هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات: بــــــــــيان الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بيــــان جمعية « نساء ضد التعذيب بتونس »: 7 نوفمبر: يوم عالمي للتضامن مع النساء المضطهدات في تونس اللجنة الطلابية للدفاع عن الحجاب بتونس : بلاغ رويترز: تونس تغلق سفارتها في قطر بسبب برامج قناة الجزيرة رويترز: قناة الجزيرة تواجه انتقادات واسعة في تونس أ ف ب:القناة القطرية تنفي وجود « أجندة سياسية ضد تونس » الحياة : تونس تقفل سفارتها في الدوحة بسبب «الجزيرة» الشرق الأوسط . تونس تؤكد إغلاق سفارتها في قطر احتجاجا على «حملة قناة الجزيرة» الصباح: وضع النقاط على الحروف الشروق: حين تتحوّل حرية التعبير إلى صوت للفتنة ودعوة للشغب! الأزهر عبعاب: عفوا تونس ليست ألبانيا بسام خلف: خلق القران …. الحجاب: قراءة في الوضع التونسي الهادي بريك: … إن كنت لأظنك أشد إربة يا سيد فوراتي(2 من 2) حبيب الرباعي: تأمل آيات رب الأرباب، في النظام التونسي المحارب للحجاب (1 من 2) أبو طـه: بعض نصائح للمحجبات بتونس آمال موسى: تونس ومسألة الحجاب: موقف سياسي أم حداثي تاريخي؟ علـي شرطـانـي: ما معنى استغلال الدين ؟ زينب عبداللاه: هل يحق لنا بعد ذلك أن نعترض إذا قامت دولة أجنبية بحبس المحجبات؟!: إعلان الحرب علي الحجاب في تونس!! برهان بسيّس: أوهـام دون كيشوت!!! محمد العروسي الهاني: ثقافة الخوف والوهم السائدة في بلادنا والمعششة في الأدمغة والقلوب نتيجة الوهم والشبح المخيف على الدوام الشرق القطرية : تواجه استحقاقات مع الاتحاد الأوروبي ..الحكومة التونسية تعد موازنة حذرة في ظل صعوبات اقتصادية الشروق: محاضرة نادرة للشيخ الفاضل بن عاشور… واحتفاء بمدينة القيروان سامي بيداني: لماذا يا دنمارك؟ توفيق المديني: هل ينجح بيكر في إنقاذ بوش؟ د. بشير موسي نافع: معني العراق: للولايات المتحدة، للمنطقة، وللوضع العالمي
To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
قناة الحوار التونسي
– الظروف السياسية عقب 7 نوفمبر 1987. – موقف الحزب الديمقراطي في عديد القضايا الحيوية اليوم. – حول حركة 18 أكتوبر. – حول مسالة المساواة في الإرث . – حول المؤتمر القادم وموقفه من ترشحه أو من عدمه للأمانة العامة. – حول العلاقة مع القوي السياسية وتخصيصا الإسلامية منها .
كما تعرض القناة الجزء الثاني من السهرة الرمضانية التي أحياها الفنان الملتزم محمد بحر والتي نظمها اتحاد العمال المهاجرين التونسيين بباريس Hotbird 7a – 13° est TRASPONDEUR : 18 FREQUENCE : 11.541,03 FEQ : 5/6 POLARIS. : V SYMBOL RATE : 22.000 Mb CANAL : Arcoiris Tv www.elhiwar.org
بإشراف الضابط صلاح الدين البوغانمي
تعنيفهم مما ألحق بهم عدة أضرار بدنية تمت معاينتها من طرف الحكيم المباشر بقسم الاستعجالي بمستشفى الحبيب ثامر و احتفظ بهم لمدة ثلاث ساعات ثم أطلق سراحهم و قد غادروا المستشفى بعد منتصف الليل يوم 25/10/2006.
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
33 شارع المختار عطية تونس 1001
الهاتف : 71340860 الفاكس:71354984
13/10/2006
بيــــان
علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن أفرادا من عائلات بعض المساجين السياسيين التقوا يوم الثلاثاء 24 أكتوبر 2006 ثاني أيام عيد الفطر بمنزل السجين السياسي الأستاذ محمد عبو الكائن بالوردية بتونس وقد حضر اللقاء كل من السيدة سامية حمودة زوجة الأستاذ محمد عبو وابناؤه والسيدة فوزية السنوسي أخت السجين لطفي السنوسي وأبنته خولة السنوسي والسيدة جميلة عياد والدة السجين ماهر بزيوش والسيدة صبيحة الطياشي أرملة السجين السياسي السابق المرحوم الهاشمي المكي الذي توفي أخيرا نتيجة لمرض عضال أصابه أثناء إقامته بالسجن والسيدة زهرة التونكتي شقيقة السجين محمود التونكتي ووالدته، والسيدة سهام النجار زوجة السجين حاتم زروق وابنها شعيب وابنتها بلقيس ، والسيدة بختة زوجة السجين السياسي الشاذلي محفوظ وابنتها نهى .
وان مجموعة من البوليس السياسي حاصرت بأعداد غفيرة منزل السجين المذكور ومنعت الزائرين من دخول المنزل او الخروج منه ومن بينهم الأستاذ العياشي الهمامي والسيد فتحي الجربي والسيد حمة الهمامي وزوجته الأستاذة راضية النصراوي وانضمت إليهم للمعايدة السيدة نزيهة رجيبة الصحافية المعروفة بأم زياد التي ذكرت أن حضورها كان نيابة عن السيدة الخلصي أم السجينين التوأمين ماهر ورمزي الخلصي التي تغيبت لزيارة ابنيها بالسجن .
