحيي فيك روحك الحوارية العالية ، إلى اللقاء في مواعيد قادمة مرسل الكسيبي : وشكرا لكم أخ معز مجددا على اتاحة هذه الفرصة الحوارية الثمينة وبوركت مساعيكم من أجل عمل اعلامي وطني , حر ونزيه. أجري هذا الحوار لفائدة موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 9 أكتوبر 2008 – 10 شوال من سنة 1429 هجرية .
(المصدر: موقع » صحيفة الوسط التونسية » (ألمانيا) بتاريخ 9 أكتوبر2008)
في الرد: على د. عبد المجيد النجار أي المنهجين أفسد؟؟
بقلم: نعيم المسعودي مقدمة: علماء الدين هم حاملوا ميراث النبوة في العلم والعمل والبذل والجهاد، هم صمام الأمان لدى الأمة إذا ما داهمتها الخطوب الجسام، هم الذين يُصلحون إذا فسد الناس ويتصدون للتيارات الجارفة بهم نحو الهلاك، هم القادة المصلحون الذين يقودون العباد والبلاد إلى بر السلامة والأمان، هم الطليعة الذين يتقدمون الشعوب نحو كل خير، ومحل ثقتهم وآمالهم. لذا أمر الله تعالى بطاعة العلماء، وخصهم بالذكر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}، وفي قوله تعالى: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}، وفي قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلا}، فمِنْ أولي الأمر الذين تجب طاعتهم؟.. إنهم العلماء. ولكن عندما يرضى العالِم لنفسه خلاف ذلك، فيصبح من ورثة الشياطين بدلا من أن يكون ضمن ورثة الأنبياء؛ يرضى أن يكون بوقا للظالمين؛ يبرر ظلمهم ويزينه في أعين الناس، يلبس الحق بالباطل، يقول ما لا يفعل ويفتي بما لا يعلم.. فإنه مباشرة يفقد دوره الريادي القيادي المناط به، ليصبح من الذين ضلوا وأضلوا، ويكون مَثَلُه في ذلك مَثَلُ سحرة فرعون قبل أن يقولوا (آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى). لذلك اشتد النكير على العلماء الفاسدين واعتبر فسادهم اشد من فساد الحكام وانكى بالمسلمين لان العالم في الاصل هو الموقع عن رب العالمين والناس تتعلق قلوبهم به باعتباره يصدر عن فهمه لنصوص الوحي ورحم الله ابن المبارك إذ يقول: وهل أفسدَ الدينَ إلا الملوكُ وأحبارُ سُوءٍ ورُهبانُهَا وليس افسد للعالم من محبة الدنيا والتعلق بالجاه والمنصب والشهرة والأضواء، والقرب من أرباب المال والجاه والسلطة وهي التي تؤدي بالعالم في النهاية إلى العناد وعلى هذا قوله تعالى: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا) والغالب على هذا العناد ألا يقع إلا لغلبة الهوى، بحيث يكون وصف الهوى قد غمر القلب حتى لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا. فيسقط العالم في موبقة تملق أصحاب الجاه والسلطان وتزكية الظلم والدفاع عن الظالمين علانية سواء بإصدار الفتاوى التي تؤيد الباطل والأحكام التي تزكي الفساد وترسخه أو بإخفاء الأحكام، أو بالزيادة فيها، أو بتحريف معانيها، أو الامتناع عن تعليم ما وجب عليه. وآفة كتمان العلم غالبا ما تتناول الذين يتعلمون العلم من أجل الدنيا والتقرب من أصحاب الجاه والسلطة، فيضطرون حفاظا على مصالحهم إلى أن يكتموا. هذه مقدمة رأيتها ضرورية في معرض التفاعل مع ما كتبه د. عبد المجيد النجار ردّا على ما اعتبره خللا في منهج الإسلاميين التونسيين شبيها بما أصاب الخوارج والشيعة من انحراف بالصراع السياسي إلى منهج تأويلي باطني أتى عند بعضهم بالتحريف على أصول من الدين، وإلى الحكم بالضلالة التي قد تصل إلى حدّ الكفر على كلّ مخالفيهم فيما يعتقدون. وليسمح لي د. النجار فهذه سقطته الأولى فما علاقة الصراع السياسي الذي تشهده تونس وغيرها من بلاد المسلمين التي تحكمها دول العلمنة واللائكية بالفرق التي ذكرها إلا إذا كان الدكتور يعتبر حزب الدستور حزبا إسلاميا يحكم بالشريعة كما كان الحال في دول الاسلام الاولى التي خرج عليها من ذكرهم من فرق الضلال. فيصير -بذلك القياس- السيد زين العابدين بن علي إمام أهل السنة والجماعة وحزب الدستور هو الفرقة الناجية التي أخبر عنها الحديث. وبمناسبة التصنيف الذي ذكره الدكتور يبدو من الضروري تذكيره وهو سيد العارفين بفرق اخرى ولدت من رحم الصراع مع الملك العضوض منهم الجبرية أو الجهمية الذين وصل بهم الانحراف الى الاعتقاد في أن الطغيان وحكم الاطلاق قدر مقدور وأن الطواغيت هم ظل الله في الارض من عارضهم فقد عارض مشيئة الله. ثم خلفهم بعد أمة رواد « الواقعية » من المعتزلة فقعّدوا للطغيان واضطهدوا العلماء ومنهم امام أهل السنة أحمد ابن حنبل وزينوا للظالمين ظلمهم. وليعذرني الدكتور فانا اعلم ما يكنه لهذه الفرقة خاصة من تبجيل. وبين هؤلاء وهؤلاء استمسك السلف الصالح من أئمة الامة بالمحجة البيضاء وبالوسطية القرآنية في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مهما كلفهم ذلك من تضحيات غير آبهين بغضب طاغية أو بتنكيل جلاد. فكسرت ذراع امام دار الهجرة مالك ابن أنس عقابا على رفضه بيعة الاكراه ومات الامام الاعظم ابو حنيفة في سجنه ظلما تماما كما مات شيخ الاسلام ابن تيمية وامتحن الامام أحمد امتحانا ضجت له الامة ونُحر السعيد ابن جبير وجُلد سعيد ابن المسيب وشرد سفيان الثوري، إلى آخر قائمة الشرف العلمائية ولم يغيروا ولم يبدلوا. وعلى دربهم سار خلفهم عاى مدى اربعة عشر قرنا حتى استلم المشعل شباب في العصر الحديث فسطروا اعظم ملحمة في تاريخ الاسلام فداء وتضحية وضربت حركة الاسلام بسهم وافر في هذه الملحمة فثبت رجالها ثبات الجبال الشمّ فعمروا السجون السنوات الطوال حتى التحق بهم الآلاف من شباب الصحوة الثانية وكانت ورقة مما يكتبه اليوم الدكتور النجار وامثاله كفيلة باخراجهم منه. وسار الشهيد يتبع الشهيد لم يغيروا ولم يبدلوا وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ يقول: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك » لعل الدكتور النجار لا يخالفني الرأي ان الحركة الاسلامية في العصر الحديث قد قامت على عمودين واستوت على سوقها لتحقيق هدفين: إعادة الاعتبار للاسلام قيّما على شؤون الدنيا وضامنا للنجاة في الآخرة عملا بقوله تعالى « وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم في ما اتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ». والهدف الثاني هو بسط الحريات للناس واخراجهم من عبادة العباد الى عبادة رب العباد والتصدي لحكم الاطلاق والغلبة عملا بقوله تعالى: « الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يامرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون » وقد استقر بعد ما كابدته حركة الاسلام من تجارب ومحن على مدى القرن الاخير أن حكم الاطلاق والغلبة والاستبداد القائم فقط على الشوكة هو اصل الشرور في اوضاعنا والسبب الاساس في تخلفنا فترجم ذلك شيخها وشيخ الامة في عصرنا يوسف القرضاوي فتوى في أن مقاومة حكام الاطلاق وبسط الحريات مقدم على إقامة حكم الشريعة وشرطا لازما له. ولم يشذ د. النجار عن ذلك فاعتبر في كتابه مقاربات في قراءة التراث في معرض رده على إمام الحرمين الجويني الذي رأى في الشوكة عاملا مرجحا للمصلحة أنه : « حينما يصبح الأمر مبدأ عاما يشرع لقوة الشوكة أن تحسم في استحقاق الإمامة على حساب عناصر الحق فهو إذا ما نظر اليه في نطاق كلي عام ألفي مفضيا إلى مفاسد تربو على المصالح المنتظرة منه إذ ذلك حينما يصبح مكتسبا للشرعية فانه يفتح الباب واسعا للاستيلاء على الامامة بمقتضى الشوكة لا بمقتضى الحق المشروع، وهو باب للفساد كبير فتح في تاريخ المسلمين بمقتضى هذا الاجتهاد، وولج منه كثيرون وأدى الى فساد كبير كما هو معلوم ».. ص 114 هذا والدكتور يتحدث عن دولة نظام الملك التي تحكم بالشريعة وتدافع عن بيضة الاسلام وتحمي المسلمين فما بالك إذا انقلبت نفس الدولة الى دويلة مفرقة للصفوف فاتنة للناس عن دينهم خادمة للاستعمار. فمن هنا كان الحكم على صلاح المنهج الذي تتبعه الحركة من فساده هو العمل لتحقيق هذين الهدفين من عدمه مهما بُذل في سبيل ذلك من تضحيات جسام والانحراف الحقيقي عن المنهج هو في التخلي عن هذين الهدفين واستبدالهما بموافقة الطغاة والظلمة واتباع نهج الجبرية في التعامل مع الطاغية باعتباره قدرا مقدورا مجرد التفكير في معارضته بله الخروج عليه انحراف عقائدي قد يودي بصاحبه الى مهاوي الكفر. وقديما اعتبرت العرب قول شاعرها دع المكارم لا ترحل لبغيتها … واقعد فانت الطاعم الكاسي أبلغ ما قيل في الهجاء . ولقد تكثف في الدويلات اللقيطة التي ورثت الاستعمار الذي اطاح بالخلافة خصلتا الصد عن سبيل الله والاستبداد بالناس. فتكثف هدف الحركة الاسلامية في مواجهتها والحد من غلوائها واستبدالها بدول تعبر عن هوية الشعوب وتفسح لهم واسعا في الحريات تعبيرا وتنظما واختيارا للحاكم وتداولا على السلطة. وفيما يخص تونس فقد ابتليت بدولة تميزت عن نظيراتها في شدة مناصبة دين الامة عداوة لا تلين وفي الاسراف في معاداة شعبها والاستبداد به وقهره. وسواء أنجحت الحركة الاسلامية جماعات في ذلك أم أبطأت بها الوسائل وموازين القوى فلا يعفي ذلك المسلمين فرادى من واجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان » وتوقف رسولنا صلى الله عليه وسلم هنا ولم يقل : فإن لم يستطع فليداهن المنكر وليداريه … عملا بما أثر في الامثال الغربية الميكيافيلية : أذا لم تستطع التغلب عليهم فانظمّ اليهم. وقد جاء في حديث سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: « إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك , ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال « لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم » ثم قال كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا « . لقد فاجئني أن يتصدى رجل في حجم د. النجار مسفها للشيخ الزمزمي في رده على من اختار أن يبتدع منهجا جديدا في الانكار على الظلمة من الحكام يرتكز على إقرارهم أولا على ظلمهم (والظلم في حالتنا ليس اي ظلم بل هو هتك أعراض نساء تونس من لابسات الزي الشرعي) ثم الطلب إليهم أن يخففوا من وطأته في لغة لطيفة عذبة من مثل: وبناء عليه فإنّ ثقتنا في المشرّع التونسي وفي عقلانيته الإسلامية الأصيلة كبيرة لإعادة النّظر في مثل هذا المنشور وغيره متى لزم الأمر بما يخدم مصلحة البلاد والعباد وبما يضمن أيضا تلك المقاصد التي من أجلها وُجدَ المنشور إبتداء.. » (لاحظ استعمال كلمة المقاصد وسنعود اليها تاليا). أما الشخص الآخر الذي تولى د. النجار الدفاع عنه فقال: « ان هذه السياسة الرشيدة غير المعلنة من طرف السلطة بخصوص مسألة الحجاب ينبغي أن تشفع بقرار شجاع من طرفها تعلن فيه إلغاء المنشور 108 ورديفه.. » لنا مع د. النجار في رده هذا وقفات: 1- يقول أستاذ أصول الدين: ربما ساعد اليوم على الوقوع في هذا المنزلق المنهجي ما يمكن أن نسمّيه بأوهام الانترنات؛ ذلك أننا نرِد كلّ صباح على هذا المعين، فنأخذ منه أخبارا جزئية عن أحداث تقع في بلادنا تكون أحيانا كثيرة فجّة غير نضيجة .. فإذا على سبيل المثال ترتسم في أذهاننا جرّاء تلك الأخبار الجزئية الطرية صورة لواقع يمور بأسباب من الاضطراب توشك أن تفجّر الوضع بأكمله في وجوه الحكّام كما نراه في كتابات بعض المعارضين وتصريحاتهم، أو صورة لواقع ينعم بأسباب من الرخاء توشك أن تجعل ذلك الوضع قريبا من فراديس الجنان كما تصوّره أقلام وألسنة استصحبت لغة خشبية سادت زمنا طويلا فأصبحت مطبوعة على المديح الذي لا يرى إلا البياض وحذفت من قاموسها ألوان السواد. هذا الكلام لا غبار عليه ولكن الملاحظة للدكتور النجار اننا نفتقد قلمه في الرد على أصحاب ما سماه لغة خشبية بينما نتعثر فيه لشدة ما يتصدى لما يكتبه المظاليم ردا للظلم الواقع عليهم أو حتى اشفاء لما في صدورهم من ظالميهم. أليس التصدي لسحرة الفرعون والفساد الذي يحدثه ملأه اولى من الاشتغال بترشيد خطاب المظلومين وقد أذن لهم رب العزة أنه : لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم. 2- أما عن الهجوم على الانترنت وهي وسيلة الاعلام الوحيدة التي تسمح له ولغيره بالتعبير عن رايهم في ظل الحصار الشامل الذي تشنه السلطة الغاشمة على بقية وسائل الاعلام فهو ممالم ينفرد به الدكتور بل كان ديدنا لكل من عاد الى البلاد سائحا و »ارتوى بمائها العذب » كما قال احدهم: أنظر الى آخر هؤلاء ماذا يقول بعد عودته مباشرة من عطلته الصيفية او الأمنية: « والمتأمّل في بعض المواقع الإلكترونية التونسية يلاحظ أن النصوص المنشورة لا تخضع للتدقيق و لا الغربلة. فبالإضافة إلى الأخطاء اللّغوية فإن مضامين هذه النصوص تحوي في كثير من الأحيان على عديد من المغالطات و التزييف لكي يتحول الخطاب في هذه الفضاءات إلى خطاب خشبي مسطّح بعيد عن كل موضوعية و إنصاف. » حسنا بعد ما ذكره هذا الشخص وما كتبه د. النجار والذي يبدو كأنه يصدر عن مشكاة واحدة أصبح واجبا علينا ان نشكر « سيادة الرئيس بن علي » على ما يخصصه من أموال ومن فيالق رقباء لمحصارة الانترنت والتضييق عليها في بلادنا ما يجنبنا كل هذه البلاوي!! 5- لماذا يشحذ الدكتور قلمه ويشتد بالنكير على المستضعفين وتأخذه الحمية على الظلمة خاشيا ان يصيب معارضيهم ما أصاب الخوارج. الشيخ الزمزمي الذي بخل عليه الدكتور بذكر اسمه واجه الموت الزؤام على أيدي طاغوت تونس وشهد مقتل أخيه المهندس المنصف زروق أفلا يشفع له ذلك عند فضيلة الدكتور؟؟ ان يتجاوز عن بعض الشدة في خطابه لمن اشتغل بتمجيد ذلك الطاغوت والتلبيس على الناس بوصفه بالرشد والعقلانية. بقدر ما كان الدكتور لطيفا لبقا في معرض تعليقه على هاذين الكاتبين بقدر ما كان متجهما متطاولا على الشيخ الزمزمي. كل ذلك وهو يفسر لنا الاية الكريمة: ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا. 5- يضيف الاستاذ النجار: « صراع الفرقاء إذا ما طال أمده أفضى إلى ضرب من ثقافة الهدم؛ ذلك لأنّ الخصم بما يترسّخ في الأذهان من أنّه على الباطل يتأسّس، وعلى الخطإ تدور كلّ دواليبه، فإنه يكون من الحقّ أن يُعامل بالهدم لأسسه وأفكاره، ولمساعيه وأعماله، إذ هو العائق دون الحقّ الذي ينبغي أن يقوم، وهكذا يصبح الهدم هو الصناعة التي تتمحّض لها الجهود، أما البناء لتأسيس ما ينبغي أن يكون فيصبح متأخّرا في الرتبة، بل قد يصبح نسيا منسيا ». د. النجار في قوله هذا كأنه لا يعرف من المتسبب في طول أمد هذا الصراع لعله الصادق شورو الذي ما زال يقبع في السجون منذ عقدين او هو واخوانه المنفيين منذ نفس المدة. لان هوايتهم ورفاقهم هي مشاكسة الحكام العادلين الديموقراطيين المنفتحين من مثل الفصيلة التي تحكم تونس او هو تقصيرهم في اكتشاف المربعات البيضاء في سواد تونس الحالك. ويستدل في هذا السياق بما كتبه الدكتور أحمد الريسوني العالم المقاصدي من مقالة تأصيلية بعنوان » إنجاز البدائل مقدم على مقاومة الرذائل » وهي مقولة أتوقع ان تستغل في قادم الايام ابشع استغلال في تسفيه منهج المقاومة والتصدي للاستبداد ممالم يقصده االشيخ الريسوني البتة اذ يقول في معرض مقالته: « كما أن هذا كله لا ينفي أن كثيرا من المفاسد والشرور قد تصل في ضررها وخطورتها حدا يستدعي إعطاءها الأولوية في الدفع والاجتناب، ولو بتفويت بعض المصالح التي تحتمل التفويت ». وهل من مفسدة اشد مما تاتيه سلطة بن علي من تعذيب واستبداد وهتك للاعراض؟؟ وحتى اذا لم يستثن شيخ المقاصد كما سماه الدكتور فان إجماع علماء الاصول قائم على ان درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وهو اجماع من الاتساع بما لا يضيره شذوذ الدكتورين. ثم لماذا تخلى د. النجار عن هذا المبدأ فاهتم بدفع مفسدة فساد المنهج كما سماه معرضا عن المحافظة على مصلحة وحدة العاملين للاسلام والمتصدين للظلمة؟؟ نحن مع الدكتور فيما ذهب اليه من تزكية خيار الد. الريسوني ولكن حتى يكون لك الخيار بين دفع المفاسد وجلب المصالح يجب ان توجد بادئ ذي بدء اما والحال ان خصمك لم يرض بوجودك اصلا ويعمل على استئصال شأفتك فالواجب هو اثبات الوجود اولا ودفع الصائل في حدود ما سمح به الشرع. 6- وبمناسبة الحديث عن المقاصد التي تكاد تصير الشماعة التي تعلق عليها الاهواء في مداراة الحكام الظلمة والركون اليهم. فليتسع صدر أستاذنا النجار لتعداد سريع لما آتاه النظام التونسي بعيدا عن صراعه مع حركة النهضة (ذلك الصراع الذي لا يعرف الدكتور النجار او لايريد ان يعرف من بدأه ومن يأبده) نقضا للضروري منها لعل ذلك يفيده ويساعد في تعديل ميزان القسط لديه عند تعداده لمربعات السواد والبياض ولن نعتمد في ذلك على مصادر الانترنت التي لا يني الدكتور يشكك فيها رغم أنه واحد من فرسانها والمتابعين لما يكتب فيها والمنشغلين بالرد المفصل عليه بل سنعتمد ما استطعنا مصادر قريبة للسلطة او محايدة: في حفظ الدين: في كتابه ليطمئن قلبي (ص 88) : يذكر الاستاذ محمد الطالبي وهو ليس متهما بالتعاطف او حتى الحياد في علاقته بالحركة الاسلامية الحادثة التالية: « .. ذكرني بما رأيته من عبد المجيد الشرفي وسمعته عندما كنا نجتمع بوزارة التعليم العالي لنشرف على إعداد كتب جامعية لتحديث وتعصير التعليم بجامعة الزيتونة اللاهوتية. لم يكن الحوار سهلا بيننا. وعندما شرعنا في النظر في كتاب يتناول قضية المصحف احتد الخلاف. صاحب مشروع الكتاب الذي كنا ننظر فيه اتجه اتجاها، على الطريقة الاستشراقية المألوفة، يشكك في أن القرآن كلام الله ذاته بلغنا كما أنزل بدون تحريف ولا زيادة ولا نقصان. فلفتّ النظر الى اننا نشرف على كتاب موجه الى جامعة اسلامية لاهوتية ملتزمة، وأن توجه صاحب المشروع ينافي هذا الاتجاه الرسمي للمؤسسة التي طلب منا إعداد كتب عصرية وتحديث التعليم بها لا لتقويضها بالتشكيك في النص الذي هو أساسها والمقدس التزاما وعقيدة بالنسبة اليها. …. واكتشفت ان المكلف بالمشروع ينتمي الى مدرسة رفع القداسة على القرآن وأن ذلك كذلك لانه لا يوجد غيره يستطيع طرق الموضوع بصورة علمية. وخلال النقاش قلت لعبد المجيد الشرفي: « ألا يوجد في القرآن ولو أخلاقية؟ فصعر خده مشمئزا وأجاب: كلا ولا ذلك. وفي هذه الجلسة سمعت منه لاول مرة من دون ان افهم قصده الحديث عن الحل التنميقي والحل الجذري. فبعدما قرات كتابه فهمت الحل الجذري. الحل الجذري هو الانسلاخ عن الاسلام. » (انتهى). هذا ما يفعل بقدس أقداس المسلمين القرآن في دولة المربعات البيضاء والسوداء كما يحلو للدكتور ان يصفها. وهذا العبد المجيد الشرفي توّجه بن علي ملكا على عرش الاكاديميا التونسية فاشرف على اكثر من خمسمائة رسالة ماجستير ودكتوراه في الدراسات الاسلامية في اضخم عملية تفكيك وتشكيك يتعرض لها دين سماوي على الاطلاق. وأصبح شائعا في أوساط الطلبة انك حتى تتحصل على شهادتك في هذا الميدان يجب ان تعترف اولا وتدافع عن مقولة تاريخانية النص القرآني وبشريته. كل هذا ولم نسمع للدكتور النجار ركزا في التصدي لهذا الطاعون وهو في صلب ميدانه واختصاصه وانشغل عن واجب الوقت فيما يخصه بمحاكمة الشيخ المظلوم المضطهد المنفي في احد اركان المانيا مجتهدا في تعديل خطابه معمما في منهج لا علمي ذلك الخطاب الشخصي الذي رآه متشددا على حركة واسعة الاطراف لم يؤثر عنها في تاريخها إلا انها سيدة منهج الاعتدال في نظيراتها. مستخلصا حكما متسرعا متعجلا شانئا باتا عليها بفساد المنهج وانحرافها الى حمأة الفرق الضالة المبتدعة. وبمناسبة الحديث عن المربعات السوداء والبيضاء هل الاولى دفع هذه المفسدة الحالقة للدين ام الحديث عن مصلحة فتح مدرسة ابتدائية في احدى قرى بني خداش؟ في حفظ النفس: أكدت صحيفة « الصباح » اليومية أن الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري يعتزم خلال المخطط الحادي عشر للتنمية التقدم بمقترح لتعديل النص التشريعي الخاص بالاجهاض ليسمح بالقيام بتقنية الإجهاض الدوائي إلى جانب الإجهاض الجراحي.. مع العلم أنّه تقرر السعي خلال الخماسية القادمة إلى توفير الكميات الكافية من الأدوية المخصصة للإجهاض وتعميمه على كافة الجهات بعد أن انحصر استعماله في 10 ولايات فقط خلال المخطط العاشر للتنمية. ويمثل الاجهاض الدوائي الذي تم إدراجه سنة 2003 قرابة 35 بالمائة من جملة حالات الاجهاض اليـوم.. .. وحسب نتائج المسح سجلت سنة 2006 حوالي 30 ألف حالة اجهاض إرادي وذلك بالتساوي بين القطاعين العمومي والخاص.. وتجدر الإشارة إلى تطور حالات الإجهاض لدى الشابات غير المتزوجات في هياكل الديوان الوطني للاسرة والعمران البشري من 1164 حالة سنة 2002 إلى 2126 حالة سنة 2005 ويمثل الإجهاض الدوائي 60 بالمائة منهـا (صحيفة الراية القطرية نقلا عن جردة الصباح: 19/12/2006 « أفادت دراسة حديثة بان المعدل السنوي لمحاولات الانتحار في تونس يبلغ نحو عشرة آلاف حالة. ووضعت البطالة وما تسببه من إحباط وإحساس بالانكسار فى مقدمة دوافع الإقدام على الانتحار رغم أنها رأت أن تلك الدوافع تختلف حسب الأشخاص والظروف الاجتماعية التي يعيشونها. يذكر أن ظاهرة الانتحار في تونس تأتى في المركز الثاني على قائمة الأسباب المؤدية إلى الوفاة بعد حوادث المرور . المصدر : وكالة الأنباء السعودية- 1 صفر 1429 هـ الموافق 8 فبراير 2008 م يحدث هذا في بلد مسلم 10 آلاف حالة انتحار اهم اسبابها البطالة أي سياسة الدولة الاقتصادية و30 الف حالة اجهاض توفر لها الدولة كافة التسهيلات واهمها منع الاطباء من سؤال المجهضة حتى عن اسمها والزام الطاقم الطبي بعدم اعلام زوجها او عائلتها ان كانت قاصرا. هذه المجزرة السنوية لا تستحق التفاتة من فضيلة الدكتور المتلهي عنها بإصلاح ما فسد من خطاب النهضويين. وفي نفس السياق حذرت دراسة لمنظمة حكومية تعنى بشؤون الاسرة من خطورة ظاهرة ارتفاع العنوسة في تونس معتبرة ان ارتفاع هذه الظاهرة لها انعكاسات على الخصوبة. وقالت دراسة للديوان التونسي للاسرة والعمران البشري وهي منظمة حكومية ان مسحا اجري بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة كشف ان عزوبة الاناث في تونس قد بلغت معدلات مرتفعة وباتت تشمل نصف الاناث في البلاد. رويترز 23 12 2007 كل هذا اضافة الى اسراف الدولة في عهد بن علي في سياسة تحديد النسل ادى الى خلل سكاني رهيب تعاني منه تونس حيث تعد من بين الدول القلائل في العالم التي يتناقص عدد سكانها وهو ما قد يؤدي الى اغلاق المدرسة الابتدائية ببني خداش التي اعتبرها الدكتور النجار من المربعات البيضاء في المشهد التونسي شديد السواد. 7- يقول الدكتور: منذ أيام كتب أحد الأساتذة في ركن من أركان أحد المواقع ملحوظة قال فيها إنه عند عودته إلى تونس لاحظ انتشارا للحجاب في الشارع بل وفي مراكز العمل الرسمية وغير الرسمية، واستنتج من ذلك أن منشور 108 وإن كان ما زال قائما قانونا فيبدو أن الحاكم غضّ الطرف عنه بعض الشيء واقعيا، ورأى أنّ ذلك بادرة إيجابية داعيا إلى إزالة هذا المنشور بصفة نهائية. وكتب أستاذ آخر رسالة وجهها إلى وزير الشؤون الدينية يرجوه فيها أن يسعى من أجل إبطال هذا المنشور السيء الذكر منوها بان المشرع التونسي لا تنقصه الحكمة التي تجعله يقدم على هذه الخطوة التي ترفع الحرج وتنقذ السمعة. ( لن يختلف قارئان اطلعا على مقالي عمر النمري ومصطفى الونيسي أن تلخيص الدكتور لمقاليهما كان مخلا ومنحازا للكاتبين ولمضمون المقالين. يواصل الدكتور النجار: وربما كان فيما كتبه هذا وذاك عبارات غير رشيقة أو جزئيات غير دقيقة، أو فلنقل أفكار غير نضيجة (انظر الى التهوين مما آتاه الكاتبين والنقد اللطيف لهما وقارن بين ذلك وما سياتي: انبرى لهذين الأستاذين أحد الشيوخ الأفاضل من ذوي السبق في الدعوة، فانقضّ على كل واحد منهما بثلاث مقالات طويلات متتاليات مع وعد بالمزيد، وانهال عليهما بأقذع الأوصاف وأبشع النعوت وأقسى عبارات التجريم، ومن عينات ما قال في أحدهما وقد كان في تلك اللحظات في حاجة إلى المواساة لفقدان والده رحمه الله : » ألا يكفي هذا السيد ما ارتضاه لنفسه من عودة ذليلة، أعطى بها الدنية في دينه، فأحبط بها أجر هجرته وجهاده، وخذل بها صفّ دعوته، وفرّق بها شمل جماعته ووهّن عزم إخوانه، وأقرّ عيون أعدائه، ألا يكفيه كل هذا حتى يأتي ليقف اليوم هذا الموقف الخذول؟ » ( مقالة منشورة بموقع الحوار نت) ياإلهي؟ إذا كان هذا من أجل عبارات غير دقيقة، أو فكرة اجتهادية خاطئة، فماذا لو خطا أحد الأستاذين خطوة أخرى فقابل مثلا رئيس الجمهورية، أو تقلّد وظيفة سياسية، هل يكون الحكم عليه بالخروج من الملّة، فيُساق إذن إلى ساحات القصاص ؟ وما دام د. النجار قد طرح السؤال فسنحاول اجابته بمنطقين: بمنطق السياسة البراغماتية البحت: لو قابل احد هؤلاء المداحين رئيس الجمهورية أو تقلد وظيفة سياسية لالتمسنا له العذر فيما أتاه من تزييف للحقائق وتبرئة للمجرمين في قضية شديدة الحساسية وفي اوج الحملة على المحجبات في تونس. ولكن ان يفعلا ذلك في مقابل مجرد السماح لهما بعودة ذليلة الى تونس لتمضية العطلة الصيفية فيا خيبة المسعى. أما بمنطق الدين فمقابلة الرئيس والحديث معه او تقلد منصب ليس في علاقة مباشرة بما تاتيه السلطة من مظالم وسياسات كفرية كمثل منع اللباس الاسلامي والتنكيل بحاملاته هو أهون من تزكية ذات هذه السياسات ومغالطة الراي العام الداخلي والخارجي والحديث عن سياسة رشيدة في مسالة الحجاب او الحديث عن المقاصد التي ارادها المشرع العقلاني التونسي من وراء منشور العار 108. هذا طبعا اذا كتب الاستاذان ما كتباه من تلقاء نفسيهما أما إذا كانت الكتابة بطلب ممن تفضل عليهما بجواز السفر فما قاله الشيخ الزمزمي لا يفي حقهما من النكير. هذا طبعا اذا كان الرئيس مستعدا اصلا لمقابلة هؤلاء او تمكينهم من منصب حكومي ولماذا يفعل وهما قد باعا قبل قبض الثمن. وهل هناك ثمن يوازي التخلي عن عرض مؤمنة واحدة فوالله لو كانت كل نساء تونس محجبات عن بكرة ابيهن وتعرضت واحدة منهن فقط للاذى لأثم كل اهل تونس ان لم ينصروها. ثم ليسمح لي الاستاذ النجار ان اسائله وهو الذي يشكك في روايات الانترنت لماذا وثق بروايات هؤلاء واحدهما يصرح انه قد بنى استنتاجه بعودة الحجاب مستدلا بذلك على رشد السياة الحكومية على جلوسه لمدة ربع ساعة على ناصية مقهى. يواصل الدكتور: يمكن أن يُحسم الأمر بتصويب ناصح يُسرّ به إلى الأستاذين أو يُعلن، فتحصل الفائدة المرجوة. في هذا المقام لا يسع المرء الا ان يرد النصيحة للدكتور النجار فقد كان يسعه ان يتصل بالزمزمي مباشرة لا ان ياتي ما أتاه ويزيد عليه تعميما ظالما بفساد منهج الحركة كلها دون استثناء لسجين يسام الهوان منذ 20 سنة او لمنفي في وطنه او خارجه او لمحصور داخل وطنه يكاد يمنع من استنشاق الهواء بعدما ضيق عليه في رزقه وتحصله للعلم وتنقله وتعبيره عن رايه ..الخ. لطالما افتقدنا قلم الدكتور الحاد دفاعا عن كل هؤلاء وتصديا لاعتداءات السلطة الغاشمة على مقاصد الشريعة العليا مما اسلفنا. من أطرف ما في مقال الاستاذ النجار ما نقله عن: شيخ المقاصديين الإمام الشاطبي : » إذا صار الهوى بعض مقدمات الدليل لم ينتج إلا ما فيه اتباع الهوى » والسؤال الذي نوجهه للدكتور النجار ولا ننتظر منه جوابا وانما مصارحة مع نفسه: هل ما يكتبه في المدة الاخيرة من دفاع عن سياسات الدولة وتهجم على اخوان الامس ووقوف على ربوة الحياد بين الظالم والمظلوم ماسكا بميزان العدل ملوحا به في جهة المظلومين ان يزنوا كلامهم بميزان الذهب والا فهم موتورون خوارج شيعة يحرفون الكلم عن مواضعه اختل ميزان العدل لديهم وتمحّضوا للهدم، واجترارا للآلام، ونقد وتزييف وإبطال وتشنيع وشتيمة لما يقدمه الآخرون من عطاء بقطع النظر عما فيه خطإ ومن صواب. الى آخر القاموس الذي حفل به مقال الدكتور عبد المجيد النجار. هل كل ما يكتبه الدكتور يخلو من الهوى؟ هل يخلو من ارادة او لاارادة في ارضاء الحاكم حتى يرفع عنه التضييقات؟؟ هل له علاقة بتردده الى السفارة التونسية بباريس طالبا الحصول على جواز سفره والسماح له بالعودة الى ارض المربعات السوداء والبيضاء.؟؟؟ كلمة أخيرة لا بد أن أؤكد وأعترف بأن للدكتور النجار فضل عليّ وعلى اترابي بحكم أننا تعلمنا من منهجه في المقاصد والاصول أشياء كثيرة، فقد فتح لنا باب التحرر من التقليد الاعمى وأخرجنا من هيبة مخالفة المتأخرين إلى سعة الاجتهاد وفتح افاقا للنظر في مقاصد الاسلام ومناهج البحث العلمي رانت عليها أتربة الانحطاط. والدكتور النجار لا شك أنه على علم كبير وعلى دماثة خلق ورحابة مجلس. ونحن لا نستفيد من علمه لانه من جماعة معينة بل لذات العلم الذي يحمله وحتى لو قاده اجتهاده الى مسالك سياسية اخرى فسنبقى نحترم ما يحمله من علم. ثم ان د. النجار معدود من رجالات حركة الاسلام في تونس ومفكريها وأمثال هؤلاء أرى أن من كمال العدل والمروءة أن نعترف لهم بالفضل والسابقة وان ندعو الله ان يسددهم الى الرشد وان ينجيهم من اتباع الهوى وأن نعينهم على ذللك بالنصح والتنبيه. ومع عظيم تقديرنا له واعترافنا بفضله إلا ان الحق يبقى مطلباً وغاية قصوى لا يجوز تركه للمجاملات ولو لم يبدأ الاستاذ النجار ما بدأه لما رددت عليه. ويعلم الله اننا ما رددنا على فضيلة الدكتور النجار الا حرصا عليه من ان يأتي يوم يعامل فيه كما عامل التونسيون مشايخ الزيتونة ممن ركنوا الى الظلمة وساروا في ركاب السلطان: « خذ قوله واترك فعله ». إن المأمول من فضيلة الأستاذ النجار أن يراجع كلامه ومواقفه في هذا الشأن، فإنما يرجع الفقيه عن القول إذا اتسع علمه كما نقل الإمام الذهبي في تاريخه الكبير عن عبد الله بن داوود. وختاماً نسأله سبحانه أن يرينا (الحق حقاً ويرزقنا أتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه!)
