الجمعة، 27 أكتوبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2349 du 27.10.2006

 archives : www.tunisnews.net


ال

جمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بلاغ الحزب الديمقراطي التقدمي /جامعة بنزرت: بيــان إعلامي المعتصمون أمام السفارة التونسية بلندن: بيان عام اعتصام عمال نزل القاري بالقيروان  بمقر عملهم لجنة مساندة الطالب عبد الحميد الصغير: بيان إلى الرأي العام الطلابي والوطني الشرق القطرية: أكد أن القناة ليس لديها «أجندة» ضد تونس ..خنفر: «الجزيرة» لا تعبر عن موقف قطر رويترز: المفوضية الاوروبية: التعاون مع تونس يحتاج فقط لدفع الاصلاح السياسي مسعود الرمضاني: رأي حول معركة الحجاب في تونس عبد الباقي خليفة: .. بن علي المثير للشفقة وعصابة الحكم في محنة الهادي بريك : بين مملكة الرعب في تونس والجزيرة: ضاقت الدنيا بما رحُـبـت الطاهر بن حسين: وماذا بعد غلق سفارتنا في الدوحة؟ عبدالحميد العدّاسي: جملتان حمدي فراج: تونس والجزيرة التونسي: حتى لا تكون تونس لغير التونسيين طارق المساعفة:  دفاعا عن الحجاب جمال الشريف: تونس: مقومات الهوية الوطنية أمجد الشلتوني: طالبان تونـس ! محمد العروسي الهاني : رسالة تهنئة للملك الشاب محمد السادس عاهل المملكة المغربية و إلى الشعب المغربي الشقيق بمناسبة عيد الفطر المبارك. د. أحمد القديدي: تطورات المشهد العربي الصباح: في مجلس النواب – المصادقة على عدد من القوانين ذات صبغة مالية وتنموية وتجارية الصباح : الباحـث الايطالـي المسلـم يحيى بلّلافيتشينـي يتحـدّث عن الحـوار بين الحضارات عبر تاريخ «المتوسط» ويبرز الدور التونسي في العهد الجديد


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 شارع المختار عطية تونس 1001 الهاتف : 71340860 الفاكس:71354984 27/10/2006
 بلاغ
ما يزال العشرات من أعوان البوليس السياسي يحاصرون منزل السجين السياسي الأستاذ محمد عبو مانعين الدخول  الخروج منه على إثر الاعتداءات التي حصلت مساء يوم الثلاثاء ثاني أيام عيد الفطر حيث تم اقتياد مجموعة من عائلات المساجين السياسيين إلى منطقة سيدي البشير و احتجازهم لمدة ثلاث ساعات بعد الاعتداء عليهم و هو ما استوجب نقلهم عن طريق السرعة بواسطة الأستاذ عبد الرؤوف العيادي إلى مستشفى الحبيب ثامر  و قد علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن بعض المحامين تقدموا بشكاية لوكالة الجمهورية بتونس تهدف للتحقيق في موضوع الاعتداء و إحالة المدعو صلاح الدين البوغانمي و من سيكشف عنه البحث على العدالة لمقاضاته من أجل الاعتداء بالعنف الشديد.
كما علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن السيدة سهام النجار زوجة السجين السياسي حاتم زروق استنجدت بالأستاذين محمد النوري رئيس الجمعية و عبد الرؤوف العيادي المناضل الحقوقي و عضو هيئة 18 أكتوبر للحقوق      و الحريات لزيارتها حيث توجد مع أفراد عائلتها بمنزلها الكائن بالوردية كما استنجدت بهما السيدة سامية حمودة زوجة السجين السياسي الأستاذ محمد عبو للإطلاع عن كثب على محاصرة منزلها من طرف عدد غفير من البوليس السياسي و فعلا تنقل مساء أمس الأساتذة راضية النصراوي و عبد الرؤوف العيادي   و محمد النوري الذين عاينوا محاصرة المنزل المذكور و منع جميع الأشخاص من الدخول إليه. رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري


الحزب الديمقراطي التقدمي  جامعة بنزرت
بنزرت في 25 ـ 10 ـ 2006     بيــــــان إعلامي
     قامت هيئة جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي يوم الاثنين 23 ـ 10 ـ2006  بزيـارة تهنئة بمناسبة عيد الفطر للسيد علي بن سالم رئيس فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بمقر سكناه . وفي إطار الحصار المضروب على مقر فرع الرابطة منعت قوات الأمن عددا من النشـطاء الحقوقيين و السياسيين من الدخول .     و في نفس السياق وتضامنا مع عائلات المساجيـن السياسييـن قام وفد عن جامعة بنزرت يوم الثلاثاء 24 ـ 10 ـ 2006 بزيارة لعائلة أيمن الدريدي و عائلة محجوب الزياني و عائلة خـالد العرفاوي تم خلالها استعراض وضع المساجين و معاناة أسرهم .     كما علمت الجامعة وفي نفس اليوم باعتصام عائلات المساجين السياسيين و دخولهم في إضراب جوع بمنزل المحامي سجين الرأي محمد عبو حيث توجه وفد من أعضاء الجامعة ممثلا في السيدين خالد بوجمعة وبشير الجميلي إلى مقر الاعتصام في حين قامت قوات الأمن بمنع المتضامنين من الوصول.    وعليه فإن جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي تطالب برفع الحصار عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و كل فروعها ، و تتوجه بنداء إلى كل الجمعيات و المنظمات الوطنية      و الدولية الناشطة في المجال الحقوقي و السياسي للوقوف إلى جانب مطالب المجتمع المدني في تونس بإنهاء معاناة المساجين السياسيين و سن العفو التشريعي العام .   عن الهيئة      الكاتب العام: مراد حجي

المعتصمون أمام السفارة التونسية بلندن
بيان عام  
 نحن المعتصمون اليوم (الجمعة 27 أكتوبر) أمام السفارة التونسية بلندن، احتجاجا على الاعتدءات التي تتعرض لها المواطنات التونسيات المحجبات، اللواتي يجبرن على نزع الحجاب او الحرمان من الدراسة، ويلاحقهن في الشوارع لنزع الحجاب من على رؤوسهن بالقوة، ويتعرضن الى اعتداءات بالعنف في الطريق العام، مما  يحرمهن من ممارسة قناعتهن الدينية ويعرضهن لشكل من أشكال الاضطهاد الديني.

نحي صمود الطالبات المحجبات وعائلاتهن، ونكبر اصرارهن على التمسك بحقهن في ارتداء الحجاب، التزاما بتعاليم دينهن. ونعلن مساندتنا المطلقة لهن، وندعو التونسيين مشاركتهن التصدي للقوانين المكبلة للحريات. نحي كل الذين ساهموا في الدفاع عن قضية الحجاب في تونس، من أحزاب ومنظمات، وشخصيات علمية ودينية، ونطالبهم ببذل مزيد من الجهد، حتى تنال المرأة التونسية حقها في ارتداء حجابها، التزاما بشرع ربها وممارسة لحقها الشخصي. وأننا إذ نستنكر ممارسات السلطة، الغريبة عن ثقافة الشعب التونسي العربية الاسلامية، والمخالفة لمبادئ حقوق الانسان ولدستور البلاد،فإننا : – نطالب الحكومة التونسية بالغاء منشور 108، المخالف لنصوص الشرع، ودستور البلاد،  ، ومبادئ حقوق الانسان. – ندعو السلطة التونسية للكف عن ممارساتها العدوانية ضد النساء المحجبات، وايقاف الملاحقات والاعتداءات التي يتعهرضن لها في الطريق العام. ونحمل السلطة المسؤولية الكاملة عن سياسة العنف التي تنتهجها ضدهن، ونعدها شكلا من أشكال الارهاب الذي يهدد استقرار المجتمع – نناشد علماء المسلمين في العالم الاسلامي، وخاصة في بلاد الحرمين الشرفين وفي الازهر الشريف، الضغط على السلطة التونسية من اجل الغاء منشور 108بالتأكيد العلني على مخالفته للشريعة الاسلامية. المعتصمون أمام السفارة التونسية بلندن الجمعة 27 أكتوبر 2006


 

اعتصام عمال نزل القاري بالقيروان  بمقر عملهم

دخل عمال نزل القاري اليوم 26 أكتوبر 2006 في اعتصام مفتوح « حتى إرجاع النقابيين إلى سالف عملهما » كما جاء في أللافتتين  التي وقع تعليقهما هذا الصباح في مكان الاعتصام وأمام الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان . وكان مدير النزل قد أوقف عاملين – الكاتب العام للنقابة الأساسية وعضوة بالنقابة-  دون توضيح الأسباب ودون  حتى الإحالة على مجلس التأديب ، مما يؤكد إن دفاعهما عن زملائهما وتمسكهما  بالحق النقابي ورفض التجاوزات العديدة التي استهدفت عمال النزل كانت وراء عملية الإيقاف.  ومعلوم أن إيقاف النقابيين بهذا الشكل مخالف للاتفاقية المشتركة للنزل السياحية، لكن من يلتزم بالاتفاقيات وبالقوانين الشغلية  في القطاع الخاص؟ على أية حال ،  العمال متمسكون بمطلبهم  وقد توافدت أعداد هامة من النقابيين والحقوقيين إلى النزل ، مكان الاعتصام ،  مساندة لهم .هذا  وكالعادة في مثل هذه التحركات النضالية فقد وجد المعتصمون  في الاتحاد الجهوي للشغل  كل الدعم المادي والمعنوي  .

مسعود الرمضاني


بسم الله الرحمان الرحيم

 

                                              تونس في 27 / 10 / 2006

 

بيان إلى الرأي العام الطلابي والوطني

لجنة مساندة الطالب عبد الحميد الصغير

 

يدخل، اليوم الجمعة 27 أكتوبر الجاري، الإضراب عن الطعام الذي يشنه الطالب بالمرحلة الثالثة المناضل عبد الحميد الصغير يومه الخامس عشر احتجاجا على تعرضه لمحاكمة استعجاليه لم تتوفر فيها أدنى شروط المحاكمة العادلة ولم يتمكن خلالها من الدفاع عن نفسه كما لم يتمكن محاموه من الترافع لصالحه. وتأتي هذه المحاكمة على خلفية دفاعه يوم 11 أكتوبر الجاري عن زميلاته المحجبات اللائي وقع منعهن من الدخول إلى الجامعة والالتحاق بدروسهن بكلية العلوم بتونس…

وأمام التدهور الخطير لحالته الصحية نعلن نحن الطلبة:

 

       زياد بن سعد

       أسامة بن سالم

       وسام بن عثمان

       الصحبي المختاري

       عبد المنعم خليل

       بشير الغريسي

       غسان بن خليفة

 

عن تشكيل لجنة لمساندة الطالب عبد الحميد الصغير ونهيب بكل القوى الحية بالبلاد والرأي العام الوطني والطلابي للوقوف معه من اجل:

1-               تمكينه من حقه في محاكمة عادلة.

2-               تمكينه من حقه في جواز السفر.

3-               توفير متابعة طبية لحالته الصحية.

وتعلم اللجنة أنها مفتوحة لكل القوى الحية الطلابية والوطنية ومناضلو المجتمع المدني.  

لجنة مساندة الطالب عبد الحميد الصغير

                                            تونس

للمساندة:

هاتف عبد الحميد الصغير

97080718

بريد اليكتروني

supabsgair@yahoo.fr

 


 

بسم الله وحده بلاغ تونس 26 اكتوبر

اليوم الرابع عشر للاضراب عن الطعام

 

 
ايمانا مني بان جوهر النضال المدني يقوم على فكرة استخدام الاساليب السلمية في ايصال رسالة الاحتجاج  اواصل انا الطالب  بالمرحلة الثالثة عبد الحميد الصغير الاضراب عن الطعام لليوم الخامس عشر وكلي عزم على المضي قدما حتى تحقيق مطالبي وياتي هذا الاضراب احتجاجا على حرماني من جواز السفر فضلا عن احالتي على المحاكمة بسبب دفاعي عن زميلات الطالبت المحجبات اللاتي وقع منعهن من الدخول الى كلية العلوم بتونس يوم 11 اكتوبر الجاري

وفي اتتظار ان ترفع السلطة التضييق عن مواطنيها –   احيي كل الاخوة الذين اتصلوا بي وعبروا عن تضامنهم  –  اعلن عن تمسكي بحقي في محاكمة عادلة –   اؤكد على ان مطلبي الرئيسي للاضراب عن الطعام هو حصولي على جواز سفر –    ادعوا كل الاحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية وكل المنابر الاعلامية  للوقوف الى جانبي  والسلام عبد الحميد الصغير


 

أكد أن القناة ليس لديها «أجندة» ضد تونس ..خنفر: «الجزيرة» لا تعبر عن موقف قطر

 

 
الدوحة – وكالات: عبرت قناة «الجزيرة» عن اسفها لقرار تونس اغلاق سفارتها في الدوحة احتجاجا على ما اعتبرته «حملة» تشنها القناة ضدها. واكد مدير عام شبكة الجزيرة وضاح خنفر بقوله «ليست لدينا أية اجندة سياسية ضد تونس او اية جهة اخرى»، مشيرا الى التزام القناة بالرأي والرأي الآخر»، وقال خنفر «عندما نستضيف شخصيات للحديث فان ذلك لا يعني ان الجزيرة تتبنى مواقفهم»، كما اكد ترحيب القناة «باي مسؤول او ناطق تونسي يود الحديث في القناة»، والتزمت الجهات القطرية الرسمية الصمت حتى الآن ازاء قرار تونس بينما شدد مدير القناة وضاح خنفر على ان «الجزيرة لا تعبر البتة عن الموقف السياسي لقطر»،وعلق استاذ العلوم السياسية في جامعة قطر محمد المسفر على ذلك بالقول ان «العالم العربي لم يتعود على وجود محطة ذات استقلالية تبث من عاصمة عربية (..) فهيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» لا تنطق باسم الحكومة البريطانية، ولا أحد يحتج على لندن». وبدوره انتقد المعارض التونسي البارز منصف المرزوقي بشدة قرار غلق السفارة على خلفية برامج تلفزيونية. وقال المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المحظور لرويترز «هذا أمر مؤسف للغاية ودليل على تشنج السلطات في حل المشاكل التي تعترضها». وتساءل المرزوقي الذي أثارت تصريحاته للجزيرة غضب سلطات بلاده وعجلت بانهاء التمثيل الدبلوماسي التونسي في قطر «هل تريد السلطات ايضا ان تقتل الصحافة في الخارج بعد أن قتلت الصحافة في تونس».