ثم وعند خروجهم من المنزل المذكور بعد غروب الشمس حاول أعوان البوليس السياسي إلقاء القبض عليهم وزجوا بقوة وتحت وطأة العنف بكل من السيدة صبيحة العياشي أرملة المرحوم الهاشمي المكي بمعية زوجة السجين السياسي حاتم زروق السيدة سهام النجار التي كان بصحبتها ابنها شعيب وابنتها بلقيس زجوا بهم جميعا في إحدى سيارات البوليس واقتادوهم جميعا إلى منطقة الشرطة بسيدي البشير واحتفظوا بهم طيلة ثلاث ساعات وقد أصيبوا من جراء الاعتداء عليهم بأضرار بدنية اضطرتهم للالتحاق بمستشفى الحبيب ثامر ولم يغادروه إلا بعد منتصف الليل و كانت الإصابات بالنسبة للطفل شعيب زروق بالغة حيث تم نقله بحالة إغماء على جناح السرعة إلى قسم الطوارئ بمستشفى الحبيب ثامر و كان الدم ينزف من أنفه.
كما علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن عددا من الشحصيات السياسية و الجمعياتية تنقلت إلى منزل الأستاذ محمد عبو قصد التعبير لزوجته و أبنائه عن تضامنهم معهم من بينهم عميد المحامين لكن أعوان الأمن منعوهم من الدخول للمنزل.
والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تعبر عن بالغ انشغالها بهذا الانزلاق الخطير في التعامل الأمني مع مواطنين عزل لا ذنب لهم إلا أنهم التقوا صدفة أو اجتمعوا بمناسبة العيد في منزل احد المساجين السياسيين سواء كان ذلك للمعايدة أو لتبادل الرأي حول المأساة التي يعشها ذووهم المحتجزون من اجل آرائهم في بعض السجون التونسية وتطالب بفتح بحث في الموضوع ومعاقبة من تثبت مشاركته من بين اعوان البوليس السياسي في الاعتداء بالعنف الشديد على المواطنين المذكورين .
رئيس الجمعية
الأستاذ محمد النوري
جمعية « نساء ضد التعذيب بتونس »
اضطهاد النساء يعود على أشده في تونس
7 نوفمبر: يوم عالمي للتضامن مع النساء المضطهدات في تونس
درجت السلطة التونسية على الإكثار من الضجيج والتبجح بما حققته للمرأة التونسية من « مكاسب » وذلك في تجسيد كامل للانفصام الصارخ بين الخطاب والممارسة الذي يطبع سياسة السلطة في بلادنا في كافة الميادين.
ومن المفارقات ان تكون المرأة في بلادنا محرومة من حقها في اختيار لا من يمثلها سياسيا فحسب (فالرجال والنساء محرومون من هذا الحق في تونس) بل هي محرومة من حقها في أبسط من ذلك بكثير: حقها في اختيار لباسها إذ تشنّ السلطة التونسية حملة ارهابية تستمر منذ شهر تقريبا على النساء الملتزمات باللّباس الإسلاميّ؛ حتى بلغ الأمر بأعوانها أن نزعوا غطاء الرأس عن رؤوس النّساء في الطريق العام وفي المدارس والجامعات والمؤسّسات العموميّة والخاصّة والمستشفيات التي أوصدت أبوابها في وجوه الحوامل والمريضات بسبب ارتكابهنّ لجريمة « ارتداء اللّباس الطائفي » كما تسمّيه السلطات!!
وانتشر أعوان البوليس السياسيّ في جميع المؤسّسات التّربويّة والتّعليميّة بمعيّة مديري المعاهد؛ وامتدّت أيديهم الآثمة بالسوء لخلع الغطاء عن رؤوس الطالبات والمدرّسات بمحضر الطّلاّب، وعلى مشهد من المربّين.
وقد أغمي على الكثيرات منهنّ بفعل الصّدمة العنيفة نتيجة هذه الاعتداءات. كما اضطر الآلاف من النساء إلى مغادرة مقاعد الدراسة أو التخلي عن وظائفهن. ولم تكتف السلطة بذلك بل أصبحت ترسل أعوان البوليس ليقتحموا البيوت للتثبت من الزي الذي ترتديه المرأة في بيتها حيث تتعرض لشتى أنواع الإهانات والتنكيل لدفعها إلى تغيير لباسها.
وتختلف هذه الحملة عن سابقاتها بانخراط كل مؤسسات الدولة بما فيها رئاسة الجمهورية التي دعت الى محاربة الحجاب علنا ما أدى إلى تصاعد خطير في هذه الممارسات اعتمادا على منشور لا دستوري (منشور 108) الذي تنفرد به تونس.
وجمعية « نساء ضد التعذيب في تونس » إذ تكشف للرأي العام الوطني والإسلامي والدولي هذه الممارسات المنافية لأبسط الحقوق الإنسانية ومقتضيات الهوية التونسية والشبيهة بما كانت تمارسه محاكم التفتيش في عصور الظلام فإنها:
· تذكر السلطة التونسية بالتزاماتها الدولية الناتجة عن توقيعها للاتفاقية الدولية من أجل إلغاء كل أشكال التمييز ضد النساء التي تسمح بمقاضاة الدول التي تخالف الاتفاقية. وتطالبها بإلغاء المنشور 108 المنافي لنصوص الدستور والمواثيق الدولية.
· تدعو النساء التونسيات الحاملات لغطاء الرأس إلى
العودة إلى ممارسة حريتهن في اللباس وعدم الالتزام بالمنشور سيئ الذكرومقاضاة أي عون من أعوان السلطة التونسية يقوم بالتحرش بهن أو نزع حجابهن لدى المحاكم التونسية ولدى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية ولدى الأمم المتحدة.
·
وفي الأخير تدعو الجمعية كافة النساء في تونس وفي الوطن العربي وفي العالم بمختلف مشاربهن إلى اعتبار يوم 7 نوفمبر يوما عالميا للتضامن مع النساء المضطهدات في تونس والتصدي لتدخل البوليس في خصوصيات المرأة.
لندن في 26 أكتوبر 2006
منجية العبيدي
بسم الله وحده بلاغ تونس 26 أكتوبر
اليوم الرابع عشر للإضراب عن الطعام
تونس تغلق سفارتها في قطر بسبب برامج قناة الجزيرة
قناة الجزيرة تواجه انتقادات واسعة في تونس
القناة القطرية تنفي وجود « أجندة سياسية ضد تونس »
تونس تقفل سفارتها في الدوحة بسبب «الجزيرة»
تونس تؤكد إغلاق سفارتها في قطر احتجاجا على «حملة قناة الجزيرة»
وضع النقاط على الحروف
حين تتحوّل حرية التعبير إلى صوت للفتنة ودعوة للشغب!