من السفارة … إلى الوزارة … فهل من إنارة حول الزيارة ؟ إلى عناية الأخت ميّة الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي .
تحية النضال وبعد : لقد علّمنا الواقع المعاش أن اللغة الأنيقة ( إذا ما ساومت ) هي نفسها إستعداد للخيانة ، وتأهّب للتواطئ ، لأن المساومة بالقلم أسوأ من المساومة في السياسة ، فالمساومة في السياسة قد تخدش المصالح لكن المساومة بالقلم تخدش الضمير والمناضل المثقف لم يعد أعزل و لا يجب أن يكون إذا كان يملك ضميره فإنه سيصرخ ويستصرخ وإذا كان يملك شرفه فإنه سيتعهّد به حفاظا لحقوق الوطن ليس لليوم فحسب بل للغد ولما بعد الغد أيضا ، وسيغضب على أفعال وتجاوزات لا تنيء تكبر وتكشف كل يوم عن استهتار بمشاعر العديد من التونسيين الذين علقوا آمالا كبيرة على الحزب الديمقراطي التقدمي والذي حاولت قيادته إبّان تأسيسه إلى جعله » الحلقة المركزية الجديدة لمشروع التحرر العربي ضد الإمبريالية والصهيونية » مستفيدة من تجارب وماضي مناضليه ، واجتهدت حينها قصد تأسيس مشروع نضالي يستقطب أفئدة وضمائر المجتمع بكل أطيافه ومكوّناته آخذة وقتها تطلّعات الحريّة والعدالة والوحدة والمساواة ، لكن يا لخيبة الأمل فقد جرت الرياح بما لا يشتهيه الحزب ومنخرطوه ومناضلوه وانقلب مشروع الطّموح من مخرج إلى مأزق أراده مؤسسوه أن يكون جارّا لا مجرورا ، جماهيريّا لا مُنعزلا أن يكون سيّء الحظ إلى هذه الدرجة ؟ نعم يمكن ذلك … بل يمكن أن يكون أسوأ حظّا من هذا أيضا نتيجة تراكمات تسبّبت فيها عدّة عوامل أهمّها : 1 ـ الأسلوب الذي توخّاه الأستاذ أحمد نجيب الشابي في إدارة دواليب الحزب ودفعه نحو مأزق سياسي وعزله داخل المعارضة المناضلة وتعمّده القفز على واقع الحزب وعدم أخذه بعين الإعتبار قدرته على خوض منازلات ومعارك غير متكافئة أضرت به وجعلته في فراغ تائها في بيداء ، مضطربا حائرا بدون بَوْصَلة تهديه إلى برّ الأمان ، الأمر الذي أثّر سلبا على أداء هياكله وتفشّت ظاهرة العُنف اللّفظي والمادي بين بعض المُُتنفذين وكل من يحاول التحليق خارج سربهم . 2 ـ التفريط في أهمّ مبدإ من مبادئ الحزب ، هذا المبدأ الذي حرص مناضلو الحزب ومنخرطوه على الدفاع عنه والتمسّك به وصيانته هو إستقلال الحزب داخليا وخارجيّا ولئن حافظ الحزب و لو نسبيّا على هذا المبدإ داخليا فإنه بالمقابل فقد تخلّى عنه خارجيا وإليك الأدلة التالية لإثبات ما ذهبت إليه : ـ لقد جعلت قيادة الحزب من أوروبا ثم أمريكا مَحَجَّة فتعدّدت الزيارات بتعلة إنفتاح الحزب على الخارج وربط علاقات قد تفيده في قابل الأيام . ـ تردّد القياديون البارزون على السفارات الأجنبية والإجتماع بمسؤوليها داخل مقر الحزب أو بالسفارات في وقت تتعرّض فيه الأمّة العربية والإسلامية إلى هجمة شرسة تستهدف مقوماتها وثوابتها أرضا وشعبا ودينا وحضارة . ـ دعوة الأمينة العامة من طرف وزارة الخارجية الأمريكية لزيارة الولايات المتحدة دامت ثلاثة أسابيع لمتابعة مجريات الإنتخابات الرئاسية ولمعاينة نسق تطور مساهمة المرأة في العمل السياسي ( كما صرّحت به في جريدة الموقف ) . وإثر العودة من الزيارة الثرية كما وصفتها ، استبان لي من خلال تصريحاتك الأخيرة بجريدة الموقف بتاريخ 26 ـ 9 ـ 2008 الصفحة الثانية والتي كانت مقتضبة ، انبهارك بزيف الخارج ونظرِْت حسب رأيي إلى أمريكا نظرة انكسار وانهزام وتراءى لك أن لبلد » العم سام » تقدّم ومدنيّة متناسية أن أمريكا خاصة ليس لها مثل حضارتنا إبداعا وإشراقا وإنتاجا وخُلقا ورحمة بالإنسانية . نعم هناك قيم إلا أن أمريكا عندما تمارسها لنفسها ولا تنطبق علينا ! فقيمها معَنَا ليست سوى قيم قهر واحتقار واستغلال . ثم إن القيم لا تُستورد من الخارج وبالتالي فلا يمكن تمثيلها ولا منحها الشرعية لأن الطامة الكبرى ستحصل دون شك في حال ورود ديمقراطية جاهزة من وراء البحار عندها ستُلبس مجتمعنا ثوبا لم يُنتجْ محليا حسب مقاييس وعيه فيَلبسه دون قياس ودون مواصفات مما قد يؤدي إلى أن يكون هذا الثوب المستورد إما طويلا جدّا فيتعثّر المجتمع فيه أثناء السير ويسقط على وجهه وربما لا يستطيع بعد ذلك النهوض وإما أن يكون الثوب شديد القصر فتُبان عوراته وخباياه وسوف تتحوّل الأمراض الحادة فيه إلى أمراض مزمنة ! والوقائع تقول إن كل الذين يرفعون لواء الديمقراطية » المستوردة » في تونس خاصة وفي الوطن العربي والإسلامي عامة ليسوا سوى عملاء موضوعيين للمحافظين الجدد ، إنهم أحبّوا أم كرهوا ليسوا سوى ناطقين رسميين باسم المشروع الصهيوني الإمبريالي الجديد ، وهم ليسوا سوى مطايا احتلال ، منظور أو غير منظور لتحويل الأمّة بكل أطيافها إلى مسخ ثقافي فوق مسخها السياسي والاقتصادي الراهن ! ألا يستحق الأمر لكل ذي ضمير أن يرفض الدعارة كلها وأن يختار موقعه بشرف فيلعن الطغاة الغزاة ويشهّر بالجريمة بالطّول والعرض ولا يستثني أحدا ! لا أن يجلس معهم ويستمع إلى لغتهم ويتقبّل أوصافهم ويخاطبهم بعطف ومخمليّة ! وأخيرا ألا يستحق الأمر لكل ذي ضمير أن يشعر بغثيان حقيقي بل وبرغبة شديدة للتقيّئ كلما خرجت كلمات » ديمقراطية ـ حرية ـ حقوق الإنسان » من مجرمين وقتلة أطفال والذين حوّلوا وطننا العربي مسلخا وأنين الضحايا يصمّ آذاننا ! وتونس أختي الأمينة العامة لم ولن تقبل دروسا من هؤلاء الطغاة والغزاة . سوسة في أكتوبر 2008 محسن الشاوش عضو جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بسوسة وقائمته الإنتخابية لتشريعية 2004
مهندس حمادي الجبالي لا تغضب!
سنية الدمرجي
لقد أخبرنا السيد عبد الله الزواري بتاريخ 8 -10 أنك في ثورة غضب! لقد تأثرت جدا بهذا الخبر و شغلتني أولا صحتكم فتعلمون خطر الغضب على الصحة خصوصا لمن قضى مثلكم سنوات طويلة في السجن ثم يكون خارج السجن محاصرا صباحا مساءا بدون عمل..كيف ترى الأيام تمر دون عمل.. لم أرى مبررا لعنوان مقال السيد عبد الله الزواري بتاريخ 8 -10 في مضمون الحوار الذي نقله عنكم و لعلها فقط موهبة متأخرة في الإخراج السينمائي.. هاذا ما نقله السيد عبد الله الزواري عن الدكتور النمري: « قرأت ما أورده الأخ عمر النمري من أسماء وجوه بارزة من قيادات الحركة نسب إليها اعتبارها مسألة العودة مسألة خلافية و أنه لا يرى بأسا بعودة من يعود من أبناء الحركة إذا كان ذلك محفوظ الكرامة.. » و هذا موقف السيد حمادي الجبالي كما نقله كذلك الصحفي المنفي في وطنه السيد عبد الله الزواري : « – لكن مسألة العودة مسألة خلافية؟ – نعم قد تختلف الآراء فيها…لكننا تعودنا أن هده المسائل يبقى للفرد حرية الاختيار منها إلى أن تحسم الحركة الأمر في مؤسساتها، و عندها يصدر الجميع عن رأي واحد.. » يبدو أن حماس السيد عبد الله الزواري لإيجاد خلل في نقل الدكتور النمري تجاوز المنقول و أراد أن يدعمه بكلام من نوع أن المهندس الجبالي لا يعرف الدكتور النمري و لم يتحدث معه و الحقيقة أن هذا ليس موضوع خلاف و لا يشغل عاقل.. ثم أضاف للإثارة فقط أن السيد حمادي يطلب رقم هاتف الدكتور النمري و وضع ذلك في العنوان: حمادي الجبالي في ثورة غضب.. السيد حمادي الجبالي عاد الى تونس، قادما من اسبانيا، بعد انقلاب 7 نوفمبر و لم يخرج بعد كل الأخوة من السجن، بل لم يخرج بعد أي أخ من المجموعة الأمنية… « .. أن الحوار حول العودة من أصله مبتذل لأن الغربة بالنسبة للمهجّر قائمة على المنع واستحالة العودة و ليست بسبب شروط موقوفة عليها. حتى أننا لو تأملنا في بعض تلك الشروط التي يحاول بعض المهجّرين جعل عودتهم متوقفة عليها و اشترطناها نحن في الداخل للبقاء في بلدنا لخلت البلاد من أهلها و لم يبقى فيها غير المستبدين عليها و بطاناتهم يعيثون فيها. فهل نحن برضائنا البقاء في بلدنا رغم هوان أوضاعنا قد قبلنا بالذل و المهانة و الخضوع و المسكنة على نحو ما يصور به بعض المهجرين عودتهم في مثل هذه الظروف. فالمقصود بالعودة إذن من لازالت غربتهم إضطرارا تجنبا لمهلكة تنتظرهم في بلادهم بسبب أفكارهم و عقيدتهم. و عندما يصبح المغرّب في موقف الإختيار بين الرضاء بمقاسمة شروط عيش بني وطنه و عدم التنازل عن شروط أفضل توفرت له في غربته فإنه يخرج عن دائرة قضية حق العودة و التغريب عن الأوطان و يصبح في دائرة الهجرة التي لجأ إليها مئات اآلاف من مواطنينا و يحلم بها أضعافهم إلى درجة المجازفة بحياتهم لنيلها بسبب سوء أوضاع حالة بلادهم. » القاضي مختار اليحياوي مدونة القاضي اليحياوي Tunisia Watch بتاريخ jeudi, 23 août 2007 . أتمنى على السيد حمادي الجبالي أن يغضب لعجزه على تقديم حلول لإخوانه الذين يقبعون في السجون إلى مساء هذا اليوم! أتمنى كذلك أن يثور غضبا فلقد مرت السنون و لم نقرأ له نص متكامل يقوم فيه بنقد ذاتي لتجربته السياسية كعامل لحركة النهضة بمدينة سوسة أو في مختلف المسؤوليات التي تحملها في حركة النهضة.. و للحديث بقية..