تفاصيل

المرزوقي ينتقد قرار بلاده بشدة «الجزيرة»: ليس لدينا «أجندة» سياسية ضد تونس

الدوحة ـ وكالات : نفت قناة الجزيرة ان تكون لديها اي اجندة سياسية ضد تونس وذلك بعد يوم على اعلان تونس اغلاق سفارتها في الدوحة، احتجاجا على ما اعتبرته «حملة» تشنها القناة ضدها. وقال مدير عام شبكة الجزيرة وضاح خنفر لوكالة فرانس برس ليست لدينا اي اجندة سياسية ضد تونس او اي جهة اخرى (..) نحن نأسف للقرار التونسي ونؤكد مرة اخرى اننا ملتزمون بالرأي والرأي الاخر. وفي معرض تعليقه على بيان وزارة الخارجية التونسية، قال خنفر عندما نستضيف شخصيات للحديث فان ذلك لا يعني ان الجزيرة تتبنى مواقفهم كما اكد ترحيب القناة باي مسؤول او ناطق تونسي يود الحديث في القناة. وفي المقابل شن حزب الوحدة الشعبية التونسي المعارض وصحف تونسية هي: الصباح و الشروق وصحيفة الصريح امس هجوما شديدا على قناة الجزيرة واتهمتها بإثارة حرب دعائية على تونس. لكن المعارض التونسي البارز منصف المرزوقي الذي أثارت تصريحاته للجزيرة غضب سلطات بلاده وعجلت بانهاء التمثيل الديلوماسي التونسي في قطر، انتقد بشدة قرار غلق السفارة على خلفية برامج تلفزيونية. وقال المرزوقي رئيس حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» المحظور قال لرويترز -هذا أمر مؤسف للغاية ودليل على تشنج السلطات في حل المشاكل التي تعترضها.- وتساءل المرزوقي معلقا على غلق السفارة التونسية في الدوحة على خلفية تغطية الجزيرة -هل تريد السلطات ايضا ان تقتل الصحافة في الخارج بعد أن قتلت الصحافة في تونس..- وقال المعارض التونسي -الجزيرة تستضيف أبواق الدعاية فلماذا هذا التشنج الذي يسىء الى صورة الشعب التونسي بين باقي الشعوب..- وسلطت قناة الجزيرة الفضائية خلال الاسبوع الماضي الاضواء على قرار الحكومة التونسية حظر ارتداء الحجاب واستضافت المرزوقي المعارض التونسي المقيم في فرنسا في برنامج /منتصف اليوم/ يوم 14 أكتوبر الحالي. ووجهت الحكومة التونسية عقب البرنامج تهمة للمرزوقي بتحريض السكان على العصيان المدني غير انها لم تعتقله عند عودته الى تونس قادما من فرنسا. والتزمت الجهات القطرية الرسمية الصمت حتى الآن، ازاء قرار تونس بينما شدد وضاح خنفر على ان الجزيرة لا تعبر البتة عن الموقف السياسي لقطر. وعلق استاذ العلوم السياسية في جامعة قطر محمد المسفر على ذلك بالقول ان العالم العربي لم يتعود على وجود محطة ذات استقلالية تبث من عاصمة عربية (..) فهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي لا تنطق باسم الحكومة البريطانية، ولا احد يحتج على لندن.

 
(المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 27 أكتوبر 2006)


 

المفوضية الاوروبية: التعاون مع تونس يحتاج فقط لدفع الاصلاح السياسي

تونس (رويترز) – قال مسؤول اوروبي رفيع يوم الجمعة إن حصيلة تعاون الاتحاد الاوروبي مع تونس تعتبر ايجابية غير انه اعتبر هذه الشراكة تحتاج فقط لدفع الاصلاح السياسي لا سيما في مجال تحديث المؤسسات القضائية.

وقال مارك بياريني سفير المفوضية الاوروبية في تونس يوم الجمعة في مؤتمر صحفي « نعرف أن الامر حساس للغاية بحكم احترام سيادة الدول لكن اعتقد أن شراكتنا المتميزة في المجال الاقتصادي والاجتماعي مع تونس تحتاج الى البدء حالا في تطبيق اتفاق اصلاح القضاء مثلا. »

والاتحاد الاوروبي هو الشريك التجاري الرئيسي لتونس حيث يستأثر بنحو 80 من صادرات تونس كما أن الاستثمارات الاوروبية في تونس تشكل اكثر من 70 بالمئة من اجمالي الاستثمارات الاجنبية بتونس. وبحسب احصاءات المفوضية الاوروبية بلغت صادرات تونس الى الاتحاد الاوروبي عام 2005 حوالي 6.8 مليار يورو مقابل واردات قيمتها 7.9 مليار يورو.

وبدأت تونس اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي عام 1998 يشمل التعاون في جميع المجالات. وفي ديسمبر كانون الاول من عام 2005 اتفقا على خطة عمل تتضمن دفع الاصلاح السياسي في البلاد.

وخصص الاتحاد الاوروبي 22 مليون يورو ضمن هذا الاتفاق الذي يعرف باتفاق « اللجنة الفرعية لحقوق الانسان » والذي يقضي بتأهيل قضاة ومحامين في اوروبا وتعديل بعض التشريعات اضافة لدفع حرية التعبير عبر تدريب صحفيين تونسيين.

لكن بياريني قال « لا يمكننا صرف مبالغ مثل هذه في البنية الاساسية فقط بل الاهم من ذلك ان ينتفع القضاة والمحامين ببرامج تأهيل تساعد في تحقيق استقلالية القضاء بشكل كامل….انه عنصر مهم جدا لشريك مثل تونس. »

وأضاف « دول اخرى تتقدم في مجالات الاعلام مثلا وتونس يجب ان تعي ان هناك مقارنات ستحصل حتما مع هذه البلدان في حال لم يتم تطبيق اتفاق الاصلاح السياسي الذي لايزال في مرحلة توقف مطولة. »

وقال المسؤول الاوروبي « مازلنا ننقاش مع الحكومة ايضا حلا لمسألة تجميد اموال خصصناها لبعض منظمات غير حكومية من بينها الرابطة التونسية لحقوق الانسان. »

وتقارب التمويلات الاوروبية المخصصة لرابطة حقوق الانسان التي تعطل انعقاد مؤتمرها منذ عام بقرار قضائي بسبب خلاف بين اعضاء معارضين واعضاء موالين للحكومة مليون يورو

 


 

رأي حول معركة الحجاب في تونس

لا يمر يوم دون أن ترى موقفا بخصوص معركة الدولة التونسية مع الحجاب ، وان كانت الدولة تقود هذه المعركة دون تأييد كبير داخليا وخارجيا فأن التعاطف مع المتحجبات التونسيات – من منطلقات مختلفة – كان مثيرا للاهتمام.
فالمنظمات الحقوقية رأت فيه تعد غير مبرر على الحريات الشخصية التي تشكل حرية اللباس جزاء منها. أما الأطراف الإسلامية بأغلب تفرعاتها فقد رأت فيه دليلا على اغتراب السلطة و »علمانيتها » و »ضربها للهوية »، كما رأى العديد منهم إن الحجاب هو « عنوان الهوية  » ورمز « لأخلاق المرأة المسلمة « و »عنوان كرامتها » ودعا البعض منهم « علماء الأمة  » – وليس المجتمع المدني –  إلى مؤازرة المحجبات في محنتهم . وباختصار فقد أضحى الصراع  قائما بين الدولة التونسية  والإسلاميين حول من يثبت تمسكه أكثر بقيم الإسلام،بينما بقيت اغلب الأطراف السياسية  الأخرى  خارج  حلبة الصراع ،وكأن لسان حالها يردد ما قاله أبو العلاء المعري منذ قرون عن اللاذقية  « كل يعظم دينه    ليت شعري ما الصحيح؟ » إذ   اكتفى البعض بموقف المتفرج الذي يرفض الخوض  في مسائل قد تؤثر سلبا على موقعه السياسي ،  ولان موقف المتفرج لا يساهم في دفع الحوار الذي نراه  ضروريا  بين الأطراف  المتنوعة الموجودة على الساحة السياسية ويؤجل النقاش حول العديد من الأمور التي تهم مستقبل هذا البلد كله أو على الأقل  مستقبل نصف المجتمع فيه،و لان كل موقف سياسي أو ثقافي أو إيديولوجي لا يقر  بمبدأ حرية المرأة والمساواة الكاملة  بين الجنسين – مهما كانت الخلفية التي يستند إليها – هو عامل جذب للوراء ولا يمكن أن يشكل مشروعا ديمقراطيا مستقبليا  ،  ولان بعض ما يطرح فيه كثير من الغموض،بل وأحيانا لا يخلو من تجني على العديد من الرؤى التنويرية المعاصرة ، نرى انه يحق أن نسأل :وماذا  لو  اختلفنا مع السلطة والإسلاميين معا ؟ ومن هنا هناك ثلاث نقاط أراها هامة ويجب توضيحها. 
– اولا لانجادل في  إن احترام الحرية الشخصية بما فيها حرية اللباس هي من أقدس الحقوق  وذلك  استنادا لكل المواثيق الدولية بما فيها الميثاق العالمي لحقوق الإنسان،  وان الاعتداء على هذه الحرية هي جزاء من التجاوزات العديدة التي ترتكبها السلطة في حق المواطنين ، إذ ان السلطة   المسكونة بالهاجس الامني لايمكن لها ان تدرك اهمية الحوار حول كل المسائل الاجتماعية والثقافية وحتى الدينية   .  كذلك  أرى في طرح  موضوع الحجاب  محاولة من السلطة للهروب من الاستحقاقات  الملحة تجاه مواطنيها   والتي تستوجب حلولا عاجلة ، منها ما هو اجتماعي كالفقر والبطالة – ومنها بطالة أصحاب الشهادات التي تتفاقم يوم بعد يوم  –  ومنها ما هو سياسي مثل الحريات ووضع الإعلام والعلاقة بالجمعيات المستقلة  ،بل أكثر من ذلك إن الدولة بطرحها للموضوع بهذه الحدة  لا تريد أن تحتكر العنف فقط  كما عرف ماكس فيبر »الدولة الحديثة » في مستهل القرن الماضي ، بل أنها تريد أن تحتكر الدين كذلك  لتطوعه بما يتماشى ورؤيتها  وخططها  وموقعها وعلاقاتها بالنظام العالمي الجديد ومعاركه الإيديولوجية   وحروبه الوهمية والحقيقية ، إذ إننا نعيش في عصر تغيب – برفع التاء –  فيه المشاكل الحقيقية لتختلق مشاكل وهمية تساهم في تعقيد الأوضاع وتزيد من الاحتقان، .
 ثانيا رفضنا توظيف السلطة للدين لا يعني أن نقبله من أطراف أخرى.  فمن خلال مطالعاتي لما يكتبه الإسلاميون عبر الانترانت أو في مداخلاتهم عبر الفضائيات او في بعض الصحف  لم المس  ما يربط بين « معركة الحجاب »  والحرية الشخصية للمرأة، حرية المرأة أن تتحجب أو تمتنع ،  ليتحول الحجاب لدى البعض منهم إلى  رمز للهوية وعنوان المرأة المسلمة بل ورمز » لأخلاقها وعفتها » ، ومثل هذا الخطاب يحمل في ثناياه  كثيرا من اللبس. فالهوية بأبعادها الثقافية والحضارية والإنسانية تتجاوز الحجاب الذي هو ظاهرة اجتماعية وتاريخية، بل وحتى الرؤية الدينية لفرضه لا تستند إلى مستندات فقهية ثابتة. كما إن  التمييز الأخلاقي على أساس اللباس  فيه تحامل غير مبرر على غير المحجبات .فعلاوة  على انه تقييم أخلاقي شخصي  وانطباعي  يحاول إضفاء طابعا دينيا مقدسا على ظاهرة هي محل جدل   فانه يحمل رؤية متزمتة تحصر هذه  القيم الأخلاقية عند المحجبات فقط.
وقد ورد في احد المجلات الالكترونية الإسلامية التونسية  رواية عن الترمذي تعتبر « أن المرأة عورة ،فإذا خرجت استشرفها الشيطان » ، كما جاء في المقال المذكور إن الحجاب » لا يدخل في الحرية الشخصية للمرأة  » لأنه فريضة  دينية . هنا تتحول الحرية الشخصية التي ينادي بها الجميع دفاعا عن  حرية إلى حركة معادية للسفور؟  وقد لا يبعث هذا الكلام الاطمئنان حتى لدى دعاة الحوار مع الأطراف الإسلامية، إذ من الضامن في أن لا تتحول معركة نزع الحجاب اليوم إلى معركة من اجل فرض الحجاب في ظرف أخر؟
ثالثا، من مظاهر اللبس لدى بعض الرؤى الإسلامية أيضا هو هذا الموقف الحاد  من الحداثة والتنوير والعلمانية ما إن تطرح قضية لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالدين،إذ تتحول كل هذه الرؤى بأبعادها الفلسفية والإنسانية والسياسية إلى « أعداء لمقومات الهوية والدين » . وسرعان ما يتناسى البعض أن الديمقراطية وحرية الرأي والتعددية التي  يتنادى بها الكل ألان  هي مفاهيم مرتبطة بهذه المشاريع الحداثية ، وهي كما قال عنها الدكتور حامد أبو زيد « مرتبطة بثلاثة قيم إنسانية أخرى هي الحرية والعدالة والعقلانية. »  
إن الرفض المبدئي لسياسة العصا الغليظة التي تواجه بها السلطة الحركات الإسلامية والتنديد بما يتعرض له الإسلاميون من قمع ، والدفاع عن حرية اللباس ، وحتى  » تحالف كل القوى  ضد الدكتاتورية  »  الذي يعتبره البعض ضرورة  ألان ، كل هذا   لا  يمكن أن يحجب ضرورة ملحة : إرساء قواعد حوار- وحتى صراع   فكري – جدي حول طبيعة المجتمع الذي نطمح  إليه وأية ديمقراطية  ننشد وبأية صيغة . مسعود الرمضاني  


 

.. بن علي المثير للشفقة وعصابة الحكم في محنة

** بينما كانت محنة الحجاب منحة في أحد أبعادها .. بن علي المثير للشفقة وعصابة الحكم في محنة ** لو بذلت المعارضة مليارات الدولارات وجندت آلاف الأشخاص للحديث عن ممارسات الفوضى الحاكمة ، لما استطاعت تحقيق ما حققته قضية الحجاب على الصعيد الأممي  