عفوا تونس ليست ألبانيا
قراءة في الوضع التونسي
… إن كنت لأظنك أشد إربة يا سيد فوراتي .
الحلقة الثانية والاخيرة
أسباب الحملة ضد حرية المرأة في لباسها في تونس :
1 ــ متابعة الشوط الثاني لمداهمة الحريات العامة والخاصة للتونسيين :
2 ــ صعود نجم الصحوة الاسلامية الجديدة في تونس معلنة فشل خطة تجفيف منابع التدين:
3 ــ التستر على أزمات خانقة تهز العصابة سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وثقافيا وعربيا :
هل يحتاج التونسي يا سيد فراتي إلى محرض أجنبي ليعلن معركة الكرامة ؟
مثلك يربأ بنفسه عن هذا يا سيد فوراتي : شعب الدولة أم دولة الشعب ؟
ثالثة الاثافي يا سيد فوراتي : أغلب المجتمع وأغلب المثقفين ضد الحجاب :
من أين جئت بذلك يا سيد فوراتي ؟ إذا كان ذلك كذلك فما الذي جر بورقيبه وهو السياسي المحنك إلى سن منشور 108 سيء الذكر قبل ربع قرن كامل ؟ هل تظن أن الظاهرة يومها لم تكن مجتمعية شعبية ولكن أخطأ بورقيبه التقدير ؟ أم هل تظن أن الحرب المعلنة ضد حرية المرأة التونسية اليوم من لدن كلاب العصابة في قضية الحجاب جاءت عفوا دون سبب ؟ ألم تتعلموا في المدارس العقلانية بأن العقل مصان عن العبث في الاصل و العادة ؟ هل عصابة الفساد في تونس بحاجة إلى إفتعال تلك المعركة وهي في وضع لا تحسد عليه ؟ هل قمت بإحصائية علمية حتى تعلن إكتشافك الجديد بأن أغلب المجتمع والمثقفين ضد الحجاب ؟ أنت أقررت بأنها ظاهرة إجتماعية فهل تعلمت في تجربتك الاعلامية الطويلة بأن الظاهرة الاجتماعية كفيلة بالاحترام والقراءة والبحث عن الاسباب والمعالجات العقلانية الممكنة ؟ هل تعلمت بأن الظاهرة الاجتماعية عادة ما تمتد وتتوسع حتى تبلغ مداها في العقود الاولى من نشأتها ثم ربما تدركها عوامل الشيخوخة بحسب نظرية العمران البشري فتأفل ؟ هب يا سيد فوراتي أن المجتمع التونسي ليس فيه سوى إمرأة واحدة يتيمة تريد أن تتقلد الحجاب أفلا يكون في شريعة الحرية من حقها الطبيعي أن تفعل ذلك كلما كان الامر دون إكراه ؟ لمصلحة من تكذب جهارا نهارا يا سيد فوراتي ؟ إذا كنت تعيش في تونس فأنت أعرف الناس بأن إقبال المرأة على الحجاب فاق كل التصورات والتطلعات سيما في فئات الشباب المثقف وطلبة العلم ورجال التعليم والمثقفين عامة وإذا كنت تعيش خارج تونس فحري بك أن تتابع الفضائيات العربية وهي تعرض صورا حية عن مشاهد تلك الصحوة وعن مشاهد قمعها . أتريد إرضاء غرورك وكبريائك بسخط ضميرك أم تريد إرضاء أطراف أخرى غضبها عليك أشد من رضاها ؟ لا يليق بك ذاك ورب الكعبة وكنت أظن أن طائفة أخرى من أشباه المثقفين والصحفيين والمتسلقين والوصوليين جديرة بذلك إما لاسباب فكرية أو إستعداء لذئاب العصابة ضد حريات الناس وإسترضاء لاطراف دولية متنفذة ضمن معركة الخلافة على قصر العصابة في قرطاج .
كلمة أخيرة :
معركة الحجاب معركة حريات شخصية خاصة في الصميم وهي جزء لا يتجزأ عن معركة الحريات السياسية العامة بين مجتمع قرر إستعادة كرامته بكل وجوهها وعصابة سوء وفساد وسلب ونهب وتصهين تستقوي بكلاب الحرب الدولية ضد الاسلام ـ البابا مثلا ـ . ذلك هو إطار المعركة وهي ضد الحريات والاسلام معا. إذا ولغ فيها كلاب العصابة فهو أمر مفهوم وغير مقبول ولكن إذا ولغ فيها المثقف من مثل السيد فوراتي فهو أمر لا مفهوم ولا مقبول. هي معركة سطرت نتيجتها سلفا لصالح المجتمع والشعب والحريات والفطرة الاسلامية الغائرة. معركة ستعجل بإذن الله سبحانه برحيل عصابة الفساد أو إهتراء عروشهم وتهدد ملكهم. معركة ستخرج منها صحوة التدين في تونس قوية كالعادة دوما ولو مع تضحيات وأذى فتلك ضريبة الحرية الغالية والاسلام النفيس.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده
تأمل آيات رب الأرباب، في النظام التونسي المحارب للحجاب (1 من 2)
بقلم: حبيب الرباعي. آيات الله شاملة لكل مناحي الحياة
آيات الله تعالى منها ما هو مكتوب في كتابه العزيز قال تعالى « وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُون« َ [البقرة : 99] « تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ » [البقرة : 252] جاءت منهج حياة بأسلوب ومضمون معجزين، تحدى الله تعالى بها خلقه بأن يأتوا بآيات مثلها تجمع بين البلاغة والفصاحة والبيان وروعة التشريع والتوجيه.