كتاب جديد:
في غياب الوثيقة الذاكرة كمصدر لتاريخ الزمن الحاضر
محمد ضيف الله (*) في ظل غياب الأرشيفات المكتوبة هل يمكن للذاكرة أن تملأ الفراغ؟ وإلى أي حد يمكن لها أن تشكل مصدرا موثوقا لكتابة تاريخ الزمن الحاضر؟ وهل يمكن الاكتفاء بها حتى ولو مرحليا؟ وهل يمكن ملء الفراغات التي تتركها بطبيعتها الانتقائية أصلا؟ وما هو تأثيرها مستقبلا في توجيه الكتابة التاريخية وفي مختلف الأطراف المهتمة بالتاريخ من منتجين ومستهلكين ؟ وهل الذاكرة التي تبدو وكأنها مصوبة إلى الماضي في قطيعة عن الحاضر والمستقبل؟ تلك الأسئلة وغيرها تبدو مشروعة اليوم أمام سيل الشهادات الشفوية التي توالت في السنوات الأخيرة. ومع ذلك يبدو أن ما تم إلى حد الآن وخاصة على منبر مؤسسة التميمي يشكل مصدرا هاما من حيث الكم والتنوع والكثافة، وهذا ما يمكن تلمسه من خلال آخر إصدارات تلك المؤسسة ومن بينها الجزء الأول من « سيمنارات الذاكرة الوطنية وتاريخ الزمن الحاضر ». في مقدمة هذا الكتاب رسم الأستاذ عبد الجليل التميمي الخلفيات التي دفعته إلى التوجه إلى جمع الشهادات الشفوية مؤكدا على أن « لا غنى عنها بالنسبة لكتابة تاريخنا الراهن، حتى لو توفرت سلفا الوثائق المكتوبة ». ثم يقارن بين هذين النوعين من المصادر ليصل إلى أن الشهادة الشفوية « تسهم في دمقرطة الكتابة التاريخية ». والحقيقة أن السنوات الأخيرة سجلت حدوث حركة دائبة صوب هذا المعين، وصدرت بالفعل كتب قيمة ستترك أثرها ولا شك في الكتابة التاريخية ([1]). ويندرج هذا الكتاب ضمن نفس المسلك، وإنما ميزته أنه ضم نصوصا جمعت من ذاكرات مختلفة، ولا تلتقي إلا في أنها تلقي أضواء على عهدي الاحتلال والاستقلال. وإذ يبلغ عدد تلك النصوص سبعة عشر، فإن عدد من شارك فيها يتجاوز ذلك بكثير، وتختلف مواقعهم ومواقفهم من دوائر القرار. إذ نجد من بينهم مسؤولين سابقين من الصف الأول إلى جانب من هم دون ذلك، كما نجد معارضين اختفت أسماؤهم في مرمّة البناء الوطني، وتوقف التاريخ بالنسبة لهم في لحظات ما. تحتل بنزرت في هذا الكتاب مكانة لائقة بمدينة مناضلة قدمت الكثير في زمن الحماية وكانت حاضرة في كل الأحداث قلّت أو جلّت، حضورا باصما. واستمرت الذاكرة حولها لتلقي الضوء على ما بعد الاستقلال، من خلال حرب بنزرت وما كان لها من تأثير على عدة مستويات نذكر منها بالنسبة للمدينة شعورها بالضيم وهو ما أفصحت عنه بعد حين خلال المحاولة الانقلابية لسنة 1962. كما فتح الكتاب ذاكرات أخرى حول مساهمة كل من مدينتي صفاقس والقيروان في الحركة الوطنية. وهو ما من شأنه أن يمنح للدواخل مكانتها في إطار التاريخ العام. وعلى صعيد آخر، فتح هذا الكتاب ملف التربية والتعليم وهو الميدان الذي شكل أهم مفاخر الدولة الوطنية، من خلال استضافة كل من السيدين الطيب التريكي والهادي خليل. وقد اضطلع كلاهما بهذا الملف، الأول باعتباره رئيس ديوان محمود المسعدي خلال عشرية كاملة والثاني باعتبار تجربته في الميدان خلال العشريتين اللاحقتين حتى تقلد وزارة التربية. ومن خلال شهادتيهما يتبين أن ما تحكم في هذا الملف ليست المتطلبات البيداغوجية بقدر ما هي الاعتبارات السياسية والإيديولوجية. وبقطع النظر عما كان يخصص له من اعتمادات، أو بسبب ذلك، فقد بدا هذا الميدان عرضة للسؤال في كل الأحداث التي مرت بها البلاد. إلا أن أهم ملف فتحه هذا الكتاب يتمثل في الاغتيالات السياسية من خلال اغتيال الهادي شاكر في سبتمبر 1953 وصالح بن يوسف في أوت 1961، الأول اغتيل في عهد الاحتلال والثاني في عهد الاستقلال. وقد تعرض اثنان من النصوص إلى حياة الشهيد الهادي شاكر ونضاله الوطني جهويا ووطنيا وحتى قوميا بمساهمته في إرسال شبان تونسيين للقتال في فلسطين عام 1948 (ص 185). أما صالح بن يوسف فإن هناك عدة نصوص تعرضت لحياته ونضاله كليا أو جزئيا، وخصص أحدها لمسألة اغتياله في فرانكفورت بألمانيا في أوت 1961. وقد جاءت في هذا النص شهادات من أنصاره القدامى ومن آخرين مقربين إلى بورقيبة. وقد تضافرت تلك الشهادات لتلقي أضواء مكثفة نسبيا حول هذا الملف والتي لا يمكن مع ذلك أن تكون فصل المقال، بدون أن تسندها الأرشيفات المختلفة من تونس إلى ألمانيا إلى مصر. وفي انتظار ذلك من المهم الإشارة إلى الشهادة المفصلة التي أدلى بها الأستاذ عمر الشاذلي الوزير والطبيب الخاص لبورقيبة والذي حضر آخر لقاء جمع بورقيبة وصالح بن يوسف، في مطلع مارس 1961. وفي مقابل تلك الشهادة جاءت شهادة أخرى حول نفس اللقاء للسيد الحبيب اللمسي وهو أحد أنصار صالح بن يوسف. وفي نفس الإطار أيضا تضمنت شهادة السفير والوزير نجيب البوزيري إشارات واسعة إلى شخصية ابن يوسف وصولا إلى اغتياله في ألمانيا، وقد لا يكون غير ذي معنى أنهما معا من أصيلي جزيرة جربة. وللتذكير هنا أن السيد البوزيري هو أحد المناضلين الوطنيين منذ الأربعينات ودرس بفرنسا في مطلع الخمسينات حتى تقلد رئاسة جمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين، وتتسم شهادته بالكثير من السلبية حول صالح بن يوسف سواء قبل الاستقلال أو بعده. من ذلك ما ورد بشأن خروجه خلسة من التراب الفرنسي في مطلع سنة 1952، تاركا حسب ما جاء في تلك الشهادة بعض « الصور التي لو وقعت بأيدي الشرطة لوقع نشرها في الجرائد الفرنسية، وتكون فرصة يستغلونها في التشهير بسلوك الأمين العام للحزب » (ص 230). وخلال الخلاف اليوسفي البورقيبي كان السيد نجيب البوزيري قد اصطف إلى جانب بورقيبة وألحق بديوان وزير الداخلية عندما اشتد الصراع بين الجانبين، ويعترف البوزيري هنا بأنه أفسد اجتماعا كان صالح بن يوسف سيعقده بالمعلب البلدي جيو أندري (الشاذلي زويتن حاليا) (ص 231). غير أن شهادته كان يمكن أن تلقي أضواء أكثر حول الصراع الدامي بين البورقيبيين واليوسفيين وما كابده هؤلاء خلال تلك الفترة المبكرة من عمر الدولة الوطنية. وبالإضافة إلى ذلك كان يمكن لمسائل أخرى أن تثار بتجرد وربما ستكشف الأرشيفات المكتوبة عن جوانب منها، ويتعلق الأمر باغتيال صالح بن يوسف في فرانكفورت، إذ كان نجيب البوزيري سفيرا لتونس بألمانيا آنذاك، ثم سمي بعد أشهر وزيرا للبريد. وقد أكد فيما يتعلق بقضية اغتياله أنه « لم يكن لدي علم بالمسألة لأنها كانت سرية ولم يكن لي جهاز بوليس أو مخابرات كما لم تعلمني الحكومة الألمانية عن تفاصيلها. وأما تعييني كوزير فقد سبق أن قلت إنه تم بإلحاح من بورقيبة ولم يكن مرتبطا بقضية اغتيال صالح بن يوسف » (ص 248). لقد توسعنا عمدا بخصوص هذا الملف بالذات ليس تغذية لفضول القارئ فقط وإنما خاصة للتدليل بأن الذاكرة تبقى انتقائية، وتترك هي الأخرى فراغات عديدة وأسئلة عالقة تنتظر فتح الأرشيفات ونبش الباحثين. وبالفعل فإن الذاكرة تعكس زاوية للنظر تحتد أو تتسع طبقا للمواقع أكثر منها للواقع. (الصباح، 7 أكتوبر 2008، ص 12) (*) أستاذ بالمعهد العالي للتوثيق بتونس. (1) يمكن أن نذكر من بينها: حامد الزغل، جيل الثورة، ذكريات مناضل، سيراس للنشر، تونس 2001 ؛ علي المعاوي، ذكريات وخواطر، منشورات المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية، تونس 2007.
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 أكتوبر 2008)
ملاحظات حول تقرير اللجنة الإستشارية لصندوق النقد الدولي
صـامد قام مؤخرا وفد من صندوق النقد الدولي بزيارة للتراب التونسي في الفترة الممتدة بين 27 ماي و9 جوان 2008 في إطار « لجنة إستشارية »، عملا بالفصل الرابع من قانون المنظمة، والتي تكون عادة سنوية لنقاش وتدارس الوضعية الإقتصادية المتبعة من طرف الحكومة وآفاقها، أو بطلب من البلد للحصول على موارد وقروض مالية عاجلة أو طويلة الأمد. وقد أصدرت اللجنة المذكورة أعلاه تقريرا أوليا تضمّن مجموعة من الملاحظات والتوصيات حول الإقتصاد التونسي من خلال مجموعة من الجداول والأرقام والمؤشرات المتأتية من مصادر رسمية تمسح الفترة بين 2003 و2013. ويعدّ هذا التقرير إحدى الوثائق الهامة التي لطالما يتم توظفيها من السلطة للتباهي بإنجازاتها الإقتصادية الغير مسبوقة كنتيجة للحكم الرشيد أو لتبرير الإستبداد السياسي لبن علي فهو الوحيد القادر على « حماية » الإقتصاد التونسي وضمان نموه وإزدهاره وهو ما يبرّر بقائه لفترة حكم خامسة تكريسا للحكم الفردي المطلق. لكن في نفس الوقت يكتسب هذا التقرير أهمية قصوى لما يحتويه من أرقام وملاحظات تؤكد بالبرهان القاطع التبعية المطلقة للغرب وللرأسمال الأجنبي الذي لا همّ له سوى إستنزاف ثروات الشعب التونسي وقوة عمله. فدور « اللجنة » وإن يبدو ظاهريا « إستشاريا » فإن الواقع يؤكد عكس ذلك للمكانة التي حضيت بها لدى إستقبالها والتعريف بها من طرف السلطات على عكس اللجان الحقوقية التي تتعرض للمحاصرة والتضييق والملاحقة الأمنية، فتغدو بذلك معاينتها للمنظومة الإقتصادية مراقبةً ووتوصياتها لتحسين الأداء أوامرًا. لذلك أصبحت تونس تعرف « بالتلميذ النجيب » لامتثالها الأعمى لمقررات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي. فالزوّار المبجّلين لم يخفوا إرتياحم لما حققته تونس من نجاحات كنتيجة طبيعية لحسن التسيير الإقتصادي والنسق السياسي والإجتماعي المتبع منذ عقدين مما ساهم في تسارع وتيرة النمو وتطور المؤشرات الإجتماعية فالناتج الوطني الخام الحقيقي PIB)) شهد معدّل نموّ بـنسبة 5 % على مدى العشرية الأخيرة مما ساهم في تحسن المستوى المعيشي الذي يعبر عنه معدل الناتج الوطني الخام الحقيقي للتونسي بـ45%، ويعود ذلك أساسا إلى النمو في قطاعات الفلاحة والطاقة والصناعة والخدمات. كما عدّد التقرير « المقاومة » التي يخوضها الإقتصاد التونسي ضد التأثيرات العالمية لا سيّما أزمة الغذاء وتقلب الأسعار والتذبذب المالي بما فيها إنهيار بعض قلاع المال الإحتكارية بالإضافة إلى حالة التباطؤ للسوق الأوروبية المشتركة، وهو ما ساهم في نجاح الإقتصاد التونسي للتحكم في نسب التضخم. واعتبر ممثلو الصندوق الدولي للنقد في بيانهم أن الحكومة التونسية تسير في ركب النجاح والنجاعة الإقتصادية لتحقيق أهدافها المرسومة لا سيّما الحدّ من نسب التضخم التي إرتفعت إلى 5.3 % سنة 2008 بعد أن إنخفضت في سنة 2007 (3.1 %) مقارنة بسنة 2006 (4.5 %) وذلك بسبب التقلبات في الأسواق العالمية بالنسبة للغذاء والطاقة أوّلا والضغط على الطلب الداخلي بفعل « الإستثمارات الخارجية المباشرة » (IDE) ثانيا. كذلك أشار التقرير إلى تأثير الزوبعة المالية في إرتفاع نسبة العجز في السيولة من 2% سنة 2007 إلى 2.6 % سنة 2008 من الناتج الوطني الخام رغم تمكن الإقتصاد التونسي من التحكم في العجز المالي في حدود 3 % من الناتج الوطني الخام كما هو متوقع لسنة 2007، ويعود ذلك حسب الصندوق إلى نجاح تونس في تصليب موقعها الخارجي بفضل المداخيل المالية المتأتية من الخوصصة التي نجحت في تقليص الدين الخارجي العام بما فيها الديون القصيرة المدى من 58.3% إلى 54,9% من الناتج الوطني الخام بين سنة 2006 و2007، هذا دون تجاهل التطور المتواصل للمداخيل الضريبية والتي سجلت ارتفاعا ملحوظا طوال الأربعة الأشهر الأولى من السنة الجارية بـ 19.3 % مقارنة بنفس الفترة من 2007. الوضع العالمي :الآفاق والسياسة الإقتصادية التونسية يعتبر التقرير أن آفاق نمو الإقتصادي التونسي في ظل الأزمة العالمية وخاصة المالية رهين بالسياسة الإقتصادية الشاملة والحذرة بالإضافة إلى مواصلة الإصلاحات الهيكلية خاصة في القطاع المصرفي من طرف الحكومة رغم التأثير النسبي والبسيط والذي يعود أساسا لهشاشة القطاع العمومي والمالي والذي يؤثر بشكل مباشر على نسب الديون الخارجية التي وإن كانت معقولة في المدى المتوسط فهي مرتفعة مقارنة بالعديد من الدول الأخرى. لهذا فعلى الحكومة مواصلة الحدّ من نسب التضخم ومحاربة آفة البطالة بسبب التحولات الديمغرافية وهي التي أصبحت تشمل حاملي شهادات التعليم العالي رغم الإنخفاض الحاصل في نسبة المعطلين والتي بلغت 14.1 % سنة 2008 بعد أن كانت 14.3% سنة 2007 وهو ما يتطلب تنسيق دقيقا بين سياسات الميزان التجاري والنقدي والمصرفي و ذلك بالإعتماد على المداخيل الضريبية والغير الضريبية المرتبطة بثلاث عوامل وهي أولا الإنتاجية المتزايدة للبترول التي يمكن أن تمتدّ إلى حدود 2011، ثانيا فهو تماسك الحراك الإقتصادي وإرتفاع الواردات، أما أخيرا فهو تماسك الإدارة الضريبية ونجاعتها. كذلك على الحكومة للحدّ من الديون الخارجية الإستمرار في الإصلاحات الإستراتيجية فيما يتعلق بدور صندوق الدعم للمواد الغذائية الأساسية على غرار العديد من القرارات الهامة التي عجلت بها لدعم المنافسة وخلق ديناميك سلعي أكثر تنوعا، بالإضافة إلى تسريع نسق التغيير في المنظومة الجبائية والجمركية وذلك بتقديم التسهيلات وتخفيف التعريفات الديوانية على الواردات عملا بالإنخفاض الحاصل بين 2007 و2008 من 28.8 % إلى 25,3 %. من جهة أخرى فإن اللجنة ورغم إرتياحها للإصلاحات المصرفية وما حققه من تحسن سنة 2007 بفضل التطور في المبادلات والأرباح، وانخفاض الإعتمادات المجدولة من 19.3 % سنة 2006 إلى 17.3 %سنة 2007 نتيجة المعالجة الدائمة لها، والإرتفاع في نسبة الإيداع التي بلغت في السنة الفارطة 53.8 % فإنها تدعو الحكومة لمزيد تحرير القطاع البنكي