 
عبد الباقي خليفة ( * ) إلى وقت قريب كان الكثير من أنصار الفوضى الحاكمة في تونس ينفون في صفاقة وعناد مع سبق الاصرار قيام السلطات التونسية بمنع المحجبات من الدخول إلى الجامعة ومزوالة دراستهن في المعاهد و العمل في الادارات و أن ذلك محض افتراء من بعض فصائل المعارضة .ووصل الأمر إلى تحدي أحدهم لمن يؤكد على منع الحجاب أن يذهب معه إلى تونس ليرى بأم عينيه ، أن هناك محجبات في الكليات و المعاهد و الوظائف العمومية و أن المنشور ( 108 ) ماض وانتهى ( 1 ) ، لكن الله أبى إلا أن يفضح الملأ على رؤوس الاشهاد ، وبالصوت والصورة ، من الرئيس بن علي وحتى الاخزوري مرورا بمهنى وطوابير المعقدين بالحداثة ، دون إدراك الكثير منهم لمفاهيمها . وقد رأينا كيف سبح الجميع بحمد العولمة ، وأصبغوا عليها صفات الحتمية ، إلى أن ظهرت الطبعة الفرنسية من نقد العولمة ، فتوقف الكثير منهم عن الصلاة في محرابها . بن علي المثير للشفقة : لا أدري من الذي غرر ببن علي ، للنزول بنفسه وبصفته وشخصه ، لميدان الحرب على الحجاب ، وهو ما فهمه الكثيرون في تونس وخارجها ، بأنها حرب على الاسلام. ولو بقي بن علي بمنآى على الواجهة ، لاعتبر الكثيرون أن ما يحصل في تونس ، نوع من دسائس الحاشية لتشويه الرئيس بن علي و الدفع بالبلاد إلى أتون الفوضى ليتسنى للبعض تحقيق رغباتهم بالقفز إلى الحكم ،كما حصل في أواخر أيام بورقيبة . أما و قد شارك بن علي شخصيا في الحملة ، وأدلى بتصريحاته التي بلغت الآفاق ، فإن الوضع دفع بأنصار الفوضى الحاكمة في تونس ، وأبواقها إلى الهروب إلى الامام ، وهو ما نشاهده حتى الآن ، وهو نوع من الاستنزاف السياسي والاعلامي الذي أضر كثيرا بسمعة بن علي شخصيا و تونس بصفة عامة ، حيث أصبح العرب والمسلمون في غالبيتهم ينظرون إليها كأبرز الامثلة الصارخة على حرب الاسلام واضطهاد المسلمين في العالم ، وإلى درجة طالب فيها البعض بطرد تونس من منظمة المؤتمر الاسلامي ، كما سيأتي ( 2 ) . فضيحة بكل المقاييس : لقد عجزت الفوضى الحاكمة في تونس عن اقناع الرأي العام المحلي والعربي و الاسلامي والدولي في غالبيته ، بالاساليب البوليسية التي اعتمدتها في مواجهة موقف ديني و ثقافي ، لتونسيات اخترن بمحض ارادتهن اللباس الذي ارتضينه لانفسهن ، إذ لم يستطع الغالبية من الراي العام تفهم موقف الفوضى الحاكمة في تونس من الحجاب ، فإذا كان مستوردا ،وقادما من الخليج كما يقول البعض ، فلماذا توقف المنع عند الحجاب المستورد ،والقادم من الخليج ،ولم يتعداه إلى الملابس المستوردة الاخرى والقادمة من دول القارات الخمس ؟!!! ولماذا الحجاب بالذات ،والخليج تحديدا ، رغم أنه الاقرب إلينا حضاريا و ثقافيا و دينيا ؟!!! ويتساءل الراي العام المحلي والاقليمي والدولي بمستويات مختلفة ونسبية عما إذا كان النظام يعيد للأذهان ممارسات ما كان يعرف بالستار الحديدي ، وهو يتمسح بالحداثة والعصرنة ومبادئ حقوق الانسان ، بينما يخونها بشكل سافر . وإذا كان الحجاب يرمز للتطرف فهل نساء الكثير من الحكام والمسئولين العرب والمسلمين مثل ماليزيا وايران وأندونيسا وغيرها متطرفون ، وهل سيمنعون من دخول تونس ، وإذا دخلوا هل سيسجنون ؟!!! ويتساءل الرأي العام بمستويات مختلفة ونسبية ( 3 ) عما إذا كان الحجاب الذي يرمز للتطرف في عرف الفوضى الحاكمة في تونس يشمل كذلك لباس الراهبات اللاتي لم يجرأ أحد على المساس بهن في تونس ؟!!! . وإذا كان الحجاب ضد المساواة ، فبين من و من ؟ هل بين الرجال و النساء ، وهو لا يوجد لباس موحد ، أو بين المرأة و المراة في وقت لا يوجد لباس موحد أيضا للنساء ، لا من حيث الشكل أو المضمون أو القيمة المالية ؟!!! و بالتالي فإن ما يجري في تونس يعد فضيحة بكل المقاييس ، ألفتها وأخرجتها ومثلتها الفوضى الحاكمة في تونس . لقد عجزت الفوضى الحاكمة في تونس عن الاجابة على الأسئلة المطروحة من قبل جانب كبير من الراي العام و من قبل بعض المراقبين والكتاب المحايدين والمنتصرين للهوية وحرية الاختيار، وقبل ذلك كله لفريضة اسلامية فالحجاب فريضة اسلامية قبل كل شئ ،وهذا ما يجب التأكيد عليه ، بعيدا عن كل التفسيرات الفلسفية والتفسيرات الاخرى التي تخرج الموضوع عن سياقه الحقيقي كما أكد على ذلك بعض علماء الاسلام . والحجاب بشكله الحاضر يحقق مقاصد الشريعة الاسلامية ، وفق مقتضيات العصر ، كما هو حال اللباس التقليدي في عهد مضى ، كالسفساري مثلا . حديث العالم : لم تكن قناة الجزيرة ، الجهة الاعلامية الوحيدة التي تطرقت لمحنة الحجاب في تونس ، والتي تعد في الحقيقة محنة الفوضى الحاكمة في تونس ، فهناك العديد من القنوات كقناة  » الحوار  » في لندن ،و الصحف والمجلات العربية والاسلامية في مختلف اقطار العالم ، تحدثت بألم وضيم عما تتعرض له نساء و فتيات تونس المسلمات من ظلم وقهر وعدوان من قبل الفوضى البوليسية في تونس . ومن ذلك صحف و مجلات في البحرين والاردن والسعودية ولبنان والامارات العربية المتحدة والمغرب والجزائر ومصر والسودان وفي الدول الاوروبية والولايات المتحدة الاميركية وعلى الانترنت ، وقد نقلت بعض المواقع الالكترونية ك 18 اكتوبر وتونس نيوز و الحوار نت والوسط ،و غيرها بعضا منها ، وهو ما يعد ضربة للفوضى الحاكمة في تونس ، وتمريغ لسمعتها في الاوحال على الصعيد الأممي . ولو بذلت المعارضة مليارات الدولارات وجندت آلاف الأشخاص للحديث عن ممارسات الفوضى الحاكمة ، لما استطاعت تحقيق ما حققته قضية الحجاب ، فجزى الله خيرا أخواتنا المؤمنات وبارك فريضة الحجاب . وبذلك كانت المحنة منحة في أحد أبعادها  » ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب  » وعلى سبيل المثال فقد تناولت مجلة المجتمع الكويتية واسعة الانتشار والتي تصل إلى أكثر من 120 دولة في مقال تحت عنوان  » تونس « الحملة  » على الحجاب فاصل من الحرب على الاسلام  » ( 4 ) الاوضاع الانسانية المأساوية للمحجبات في تونس ، و قالت  » لم تنقطع مطاردات النظام التونسي للمحجبات على امتدادا 25 عاما حيث يتم اعتقالهن و نقلهن إلى مخافر الشرطة للتوقيع على التزام بعدم ارتداء الحجاب  » وأشارت المجلة إلى أن حملات النظام الحجاب تتصاعد مع مواسم العبادة  » كالحج و شهر رمضان  » ، وهي الفترات التي يعود فيها الناس إلى الله ، مما يعني أنها محادة لله وروسله و دينه . وأن  » الحرب المستعرة على الحجاب في تونس لا تمثل سوى قمة جبل الجليد من منظومة حرب متكاملة و متعددة المراحل على الهوية الاسلامية  » و ذكرت بأن  » السجون تكتظ بالابرياء بسبب تمسكهم باسلامهم  » و قدمت سجلا من الخزي للفوضى ففي  » 1954 أعلن بورقيبة أنه يزمع إقامة حكم لا ديني ، وفي 1957 تم الغاء قانون الاحوال الشخصية … وفي 1958 تم الغاء الاوقاف … وفي عام 1959 تم منع التعليم الشرعي، و في 1960 قاد بورقيبة حملة ضد صيام رمضان … و في 1966 افتتح بورقيبة أول ناد للعراة … وفي 1969 بدأت حملة لاغلاق المساجد وبيعها للمواطنين بدعوة محاربة أزمة السكن …  » . وكان قرار الفوضى الحاكمة في تونس غلق سفارتها في الدوحة ، منحة أخرى و ضربة مضاعفة ، لم تحسبها جيدا ، فقد أصبح من لا يعرف محنة الحجاب في تونس ، على علم بها حتى في الأوساط غير المسلمة . آراء الناس ( 5 ) : كان قرار اغلاق السفارة التونسية في الدوحة وبالا اعلاميا على الفوضى الحاكمة في تونس ، فقد أطلق العنان للمعلقين على شبكة الانترنت للحديث عن مأساة تونس ، ومحنة الاسلام فيها . وقد تراوحت المشاركات بين تهديد الفوضى ، والاتهامات المختلفة لها . ومن ذلك الاستغراب من سحب السفير التونسي من الدوحة بسبب الجزيرة وعدم سحب السفير من الدنمارك عندما سب الرسول صلى الله عليه وسلم كما يقول آدم من الولايات المتحدة الاميركية . أما محمد ياسين من المانيا فقال  » اذا كانت تونس تخشى بقراراتها العلمانية من الناس عليها ان تخشى الله وتتقي الله في في حق شعبها  » و رمز آخر لاسمه بكلمة  » دابو  » حيث قال  » موقف جرئ من الحكومة التونسية لاسيما ،لو اتخذته حيال كل من أساء لتونس ونخص بالذكر الدول الأوربية التي أساءت إلى تونس بانتقادها لملف حقوق الإنسان في تونس لكن لا نقول إلا أسد علي وفي الحروب نعامة  » . و علق آخر سمى نفسه عبد العزيز بالقول  » … الحكومة التونسية حريصة على تكميم الافواه حتى خارج رقعتها  » ومن المغرب علق شخص يدعى عبد الكريم على الاخبار  » الحكومة التونسية تمارس الديكتاتورية في حق شعبها وديكتاتوريتها تجمع بين العربية والغربية وهي بهذه الخطوة توضح مدى غطرستها وحمقتها  » أما من عنون لاسمه باسم محمد دون ذكر البلد فقد قال  » هذا هو خوف اللصوص يا حكومة تونس  » و من استراليا كتب محمد البغدادي  » …يدعون في تونس انهم اناس ديمقراطيون ، فاين ديمقراطيتهم اذن  » وتابع  » يخلعون حجاب المراة وسط الشارع قاتلهم الله انى يوئفكون  » ومن مصر كتب محمد عمر  » هذا التصرف القبيح الهمجي الذي قامت به تونس كان متوقعا …  » ومن فلسطين المحتلة كتب مهند  » … أدعوالنظام التونسي إلى الكف عن ملاحقة المتحجبات بعيدا عن السياسات الضيقة …  » و كتب محمد الفلاحي ، دون ذكر البلد  » أي إيجابيات أخرى لهذه الحكومة التي تصرح وتعلن عداءها لله ورسوله. فلتغلق سفاراتها فلسنا بحاجة ليهود بني عربان . فحكومة إسرائيل صارت أفضل منها وحقوق الفلسطينيين أكثر من المسلمين في تونس… إغلقوا سفاراتكم فلا نريدها فهي لاتمثل شعوبكم. بل تمثل اليهود وفرنسا  » و كتب ، ملاذ ، من دمشق  » هل لو قامت فوكس نيوز او سي إن إن ، بمهاجمةالحكومة التونسية هل ستقوم تونس بسحب سفيرها من واشنطن … » وطالب طارق من  » المغرب  » بطرد تونس من منظمة المتمر الاسلامي  » على هذا البلد أن ينسحب من منظمة المؤتمر الاسلامي.. و يدخل في حلف بنديكت،فرنسا، المحافظون الجدد، أتاتورك  » . بل هناك من وجه تهديدات مباشرة لازلام السلطة في تونس . و هناك من حرض على استخدام العنف لوقف الظلم . وقال حامد من الكويت عن الفوضى الحاكمة في تونس  » حكومة تحارب دين الله .. لا أعرف لماذا لا يتم فصلها من منظمة المؤتمر الإسلامى » . واتهم الكثيرون النظام التونسي بممارسة الارهاب . وكانت هناك ردود ضعيفة مؤيدة للنظام بعضها ينكر وجود حملة ضد الحجاب و هم أناس كما يبدو بسطاء أو يخدعون أنفسهم بالذكاء و تخيل أن الآخرين لا يعرفون الحقيقة . أتدرون لماذا يثير بن علي وعصابة الحكم الشفقة ؟!!! (*) كاتب و صحافي تونسي ( 1 ) حدث ذلك على قناة العالم قبل بضعة أشهر ( 2 ) موقع الجزيرة نت ( 3 ) لسنا اطلاقيين كغيرنا الذين يتهموننا بذلك ، على مقولة  » رمتني بدائها و انسلت  » ( 4 ) المجتمع العدد 1724 بتاريخ 21 أكتوبر 2006 ص 17 ( 5 ) نقلا عن موقع الجزيرة نت
 

 
بين مملكة الرعب في تونس والجزيرة:

