الخميس، 30 يونيو 2011

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNWS 11ème année, N°4055 du 30.06.2011  

archives : www.tunisnew .net


وات:الوزير الأول في الحكومة الانتقالية يلتقي رئيس حركة النهضة

بيان الهيئة السياسية لحركة التجديد

توضيح:حزب الإصلاح والتنمية يعلّق مشاركته في نقاشات الهيئة العليا

الحزب الديمقراطي التقدمي:بيــــان

حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي:بيــــان

رسـالة اللقـاء [56] حتى لا تسقط الثورة في خنادق العنف والاستفزاز

إعلام بعودة الشيخ محمد الهادي الزمزمي إلى تونس

الشروق:انسحابــات جديــدة.. غيابـــــات.. ودعـــوات لعـــودة «النهضــــة»

الشروق:خاص: هل تصمد «الهيئة» ؟

الشرق الأوسط:مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي: ننظر بجدية لاحتمال وجودنا في صف المعارضة لمّ الشّمل:دعوة وات:انتخابات المجلس التأسيسي: أضواء على رزنامة العملية الانتخابية بكل مراحلها .

إيلاف:الترخيص ل12 اذاعة خاصة بعد الثورة التونسية

الشروق:وزارة التربية تنتدب: 2000 معلّم أول و1345 قيّمـــا و1350 أستــــاذا

الشروق:الإفراج عن فهري الشلبي واستنطاق سامي الفهري على مدى أكثر من 12 ساعة

صلاح الدين الجورشي:رغم تحديات الثورة.. الإستقطاب الأيديولوجي يعود بقوة إلى تونس!

العربي الوسلاتي:بعد فضيحة محمد الطالبي على أمواج إذاعة « شمس آف آم »: من يتصدى لتجاوزات مؤسساتنا الإعلامية بعد ثورة الحرية..؟

الحوار.نت:وزارة الثقافة التونسية دعّمت مخرجة فيلم (لا ربي لا سيدي) بـ600 مليون ! ! !

محسن الزّغلامي:عن فيلم « لا اللّه، لا سيدي »: عمّ يتباكون؟

نورالدين فردي:الجدل حول فيلم « لا سيدي لا ربي » كان أولى بالحكومة فتح تحقيق للكشف عن ملابسات ما جرى

العربي القاسمي: نحي يدك عن مقدّساتنا:نحّي الكاميرا المتغرّبة العميلة ونحّي قلمك المسموم والمأجور والمشبوه عن مقدّساتنا ومكوّنات هويتنا.

زياد الهاني:بعد حادثتي «أفريكارت» وقصر العدالة حرية التعبير لا تتجزّأ.. وحمايتها مسؤولية الجميع.

خالد العقبي:أَفِينَا تكفيريون أم فِينَا كُفريون ملحدون؟!!!

عبد الله بن عبد الرحمان:تهافت المتهافت لطفي العماري

الناصر الهاني:حينما يصبح المثقـّف مَنْجَمًا للاغتراب

العدد الثاني من نشرة العمل الشعبي الاهلي والمدني

حصري من رويترز:أمريكا تستأنف الاتصالات الرسمية مع الاخوان المسلمين في مصر

الاخوان المسلمون في مصر يرحبون بفكرة الاتصالات الأمريكية


Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

تابعوا جديدأخبار تونس نيوز على الفايس بوك

الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141



الخميس, 30 جوان 2011 14:02 . .القصبة (وات) – مثل انسحاب حزب حركة النهضة من الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي والسبل الكفيلة بعودتها، محور اللقاء الذي جمع صباح الخميس في قصر الحكومة بالقصبة الوزير الأول في الحكومة الانتقالية الباجي قائد الس…بسي برئيس الحركة راشد الغنوشي. وأفاد الغنوشي في تصريح لـ (وات)  » لقد بينت للوزير الأول في الحكومة الانتقالية كيف ان الحركة استنفذت كل محاولات الاصلاح داخل الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة  » ملاحظا « ان الهيئة حادت عن مسارها الأساسي ألا وهو خدمة الموعد الانتخابي المحدد ب 23 جويلية القادم ». واضاف ان « هذه الهيئة منشغلة في الوقت الراهن بقضايا اخرى على غرار اصدار بيانات حول مسائل ثقافية او اعداد عهود وتشريعات هي من اختصاص المجلس التأسيسي ». كما تناول لقاء السبسي بالغنوشي العفو التشريعي العام والسبل الكفيلة بتفعيله عبر رفع المظالم وايصال الحقوق لأصحابها.
(المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ



اجتمعت الهيئة السياسية لحركة التجديد مساء الثلاثاء 28 جوان 2011 برئاسة الأمين الأول أحمد إبراهيم وتداولت في آخر المستجدات على الساحة السياسية. وقد أكدت الهيئة السياسية تنديد الحركة بأعمال العنف التي تقوم بها بعض المجموعات المتطرفة ضد الفنانين والمحامين وغيرهم ومطالبة السلط المعنية الأمنية والقضائية بالتصدي لهذه المجموعات لوضع حد لصنيعها المعادي للحريات الفردية والعامة.
كما أكدت تمسكها بحرية التفكير والتعبير والاجتماع وحرية المعتقد ورفضها لكل وصاية على الضمائر بمحاولات فرض المواقف والسلوكات مهما كانت مبرراتها، ودعوة كل القوى الديمقراطية للتجنّد للدفاع عن الحريات الفردية والعامة.
ومن جهة أخرى عبرت الهيئة السياسية عن تأييد الحركة للمسار الذي تمّ توخيه صلب الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي والذي يهدف إلى تقنين مرحلة الانتقال الديمقراطي وتوفير الضمانات القانونية لإجراء الانتخابات في ظروف الشفافية والموضوعية وتكافؤ الفرص بين المترشحين.
وفي هذا الإطار تدعو الهيئة السياسية جميع الفرقاء إلى الحوار والبحث عن التوافق وعدم مقاطعة أعمال هذه الهيئة وحلّ كل الإشكاليات بروح منفتحة وبنّاءة بعيدا عن أي انفراد الأغلبية بالقرارات من ناحية، وعن أي مطالبة بنوع من حق الفيتو من ناحية أخرى.
والهيئة السياسية لحركة التجديد إذ تعبّر عن اقتناعها بأن العديد من الانجازات تحققت على طريق إنجاح الانتقال الديمقراطي، سواء في المستوى القانوني أو التنظيمي أو في استمرار الدولة والمرافق العمومية، فإنها تلفت الانتباه إلى ضرورة تجنّب المزايدات العقيمة وافتعال التوترات، وإلى ضرورة البحث على التوافق في اتخاذ القرارات، للتغلب على المشاكل التي مازالت تعرقل المسار، مما يؤكد أهمية مساهمة كل القوى السياسية والنقابية والجمعياتية في محاصرة بؤر التوتر وتجاوز نقاط الخلاف، والتقدم بالمسار الثوري حتى نصل إلى انتخابات المجلس التأسيسي في أحسن الظروف التي تسمح بالتعبير عن إرادة الشعب عبر انتخابات حرّة ونزيهة.
تونس في 29 جوان 2011 عن الهيئة السياسية حاتم الشعبوني عضو أمانة الحركة

<  


توضيح

حزب الإصلاح والتنمية يعلّق مشاركته في نقاشات الهيئة العليا

تونس في 30/06/2011


اعتبارا لتحفظنا السابق على جدول أعمال الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة، ورفضنا تزكية سياسة الأمر الواقع وتكريس هيمنة أطراف أيديولوجية محددة، باستغلال حالة عدم التوازن في تركيبة الهيئة، ونظرا لتجاهل رئاسة الهيئة لمطالبنا المتكررة في فسح المجال لتعميق الحوار حول وضع الهيئة وأولوياتها في ظل قرار تأجيل انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، والبحث في صيغ إعادة الوفاق داخلها وإنهاء حالة التوتر التي صارت تصبغ نقاشاتها ومعالجة نسبة الغياب اللافتة في المدة الأخيرة. وحرصا على عدم الاصطفاف في حالة الاستقطاب التي تغذيها بعض الأطراف والتي نراها مضرة بمجتمعنا، قرّرنا في حزب الإصلاح والتنمية، مع انطلاق مناقشة مشروع مرسوم تنظيم الجمعيات، تعليق مشاركتنا في أية نقاشات أو المصادقة على أية قرارات أو بيانات تعرض في جدول أعمال الهيئة العليا، ونعتبر أنفسنا غير معنيين بها، باستثناء تلك المتعلقة بتفصيل الفصل 15 من القانون الانتخابي. مع مواصلة وجودنا بالهيئة وبذل الجهود اللازمة من داخلها وخارجها لمعالجة أسباب الأزمة غير الخافية التي تمر بها، حتى تكون الهيئة مواكبة لنبض مجتمعنا وما تعيشه بلادنا من تحديات أمنية واجتماعية واقتصادية من جهة، و حتى تضطلع بدورها في مراقبة أعمال الحكومة وما تتخذه من خيارات وقرارات، وفعل ما يلزم لتأمين المناخ السياسي الكفيل بإجراء انتخابات تعددية وشفافة في موعدها المقرر ليوم 23 أكتوبر القادم، وقبول جميع الأطراف المعنية بنتائجها.  
عن حزب الإصلاح و التنمية الأمين العام محمد القوماني

<



على اثر ما دار في الحوار الإذاعي بين السيدين عبد الفتاح مورو ومحمد الطالبي والذي بلغ درجة المس ولو عن طريق النقل من المكانة الجليلة للسيدة عائشة رضي الله عنها بما يصدم المشاعر الدينية للتونسيين فان الحزب الديمقراطي التقدمي:
– يدين بشدة كل ما من شأنه المس بالمقدسات والخروج عن اللياقة في التعاطي مع معتقدات الناس من أي طرف كان ومهما كانت مكانته العلمية أو الفقهية.
– يعتبر أن الشعب التونسي ليس في حاجة اليوم إلى إعادة اكتشاف ذاته أو مقومات هويته العربية الإسلامية التي كانت ولا تزال من أهم مرتكزات شخصيته الوطنية وأن حرية الرأي والتعبير لابد وأن تتقيد بآداب الحوار وتبتعد عن كل مظاهر الاستفزاز أو الاستخفاف بالمعتقدات.
– يدعو إلى عدم الانسياق وراء محاولة جر البلاد إلى متاهات التطاحن المذهبي وقطع الطريق أمام كل دعوات التطرف والانغلاق وتحصين البلاد ضد مظاهر العنف بالعمل على تحقيق أهداف ثورتنا في الحرية و الكرامة وطرح قضايا الانتقال الديمقراطي ومواجهة تحديات المرحلة السياسية و الاقتصادية والاجتماعية في مناخ ديمقراطي سليم يؤطر العملية السياسية ولا يزيغ بها عن أهدافها. تونس في 2011/06/30 عن المكتب السياسي

<



تدخل ثورة الشعب التونسي شهرها السادس في ظل مؤشرات تؤكد سعي أكثر من طرف لتحويل مسار الثورة إلى اتجاهات غير التي قامت من أجلها . لقد قامت الثورة لتكنس الاستبداد ولتحقق العدالة الاجتماعية و التنمية الجهوية المتوازنة، ولتمكن الفئات الضعيفة من حقها في العيش الكريم ..وهو ما يفسرها انطلاقها من الجهات المحرومة من التنمية والأكثر فقرا و خصاصة. إن حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وهو يتابع المشهد السياسي و الجدل حول استحقاقات الثورة ينبه إلى: 1- التضخيم المقصود للملفات السياسية موضوع خلاف بين مكونات المجتمع السياسي مما خلق حالة من الاحتقان..البلاد في غنى عنها في هذه المرحلة الدقيقة من المسار الانتقالي. 2- هذا التضخيم جاء على حساب عديد الملفات الاجتماعية التي تمس المواطن في حياته اليومية وخاصة في المناطق الداخلية التي مازالت تنتظر الالتفات إليها. 3- التهرب المقصود من مناقشة منوال التنمية والخيارات الاقتصادية المستقبلية للبلاد التي تعتبر مسألة مفصلية قامت من أجلها الثورة وهي المحدد للمستقبل الاقتصادي والاجتماعي لتونس. 4- إلى ارتفاع أسعار أغلب المواد الاستهلاكية إلى مستويات مرتفعة تثير القلق وجعلت تكاليف المعيشة في تونس أرفع بكثير مما كانت عليه قبل 5 أشهر.رغم أن تكاليف الإنتاج لم تشهد أي ترفيع في الفترة المذكورة لا من حيث الأجور ولا من حيث الطاقة والمواد الأولية وما يثقل كاهل المواطن ويدفع به إلى العجز في مجابهة حاجاته الأساسية. 5- يستغرب صمت الجهات الرسمية خاصة منها وزارة التجارة أمام الارتفاع المفاجئ لأسعار المواد المعيشية وعدم تدخلها لوضع حد له ومجابهة التجاوزات خاصة والشعب مقبل على شهر رمضان الكريم والمتبوع بالعودة المدرسية وما يتطلب ذلك من مصاريف إضافية. ويدعو حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الحكومة المؤقتة و كافة الأحزاب السياسية إلى الانتباه للملف الاجتماعي والاقتصادي و إعطائه المساحة اللازمة من خلال فتح حوار وطني حول منوال التنمية المستقبلي للبلاد الذي يمكن تونس من التخلص من التبعية. الأمين العام احمد الاينوبلي

<


رسـالة اللقـاء [56] حتى لا تسقط الثورة في خنادق العنف والاستفزاز


د.خالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr
مسار الثورة التونسية عجيب وغريب، وإن كانت الثورة لحظة تاريخية فارقة، وتميزا على أكثر من باب، عجيب في إطاره وفي فاعليه، حكومة مؤقتة ورئيس مؤقت وهيئة عليا لحماية الثورة مؤقتة والكل يسبح في شرعية الحاجة والضرورة والوفاق، بعيدا عن شرعية الصناديق والجماهير، استثناء يداعب الدوام ودوام يبحث عن صاحبه، مع مجلس تأسيسي زئبقي، يتباعد ظله كلما لامسنا أطرافه أو هكذا يُخَيَّلُ إلينا..
غريب أيضا هذا المسار، فهو مسار لحظي متداخل متشابك، تغلب عليه هيمنة النخبة وتململ الشارع أو تقوقعه، سياسوية تحكم بعضه، نرجسية وأنا يمسك جزء من حراكه، حسابات ضيقة وتنافس غير بريء أحيانا، يخلط الأوراق كلما ظننتَ أنها مرتبة، يقلب الطاولة كلما ظننتَها قائمة!!!
إطار متوتر على أكثر من باب ونافذة، تتفاعل مع رماديته مناخات متوترة كذلك، والطيور على أمثالها تقع، جماعة تلتقي في عرض سينمائي لا يحمل براءة يوسف ولا ذئبه، يتعرض إلى تعنيف ومواجهة…رأي وتصور واعتقاد يحمل استفزازا لهوية ومعتقد وقداسة يقابله البعض بالهراوة والفأس!
الكل مخطئون في حق ذواتهم وفي حق هذا الشعب وفي حق ثورته، الكل خاطئون وبنفس الدرجة، من استفز ومن عنًف، من استخف بالمشاعر والهوية وتربع على عرش الاستدراج والاستفزاز، ومن امتطى ظهر العصا، الكل يحمل على عاتقه هذه الصورة الكريهة والحزينة والمخيفة لواقع لا نحبه ولا نتمناه.
لا يمكن أن نبني تونس في إطار من التوتر والتوجس والاستفزاز والعنف اللفظي أو العنف المادي أو العنف الأيديولوجي، لا يمكن أن نضمن لتونس غدا أفضل ولغة الساعد والعصي هي الفيصل والحكم! إن الحرية جميلة، وباهظ ثمنها، لم تأتنا مخضبة بالحناء بل كانت معركة دماء ودموع، ولا يجب عبر بوابتها الثمينة الانحدار بها إلى مستنقعات الاستخفاف بمعتقدات شعب وهويته ورموزه ومقدساته، ولا يجب كذلك تسليمها إلى من ينصب نفسه وصيا على الناس يهوي بهراوته على من يخالفه الرأي والمعتقد.
إن الحوار هو المسلك السليم، والمنهج الأقوم في تعامل الأطراف، والكلمة هي زاوية المواطنة السليمة ولا يمكن لتونس أن تنجح في انتقالها الديمقراطي إلا عبر قنوات الاتصال المباشر بين كل شرائحها مهما شرقت أو غربت الآراء والتصورات والفرق، في ظل حرية مسؤولة و في إطار ثقافة الاختلاف والتعدد.
المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطيwww.liqaa.net