ودمجه في المنظومة المالية العالمية كي يرفع في رأسماله مما يمكنه من الإنخراط بأكثر جدية في المنافسة المحتدّة يوما بعد يوم وكي يتمكن من لعب دور أهم في الإستثمارات الكبرى. هذا ولم يستثن التقرير دعوة الحكومة لمزيد الإندماج في محيطها الإقليمي والدولي عبر مزيد تحرير الإقتصاد و »لبرلته » بما يتماشى مع الإتفاقيات العالمية خاصة مع الإتحاد الأوروبي الشريك الأهم لتونس وذلك بإنتهاج سياسة أكثر ليبرالية في ما يخص العمليات المالية والقطاع العام عبر تطوير الخصخصة بالضغط على الضريبة المفروضة على الإستثمارات وتسهيل تحرك الرساميل داخل تونس وخارجها دون إغفال المجهودات التي تعمل الحكومة على تطويرها في مجال مقاومة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب عبر الدعم المادي والتقني الذي تتلقاه اللجنة التونسية للمراقبة المالية (CRF) للحدّ من هذه الظاهرة. ملاحظات لا بدّ من التأكيد أولا أن هذا التقرير الذي تغنى كثيرا « بالمعجزة الإقتصادية التونسية »، عملا بمقولة « شكون شكار العروسة »، لا يمكن أن يخرج من دائرة الدفاع عن مصالح الإمبريالية ومزيد تحقيق الأرباح والمحافظة عليها بالنسبة للرساميل الأجانب ممثلة في الدوائر الإحتكارية وعملائها، وهذا ما ألزم اللجنة الاستشارية الإعتماد على المعطيات الرسمية دون غيرها من شهادات أو تقارير هيئات مستقلة وخبراء خارجين عن صف النظام مما يمكن المطلع من ضمانات لمصداقية الأرقام ومدى تطابقها مع الواقع. فصندوق النقد ومن ورائه القوى المستعبدة للشعوب لا همّ له سوى الخروج بخلاصتين أساسيتين من هذا الجهد وهما أوّلا القدرة بالنسبة للإقتصاد التونسي على المحافظة على توازنه في ظل الأزمة العالمية الغذائية والمالية والطاقة، أما ثانيا فهو مواصلة سياسة الإصلاح الهيكلي والتسريع في نسق الخصخصة على حساب القطاع العمومي والتي شملت حتى القطاعات الإستراتجية كالتعليم والنقل والصحة. فكلا المعطيين هما الكفيلين بتوفير الضمانات اللازمة للرأسمال الأجنبي للمواصلة في نهب ثروات الشعب التونسي ومص دماء العمال والكادحين دون ضغوطات أو محاسبة. لذا لا يمكن تفسير بعض إحترزات اللجنة على الأداء الحكومي إلا من زاوية مصالح الإمبريالية وعملائها وليس مصالح الشعب التونسي ومفقريه، فاللجنة لها الإطلاع الكافي واليقين بأن الإقتصاد يتميز بالهشاشة والتبعية المطلقة للدوائر الإحتكارية وهو ما تعبّر عليه النسب المرتفعة للدين الخارجي والذي سيبقى في حدود 40.8% سنة 2013 حسب التوقعات والمخططات، بالإضافة إلى القناعة الراسخة بأن نسب النمو المحققة على مدى سنوات هي رهينة بسياسة الخصخصة للمؤسسات الحكومية بتعلة العجز والإفلاس وهو ما يتناقض مع التفويت لعديد من الشركات ذات الأرباح العالية على غرار « إتصالات تونس » تحت عنوان تحسين مناخ المنافسة و تحرر السوق. لذا يبدو أن الإمبريالية لم « تشبع » من عمليات النهب المتواصلة لذا فهي لا تتردد في الدعوة إلى « إستقالة » كاملة للدولة لحساب الخواص فيما عدى توظيف التشريعات والبوليس لصالحها فقط، فاللجنة مثلها مثل نظام بن علي لا تهتم بما يعانيه التونسي من تدهور للمقدرة الشرائية وإرتفاع متواصل للأسعار، يضاف لها خطاب « مقرف » و »روتيني »حول التحديات الإقتصادية العالمية وضرورة الظغط على التكلفة والتحكم في إستغلال الطاقة ومزيد التقشف في تناقض صريح مع نسب النمو المسجلة وهو ما يحيلنا إما لتصديق ما يروج حول « النجاعة الإقتصادية » لكن -وللأسف- فإن ثمار النمو تذهب إلى جيوب حفنة من الفاسدين والمقربين من دوائر التحكم، وإما نزع القناع عن كذب السلطة وتسويفها وإدعاءاتها الباطلة والمجانبة للواقع. كذلك فإن الصندوق وهو « يأمر » حكومة بن علي بالتسريع في نسق الإصلاحات للقطاع المصرفي وربطه بالمؤسسات المالية العالمية والتخلص نهائيا من جميع الحواجز الجمركية والإنخراط التام في النظام الليبرالي يتجاهل عن قصد الأخطار المالية والزوابع المالية والتي يمكن أن تضع الإقتصاد في طريق مسدود في غياب إقتصاد وطني متماسك ومؤسس على قدراته الذاتية ومحافظ على استقلالية تسمح له بمجابهة المطبّات بكل ثقة وأريحية. كما يتجنب « أسياد » النظام العالمي الخوض في مواضيع الفساد المالي والإداري وتفشي ظواهر الرشوة والمحسوبية في ظل غياب عناصر الشفافية والمحاسبة والمراقبة للمال العام، مادامت هذه الظواهر لا تهدد جوهر النظام الليبرالي القائم أصلا على « التلاعب » بمصير الكادحين. فأن نكون في مصاف الدول النامية بالإعتماد على المعطيات المستقاة من النظام والتي لا تأخذ بعين الإعتبار بأن المعدلات العامة المروجة عالميا يمكن لها أن تغيب تفاصيلا مهمة عن حقيقية ما يعانيه التونسيين طوال سنوات يمكن أن لا يتعدى مجردة « كذبة بلهاء »، فمثلا نسبة البطالة العامة والمقدرة بنحو 14.1% تخفي حقيقة التفاوت الجهوي الشاسع والفوارق الإجتماعية المرتبطة بالمجال الجغرافي حيث أن البطالة ترتفع نسبها على الشريط الغربي والوسط، فهي تشهد إرتفاعا متواصلا بولايات قفصة والقصرين و جندوبة وقبلي وسيدي بوزيد (يمكن أن تتجاوز النسبة 30 %) على عكس ولايات الشريط الساحلي والعاصمة حيث تتمركز أغلب الإستثمارات وتتنوع مواطن الشغل. هذا دون أن ندقق في من تشملهم هذه النسب للعاطلين ضحايا هشاشة التشغيل من مسرحين بشكل دوري بسبب ما يسمى « بالإصلاح الهيكلي » أو من يتم إحصائهم لمجرد حصولهم عن عمل وقتي. ختاما، تجدر الإشارة إلى أن التقرير لا يمكن أن ينقل للعالم ويلات الفقر والخصاصة والإقصاء والتهميش التي تحرم التونسيات والتونسيين من العيش بكرامة دون تبعية سياسية وإقتصادية للدوائر الإمبريالية بمعية نظام إستبدادي تسلطي يرزح بكلكله على رقابهم منذ عقود، فالجداول والمؤشرات المقدمة لم تنبع من أحياء البؤس في »الملاسين » و »الجبل الأحمر » و »دوار هيشر » ومدن « الأشباح » في مختلف جهات البلاد التي تعشش فيها العطالة والفاقة، كذلك لم تشر المعطيات إلى آلاف من الشباب التونسي « الحراقة » والذي تبتلعهم « قوارب الموت » في أعماق المتوسط وهم يلاحقون فرصة للعيش الكريم ماداموا قد لُفظوا من أوطانهم. ولكي لا نرهق أنفسنا أكثر فإن إحتجاجات المعطلين عن العمل من أصحاب الشهادات العليا والنضالات العمالية في المصانع والمعامل وتعطل « المفاوضات الإجتماعية »، وخاصة ما شهدته مدن الحوض المنجمي وفريانة من تحركات على مدى أشهر من أجل الحق في الشغل ونصيب أهاليهم في الثروة الوطنية، تعرّي أغلب ما جاء في التقرير حول « المعجزة التونسية » والإنتصارات الوهمية للنظام الذي لاهم له سوى مصالح أقلية مستثرية على حساب الشعب الكادح. إن « انتفاضة الجنوب » قد نزعت ورقة التوت عن « الكذبة النوفمبرية » وبيّنت نشاز الأبواق الرخيصة لنظام بنعلي حول « النظرة الشمولية » و »تونس بلد الفرح الدائم » و »أولية الإزدهار الإقتصادي على حساب الحرية السياسية » وغيرها من الشعارات البراقة والتي مجّها التونسيون. إن « انتفاضة الفقراء » وما قدمته هذه الحركة الإجتماعية من شهداء وجرحى ومعتقلين قد أصابت السلطة في مقتل، حيث أبرزت بأن سلطة البورجوازية العميلة ومن ورائها الإحتكارات النهابة تلغي كل إدعائاتها الباطلة حول « حقوق الإنسان » و »إحترام الحريات » عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالحها ولو بالدم.لذا فإن جماهير الرديف وأم العرائس والمظيلة والمتلوي قد فندت خور ما يشاع عن « جنة » بن علي بالنضال والمقاومة لكافة أشكال الإقصاء والإستبداد. وإن غدا لناظره قريب.
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 8 أكتوبر 2008)
مستشفى قصرهلال الجهوي كوخ صحي تنعدم فيه الامكانيات وتكثر القطط السائبة الناقلة للأوبئة والأمراض السارية
مراد رقية لقد كان لي ومن حسن حظي بمناسبة مرض والدتي وفي ذات أيام احتفال بلدية اللون الواحد،بلدية التجمع الدستوري الديمقراطي بالستينية موعد مع احدى انجازات أوخيبات هياكل قصرهلال الغيورة على مدينتها ،المحاصرة والمتنكر لها ألا وهو الكوخ الصحي لمدينة قصرهلال الذي يكتفي بلعب دور وكالة شحن المرضى نحو المستشفى الجامعي بالمنستير؟؟؟ ويشعر المواطن الهلالي لدى حلوله بهذا الكوخ الصحي وبرغم المجهود المبذول من الاطار في معظمه بمهانته وقلة حيلته اذ هو مضطر للقبول بالأمر الواقع الرديء الماسخ الهالك للمريض المغلوب على أمره ولعائلته التي تضطر للبقاء في بهو الاستقبال لساعات في انتظار حلول سبارة النقل السياحي لمرضى قصرهلال المنتهكة حقوقهم،المعتدى على كرامنهم نحو القطب الصحي لمدينة المنستير؟؟؟ وتبذل ادارة المستشفى الغائبة عن الوعي،الراضية بالدون،المزدانة بالأعلام على غرار الشعب الدستورية التي لا تغني ولا تسمن من جوع مجهودا جبارا من خلال تحويل الكوخ الصحي الى مخبر شعاراتي تكثر فيه الشعارات الجوفاء والى مزرعة أو محضنة للقطط السائبة الكثيرة التجوال والتنقل عبر العنابر دون أن تضطر الى اقتطاع وصولات لقبولها في الكوخ الصحي وهي الناقلة بامتياز للأمراض وللأويئة وللجراثيم؟؟؟ ولا ندري ما اذا كان وصول أحد الأطباء رؤساء الأقسام الى عضوية اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي بعد حملة انتخابية وظف فيها المال السياسي بامتياز ورفع فيها شعاررفعنا الحصار بسبب الخلاف القائم بين المرشحين الرئيسيين للتصفيات،مرشح الجامعة غير المقيم،والمرشح الصحي أو المرشح البديل،لا ندري اذا ماكان كافيا وقادرا للمطالبة بوضع حد لهذه المهزلة أو الفضيحة الصحية التي تجمع بذكاء خارق بين قلة الامكانيات وحضانة القطط الصحية التي لا يوجد مثيلا لها بالمستشفى الجامعي بالمنستير ؟؟؟ ويشعر المريض الهلالي وعائلته وبعد الانتقال الى القسم الاستعجالي لمسنشفى المنستير الجامعي بمهانة مضاعفة لمعاملته كمواطن من درجة ثانية أو ثالثة فيفرض عليه الدفع حتى وان سمحت له أوراقه الثبوتية بعدم الدفع،ويضطر للانتطار مجددا وطويلا في فاعة الانتظار خصوصا اذا لم يكن له سند أو واسطة تعجل وتختصر الاجراءات ؟؟؟ ان المتطلع الى اللافتات النرفةعة في وسط مدينة قصرهلال بمناسبة الستينية وخاصة منها لافتة60 سنة من الانجازات ويتواصل التحديليقدّر بعد مروره بهذا الكابوس الصحي وهذه الوضعية المهينة البائسة والماسخة داخل هذا الكوخ الصحي المؤثث بالقطط الطليقة ثم بعد انتقاله الى عاصمة الولاية كذب وبهتان المسؤولين الاداريين والتجمعيين الذين يلبسون رباطات العنق الحمراء فبمتهنون كرامتنا من خلال الرضى بالدون وبهذا الواقع الرديء والقبول باحتضان القطط السائبة لضمان علاج مرضى مدينة قصرهلال وما جاورها من المدن والقرى في أحسن وأفضل الظروف الممكنة اذا كتبت لهم الحياة في هذه البيئة الوبائية تحت رعاية وزارة الصحة العمومية الحريصة على تحصيل الأموال بكل السبل والتعلات قبل الالنزام بواجباتها وتوفير حاجيات التمريض والعلاج مع ضرورة التفكير بصفة جدية في ابرام عقد مع جمعية الرفق بالحيوان لضمان علاج القطط السائبة بالمجان لتعاونها المتميز في نقل مختلف الجراثيم والأوبئة للمرضى المقيمين وللزائرين داخل هذا الكوخ الصحي المزدان بالأعلام وبالشعارات التي يجب تلقينها للمرضى ومطالبتهم بالقائها للسماح لهم بالمغادرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
السجن لصاحبة فندق بفرنسا رفضت استقبال محجبات
مسلمات فرنسا متمسكات بالحجاب باريس (أ ف ب) – أصدر القضاء الفرنسي حكمًا بالسجن مع وقف التنفيذ على صاحبة نزل صغير في منطقة فوج (شرق) بعد أن رفعت إحدى زبائنها شكوى ضدها؛ لأنها رفضت استقبالها ووالدتها لأنهما محجبتان. وحكمت محكمة الاستئناف الأربعاء في مدينة نانسي على صاحبة النزل بالسجن شهرين مع وقف التنفيذ، بحسب وكالة الانباء الفرنسية. وسترغم صاحبة النزل على دفع تعويضات بقيمة 500 يورو للمدعين بالحق المدني ويورو رمزي لرابطة حقوق الإنسان والرابطة الدولية لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية وحركة الصداقة بين الشعوب ومناهضة العنصرية. طالع أيضا: حظر الحجاب بمدارس فرنسا قد يطال الأمهات! وحكم على « إيفيت تروشليه » لرفضها استقبال حورية دمياتي ووالدتها في نزلها مع خمسة من أقاربهم بينهم مسن مقعد ورضيع لأنهما رفضتا خلع الحجاب. وخلال الجلسة التي عقدت في الثالث من أكتوبر قالت صاحبة النزل: « لم أرفض استقبالهما.. طلبت منهما خلع الحجاب في الأماكن العامة »، وهو ما نفته حورية دمياتي. ومنذ ذلك الحادث قررت تروشليه إغلاق النزل بحسب محاميها. وكانت المحكمة الابتدائية قد حكمت في أكتوبر 2007 على تروشليه بالسجن أربعة أشهر مع وقف التنفيذ بتهمة التمييز الديني وبدفع غرامة بقيمة 4400 يورو إلى المدعين بالحق المدني. وتحظر فرنسا منذ عام 2004 ارتداء الحجاب أو أي رموز دينية « ظاهرة » أخرى في المدارس الحكومية. وبرغم أن الإسلام هو الدين الثاني في فرنسا، وعدد المسلمين يزيد عن ستة ملايين نسمة؛ إلا أنهم يعانون من صورة ذهنية مغلقة لدى الفرنسيين تحكم في كثير من الأحيان تعاملهم مع المسلمين. وتعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل عدة أشهر بمحاربة ظاهرة الإسلاموفوبيا (الترهيب من الإسلام) عقب سلسلة من الاعتداءات استهدفت مقدسات للمسلمين بفرنسا في الآونة الأخيرة.
(المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 9 أكتوبر 2008)
اجتماع مجلس الوزراء: 17.2 مليار دينار ميزانية الدولة للسنة المقبلة
قرطاج (وات) ـ اجتمع مجلس الوزراء صباح الاربعاء بإشراف الرئيس زين العابدين بن علي ونظر في جملة من مشاريع القوانين واستمع بالخصوص الى بيان حول مشروع الميزان الاقتصادي لسنة 2009 وبيان حول التقرير السنوي المتعلق بأوضاع الشباب. ونظر المجلس في مستهل أشغاله في مشروع الميزانية العامة للدولة لسنة 2009 الذي تم اعداده بالاعتماد على النتائج المنتظرة لسنة 2008 وعلى الاهداف المرسومة بالبرنامج الرئاسي والمخطط الحادي عشر للتنمية. ويعكس مشروع ميزانية الدولة لسنة 2009 مواصلة مجهود الدولة الرامي لدعم التشغيل وتعزيز البنية الاساسية وحفز الاستثمار اضافة الى مواصلة سياسة دعم المحروقات والمواد الاستهلاكية حفاظا على القدرة التنافسية للمؤسسة والقدرة الشرائية للمواطن مع الحرص على المحافظة على التوازنات المالية الكبرى للبلاد في ظل مستجدات الظرف الاقتصادي العالمي الصعب المتسم بالتقلبات المتكررة خلال هذه المرحلة. ووفقا للفرضيات المعتمدة تكون التقديرات الجملية لميزانية السنة المقبلة في حدود 2،17 مليار دينار مع تسجيل نسق مرتفع للاعتمادات المخصصة للتنمية ومواصلة سياسة دعم المواد الاستهلاكية حيث سيخصص حوالي 850 مليون دينار لصندوق الدعم اضافة الى رصد منحة مباشرة لدعم منظومة المحروقات في حدود 890 مليون دينار. كما كان مشروع قانون المالية للسنة القادمة محل نظر المجلس بما تضمنه هذا المشروع من اجراءات واحكام قانونية مبوبة حسب المحاور الثلاثة التالية: ـ تعزيز القدرة التنافسية للمؤسسات ومزيد حفز الاستثمار وترشيد تدخلات شركات الاستثمار ذات رأس مال تنمية ومزيد توجيه هذه التدخلات نحو مناطق التنمية الجهوية. ـ تعزيز الاجراءات ذات الطابع الاجتماعي ـ دعم نجاعة المنظومة الجبائية في اطار احترام مقتضيات الشفافية والعدالة وبما يساهم في تنمية الموارد الذاتية لميزانية الدولة. مشروع الميزان الاقتصادي واستمع المجلس بعد ذلك الى بيان حول مشروع الميزان الاقتصادي لسنة 2009 استعرض افاق التنمية لسنة 2009 وما تتميز به من أهمية باعتبارها السنة المرجعية لاعداد الخطة التنموية القادمة. وتطرق البيان الى الرهانات المطروحة بالنسبة للسنة المقبلة والمتمثلة بالخصوص في تحقيق نسبة نمو أرفع وهو ما يتطلب مزيد دفع الاستثمار لاسيما في القطاعات الواعدة وذات القيمة المضافة العالية بما يمكن من تسريع احداثات الشغل بنسق يتلاءم مع تطور الطلبات. وابرز في هذا الصدد أن منوال التنمية المرسوم للسنة القادمة يهدف الى تحقيق نسبة نمو بـ0،6 بالمائة بالاسعار القارة مقابل 1،5 بالمائة منتظرة لسنة 2008 مع حصر نسبة التضخم في حدود 5،3 بالمائة بما يمكن من المحافظة على القدرة الشرائية للمواطن والرفع من القدرة التنافسية للاقتصاد واحداث 82 الف موطن شغل بما يحسن نسبة تغطية الطلبات الاضافية الى جانب دعم المكاسب الاجتماعية. وقد تضمن البيان عرضا حول الازمة المالية العالمية وتداعياتها. ويتضح من جملة البيانات والنتائج الحاصلة أن تونس قد توفقت بفعل سياستها التنموية المتكاملة التي تعتمد دعم النجاعة والتوفيق بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي الى ضمان توازناتها الكبرى الاقتصادية والمالية بما أكسب الاقتصاد الوطني مزيد القدرة على مجابهة التقلبات الخارجية. وأكد الرئيس زين العابدين بن علي على ضرورة متابعة تنفيذ مختلف السياسات والبرامج التي أذن بها مع احكام العمل على تجسيم التوجهات والخطط التي تم ضبطها لتحقيق الاهداف المرسومة في مختلف المجالات وخاصة منها ما يتعلق بالتشغيل ومزيد دعم القدرة التنافسية للاقتصاد داعيا الى تكثيف الجهود للمحافظة على التوازنات العامة. كما اوصى بمتابعة المستجدات على الصعيد العالمي وخاصة في الاسواق المالية الدولية للتوقي من انعكاساتها والحفاظ على سلامة الاقتصاد الوطني وتعزيز حركيته التنموية وفقا للاهداف المرسومة. خدمات الإتصال ثم نظر المجلس في مشروع قانون يتعلق بالموافقة على تعديل المادة 12 من الاتفاق المتعلق بالمنظمة الدولية للمواصلات بالاقمار الصناعية « أنتلسات » بغاية حماية المدارات الفضائية والترددات المرتبطة بها وتأمين خدمات الاتصال على الصعيد الدولي. كما نظر المجلس في مشروع قانون يتعلق بالموافقة على الاتفاقية الخاصة باستخدام المجاري المائية الدولية في الاغراض غير الملاحية وذلك في اتجاه ترشيد استغلالها وتكثيف التعاون من أجل تنمية متسعاتها المائية والمحافظة على محيطها البيئي من التلوث. ونظر المجلس اثر ذلك في مشروع قانون يتعلق بالموافقة على النظام الاساسي للمركز العربي للوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية الاخرى. ويهدف المشروع بالخصوص الى تعزيز قدرات الدول العربية في هذا المجال بدعم التعاون العلمي وتشجيع وتنظيم عمليات التكوين والبحوث والدراسات وتبادل المعلومات واستخدام التقنيات الحديثة. النقل الجوي ونظر المجلس من جهة أخرى في مشروع قانون يتعلق بالموافقة على اتفاقية النقل الجوي بين تونس والجماهيرية الليبية التي تعوض الاتفاقية المبرمة سنة 1973 وتهدف الى مواكبة التطورات التي يشهدها قطاع النقل الجوي وخاصة في مجالي السلامة الجوية وأمن الطيران المدني. الوضع الفلاحي ثم استمع المجلس الى بيان حول الوضع الفلاحي وانطلاق الموسم في ظروف طيبة. وفي اطار تدعيم الاحاطة بالفلاحين وتجسيم برنامجي « التوسع في الحبوب المروية وتحسين انتاجية القمح الصلب » تم تكوين فرق جهوية ومحلية لمتابعة وتأطير الفلاحين. كما استعرض المجلس النتائج المؤملة من قطاع زيت الزيتون والقوارص والنتائج المسجلة في قطاعات الاشجار المثمرة والتمور والخضر مشيرا الى التطور الحاصل في قطاع الفلاحة البيولوجية. أوضاع الشباب والتشغيل واستمع المجلس في الختام الى بيان حول التقرير السنوي المتعلق بأوضاع الشباب الذي يغطي الفترة المتراوحة بين جويلية 2007 وجوان 2008. وأبرز التقرير ما حظي به قطاع الشباب من عناية في مختلف المجالات مذكرا بالاجراءات التي كان الرئيس زين العابدين بن علي أذن بها بمناسبة الاحتفال بعشرينية التحول وفي مقدمتها تخفيض سن الانتخاب من عشرين سنة الى ثمانية عشر سنة واقرار 2008 سنة للحوار الشامل مع الشباب بالاضافة الى تنظيم استشارة وطنية حول التشغيل وضبط استراتيجية وطنية للشباب. وتضمن التقرير جملة من المحاور تندرج ضمن أولويات العمل الشبابي. ففي مجال تعليم الشباب وتكوينه سجل التقرير ارتفاع نسب التمدرس والنجاح بمختلف المؤسسات التعليمية وانخفاض معدلات الامية في صفوف الشباب اضافة الى تعصير مناهج التعليم وبرامجه واصلاح منظومة التعليم العالي. وفيما يتعلق بالتشغيل استعرض التقرير الاجراءات الرئاسية المتتالية التي ساهمت في احداث المزيد من مواطن الشغل وموارد الرزق وفي الترفيع في نسق احداث المؤسسات وتشجيع حاملي الشهادات العليا على التشغيل الذاتي. واستفاد خلال هذه الصائفة حوالي 500 الف شاب وفتاة من أبناء العائلات ذات الدخل المحدود ومتساكني الاحياء ذات الكثافة السكانية العالية وشباب المناطق الريفية والحدودية ببرامج الترفيه وأنشطة الوقت الحر الموجهة الى الشباب وارتفع عدد النوادي الثقافية والترفيهية والرياضية بالاوساط الجامعية الى 3179 ناديا استفاد منها أكثر من 103 الاف طالب. وبخصوص الحوار مع الشباب والاصغاء اليه أبرز التقرير الاقبال الكبير على منتديات الحوار المحلية بالاضافة الى عديد المنتديات القطاعية. وقد سجل الموقع الخاص بالحوار مع الشباب على شبكة الانترنات مشاركة أكثر من 175 الف زائر. وتأكيدا لما يوليه من عناية لمشاغل الشباب وتطلعاته أوصى رئيس الجمهورية بمزيد العمل على تطوير اليات الحوار مع الشباب والتعمق في تشخيص بعض الظواهر الشبابية واقتراح الحلول لها والاستئناس بالنتائج التي أفضى اليها الحوار قصد ضبط البرامج المناسبة لتجسيمها في اطار الشراكة مع كافة الاطراف المعنية ولاسيما مع مؤسسات المجتمع المدني. (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 9 اكتوبر 2008 )
منتدى دافوس يصنف تونس الأولى مغاربيا
وإفريقيا في مجال القدرة التنافسية الاقتصادية
تونس / 9 أكتوبر-تشرين الأول / يو بي أي: صنف منتدى دافوس الاقتصادي حول القدرة التنافسية الاقتصادية في تقريره السنوي 2008-2009، تونس في المرتبة الأولى مغاربيا وإفريقيا، والرابعة عربيا، والمرتبة 35 عالميا من أصل 134 دولة. ووفقا للتقرير الذي بثت الإذاعة الحكومية التونسية مقتطفات منه صباح اليوم الخميس، فإن أداء الاقتصاد التونسي يتقدم عدة دول أوروبية مثل البرتغال التي جاءت في المرتبة 43 ،وإيطاليا (49) واليونان (67 )،إلى جانب تميزه في محيطه العربي،حيث تقدم عدة دول مثل البحرين (37) وعُمان (38 ) والأردن (48 ) والمغرب (73) وسوريا (78) ومصر (81) وليبيا (91) والجزائر (99). وأشارت الإذاعة التونسية إلى أن هذا التقرير إعتمد في تصنيفه عددا من العناصر التي تتعلق المؤسسات والبنية التحتية وباستقرار الاقتصاد الكلي والصحة والتعليم الابتدائي والعالي والتكوين، إلى جانب تقنية الأسواق المالية والمهارة التكنولوجية وحجم السوق ومناخ الأعمال والتجديد. وعلى صعيد الأداء المؤسساتي،صنف منتدى دافوس في تقريره السنوي تونس في المرتبة 22، حيث جاءت في المرتبة الثانية في مجال التصرف في الأموال العامة ،والمرتبة 14 في مجال مناخ الثقة في أصحاب القرار، والمرتبة 15 في مجال شفافية قرارات الحكومة . كما حلت تونس في المرتبة 27 في مجال الصحة والتعليم الابتدائي والعالي والتكوين،وفي المرتبة 30 على مستوى نجاعة سوق الخدمات. أما على مستوى تعقد ممارسة الأعمال،فجاءت تونس في المرتبة الثانية إفريقيا بعد جنوب إفريقيا والثالثة في العالم العربي بعد الإمارات العربية المتحدة والكويت، وفي المرتبة 40 على المستوى العالمي . وكان البنك الدولي قد صنف تونس في تقريره السنوي حول مناخ الأعمال خلال العام الجاري، في المرتبة الأولى مغاربيا، والثالثة إفريقيا، والثامنة عربيا ،والمرتبة 73 عالميا من جملة 181 دولة. (المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 09 أكتوبر 2008)
السّطو على الكهرباء وسرقة أسلاكه: ظاهرة تتفاقم… وخسائر الـ«ستاغ» بالمليارات استرجاع 12 مليارا من المليمات في 9 أشهر سرقة أسلاك الكهرباء بلغت 4 مليارات في 3 أعوام
تونس ـ الصباح: تعددت في الآونة الأخيرة القضايا التي نظرت فيها المحاكم والمتعلقة بالسطو على الكهرباء واختلاس أسلاكه.. وهي ظاهرة ملفتة للانتباه.. وللاستفسار عن مدى انتشارها وعن كيفية ردع المخالفين وعن قيمة الخسائر الناجمة عنها اتصلت « الصباح » بمصادر الشركة الوطنية للكهرباء والغاز. وفي هذا الصدد أفادنا السيد خالد حمو مدير التوزيع بالشركة بمعطيات حول السطو على الكهرباء وأطلعنا السيد رشاد دغفوس رئيس المخبر المركزي عن معلومات تتعلق بسرقات الأسلاك الكهربائية.. وقال السيد حمو إن ظاهرة التحيل على عداد الكهرباء لاختلاس الكهرباء ظاهرة قديمة لكن لوحظ أنه منذ ثلاث أو أربع سنوات خلت تفاقمها بشكل لافت للانتباه.. وعن سؤال يتعلق بعدد عمليات الاختلاس التي تم التفطن إليها قال محدثنا: « بلغ عدد عمليات السرقة نحو 16 ألف عملية خلال الفترة الممتدة من غرة جانفي إلى موفى سبتمبر 2008 وخلال نفس الفترة استرجعنا من المختلسين ما قيمته 12 مليار من المليمات ». وبين أن عمليات السطو هذه موجودة أيضا في بلدان أخرى وهي تمثل في أوروبا نسبة 1 بالمائة وفي أمريكا اللاتينية 20 بالمائة وفي إفريقيا 25 بالمائة وكانت في تونس في حدود 1.5 و2 بالمائة لكن حينما تجاوزت هذا المعدل اتخذت الشركة التونسية للكهرباء والغاز إجراءات صارمة لتشديد الرقابة على المخالفين وكونت فرقا وطنية تتألف من خبراء في المجال وكلفتها بعمليات المراقبة على أن تتم هذه المراقبة وفقا لبرامج تضبطها هي بنفسها وليلة عمليات التفقد الفجئية التي تقوم بها دون أن تطلع أحدا عليها.. وتم تمكين هذه الفرق من المعدات الكافية التي تمكنها من الكشف عن عمليات التحيل.. وبين محدثنا أنه تم الشروع في تركيز عدادات رقمية الكترونية جديدة وبلغ عددها حاليا نحو 30 ألف عداد وميزة هذه الأخيرة أنها تمكن المراقبين من الكشف بسرعة عن كل تدخل يقع على العداد فمن خلال التجهيزات التي تتكون منها يمكن قراءة النتائج على الحاسوب.. كما تقرر تركيز هذه العدادات الجديدة في أسوار المنازل لتسهل مراقبتها نظرا لأن جل العدادات القديمة توجد داخل المنازل الأمر الذي كان يساعد الكثير من المتحيلين على رفع الحواجز التي يستعملونها لإيقاف العداد وتعطيل حركته كلما علموا بمقدم عون شركة الكهرباء والغاز. ولتكون عمليات المراقبة أكثر جدوى عملت فرق المراقبة على استخدام سيارات عادية لأنه تبين أن القراصنة يتفطنون إلى مقدم سيارة الشركة إلى الحي الذي يقطنون فيه فيسرعون في إزالة الحواجز التي وضعوها لإيقاف العداد.. وذكر أن الأعوان المكلفين بتسجيل قيمة الاستهلاك يراقبون العدادات أيضا لكن أصبح المتحيلون يعلمون مسبقا بموعد زيارات هؤلاء الأعوان فيوقفون في ذلك اليوم الحواجز التي وضعوها. فسارق الكهرباء يعلم مسبقا بموعد قدوم عون الشركة المكلف بتسجيل قيمة الاستهلاك لأن الشركة تبلغ الحريف بهذا الموعد في فاتورة الاستخلاص السابقة حتى يكون موجودا في منزله ويفتح الباب للعون.. فالإبلاغ بموعد الزيارة كان الهدف منه تسهيل مهمة العون لكن تم استغلال الأمر من قبل المتحيلين.. وللحد من هذه الظاهرة تقرر ألا