ضاقت الدنيا بما رحُـبـت

الهادي بريك – ألمانيا ينطبق على علاقة عصابة الفساد والنهب في تونس بقناة الجزيرة في هذه الايام حكمة عربية بليغة ورد جزء منها في حديث نبوي شريف :  » كما تدين تدان « . لقد ظلت عصابة الفساد في تونس دون سائر البلدان العربية في مأمن من شغب قناة الجزيرة على مدى عشرية كاملة هو عمر تلك القناة التي تحتفل في هذه الايام بذكرى ميلادها العاشر. لقد ظلت عصابة الفساد في تونس عقدة مركبة في عيون تلك القناة ولغزا غير قابل للتفكيك وذلك بسبب سطوة الحامي وبطشة السفاح الذي لا يرعى في من يلغ في حمى عبيده إلا ولا ذمة . مات الحامي فأبشروا بعقد الحزن يأ كلاب العصابة : موت الحامي معناه : تجرع لغصة الذلة من ذات الكأس التي سقيتم بها خصومكم: اليوم مات الحامي وطوته ليالي الانتقام طيا فما بكت عليه سماء ولا آن لأديم أن يطبق في قبره على أضلعه بمثل ما كان يطبق على أضلع الجزيرة يلجمها ويمرغ أنفها في رغام التراب . لن ينسى المشاهد ـ سيما من التونسيين ـ ما حدث في الاسبوع الذي سبق موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تونس لعام 2004 . أعدت قناة الجزيرة يومها أهم برامجها الاسبوعية : الاتجاه المعاكس وأكثر من رأي ولقاء اليوم وزيارة خاصة لتغطية تلك المناسبة ودعت سياسيين مثل الغنوشي والمرزوقي والشابي وغيرهم . كان لابد يومها لعصابة الفساد في تونس من حماية سجلها الحقوقي الاسود ولم يكن عسيرا عليها آنذاك إلغاء كل ما أعدته تلك القناة فالامر لا يتطلب سوى إتصالا هاتفيا من أعلى مستوى هنا لأعلى مستوى هناك ثم على الفور من أعلى مستوى هناك لأعلى مستوى هنالك . ذاك ما حصل . وإنتصرت العصابة بالضربة القاضية في اللحظة الاولى من المعركة ورغم أنف قناة الجزيرة في التراب وأي تراب بعد أن تم الاعلان من لدنها في لقطاتها الاشهارية عن مواضيع تلك البرامج مما زاد من شوق المشاهدين في البداية ثم من سخطهم في النهاية. نعمت عصابة الفساد في تونس على مدى عشرية كاملة بالهناء تنام قريرة العين ملء الجفن وملء البطن حشوها سحت مسحوت . كل النظم معرضة لشغب قناة الجزيرة بما فيها مصر أكبر دولة عربية والمملكة السعودية أغنى دولة عربية. حتى قطر لم تكن بمنأى عن شغب الجزيرة . ليكن خالد نجاح ولطفي الحجي درسين بليغين لكل صحفي تونسي ينشد التألق : لم تكتف عصابة الفساد في تونس بشطب مراسل الجزيرة عندها الاعلامي التونسي الشهير ( خالد نجاح ) رغم أن الرجل لم يتجاوز تقريرا واحدا بمعدل نصف شهري أو شهري لا بل لم يقترب من دنيا السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع بل ظل يتحدث ضمن أسفل مربع مكرها حول مسائل زراعية من مثل صابة القوارص في الوطن القبلي. الاستاذ خالد نجاح كان إعلاميا ناجحا محبوبا في القناة التونسية على مدى سنوات طويلة في عقد الثمانينات. لم يكن يعلم الرجل أن ترشحه للعمل في قناة الجزيرة تدبير أعقبه تدمير . أغتيل الرجل بمدية باردة فلم تشفع له سنواته الطويلة في القناة الرسمية ولا مصداقيته الاعلامية ولا خبراته وتجاربه. طالبت الجزيرة بمراسل جديد هو الصحفي التونسي ( لطفي الحجي ) فلاذت العصابة بالتجاهل ولما برز صاحبنا ضمن هيئة 18 أكتوبر للحريات نكل به مرتين : مرة لانه إرتكب الخيانة العظمى من خلال ترشحه لقناة الجزيرة ومرة لانه إنتمى لعصابة مفسدين هي حركة 18 أكتوبر. لم يشفع للرجل كتاب عنوانه  » بورقيبه والاسلام  » إعتبر فيه بورقيبه مصلحا إسلاميا ومجددا دينيا . أنى يشفع له ذلك والعصابة تستخدم الارث الثقافي لبورقيبه دون نسبته إليه كولد عاق يرث عن أبيه الجاه والثروة فيتنكر لكل ذلك في وقاحة عجيبة. كل ما كتب عن بورقيبه بعد خلعه وموته من لدن رجاله المقربين لا ترحب به العصابة التي ترشح زعيمها لمناصب التجديد والاصلاح . ألا حي على النفاق غير أسيف. تلك هي حقيقة دولة العصابة : بيت أوهى من بيت العنكبوت سائل نفسك بربك خاليا وفر بنفسك حيث لا يراك مخبر : دولة تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة عربية إسلامية مثلها بسبب برنامج سياسي حر على الهواء يمثل فيه معارض لا يعتصم بالمنفى بل يعود بلاده كلما عن له .. دولة تفعل ذلك في عصر الثورات الاعلامية العابرة للمجرات والمحيطات وخدور العذراوات .. ألا تحدثك نفسك سرا دون أن يسمعك المخبر ـ وللمخبر أيضا فرصة ليحدث نفسه سرا بذلك ـ بأن الهشاشة التي نخرت تلك الدولة هي آخر أشراط ساعتها الكبرى ؟ الرجل الذي من أجله قطعت دولتنا الموقرة علاقاتها مع قطر قال ما قال في القناة على الهواء ثم رجع إلى بلاده وهو أشد الرجال تصريحا بأنه علماني إلى ما بعد النخاع. هو رجل لا يملك مدية يهرق بها دم أضحية عيده .. دولة تسخر لكل خمسين مواطن فيها بوليسا واحدا حسب آخر الاحصائيات الرسمية .. دولة تستهتر بالدنيا وتهزأ بالاخرة .. أنى لدولة مثل تلك أن ترهب جانب رجل أعزل سلاحه كلمة ؟. إذا لم تكن تلك حماقة دبلوماسية فأخبروني عن الحماقات الدبلوماسية. إذا لم يكن ذلك هلعا يتربص بصاحبه حتى يقضي فأخبروني عن الهلع. ضاقت الدنيا على عصابة الفساد في تونس بما رحبت : ألم يأن لنا أن نستوعب هذا الدرس البليغ :  » ونريد أن نمن على الذين إستضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون « . بالامس تسنى لاي حاكم في الدنيا أن يسجن الملايين المملينة ولسان مقاله وحاله يقول لهم  » ما أريكم إلا ما أرى  » . أما اليوم بعد أن حولت الثورة الاعلامية العالم بأسره إلى بيت ضيق صغير من زجاج فإن الحكمة تقتضي حتى ممن أشربوا ماء الحماقة في قلوبهم مرونة في التعامل وتفهما للاوضاع الجديدة . البديل عن ذلك لا يكون سوى أن يتجرع المستكبرون من أيدي الذين كانوا بالامس القريب يستضعفونهم ذات المرارات والغصص التي سقوهم بها. عندها لن يسعهم سوى أن تسوى بهم الارض ولا يكتمون الله حديثا. ضاقت الدنيا بما رحبت يا كلاب العصابة فأين المفر؟ الهادي بريك ــ ألمانيا


وماذا بعد غلق سفارتنا في الدوحة؟

 

 
الطاهر بن حسين
صحيح أن قناة الجزيرة ليست حيادية ولا حتّى تعددية في توجهها الصحفي والسياسي. ويكفي أن نلاحظ بانه في ما يخص تونس، لا صوت يسمع منها سوى أصوات الاخوانيين ورفاق دربهم. أما بقية المعارضة التونسية، والمعارضة العلمانية بالخصوص، فهي مغيّبة تماما بكل أطيافها. فحتى محمد الشرفي الذي يقرّ الجميع بمصداقيته وشعبيته السياسية فانه لم يسبق له ولو مرة واحدة أن استضاف لاي من حوارات او حتى استطلاعات الجزيرة. غير أن هذا التوجه الذي يكرّس بوضوح مثلنا الشعبي « عندما تصيّح تعرفها أمهاتها » من حق قناة الجزيرة ولا يمكن لأحد أن ينازعها فيه. فما هي اذا معاني تسييس القضية وغلق سفارتنا في الدوحة؟

المعنى الاول لهذه المبادرة غير المسبوقة في العلاقات الدولية المعاصرة هو أن الحكومة التونسية لا تؤمن بحرية التعبير وتنطلق من مبدأ ان وسائل الاعلام بكل أنواعها هي ملك للحكومة القائمة وبامكانها أن تسكتها في أي وقت. وهي بذلك تقيس على وضعنا الوطني وهو أمر طبيعي اذ أن البشرية لا يمكنها أن تفهم ما لم تمارسه. والحكومة التونسية لم تمارس حرية التعبير.

أما المعنى الثاني فهو استنقاص واضح للمؤسسات العربية. ذلك أنه لم يحصل ولن يحصل في أي وقت بان تغلق الحكومة التونسية سفارتها في باريس لمجرد أن القناة 5 او القناة الاولى او جريدة لوفيغارو او لوموند شنّت حملة على سياسة الحكومة التونسية. أما الجزيرة لمجرد كونها عربية وتبث من بلد عربي يفترض أن تكمّم فيه الافواه فان حريتها تتناقض مع عروبتها ولذا وجب معاقبة الدولة التي تأويها بقطع علاقاتنا معها. أهذا منطق مقبول؟

والمعنى الثالث والأهم برأي هو أن الحكومة التونسية ترى أن أفضل طريقة لحماية موقعها في الرأي العام الوطني هي طريقة التعتيم والتجهيل وليست طريقة الاعلام و الجدل والبرهان. فغالبية المتدخلين في قناة الجزيرة ، سواء كانوا من الاخوانيين او من أقربائهم، من ذوي القضايا المخسورة والباطلة (مسألة الحجاب وادعاء تدنيس القرآن وغيرها) وكان يكفي طرح القضايا المثارة بكل حرية في وسائل الاعلام الوطنية لكي تتبين النوايا الحقيقية للمتدخلين وأنصارهم في حين أن سياسية التعتيم ومعاقبة القنوات الحرة، وأنا أعتقد بأن الجزيرة قناة حرّة ومستقلة، تعطي بالعكس بعض المصداقية للمدعين. وهي سياسية تدلّ على عدم الثقة بالنفس تضرّ ليس فقط بالنظام بل بمستقبل البلاد بكامله، وهو ما يهمنا أكثر من أي شئ اذ أنه « بفضل » هذه السياسة التعتيمية المتخلفة سوف تتزايد شعبية المشعوذين السياسيين وسوف تصبح دعايتهم رائجة وكأنها حقائق لمجرد كونها مكبوتة .

 
(المصدر: موقع قناة الحوار التونسي بتاريخ 26 أكتوبر 2006)

جملتان

كتبهما عبدالحميد العدّاسي

الجملة الأولى:

كثيرا ما وقفتُ مدافعا عن قناة الجزيرة لما تقوم به من جُهد لا ينكره إلاّ حاسد أو مكابر، في إطار النبش عن الحقيقة وإظهارها بمهنيّة غير مسبوقة في عالمنا العربي الموسوم بالتخلّف الإعلامي. غير أنّي اليوم – والجزيرة قد تنكّرت إلى الكرم التونسي وأنا تونسي – لا بدّ أن أنطق بما لم أنطق به من قبل، لأضمّ صوتي دون انحياز إلى أهل بلدي فأقول: قد أساءت الجزيرة فعلا إلى تونس عندما سايرت النّظام التونسي في ما مضى من أيّامها. فكم مرّة أبطلت لقاء مع شخصية وطنيّة تونسية وكم مرّة غيّبت ملفّا كان ضروريّا لإظهار الحقائق المقبورة، وكم مرّة بالمقابل سلّطت علينا سفيها من السفهاء المتمعّشين من عصر التيه في تونس يقتل فينا حبّنا لأرضنا وربوعنا دون رحمة ولا اعتبار للسبق… نعم! في هذا أخطأت الجزيرة وأخطأت معها قطر، التي لم تقنعنا بالسبب الذي يجعل منها مدافعا ثابتا عن توجّهات هذا النّظام الفاسد، رغم تصريحه الواضح القاضي بمحاربة كلّ ما يأتي من المشرق، لباسا وإعلاما ودينا. وليس الكلام هنا للاتّهام المجاني، فالعالم كلّه – وقد أراد الله فضح عدوّه – يرى ويسمع ما تقوم به هذه السلالة المتغيّرة الدّخيلة من أعمال لم يأتها لا أبو جهل ولا أبو سلول. فحريّ بتونس وهي ترفض تعاليم المشرق أن تغلق سفارتها في قطر وفي السعودية وفي مصر وفي غيرها من بلاد المشرق، وحريّ بالمشرق وهو يرى تونس – متمثّلة في هذه الثلّة المارقة – ترفض منه تقاليده وتديّنه وشيوخه ووعّاظه أن يرفضها… ويظلّ أسفي على إخوة لنا من الضعفاء كانوا يستغلّون بعض البعثات إلى قطر كي يأخذوا حظّا من متاع الدنيا حُرِمُوه بفضل قطّاع الطرق، وخوفي على مشاريع استثمارية خليجية طموحة من أن تطالها الخطط الدفاعيّة المحافظة على اللاّقيمة!…  

الجملة الثانية:  

قرأت بعض ما كتبت الصحف التونسية ( لا غرابة أن تكون هذه الصحف تونسية، فالكلّ قد تتونس إلاّ من كان تونسيا صادقا )، وشدّني تعليق الصحفي  » الأجنبي  » – ولعلّه من المشرق – حيث يقول: يذكر أنّ الصحف الحكومية وصحف الحزب الحاكم لم تصدر أي تعليق على الموضوع. قلت: إن صحّ هذا الأمر، يمكنني – بناء على حقيقة التوارث – القول بأنّ حكّام تونس قد يكونون في أصولهم من الطائف المَا قبل الإسلام، أي أنّهم من المشرق! ذلك أنّ كفرة الطائف لم يكلّفوا أنفسهم مشقّة إيذاء الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم عند زيارته لهم مستنصرا، ولكنّهم أغروا به سفهاءهم حتّى أدموا قدميه الطاهرتين، تماما كما يفعل هذا النّظام عندما يسلّط سفهاءه من  » قادة الأحزاب  » ومن تجّار الكلمة من أمثال هذا وذاك وهذه وتلك ( كي لا أؤذي الأسماء التي اختارها آباؤهم – بقصد أو بغير قصد – لهم ) كي يُدموا القلوب ويدموا صفحات الجزيرة المناظلة ويوقعوا بينها وبين البلد المحتضن لها، مستعملين في ذلك لغة ركيكة منافقة:  » أمام هذا التطور الخطير قررت تونس انهاء تمثيلها الدبلوماسي في قطر وغلق سفارتها في الدوحة رغم ما تكنه من مودة وتقدير لقطر الشقيق « … مودّة لقطر وكرها لأهلها وتحاملا على خيّريها وعلى علمائها، فلا بارك الله في فعل السفهاء ولا بارك فيمن يقف وراءهم محتميا بهم لمنع فعل الخير أو قوله أو التفكّر فيه!… 


 
تونس والجزيرة

بقلم : حمدي فراج بالقدر الذي حظيت به قناة الجزيرة على احترام الناس وتقديرهم لجهودها الاعلامية ، بالقدر الذي صب النظام العربي جام غضبه عليها سرا وعلانية ، بدءا من احتجاز مراسلها مرورا باغلاق مكاتبها ، وانتهاء بسحب السفير كما حصل مع تونس مؤخرا . ولم تبق عاصمة عربية تقريبا لم تتخذ اجراء من تلك الاجراءات بحق هذه القناة الفضائية على مدار سني عمرها القصيرة نسبيا ،بعض الاجراءات تم تنفيذها سرا ، كما مع احراق سياراتها ومداهمة مكاتبها في رام الله ايار الماضي ،ناهيك عن سلسلة طويلة من التضييقات التي في الغالب لا يتم الكشف عنها ، كالتهديدات ومنع التصوير والاملاءات التي لا تخفى على العاملين في هذا الحقل الملّغم ، الأمر الذي يدفع الانسان للتوقف عند الأسباب الحقيقية ازاء مثل هذه الاجراءات التي تتخذ غالبا داخل اعلى مستويات صنع القرار العربي . على الرغم من ان الجزيرة ليست الفضائية العربية الوحيدة ، بل لقد عكف كل نظام على اطلاق فضائيته بعد أن لم تعد تكفيه أرضيته التي سخّرها على مدار عقود طويلة لخدمته وترويج بضاعته وتجميل صورته وحجب جرائمه وانتهاكاته ، وهاهي فضائيته تصطف الى جانب أرضيته وبقية وسائل اعلامه المكتوبة والمسموعة عاجزة عن استقطاب جماهيره ، فما بالكم بالنخب وجماعات المعارضة .