<


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الصادق الأمين

إعلام بعودة الشيخ محمد الهادي الزمزمي إلى تونس

يسرّ الأخ محمد الهادي بن مصطفى الزمزمي أن يُعلم كافة أحبّائه وأهله وإخوانه وأصدقائه – وخصوصا الذين ناشدوه إبلاغهم بموعد رجوعه إلى تونس – بأنه سيعود – إن شاء الله – إلى تونس ظهر يوم الأحد 3 جويلية 20011 وسيكون موعد الوصول إلى مطار تونس قرطاج على الساعة الواحدة والنصف بتوقيت تونس.
أخوكم الفقير لعفو الله ورحمته محمد الهادي بن مصطفى الزمزمي

<



تونس ـ «الشروق» علمت «الشروق» من مصادر مطّلعة أنّ أطرافا سياسية قرّرت مبدأ الانسحاب النهائي من الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي.
وأضافت نفس المصادر أنّ هذه الأطراف ستُعلن رسميّا عن هذه الانسحابات بعد أن اكتملت خلال اليومين الفارطين نقاشات بين قياداتها ومناضليها وهي تتّجه إلى التنسيق مع أطراف أخرى بغاية الضغط من أجل تصويب مسارات الهيئة وطرق وآليات عملها في خضم تتالي الانتقادات على وجه الخصوص لعدم حياد رئاسة الهيئة في إدارة الجلسات وتعبيرها عن مواقف سياسيّة خارج فضاء الهيئة مُنحازة إلى طرف سياسي بعينه يُنعتُ بأنّه الطرف المهيمن على تركيبة الهيئة وتوجّهاتها.
وكانت أشغال الهيئة قد عرفت ما يُشبه الفراغ في أعمالها لنهار أمس بعد الجدل الّذي حصل بخصوص إصدار بيان يهمّ الأحداث التي عرفتها قاعة «سينما أفريك آر» وقصر العدالة بالعاصمة بين قائل بأنّها ممارسات تستهدف حرية الإبداع ومتمسّك بالقول بأنّها أحداث تُعبّر عن مؤامرة تستهدف مسار الانتقال الديمقراطي وترمي إلى تعطيل الترتيبات المتبقية لموعد 23 أكتوبر القادم.
وقد جرت أشغال جلستي الصباح والمساء وسط غيابات واضحة وحالة من البرود والفتور، ممّا أعاد طرح أسئلة مُلحّة حول آفاق عمل هذه الهيئة في المستقبل. خالد الحداد (المصدر: جريدة « الشروق  » (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 جوان2011)

<



ناقشت الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي في جلستها صباح أمس المشروع الأخير للعهد الجمهوري الذي سيصادق عليه أعضاؤها في جلستهم الصباحية اليوم ورغم غيابها بسبب الانسحاب فإن «النهضة» كانت حاضرة في النقاش. وعلى صعيد آخر طالب عدد من الأعضاء رئاسة الهيئة بفتح نقاشات مع حركة «النهضة» ومحاولة إعادتها لحضور جلساتها معتبرين انه لا يمكن متابعة النقاش في المسائل المتبقية في ظل غياب أحد الأطراف. كما دعا البعض الى تمرير العهد الجمهوري للاستفتاء بعد المصادقة عليه ليصبح محل اجماع لدى الشعب التونسي بصفة عامة. واعتبر السيد عصام الشابي لدى مناقشته العهد الجمهوري ان المشروع الأخير تجاهل مسألة تجريم العنف المنظم في السياسة وإدراجه كبند في العهد. تجريم العنف ومن جانبها قالت السيدة عواطف زروق انه من بين أهداف العهد الجمهوري هو التقريب بين وجهات النظر معتبرة ان هناك تشتتا وأن صورة الهيئة في الخارج أصبحت مهزوزة وطالبت بعهد يضمن الوفاق. واقترح السيد مصطفى عبد الكبير حذف كلمة حداثة في الفصل الأول المتعلق بالهوية معتبرا ان الحداثة ليست جزءا من الهوية التونسية وأن الحديث عنها في الفقرة الثانية يكفي. كما طالب السيد عبد الكبير بإضافة جملة تجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني ولا تكتفي برفضه او مناهضته فقط. وفي اتجاه آخر قال السيد عبد اللطيف حدّاد ان العهد مرّ بسيرورة بين النقاش والصياغة وأن ذلك المسار دليل على ان الهيئة تعمل وتتقدم وتتواصل ومهامها مستمرة. ومن جهتها اعتبرت السيدة صوفية الهمامي ان كل طرف يثمن مساهمته في المراكمة التاريخية والنضالية للثورة وينفي ما قامت به بقية الأطراف كما اعتبرت ان العهد ينفي القيمة المدنية للمجتمع التونسي. وفي اتجاه آخر دعا الاستاذ عبد المجيد الشرفي الى إعادة مبدإ التوازن بين السلط. الاستفتاء وعلى صعيد آخر اعتبر السيد محمد عطية ان العهد الجمهوري بصيغته الحالية غير ملزم واقترح بأن يمرر الاستفتاء لكي يحظى بدعم أغلبية المواطنين ويصبح بذلك ملزما لكل الأطراف. وفي الاتجاه ذاته طالب السيد توفيق الجريدي الهيئة بالمصادقة على العهد ليصبح وثيقة تاريخية ذات قيمة. كما شهدت الجلسة مطالبة عدد من الأعضاء (صوفية الهمامي وعواطف زروق ومحمد عطية..) رئاسة الهيئة بفتح نقاش جدي مع حركة النهضة وإثنائها عن قرار انسحابها من الهيئة بما يخدم حالة الوفاق ويساهم في انجاح أعمال الهيئة. عبد الرؤوف بالي (المصدر: جريدة « الشروق  » (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 جوان2011)

<


مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي: ننظر بجدية لاحتمال وجودنا في صف المعارضة محمد نجيب الشابي لـ«الشرق الأوسط»: جاهـــــزون لـحُـكـم تـونــس


المنجي السعيداني  
قال أحمد نجيب الشابي، مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي التونسي، إن الحزب يسعى إلى حكم تونس لأول مرة في تاريخ البلاد، وإنه جاهز لأداء هذه المهمة الشاقة، مشيرا إلى أن الحزب التقدمي لا يسانده رجال الأعمال فقط؛ بل مجموعة من الأحزاب السياسية كذلك، وهو لن ينحاز في المستقبل لصالح طبقة اجتماعية على حساب أخرى. ولم يخف الشابي تخوفه من إمكانية عودة نظام دكتاتوري إلى الحكم في تونس، وقال إن «هذا ليس مستبعدا». وزاد قائلا بوضوح إنه يدعم النظام الرئاسي على الرغم من أن تونس عانت كثيرا من ذاك النظام، إلا أنه دعا كذلك إلى الحد من سلطات الرئيس حتى لا يعيد البلاد إلى الحكم نفسه بطريقة بن علي ومن قبله بورقيبة. ودعا الشابي، في حديث خص به «الشرق الأوسط» في تونس، حركة النهضة إلى تقديم برنامج سياسي واضح بعيدا عن التعبئة الأيديولوجية القائمة على أساس المشاعر الدينية، وقال إنه لا أحد «يعرف ما تخفيه (النهضة) للتونسيين إذا اعتمدت على الدين». واعتبر الشابي أن المشهد السياسي في تونس شهد تطورات إيجابية كثيرة بعد ثورة 14 يناير (كانون الثاني)، إلا أنه قال إن قائمة التحديات طويلة وعريضة. وحول انتخابات المجلس الوطني المقبلة، قال الشابي إن الحزب الديمقراطي التقدمي وضع احتمال الفوز في الانتخابات، ولكنه كذلك نظر بجدية لاحتمال وجوده في صف المعارضة، وهو يعتقد أن الديمقراطية في جوهرها ليست غير تداول السلطة. إلى ذلك، قال الشابي إن خطر تسرب الإرهاب القادم من وراء الحدود إلى تونس، لا يزال قائما، ودعا إلى اليقظة ومعالجته بعيدا عن الحلول الأمنية وعن طريق حلول بعيدة المدى تقضي على منابت الإرهاب في معاقله. وفي ما يلي نص الحوار: * ما تقييمكم للواقع السياسي في تونس؟ وما الذي تغير؟ وما المنتظر خلال الفترة المقبلة؟ – أعتقد أن المشهد السياسي في تونس شهد تطورات إيجابية كثيرة بعد ثورة 14 يناير وبالإمكان أن نقول إنه يتمتع بعناصر إيجابية جدا، فالتونسيون جميعا تمتعوا بالتغيير السياسي الحقيقي، كما أن الأحزاب السياسية تأسست دون قيود الماضي، والفضاءات العمومية أصبحت مفتوحة أمام التونسيين، وهناك قانون انتخابي وهيئة عليا مستقلة للانتخابات، وتم تحديد موعد نهائي لتلك الانتخابات. * لكن الوضع الاقتصادي والاجتماعي لا يبدو «ورديا»؟ – هذا صحيح، فقائمة التحديات طويلة وعريضة وأهمها على الإطلاق الركود الاقتصادي؛ فنسبة النمو لن تزيد على نصف نقطة بعد أن كانت في حدود خمس نقاط، كما أن البطالة ارتفعت بنسبة 50 في المائة وربما تصل في بعض الجهات إلى المائة في المائة. ونلاحظ أن الشباب بدأ يفقد صبره، وهناك ظواهر توتر بدأت ترجع إلى الساحة هنا وهناك، ولكنها لا ترقى إلى مستوى تهديد الاستقرار في البلاد. هذا الوضع تمليه عملية الانتقال إلى الديمقراطية ولا بد من إعادة عنصر الثقة للمستثمرين، وإعادة بريق الأمل للفئات الشابة عن طريق العبور إلى انتخابات 23 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وتمثيل الشعب بحكومة شرعية قادرة على إيجاد حلول عملية لمثل هذه التحديات. * نبهت خلال أواخر حكم بن علي إلى مجموعة من التخوفات كانت تهدد تونس، هل تلك التخوفات ما زالت قائمة؟ – بالفعل بين سنوات 2007 و2009 قلت إن البلاد مقبلة على وضع قد يكون مأساويا، ولكن النظام السابق لم يكن يستمع لأحد. ولكنني في الحقيقة لم أكن أتوقع أن تتحول تلك الهزات إلى ثورة سياسية عارمة، وبعد حدوث التغيير ليس هناك خشية كبيرة مما ينتظر البلاد، فمعظم المعطيات إيجابية. * ولكن التخوفات قائمة حتى الآن وهناك تخوف من عودة الدكتاتورية بعباءة أخرى؟ – أن يعود نظام دكتاتوري إلى الحكم في تونس، فهذا ليس مستبعدا، ولكن عوامل تعطيل الحياة السياسية انتفت حاليا، والعقبة الكأداء، حسب رأيي، هي رؤية التونسيين للوضع السياسي وضرورة اختيار أفضل من يمثلهم في مختلف المحطات السياسية حتى لا يقع التغرير بأحد عن طريق الشعارات البراقة والأماني المعلقة. * معظم استطلاعات الرأي تضع الحزب الديمقراطي التقدمي في مواجهة انتخابية مع حركة النهضة، كيف تنظرون لهذه المنافسة، وهل هناك حوار بين الطرفين؟ – حزبنا يؤمن بحق حركة النهضة في العمل السياسي، وأنا بالفعل سعيد لأن كل الفرقاء عادوا للنشاط السياسي من جديد. ولكن مستقبل تونس يجب أن يكون مبنيا على مشروع ديمقراطي له مشروع مجتمعي يحافظ على مكاسب التونسيين، ويتسم بالوسطية والاعتدال، وقائم على اقتصاد السوق. والحزب الديمقراطي التقدمي يريد أن يعزز العدل عن طريق مشروعه المجتمعي الديمقراطي، وأن يحقق التوازن في التنمية والتوزيع العدل للثروات بين التونسيين، والمحافظة على مكاسب التونسيين من صحة وتعليم.. كل أفكار إدارة الدولة التونسية لخصناها في برنامج الحزب الذي يتضمن 120 نقطة، وسيتأكد معظم التونسيين أنه الحزب يعمل لصالحهم. * ولكن حركة النهضة تتبنى الأفكار نفسها، وتنادي بالمبادئ نفسها، وهي قوة انتخابية على مستوى مناطق عديدة في تونس، فكيف سيقع الحسم حسب رأيك؟ – على حد علمي، لم تقدم حركة النهضة حتى الآن برنامجا سياسيا واضحا، ولكن في مقابل غياب البرنامج، رأيت تعبئة آيديولوجية على أساس المشاعر الدينية، وهذا يقلقني؛ فالدين في تونس ليس محل خلاف، والتونسيون كلهم يريدون أن يعيشوا دينهم. أما تجنيد الناس في الحقل السياسي على أساس ديني، فهذا ما لا ترتضيه كل الأحزاب السياسية في تونس. نحن نعلم أن كل حزب سيكون له برنامج دولة، والدولة قوة إكراه، فما الذي تخفيه النهضة للتونسيين إذا اعتمدت على الدين؟ * هل تتوقعون أن تُـكـره النهضة التونسيين على سلوكيات معينة إذا فازت في الانتخابات؟ – ما نخافه حقيقة في تونس هو أن يتحول الدين إلى موضوع خلاف بين التونسيين، ونحن نعرف أن باب الاجتهاد موجود في الدين، وهو ليس حكرا على أحد، وكل الأمور يمكن حسمها عن طريق الحوار. ولكن المخيف أكثر أن تستعمل حركة النهضة قوة الإكراه، وأن تحمل الناس على أن يأتوا وأن لا يأتوا أشياء في حياتهم الخاصة، ونحن نعلم أن مثل هذه المغامرة سبقتنا إليها دول أخرى ولم تسجل نتائج إيجابية. * دعا العديد من الوجوه السياسية إلى خلق تحالفات سياسية خلال انتخابات المجلس التأسيسي، ما رأيكم في هذه الدعوة؟ – تبقى التحالفات السياسية على أساس التقاطع في المشاريع السياسية، مطلوبة خلال المرحلة المقبلة، ولكن علينا أن نفتح أبواب المنافسة بين أكثر من تيار سياسي، وأن نذهب في اتجاه الأغلبية. نحن لا نخفي أن حزبنا يسعى إلى الحكم وبكل مسؤولية، ونحن جاهزون لهذه المهمة الشاقة. * تتحدث من منطق يقترب من حسم الأمور لصالح حزبكم، ما المؤشرات التي بنيتم عليها مثل هذه التوقعات؟ – نحن لم نقل إن الأمور محسومة، ولكننا نعتمد على مجموعة من المعطيات المهمة التي تميل الكفة لصالح الحزب الديمقراطي التقدمي. فعدد كبير من رجال الأعمال التونسيين أصبحوا اليوم يراهنون على الحزب وهم يرون أنه قادر على المحافظة على النمط المجتمعي الذي يريدون، وبإمكانه رعاية المصالح الكبرى لتونس. ونحن نقر أن حزبنا حزب وطني يخدم الشعب التونسي في المقام الأول، ويدرك مدى الصراع القائم حول تقاسم الثروة، وبالتالي سيعمل من أجل الحوار لتحقيق العدالة الاجتماعية. إن الحزب التقدمي لا يسانده رجال الأعمال فقط؛ بل مجموعة من الأحزاب السياسية كذلك، ولن ينحاز في المستقبل لصالح طبقة اجتماعية على حساب أخرى. * يبدو أن مشاركتكم في حكومة محمد الغنوشي مكنتكم من التدرب على ممارسة الحكم.. – بالفعل، المشاركة في حكومة الغنوشي مباشرة بعد الإطاحة بنظام بن علي، أظهرت أن الحزب كان مستعدا لتحمل المسؤولية، وجاهزا للقيام بأعباء الحكم. واكتشف الشعب خلال 45 يوما من تسيير أمور الدولة في ظروف قاسية وجوها سياسية تستأهل الثقة، وقد أسهمت تلك الفترة في تحول الحزب إلى أهم حزب سياسي ديمقراطي خلافا لمنافسينا الذين هاجموا الحزب، وحاولوا أن يعطلوا اجتماعاتنا، ولا شك أن الزمن تجاوز الكثير منهم. * أثارت الحملة الانتخابية التي قام بها الحزب عن طريق المعلقات الضخمة الكثير من التساؤلات حول مصادر تمويل الحزب والطريقة الجديدة في تسويق برامج الحزب، ما ردكم على تلك الاتهامات؟ – بالفعل فوجئت الساحة السياسية بالسرعة القصوى التي اعتمدها حزبنا في التعريف بنفسه وببرامجه المختلفة، فكان رد البعض متشنجا، والحال أن الأحزاب مطالبة باستغلال كل وسائل الاتصال الممكنة. الطريقة التي اعتمدناها مبتكرة، وهي ناجحة في العالم الغربي. ولكن المهم في الموضوع هو أننا اعتمدنا على إمكاناتنا الذاتية، وهي إمكانات تونسية محضة، ولم نتلق أية أموال من أي طرف كان. وأنا في باب المال السياسي لا أتهم أي حزب من الأحزاب، ولا علم لي بأية أشياء تدور في الكواليس. * كثرة الأحزاب هل تقلقكم؟ – هي مسألة طبيعية، فبعد كبت سياسي دام أكثر من 50 سنة، لا بد أن نشهد تلك الطفرة العجيبة من الأحزاب، ولكنني أعتقد أن الانتخابات المقبلة ستعيد الأمور إلى نصابها، وتعرف كل الأحزاب حقيقة حجمها على مستوى الناخب التونسي. * ما النظام السياسي الذي يدعو حزبكم إلى تبنيه خلال المرحلة المقبلة؟ – أنا أدعم النظام الرئاسي على الرغم من أن تونس عانت كثيرا من النظام الرئاسي الذي تحول مع مرور السنوات إلى نظام «رئاسوي»، لذلك لم يكن لدينا في يوم ما نظاما رئاسيا، ومنذ استقلال تونس سنة 1956 ونحن نعاني من نظام الحكم الفردي، والنظام الرئاسي منا براء. إننا ندعو إلى نظام يحترم السلطات ويفصل بينها، وإلى توازن في الحكم المعتمد على المراقبة المتبادلة، وأن تسهر السلطات القضائية على علوية الدستور. نتمنى مثل هذا النظام لتونس. أما بالنسبة للنظام البرلماني، فنخشى أن يكون مدعاة لعدم الاستقرار، لذلك نميل للنظام الرئاسي عبر مجالس منتخبة على مستوى كل الدوائر مع الحد من سلطتي الرئيس والبرلمان. * تمسكتم في البداية بموعد 24 يوليو (تموز) المقبل لإجراء انتخابات المجلس التأسيسي، ثم اضطر حزبكم للتسليم بتأخيره.. هل تخشون خوض الانتخابات خلال هذه الفترة؟ – لاحظنا أن بعض القوى السياسية تحاول تأخير الانتخابات كلما اقترب موعد إجرائها، وهو ما اعتبرنا أنه يهدد أمن البلاد واستقرارها. كنا نود إجراء الانتخابات في موعد 24 يوليو، وتجاوبنا مع حركة النهضة في هذا المجال، وكنا تجاوبنا مع المصلحة الوطنية عندما تمت الدعوة لتأجيل الانتخابات، ونتمنى أن لا تظهر عوائق جديدة أمام إحدى المحطات الانتخابية المهمة في تاريخ تونس. * بصراحة، هل تخافون من قوة حركة النهضة؟ – نحن حزب جاد يهدف في المقام الأول إلى نيل أغلبية الأصوات، وإن كان القانون الانتخابي الذي تمت المصادقة عليه لا يسمح بذلك. ولكننا نقبل بإرادة الشعب مهما كانت. ولن نكون ديمقراطيين إذا لم نقبل بنتائج الانتخابات مهما أفرزت لقيادة البلاد. ونحن في حزبنا وضعنا احتمال فوزنا في الانتخابات، ولكننا كذلك نظرنا بجدية لاحتمال وجودنا في صف المعارضة، وسنلعب دورنا الديمقراطي كاملا، وفي كل الأحوال، نعتقد أن الديمقراطية في جوهرها ليست غير التداول على السلطة. * تابعت أداء الحكومتين (حكومة محمد الغنوشي والباجي قائد السبسي)، ما تقييمكم لأداء هاتين الحكومتين؟ – في حدود 45 يوما من انضمامي لحكومة الغنوشي بعد الإطاحة بنظام بن علي، تمكنا من تحقيق العديد من المطالب العالقة؛ من بينها تحرير المساجين السياسيين، والعفو العام منذ الاستقلال، وتعقب المسؤولين عن قمع المتظاهرين، وتحرير الأموال المنهوبة، وفتح حرية الاجتماع والتظاهر، ووضع آليات مراجعة القوانين، ودعوة المؤسسات الدولية لمراقبة عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد. وتحقيق هذا الكم الهائل من المكاسب في وقت وجيز ليس بالأمر الهين. أما بالنسبة لحكومة قائد السبسي، فقد تسلمت الملفات في ظل أزمة سياسية وتوترات اجتماعية وسياسية واختلال أمني. وأظنها نجحت في التهدئة وتمكنت من التفاهم مع الاتحاد العام التونسي للشغل، وأحدثت لجنة تحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي، كما أنها أعادت بناء قوات الأمن، ومكنت الدولة من استرجاع جانب مهم من هيبتها، ولم يسجل خلال الفترة الماضية إعلان أي مستثمر أجنبي عن مغادرة البلاد، لذلك لا يمكن أن يكون تقييمنا إلا إيجابيا في ظل هذه التجربة. * لجأ النظام السابق إلى «فزاعة» الإرهاب للسيطرة على التونسيين، هل ما زالت هذه الفزاعة صالحة بعد قبول التيارات الإسلامية المتهمة بالعنف بواقع التعايش السياسي مع بقية التيارات السياسية؟ – لا بد أن نقر بأن خطر تسرب الإرهاب القادم من وراء الحدود إلى تونس، لا يزال قائما، فالجزائر لم تسيطر على الظاهرة بالكامل، كما أن الوضع في ليبيا قد يفتح الباب على كل الاحتمالات، وبالإمكان أن تمتد الظاهرة إلى تونس. وأعتقد أن ظاهرة العنف في تونس بدأت تفقد أسبابها، فالشعب التونسي وجد طريقه إلى التغيير السلمي، وذهب الاضطهاد، وحلت الحرية محله، فما الذي سيدفع التونسيين مجددا لاستعمال العنف في التغيير السياسي؟
في تونس، المناخ السياسي لن يكون مواتيا لرجوع مثل تلك الظواهر المقلقة، وأعتبر أن اتجاه منطقة المغرب العربي ككل سيكون مغايرا، فلا مكان فيها للإرهاب والعنف، حيث إن كل التجارب أظهرت أنهما لا يوصلان إلى أية حلول. ومع ذلك، تبقى اليقظة ضرورية، وأن تكون المعالجة بعيدة عن الحلول الأمنية، وعن طريق حلول بعيدة المدى تقضي على منابت الإرهاب في معاقله.
(المصدر: « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) بتاريخ 30 جوان 2011)