ومن آيات الله تعالى، عونه سبحانه ونصره للمؤمنين في صراعهم ضد الباطل. ذلك أن موازين القوى ـ بالقياس المادي ـ غالبا ما تكون غير متكافئة لصالح أهل الباطل وبفارق كبير، مما يضعف فرص نجاح أهل الحق على أهل الباطل. إلا أن معية الله سبحانه لعباده المؤمنين تجعل كفة الباطل تطير ولا تصمد البتة. وكلما كان طغيان الباطل أشد والمؤمنون في حالة استضعاف قصوى، كلما كان عذاب الله للطغاة أشد وأسرع، وقد يصل إلى حد محقهم جميعا كما فعل الله تعالى بالملل السابقة. )وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ).
وقد لفت القرآن الكريم المسلمين زمن النبي صلى الله عليه وسلم، إلى بعض الأحداث التي مرت بهم إلى أنها آية من آيات الله تعالى وليست مجرد أحداث عابرة ألفها الناس حتى أصبحت أمرا عاديا لا يستوجب منهم تأملا أو تفكيرا. من ذلك ما جاء في قوله تعالى )قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) (آل عمران:13) فالقرآن هنا يعلم المسلمين أن مواجهة الحق للباطل معركة لها خصوصيتها وليست شبيهة بالمعارك التي شاركوا فيها في جاهليتهم أو سمعوا عنها، وأن كل الأحداث والعوارض التي أحسوا بها في غزوة بدر (النوم ـ المطر للطهارة وتثبيت الأقدام ـ الربط على القلب بالعزيمة والصبر ـ …) من الدلالات المجسمة لآيات الله تعالى لعباده المؤمنين، وليست أحداثا طبيعية. وتنصيص القرآن على أن معركة المسلمين ضد الباطل آية من آيات الله تعالى يعطي المسلمين طاقة دفع لا نظير لها. وستبقى آيات الله تعالى جلية كلما كان التدافع بين دعوة الحق ودعوة الباطل قائمة.
وقد تتجلى آيات الله تعالى في نشأة غير مألوفة )وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ) (المؤمنون:50)
وقد تتجلى آيات الله أيضا في موت وهلاك قوم بأسره ظالم لنفسه ولغيره إلا من رحم الله منهم )وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً ……………..) (الفرقان:37) أو موت وهلاك إنسان واحد كما أخبر الله تعالى عن فرعون )فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) (يونس:92)
وسواء أكانت آيات الله قرآنا يتلى أو أحداثا تتجلى فيها معية الله لعباده المؤمنين أو إحياء من عدم أو إماتة وهلاك، فإنها جميعا تدور حول وجود الله بصفاته العلى ومشيأته التي لا ترد. وكل من حرم نفسه التأمل في هذه الآيات المعتبرة في حركة الحياة حرم الإحساس بنبض الحياة من حوله.
لقد كانت الآيات القرآنية تتنزل على المصطفى صلى الله عليه وسلم لتلفت انتباه المسلمين إلى جملة من القضايا المهمة وهم يباشرون دورهم الإنساني في حركة الحياة، فتخبرهم بما كان من أحوال الأمم السابقة بما يشبه أحوالهم، والسنن التي حكمتهم، كما تخبرهم بأحوال أعداء الإسلام ونفسياتهم وما يفكرون فيه، وكيف يمكرون وأساليب إدارتهم للصراع ضد المؤمنين. (غزة بدر وأحد والأحزاب وحنين والحديبية، وحادثة الإفك والصراع ضد قريش وضد اليهود…) كل ذلك يشعرهم بمعية الله تعالى لهم، ويقوي لديهم اليقين بأن عطاء الله تعالى لهم هو الكفيل بضمان كسب المواجهة ضد الباطل )كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ )(الاسراء: من الآية20) ولم يكلفهم ذلك الشعور بالأنس بالله تعالى سوى توجيه إرادتهم في اتجاه مراد الله تعالى، مما جعلهم يعيشون طوال زمن البعثة بذلك التناغم العجيب بين الأحداث الميدانية والوحي المنزل من رب السماوات والأرض. فلم تخل أهم المحطات التي عاشها الصحابة الكرام مع النبي صلى الله عليه وسلم من ثناء حسن، أو لوم على تجاوزات أو تحذير من مكر عدو، أو وعد أو ووعيد……
ولو بحثنا عن قاعدة واحدة ـ من كتاب الله ـ حكمت صراع الحق ضد الباطل عبر التاريخ البشري لنحلل بمقتضاها أحداث زماننا، لجاز لنا القول: بأن تصعيد أعداء الله تعالى للموقف ضد دين الله، يقلل ـ بصفة آلية ـ مدة المهلة التي يجعلها الله تعالى للكافرين، أي أنهم يعجلون لأنفسهم الهلاك )فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) (الطارق:17) فكل الأقوام السابقين بما في ذلك قريش، عاشوا حينا من الدهر بأمان، وعندما صعّدوا موقفهم ضد دعوة الحق كان عذابهم أقرب مما كانوا يتصورن. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِى لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ » رواه البخاري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده
بعض نصائح للمحجبات بتونس
تونس ومسألة الحجاب: موقف سياسي أم حداثي تاريخي؟
إعلان الحرب علي الحجاب في تونس!!