يقع مستقبلا إلا تركيز العدادات الرقمية الالكترونية. سرقة الغاز الطبيعي لاحظ السيد خالد حمو أنه تم تسجيل عمليات سرقة غاز طبيعي أيضا وخاصة من قبل أصحاب المخابز وقد تفطنت الشركة على سبيل الذكر وليس الحصر إلى صاحب مخبزة وقد تزود بالغاز الطبيعي بمفرده من الشبكة.. وهو أمر خطير للغاية وكان بالإمكان أن يتسبب بذلك الصنيع في كارثة.. وبين أن عمليات المراقبة كشفت أن بعض أصحاب المصانع يسطون على الكهرباء أيضا كما تبين أيضا أنه وبعد أن كانت الظاهرة موجودة في المدن فقد تعددت حالات الغش المسجلة في الأرياف وحدث أن تم التفطن إلى أن جل سكان الحي يسرقون الكهرباء على غرار ما حدث في أحد قرى بنزرت. وعن كيفية ردع المخالفين قال السيد خالد حمو « خلافا لما يروجه البعض.. فنحن لا نسند خطايا للمتحيلين بل نعمل على تقدير قيمة الكهرباء التي تم السطو عليها وذلك من خلال العودة إلى الفواتير السابقة كأن ندرس فواتير سنتين أو أكثر إذا تعلق الأمر بمصنع مخالف وهي مؤشر يدلنا أولا هل هناك فعلا عمليات سطو أم لا على الكهرباء ويسمح لنا ثانيا بتقدير قيمة الخسائر التي تكبدتها الشركة بسبب عمليات السرقة وذلك بعد اجراء عملية معاينة ونضع في الاعتبار أن صاحب المسكن أشعل الأضواء طيلة اليوم وشغل المعدات الكهربائية التي يمتلكها طيلة اليوم. وتؤمن عمليات المعاينة عن طريق عون الشركة المختص والمحلف وعدل منفذ وخبير لدى المحاكم اختصاص كهرباء.. وبعد تقدير قيمة الكهرباء المسروق يتعين على المخالف خلاص الشركة وإذا امتنع يتم التنبيه عليه وإذا أصر على الامتناع تحال قضيته إلى المحاكم وقد نظرت هذه الأخيرة في كثير من القضايا وتراوحت مدة العقوبات بين سنتين وأربع سنوات سجنا.. وعن سؤال يتعلق بما كان للحريف الحق في استرجاع ماله من الشركة التونسية للكهرباء والغاز إذا اتضح أن عداده يسجل استهلاكا أكبر من قيمة الاستهلاك الحقيقي أجاب محدثنا أنه بالفعل يمكنه ذلك بعد ابلاغ الشركة التي ترسل عونا يعاين العداد باستعمال عداد آخر قصد مقارنة الاستهلاك بين العدادين وإذا لاحظ وجود فرق يتم تعويض الحريف.. اختلاس أسلاك الكهرباء وباستفسارنا عن معضلة سرقة أسلاك الكهرباء كشف لنا السيد رشاد دغفوس رئيس المخبر المركزي بالشركة التونسية للكهرباء والغاز أن الخسائر التي تكبدتها الشركة في ظرف ثلاث سنوات جراء سرقة أسلاك الكهرباء بلغت 4 مليارات.. وبين أن سرقة أسلاك الكهرباء تعد أيضا ظاهرة عالمية مثلها مثل سرقة أسلاك الشبكات الهاتفية وقد استفحلت هذه الظاهرة منذ أن ارتفعت أسعار النحاس والحديد على المستوى العالمي. وتعددت في تونس خلال السنوات الأخيرة عمليات سرقة أسلاك الكهرباء ولكن يستحيل على الشركة وضع مراقبين على كل شبكتها الكهربائية. ولاحظ أن هذه العمليات لا تخلو من خطورة إذ يقع سنويا تسجيل وفاة 8 أشخاص وهم بصدد سرقة الأسلاك.. وإضافة إلى الخسائر المادية والبشرية فإن عمليات سرقة الأسلاك تصاحبها انقطاعات النور الكهربائي على المتساكنين الذين تغطيهم الشبكة وهو ما يستوجب من شركة الكهرباء والغاز إعادة تركيز شبكة جديدة. وتكررت عمليات السطو خاصة في المناطق النائية البعيدة عن الأحياء السكنية والأنظار وكذلك بالمناطق الحدودية وعادة ما تتم في الليل. ودعا محدثنا رجال الأمن إلى تكثيف مراقبة تجار الخردة لأنهم هم الذين يقتنون الأسلاك المسروقة وطالب الجهات المختصة بتقنين تجارة الخردة. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 9 اكتوبر 2008 )
في المنيهلة: افتكّوهـا من خطيبها واغتصبوها أمامه
ذكرت الشاكية في قضية الحال عند تقدمها الى مركز الحرس الوطني بالمنيهلة خلال شهر جانفي من سنة 2007 انها بتاريخ الواقعة وفي حدود السابعة والنصف مساء رافقت خطيبها على متن سيارته للقيام بفسحة بفضاء تجاري كبير بالضاحية الغربية للعاصمة واثناء الطريق توقفا بجهة المنيهلة للتحادث في بعض المسائل الخاصة وبينما كانا متواجدين بالسيارة فوجئا بشاب يفتح باب السيارة وطلب سيجارة ولما اعلمه خطيبها انه لا يدخن توجه اليه بالقول ومعبرا له عن رغبته في مباشرة الجنس مع مرافقته ورغم اعلامه انها خطيبته الا ان ذلك الشاب اصر على موقفه مهددا اياهما بتشويه وجهيهما وتهشيم السيارة ورغم اشعاره بتعذر طلبه للحالة الصحية التي عليها ابدى لامبالاة واصر على مواقعتها ثم نادى شخصا حضر وقام بانزالها من الكرسي الامامي ووضعها بالكرسي الخلفي وواقعها وخطيبها يشاهد العملية ولم يستطع رد اي فعل باعتبار التهديد وبعد الانتهاء من فعلته اصر على قيادة السيارة رغم ممانعة خطيبها واجبر هذا الاخير الفتاة على الجلوس من الخلف بجانب صديقها فيما تولى هو قيادة السيارة وبجانبه الخطيب وانطلق بالسيارة يقودها بسرعة جنونية وتوجه نحو مجموعة من اصدقائه وعددهم اربعة امتطوا السيارة وفي الاثناء حصل اصطدام بحائط صغير انفتحت على اثره الابواب فاستغلت الفتاة الفرصة وفرت من المكان وعثرت على شاحنة يمتطيها ثلاثة اشخاص اعلمتهم بما تعرضت له فاقترحوا عليها نقلها الى مركز الحرس الا انها طلبت منهم نقلها الى مقر سكناها وذلك لحالة الخوف التي كانت عليها وبمجرد السير لمسافة قصيرة فوجئت بجملة الشبان يعترضون سبيل الشاحنة التي اجبر سائقها على التوقف وكان المظنون فيهم مسلحين بالحجارة وطلبوا من اصحاب الشاحنة انزالها ورغم محاولة اقناعهم بترك سبيلها الا انهم هددوهم بتهشيم الشاحنة ان لم تنزل حينها طلب منها احد الراكبين معها النزول واعلمها بمحاولته التمويه على الشبان حتى تتمكن من الفرار وبعد ان نزل رافقها لبضعة امتار التحقوا به وافتكوها منه وبعدها جردوها من ملابسها ثم واقعها البعض وفاحشها البعض الاخر. وبانطلاق الابحاث في القضية ألقي القبض على المتهمين وبعد التحرير عليهم احيلوا على انظار القضاء لمحاكمتهم من اجل تحويل وجهة شخص باستعمال التهديد واضافة تهمة مواقعة انثى غصبا باستعمال العنف لاثنين منهم وتهمة الاعتداء بفعل الفاحشة على شخص بدون رضاه لواحد منهما وشاب اخر. وتهمة مواقعة أنثى بدون رضاها لفرد اخر وقد مثل جميع المتهمين امام المحكمة الابتدائية وادينوا وتراوحت الأحكام بين 6 و12 سنة سجنا وباستئنافهم لهذه الاحكام مثلوا امس امام انظار الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف وقد تم تأخير النظر في القضية بطلب من الدفاع. ابوخالد (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 9 أكتوبر 2008 )
تونس: الأمن الغاني يفرج عن مرافق طبّي
لنادي النجم الساحلي احتجز عقب مبارة السبت
تونس- خدمة قدس برس أخلى الأمن الغاني أمس الأربعاء (8/10) سبيل مدلك نادي النجم الساحلي أنيس بن عياد بعد ثلاثة أيام من الاحتجاز بتهمة الاعتداء على موظف أمن غاني على هامش المباراة التي جمعت فريقه بنادي « اشانتي كوتوكو » بكوماسي في غانا. وكانت نهاية المباراة التي انتهت بالتعادل 2/2 قد شهدت أحداث عنف ذهب ضحيتها عدد من لاعبي النجم الساحلي الذين غادروا الملعب هاربين إلى فندق إقامتهم في سيارة شرطة. وعاد وفد النجم الساحلي إلى تونس الاثنين الماضي (6/10) مخلفا المرافق المحتجز، وروى أعضاء الوفد في تصريحات صحفية عند عودتهم حالة الفزع التي عاشوها مع نهاية المباراة ووقائع عن ضربهم بالحجارة والعصي من قبل جمهور منافسهم وعناصر الشرطة الغانية. وحمّلت هيئة النجم واللاعبون مسؤولية ما جرى لحكم المباراة البينيني « كوتوكو كودجا » الذي حرم النجم حسب شهادتهم من ضربات جزاء ومنح منافسهم ضربة جزاء أثارت احتجاجات كامل الفريق وأطلقت شرارة العنف في الملعب فضلا عن إضافة 16 دقيقة لعب بعد نهاية التوقيت القانوني للمباراة. وكانت هيئة النادي التونسي قد احتجت لدى الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم على تعيين الحكم المذكور الذي له سوابق سلبية مع عدة فرق تونسية. وأكّدت مصادر رياضية تدخل وزير الرياضة التونسي سمير العبيدي بالتنسيق مع وزارة الخارجية للقيام بالمساعي اللازمة لإطلاق سراح المدلّك أنيس بن عياد. وفتح التعادل الذي أحرزه النجم الساحلي آمالا كبيرة للفريق للمرور إلى الدور النهائي القاري خاصة بعد فوز نادي شبيبة القبايل الجزائري على مضيفه المريخ السوداني في نفس اليوم. وذلك في صورة فوزه في المباراة القادمة. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 9 أكتوبر2008)
الأزمة العالمية المالية: خور النظام الليبرالي وحاجة للبديل الإشتراكي
صـامد: ينتاب الكثير هذه الأيام شعور بالحيرة أمام ما يشهده العالم من تقلبات وعواصف مالية، لا سيما وأن وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة تتحدث بشكل متواصل ومكثف عن هذه الأزمة وتداعياتها على العالم. ويبدو أن الإهتمام المتزايد للإعلام بتفاصيل ما يقع ليس من سبيل الصدفة أو مجرّد « فقاعة إعلامية » ترنو من ورائها هذه الوسائل الإعلامية لكسب أكثر ما يمكن من « المريدين » في ظل المنافسة الحادة بينها. فلم تبخل عنا لا بالمحللين ولا بالمتابعين للشأن الإقتصادي والسياسي لمزيد تفسير وإستجلاء الحقيقة. وإنما يندرج في سياق مدى « خطورة » الأزمة المالية على الإقتصاد العالمي ذو النمط الليبرالي « المتوحش ». ومن الملاحظ أن ما يقدّم من تعليقات ونقاشات حول أسباب الإنهيارات الكبرى للمصارف وشركات التأمين الأمريكية وغيرها في البلدان الأوروبية وانعكاساتها القصيرة والبعيدة المدى على المنظومات الإقتصادية والإجتماعية لا يأخذ بعين الإعتبار آليات تحليل موضوعية وعلمية، فمحاولة البعض لفهم الأزمة وترويجه عادة ما يكون سطحي بحيث لا يلامس عمقها ولا يفكك جوهرها الإمبريالي. وربما تعد خطط « الإنقاذ » المقدمة من طرف الإدارة الأمريكية ومن بعض الدول الأوروبية دليلا قاطعا على الزاوية التي تريد مختلف الأنظمة من خلالها معالجة الأزمة الإقتصادية، فالنظام الإمبريالي وبكل بساطة يريد تحميلها للكادحين والمفقرين والمهمشين والشعوب المضطهدة عبر سياسة التقشف على حساب المرافق الحياتية الأساسية كالصحة والتعليم والسكن والنقل والتقاعد ومزيد إثقال كاهلهم بالضرائب والجباية. إن العاصفة المالية التي إنطلقت بإعلان إفلاس لشركات الرهن العقاري في أمريكا القلب النابض للإقتصاد الليبرالي الدولي وما سيلتحق بها من إنهيارات لقلاع مالية كبرى أصابت الجميع بالفزع والخوف وهو ما يحيلنا إلى مدى الترابط بين إقتصاديات البلدان والقائم لا على التعاون والتكامل وإنما على التبعية المطلقة للإحتكارات
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 8 أكتوبر 2008)
الحركات الإسلامية بالوطن العربي.. تونس نموذجا
عرض/منتصر حمادة كيف نشأت الحركة الإسلامية بتونس؟ وكيف تطور خطابها؟ وما هي العوائق التي جعلت الحركة الإسلامية لا تحتل مكانا سياسيا ضمن منظومة المجتمع المدني؟ وهل سقطت الحركة الإسلامية التونسية ضحية تسييسها؟ وما هي طبيعة تعاطي المجتمع التونسي مع الحركات الإسلامية؟ يمثل هذا العرض، كتاب « الحركات الإسلامية بالوطن العربي: تونس نموذجا » لمؤلفه الباحث التونسي اعليه علاني، محاولة جادة للإجابة عن مختلف الأسئلة المؤرقة المرتبطة بالتجربة الإحيائية (بتعبير رضوان السيد) في الحالة التونسية. جاء الكتاب موزعا على مقدمة ومدخل عام لدراسة الظاهرة الإسلامية والحركات الإسلامية بالوطن العربي تحديدا، وثمانية فصول تستعرض « كرونولوجيا » العمل الإسلامي الحركي في تونس، وأرفق ذلك بتقييم المؤلف تأسيسا على عدد كبير من المراجع والشهادات واللقاءات التي أجراها مع قيادات الحركة. يحصي المؤلف العديد من الأسباب التي تقف وراء ظهور الحركة الإسلامية في تونس، لعل أبرزها تبعات حركة العلمنة التي قادها الرئيس السابق الحبيب بورقيبة منذ الاستقلال، ونستحضر هنا من باب التذكير صدمة الحملة التي شنها بورقيبة ضد الصيام في رمضان، ويمكننا إضافة أسباب أخرى، منها تحجير كل الحركات السياسية، أي منع التعددية السياسية وتجميع كل المنظمات الشبابية تحت لواء الحزب الحاكم وإخضاع القيادة لإدارة الحزب باللعب على التناقضات داخل القيادات. بالنسبة لمأزق العلمنة، يتوقف الكاتب كثيرا عند نتائج تقليص نفوذ الزيتونيين، (نسبة إلى جامع الزيتونة) طلبة ومشايخ رغم كثرة عددهم مقارنة بعدد تلاميذ المدارس العمومية، على اعتبار أن التعليم الزيتوني لم يتأقلم مع المناهج البيداغوجية والعلمية الحديثة. كما أن مشايخ الزيتونة في بداية الحقبة الاستعمارية أفتوا بأن المطالبة بالدستور تعتبر خروجا عن الإمام الذي تجب له الطاعة، وجعلوا بالتالي الاستعمار أمرا مقبولا، ولو أن قراءة أخرى لعياش بن عاشور، تصب في التقزيم من تأثير « السبب الزيتوني »، مُلاحِظا أن تصفية المؤسسة الزيتونية لم تفض بالضرورة إلى ظهور الحركة الإسلامية، مُستشهِدا بالحالتين المغربية والمصرية، حيث لم يمنع وجود جامع القرويين وجامع الأزهر من صعود حركات إسلامية قوية موازية للمؤسسات الدينية الرسمية. ويسرد خمسة أسباب رئيسية تساهم في تفسير أسباب ظهور الحركة الإسلامية التونسية، وهي: التحولات الاجتماعية العميقة، اضطراب واختلال التوازن الطبقي، أزمة السكن والتضخم والبطالة، أزمة النظام في سنة 1969 (الإحالة هنا على فشل تجربة التعاضد التي كانت تقوم على اشتراكية قهرية، وتلاها انخراط السلطة الحاكمة في تجربة ليبرالية متوحشة)، وأخيرا اختلال توازن القيم الأخلاقية في المجتمع. على أن الإسلاميين يرون أن هناك سببا رئيسيا آخر في ظهور « الحركة الإحيائية »، ويتمثل في « طمس الهوية الإسلامية للمجتمع ونقل المثال الغربي بحذافيره دون مراعاة خصوصيات البلاد وتقاليدها ». المشكل الرئيسي بين الحركة الإسلامية والسلطة في تونس يتحدد