<



على اثر الاعتداءات بالعنف التي تعرض لها منظّمو التظاهرة الثقافية نحيّ يدّك على مبدعينا والمشاركون فيها يدعوكم لمّ الشّمل إلى حضور اللقاء الصحفي الذي ينظمه يوم الجمعية 1 جويلية 2011 على الساعة العاشرة صباحا بقاعة التياترو-المشتل- تونس شارع أولاد حفّوز عن لمّ الشّمل عبد العزيز الباسطي للاتصال: 989864439

<



تونس (وات) – أعدت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات خلال جلستها المنعقدة يوم 17 جوان 2011، الرزنامة المتعلقة بانتخابات المجلس الوطني التأسيسي والتي تضبط مختلف مراحل العملية الانتخابية بداية من الشروع في تسجيل الناخبين وصولا إلى الاقتراع يوم 23 أكتوبر 2011. ويذكر أن الهيئة العليا تتولى الإعداد للإنتخابات والإشراف عليها ومراقبة العمليات الإنتخابية وذلك عملا بأحكام الفصل الرابع من المرسوم عدد 27 لسنة 2011 المؤرخ في 18 أفريل 2011 المتعلق بإحداث هذه الهيئة. وقد ضبطت الهيئة المركزية للهيئة العليا المستقلة للانتخابات، عملا بأحكام الفصلين 3 و6 من المرسوم عدد 35 لسنة 2011 المؤرخ في 10 ماي 2011 المتعلق بانتخاب المجلس الوطني التأسيسي، آجال بداية ونهاية تسجيل الناخبين التونسيين بتونس والخارج كما يلي: 1-انطلاق عملية التسجيل: تنطلق عملية تسجيل الناخبين بمكاتب التسجيل يوم 11 جويلية 2011 على الساعة الثامنة صباحا إلى غاية 2 أوت 2011 على الساعة السادسة مساء مع إمكانية إصدار قرار في التمديد في آجال التسجيل وتغيير أوقات فتح المكاتب. كما تتولى الهيئة العليا ضبط مواقع مكاتب التسجيل بتونس وتعلم بها العموم في حين يتم تسجيل التونسيين الناخبين بالخارج بمقرات السفارات والقنصليات التونسية. 2-الإعلان عن حلول آجال تعليق القائمات: ينطلق تعليق قائمات الناخبين المحينة بمرجع نظرها ترابيا (مقر البلدية أو المعتمدية أو العمادة أو مقر البعثة الديبلوماسية أو القنصلية) بداية من 20 أوت 2011 وإلى غاية 26 أوت 2011 كما تنشر قائمات الناخبين في نفس الآجال بالموقع الالكتروني للهيئة. 3- الإعلان عن حلول آجال الطعون في القائمات: تتطابق آجال تقديم مطالب الاعتراضات على قائمات الناخبين المحينة وانتهائها مع آجال تعليق قائمات الناخبين وانتهائها. 4-صدور الأمر بدعوة الناخبين: يصدر الأمر بدعوة الناخبين في أجل أقصاه يوم 23 أوت 2011 5-آجال إيداع التصاريح في ترشح القائمات: تفتح بمقرات الهيئات الفرعية للانتخابات السجلات الخاصة بقبول تسجيل التصاريح في ترشح القائمات بداية من 1 سبتمبر 2011 على الساعة الثامنة صباحا إلى يوم 7 سبتمبر 2011 على الساعة السادسة مساء وذلك كل يوم دون انقطاع. 6-آجال التسجيل الاستثنائي: تفتح عمليات التسجيل الاستثنائي بمقر كل هيئة فرعية بداية من اليوم الموالي لختم عملية التسجيل العادية إلى غاية يوم 12 أكتوبر 2011 على الساعة السادسة مساء. 7- الإعلان عن قائمة ومواقع مكاتب الاقتراع: تعلق الهيئة العليا بمقرات الهيئات الفرعية والمعتمديات ومكاتب العمد والبلديات قائمة ومواقع مكاتب الاقتراع في أجل أقصاه 15 أكتوبر 2011. 8- آجال بداية ونهاية الحملة الانتخابية: تبدأ الحملة الانتخابية يوم 1 أكتوبر 2011 وتنتهي يوم 21 أكتوبر 2011. 9- آجال اعتماد الملاحظين وممثلي المترشحين ونوابهم: تتولى الهيئة العليا قبول مطالب اعتماد الملاحظين بداية من يوم 11 جويلية 2011 على الساعة الثامنة صباحا إلى غاية 19 أكتوبر 2011 على الساعة السادسة مساء. وتتولى الهيئات الفرعية، كل حسب مرجع نظرها الترابي، قبول مطالب اعتماد ممثلي المترشحين ونوابهم بداية من 19 سبتمبر 2011 على الساعة الثامنة صباحا إلى غاية 19 أكتوبر 2011 على الساعة السادسة مساء. 10- آجال سحب الترشحات: يخول لأي مترشح سحب ترشحه على أن يسجل لدى الهيئة الفرعية الراجع لها بالنظر ترابيا في أجل أقصاه يوم 20 أكتوبر 2011 على الساعة السادسة مساء. 11- إجراء الاقتراع: يحدد تاريخ يوم الاقتراع للناخبين التونسيين بالتراب التونسي يوم الأحد 23 أكتوبر 2011 من الساعة السابعة صباحا إلى الساعة السابعة مساء. ويمكن دعوة التونسيين بالخارج إلى المشاركة في الاقتراع ليوم أو أكثر قبل التاريخ المذكور. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – حكومية) بتاريخ 29 جوان 2011)

<



قال كمال العبيدي رئيس الهيئة الوطنية لإصلاح الاعلام والاتصال في تونس الاربعاء ان 12 اذاعة خاصة سترى النور قريبا من بينها اذاعة « كلمة » التي بدا مديرها عمر المستيري اضرابا عن الطعام الاسبوع الماضي احتجاجا على عدم منح السلطات الترخيص لاذاعته للبث على موجة « اف ام ». واوضح العبيدي في تصريحات صحافية « تم ضبط قائمة ب 12 اذاعة خاصة تمت احالة مطالبها الى الوزارة الاولى للحصول على تراخيص البث على موجات +اف ام+ خلال الفترة القادمة ». وتشمل القائمة اذاعة  » كلمة » الالكترونية التي ستغطي برامجها في مرحلة اولى تونس الكبرى. واخلت السلطات التونسية في 2009 مقر هذه الاذاعة الالكترونية المعارضة وحجزت المعدات التي تستخدمها في البث. ومن المتوقع ايضا ان تشرع اذاعة « راديو 6 » هي الاخرى في البث على موجة « اف ام » قريبا. وحجب موقع « راديو 6 » على الإنترنت منذ بدء نشاطه، وأغلق العام 2009 مقره وحجزت معداته بدعوى عدم امتلاكه ترخيصا للبث على الانترنت. ومن بين الاذاعات الاقليمية الخاصة الاخرى « راديو الكرامة » في منطقة سيدي بوزيد (وسط غرب), مهد « ثورة الحرية والكرامة » التي اطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير. وضمن القائمة اذاعة « صوت المناجم » في منطقة قفصة المنجمية (جنوب غرب) التي كانت شهدت موجة من الاحتجاجات العام 2008 بسبب تفشي البطالة فيها. وكان منح تراخيص الى وسائل الاعلام في تونس موضع انتقاد شديد في عهد بن علي. وندد الكثير من المعارضين والاعلاميين التونسيين « بالانحياز » في منح الرخص لا سيما تلك المتعلقة بالاذاعات الخاصة التي كانت تصدر لصالح افراد عائلة بن علي والمقربين منه. وما انفك ناشطون سياسيون وصحافيون في تونس يدعون الى توسيع هامش الحرية الاعلامية والاستجابة لحق المواطن التونسي في الاعلام و »القطع مع القيود الكثيرة وترسانة القوانين الزجرية » التي يرزح تحتها قطاع الاعلام في تونس. وصدرت تراخيص بنشر 122 صحيفة ومجلة في تونس بعد الاطاحة بنظام بن علي. وبلغ عدد الاحزاب المعترف بها حتى الخميس 94 حزبا.
(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) نقلا عن وكالات الأنباء بتاريخ 29 جوان 2011)