قناة الجزيرة لا تتميز بأي مواصفات اذا ما قورنت بالاعلام الحر الذي يغطي اليوم مساحات شاسعة من فضاء الكوكب ، بل على العكس ، فانها نادرا ما تستطيع انجاز ما يمكن ان يطلق عليه الخبطات الصحفية العالمية ، مثل فضيحة ووتر غيت عربية ، او مونيكا كلينتون ، او حتى فضيحة الرئيس الاسرائيلي كتساف ، او ابن شارون عمري ، او ابن طوني بلير وقبله الأمير تشارلز وطليقته ديانا أو ابنة فرانسوا ميتران الفجائية او ابنة ديك تشيني المثلية ، واذا ما اعتبر البعض ان هذه مجرد فضائح لا يجوز كشفها ،أو ان عالمنا العربي نظيف منها ، فانها لم تنجح في خبطات صحفية لجرائم ابو غريب او السجون السرية الامريكية على الارض العربية او فضائح التعذيب في غوانتنمو ، فيظل الشعار العربي الساخر « من انك اذا اردت ان تعرف أخبار الضيعة ، فافتح على اذاعة لندن » قائما وماثلا رغم الجزيرة ومئات الفضائيات العربية . وان كان هناك ما يميز الجزيرة ليجعلها تستعدي كل هذه الانظمة ، فهو مقارنتها مع شقيقاتها العربيات ، لا الغربيات ، وليس بأي حال من الأحوال لأنها تحرض او تكشف المستور .

في القصة التونسية الأخيرة ، أخذ عليها النظام أنها  » أجرت مقابلة مع المعارض العائد منصف المرزوقي دعا فيه الى العصيان المدني  » ، وجاء في بيان للخارجية التونسية «ان ما اقدمت عليه الجزيرة القطرية في الاونة الاخيرة من مواقف مغرضة ومقصودة تجاوز كل الحدود ويتنافى مع كل المبادئ والاخلاق التي يقوم عليها العمل الاعلامي . »

لقد فتحت التخرصات العربية بهذه القناة المجال رحبا أمام امريكا أيضا لمناهضتها والتهجم عليها بالاسم ، وهو أمر لا يمكن ولا بأي حال من الأحوال ان يحصل ازاء اي منبر اعلامي او أي رأي مناهض مهما بلغت درجة مناهضته ، ولكن حين يكون ذلك عربيا ، فلا بأس حتى التهديد بقصفه .

 

(المصدر: صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية الصادرة يوم 27 أكتوبر 2006)


 

حتى لا تكون تونس لغير التونسيين

تصدير:  » نحن جيل هذا الآمل المطعون نعيش الإضطهاد في كل شيء و حتى من لم تضطهده الظروف يعيش الإضطهاد وهما و فكرا  » فرج الحوار رواية المؤامرة لم يترك فرسان الآقلام ما يمكن ان يضاف إلى مسألة آرهقت الجميع إستنجد فيها النظام مدعي الوسطية و التسامح بكل ما آوتي من جبروت و تناد آعوانه ووزراؤه آن اعملوا على مكانتكم .
ولكن المستغرب في كل ما تأتي الحكومة أنها لم تعد تخجل من تناقضاتها سواء بمناسبة القول بالفعل أو الفعل بالفعل وهنا تغيب حكمة التصرف ولا يطفو غير التشنج والقرارات العشوائية التي لم تعد تقنع حتى الغافل من القوم ، فمع كل حديث عن الوسطية والتسامح يلحقه قرار يسقطه وليس أبشع من التدخل في أكثر المسائل حميمية لدى الإنسان حرية إختيار ملبسه بدعوى الطائفية وعدم إنسجامه مع عاداتنا وتقاليدنا ولم يبقى غير استصدار قرار يجرم أكل « المعكرونة » بحجة أنها أكل دخيل وافد على عاداتنا الغذائية الآصيلة .
ماذا بقي بعد تحديد خيارات اللباس و بعد أن سبق القول على باقي الحريات ؟ لماذا لم تمنع الحجاب دول أروبية مع أنه دخيل فعلا على عاداتها ولم تنزعه عنوة من فوق الرؤوس ؟ الوسطية والتسامح لا تعنيان في أجل معانيهما غيرالتعايش السلمي بين الآراء المتباينة؛ والتطرف لا يعني غير التسلط على رقاب العباد قولا وفعلا . لم يبق للنظام من سند لم يأته غير التناقض الصارخ بين دعواه التسامح وتسلطه وجبروته حتى ضجت العباد بكل خطاب رسمي .لم يبق في أفق إنتظارنا ما نتوقع منذ أن تم التعدي السافر على الدستور .
مالذي لم يأته من تنادوا على قتل كل جميل في الوطن حتى غدى كل مواطن متهم وسجين مع تأجيل التنفيذ في إنتظار جهره بحرف العصيان .في وطننا العزيز تونس يجتهد آباؤنا في تعليمنا كيف ننطق الكلمات وعندما نكبر تعلمنا الحكومة كيف نخرص .آي معنى للوطن يبقى غير معادلة الظلم والقهر والطغيان . لم يعد يحرج القائم على أمرنا أي دعوة أو تنديد سواء من الداخل أو من الخارج ،من جهة حكومية أو مستقلة ،لن يحرجه ويربكه غير صوت الشعب كافة متى تحرر من خوفه و ككل نظام استبدادي فإن حكومتنا تحمل جذور فنائها في أفعالها ولن يصبر الشعب طويلا على ذله وهوانه . ولكن الخوف كل الخوف أن يستثمر كل هذا التوتر من بعض الأطراف المتربصة نستعيد أنفاسنا بعضا من الزمن ثم نعاود رحلة المتاعب ونعود إلى نقطة الإنطلاق كأنه الحلم يمر لذيذا نستيقض بعد سويعات على ترسانة الآمن تدق الآجراس « يا أيها الناس قد اسطفاكم مولانا عبيدا فهل تسمعون « خاصة وأن المعارضة في اعتقادي ما زال أمامها الكثير من الوقت لتصبح قادرة على خوض معركة التحرير ما لم تتحول من موقع رد الفعل إلى موقع الفعل وما لم تتجه الى تفعيل تحركات شعبية و تهيئة الرأي العام لعدم القبول بأي حكومة ما لم تكن وطنية.   letunisien


دفاعا عن الحجاب

 

 
طارق المساعفة عندما منعت فرنسا قبل سنوات الحجاب في المدارس والجامعات ثارت ثائرة المسلمين في عموم الارض على هذا القرار مع العلم ان فرنسا دولة مسيحية.وعندما طلب جاك سترو  وزير خارجية بريطانيا السابق من احدى المنقبات ان تنزع النقاب عن وجهها لانه لايحب التحدث الى شخص يغطي وجهه اثار ايضا هذا التصرف غضب مسلمي بريطانيا مع العلم ايضا انه موقف شخصي لوزير سابق وليس موقف حكومة بريطانيا . هذه التصرفات تعتبر طبيعية من مجتمعات يعتبر النقاب او حتى الحجاب دخيلا عليها لانه ليس له جذور في موروثها الاجتماعي. لكن عندما تخرج علينا صحيفة عربية بمقال جاء بعنوان « أوقفوا مهزلة الحجاب  » وتصف فيه « الحجاب بالقذارة  » فهذا فعلا لا يطاق.

القصة بدأت عندما نشرت هذه الصحيفة مقالا بعنوان  » اوقفوا مهزلة الحجاب  » لا يحمل توقيع صاحبه واعتبرت فيه ان الحجاب دخيل على الاسلام وزي « للمومسات » و »العاهرات » و »الوثنية »

و »العبيد » داعية التونسيات للتخلي عنه لانه مصدر للأوساخ والأمراض والقذارة ». فالكاتب هنا يصف لباس العفة لباس زوجات النبي والصحابيات الجليلات وأمهاتنا وأخواتنا بلباس العاهرات المومسات , من اين استمد الكاتب تلك الاراء الشيطانية ؟ أيعقل هذا؟في أي عرف يتم تداول الحجاب على انه لباس يميز العاهرات وبائعات الهوى عن غيرهن من نساء المجتمع الصالحات , ولم يتوقف الكاتب عند ذلك بل ادعى ان بلاده لم تعرف في تاريخها الحجاب وان تاريخها القديم والوسيط لم يذكر الحجاب الا في ما يخص المومسات والعاهرات التي وجب عليهن عند مغادرة الماخور الذي يشتغلن فيه ان يلبسن الحجاب ويغطين أجسامهن كليا حتى العينين لكي لا يظهرن بجلاء للعامة . بل الادهى من ذلك انه بعد الفتح الاسلامي كانت نساء تلك البلد يخرجن الى الأسواق بمجموعات ويتباهين بطول شعرهن وسواده, وفي ذلك دلاله على تحرر المرأة الإسلامية .وفي هذا دعوة صريحة الى السفور والفجور من كاتبنا العظيم , فهو يحرض نساءنا على الخروج كاشفات الرأس ومتباهيات بشعورهن السوداء لكي يعطي انطباعا للغرب ان المرأة المسلمة مرأة متحررة تمشي بحرية حيث لا قيود ولا اغطية تعوق انطلاقها بعنفوان في ركب الحضارة ,وتستطيع ان تستشرف المستقبل من دون غشاوة او غطاء كالحجاب يمنعها من ذلك.في الاخير قال الكاتب  » الحجاب قطعة قماش نضعها على رؤوسنا لتصيب الشعر بالحرارة التي لا تطاق في الصيف فيصبح مخزنا للحشرات او تصيبه مياه الامطار بالشتاء فيصبح سببا لمرض خبيث مثل الشقيقة التي تصيب اليوم غالبية المحجبات  » انا هنا استغرب حقا ! انا اعرف فتيات منقبات ومحجبات لا يعانين من هذا المرض ,فمن اين جاء الكاتب بتلك  المعلومة ؟!هل بالله عليكم نزع الحجاب بالقوة امر يخدم المراة؟.او هل يعتبر من قبيل الديمقراطية التي كفلت للمرأة حقوقها ؟!الا يعتبر ذلك اعتداء على حرية المرأة الشخصية , بل في الواقع هو مخالفة صريحة للشريعة السمحاء التي فرضت الحجاب لما له من اثر في حفظ المرأة من اعين المتربصين والذئاب البشرية التي تنظر للمرأة على انها فريسة من « غير قشور « جاهزة للافتراس.اية وقاحة تلك التي حدت بالكاتب ان يتقول على الحجاب ويصفه بزي العاهرات والمومسات وبائعات الهوى.اهذا الكاتب لم يرد من هذا المقال الا إشباع الهوس الإعلامي لديه من اجل لفت الانتباه فقد مرت علينا تلك النماذج , فمن اراد الشهرة سبح عكس التيار وكل هدفه ان يشار اليه بالبنان ويقول الناس عنه « اليس هو من اثار مسألة الحجاب »,مسكين يا لرداءة تفكيره الا يعلم ان الناس سيدخلونه في مزابل التاريخ كأنموذج سيئ لصحفي مسلم تطاول على الإسلام والمسلمين.

السطر الاخير : عندما يخرج كاتب صحفي عربي في دولة مسلمة ويتطاول على الحجاب تطاولا لم تصل اليه من قبل أقلام تلك النوعية الردئية من الكتاب ويصف الحجاب بالقذارة وانه لباس العاهرات فأعلموا ان الأمر جد خطير.

massafeh@yahoo.com

(المصدر: صحيفة الرايـة القطرية الصادرة يوم 27 أكتوبر 2006)
 