ما معنى استغلال الدين ؟
لقد سبقت منا الإشارة إلى أنه قد جاء الوقت الذي وجدت فيه الأنظمة السياسية الإستبدادية سواء أكانت علمانية اشتراكية أو ليبرالية « ديمقراطية رأسمالية »، أو عسكرية أو إسلامية تقليدية، نفسها تعيش حرجا حقيقيا ربما لم تكن تتوقعه بعد أن كانت قد استلمت إدارة الأوطان الإسلامية بعد رحيل جحافل الجيوش الغربية الغازية عنها اضطرارا أو اختيارا، وقد اعتبرت نفسها قد وفقت في حسم الأمر في ما يخص إقامة النظام السياسي الذي رأته مناسبا. وقد بدا واضحا لورثة الغزاة من الحكام والنخب الداعمة لهم أنه لا ثالث لمنهجين من الحكم. ولا إمكانية لوجود ثالث لهما، وهما المنهج الإشتراكي المنهار والمنهج اللبيرالي الديمقراطي الرأسمالي الصليبي الصهيوني الإستعماري الغربي العنصري العدواني الذي جاءت نتائج الحرب الباردة لصالحه فكان هو الباقي. وبمقتضى ذلك أصبح من المسلمات التي لا يجوز الجدل فيها الدينونة بالولاء لأحد هذين المعسكرين اللذين كانا يتنازعين اقتسام العالم توريدا وتصديرا، سلما وحربا واستقرار وفوضى وهيجانا واضطرابا، وقد اختل هذا التوازن الدولي لصالح الغرب الديمقراطي الرأسمالي. وقد أصبحت أمريكا صاحبة اليد الطولى في النظام العالمي الجديد بعد سقوط المنظومة الإشتراكية بزعامة الإتحاد السوفياتي سابقا. وقد تمثل مصدر الحرج الذي وجدت هذه الأنظمة نفسها قبالته في انبعاث تيار فكري سياسي وحضاري إسلامي يطرح نفسه كنظام ثالث ينسجم مع طبيعة الأمة الإسلامية كلها بمختلف مللها ونجلها وشعوبها وطوائفها وأوطانها ومع فطرة الإنسان السوي أينما كان، داعيا لإعادة الإعتبار للإنسان وللأمة من خلال جعل عقيدة التوحيد جنسية لها وشريعة الإسلام منهجا لها وحضارة الإسلام مرجعا لها وثقافة الإسلام ذاكرة لها والعقل والعلم رائدان لها في الحياة، وحضارة الغرب عامل إثراء وساحة انتقاء لها و »الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها « .
وبحكم الطبيعة الإستبدادية الظالمة لهذه الأنظمة، وبحكم عمالتها للشرق أو للغرب، وبحكم علمانيتها ولائكيتها وتغرب نخبتها الممسكة لها والمتمسكة بها، فإنها لم تهتد إلى أي وجه من وجوه التعامل معه، سوى مواجهته بالعنف وبكل قسوة، على قاعدة استئصاله أو إجباره على التخلي والتنازل عن دعوته إلى تنظيم المسلمين حياتهم على أساس نظام إسلامي مستقل، أو على اعتبار أن هذه الدعوة خاطئة ولا تصلح لأن ينظم عليها الإنسان المعاصر حياته بحكم طبيعتها الدينية. وقد جاءت الحضارة المعاصرة ردا وتأكيدا على أن عهد قيام الحضارات على ذلك الأساس قد ولى وبدون رجعة. وأنه لا شيء يصلح أساسا لحضارة الإنسان المعاصر غير العقل والعلم والطبيعة. وعليه فإن فصل الدين عن الدولة هو القاعدة التي لا سبيل إلى وجود أي قوة سياسية أو تيار فكري لا يقوم على أساسها إذا كان لابد من وجود قوة سياسية أو تيار فكري مخالف للقوة السياسية الرسمية والتيار الفكري الدائر في فلكها. وبحكم الطبيعة الأصيلة والشعبية للحركة الإسلامية، وبحكم قدرتها على التجذر في المجتمع الذي انبعثت منه وإليه تعود، وبحكم اعتبارها ترجمة حقيقة عن الهوية المفقودة كأوضح ما تكون الترجمة، وبحكم قدرتها على استعادة الذاكرة للأمة وانسجامها مع الضمير الجمعي للمجتمعات والشعوب، ومخاطبة الإنسان المسلم عقيدة وثقافة وحضارة وغير المسلم حضارة وثقافة باللغة التي يفهمها، معتمدة في ذلك قوة البرهان والحجة والمنطق بإقامة علاقة جدلية في الخطاب والسلوك بين العقل والوحي والواقع. فكانت أول حركة استكملت الشروط الحقيقية والأساسية التي تجعل من أي حركة سياسية أو فكرية ثقافية حركة جماهيرية وشعبية. وقد أفرزت رموزا وقيادات علمية واجتماعية وسياسية ذات كفاءات عالية أصبح مشهودا لها بالأمانة والصدق والقدوة الحسنة والنزاهة « ولقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ».فقد وجدت الحركة الإسلامية في العالم الإسلامي كله نفسها مدعوة بحكم مرجعيتها ومنطلقاتها اليقينية المستندة إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبحكم التحديات التي تواجهها قطريا واقليميا ودوليا إلى إدارة صراع حضاري شامل مع القوى المحلية والدولية التي أبدت لها منذ الوهلة الأولى عداء كبيرا لما تحمله دعوتها من نقض لكثير من المفاهيم السائدة ومراجعة لكثير من العلاقات الإجتماعية والثقافية والإقتصادية والسياسية. فكان لابد من التصادم بين تنظيمات تتمتع بشرعية واقعية وتاريخية وحضارية تمتد إلى قرونا من الزمن، وتجعل من الدين الإسلامي ومن عقيدة التوحيد أساسا لكل بناء إجتماعي وسياسي واقتصادي وثقافي وحضاري وكيانات رسمية تحتكر في العادة الساحة السياسية والثقافية والإقتصادية والإجتماعية وتجد لها في ذلك أعوانا من المثقفين المغتربين أو المتغربين الذين يعتبرون أنه إذا كنا نريد أن نبقي للدين على هيبته وصفائه ونقائه وقداسته، كما يزعمون، أن نبعده عن المعترك السياسي حتى نتجنب الخلط بين الذاتي والموضوعي، وبين ما هو أرضي وما هو سماوي، وبين المقدس وغير المدنس، وبين الميتافيزيقي والطبيعي، وحتى يتحقق للمسلمين الإنسجام مع المنظومة الحضارية الغربية ،وحتى لا نثير حفيظة الأقليات العرقية والدينية التي تشاركنا العيش في أوطاننا. ويعتبرون أن ذلك غير