<



تونس ـ «الشروق»
علمت «الشروق» أمس أن قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس أفرج عن محمد فهري الشلبي المدير العام لمؤسسة التلفزة سابقا في انتظار مواصلة التحقيقات وكان قاضي التحقيق قد أوقف فهري الشلبي على خلفية شكاوى متعلقة بسوء تصرف وإلى حدود الساعة التاسعة من ليلة أمس يواصل عميد قضاة التحقيق استنطاق سامي الفهري المنشط المعروف ووكيل شركة «كاكتوس» للانتاج على خلفية شكوى متعلقة بقضايا سوء تصرف بالتلفزة وعلاقة الشركة المعنية بذلك.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها ظل عميد قضاة التحقيق يستنطق سامي الفهري على مدى 12 ساعة.
ويشار إلى أن دائرة الزجر المالي أصدرت مؤخرا تقريرا تضمن عمليات الفساد في مؤسسة التلفزة وتفاصيل عن تجاوزات في هذه المؤسسة. م. الخضراوي
(المصدر: جريدة « الشروق  » (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 جوان2011)

<



علمت «الشروق» من مصادر مطلعة أن الوزارة تعتزم انتداب قرابة 20 ألف موظف وعون من اختصاصات مختلفة منهم 2000 معلّم أول و1345 قيما أول و20 قيّما مرشدا أول و1350 أستاذا من الناجحين في دورة الـ «كاباس» لـ 2010 و3000 عامل. كما ستتواصل الانتدابات في عديد الاختصاصات خلال الفترة القادمة. محمد يحيى بن رجب
(المصدر: جريدة « الشروق  » (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 جوان2011)

<



بقلم : صلاح الدين الجورشي – تونس- swissinfo.ch تدُل كل المؤشرات على أن المواجهة بين حركة النهضة وأغلب فصائل اليسار التونسي، مرشحة لكي تتسع دائرتها خلال الفترة القادمة.. ومن غير المستبعَـد أن تطغى هذه المواجهة على مُـختلف محاور الصِّـراع، التي ستبرُز مع قُـرب انطلاق حملة انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، الذي حدَّدت له الحكومة موعِـدا نهائيا هو 23 أكتوبر القادم. وفي الواقع، يعود الإستقطاب الثنائي بين الإسلاميين واليسار في تونس، إلى عوامِـل متعدِّدة، بعضها مَـوْرُوث عن المرحلة السابقة للثورة، وبعضها الآخر أفرزته المرحلة الرَّاهنة، نتيجة الأحداث والتَّـراكُـمات التي حصلت خلال الأشهر الخمسة الأخيرة. طيّ مرحلة طويلة من القطيعة والصراع
قبل أربعين عاما، فوجِـئ اليسار الماركسي التونسي بوِلادة الحركة الإسلامية واعتبرها منذ اللحظة الأولى، كائنا غريبا غيْـر مرغوب فيه، وشنّ عليها حربا سياسية وأيديولوجية عاصفة، باعتبارها « رأس حربة للنظام الدستوري وأداة تُـحرِّكها الإمبريالية ضد القِـوى التقدُّمية والثورية في العالم العربي ». وقد شهدت نتيجة ذلك، رحاب الجامعة التونسية منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي معارك طاحِـنة بين الطرفيْـن، اتَّـسمت في بعض الأحيان بتبادُل العنف الجسدي. استمرت تلك المشاحنات بين الطرفيْـن، حتى بعد استلام الرئيس السابق زين العابدين بن علي السلطة، الذي سعى إلى توظيفها لتعزيز نفوذه. وفي هذا السياق، يتهم « النهضويون » عموم اليساريين أو أجزاء منهم بالتعاون مع أجهزة الأمن في معركتها الشرسة التي خاضتها ضد حركتهم من أجل اجتثاثها، وهي التهمة التي تتبرَّأ منها أطراف يسارية أو محسوبة على اليسار، اعترضت على محاكمة الإسلاميين أو دخلت في مواجهة مبكّـرة مع نظام بن علي، وإن كان ذلك لا يبرِّئ الجميع، حسب اعتقادات البعض وشهاداتهم. كانت مبادرة 18 أكتوبر (أطلقت خريف عام 2005) بمثابة التحوُّل الكبير في علاقة بعض فصائل اليسار التونسي بحركة النهضة خصوصا، وبالإسلاميين عموما. وإذا كان هناك مَـن لا يزال يصنّـف « الحزب الديمقراطي التقدمي »، الذي كان طرفا رئيسا فيها، ضمن خانة اليسار رغم التطوُّرات النوعية التي شهدها هذا الحزب وقياداته على الصعيديْـن، الأيديولوجي والسياسي، إلا أن « حزب العمال الشيوعي التونسي » لا يشك أحد في محافظته على انتمائه الماركسي اللينيني وخصومته التاريخية مع الإسلاميين. ومع ذلك، فقد قرر ضِـمن تلك المبادرة أن ينسِّـق مع حركة النهضة، طاويا بذلك مرحلة طويلة من القطيعة والصراع. لكن معظم مكوِّنات الساحة اليسارية اعترضت بشدّة على تلك المبادرة وأدانت مَـن قاموا بها من رُفقاء الأمس، واستنكروا ما وصفوه بالتحالف المشبوه مع « قوى الرِّجعية الدينية « . حسم المعركة نهائيا!
اليوم، يبدو المشهد غيْـر مختلف كثيرا عمَّـا كان عليه في الثمانينات. فقسم واسع من أوساط اليسار وجَـد في العودة القوية للإسلاميين إلى الساحة السياسية – ليس فقط « خطرا داهما » – وإنما أيضا فرصة لإعادة توحيد قوى اليسار من جديد ضد « عدوٍّ مُـشترَك ». وفي المقابل رأى بعض الإسلاميين أن الوقت قد حان لحسْـم المعركة نهائيا مع خصومهم التاريخيين. ففي مقال نُـشِـر على صفحات الإنترنت، اعتبر (بوعبد الله بوعبـد اللـــــــه) أن « اليسار لا قوَّة له أمام الجماهير، وقوَّته الحالية، هي بقاء بعض أتْـباعه في مواقع القرار يخطِّـطون لانتصاره أو أخف الأضرار الممكنة، اليساري الشيوعي في تونس، ميزته الدَّهاء والتوافق معه، يحتِّـم علينا أن نكون أكثر دهاء منه ولا نخدع مرّتين، فكل الحركات الشعبية في تونس، يجني دوما اليسار التونسي ثمارها »، ويختم مقاله بالتساؤل التالي « لماذا نترك له الفرصة هذه المرة ولا ندخل معه في مواجهة حاسمة؟ ». ما الذي حدث حتى تتدَحْـرج العلاقة بين الطرفين إلى هذا الطريق المسدود؟ بعد 14 يناير 2011، تاريخ فِـرار الرئيس السابق، بدت العلاقة بين النهضة واليسار عادِية ولم تُـوحِ باحتمال حُـدوث مواجهة عاصفة بينهما. فالحركة من جهتها، تجنَّـبت كل ما من شأنه أو يُـوحي بأنها ترغَـب في تغيير سريع للمشهد ولموازين القوى، من ذلك، أنها حرِصت على أن تكون شريكا فاعلا في مختلف المبادرات السياسية. في البداية، أيَّـدت إنشاء مجلس لحماية الثورة، وعندما فشلت تلك الصيغة واقترحت الحكومة إنشاء (الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي)، قبلت الحركة الانخراط فيها، حتى بعد أن تمَّ توسيعها لتضُـم عددا واسعا ممَّـن وُصِـفوا بالشخصيات المستقلِـَّـة، صحيح أنه أثار جدلا واسعا قد حصل حول الهوية السياسية أو الفكرية لهذه الشخصيات، إلا أن ذلك لم يحل دون التوافق حول التركيبة النهائية للهيئة. « مؤامرة »!
بعد التصويت على القانون الانتخابي، الذي حال دون هيْـمنة أي حزب على أغلبية مقاعد المجلس التأسيسي، وبعد أن تم انتخاب الهيئة العليا المستقِـلة لتنظيم الانتخابات بعيدا عن منطق الوفاق، وبعد أزمة تأجيل موعد هذه الانتخابات إلى 23 أكتوبر وتزامـن ذلك مع انطلاق مناقشة مُـسودّة (العهد الجمهوري)، التي فجَّـرت خلافات واسعة، هزَّت كثيرا من صورة أعضاء الهيئة لدى التونسيين، وصولا إلى فتح ملف قانون الأحزاب، وبالأخص مصادر تمويلها. في ظل كل هذه التَّـراكُـمات، سيْـطرت فِـكرة محورية على قادة حركة النهضة وأنصارها، مفادُها وجود « مؤامرة » تحاك ضدّها من قبل خصومها « التاريخيين » (أي اليسار)، وأن أداة تنفيذ تلك المؤامرة، هي الهيئة العُـليا لتحقيق أهداف الثورة والهيئة الفرعية التي انبثق عنها. وعلّـلت اتهامها بأن كِـلا الهيئتيْـن « يسيْـطر عليهما تيار أيديولوجي واحد هو « حركة التجديد »، ذات التوجُّـه اليساري. انتقادات واتهامات وتشكيك
في خط مُـوازٍ لذلك، صعَّـدت مختلف الأحزاب من انتقاداتها لحركة النهضة، وفي مقدمتها الحزب الديمقراطي التقدمي، متهمة إياها بـ « ازدواجية الخطاب » و »تكريس توجه ديني غيْـر ديمقراطي » و »التهرّب من التقيُّـد بقواعد اللعبة الديمقراطية »، وهو ما نفتَـْـه حركة النهضة بشِـدَّة، مُـعتبِـرة أن ما يجري هو « محاولة أقلية سياسية، فرض إرادتها على أغلبية شعبية »، كما جاء على لسان عدد من قياديِّـيها، وفي مقدمتهم الشيخ راشد الغنونشي. وبالتزامن مع ذلك، وجدت الحركة نفسها متَّـهمة أيضا من قِـبل خصومها، بالوقوف وراء ما تشهده الساحة الإسلامية العريضة في تونس من تجاذُبات وممارسات غيْـر ديمقراطية ترتكبها هذه الجهة أو تلك، وكان آخرها أحداث العنف الخطيرة التي شهدتها يوم الأحد 26 يونيو قاعة سينما شهيرة بقلب العاصمة التونسية، والتي أعقبتها من الغد اعتداءات غير مسبوقة على عدد من المحامين من قِـبل أشخاص زعم البعض أنهم منسوبون إلى حزب التحرير والتيار السلفي. ورغم أن موقف النهضة من العنف معروف، كما أنه من الثابت عدم وقوفها وراء هذا الإنزلاق نحو المساس بحرية التفكير والتعبير، غير أنه – في أجواء الشحن الأيديولوجي – يجوز تبادُل التُّـهم من أجل عزْل الخصوم والتشكيك في نواياهم، لهذا « يتوجَّـس الفاعلون السياسيون خيفة من أن يتحول الإستقطاب إلى شرخ في مسار الحراك السياسي، الذي حافظ نسبيا منذ الثورة على حدٍّ أدنى من التوازن »، كما ورد في افتتاحية جريدة « الصحافة » (حكومية). أجواء مشحونة
وفي خِـضَـمِّ هذه الأجواء المشحونة، أخذ الصراع السياسي يفقِـد مضامينه الأساسية، ذات العلاقة العضوية بأهداف الثورة وإشكاليات الإنتقال الديمقراطي، ليغرق تدريجيا في « هوامش أيديولوجية » بعيدة عن هموم التونسيين وأوليـاتهم. وبشكل عام، يشعر التونسيون بقلق شديد تُـجاه ما يحدث في هذه الزاوية أو تلك من بلادهم، وكلَّـما أحسوا بعودة الإستقرار، إلا وباغتتهم أحداث تُـشعِـرهم من جديد بأن ثورتهم لا تزال في خطر وأن نُـخبتهم تفتقِـر لشروط القيادة الحكيمة. وما العودة إلى الاستقطاب الأيديولوجي في مستوياته « البدائية »، ليس سوى مؤشِّـر على عمق المسافة بين الوعْـي والخطاب، ومع أن مثل هذه التجاذُبات قد تكون مفهومة في المراحل العادية، لكنها قد تكتسي طابَـعا كارثيا في مراحل الإنتقال الثوري والديمقراطي في بلد بحجم تونس، وهو ما يستوجِـب تدخُّـل العقلاء، عساهُـم يعيدوا البَـوْصلة إلى موقع الوسطية ويقرِّبوا المعتدلين من الطرفيْـن، حتى لا ينجح الغلاة بمختلف ألوانهم في مصادرة الثورة ويمهِّـدوا الطريق إلى عودة الدكتاتورية. ومن المؤكد أن ذلك لن يحصل – بحسب كثيرين – إلا بإعادة بناء التوافُـق الوطني من جديد وعلى أسس متينة. صلاح الدين الجورشي – تونس- swissinfo.ch

<


بعد فضيحة محمد الطالبي على أمواج إذاعة « شمس آف آم »: من يتصدى لتجاوزات مؤسساتنا الإعلامية بعد ثورة الحرية..؟