تونس: مقومات الهوية الوطنية

 
بادر الرئيس زين العابدين بن علي منذ تغيير 7 تشرين الثاني €نوفمبر€ 1987 برد الاعتبار الى الدين الحنيف باعتباره قوام الحضارة العربية, الاسلامية وركنا اساسيا في المجتمع التونسي فتم العمل على رعايته ورفع منارته واحياء شعائره. وترجم الرئيس بن علي هذه الرعاية الى ممارسات وانجازات فكانت الاجراءات والمبادرات الرئاسية حيث تم لأول مرة في تاريخ تونس المستقلة احداث كتابة دولة للاشراف على الشؤون الدينية في الذكرى الاولى للتغيير لتصبح في سنة 1994 وزارة تتحمل مسؤولية التبصر بقضايا الاسلام الحنيف بخطاب عقلاني يجمع بين التأصيل والتحديث ويؤسس لترسيخ القيم ومبادئ التسامح والاعتدال والتضامن. وقد نص الميثاق الوطني الذي يوحد التونسيين والتونسيات حول جملة من الثوابت المشتركة ان تتولى «رعاية حرمة القيم الاسلامية السمحة والعمل بهدي منها حتى يكون الاسلام مصدر إلهام واعتزاز متفتحا على مشاغل الانسانية وقضايا العصر والحداثة فتظل تونس مثلما كانت مركزا من مراكز الاشعاع الاسلامي ومنارة للعلم والاجتهاد تجديدا ومواصلة لما كان للقيروان والزيتونة من سبق وريادة». ونهضت تونس بالبحث العلمي وتشجيعه في مجال العلوم الاسلامية, احياء للتراث وتأصيلا للحقائق الاسلامية وطرحاً للقضايا وبحثاً لها عن الحلول الملائمة في ضوء فكر مستنير يؤمن بأن الاجتهاد ضرورة من ضرورات العصر. واتجهت العناية كذلك تعصير البرامج والدروس سعياً لتجذير الناشئة في هويتها وترسيخ القيم والمبادئ الاسلامية لديها. وتعهدت تونس بعملية تكوين الوعاظ والدعاة وإثراء معارفهم وتصحيح ما ينتهجونه من طرق التربية والتعليم وتحفيظ القرآن الكريم بمتابعة من كوادر الارشاد الديني. ولقد اتخذت المصالحة مع الذات اشكالا عدة كان منها اعادة الاعتبار الى جامعة الزيتونة, وحماية التراث الثقافي ودعم الاسلام ومقدساته. ولعبت الزيتونة منذ تأسيسها في القرن الثاني للهجرة دورا رائدا في هذا المجال باعتبارها اكثر من معلم ديني يخرج المختصين في العلوم الشرعية, اذ كانت مؤسسة ذات رسالة حضارية وحصنا للدفاع عن الهوية التونسية ومركزا لإعداد النخب الفكرية والاصلاحية». كما سجلت مشاركة المجلس الاسلامي الاعلى في الاستشارة الموسعة حول مراجعة واصلاح النظام التربوي سابقة في حد ذاتها في تاريخ تونس الحديث وتمثلت مشاركة المجلس على مستويين اثنين اولهما بصفته عضوا «كامل العضوية» في المجلس الاعلى للتربية الذي يترأسه الوزير الاول وثانيا في ما يتعلق بالبرامج المتعلقة بمادة التربية الاسلامية. وتضاعفت الاعتمادات المرصودة لتعهد المعالم الدينية وصيانتها وترميمها في عهد التغيير بنسبة تفوق 300€ فضلا عن ان عددها بلغ في عهد التغيير عدد ما بني منها في اربعة عشر قرنا من الزمان. واحياء لذكرى المولد النبوي الشريف تنعقد تحت اشراف الرئيس بن علي سنويا, ندوة عالمية تحضرها نخبة من الباحثين المختصين في الدراسات الدينية لتطارح امهات القضايا والاشكاليات وتكون مناسبة لابراز اسهامات تونس التغيير في تكريس اسلام متفتح معتدل. وتجسيدا للعناية الخاصة بكتاب الله العزيز تنظم سنويا وبدعم رئاسي مسابقات قرآنية محلية بالتعاون مع رابطة الجمعيات القرآنية وسائر الجمعيات المحلية والجهوية وتختتم بالمسابقات الوطنية لحفظ القرآن الكريم ويتم تكريم المتفوقين فيها ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك من قبل رئيس الدولة في القصر الرئاسي بقرطاج خلال مأدبة افطار يقيمها على شرف الائمة وسائر الاطارات الدينية. والحرص دائم على اعداد الشباب للمشاركة في المسابقات التي تنظم بالدول الاسلامية من مسابقات في حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره. وفي هذا السياق جاءت المبادرة الرئاسية بطبع القرآن الكريم وفق الطابع التونسي الاصيل من حيث اشكال الخط وجمال التزويق وأناقة الاخراج وهو عمل فريد في تاريخ تونس تعظيما لكتاب الله العزيز واجلالا لدينه الحنيف. وتأتي جائزة «رئيس الجمهورية للدراسات الاسلامية» تشجيعا على البحث في المجال الديني والحضاري وتكريسا آخر لتلك المصالحة بين الشعب وهويته العربية الاسلامية. وقد اتخذ الرئيس بن علي اجراءات عملية لاعادة الاعتبار للجامعة الزيتونية التي كان لها الفضل في تطوير العلوم الاسلامية وترسيخ اللغة العربية في المنطقة وظلت لقرون متوالية منارة للبحث العلمي والاجتهاد الديني, وقبلة الطلبة من بلدان المغرب وإفريقيا. وتمكنت جامعة الزيتونة في العهد الجديد من تكوين اجيال تؤمن بأن الاسلام مصدر إلهام واعتزاز وتعمل على ان يكون للاجتهاد والعقلانية اثرهما البين في فهم الدين واستنباط الاحكام قصد مسايرة مشاغل الانسانية ومشاكلها ومقتضيات العصر والحداثة والتطور, فكان ذلك خير درع واقية للهوية الحضارية لتونس. كما اعلن الرئيس زين العابدين بن علي عن استحداث جائزة عالمية تحمل اسمه لأفضل دراسة اسلامية. حرصا منه على تكريم من تميز عالميا في ابراز الصورة المشرفة للدين الاسلامي واستجلاء مبادرة جادة اثراء للفكر الاجتهادي. وتمنح الجائزة لكل شخص تميز على الصعيد الدولي في ابراز الصورة المشرفة للدين الاسلامي واستجلاء مبادئه السمحة وقيمه الذكية واثراء الفكر بالحوار والتفتح الرافض للانغلاق والتحجر. وتمتد العناية بالاسلام وترسيخ هوية المواطن التونسي في جذورها الروحية والحضارية الى خارج حدود الوطن حيث تحظى الجاليات التونسية المقيمة بالخارج برعاية خاصة عبر ارسال بعثات دينية اليهم القصد منها تبصيرهم بشؤون دينهم وتعميق صلتهم بحضارتهم والاستماع الى تساؤلاتهم وشواغلهم ومساعدتهم على الجمع بين التشبث بمقومات الشخصية الوطنية العربية الاسلامية والتعايش في مجتمعات بلدان اقامتهم. كما يمثل بناء جامع العابدين بقرطاج الذي اذن الرئيس بن علي تشييده لبنة اخرى تضاف الى منجزات تونس الدينية. ولا شك في ان اقامة هذا المعلم الحضاري ذي الخصائص المعمارية العربية, الاسلامية الاصيلة في مدينة قرطاج الاثرية له اكثر من دلالة على ان تونس التغيير المعتزة بهويتها, المتجذرة في تاريخها الحضاري, بقدر ما تحرص على احترام التعدد والاختلاف, وتعلي قيم التسامح والاعتدال والتضامن, وتدعو الى التعايش بين الثقافات والحضارات والاديان, فإنها تنزل الدين الاسلامي الحنيف منزلته اللائقة من مشروعها الحضاري.
جمال الشريف €جامعي تونسي€  
(المصدر: صحيفة الكفاح العربي الجمعة الصادرة يوم 27 أكتوبر 2006)


طالبان تونـس !

بقلم : أمجد الشلتوني ـ الجزيرة توك معارك حركة طالبان الأفغانية بين كر وفر . وفي المناخ الدولي الراهن يبدو من الصعب التكهن بأن تعود قريبا لساحة الحكم المباشر للبلاد وبالتالي يكون نظامها السياسي الذي ذهب مضرب المثل في غياب ثقافة احترام الاختلاف والتسامح مع الآخر ضربا من التاريخ. تبدو المشكلة اليوم مع طالبانية مقنعة لا تكتفي بحكم رقعة صغيرة من الأرض المغلقة في افغانستان بل تمتد لتجد لها عروقا وشرايين في كل انحاء العالم . لن أذهب بعيدا فأمامنا اليوم نموذج عربي للطالبانية الجديدة يتغنى باسم الحداثة والتفكير الحر يقول إن الحجاب ارتبط باستراتيجيات التخلّف والطائفية وأنه نموذج لثقافة أيديولوجية تعتمد حصار المرأة وغلبة نظرة التأثيم على علاقتها بالرّجل بل علاقتها بنفسها. المشكلة أنه لا يكتفي بالقول بل يعمد حين يعجز عن الإقناع إلى فرض قناعته الأحادية فرضا وقسرا وإكراها  ربما وللمفارقة تبدو عندي أفضل وسيلة أمام الحكومات للتخلص من الحجاب هي في جعله فرضا وإلزاما حكوميا عندها سيتفلت منه المواطنون سرا وجهرا وسيتعاملون معه بريبة وشك كعادة المواطن العربي مع كل قرار حكومي لست هنا لأناصر الحجاب أو أهاجمه فمقتضى انتقادي للطالبانية أن أفسح المجال أمام الاختيار الحر سواء كان بالتحجب أو عدمه باعتباره خيارا شخصيا لكني هنا ضد طالبانية مغلفة تتحدث بصوت واحد وتفرض قناعتها السياسية بالقوة وتمارس جهارا نهارا ما تنكره على معارضيها بعد أن تسبقهم إلى ما يمكن وصفه بمرض التوحد الفكري البغيض توحد لم تستطع معه التكنولوجيا بكل ثوراتها و رقمياتها اللامحدودة كما لم يغن عنهم كل ما نزعوه من أغطية في التخلص من حجب التفرد والتخلف بل وحتى الطالبانية. (المصدر: نص منشور على موقع الجزيرة توك http://www.aljazeeratalk.net )
 

بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

                                                                                                                    تونس في 27 أكتوبر 2006

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء

الرسالة 151 على موقع الأنترنات تونس نيوز

رسالة تهنئة للملك الشاب محمد السادس عاهل المملكة المغربية و إلى الشعب المغربي الشقيق بمناسبة عيد الفطر المبارك.

على بركة الله أواصل الكتابة عن المملكة المغربية الشقيقة و اتقدم بهذه المناسبة السعيدة حلول شهر شوال و عيد الفطر المبارك السعيد لا يسعني إلا أن أتقدم باسمى آيات التهاني القلبية الحارة و اصدق التمنيات و أنبل آيات التقدير و الإكبار و أخلص معاني الوفاء و المحبة للملك الشاب محمد السادس عاهل المملكة المغربية الذي أشاع بعدله و أخلاقه و تواضعه على كامل المملكة و شعبها العظيم و على الشعوب العربية المجاورة في تونس و ليبيا و موريتانيا و الجزائر و شعوب المشرق العربي…

و أبتهل إلى الله العلي القدير أن يسدّد خطاه و يمدّه بالعون و القوة و التوفيق إنه سميع مجيب.

و أتمنى للمملكة المغربية التي تسير منذ أعوام على درب النماء و الازدهار و التقدم في شتى مجالات السياسية و الاقتصادية و الإجتماعية و الثقافية و التربوية ، مزيد الإشعاع و التألق

و ما نسمعه يوميا من حركية دائمة و عمل دؤوب و نشاط مستمر يدل على مواصلة السعي الحثيث و الجهود المخلصة المبذولة و العمل الجاد بإقتدار و تفوّق و بسرعة مذهلة في شتى الميادين أعطت نتائجها و حققت مفعولها و اثمرت بفضل الله.

و عزيمة و إخلاص و صدق رؤية الملك الشاب محمد السادس حفظه الله و نصره للشعب المغربي الشقيق و انّ ما يقوم به هو شرف للمملكة المغربية خاصة و شرف و فخر لأمتنا المغاربية من موريتانيا إلى ليبيا مرورا بالجزائر و تونس و أنّ حرية الإعلام و الصحافة أصبحت حديث العام و الخاص و حلقات الحوار في كل مكان و العفو و الصفح و حرية الرأي السائدة في المملكة منذ تولي الملك محمد السادس أمانة العرش عام 1999 و التقدم ملحوظ. و ما أشرت إليه في مقالي يوم 17/10/2006 حول تألق المملكة المغربية بقيادة الرمز الخالد جلالة الملك لا لبس فيه و لا مبالغة بل هو حقيقة بارزة للعيان و الشعب التونسي بكل شرائحه يتابع المسيرة المظفرة للملك الشاب نصره الله و أيّده بالحكمة و فصل الخطاب.

و إن إعجابنا في تونس الخضراء إزداد بهذا الأسد الرابض إبن الأسود و العرش العلوي المجيد و شرف الإنتساب لأهل البيت و العائلة الشريفة المطهرة زاد في إشعاع و مصداقية و أعمال هذا الملك المصلح. و قلت إعجابنا إزداد عندما علمنا العام المنصرم بمبادرة جلالته بإسناد الوسام الاكبر العلوي للزعيم الكبير المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله و تسلمه نجله الحبيب بورقيبة الإبن الصديق الحميم للملك الحسن الثاني رحمه الله.

إنّ تكريم الملك محمد السادس عاهل المملكة للزعيم الحبيب بورقيبة يعتبر تكريما للشعب التونسي قاطبة و الإعتراف بجميل الزعيم بورقيبة العملاق و العملاق في التاريخ لا يقدره إلا عملاق في حجم ووزن الزعيم الحبيب بورقيبة و إنّ أنجال و أحفاد العرش العلوي و أحفاد الملك المصلح محمد الخامس رحمه الله هم بحق عمالقة في التاريخ و يعتبر تكريم الزعيم الحبيب بورقيبة تكريما لكل مناضل في مغربنا الكبير المغرب المنشود مطمح الاجيال المغاربية و إن شاء الله يتحقق في عهد الملك محمد السادس ختاما تقبلوا فائق التقدير و الإكبار و كل عام و أنتم و الشعب المغربي بألف خير 

قال الله تعالى : و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين صدق الله العظيم

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء

الجوال 22.022.354

 