ممكن إلا باقتفاء أثر الغرب في فصل الدين عن الدولة. فكان الصراع صراعا حقيقيا بين قوتين متنافرتين هما أقرب إلى التناقض منه إلى التقارب، يتربصان بعضهما ببعض، ويكيل بعضهما التهم لبعض. وقد كانت المبادرة في أغلب الأحيان من طرف الأنظمة يوصد كل أبواب الحوار مع التيارات السياسية في الحركة الإسلامية، وقطع كل الجسور بين الطرفين المتصارعين، اقتناعا منها وتنفيذا لأوامر من نصبوها بشكل أو بآخر وكلاء لهم في أوطان المسلمين تمكينا لثقافتهم وتنفيذا لخططهم الهادفة إلى الإبقاء على حالة التشرد والتذرر والإنقسام والفرقة، التي أصبحت عليه الأمة الإسلامية خاصة والشعوب المتخلفة والفقيرة والمنحطة والمستضعفة عامة. وهذا الوضع الذي يراد المحافظة عليه غباء أو خيانة أو تخطيطا أو دهاء يدخل في إطار تنفيذ استراتيجة القوى الإستعمارية الإمبريالية والصهوينة العالمية القائمة أساسا على عدم السماح للإسلام بالظهور كمنهج سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي متكامل يعيد للأمة وحدتها وقوتها وهيبتها واستقلالها في إطار خصوصيتها الحضارية. وليس المقام هنا مقام إدانة هذه القوى الشريرة والمعروفة بعدائها التقليدي للإسلام والمسلمين، فهي تقوم بدورها بما يبقى على ضعفنا وانحطاطنا، وبما يزيدها تمكينا وقوة، لأنها تعتقد جازمة أنه لا قوة لها بدون ضعفنا ولا تقدم لها بدون تخلفنا ولا غنى لها بدون فقرنا، ولا صحة لها وعافية بالتالي بدون مرضنا…
ولكن الملفت للإنتباه والمخيب للآمال أن نرى حرصا شديدا من أبناء هذه الأمة وقياداتها ورموزها المختلفة على تنفيذ هذه الخطة المعلنة « ….وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذون سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين » محملين المسؤولية في ما آلت إليه الأمة، وما أصبحت عليه الشعوب والأوطان من انهيار على كل الأصعدة للإسلام أولا، وللأعداء ثانيا، دون أن ينتبهوا إلى ما هم فاعلين بأنفسهم وبأوطانهم وإلى الخسائر التي يلحقونها بها وإلى الأخطار التي تحيق بها بفعل حماقاتهم وانفعالاتهم وأخطائهم القاتلة. أليس الأجدى بهم أن ينتبهوا من غفوتهم ويتخلصوا من الكوابيس والأوهام الملمة بهم، ويتوجهوا بالإدانة إلى أنفسهم ويحملونها المسؤولية عما حدث ويحدث، ليكون ذلك بداية النهاية لمأساة هذه الأمة وهذه الأوطان وهذه الشعوب. إن صرف النخب العلمانية اللائكية لأنظار الشعوب عن أعدائها الحقيقيين المباشرين لقضاياها والموكول إليهم حل مشاكلها والمشرفين على تصريف أدق دقائق حياتها اليومية إلى أعداء غير مباشرين ومعلوم عدائهم لها لا يعفيها من المسؤولية الكاملة عن كل ما يصيبها من كوارث وهزائم. ولا شيء يمنع هذه الشعوب من ممارسة حقها في محاسبتها حين تجد من يأخذ بيدها ويرتقى بوعيها إلى مستوى الإدراك الحقيقي لمشاكلها ولخطورة التحديات التي تواجهها وينتهي بها إلى معرفة أعدائها الذين لها عليهم حق تأديبهم. وذلك أقصى ما تخشاه الأنظمة والنخب المتغربة الداعمة لها، وإن من مواقع المعارضة أحيانا.
والذي بدا واضحا أنه لا أمل للشعوب الإسلامية في الخلاص إلا بتأييد ومساندة أبنائها المنتظمين في الحركة الإسلامية خاصة بعد سقوط المنظومة الإشتراكية والفشل الذريع الواضح والمؤكد الذي منيت به الأنظمة الدائرة في فلك النظام العالمي الحر والديمقراطية الغربية والحركة القومية، والتي وللأسف الشديد أخرت ومازالت تؤخر انطلاق الأمة لإنجاز مهمات أكبر في الوحدة والنهضة الإقتصادية والتنموية والعلمية والتقنية وإنجاز مشروع الحداثة في إطار الهوية الثقافية العربية الإسلامية لشعوب امة العرب والمسلمين وسائر المستضعفين وإن كان بعض رموزها ومفكريها قد أجروا بعض المراجعات الجادة سواء من مواقع الإعتراف بفشل التجربة و إفلاسها أو من مواقع الإنتهازيين الذين أدركوا أن الأمور والأوضاع تتجه حتما بفعل تنامي التيار الإسلامي وتأثيره على الساحات الوطنية والإقليمية والدولية إلى حيث لا يملكون لها ردا، فاختاروا السباحة مع التيار حتى يضمنوا لأنفسهم البقاء والإستمرار ولو لم يكونوا مقتنعين تمام الإقتناع بما يحدث أو بما يعمل غيرهم على إحداثه وليكونوا طرفا فيه. وفي كل الحالات فهذه مواقف تحسب لهم لأن مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، كما قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه في الرسالة التي وجهها إلى القاضي أبي موسى الأشعري والتي سميت رسالة في القضاء وإن كانت تجاربهم في الحقيقة مازالت قائمة وهي محسوبة عليهم كذلك، ومازالت ممعنة في استنزاف طاقات الأمة وفي إهدارها في مالا طائل من ورائه. وهذه التجارب ممثلة في أنظمة سلطوية مثل أنظمة حزب البعث الإشتراكي والنظام الليبي القبلي الفردي المستبد، خاصة وهي كلها محسوبة على الظاهرة القومية الآخذة في الإنسحاب والأفول، ولكنها مازالت مع ذلك سائرة في مصادرة الرأي الآخر ومطاردة الأحرار والمخالفين لها، وموغلة في القتل ومسرفة في التنكيل بكل من يرفع عاقرته ليقول للطاغية أخطأت وأسأت أو خالفت أو أضررت أو ما شابه ذلك مما يمكن أن يطرأ على الإنسان عامة من سهو أو نسيان أو سوء فهم أو تأويل أو تنزيل أو قصد، وخاصة عندما يكون الخطاب إسلاميا، فإن ذلك وقعا خاصا يستوجب منها ردة فعل خاصة.