العربي الوسلاتي
 
تفاجأ عدد كبير من مستمعي إذاعة « شمس آف آم » بما جاء على لسان محمد الطالبي الذي تلفظ بكلام يخدش الحياء مباشرة على الهواء وذلك في برنامج إذاعي مباشر جمع بين الطالبي وعبد الفتاح مورو في حوار مباشر ضم الرجلين قبل ان يفقد محمد الطالبي صوابه ويتفوه بعبارة نابية انتهكت حرمة المستمعين وأكدت من جديد حالة الانفلات الأخلاقي الذي تعانيه عديد المؤسسات الإعلامية في تونس ما بعد الثورة و التي تتسابق وراء الظفر بسبق قد يترك وراءه تبعات قذرة دون مراعاة أدنى شعور لسكينة المجتمع التونسي الذي لم يكد يسلم بعد من همجية بعض ساسته الأجلاء حتى اقتحمت خلوته بعض العبارات والكلمات المنافية للأخلاق والتي لم تكن لتطل برأسها علينا لو أحكم صناع القرار داخل منابرنا الإعلامية انتقاء ضيوفهم وتنقية بيوتهم من كل الشوائب التي نخرت هويتنا وهتكت حرمتنا…
ما قاله محمد الطالبي لا يمكن أن يمر مرور الكرام لان انحرافه الأخلاقي كان مقصودا ولم يكن زلة لسان أو فسحة هذيان فالسيد الموقر تفنن في وصف الأمر حتى جادت قريحته بذلك الوصف المشين الذي نخجل حتى من تكراره في سريرتنا…كان يمكن ان يكون الأمر مجرد نتيجة عكسية لسراب سبق صحفي أو إعلامي جنى على ملاحقيه قبل ان يغنموا منه غير أن الشاهد على المهزلة وعلى تعددها في الآونة الأخيرة يؤكد ان الخروج عن النص ولغة تحت الحزام لم تعد بالوافد الجديد على بعض مؤسساتنا الإعلامية الموقرة
فموزاييك مثلا استضافت في السابق توفيق بن بريك الذي تعمد هو الآخر حينها الخروج عن الموضوع وتلفظ بما ينافي الحياء على المباشر ثم يكرم الرجل في الأخير باستضافته مجددا ويتفوه مرة أخرى بعبارات سوقية علق عليها منشط الحصة بوبكر عكاشة ببعض القهقهات وكأن حرية التعبير تحيّا فقط حيث ينحدر المستوى الأخلاقي وتتدنى لغة الخطاب…
لن نلوم محمد الطالبي على صنيعه لأنه تعود على ما يبدو التجاهر بمثل هذا القول حتى في أحضان أبنائه لكننا نلوم من فسح له هذا المجال ليلوث سمعنا ويغتال سكينتنا.. فضيحة الطالبي اخترقت جدران البيوت الأمر لا يمكن السكوت عنه لأنه تكرر أكثر من مرة وعبر أكثر من منبر والغريب أننا لم نسمع أبدا مثل هذه التفاهات والسخافات وهذا الخطاب السافر في عهد المخلوع فهل يعقل أن تنزل بنا الثورة ّإلى هذا المستوى المتدني من الخطاب الإعلامي في مؤسسات من المفروض أن ترتقي بلغتنا وأن تعكس هويتنا…؟؟؟ ثم أي دور للهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال كجهة معنية بهذا القطاع ومتى وكيف سيكون هذا الإصلاح ومحمد الطالبي يفجر على الهواء دون حسيب أو رقيب…؟؟؟
(المصدر: « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 30 جوان 2011)

<



نريد ان نلفت انتباه كل التوانسة الاحرار في هذا البلد باننا كنا قد نشرنا يوم 6 جوان الماضي مقالا صدر عن جريدة الانوار يكشف فيه ان فيلم  » لا الله لا سيدي  » مولته وزارة الثقافة بمبلغ ضخم يفوق 600 الف دينار حتى يمثل تونس في افتتاح مهرجان كان السينمائي… نطالب بالتحقيق الفوري مع وزير الثقافة الذي اساء الى سمعة تونس في الخارج والذي خير تمويل فيلم كفري خسيس عوض توفير هذا المبلغ الهام لتشغيل العاطلين عن العمل وبعث مشاريع ومواطن شغل في الجهات المحرومة . البلاد تعيش في اكبر ازمة اقتصادية في تاريخها و الوزارة تنفق اكثر من 600 الف دينار على فيلم كفري… يعجبكشي زادة! هذا الوزير لم يحترم ايضا البند الاول من الدستور التونسي الذي ينص على ان تونس دولة عربية مسلمة فكيف يسمح لنفسه بتمويل فيلم الحادي وكفري داخل بلدنا من دون اي احترام لديننا الحنيف و لمعتقداتنا و قيمنا…هل قمنا بثورة للقضاء على الفساد حتى نقع في فساد اخر أسوأ و اخطر منه؟ (المصدر: « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 30 جوان 2011) الرابط: http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=19509

<



محسن الزّغلامي
ما من شكّ أنّ الخوض في موضوع الخلافات الّتي أثارها – ولا يزال – فيلم المخرجة نادية الفاني « لا اللّه، لا سيدي » يتطلّب – لا فقط – قدرا كبيرا من الشّجاعة الأدبيّة بل وأيضا من الهدوء والعقلانيّة والابتعاد عن التّراشق بالتّهم والتّنابز بالألقاب والتّكفير والتّحقير والسّخرية والازدراء.. ذلك أنّ الفيلم ومخرجته – من جهة – والمعترضين عليه وأتباعهم – من جهة أخرى – يصدرون – ابتداء – في مواقفهم المعلنة عن «معطى فكري» واحد – في رأينا – بل ونكاد نقول «مشترك» ألا وهو الدّفاع عن الحقّ في التّعبير… فليس صحيحا – اطلاقا – القول أنّ المتعسّف عليه (بفتح العين والسّين)- هنا – هو المخرجة نادية الفاني وحدها بل انّ جموع المحتجّين الّذين تنادوا مساء الأحد الماضي وتجمهروا أمام قاعة سينما «أفركارت» للتّعبير عن رفضهم للشّريط واعتراضهم علي مضمونه هم أيضا – وبشكل من الأشكال – ضحيّة عمليّة تعسّف ثقافي مثقلة بالاستخفاف والسّخرية وعدم الاحترام بل وحتّى «بالعنف» الايديولوجي والمعنوي الّذي هو أشدّ وقعا على النّفس من العنف المادّي …
نقول هذا الكلام – لا من باب الانتصار – لفريق المحتجّين على الفيلم و»أساليبهم» وانّما لكي لا نكون – وبأيّ شكل من الأشكال – طرفا في «حملة» الشّيطنة والتّحقير الاعلامي الّتي يتعرّض لها هؤلاء هذه الأيّام … فقد انتهى زمن تخويف التّونسيّين بعضهم من بعض … تماما كما انتهى زمن تكميم الأفواه والتّرهيب والقمع…
على أنّ هذا لا يعني – بالمقابل – أنّنا نتحامل على المخرجة نادية الفاني وفيلمها أو أنّنا نوافق على «تكفيرها» أو تحقيرها أو أنّنا ننكر عليها حقّها في أن تقول ما تعتقد… فالحريّة واحدة لا تتجزّأ… ومن يطالب بالحريّة لنفسه يجب ألاّ ينكرها على غيره … لذلك ، – ومن هذا المنطلق تحديدا – فانّنا نريد أن نذكّر «المتباكين» على حريّة التّعبير وبخاصّة أولئك الّذين يقدّمون أنفسهم هذه الأيّام على أنّهم «حماة» الحريّة وفرسانها وأنّهم حملة لواء التّنوير والابداع … نذكّرهم بضرورة القطع مع الأساليب القديمة والبالية وغير المشرّفة الّتي اعتمدوها في مواجهة خصومهم الايديولوجيّين – على امتداد عهد حكم الدّيكتاتور المجرم بن علي- … أساليب الخلط والتّلبيس على الرّأي العام والاستقواء بالأمن بل وحتّى «بالآخر» الثّقافي والحضاري من أجل الظّهور بمظهر المضطهد (بفتح الهاء) والضّحيّة…
انّ فعل تجمهر مجموعة من المواطنين أمام قاعة سينما – مثلا – للاحتجاج على عرض فيلم بعينه لا يمثّل «سابقة» خطيرة أو تهديدا لمدنيّة الدّولة – كما يريد أن توحي بذلك بعض الأطراف -… فقد سبق لفيلم «آلام المسيح» للمخرج ميل جبسون أن أثار موجة احتجاجات على عرضه في عواصم غربيّة مختلفة تعتبر قلاعا للدّيمقراطيّة ومع ذلك لم يقل الاعلام الغربيّ أنّ ذلك «يتناقض» أو يهدّد المدنيّة الغربيّة أو القيم الدّيمقراطيّة… مرّة أخرى، هذا ليس دفاعا أو انتصارا لخصوم نادية الفاني والمعترضين على فيلمها وانّما – فقط – محاولة لوضع «الأمور» في نصابها حتّى نكون بالفعل قد دخلنا طورا جديدا في الخطاب الاعلامي الوطني وقطعنا مع « أساليب » ما قبل الثّورةوما من شكّ أنّ الكاتب والمناضل توفيق بن بريك انّما يصدر عن هذا « التّوجّه » تحديدا عندما يحمل – وهو اليساري الرّاديكالي – على فيلم نادية الفاني ويقول عنه أنّه لا يعدو أن يكون ضربا من ضروب « الدّعارة الايديولوجيّة »… فهل أنّ بن بريك سلفيّ أيضا؟؟؟
(المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 30 جوان 2011)

<


الجدل حول فيلم « لا سيدي لا ربي » كان أولى بالحكومة فتح تحقيق للكشف عن ملابسات ما جرى

تونس – بناء نيوز – نورالدين فردي
الشريط الوثائقي  » لا الله لا سيدي » و في رواية اخرى « لا الله لا شيء »لصاحبته نادية الفاني (التي أخرجت فيلم « أولاد لينين » من قبل). هذا الشريط من إنتاج فرنسي ولم تتح لي فرصة مشاهدة الشريط كاملا و لكن شاهدت لقطات منه على اليوتيوب و تابعت تغطيته على قناة حنبعل وكذلك تابعت عدة حوارات صحفية أجريت مع صاحبة الشريط.
ومنذ البداية اي من عنوان الفيلم نجد ان هذا العنوان في حد ذاته مستفزا، وذكرت الآنسة الفاني حرفيا في معرض حديثها عن الشريط « في الحقيقة أنا دائما أحب أن أستفز ».كل الدنيا قامت بمجرد أن تظاهر بعض الغيورين على دينهم فتجندت تلفزتنا الوطنية والمتباكون على حرية التعبير لكيل أفظع النعوت لمن تجرأ على رد الفعل على هذا الاستفزاز المجاني لمشاعر شعب بأكمله في دينه و هويته. ووصل الصدى إلى البرلمان الأوروبي حتى قبل أن يعلم الناس في تونس حقيقة ما حدث (بالمناسبة لم نسمع بالكثير منهم ينددون أو يستنكرون عندما يزور أحد « المفكرين » الكيان الاسرائيلي الغاصب). وهو ما يطرح عدة نقاط استفهامذلك ان المتأمل بعمق في الحدث و ملابساته يلحظ لمسات الغرب (و بالتحديد الجانب الفرنسي) لنقل معركة « حرية التعبير » و علاقتها بالدين الإسلامي من الغرب إلى عقر دار المسلمين و بأياد تونسية. وقد زاد صعود حركات الإسلام السياسي من إرباك الحسابات وبدا خطر نهوض المارد العربي والإسلامي بعد الثورة يقض مضاجع الكثيرين.
باختصار كان الغرب يخسر المعركة ولذلك فلا بد من قلب المعادلة. و لا شيء خير من نقل معركة حرية التعبير وارتباطها بالإعتداء على الدين الإسلامي من ديار الغرب إلى ديار المسلمين و صرف بوصلة الثورة عن هدفها.فالأكيد أن صور مسلمين غاضبين يكسرون نوافذ قاعة سينما في بلد إسلامي للاعتراض على شريط مصورأخرج بأياد عربية هي جولة انتصار في حرب الصور لفائدة الغرب. بل ان اياد مناصرة للتطبيع مع الكيان الصهيوني كانت، فاعلة وبقوة في ما حدث لذلك كان اولى بحكومتنا العديدة ان تفتح تحقيقا محايدا تشرف عليه لجنة من مختلف الاحزاب ومكونا المجتمع المدني وتستمع الى كل الاطراف بدل الاذعان لإدارة اقلية حاقدة على دين وهوية وثقافة هذا الشعب. هذا التحقيق النزيه والشفاف هو الوحيد الكفيل بكشف حقيقة ما جرى وكيف جرى ومن الذي بادر باستعمال العنف ومن هي الايادي الخفية التي تدبر الامور (بليل).
فهذه السينمائية المغمورة لا تعدو أن تكون أداة تنفيذية في ذلك المخطط سواء بعلم أو بغير علم. إن أمثال هذه الأعمال توحي بما هو قادم من هجمة منظمة على مرجعيتنا العربية الإسلامية من قبل القوى العلمانية اليسارية « المتطرفة » المدعومة من قبل الغرب، والتي لم تحترم أهم مبدأ في حرية التعبير وهو مبدأ « الضوابط » التي لا يمكن لأي شخص ان يتجاوزها عند ممارسته لحريته. وأن هذه الحرية مضبوطة ومشروطة بعدم التعرض لمعتقدات وألوان و أجناس و أعراق الآخرين. وهو ما لم يحترمه عدد من المبدعين وهم يعتدون على مقدسات و مشاعر شعب متجانس في دينيا وثقافيا.
(المصدر: وكالة « بناء نيوز » الإخبارية (تونس – خاصة) بتاريخ 29 جوان 2011)

<


نحي يدك عن مقدّساتنا نحّي الكاميرا المتغرّبة العميلة ونحّي قلمك المسموم والمأجور والمشبوه عن مقدّساتنا ومكوّنات هويتنا.