إزاء طبيعة العلاقة بين الدين والدولة على غرار ما هو قائم في علاقة أغلب الحركات الإسلامية في الوطن العربي والعالم الإسلامي مع الأنظمة الزمنية الحاكمة ». يجزم المؤلف بأن المشكل الرئيسي بين الحركة الإسلامية والسلطة في تونس يتحدد حول طبيعة العلاقة بين الدين والدولة (على غرار ما هو قائم في علاقة أغلب الحركات الإسلامية في الوطن العربي والعالم الإسلامي مع الأنظمة الزمنية الحاكمة). فالإسلاميون كانوا ينادون في تلك الفترة بالدولة الدينية التي تطبق فيها الحدود الشرعية بحذافيرها، في حين أن السلطة في رأي الباحث بول بالطا اختارت منذ الاستقلال علمانية ليست في حالة قطيعة فكرية ومرجعية مع الإيديولوجية الإسلامية الحركية، بدليل وجود هذه العلاقة المتوترة مع المؤسسة ووصاية الدولة على الشعائر الدينية واستفادتها من الرموز الثقافية التقليدية، لتبرير الإيديولوجية الوطنية التي كانت تبحث عن موطئ وسط فضاء تقليدي، إن « أدلجة الإسلام خلال السنوات الأولى من الاستقلال، كانت أدلجة تستجيب لحاجيات أساسية وتعبوية يرتكز عليها النظام السياسي، لغاية فرض القيم الإسلامية ». أخطاء النظام البورقيبي مأزق الدولة الأكبر أنها حاولت أن تتعامل مع الدين من منظور تحديثي لا سلفي، وهو ما جعلها تدخل في صراع مع بعض الزيتونيين، وكان من نتائج حذف التعليم بجامع الزيتونة سدّ الآفاق العلمية والعملية أمام عدد كبير من الشباب الذي لا يتحدث إلا بلغة واحدة (العربية)، مما أجبر العديد من هؤلاء على الهجرة إلى المشرق العربي وخاصة إلى مصر لإتمام دراستهم. وكان من الطبيعي أن يُكنّ هؤلاء الشبان كراهية لبورقيبة ويتعاطفون مع كل الأفكار العربية والقومية وخاصة الناصرية. كما أن قطع العلاقات الدبلوماسية بين تونس ومصر في الستينيات أجبر عددا من هؤلاء الشبان على الهجرة من جديد، فاختار بعض منهم دمشق باعتبار أن بعض شُعبِها مُعرّبة تماما، وكان ضمن هؤلاء المهاجرين راشد الغنوشي الذي سيُصبِح بعد سنوات قليلة المسؤول الأول عن حركة ستُعرَف فيما بعد بـ »حركة الاتجاه الإسلامي » التي ستشهد أولى المحن في محاكمات 1981، في عز مرحلة الوجود شبه القانوني للحركة. واتسمت على الخصوص بغموض الجانب الإيديولوجي والتنظيمي في برنامجها، في رأي المؤلف، فـ »مشروع الحركة يرتكز على رفض لائيكية النظام البورقيبي دون تقديم بديل مجتمعي للحكم »، بتعبير الباحث الفرنسي فرانسوا بورغا ». الحركة الإسلامية التونسية استمدت قوتها من أخطاء النظام البورقيبي الذي تعامل مع المسألة الدينية بشكل اعتباطي وانتهازي، حيث أظهرت السلطة عداء مكشوفا للقيم الدينية، مما أثار حفيظة شق كبير من الرأي العام الذي تعاطف تلقائيا مع الحركة الإسلامية » لقد استمدت الحركة الإسلامية التونسية قوتها من أخطاء النظام البورقيبي (ويضيف المؤلف أيضا ما وصفه بالنفوذ المالي الكبير)، أو النظام الذي « تعامل مع المسألة الدينية بشكل اعتباطي وانتهازي، حيث أظهرت السلطة عداء مكشوفا للقيم الدينية، مما أثار حفيظة شق كبير من الرأي العام الذي تعاطف تلقائيا مع الحركة الإسلامية. والملفت للانتباه أن هذا التعاطف الكبير الذي حظيت به الحركة بين سنتي 1981 و1987 لم يتم تكريسه عمليا، حيث يأخذ المؤلف على الحركة الإسلامية سوء فهم طبيعة المجتمع التونسي الذي يمكن أن يتعاطف مع مجموعة منه مضطهدة لكنه لا يجازف بالتمرد بسهولة على السلطة القائمة، وهو ما أكده على الخصوص القيادي عبد الفتاح مورو. أخطاء « الاتجاه » و »النهضة » جانب المؤلف الصواب، منهجيا على الأقل، في معرض الحسم مع الأسباب الذاتية والموضوعية التي تقف وراء تواضع تأثير الإسلاميين التونسيين على المجتمع، فمرة يتحدث عن سببين (كما نقرأ في الصفحة 11)، ومرة يضيف سببا آخر في صفحة أخرى، قبل أن يتوقف عند سببين آخرين في موقع آخر من الكتاب (ص 250)، وهكذا دواليك، وإجمالا يمكن حصر أهم هذه الأسباب في النقاط التالية: ـ هناك أولا تبعات المقاربة الأمنية التي تبنتها السلطة مع الحركة الإسلامية، والتي توصف عند العديد من الباحثين بأنها استئصالية. ـ تبني إستراتجية العنف والتصعيد (تأسيسا على ما خلص إليه مؤتمر المنار في ديسمبر/كانون الأول 1986) ظنا من قياديي الحركة بأن ساعة الخلاص اقتربت، ولذلك حرضت الحركة قواعدها الطلابية على مضاعفة نسق المسيرات والمظاهرات العنيفة. ـ اعتماد الحركة طيلة فترة السبعينيات والثمانينيات على ازدواجية الخطاب (ديمقراطي وكلياني) والقيادة (سرية وعلنية) مما أثار العديد من التساؤلات لدى الرأي العام والمنافسين السياسيين، إذا أخذنا بعين الاعتبار موقف الحركة من قضية الديمقراطية واعتبارها مرحلة انتقالية لا خيارا إيديولوجيا إستراتيجيا مثلما ورد بالوثيقة السياسية المقدمة للمؤتمر الوطني الرابع للحركة. ـ من الأسباب المتداولة أيضا، اجتهاد الحركة في فرض بديلها المجتمعي من خلال الانغراس داخل النسيج المؤسساتي للمجتمع من معاهد وكليات وجمعيات ونقابات وحتى داخل الأحزاب بما فيها طبعا الحزب الحاكم، لولا أن البديل لم ير النور لافتقاد الحركة لخطة عمل واضحة ولبرنامج مفصل عدا ما هو موجود من تصورات عامة أو تبني خيار المواجهة والتصعيد. » من أخطاء الحركة الإسلامية في تونس تبني إستراتجية العنف والتصعيد في نهاية 1986 ظنا من قياديي الحركة أن ساعة الخلاص اقتربت، ولذلك حرضت الحركة قواعدها الطلابية على مضاعفة نسق المسيرات والمظاهرات العنيفة » ويستشهد الكاتب هنا بما صدر عن عبد الباقي الهرماسي من أن الحركة « حاولت أن تكون تونسية صرفة لكنها فشلت بسبب ثقل الانتماء للإخوان المسلمين وفي فترة لاحقة لصلاتها الوثيقة بحسن الترابي القيادي الإسلامي في السودان إلى غاية فترة التسعينيات ». من بين الأخطاء الأبرز التي ارتكبتها الحركة، ما أكده صلاح الدين الجورشي (القيادي السابق بالحركة والوجه البارز حاليا بالتيار الإسلامي التقدمي)، عن زرع جهاز أمني داخل أحشاء التنظيم، وهو ما اعتبره الشاهد « أهم الأخطاء التنظيمية والسياسية ». وبرر الجورشي ذلك بثلاثة أسباب: أولها ضعف الفكر الديمقراطي داخل الاتجاه الإسلامي، ثم عدم استيعاب القيادات للدرس الإخواني حيث انفجر لغم الجهاز الأمني الخاص، وأخيرا هيمنة عامل الخوف من أن يحصل للإسلاميين في تونس ما حصل للإخوان في مصر من تشريد وتعذيب. ويرتبط آخر الأسباب بتأثير التصدعات التنظيمية لقيادة الحركة سواء في الداخل أو في المهجر، مما يحيلنا على تقييم تجربة الخارج، حيث يلاحظ الكاتب أن التجربة لم تكن أحسن حالا إذ إنها أصبحت تمثل، في نظر بعض المقربين من الحركة (منهم على وجه الخصوص القيادي السابق احميدة النيفر)، « سلبية مضاعفة. فلا هي حققت تأييدا عربيا ودوليا ولا هي استطاعت إنقاذ جسمها التنظيمي من التفكك، وتركزت نضالاتها في فترة التسعينيات من القرن الماضي على مسألة الإفراج عن المعتقلين ». أما صلاح الدين الجورشي، فيرى أن « الإنجاز الوحيد الذي حققته مرحلة المهجر هو أن الحركة بقي لها رأس يدافع عنها، لكن السلبيات كثيرة أبرزها ضعف واضح في أداء الجهاز التنظيمي وانسحاب عدد هام من الكوادر ». صحيح أن الإسلاميين في تونس نجحوا في فرض خطابهم على بعض التيارات الاجتماعية التي تنتمي في معظمها للطبقة الوسطى أو لقطاع التلاميذ والطلبة، لكنهم مع ذلك لم يتجذروا في الأوساط العمالية رغم وجود بعض القياديين منهم في مواقع نقابية، مما يطرح تساؤلا حول مدى تفاعل الفئات الاجتماعية معهم. ترشيد الظاهرة الإسلامية مثلت نهاية الحكم البورقيبي منذ 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1987 مُتنفّسا كبيرا بالنسبة للإسلاميين الذين انخرطوا بتلقائية في مساندة حركة التغيير وعبّر الغنوشي صراحة عن تأييده لبيان 7 نوفمبر/تشرين الثاني الذي يحدد أبرز ملامح مرحلة ما بعد بورقيبة، والتي واكبت التحول لدى الإسلاميين أيضا، من « حركة الاتجاه الإسلامي » إلى « حركة النهضة ». وبعد ستة أشهر من إزاحة بورقيبة، خطت الحكومة الجديدة بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي خطوات هامة نحو نزع فتيل الأزمة، من خلال الإفراج عن معظم قيادات الاتجاه الإسلامي. ورغم ذلك، تم الدفع بـ »التشريك السياسي » للحركة من خلال مبادرات ثلاث، جاءت أولاها عبر دخول حركة النهضة للمجلس الأعلى للميثاق، مُمثّلة في شخص المحامي نور الدين البحيري، وجاءت الثانية عبر دخول الحركة المجلس الأعلى في بداية 1989 مُمثّلة في الرمز الثاني للتنظيم، عبد الفتاح مورو، قبل المحطة الأهم، وتمت عبر المشاركة في الانتخابات التشريعية لسنة 1989 التي لم تستثمرها الحركة بشكل جيد، بل عادت عليها بالوبال وأنهت عمليا ورسميا عقد الوفاق الذي كان بينها وبين السلطة من جهة، وبينها وبين العديد من القوى السياسية من جهة أخرى. » ترشيد الظاهرة الإسلامية بتونس مرتبط بجملة من العوامل الذاتية والموضوعية، منها إسراع القيادة الإسلامية بمراجعات فكرية، وتعميق التجربة والممارسة الديمقراطية في المجتمع » إذ اعتبرت الحركة أن الانتخابات كانت فرصة ذهبية لإبراز قوتها والتعريف بمبادئها من خلال الحملات الانتخابية، حيث وضعت كل ثقلها في الانتخابات ماديا وأدبيا وبشريا وسوّقت لخطاب تعبوي يعتمد على شعارات قديمة من قبيل التأكيد على أن الإسلام هو الحل. واعتبرت السلطة وبقية المجتمع المدني أن خطاب « النهضة » خطير وأن التزامها بالوفاق لم يعد له أساس من الوجود كما أن المتربصين بالحركة من داخل السلطة وجدوا في الاستحقاق الانتخابي الفرصة الملائمة لدق ناقوس الخطر، ليقرر الغنوشي بعد شهر من الانتخابات مغادرة البلاد، بعد أن طلب إذنا بالخروج لأداء فريضة الحج في مايو/أيار 1989، ومنذ ذلك التاريخ لم يعد إلى أرض الوطن. ويختتم المؤلف عمله بالتأكيد على أن ترشيد الظاهرة الإسلامية بتونس مرتبط بجملة من العوامل الذاتية والموضوعية، منها إسراع القيادة الإسلامية بمراجعات فكرية، تحدث عنها بعض قياديي « النهضة »، ومنها أيضا تعميق التجربة والممارسة الديمقراطية في المجتمع من خلال الحسم الجماعي في ثوابت تضمن حماية الدولة والمجتمع من أي اهتزازات.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 9 أكتوبر 2008)
النواب يطالبون برفع الحد الأدنى للأجر إلى 40 ألف دينار معركة »استيراد الخمور » تشتعل مجددا بين البرلمان والحكومة
عادت معركة »استيراد الخمور » بين نواب البرلمان والحكومة، أمس، إلى الواجهة، حيث طالب نواب حركة النهضة والإصلاح وحركة مجتمع السلم بوضع مادة مانعة في قانون المالية للسنة المقبلة لمنع استيراد الخمور. وتقدم نواب الإصلاح والنهضة والأحرار رسميا بمقترح إلى لجنة الشؤون المالية والميزانية للبرلمان، يتضمن إضافة مادة إلى مشروع قانون المالية، تنص على منع استيراد الخمور ومنع استيراد الكحول والمواد الكحولية، وحصر استيرادها للاستخدام الطبي والصناعي. وبرر نواب النهضة والإصلاح هذا المقترح بالآفات الاجتماعية الكبيرة المترتبة عن انتشار بيع واستيراد الخمور. وهي القضية ذاتها التي كانت قد أثارت، السنة الماضية، كثيرا من الجدل، عندما تمكنت الحكومة من تمرير المادة المتعلقة بالسماح باستيراد الخمور. وأكد النائب عن حركة النهضة، محمد حديبي، أن الكثير من نواب المجلس يساندون المقترح، فيما شدد محمد يسعد، رئيس كتلة حركة مجتمع السلم، على دعم كتلة الحركة بقوة مقترح نواب الإصلاح والنهضة بشأن منع استيراد الخمور من الخارج وتقليص إنتاجه في الجزائر. مشيرا إلى أن هذا الأمر مسألة مبدئية بالنسبة لكتلة الحركة. وفي سياق آخر، طالب عدد من نواب البرلمان، أمس، الحكومة برفع الحد الأدنى للأجر الوطني المضمون إلى 40 ألف دينار جزائري (أربعة ملايين سنتيم) ورفع المنح العائلية بما سيسمح للعائلات الجزائرية برفع قدرتها المعيشية وتحسين أوضاعها الاجتماعية. ووقع عشرة من نواب البرلمان بينهم نواب من حركة النهضة والإصلاح مقترح تعديل المادة 48 مكرر01 من مشروع قانون المالية للسنة المقبلة، يتضمن تجديد الأجر القاعدي للوظيف العمومي ورفع المنح العائلية وأجور مستخدمي الشبكة الاجتماعية ومستخدمي عقود ما قبل التشغيل. ويتضمن المقترح رفع أجور مستخدمي الشبكة الاجتماعية إلى تسعة آلاف دينار بدلا من ثلاثة آلاف دينار الحالية. فيما يقترح التعديل رفع منحة عقود ما قبل التشغيل إلى 15 ألف دينار، وإعادة النظر في المنحة الموجهة للطلبة الجامعيين. ويشير المقترح إلى أن الزيادات التي مست مؤخرا أجور إطارات الدولة والموظفين السامين مقارنة مع الزيادات الطفيفة للعمال والموظفين العاديين من شأنها أن تخلق هوة كبيرة بين الطبقات الاجتماعية والمستويات المهنية. (المصدر: صحيفة « الخبر » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 9 أكتوبر 2008)
اختطاف صاحب قاعة للحفلات بتيزي وزو
تعرض مواطن للاختطاف من طرف جماعة مسلحة، نهار أمس، بقرية أث لحسن بدوار حسناوة بتيزي وزو. عملية الاختطاف التي وقعت في حدود الساعة السابعة والنصف صباحا تعرض لها المواطن »ب. ع » وهو صاحب قاعة للحفلات ويبلغ من العمر 61 سنة، حيث اعترض المسلحون سبيله وأجبروه على مرافقتهم على متن سيارتهم. في حين ذكرت روايات أخرى أن عناصر الجماعة المسلحة توجهوا إلى مسكنه متنكرين وأخرجوه على أنهم يمثلون مصالح الأمن. وحسب ذات المصادر، فإن المختطفين اتصلوا بعائلته هاتفيا طالبين فدية قدرها ملياري سنتيم نظير إطلاق سراحه. وبهذه العملية يكون عدد حالات الاختطاف التي سجلتها ولاية تيزي وزو قد بلغ 33 حالة خلال السنوات الـ3 الأخيرة (المصدر: صحيفة « الخبر » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 9 أكتوبر 2008)