تطورات المشهد العربي

د. أحمد القديدي (*) Alqadidi@hotmail.com كان الأسبوع الماضي مشحونا بالتحولات الكبرى التي تطرأ على حياة الأمم، فتغيرها وتدعوها بنداء التاريخ الى قراءة الأحداث بعيون مختلفة، وكان الأسبوع كذلك هزة عاتية للقوى العالمية، بقوة سبعة من ميزان ريختر الحضاري، بدأ العقلاء في الأمم الطاغية يفكون ألغازها ويفهمون رموزها. انه المنعرج الأخطر الذي يهدد بالانفلات وفقدان البوصلة، دون أن نكون تهيأنا لتحمل النتائج ومعالجة التداعيات. والمؤشرات على هذه العواصف العربية كثيرة لعل أهمها ما يهب في العراق وفي فلسطين، مؤذنا بالزمن الجديد القادم على الأمة في ما يسمى الشرق الأوسط. فقد صدر هذه الأيام تقرير جيمس بيكر حول العراق، وشكل في الحقيقة صرخة فزع من الحالة العراقية، ومن تخبط الادارة الأمريكية التي لم تخطط قبل التاسع من أبريل 2003 لما بعدها من المراحل، فكانت مهمة بريمر تدمير العراق لا اسقاط النظام البعثي، وبالفعل لم يبق شيء يذكر من الدولة ولا من الجيش ولا من البنية التحتية ولا من المجتمع العراقي ولا من التعليم ولا من التكنولوجيا ولا من المتاحف والمصانع وبالطبع لم يبق شيء من التماسك الطائفي الذي صمد في العراق حتى في أدق المراحل وأحلك الظروف. والتقرير الذي وضعه بيكر لم يأت بأمور خارقة أو اكتشافات مبتكرة بل انه نقل الواقع بأمانة لا من أجل عيون العراقيين بل من أجل حماية مصالح الولايات المتحدة الأمريكية المهددة بشكل جدي من تعفن الوضع وتفاقم الأزمة في العراق. فالعراق ليس جزيرة نائية مثل كوبا أو هايتي، بل يقع العراق في قلب العرب وفي كبد العالم الاسلامي لا من المنظور الجغرافي رغم أهميته فحسب بل من المنظور الحضاري والأخلاقي. وبغداد لم تزل في الذاكرة العربية الاسلامية ذلك الضمير الحي للفكر الفقهي والثقافي والأدبي والفني للعرب والمسلمين منذ الخلافة الراشدة ودولة العباسيين الى دواوين جميل صدقي الزهاوي ومعروف الرصافي وعبد الوهاب البياتي وبدر شاكر السياب. ثم مباشرة بعد تقرير بيكر سمع الرأي العام الأمريكي والعالمي كلام الرئيس بوش ذاته وهو يتفهم عبارة الصحفي توماس فريدمان في نيويورك تايمز حين عقد مقارنة بين حرب العراق وحرب فيتنام. وجاء البرهان الساطع يوم الأحد الماضي حين أعلنت قوات التحالف عن موت 75 عسكريا أمريكيا خلال الأسبوع الماضي فقط ليبلغ عدد التوابيت القادمة من بغداد الى المطارات الأمريكية 2786 تابوتا وتعلن الحداد في المدن والقرى الأمريكية آلاف العائلات المنكوبة بموت أحد أبنائها على أرض العراق التي لا يعرف أمريكي من ثلاثة أين تقع بالتحديد(حسب استطلاع رأي جديد). وفي نفس الأسبوع تصدر الأسبوعية الجدية وذات الصدقية (ذي لانسيت) لتقول بعد بحث ميداني أجرته في العراق على مدى أربعة شهور وفي 48 مدينة وقرية بأن الشعب العراقي دفع من أبنائه وبناته وأطفاله 655000 ضحية أي حوالي ثلاثة أرباع المليون من سنة 2003 الى سنة 2006. أما في فلسطين فالبهتان الدولي متواصل في الحديث عن احتمال حرب أهلية وهي ليست أهلية بالمرة وبالقطع لأنها بكل بساطة حرب الفصيل العنصري من الغرب ولوبيات الصهيونية ضد شعب فلسطين. فالذي شن الحرب ليس لا حماس ولا فتح بل ان هنية وعباس ضحيتان للحرب الجائرة والخفية حين قطعت الاعانة المالية عن فلسطين وطولبت الحكومة المنتخبة بشيء غريب لم تطالب به أية حكومة فلسطينية قبلها أي الاعتراف بدولة عبرية ترفض هي نفسها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتعمل في بناء جدار العار ومحاصرة الشعب العربي البريء على قتلها في الأرحام حتى لا تولد أية دولة فلسطينية لا بحماس ولا بعباس، بل الجهود الشريرة متضافرة لادخال الخناس الوسواس في معابر السلطة ودق اسفين الفتنة والفوضى بين أبناء الشعب الواحد وقديما قيل بأن الجوع كافر. هذا هو المشهد العربي اليوم ويخشى بالطبع أن ينسحب التحالف من العراق لتبقى المنطقة كلها ليس على كف عفريت واحد بل مجموعة عفاريت. والعفريت الأشرس هو العفريت الداخلي أي الانقسام والفرقة والعداوات المتفاقمة والحسابات الأنانية والمصالح الانفرادية والقضايا الهامشية، في حين يخطط أعداء الأمة في الظلام لضرب جميع العرب بلا استثناء مهما اعتقد البعض منا بأنه في مأمن وهو في الحقيقة المستهدف الأول وعلى مرمى قريب من النارالعدوة. فاجتمعوا على كلمة سواء يرحمكم الله، قبل أن ينفخ في الصور! (*) كاتب وسياسي من تونس (المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 25 أكتوبر 2006)
 

 
في مجلس النواب:

المصادقة على عدد من القوانين ذات صبغة مالية وتنموية وتجارية

نواب يتساءلون عن نتائج العفو الجبائي.. تزويد السوق المحلية بالسكر.. وحقيقة تغيير برامج الفيزياء

تونس ـ الصباح في جلسة عادية مطولة دامت أكثر من خمس ساعات ونصف صادق مجلس النواب صباح يوم أمس على مجموعة من مشاريع القوانين منها مشاريع ذات صبغة تنموية على غرار اتفاق القرض المتعلق بالمساهمة في تمويل مشروع تزويد المناطق الريفية بجندوبة بالماء الصالح للشراب، واتفاق القرض المسند لديوان التطهير لتمويل مشروع تطهير تونس الغربية. ومنها ماهو ذو صبغة مالية وتتمثل في اعتماد نص موحد للقانون المتعلق باعفاء الهبات بين الأسلاف والأعقاب وبين الأزواج من معلوم التسجيل النسبي، والمصادقة على المرسوم المتعلق بتحديد آجال جديدة للانتفاع بالعفو الجبائي، واتفاق تعاون مالي بين تونس والنمسا. اضافة الى قوانين ذات صبغة تجارية على غرار الموافقة على انضمام تونس للاتفاق الدولي للسكر لعام 1992، والقانون المتعلق بغرف التجارة والصناعة. كما صادق المجلس على قانون يتعلق بتمويل المشروع الثاني لدعم الاصلاحات في قطاع التعليم العالي، وعلى تنقيح واتمام القانون التوجيهي لسنة 1996 المتعلق بالبحث العلمي وتطوير التكنولوجيا. وانضمام تونس الى بروتوكول انشاء مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي. وزير التجارة والصناعات التقليدية: المخزون المتوفّر من السكر يكفي لتغطية الاستهلاك إلى فيفري المقبل يأتي القانون المتعلق بغرف التجارة والصناعة في اطار تأهيل الغرف التجارية والصناعية بهدف توسيع مجالات تدخلها ليشمل النهوض بقطاع الخدمات وأنشطة الصناعة التقليدية والحرف الصغرى، وتفعيل مساهمتها في تنمية الصادرات وفرص الاستثمار في الجهات، والمساهمة الفاعلة في الاحاطة والمساندة للمؤسسات المتواجدة بدوائرها وخاصة المشاريع المنبثقة عن مراكز الأعمال. اضافة الى تطوير أساليب عملها باعادة النظر في تنظيمها وطرق سير هياكلها بما يضمن النجاعة والفاعلية في مهامها. ويتضمن القانون استبدال تسمية الغرف بغرف التجارة والصناعة، الاحالة الى أمر عند احداث غرف لتجارة والصناعة مع ضبط تسميتها ومقرها ودوائرها الترابية، الربط بين الانخراط بالغرفة والترسيم بالسجل التجاري أو القيام بالتصريح بالنشاط. أشار السيد منذر الزنايدي وزير التجارة والصناعات التقليدية الى الدور الهام التي تقوم به الغرف التجارية والصناعية من خلال المساهمة في دفع الحركية الاقتصادية على الصعيد الجهوي وتعزيز القدرة التنافسية للمؤسسات الاقتصادية والاحاطة بالباعثين وخاصة الشبان بالتنسيق مع كافة الهياكل المهنية والادارية المعنية. وقال أن القانون يأتي في اطار الاستجابة لتوصيات الاستشارة الوطنية حول واقع القطاع التجاري وآفاق تعصيره وخاصة المتعلقة منها بتطوير الغرف بالاحاطة بالمؤسسات الصغرى والمتوسطة. وعن الموارد المالية للغرف، أفاد أن القانون أقر موارد جديدة تتأتى من معلوم الانخراط والتصرف في المرافق العمومية الى جانب امكانية مسك الغرف للسجل التجاري في مرحلة لاحقة. أما في ما يتعلق بانضمام تونس الى الاتفاق الدولي للسكر لسنة 1992 فهي تفتح الباب للانضمام للمشاركة بشكل مباشر في أعمال ومداولات المنظمة العالمية للسكر والمجلس العالمي للسكر والاستفادة مما توفره هذه العضوية من امتيازات منها المعلومة الاحصائية والدراسات التي توفرها المنظمة باعتبارها مركزا لجمع ونشر المعلومات حول الانتاج والأسعار والصادرات والواردات والاستهلاك والمخزونات على المستوى العالمي في مجال السكر والمحليات الأخرى.. وردا حول تسائل النائب عيسى الطهاري عن دور الشركة التونسية للسكر. وتطويق ظاهرة الفوشيك لخطرها على صحة الأطفال. والنائب ناصر الشويخ الذي تساءل عن أسباب التخلي عن انتاج السكر المحلي رغم ارتفاع سعره المتواصل في السوق العالمية.. قال الوزير أن البلدان المنتجة للسكر استعملت المادة في انتاج الطاقة مع نقص في العرض العالمي أدى الى ارتفاع ملموس في الأسعار وصل الى 450 دولارا للطن. وذكر أن المخزون في تونس متوفر حاليا ويصل الى 80 ألف طن تكفي لتغطية الاستهلاك حتى شهر فيفري المقبل. دون اعتبار التغطية عن طريق الشراءات التي تمدد التغطية على غاية شهر ماي المقبل، كما أن مخزنات ديوان التجارة متوفرة في كل الولايات. وبين الوزير أن الفترة الأخيرة تميزت بانتظام التزويد من مختلف المواد الاستهلاكية والحرص متواصل على انتظام التزويد في الفترة المقبلة. وقال أن استهلاك تونس من السكر يقدر بـ330 ألف طن جزء منه يقارب 200 ألف طن يتم توريده والجزء الآخر يتم توريده خاما وتكريره من قبل الشركة التونسية للسكر. الديوان التونسي للتجارة يقارن بين أسعار السكر الأبيض والسكر الأحمر. ورغم الزيادة في أسعار السكر فهي تبقى في حدود 50% من كلفة انتاج السكر الأبيض انطلاقا من اللفت السكري. وشدد الوزير على أن مقاومة ظاهرة الفوشيك، توريدها وتوزيعها ممنوع وهو محور مشترك في أعمال المراقبة مع الأجهزة المعنية في اطار تجفيف منابع التجارة الموازية. بهدف تطوير منظومة التعليم العالي: دعم اللجنة الوطنية للتقييم وتطويرها في شكل هيكل مستقل يعنى بالتقييم وضمان الجودة يهدف المشروع الثاني لدعم الاصلاحات في قطاع التعليم العالي الى دعم تطوير منظومة التعليم العالي وهو موضوع اتفاقية القرض المبرمة بين تونس والبنك الدولي للانشاء والتعمير. كما يهدف الى رفع طاقة الاستيعاب من حوالي 300 ألف طالب سنة 2005 الى 500 ألف طالب سنة 2009 وتحسين محيط العمل بتعزيز التجهيزات العلمية والمعلومات والشبكات الالكترونية، ودعم نجاعة ومردودية مؤسسات التعليم العالي، دعم الجودة في التعليم العالي وذلك بتمكين مؤسسات التعليم العالي من انجاز مشاريع ترمي الى تحسين جودة التدريس من حيث البرامج والمحتويات العلمية وتحسين أساليب تصرفها المالي والاداري. ويهدف المشروع أيضا الى تمويل طاقة استيعاب التعليم العالي وذلك ببناء 8 مؤسسات تعليم عالي الى جانب مؤسستين للخدمات الجامعية (مطعم ومبيت جامعي) ودعم اللجنة الوطنية للتقييم وتطويرها في شكل هيكل يعنى بالتقييم وضمان الجودة، وضبط مسالك التكوين مع الحرص على تحقيق التناغم مع متطلبات سوق الشغل. وتبلغ كلفة المشروع الجملية 124 مليون دينار يساهم فيها البنك الدولي للانشاء والتعمير بـ80% منها أي ما يقارب100 مليون دينار. وتمتد فترة الانجاز بين 2006 و2011. وقد طلب التدخل بخصوص هذا القانون عديد النواب على غرار النائب يوسف الرمادي، الذي تساءل عن امكانية تمتع اللجنة الوطنية للتقييم بالاستقلالية، والنائب محمد رجا ليتيم الذي دعا الى ضرورة الاعتناء أكثر بالكليات ذات التوجه الأدبي والانساني، والنائب محمد ثامر ادريس الذي استفسر عن امكانية اعتبار التوجه نحو استقلالية المؤسسات الجامعية كخطوة نحو خوصصة القطاع مستقبلا. فيما تساءل النائب محسن التميمي عن حقيقة ما يشاع من تعديل في برامج مادة الفيزياء وبالذات الفيزياء النووية. ونفى السيد الأزهر بوعوني وزير التعليم العالي ما يروج من اشاعات من تغيير في برامج الفيزياء مؤكدا أن الموضوع غير مطروح بالمرة ولن يطرح مستقبلا، كما أشار الى أن موضوع الخوصصة محسوم ولا داعي للخوض فيه باعتبار أن الدولة تهتم بقطاع التعليم العمومي والتعليم العالي الخاص له من يهتم به. وعن مسألة تقييم جودة التعليم العالي قال الوزير أن نظرة التقييم الذاتي للمؤسسات الجامعية تم تجاوزها والمجتمعات المتقدمة تعتمد حاليا على آلية التقييم الخارجي للمؤسسة عن طريق خبراء من خارج المؤسسة موضع التقييم مشهود لهم بالكفاءة وطنيا ودوليا. وبعد تذكيره بما تم قطعه من خطوات كبيرة في مجال التقييم الخارجي الذي شمل 4مؤسسات جامعية في اطار تجربة نموذجية، ثم 15 مؤسسة تنتمي الى 7 جامعات من قبل أساتذة جامعيين هم بصدد اعداد تقارير بشأنها، قال الوزير أنه سيتم تطوير التجربة وتعميقها لتشمل مؤسسات أخرى. مضيفا أن اللجنة الوطنية للتقييم مدعوة الى أن تتطور في نهاية المخطط 11 الى لجنة وطنية للتقييم وضمان الجودة. ومن المقرر أن تصبح هيكلا مؤسساتيا مستقلا مكونا من أساتذة جامعيين يتم تسميتهم لفترات زمنية محددة على غرار ماهو معمول به بالجامعات الأنقلوساكسونية، وسيكون الجانب القانوني المنظم لهذا الهيكل جاهزا مع نهاية المخطط 11. مبيّنا أن تحسين القدرة التنافسية لخريجي التعليم العالي الذي سيصل عددهم سنة 2013 الى 100 ألف خريج سنويا، مرتبط بوجود حد أدنى من الجودة، التي تحققت في عدة أقطاب جامعية على غرار كليات الطب والصيدلة والهندسة والعلوم ومعاهد الاعلامية وبعض كليات الآداب والحقوق.. وذكر السيد الأزهر بوعوني أن الموارد التي تصرف للمؤسسات الجامعية تتم حسب مقاييس موضوعية وطبيعي أن تكون الاعتمادات المرصودة لكلية العلوم بتونس على سبيل المثال من أكبر الاعتمادات باعتبار التجهيزات المكلفة التي تحويها والمخابر العلمية التي تتوفر بها، مبرزا أن مؤسسات التعليم العالي تتسم بالشخصية المدنية وبالاستقلال المالي وتتصرف وفق قواعد مجلة المحاسبة العمومية، مضيفا أن 97% من ميزانية التعليم العالي متأتية من ميزانية الدولة. وزير الشؤون الخارجية: لا يمكن اعتبار التهريج والتحريض على الشغب والفتنة من قبيل حرية الرأي والتعبير في ما يتعلق بانضمام تونس لبروتوكول احداث مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي الذي يهدف الى الوقاية من النزاعات وصياغة سياسة أمنية ودفاعية مشتركة، تساءل النائب الأزهر الضيفي عن كيفية تمويل مهمات المجلس المذكور بعد تأكد محدودية موارد الاتحاد الافريقي من خلال أزمة دارفور. واستفسرت النائبة نجاة الطرابلسي عن امكانية حلول مجلس السلم والأمن الافريقي محل مجلس الأمن الدولي. أشار السيد عبد الوهاب عبد الله وزير الشؤون الخارجية في رده على تدخلات النواب أن تونس شاركت في مختلف مراحل اعتماد البروتوكول وساهمت في صياغة بنوده. وذكر أن كل الدول الافريقية انضمت الى البروتوكول، وأن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي يتعامل في أداء مهامه مع مجلس الأمن الدولي الذي يبقى المسؤول الأول عن حفظ الأمن والسلم في العالم. وفيما يتعلق بقضية دارفور أفاد وزير الشؤون الخارجية أن قوة الاتحاد الافريقي قامت بدور هام في هذه القضية لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية داخل السودان، وهو جدير بأن يكون -أي مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي- محل تشجيع لأنه في بداية مساره وله من الامكانيات رغم تواضعها لأن يفض النزاعات والمشاكل الداخلية في الدول الافريقية. مضيفا أن تونس يمكنها الترشح السنة القادمة لمدة 3 سنوات في عضوية المجلس عوضا عن الجزائر. مبينا في ذات الخصوص أن سياسة تونس الخارجية تتسم بالوسطية واحترام الشرعية الدولية وبعدم التدخل في شؤون الغير ولكن في نفس الوقت تحرص على أن لا يتدخل أي طرف في شؤونها ولا تقبل الدروس من أحد. حول غلق السفارة التونسية في قطر وحول غلق السفارة التونسية في قطر أوضح الوزير أن تونس تحترم احتراما مقدسا حرية التعبير قانونا وممارسة، لكن في ما يتعلق بموضوع قناة «الجزيرة» فقد خرجت من دائرة حرية التعبير لأنه في حال يقرر انسان التهريج والتحريض على الشغب والفتنة وعلى الحرب الأهلية في بلد معين لا يمكن اعتبار ذلك من قبيل تعبير عن الرأي بل دخول في دائرة تهديد أمن البلاد واستقرارها. وقال أن ما يحكم العلاقة بين الدول هي اتفاقية فيينا التي تنص أن كل دولة مسؤولة عن كل ما يصدر من ترابها. مضيفا قوله: «صبرنا الكثير وتجاوزنا عن النقد والقذف والكذب والافتراء، ولكن في الوقت الحالي نحن امام قضية تتمثل في جهاز اعلامي موجود على تراب دولة شقيقة يتناول التحريض على الشغب وهذا ما لا يجوز أن نقبله، لذلك تم اتخاذ قرار غلق السفارة». تغطية: رفيق بن عبد الله (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 27 أكتوبر 2006)  