بهذه العبارات وبمرادفاتها وددت الرّدّ على العابثين والمغامرين الّذين جرّأهم جهلهم وغرورهم ومساندة قوّى خفية داخلية وخارجية تريد الغدر بثورتنا المجيدة والنّيل من شعبنا العظيم وسرقة إنجازاته التي ارتقت به في مصاف الشعوب المتحضّرة وبوّأته مكانة فريدة في العالم حيث يفخر بالسّبق في تفجير ما أصبح يسمّى بالرّبيع العربي على التّطاول على مقدّساتنا ومكوّنات هويّتنا العربية الإسلامية.
يتستّرون طورا بالإبداع وطورا بحرّية التّعبير وطورا بالحداثة وطورا بالدّيمقراطية ليمرّروا أجنداتهم القذرة دون أدنى احترام لهذا الشّعب العظيم. لمّا تبيّنت لهم السّاحة السياسيّة وموازين القوى وعرفوا أنّ صندوق الإقتراع سيقصيهم لا محالة وينزلهم عن المنازل المزيّفة والأرائك الوثيرة التي تبوّءوها بتخندقهم مع الدّكتاتورية ومارسوا من خلالها طوال سنوات سياسة الإقصاء والإستئصال يدا بيد مع النّظام البائد وتآمروا على كلّ قوى الشّعب الحيّة، لمّا تبيّن لهم كلّ ذلك لم يبقى لهم من بدّ سوى مواصلة التّآمر على هذا الشّعب العظيم ومحاصرة ثورته وأمام المتغيّرات التي طرأت على السّاحة بعد الثّورة لم يبقى لهم من خيار سوى إثارة الفتنة والبلبلة في البلاد والحيلولة بكلّ الطّرق والوسائل دون الإنتخابات وهنا عمدوا إلى المقدّس لعلمهم أنّ الصّبر على النّيل منه ليس سهلا وأنّ ردّة الفعل قد تخرج عن السّيطرة وتؤدّي إلى الفوضى وهذا غاية مقصدهم ومبتغاهم.
بدأ خصوم الهويّة العربية الإسلامية و أعداء الثّورة باللّعب عبر المؤسّسات وحاولوا الإلتفاف على الثّورة من خلال هذه الهيئة الّتي سمّيت ظلما « الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثّورة … » فعيّنوا فيها شخصيات لا وطنية ولم يكن لهم أيّ دور في الثّورة بل الكثير منهم كان من أعوان المخلوع الهارب والكثير منهم افتضح أمرهم وتبيّن أنّهم متصهينون متاجرون بالقضية الفلسطينية، أمّ القضايا، يلهثون وراء التّطبيع ولا همّ لهم سوى إرضاء الصّهاينة المحتلّين ولمّا ضمنوا أغلبية من هذا النّوع قالوا لنا تعالوا ننتخب ونتّخذ قراراتنا بالأغلبية!!! ضحك على الذّقون والله … وتقديرا لمصلحة البلاد فقد حاولت حركة النّهضة أن تقحم مبدأ التّوافق كوسيلة عمل في هذه الهيئة وقبلت الدّخول فيها رغم علمها المسبق بأقلّية أصواتها ولكن ما راعنا إلاّ ويوما بعد يوم نرى هؤلاء يحاولون خنقنا وشلّ حركتنا وتقييدنا واستباق المجلس التّأسيسي واستصدار القوانين والمواثيق وكأنّهم جهة شرعية منتخبة ووُضع التّوافق في سلّة المهملات و على النّهضة أن تقبل بهذه اللّعبة القذرة وإلاّ فهي غير ديمقراطية وها قد سقطت في أوّل امتحان تعايش ديمقراطي! أيّ منطق وأيّ مكر يمكرون! نفس أساليب برلمان العهد البائد الذي يسنّ القوانين على المقاس لإقصاء هذا الطّرف أو ذاك ولتمرير هذه الممارسة أو تلك ويريدوننا أن نقبل ذلك … هيهات هيهات.
برز الثّعلب يوما في ثياب الواعظين
هذا هو حال أحدهم حين تكلّم عن موائد الإفطار في رمضان وضرورة حمايتها من المال السّياسي والله وحده يعلم إن كان هذا النّاصح الأمين له أدنى علم برمضان وفقهه وصومه وإفطاره … قمّة الغباء والدّعارة السّياسيّة.
في نفس السّياق تطلع علينا هذه « الفنّانة المبدعة » النّكرة الّتي لا نعلم لها إبداعا في مقاومة الظّلم والإستبداد ولا إسهاما في ثورة شعبنا المجيد بهذا الفلم المكيدة المغرض المتطاول على الذّات الإلاهية وتردفه بالتّبجّح أمام الكاميرا بأنّها لا تؤمن بالله … مثل الّذين كفروا كمثل الّذين ينعق بما لا يسمع إلاّ دعاء ونداء صمّ بكم عمي فهم لا يعقلون. سورة البقرة أية 171. لم أجد أيّ إبداع في مثل هذا العمل ما عدا تسريحة شعرها الجميلة التي زادتها جمالا سبا العقل وألهاني عن التعرّف عن قرب على إنتاجها الهابط.
من حقّ، بل من واجب كلّ مواطن تونسي مسلم أن يحتجّ على هذا العمل الإلحادي البغيض والأمر ليس مسؤولية زيد أو عمر أو هذا الحزب أو ذاك بل هوّ مسؤولية الجميع ومن باب أولى وأحرى هوّ مسؤولية الدّولة التي يعود لها حماية مقوّمات الهوية العربية الإسلامية للبلاد وهو مسؤولية مفتي الجمهورية الّذي عليه أن يقول كلمته بل فتواه في هذا الأمر وفي كلّ ما شابهه من الأمور وهو كذلك مسؤولية الجيش التّونسي الّذي من واجبه حماية البلاد والعباد وليست الأرض والعباد أولى بالحماية من الدّين والذّات الإلاهية بالخصوص.
وددت لو أنّ المحتجّين على العرض الإلحادي في قاعة « أفريكا أرت » اكتفوا بالتّجمّع والإعتصام ومطالبة الحكومة بالقيام بدورها في حماية المقدّسات وصون الذّات الإلاهية من عبث العابثين فيكون بذلك عملا حضاريا لا يلامون عليه بل وقد يجمّع من حولهم الكثير من النّاس فالشّعب مسلم ولا يقبل هذه الخزعبلات وأنا متأكّد أنّ الأغلبيّة القصوى من أبناء الشّعب التّونسي ومهما كانت درجة تديّنهم والتزامهم لا ترتضي التّطاول على الذّات الإلاهية وقد رأيت بأمّ عيني الكثير من المعروفين بمعاقرة الخمر ودور الدّعارة ينتفضون انتصارا للدّين وأذكر أنّ الكثير من هؤلاء المسلمين حضر في تجمّع حاشد في بارن عاصمة سويسرا احتجاجا على الكاريكاتور المسيء للرّسول صلّى الله عليه وسلّم فبادر أحد المصلّين بمساءلة أحدهم سؤالا استنكاريا قائلا: ماذا تفعل أنت هنا في هذه المظاهرة المساندة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ؟ فكان الرّدّ مفعما ومعبّرا للغاية حيث قال وبلهجة الغاضب المحتجّ: « تحساب محمّد متاعكم وحّدكم »؟ … بدون تعليق.
أعداء الهوية العربية الإسلامية يمكرون ليل نهار، وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال، لكنّ الله خير الماكرين، وغاية مكرهم هو الهروب من صندوق الإقتراع وعدم الوفاء بالإستحقاق الإنتخابي حيث يقول الشّعب كلمته ويصدر حكمه الّذي لا معقّب عليه والدّعوة ملحّة إلى كلّ الشّعب التّونسي المسلم أن ينتبه إلى هذا المكر السيئ والدّعوة ملحّة أكثر إلى أبناء الطّيف الإسلامي ألاّ يعطوا أدنى فرصة لهؤلاء المتربّصين وألاّ ينزلقوا إلى ردّ فعل عنيف فالمعركة معركة أفكار وبرامج وإن حاول البعض أن يجعلها غير ذلك وعلينا أن نجعل قبلتنا المحطّة الإنتخابية ونصبر ونصابر ونبذل كلّ ما في وسعنا لإنجاحها وتجنيب شعبنا وبلادنا منزلقات خطيرة قد تأتي على الأخضر واليابس ونحن راضون مسبقا بما يقوله شعبنا وتلك هي الدّيمقراطية والحداثة والإبداع ولن يفلح أحد في جرّنا إلى معركة غير هذه المعركة وإلى وسائل غير وسائلنا السّلمية الدّيمقراطية ولن ننثني أمام أي تحدّ من التّحدّيات ولن نسكت عن النّيل من مقدّساتنا ومن الذّات الإلاهية تحديدا ودون ذلك دماءنا وأرواحنا و أموالنا وقد خبرتنا الأيّام ومحّصتنا المحن وفي ذلك عبرة لمن يعتبر. العربي القاسمي ـ نوشاتيل / سويسرا في 29.06.2011

<


بعد حادثتي «أفريكارت» وقصر العدالة حرية التعبير لا تتجزّأ.. وحمايتها مسؤولية الجميع..


بقلم: زياد الهاني الحرية حزمة واحدة لا تتجزأ، واحترام الرأي الآخر مهما كان مخالفا أحد استحقاقاتها. لذلك فالاعتداء الحاصل على فضاء «أفريكارت» بتونس العاصمة بمناسبة عرضه شريطا مثيرا للجدل يعتبر أمرا مرفوضا ومدانا جملة وتفصيلا. وفي نفس السياق لا يمكننا إلا أن نختلف مع السيد راشد الغنوشي في ما ذكره بخصوص هذا الموضوع حين اعتبر شريط المخرجة نادية الفاني الذي كان منطلق الاعتداء «استفزازا» ليخلص إلى القول بأن «المجتمع التونسي هو مجتمع مسلم ولا يمكن أن يقبل مثل هذه الاستفزازات». وكان أحرى به وهو المتزعم لحركة تعدنا بالحرية، أن يدافع عن حق هذه المخرجة في التعبير الحر مهما كان رأيها مخالفا لرأي الأغلبية، وحتى صادما له. لأن حرية التعبير لا تكتسب معناها الحقيقي الا اذا كان للرأي الأقلي الحق في أن يصرح به حتى وإن كان صادما لرأي الأغلبية. لذلك كنت أتمنى أن يدين السيد راشد الغنوشي بقوة وبشكل واضح لا مواربة فيه الاعتداء على فضاء «أفريكارت». كنت أتمنى أن يطلب، دون أن يمنعه ذلك من إبداء رأيه في الموضوع وهو أستاذ الفلسفة، من السيد حبيب بلهادي صاحب الفضاء أن يدعوه لحضور عرض شريط «لا ربّي، لا سيدي» ولم لا ليفسح له مجال مناقشته وإبداء الرأي فيه؟ حتى يكون قدوة لغيره ويضرب المثل لشباب متحمّس بحاجة للترشيد. حينها يصبح قول زعيم حركة النهضة بأنه «مع حرية الرأي وحرية التفكير» له معنى ومصداقية. ولا أظنه في هذا السياق يجهل بأنه باسم رفض الاستفزاز وحماية ثوابت المجتمع أصبح مواطنون آمنون يهاجمون في عقر بيوتهم ليعتدى عليهم ويمنعون من الاحتفال بنجاح أبنائهم في شهادة الباكالوريا لما في ذلك من «مخالفة لأحكام الشرع» من وجهة نظر المعتدين عليهم!؟
بعضهم بلغ به غرور القوة حدّ التطاول على حرمة المؤسسة القضائية والاعتداء على المحامين الذين لم يتخلوا يوما عن القيام بواجب الدفاع عمّن تعرض للعنف منهم خلال حكم الرئيس السابق. وقد آن لهذا المسلسل أن ينتهي. فإما أن تقوم أجهزة الدولة بواجبها، وإلاّ فقد يصبح من حق المواطنين البحث عن الصيغ الممكنة التي تكفل لهم حماية حقوقهم وحريتهم. وما يحصل حاليا من تجاذبات يؤكد بأن الديمقراطية ثقافة وبأنها لا تتحقق إلاّ في ظل دولة قوية تكون قادرة على حماية الحريات وردع المتطرفين من كل الاتجاهات . لذلك فمن باب أولى أن نعيد اليوم النظر في أولوياتنا ونقاشاتنا التي تدور صراحة وضمنا عمّن يمكنه أن يفوز في الانتخابات القادمة، لنطرح قضية تقوية مؤسسات الدولة ودعائم الجمهورية الديمقراطية وضمان عدم السطو عليها مجددا من قبل أي طرف. ليس مهمّا أن تطول الفترة الانتقالية بقدر أن المهم هو التوفق الى بناء نظام قوي يكفل حق التونسيين جميعا في الحرية والكرامة، ويروضهم على العيش المشترك دون مزايدات أيا كان نوعها. فتونس قدر كل أبنائها والمجتمع التونسي في غير ذي حاجة لمن يكون وصيا عليه باسم الدفاع عن ثوابته. كل الأفكار تبقى محترمة طالما أنه تمّ التعبير عنها بطريقة سلمية، أما إذا تحول الأمر إلى العنف فمن واجب الدولة أن تتدخل بكل قوة لتضرب على أيدي العابثين حفاظا على أمن تونس واستقرارها وتماسكها الاجتماعي. وما حصل يؤكد مرة أخرى بأن الشأن الديني يجب أن يكون اختصاصا للدولة وحدها، ويتوجب عدم تركه لأية جهة أخرى كائنة من تكون. فالمواطنة هي القاعدة الأساسية للدولة.. والطريق مازالت أمامنا طويلة لتحقيق هذا الهدف الذي قد لا يكون المسار الحالي هو الأوفق لبلوغه.
 
(المصدر: جريدة « الصحافة »، العدد الصادر يوم الخميس 30 جوان 2011)