إن المواجهة المفتوحة التي أصبحت قائمة بين التيارات الإسلامية في الحركة الإسلامية وبين الأنظمة العلمانية يأتي على رأس أسبابها إصرار الإسلاميين على انتزاع حقهم في الوجود السياسي والإختلاف الجوهري الجذري بينهم وبينها في طبيعة المجتمع وطبيعة النظام السياسي. ونعني بالنظام العلماني كل نظام سياسي لا يقيم الإسلام نظاما قانونيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا، ولا يحل في تشريعاته وفي أدبياته ما أحل الله ورسوله ولا يحرم فيهما إلا ما حرم الله ورسوله قولا وعملا، خطابا وممارسة. ففي الوقت الذي تتمسك فيه الأنظمة السياسية المدعومة بالأقلام والأصوات العلمانية المأجورة بإقصاء الإسلام عن الساحة السياسية، يصر الإسلاميون فيه على عدم التنازل عن هذا البعد الذي لا صلاح للأمة قاطبة إلا به وأن هذا هو المقتل الذي أصابنا منه أعدائنا. فما كان من وكلاء الإستعمار في السلطة والأمناء على ثقافته إلا أن جاهروا بالعداء للمشروع الإسلامي الذي كان يطرح نفسه منذ تاريخ مبكر في الحقيقة، وعقدوا العزم على السعي الجاد على إجهاضه، واستمروا في إصرار على تسديد الضربات القاسمة والقاتلة له بما يحقق اطمئنانهم على الإستمرار في البقاء في السلطة في مأمن مما يعتبرونه خطرا ماحقا يتهددهم، والذي ليس في الحقيقة كذلك،وتنفيذا لخطة الإستعمار الغربي الصليبي والصهيونية العالمية في القضاء على المسلمين بقطع كل صلة لهم بالإسلام، والذي جاءت الحركة الإسلامية المعاصرة المنظمة لإحيائها وتمتينها والإبقاء عليها، مما جعلها هدفا للأنظمة المستبدة الجائرة. وكان على رأس الشعارات التي كان يطلقها الإعلام المسعور والمصاحب للحملات المتلاحقة ضدها تستر مفكريها وزعمائها وعلمائها والمنتظمين والمتعاطفين فيها والمؤيدين والمحبين والمساندين لها بالدين لتحقيق أغراض سياسية. وهم يعتقدون أن ذلك يمكن أن يكون كافيا لإصدار أحكام الإعدام والإسراع في تنفيذها على الدعاة والعلماء والمفكرين والأتباع النشطين. ونصب المحاكمات الصورية لكل من يعتقدون أنه يمكن أن تكون له صلة بتنظيماتها. ويكون مجرد الشك كافيا لصدور عقوبة السجن والنفي والإبعاد في حقه، ومصادرة كل حقوقه المدنية. لأن هذه الأنظمة السلطوية استأجرت زبائن لها وأكسبتهم القدرة على تحويل الشك إلى يقين باتجاه الإدانة طبعا، وتحويل البراءة إلى إدانة لتكون الأبحاث منسجمة مع القاعدة القانونية القائلة أن الفرد برئ حتى تثبت إدانته. ولكن التجارب أفادت بما لا يدعو مجالا للشك أن كل القواعد والحكم والحقائق يقع قلبها في ساحة الصراع السياسي عامة، وبصفة خاصة إذا كان الأمر متعلقا بالصراع مع الحركة الإسلامية، لأنه لا سند لها بعد الله سوى الشعوب التي لا تبخل عليها بشيء أو عطاء هي قادرة عليه. إن التأييد الشعبي للتيارات الإسلامية في الحركة الإسلامية هو السبب الرئيسي في استهدافها بجدية وحزم، لأن عمقها الإستراتيجي هو الشعب. ولأنها لا يمكن أن تكون تنظيمات نخبوية قد تقلق الأنظمة ولكن لا تخيفها. وانطلاقا من علم الأنظمة المستبدة بطبيعة الحركة الإسلامية، فإنها تعتبر نفسها أمام خطر حقيقي، ولذلك فإنها تسارع إلى تطويقها ومحاولة إضفاء كل الصفات المنفرة للشعوب منها. فتراها بعد إعلان الحرب عليها ورفض كل حوار معها ترميها بالعنف في الوقت الذي يمارس عليها، وبالإرهاب في الوقت الذي هي ضحيته وبالتطرف والتستر بالدين في الوقت الذي تستمد اعتدالها من اعتدال الإسلام وأسباب القوة من الأسباب التي يمدها بها الإسلام ووضوح توجهها السياسي بما لا يلجئها إلى التستر والمناورة والمراوغة في أدائها السياسي الإسلامي، على أنه ليس في القرآن والسنة ما يفيد ولو تلميحا فصلا بين ما يعتبر دينا وسياسية، بل العكس هو الصحيح. ذلك أن القرآن والسنة صريحان على تأكيد أن السياسة هي الأداة الرئيسية لإقامة الدين. فلا قيام للإسلام بدون سياسة. وليعلم الذين يروجون لغير ذلك أنهم إنما يسيئون لهذا الدين وينتقصون منه من حيث يشعرون أو لا يشعرون ومن حيث يعلمون أو لا يعلمون.
ففي الحملة التي استهدف فيها النظام في تونس على عهد الحبيب بورقيبة حركة الإتجاه الإسلامي يقول الوزير الأول محمد مزالي في ذلك الوقت « فنحن نحترم الإسلام لأننا مسلمون غير أننا لا نقبل أن يستعمل الإسلام جماعة لأغراض سياسية فالسياسة شيء والدين شيء آخر »(1) (يتبع)
(1) جريدة العمل 18 جويلية 1981 .
أوهـام دون كيشوت!!!