في منتدى تونس للسلام

الباحـث الايطالـي المسلـم يحيى بلّلافيتشينـي يتحـدّث عن الحـوار بين الحضارات عبر تاريخ «المتوسط» ويبرز الدور التونسي في العهد الجديد

«ان الوضع العالمي الحالي، يتهدده بقــــوة تحــــوّل تدريجي للعولمة نحو القطب الواحد. وللتعددية الحضارية نحو التمزق وللوحدة نحو التنشيط، وهو ما سيؤدي لا فقط الى تفقير التراث الانساني الروحي والفكري والثقافي بل ايضا الى تدهور مزعج للعلاقات الحضارية بين الشعوب والاديان الى درجة توفرت فيها الظروف السلبيـــة الملائمــــــة للتصادم ولمنع كل اسبــــــاب التلاقـــي والاعتراف المتبادل الذي كان اساس التعايش في ما بينها». ذلك ما بدأ به الاستاذ يحيى بلّلافيتشيني محاضرته المطولة التي القاها امام جمهور كبير على منبر منتدى تونس للسلام الذي تأسس خلال السنة الماضية تحت اشراف وزارة الشؤون الدينية ومنظمة المؤتمر الاسلامي، وقد احتضن المحاضرة المركز الثقافي لمدينة تونس في آخر سهرة رمضانية له بحضور الدكتور الهادي المهني الامــين العام للتجمع الدستــــــوري الديموقراطي والاستــــاذ ابوبكر الاخـــــزوري وزير الشؤون الدينيــــــة والاستـــــاذ المنذر الفريجي والي تونس مع جمع من الشخصيات الوطنية في مقدمتهـا السيد الهادي البكوش الوزير الاول السابـــــق. وقد تولى الاستاذ الازهر باي مدير مركز  الدراسات الاسلامية بالقيروان تقديم المحاضر الاستاذ يحيي باللافيتشيني الذي نال خلال السنة الماضية جائزة الرئيس بن علي العالمية للدراسات الاسلامية. من هو الاستاذ يحيى؟ والاستاذ يحيى هو مواطن ايطالي من مواليد 1965، من أب مسلم، وأم يابانية ورغم انه اليوم في عز الشباب فانه تمكن من تكوين سمعة عالمية طيبة للخدمات الثقافية الهامة التي يقدمها في ايطاليا وفرنسا، وغيرها من البلدان الاوروبية تعزيزا للسلام بين الشعوب باعماله الكثيرة والمختلفة التي تفرغ فيها للتعريف بالاسلام الداعي الى التعارف والتحابب والتضامن والتعاون بين كل الشعوب وهو الى جانب بحوثه ومؤلفاته في الاسلام، يعمل مستشارا لوزير الداخلية في الحكومة الايطالية مكلفا بالشؤون الاسلامية في ايطاليا، وهو رئيس المجلس العالي للمنظمة الاسلامية  في ايطالياو وهو رئيس المجلس العالي للمنظمة الاسلامية للعلوم والتربية والثقافة المكلف بالتربية والثفافة في الغرب، وهو ايضا نائب رئيس المجموعة الاسلامية الايطالية وامام جامع ميلانو ورئيس مركز الدراسات العليا الاسلامية بفرنسا وله مجموعة من المؤلفات المنشورة منها كتاب «الاسلام في اوروبا» وكتاب «آراء امام ايطالي» وكان ممثلا للمجموعة الايطالية الاسلامية لدى ملك المغرب والرئيس المصري والقائد الليبي، وبنفس الصفة استقبله الرئيس الايطالي، كما ان رئىس البرلمان الايطالي استقبله رسميا ليتسلم منه عريضة وقّع عليها عدد كبير من الايطاليين المسلمين حملت اسم «بيان ضد الارهاب.. من اجل الحياة»، وشارك في عدة تظاهرات دولية تهدف الى توفير اسباب السلم الدولية، انتظمت في بلجيكا وروسيا والمغرب وتركيا والولايات المتحدة الامريكية واليونان والسودان وسنغفورة، واسبانيا والنمسا وبريطانيا وسويسرا، والفاتيكان وغيرها. هي حياة ثرية لشاب مسلم وهو قادر مستقبلا على العطاء اكثر لهذا الاشعاع الواسع الذي ناله ولسعة ثقافته الدينية، ولان الاستاذ يحيى بهذه الصفات فان الاقبال كان كبيرا على محاضرته التي جاءت بعنوان «حوار الحضارات والتبادل الاورومتوسطي». بدأ الاستاذ لقاءه بالجمهور التونسي بالترحيب بهم باللغة العربية، وانطلق في محاضرته بالبسملة وبالصلاة على نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ثم كان حديثه المطول باللغة الفرنسية وفرت وزارة الشؤون الدينية الترجمة الفورية الى الغتين العربية والانقليزية. وبعد ان استعرض الاستاذ يحيى المخاطر التي تهدد العالم بسبب التنميط الثقافي الذي يتشكل حاليا وبسرعة، قال: لمواجهة هذا الوضع العالمي المتردي أتمنى ان ابرز للجميع كيف يمكن للحضارة الاسلامية ان تقيم حوارا بين الحضارات وتنشط العلاقات الحضارية والثقافية بين الشرق والغرب والاسهام في تنمية متوازنة في التبادل بين شعوب ضفتي البحر الأببض المتوسط من اجل حياة افضل وتفاهم اوسع.، ومن اجل التعايش السلمي الحقيقي والدائم وهو الدور الذي تقوم به تونس بقيادة الرئيس زين العابدبن بن علي الذي اكرمني باسناده لي جائزته العالمية للدراسات الاسلامية. وقال بفرنسية يتقنها جيدا: انه من الضروري التذكير كيف ان الحضارات كانت في كل الازمان وفي الامكنة قادرة على الحفاظ على خصوصياتها مع التلاقي فيما بينها والاثراء المتبادل والانفتاح على كل الثقافات بلا خوف وبلا انزعاج كما هو الشأن في ايامنا هذه حيث اصبحنا نسمع كلمة الانزعاج من خطورة التلوث الحضاري!؟! لقد كانت المدن في التاريخ في واقع الامر منفتحة على بعضها وعلى التبادل بين الشعوب والافراد، وكان التعايش بين سكان المدن من مختلف الهويات والاديان طبيعيا ينم عن فكر متناسق يتوارثونه من جيل الى جيل كان رمزا للانسانية بخلاف ما تطرحه العولمة الحالية التي لا تحمل اي بعد كوني فكرا وثقافة. ولقد نال كاتب امريكي غربي شهرة عالمية لا يستحقها بسبب كتاب له يحمل نظرية الصدام الحتمي (يقصد هينينغتون) بين الحضارات الغربية والاسلامية، وكأنه لا يعرف ان مفهوم الحضارة يمكن ان يجمع الاديان والثقافات والشعوب وان الحضارة لا يمكنها ان تكون محدودة في دين واحد ومجتمع واحد وشعب واحد، فالحضارة الاسلامية مثلا تجمع الكثير من الشعوب ولا تهمش الاديان السماوية الاخرى، وتعمل على القبول بكل اللغات والهويات بل هي تعتبرها ثراء لها، وتقوية لجانبها وعناصر اساسية للاستقرار والسلم. وبالتالي فان الحضارة لا يمكن ان يتم تحليلها كما فعل المروّج لنظرية صدام الحضارات بالاقتصاد والخصوصيات الاجتماعية، كما لا توجد في الواقع اديان وثقافات وحضارات يمكن وصفها  بكونها فقيرة او غنية، يمينية او يسارية، سامية او آرية كما لا توجد ثقافة انقليزية او عربية بحتة طيبة او فاسدة فلقد كانت الثقافات دوما منفتحة على بعضها واستفادت من بعضها، وقد عملت كل امة على اثراء الامم الاخرى بشكل من الاشكال، بل ان الانسان المفرد يمكنه ان يساهم في اثراء ثقافة الآخرين بعد ان ساهم في اثراء ثقافته بابداعاته الهامة. ان الثقافات هي بمثابة ثمرة ذات الوان عديدة جاءت من حصاد ناتج عن زرع مختلف في اجزاء مختلفة من ارض واحدة يسكنها اناس متعددو الهويات والثقافات ثم ان الاديان التي أنشأت الحضارات لم تأت الى شعب واحد بل هي رسالات الله الى مختلف الشعوب المدعوة بوضوح الى مفهوم كوني للحياة وللحقيقة. بهذه المفاهيم للعالم والانسانية والكمون لا يمكن الحديث عن صدام الحضارات، وما هو قائم الان صدام اقتصادي يقوده الأقوى لصالحه وهو يحرك عناصر حضارية وثقافية غطاء لعملياته المصلحية والانانية المجحفة، كما ان الأقوى اليوم يحاول ضرب الخصوصيات الحضارية لانجاز التنميط الثقافي الذي يوفر له المنافع  الاقتصادية الكبيرة وهو عارف بان ذلك لا يمكن ان يكون انجازا فقد فشلت محاولات لصهر قبائل في قبائل اخري، فما بالك بانجاز تنميط الانسانية او الكون، ان الفشل سيكون مصير هذه المحاولة الدينية لضرب الحضارة الانسانية وما يجري اليوم ليس صداما بين الحضارات انما هي ثورات شعوب تدافع عن كياناتها وخصوصياتها..» ثم يبحث الاستاذ يحيى بلّلافيتشيني من خلال تاريخ الاسلام والمسلمين عن عمق الحضارة العربية الاسلامية وعن مواطن الكونية فيها وعن دعواتها الى السلام والى الحب والتعاون بين كل الشعوب كما ان الرسول صلى الله عليه وسلم يؤكد على التسامح وكان داعية قوية الى التعارف بين القبائل والامم والشعوب مهما كانت اعراقهـا ومهمـــــا كانت دياناتهــــــا. وتوقف هذا الباحث الايطالي المسلم طويلا عند المؤثرات الحضارية المختلفة للمسلمين في بلاد الغرب كما ان للمسلمين من كل الاجناس علاقات طيبة وودية مع المسيحيين واليهود جماعات وفرادى، مما ساعد على قيام نهضة كونية تعتمد على الحضارة العربية بمبادئها الاسلامية وعمقها الروحي والنهضة الكونية هي التي اعطــت ما اعطتــــه للانسانيـــــة جمعـــــاء. وتعمق الباحث في العلاقات الاجتماعية بين المؤسسات التقليدية والطبقات المثقفة والمتنورة على ضفتي البحر الأبيض المتوسط في القرون الوسطى وتتحدث الكتب والمذكرات الأدبية والفكرية عن هذه العلاقات التي كان لها التأثير البليغ في بناء علاقات طيبة بين كل شعوب البحر الابيض المتوسط يحدوها التسامح انطلاقا من تعارف عميق ووثيق. وما الحروب او عمليات الاحتلال التي حدثت الا دفاعا عن مصالح عابرة. وتساءل: لماذا نشهد اليوم انحسارا في العلاقات بين الشعوب هل ان ذلك لاسباب سياسية او حضارية؟! وقدّم الباحث قراءة لما قدمته تونس في السنوات العشرين الاخيرة بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي لفائدة السلام والدعوة الى الحوار بين الحضارات والعمل على ارساء ثقافة التسامح خاصة بداية من عام 1992 وذلك من خلال الندوات الكبرى ذات البعد الدولي او الندوات الوطنية في كامل البلاد لنشر ثقافة عقلانية ضد التطرف ولكن ايضا للدفاع عن الخصوصيات الثقافية التي تعمل العولمة على تنميطها لصالح القوى العظمى. وفي نهاية المحاضرة قدم السيد رؤوف يعيش مدير بوزارة الشؤون الدينية قراءة سريعة لما جاء فيها باللغة العربية ثم تلا البرقية التي وجهها الحاضرون باسم منتدى تونس للسلام الى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي فيها تركيز على ما قامت به تونس لفائدة حوار الحضارات. محمد بن رجب (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 27 أكتوبر 2006)

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.