<



كان للفيلم الذي عرضته قاعة أفريكا هذه الأيّام أهداف كثيرة لعلّ منها على سبيل الذكر لا الحصر استفزاز التونسيين وصرفهم حتّى عن اعتصاماتهم المراقبة لحسن صيرورة الثورة المباركة، تضخيم الإسلاموفوبيا لضرب أو على الأقلّ إعطال محاولات الإصلاح المستندة إلى الدّين العاصم من الزلل، ترسيخ الفهم المتخلّف لمبدأ حريّة التعبير، مواصلة سياسة إفساد المجتمع بالوسائل الثقافيّة القذرة أو بثقافة القذارة واللاّقيمة، وأخيرا وليس آخرا – وهو الأهمّ – خدمة ما يسمّى بالهيأة العليا لحماية الثورة، فقد أضافت بفضله الكثير من التحوّطات من الإسلامي لعقدها الجمهوري!… في تونس أناس برزوا أيّام « التغيير المبارك » الذي فرّ صانعه أمام ضغط الثورة المباركة والذي كان استمرّ أكثر من عقدين من الزمن، دأبوا على النّفاق، تخصّصوا في الفساد وامتهنوا الإفساد حتّى أنجزوا ذات فصل من فصول تاريخ تونس الأسود القاتم السواد أشرطة بورنوغرافيّة كان أبطالها بنات المعاهد التونسية وبعض حملة فيروسات فقدان المناعة المكتسبة (كنّا نسمع عن ذلك بالخارج ولا يسمع التونسيون عنه بالدّاخل)… حتّى أنّهم سوّقوا للتطبيع مع الزنا والزناة فسمّوا الفاسدات أمهات عازبات ودافعوا عنهنّ – مظهرين « إنسانيّة فائقة » – ضدّ مجتمع ظلّوا يتّهمونه بأنّه أبويّ متهوّر قاسٍ غير متفهّم غير إنساني وغير مراعٍ لظروف العصر… حتّى برز منهم عبدة شياطين أو شياطينُ لا يعبدون؛ قالت على لسانهم صاحبة الفلم وقد نزعت شعرها: « لا ربّي ولا سيدي »!… كان يجب محاكمة هؤلاء جميعا، قبل حتّى التفكير في محاكمة بن على وأصهاره، فقد كان خطرهم على البلاد – والله – أكثر بكثير من خطر الهروب بأموالها أو بيع عقّاراتها… ولكنّ قدرتهم على التلوّن وامتلاكهم لوسائل الإعلام النّجسة التي منحها لهم بن علي تقديرا يومئذ لأدوارهم الهدّامة واحتراما لذلّ لمسه فيهم أفقدهم القدرة على التأسّي بالرّجال والنّزول بعدئذ في مواطن المروءة والكرامة، مكّنهم من التلبيس على التونسيين – وقد طابوا (طيبة مبالغ فيها) – فنجوا إلى حدّ الآن من المساءلة والمؤاخذة!… وبدل أن يقرأوا حسابا لانتباه التونسيين ومحاسبتهم على مناصرتهم للظالم بن علي اندفعوا بجرأة فيها الكثير من الغباء يواصلون مهمّاتهم الأولى حالمين دوما بحظوة يجدونها كتلك التي وجدوها عند الظالم الفاسد الهارب!… إنّه لظلم أن يقع حلّ التجمّع الديمقراطي ولا يقع حلّ الأحزاب الكرتونيّة التي صفّقت للتجمّع، فقد كان رؤساء هذه الأحزاب يشهدون خلال حملاتهم الانتخابيّة الصوريّة أن لا أحد أفضل في تونس اليوم والمستقبل من صانع التغيير تماما كما شهد المجرم القذّافي بذلك مرّتين مرّة عند التنصيب ومرّة عند الفرار مثلما دوّن التاريخ… إنّه لإساءة بالغة للتعبير أن يمكّن السفهاء من التعبير باسم تونس (الحكماء أهلها المسلمون أهلها الفاتحون أهلها الفصحاء أهلها) في وقت يحاول فيه النّاس إسكات خير النّاس بما يتّهمونهم به من محاربة للنّاس… إنّه لفرق شاسع بين حرّية التعبير وحسن التعبير وإنّها لعلاقة وطيدة بين الحرّية والإحسان، فمن لم يحسن التعبير لحريّ بأن لا يكون حرّا فيه لأنّ المجتمع بحاجة إلى الأخلاق والحشمة والحياء والتواصل والسير في الشوارع بأمان دون سماع الألفاظ الفاحشة كما كان أيّام سطوة صانع التغيير وأتباعه الضالّين!.. ثمّ أيمكننا حقّا في تونس السماح لكلّ ناعق وشاذّ بفعل ما يريد في البلاد!… اللهمّ لا، فإنّ السفيه يُحجر حتّى على أمواله!… إذن أكان منطقيّا هذه الأيّام أن نحكي عن العنف ولا نحكي عن أسبابه!… أكان معقولا أن نؤاخذ هذا الطرف أو ذاك ونتّهمه بـ »مصادرة » حريّة التعبير ولا نؤاخذ من أساء التعبير وتعدّى فيه، وإذن أكانت مؤاخذتنا لرسّامي الدّنمارك – وقد برئوا من الإسلام – منطقيّة!… أكان محتملا أن نرى بوضوح من يكفر بالله ولا نمنع كفره بالقلب وباللسان وباليد، بحجّة حرّية معتقده!… من هؤلاء الذين يتجاوزون عن أعمال الكفر باسم حريّة المعتقد ولا يعذرون من لا يقبل الكفر في بلدهم المسلم باسم الدّفاع عن المعتقد!… أحسب؛ بل وأرى أنّ خبرة بعض النّاس في التطبيع مع اليهود الصهاينة قد دفعتهم إلى محاولة التطبيع مع البذاءة ومع الكفر ومع الجرأة على الله سبحانه وتعالى حتّى عاف رئيس الهيأة العليا لحماية الثورة أن يكون عبدا لله فكان صديقا له!… وأجزم أنّه ليس من عدم الديمقراطيّة ولا من تقييد الحريّة الالتزام بما عليه السواد الأعظم في البلاد التونسية. وعليه فليس من حقّ القلّة سيّما إذا كانت شاذّة الاستهزاء بالأخلاق وبالدين أو بالله جلّ وعلا، وعلينا أن نقتدي بالبلدان الديمقراطيّة فنضع لنا حدودا نتّفق على عدم تجاوزها!… وإذا كان الحديث عن الهولوكست والساميّة مثلا من المواضيع المحرّمة في عالم ديمقراطيّ يخاف فيه النّاس من اليهود؛ أفلا يكون الكفر مثلا موضوعا محرّما في تونس الإسلاميّة التي يخاف فيها النّاس الله ويحبّونه!… حول سينما الفتنة…بعيدا عن حريّة الرأي
لا أفهم حقيقة العلاقة بين وضع تونس الحالي و عرض شريط يتضمّن تهكّما على الذات الإلهيّة و مقدّسات الشعب العربي في تونس ؟ ما الرسالة التي أرادت المخرجة الفاني إيصالها للنّاس في زمن الثورة؟ و ما غاية الجهات التي دفعت إلى عرض هذا الشريط بأن يتمّ ذلك في هذا الوقت بالذّات؟ هل انتهينا من محاكمة قتلة الشهداء ؟ هل جلبنا المخلوع و عصابته من السعوديّة ؟ هل أصلحنا القضاء و الإعلام ؟ هل غيّرنا حياة النّاس في المناطق الدّاخليّة التي لا زالت تنتظر ثمار الثورة ؟…
يبدو أنّ برنامج فئة معزولة من المحسوبين على الشعب العربي في تونس لا علاقة له بما ذكرت بل كلّ همّهم البحث عن الأمور الخلافيّة التي تجعل منهم بطريقة دراماتيكيّة أبطالا وهميين في معركة حريّة الرأي و التعبير …هذه المعركة التي لا يخوضها التونسيون اليوم لأنّ رأيهم ببساطة ليس مع نكران الله و الدّين بل مع نكران خداع الحكومة و هيأتها العليا و مماطلتها و تلاعبها و انحرافاتها بمطالب الناس نحو التمييع… لو كان عرض هذا الفلم فيه بصيص من آمال الشعب الحقيقيّة لما عرض في تونس أصلا و لو كان هذا الفلم يمسّ من هيبة فرنسا أو الصهيونيّة وليّة نعمة هؤلاء لأحيل حتّى مشاهديه على العدالة ؟؟
لنذكّر دعاة حريّة الرأي بحادثة قريبة جدّا لم يمرّ عليها أكثر من شهر وهي حادثة طرد المخرج الدانمركي « لارس فون ترير » من مهرجان « كان » السنمائي الشهير بسبب مزحة حول إعجابه بهتلر و قد أصدرت إدارة المهرجان بيانا جاء فيه :
« يأسف مجلس ادارة المهرجان بشدة لاستغلال لارس فون ترير لهذا المنتدى للتعبير عن تعليقات لا يمكن قبولها أو اغفالها وتتعارض مع مثل الانسانية والكرم التي يقوم عليها هذا المهرجان ذاته ».
وأضاف البيان « يدين مجلس الادارة بشدة هذه التعليقات ويعلن أن لارس فون ترير شخص غير مرغوب فيه في مهرجان كان، على أن يسري القرار فوراً ».
تصوّروا صرامة هذا القرار الفرنسي في حقّ مبدع أعلن رأيه في هتلر…أليس هذا اعتداء على حريّة الرأي و التعبير ؟؟ لماذا لم يتضامن أنصار حريّة الرأي في تونس مع هذا المخرج ؟ أم ترى حريّة الرأي تقف فقط عندما تمسّ مشاعر الصهاينة ؟؟؟
ما العيب في أن ينتفض بعض الشباب دفاعا عن إلههم ؟؟ في الوقت الذي تنتفض فيه فرنسا دفاعا عن مشاعر يهودها ؟؟  
 
خالد العقبي
(ناشط حقوقي و نقابي بنفطة )

<



 
ليس من شيم التونسيين التهجم على ضيوفهم مهما كانت اصولهم أو أفكارهم حتى وان اختلفنا معهم .
ما صدمنا حقا هو تهجم الصحفي وليد العماري على الشاعر الفلسطيني المقاوم والاكاديمي في العلوم السياسية تميم البرغوثي .هذا الشاعر الذي علا صوته حين سكت الاخرون ,تكلم وتظاهر وهجر لمواقفه الشجاعة والمبدئية في السنوات التي طبل فيها عديد الاعلاميون لاسيادهم ولبسوا السواد حدادا عليهم وعلى ايامهم .ركبوا الثورة بل الثورات العربية وجعلوا انفسهم ناطقين باسمها .ذنب تميم الوحيد أنه وقف الى جانب المقاومة اللبنانية في صراعها المرير مع اسرائيل ومع المتخندقين معها وبما أن العدو الصهيوني لم يقبل الهزيمة التي مني بها في 2006 فان حربه ضد المقاومة استمرت وبكل الوسائل المتاحة واهمها الاعلام .
كان الهدف الاول هو تشويه الرمز رمز المقاومةالمنتصرة التي برهنت للعرب أن الطريق للنصر هو حرب العصابات في ظل عدم تكافؤ تقني بيننا وبين الصهاينة ,هذه المقاومة التي متعتنا ولاول مرة بمشاهدة دبابات الميركافا وهي تحترق وبكاء الجنود الصهاينة وعويلهم تحت ضربات المقاومين .ولما كان سلاح الاعلام والتواطؤ اقى من اف 16 انتقلت اسرائيل بالتعاون مع اميركا واحدى الدول العربية الغنية جدا والتي تكفل مدير أمنها الذي كان سفيرا في نيو يورك والصديق الشخصي لبوش بالمهمة :مهمة تشويه المقاومة وجعل حزب الله حزبا طائفيا فقط يخدم المصلحة الايرانية وقد انخرط عديد الصحفيين العرب في هذه اللعبة اغلبهم عن قصد وبعضهم عن غباء كبير.
نعود للطفي العماري الذي تهجم على تميم البرغوثي لا لشخصه بل لموقفه من المقاومة ومن حزب الله وقد فعل ذلك من قبل عند استضافة الشاعر أحمد فؤاد نجم ذلك الشيخ الطيب المريض الذي لم يفهم مقاصد العماري لكن الرائع البرغوثي أفحمه من خلال محاضرة قصيرة في علم الجغراسياسة .بينت هشاشة ثقافة اعلاميينا اصحاب المنابر قبل الثورة وبعدها. المخجل أن هذا الصحفي وخلال مقابلته للباجي قايد السبسي جلس كالتلميذ الغبي الخائف من معلمه لانه لم يحل واجباته ولم يكن مشاكسا كما يدعي بل أكتفى بمهاجمة الجزيرة متهما اياها بقصف ليبيا اعلاميا والباجي يهز رأسه فرحا بمثل هذه الاراء. العماري أيضا لم يكن مشاكسا عندما كان الضيف المخرج محمد الزرن صاحب فيلم ’’شمعون’’الذي أساء فيه لأهله قبل أن يسيء لتونس بالمال الذي تلقاه من اللوبي الصهيوني في فرنسا. ترى هل الرحلة المجانية في الطائرة التي سخرها النظام البائد الى جربة والاقامة الفاخرة وسمك جرجيس اسكت لطفي العماري.
عبد الله بن عبد الرحمان

<



الناصر الهاني
لن أخوض في الأصل الإيتيمولوجي للفظة المثقف لأن المسألة لا تحتاج إلى هذه الوسيلة . ولطالما عرّف « المثقفون » أنفسهم انطلاقا من هذه المسألة . ويتفق جلهم أو كلهم أنّ ما تبقـّى من التـّعريفات هو تعريف غرامشي وهذا لتهافت أو لعشق إيديولوجي لا يفصحون عن خباياه . والمثير للجدل برأيي في هذا العنوان الطويل المملّ لفظة  » الاغتراب  » وهذا المصطلح يحتاج للتـّعرية والتـّعريف . لكنـّني سأوكله لنفس الجهة طالما أن الكلّ ينسب اكتشافه كمصطلح فاعل ووازن لكارل ماركس عندما رأى هشاشة وضع العامل في مجتمع الربح والرسملة محاطا بكم هائل من المكننة التي لا تبادله وعيه بالقهر ولا تشعر معه بعدمية جهوده تجاه نفسه لأن الإنتاجية التي يوفــّرها تزيد في قهره وتفاهته وتعالي مستغليه وثرائهم . وهذا المصطلح ينم عن نوعين من هذا الصنف على الأقل في المستوى السطحي والمفهوم الصفر له :
فماهما هذان النوعان من الاغتراب ؟ وما علاقتهما بمثقف اليوم في الساحة التونسية تحديدا؟؟
يتجلى المعنيان من خلال علاقة المصطلح بالمثقف . ويفترقان في بينونة لا تلتقي . فأما النوع الأول فهو الاغتراب القسري الذي يكون المثقف ضحية له أراد أو لم يرد . وليس المثقف وحده هو المعَلـّق من كعبه في حديدة العرض لهذه الآفة بل المجتمع بأسره لظروف قاهرة وعوارض مانعة وحوادث مسطرة . وأما النوع الثاني فهو الاغتراب الاختياري والإرادي والذي يكون في الغالب من تصميم المثقف وهندسته وبوحي مما تفتقت عنه قريحته . وحتى لا يفهم الأمر على غير مقصده لا أقصد بالاغتراب الغربنة والارتماء في أحضان الغرب . فذلك هو التغريب ، وشتان بين الصنفين والمجالين . وعلى ما يبدو إن المجال الثاني رغم طرحه منذ تباشير النهضة العربية ، وانقسام الناس فيه إلى ملل ونحل ، مازالت تفاصيله مستعصية ، وفي كل يوم يزداد الغموض فيه ، ويقع في مصيدته كل يوم أفراد جدد من الرافضين والمدافعين على حد السواء.
فأما الصنف الأول من الاغتراب فيبدو أن التربة العربية برمتها تعيشه كناتج طبيعي للقهر وصعوبات الفهم والتفاهم بين الهرم وبقية الجسم المجتمعي في كل الأبعاد المرصودة اقتصاديا و اجتماعيا وثقافيا ونفسيا وسياسيا وحضاريا . لأن عقدة العلاقة مزمنة وقديمة ، وكلّما تكشف حلّها سعت جهة مّا إلى استدامة الحالة وتعويض العلاج بعاهة جديدة . وبهذا يتأبـّد الوضع، وتصبح السلامة شاذة ، وتتواصل العلائق المشبوهة كبديل طبيعي وقع التطبع به والتطبيع معه . ويستوي في هذا الأمر الكل ، فحتى رأس الهرم يجد نفسه متورطا في هذه الأحابيل . وكلما تنوّر وأراد الخروج من هذه الرّبقة أعادوه غصبا ، وزينوا له المكوث ، ورغبوا له أن يضغط على زر الزيادة في مقدار الاغتراب . وبهذا تصبح الجرعات محل تنافس . وقد تطبعت الشعوب عليه بل تشتكي نقصه . وبهذا يصبح القسري إراديا لكن دون وعي ، لأن العامة ترِد موارد أسيادها صاغرة ولا يهمّها التثبّت من صفاء المشرب ، بل يستوي الحال بين الزلال والطحالب . وهذا ما جعل ثمار زرعنا زقـّوما وصحـّر الخصب من أرضنا وجعلها بلقعا . وأما الصنف الثاني من الاغتراب فذاك الإرادي الذي تختاره النخب ، وترتضيه لمن تظن أنها أمسكت بقياده . فإن كان الأول ناتجا عن جهل وحرمان وضعف فإنه يهون ويحتاج إلى ردهة زمنية لإنارة العقول وتجاوزه . أما ما نحن بصدد تفصيل أوجهه فهو الطامة والطاعون الذي لا ترياق له ، لأنه مدبر ، ومن فعل أهل الحل والعقد كما يشار للمثقفين في زمن غير بعيد. وعندها يساق الناس إلى الحتف ، وتضيع كل الاتجاهات ، ويتوه الصائب كما الضال ، ويستويان رغم اختلاف المشارب ، ويتحد الجميع في العدم ، ولا خير يرتجى ، فالكل يتجه إلى الثقب الأسود الذي فيه تداس القيم ، وتباع المبادئ ، ويكتسب الإعصار بفضله قوته التدميرية ، وينبتّ الكل ولا من يكشف عن ضرّ غيره ، بل لا رغبة أصلا في النجاة . ولعل الحالة التونسية الراهنة تكشف صواب ما نحن بصدد بيانه . ففي لحظة المرج والهرج الناتجين عن اختلاط الصور، ودمج أوراق اللعبة كان حريا بالمثقفين أن يسوقوا الرأي العام باتجاه يجنبنا الزلل والأخطار، وينأى بنا عن التطاحن والحسابات الضيقة. لكن مثقفينا أبوا إلا أن يجعلوا من جماجمنا مناصب يعتلونها ليخطبوا خطبهم الجافة ، ويفصّلوا أجنداتهم الخاوية. رغم أنهم يعلمون أننا نئن ممن سبقهم ، وأننا سئمنا الأحمال الثقيلة الزائدة وغير النافعة . لكنهم ما استشعروا الرحمة تجاهنا ، وهاهم يوهنون كواهلنا ، فمن متسلّق يطبق مناهج العلوم على نصوص تراثيّة حوّل حياتنا إلى ورشة لتجريبيته الفاشلة . وقانوني يفصّل مقولات الفقه الدستوري المقارن ليرى إن كانت خبايا الفصول ناجحة أم فاشلة؟! وحقوقي يرغب في تبيان ما إذا كانت العدالة الانتقالية نسبية أم غير مناسبة! وفنان يجرب فينا الإخراج بعدسات الأبيض والأسود بعد أن تجاوزها زمن الإخراج . وحداثي يحدّث نفسه بترّهات السريالية والدادائية وكل صنوف التكعيبية والبرناسية ودمغات الفن الحديث ويريدنا أن نكون فاصلا صامتا في جملة المشهد الكوني ولا هو قادر على فهم ذاته ولا تفصيلنا كفاصل . وسياسيين جرّبوا كل معاطف التّزيّن والتّغّير وعندما مسكوا زمامنا تنمّروا واستأسدوا وتضخّموا حتى لم تعد ذواتهم تحتويهم . وبين هؤلاء جميعا صرنا ضحايا وأهدافا سهلة . والمصيبة أن هؤلاء على اختلاف مشاربهم وأظن أنه الآن صار مشربهم واحد يتوحدون في امتصاص دمائنا . ويتواصلون فيما بينهم تواصلا خارقا. ويغطون رقعة الشطرنج جيدا . فالسياسي يمول الفنان . والحقوقي يغطي الجريمة . والكل متناغمون ومتجانسون ومتحدون . فالكل يلبس ثوب الحداثة ، لكن كيف ؟
إنهم يلبسون ثوب الحداثة بالمقلوب . فهم في استسقاء غيث فرنسا وأمريكا. لهذا تجمعهم الآحاد والأسبات . ومن غريب المفارقات أن الحدّاثيين هؤلاء ورغم تشدّقهم بالحرية والديموقراطية لا يقبلون غير ظلالهم ويرفضون ما دون خرافاتهم وإن كان معتقد شعب ومخزونا جمعيّا فهم لا يبالون بشيء، وتجاوزوا حرب أبناء جلدتهم في الأرض لتصبح أسلحتهم بالستية تطال الربوبية وكل المقدس . فأين ما يتحدثون به من قبول الآخر وقبول الرأي المخالف . فهاهي السيدة الفاني تنفي كل مخالف وترفضه أصلا « لاربي لا سيدي « . ومادام لها رب تنفيه ألا يحق للبسطاء أن يتعبدوا ما يرونه ملجأهم وسندهم ؟! فمتى الفرج وزوال العلّة ؟ ومتى يعي المثقف أنه بإمكانه أن يأخذ بيد الناس ليوضح لهم معالم الطريق، ويعوضهم بلطفه ولينه وطول صبره عن صلف السلطان وتجبر الساسة ، ويبلسم جراح المكلومين والمظلومين والمضطهدين بفكرة مناسبة وكلمة جادة لا بمسرح الجنون وتهافت الشواذ ؟؟؟؟؟؟! فاللاجئ في الجنوب التونسي يحتاج مساعدة ومساندة نفسية تنسيه غربته وليس التعبير الجسماني ولقطات الحلفاوين وثقوب عصافير السطوح…ولهذا فالمثقف وجب أن يكون نافورة أمل لا منجما للاغتراب والغربة وقطعا لن يكون بوابة للتغريب مادام معتزا بذاته و شامخا بهويته .