ثقافة الخوف والوهم السائدة في بلادنا والمعششة في الأدمغة والقلوب نتيجة الوهم والشبح المخيف على الدوام
واليوم والحمد لله 150 مقال في ظرف سنة ولماذا الخوف من الأصراع بالكلمة الحرة والتعبير الصريح لإصلاح وتقويم الاعوجاج وكشف الأضرار أو حديث في قناة عربية لذكر الأخطاء والتجاوزات وهذا لا يخلوا من مكان حتى عند الغرب والأمير كان وهم في بلدانهم أحرار يقولون كل شيء بالجهاز وينتقدون حكامهم ونظامهم باستمرار ويظهرون في وسائل الإعلام مبرزين عيوب الكبار والصغار: ولا يخافون من رد الأفعال لأنهم يدركون أنهم أحرار: أخذوا هذا من شعارنا الإسلامي على الدوام متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار: رحم الله أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب الذي ردد هذه الكلمة بالجهاز واقتص أين الذم من ولد والي الأمصار عمر بن العاصى في زمن ازدهار أهل الدار. لماذا نحن في تونس لا زلنا لحد هذه الساعة نخاف من خيالنا والكلام حتى في السير والناس نيام أو نحرم من الكتابة في صحفنا بالجهاز وفي واضح النهار لا نلوم على الصحف ومن يشتغل بها لأنهم الناس يحافظون على خبزتهم والاستقرار أما من كتب في بحر أربعون عاما نتيجة 97 مقال إزالة شبح الخوف وغول الصغار والكبار: …
ولو أن بعضهم تعجب كثيرا للكتابة بأسلوب الأحرار وقالوا جاء عهد الأمان من خارج الأوطان … وتحررت عقول من قصة الغول زمن الاستعمار: … وفي المقابل، خرج رهط آخر وقفز على التاريخ لأنه يحذق الضرب على الأوتار … ومتفنن في أسلوب التملق والنفاق باقتدار غايته جمع المال والدينار وحتى العملة الصعبة بالدولار يشتم هذا اليوم ثم يقلب الفيستة في مشوار … لا دين عنده ولا ملة ولا يقين ولا خشية من الواحد القهار. أفكاره إما شيوعية يسارية وحتى إن كانت لينينيه أو مر أكسية أو غريبة المهم قهوة في مقهى العلالي سعرها خمسة دينار ومدخوله يفوق مائة ألف دينار مع أرباح أخرى من الإشهار ولو كان حرام ومصدره اليهود الأشرار. أما سبب بروزهم في مشوار فهو ناتج على فرصة في قناة ثبت حوار وفي دقيقتين يصبح مناضلا من الكبار وبعد يومين يصبح من المسؤولين الكبار. أما من ناضل وضحى خمسون عاما فهو مقبور في وسط الدار هذا المفهوم السائد لاختيار الثقاة وأهل القرار لسبب النضال الوطني زمن الاستعمار ولا النضال طيلة بناء الدولة العصرية باقتدار كل هذا راح وتلاشى مع شيب الوقار والشيب عندهم اصبح مقلق للصغار ضعاف الميزان والمتقلبين بالليل والنهار. وبودهم لو رحلوا الكبار لتبقى لهم الدار يصلون ويجلون وحدهم ويأكلون الغلة والثمار ويشتمون من غرس الأشجار وبني الديار ولا حول ولا قوة إلا بالله الواحد القهار هذا هو عصرنا آخر الزمان معارضهم اللدود في جامعة عهد الاستقلال يصبح هو اليوم صديقهم الحميم في مشوار وكما يقولون علمائهم في الديار والبعض من لا يفقه شيء في الدين يخطب على منبر الإسلام ويتكلم على الدين وكأنه من الكبار وبعضهم لا يعرف أسلوب الحوار يصبح كاتب من الكبار وبعضهم يجهل القرءان فيصبح يتحدث عن الحجاب وكأنه قطعة قماش كما قال في الحوار وهو يجهل ما ورد في القرءان في سورة النور والأحزاب من رب العزة والجبروت الواحد القهار وبعضهم من الرجال والنساء يتحاملوا على الحجاب وكأنه نشاز أو دخيل وقد ذكره الله في القرآن بصريح الآية والبيان ولا لبس في الاثنين عند الكبار والصغار والعلماء والاطفال وأهل الاذكار وأمنيتي قبل الممات أن أشاهد أو أسمع بيان أو موقفا من الكبار وأهل القرار يعترف بأمر الله بعد أداء الحج أو العمرة لمن بلغ السبعين وفات الرسول بسبعة سنين والرجوع للحق فضيلة وخاصة عند الكبار عندها نسمع الآخرين من المتحاملين والمتنكرين للقرآن وأوامر الرحمان ماذا يكتبون بعدها بعد أن يدركوا أن صاحب القرار صاح وقال عيب عليكم محاربة الرحمان والآيات القرآنية في سورة الأحزاب والأحاديث المروية على صاحب الرسالة المحمدية عليه أفضل الصلاة والسلام. أعتقد أنهم يقولون والله ذكرنا الله في القرآن في سورة الفرقان. وعلينا التوبة قبل فوات الأوان والرجوع إلى الفضيلة قبل قبض الروح في اليوم المعلوم ولا مفر من الموت ولو في القصور والبروج المشيدة.
قال الله تعالى: « أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة » صدق الله العظيم.
ملاحظة هامة: إذا كان المتحامين على أوامر الله والنص القرآني الواضح ويهاجمون في كتاب الله ودينه فيهيئوا أنفسهم ليوم الحافة والقراعة والحسرة والندامة. قال الله تعالى: « يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم » صدق الله العظيم. وقال الله تعالى: « بل الساعة موعدكم والساعة أدهى وأمر» صدق الله العظيم.
محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري
الحكومة التونسية تعد موازنة حذرة في ظل صعوبات اقتصادية
الموازنة الجديدة تسعى لتوفير 85 ألف فرصة عمل في 2007
محاضرة نادرة للشيخ الفاضل بن عاشور… واحتفاء بمدينة القيروان
لماذا يا دنمارك؟
هل ينجح بيكر في إنقاذ بوش؟
معني العراق: للولايات المتحدة، للمنطقة، وللوضع العالمي