<



أيها التونسيون والتونسيات السلام عليكم ، سلاما ندعو أن نتعاون عليه جميعا حتى يعم بلادنا ، وبعد : النشرة هي أداة أخرى من أدوات التواصل والتفاعل معكم هذه النشرة هي أداة أخرى من أدوات تواصل وتفاعل العمل الشعبي الاهلي والمدني مع التونسيين. وإذا كان الموقع يحتاج إلى أن يتحرك إليه من يريد ، فهذه النشرة هي التي تتحرك وتعمل إلى أن تصل الى الجمهور التونسي حيث هو. وإذا كان الموقع وصفحاته على الفيسبوك لا يصل ولا تصل إلا من خلال الانترنت – التي لا تتيسر لأكثر التونسيين – فإن النشرة تريد أن تكون متحررة منها ، لتصل أيضا إلى من لا يملكونها ، بنسخها ونشرها من أي تونسي يريد أن يربح أجرا بذلك . أبرز سمات الواقع التونسي ويأتي هذا العدد (2) والذي يليه بإذن الله – وقد كانا عددا واحدا اضطررنا لتقسيمه لطوله – وأبرز سمات الواقع التونسي ثلاثة : 1. ثورة أصبح يرى الكثير من التونسيين أنها مهددة بالسرقة والارتداد عليها. 2. استعار الخلافات والمصالح التقليدية التي تشق أحزاباً سياسية ونخباً إيديولوجية. 3. انغمار القوى الفاعلة والجمهور التونسي في المعامع السابقة انغمارا وانشغالاً ضاعت فيه الرؤى الاستراتيجية ، ومشاريع التغيير العميق ، ومشاريع البناء الراسخ ، لترقى بالإنسان والأوضاع الى أفق الثورة وأبعادها وطموحاتها. نشرتكم مفتوحة دائما للتطوير شكلا ومضمونا أيها التونسيون والتونسيات ، هذا هو العدد الثاني من نشرة العمل الشعبي الاهلي والمدني – وهو تجريبي أيضا – ، وقد جاء وفق مقترح جديد في شكله ، نسأل الله أن يكون أفضل ، ونشرتكم مفتوحة دائما للتطوير شكلا ومضمونا . و »خير الناس أنفعهم للناس »

<


حصري من رويترز: أمريكا تستأنف الاتصالات الرسمية مع الاخوان المسلمين في مصر


واشنطن (رويترز) – قال مسؤول أمريكي رفيع إن الولايات المتحدة قررت استئناف الاتصالات الرسمية مع جماعة الاخوان المسلمين في مصر في خطوة تعكس الثقل السياسي المتنامي للاسلاميين وان كان من شبه المؤكد ان يغضب ذلك إسرائيل ومؤيديها الأمريكيين. وقال المسؤول الرفيع الذي طلب عدم نشر اسمه « المشهد السياسي في مصر تغير ومستمر في التغير. » وأضاف « من مصلحتنا التعامل مع كل الاطراف التي تتنافس على البرلمان والرئاسة. » وحرص المسؤول على التأكيد على ان هذا التحول هو تطور دقيق أكثر منه تغير مفاجئ في موقف واشنطن من الاخوان المسلمين التي تأسست في عام 1928 . وبموجب سياسة واشنطن السابقة كان يسمح للدبلوماسيين الامريكيين بالتعامل مع أعضاء الاخوان المسلمين في البرلمان ممن فازوا بمقاعد كمستقلين — وهو قالب خيالي دبلوماسي سمح لهم بالمحافظة على خطوط اتصال مفتوحة. وبينما كان الدبلوماسيون الامريكيون في السابق يتعاملون فقط مع مجموعة أعضاء لدورهم كبرلمانيين وهي سياسة قال المسؤول انها سارية منذ عام 2006 فانهم سيتعاملون الان مباشرة مع كوادر أقل مستوى في جماعة الاخوان المسلمين. ولا يوجد حظر قانوني أمريكي يمنع التعامل مع جماعة الاخوان المسلمين نفسها التي نبذت العنف منذ فترة طويلة كوسيلة لتحقيق تغيير سياسي في مصر والتي لا تعتبرها واشنطن منظمة ارهابية أجنبية. لكن جماعات اخرى متعاطفة مثل حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) التي تصف جماعة الاخوان المسلمين بأنها مرشدها الروحي لم تنبذ العنف ضد إسرائيل. ووجدت ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما نفسها في مأزق. ويقول مسؤولون سابقون ومحللون ان ما من خيار امامها سوى التعامل بشكل مباشر مع الاخوان المسلمين نظرا لنفوذ الجماعة السياسي بعد سقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك في 11 فبراير شباط. ومن المؤكد ان يواجه اوباما انتقادات لتعامله مع الاخوان حتى ولو بصفة مؤقتة. وعبر بوضوح هوارد كور المدير التنفيذي للجنة الشؤون العامة الامريكية الاسرائيلية عن الشكوك العميقة للجنة المؤيدة لاسرائيل ازاء جماعة الاخوان في كلمة القاها الشهر الماضي. وقال كور « بينما نأمل جميعا ان تخرج مصر من الانتقال السياسي الحالي بديمقراطية ناجحة على النمط الغربي فان الحقيقة هي ان أفضل قوة سياسية منظمة في مصر الان هي الاخوان المسلمون — التي لا تعترف باسرائيل. » ورأى دبلوماسيون امريكيون سابقون ان الولايات المتحدة تعين عليها التعامل مع الاخوان المسلمين نظرا لنفوذها في مصر. وقال ادوارد ووكر وهو سفير أمريكي سابق في مصر واسرائيل يعمل الان بالتدريس في كلية هاملتون « لا يمكن ان يكون لدينا انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية ما لم نكن مستعدين للتحدث مع كل الناس الذين هم جزء من تلك الديمقراطية. » وأضاف « ان ذلك سيفتح بابا للشيطان. » واستطرد « هناك كثير من الناس الذين لن يرضيهم ما أفرزته جذور الاخوان المسلمين … سيكون هناك أناس لن يقبلوا بان الاخوان المسلمين أصبح لهم شخصية جديدة أو مختلفة اليوم. » ومن المقرر ان تجرى الانتخابات البرلمانية في مصر في سبتمبر ايلول ووعد المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد باجراء انتخابات الرئاسة بحلول نهاية العام. وتطور تعامل الولايات المتحدة مع الاخوان المسلمين بمرور الوقت ووجد المسؤولون سبلا للمحافظة على الخطوط مفتوحة تحت ستار ورقة توت دبلوماسية أو اخرى. وفي يونيو حزيران عام 2005 قالت وزيرة الخارجية الامريكية انذاك كوندوليزا رايس في ردها على سؤال بالجامعة الامريكية في القاهرة « لم نجر اتصالات مع الاخوان المسلمين. » وأضافت « لم نتعامل مع الاخوان المسلمين و… لن نفعل. » والحقيقة أكثر تعقيدا. في الثمانينات تعامل دبلوماسيون امريكيون علانية وكانوا يزورون مقر الجماعة بالقاهرة للالتقاء باعضاء بينهم مرشد جماعة الاخوان المسلمين وفقا لنص كلمة القاها في مايو ايار 2008 فرانسيس ريتشاردوني السفير الامريكي الاسبق لدى مصر الذي يتولى الان منصب سفير الولايات المتحدة لدى تركيا. وبحلول عام 1994 عندما أصبح ووكر سفيرا لامريكا لدى القاهرة قال ان السياسة هي تجنب الاتصالات المباشرة والتعامل مع النقابات أو الشخصيات البارزة الاخرى التي قد تكون منتمية لعضوية جماعة الاخوان المسلمين. ووفر هذا الاسلوب لواشنطن وسيلة لمراقبة فكر الاخوان دون استعداء اولئك الذين يعارضون مثل هذه الاتصالات أو نظام مبارك الذي أبقى على وضعها كمنظمة سياسية محظورة وسجن العديد من اعضائها لكنه سمح لها أيضا بعمل برامج للرعاية الاجتماعية. ورغم عداء مبارك للجماعة فانه قد سهل بطريقة غير مباشرة الاتصالات الامريكية بها بسماحه للمتعاطفين معها بالفوز بمقاعد في البرلمان ما داموا يخوضون الانتخابات كمستقلين مقدما لواشنطن مبررا للاتصالات. وقال اليوت ابرامز نائب مستشار الامن القومي المختص بشؤون الشرق الاوسط في ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش انه كان يفضل اسقاط الحظر المفروض على الاتصالات الرسمية لكن مع الاقدام على أي تعاملات فعلية بحرص شديد. وقال ابرامز ان المواقف التي تبناها بعض اعضاء الاخوان مثل تأييد اجراء اختبارات دينية لمن يشغلون مناصب عامة والتشكيك في حق النساء وتقييد حرية العقيدة أو حرية التعبير كانت « مكروهة » بالنسبة للولايات المتحدة. وتقول جماعة الاخوان انها تريد دولة مدنية ذات مرجعية اسلامية لكن الحديث من جانب بعض اعضائها عن « دولة اسلامية » أو « حكومة اسلامية » أثار قلقا من ان هدفهم هو دولة تطبق فيها احكام الشريعة بالكامل. وتقول الجماعة ان مثل هذه التصريحات أخرجت من سياقها. وقال ابرامز « انه أمر حيوي … ان نوضح تماما للمصريين انه اذا كنا سنعقد اجتماعا فهذا لا يعني اننا أقل معارضة للافكار التي يمثلونها. » وقال المسؤول الامريكي الذي طلب عدم الافصاح عن هويته ان الدبلوماسيين الامريكيين « سيواصلون التأكيد على أهمية دعم المباديء الديمقراطية والالتزام بعدم العنف واحترام الاقليات وحقوق المرأة في الحوارات مع كل الجماعات بما فيها الاخوان المسلمون. »
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 30 جوان 2011)

<



القاهرة (رويترز) – قال متحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين في مصر يوم الخميس إن الجماعة ترحب بأي اتصالات رسمية مع الولايات المتحدة كوسيلة لتوضيح رؤيتها لكن لم تجر حتى الآن أي من هذه الاتصالات. وقال مسؤول امريكي رفيع يوم الاربعاء إن الولايات المتحدة قررت استئناف الاتصالات الرسمية مع جماعة الاخوان المسلمين في خطوة تعكس الثقل السياسي المتنامي للاسلاميين وان كان من شبه المؤكد ان يغضب ذلك اسرائيل ومؤيديها الامريكيين. وقال محمد سعد الكتاتني المتحدث باسم الاخوان لرويترز « اننا نرحب بأي نوع من العلاقات من الجميع وان تكون هذه العلاقات لتوضيح الرؤى ولكن لا تكون ولا تقوم على التدخل في الامور الداخلية للبلاد. » وقال الكتاتني الذي يتولى ايضا منصب الامين العام لحزب الحرية والعدالة الذي يمثل الاخوان « حتى الان لم يتم أي اتصالات مع الجماعة أو الحزب. » وأضاف « هذه العلاقات ستوضح رأينا في الشأن العام والقضايا. » وبموجب سياسة واشنطن السابقة كان يسمح للدبلوماسيين الامريكيين بالتعامل مع أعضاء الاخوان المسلمين في البرلمان ممن فازوا بمقاعد كمستقلين — وهو قالب خيالي دبلوماسي سمح بالمحافظة على خطوط اتصال مفتوحة. وقال مسؤولون أمريكيون سابقون ومحللون ان ادارة الرئيس باراك اوباما ليس لديها خيار يذكر غير التعامل مع الاخوان المسلمين مباشرة نظرا لنفوذهم السياسي بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك يوم 11 فبراير شباط. وقال المسؤول الرفيع الذي طلب عدم نشر اسمه « المشهد السياسي في مصر تغير ومستمر في التغير. » وأضاف « من مصلحتنا التعامل مع كل الاطراف التي تتنافس على البرلمان والرئاسة. » ونبذت جماعة الاخوان المسلمين منذ فترة طويلة العنف كوسيلة لتحقيق تغيير سياسي في مصر ولا تعتبرها واشنطن منظمة ارهابية اجنبية. لكن جماعات اخرى متعاطفة مثل حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) التي تصف جماعة الاخوان المسلمين بأنها مرشدها الروحي لم تنبذ العنف ضد اسرائيل. ومن المقرر ان تجرى الانتخابات البرلمانية في مصر في سبتمبر ايلول ووعد المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد باجراء انتخابات الرئاسة بحلول نهاية العام. وعندما سئل مسؤول امريكي في المنطقة بشأن استئناف الاتصالات الرسمية قال « هذا الامر يجري الاعداد له منذ بعض الوقت. » وأضاف المسؤول ان أعضاء زائرين من الكونجرس الامريكي اجتمعوا مع مسؤولين من الاخوان كما اجتمع دبلوماسيون مع اعضاء بصفة غير رسمية في مناسبات كان يحضرها الاخوان وآخرون.
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 30 جوان 2011)

<  

أعداد أخرى مُتاحة

10 janvier 2004

Accueil   TUNISNEWS   4 ème année, N° 1330 du 10.01.2004  archives : www.tunisnews.net الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: كريم الهاروني

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.